شرح نظم قواعد الإعراب عناصر الدرس
* الموضع الثالث: الجملة المعترضة ضبطها وضابطها وشروطها ومواضعها.
* الموضع الرابع: الجملة المفسرة وضابطها.
* الموضع الخامس: الجملة الواقعة في جواب قسم وأنواع جواب القسم مع
فعله.
* الموضع السادس: جملة جواب الشرط.
* الموضع السابع: الجملة التابعة للجملة التي لا محل لها من الإعراب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
أما بعد:
انتهينا من الجملة التي تقع صلة الموصول وهي الجملة السادسة.
الجملة الأولى: الجملة الابتدائية.
والثانية هي: جملة الصلة.
ثم ذكر الجملة السادسة وهي: الجملة المعترضة.
* أنبه أولاً على أنه سبق أن الجملة جملة الصلة لا محل لها من الإعراب,
وذكرنا أن اسم الفاعل إذا وقع صلةً لـ ألْ فالأصل أنه لا محل له من
الإعراب هذا الأصل, وذكرت أيضًا فيما سبق أنه أن الضمة هذه والإعراب
مستعار من ألْ وأنَّ ألْ الأصل فيها أنها كالحرف مثل أل التعريفية,
وذكرت أن أل التعريفية لا يظهر عليها الإعراب يعني فيما لو أعرب استشكل
البعض كيف لا يظهر على أل التعريفية الإعراب وهي غير معربة؟ نقول: فيما
لو أعربت لأن أل الموصولية إنما جعلت علامة على اسمية الكلمة حملاً على
ألْ التعريفية, لأنها أشبهتها صورةً فأعطيت حكمها, الشاهد أنه سبق أن
قلت: أن ألْ الموصولة لا يظهر عليها الإعراب لأنها حرف فأشبهتْ ألْ
التعريفية, وأل التعريفية لا يظهر فيها الإعراب بل لا يدخلها الإعرابُ
أصلاً فنقول: فيما لو أعربت وخاصةً إذا استعملت اسمًا تقول: يعرف الاسم
بأنْ, أنْ هذه اسم دخل عليه حرف الجر قُصِد لفظها هل يظهر عليها
الإعراب؟ الجواب: لا، فالضمة أو الرفع أو النصب الذي في (ضَارِب) وهو
اسم فاعل نقول: هذا مستعار الحركة هذه عارية مستعارة من ألْ الموصولية
وألْ الموصولية لا يظهر عليها الإعراب لم لا يظهر عليها الإعراب؟ لأنها
أشبهت الحرف صورةً في الصورة يعني في الشكل في اللفظ و .... (غير مفهوم
كلمة 20/ 2د) , فلما أشبهت الحرف وألْ التعريف, وأل لا يظهر عليها
الإعراب فيما لو أعربت كما إذا قصد لفظها كذلك ألْ الموصولية وننبه على
هذا لما التبس على بعض الطلاب.
الجملة الثالثة وهي: الجملة المعترَِضة, بكسر الراء أو بفتحها يقال:
مُعْتَرِضَة، وَالْمُعْتَرَضَة. جوَّز فيها الوجهان جوز فيها الوجهين
الصبَّان رحمه الله في حاشيته على الأشموني, والأصل فيها
الْمُعْتَرَضَة بها أو الْمُعْتَرِضَة بها يعني: على الحذف والإشارة
يقال: اعترض الشيءُ صار عارضًا كالخشبة المعترِضة في النهر, يقال: صار
عارضًا كالخشبة المعترِضة في النهر, يقال: اعترض الشيء دون الشيء إذا
حال دونه. أشار إليها بقوله:
وَصِلَةُ اسْمٍ أَوْ لِحَرْفٍ وَالَّتِي ... بَيْنَ شَيْئَيْنِ
لِبَيَانٍ عَنِّتِي
(والتي) يعني: والجملة الثالثة من الجمل
التي لا محل لها من الإعراب الجملة التي عنَّتي بين شيئين (عنتي) صلة
التي الَّتي اسم موصول أين صلتها جملة (عنَّتي) في آخر البيت عنتي/ صلة
التي أي الجملة التي عنتي أي: اعترضت بين شيئين يقال: عَنَّ لَهُ
يَعِنُّ وَيَعُنُّ, عَنَّ له كذا يَعِنُّ بالكسر يعني من باب ضَرَبَ
يَضْرِبُ أو يَعُنُّ من باب نَصَرَ يَنْصُرُ يعني له وجهان بكسرها أو
ضمها, عَنَّ له كذا يَعِنُّ يَعُنُّ عَنَنًا أي: عرض واعترض. إذًا
(عنَّت) التي عنت يعني: التي اعترضت (بين شيئين) بتسهيل الهمزة للوزن
بين شييين, متلازمين سواء كانا مفردين أو جملتين متصلتين معنًى سواء
كان بين مفردين أو جملتين متصلتين معنًى كأن تكون إحداهما مفسرة للأخرى
إذًا الجملة المعترضة تقع بين مفردين كما أنها تقع بين جملتين يعني تقع
بين أجزاء الكلام (بين المبتدأ والخبر) وتقع أيضًا بين الجملتين. قال
بعضهم: الجملة المعترِضة هي التي تأتي في أثناء الكلام. يعني: في أجزاء
الكلام بين الفعل وفاعله بين الفعل ومفعوله بين المبتدأ والخبر أو بين
كلامين متصلين معاً, وليس المراد من الكلام المسند والمسند إليه فقط
يعني: العُمَد, لا بل قد يكون بين الفضلات كما بين المضاف والمضاف إليه
والموصول وصلته إذًا بين أجزاء الكلام مفهومه العام الذي يشمل العُمَد
ويشمل الفضلات, إذًا ليس المراد من الكلام المسندة والمسندة إليه فقط!
بل مَعَ جميع ما يتعلق بها من الفضلات والثوابت, هذا أجزاء الكلام.
* والمراد باتصال الكلامين أن يكونا الثاني بيانًا أو تأكيدًا أو بدلاً
يعني: إذا وقعت الجملة جملة الاعتراض بين الجملتين تكون الجملة الثانية
بيانًا أو بدلاً أو تأكيدًا للجملة السابقة التي فصل بينهما الجملة
المعترِضة إذًا تقع الجملة المعترضة بين أجزاء الكلام مطلقًا سواء كان
من العمد أو من الفضلات وغيرها ويقع بين أو تقع الجملة بين الجملتين
لكن بشرط أن يكون ثَمَّ اتصالٌ في المعنى بين الجملة الثانية مع الجملة
الأولى, ولذلك ذكر بعضُهم أنه يشترط في الجملة المعترِضة أمران:
الأول: أن تكون مناسبة للجملة الموصوفة, كأنْ تكون كالتوكيد لها
والتنبيه على حالٍ من أحوالها, يعني الجملة المعترِضة مع الجملة
السابقة لا بد أن يكون ثَمَّ معنًى بينهما, لا تكون أجنبية البتة, بل
لا بد إنها إما مؤكدة أو مبنية أو مقوية أو محسنة أو كاشفة لحال, لا بد
من علاقة بينهما أمَّا أن يكون بين الجملة المعترِضة وسابقتها ليس
بينهما علاقة البتة فلا تقع هكذا, لا بد من وجوده علاقة ومعنى بين
الجملة المعترِضة وسابقتها, أن تكون مناسبة للجملة الموصوفة كأن تكون
كالتوكيد لها والتنبيه على حالٍ من أحوالها هذا الأول.
الثاني: أن لا تكون معمولة لشيء من أجزاء
الجملة الفصل, يعني أن لا تقع هذه الجملة المعترِضة معمولة لبعض أجزاء
الجملة التي فَصَلت بينهما هذا لماذا؟ لأنها إذا وقعت هكذا لفصل بين
الجملة قبل تمام المراد إذًا قوله (والَّتي * بين شييْين لبيان عنتي)
والتي عنتي يعني: اعترضت بين شيئين متلازمين وهذا على إطلاقه كما أطلق
الناظم هنا مفردين أو جملتين يعني الجملةُ المعترِضةُ تقع بين المفردين
وتقع بين الجملتين (لبيان) اللامُ هذه للتعليل ما الفائدة؟ قال (لبيان)
علةُ الاعتراض بها أي: لأجل الإيضاح والتقوية,"ففيه حذف الواو مع ما
عطفت"وظاهر إطلاقه هنا بين شيئين لبيان أنه يطلق في الجملة التي تقع
معترضة هل تختص بالجملة الاسمية؟ هل تختص بالجملة الفعلية؟ نقول: لا,
قد تكون جملة اسميةً وقد تكون جملة فعليةً وهو كذلك لأنه قال (بين
شييين) مفردين أو جملتين, وهذه التي اعترضت بين شيئين قد تكون جملة
اسمية وقد تكون جملة فعلية, والذي يمكن أن يُتَصور في الفصل بين
الشيئين ذَكَرَ ابن هشام في (المغنى) أكثر من سبعة عشر وجهًا يعني: ما
يكون فيه جملة الاعتراض واقعةً بين جزأين.
الأول: بين الفعل وفاعله, يعني: تقع الجملة جملة الاعتراض أو الجملة
المعترضة بين الفعل والفاعل مثل له بقول الشاعر:
وقد أدركتْني وَالحوادث جَمَّة ** أسنةُ قوم لا ضعاف ولا عجب
(وقد أدركتني أسنة قوم) أدركت أسنة أقوم, أدركت/ فعل أسنة قوم/ هذا
مرفوعه فاعل فصل بينهما بالجملة المعترضة, وهي جملة اسمية والحوادث جمة
الحوادث: مبتدأ جمة/ خبر والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها من
الإعراب جملة معترضة بين الفعل وفاعله.
وقد أدركتني والحوادث جمة ** أسنة قوم لا ضعاف ولا عجب
الثاني: أن تقع جملة الاعتراض بين الفعل ومفعوله, مثَّل له بقول
الشاعر:
وبدِّلت والدهر ذو تبدل ... هيفا دبورا بالصبا والشمأل
وبدِّلت والدهر ذو تبدل ** هيفًا .......................
بدلت هيفًا, هَيفًا هذا مفعول به فصل بين الفعل ومفعوله بقوله (والدهر
ذو تبدل) الدهر/ مبتدأ وذو تبدل/ هذا خبر والجملة من المبتدأ والخبر لا
محل لها من الإعراب جملة معترضة بين الفعل ومفعوله.
الثالث: أن تقع جملة الاعتراض بين المبتدأ والخبر, قال الشاعر:
وفيهنّ والأيام يعثرن بالفتى ... نوادب لا يمللنه ونوائح
وفيهن نوادب, نوَادب/ هذا مبتدأ مؤخر فيهن/ خبر مقدر فصل بينهما بين
المبتدأ والخبر بقوله (والأيام يعثرن بالفتى) الأيام/ مبتدأ وجملة
يعثرن خبر المبتدأ والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب
جملة معترضة بين المبتدأ والخبر.
الرابع: مثل هذا الذي يفصل بين المبتدأ
والخبر (الفعل القلبي إذا وقع بين معموليه) زَيْدٌ أَظُنُّ قَائِمٌ
زَيْدٌ: مبتدأ قَائِمٌ: خبر هنا الإهمال والإعمال مستويان أليس كذلك؟
عند طائفة من النحاة وبعضهم يرجح الإعمال على الإهمال يجوز الوجهان
(زَيْدًا أَظُنُّ قَائِمٌ) لكن على الإهمال (زَيْدٌ أَظُنُّ قَائِمٌ)
زَيْدٌ مبتدأ قَائِمٌ خبر أظن فعل فاعل والجملة لا محل لها من الإعراب
جملة معترضة بين المبتدأ وخبره «نحن معاشر الأنبياء لا نورث» نحن/
مبتدأ لا نورث/ خبر معاشر الأنبياء/ أخص هذا منصوب على الاختصاص جملة
أخص معاشر الأنبياء لا محل لها من الإعراب جملة معترضة بين المبتدأ
وخبره.
الرابع: بين ما أصله مبتدأ وخبر أن تقع جملة الاعتراض بين ما أصله
مبتدأ والخبر.
وإنِّي لرام نظرة قبل التي ... لعلي وإن شطت نواها أزورها
لعلي أزورها لعلي/ الياء هذه مبتدأ في الأصل وهي اسم العامل أزورها/
الجملة خبر لعلي وإن شطت نواها أزورها, وإن شطت نواها/ هذه الجملة
شرطية وجملة الجواب محذوف لدليل جملة الخبر عليها وإن شطَّت نواها
نقول: الجملة الشرطية هذه لا محل لها من الإعراب جملة معترضة بين ما
أصله المبتدأ والخبر.
الخامس: بين الشرطِ وجزائِهِ {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} {فَاتَّقُوا
النَّارَ} {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا
النَّارَ} [البقرة: 24] {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} {فَاتَّقُوا
النَّارَ} هذا فعل الشرط والجملة جواب الشرط {فَاتَّقُوا النَّارَ} فصل
بينهما بجملة معترضة {وَلَنْ تَفْعَلُوا} نقول: لن تفعلوا لن لا تنصص
تفعلوا منصوب بها حذف النون والواو فاعل والجملة لا محل لها من الإعراب
جملة معترضة بين الشرط وجزائه.
السادس: بين أجزاء الصلة, مثَّل له الأزهري في الشرح (جَاءَ الَّذِي
جُودُهُ وَالْكُرْمُ ذَيْنٌ مَبْذُولُ) جَاءَ الَّذِي جُودُهُ
مَبْذُولُ جَاءَ الَّذِي/ هذا اسم موصول جُودُهُ مَبْذُولُ/ مبتدأ وخبر
لا محل له من الإعراب لأنه صلة الذي وصلة الذي صلة الموصول لا محل لها
من الإعراب (جَاءَ الَّذِي جُودُهُ) ثم اعترضَ بين أجزاء الصلة المبتدأ
والخبر قال (وَالْكُرْمُ ذَيْنٌ) الكرم ذين مبتدأ وخبر والجملة لا محل
لها من الإعراب معترضة بين أجزاء الصلة وأيضًا جملة الصلة لا محل لها
من الإعراب يعني: وقعت وهي لا محل لها من الإعراب, وقعت بين أجزاء
الصلة وجملة الصلة أيضًا لا محل لها من الإعراب.
السابع: بين المجرور وجاره, سواء كان الجار
اسمًا أم حرفًا. الاسم نحو (هَذَا غُلامُ زَيْدٍ) غُلامُ زَيْدٍ يجوز
أن يفصل بينهما بجملة معترضة (هَذَا غُلامُ وَاللهِ زَيْدٍ) غُلامُ/
مضاف وزَيْدٍ/ مضاف إليه أليس كذلك؟ والله/ الجملة جملة قسم لا محل لها
من الإعراب وقعت معترضة بين المضاف والمضاف إليه, الأصلُ أنه لا يجوز
فرق بين المضاف والمضاف إليه, لكن القَسَم مما يستثنى (اشْتَرَيْتُهُ
بِأَلْفِ دِرْهَمٍ) اشْتَرَيْتُهُ بـ وَاللهِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ
أَلْفِ: هذا اسم مجرور بالباء أين الباء؟ فُصل بينهما بجملة القسم وهي
جملة معترضة لا محل لها من الإعراب أيضًا هذا مما يستثنى وإلاَّ الأصل
أنه لا يجوز فصل بين الجار ومجروره, لكن القَسَمُ لكثرة وروده على
الكلام يُتوسع فيه ما لا يتوسع في غيره.
الثامن والتاسع: بين القسم وجوابه, وبين الموصوف وصفته, ومثالهما واحد
{فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ
تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ} [الواقعة: 75 - 77]
{فَلَا أُقْسِمُ} هذا جملة القسم أين جواب القسم؟ {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ}
جملة القسم لا محل لها من الإعراب, فُصِل بين القسم وجوابه بجملةٍ
معترضةٍ وهي قوله {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} إذًا
جملة {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} بعد إعرابها
التفصيلي تقول: لا محل لها من الإعراب جملةٌ معترضةٌ بين القسم وجوابه,
وهذه الجملة المعترضة في ضمنها جملة معترضة أيضًا ليستْ جملتان, ليست
جملتين, وإنِّمَا هما جملة واحدة وإنما هو اعتراض في جملة اعتراض (وإنه
لقسم عظيم) قسم/ موصوف عظيم/ صفته فصل بينهما بجملة لو تعلمون, لو
تعلمون نقول: الجملة لا محل لها من الإعراب جملة معترضة بين الموصوف
وصفته إذًا هذا المثال يشمل نوعين: الفَصل بين أو الاعتراض بين القسم
وجوابه وبين الموصوف وصفته {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}
هذا القسم فعل قسم جوابه {إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ} فصل بينهما
بجملة {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} {لَقَسَمٌ لَوْ
تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} أيضًا في ضمنها جملة اعتراضية, وهو الاعتراض
بجملة (لو تعلمون) بين الموصوف وصفته, ولذلك نقول: هذا المثال "جملة
اعتراضية في ضمنها جملة اعتراضية" إذًا هذه أشهر ما يمكن أن يقال في
الفصل بين أجزاء الجملة.
* وقد يقع بين الجمل {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ
وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} [النحل: 57] {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ
الْبَنَاتِ} هذه جملة {وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} هذه جملة فُصِل
بينهما بقوله: {سُبْحَانَهُ} {سُبْحَانَهُ} هذا مفرد أو جملة؟ مفعول
مطلق، مفعول مطلق عامله محذوف وجوبًا تقديره أسبح إذًا هي جملة فعلية
{سُبْحَانَهُ} هذه جملة معترضة جملة فعلية {سُبْحَانَهُ} هذا ملازم
للنصب على المصدرية وملازم للإضافة.
وفي المضاف ما يَجر أبدا ... مثل لدنْ زيد وإن شئت لدا
ومنه سبحانَ ........ **** ..............................
سبحان هذا ملازم للإضافة وملازم للنصب على
المفعولية المطلقة, ولذلك في باب النيابة عن الفاعل يقول: يُشْترط في
المصدر الذي يجوز أن ينوب عن الفاعل بعد حذفه أن يكون متصرفًا, إيش
معنى متصرف؟
يعني: أن لا يلزمَ طريقة واحدة يقصدون به سبحانه ... فإنه ملازم للنصب
على المفعولية المطلقة إذًا {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ} هذا
جملة {وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} هذه جملة فصِل بينهما بجملة معترضة
وهي {سُبْحَانَهُ}. هل هناك مناسبة بين سبحانه التنزيه عن قوله
{وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ}؟ نعم, وهي نفيُ العيبِ وإسناد
النقص إلى الله عز وجل {سُبْحَانَهُ} هذا كلمة تنزيه, إذًا قوله
(والتي) هذا بيان لجملة الثالثة التي لا محل لها من الإعراب (والتي
عنتي*بين شيئين لبيان) لبيَان هذا بيان لعلة ماذا؟ المجيء بجملة
الاعتراض, ولذلك قال في المغني ابن هشام رحمه الله: المعترضة بين شيئين
لإفادة الكلام تقوية وتسديدًا وتحسيناً, تقوية وتسديدًا تزده التقوية,
وهذا القول التفصيلي, أو تحسينًا مقصوده أنه لا بد أن يكون مناسبة بين
الجملة المعترضة والتقوية, أما إذا كانت منفصلة تمامًا في المعنى
فحينئذٍ لا يجوز أن تقع معترضة.
وَالاعْتِرَاضُ جَائِزٌ بِأَكْثَرَا ... مِنْ جُمْلَةٍ والفَارِسيُّ
حُظِرا
عرفنا أنه يجوز الاعتراض بين الجملتين أو بين أجزاء الجملة الواحدة هل
يجوز أن يُعتَرضَ بأكثر من جملة؟ بجملتين فأكثر؟ هذا فيه نزاع, الجمهور
على الجواز أنه يجوز أن يعترض بأكثر من جملة {قَالَتْ رَبِّ إِنِّي
وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ
الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا} [آل عمران: 36]
{قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} {وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا}
هذا الأصل فَفُصِلَ بين الجملتين بجملتين اعتراضيتين:
الأولى: الجملة الاسمية {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}.
الجملة الثانية: الجملة الاعتراضية وهي جملة فعلية {وَلَيْسَ الذَّكَرُ
كَالْأُنْثَى}.
وإلاَّ الأصلُ {رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} {وَإِنِّي
سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ} إذًا وقع الاعتراض بجملتين متتاليتين بين
جملتين متصلتين معًا, الجملة الأولى جملة اسمية, والجملة الثانية جملة
فعلية, وهذا من أدلة الجمهور (والاعتراض جائز بأكثرا) (الاعتراض)
الاعتراض افتعال بين الشيئين المتلازمين مفردَين أو كلامَين متصلين
معنى جائز من جهة التقعيد جائز عقلاً وواقع أيضًا في كلام العرب بل في
كلام الله تعالى (بأكثرا * من جملة) (بأكثرا) الألف هذه للإطلاق (من
جملة واحدة) هذا على قول الجمهور (والفارسي) الحسن بن عبد الغفار أبو
علي البصري (حَظَرا) أي: منع أن تقع الجملة الاعتراضية أكثر من جملة
واحدةٍ, والصواب ما عليه الجمهور (والفارسي) يعني: أبو علي الفارسي
بصري (حظرا) أي: منع الاعتراض في أكثر من جملة, وبَسَطَ ابن هشام رحمه
الله في المغني دليله والرد عليه.
الحاصل: أنه يجوز الاعتراض لأكثر من جملة, والدليل ما ذكرناه سابقًا
{قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى} إلى آخر الآية هذه الجملة
الثالثة وهي: الجملة الاعتراضية. وذكرنا ما فيها.
وذاتُ تَفْسِيرٍ أيْ المُعدّة ... لِكَشْفِ
مَا تَلِيهِ غَيْر عُمْدَة
أيْ غَيْرِ مُخْبِرٍ بِهَا عَنْ مُضْمَرِ ... شَأنَ وَقُلْ بِحَسَب
المُفَسّرِ
* ثم شرع في بيان الجملة الرابعة وهي: الجملة التفسيرية, وتسمى
المفسِّرة (وذاتُ تَفْسِيرٍ) أي والجملة الرابعة من ما لا محل لها من
الإعراب الجملة (ذات تفسير) أي المسمَّاة بالتفسيرية أو المفسِّرة
وعرفها ابن مالك رحمه الله في (التسهيل) بقوله: وهي الكاشفة حقيقةَ ما
تَلَتْه مما يفتقر إلى ذلك. أي: الموضحة لحقيقة ما قبلها يعني: تأتي
الجملة المفسرة من اسمها, تكون الجملة السابقة تحتاج إلى إيضاحٍ إلى
بيانٍ إلى كشفِ الحقيقة تأتي الجملة المفسِّرة تفسِّر وتكشِفُ حقيقة ما
تلته, فتكونُ كاشفة لحقيقة الجملة المتلوةِ التي هي "المفسَّرة" فعندنا
جملة مُفَسَّرَة وجملة مُفَسِّرَة, الكلام في الجملة المفسِّرة هي التي
لا محل لها من الإعراب على قول الجمهور, الجملة المفسَّرة قد تكون لها
محل من الإعراب وقد تكون لا محل لها من الإعراب إذًا نقول: الجملة
التفسيرية على ما * عرَّفها ابن مالك رحمه الله في (التسهيل) هي
الكاشفة حقيقة ما تلته فيما يفتقر إلى ذلك يعني: ممَّا يفتقر إلى
التفسير, تأتي جملة تحتاج إلى أن تُكشف وتُوضَّح حقيقتها فحينئذٍ يؤتى
بالجملة المفسرة أي: الموضِّحة الكاشفة لحقيقة ما قبلها.
* وعرفها ابن هشام رحمه الله في (المغني) بقوله: هي الفضلةُ الكاشفةُ
لحقيقةِ ما تليهِ. هي الفضلةُ الكاشفةُ لحقيقةِ ما تلته, ما الفرق بين
الحدين؟ حد ابن مالك وحد ابن هشام؟ الفضلة, قال: هذا قيد لا بد منه,
لم؟ قال: لأن جملة التفسيرية الجملة المفسرة قد تكون عمدةً وهي فيما
إذا فسَّرت ضمير الشأن تأتي الجملة المفسِّرة توضِّح المراد وتكشف
حقيقة المراد بضميرِ الشأنِ, وإذا وقعتْ مفسرة لضمير الشأن والقصة,
فحينئذٍ لها محل بالإجماع لأنها خبر في الحال أو في الأصل {قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] {هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} {هُوَ} هذا مبتدأ
أول أين مرجعه؟ {هُوَ} يعود على متأخر, الأصل في الضمير أنه يعود على
متَقدِّم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} {هُوَ} رجع إلى متأخر {اللَّهُ
أَحَدٌ} {اللَّهُ} هذا مبتدأ ثاني لفظ الجلالة و {أَحَدٌ} خبر المبتدأ
الثاني والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول
الذي {هُوَ} إذًا في محل رفع هل كشفت حقيقة ما قبله؟ هل وضحت المراد بـ
{هُوَ}؟ نقول: نعم هي مفسرة لكنها تفارق الجملة المفسرة التي لا محل
لها من الإعراب أن المفسرة التي لا محل لها من الإعراب فضلةٌ وليست
عمدةً وجملة {اللَّهُ أَحَدٌ} هذه عمدة لم؟ لأنها وقعت خبرًا عن
المبتدأ (في الأصل أو في الحال {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في الأصل.
وإن تخفف أَنَّ فاسمها استكن ** والخبر مع الجملة مما سكن
(عَلِمْتُ أَنْ زَيْدٌ قَائِمٌ) من يعرب؟ نعم, فعل وفاعل أَنْ: مخففة
من أَنَّ الثقيلة, أين اسمها؟ ضمير الشأن "أَنْ هو" أَنَّ تخفف قال ابن
مالك:
وإن تخفف أَنَّ فاسمها استكن
اسمها يجب أن يكون محذوفًا وهو ضمير الشأن,
يحتاج إلى تفسير مرجعُهُ ما بعده, فالجملة التي تليه تُعتبرُ مفسرة
لهذا الضمير (عَلِمْتُ أَنْ زَيْدٌ قَائِمٌ) أَنْ/ مخففة من الثقيلة
واسمها/ ضمير الشأن محذوف وجوبًا (زَيْدٌ قَائِمٌ) مبتدأ وخبر والجملة
من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر أَنْ, هل هي مفسرة؟ الجواب: نعم، فسرت
ماذا؟ فسرت ضمير الشأن والأمر, هل هي مفسرة باعتبار كونها لا محل لها
من الإعراب؟ نقول: لا، لا يصدق عليها الحد لم؟ لأن التي معنا فضلة وهذه
وقعت عمدة فلا بد من استثنائها ولا بد من إخراجها من الحد, ولذلك قال
ابن هشام: هي الفضلة الكاشفة. فإن وقعت عمدةً كاشفة لما تلته فنقول: هي
لها محل من الإعراب, وهو كونها خبرًا لمبتدأٍ في الحال كقوله تعالى
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في الحال, أو في الأصل قبل دخول الناسخ
(عَلِمْتُ أَنْ زَيْدٌ قَائِمٌ) تقول: زَيْدٌ قَائِمٌ هذه جملة مفسرة
يسبق عليه حد من ابن مالك: الكاشفة حقيقة ما تلته. دخلت معنا الجملة
المفسرة لضمير الشأن والجملة المفسِّرة لضمير الشأن لها محلٌ بالإجماع
لأنها خبر لمبتدأ في الحال أو في الأصل ولذلك حد ابن هشام (الفضلة)
لذلك قال: لا بد من ذكر الفضلة لماذا؟ لأنه احترز به عن الجملة المفسرة
لضمير الشأن فإنها كاشفة لحقيقة المعنى المراد به, ولها موضع بالإجماع
لأنها خبر في الحال أو في الأصل كذلك (زَيْدًا ضَرَبْتُهُ) زَيْدًا هذا
إيش إعرابه؟ مفعول به لعامل محذوف وجوبًا تقديره (ضَرَبْتُ زَيْدًا) لم
قدرت ضَرَبْتُ؟ ما الذي فسر لك العامل المحذوف؟ ما بعده, إذًا (زَيْدًا
ضَرَبْتُهُ) جملة ضَرَبْت هذه مفسرة للعامل المحذوف أليس كذلك؟ هذا
العامل المحذوف عند بعضهم نقول: عند بعضهم له محل من الإعراب وإن كان
المصوب والصحيح أنَّ الجملة المفسرة للعامل المحذوف في باب الاشتغال
أنه لا محل لها من الإعراب, وعند بعضهم على من يرى أنها أنَّ لها محلاً
من الإعراب هي عمدة عندهم والصواب أنها فضلةٌ ولا محل لها من الإعراب,
لكن ذكر ابن هشام أنه احترز بالفضلة عن هاتين الجملتين:
* الجملة الواقعة مفسرة لضمير الشأن, وهذا لا إشكال فيه, * الجملة
الواقعة مفسرة للعامل للاسم المشغول عنه في نحو (زَيْدًا ضَرَبْتُهُ)
لأنه قيل: بأن ضَرَبْتَهُ ضَرَبْتُهُ الثانية المفسرة لها محل من
الإعراب وإن كان الصواب أنها لا محل لها من الإعراب هذا تعريف ابن هشام
وابن مالك رحمهما الله, وعرفها الناظم بقوله: (وذات تفسير أي المعدَّه)
(أي) هذه تسمى التفسيرية الجملة المفسِّرة قد تكون مجردة عن حرف
التفسير {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الأنبياء: 3] {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ
ظَلَمُوا} , {الَّذِينَ ظَلَمُوا} هذا إيش إعرابه؟ بدل نعم, أو مبتدأ
مؤخر, إما بدل من الواو في أسروا, وإما مبتدأ مؤخر لماذا؟ لماذا لا
نقول: هو فاعل؟
أيْ: أكلوني البراغيث, أكلوني الواو فاعل
البراغيث فاعل هل يجتمع فاعلان؟ ما يجتمع على هذه اللغة وهي أنه يلحق
بالفاء بالعامل الفعل علامةٌ تدل على الجمعيةِ (قَامَتْ هِنْدٌ) اتصل
بالعامل علامةٌ تدل على تأنيث الفاعل هذا لا إشكال فيه بالإجماع (قَامَ
الزَّيْدَانِ) الفاعل مثنَّى, هَلْ يَجُوزُ إِلحَاق العامل علامة تثنية
تدل على تثنية الفاعل؟ جمهور العرب لا, لا يجوز وسُمع (قَامَا
الزَّيْدَانِ) فهذه تعتبر علامة تثنية تدل على أن الفاعل مثنى لكن جواب
الجمهور إما أن تقول (أن قَامَا) لألف فاعل والزَّيْدَانِ: بدل أو
قَامَا الجملة خبر مقدم والزَّيْدَانِ: مبتدأ مؤخر ولما كانت هذه اللغة
قليل حكم عليها بالشذوذ فإذا ورد في القرآن ما ظاهره هذه اللغة وجب
التأويل {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} مثل أكلوني
البراغيث, فحينئذٍ يجب أن نقول: الواو فاعل والذين بدل أو نقول
{وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} فعل وفاعل ومفعول به والجملة خبر مقدم و
{الَّذِينَ} هذا مبتدأ مؤخر ... {النَّجْوَى} هذا اسم للتناجي هذا فيه
إبهام يحتاج إلى تفسير أو لا؟ يحتاجُ إلى تفسير {وَأَسَرُّوا
النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ}
هذا تفسير للنَّجوى, هل بين المفسِّر والمفسَّر حرف تفسير؟ الجواب: لا،
إذًا هنا لم يتصل بالجملة المفسِّرة حرف تفسير, وقد يتصل بها أيْ كما
ذكر الناظم هنا في المفردات هذا ... (وذات تفسير أي المعده) وكقول
الشاعر:
وترْمنني بالطَّرف أي أنتَ مذنبُ
أنت مذنب/ مبتدأ وخبر والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة, ترمنني
بالطرف أي: هذه تسمى حرفَ تفسير تلتْها الجملة المفسرة إذًا هنا لم تقع
مجردةً وإنما وقعت -مع كونها جملة مفسرة- وقعت متصلة بحرف تفسير وهو
أيْ.
النوع الثالث: تتصل الجملة المفسرة بحرف
مفسر وهو أَنْ بفتح الهمز وسكون النون, {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ
اصْنَعِ الْفُلْكَ} [المؤمنون: 27] {اصْنَعِ الْفُلْكَ} هذه الجملة
مفسرة, مُفسرة لأيِّ شيء؟ للوحي {فَأَوْحَيْنَا} هذا فيه إبهام فيه
إجمال يحتاج إلى كشف {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ} بماذا؟ {أَنِ اصْنَعِ
الْفُلْكَ} جملة {اصْنَعِ الْفُلْكَ} لا محل لها من الإعراب المفسرة
لجملة أوحينا, وكونها مفسرة الأصل أنه لا يحتاج إلى اقترانها بحرف
تفسير, ولكن هنا اقترنت بأنْ المفسرة -وسيأتي شرحها في موضعه إن شاء
الله تعالى- إذًا الجملة المفسرة قد تكون مجردة مثل قوله تعالى
{وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ}
وهذا من المواضع التي يجوز أن تقع الجملة المفسرة: أن تقع جملةً
إنشائيةً وإلا الأصل أن تكون الجملة المفسِّرة جملة خبرية يعني: تحتمل
الصدق والكذب لذاته, وهل تقع إنشائية؟ نقول: نعم, وذلك في موضعين منها
الموضع هذا {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} إذا كان المفسَّر مفردًا مؤدي
لمعنى الجملة, {النَّجْوَى} هذا اسم للتناجي ما هو التناجي؟ كل منهما
يقصد الآخر إذًا هو كلامٌ, إذًا هذا اللفظ مؤدي لمعنى جملة أو جمل
فكأنَّ المفرد هذا قد عبر عن عدة جمل فلما وقع {هَلْ هَذَا إِلَّا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} علمنا أن المسرَّ به أو المتناجى به أنه جملة وهي
جملة إنشائيةٌ.
* الموضع الثاني أن يكون المسفر إنشاءاً (أَحْسِن إِلَى زَيْدٍ
أَعْطِيهِ أَلْفَ دِينَار) أَعْطِيهِ/ هذه جملة مفسرة أَحْسِن إِلَى
زَيْدٍ بأي شيء قد أعطيه ألف دينار هذه تعتبر جملة مفسرة إذًا نقول:
الأصل في الجملة المفسرة أنها تكون خبرية وتقع إنشائية في موضعين:
الأول: أن يكون المفسَّر مفردًا مؤديًا لمعنى جملة {وَأَسَرُّوا
النَّجْوَى} الآية, ولذلك يقال في هذا الاستفهام أنه صوري لم صوري؟
{هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ} هذا الاستفهام صوري ليس حقيقيًّا, لأنه
للنِّفي في معنى "ما" لذلك صح دخول إلاَّ (مَا زَيْدٌ إِلا قَائِمٌ)
(مَا زَيْدٌ إِلا عَالِمٌ) {هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ} {إِلَّا} لما
دخلت إلا في جواب "هل" علمنا أن هل هنا للنفي والاستفهام صوري ليس
حقيقيًّا.
الموضع الثاني: أن يكون المفسَّر أيضًا جملة إنشائية (أَحْسِنْ إِلَى
زَيْدٍ) هكذا مثل ابن هشام في (المغني) (أَحْسِنْ إِلَى زَيْدٍ)
أَعْطِيهِ أَلْفَ دِينَار {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ
كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} [آل عمران: 59] إيش إعراب
{خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ} {خَلَقَهُ} فعل وفاعل ومفعول والجملة لا محل
لها من الإعراب جملة مفسرة لقوله {كَمَثَلِ آَدَمَ} مثل آدم في أي شيء؟
له عينان له رجلان له بطن له لَه له عقل له كذا؟ لا, {خَلَقَهُ مِنْ
تُرَابٍ} أي: أنه خرج عن العادة المألوفة في كونها من أبوين.
(وذات تفسيرٍ أي المعده) (وذات تفسير) أي
هذا حرف تفسير (المعده) ما وقع بعد أي التفسيرية على مذهب البصريين إما
أن يعرب عطف بيان أو بدل, أي عند الكوفيين حرف عقل نقل الواو جَاءَ
زَيْدٌ وَعَمْرٌ فيكون قول المعدة معطوف على ذات تفسير والمعطوف على
المرفوع مرفوع هذا عند الكوفيين وليس بصحيح, بل الصواب أن أيْ
التفسيرية مع بعدها إما أن يعرب بدلاً أو عطف بيان (المُعَده) بضم
الميم وفتح العين فهو بدل أو عطف بيان من قوله (وذات تفسير). (المعده)
أي: أعدت وهيئت وأحضرت لكشف ما تلته أي: لأجل كشف وإيضاح وبيان حقيقة
ما مفرد أو مفردًا أو مركبًا تلته يعني: تبعته, أما قال ابن مالك:
الكاشفة حقيقة ما تلته.
يعني: الذي تلته الجملة المفسرة جاءت
الجملة المفسِّرة مفسرة وكاشفة وموضحة ومذيلة للإبهام عن الجملة
المتلوةِ هذا إن كان في الجمل, وقد يقع في المفردات إذًا (لكشف) اللام
هذه للتعليل أي لأجل الكشف وإظهار وإيضاح حقيقة (ما) أي: مفردًا أو
مركبًا تلته الجملة المفسرة حال كونها (غير عمده) هذا أراد به أن يكون
فضلةً, اعتبر تعريف ابن هشام رحمه (غير عمده) حال كونها أي الجملة
التالية من جملة مفسرة غير عمدة بأن كانت فضلة (أي غير مخبر بها عن
مضمر ** شأن) هذا المراد: أن لا تكون الجملة المفسرة مخبرًا بها عن
ضمير شأن وقصة الذي ذكرناه {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (عَلِمْتُ أَنْ
زَيْدٌ قَائِمٌ) لأن الجمل في هذين المثالين مفسرة وله محل من الإعراب
بالإجماع كما ذكره ابن هشام (أي غير مخبر) (أي) حرف تفسير (غير مخبر
بها) هذا بدل من قوله (غير عمده) أو عطف بيان (غير مخبر) هذا اسم مفعول
(مخبر بها عن مضمر* شأن) يعني: عن ضمير الأمر والشأن لماذا؟ لأنه يفسره
ما بعده ضمير الشأن يفسره ما بعده إذًا اشترك مع الجملة المفسرة التي
لا محل لها من الإعراب, وهو له محل من الإعراب لا بد من الاحتراز عنه
فنقول: شرطُ الجملة المفسِّرة التي لا محل لها من الإعراب: أن تكون
فضلة, والجملة التي فسرت ضمير الشأن هذه عمدة ولها محل من الإعراب وهو
الرفع سواءٌ كان المبتدأ في الحال أو في الأصل هذا على قول الجمهور
(وقل) أيَّها المعرب إن أردت قول أبي علي الشلبِّين (بحسب المفسر)
(وقل) أيها المعرب أن الجملة التفسيرية أو المفسرة لا نخلط كونها لا
محل لها من الإعراب, الجمهور كل جملة وقعت مفسرة لا محل لها من الإعراب
مطلقًا سواء كانت الجملة المفسَّرة -بفتح السين- سواء كانت المفسَّرة
لها محلٌ أم لا مطلقًا لا محل لها من الإعراب, لا ننظر للجملة السابقة,
أما أبو علي قال: لا ننظر للجملة السابقة فإن كان لها محل من الإعراب
فالجملة المفسَّرة لها محل من الإعراب، وإن لم يكنْ لها محل من الإعراب
فالجملة المفسَّرة لا محل لها من الإعراب {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ
خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49] {إِنَّا} من يعرب؟ {إِنَّا} أصلها
إنََّنَا نا هذه اسم إنَّ {كُلَّ} هذا مفعول به منصوب على الاشتغال أين
عامله؟ يفسره العامل المذكور وهو "خلقنا", التقدير إنا خلقنا كل شيء
خلقناه بقدر إذًا عندنا الجملة المفسِّرة {خَلَقْنَاهُ} المذكورة,
وعندنا خلقنا المقدرة التي فسَّرتها الجملة المذكورة إذًا مفسَّرة
ومفسِّرة, المفسَّرة مقدَّرة, والمفسِّرة مذكورة, المفسَّرة هل لها محل
من الإعراب؟
إنا خلقنا إننا خلقنا إنا هذا .... (غير
مفهوم 35/ 50د) نا/ اسمها خلقنا الجملة في محل رفع خبر إن, إذًا
المفسَّرة المقدرة لها محل من الإعراب وهو الرفع إنا خلقنا/ خَلقنا
الجملة لها محل من الإعراب وهو الرفع لأنها خبر إِنَّ {كُلَّ شَيْءٍ
خَلَقْنَاهُ} الجملة هذه بعد إعرابها تفصيلاً تقول: لها محلٌ, جملةٌ
مفسرةٌ في موضع رفعٍ خالف الجمهور لم في موضع رفعٍ قال: لأنها فسرت
جملةً لها محلٌ وهو الرفع والمفسِّر له حكم المفسر (زيدًا ضربته) على
رأي أبي علي أيضًا وافق الجمهور هنا (زيدًا ضربته) زيدًا هذا مفعولٌ به
لعامل محذوف تقديره ضربت زيدًا، ضربته فعل فاعل مفعولٌ به والجملة لا
محل لها من الإعراب مفسرة، لم يا أبا علي مفسرة لا محل لها من الإعراب؟
قال: لأن الجملة المفسرة وهي المقدرة (ضربت هذا) لا محل من الإعراب
لأنها ضربت زيدًا لا محل لها من الإعراب لم؟ ابتدائية مستأنفة (ضربت
زيدًا ضربته) ضربت زيدًا/ الجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية إذًا
ضربته المفسرة لا محل لها من الإعراب لكن الجمهور على الأول أن الجملة
المفسرة لا محل لها من الإعراب مطلقًا سواءٌ كانت الجملة المفسرة لها
محلٌ أو لا لذلك قال (وقل بحسب المفسَّر) (وقل) أيها المعرب في الجملة
المفسرة (بحسب المفسر) على قول أبي عليٍ الشلبين، هذه الجملة المفسرة،
ثم انتقل إلى الجملة الخامسة؟
الخامسة: قال الناظمُ –رحمه الله-:
وَفِي جَوَابِ قَسَم لِذَا مُنَع ... زَيد لأكْرمنهُ لَكِن دُفَع
إِذْ جُمْلَةُ القَسمِ مَعَ مَا بَعْدَه ... خَبَرَ زَيْدٍ لا
الجَوَابُ وَحْدَه
والخامسةُ أي: الجملة التي لا محل من الإعراب الجملة الواقعة (في جواب
قسم)، (في) في هنا للظرفية ولكن الظرفية مجازية لأنه ليس عندنا ولا
مظروفًا "في" فتكون الظرفية هنا مجازية أي: الجملة التي هي في نفيها
(جواب قسم) والقسم هو اليمين, الجملة الواقعة جواب قسمٍ لا محل لها من
الإعراب مطلقًا سواءٌ ذُكر فعل القسم وحرفه أو الحرف فقط أو لم يذكرا,
جملة القسم جواب القسم، جملةُ جوابِ القسم لا محل لها من الإعراب
مطلقًا سواءٌ ذُكر فعل القسم والحرف (أقسم بالله لأكرمنه) و
{وَأَقْسَمُواْ بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ}
[المائدة: 53] {إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ} هي التي معنا الآن جملة جواب
القسم نقول: {إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ} بعد إعرابها التفصيلي جملةُ جواب
القسم لا محل من الإعراب هل ذكر فعل القسم وحرفه؟ نعم, {أَقْسَمُواْ
بِاللهِ} الباء باء قسم.
ثم تجر الاسم باء القسم ** وواوه والتاء أيضًا فاعلم
إذًا: الباء من حروف القسم و {أَقْسَمُواْ بِاللهِ جَهْدَ
أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ} إذًا: نقول الجملة لا محل لها من الإعراب
لأنها جواب قسمٍ ذكر فعله وحرفه هذا النوع الأول.
الثاني: أنه قد يذكر الحرف دون الفعل
{وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ} [العصر: 1، 2] {وَالْعَصْرِ} الواو
هذه واو القسم {وَالْعَصْرِ} لذلك تقول: الواو هذه ليس حرف جر في
الأصل, كيف جُر {وَالْعَصْرِ}؟ تقول: الواو واو قسم {وَالْعَصْرِ *
إِنَّ} يعني: أقسم بالعصر {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} {إِنَّ
الْإِنسَانَ} تقول: الجملة بعد إعرابها التفصيلي لا محل لها من الإعراب
جواب القسم, أين فعل القسم؟ محذوف مقدر، هل ذكر حرف القسم؟ الجواب نعم.
النوع الثالث: أن لا يذكر فعل القسم ولا
جوابه, كقوله {إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ} [القلم: 39]. هذه جملة
قسم وقع بعد قوله {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ}. {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ} جمع يمين وهو: قسم،
إذًا: يفهم القسم من الكلمة السابقة، أو من الجملة السابقة {إِنَّ
لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ} هذه الجملة وقعت في جواب قسمٍ أين القسم؟
مفهومٌ من الجملة السابقة لقوله {أَيْمَانٌ}.
لأنه جمع يمين وهو القسم أيْ أقسمنا لكم إن
لكم لما تحكمون إذًا نقول: جملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب
مطلقًا, سواءٌ ذكر فعل القسم والحرف أو الحرف فقط أو لم يذكرا, إذَا
أثبتنا هذا أن جملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب مطلقًا: جاء
إشكال! وهو أننا ذكرنا في الجملة الواقعة خبرًا عن المبتدأ على قول
الجمهور أنه يصح أن تكون جملة قسم (زيدٌ لأكرمنه) يصح أو لا يصح؟ يصح
(لأكرمنه) يصح إذًا صحَّ وقوع جملة القسم خبرًا, والخبر له محلٌ أو ليس
له محل؟ له محل فكيف نقول: جملة القسم مطلقًا جملة جواب القسم مطلقًا
لا محل لها من الإعراب أليس هذا بتعارض وتنافي؟ قلنا بلى, هذا تنافي
لكن المورد ليس متحدة (لذا مُنعْ ** زيدٌ لأكرمنه) (لذا) أي: لأجل جملة
جواب القسم لا محل لها من الإعراب مَنَعَ أحمد ابن يحيى شَعلة الملقب
"بشعلة" منع نحو قولك: (زيدٌ لأكرمنه) قال: لا يمكن أن تقع جملة القسم
خبرًا للمبتدأ لأنها لا محل لها من الإعراب وجمل خبر المبتدأ لها محلٌ
من الإعراب, هذا تنافي يستلزم التناقض! كيف يكون للجملة لا محل لها ثم
تقول وقعت خبرًا ومحلها الرفع؟ (وفي جواب قسم) هذا ثبت أنه لا محل لها
من الإعراب الجملة الخامسة (لذا) اللام للتعليل أي لأجل أنها لا محل
لها من الإعراب (مُنع) أي: منع شعلة أبو العباس أحمد ابن يحيى نحو قولك
(زيدٌ لأكرمنه) (زيد) مبتدى (لأكرمنه) الجملة خبر التركيب هذا لا يصح
عندهم (لكن دُفع) يعني ردّده رد ومن الراد؟ ابن مالك -رحمه الله- رد
عليه قال: لا (لكن دفع) أي ذلك المنعوت أن يرد على قائله لكونه ورد
سماعًا {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}
[العنكبوت: 69] {وَالَّذِينَ} مبتدأ {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا}،
{جَاهَدُوا} الجملة هذه لا محل لها من الإعراب صلة الموصول
{لَنَهْدِيَنَّهُمْ} أين خبر {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا}؟
{لَنَهْدِيَنَّهُمْ}، {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ} [العنكبوت: 9] {وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ} إذًا: ورد السماع
بوقوع الجملة القسمية خبرًا للمبتدأ إذًا: ما مورد الإشكال ما محل
الإشكال؟ قال: (لكن دفع) أيْ: رد هذا القول وجاء التعليل لم دفع؟ (إذ
جملةُ القسم مع ما بعده ** خبرُ زيد لا الجوابُ وحده)، (زيد لأكرمنه)
(زيد) مبتدأ (لأكرمنه) هذه جملة جواب القسم أين فعل القسم وجملة القسم؟
(زيدٌ والله لأكرمنه)، لأكرمنه/ لا محل لها من الإعراب لكن جملة والله
لأكرمنه/ جملة القسم مع الجواب هي التي محل رفع خبر المبتدأ، إذًا:
(زيد لأكرمنه) الجمهور القائلون بأن لأكرمنه جملة قسمٍ مرادهم بهذا
التعبير "الاختصار" ليست الجملة لأكرمنه هي الخبر لا إنما جملة لأكرمنه
جواب قسمٍ لا محل لها من الإعراب, وإنما فِعل القسم المقدر لأكرمنه
اللام/ هذه الواقعة في جواب القسم أين هو؟ مقدر أصل التركيب زيد والله
لأكرمنه جملة (والله لأكرمنه) جملة القسم في محل رفع خبر المبتدأ, إذًا
هل هناك تعارضٌ بين قول الجمهور بأن (لأكرمنه) لا محل لها من الإعراب
(ومن صحة وقوع جملة القسم) ولا تقل جملة
جواب القسم من جملة القسم خبر للمبتدأ؟ لا
تعارض, لأنه لا يلزم من كون جزء الجملة لا محل له من الإعراب: أن تكون
الجملة كلها لا محل لها من الإعراب, الجملة كلها (والله لأكرمنه) لها
محل من الإعراب, جزئها الذي هو جملة الجواب لا محل له من الإعراب, كما
قلنا في (الذي قام أبوه) هذا يعتبر كالكلمة الواحدة, ومع ذلك أعرب
الاسم الموصول محلاً وجملة الصلة لا محل لها من الإعراب, كذلك في جملة
القسم الجملة برمتها لها محل من الإعراب وجزء الجملة الذي هو الجواب لا
محل له من الإعراب, واضحٌ هذا الرد نعم, إذًا قوله (لذا منع) زيدٌ
لأكرمنه نقول (لأكرمنه) دعوة الجمهور قول الجمهور أنه خبر هذا من باب
الاختصار, وإلاَّ مرادهم أن هذا واقع في جواب قسمٍ القسم مع الجواب هو
الذي في محل الرفع, وليس الجواب وحده في محل رفع, فيقع التعارض بين
قولهم جملة الجواب لا محل لها ثم يقولون في الخبر له محل! , إذْ جملة
القسم المقدرة (أقسم بالله) أو (والله) إلا آخره إذ جملة القسم (معَ ما
بعده) (معَ ما) أي ما وقع (بعده) أي القسم من جملة جواب القسم, جملة
القسم التي هي الفعل مع الحرف (أقسم والله) مع ما بعده مع الذي وقع
بعده وهو جواب القسم (خبر زيد) خبر زيد أي مجموع الجملتين مجموع
الجملتين (أقسم والله لأكرمنه) أقسم/ هذه جملة ولأكرمنه/ جملة مجموع
الجملتين هو الذي وقع خبرًا عن المبتدأ إذْ جملة القسم المقدرة وهي
قوله (أقسم بالله) مع ما وقع بعده الضمير يعود على القسم من جملة جواب
القسم (خبر زيدٍ) المجموع الجملتين هو الذي وقع خبر فلا تعارض بين قول
الجمهور (لا الجواب وحده) لا أن الخبر هو الجواب للقسم وحده بدون جملة
القسم (لا الجواب وحده) يعني: لا أن الخبر هو الجواب جواب القسم وحده
دون جملة أو فعل القسم دون فعل القسم إذًا الجملة الخامسة هي الجملة من
الجمل التي لا محل لها من الإعراب هي الجملة الواقعة في جواب القسم,
ولا يصح أن يعبر أن الجملة الخامسة هي جملة القسم هذا خطأ, لأن جملة
القسم عبارة عن جملتين ولها محل فلا يرد الاعتراض.
الجملة السادسة التي لا محل لها من الإعراب أشار إليها بقوله:
والشَّرْطُ لمََ ْيَجْزِمْ كَلَوْلا لَو إِذَا ... أَوْ جَازِمٍ خَالٍ
مِنَ الفَا أَوْ إِذَا
أَوْ إِنْ أَتَتْ تَتَبْعُ فَاقِد المُعَلّ ... وَالوَاوُ لا لِلْحَالِ
بَلْ لِلْعَطْفِ حَل
(والشرط) أي جملة جواب الشرط جملة جواب
الشرط هي الجملة السادسة من الجمل التي لا محل لها من الإعراب (والشرط)
أي جملة جواب الشرط (لم يجزم) الذي لم يجزم شيئًا سبق أن الجواز نوعان.
أدوات الجزم نوعان هكذا أدوات الشرط نوعان: جازمة وغير جازمة, جازمة
وغير جازمة, غير جازمة لا بد لها من جواب لا بد لها من جواب, جوابها لا
محل له من الإعراب, هذا المقصود, معنى ما وقع جواب بأداة شرط غير جزمٍ
نقول مثلاً (لولا زيد لأكرمتك) لولا/ هذه شرطية من غير جازمٍ لا تلزم
لا تعمل زيد/ هذا مبتدأ لولا زيد لأكرمنك, لأكرمنك/ هذا اللام واقعة في
جواب لولا أكرمنك نقول: لا محل لها من الإعراب لماذا؟ لأنها وقع الجواب
شرطٍ غير جازمٍ _لو زارني زيد لزرتك) لزرتك تقول الجملة هذه واقعة في
جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب (إذا جاءك زيد فأكرمه) إذا
جاءك زيد فأكرمه إذا/ هذه شرطية غير جازمة وجزمها في الشعر خاصة.
.................. ... وإذا تصبكَ خصاصة فتحمل
هذا نادر وقليل, والأصل فيه أنها ليست ليست جازمة لا يصح الجزم فيها في
النفي وإن سمع شعرًا, لذلك عدها ابن آجروم كأدوات الجزم العام وإذا في
شعر خاصة قيدها (وإذا بالشعر خاصة) ً وإذا تقول إذا جاءك زيد فأكرمه
جملة فأكرمه لا محل لها من الإعراب لم؟ لكونها وقع جواب شرطٍ غير جازم
وفي جواز (والشرط لم يجزم كلولا لو إذا) (والشرط الذي لم يجزم) شيئًا
لا فعلاً ولا جوابًا كجملة جواب "لولا" الشرطية وجملة جواب "لو"
الشرطية غير الجازمة, وجملة جواب "إذا" الشرطية غير الجازمة (أو جازم
خال من الفا أو إذا) سبق أن أداة الشرط الجازمة إن وقع جوابها مِمَّا
لا يصلُحُ أن يكون جواب لأنْ أو إحدى أخواتها وجب اقترانه بالفاء وجب
اقترانه بالفاء.
وَاقْرُنْ بِفَا حَتْمَاً جَوَابَاً لَوْ جُعِلْ ... شَرْطَاً لإِنْ
أَوْ غَيْرِهَا لَمْ يَنْجَعِلْ
إذا سقطت الفاء إذالم يصاح جوابًا قلنا لا
بد من اقترانها بالفاء أو إذا الفدائية, أما إذا صلحَ أن يقع جوابًا
لأنْ {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً} [الطلاق: 2]
بالمثالِ {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ} {يَتَّقِ} هذا فعل الشرط أين الجواب؟
{يَجْعَل} {يَجْعَل} {يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً} جواب الشرط هو الفعل
نفسُهُ هو الذي جُزم والجملة (يجعل هو) يجعل تقول فعل مضارع مجزوم جواب
الشرط والفاعل ضمير مستتر {يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً} هذا مفعول به,
الذي وقع جوابًا للشرط هو الفعل نفسه وهو مقرن, طيب ما حال الجملة
الفعل مع فاعله تقول لا محل لها من الإعراب لا محل لها من الإعراب,
الفعل نفسه -كما سبق بيانه- هو الذي تأثر بالعامل, لذلك نقول لا يقال
الجواب "جملة الجواب" لا يصح أن يقال "جملة الجواب" وإنما نقول الفعل
جواب الشرط لأنه مقرن, أما نقول الكلمة اسمٌ وفعل وحرف إذًا الاسم مفرد
والفعل بالنظر بذاته دون فاعله مفرد, والحرف مفرد لا إشكال, هنا يجعل
الفعل نفسه مفرد وهو الذي تعرض للجزم طيب ما بقي ما حال الجملة لا بد
من إعراب الجملة التي هي الفعل بعد جزمه مع الفاعل فنقول: الجملة من
الفعل وفاعله لا محل لها من الإعراب جواب الشرط لا محل لها من الإعراب,
هو الذي عناه بقوله (أو جازم) يعني: أي الجملة التي هي جواب شرطٍ جازمٍ
خالٍ من الفاء أو إذا (خال) يعني: عارٍ الفاء الرابطة بين الجواب
والشرط أو إذا الفجائية, أما إذا لم يصلح أن يقع جوابًا لأنْ قلنا لا
بد من اقترانه بالفاء أو إذا, وحينئذٍ يكون المحل جزمًا للجملة كلها
تقول مثلاً (من يأتيني في كذا فله درهمٌ) فله درهمٌ هنا الفاء ما حكم
اتصالها؟ واجب لم؟ لكون الجملة اسمية فلما دخلت الفاء نقول هنا الجملة
اسمية لا تصلح أن تكون خبرًا لأنْ تكون جواب للشرط, الجملة من المبتدأ
والخبر في محل جزم, إذا اتصلت الفاء أو إذا بالجملة فالجملة كلها جواب
الشرط لها محل, إذا سقطت الفاء أو إذا, نقول الفعل مفرد هو الذي يجزم
والجملة كلها لا محل لها من الإعراب, لذلك قال (والشرط الذي لم يجزم)
لا محل بجوابه أو كان الشرط جازمًا وخلع الفاء لم تتصل به الفاء لأنه
لا داع لاتصالها, أو إذا لأنه لا داع لاتصالها, إذا لم تتصل الفاء أو
إذا فحينئذٍ المفرد الذي هو الفعل يُجزم والجملة من الفعل والفاعل لا
محل لها جواب الشرط.
* خاتمة الجمل التي لا محل لها من الإعراب
(الجملة التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب) كما قيل في الجمل
السابقة التي لا محل من الإعراب, إنْ عطف بجملةٍ على جملة لا محل لها
من الإعراب نقولُ حكم المعطف حكم المعطف عليه لذلك قال (أو إن أتت تتبع
فاقد المحل * والواو لا للحال بل للعطف حل) (وإن أتت) (أتت) يعني ماذا؟
أي جاءت الجملة (أتت) بمعنى: جاءت الجملة حال كونها تتبع أي تابعة
شيئًا من الجمل فاقد المحل عادم المحل إن وقعة الجملة تابعةً لجملة
فاقدة المحل عادمة المحل من الجمل السابقة فلا محل لها من الإعراب,
لأنها حكم المعطوف حكم المعطوف عليه (والواو لا للحال) يعني: يشترط أن
تقيد وتنوي أن الواو للعطف لا للحال (قام زيدٌ وقعد عمرٌ) قام زيد/ فعل
وفاعل والجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة وقعد عمرٌ/ الواو للعطف
تنوي أنها للعطف قعد عمرٌ/ فعل وفاعل والجملة لا محل لها من الإعراب لم
لا محل لها من الإعراب؟ لأنها تابعة لجملةٍ لا محل لها من الإعراب وحكم
المعطوف حكم المعطوف عليه إفرادًا وجملةً يعني في المفردات وفي الجمل
لكن لو نويت أن الواو "واو الحال" أنها محل, لا محل النصب عن الحال لكن
مع تقدير (قد قام زيدٌ وقعد عمرٌ) أي قد قعد عمرٌ والجملة حينئذٍ لا
محل لهها من الإعراب نقص لأنها حال, لذلك قيد العطف قال (والواوُ)
يعني: والحال أن الواو الداخلة على الجملة التابعة المعطوف بها على
المدفوعة لا تكون للحال أو لا يكون للحال, بل يقدر أنه للعطف حل لا أي
وقع حل للعطف يعني: وقع للعطف يعني: تنوي أن الواو التي وقعة بعدها أو
تلوها الجملة التابعة أن تنوي أنها للعطف لا للحال لا للحال, إذًا
الجملة التابعة خاتمة الجمل من لا محل له من الإعراب هي (الجملة
التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب) ثم ختم الباب بيتٍ يشمل جميع ما
ذكر من الجمل ولذلك الشرح عليكم
آلَيْتُ أيْ أقْسَمْتُ وَالقَسمُ بَرْ ... لَوْ تَابَ مَنْ عَصَى
لَعَزَّ وَانْتَصَرْ
هذا البيت جمع أمثلة للجمل السبع الماضية
(آليت) الذي يعرف يشير, نعم (آليت) فعل وفاعل والجملة لا محل لها من
الإعراب جملة مستأنفة (أي أقسمت) (أي) تفسيرية (أقسمت) نعم, لم؟ لأنها
أيْ هذه ما نوعها أي المفسرة إذًا الذي يليها قلنا المفسر على ثلاثة
أحوال إذا مفسِّرة (آليت) جملة مستأنفة (أي أقسمت) (أي) حرف تفسير
(أقسمت) فعل وفاعل والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة على رأي
الجمهور (والقسَمُ بر) الواو حرف عطف (والقسم بر) (أقسمت) (آليت) أين
جوابه؟ أين جوابه؟ انظر البيت الثاني أين جوابه؟ (لو تاب) (والقسم بر)
هذه معترضة, معترضة بين القسم وجوابه (آليت) مستأنفة (أقسمت) تفسيرية
(والقسم بر) وللفائدة أن الجملة يجوز عطفها بالواو والفاء لا بـ"ثم",
يجوز أن تعطفها الجملة المعترضة على سابقتها بالواو والفاء لا بـ"ثم نص
على ذلك الصبان في حاشيته على الأشموني (والقسم بر) (والقسم) مبتدأ و
(بر) هذا خبر والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب جملة
معترضة بين القسم وجوابه. (لو تاب) (لو) حرف شرط (تاب) فعل ماضي لا محل
له من الإعراب (تاب) فعل ماضٍ أين فاعله؟ فَاعله (من) (تاب من) الجملة
من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب جواب القسم (لو تاب من) (لو
تاب من عصى) (عصى) فعل ماضٍ والفاعل ضمير مستتر تقديره يعود على "من"
والجملة من فعل والفاعل لا محل لها من الإعراب لم؟ تفسيرية!! , صلة
الموصول (من عصى) (لو تاب من عصى) (من) هذه اسم موصول بمعنى الذي (عصى)
فعل ماضي والفاعل مستتر والجملة من الفعل والفاعل صلة موصول (لعزَّ)
اللام هذه وقع في جواب في جواب جواب الشرط أين هو؟ "لو" نعم, اللام هذه
وقع في جواب "لو", نعم (لعز) عزَّ/ فعل ماض مبني على الفتح والفاعل
ضمير مستتر والجملة لا محل لها من الإعراب (لعز) الفعل والفاعل لا محل
لها من الإعراب جواب شرطٍ غير جازمٍ (وانتصر) (لعز وانتصر) الواو حرف
عطف, انتصر/ فعل ماض مبني على الفتح, والفاعل ضمير مستتر والجملة لا
محل لها من الإعراب تابعةً لجواب الشرط, في جواب (لعز وانتصر) (وانتصر)
هذا معطف على عز. وعز لا محل لها من الإعراب والمعطوف لهو حكم المعطوف
عليه (لعز وانتصر) ولو نويت أن الواو هذه واو الحال؟ يصح (لعز منتصرًا)
على أنه حال يصح لكن لا بد أن نقدر أن الواو دون لي للعطف لا للحال
ولذلك السيوطي رحمه الله في (منتهى الأمان في شرح حديث «إنما الأعمال
..... ») ويدخل في هذا الحديث كثير من مسائل النحو «إنما الأعمال
بالنيات ..... » هكذا قال. والله أعلم. وبذلك نكون انتهينا من المسألة
الثالثة الجمل التي لا محل لها الإعراب.
وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
|