شرح شافية ابن الحاجب ركن الدين الاستراباذي - المبحث الثاني: آثاره "الموجود منها
والمفقود"
حفظ التاريخ لركن الدين أسماء بعض آثاره، فذكر له ياقوت في معجم
الأدباء اثنين من المؤلفات1 وارتفع بها السبكي إلى سبعة2، وذكر
المقريزي من تلك السبعة ستة فقط3، وذكر ابن حجر سبعة من هذه المؤلفات4،
وأما ابن تغري بردي فقد ذكر ثمانية مؤلفات، وأردف ذلك بعبارة: "وعدة
تصانيف أخر ذكرناها في غير هذا الكتاب"5. وأما صاحب أعيان الشيعة فقد
بلغ بها ستة عشر مصنفًا6.
ومما لاحظته أن العديد من كتب التراجم كانت تردف ما تقوله بشأن هذه
المؤلفات بالعبارة التقليدية التي درج عليها المترجمون حينما يقولون
"وغير ذلك" فليتهم ذكروا كل ما وقفوا عليه وأراحوا من جاء بعدهم من
عناء كثير.
وقد رأيت أن أتتبع آثاره في كل ما وقع تحت يدي من كتب التراجم وغيرها
فوجدتها بلغت العشرين، بالرغم من أن معظم المراجع التاريخية -عدا ما
ذكرناه- لا يكاد يشير إلا إلى النزر
__________
1 ينظر: 8/ 5.
2 ينظر: طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 407.
3 ينظر: السلوك: 2/ 158.
4 ينظر: الدرر الكامنة: 2/ 16, 17.
5 النجوم الزاهرة: 9/ 231.
6 ينظر: أعيان الشيعة: 23/ 145.
(1/63)
اليسير من آثار ركن الدين، وأحيانًا يطوي
الحديث فلا يصرح بكثير أو قليل. على أن جل هذه الآثار قد عدت عليها
العوادي فطواها الزمن فيما طوى من ذخائر، ولم يصل إلينا إلا كتب أربعة
قمنا بدراستها وتحليلها في كتابنا الموسوم بـ"ركن الدين الأستراباذي
وجهوده النحوية والتصريفية" لكي نكشف النقاب عن جهود الرجل في
الميدانين، النحوي والصرفي.
وقد حاولت جاهدًا أن أتعرف تاريخ تأليف كل كتاب على حدة ليكون تاريخ
الإنتاج أساس هذا الترتيب، ولكن عبثًا حاولت، وحين عز علي ذلك عمدت إلى
ترتيبها حسب أحرف الهجاء. هذا وسأحاول جاهدًا أن أوثق نسبة كل كتاب إلى
ركن الدين، وذلك بذكر المراجع التي أشارت إليه، وبالنصوص التي نقلت
منه، كلما استطعت إلى ذلك سبيلًا، وإليك هذه الآثار:
1- الاختيارات النحوية:
صنفه ركن الدين وأهداه للسلطان الملك المظفر صاحب ماردين. ذكره العيني
في "عقد الجمان"1.
والكتاب مفقود بحثت عنه كثيرًا وفتشت عنه في جميع المكتبات العامة، لكن
دون جدوى.
2- البسيط:
ويسمى "الشرح الكبير": وهو شرح مطول على الكافية.
__________
1 2/ 158.
(1/64)
لابن الحاجب. وهو واحد من شروح ثلاثة له
على الكافية.
3- حل العُقَد والعَقل في ضرح مختصر منتهى الوصول والأمل:
وهو شرح على كتاب: مختصر منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل
للإمام ابن الحاجب. وهو كتاب في أصول الفقه المالكي.
وقد ذكره المقريزي في "السلوك"، وابن حجر في "الدرر الكامنة"1، وابن
تغري بردي في "النجوم الزاهرة"2 والبغدادي في "هدية العارفين"3.
وجاء في كشف الظنون "ص1853" ما نصه: "ومن شرحه -يعني: مختصر المنتهى
لابن الحاجب- السيد ركن الدين الأستراباذي. أوله: أما بعد حمد الله
خالق الصور والأشباح ... إلخ سماه: حل العقد والعقل في شرح مختصر
الوصول والأمل، ذكر في أوله اسم السلطان الملك المظفر قرأ أرسلان بن
السيد نجم الدين الغازي الأرتقي الذي تولى الملك على ماردين سنة 653هـ
وكانت وفاته سنة 691هـ والكتاب من الذخائر المفقودة.
4- حواش على التجريد، للطوسي:
__________
1 2/ 17.
2 9/ 231.
3 1/ 283.
(1/65)
وهي حواش على كتاب: تجريد العقائد، لنصير
الدين الطوسي ويعرف أيضًا بتجريد الكلام. ذكره العاملي في أعيان
الشيعة1.
وهذه الحواشي جمعها في كتاب، وهو مفقود:
5- حواش على كليات القانون:
ذكره العاملي في أعيان الشيعة2، وهو مفقود.
6- الزينية:
وهي مقدمة في النحو ذكرها العيني في عقد الجمان3. وتابعه العاملي في
أعيان الشيعة4 وهذه المقدمة من الذخائر العلمية المفقودة.
7- شرح الحاوي الصغير:
وهو شرح على كتاب "الحاوي الصغير"5، للإمام عبد الغفار بن الكريم بن
عبد الغفار نجم الدين، المعروف بالخطيب القزويني المتوفى سنة 665هـ.
وهو كتاب في الفقه على المذهب الشافعي.
__________
1 ينظر: 23/ 145. ويوجد من كتاب التجريد للطوسي نسخة خطية بدار الكتب
المصرية تحت رقم "305" علم كلام طلعت. تقع في "33" ق.
2 ينظر: 23/ 145.
3 2/ 296.
4 23/ 145.
5 من الحاوي الصغير نسختان خطيتان بدار الكتب المصرية بالقاهرة، الأولى
في "104" ق، خط سنة 788هـ، برقم "1413" فقه شافعي. والأخرى في "100" ق
خط سنة 678هـ برقم: "123793/ رمز "ب".
(1/66)
وذكر ابن حجر العسقلاني أن ركن الدين شرح
الحاوي شرحين1 وذكر إسماعيل البغدادي في هدية العارفين: أن هذا الشرح
في أربعة مجلدات2.
وذكر هذا الشرح أيضًا السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى"3 والمقريزي في
"السلوك لمعرفة دولة الملوك"4 وهو بعد مفقود.
8- شرح ديوان الحماسة:
وهو شرح على ديوان الحماسة الذي جمعه أبو تمام، حبيب أوس الطائي "ت
231هـ"5.
وهذا الشرح مفقود، ذكره ياقوت في "معجم الأدباء"6 والسيوطي في "بغية
الوعاة"7، وإسماعيل البغدادي في "هدية العارفين"8، وكحّالة في "معجم
المؤلفين"9.
__________
1 ينظر: الدرر الكامنة: 2/ 17.
2 ينظر: هدية العارفين: 1/ 283.
3 ينظر: 9/ 407.
4 ينظر: 2/ 158.
5 طبع ديوان الحماسة لأبي تمام، في بغداد بتحقيق د. عبد المنعم أحمد
صالح ونشرته دار الشئون الثقافية العامة بوزارة الثقافة والإعلام.
اعتمادًا على نسخة فريدة، محفوظة في مكتبة الدراسات العليا في كلية
الآداب جامعة الآداب جامعة بغداد، برواية أبي منصور موهوب بن أحمد بن
محمد بن الخضر الجواليقي "ت 540هـ".
6 ينظر: 8/ 5.
7 ينظر: 1/ 499.
8 ينظر: 1/ 283.
9 ينظر: 3/ 197.
(1/67)
وهذا الشرح صنفه ركن الدين في مرحلة مبكرة
من حياته، أي: قبل سنة 626هـ، التي توفي فيها ياقوت الحموي. وهذا يؤكد
ما رجحناه بشأن ميلاده، وأنه كان من المعمرين1.
9- شرح شافية ابن الحاجب:
وهو شرح على مقدمة ابن الحاجب في التصريف، والمعروفة بالشافية، وسوف
نفرد لهذا المصنف حديثًا خاصا في موضعه من هذا البحث، إن شاء الله
تعالى.
10- شرح شمسية المنطق:
وهو شرح على كتاب "الشمسية" في المنطق لأستاذه وشيخه نصير الدين
الطوسي. ومن الشمسية نسخة خطية بمدرسة يحيى باشا بالموصل برقم "19".
وشرح ركن الدين ذكره السبكي في طبقات الشافعية الكبرى وقال: "وقد وقفت
عليه"2. وهو بعد مفقود.
11- الشرح الصغير على كافية ابن الحاجب:
وهو شرح ثان له على الكافية، لمصنفها العلامة ابن الحاجب وهو شرح
مختصر، اختصر به مصنفه شرحه الكبير.
12- شرح فصيح ثعلب:
وهذا الكتاب شرح فيه مصنفه ركن الدين كتاب "الفصيح" في
__________
1 ينظر ص"23" من البحث.
2 طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 407.
(1/68)
اللغة لإمام العربية أبي العباس، أحمد بن
يحيى ثعلب "ت 291هـ"1.
وذكره ياقوت في "معجم الأدباء"2، والسيوطي في "بغية الوعاة"3، وحاجي
خليفة في "كشف الظنون"4، والبغدادي في "هدية العارفين"5. وكحالة في
"معجم المؤلفين"6. وهو من الكتب المفقودة.
13- شرح قواعد العقائد، للغزالي:
__________
1 وكتاب الفصيح لثعلب قد اختار فيه مؤلفه الفصيح من كلام العرب مما
يجري في كلام الناس وكتبهم. ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية برقم
"446" لغة، خطت سنة 1177هـ، وأخرى بالمدينة المنورة، مصورة عن النسخة
الخطية المحفوظة بدار الكتب المصرية برقم "9" رمز "س"، خطت سنة 1298هـ،
وعليها شرح أرجوزة أبي نواس في غريب اللغة لابن جني، مطلعها:
وبلدة فيها زور ... صعراء تخطا في صعر
ومنه نسخة ثالثة ضمن مجموعة محفوظة بدار الكتب المصرية برقم "15" رمز
"س"، كتبت سنة 1301هـ.
وقد طبع الكتاب بلييسك عام 1876م في نحو من سبعين صفحة، ومعه مقدمة
وملاحظات بالألمانية، وطبع أيضًا بالمطبعة النموذجية بمصر سنة 1368هـ.
نشره وعلق عليه الأستاذ محمد عبد المنعم خفاجي.
2 ينظر: 8/ 5.
3 ينظر: 1/ 499.
4 ينظر: ص1283.
5 ينظر: 1/ 283.
6 ينظر: 3/ 2967.
(1/69)
وهو شرح لكتاب "قواعد العقائد"1 تأليف حجة
الإسلام، أبي حامد بن أحمد الغزالي "450هـ-505هـ". وذكره صاحب "النجوم
الزاهرة"2، وحاجي خليفة في "كشف الظنون"3 والبغدادي في "هدية
العارفين"4. وهو مفقود أيضًا.
14- شرح قواعد العقائد النصيرية:
وهو شرح لكتاب "قواعد العقائد النصيرية" في علم الكلام، تأليف شيخه
الخواجة نصير الدين الطوسي، كتب ركن الدين شرحه لولد أستاذه الطوسي في
حياة الأستاذ، ذكر ذلك العاملي في أعيان الشيعة5. وهو مفقود.
15- شرح المطالع في المنطق في مجلدين:
ذكر ذلك السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى"6، وكذلك ابن تغري بردي في
"النجوم الزاهرة"7. وهو بعد مفقود.
16- شرح المعالم في أصول الدين:
اختصر ركن الدين المعالم في أصول الدين، وشرحه. قال
__________
1 وهو كتاب في علم الكلام حققه الأستاذ سعيد زايد. وطبع في القاهرة سنة
1960 في "128" صفحة من القطع المتوسط.
2 ينظر: 9/ 231.
3 ص1358.
4 ينظر: 1/ 283.
5 23/ 146.
6 ينظر: 9/ 407.
7 ينظر: 9/ 231.
(1/70)
السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: "وقد
وقفت عليه"1 ولكنه لم يصل إلينا.
17 مرآة الشفاء في الطب:
ذكره حاجي خليفة في "كشف الظنون"2، والبغدادي في "هدية العارفين"3. وهو
من الآثار المفقودة.
18- نهج الشيعة:
ألفه باسم السلطان إدريس بهادر خان. ذكر ذلك العاملي في "أعيان
الشيعة"4. وهو مفقود لم يصل إلينا.
19- الوافية في شرح الكافية "المتوسط":
وهو شرح ثالث على كافية ابن الحاجب، ويعرف بين الدارسين بالمتوسط.
20- له كتاب جمع فيه أسئلة كان قد سألها شيخه الطوسي:
وأجاب عنها. ذكر ذلك العاملي في "أعيان الشيعة"5.
والكتاب من الآثار المفقودة.
__________
1 9/ 407.
2 ص1648.
3 1/ 283.
4 23/ 145.
5 ينظر: 23/ 146.
(1/71)
ما وصل إلينا من
مصنفاته:
وصل إلينا من مؤلفات عالمنا -رحمه الله- المصنفات التالية:
1- كتاب البسيط، وهو شرح كبير على كافية ابن الحاجب.
2- كتاب الوافية في شرح الكافية، وهو معروف بين العلماء باسم المتوسط.
3- شرح شافية ابن الحاجب في الصرف.
وفي هذه العجالة نقدم تعريفًا مفصلًا بهذه المصنفات ونذكر مخطوطاتها
ونعرف بأماكن وجودها، وننص على ما طبع منها، ومكان طبعته وسبب تأليفها،
وأيضًا نلقي الضوء على ماهية كل مُؤَلَّف ومحتواه ونكشف النقاب عن أهم
ما يمتاز به بين مؤلفات العربية ومصنفاتها.
(1/72)
1- كتاب البسيط:
وهو شرح كبير صنفه الإمام ركن الدين الأستراباذي على كتاب "الكافية"1
لصاحبه الإمام ابن الحاجب رحمه الله تعالى.
وهو شرح كبير حاول فيه ركن الدين -على حد تعبيره- تفسير مشكلات الكافية
وشرح معضلاتها، وإيضاح إشاراتها ورموزها، وإبراز ما تحتها من دفائن
وكنوز بعبارات واضحة وألفاظ لائحة جلية.
-توثيق اسم الكتاب:
__________
1 الكافية: مختصر تعليمي في النحو، حذا فيه مؤلفه حذو الزمخشري في
مفصله -في الغالب- ولكنه امتاز عن الزمخشري بجعله موضوعات الكافية
نحوية محضة. وأفرد بين الموضوعات الصرفية كتابًا خاصا هو "الشافية"،
بعكس الزمخشري الذي جمع في مفصله بين الموضوعات النحوية والموضوعات
الصرفية -كما فعل سيبويه في كتابه- وبهذا يكون ابن الحاجب قد انتهج
منهجًا جديدًا يقوم على التخصيص التأليفي.
ومما يلاحظ أن الكافية خالية من المقدمة، خالية من الحمدلة، وقد أشار
إلى ذلك الجامي في مقدمة كتابه "الفوائد الضيائية"، واعتذر له، بقوله:
"اعلم أن الشيخ -رحمه الله- لم يصدر رسالته هذه بحمد الله سبحانه، بأن
جعله جزءًا منها هضمًا لنفسه بتخييل أن كتابه هذا من حيث إنه كتابه ليس
ككتب السلف -رحمهم الله تعالى- حتى يصدر به على سننها، ولا يلزم من ذلك
عدم الابتداء به مطلقًا حتى يكون بتركه أقطع، لجواز إتيانه بالحمد من
غير أن يجعله جزءًا من كتابه. وبدأ بتعريف الكلمة والكلام؛ لأنه يبحث
في هذا الكتاب عن أحوالها؛ فمتى لم يعرفا كيف يبحث عن أحوالها، وقدم
الكلمة على الكلام؛ لكون إفرادها جزءًا من إفراد الكلام، ومفهومه جزءًا
من مفهومه".
وهذا الكتاب مع وجازته واختصاره جامع لكل مسائل النحو وقضاياه، وقد
أعجب العلماء به في كل العصور والأمصار، وشحذ قرائح الشعراء فقال فيه
بعضهم شعرًا:
ما أبصرت عين بمثل الكافية ... مجموعة تدرى المآرب شافية
يا طالبا للنحو الزم حفظها ... واعلم يقينا أنها لك شافية
وقال الآخر:
صاغ الإمام العالم ابن الحاجب ... دررا فأخفاها كغمز الحاجب
لما تواتر حسنها بين الورى ... قالت أنا السحر الحلال فحاج بي
ونظرًا لإعجاب العلماء بها أقبلوا عليها بالشروح والتعليقات
والاختصارات والنظم وقد أحصيت لها "150" ما بين شرح ومختصر ومنظومة
عليها لأفاضل العلماء منذ عصره وحتى الآن, ولا أجد هنا متسعًا لعرضها
أو تفصيل القول فيها.
"والوقوف عليها ينظر: كشف الظنون: 1370-1376، وتاريخ الأدب العربي: 5/
309-326، وابن الحاجب النحوي: آثاره ومذاهبه، ومقدمة تحقيق الفوائد
الضيائية: 1/ 31-41".
(1/73)
اسم هذا الكتاب هو "البسيط"، غير أننا قد
نجده أحيانًا يطلق عليه اسم "الشرح الكبير". فما حقيقة هاتين
التسميتين؟
أبادر فأقول: إن اسمه هو كتاب "البسيط" كما جاء في كشف الظنون1 وكذلك
في هدية العارفين2، وفي أعيان الشيعة3.
وكذلك جاء هذا الاسم عنوانًا للكتاب على غلاف ثلاث نسخ خطية: الأولى
محفوظة في المكتبة الأزهرية تحت رقم "636" 4329.
والثانية: محفوظة كذلك في المكتبة الأزهرية تحت رقم "634" 4327،
والثالثة: محفوظة في الخزانة التيمورية بدار الكتب والوثائق القومية
بالقاهرة، تحت رقم "329".
ولأجل أنه شرح كبير على الكافية نرى من يكتفي بأن يطلق عليه اسم "الشرح
الكبير"؛ إذ إن للرجل على الكافية ثلاثة شروح: كبير ومتوسط وصغير. وهذه
التسمية أطلقها صاحب النجوم الزاهرة4 وكذا صاحب طبقات الشافعية
الكبرى5.
ومثل ذلك جاء على غلاف نسخة محفوظة بالخزانة التيمورية بدار الكتب
المصرية تحت رقم 563/ هـ.
هذا ولم يرد في مقدمة المؤلف ولا في آخره شيء عن تسمية
__________
1 ص1372.
2 1/ 283.
3 23/ 70، 145.
4 9/ 231.
5 9/ 407.
(1/74)
الكتاب.
- توثيق نسبته إلى ركن الدين:
هذا الكتاب ذكره جمهرة من المترجمين ونسبوه إلى ركن الدين، نذكر من
هؤلاء: السبكي1، والمقريزي2، وابن حجر3، وابن تغري بردي4، وحاجي
خليفة5، والبغدادي6، والعاملي7.
وجاء في التعريف بالكتاب في فهرس الكتب الموجودة في المكتبة الأزهرية
"4/ 116" ما نصه: البسيط: وهو شرح للعلامة السيد ركن الدين حسن بن شرف
شاه الحسيني العلوي المعروف بالأستراباذي المتوفى سنة 715هـ على
الكافية لابن الحاجب, وهو المعروف بالشرح الكبير، وأوله: أما بعد حمد
الله المتفرد ... إلخ".
وكذلك جاء على غلاف مخطوطات الكتاب الثلاث: "كتاب البسيط لركن الدين
الأستراباذي على كتاب الكافية". وجاء على غلاف النسخة الرابعة ما نصه:
الشرح الكبير لركن الدين على الكافية الحاجبية.
__________
1 في طبقات الشافعية الكبرى: 9/ 407.
2 في السلوك: 2/ 158.
3 في الدرر الكامنة: 2/ 16.
4 في النجوم الزاهرة: 9/ 231.
5 في كشف الظنون: 1372.
6 في هدية العارفين: 1/ 283.
7 في أعيان الشيعة: 23/ 70، 145.
(1/75)
وقد ذكره ركن الدين نفسه -هو بصدد التقديم
لكتابه الوافية؛ حيث قال: "وبعد: فإني بعد أن شرحت كتاب الكافية في
النحو مع إيرادات وأجوبة وأبحاث كثيرة شرحته ثانيًا مقتصرًا على حل
ألفاظه وشرح معانيه والإشارات إلى تحليلات تركيباته ومبانيه إلا
نادرًا، مع ذكر علل أكثرها".
ونختم هذه المسألة بتوثيق ركن الدين لكتابه هذا في مقدمة كتابه؛ حيث
قال: "أما بعد حمد الله المتفرد بالعز والجبروت والمتوحد بالملك
والملكوت الواجب الذي لا يحول حوله الإمكان والقيوم الذي هو منزه عن
الزمان والمكان، الكامل الذي تتوجه إليه الرغبات ... فإن كتاب الكافية
في النحو المنسوب إلى الإمام العلامة جمال الدين أبي عمرو عثمان بن أبي
بكر المعروف بابن الحاجب المغربي -رحمه الله وجعل الجنة مثواه- كتاب
صغير الحجم كثير العلم لاشتماله على جل أقوال النحويين، مع زيادات
شريفة وأبحاث نفيسة وقواعد لطيفة وضوابط كلية استقل بإبداعها مصنفه،
لكن لما كان في عباراته انغلاق وفي ألفاظه إيجاز صعب على الطالبين فهم
مقاصده وعسر على المبتدئين استخراج مطالبه، مع أن مؤلفه -رحمه الله-
شرحه شرحًا أشكل من الكتاب، ولولا ذلك الشرح لما أمكن تحليل الكتاب.
فالتمس مني وألح المجلس الرفيع وهو المولى العالم الفاضل ربيب الدولة
ورئيس الملة وقدوة الحكماء والأطباء، الفاضل، قبلة الأكابر والفضلاء
الأماثل -بلغه الله مطالبه وجعل في الدارين مآربه
(1/76)
- فسر مشكلاته وشرح معضلاته وإيضاح إشاراته
ورموزه، وإبراز ما تحته من دفائنه وكنوزه، بعبارات واضحة وألفاظ لائحة،
فأبيت عن ذلك لقصوري واعترافي بعجزي عن فهم ما أودعه فيه من النكت
والغرائب التي خلت منها مصنفات القوم في هذا الفن. لكن لما كرر
الالتماس وأكثر الإلحاح وكلفني تكليفًا لا يمكن المحيص عنه، استخرت
الله تعالى وشرعت فيما التمسه مني وكتبت ما وصلت إليه قريحتي وذهني،
وسألته أن يهديني سواء السبيل وأن يجنبني طرق الأباطيل.
- مخطوطاته:
يوجد لهذا الكتاب أربع نسخ خطية؛ ثنتان بالمكتبة الأزهرية بالقاهرة
وثنتان بالخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية. وهاك وصفًا عاما لهذه
النسخ الأربع:
أ- في المكتبة الأزهرية:
1- نسخة في مجلد بقلم تعليق قديم كتبت سنة 703هـ -أي: في حياة المؤلف-
بخط علي بن موسى بن منصور الشهرستاني، وعنوانها: "البسيط، لركن الدين
الأستراباذي". وهي نسخة خطية محفوظة بالمكتبة تحت رقم "636/ 4329" وعدد
لوحاتها "208" لوحة، باللوحة صفحتان، مسطرتها 17 سطرًا، وبهامش بعض
أوراقها حواش. وآخرها قوله: "وليكن آخر كلامنا هذا الفصل وبه يتم
الكتاب
(1/77)
والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب
والواجب بوجود الحمد بلا حد ونهاية، ولنبيه محمد وآله الصلوات التحيات
بلا عد وغاية، والحمد لله رب العالمين.
2- النسخة الثانية: نسخة في مجلد بقلم معتاد قديم خطت سنة 792هـ، وعدد
لوحاتها "180" لوحة، باللوحة صفحتان، مسطرتها "25" سطرًا، وبهامشها بعض
تعليقات، وفي بعض أوراقها تقطيع وترميم وبها آثار رطوبة، وهي محفوظة
بالمكتبة تحت رقم: "634/ 4327" بعنوان "البسيط" ولم يعلم الناسخ.
ب- في الخزانة التيمورية:
1- نسخة خطت بخط واضح مع وجود بعض كلمات مطموسة كتبها ابن أمير حسيني
حسن الحسيني سنة "1097هـ".
وعدد صفحاتها "534" صفحة من القطع الكبير. وهي محفوظة بالدار تحت رقم
"329" تحت عنوان "البسيط" أيضًا.
2- أخرى محفوظة أيضًا بالخزانة بالدار برقم "563هـ" في "463" صفحة،
وعنوانها: الشرح الكبير لركن الدين على الكافية الحاجبية. ولم يعلم
الناسخ ولا السنة التي نسخت فيها.
جـ- نسخ أخرى للكتاب:
(1/78)
وثمة نسخ أخرى للكتاب ذكرها بروكلمان في
كتابه1 وأشار إلى أماكن وجودها، وها هي:
1- نسخة في بطرسبرج برقم "169".
2- أخرى في المكتب الهندي "وأشار إلى فهرس المكتبة العربية ص912-916".
3- ثالثة في نيكيبور برقم "20/ 2049".
4- رابعة في بون برقم "291".
5- خامسة في الأسكوريال ثان برقم "94".
6- سادسة في مكتبة سليم أغا "وأشار إلى الفهرس ص1156, 1157".
- طباعته:
أشار بروكلمان إلى أن هذا الكتاب طبع في لكنو سنة "1280هـ" ولم أعثر
على هذه النسخة المطبوعة ولا على أية نسخة مطبوعة أخرى.
وقد قام بتحقيق الكتاب الباحث عبد المنعم محمود علي سعيد وحصل به على
درجة الدكتوراه في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف.
- ما يمتاز به هذا الكتاب:
يعد هذا الكتاب من أهم الشروح التي صنفت على كتاب الكافية؛ وذلك لما
يمتاز به من ميزات وسمات أهلته لأن يحتل هذه المكانة الكبيرة منها وضوح
الأسلوب الفلسفي فيه وغلبة المصطلحات المنطقية وهو كتاب جامع لمسائل
النحو وأبحاثه.
وقد اعتمد مؤلفه على السرد والتساؤل بطريقة جذابة مكثرًا فيه من ذكر ما
يمكن أن يتصور من الاعتراضات على المسألة النحوية الواحدة مجيبًا عليها
إجابة تدل على عبقريته ورجاحة عقله وقوة فهمه بأسلوب تعليمي ميسر.
__________
1 ينظر: تاريخ الأدب العربي: 5/ 321.
(1/79)
2- كتاب
المتوسط:
- تعريف بالكتاب:
كتاب "الوافية في شرح الكافية" المعروف بين الدارسين بالمتوسط هو شرح
ثان للعلامة ركن الدين صنفه على كتاب الكافية، بعد أن صنف شرحه الكبير
المعروف بالبسيط الذي تحدثنا عنه منذ قليل.
وقد ابتعد فيه مصنفه عن المماحكات اللفظية والقضايا المنطقية الجدلية،
وقد اقتصر فيه على حل ألفاظ الكافية، وشرح معانيها، وتحليل تركيباتها
ومبانيها، وقد صرح بهذا بنفسه في مقدمة الكتاب، حيث قال -بعد حمد الله
تعالى، والصلاة على رسوله الكريم- عليه الصلاة والسلام: "وبعد فإني بعد
أن شرحت كتاب الكافية في النحو مع إيرادات وأجوبة وأبحاث كثيرة شرحته
ثانيًا مقتصرًا على حل ألفاظه وشرح معانيه.
(1/80)
والإشارة إلى تحليل تركيباته ومبانيه إلا
نادرًا، مع ذكر علل أكثرها"1.
وجعله لرسم خدمة الأمير يحيى بن إبراهيم ملك خُتَن، ونص على ذلك في
المقدمة أيضًا، حيث قال: "وجعلته لرسم خدمة الأمير الأكبر العالم
الفاضل الكامل، سلالة الأمراء والوزراء، مفخرة العرب والعجم، ناصر
الدولة والدين، شمس الإسلام والمسلمين، يحيى بن المخدوم المعظم، ملك
صلاح العالم والوزراء، صاحب السيف والقلم، جلال الدنيا والدين، إبراهيم
ملك ملوك الخُتَنى، أعز الله أنصارهما، وضاعف اقتدارهما بسبب اشتغاله
بهذا الكتاب الذي هو دستور في هذا الفن الأول لذوي الألباب"2.
- توثيق عنوانه، ونسبته إلى ركن الدين:
هذا الكتاب مشهور بين الدارسين والعلماء، ومتداول بينهم باسم
"المتوسط"؛ وذلك لأنه وسط وسط بين شرحين: الشرح الكبير "البسيط" والذي
تحدثنا عنه منذ قليل وشرح آخر اسمه "الشرح الصغير" وهو مفقود، كما
بينا.
وقد سماه ركن الدين: "الوافية في شرح الكافية" وصرح بذلك في مقدمته حيث
قال: "وسميته: الوافية في شرح الكافية؛ لكونه وافيًا بحل ألفاظه وشرح
معانية"3.
__________
1 مقدمة الوافية: ص1.
2 المصدر السابق.
3 الوافية ص1.
(1/81)
وجاء على غلاف النسخة التي طبعت عن وزارة
التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان "1403هـ-1983م"، والتي طبعت عن
نسخة خطية محفوظة بمكتبة وزارة التراث القومي والثقافة هناك، جاء ما
نصه: "الوافية في شرح الكافية: تأليف: العلامة ركن الدين الحسن بن محمد
بن شرف شاه العلوي الأستراباذي".
وقد نقل الإمام الفاكهي -رحمه الله- نصا عن هذا الكتاب في كتابه: "كشف
النقاب عن مخدرات ملحة الإعراب"1، في باب ما لا ينصرف, بشأن منع صرف ما
جاء مماثلًا في وزنه فعلان، حيث قال: "والمانع له من الصرف الصفة،
وزيادة الألف والنون. ومن اشترط وجود فَعْلَى ليس شرطًا بالذات، بل
لكونه مستلزمًا لانتقاء فعلانة الذي هو شرط الذات"2.
والنص في الوافية، ص37، وفيها ما نصه: "والأول هو الحق؛ لأن وجود
فَعْلَى ليس مستلزمًا بالذات، بل لكونه مستلزمًا لانتفاء فعلانة الذي
هو شرط بالذات".
أما عن التوثيق التاريخي، فقد جاء في كثير من كتب التراجم باسم
"المتوسط"، حيث ذكره السبكي3 ضمن مؤلفات ركن الدين
__________
1 وقد قمنا بدراسة هذا الكتاب وتحقيقه، وحصلنا به على درجة الماجستير
في كلية دار العلوم سنة 1988م.
2 النص في ص396 في رسالتنا "كشف النقاب".
3 في طبقات الشافعية الكبرى 9/ 407.
(1/82)
وذلك ذكره المقريزي1، وابن حجر2، وابن تغري
بردي3، وحاجي خليفة4، والبغدادي5، والعاملي6.
- أهمية هذا الكتاب:
تكمن أهمية الكتاب في أنه شرح ابتعد فيه صاحبه عن المماحكات اللفظية
والقضايا المنطقية الجدلية التي تخرج بالنحو عن الغاية التي وضع من
أجلها، وعرض مادته العلمية بطريقة سهلة ميسرة، راعى فيها التيسير على
المتعلمين.
ونظرًا لأهمية الكتاب، وقيمته العلمية كثرت شروحه، والحواشي عليه وشرحت
أبياته شروحًا متعددة، كما سنوضح ذلك عما قريب إن شاء الله تعالى.
وعن هذا الكتاب قال إسماعيل بن علي الذي شرح أبيات شواهده، وسماه: "كشف
الوافية في شرح الكافية": "وكان كتاب الوافية، للسيد العلامة، قدوة
العلماء والمتبحرين، زبدة المتقدمين والمتأخرين، ركن الملة والدين
-أسكنه الله تعالى بحابيح جنانه- دستورًا في هذا الفن؛ إذ به يعرف أكثر
مسائله، ومشهورًا؛ إذ كل واحد
__________
1 في السلوك: 2/ 158.
2 في الدرر الكامنة: 2/ 16.
3 في النجوم الزاهرة: 9/ 231.
4 في كشف الظنون: 1372.
5 في هدية العارفين: 1/ 283.
6 في أعيان الشيعة: 2/ 70، 145.
(1/83)
يستضيء بنور معالمه، مع ما للطلبة من الحرص
عليه وقراءته والشغف بدراسته"1.
- مخطوطات الكتاب:
لكتاب المتوسط نسخ خطية كثيرة منتشرة في مكتبات العالم، وهاك حصرًا
شاملًا لها ولأماكن وجودها:
أ- في المكتبة الأزهرية:
يوجد في المكتبة الأزهرية سبع نسخ خطية لكتاب الوافية، وبيانها كما
يلي:
- النسخة الأولى: نسخة في مجلد واحد بقلم معتاد، كتبها أحمد بن محمد بن
عبد الله سنة 1088هـ، بأولها نقص، وهي بعنوان: "الوافية في شرح
الكافية". وتقع في 137 ورقة، بالورقة صفحتان. ومسطرتها 19 سطرًا.
وحجمها 21سم. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "37" 243.
- النسخة الثانية: نسخة في مجلد واحد بقلم معتاد، قديم، كتبت سنة
890هـ. ولم يعرف كاتبها، بأولها نقص، وبها أوراق بخط مغاير، وبها آثار
رطوبة. وتقع في "190" ورقة، بالورقة صفحتان مسطرتها "17" سطرًا، في
20سم. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "210" 1346.
__________
1 مقدمة كشف الوافية في شرح الوافية.
(1/84)
- النسخة الثالثة: نسخة في مجلد واحد بقلم
معتاد، ولم يعرف الكتاب ولا السنة التي كتبت فيها. بأولها نقص، في "91"
ورقة، وبالورقة صفحتان وبالصفحة "21" سطرًا، 18سم. وهي محفوظة بالمكتبة
تحت رقم "202" 1283.
- النسخة الرابعة: نسخة في مجلد واحد، ضمن مجموعة كتبت بقلم معتاد سنة
986هـ، كتبها عبد الله بن علي بن علي الخراشي، المعروف بابن صباح،
بهامشها وبين سطورها حواش ومسطرتها "25" سطرًا، 22سم. وهي في المجموعة
من ورقة "1" إلى ورقة "121". وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "364" 2482.
- الخامسة: نسخة في مجلد واحد أيضًا، كتبت بقلم معتاد، كتبها علي
المشرقي العلواني وذلك سنة 974هـ. بها آثار رطوبة وتقع في "174" ورقة،
بالورقة صفحتان بالصفحة "17" سطرًا، 21سم.
وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "843" 6050.
- السادسة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم فارسي، وتقع في "141" ورقة,
بالورقة صفحتان, وبالصفحة 21 سطرا, 21 سم. ولم يعلم الناسخ ولا تاريخ
النسخ. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "749" 20027.
- السابعة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم معتاد، بخط علي بن محمد، سنة
1114هـ، وبهامش بعض أوراقها حواش، تقع في
(1/85)
"127" ورقة. وبالورقة صفحتان، بالصفحة "19"
سطرًا، 20سم.
وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "2300" رافعي/ 27205.
ب- في المكتبة المركزية بجامعة القاهرة:
يوجد منه أربع عشرة نسخة خطية، بيانها كالتالي:
- الأولي: تحت عنوان: "الوافية في شرح الكافية، لأبي عمرو عثمان بن عمر
بن أبي بكر، المعروف بابن الحاجب" وهي مكتوبة بقلم نسخ في مجلد واحد.
وتقع في "548" صفحة، بالصفحة "11" سطرًا وبها حواش وتعليقات، ولم يعلم
الناسخ ولا تاريخ النسخ.
وأولها قوله: "وبع نستعين وعليه التكلان". وهي محفوظة بمكتبة الجامعة
تحت رقم "16309".
- الثانية: توجد ضمن مجموعة كتبت بقلم معتاد في "165" ورقة، بالورقة
صفحتان، بالصفحة "15" سطرًا، وأولها قوله: "أحمد الله على عظمة جلاله".
وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "21234". ولم يعلم الناسخ ولا تاريخ
النسخ.
- الثالثة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم فارسي معتاد، في "569" صفحة،
بالصفحة "11" سطرًا. أولها: أحمد الله على عظمة قدره. كتبت سنة
(1/86)
1062هـ، ولم يعلم الناسخ. وهي محفوظة
بالمكتبة تحت رقم "15860".
- الرابعة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم، سنة 1023هـ. وتقع في "468"
صفحة، ولم يعلم الناسخ. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "16131".
- الخامسة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم معتاد، سنة 1932م، وتقع في
"418" صفحة. ولم يعلم الناسخ. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "16169".
- السادسة: نسخة كتبت بقلم نسخي، سنة 1044هـ، تقع في "384" صفحة
بالصفحة "21" سطرًا في 9×14سم. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "16170".
- السابعة: نسخة كتبت بقلم نسخي، في "130" صفحة، في مجلد واحد بآخرها
نقص ولم يعلم الناسخ، ولا تاريخ النسخ. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم
"16172".
- الثامنة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم معتاد، سنة 848هـ، في "402"
صفحة، بالصفحة "13" سطرًا بأولها خرم. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم
"16205".
(1/87)
- التاسعة: نسخة في مجلد، مكتوبة بخطوط
مختلفة، لم يعلم الناسخ، ولا السنة التي كتبت فيها، وتقع في "468"
صفحة. وهي محفوظة بالمكتبة تحت رقم "16257".
- العاشرة: نسخة في مجلد واحد، كتبت سنة 1037هـ، تقع في "331" صفحة
والناسخ غير معروف. وهي محفوظة تحت رقم "16258".
- الحادية عشرة: نسخة قديمة مكتوبة بأقلام مختلفة ناقصة من أولها.
وآخرها. وأول ما فيها "المفرد؛ فاللفظ ما يتلفظ به الإنسان".
صفحاتها "326" صفحة، محفوظة تحت رقم: "16259".
الثانية عشرة: نسخة في مجلد واحد، كتبت بقلم معتاد، سنة 887هـ، وفي
"372" صفحة بالصفحة "15" سطرًا، في 8×12سم. وهي محفوظة تحت رقم
"16261".
- الثالثة عشر: نسخة في مجلد واحد، مكتوبة بأقلام مختلفة أغلبها بالقلم
الفارسي والناسخ غير معروف، وكذلك السنة التي كتبت فيها، تقع في "565"
صفحة، وهي محفوظة تحت رقم "16290".
(1/88)
- الرابعة عشرة: نسخة في مجلد، كتبت بقلم
شبيه بالرقعة، سنة 1004هـ، وفي "404" صفحة بالصفحة "21" سطرًا. وهي
محفوظة تحت رقم "16363".
جـ- وفي دار الكتب القومية بالقاهرة:
يوجد منه عشر نسخ خطية محفوظة بالدار، أرقامها: 375/ نحو، 389/ نحو،
1162/ نحو، 1194/ نحو، 1195/ نحو، 1227/ نحو، 1566/ نحو، 1672/ نحو،
1682/ نحو، 1705/ نحو. وعدد الأوراق: 254ق، 120ق، 181ق، 228ق، 148ق،
97ق، 124ق، 202ق، 140ق، 179ق.
د- وفي الخزانة التيمورية بدار الكتب القومية بالقاهرة ثلاث نسخ
أرقامها:
100 نحو تيمور، 139/ نحو، 629 نحو تيمور. وعدد الأوراق: 317 ص، 390 ص،
357 ص.
هـ- ومنه نسخة محفوظة بالمدرسة الإسلامية بالموصل "بالجامع الكبير":
برقم "9841".
و ومنه نسخة محفوظة بالمدرسة الأحمدية بالموصل:، تحت رقم "1041".
(1/89)
ز- وفي جامع المحمودين بالموصل: نسخة
محفوظة تحت رقم "1066".
ح- نسخة محفوظة بمكتبة وزارة التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان: خطت
بقلم السيد سلطان بن الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد البوسعيدي
الأزدي، مكتوبة بخط جيد الوضوح، إلا أن بها بعض التآكل والأخطاء في
النسخ.
ط- يضاف إلى ما سبق نسخ أخرى ذكرها بروكلمان في كتابه1، وأشار إلى
أماكن وجودها، وهاك بيانها:
- نسخة في برلين، وأشار إلى رقم: "6565، 6566: 521-179".
- أخرى في ليدن، وأشار إلى الرقم "185".
- ثالثة في مكتبة جمعية المستشرقين الألمان، وأشار إلى رقم "70".
- رابعة في جاريت، وأشار إلى "361-365".
- خامسة في طهران سه سالار، وأشار إلى "2/ 363-366".
- سادسة في قوله، وأشار إلى "130, 131".
- سابعة في باتنه، وأشار إلى 1/ 175، رقم "1619".
- ثامنة في ليبزج، تحت رقم "426".
__________
1 5/ 313.
(1/90)
- تاسعة في توبنجن، تحت رقم "64".
- عاشرة في هايد لبرج، تحت رقم "216، 71".
- وأشار إلى وجود نسخة في بريل أول، وأشار إلى "143-144".
- وأخرى في بريل ثان، وأشار إلى "323-324".
- وأخرى في بولون، وأشار إلى الرقم "292-298".
- وأخرى في الأمبروزيانا "VB".
- وأخرى في الفاتيكان ثالث "348"، رقم "2، 264، 2/ 838, 839".
- وأخرى في المتحف البريطاني ثالث برقم "746 Or
7730".
- وأخرى في المتحف البريطاني ثالث برقم "49".
- وأخرى في مانشستر، برقم "711, 712".
- وأخرى في برنستون، وأشار إلى "56, 57".
-وأخرى في بطرسبرج رابع، وأشار إلى "939".
-وأخرى في بطرسبرج ثالث، وأشار إلى "811, 812".
-وأخرى في سليم أغا، وأشار إلى "1152".
-وأخرى في الظاهرية بدمشق، وأشار إلى "76/ 72-74".
-وأخرى في مشهد، وأشار إلى "12/ 21"، رقم "74-77".
-وأخرى في بوهار، وأشار إلى رقم "380".
-وأخرى في رامبور، وأشار إلى رقم "1/ 545"، رقم "1634".
(1/91)
- وأخرى إلى باتا فياثان، وأشار إلى رقم
"763".
بالإضافة إلى أربع نسخ خطية في الموصل، بأرقام: 119، 294، 345، 349.
- طباعته:
طبع كتاب الوافية في لكنو سنة 1864م1 وطبع أيضًا في سلطنة عمان، عن
وزارة التراث القومي والثقافة، بتحقيق عبد الحفيظ شلبي ونشرته أيضًا
وزارة التراث القومي والثقافة بالسلطنة، في حين أن نسخ هذا الكتاب
قاربت على السبعين، وفي هذه الطبعة إشكالات كثيرة مردها الاعتماد على
نسخة واحدة رديئة، وعمل المحقق لا يكاد يذكر؛ إذ إنه اكتفى بنسخ
المخطوطة وإضافة صفحة ونصف كمقدمة للطبعة، دون أن يعلق تعليقًا واحدًا
على امتداد صفحات الكتاب ودون تخريج لشاهد نحوي فيه، يضاف إلى ذلك أنه
لم يضع فهرسًا لموضوعات الكتاب، أو أي فهرس آخر.
وحُقق الكتاب أكثر من تحقيق؛ فقد حققه في مصر الباحث خالد فائق أحمد
محمود ونال به درجة الدكتوراه في كلية اللغة العربية -جامعة الأزهر في
عام 1977م-1397هـ، وحقق في العراق: وحققه الباحث محمد علي هادي الحسيني
ونال به درجة الماجستير من جامعة بغداد سنة 1972م2.
وحُقق في سوريا، وقامت بتحقيقه الباحثة نيفت خضور، ونالت به درجة
الماجستير في كلية الآداب -جامعة دمشق- سجلت في 18/ 3/ 1980م3.
__________
1 ينظر: تاريخ الأدب العربي: 5/ 313.
2 ينظر: فهرس المطبوعات العراقية: 2/ 23.
3 ملف الدراسات العليا في جامعة الجمهورية العربية السورية: 136.
(1/92)
- الشروح
والحواشي على الكتاب:
أولًا: الشروح:
1- شرح لإسماعيل بن محمد، على أبيات الوافية، وسماه: "كشف الوافية في
شرح الكافية". وقال في مقدمته -بعد الديباجة: "وكان كتاب الوافية للسيد
العلامة قدوة العلماء والمتبحرين، زبدة المتقدمين والمتأخرين، ركن
الملة والدين -أسكنه الله تعالى بحابيح جنانه- دستورًا في هذا الفن؛ إذ
به يعرف أكثر مسائله، ومشهورًا، إذ كل واحد يستضيء بنور معالمه، مع ما
للطلبة من الحرص عليه وقراءته والشغف بدراسته"1.
2- شرح لأبي سعيد بن أحمد الزواوي، ذكره بروكلمان وأشار إلى وجود نسخ
خطية له في: جوتا "256"، وأويسالا 2/ 60 رقم "2".2.
__________
1وهذا الشرح قد اطلعنا عليه في المكتبة الأزهرية مخطوطًا. وقد ذكره
العاملي في أعيان الشيعة: 23/ 145.
2 ينظر: تاريخ الأدب العربي: 23/ 145.
(1/93)
3- شرح السيد الشريف الجرجاني1: "ت 816هـ"،
وقد مات دون أن يكمله فأكمله ابنه محمد. ذكر ذلك العاملي في أعيان
الشيعة2.
4- عون الوافية: وهو شرح لشواهد كتاب الوافية، ألفه كمال بن عبد الرحمن
بن إسحاق3.
5- كشف الوافية في شرح الكافية: وهو شرح لمحمد بن عمر الحلبي، من علماء
القرن التاسع "ت 860هـ" أولها: "لك الحمد يا من صرف قلوبنا نحو المعاني
والبيان" فرغ من تأليفها سنة 823هـ4.
__________
1 وقد اطلعت على نسخة خطية له، محفوظة في مكتبة البلدية بالأسكندرية
تحت رقم "13" نحو، وعاودت قراءتها أكثر من مرة. هذا وقد أشار بروكلمان
إلى وجود نسخ أخرى لهذا الشرح في: الأسكوريال ثان "81 رقم 1، 154"،
وبنكيور: 20/ 2050، وباتنه "1/ 165 رقم 1549"، والفاتيكان ثالث "353
رقم1" وطبع الكتاب في دلهي عام 1285هـ.
2 ينظر: 23/ 70.
3 وقد اطلعت على نسخة خطية له محفوظة بمكتبة البلدية بالأسكندرية تحت
رقم "26" نحو خطت سنة 926هـ.
4 ومنه نسختان خطيتان بالمكتبة الأزهرية:
الأولى كتبت بقلم فارسب سنة 955هـ بخط محمد بن داود يوسف، وبهامش بعض
أوراقها حواش، تقع في "188" ورقة بالورقة صفحتان، بالسطر "15" سطرًا،
وهي محفوظة تحت رقم "973/ 7615". والثانية: كتبت بقلم فارسي أيضًا سنة
871هـ، كتبها علي بن محمد، وبها آثار رطوبة وأكل أرضة، تقع في "144"
لوحة، باللوحة صفحتان، بالصفحة "17" سطرًا في المتوسط، وهي محفوظة
بالمكتبة تحت رقم "2289/ 27194". وقد اطلعت على هاتين النسختين وعاودت
قراءتهما أكثر من مرة.
وثمة نسخ أخرى أشار إليها بروكلمان في كتابه "5/ 313" وهي: نسخة في
برلين "1567"، وأخرى في باريس "4040" وثالثة في جاريت "366-367"،
ورابعة في ميونخ "713" وخامسة في بولون "299، 396" برقم "3"، وسادسة في
بريل أول "145"، وسابعة في بريل ثان "327"، وثامنة في سليم أغا "1099"
وتاسعة في الموصل "82" برقم "49".
(1/94)
6- شرح لمحمد بن محمد القرمي: ذكره
بروكلمان في كتابه1.
7- شرح لأبيات الكتاب, مجهول المؤلف. ومنه نسخة خطية اطلعت عليها في
دار الكتب المصرية، عنوانها: "شرح أبيات المتوسط" تقع في "52" ورقة،
محفوظة برقم "1913" نحو.
8- شرح لمجهول، ذكره بروكلمان2.
9- شرح آخر لمجهول أيضًا، ذكره بروكلمان3.
__________
1 5/ 313، وأشار إلى وجود نسخة خطية له في برلين برقم "523" 3453.
2 5/ 313. وأشار إلى وجود نسخة خطية له في جاريت "368, 369".
3 المصدر السابق: وأشار إلى وجود نسخة خطية له في أو يسالا: 2/ 1 رقم
"3".
(1/95)
ثانيًا: الحواشي
1- حاشية لمحمد بن عبد الله المزيني. ذكرها العاملي في أعيان الشيعة1.
2- حاشية لمحمد بن عز الدين بن صلاح "ت 1050هـ"2.
3- حاشية لملا الأبيوردي3.
__________
1 23/ 70.
2 ذكرها بروكلمان في كتابه "5/ 313، وأشار إلى وجود نسخة خطية له،
وأحال إلى كتالوج هاراسوفيتس ص444، برقم 37 "3".
3 ذكرها بروكلمان أيضًا في كتابه "5/ 313" وأشار إلى أنه توجد نسخة
خطية له في مشهد 12/ 8، رقم 23.
(1/95)
- تعقيب:
تبين مما سبق أن ركن الدين قد شرح الكافية ثلاثة شروح: كبير ومتوسط،
وصغير. وأن الكبير والمتوسط قد وصلا إلينا. وأما الصغير فبعد مفقود.
والآن يمكن أن يقال:
- لماذا كتب ركن الدين -رحمه الله- ثلاثة شروح شروح على كتاب الكافية؟
- ولمن كتب هذه الشروح الثلاثة؟
وقبل أن نجيب عن هذين السؤالين نجد أمامنا سؤالًا أعم منهما يفرض نفسه
ويحتاج إلى الإجابة عنه، وقد يكون متضمنًا بعض إجابة عن السؤالين
السابقين، وهذا السؤال هو:
لمن كتب ابن الحاجب -رحمه الله- مقدمته "الكافية"، ولماذا عاد وشرحها
بنفسه؟
وللإجابة عن السؤال الثاني الخاص بابن الحاجب نقول: إن من يعود إلى
القرن السابع الهجري، ويستعرض مؤلفات ذلك العصر يجد أن عددًا لا بأس به
من المؤلفات المختلفة المواضيع قد كتبت بشكل مختصرات نثرية أو شعرية,
ولكنه يلاحظ أيضًا أن مؤلفي ذلك العصر قد عادوا وشرحوا مختصراتهم
بأنفسهم, وذلك كما فعل ابن الحاجب وابن مالك وغيرهما. ويلاحظ أيضًا أن
العلماء قد انكبوا على هذه المختصرات والمتون، وشرحوها شروحًا كثيرة.
(1/96)
وبعد دراسة العصر قد يصل الباحثُ إلى أن
تلك المختصرات والمتون والمقدمات قد تكون ردا على النزاع والقلق الذين
سادا في العالم الإسلامي يومذاك، بسبب كثرة الفتن والقلاقل والاضطرابات
الناجمة عن هجوم الصليبيين والتتار على البلدان الإسلامية، وأيضًا بسبب
صراعات المسلمين أنفسهم بين بعضهم البعض، وكذلك منازعات خلفاء صلاح
الدين بين بعضهم البعض.
فالمختصرات إذن رد على الوضع وتأقلم معه؛ لأن صغر حجمها يُسهِّل نقلها
وحفظها واستظهارها، ويقلل من فُرضِ ضياعها وتلفها، بدليل أن أصحاب
المُختصرات أنفسهم قد عادوا وشرحوا مختصراتهم عندما شعروا بنوع من
الأمان والاستقرار؛ وهذا ما فعله ابن الحاجب، حيث كتب مقدمته "الكافية"
في النحو فيما لا يزيد على "28" صفحة، لكنه جمع فيها، بالرغم من صغر
حجمها، كل أبحاث النحو ومسائله وقضاياه، وأشار فيها إلى اختلاف لهجات
العرب ولغاتهم، وإلى اختلاف العلماء في بحث القضية الواحدة، وإلى تداخل
بعض اللغات. وهذا ما فعله أيضًا في مقدمته التصريفية "الشافية" حيث
كتبها فيما لا يزيد على "4" صفحة لكنه أيضًا جمع فيها -بالرغم من صغر
حجمها- كل أبحاث التصريف، وأشار فيها أيضًا إلى اختلاف لهجات العرب
ولغاتهم، وغير ذلك.
وأرى الآن أنه أصبح من اليسير معرفة الدافع وراء تعدد شروح العلامة ركن
الدين على كافية ابن الحاجب؛ فهو قد كتب شرحه
(1/97)
الكبير أولًا، مُستعرضًا فيه كل ما وصلت
إليه قريحتهُ في هذ الفن، موظِّفًا قدرتهُ المنطقية والكلامية في خدمة
قضاياه النحوية، فخرج الكتاب عميقًا شاملًا، يمكننا أن نقول إن صاحبه
قد استطاع أن "يُمَنْطِقَ النحوَ في كتابه هذا" إن صحَّ هذا التعبير.
ولكنه أيضًا وجد أنه من الضروريّ اختصار هذا الشرح، كي يكون في متناول
الجميع، وليسهل حمله في حلّه وترحاله، نتيجة لظروف العصر الذي يعيش فيه
فشرح الكافية شرحًا ثانيًا ابتعد فيه عن المماحكات اللفظية والقضايا
المنطقية الجدلية التي حشاها في شرحه الأول "البسيط"، ولعلَّ هذا هو
السبب وراء ذيوع وشهرة هذا الشرح الثاني "الوافية"، المعروف بين
العلماء والدارسين بالمتوسط.
ثم أراد أن يشرحه شرحًا ثالثًا أكثر اختصارًا فصنف كتابه: الشرح
الصغير.
ومن هنا نقول: إن الاختصار هنا أيضًا كان ردا على النزاع والقلق اللذين
سادا العالم الإسلامي آنذاك بسبب كثرة الفتن والقلاقل والاضطرابات التي
كانت سائدة، وقد يضاف إلى ذلك أنه قد يكون الدافع وراء الاختصار أيضًا
دافعًا تعليميا، مراعيًا بذلك التيسير على المُتعلمين في عصره وبعد
عصره.
(1/98)
3- شرح الشافية:
وهو شرح لركن الدين على مقدمة الإمام ابن الحاجب في علم التصريف،
المعروفة بالشافية1. وهو الكتاب الذي نقوم بتحقيقه في قسم من رسالتنا
إن شاء الله. وسنفرد لهذا الكتاب حديثًا آخر في الفصل الثاني من هذا
الكتاب -إن شاء الله تعالى.
__________
1 وهي مقدمة تصريفية مختصرة، وهي مع اختصارها وافية جامعة لكل القضايا
والمسائل الصرفية، وأشار فيها إلى اختلاف لهجات العرب ولغاتهم وقد نالت
إعجاب العلماء؛ فقال عنها الجاربردي: "كتاب مع صغر حجمه ووجازة لفظه،
مشتمل على فوائد شريفة وقواعد لطيفة ومحتو على دقائق الأسرار العربية،
ومنطو على المباحث التي هي مفتاح العلوم الأدبية" "مجموعة الشافية: 1/
4".
وهي عند الحسيني، المعروف بنقره كار: "عباب كثير علمه بالرغم من صغر
حجمه". "المصدر السابق: 2/ 2" وعند الكرمياني: "وافية من بين تصانيف
الصرف في قضاء الوطر". "المصدر السابق: 2/ 280".
ونظرًا لإعجاب العلماء بها أقبلوا عليها إقبالًا عظيمًا، فشرحوها
شروحًا كثيرة، ولا أجد هنا متسعًا لعرض هذه الشروح أو تفصيل القول
فيها، "وللوقوف على تلك الشروح، ينظر: تاريخ الأدب العربي 5/ 327-332".
وابن الحاجب النحوي: "73-76" وأبنية الفعل في شافية ابن الحاجب ص73،
وما بعدها، وكشف الظنون، ص1020-1022. وقد قام ابن الحاجب هو أيضًا بشرح
شافيته. وهنا يمكن أن يقال -بعد أن عرفنا اهتمام العلماء بالكافية
والشافية وإقبالهم عليها بالشروح والتعليقات والنظم- لماذا اهتم
العلماء بكتب ابن الحاجب هذا الاهتمام العظيم؟
ويمكننا أن نقول في الإجابة عن هذا التساؤل: إن كتب العلامة ابن الحاجب
-رحمه الله- مدرسة قائمة بذاتها عاش على فائدتها النحويون. وقد قال عنه
الرواة إنه خالف النُحاة في مواضع، وأورد عليهم إشكالات وإلزامات
مُفْحِمة يعسر الجواب عنها "الشذرات: 5/ 234" وقال الإدفوي في الطالع
السعيد "ص188" عن كتب ابن الحاجب: "إن الناس انتفعوا بتصانيفه، لما فيه
من كثرة النقل مع صغر الحجم وتحرير اللفظ".
(1/99)
|