شرح الدرة اليتيمة

عناصر الدرس
* التابع للمرفوع وذكر التوابع من حد واحترازات وأحكام.
* المنصوبات من الأسماء.
* المفعول به حده وأقسامه وأحكامه.
* المصدر ـ المفعول المطلق ـ حده وأنواعه وماينوب عنه.
* ظرف الزمان والمكان ـ المفعول فيه ـ تعريفهما وأقسامهما.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فكما سبق الناظم رحمه الله تعالى عقد بابًا لبيان المرفوعات من الأسماء، وهي سبعة أخذنا ستة فيما سبق باختصار وهذه السبعة كل نوعٍ يحتاج إلى دروس [ولل ... نعم ... ]
أقول كل نوع يحتاج إلى دروسٍ خاصة، الفاعل مسائله طويلة جدًا ونائب الفاعل، واسم إن، والمبتدأ، والخبر، وما، كان أخواتها، والتابع أيضًا، النعت والتوكيد والعطف والبدل، هذه كلها تحتاج إلى دروس، لكن نذكر شيئًا اختصارًا على ما ذكره الناظم، لأننا نقوم بإنهاء المتن، ولم يبق إلا يومًا.
وَيُرْفَعُ التَّابِعُ لِلمَرْفُوعِ ... إِذْ كُلُّ تَابِعٍ فَكَالْمَتْبُوعِ

يعني: الاسم المرفوع الرابع التابع، ما يُسمى بالتابع يعني: التابع لما سبق، والتابع ليس مرفوعًا فحسب، وإنما قد يكون مرفوعًا، وقد يكون منصوبًا، وقد يكون مجرورًا، لماذا؟ لأن حكمه حكم ما سبق حكم المتبوع، التابع حكمه حكم المتبوع، إن كان المتبوع مرفوعًا فهو مرفوع، وهو الشاهد الذي أدخله الناظم هنا معه، قال (وَيُرْفَعُ التَّابِعُ لِلمَرْفُوعِ). (وَيُرْفَعُ) هذا مغير الصيغة فعل مضارع (التَّابِعُ) نائب فاعل (لِلمَرْفُوعِ)، (التَّابِعُ لِلمَرْفُوعِ) حكمه أنه مرفوع، وهذا الذي جعل الناظم أن يدخله تحت باب المرفوعات، ثم لئلا يتوهم متوهم أن التابع خاصٌ بالرفع، قال: (إِذْ). هذا تعليل (إِذْ كُلُّ تَابِعٍ فَكَالْمَتْبُوعِ)، إذًا ليس الحكم خاصًا بالمرفوع (إِذْ كُلُّ تَابِعٍ فَكَالْمَتْبُوعِ) إن كا ن المتبوع منصوبًا فالتابع منصوب، وإن كان [التابع] (1) المتبوع مجرورًا فالتابع مجرور، وإن كان المتبوع مرفوعًا فالتابع مرفوع. لذلك قال: (إِذْ كُلُّ تَابِعٍ فَكَالْمَتْبُوعِ). هذا يعتبر كالاستدراج على ما ذكره في الشطر الأول.
ثُمَّ بَيَّنَ التابع أنه على أربعة أنواع، أو خمسة أنواع، فقال: (وَذَاكَ). أي التابع
تَوْكِيْدٌ وَنَعْتٌ وَبَدَلْ ... وَالرَّابِعُ العَطْفُ بِقِسْمَيْهِ حَصَلْ

هذه أربعة وبعضهم يجعل يقول: والرابع عطف البيان والخامس عطف النسق. يعني: يفصل لأن العطف نوعان: عطف بيان. وعطف النسق لك أن تعد الاثنين واحدًا ولك أن تفصل وتجعل كل واحدٍ مستقلٌ عن الآخر.

(وَذَاكَ تَوْكِيْدٌ) إذًا التابع الأول ما يُسمى بالتوكيد يقال: التوكيد، والتأكيد، والتاكيد، التوكيد بالواو وهذا لغة لغة القرآن من {بَعْدَ تَوْكِيدِهَا} [النحل: 91]، ويقال: التأكيد بالهمز، وتاكيد بدون همز، كما قال الرأس والراس، والفأس والفاس، تسهل قرأ وقرا.
(تَوْكِيْدٌ) المراد بالتوكيد في اللغة التقوية، وفي الاصطلاح عند النحاة نوعان: توكيدٌ لفظي.
وتوكيدٌ معنوي.
__________
(1) سبق.


التوكيد اللفظي عندهم: إعادة اللفظ الأول بعينه. هو إعادة، التوكيد اللفظي في اصطلاح النحاة إعادة اللفظ الأول بعينه، وقد يكون اسمًا، وقد يكون فعلاً، وقد يكون حرفًا، تقول: جاء زيدٌ زيدٌ. أَعَدتَ اللفظ الأول الذي هو فاعل بعينه بنفسه كررته مرةً أخرى وهو اسمٌ، جاء زيدٌ، جاء فعل ماضي، زيدٌ فاعل، زيدٌ الثاني هذا توكيد اللفظ، إعادة اللفظ الأول بعينه وهو
أخاك أَخاك، إن من لا أخًا له ... كالساعي إلى الهيجاء بغير سلاح

أخاك الأول هذا مفعولٌ به لفعلٍ محذوفٍ وجوبًا يعني: إلزم أخاك.
والنصب في الإغراء غير ملتبس ... وهو بفعل مضمرٍ فافهم وقس
نقول للطالب خلاّ برًّا ... دُونكَ بِشرًا وعليك عَمرَا

هكذا قال في ((الملحة))، أخاك أي: إلزم أخاك، أخاك الأول مفعولٌ به لفعلٍ محذوف وجوبًا تقديره إنَّ، ونصبه الألف نيابةً عن

الفتحة، لأنه

من الأسماء

الستة، لأنه من الأسماء الستة، أخاك الثاني هذا تؤكيدٌ لفظي، كُرِّرَ به الاسم.
قد يكون توكيدًا لفظيًا وهو فعل، تقول: جَاءَ جَاءَ زيدٌ، جاء الأول فعل ماضي مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، زيدٌ فاعله وجاء الثاني هذا توكيدٌ لفظيٌ، فعل ماضي مبنيٌ على الفتح لا محل له من الإعراب أين فاعله؟

جاء جَاء زيد هذا التركيب جاء جَاء زيدٌ، جاء زيدٌ هذا الأصل.
إيش إعرابه؟
جاء فعلٌ ماضي وزيدٌ فاعله، كررت جاء الأول وهو الفعل فقلت جاء جَاء زيد، زيد هذا فاعل لأيٌ؟
[للأول]
للأول أم الثاني؟
[للأول]
للأول، والثاني؟
[توكيد]
توكيد، أين فاعله؟

لا فاعل له، ليس له فاعل، لأن هل المقصود هنا إثبات أن المجيئ هنا ثبت لشخصٍ معين؟ لا، المراد توكيد اللفظ السابق فحسب، وحينئذٍ لا يحتاج إلى فاعل، فلا فاعل له، إذًا قول ابن مالك رحمه الله:
وبعد فعلٍ فاعل فإن ظهر ... فهو وإلا فضمير استتر

استثني منه باب الأفعال، بعض الأفعال ليست لها فاعل، كَثُرَمَا وطَالَمَا، وقَلَّمَا يقولون: هذه ما كافة، كَفَّتِ الفعل عن طلب الفاعل. منها الفعل المؤكد به، نقول: هو فعلٌ ماضٍ ولا فاعل له، احبسِ احبسِ
أتاكِ أتاكِ اللاحقون احبسِ احبسِ
أتاكِ أتاكِ، أتاكِ الأول أتى فعلٌ ماضٍ، والكاف مفعولٌ به في محل نص مفعول به، اللاحقون فاعله، أتاكِ الثانية هذا توكيد للأول.
احبسِ احبسِِ هذا تأكيدٌ لاحبس، الأول فعل أمر، والثاني توكيدٍ له.
قد يكون المؤكد اللفظي حرفًا، تقول: نعم نَعم جاء زيد، نعم الأول هذا حرفٌ وقع به الإيجاب، ونعم الثاني هذا حرف يعتبر مؤكدًا لما سبقه.
لا لا أبوح بحب بثنةً إنها ... أخذت عليَّ مواثقًا وعهودا

يقول: لا أبوح بحب بثنة، مع أنه قاله شعرًا فحفظ إلى يومنا، لا لا أبوح، لا لا، لا الأولى هذه نافية، والثانية مؤكدٌة لها.
إذًا التوكيد اللفظي هو إعادة اللفظ الأول بعينه، قد يكون فعلاً، وقد يكون اسمًا، وقد يكون حرفًا، انتهينا من اللفظي.


التوكيد المعنوي هذا محصورٌ في ألفاظ معينة: (النفس، والعين، وكلّ، وكِلا، وكِلْتَا، وأَجْمَع وأخواتها) لكن أجمع هذه تابعة لكل ذلك، لا ... # 8.24 بالعد وإنما هي خمس محصورةٌ في خمس ما عداها لا يجوز أن يحمل عليه. يعني: المسألة توقيفية ما استعملته العرب توكيدًا معنويًا التزمناه، وما لا فلا، ليس هناك خلاف، بخلاف التوكيد اللفظي، لك أن تؤكد أي فعل، ولك أن تؤكد أي حرف ولو لم يسمع، ولك أن تؤكد أي اسمٍ، أما التأكيد المعنوي فلا.
النفس والعين يؤكد بهما لإرادة رفع احتمال توهم المجاز عن ذاتٍ الْمُؤَكَّد. تقول: جاء زيد، نقول: المجاز لمن يرى المجاز، أو قل: رفع الاحتمال. جاء زيدٌ، جاء الأمير، هذا يحتمل أن الأمير جاء بذاته، ويحتمل أنه جاء برسوله، أو كتابه، يحتمل يجوز أن يراد الأول، ويجوز أن يراد الثاني، فإذا قيل: جاء الأمير نفسه ارتفع الاحتمال الثاني، واستقر على أن المراد الأمير جاء بذاته، أليس كذلك؟ تقول: [جاء زيدٌ] جاء الأمير نفسه عينه، يؤكد بالنفس لوحدها، ويؤكد بالعين لوحدها، ويجمع بينهما. فيقال: جاء الأمير نفسه، وجاء الأمير عينه، ويؤكد ويجمع بينهما فيجب حينئذٍ تقديم النفس على العين، فيقال: جاء الأمير نفسه على عينه. ولا يجوز أن يقال جاء الأمير عينه نفسه، واضح؟ يشترط في النفس والعين أن يضاف إلى ضمير مطابقٍ للمؤكد، إن كان المؤكد مفردًا يجب أن يكون مفردًا، إن كان مؤنثًا وجب أن يكون الضمير مؤنثًا، أن يكون إذا كان مؤنثًا نعم وجب أن يكون الضمير مؤنثًا تقول: جاءت هندٌ نفسها عينها، جاء زيدٌ نفسه عينه، هنا مفرد ومفرد ولكن الأول مذكر والثاني مؤنث، جاء الزيدان أنفسهما ن إذا أُكِّدَ المثنى بالنفس والعين جمعت على وزن أَفْعُل فيقال: جاء الزيدان أَنْفُسُهُمَا، يجمع على وزن أَفْعُل مضافًا إلى ضميرٍ مطابقٍ للمؤكد، ولا يَصِح عند الجمهور - وإن سُمِعَ في البعض لا يقال: جاء الزيدان نَفْسَاهُمَا، بتثنية النفس، وعيناهما، وإنما يجمعان مضافين إلى ضمير مطابق للمؤكد، فتقول: جاء الزيدان أنفسهما أعينهما. جاء الزيدون أنفسهم أعينهم، جاءت الهندات أنفسُهُنَّ أعينُهُنَّ، إذً أضيف إلى ضميرٍ مطابقٍ للمؤكد، هذا النفس والعين.
كُلّ هذا يُؤَكَّد به ما يحتمل إرادة الخصوص بلفظ العموم، جاء القوم، القوم هذا لفظ عام يحتمل أنه [أريد به زيد] أطلق العام وأريد به الخاص {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ} [آل عمران: 173]، {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ} [البقرة: 34] {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} [ص: 73] هنا يحتمل أن الملائكة البعض من إطلاق الكل وإرادة الجزء، أو من إطلاق العام وإرادة الخاص، فلمَّا أُؤكد الكل حينئذٍ تعين أن يكون المراد به العام، جاء القوم كلهم، إذًا لا بعضه، إذًا كل هذا يؤكد به برفع احتمالٍ إرادة الخصوص بلفظ العموم.
كِلا وكِلتا يُؤكد بهما المثنى، جاء الزيدان كلاهما، جاءت الهندان كلتاهما. إذًا أكد به المثنى بشرط إضافتهما إلى ضميرٍ عائدٍ على المؤكد مطابقٍ له.
هذه جملة ما يحتمل الألفاظ الذي يؤكد بها معنى: (النفس، والعين، وكل، وكلا، وكلتا).


(وَذَاكَ تَوْكِيْدٌ) إذًا إذا أؤكِّدَ بالنفس والعين المرفوع رفع، فإذا قيل: حاء زيدٌ نفسه عينه، نفسه هذا توكيدٌ مرفوع، لماذا؟ لأن المؤكد مرفوع. رأيت زيدًا نَفْسَهُ عَيْنَهُ، بالنصب، نصبت لماذا؟ (إِذْ كُلُّ تَابِعٍ فَكَالْمَتْبُوعِ) لأن المتبوع الذي هو المؤكد منصوب فنصبت المؤكد. أيضًا تقول: مررت بالقوم كلِّهم. كسرت كلها هنا جَرَرَتْ لماذا؟ لأن المؤكّد مجرور.
(وَنَعْتٌ) هذا هو النوع الثاني من التوابع، وهو التابع المشتق المؤول به المباين للفظ متبوعه. التابع المشتق أو المؤول به المباين للفظ متبوعه، التابع هذا جنس يشمل التوابع الخمسة، المشتق أو المؤول به، المشتق هذا أخرج سائر التوابع، أخرج التوكيد لماذا؟ لأنه جامد
جاء زيدٌ نفسه، نفْسه هذا جامد وليس بمشتق، ما معنى المشتق أولاً؟

ما معنى المشتق؟

يؤخذ من غيره، ضابطه؟
ما دل على ذاتٍ ومعنى، قائل هذا اسم فاعل، قابل هذا اسم فاعل، دل على ذاتٍ ومعنى، اسم المفعول يدل على ذاتٍ ومعنى، اسم الفاعل يدل على ذاتٍ ومعنى، المقصود بالمعنى الحدث وأن الحدث قد قام به، واسم المفعول يدل على ذاتٍ وحدث وأن الحدث قد وقع عليه، ضارب ومضروب اتصفا بالضرب لكن الأول

أوقع الضرب، والثاني أُوقِعَ عليه الضرب. إذًا ذاتٍ متصفة بحدثٍ وهو

الضرب، والثاني ذات أيضًا متصفة بحدثً وهو الضرب، والفرق بينهما أن اسم الفاعل أوقع على غيره أو قام به، والثاني الذي هو اسم المفعول أوقع عليه الضرب.
إذًا ما دل على ذاتٍ وحدثٍ نقول: هذا مشتق، مثاله اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، وأمثلة المبالغة، وأفعال التفضيل، هذه كلها من المشتقات، وكلها يصلح أن تكون نعتًا.
قوله: (المشتق). أخرج التوكيد الجامد لأن ألفاظ التوكيد كما سبق ليست مشتقة: (النفس، والعين، وكل، وكلا، وكلتا) ليست مشتقة، كذلك أخرج البدل جاء أبو عبد الله عُمَر، أقسم بالله أبو حفص عُمَر. عُمَرُ هذا بدل أو عطف بيان وهو جامد وليس مشتقًا.
كذلك أخرج العطف عطف النسق جاء زيدٌ وعمرٌو، عمروٌ هذا معطوفٌ على زيد وهو جامد.
إذًا قوله: (المشتق). أو (يؤول به) لأن النعت كما يكون مشتقًا يكون مؤولاً بالمشتق - كما سيأتي -.
(المباين لمتبوعه) هذا بقي نوعٌ واحد وهو من التوكيد اللفظي مما قد يكون مشتقًا، إذا قلت: جاء زيدٌ العالِمُ، جاء فعلٌ ماضٍ، وزيدٌ فاعل، العالِمُ نعت أو صفة [هما أي واحد]، نعت، ونعت المرفوع مرفوع، تبعه في الرفع علامة رفع ضمةٍ ظاهرة على آخره، لو أدرت أن تؤكد لفظ العالم توكيدًا لفظيًا ماذا تقول؟
.
جاء زيدٌ العالِمُ العالِمُ، [العالم الأولى] العالم الثانية توكيد لفظي هل هو مشتق أم لا؟


مشتق، والنعت لا يكون إلا مشتقًا، وما عدا النعت لا يكون مشتقًا، لكن الفرق بين العالِمُ الأولى والعالِمُ الثانية أن المشتق الذي يقع نعتًا مباينٌ يعني: مخالف للفظ متبوعه، جاء زيدٌ العالِمُ، هل مادة زيد هي مادة عَلِمَ؟ لا، إذًا هو مباين يعني مخالف، أخرج ما إذا كان موافقًا لمتبوعه وكلاهما مشتقان، مثل التوكيد اللفظي إذا وقع مؤكدًا لمشتق، إذًا المباين للفظ متبوعه، أخرجنا المشتق الذي يكون توكيدًا لفظيًا لمشتقٍ آخر، والعبرة في المشتق الذي يكون نعتًا أن يكون مخالفًا للمتبوع، فإذا وقع موافقًا فليس نعتًا، لأن النعت محصورٌ في المشتق لا يكون النعت إلا مشتقًا، أو ما هو في قوة المشتق، فإذا جاء تركيبه مثل هذا جاء زيدٌ العالم العلم، العالم الثانية تقول: العالم هذه توكيدٌ لفظي متبوعه لفظ العالم، إذًا اتحدا في اللفظ و (التَّابِعُ) الذي هو نعت مع متبوعه لا يتحدان لفظًا.
إذًا حد النعت هو تابعٌ مشتقٌ أو مؤولٌ به مبيانٌ للفظ متبوعه.
النعت نوعان عندهم:
نعت حقيقيّّ.
ونعت سببيّ.
النعت الحقيقي عرفنا أنه لا يكون إلا مشتقًا، فحينئذٍ المشتق يرفع فاعلاً، إذا وقع اسم فاعل يرفع فاعلاً، الفاعل إن كان ضميرًا مستترًا فهو النعت الحقيقي، وإن كان اسمًا ظاهرًا فهو نعتٌ سببي. جاء زيدٌ العالم، تقول: العالم هذا اسم فاعل ورفع فاعلاً مستترًا يعود على زيد، نقول: هذا نعتٌ حقيقي وليس نعتًا سببيًا، لماذا؟ لأنه رفع فاعلاً مستترًا، هذا يُشترط فيه أن يكون موافقًا لمتبوعه في أربعة من عشرٍ، لأن الاسم السابق:
- يُنظر إليه بحسب الإعراب فإمّا يكون مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا، هذه ثلاث.
- وينظر إليه بحسب الإفراد والتثنية والجمع هذه ثلاث، صارت ستًا.
- وينظر بحس التنكير والتعريف هذه ثمان.
- وينظر إليه بحسب التأنيث والتذكير، هذه حالتان صارت عشرة.
لا يمكن أن يكون مرفوعًا ومنصوبًا في وقتٍ واحد، إذًا لا بد له من واحدٍ من الثلاثة بحسب الإعراب رفع نصب جر، هل يمكن أن يتبع متبوعه في اثنين من ثلاثة هذه؟ لا، إذًا واحد من ثلاثة، إما أن يكون مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا.
في الإفراد والتثنية والجمع لا بد أن يشتمل على واحدٍ منها، ولا يجتمع اثنان، إذًا هذه واحدٌ من ثلاثة، تذكير تأنيث لا يمكن أن يكون اللفظ مذكرًا مؤنثًا في آنٍ واحدة لا بد أن يكون مذكرًا أو مؤنثًا، ماذا بقي؟
.
التعريف والتنكير، لا بد أن يكون واحدًا منها.
إذًا هذه عشرة، ونأخذ من كل واحدً من كل ثلاثة أو اثنين واحدًا فصارت أربعة من عشرة. جاء زيدٌ العالم، العالم هذا معرفة وزيد معرفة، زيدٌ مفرد والعالم مفرد، زيدٌ مرفوع والعالم مرفوع، زيدٌ مذكر والعالم مذكر. جاءت هندٌ العالمة خالف في أي شيء؟ في التذكير والتأنيث، مررت برجلٍ عالمٍ، خالف في الجرِّ والتنكير. قال: مررت برجلين عالِمَيْنِ.
.
التثنية مع الجر، مررت برجلين عالِمَيْنِ، مررت برجالٍ عالِمِين، عالِمِين بالجمع، لأن المتبوع مجموع لأن المتبوع جمع.
إذًا يوافقه في أربعةٍ من عشرة في الإفراد إذا كان المتبوع مفردًا وجب أن يكون التابع مفردًا، إذا كان مثنًى وجب أن يكون مثنى،


وإذا كان جمعًا وجب أن يكون جمعًا، وكذلك في الإعراب، وكذلك في [التنكير والتذكير] (1) وفي التذكير والتأنيث والتعريف والتنكير.
إذًا هذه أربعة من عشرة فيما إذا كان النعت حقيقيًّا، إذا كان النعت سببيًا نقول: يلزم الإفراد. إذًا له حالة واحدة من الإفراد والتثنية والجمع. يعني: لا يكون مثنًى ولا يكون مجموعًا بل يجب أن يكون مفردًا فيما إذا رفع فاعلاً ظاهرًا، هذه واحدة. ويجب أن يُراعى التذكير والتأنيث بحسب [المتبوع] (2) لا بحسب التابع [المتبوع]، يجب أن يراعى التذكير والتأنيث بحسب الفاعل الذي هو مرفوعه لا بحسب المتبوع، فيبقى له للمتبوع اثنان من خمسة الرفع، أو النصب، أو الجر، هذه واحدة من ثلاثة.

التذكير والتأنيث هذا حسب ما بعده.
التعريف والتنكير لأن التعريف والتنكير يجب إذا كان المتبوع نكرة وجب أن يكون التابع نكرة سواءٌ كانت سببيًّا أم حقيقيًّا. [وإذا كان مؤنثًا وإذا كان مذكرًا وجب أن يكون مذكرًا، وإذا كان مؤنثًا] عفوًا. وإذا كان معرفةً وجب أن يكون معرفةً، وإذا كان نكرةً وجب أن يكون نكرة. تقول: مررت برجلٍ قائمِ أبوه. مررت برجلِ قائمِ أبوه، رجلٌ قائم، قَائم هذا نعت لرجل تبعه في التذكير، وتبعه في الجر، قائم وجب أن يلتزم الإفراد، وما بعده إن كان مذكرًا ذُكِّرَ، وإن كان مؤنثًا أُنِّثَ. ولذلك إذا كان الفاعل مؤنثًا نقول: مررت برجلٍ قائمةٍ أمه، مررت برجلٍ قائمةٍ هنا هل وافقه في التنكير والتعريف؟ نعم وافقه في التنكير والتعريف، هل وافقه في العمل الإعراب؟ نعم لأن ما قبله مجرور فهو مجرور، ألتزم الإفراد ثم الفاعل برجل قائمةٍ أمه، أمه هذا فاعلٍ لقام اسم فاعل فيرفع فاعلاً ظاهرًا، قائمةٍ أمه، أمه هذا مذكر أو مؤنث؟ مؤنث فوجب أن يؤنث له ماذا؟

اسم الفاعل، لماذا؟ لأن اسم الفاعل بمعنى الفعل، والفعل - كما سبق بالأمس - إذا كان الفاعل مؤنثًا تأنيثًا حقيقيًّا وليس نِعْمَ وبِئْسَ العامل ولا يفصل بينهما وجب التأنيث، فحينئذٍ يجب أن يقال: مررت برجلٍ قائمةٍ أمه. مررت برجلين قائمةٍ أمهما، برجلين قائمةٍ يلزم الإفراد، مررت برجالٍ قائمةٍ أمهم، يلزم الإفراد، لذلك جاء {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} [النساء: 73] {الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ} لماذا؟ ذُكِّرَ {الظَّالِمِ} و {الْقَرْيَةِ} مؤنث لأن الفاعل مذكر، وحينئذٍ يجب فيما إذا كان النعت سببيًّا أن يكون باعتبار التذكير والتأنيث لِما بعده لا لما قبله.
إذًا القاعدة إذا كان النعت حقيقيًّا وافق متبوعه في أربعةٍ من عشرة السابقة الذكر، وإذا كان سببيًا نقول: وافقه في اثنين من خمسة ويلزم الإفراد ولو كان المسبوق مثنًى أو مجموعة، مررت برجالٍ قائمين أبوهم أو أباهم، مررت برجلين قائمين لوم الإفراد، والتذكير والتأنيث يُنظر إلى الفاعل، هذا فيما إذا كان النعت حقيقيًّا، وهذا أهم ما يذكر في هذا الباب.
(وَذَاكَ تَوْكِيْدٌ وَنَعْتٌ وَبَدَلْ) الشاهد أنه قال: رأيت الرجل العالم، ومررت بالرجل العالم، وجاء الرجل العالم، تبعه رفعًا، ونصبًا، وجرًا، (وَبَدَلْ)
__________
(1) سبق.
(2) كذا الصواب كما جاء بعده.


البدل تابعٌ مقصودٌ بالحكم بلا ... واسطة ........................

البدل العوض في اللغة، وفي الاصطلاح تابعٌ مقصودٌ بالحكم بلا واسطة، تابعٌ هذا جنس يشمل جميع التوابع، مقصودٌ بالحكم أخرج البقية بقية التوابع، لماذا؟ لأنه ليست مقصودة بالحكم، {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ} [ص: 73] {كُلُّهُمْ} هذا ليس مقصودًا بالإسناد، وإنما جيء به تتميمًا، لذلك هو من الفضلات جاء الرجل زيدٌ العالم، العالم ليس مقصودًا بالحكم إنما جيء به نعت لإزالة، النعت إما أن يكون موضحًا أو مخصصًا تركناه في # ... 28.08، موضحًا في المعارف، مخصصًا في النكرات، جاء زيدٌ العالم جاء موضحًا لأنه للمعرفة، مررت برجلٍ عالمٍ مخصص، فالفرق بين التوضيح والتخصيص أن يقال التوضيح رفعٌ للاشتراك بالكلية، جاء زيدٌ يحتمل العالم والجاهل، زيد يطلق على اسم جاء زيد إذا قلت العالم إذًا لا احتمال، مررت برجلٍ ساجدٍ قلل الاشتراك، التخصيص تقليلٌ للاشتراك، والتوضيح رفعٌ للاشتراك بالكلية.
(وَبَدَلْ) تابعٍ مقصودٍ للحكم بلا واسطة هذا أخرج عطف النسق لأنه مقصودٌ بالحكم لكنه بواسطة حرف العطف، جاء زيدٌ وعمرٌو إثبات المجيء لزيد وإثبات المجيء لعمرو كلاهما أحدثا المجيء، إذًا هما مقصودان بالحكم معًا ولكن بواسطة وهو حرف ماذا؟ حرف العطف.
البدل أربعة أنواع: بدل كلٍّ من كلّ، وبدل بعضٍ من بعض، وبدل بعضٌ من كلّ، وبدل الاشتمال، وبدل الغلط، بدل كلٍّ من كل هذه يغلطون من يقول بدل الكل للكل بال لما سبق أن كل ملازمة للإضافة وما كان مضافًا لا يصح دخول أل عليه إلا بشرطه وهو أن يكون وصفًا في قوة الفعل.
وإن يشابه اسم المضاف يفعل ... وصفًا من تنكيره لا يعزل

إذًا بدل كل من كل وهو عن ما يكون الثاني فيه عين الأول، أن يكون الثاني عين الأول، {مَفَازاً * حَدَائِقَ} [النبأ: 31، 32] {حَدَائِقَ} هي المفاز، الثاني عين الأول جاء زيدٌ أبو عبد الله، أبو عبد الله هذا بدل كل من كل لأن أبو عبد الله كنية هو مسماه زيد، وزيد كنيته أيضًا أبو عبد الله.
بعض من كل أن يكون التالي جزءًا من الأول، العلاقة بين البدل والمبدل منه الجنسية، والعلاقة في الأول الكلية، هكذا يقال، كل من كل العلاقة بينهما الكليّة بعض من كل هذه العلاقة جزئية، يعني الثاني جزءٌ من الأول، أكلتُ الرغيف نصفه. النصف هذا جنسٌ وبعضٌ من الرغيف، أليس كذلك؟
بدل الاشتمال أن يكون بين الأول والثاني علاقة ملامسةٌ بغير الكلية والجزئية، أجبني زيدٌ علمُهُ، علم زيد ليس كل زيد وليس بعضه وإنما هو صفةٌ لزيد، العلاقة بينهما غير الكلية والجزئية، يعني: مثل الحرف مع الاسم والفعل ما لا يقبل علامة الاسم ولا الفعل فهو حرف، ما لا تكون علاقة كلية أو جزئية فهو بدل اشتمال.
بدل الغلط هذا واضح أن يكون المقصود الثاني لا الأول جاء زيدٌ عمرو. أنت تريد أن تقول: جاء عمرو فأخطأت فقلت: جاء زيد هذا يسمى

بدل الغلط. ومحله اللسان.
وَذَاكَ تَوْكِيْدٌ وَنَعْتٌ وَبَدَلْ ... وَالرَّابِعُ العَطْفُ بِقِسْمَيْهِ حَصَلْ

(وَالرَّابِعُ العَطْفُ بِقِسْمَيْهِ) يعني: قسمي العطف وهو عطف البيان وعطف النسق. (حَصَلْ) يعني: التقسيم.


عطف البيان حده عندهم: تابعٌ موضحٌ أو مخصصٌ جامد غير مؤول. تابعٌ هذا جنس يشمل التوابع الخمسة.
موضحٌ أو مخصصٌ أخرج التوكيد وعطف النسق والبدل لأنها ليست موضحة ولا مخصصة، وبقي معنى ماذا؟

النعت، لأن النعت يأتي موضحًا ومخصصًا، وعطف البيان يأتي موضحًا ومخصصًا والفرق بينهما أن النعت مشتقٌ، وعطف البيان جامد، ولذلك قال: جامد غيره مؤول.
إذًا جامد أخرج النعت المشتق، غير المؤول أخرج النعت الجامد المؤول بالمشتق.
المؤول بالمشتق هذا ما كان في اللفظ جامدًا وفي المعنى معنى المشتق، جاء زيدٌ هذا، هذا المقصود به المشار إليه، كأنك قلت: جاء زيدٌ المشار. والمشار هذا اسم مفعول، إذًا هو في قوة المشتق هو في اللفظ جامد جامد ولكنه في المعنى مشتق، تقول: جاء زيدٌ [أو نعم] جاء زيدٌ ذو الفضل يعني: صاحب الفضل، ذو في لفظه جامد، ولكنه في المعنى صاحب وصاحب هذا مشتقٌ.
ثم مثَّل لهذه الأربعة قال: (كَأِظْهَرَ الدِّيْنَ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ). (أَبُو حَفْصٍ) هذا فاعل و (دِيْنَ) هذا مفعولٌ به مقدم، (عُمَرْ) إيش إعرابه؟

بدل أو عطف بيان، يجوز إعرابه بدل أو عطف بيان، كل ما جاز إعرابه بدل يجوز إعرابه عطف بيان، والعكس.
(وَجَادَ عُثْمَانُ الشَّهِيْدُ الْمُشْتَهِرْ)، (عُثْمَانُ) هذا فاعل (جَادَ)، (الشَّهِيْدُ)

نعم (الشَّهِيْدُ) فعيل (وَالْخُلَفَاءُ كُلُّهُمْ كِرَامُ)

(كُلُّهُمْ) توكيد، توكيد المرفوع مرفوع (صِدِّيْقُنَا)

بدل معرفة، أي المبدل منه (الْخُلَفَاءُ)، (الْخُلَفَاءُ) يشمل الصديق رضي الله عنه وغيره.
(وَالْحَيْدَرُ الْهُمَامُ)، (الْهُمَامُ) يعني: السيد الشجاع السخي، (الْحَيْدَرُ) (صِدِّيْقُنَا وَالْحَيْدَرُ) من الحيدر؟
.
من أي أنواع البدل من أي أنواعه التابع؟ عطف بحرف بواو العطف، عطف النسق هو التابع المقصود بالحكم ولكن بواسطة يعني: تابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حروف العطف العشرة: (الواو، والفاء، وثُمَّ، وأو، ولا، وحتى، ولا .. ، وإما، هذه على رأي ابن آجروم أن (إما) تكون حرف عطف، وهذه لها معانٍ منها ما أخذ بالتصنيف، وبعضها يُذْكَر في كتب النحاة. وتقول: جاء زيدٌ وعمرٌو، رأيت زيدًا وعمرًا، مررت بزيدٍ وعمرٍو. جاء زيدٌ وعمرٌو، زيد هذا فاعل والواو حرف عطف وعمرو هذا معطوف على المرفوع، والمعطوف على المرفوع مرفوع ورفعه ضمة ظاهرة على .. ، رَأَيْتُ زَيْدًا وَعَمْرًا، مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَعَمْروٍ يقال فيهما ما قيل في أخيه.
(بَابُ الْمَنْصُوبَاتِ مِنَ الأَسْمَاءِ) إذًا أنهى المرفوعات السبعة، وشرع في باب المنصوبات من الأسماء بعد أن ذكر المنصوبات من الأفعال، وهو الفعل المضارع وأدوات النصب.
وَالنَّصْبُ فِي الأَسْمَاءِ لِلمَفْعُولِ بِهْ ... كَاسْتَبِقِ الْخَيْرَ وَذَا الْعِلْمِ اقْتَفِهْ

(وَالنَّصْبُ فِي الأَسْمَاءِ لِلمَفْعُولِ بِهْ) المفعول به يعني: الذي فُعِلَ به الفعل، المفعول به الضمير هنا يعود على (أل) المفعول (أل) الداخلة على اسم الفاعل واسم المفعول هذه ما نوعها؟ (أل) الموصولة.
وصفة صريحة صلة أل ... وكونها بمعرب الأفعال قل


هذا على رأي ابن مالك رحمه الله أن أل الداخلة على الصفة الصريحة ليست خاصة بالاسم بل تدخل على الاسم وعلى الفعل.
مَا أَنْتَ بِالحَكَمِ التُرْضَى
يعني: الذي ترضى. دخلت على الفعل المضارع، والمفعول مفعول هذا اسم مفعول من فَعَلَ، به يعني: الذي فُعِلَ الفعل به. أو الذي فُعِلَ به الفعل، فالضمير يعود على أل هذا قبل جعله علمًا، ثم بعد جعله علمًا صار كالدال من زيد. إذًا الضمير لا مرجع له بعد العلمية، وإنما البحث فيه قبل العلمية.
المفعول به عندهم ما وقع عليه فعل الفاعل، ضَرَبْتُ زَيْدًا، أو ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا، عمرًا هذا محل لوقوع الحدث الذي هو الضرب، ما وقع عليه فعل الفاعل، ضَرَبْتُ زَيْدًا هذا لا إشكال في ضَرَبْتُ زَيْدًا، لكن لو قيل: مَا ضَرَبْتُ زَيْدًا، لا تَضْرِبْ زَيْدًا. أين وقع؟ إذا قيل: [ما] (1)، ضَرَبْتُ زَيْدًا واضح، أن زيدًا محلاً لوقوع الضرب، لكن مَا ضَرَبْتُ زَيْدًا، زيدًا مفعول به، كيف نقول: ما وقع عليه فعل الفاعل؟ قالوا: هذا اصطلاح، والمراد أنه ما لا يعقل أو ما لا يتأصل إلا بارتباطه به من جهة المعنى. يعني إذا قيل: مَا ضَرَبْتُ زَيْدًا. لا يتصور النفي نفي الضرب عن زيد إلا بعد تصور وقوع الضرب على زيد، ولذلك لا يصح أن تنفى الصفة على ما لا يقبلها، وذلك لا يقال الجدار لا يعلو، الجدار لا يموت، لا ينفع لماذا؟ لأنه ليس قابلاً للعمل. وإذا قيل: مَا ضَرَبْتُ زَيْدًا، هذا ما يتصور النفي إلا بعد أن يتصور أن زيد محلاً لوقوع الضرب، إذًا هناك ارتباط معنى وإلا لم يصح النفي، لا تنطق صفة التي هي الحدث مثلاً في هذا التركيب لا تنفى عن محل إلا إذا كان قابلاً لها، فدل على أن المقابل لهذا وقع عليه. إذًا هو مفعول به ولو من جهة الاصطلاح، لأن هذا من باب تعميم الاصطلاح فقط.
وَالنَّصْبُ فِي الأَسْمَاءِ لِلمَفْعُولِ بِهْ ... كَاسْتَبِقِ الْخَيْرَ ...............

كقولك: استبق الخيرات. استبق هذا إيش إعرابه؟
..
فعل أمر، والفاعل هنا هو؟ ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت، الخير مفعول به منصوب بالسبب وهذا يعني: عامل المفعول به قد يكون فعلاً كما مثل هنا، وقد يكون وصف (إِنَّ اللَّهَ بَالِغٌ أَمْرَهُ) على قراءة من نون (إِنَّ اللَّهَ بَالِغٌ أَمْرَهُ) أَنَا ضَارِبٌ زَيْدًا. زيدًا هذا مفعول به والعامل فيه ضارب وهو وصف، كذلك يكون اسم فعل {عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ} [المائدة: 105] وقد يكون بالمصدر {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} الناس هذا مفعول به والعامل فيه دفع، (وَذَا الْعِلْمِ اقْتَفِهْ) ذا العلم.
...
(وَذَا الْعِلْمِ اقْتَفِهْ) هذا من باب الاشتغال، ذا هذا اسم إشارة، أو تقول: لك، يعني لك أن تجعله اسم إشارة، ولك أن تجعله بمعنى الذي يحتمل، صاحب العلم (اقْتَفِهْ) أو ذا العلم (اقْتَفِهْ) يعني اتبع العلم بالعمل، ذا إما أن يكون اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به لعامل محذوف وجوبًا، (اقْتَفِهْ) اقتفه ذا العلم، وإما أن يكون اسمًا من الأسماء الستة بمعنى صاحب العلم. (اقْتَفِهْ) هذا إيش إعرابه؟
.
__________
(1) سبق.


فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، اقتفي، حُذف حرف العلة، والفاعل أنت، والهاء مفعول به في محل نصب مفعول به. إذًا مَثَّل للمفعول وهو مبني، ومَثَّل للمفعول وهو معرب.
ومصدرٌ ونائبٌ (وَمَصْدَرٍ) في الجر أفضل يعني والنقل في الأسماء للمفعول به (وَمَصْدَرٍ) المصدر عندهم الاسم الجاري على الحدث. الحَدث فعل الفاعل، اسمه ما يطلق عليه هو المصدر، الجلوس اللفظ الذي تنطق به ويجري به اللسان هذا مصدر، ما يقع عليه اللفظ هو الحدث، هذا تمييز يحتاج إلى تأمل. الجلوس اسم، ما مسماه؟ نفس الهيئة أنت الآن تقول: أنا جالس. أليس كذلك؟ فعلك هذا الهيئة اسمها جلوس، وفرق بين الاسم والمسمى، الاسم اسم الحدث هذا يسمى مصدر، جلوس مصدر، لماذا؟ اسم مسماه الحدث، نفس الحدث الذي تراه الحدث لا يمكن التلفظ به وإنما تتلفظ باسمه، والذي تراه بعينيك هو المسمّى هو الحدث اسمه الجلوس تحتاج إلى تأمل، المصدر هذا هو الأصل في الاشتقاق كما سبق.
والمَصدرُ الأصلُ وأىُّ أصلِ ... ومنهُ يا صَاحِ اشتقاقُ الفعلِ

عند البصريين وهو صواب أن المصدر هو الأصل في اشتقاق سائر المشتقات، وهذا المصدر قد ينصب على المفعولية المطلقة ولكن بضابط، لذلك يحد لأن المراد بالمصدر هنا، يبوب النحاة المصدر مرادهم به المفعول المطلق، لم سُمِّيَ (مطلق)؟
....
[نعم، هو الأصل صحيح أحسنت] هذا أصل في المفاعيل، لكن لم سُمِّيَ المطلق، مطلق مقابل للأصوليون.
..
بلا قيد، لأن المفعول قد يقيد، مفعول به، مفعول لأجله له، مفعول فيه، مفعول معه. لكن هذا يقال فيه: مفعول مطلق بدون قيد حرف جر. ولذلك هو الأصل في المفاعيل.
المفعول المطلق هو المصدر الفضلة المسلط عليه عامل من لفظه أو من معناه. المصدر واضح أن المفعول المطلق لا يكون إلا مفعول.
وأيضًا مثلهن .... في قولهم: ضربت زيد ضربًا
إذًا المصدر المفعول المطلق لا يكون إلا مصدرًا، والمصدر هو الاسم الجاري عن الحدث، الذي سلط عليه عامل من لفظه يعني: حروفه وحروف العامل متحدة، ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبًا، ضَربًا هذا مصدر سلط عليه عامل وهو ضرب هل اتحدا في اللفظ؟ نعم اتحدا في اللفظ، فنقول: هذا مفعول مطلق، أو من معناه وهذا فيه نزاع ابن هشام أثبته أن يختلفا في اللفظ والمعنى واحد أو متقارب، قعدت جلوسًا ووقفتُ قيامًا، قعدت جلوسًا، الجلوس هو القعود بالمعنى وإن فرق بينهما بعض اللغويين، قعدت جلوسًا جُلوسًا هذا مصدر، سُلِّطَ عليه عامل، هل هُو من لفظه ومعناه أو من معناه دون لفظه؟
من معناه دون لفظه، فنقول: هذا مفعول مطلق عند بعض النحاة ومنهم ابن هشام رحمه الله تعالى.
المصدر الفضلة المسلط عليه عامل من لفظه، كلامك كلامٌ حسن. كلامك الأول هذا مصدر أو لا؟ كلام مصدر مرفوع أو منصوب؟ مرفوع، ما العامل فيه؟ الابتداء [أحسنت]
ورفعوا مبتدأً بالابتدا
والابتداء عامل معنوي. إذًا كلامك سُلط عليه عامل لكن ليس من لفظه ولا من معناه، فلا نقول: كلامك هذا ماذا؟ لا نقول: مفعول مطلق. كلامك كلام حسن، كلام الثاني إيش إعرابها؟ خبر ما العامل فيه؟.
ورفعوا مبتدأً بالابتدا ... كذاك رفع خبر بالمبتدا

إذًا الخبر مرفوع بالمبتدأ، وافقهم في اللفظ أم لا؟


وافقهم، لماذا لا نقول: هو مفعول مطلق؟ مثل ضربت زيد؟
نعم هو مصدر وهذا مصدر لا إشكال وافقه في لفظه، العامل في المفعول المطلق إما أن يكون فعل، مصدر # .... 47.10 ما الحد؟ ما حد المفعول المطلق؟
.
الفضلة [أحسنت]، والخبر عمدة، إذًا قوله: المصدر الفضلة. أخرج فيما إذا علق عليه عامله من لفظه وهو عمدة وليس فضلةً. العامل في المفعول المطلق قد يكون فعلاً كما تقول: ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبًا. ضربًا هذا مفعول مطلق، وقد يكون مصدرًا {فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً} [الإسراء: 63] {جَزَآؤُكُمْ جَزَاء} جزاءً هذا مفعول مطلق، العامل فيه جزاؤكم وهو مصدر، وقد يعمل فيه اسم الفاعل {وَالصَّافَّاتِ صَفّاً} [الصافات: 1] صفًّا هذا مفعول مطلق والعامل في الصافات وهو جمع صافٍّ وهو اسم فاعل لذا قال ابن مالك:
بمثله أو فعل أو وصف نصب
بمثله يعني بمصدر {فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً} بمثله أو وصف أو فعل ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبًا، أو وصف
وكونه أصلاً لهذين انتخب
يعني: للفعل والوصف.
ينقسم ثلاثة أقسام المفعول المطلق يعني: يجاء بالمفعول المطلق بواحد من ثلاثة أمور: - إما توكيدًا لعامله.
- وإما نوعًا لهيئة صدور عامله.
- وإما مبينًا لعدد مرات عامله.
ثلاثة أنواع، توكيدًا، أو نوعًا مبين، أو عدد.
توكيد فيما إذا لم يلحقه وصف أو إضافة، ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبًا، ضربًا هكذا هذا نقول: مؤكد لعامله، لماذا؟ لأنه أكد لحدث عامله اتحدا ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبًا ولذلك بالإجماع لا يجوز أن يثنى ولا أن يجمع، ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبًا، ضربًا هذا مؤكد لعامله لا يُثنى ولا يُجمع، لماذا؟ لأنه قائم مقام الفعل، ضَرَبْتُ زَيْدًا ضربت كأنه هكذا قيل، ضَرَبْتُ زَيْدًا ضربت، وضربت لا يجوز تثنيته ولا جمعه وكذلك ما قام مقامه.
المبين للنوع هذا فيما إذا وُضِعَ له اسم خاص به، رجع زيد القهقرى، القهقرى هذا مفعول مطلق وهو اسم خاص لهيئة معينة، لأن الرجوع يختلف قد يكون قهقرةً وقد يكون غير ذلك. فلما قيل القهقرة وهو نوع خاص بَيَّنَ هذا المصدر ماذا؟ بين هيئة صدور الفعل الذي هو عامل في القهقرة، قد يكون بصفة ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبًا شَدِيدًا، إذا وصفته صار مبينًا للنوع، ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْب الأَمِير هذا أضفته، صار مبنيًا للنوع. إذا دخلت عليه أل للعهد العهدية ضَرَبْتُ زَيْدًا الضرب، الذي تعرفه أنت يعني: الضرب الشديد أو الخفيف أو ما بينك وبين المعهود أو المخاطب، ضَرَبْتُ زَيْدًا الضرب. إذًا تبيين أو المبين للنوع يكون لواحد من أربعة أمور:
- إما أن يوضع اسم خاص به، رجع زيد القهقرى.
- وإما أن يوصف يعني ينعت، ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبًا شَدِيدًا، فرق بين ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبًا لوحدها وضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبًا شَدِيدًا.
الأول: مؤكد لعامله لأنه لم يوصف ولم يضف.
والثاني: وصف صار مبينًا للعمل.
الثالث: أن يضاف ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْب الأمير، ضرب الأمير هذا مبين لهيئة صدور الفعل.
الرابع: أن تدخل عليه أل التي تكون للعهد ويكون هناك معهود بين المتكلم والمخاطب.


(وَمَصْدَرٍ وَنَائِبٍ) يحذف للمفعول المطلق وينوب عنه ما يدل عليه، من ما ينيب عن المفعول كل وبعض المضافين إلى المصدر. {فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ} [النساء: 129] {كُلَّ} نقول: هذا نائب عن المفعول المطلق، {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} [الحاقة: 44] نقول: هذا {بَعْضَ} منصوب على المفعولية المطلقة لأنه نائب عنه، كذلك العدد {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} [النور: 4] {ثَمَانِينَ} هذا نقول: نائب عن المفعول المطلق، لماذا؟ لأن أصل التركيب فاجلدوهم جلدًا ثمانين، كذلك اسم الآلة ضَرَبْتُ زَيْدًا سَوْطًا، نقول: سَوْطًا هذا نائب عن المفعول المطلق، لأن أصله ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبًا بِسَوْطٍ، حُذِفَتِ الباء فأضيف ضرب سوط فحذف المضاف إليه وأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب لانتصابه. إذًا هناك محذوف.
هذا أشهر ما يذكر فيما ينوب عن المفعول المطلق، وبعضهم يرى أن ما سُلِّطَ على عامله أو ما سُلِّطَ على المصدر وهو موافق له في المعنى دون الحروف كقعدت جلوسًا هذا مما ينوب فيه المصدر عن المفعول المطلق، أو مما نعم المصدر عن المفعول المطلق.
(وَمَصْدَرٍ وَنَائِبٍ وَإِنْ حُذِفْ ** عَامِلُهُ) إذًا قد يحذف عامل المفعول المطلق، تقول مثلاً.
النوع الثالث مما يأتي المفعول المطلق عليه المبين للعدد ضربت ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبَتَيْن، ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرَبَ، ضربتين وضربات تقول: هذا مبين للعدد. قد يحذف كم ضربت زيدًا؟ تقول: ضربتين. ضربتين ما إعرابه؟ مفعول مطلق، أين عامله؟ محذوف للعمل به لأنه وقع في جواب السؤال، كيف سرت؟ تقول: حِسِّيسًا. يعني: سرت حِسِّيسًا. هذا مفعول مطلق، حذف عامله، يأتي إنسان من الحج قرينة معنوية تقول: حجًّا مبرورًا. يعني: حججت حجًا مبرورًا. حجًا مبرورًا ما إعرابه؟ مفعول مطلق، وعامله محذوف جوازًا، سعيًا مشكورًا تقول: هكذا سعيًا مشكورًا. سعيت سعيًّا، إذًا هو مفعول مطلق. لذلك قال:
...... وَإِنْ حُذِفْ ... عَامِلُهُ كَسِرْتُ سَيْرَ الْمُعْتَرِفْ

سرت فعل وفاعل (سَيْرَ الْمُعْتَرِفْ) هذا مفعول مطلق مبين للنوع، لِمَ بُيِّنَ للنوع؟ وحكمنا عليه أنه مبين للنوع؟ لأنه أضيف (سَيْرَ الْمُعْتَرِفْ).
ظَرْفِ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ حَيْثُ فِي ... تُضْمَرُ فِيْهِمَا لِكُلٍّ فَاعْرِفِ


هذا ما يُسمى بالمفعول فيه، وحدُّه هو ما سُلِّطَ عليه عامل على معنى في من اسم زمان أو مكان مبهم. كل ظرف زمان أو ظرف مكان فهو اسم زمان أو مكان من غير عكس. لأن البعض يتوهم أن اسم الزمان هو ظرف الزمان، وليس بالصحيح، والبعض يتوهم أن ظرف المكان هو اسم المكان وليس بصحيح، إنما اسم الزمان ما كان مدلوله الزمن، اسم المكان ما كان مدلوله المكان {إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ} ... [الجمعة: 9] {مِن يَوْمِ} يوم هذا اسم زمان أو ظرف زمان؟ نقول: اسم زمان لماذا؟ لأن مدلوله الزمن وليس ظرف زمان، لماذا؟ لأن ظرف الزمان ما سُلِّطَ عليه عامل يعني: طلبه وجلبه عامل على معنى في الظرفية. يعني: التقدير في التركيب أن توضع ولو معنى أو يلاحظ معنى الظرفية، وعاء، شيء في شيء، تقول: صمت يوم الخميس. يوم هذا اسم زمان وهو أيضًا ظرف زمان، لماذا؟ لأنه سُلِّطَ عليه العامل، وهو صام على معنى في، فصار يوم الخميس ظرفًا لوقوع الصيام، كأنك قلت: صمت في يوم الخميس. إذًا فرق بين أن يقال: {إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ} هذا ليس على معنى فيه وهو اسم زمان، وليس ظرف مكان لأنه ليس على معنى فيه.
هنا مثل أمثلة قال: (كَصُمْتُ أَيَّامًا). صمت فعل وفاعل، أيامًا إيش نعربها؟
...
مفعولاً فيه، ولا نقول: مفعولاً به. وفي قوله: {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ}. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ} ... إلى آخره ثم قال: {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ}. [البقرة: 183، 184] أيامًا إيش إعرابها؟
...
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} بعض الأئمة يظن أن هذه الآية مرتبطة بما قبلها يعني في الإعراب فيقرأ {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ} إذا قلت: {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ} هذا إذا أردنا أن نفسر نطبق القواعد {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} {أَيَّاماً} إذا جعلت التقوى سُلِّطَت على أيام على معنى في، ماذا يكون التركيب، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} يعني: تحصل التقوى في ... {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ} وبعد الأيام ليس مطالبًا بالتقوى، هل هذا صحيح؟ نقول: لا، ليس هذا المراد.
مثله: {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ} [البقرة: 281] ... {يَوْماً} هذا اسمًا زمان لكنه ليس ظرف زمان، لو سُلِّطَ العامل وفهمنا بفهمنا العامي أن اتقوا سلط على يومًا على معنى فيه إذًا صارت التقوى ليس مأمورًا بها في الدنيا، {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ} إذًا اتقوا في ذلك اليوم، أليس كذلك؟ إذا جعلنا اتقوا يومًا، يَومًا هذا ظرف زمان صار التركيب هكذا، اتقوا يعني أنتم مأمورون بتحقيق التقوى في ذلك اليوم، لكن ليس هذا المراد. المرَاد اتقوا نفس اليوم، يومًا هذا مفعول به وليس مفعولاً فيه، مثله {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ} أيامًا هذا، اختلف في إعرابه بالرغم أنه صوموا أيامًا على أنه مفعول به لفعل محذوف أو معمول للمصدر {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183] {أَيَّاماً} أيامًا هذا مفعول به، والعامل فيه المصدر الصيام، ولا يجوز أن يعرب مفعول فيه لفساد المعنى.


{اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} [الأنعام: 124] حيث هذا مفعول به وليس مفعولاً فيه. إذًا صمت أيامًا أي: صمت في أيام. الأيام هذه صارت ظرفًا لوقوع الصوم، (وَقُمْتُ سَحَرَا) أي: وقع القيام في سحر (خَلْفَ الْمَقَامِ) خلف هذا ظرف مكان (كَصُمْتُ أَيَّامًا وَقُمْتُ سَحَرَا) مثالان لظرف الزمان (خَلْفَ الْمَقَامِ) يعني: في خلف المقام (عِنْدَ) هذا ظرف مكان ولكنه ملازم للنص على الظرفية ولذلك قال الحريري:
وعندَ فيها النّصبُ يَستمرُّ ... لكنَّها بِمِنْ فقطْ تُجَرُّ

يعني: إن خرجت عن النصب على المصدرية فهي تجر بمن خاصة، ولذلك تسمى الشبيه أو شبه المتصرف.
ظَرْفِ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ حَيْثُ فِي ... تُضْمَرُ فِيْهِمَا ...................

إذا لم تضمر فيهما فإعرابها على حسب موقعها في الجملة، فتقول: يوم الخميس يوم مبارك. يوم الخميس هذا ظرف زمان أم اسم زمان؟ اسم زمان هل سلط عليه معنى فيه؟ الجواب: لا، فنقول: يوم الخميس مبتدأ مرفوع بالابتداء ورفعه ضمة ظاهرة ... إلى آخره، يوم مبارك يوم هذا اسم زمان ووقع خبرًا.
وأينما صادَفتَ في لا تُضمَرُ ... فارفعْ وقُلْ يومُ الخميسِ نَيِّرُ

(عِنْدَ بَيْتٍ طَهُرَا).
نقف على هذا وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.