شرح نظم قواعد الإعراب

عناصر الدرس
* الموضع الثاني: الجملة التي وقعت صلة اسم أو حرف.
* المراد بشبه الجملة.
* أنواع الموصول الاسمي وضابطه.

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فلا زال الحديث في المسألة الثالثة التي عقدها الناظم رحمه الله تعالى وهي في (الجمل التي لا محل لها من الإعراب).
قلنا: هي سبعٌ، هذا ما اختاره الناظم تبعًا للأصل, وكما الجملة الأولى, وهي الجملة الابتدائية وهي الواقعة في ابتداء الكلام اسميةً كانت أو فعلية، اسميةً كانت أو فعلية، هنا تسمى: استئنافية, وأيهما أعم؟ الابتدائية أعمُّ, كل استئنافية ابتدائية ولا عكس، لمَ أعم؟ لأنها مفتتحة بالمبتدأ ولو كان لها محل من الإعراب.
زيدٌ أبوه قائمٌ، أبوه قائمٌ: هذه ابتدائية ولا محل لها من الإعراب, وزيدٌ أبوه قائمٌ: هذه جملة ابتدائية، ومستأنفة, وأبوه قائمٌ جملة ابتدائية لا مستأنفة, لذلك قال:
فِي الابْتِداء سمِّها اسْتِنَافِيةْ ... ...............................

وقلنا الاستنافية على نوعين عند النحاة, أو الجملة الاستئنافية نوعان:
المفتح بها النطق, والمنقطعة عن ما قبلها, المنقطعة عن ما قبلها، هذا الاستناف الذي يبحث عنه النحاة.
* مثال للمنقطعة عن ما قبلها {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً} [يونس: 65] هذه ليست مقولة خاص, وإنما هي جملةٌ مستأنفة استئنافًا نحويًا يعني: منقطعة عن ما قبلها.
* مثال للمفتتح بها، نعم, -فواتح السور- مثل {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] ثم قال:
.............................. ... وبَعْدَ حَتَّى وَهْي الابْتِدَائِيَّةْ

لمَ نص على بعد وحتى؟ لمَ نص؟ فيه خلاف, لأن الجملة الواقعة بعد حتى بعضهم يرى أنها ليست استئنافية يعني: لا تقع استئنافية البتة, والجمهور على أن حتى لها ثلاثة معانٍ، ثلاثة معان:
الأول: جار. الثاني: عاطفة. والثالث: ابتدائية. وهذه هيَ التي محل نزاع بين الجمهور، والصحيح أنها تكون ابتدائية, تكون ابتدائية, يعني: يقع بعدها الجملة الاسمية مكونة من مبتدأ وخبر.
(وبعد حتى وهي الابتدائية) لمَ نص على الابتدائية؟ احترازاً من العاطفة والجارة.
وَقَوْلُ مَنْ جَرَّ بِهَا لاَ يَجْرِي ... ......................................

يعني حرف الجر, أنها جعلها جارة (لا يجري) يعني: لا يصحُّ ولا يقبلُ مثاله, الشاهد قوله:
................ ... ....... حتى ماءُ دِجلةَ أشكل
الشاهد أو الرد على من قال بأنها جارةً في هذا, كيف نرد على هذا القول؟
إذا دخلت حتى على الجملة لا تكون معلقة, لو أعملت لقيل في البيتِ هنا حتى (حتى ماءِ) بالجر, لكن الرواية حتى ماءُ) وهلْ تعلق حروفُ الجرِّ إعمالها؟ الجواب لا، إذًا حتى هذه ليست جارة, والجر أيضًا قال:
............................... ... إذْ لا تَعلََّقَ حَرُوفَ الجَرِّ
عن عملٍ ........................... ... .......................................


(إذ لا تعلَّق حروف الجر .. عن عمل) هذا الجواب الأول الجواب الثاني في الرد على هذا، نعم.
أن الهمزة تكون مفتوحة بعد حروف الجرِ {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} [الحج: 6] لا يقول بإِن الله لا, بل يُقال: {بِأَنَّ اللَّهَ} وهنا نقول: مرض زيدٌ حتى إِنه لا يرجونه, إذًا كسرت همزة إنَّ بعد حتى فدل على أن الموضع هنا موضع ابتداء, إذًا حتى هذه ابتدائية لذلك قال:
.. وَبَعْدَهَا مَكْسُورَةُ ... إِنْ أَتَتْ وَفَتحَها مَجْرُورَة

(وبعدها) أي: بعد حتى (مكسورةً * إن أتت) على كونها مكسورةً بعد حتى (وبعدها) هذا متعلق بقوله (أتت) .. (إن أتت).
(وبعدها) أي بعد حتى على كونها مكسورةً يعني: مكسورة الهمزة وهي لا تكسر إلا إذا كانت في أول الجملة, أما إذا كانت في موضعٍ مفرد لأن فيه نعت حتى, على قولهم إنَّ (حتى) جارة يكون ما بعدها لتأويل المفرد لأن الجمل لا تجر إنما لا بد أن تأول للمفرد, وإذا أولت للمفرد إذًا صح حلول المصدر وعليه تفتح همزة إنَّ.
وَهَمْزَ إِنَّ افْتَحْ لِسَدِّ مَصْدَرِ ... مَسَدَّهَا, وَفِي سِوَى ذَاكَ اكْسِرِ
إذًا صح حلول المصدر محل "إنَّ" افتح همزة إن فتقول أَن، وإذا لم يصح وجب كسر همزة أن, والضابط الأعم, أنه متى ما صححوا حلولَ المصدر المفرد محل "إنَّ" نقول هذه بالفتح, وإذا لم يصح فهي بالكسر.
وَهَمْزَ إِنَّ افْتَحْ لِسَدِّ مَصْدَرِ ... مَسَدَّهَا, وَفِي سِوَى ذَاكَ اكْسِرِ
إلى آخر المسائل, إذًا هذه هي جملة الأولى التي لا محل لها من الإعراب تسمى الجملة الابتدائية هي الجملة الابتدائية التي تقع في ابتداء الكلام اسمية كانت أو فعلية, وتسمى (المستأنفة) إذا قيل ما إعراب {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]؟ ماذا نقول؟ -مثالٌ تطبيقيٌ-
{الْحَمْدُ} مبتدأ مرفوع علامة رفعه الضمة {للهِ} جار ومجرور متعلقٌ بمحذوف الخبر, إذًا جملة اسمية مركبة من مبتدأ وخبر, والجملة من المبتدأِ والخبرِ مستأنفةٌ استئنافًا نحويًا لا محل لها من الإعراب.
* لا بد من إعراب الجملة, إعراب المفردات هذا سهلٌ, وإن كان في بعضه صعوبة يعني التمييز والحال، والضمائر، والتقديرات, هذا بالنسبة للإعراب الجمل سهل هو في نفسه صعوبة لكن إعراب جمل هذا فيه نوع صعوبة يحتاج إلى تمرين معاً, إذًا {الْحَمْدُ للهِ} نقول: جملة مستأنفة استئنافًا نحويًا لا محل لها من الإعراب ومثله جملة البسملة.
وَصِلَةُ اسْمٍ أَوْ لِحَرْفٍ وَالَّتِي ... بَيْنَ شَيْئَيْنِ لِبَيَانٍ عَنِّتِ
وَالاعْتِرَاضُ جَائِزٌ بِأَكْثَرَا ... مِنْ جُمْلَةٍ والفَارِسي حُظِرا

(وصلة اسم أو لحرف) يعني الجملة الثانية التي لا محل لها من الإعراب هي الجملة التي وقعت صلةُ اسمٍ أو لحرفٍ (وصلة اسم) والثاني يعني الجملة الثانية من الجمل التي لا محل لها من الإعراب, الجملة التي هي (صلة اسم أو لحرف) (أو) هذه للتنويع لأنَّ الموصول عندهم -عند النحاة- نوعان: موصول اسمي، وموصول حرفي.
الموصول الاسمي: هذا هو الذي يبحث فيه النحاة كما يعنون له في كتب النحاة.
....... ... موصول اسمٍ يا فتى


ابن مالك رحمه الله قيد لم قال: موصول اسمٍ. احترازًا من موصول الحروف لذلك يقال ... ابن عقيل واحترز بقوله: موصول الأسماء عن موصول الحروف, ولا تذكر في الغالب إلا في كتب القواعد ونحوها أو استطراد تذكر استطرادًا.
إذًا الموصول نوعان (موصول اسمي وموصول حرفي) الموصول الاسمي والحرفي معًا ما افتقر إلى صلة متأخرة يتفقان هنا, صلة متأخرة مشتملة على رابط أو عائد يعود على الموصول, مشتملة أو مرتبطة بضمير يعود على الموصول, هذا الشرط في الموصول الاسمي, أما الموصول الحرفي فلا يشترط فيه عامل إذًا اشترط الموصول الاسمي مع الموصول الحرفي في أن كلاً منهما لا بد له من جملة, هذه الجملة تسمى جملة الصلة ثم يزيد الموصول الاسمي على الموصول الحرفي, لأنه لا بد من رابط يربطها بالموصول.
الموصول الاسمي هذا عندهم نوعان: خاص، ومشترك.
الخاص: الذي يعنون له بـ: الذي، والتي، واللذان، واللتان ... إلى آخره.
والمشترك: هو ما لا يتعين المراد منه وإنما يصدق على المفرد والمذكر وعلى المثنى والجمع مثل: من، وما، وأي، وماذا، وذو –ستة-. إذاً (موصول الأسماء نوعان: خاص، ومشترك).
أمَّا الخاص: نقول هنَّ ثمانية قد عنونَ لها ابن مالك في قوله:
مَوْصُولُ الاسْمَاءِ الَّذِي الأُنْثَى الَّتِي ... وَالْيَا إذَا مَا ثُنِّيَا لاَ تُثْبِتِ
بَلْ مَا تَلِيْهِ أَوْلِهِ الْعَلاَمَهْ ... وَالنُّوْنُ إنْ تُشْدَدْ فَلاَ مَلاَمَهْ
وَالْنّوْنُ مِنْ ذَيْنِ وَتَيْنِ شُدِّدَا ... أَيْضَاً وَتَعْوِيضٌ بِذَاكَ قُصِدَا
جَمْعُ الَّذِي الألَى الَّذِيْنَ مُطْلَقَا ... وَبَعْضُهُمْ بِالْوَاوِ رَفْعَاً نَطَقَا
بِاللاَّتِ وَاللّاَءِ الَّتِي قَدْ جُمِعَا ... وَالَّلاءِ كَالَّذِيْنَ نَزْرَاً وَقَعَا
هذه تسمى خاصة أو مشتركة؟ خاصة لم؟ لأن اللفظ لا يحتمل غيره, إذا قلت (جَاءَ الَّذِي ضَرَبتُهُ) الَّذِي دل على مفردٍ مذكرٍ لا يحتمل المثنى ولا يحتمل المؤنث ولا يحتمل الجمع (جَاءَ اللَّذَانِ ضَرَبْتُهُمَا) (جَاءَتْ اللَّتَانِ اللَّذَانِ) هذا لا يحتمل غير المثنى المذكر (اللَّتَانِ) لا يحتمل غير المذكر المثنى, وكذلك في الجمع إذًا هذا خاص متى ما أُخلص انفرد إلى المعنى الموضوعي له لغةً.
* أما المشترك فهو الذي عنون له الإمام ابن مالك بقوله:
وَمَنْ وَمَا وَأَلْ تُسَاوِي مَا ذُكِرْ ... وَهكَذَا ذُو عِنْدَ طَيِّىء شُهِرْ
وَكَالَّتِي أيضا لَدَيْهِمْ ذَاتُ ... وَمَوْضِعَ اللَّاتِي أَتَى ذَوَاتُ


هذه مشتركة ما معنى الاشتراك؟ يعني لا تختص بنوع دون آخر فإذا قيل (جَاءَ مَنْ ضَرَبْتُهُ) مَنْ ضَرَبْتُهُ: هذا يصح أن يراد بمن مفرد مذكر, ويصح أن يراد مفرد مؤنث, ويصح أن يطلق على المثنى المذكر, وعلى الجمع, وعلى المثنى المؤنث, ولا يرد الضمير (جَاءَ مَنْ ضَرَبْتُهُ) لأنه مفرد وقد يكون معينًا لمدلول "من" نقول: لا, لأن الضمير العائد على الموصولات هذا قد يراعى فيه المعنى, وقد يراعى فيه اللفظ, اللفْظُ المذكر مفرد مذكر مطلقًا والمعنى يحتمل, فإذا كان المعنى مثنَّىً مذكَّراً (جَاءَ مَنْ ضَرَبْتُهُمَا) يصح أن تثنِّي (جَاءَ مَنْ ضَرَبْتُهُمَا) إذا أردت بمن المثنى المذكر, إذًا هو من جهة المعنى: مثنى مذكر, استعملتَ اللفظ من في مثنى مذكر, هنا إذا أعيد الضمير الذي هو العائد -كما سيأتي- هنا يجوز لك وجهان:
اللفظ مفرد مذكر , والمعنى مثنى مذكر.
يجوز لك أن تراعي اللفظ فتفرد وتذكر, ويجوز لك مراعاة المعنى فتثني وتذكر, يعني إذا أردت بمن المثنى المذكر جاز لك ثلاث استعمالات تقول (جَاءَ مَنْ ضَرَبْتُهُ) كيف مَنْ ضَرَبْتُهُ وأنت تريد اثنين؟ تقول الضمير هنا أخرج وذكِّر مراعاةً للفظ (من) ولفظ (من) هذا مفرد مذكر, ويجوز لك مراعاة المعنى من فتقول (جَاءَ مَنْ ضَرَبْتُهُمَا) (جَاءَ مَنْ ضَرَبْتُهُمْ) (جَاءَ مَنْ ضَرَبْتُهُ) إذا أردتَ به الجمع يجوز لك أن تعيد الضمير إلى المفرد إلى لفظ "من" فتفرد وتذكِّر, ويجوز لك مراعاة المعنى فتجمع وتذكر تقول (جَاءَ مَنْ ضَرَبْتُهُمْ) وتقول (جَاءَ مَنْ ضَرَبْتُهُ) هذا وارد في القرآن بكثرة {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8] {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ} الفاعل ضمير مستتر مفرد مذكر, -ما قال ومن الناس من يقولون- بالجمع عاد الضمير هنا مفردًا مذكرًا وهو مستتر وهو العائد في هذه الجملة, إذا راعى لفظ "من", ومن هنا تصدق على الجمع ما الدليل؟ {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} دالٌ على المعنى هنا مطابق للجمع المذكر, إذًا يجوز لك مراعاة اللفظ ويجوز لك مراعاة المعنى هذه المشتركة.
الأولى: تسمى موصولات خاصة لمَ؟ لأن كل لفظ له معنى خاص تُستعمل فيه.
والثانية: ليس لها معنًى خاص تستعمل فيه, بل تُستعمل في المفرد المؤنث, وفي المذكر والمثنى المذكر, والمثنى المؤنث وفي الجمع بنوعيه.
* هذه الصلة أو الموصول في الأصل هي (معاني) لذلك اختلفوا فيها هل تعريفها حاصل بـ أل؟ أو بالصلة؟ يعني إذا قيل الذين والتي واللذان والذين (جَاءَ الَّذِي ضَرَبْتُهُ) الذي نقول: معرفة. هل حصل التعريف بـ أل في الذين أو الذي أو بجملة الصلة؟ فيه نزاع ..


* الجمهور على أنه حصل التعريف بالصِّلة, حصل التعريف بجملة الصلة لا بـ أل, لأن هذه أل زائدة لازمة, قد يكون الحرف زائدً لازماً كما نص سيبويه على أنَّ (أل) التي هي للتعريف أن همزتها همزة وصل محتج بها وضعًا, ما معنى محتج بها وضعًا؟ يعني هكذا وضعتْ وضعاً, اللام حرف أصلي, والهمزة همزة وصل, والأصل في همزة الوصل أنها زائدة فجعلت هكذا, وضعها الواضعُ (أل) والهمزة همزة وصل لذلك قال (همزتها همزة وصل محتج بها وضعًا) يعني الواضع وضعها على هذا المنوال.
* الذي (أل) هذه ليست للتعريف, وإنما هي زائدة ضرورةٌ لازمةٌ, والتعريف حصل بجملة الصلة, هذه مسألة تتعلق بالذي والتي. وبعضهم يفصِّل يقولُ: ما حلِّي بـ أل فالتعريف بها, وما لا فبجملة الصلة. كيفَ وما لا؟ يقصدُ به "المشترك" إذا قيل (جَاءَ مَنْ ضَرَبتُهُ) ليس عندنا ألْ إذا صح قولك بأنَّ الموصول عرِّف بـ أل والتعريف حاصل له بـ أل هذا يدخل في الذي والتي واللذان واللتان والذين والأُلى, أما (مَن وما وأل) فهذه كيف يكون فيها التعريف بـ أل؟ ليس فيها أل قال: لا, ما كان بـ أل فالتعريف بها, وما كان بدون أَل فالتعريف حاصل بجملة الصلة.
* وهذا مما يضعف القول التفصيل يعني التفريق بين المتماثلاتِ هذا مما يضعف القول كما أن جمع بين المختلفان أو بين المختلفين أو المختلفان هذا مما يضعف القول, فلذلك نرجِّح أن التعريف خاص بجملة الصلة ولذلك يُذكر في حد الموصول أنه: ما افتقرَ إلى صلةٍ وعائد. (أمران لا بد منهما) ما افتقر إلى صلةٍ, الصلة هذه هي: التي تعرف الموصول هي التي تعرف الاسم الموصول, لمَ كان الاسم مفتقرًا الافتقار ما هو؟ شدة الاحتياج, لم افتقرت الموصولات إلى الجملة جملة الصلة؟ ذكروا أن الموصول هو اسمٌ من جهة التعينِ وعدم التعيين فيه إبهام. إذا قيل (جَاءَ الَّذِي) وسكتًّ! الَّذِي من؟ هذا فيه إبهام إذًا من جهة دلالته على المعنى هو ناقص فيحتاج إلى ضميمة تتمِّم المعنى الذي دل عليه الاسم الموصول لذلك قيل: افتقر عبِّر بالافتقار لأنه أشد الاحتياج.


* لا يمكن أن يفيد الاسم الموصول فائدةً دون صلة, كما قيل في الحرف إِلاَّ أن الحرف ما دل على معنى في غيره فقط, والاسم قد يدل على معنىً في غيره لكن بدون ال ... (غير واضح: 22/ 22) فنقول: الاسم قد يدل على معنى, كما أن الفعل قد يدل على معنى في غيره (قَامَ زَيْدٌ) قَامَ دل على معنى في غيره وهو أن الفاعل ارتبطَ في الزمن الماضي {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2] {وَمَنْ يَتَّقِ} "من" هنا دلت على شرط, وهذا الذي جعلها اسمًا لأنها دلت على معنى في نفسها, ودلت على معنى في غيرها, إذًا دلت على شيئين والذي يكون حرفًا هو ما دل على معنى في غيره فقط دون دلالة على معنىً في نفسه إذًا الذي افتقر إلى غيره وهذا الافتقار لا يجعله حرفًا لِمَ؟ لأن الحرف يكون حرفًا إذا دلَّ على معنى في غيره فقط, وهنا دلَّ على معنى في نفسه ولكنه ناقصٌ, والذي يتمم هذا المعنى: هو أن تضم إليه جملة الصلة إذًا نقول: جملة الصلة لا بد منها مع الموصول لِمَ؟ لكون الموصول ناقصًا في نفسه يعني من جهة الدلالة على المعنى لا يخل معناه بنفسه لا بد من ضميمة جملةٍ إذَا ذكرت معه تمت الفائدة, إذا قيل (جَاءَ الَّذِي) وسكتَّ! لم تحصل الفائدة (جَاءَ الَّذِي ضَرَبْتُهُ) بأي شيء حصلت الفائدة؟ بجملة الصلة, لو قيل: (جَاءَ الَّذِي) وسكتَّ! حصلت فائدة؟ مطلقًا ما حصلت؟ (الذي) يدل على أي شيء؟ مفردٌ مذكرٌ, فهذه جزء فائدة إذًا الذي اسم موصول دلالته لوحده جزء فائدة فائدَةٌ ناقصةٌ, والكلام إنما يتمُّ بالفائدة التامة وليست حاصلةً بالاسم الموصول لوحده, إذًا لا بد من جملة الصلة لذلك قيل: ما افتقَر إلى صلة. الصلة هذه قد تكون جملة وقد تكون شبه جملة.
والجملة: قد تكون اسمية وقد تكون فعلية.
وَكُلُّهَا يَلْزَمُ بَعْدَهُ صِلَهْ ... ..............
(وكلها) أي الموصولات سواء كانت اسمية أمْ حرفية لا بد من صلة تتمِّم معناها, وكلها يلزم على الافتقار وجوبًا.
(بعده) إذًا لا تقع قبله, هذا يدل على أن مرتبة جملة الصلة بعد الاسم الموصول. فإذا قيل: هل يجوز أن تتقدم جملة الصلة على اسم الموصول كما تقدم جملة الخبر على المبتدأ؟ الجواب: لا، لا يصح لذلك نص على ذلك ابن مالك –رحمه الله- حيث قال:
وَكُلُّهَا يَلْزَمُ بَعَدَهُ صِلَهْ ... ...................
قد تكون هذه الصلة جملة وقد تكون شبه جملة.
وَجُمْلَةٌ أوْ شِبْهُهَا الَّذِي وُصِلْ بِهِ ... .............
الجملة الاسمية (جَاءَ الَّذِي أَبُوهُ قَائِمٌ) أَبُوهُ قَائِمٌ: تكون هذه جملة صلة موصول لا محل لها من الإعراب (جَاءَ الَّذِي قَامَ أَبُوهُ) هذه فعل وفاعل وجملة الصلة لا محل لها من الإعراب.
أو شبه جملة: وهذا ثلاثة أشياء: الظرف المكاني، والجار والمجرور، والصفة الصريحة ثلاثة أشياء. فالمراد بشبه الجملة هنا -بخلاف شبه الجملة في باب الخبر- هناك يرادف شيئان فقط: الظرف بنوعيه والجار والمجرور.
هنا شبه الجملة المراد به ثلاثة أشياء: الظرف المكاني على جهة الخصوص، والجار والمجرور، والصفة الصريحة.
وَصفَةٌ صَرِيْحَةٌ صِلَةُ أَلْ ... .................


الذي له محل من الإعراب والذي لا محل له من الإعراب من الجملة الثانية, إذا قيل (جَاءَ الَّذِي قَامَ أَبُوهُ) الاسم الموصول "الذي" وَقَامَ أَبُوهُ: صلة الموصول ما الذي ليس له محل من الإعراب؟ (قَامَ أَبُوهُ) الذي هو صلة الموصول. لمَ ليس لها محل من الإعراب؟ قيل: لمَّا تممت معنى الاسم الموصول صارتْ كالجزء منه, وجزء الكلمة هل لها محل من الإعراب؟ لا, كذلك ما نزِّل منزلة الجزء. إذًا إذا قيل لك: هل ينبني على الافتقار لم افتقرت الموصولات إلى جملة الصلة؟ تقول: لأنها لا تدل على معنى كاملٍ في نفسها, بل لا بد من ضميمة ما يتمم معناها وهو جملة الصلة. فلذلك نُزِّلت منزَّلة الجزء من الاسم الموصول, وجزء الاسم أو جزء الكلمة أو جزء اللفظ لا محل له من الإعراب, فكذلك ما نُزِّل منزلتها.
إذًا (جملة الصلة) هي التي ليس لها محل من الإعراب (الاسم الموصول) له محل من الإعراب (جَاءَ) فعل ماضٍ (الَّذِي) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل إذًا الاسم الموصول له محل من الإعراب هذا قول الجمهور: أن الاسم الموصول له محل من الإعراب, وجملة الصلة لا محل لها من الإعراب, وذَهَبَ أبو البقاء العُكبري رحمه الله إلى أنَّ الموصول مع صلته في محل كذا فيكون قوله (جَاءَ الَّذِي ضَرَبْتُهُ) صلة الموصول ... -بعدَ الإعراب التفصيلي- صلة الموصول أو الاسم الموصول مع صلته في محل رفع فاعل لمَ قال ذلك؟ قال: لأنه كما سيأتي أن الموصول الحرفي المحل يكون للموصول مع صلته, الموصول الحرفي يكون للموصول مع صلته إذا قلت {وَأَنْ تَصُومُوا} [البقرة: 184] ... الآية {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} أنْ هذا موصول حرفي أنْ موصول حرفي. تصوموا: فعل مضارع منصوب بأن. خير: هذا مفرد خبر حكم إذًا لا بد أن يكون محكومًا عليه وهو المبتدأ {وَأَنْ تَصُومُوا} هذه موصول حرفي مع صلته أن حرف اللفظ أن حرف مصدري وهو موصول حرفي مثل الذي {تَصُومُوا} {وَأَنْ تَصُومُوا} تصوموا هذا مثل (جَاءَ الَّذِي قَامَ أَبُوهُ) إذا هناكَ موصول وصلته, وهنا موصول وصلته إذًا كل منهما موصول معه صلة إلاَّ أن الإعراب يختلف في الموصول الحرفي عن الموصول الاسمي.
الموصول الحرفي تقول {وَأَنْ تَصُومُوا} أنْ -الذي هو موصول حرفي- وما دخلت عليه في تأويل مصدر مبتدأ. إذًا جعلت أن ومدخولها الموصول الحرفي وصلته جعلتهما في محل رفع مبتدأ.
* وسبق معنا أن الإعراب المحلي من مواصله "أن وما دخلت عليه" المصدر الذي يؤول الحرف المصدري مع مدخوله سواء كانت فعلاً أو جملة اسمية, فعلاً ماضيًا أو مضارعًا أو أمرًا على حسب موضعه نقول: في محل إعرابه محل. الإعراب هنا {وَأَنْ تَصُومُوا} هل هو لأنْ فقط؟ أو لتصوموا فقط؟ أو لهما؟
لهما, إذًا الإعراب المحلي في الموصول الحرفي للموصل مع صلته -وهذا باتفاق-, قاس الموصول الاسمي مع صلته في الإعراب بأن له محلاً كما ثبت المحل للموصول الحرفي مع صلته قال كما نقول {وَأَنْ تَصُومُوا} أنْ الموصول الحرفي مع صلته في تأويل مصدر كلاهما في محل رفع. نقول: كذلك (جَاءَ الَّذِي ضَرَبْتُهُ) الَّذِي ضَرَبْتُهُ: موصول مع صلته في محل رفع.


* أجاب الجمهور قالوا: إنَّ الذي ونحوه هذا مستقل بنفسه سواء تسلط العامل عليه لِمَ؟ لأن الأصل في تسلط العامل أن يكون للأسماء, لأن الأصل في العامل أن يكون فعلاً, والأصل في تسلط الأفعال على الأسماء, إذًا الذي يستقل بنفسه فيظهر أثر العامل فيه لفظًا أو محَلاً كما في التثنية (اللذان الذين اللتان اللتين) أما {وَأَنْ تَصُومُوا} أنْ هذا حرف لا محل لها من الإعراب هل له حظ من الإعراب؟ ليس له حظ.
هل يستقلُّ بنفسه فيكون معمولاً لعامل؟ لا يمكن, لا يكون معمولاً لعامل لا لفظًا ولا محلاً أما الذي هذا وإن كانَ مبنياً, إلا أنه ينتفي عنه الإعرابُ اللفظيُ, ويستقر له الإعراب المحلي فافترقا, أما الاتحاد فيكون بين جملتي الصلة فإذا أردت أن تعرب {وَأَنْ تَصُومُوا} تصوموا لوحدها أن حرف مصدري مبني على السكون لا محل له من الإعراب تصوموا: هذا فعل مضارع منصوب بـ أن ونصبه حذف النون, والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. إذا أردت أن تعرب الجملة لوحدها تقول:
وجملة {تَصُومُوا} صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب, ولذلك جمع بينهما (وَصِلَةُ اسْمٍ أوْ لحَِرْفٍ) فنقول: صلة الموصول (جَاءَ الَّذِي ضَرَبْتُهُ) ضَرَبْته صلة الموصول الاسمي وصلة الموصول الحرفي {تَصُومُوا} من قوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا} كلا الجملتين نقول: صلة موصول لا محل لهما من الإعراب. أما الموصول الاسمي فنقول: في محل كذا. لأنه يظهر عليه الإعراب يستقل بنفسه ما الدليل على أن الموصول يستقل بنفسه فيظهر فيه الإعراب لوحده {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ} [مريم: 69] قرأ (أَيَّهُمْ أَشَدُّ) أَيَّ هذا الموصول معناه أنه متعلق بـ {لَنَنْزِعَنَّ} (أَيَّهُمْ أَشَدُّ) يعني: أيهم هو أشد. {أَشَدُّ} هذا خبر مبتدأ محذوف
هو أشد إذًا أي بالنصب على أنه مفعول لننزعن فدل على أن الموصول نفسه محل من ظهور الإعراب محل لظهور الإعراب {رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا} [فصلت: 29] {الَّذَيْنِ} على القول بأنه ملحقان بالمثنى نقول هنا مفعول منصوب بـ أل ونصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بالمثنى على قولين, على قولين إذًا نقول الاسم الموصول له محل من الإعراب الاسم الحرفي لا محل له من الإعراب لمَ؟ لكونه حرفًا والحروف لا يتعلق بها الإعراب ولذلك سبق في حد الإعراب (أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل في آخر الكلمة) قلنا آخر الكلمة المراد بها نوعان: الاسم المتمكن, والفعل المتقدم: الفعل المضارع الخال مما يوجب بناءه الخال مما يوجب بناءه, فهذان النوعان هما محل لظهور الإعراب إذًا الحرف هل له حظ من الإعراب؟ نقول لا, ليس له حظ من الإعراب إذًا ما فتقر إلى صلة قلنا الصلة هذه الصلة تكونُ جملةً اسمية وتكون جملةً فعلية, وشبه الجملة المراد به الظرف (جاء الذي عندك) هذا ظرف مكان.


وجملة أو شبهها عند هذا سم به الاسم الموصول الاسم الموصول لمَ؟ لأنه يشترط في صحة وقوع الظرف المكاني والجار والمجرور: أن يكونا صلة لاسم الموصول ماذا يشترط التمام, هذا سواء كانَ في الصفةِ, في الحال في الخبر لا بد أن يكون تاماً, ما المرادُ بالتمامِ؟ أن تتم به الفائدة, إذا حصلت الفائدة من الترخيم, نقول هذا ظرف تام, هذا جار ومجرور تام إذا قيل (جاء الذي اليوم) ما تمّ! (جاء الذي الأمس) ما تمّ! (جاء الذي بك) ما تمَّ الكلام؟ إذًا إذَا تمَّ الترتيب والمعنى وتمام الفائدة بذكرِ الظرف المكاني بثل هذا الترتيب, أو الجار والمجرور. نقول: هذان (الظرف والجار مجرور) تامان ولا بد أن يكون الظرف تامًا والجار والمجرور تامًا, لصحة وقوعهما صلة الموصول.
* وإذا وقع صلة الموصول, وبعضهم يعبِّر يقول إن صح تعليقه بكون العام فهو تام, وإن لم يصحَّ تعليقه بكون العام فهو ناقص, وهذا سيئتنا في (المسألة الرابعة: معنى الكون العام والكون الخاص) لكن من باب التقريب: يذكر أن ما تم اسم الفاعل فهو تام وما لا تتم به الفائدة فهو ناقص وليس بتام.
* إذا وقع كلٌ من الظرف والجار والمجرور "صلة الموصول" فحينئذٍ يتعين أن يكون المقدر الذي تعلق بالظرف لا بد له من متعلق يتعين أن يكون جملة ولا يصح أن يكون المقدر المعلق اسمًا لمَ؟ لأنهم أجمعوا على أن صلة الموصول لا بد أن تكون جملةً, لا بد أن تكون جملةً, وإذا قيل (جاء الذي مستقر عندك) (جاء الذي مستقر عندك) مستقر: إذا قدرنا متعلق اسم فاعل مستقر أو ثابت هل هو جملة أو مفرد؟ مفرد هذا فيه خرقٌ للإجماع (جاء الذي مستقر عندك) وجملة أو شبهها لم؟ كانت شبيهة للجملة لأنها في المعنى تقدر بالجملة, وأجمعوا على أن صلة الموصول لا تكون إلا جملة فإذا وقع ظرفاً أو جاراً ومجرور لا بد أن يكون المحذوف المتعلَّق به الظرف الجار لا بد أن يكون فعلاً, وما وقع من خلافٍ -كما قد يمر معك في كتب النحاة- ما وقع من خلاف هل المحذوف الذي يتعلق به الجار أو الظرف هل هو اسمٌ أو فعلٌ؟ على ما يحكيه ابن مالك رحمه الله:
وَأَخْبَرُوَا بِظَرْفٍ أوْ بِحَرْفِ جَرّ ... نَاوِيْنَ مَعْنَى كَائِنٍ أَوِ اسْتَقَرْ
تنويعٌ هذا يعني لك أن تأخذ بهذا ولك أن تأخذ بهذا, وهذا توقَّف فيه ابن مالك رحمه الله.
* هذا الخلاف في غير جملة الكلام في غير جملة الكلام, ويدل على هذا نص ابن عقيل رحمه الله عندَ شرحه لهذا البيت قال: أما جملة الصلة فقد أجمعوا واتفقوا على أن المتعلَّق لا بد أن يكون فعلاً, وأما هل يكون استقر فعل أو مستقر اسم؟ هذا قيل الحال والصفة والخبر.


* أما الصلة فلا بد أن يكون أن يكون المتعلَّق فعلاً, إذًا تقدر (الذي جاء عندك) تقدَّر الذي جاء –استقر- عندك. استقر عندك: هذا فعلٌ وفاعل ضمير مستتر, وعندك منصوب على الظرفية متعلق به, والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة موصول (جاء الذي في الدار) جاء الذي –استقر- في الدار. استقر: فعل وفاعل ضمير مستتر تقديره: اسم موصول في الدار جار مجرور متعلق بقوله استقر الجملة من الفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول. إذًا فارق الصلة هنا جملةً, أما إذا عُلق أو جُعل المذكور متعلقًا في اسم (جاء الذي مستقر في الدار) هذا لا يصح التقدير, لأن مستقر في الدار هذا في قوة المفرد, الوصف مع مرفوعه قلنا هذا في قوةِ المفرد إلاَّ في موقع واحد, اختلفوا فيه أعطي حُكم الجملة وهو (أقائم الزيدان) يعني إذا وقع الوصفُ مبتدأً معتمداً على نفي أو استفهام (أقائم الزيدان) أقائم الزيدان مثل (مستقر عندك) مثله مستقر هو عندك ضمير مستتر عندك متعلق بـ (أقائم الزيدان) مثل قائم هذا مبتدأ, والزيدان هذا فاعل سد مسد الخبر, (مستقر عندك) هذا في قوة المفرد كأنه قال: الزيد, والزيد ليست بجملة فلا يصح أن يقع صلة الموصول, أما أقائم الزيدان هنا لما كان الوقف معتمداً على استفهام قرُب من الفعل, فلما قرب من الفعل: الفعلُ يسْند إلى غيره ولا يخبَر عنه, ولا يخبر عنه, فجعل مرفوع الوصف فاعلاً ساداً مسد الخبر ولا يكون خبرًا لمََ؟ لأنك لو جعلته خبرًا لأخبرت عن ما هو في قوة الفعل لذلك ابن هشام في "قطر الندى" تجده يقول (أقائم الزيدان) في قوة قولك (أيقوم الزيدان) (أمضروب العمران) قال: مضروبٌ العمران –تجده في تقسيم الكلام- قال: في قوة قولك (أيضرب العمرانِ) أيضرب العمرانِ عمران هذا ماذا إعرابه؟ نائب فاعل, ويضرب: هذا فعل مضارع مغيَّر الصيغة فيحتاج إلى نائب فاعل ولا يرقأ فاعله, إذا جيء باسم المفعول فهو في قوةِ الفعل المبني للمجهول, أو مغير الصيغة, (أمضروبٌ العمرانِ) في قوة قولك (أيضرب العمران) ويضرب هذا فعل, والفعل يسند إلى غيره, لأنه لا بد له من فاعل, والفعل وما كان في قوة الفعل لا يخبر عنه, لذلك عُدِل عن الخبر وجُعِل مرفوعُهُ قائماً وساداً مسد الخبر إذًا (أقائم الزيدان) الأصل أنه في معنى قولك (الذي مستقر عندك) جاء الذي مستقر عندك نقول: مستقر عندك في الأصل أنه في قوة قولك (أقائم الزيدان) ولكن استُثني الثاني ولم يستثنَ الأول للفائدة السابقة المذكورة أنه لما أعتمد على الاستفهام قرُب من الفعل فاستقلَّ أو قرُب من الاستقلال فلذلك (أقائم الزيدان) هل هو مقابل جملة تقول في حكم الجملة (أمستقر عندك) أو (الذي مستقر عندك) هل هو جملة أو مفرد تقول مفرد لمَ فرقت بينهما؟ نقول لا, هنا قرينة هنا قرينة وهي اعتماد على الاستفهام أو النفي, وسبق بيان هذا في الملحة, إذًا نقول شبه الجملة: ظرفٌ وجار ومجرور وهذان يشترط فيهما أن يكونا تاميْن على المعنى السابق.


الثاني: شبه الجملة المراد به هنا الصفة الصريحة, وهذه خاصة بالموصول الاسمي (أل) هذه اختلف فيها هل هي موصولة أم حرف تعريف؟ الصحيح أنها موصول اسْمي, ليست حرفَ تعريف يعني حرف تعريف اسم الرجل (أل) هذه حرف تعريف فقط ليس لها معنى إلا التعريف أل حرف تعريف أو الامُ فقط, قيل (أل) الداخلة على الصفة الصريحة مثل اسم فاعل اسم المفعول إنها حرف تعريفٍ مثل الرجل, والصحيح أنها ليست بحرف تعريفٍ, والمرجَّح أنها موصول ثم من قال: إنها موصلية اختلف هل هي موصول اسميّ أو موصول حرفيّ؟ المرجَّح الذي عليه الجمهور أنها موصول اسمي, موصول اسمي, ما الدليل على هذا؟
* استدل السيوطي –رحمه الله- بدليل جيد (جاء المتَّقي ربه) إذا قيل (جاء المتقي ربه) "أل" هذه هيَ التي اختلف فيها النحاة, ليست بحرف تعريف وهي موصولٌ, ثم هل هي موصول حرفي أو موصول اسمي؟
نقول الصواب أنها موصول اسمي, لمَ؟ لأن من علامات الأسماء عودُ الضمير عليه, أليس كذلك؟ من علامات الأسماء عود الضمير عليه, الضمير لا تعود إلا على الأسماء (جاء المتقي ربه) المتقي: نقول فاعل مرفوع ورفعه ضمة مقدرة (ربَّه المتقي) يعني الذي اتَّقى يحتاج إلى فاعل أين فاعله؟ ضمير مستتر "المتقي هو" ربه: مفعول به من متقي, جاء هذا ما ينفي جاء هذا متعدي أو لازم؟ لازم, إذًا ما ينفي والذي ينفي هو المتعدي.
وكُلُّ فعلٍ مُتَعَدَ يَنصِبُ ... مفعولَهُ مثلُ سَقَى ويَشرَبُ
نقول هنا (المتقي ربَّ) رب هذا معمول لازم وهذا فاسدٌ, لأنه لازم وإما أن تجعل المستقر وهو الحاضر, طيب (ربه) رب مفعول به وهو: مضاف والضمير مضاف إليه أين يرجع الضمير؟ على ألْ لأنك تقول (جاء المتقي ربه) في قوة قولك (جاء الذي اتَّقى ربه) الضَّمير يعود على الذي, فدلَّ على أنه اسمٌ وليس حرفاً, مرجعُ الضمير في هذا الترتيب إلى (ألْ) الموصلية دل على أنها اسم وليست حرفًا, لأنَّ الضمائر لا تعود إلاَّ على الأسماء, لا تعود إلا على الأسماء.
وَصِفَةٌ صَرِيْحَةٌ صِلَةُ أَلْ ... ...............
إذًا نقول: ألْ هذه صلتها يجبُ أن تكون صفة صريحة, صفة صريحة, صفة يعني تدل على حدث وذات, تدل على حدث وذات, وهي محصورة في ثلاثة أشياء:


* إما أن يكون اسم فاعل, أو اسم مفعول أو صفة مشبَّهة, أو صفة المشبهة (جاء الحسن) أل هذه موصلية اسمية (جاء الضارب) تقول هذه موصولة اسمية (جاء المضروب) (جاء المضروب) {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ} [الحديد: 18] تقول المسلمون والمسلم {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] ال هذه ما نوعها؟ {الْمُؤْمِنُونَ} جمع مؤمن على وزن مُفعِل, مُفعِل هذا اسم فاعل {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ - وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ} [الطور: 5 - 6] {الْمَسْجُورِ} هذا اسم مفعول وألْ الداخلة على اسم المفعول موصليَّة اسمية {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [الأحزاب: 35] {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} {الْمُؤْمِنُونَ} تقول أل هذه موصولة اسمية لم؟ لكون مفعولها صفة ما المراد بالصفة؟ ما دل على حدثٍ ولكن كل ما دل على حدثٍ وذاتٍ طبعًا الحدث يكون معين والذات تكون مبهمة ثم الحدث قد يكون واقعًا أو قائمًا للذات, وقد يكون واقعًا عليه, إذَا كان واقعًا أو قائمًا إما أن يكون على الدوام أو على الحضور فإن كان على الدوام: هو الصفة المشبهة, وإن كان على الحضور: فهو اسم الفاعل, وإن كان واقعًا عليها لا قائم بها ولا منها: فهو اسم مفعول اسم المفعول, إذًا نقول الصفة ما دلت على ذاتٍ وحدثٍ, ذاتٍ وحدثٍ.
* شخص (قام) يدل على صفة لكن هل يدل على ذاتٍ؟ قام فعل ماضي يدل على حدث هل يدل على ذات؟ الجواب لا, لا يدل وضعاً على ذات (القائم) تقول يدل على حدثٍ وذاتٍ, الحدث القائم القيامُ حصل وقع من الذات (المضروب) دل على حدث وذات, الحدث وقع عليه وقع عليه, (المؤمن) الحدث قائمٌ للذات لكن على جهة الثبوت, لذلك المؤمن والكافر والفاسق هذه نقول: صفات مشبَّهة لمَ؟ -وإن كانت على زنة فاعل- لأنها تدل على ذات وحدثٍ دائمٍ على الأصل, دائمٍ على الأصل, الأصلُ في الذات أنه دائم, إذا قيل ذات متصفة بالكفر فنقول: هذا على جهة الحلول أو اللزوم؟ اللزوم هذا الظاهر, والمؤمن كذلك الأصل فيه الإيمان, الأصل فيه الاستمرار, فنقول ذات متصفة بصفة الإيمان, وهذه الصفة ثابتة ولازمة في الأصل, أو كلَّازمة كما يعبر بعضهم, إذًا يشترط في صلة أل أن تكون صفة صريحة بعضهم يقيِّد صفة صريحةً من غيرِ اسم التفضيل لمَ؟ لأن القيد الصريحة يعنى الخالصة للوصفية, لأن بعض الأسماء قد يكون اسمًا مجرداً فيُستعمل استعمال الأوصاف, إذًا تكون الصفة طارئةً على الاسمية, الأصل فيه الشمول وقد يكون بالعكس المراد هنا يعني الأصل في أنه صفة, واستعمل استعمال الأسماء الأعلام الجامدة, مثَّلوا له (بصاحب) صاحب دلَّ على ذات متصفة بصفة الصحبة, قيل: غَلَبَ استعماله على المالِ, إذًا الأصل فيه عامٌ أو خاص؟ نفس متصفة بالصحبة أي صحبة؟ الأصل فيه أنه عامٌ مطلق من جهة المعنى, مطلق من جهة المعنى, وتخصيصه بنوع معين نقول: هذا أُجري مجرى الأعمِّ, استُعمل استعمال الأعلى هل هو صفة خالصة؟ نقول لا, ليس بصفة خالصة.


(راكب) راكب هذا يدل على ذات متصفة بصفة الركوب, المركوب قد يكون جملاً قد يكون حمارًا قد يكون إبلاً قد يكون بقراً إلى آخره, كل ما صحَّ أن يعلو الشيء هذا راكب, لكن في استعمال لغة العرب إذا أطلق الراكب انصرف إلى راكب الإبل فنقول: راكب هذا في الأصل أنه وصفٌ مثل (قائم وقاعد) إلا أنه أجري مُجرى الأعلام, كيف أجري مجرى الأعلام؟ العلم ما حدُّه؟:
اسْمٌ يُعَيِّنُ الْمُسَمَّى مُطْلَقَا ... عَلَمُهُ كَجَعْفَرٍ وَخِرْنِقَا
إذًا لفظ أطلق وعيِّن, والأصل فيه أنه مطلق لا يتعين بفردٍ أو بشخصٍ نقول: الأصل فيه أنه مطلقٌ يطلق على كل ما يصح الإطلاق عليه, أما إذا قيِّد بقيد فإذا أطلق الفرس إلى زيدٍ من الناس أو شيءٍ معين أو معنًا أو حكم؟ نقول: هذا قيِّد وأجرى مجرى الأعلام, لأن الأصل في العلم أنه يدل على مسماه, والأصل في راكب وصاحب أن لا يدل على مسمَّاه, فإذا استعمل المطلق استعمال الخاص نقول استعمل في غير ما استعمل له فصار مقيدًا, فصارتِ الوصفية هنا باعتبار الأصل لا باعتبار .. (غير مفهوم كلمة صغيرة 55:44 د) , لأنك إذا قلت راكب نقول هذا وصف من جهة دلالة على ركوبٍ معين, والأصل فيه أنه يدل على ركوبٍ مطلقٍ, إذًا أجري مجرى الأعلام إذًا الصفة الصريحةُ -هذا لإخراج الجانب لا إشكال فيه- لأنه ليس بصفةٍ أخرجَ بالأولِ الرجل والغلام نقول أخرجَ بقولنا (الصفة) لأن غلام هذا جامد, لا يدل على صفة صريحة, (الصريحة) أخرج الصفة وغير صريحة وهي التي استعملتْ استعمال الأسماء.
ثالثاً: مما بفرد بهذا اسم التفضيل اسم التفضيل أنفه, وإن كان فيه نزاع على أنها حرف تعريف وليست موصلية وليست موصلية, نريد السؤال هنا: إذا قيل (جاء الذي ضربته) ضربته صلة الذي لا محل لها من الإعراب (جاء الضارب) أين صلة أل؟ أين صلة أل؟
.......... **** وَصِفَةٌ صَرِيْحَةٌ صِلَةُ أَلْ
(الضَّارب) لا يحتاج إلا مشورة ضارب هو صلة أل, المضروب (جاء المضروب) المضروب أل قلنا هذه اسم إذا قلت جاء الضارب كيف تعرب من يعرب؟ (جاء الضارب) جاء: فعل ماضي. والضارب: فاعل مرفوع وعلامة رفع ضمة ظاهرة على آخره.


* كيف نقول ألْ هي اسمٌ وأسند إليه الفعل؟ (جاء الَّذي ضربك) لأنه في قوة قولك (جاء الذي ضربك) وتقول صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ثم تقول (ضارب) هذا الضارب عليه الضمة هذا فيهِ مخالفة لما سبق؟ نقول الجواب: أن الأصل في الصلة مطلقًا أنه لا محل لها من الإعراب, وإذا أردنا فلسفةَ هذا الإعراب فنقول (الضارب) هذه الضمة مستعارٌ من ألْ, ليست ضم الضارب, الأصل في ضارب أنه في قوة الجملةِ الفعلية لأنَّ اسم الفاعل كما سبق (قائلٌ) في قوة فعل {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ} {الْمَرْفُوعِ} هذا في قوَّة الذي يُرفع, إذًا في قوة الفعل, والأصل فيه أنه ما كان في قوة الفعل ألاَّ يظهر في الإعراب فنقول (الضارب) ألْ هذه أشبهت ألْ التعريف, فهي حرف تعريف, وحرف التعريف/ لا يظهر فيه الإعراب, كذلك ما أشبه ألْ لا يظهر فيه الإعراب, لذلك نقول ألْ اسم موصول, أل اسم موصول مبني ما علة بناءهِ؟ لمشابهته للحرف وضعًا ما هو الحرف الذي شابهه؟ ألْ التعريفية ألْ الموصلية بنيت بكونها أشبهتْ أل التعريفية وضعاً.
كَالْشَّبَهِ الْوَضْعِيِّ فِي اسْمَيْ جِئْتَنَا ... ................
والأصل فيه أن يكون الإعراب فيه مقدراً, لكن لما أشبهتْ ألْ التعريفية امتنع ظهور الإعراب لديها فأعير إلى ما بعد ألْ التي هي صلة الموصول فتقول (جاء الذي) جاء الضارب جاء: فعل ماض. الاسم الموصول الذي هو ألْ هذا الأصل مبنيٌ على السكون في محل رفع فاعل, هذا الأصل (ضارب) الأصل فيه أنه لا محل له من الإعراب (جاء الضاربُ) هذه الضمةُ مستعارة, والأصل فيه أن يكون –إذا أعربناهُ فاعلاً- أن يعربه بضمة مقدرة على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة العارية.
* الحاصل أنه يقال إن صلة الموصول -الأصل فيها- أنها لا محل لها من الإعراب, كيف أعْرب الضارب؟ والضارب هذا صلة موصول وهو أل, نقول إعرابه: عاريةً لأنَّ أل أشبهتْ ألْ التعريفية وألْ التعريفية لا يظهر فيها الإعراب كما قيل هناك (اللام المزحلقة) زُحلق الإعراب على ما بعدها, فإعراب (ضارب) أعرابٌ فرعيًا لا أصليًا إعراب فرعياً لا أصليًا, ويحتاج إلى مزيد بيان إن شاء الله في الدرس القادم, نقف على هذا.
وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.