شرح قطر الندى وبل الصدى المنادى
ص وَمِنْه المنادى ش وَمن الْمَفْعُول بِهِ المنادى وَذَلِكَ لِأَن
قَوْلك يَا عبد الله أَصله أدعوا عبد الله فَحذف الْفِعْل وأنيب يَا
عَنهُ ص وَإِنَّمَا ينصب مُضَافا ك يَا عبد الله أَو شبهه ك يَا حسنا
وَجهه وَيَا طالعا جبلا وَيَا رَفِيقًا بالعباد أَو نكرَة غير
مَقْصُودَة كَقَوْل الْأَعْمَى يَا رجلا خد بيَدي ش يَعْنِي أَن
الْمُنَادِي إِنَّمَا ينصب لفظا فِي ثَلَاث مسَائِل إِحْدَاهَا أَن
يكون مُضَافا كَقَوْلِك يَا عبد الله وَيَا رَسُول الله وَقَالَ
الشَّاعِر أَلا يَا عباد الله قلبِي متيم بِأَحْسَن من صلى وأقبحهم
بعلا
(1/202)
الثَّانِيَة أَن يكون شَبِيها بالمضاف
وَهُوَ مَا اتَّصل بِهِ شَيْء من تَمام مَعْنَاهُ وَهَذَا الَّذِي بِهِ
التَّمام إِمَّا أَن يكون اسْما مَرْفُوعا بالمنادى كَقَوْلِك يَا
مَحْمُودًا فعله وباحسنا وَجهه وَيَا جميلا فعله وَيَا كثيرا بره أَو
مَنْصُوبًا بِهِ كَقَوْلِك يَا طالعا جبلا أَو مخفوضا بخافض مُتَعَلق
بِهِ كَقَوْلِك يَا رَفِيقًا بالعباد وَيَا خيرا من زيد أَو مَعْطُوفًا
عَلَيْهِ قبل النداء كَقَوْلِك يَا ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ فِي رجل
سميته بذلك الثَّالِثَة أَن يكون نكرَة غير مَقْصُودَة كَقَوْل
الْأَعْمَى يَا رجلا خُذ بيَدي وَقَول الشَّاعِر فيا رَاكِبًا إِمَّا
عرضت فبلغن نداماى من نَجْرَان أَن لَا تلاقيا
(1/203)
ص والمفرد الْمعرفَة يبْنى على مَا يرفع
بِهِ ك يَا زيد وَيَا زَيْدَانَ وَيَا زيدون وَيَا رجل لمُعين ش
يسْتَحق الْمُنَادِي الْبناء بأمرين إِفْرَاده وتعريفه ونعني بإفراده
أَن لَا يكون مُضَافا وَلَا شَبِيها بِهِ ونعني بتعريفه أَن يكون
مرَادا بِهِ معِين سَوَاء كَانَ معرفَة قبل النداء كزيد وَعَمْرو أَو
معرفَة بعد النداء بِسَبَب الإقبال عَلَيْهِ كَرجل وإنسان تُرِيدُ بهما
معينا فَإِذا وَجب فِي الِاسْم هَذَانِ الْأَمْرَانِ اسْتحق أَن يبْنى
على مَا يرفع بِهِ لَو كَانَ معربا تَقول يَا زيد بِالضَّمِّ وَيَا
زَيْدَانَ بِالْألف وَيَا زيدون بِالْوَاو وَقَالَ الله تَعَالَى يَا
نوح قد جادلتنا يَا جبال أوبي مَعَه ص فصل وَتقول يَا غُلَام
بِالثلَاثِ وبالياء فتحا وإسكانا وبالألف ش إِذا كَانَ المنادى مُضَافا
إِلَى يَاء الْمُتَكَلّم كغلامي جَازَ فِيهِ سِتّ لُغَات إِحْدَاهَا
يَا غلامي بِإِثْبَات الْيَاء الساكنة كَقَوْلِه تَعَالَى يَا عبَادي
لَا خوف عَلَيْكُم وَالثَّانيَِة يَا غُلَام بِحَذْف الْيَاء الساكنة
وإبقاء الكسرة دَلِيلا عَلَيْهَا قَالَ الله تَعَالَى يَا عباد فاتقون
(1/204)
الثَّالِثَة ضم الْحَرْف الَّذِي كَانَ
مكسورا لأجل الْيَاء وَهِي لُغَة ضَعِيفَة حكوا من كَلَامهم يَا أم لَا
تفعلي بِالضَّمِّ وَقُرِئَ قَالَ رب أحكم بِالْحَقِّ بِالضَّمِّ
الرَّابِعَة يَا غلامي بِفَتْح الْيَاء قَالَ الله تَعَالَى يَا عبَادي
الَّذين أَسْرفُوا على أنفسهم الْخَامِسَة يَا غُلَاما بقلب الكسرة
الَّتِي قبل الْيَاء الْمَفْتُوحَة فَتْحة فتنقلب الْيَاء ألفا لتحركها
وانفتاح مَا قبلهَا قَالَ الله تَعَالَى يَا حسرتا على مَا فرطت فِي
جنب الله يَا أسفا على يُوسُف السَّادِسَة يَا غُلَام بِحَذْف الْألف
وابقاء الفتحة دَلِيلا عَلَيْهَا كَقَوْل الشَّاعِر وَلست براجع مَا
فَاتَ مني بلهف وَلَا بليت وَلَا لَو اني أَي بِقَوْلِي يَا لهف
(1/205)
وَقَوْلِي وَتقول يَا غُلَام بِالثلَاثِ
أَي بِضَم الْمِيم وَفتحهَا وَكسرهَا وَقد بيّنت تَوْجِيه ذَلِك ص
وَيَا أَبَت وَيَا أمت ويابن أم وَيَا بن عَم بِفَتْح وَكسر وإلحاق
الْألف أَو الْيَاء للأولين قَبِيح وللآخرين ضَعِيف ش إِذا كَانَ
المنادى الْمُضَاف إِلَى الْيَاء أَبَا أَو أما جَازَ فِيهِ عشر لُغَات
السِّت الْمَذْكُورَة ولغات أَربع أخر إِحْدَاهَا إِبْدَال الْيَاء
تَاء مَكْسُورَة وَبهَا قَرَأَ السَّبْعَة مَا عدا ابْن عَامر فِي يَا
أَبَت الثَّانِيَة إبدالها تَاء مَفْتُوحَة وَبهَا قَرَأَ ابْن عَامر
الثَّالِثَة يَا أبتا بِالتَّاءِ وَالْألف وَبهَا قرئَ شاذا
(1/206)
الرَّابِعَة يَا أبتي بِالتَّاءِ وَالْيَاء
وَهَاتَانِ اللغتان قبيحتان والأخيرة أقبح من الَّتِي قبلهَا
وَيَنْبَغِي أَن لَا تجوز إِلَّا فِي ضَرُورَة الشّعْر وَإِذا كَانَ
المنادى مُضَافا إِلَى مُضَاف إِلَى الْيَاء مثل يَا غُلَام غلامي لَا
يجز فِيهِ الا اثبات الْيَاء مَفْتُوحَة أَو سَاكِنة إِلَّا إِن كَانَ
ابْن أم أَو ابْن عَم فَيجوز فيهمَا أَربع لُغَات فتح الْمِيم وَكسرهَا
وَقد قَرَأت السَّبْعَة بهما فِي قَوْله تَعَالَى قَالَ ابْن أم إِن
الْقَوْم استضعفوني قَالَ يَابْنَ أم لَا تَأْخُذ بلحيتي وَالثَّالِثَة
اثبات الْيَاء كَقَوْل الشَّاعِر يَا بن أُمِّي وَيَا شَقِيق نَفسِي
أَنْت خلفتني لدهر شَدِيد
(1/207)
وَالرَّابِعَة قلب الْيَاء ألفا كَقَوْلِه
يَا بنة عَمَّا لَا تلومي واهجعي وَهَاتَانِ اللغتان قليلتان فِي
الِاسْتِعْمَال
(1/208)
ص فصل وَيجْرِي مَا أفرد أَو أضيف
مَقْرُونا بأل من نعت الْمَبْنِيّ وتأكيده وَبَيَانه ونسقه والمقرون
بأل على لَفظه أَو مَحَله وَمَا أضيف مُجَردا على مَحَله ونعت أَي على
لَفظه وَالْبدل الْمُجَرّد والنسق الْمُجَرّد كالمنادى المستقل مُطلقًا
تَابع المنادى
ش هَذَا الْفَصْل مَعْقُود لأحكام تَابع المنادى وَالْحَاصِل أَن
المنادى إِذا كَانَ مَبْنِيا وَكَانَ تَابعه نعتا أَو تَأْكِيدًا أَو
بَيَانا أَو نسقا بِالْألف وَاللَّام وَكَانَ مَعَ ذَلِك مُفردا أَو
مُضَافا وَفِيه الْألف وَاللَّام جَازَ فِيهِ الرّفْع على لفظ المنادى
وَالنّصب على مَحَله تَقول فِي النَّعْت يَا زيد الظريف بِالرَّفْع
والظريف بِالنّصب وَفِي التَّأْكِيد يَا تَمِيم أَجْمَعُونَ وأجمعين
وَفِي الْبَيَان يَا سعيد كرز وكرزا وَفِي النسق يَا زيد وَالضَّحَّاك
وَالضَّحَّاك قَالَ الشَّاعِر يَا حكم الْوَارِث عَن عبد الملك
(1/209)
رُوِيَ بِرَفْع الْوَارِث ونصبه وَقَالَ
الآخر فَمَا كَعْب ابْن مامه وَابْن أروى بأجود مِنْك يَا عمر الجوادا
والقوافي مَنْصُوبَة وَقَالَ آخر أَلا يَا زيد وَالضَّحَّاك سيرا فقد
جاوزتما خمر الطَّرِيق
(1/210)
وَقَالَ الله تَعَالَى يَا جبان أَو بِي
معته وَالطير وَقُرِئَ شاذا وَالطير وَهَذِه أَمْثِلَة الْمُفْرد
وَكَذَلِكَ الْمُضَاف الَّذِي فِيهِ أل تَقول يَا زيد الْحسن الْوَجْه
وَالْحسن الْوَجْه وَقَالَ الشَّاعِر يَا صَاح يَا ذَا الضامر العنس
(1/211)
يرْوى بِرَفْع الضامر ونصبه فَإِن كَانَ
التَّابِع من هَذِه الْأَشْيَاء مُضَافا وَلَيْسَ فِيهِ الْألف
وَاللَّام تعين نَصبه على الْمحل كَقَوْلِك يَا زيد صَاحب عَمْرو وَيَا
زيدا أَبَا عبد الله وَيَا تَمِيم كلكُمْ أَو كلهم وَيَا زيد وَأَبا
عبد الله قَالَ الله تَعَالَى قل اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات
وَالْأَرْض وَإِن كَانَ التَّابِع نعتا لأي تعْيين رَفعه على اللَّفْظ
كَقَوْلِه تَعَالَى يَا أَيهَا النَّاس يَا أيا النَّبِي وَإِن كَانَ
التَّابِع بَدَلا أَو نسقا بِغَيْر الْألف وَاللَّام أعطي مَا
يسْتَحقّهُ لَو كَانَ منادى تَقول فِي الْبَدَل يَا سعيد كرز بِضَم كرز
بِغَيْر تَنْوِين كَمَا تَقول يَا كرز وَيَا سعيد أَبَا عبد الله
بِالنّصب كَمَا تَقول يَا أَبَا عبد الله وَفِي النسق يَا زيد وَعَمْرو
وبالضم وَيَا زيد وَأَبا عبد الله بِالنّصب وَهَكَذَا أَيْضا حكم
الْبَدَل والنسق لَو كَانَ المنادى معربا
(1/212)
ص وَلَك فِي نَحْو يَا زيد زيد اليعملات
فتحهما أَو ضم الأول ش إِذا تكَرر الْمُنَادِي الْمُفْرد مُضَافا نَحْو
يَا زيد زيد اليعملات جَازَ لَك فِي الأول وَجْهَان أَحدهمَا الضَّم
وَذَلِكَ على تَقْدِيره منادى مُفردا وَيكون الثَّانِي حِينَئِذٍ
إِمَّا منادى سقط مِنْهُ حرف النداء وَإِمَّا عطف بَيَان وَإِمَّا
مَفْعُولا بِتَقْدِير أَعنِي وَالثَّانِي الْفَتْح وَذَلِكَ على أَن
الأَصْل يَا زيد اليعملات زيد اليعملات ثمَّ اخْتلف فِيهِ فَقَالَ
سِيبَوَيْهٍ حذف اليعملات من الثَّانِي لدلَالَة الأول عَلَيْهِ وأقحم
زيد بَين الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ وَقَاتل الْمبرد حذف اليعملات من
الأول لدلَالَة الثَّانِي عَلَيْهِ وكل من الْقَوْلَيْنِ فِيهِ
تَخْرِيج على وَجه ضَعِيف أما قَول سِيبَوَيْهٍ فَفِيهِ الْفَصْل بَين
المتضايفين وهما كالكلمة الْوَاحِدَة وَأما قَول الْمبرد فَفِيهِ
الْحَذف من الأول لدلَالَة الثَّانِي عَلَيْهِ وَهُوَ قَلِيل وَالْكثير
عَكسه
ترخيم المنادى الْمعرفَة
ص فصل وَيجوز ترخيم المنادى الْمعرفَة وَهُوَ حذف آخِره تَخْفِيفًا فذو
التَّاء مُطلقًا كيا طلح وياثب وَغَيره بِشَرْط ضمه وعلميته ومجاوزته
ثَلَاثَة أحرف كيا جعف ضما وفتحا ش من أَحْكَام المنادى التَّرْخِيم
وَهُوَ حذف آخِره تَخْفِيفًا وَهِي تَسْمِيَة قديمه وروى أَنه قيل
لِابْنِ عَبَّاس إِن ابْن مَسْعُود قَرَأَ وَنَادَوْا يَا مَال فَقَالَ
مَا كَانَ أشغل أهل النَّار عَن التَّرْخِيم ذكره الزَّمَخْشَرِيّ
(1/213)
وَغَيره وَعَن بَعضهم أَن الَّذِي حسن
التَّرْخِيم هُنَا أَن فِيهِ الْإِشَارَة إِلَى أَنهم يَتَقَطَّعُون
بعض الِاسْم لضعفهم عَن إِتْمَامه وَشَرطه أَن يكون الِاسْم معرفَة
ثمَّ إِن كَانَ مَخْتُومًا بِالتَّاءِ لم يشْتَرط فِيهِ علميته وَلَا
زِيَادَة على الثَّلَاثَة فَتَقول فِي ثبة وَهِي الْجَمَاعَة ياثب
كَمَا تَقول فِي عَائِشَة يَا عائش وَإِن لم يكن مَخْتُومًا بِالتَّاءِ
فَلهُ ثَلَاثَة شُرُوط أَحدهَا أَن يكون مَبْنِيا على الضَّم
وَالثَّانِي أَن يكون علما وَالثَّالِث أَن يكون متجاوزا ثَلَاثَة أحرف
وَذَلِكَ نَحْو حَارِث وجعفر تَقول يَا حَار وَيَا جعف وَلَا يجوز فِي
نَحْو عبد الله وشاب قرناها أَن يرخما لِأَنَّهُمَا ليسَا مضمومين
وَلَا فِي نَحْو إِنْسَان مَقْصُودا بِهِ معِين لِأَنَّهُ لَيْسَ علما
وَلَا فِي نَحْو زيد وَعَمْرو وَحكم لِأَنَّهَا ثلاثية وَأَجَازَ
الْفراء التَّرْخِيم فِي حكم وَحسن وَنَحْوهمَا من الثلاثيات المحركة
الْوسط قِيَاسا على إجرائهم نَحْو سقر مجْرى زَيْنَب فِي إِيجَاب منع
الصّرْف لَا مجْرى عِنْد فِي إجَازَة الصّرْف وَعَدَمه وإجرائهم جمزى
لحركة وَسطه مجْرى حبارى فِي إِيجَاب حذف الفه فِي النّسَب لَا مجْرى
حُبْلَى فِي إجَازَة حذف الفه وقلبها واوا وأشرت بِقَوْلِي كيا جعف ضما
وفتحا إِلَى أَن التَّرْخِيم يجوز فِيهِ قطع النّظر عَن الْمَحْذُوف
فتجعل الْبَاقِي اسْما بِرَأْسِهِ فتضمه وَيُسمى لُغَة من لَا ينظر
وَيجوز أَن لَا تقطع النّظر عَنهُ بل تَجْعَلهُ مُقَدرا فَيبقى مَا
كَانَ على مَا كَانَ عَلَيْهِ وَيُسمى لُغَة من ينْتَظر فَتَقول على
اللُّغَة الثَّانِيَة فِي جَعْفَر يَا جعف بِبَقَاء فَتْحة الْفَاء
وَفِي مَالك يَا مَال بِبَقَاء كسرة اللَّام وَهِي قِرَاءَة ابْن
مَسْعُود وَفِي مَنْصُور يَا منص بَقَاء ضمة الصَّاد وَفِي هِرقل يَا
هرق بِبَقَاء سُكُون الْقَاف وَتقول على اللُّغَة الأولى يَا جعف وَيَا
مَال وَيَا هرق بِضَم أعجازهن وَهِي قِرَاءَة أبي السرى الغنوي وَيَا
منص باجتلاب ضمة غير تِلْكَ الضمة الَّتِي كَانَت قبل التَّرْخِيم
(1/214)
ص ويحذف من نَحْو سلمَان وَمَنْصُور ومسكين
حرفان وَمن نَحْو معدى كرب الْكَلِمَة الثَّانِيَة ش الْمَحْذُوف
للترخيم على ثَلَاثَة أَقسَام أَحدهمَا أَن يكون حرفا وَاحِدًا وَهُوَ
الْغَالِب كَمَا مثلنَا وَالثَّانِي أَن يكون حرفين وَلَك فِيمَا
اجْتمعت فِيهِ أَرْبَعَة شُرُوط أَحدهَا أَن يكون مَا قبل الْحَرْف
الْأَخير زَائِدا وَالثَّانِي مُعْتَلًّا وَالثَّالِث أَن يكون سَاكِنا
وَالرَّابِع أَن يكون قبله ثَلَاثَة أحرف فَمَا فَوْقهَا وَذَلِكَ
نَحْو سلمَان وَمَنْصُور ومسكين علما تَقول يَا سلم وَيَا منص وَيَا
مسك وَقَالَ الشَّاعِر يامرو إِن مطيتي محبوسة ترجو الحباء وربها لم
ييأس
(1/215)
يُرِيد يامروان وَقَالَ الآخر قفي فانظري
يَا أسم هَل تعرفينه يُرِيد يَا أَسمَاء وَيجب الِاقْتِصَار على حذف
الْحَرْف الْأَخير فِي نَحْو مُخْتَار علما لِأَن المعتل
(1/216)
أُصَلِّي لِأَن الأَصْل مختير أَو مختير
فأبدلت الْيَاء ألفا وَعَن الاخفش إجَازَة حذفهَا تَشْبِيها لَهَا
بالزائدة كَمَا شبهوا ألف مرامى فِي النّسَب بِأَلف حبارى فحذفوها
وَفِي نَحْو دلامص علما لِأَن الْمِيم وَإِن كَانَت زَائِدَة بِدَلِيل
قَوْلهم درع دلامص وَدرع دلاص وَلكنهَا حرف صَحِيح لَا معتل وَفِي
نَحْو سعيد وعماد وَثَمُود لِأَن الْحَرْف المعتل لم يسْبق بِثَلَاثَة
أحرف وَعَن الْفراء إجَازَة حذفهن وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ تنكرت منا بعد
معرفَة لمى
(1/217)
أَي يَا لميس فحذفوا السن فَقَط وَفِي
نَحْو هبيخ وقنور لِأَن حرف الْعلَّة محركا وَالثَّالِث ان يكون
الْمَحْذُوف كلمة برأسها وَذَلِكَ فِي الْمركب تركيب المزج نَحْو معدي
كرب وحضرموت تَقول يَا معدي وَيَا حضر ص فصل وَيَقُول المستغيث يَا لله
للْمُسلمين بِفَتْح لَام المستغاث بِهِ إِلَّا فِي لَام الْمَعْطُوف
الَّذِي لم يتَكَرَّر مَعَه يَاء نَحْو يَا زيدا لعَمْرو
المستغاث بِهِ
ش من أَقسَام المنادى المستغاث بِهِ وَهُوَ كل اسْم نُودي ليخلص من
شدَّة أَو يعين على دفع مشقة وَلَا يسْتَعْمل لَهُ من حُرُوف النداء
إِلَّا يَا خَاصَّة وَالْغَالِب اسْتِعْمَاله مجرورا بلام مَفْتُوحَة
وَهِي مُتَعَلقَة بياء عِنْد ابْن جني لما فِيهَا من معنى الْفِعْل
وَعند ابْن الصَّائِغ وَابْن عُصْفُور بِالْفِعْلِ الْمَحْذُوف وينسب
ذَلِك إِلَى سِيبَوَيْهٍ وَقَالَ ابْن خروف وَهِي زَائِدَة فَلَا
تتَعَلَّق بِشَيْء وَذكر المستغاث لَهُ بعده مجرورا بلام مَكْسُورَة
دَائِما على الأَصْل وَهِي حرف تَعْلِيل وتعلقها بِفعل مَحْذُوف
وَتَقْدِيره أَدْعُوك لكذا وَذَلِكَ كَقَوْل عمر رَضِي الله عَنهُ يَا
لله للْمُسلمين بِفَتْح اللَّام الأولى وَكسر الثَّانِيَة وَإِذا عطفت
عَلَيْهِ مستغاثا آخر فَإِن أعدت يَا مَعَ الْمَعْطُوف فتحت اللَّام
قَالَ الشَّاعِر يَا لقومي وَيَا لأمثال قومِي لِأُنَاس عتوهم فِي
ازدياد
(1/218)
وَإِن لم تعد يَا كسرت لَام الْمَعْطُوف
كَقَوْلِه يبكيك ناء بعيد الدَّار مغترب يَا للكهول وللشبان للعجب
(1/219)
وللمستغاث بِهِ استعمالان آخرَانِ أَحدهمَا
أَن تلْحق آخِره ألفا فَلَا نلحقه حِينَئِذٍ اللَّام من أَوله وَذَلِكَ
كَقَوْلِه يَا يزيدا لآمل نيل عز وغني بعد فاقة وهوان
(1/220)
وَالثَّانِي أَن لَا تدخل عَلَيْهِ اللَّام
من أَوله وَلَا تلْحقهُ الْألف من آخِره وَحِينَئِذٍ يجْرِي عَلَيْهِ
حكم الْمُنَادِي فَتَقول على ذَلِك يَا زيد لعَمْرو بِضَم زيد وَيَا
عبد الله لزيد بِنصب عبد الله قَالَ الشَّاعِر أَلا يَا قوم للعجب
العجيب وللغفلات تعرض للأريب
(1/221)
النادب وَالْمَنْدُوب
ص والنادب وازيدا وَا أَمِير المؤمنينا وَا رَأْسا وَلَك إِلْحَاق
الْهَاء وَقفا ش الْمَنْدُوب هُوَ المنادى المتفجع عَلَيْهِ أَو
المتوجع مِنْهُ فَالْأول كَقَوْل الشَّاعِر يرثي عمر بن عبد العزيز
رَضِي الله عَنهُ حملت أمرا عَظِيما فاصطبرت لَهُ وَقمت فِيهِ بِأَمْر
الله يَا عمرا وَالثَّانِي كَقَوْل المتنبي
(1/222)
واحر قلباه مِمَّن قلبه شبم وَمن بجسمي
وحالي عِنْده سقم
(1/223)
وَلَا يسْتَعْمل فِيهِ من حُرُوف النداء
إِلَّا حرفان وَا وَهِي الْغَالِبَة عَلَيْهِ والمختصة بِهِ وَيَا
وَذَلِكَ إِذا لم يلتبس بالمنادى الْمَحْض وَحكمه حكم المنادى فَتَقول
وازيد بِالضَّمِّ وواعبد الله بِالنّصب وَلَك أَن تلْحق آخِره ألفا
فَتَقول وازيدا واعمرا وَلَك إِلْحَاق الْهَاء فِي الْوَقْف فَتَقول
وازيداه واعمراه فَإِن وصلت حذفتها إِلَّا فِي الضَّرُورَة فَيجوز
إِثْبَاتهَا كَمَا تقدم فِي بَيت المتنبي وَيجوز حِينَئِذٍ أَيْضا
ضمهَا تَشْبِيها بهاء الضَّمِير وَكسرهَا على أصل التقاء الساكنين
وَقَوْلِي والنادب مَعْنَاهُ وَيَقُول النادب
الْمَفْعُول الْمُطلق
ص وَالْمَفْعُول الْمُطلق وَهُوَ الْمصدر الفضلة الْمُسَلط عَلَيْهِ
عَامل من لَفْظَة ك ضربت ضربا أَو من مَعْنَاهُ ك قعدت جُلُوسًا وَقد
يَنُوب عَنهُ غَيره ك ضَربته سَوْطًا فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جلدَة
فَلَا تميلوا كل الْميل وَلَو تَقول علينا بعض الْأَقَاوِيل وَلَيْسَ
مِنْهُ وكلا مِنْهَا رغدا ش لما أنهيت القَوْل فِي الْمَفْعُول بِهِ
وَمَا يتَعَلَّق بِهِ من أَحْكَام المنادى شرعت فِي الْكَلَام على
الثَّانِي من المفاعيل وَهُوَ الْمَفْعُول الْمُطلق وَهُوَ عبارَة عَن
مصدر فضلَة تسلط عَلَيْهِ عَامل من لَفظه أَو من مَعْنَاهُ فَالْأول
كَقَوْلِه تَعَالَى وكلم الله مُوسَى تكليما وَالثَّانِي نَحْو قَوْلك
قعدت جُلُوسًا وتأليت حلفه قَالَ الشَّاعِر تألى ابْن أَوْس حلفة
ليردني إِلَى نسْوَة كأنهن مفائد
(1/224)
وَذَلِكَ لِأَن الألية هِيَ الْحلف
وَالْقعُود هُوَ الْجُلُوس واحترزت بِذكر الفضلة عَن نَحْو قَوْلك
كلامك كَلَام حسن وَقَول الْعَرَب جد جده فَكَلَام الثَّانِي وجده
مصدران سلط عَلَيْهِمَا عَامل من لَفْظهمَا وَهُوَ الْفِعْل فِي
الْمِثَال الثَّانِي والمبتدأ فِي الْمِثَال الأول بِنَاء على قَول
سِيبَوَيْهٍ إِن الْمُبْتَدَأ عَامل فِي الْخَبَر وَلَيْسَ من بَاب
الْمَفْعُول الْمُطلق فِي شَيْء وَقد تنصب أَشْيَاء على الْمَفْعُول
الْمُطلق وَلم تكن مصدرا وَذَلِكَ على سَبِيل النِّيَابَة عَن الْمصدر
نَحْو كل وَبَعض مضافين إِلَى الْمصدر كَقَوْلِه تَعَالَى
(1/225)
فَلَا تميلو كل الْميل وَلَو تَقول علينا
بعض الْأَقَاوِيل وَالْعدَد نَحْو فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جلدَة
فثمانين مفعول مُطلق وجلدة تَمْيِيز وَأَسْمَاء الْآلَات نَحْو ضَربته
سَوْطًا أَو عَمَّا أَو مقرعة وَلَيْسَ مِمَّا يَنُوب عَن الْمصدر صفته
نَحْو وكلا مِنْهَا رغدا خلافًا للمعربين زَعَمُوا أَن الأَصْل أكلا
رغدا وَأَنه حذف الْمَوْصُوف ونابت صفته مَنَابه فانتصب انتصابه وَمذهب
سِيبَوَيْهٍ أَن ذَلِك إِنَّمَا هُوَ حَال من مصدر الْفِعْل
الْمَفْهُوم مِنْهُ وَالتَّقْدِير فَكل حَالَة كَون الْأكل رغدا وَيدل
على ذَلِك أَنهم يَقُولُونَ سير عَلَيْهِ طَويلا فيقيمون الْجَار
وَالْمَجْرُور مقَام الْفَاعِل وَلَا يَقُولُونَ طَوِيل بِالرَّفْع
فَدلَّ على أَنه حَال لَا مصدر وَإِلَّا لجازت إِقَامَته مقَام
الْفَاعِل لِأَن الْمصدر يقوم مقَام بِاتِّفَاق
الْمَفْعُول لَهُ
ص وَالْمَفْعُول لَهُ وَهُوَ الْمصدر الْمُعَلل لحَدث شَاركهُ وقتا
وفاعلا نَحْو قُمْت إجلالا لَك فَإِن فقد الْمُعَلل شرطا جر بِحرف
التَّعْلِيل نَحْو خلق لكم ووإني لتعروني لذكراك هزة وفجئت وَقد نصت
لنوم ثِيَابهَا ش الثَّالِث من المفاعيل الْمَفْعُول لَهُ وَيُسمى
الْمَفْعُول لأَجله وَمن أَجله وَهُوَ كل مصدر مُعَلل لحَدث مشارك لَهُ
فِي الزَّمَان وَالْفَاعِل وَذَلِكَ كَقَوْلِه تَعَالَى يجْعَلُونَ
أَصَابِعهم فِي آذانهم من الصَّوَاعِق حذر الْمَوْت فالحذر مصدر
مَنْصُوب ذكر عله لجعل الْأَصَابِع فِي الآذان وزمنه وزمن الْجعل
وَاحِد وفاعلهما أَيْضا وَاحِد وهم الْكَافِرُونَ فَلَمَّا استوفيت
هَذِه الشُّرُوط انتصب
(1/226)
فَلَو فقد الْمُعَلل شرطا من هَذِه
الشُّرُوط وَجب جَرّه بلام التَّعْلِيل فمثال مَا فقد المصدرية قَوْله
تَعَالَى هُوَ الَّذِي خلق لكم مَا فِي الأَرْض جَمِيعًا فَإِن
المخاطبين هم الْعلَّة فِي الْخلق وخفض ضميرهم بِاللَّامِ لِأَنَّهُ
لَيْسَ مصدرا وَكَذَلِكَ قَول امْرِئ الْقَيْس وَلَو أَن مَا أسعى
لأدنى معيشة كفاني وَلم أطلب قَلِيل من المَال فأدنى أفعل تَفْضِيل
وَلَيْسَ بمصدر فَلهَذَا جَاءَ مخفوضا بِاللَّامِ وَمِثَال مَا فقد
اتِّحَاد الزَّمَان قَوْله فَجئْت وَقد نضت لنوم ثِيَابهَا لَدَى
السّتْر إِلَّا لبسته لمتفصل
(1/227)
فَإِن النّوم وَإِن كَانَ عِلّة فِي خلع
الثِّيَاب لَكِن زمن خلع الثَّوْب سَابق على زَمَنه وَمِثَال مَا فقد
اتِّحَاد الْفَاعِل قَوْله وَإِنِّي لتعروني لذكراك هزة كَمَا انتفض
العصفور بلله الْقطر
(1/228)
فَإِن الذكرى هِيَ عِلّة عرو الهزة وزمنها
وَاحِد وَلَكِن اخْتلف الْفَاعِل ففاعل العرو هُوَ الهزة وفاعل الذكرى
هُوَ الْمُتَكَلّم لِأَن الْمَعْنى لذكرى إياك فَلَمَّا اخْتلف
الْفَاعِل خفض بِاللَّامِ وعَلى هَذَا جَاءَ قَوْله تَعَالَى لتركبوها
وزينة فَإِن تركبوها بِتَقْدِير لِأَن تركبوها وَهُوَ عِلّة لخلق
الْخَيل وَالْبِغَال وَالْحمير وَجِيء بِهِ مَقْرُونا بِاللَّامِ
لاخْتِلَاف الْفَاعِل لِأَن فَاعل الْخلق هُوَ الله سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى وفاعل الرّكُوب بَنو آدم وَجِيء بقوله جلّ ثَنَاؤُهُ وزينة
مَنْصُوبًا لِأَن فَاعل الْخلق والتزيين هُوَ الله تَعَالَى
الْمَفْعُول فِيهِ وَهُوَ الظّرْف (أَسمَاء الزَّمَان وَالْمَكَان)
ص وَالْمَفْعُول فِيهِ وَهُوَ مَا سلط عَامل على معنى فِي من اسْم
زمَان ك صمت يَوْم الْخَمِيس أَو حينا أَو أسبوعا أَو اسْم مَكَان
مُبْهَم وَهُوَ الْجِهَات السِّت كالأمام والفوق وَالْيَمِين وعكسهن
ونحوهن كعند وَلَدي والمقادير كالفرسخ وَمَا صِيغ من مصدر عَامله ك
قعدت مقْعد زيد ش الرَّابِع من المفعولات الْمَفْعُول فِيهِ وَهُوَ
الْمُسَمّى ظرفا وَهُوَ كل اسْم زمَان أَو مَكَان سلط عَلَيْهِ عَامل
على معنى فِي كَقَوْلِك صمت يَوْم الْخَمِيس وَجَلَست أمامك
(1/229)
وَعلم مِمَّا ذكرته أَنه لَيْسَ من الظروف
يَوْمًا وَحَيْثُ من قَوْله تَعَالَى إِنَّا نَخَاف من رَبنَا يَوْمًا
عبوسا قمطريرا وَقَوله تَعَالَى الله أعلم حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته
فَإِنَّهُمَا وَإِن كَانَا زَمَانا ومكانا لكنهما ليسَا على معنى فِي
وَإِنَّمَا المُرَاد أَنهم يخَافُونَ نفس الْيَوْم وَأَن الله تَعَالَى
يعلم نفس الْمَكَان الْمُسْتَحق لوضع الرسَالَة فِيهِ فَلهَذَا أعرب كل
مِنْهُمَا مَفْعُولا بِهِ وعامل حَيْثُ فعل مُقَدّر دلّ عَلَيْهِ أعلم
أَي يعلم حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته وَأَنه لَيْسَ مِنْهُمَا أَيْضا
نَحْو أَن تنكحوهن من قَوْله تَعَالَى وترغبون أَن تنكحوهن لِأَنَّهُ
وَإِن كَانَ على معنى فِي لكنه لَيْسَ زَمَانا وَلَا مَكَانا وَأعلم
أَن جَمِيع أَسمَاء الزَّمَان تقبل النصب على الظَّرْفِيَّة وَلَا فرق
فِي ذَلِك بَين الْمُخْتَص مِنْهَا والمعدود والمبهم ونعني بالمختص مَا
يَقع جَوَابا لمتى كَيَوْم الْخَمِيس وبالمعدود مَا يَقع جَوَابا لكم
كالأسبوع والشهر والحول وبالمبهم مَا لَا يَقع جَوَابا لشَيْء
مِنْهُمَا كالحين وَالْوَقْت وَأَن أَسمَاء الْمَكَان لَا ينْتَصب
مِنْهَا على الظَّرْفِيَّة إِلَّا مَا كَانَ مُبْهما والمبهم ثَلَاثَة
أَنْوَاع أَحدهَا أَسمَاء الْجِهَات السِّت وَهِي الفوق والتحت والأعلى
والأسفل وَالْيَمِين وَالشمَال وَذَات الْيَمين وَذَات الشمَال والوراء
والأمام قَالَ الله تَعَالَى وَفَوق كل ذِي علم عليم قد جعل رَبك
تَحْتك سريا والركب أَسْفَل مِنْكُم وَترى الشَّمْس إِذا طلعت تزاور
عَن كهفهم ذَات الْيَمين وَإِذا غربت تقرضهم ذَات الشمَال
(1/230)
وَكَانَ وَرَاءَهُمْ ملك وَقَوْلِي وعكسهن أَشرت بِهِ إِلَى الوراء
والتحت وَالشمَال وَقَوْلِي ونحوهن أَشرت بِهِ إِلَى أَن الْجِهَات
وَإِن كَانَت سِتا لَكِن ألفاظها كَثِيرَة وَيلْحق بأسماء الْجِهَات
مَا أشبههَا فِي شدَّة الْإِبْهَام والاحتياج إِلَى مَا يبين
مَعْنَاهَا كعند ولدى الثَّانِي أَسمَاء مقادير المساحات كالفرسخ
والميل والبريد الثَّالِث مَا كَانَ مصوغا من مصدر عَامله كَقَوْلِك
جَلَست مجْلِس زيد فالمجلس مُشْتَقّ من الْجُلُوس الَّذِي هُوَ مصدر
لعامله وَهُوَ جَلَست قَالَ الله تَعَالَى وَأَنا كُنَّا نقعد مِنْهَا
مقاعد للسمع وَلَو قلت ذهبت مجْلِس زيد أَو جَلَست مَذْهَب عَمْرو لم
يَصح لاخْتِلَاف مصدر اسْم الْمَكَان ومصدر عَامله |