شرح الأشموني على ألفية ابن مالك

ج / 3 ص -350-        التَّأنِيثُ:
758-

علامة التأنيث تاء أو ألف                     وفي أسام قدروا التا كالكتف

759-

ويعرف التقدير: بالضمير                         ونحوه كالرد  في التصغير

"عَلاَمَةُ التأنيثِ تاءٌ أَوْ أَلِفْ" فالتاء على قسمين: متحركة وتختص بالأسماء كقائمة، وساكنة وتختص بالأفعال كقامت، والألف كذلك: مفردة -وهي المقصورة- كحبلى، وألف قبلها فتقلب هي همزة وهي الممدودة كحمراء.
واعلم أن التاء أكثر وأظهر دلالة من الألف؛ لأنها لا تلتبس بغيرها، بخلاف الألف؛ فإنها تلتبس بغيرها فيحتاج إلى تمييزها بما يأتي ذكره، ولهذا قدمها في الذكر على الألف، وإنما قال "تاء" ولم يقل هاء ليشمل الساكنة، ولأن مذهب البصريين أن التاء هي الأصل والهاء المبدلة في الوقف فرعها، وعكس الكوفيون، وإنما لم يوضع للتذكير علامة لأنه الأصل فلم يحتج لذلك.
"وفي أَسامٍ قَدَّروا التَّا كالكَتِفْ" واليد والعين، ومأخذه السماع "ويُعْرَفُ التقديرُ بِالضميرِ" العائد على الاسم "ونَحْوهِ كالرَّدِّ في التصغير" كـ"يدية" إلى ما هي فيه حسا، والإشارة إليه بـ"ذي" وما في معناها، ووجودها في فعله، وسقوطها من عدده، وتأنيث خبره أو نعته أو حاله، والأمثلة واضحة.

 

ج / 3 ص -351-        760-

ولا تلي فارقة فعولا                       أصلا ولا المفعال والمفعيلا

761-

كذاك مفعل وما تليه                     تا الفرق من ذي فشذوذ فيه

762-

ومن فعيل كقتيل إن تبع                          موصوفه غالبًا التا تمتنع

 

"ولا تَلِي فارقةً فَعُولا                       أصلا ولا المِفعالَ والمفعيلا"

أي: لا تلي التاء هذه الأوزان فارقة بين المذكر والمؤنث؛ فيقال: هذا رجل صبور ومهذار ومعطير، وهذه امرأة صبور ومهذار ومعطير.
وفهم من قوله "ولا تلي فارقة" أنها قد تلي غير فارقة كقولهم: "ملولة وفروقة" فإن التاء فيهما للمبالغة، ولذلك تلحق المؤنث والمذكر.
واحترز بقوله: "أصلا" عن "فعول" بمعنى "مفعول"، فإنه قد تلحقه التاء نحو: "أكولة" بمعنى: مأكولة، و"ركوبة" بمعنى: مركوبة، و"حلوبة" بمعنى: محلوبة، وإنما كان "فعول" بمعنى "فاعل" أصلا لأن بنية الفاعل أصل، وقال الشارح: لأنه أكثر من "فعول" بمعنى "مفعول"؛ فهو أصل له.
"كَذَاك مِفعلٌ" أي: لا تليه التاء فارقة؛ فيقال: "رجل مغشم وامرأة مغشم".
"وَمَا تَلِيهِ تَا الفرقِ مِنْ ذِي" الأوزان الأربعة "فَشُذُوذٌ فِيْهِ" نحو: "عدو وعدوّة، وميقان وميقانة، ومسكين ومسكينة"، وسمع "امرأة مسكين" على القياس، حكاه سيبويه.
"ومِن فَعِيلٍ" بمعنى مفعول "كَقَتِيلٍ" بمعنى مقتول، وجريح بمعنى مجروح "إنْ تَبِعْ مَوْصُوفَهُ غَالِبا التَّا تَمتنعْ" فيقال: "رجل قتيل وجريح، وامرأة قتيل وجريح".
والاحتراز بقوله "كقتيل" من فعيل بمعنى فاعل، نحو: "رحيم وظريف" فإنه تلحقه التاء؛ فتقول: "امرأة رحيمة وظريفة".
وبقوله: "إن تبع موصوفه" من أن يستعمل استعمال الأسماء غير جار على موصوف ظاهر ولا منوي لدليل؛ فإنه تلحقه التاء، نحو: "رأيت قتيلا وقتيلة". فرارًا من اللبس، ولو قال:

ومِن فعِيلٍ كقتيلٍ إن عُرِفْ                        موصوفهُ غالبًا التَّا تنحَذِفْ

لكان أجود، ليدخل في كلامه نحو: "رأيت قتيلا من النساء" فإنه مما يحذف فيه

 

ج / 3 ص -352-        التاء للعلم بموصوفه؛ ولهذا قال في شرح الكافية: فإن قصدت الوصفية وعلم الموصوف جرد من التاء.
وأشار بقوله: "غالبًا" إلى أنه قد تلحقه تاء الفرق حملا على الذي بمعنى "فاعل"، كقول العرب: "صفة ذميمة، وخصلة حميدة"، كما حمل الذي بمعنى "فاعل" عليه في التجرد نحو:
{إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ} {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}2.
تنبيه: الأصل في لحاق التاء الأسماء إنما هو تمييز المؤنث من المذكر، وأكثر ما يكون ذلك في الصفات نحو مسلم ومسلمة، وظريف وظريفة، وهو في الأسماء قليل نحو رجل ورجلة، وامرئ وامرأة، وإنسان وإنسانة، وغلام وغلامة، وفتى وفتاة".
وتكثر زيادة التاء لتمييز الواحد من الجنس في المخلوقات نحو: "تمر وتمرة، ونخل ونخلة، وشجر وشجرة".
وقد تزاد لتمييز الجنس من الواحد، نحو: "جبأة وجبء، وكمأة وكمء" ولتمييز الواحد من الجنس في المصنوعات نحو: "جر وجرة، ولبن ولبنة، وقلنسو3 وقلنسوة، وسفين وسفينة".
وقد يجاء بها للمبالغة كـ"راوية" لكثير الرواية.
ولتأكيد المبالغة كـ"علاَّمة" و"نسَّابة".
وقد تجيء معاقبة لياء "مفاعيل" كـ"زنادقة"4 و"جحاجحة"5؛ فإذا جيء بالياء لم يجأ بها، بل يقال: "زناديق"، و"جحاجيح"، فالياء والهاء متعاقبان.
وقد يجاء بها دالة على النسب كقولهم: أشعثي وأشاعثة، وأزرقي وأزارقة، ومهلبي ومهالبة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأعراف: 56.
2 يس: 78.
3 هذا هو أصل الكلمة لكنها لا تستعمل إلا بقلب ضمة السين كسرة، وبقلب الواو ياء، أي أنها تستعمل استعمال الاسم المنقوص نحو: "قاض".
4 الزنديق: القائل ببقاء الدهر، وهو فارسي معرب "لسان العرب "زندق"".
5 الجحجح: السيد السمح "لسان العرب "جحجح"".

 

ج / 3 ص -353-        وقد يجاء بها دالة على تعريب الأسماء المعجمة نحو: كَيْلجة وكيالجة، ومَوْزَج وموازجة، والكيلجة مقدار من الكيل معروف، والموزج: الخف.
وقد تكون لمجرد تكثير حروف الكلمة كما هي في نحو: قرية وبلدة وغرفة وسقاية.
وتجيء عوضًا من فاء نحو عدة، أو من عين، نحو: إقامة، أو من لام نحو: سنة.
وقد عوضت من مَدة "تفعيل" في نحو: تزكية وتنمية وتنزية.
وقد تكون التاء لازمة فيما يشترك فيه المذكر والمؤنث كربعة للمعتدل القامة من الرجال والنساء، وقد تلازم ما يخص المذكر كرجل بُهمة وهو الشجاع.
وقد تجيء في لفظ مخصوص بالمؤنث لتأكيد تأنيثه كنعجة وناقة، ومنه نحو: حجارة وصقورة، وخؤولة وعمومة، فإنها لتأكيد التأنيث اللاحق للجمع.
763-

وألف التأنيث ذات قصر،                          وذات مد، نحو أنثى الغر

764-

والاشتهار في مباني الأولى                      يبديه وزن "أربى" والطولى

765-

ومرطى وون "فعلى" جمعا                       أو مصدرا أو صفة كشبعى

766-

وكحبارى سمهى سبطرى                       ذكرى وحثيثى مع الكفرى

767-

كذاك خليطى مع الشقارى،                         واعز لغير هذه استندارا

 

"وألِفُ التَّأنِيْثِ ذاتُ قَصْر                          وذَاتُ مَد نحوُ أُنثى الغُرِّ"

أي: غراء، والمقصورة هي الأصل؛ فلهذا قدمها.
"والاشتهارُ في مَبَانِي الأولى" أي: المقصورة "يُبديهِ" أي: يظهره أوزان.
الأول: "وزنُ" فعلى -بضم الأول وفتح الثاني- نحو: "أُرَبَى" للداهية، وأُدَمى وشُعَبى لموضعين، وزعم ابن قتيبة أنها لا رابع لها، ويرد عليه أُرَنَى -بالنون- لحب يعقد به اللبن، وجُنفى لموضع، وجُعَبى لعظام النمل.
تنبيه: جعل في التسهيل هذا الوزن من المشترك بين المقصورة والممدودة وهو

 

ج / 3 ص -354-        الصواب، ومنه مع الممدودة: اسمًا خُششاء للعظم الذي خلف الأذن، وصفة ناقة عُشراء، وامرأة نفساء، وهو في الجمع كثير نحو: كرماء وفضلاء وخلفاء.
الثاني: فعلى -بضم الأول وسكون الثاني- ومنه اسمًا بُهمى لنبت، وصفة، نحو: حبلى "والطولَى" ومصدرًا، نحو: رُجعى وبُشرى.
الثالث: فعلى -بفتحتين- ومنه اسمًا بَرَدَى لنهر بدمشق، وأجلى لموضع، ومصدرًا بشكى وجمزى "ومَرَطَى"، يقال: بَشَكت الناقة، وجَمزَت، ومَرَطتْ: أي أسرعت، وصفة كحيَدى.
تنبيه: عد في التسهيل هذا الوزن من المشترك، ومنه مع الممدودة قرَماء وجَنفاء لموضعين، وابن دَأثاء وهي الأمة، ولا يحفظ غيرها.
الرابع فعلى -بفتح الأول وسكون الثاني- وقد أشار إليه بقوله: "وَوَزْنُ فَعْلَى جَمْعَا" نحو: جرحى "أو مَصْدَرًا" نحو: نجوى "أو صِفةً" لأنثى فعلان "كشَبْعى" فإن كان فعلى اسمًا لم يتعين كون ألفه للتأنيث ولا قصرها، بل قد تكون مقصورة كسلمى ورضوى، وتكون ممدودة كالعوَّاء وهي منزلة من منازل القمر، وفيها القصر والمدّ، وتكون للتأنيث كما مر، وللإلحاق؛ ومما فيه الوجهان: أرْطى وعلقى وتترى.
الخامس: فعالى -بضم أوله- ويكون اسمًا كسُمَانَى "وكَحُبارَى" لطائرين، وجمعًا كُسكارى، وزعم الزبيدي أنه جاء صفة مفردًا، وحكى قولهم: جمل عُلادى1.
السادس: فعلى -بضم الأول وتشديد الثاني مفتوحًا- نحو: "سُمَّهَى" للباطل.
السابع: فعلى -بكسر الأول وفتح الثاني وتسكين الثالث- نحو: "سِبَطْرَى" ودِفَقَّى لضربين من المشي.
الثامن: فعلى -بكسر الأول وسكون الثاني- مصدرًا نحو: "ذِكْرَى" وجمعًا نحو: حِجْلى وظِربى جمع حجلة وظربان على وزن قطران وهي دويبة تشبه الهرة منتنة الفسو، ولا ثالث لهما في الجموع، فإن كان فِعلى غير مصدر أو جمع لم يتعين كون ألفه للتأنيث، بل إن لم ينون في التنكير فهي للتأنيث نحو: ضئرى بالهمز وهي القسمة الجائرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 جمل علادي: ضخم طويل.

 

ج / 3 ص -355-        والشيزى، وهو خشب يصنع منه الجفان، والدفلى وهو شجر، وإن نوّن فألفه للإلحاق نحو: "رجل كِيصى" وهو المولع بالأكل وحده، وعِزهى وهو الذي لا يلهو. وإن كان ينوّن في لغة ولا ينوّن في أخرى ففي ألفه وجهان، نحو: ذِفرى وهو الموضع الذي يعرق خلف أذن البعير، والأكثر فيه منع الصرف، ومنهم أيضًا من نوّن دفلى، وعلى هذا فتكون ألفه للإلحاق.
التاسع: فِعِّيلى -بكسر الأول، والثاني مشددًا- نحو: "هجِّيرى للعادة "وَحِثِّيثَى" مصدر حث ولم يجئ إلا مصدر.
تنبيه: عد هذا الوزن في التسهيل من المشترك، وقد سمع منه مع الممدودة قولهم: هو عالم بدخيلائه أي بأمره الباطن، و"خصيصاء" للاختصاص، و"فخيراء" للفخر، و"مكيناء" للتمكن. وهذه الكلمات تمد وتقصر. وجعل الكسائي هذا الوزن مقيسًا، والصحيح قصره على السماع.
العاشر: فعلى -بضم الأول والثاني وتشديد الثالث- نحو: "حُذُرَّى" و"بُذُرَّى" من الحذر والتبذير "مَعَ الكفُرَّى" وهو وعاء الطلع، وهو بفتح الثاني أيضًا مع تثليث الكاف.
تنبيه: حكي في التسهيل سُلحْفاء1 بالمد، وحكاه ابن القطاع، فعلى هذا يكون من الأوزان المشتركة، وحكى الفراء سلحفاة، وظاهره أن ألف السلحفاة ليست للتأنيث إلا أن يجعل شاذا مثل بهماة.
الحادي عشر: فعيلى -بضم الأول وفتح الثاني مشددًا- نحو: "قُبَّيطى" للناطف2 "كذاكَ خُلَّيْطَى" للاختلاط، ولُغَّيزى للُّغزِ.
تنبيه: سمع منه مع الممدودة "هو عالم بدخيلائه"، ولم يسمع غيره.
الثاني عشر: فُعَّالى -بضم الأول وتشديد الثاني- نحو: خُبَّازى "مَعَ الشُّقَّارَى" لنبتين، وخُضَّارى لطائر.
"واعْزُ" أي انسب "لغير هذه" الأوزان في مباني المقصورة "اسْتِندارا" فمما ندر فيْعَلى كخَيْسرى للخسارة، وفعْلَوى كهَرْنَوى لنبت، وفعْوَلى كقَعْوَلى لضرب من مشي الشيخ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 المشهور أن اللام في "سلحفاة" مفتوحة، لكن سياق كلام المؤلف يفيد أنها مضمومة.
2 الناطف: نوع من الحلواء.

 

ج / 3 ص -356-        وفيْعُولى كفيضوضى، وفَوْعُولى كفوضوضى للمفاوضة، وفُعْلايا كَبرَحايا للعجب، وأَفْعُلاوى كأربعاوى لضرب من مشي الأرنب، وفَعَلُوتى كَرَهَبُوتى للرهبة، وفعْلَلولى كَحَندَقوقى لنبت، وفعَيَّلى كهَبيَّخَى لمشية بتبختر، ويَفْعَلّى كَيَهْيَرّى للباطل، وإفْعلّى كإيجلّى لموضع، ومَفْعلّى كمَكورَّى للعظيم الأرنبة من الدواب، ومِفعلَّى كمِرقِدَّى للكثير الرقاد، وفَوْعَلّى كدَوْدَرّى للعظيم الخصيتين، وفِعْلِلَّى كشِفْصِلَّى لحمل نبت، وفَعَلَيَّا كَمَرَحَيَّا للمرح، وفعْلَلايا كَبَرْدَرايا، وفوعالَى كحَوْلايا، وهذان لموضعين، وفي كون هذه كلها نادرة نظر.
768-

لمدها فعلاء أفعلاء                                مثلث العين وفعللاء

769-

ثم فعالا فعللا فاعولا                               وفاعلاء فعليا مفعولا

770-

ومطلق العين فعالا وكذا                              مطلق فاء فعلاء أخذا

"لِمدِّها" أي لألف التأنيث الممدودة أوزان مشهورة، وأوزان نادرة، وقد ذكر من المشهورة سبعة عشر وزنًا:
الأول: "فَعلاَءُ" كيف أتى: اسمًا كصحراء، أو مصدرًا كرغباء، أو جمعًا في المعنى كطرفاء، أو صفة لأنثى أفعل كحمراء، أو لغيره كديمة هطلاء1.
والثاني والثالث والرابع: "أَفعلاَءُ مُثلَّثَ العْينِ" كأربَعاء وأربِعاء وأربُعاء بفتح الباء وكسرها وضمها للرابع من أيام الأسبوع، نعم هو بفتح العين من المشترك ذكره في التسهيل. ومن المقصورة قولهم أجْفَلى لدعوة الجماعة".
والخامس: "فَعْلَلاَءُ" كعقرَباء لمكان، وهو من المشترك، ومن المقصورة فَرتنى اسم امرأة.
"ثمَّ" السادس: "فِعَالاء" كقصاصاء للقصاص، كما حكاه ابن دريد، ولا يحفظ غيره.
والسابع: "فُعْلُلاء" -بضم الأول- كقُرْفُصاء ولم يجئ إلا اسمًا، وحكى ابن القطاع أنه يقال: قعد القرفصى بالقصر، فعلى هذا يكون مشتركًا، ويجوز في ثالثه الفتح والضم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ومنه قول امرئ القيس "من الرمل":
ديمة هطلاء فيها وطف
طبق الأرض تحري وتدر
"ديوانه ص144".

 

ج / 3 ص -357-        والثامن: "فَاعُولاء"، كعاشوراء وهو من المشترك، ومن المقصورة بادولى اسم موضع.
والتاسع: "فَاعِلاَءُ" كقاصعاء لأحد بابي جحرة اليربوع.
والعاشر: "فِعلَياء" -بكسر الأول وسكون الثاني- ككبرياء.
والحادي عشر: "مَفعولاَء" كمشيوخاء لجماعة الشيوخ.
والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر: فعالاء، وفعيلاء، وفعولاء، وإليها أشار بقوله: "ومُطْلَقَ العينِ فَعالاَ" والفاء مفتوحة فيهنّ: ففعالاء نحو: بَرَاساء، يقال: ما أدري أي البراساء هو1، أي: أيّ الناس هو، وبَراكاءُ القتال شدته، وقد أثبت ابن القطاع فعالى مقصورًا في ألفاظ، منها خَزازى اسم جبل، فعلى هذا يكون مشتركًا، وفعيلاءُ نحو: "بَريساءُ" بمعنى براساء، وتمر قَرِيثاء وكَرِيثاء لنوع منه، وعده في التسهيل من المشترك، ومن المقصورة كثِيرَى، و"فَعُولاء"، نحو: دَبوقاء للعذرة، وحَروراء لموضع تنسب إليه الحرورية2.
تنبيه: عدّ في التسهيل هذا الوزن في المختص بالممدودة، وأثبت ابن القطاع "فَعُولَى" بالقصر، من ذلك حضورى لموضع، ودبوقى لغة في دبوقاء بالمد، ودقوقى لقرية بالبحرين، وقطورى قبيلة في جرهم، وفي شعر امرئ القيس "عقاب تنوفى"3، وعلى هذا فهو مشترك، وهو الصحيح.
والخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر: فعلاء -مثلث الفاء4، والعين مفتوحة فيها- وإليها أشار بقوله "وكَذَا مُطْلَقَ فَاء فَعَلاَءُ أُخِذَا" فالفتح نحو: جَنَفاء اسم موضع، وقد تقدم أن هذا الوزن من المشترك، والكسر، نحو: سِيَرَاء وهو ثوب مخطط يعمل من

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هذا من القول من أمثال العرب، وقد ورد في جمهرة الأمثال 2/ 283؛ وجمهرة اللغة ص308؛ وكتاب الأمثال ص387؛ والمستقصى 2/ 310.
2 الحرورية: جماعة من الخوارج.
3 ذلك في قوله "من الطويل":

كأن دثارًا حلقت بلبونه                   عقاب تنوفى لا عقاب القواعل

4 أي بضمها وفتحها وكسرها.

 

ج / 3 ص -358-        القز، والضم نحو: عُشَراءَ ونفساءَ، وقد تقدم أنه من المشترك.
تنبيه: كلامه يوهم حصر أوزان الممدودة المشهورة فيما ذكره، وقد بقي منها أوزان ذكرها في غير هذا الكتاب، منها "فِيَعْلاء"، نحو: دِيَكْساءَ لقطعة من الغنم، ويَفَاعِلاءُ نحو: يَنابِعاء لمكان، وتَفْعُلاء كتَرْكُضاء لمشية المتبختر، وفَعْنَالاء نحو: بَرْناساء بمعنى بَراساء وهم الناس، وفَعْنَلاء نحو: برنساء بمعناه أيضًا، وفِعْلِلاء نحو: طِرْمِساء لليلة المظلمة، وفُنْعُلاء نحو: خُنْفُسَاء وعُنصُلاء وهو بصل البرّ، وفَعْلُولاَء نحو: مَعْكوكاء وبَعكوكاء للشر والجلبة، وفَعولاء نحو: عَشُوراء لغة في عاشوراء، ومَفِعْلاء نحو: مَشِيخاء1 للاختلاط، وفُعيلياء نحو: مُزَيْقياء لعمرو بن عامر ملك اليمن.
خاتمة: الأوزان المشتركة بينهما وفعلا بفتحتين، وفعلا بضم ثم فتح، وفعللا بفتح الأول والثالث وسكون الثاني، وفعيلا بفتح الأول وكسر الثاني، وفعيلا بكسر الأول والثاني مشددًا، وفعيلا بضم الأول وفتح الثاني مشددًا، وفاعولا وقد تقدم التنبيه عليها.
ومنها أيضًا: إفعيلا، نحو: إهجيرى وإهجيراء وهي العادة، وفَوْعَلا نحو: خوزلى لضرب من المشي، وحوصلى للحوصلة، وفَيْعَلا نحو: خيزلى بمعنى خوزلي، ودَيْكَساء بمعنى دِيكساء، وفعلا بكسر الأول والثاني وتشديد الثالث نحو: زمكى وزمكاء لمنبت ذنب الطائر، وفعنلا بضم الأول وفتح الثاني وسكون الثالث نحو: جلندى وجلنداء، وفعاللا نحو: جخادبى وجخادباء لضرب من الجراد.
وأما فِعْلاء كعلباء وهو عرق في العنق، وحرباء وهو دويبة، وسيساء وهو حد فقار الظهر، والشيشاء وهو الشيص، وفُعْلاء كحواء وهو نبت واحده حواءة، ومزاء وهو ضرب من الخمر، وقوباء وهو الحزاز، وخشاء وهو العظم الناتئ خلف الأذن، فكل هذه ألفها للإلحاق بقرطاس وقرناس لأنها منونة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ويعل بنقل كسرة الياء إلى الشين، فيقال: مشيخاء.