شرح الأشموني على ألفية ابن مالك
ج / 3 ص -359-
المَقْصُورُ والمَمْدُودُ:
المقصور: هو الذي حرف إعرابه ألف لازمة،
والممدود هو الذي حرف إعرابه همزة قبلها ألف زائدة،
وكلاهما قياسي وهو وظيفة النحوي، وسماعي وهو وظيفة اللغوي،
وقد أشار إلى المقصور القياسي بقوله:
771-
إذا اسم استوجب من قبل الطرف
فتحا وكان ذا نظير كالأسف
772-
فلنظيره المعل الآخر
ثبوت قصر بقياس ظاهر
773-
كفِعَل وفُعَل في جمع ما
كفِعْلة وفُعْلة نحو الدمي
"إذا اسم" صحيح "اسْتَوْجَبَ
مِن قَبْلِ الطَّرَف فَتحًا وكانَ ذَا نظيرٍ" من المعتل
"كالأسف" مثال للصحيح "فَلنظيرِه المُعَلِّ الآخِرِ ثُبوتُ
قصرٍ بقياسٍ ظاهرٍ"، نحو: جَوِيَ جوًى، وعَمِيَ عمًى،
وهَوِيَ هوًى فهذه وما أشبهها مقصورة لأن نظيرها من الصحيح
مستوجب فتح ما قبل آخره نحو أسف أسفًا، وفرح فرحًا، وأشر
أشرًا لما علمت في باب أبنية المصادر أن فعل المكسور العين
اللازم باب فَعَلٌ بفتح العين، وأما قوله "من الطويل":
1155-
إذَا قُلْتُ مَهْلا غَارَتِ الْعِيْنُ بِالبُكَا
غِرَاءً وَمدَّتْهَا مَدَامِعُ نُهَّلُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1155- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص255؛ وأمالي
القالي 1/ 60؛ وسمط اللآلي ص223؛ وشرح التصريح 2/ 292؛
وشرح المفصل 6/ 39؛ والمقاصد النحوية 4/ 509. =
ج / 3 ص -360-
فغراء: مصدر "غاريت بين الشيئين غراء" إذا
واليت، كما قاله أبو عبيدة، لا مصدر "غريت بالشيء أغرَى
به" إذا تماديت فيه في غضبك "كفِعَلٍ" بكسر الفاء
"وَفُعَلٍ" بضمها، والعين مفتوحة فيهما "في جَمعِ ما
كفِعْلَةٍ" بكسر الفاء "وفُعْلةٍ" بضمها والعين ساكنة
فيهما: الأول للأول والثاني للثاني؛ فالأول نحو: فِرية
وفرى، ومِرية ومرى، والثاني "نَحْوُ" الدمية و"الدُّمَى"
ومدية ومدى، فإن نظيرهما من الصحيح قِربة وقِرب بكسر
القاف، وقُربة وقُرب بضمها، وهو مستوجب فتح ما قبل آخره،
وكذا اسم مفعول ما زاد على ثلاثة أحرف نحو معطى ومقتنى،
فإن نظيرهما من الصحيح مكرم ومحترم وهو مستوجب ذلك، وكذلك
أفعل صفة لتفضيل كان كالأقصى أو لغير تفضيل كأعمى وأعشى،
فإن نظيرهما من الصحيح الأبعد والأعمش، وكذلك ما كان جمعًا
للفعلى أنثى الأفعل كالقصوى والقصى، والدنيا والدنى فإن
نظيرهما من الصحيح الكبرى والكبر، والأخرى والأخر، وكذلك
ما كان من أسماء الأجناس دالا على الجمعية بالتجرد من
التاء كائنًا على وزن فعل بفتحتين وعلى الوحدة بمصاحبة
التاء كحصاة وحصا وقطاة وقطا، فإن نظيرهما من الصحيح شجرة
وشجر، ومدرة ومدر، وكذلك المفعل مدلولا به على مصدر أو
زمان أو مكان نحو: ملهى ومسعى، فإن نظيرهما من الصحيح مذهب
ومسرح، وكذلك المفعل مدلولا به على آلة نحو: مِرمى ومِهدى
وهو وعاء الهدية فإن نظيرهما من الصحيح مخصف ومغزل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= شرح المفردات: غارت بالبكا: فاض دمعها. غراء: إلحاحًا:
نهل: غزيرة الدمع.
المعنى: يقول: إذا دعوت نفسي للتجلد فاضت دموع العين
إلحاحًا في تعذيبي، تساعدها المدامع بغزارة.
الإعراب: "إذا": ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه.
"قلت": فعل ماض والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "مهلا":
مفعول مطلق لفعل محذوف "غارت": فعل ماض، والتاء للتأنيث،
"العين": فاعل مرفوع بالضمة. "بالبكاء": جار ومجرور
متعلقان بـ"غار". "غراء": مفعول مطلق منصوب. "ومدتها":
الواو حرف عطف، "مدتها": فعل ماض، والتاء للتأنيث، و"ها"
ضمير في محل نصب مفعول به. "مدامع": فاعل مرفوع. "نهل":
نعت "مدامع" مرفوع بالضمة.
وجملة: "إذا قلت..." الشرطية ابتدائية لا محل لها من
الإعراب. وجملة: "قلت" في محل جر بالإضافة. وجملة "مهلًا"
في محل نصب مفعول به. وجملة "غارت العين" جواب شرط غير
جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة "مدتها مدامع" معطوفة
على "غارت".
الشاهد فيه قوله: "غراء" حيث زعم ابن عصفور أنه مصدر "غري
بالشيء" وأن مده شاذ وقياسه القصر، والرواية بكسر الغين،
فهو من الفعل "غاري" ولذلك يكون مده قياسيًا، مثل: قاتل
قتالا.
ج / 3 ص -361-
ثم أشار إلى الممدودة القياسي بقوله:
774-
وما استحق قبل آخر ألف
فالمد في نظيره حتمًا عرف
775-
كمصدر الفعل الذي قد بدئا
بهمز وصل كارعوى وكارتأى
"وَمَا اسْتَحَقَّ" أي من
الصحيح "قَبْلَ آخرِ ألفْ فالمَدُّ في نظيرِهِ" من المعتل
"حَتْما عُرِفْ" وذلك "كَمَصْدَرِ الفِعلِ الذي قَدْ
بُدِئَا بِهَمْزِ وصلٍ كَارْعَوَى" ارعواء "وكَارْتأى"
ارتياء وكاستقصى استقصاء فإن نظيرهما من الصحيح انطلق
انطلاقًا، واقتدر اقتدارًا، واستخرج استخراجًا، وكمصدر
افعل نحو: أعطى إعطاء، فإن نظيره من الصحيح أكرم إكرامًا،
وكمصدر فَعلَ دالا على صوت أو مرض كالرُّغاء والثُّغَاء
والمُشاء فإن نظيرها من الصحيح البُغام والدوار، وكفعال
مصدر فاعل نحو: والى ولاء، وعادى عداء؛ فإن نظيرهما من
الصحيح ضارب ضرابًا وقاتل قتالا، وكمفرد أفعلة نحو: كساء
وأكسية ورداء وأردية، فإن نظيره من الصحيح حِرار وأحرّة
وسلاح وأسلحة، ومن ثم قال: الأخفش: أرجية وأقفية من كلام
المولدين لأن رحى وقفا مقصوران، وأما قوله "من الطويل":
1156-
فِي لَيْلَةٍ مِنْ جُمَادَى ذَاتِ أنْدِيَةٍ
لاَ يُبْصِرُ الْكَلْبُ مِنْ ظَلْمَائِهَا الْطُّنُبَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1156- التخريج: البيت لمرة بن محكان في الأغاني 3/ 381؛
والخصائص 3/ 52، 3/ 237؛ وسر صناعة الإعراب ص620؛ وشرح
التصريح 2/ 293؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص1563؛ ولسان
العرب 15/ 318 "ندى"؛ والمقاصد النحوية 4/ 510؛ والمقتضب
3/ 81؛ وبلا نسبة في شرح شافية ابن الحاجب ص329؛ وشرح
المفصل 10/ 17؛ ولسان العرب 11/ 268 "رجل".
شرح المفردات: جمادى: من الأشهر العربية. الأندية: ج
الندء، وهو البلل. الطنب: ج الأطناب، وهو الحبل الذي تشبد
به الخيمة.
الإعراب: "في ليلة": جار ومجرور متعلقان بـ"ضمي" في بيت
سابق. "من جمادى": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت
لـ"ليلة". "ذات": نعت "ليلة" مجرور بالكسرة، وهو مضاف.
"أندية": مضاف إليه مجرور. "لا": حرف نفي. "يبصر": فعل
مضارع مرفوع بالضمة. "الكلب": فاعل مرفوع بالضمة. "من
الطناب": مفعول به منصوب، والألف للإطلاق.
وجملة: "لا يبصر..." في محل جر نعت ليلة.
الشاهد فيه قوله: "أندية" فإنه جمع "ندى" على غير قياس،
والجمع القياسي لـ"ندى" هو "أنداء".
و"أفعلة" قياسي في كل اسم رباعي ثالثه حرف مد.
ج / 3 ص -362-
والمفرد ندى -بالقصر- فضرورة، وقيل: جمع
ندى على نداء كجمل وجمال، ثم جمع نداء على أندية، ويبعده
أنه لم يسمع نداء جمعًا، وكذا ما صيغ من المصادر على
تَفعال، ومن الصفات أو مفعال لقصد المبالغة كالتعداد
والعداء والمعطاء لأن نظيرها من الصحيح التذكار والخباز
والمهذار.
776-
"وَالعَادِمُ النَّظِيْرِ ذَا قَصْرٍ وَذَا
مَد بنقلٍ كالحِجَا
وكالحذا"
"العادم": مبتدأ، و"بنقل":
خبره، و"ذا" قصر و"ذا" مد: حالان من الضمير المستتر في
الخبر، وهو من تقديم الحال على عاملها المعنوي، وفيه ما
عرف في موضعه.
والمعنى أن ما ليس له نظير اطرد فتح ما قبل آخره فقصره
سماعي، وما ليس له نظير اطرد زيادة ألف قبل آخره فمده
سماعي.
فمن المقصور سماعًا: الفتى واحد الفتيان، والسنا الضوء،
والثرى التراب، والحجا العقل.
ومن الممدود سماعًا: الفتاء حداثة السن، والسناء الشرف،
والثراء كثرة المال، والحذاء النعل.
777-
وقصر ذي لمد اضطرارا مجمع
عليه والعكس بخلف يقع
"وقَصْرُ ذِي المدِّ اضطِرَارا
مُجمَعُ عليه"؛ لأنه رجوع إلى الأصل؛ إذ الأصل القصر، ومنه
قوله "من الرجز":
1157-
لاَ بُدّ مِنْ صَنْعَا وإنْ طَالَ الْسَّفَرْ
"ولو تحنى كل عود ودبر"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1157- التخريج: الرجز بلا نسبة في الدرر 6/ 219؛ وشرح
التصريح 2/ 293؛ والمقاصد النحوية 4/ 11؛ وهمع الهوامع 2/
156.
شرح المفردات: صنعا: أي صنعاء، وهي مدينة في اليمن. تحنى:
انعطف: العود: المسن من الجمال. الدبر: الذي أصابته الدبرة
أي القرحة.
المعنى: يقول: لا بد من بلوغ صنعاء وإن طال السفر، ولو
تعبت الجمال وتقرحت. =
ج / 3 ص -363-
وقوله "من الطويل":
1158-
فَهُمْ مِثَلُ الْنَّاسِ الَّذِي يَعْرِفُوْنهُ
وَأهْلُ الْوَفَا مِنْ حَادِثٍ وَقَدِيْمِ
تنبيه: منع الفراء قصر ما له قياس يوجب مده نحو: فَعْلاء
أفْعَل، فقول المصنف: "وقصرُ ذِي المدِّ اضطرارًا مُجمعُ
عليه"، يعني في الجملة، ويرد مذهب الفراء قوله "من
السريع":
1159-
وَأنْتِ لَوْ بَاكَرْتِ مَشْمُولَةً
صَفْرا كَلَوْنِ الْفَرَسِ الأشْقَرِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: "لا": نافية للجنس، "بد": اسم "لا" مبني في محل
نصب. "من صنعا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا".
"وإن": الواو حالية، "إن": وصلية زائدة. "طال": فعل ماض
مبني على الفتح. "السفر": فاعل مرفوع بالضمة وسكن للضرورة
الشعرية. "ولو": الواو حرف عطف، "لو": حرف شرط غير جازم.
"تحنى": فعال ماض. "كل": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف.
"عود": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "ودبرا": الواو حرف عطف،
"دبر": فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر تقديره، "هو".
وجملة: "لا بد من صنعا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
وجملة: "وإن طال السفر" في محل نصب حال. وجملة: "تحنى"
معطوفة على جملة "طال". وجملة "دبر" معطوفة على جملة
"طال".
الشاهد فيه قوله: "صنعا" حيث قصره الشاعر حيث اضطر لإقامة
الوزن. وأصله: صنعاء.
1158- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 6/ 220؛ وشرح
التصريح 2/ 293؛ والمقاصد النحوية 4/ 512؛ وهمع الهوامع 2/
156.
شرح المفردات: فهم مثل الناس: أي بهم يضرب المثل لشهرتهم.
المعنى: يقول: إنهم مضرب مثل في العزة والكرامة، وإنهم إلى
ذلك أهل وفاء، عرفوا به منذ القديم، ولا يزالون يمارسونه.
الإعراب: "فهم": الفاء بحسب ما قبلها، "هم": ضمير منفصل في
محل رفع مبتدأ. "مثل": خبر المبتدا مرفوع، وهو مضاف.
"الناس": مضاف إليه مجرور. "الذي": اسم موصول مبني في محل
رفع نعت "مثل". "يعرفونه": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون،
والواو ضمير في محل رفع فاعل، والهاء ضمير في محل نصب
مفعول به. "وأهل": الواو حرف عطف، "أهل": معطوف على "مثل"
مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "الوفا": مضاف إليه مجرور. "من
حادث": جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من "أهل".
"وقديم": الواو حرف عطف، "قديم": معطوف على "حادث" مجرور
بالكسرة.
وجملة "هم مثل الناس" بحسب ما قبلها. وجملة "يعرفونه" صلة
الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "الوفا" حيث قصره الشاعر للضرورة
الشعرية، والأصل: "الوفاء".
1159- التخريج: البيت للأقيشر الأسدي في ديوانه ص43؛
والدرر 6/ 221؛ وشرح التصريح 2/ 293؛ والمقاصد النحوية 4/
516؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص448؛ والحماسة البصرية 2/
368؛ ومجالس ثعلب 1/ 110؛ وهمع الهوامع 2/ 156. =
ج / 3 ص -364-
وقوله "من الكامل":
1160-
والْقَارِحُ وَكلُّ طِمِرَّةٍ
مَا إنْ يَنَالُ يَدُ الطَّوِيلِ قَذَالَهَا
"والعكسُ" وهو مد المقصور
اضطرارًا "بِخلْفٍ يَقعُ" فمنعه جمهور البصريين مطلقًا،
وأجازه جمهور الكوفيين مطلقًا، وفصّل الفراء: فأجاز مد ما
لا يخرجه المد إلى ما ليس في أبنيتهم، فيجيز مد "مقلى"
بكسر الميم فيقول: "مقلاء" لوجود "مفتاح"، ويمنع مد "مولى"
لعدم "مفعال" بفتح الميم، وكذا يمد "لحى" بكسر اللام
فيقول: "لحاء" لوجود "جبال"، ويمنعه في "لحى" بضم اللام
لأنه ليس في أبنية الجموع إلا نادرًا، والظاهر جوازه
مطلقًا؛
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اللغة: باكرت: بادرت: المشمولة: الخمر الباردة الطعم.
الإعراب: وأنت: "الواو": بحسب ما قبلها، "أنت": ضمير منفصل
في محل رفع مبتدأ، لو: حرف شرط غير جازم. باكرت: فعل ماض:
و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. مشمولة: مفعول به.
صفرًا: نعت "مشمولة" منصوب. كلون: جار ومجرور متعلقان بصفة
ثانية لـ"مشمولة"، وهو مضاف. الفرس: مضاف إليه مجرور.
الأشقر: نعت "فرس" مجرور.
وجملة "أنت": بحسب ما قبلها. وجملة "لو باكرت مع الجواب
المحذوف خبر للمبتدأ "أنت".
وجملة "باكرت": جملة الشرط غير الظرفي لا محل لها.
الشاهد: قوله: "صفرا" حيث قصرها وهي ممدودة، والأصل:
"صفراء".
1160- التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف 2/ 757.
اللغة: القارح: الفرس الذي اكتمل سنه. الطمرة: الوثابة،
وهي المشرفة والعالية. قذالها: مؤخر رأسها، خلف ناصيتها.
المعنى: وهذا الفرس الفتي العداء وكل من بلغ درجة العلو
والسرعة لا يمكن ن تنال قذالها يدا الطويل.
الإعراب: "والقارح": "الواو": حرف عطف، "القارح": اسم
معطوف على "الواهب" في بيت سابق مرفوع بالضمة. "العدا":
صفة مرفوعة بالضمة. "وكل": "الواو": "حرف عطف، "كل": اسم
معطوف مرفوع بالضمة. "طمرة": مضاف إليه مجرور بالكسرة، ما
إن": "ما": نافية "إن": زائدة لتوكيد النفي. "تنال": فعل
مضارع مرفوع بالضمة. "يدا": فاعل مرفوع بالضمة، مثنى
"الطويل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "قذالها": مفعول به
منصوب بالفتحة، و"الهاء": ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة "ما إن ينال يدا..." في محل جر صفة لـ"طمرة".
والشاهد فيه قوله "العداء": أصله "العداء" صيغة مبالغة
فعلها عدا يعدو، وأصله ممدود قياسي، ولكن الشاعر قصره حين
اضطر لإقامة الوزن.
ج / 3 ص -365-
لوروده، من ذلك قوله: "من الرجز":
1161-
وَالْمرْءُ يُبْلِيهِ بِلاَءَ الْسِّرْبَالْ
تُعَاقُبُ الإهْلاَلِ بَعْدَ الإهْلاَلْ
وقوله "من الوافر":
1162-
سَيُغْنِيني الَّذِي أغْنَاكَ عَنِّي
فَلاَ فَقْرٌ يَدُوْمُ وَلاَ غِنَاءُ
وليس هو من "غانيته" إذا فاخرته بالغنى، ولا من الغناء
بالفتح بمعنى النفع كما قيل؛ لاقترانه بالفقر، وقوله "من
الرجز":
1163-
يَا لَكَ مِنْ تَمْرٍ وَمِنْ شِيشَاءِ
يَنْشَبُ فِي المَسْعَلِ وَاللَّهَاءِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1161- التخريج: الرجز للعجاج في ملحق ديوانه 2/ 323؛
ولسان العرب 14/ 85 "بلا"؛ ويروى "الأحوال".
الإعراب: والمرء: "الواو": بحسب ما قبلها، "المرء": مبتدأ
مرفوع. يبليه: فعل مضارع مرفوع، و"الهاء": ضمير في محل نصب
مفعول به. بلاء: مفعول مطلق منصوب، وهو مضاف. السربال:
مضاف إليه مجرور بالكسرة وسكن مراعاة للروي تعاقب: فاعل
مرفوع، وهو مضاف. الإهلال: مضاف إليه مجرور. بعد: ظرف زمان
في محل نصب مفعول فيه، متعلق بـ"تعاقب"، وهو مضاف.
الإهلال: مضاف إليه مجرور بالكسرة وحرك بالسكون مراعاة
للروي.
وجملة "المرء يبليه" ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
وجملة "يبليه": في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد فيه قوله: "بلاء" حيث مد المقصور، وهذا جائز عند
الكوفيين، وغير جائز عند البصريين.
1162- التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف ص747؛ وتذكر
النحاة ص509؛ والدرر 6/ 222؛ وشرح التصريح 2/ 293؛ وشرح
ديوان زهير ص73؛ ولسان العرب 15/ 136 "غنا": والمقاصد
النحوية 513؛ والمنقوص والممدود ص28.
الإعراب: "سيغنيني": السين للاستقبال، "يغنيني": فعل مضارع
مرفوع، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به.
"الذي": اسم موصول مبني في محل رفع فاعل. "أغناك": فعل
ماض، والكاف ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر
تقديره: "هو". "عني": جار وجرور متعلقان بـ"أغناك". "فلا":
الفاء حرف استئناف، "لا": نافية. "فقر": مبتدأ مرفوع.
"يدوم": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو".
"ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف لتوكيد النفي. "غناء":
معطوف على "فقر" مرفوع.
وجملة "سيغنيني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة
"أغناك" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا
فقر..." استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "يدوم"
في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد فيه قوله: "غناء" حيث مده الشاعر لإقامة الوزن،
والأصل: "غنى".
1163- التخريج: الرجز لأبي مقدام الراجز في سمط اللآلي
ص874؛ وله أو لأعرابي من أهل =
ج / 3 ص -366-
وممن وافق الكوفيين على جواز ذلك ابن ولاد
وابن خروف، وزعما أن سيبويه استدلَّ على جوازه في الشعر
بقوله: وربما مدوا فقالوا: منابير، قال ابن ولاد: فزيادة
الألف قبل آخر المقصور كزيادة هذه الياء.
تنبيه: الكلام في هذه المسألة هو الكلام في صرف ما لا
ينصرف للضرورة وعكسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البادية في الدرر 6/ 222؛ والمقاصد النحوية 4/ 507؛ وبلا
نسبة في الإنصاف 2/ 746؛ والخصائص 2/ 231؛ ولسان العرب 3/
141 "حدد"، 6/ 311 "شيش"، 15/ 262 "لها"؛ وهمع الهوامع 2/
157.
اللغة: الشيشاء: نوع من التمر لا يشتد نواه. ينشب: يعلق:
اللهاء: ج اللهاة، وهي اللحمة المشرفة على الحلق في أقصى
سقف الفم.
الإعراب: "يا": حرف تنبيه. "لك": جار ومجرور متعلقان بخبر
المبتدأ المحذوف تقديره "شيء". "من تمر": جار ومجرور
متعلقان بمحذوف حال من الكاف في "لك"، أو "من": حرف جر
زائد، "تمر": اسم مجرور لفظًا مرفوع محلا على أنه مبتدأ
مؤخر وخبره شبه الجملة من الجار والمجرور "لك". "ومن
شيشاء": الواو حرف عطف، "من شيشاء" معطوف على "من تمر".
"ينشب": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو".
"في المسعل": جار ومجرور متعلقان بـ"ينشب". "واللهاء":
معطوف على "المسعل".
وجملة المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب لأنها
ابتدائية. وجملة "ينشب" في محل جر نعت "شيشاء".
الشاهد فيه قوله: "واللهاء" حيث مده للضرورة الشعرية.
والأصل "اللها". |