شرح نظم قواعد الإعراب

عناصر الدرس
* شرح الباب الثاني ومسائله الأربعة.
* معنى التعلق.
* أنواع الوجود والفرق بينهما.

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
ذكر الناظم الباب الثاني من أبواب نظمه لقواعد الإعراب لابن هشام رحمه الله تعالى وذكرنا أن في هذا الباب الثاني أربع مسائل:
المسألة الأولى: من المسائل الأربعة لا بد من تعلقه (بفعل أو ما في معناه) يعني فيما فيه رائحة الفعل وذكر المسألة الثانية وسبق التعليل قال هذه مسألة (بما كفعل علقنه واستقل ** ما زيد لولا كاف تشبيه لعل) وقلنا: أن الجار والمجرور المقصود به ما كان حرفًا أصليًّا هو الذي يحتاج إلى متعلق يتعلق به, وهذا المتعلَّق الأصل فيه أن يكون فعلاً لأن الأصل في العمل للأفعال ثم ما كان فيه معنى الفعل وهو كل اسم دل أو تضمن حدثًا ما, كاسم الفاعل أو اسم المفعول والصفة المشبه وأفعل لتفضيل والأمثلة المبالغة والمصدر إما يدل على حدث أو اسم المصدر هذه نقول: تضمنت معنى الفعل فلذلك صح تعلق الفعل بها (بما كفعل علقنه واستقل ** ما زيد لولا) يعني: الحرف الذي هو زائد أو شبه الزائد هذا لا يحتاج لمتعلق يتعلق به لماذا؟ لأن التعلق معناه الارتباط المعنوي أنَّ العامل يحتاج إلى المعمول في تتميم معناه وهنا لا يحتاج {مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ} [المائدة: 19] ما جاءنا بشير هذا الأصل {هَلْ مِنْ خَالِقٍ} [فاطر: 3] هل خالق غير الله هذا الأصل مبتدأ إذًا لا يحتاج إلى متعلق يتعلق به وسبق التعليق على هذه المسألة.
المسألة الثانية: من المسائل الأربعة في الباب الثاني من الأبواب الأربعة في متعلقة بذكر أحكام الجار والمجرور, المسألة الثانية عقدها في بيان حكم الجار والمجرور الواقع بعد المعرفة والنكرة, وهنا هذه المسألة فصَلها عن المسألة السابقة في آخر الباب الأول في أنه عقد آخرَ مسألة في الباب السابق "المسألة الرابعة في الجملة الخبرية التي مطلوبها عامل" وهنا فصل بينهما بالمسألة التي تعين أن الجار والمجرور لا بد من تعلقه بفعل أو شبههِ, والحكمة في ذلك أن المسألة هذه بمنزلة الجزء من الكل لماذا؟ لأنه إذا كان جارًا ومجرورًا يقع بعد جملة, يقع بعد نكرة صفة نقول: هذا الجار والمجرور متعلق بمحذوف ما هو هذا المحذوف؟ لذلك قدم المسألة التي تبين أن كل جار ومجرور يتعلق بمحذوف وجوبًا أو بما يصح أن يتعلق به في الظاهر لأن الأصل في الجار والمجرور والظرف أن نبحث عنه في الكلام الظاهر, فإن لم يصح أن يتعلق بما ظهر من الكلام حينئذٍ لا بد من تعليقه بمحذوف مقدَّر فعلاً أو اسمًا, هذه المسألة يرتبط بها أنه إذا وقع بعد صفة يُعرب كذا, المسألة الأولى عين لنا أنه لا بد له من متعلق, المسألة الثانية ما إعرابه؟ قال: إن وقع بعد نكرة محضة أو معرفة محضة أو نكرة غير محضة أو معرفة غير محضة حُكْمُهُ حكم الجملة السابقة الخبرية التي عنون لها بما سبق
إن وليت نكرة فهي صفه ** وحال إن جاءتك بعد المعرفة


إن كانتا في ذاك محضتين ** أولا فمحتملة الوجهين
إذًا إذا تقرر فيما سبق أن الجملة الخبرية إذا وقعت بعد النكرة المحضة فهي صفة, كذلك الجار والمجرور إذا وقع بعد ماذا؟ الصفة المحضة فيعرب أنه متعلق بمحذوف صفة, كذلك إذا وقعت الجملة السابقة بعد معرفة محضة تعرب حالاً, كذلك الجار والمجرور إذا وقع بعد معرفة محضة يعرب حالاً, إن وقعت الجملة بعد نكرة مشوبة يعني: ليست خالصة للتنكير وإنما فيها معنى ماذا؟ معنى التعريف أو شائبة التعريف حينئذٍ يجوز الوجهان: أن تعرب حالاً وأن تعرب صفةً, كذلك الجار والمجرور إذا وقع بعد نكرة غير خالصة غير محضة يعني: مشوبة بشائبة التعريف أو معرفة ليست خالصة وإنما فيها شائبة التنكير فحينئذٍ يجوز فيها الوجهان (وحكمه كحكم جملة جرى) أي: حكم المجرور حكم هذا مبتدأ (كحكم جملة) حكم/ هذا مبتدأ وهو مضاف إلى ضمير عائد إلى المجرور يعني: حكم المجرور كحكم جملة يعني: مثل حكم جملة خبرية (جرى) يعني: وقع وحصل. جرى/ هو والجملة في محل رفع خبر المبتدأ حكمه جرى/ مثل حكم جملة سابقة قد سبق الحكم عليها وهو التفصيل السابق أنها إن وقعت بعد نكرة محضة ..


إلى آخره إذًا نقول: حكمه كحكم جملة جرى حال كونه واقعًا بعد من معرف ما احتمل (وما قد نكرا) يعني: والذي/ يعني الاسم الذي قد كان نكرةً محضة أو لا فقوله (بعد معرف وما قد نكرا) يشمل الأربعة الأنواع يعني: (بعد معرف) يعني: بعد اسم معرف سواء كان التعريف محضًا أو لا (وما قد نكرا) يعني: بعد الاسم الذي حكمنا عليه بأنه نكرة مطلقًا أيضًا سواء كان نكرةً محضة أم لا إذا قيل (رَأَيْتُ طَائِرًا عَلَى غُصْنٍ) رَأَيْتُ/ فعل فاعل طَائِرًا/ هذا مفعول به عَلَى غُصْنٍ/ هذا جار ومجرور وقع بعد نكرة محضة نقول: الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لطائر لماذا أعربناه صفة؟ لأن حكمه حكم الجملة الخبرية سواء كانت فعليةً أو اسميةً أنها تعرب صفةً بعد النكرات, لذلك القاعدة العامة أن [الجمل بعد النكرات صفات وبعد المعارف أحوال] هذه تقيد أنها في الغالب ليست على إطلاقها لأنَّ النكرة التي فيها شائبةُ التَّعريف يجوز فيها وجهان فقولنا (عَلَى غُصْنٍ رَأَيْتُ طَائِرًا عَلَى غُصْنٍ) نقول عَلَى غُصْنٍ/ جار ومجرور متعلق بمحذوف هذا المحذوف ما إعرابه؟ نقول: صفة لطائرًا لماذا؟ لأن (عَلَى غُصْنٍ) يعامل معاملة الجملة الخبرية والجملة الخبرية سواء كانت اسمية أم فعلية إذا وقعت بعد النكرة المحضة تعرب صفة {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} [القصص: 79] {فَخَرَجَ} هو قارون {فَخَرَجَ} فعل ماضي {عَلَى قَوْمِهِ} جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل خرج وفاعل خرج ضمير مستتر والضمير هذا من المعارف المحضة فحينئذٍ نقول: {عَلَى قَوْمِهِ} جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الفاعل يعني: في محل نصب أو منصوب لماذا أعربناه حالاً؟ لأن الجار والمجرور هنا وقع بعد معرفة محضةٍ, ويعامل معاملة الجملة الفعلية أو الاسمية إذا وقعت بعد المعارف المحضة, والجملة إذا وقعت بعد المعرفة المحضة أعربناها حالاً قطعًا يعني: لا تحتمل إلا الحالية, كذلك ما عومل معاملة ولذلك قال (وحكمه كحكم جملة جرى) إذًا إذا وقعت الجملة الفعلية أو الاسمية بعد المعرفة المحضة تُعرب حالاً كذلك الجار والمجرور (يُعْجِبُنِي الزَّهْرُ فِي أَكْمَامِهِ) يُعْجِبُنِي/ هذا فعل ومفعول به الزَّهْرُ/ هذا فاعل فِي أَكْمَامِهِ/ هذا جار ومجرور فِي أَكْمَامِهِ قيل: جمع كِم وجمع كُم. بالضم أو بالكسر فيه خلاف وهو وعاء الثمر الزَّهْرُ ال هذه للجنس مَثَلها مثل قوله تعالى {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ} [البقرة: 17] أو {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ} ... [الجمعة: 5] يحمل هذا الجملة نقول: في محل جر نعت للحمار أليس كذلك؟ ويحتمل أنها حال لماذا؟ نقول: هو في اللفظ معرفة لأنها دخلت عليه:
نَكِرَةٌ قَابِلُ أَلْ مُؤثِّرَاً ... .......................


هنا وقع دخل ال اللفظ على لفظ حمار فعرفه إذًا هو في اللفظ معرفة, لكنه في المعنى هل أريد به حمار معينٌ؟ نقول: لا إذًا أريد به الجنس والجنس في معنى النكرة إذًا من جهة اللفظ هو معرفة, ومن جهة المعنى هو نكرة إذًا {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ} نقول: قد نراعي المعنى الذي هو نكرة فنقول: الجملة في موضع جر صفة, وقد نراعي اللفظ الذي هو معرفة ونقول: الجملة في محل نصب حال. كذلك (يُعْجِبُِي الزَّهْرُ فِي أَكْمَامِهِ) فِي أَكْمَامِهِ/ نقول: جار ومجرور متعلق بمحذوف إن راعيت المعنى وأنه غير معين الزهر هنا, نقول: هذا في محل رفع صفة للزهر يعني: الزهر فاعل مرفوع فِي أَكْمَامِهِ/ جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت أو صفة للزهر, وإن راعيت اللفظ وهو معرفة تقول: جار ومجرور متعلق بمحذوف محل نصب حال لماذا؟ لأن الزَّهْرَ هنا الزَّهْرُ بالرفع على الحكاية. نقول: لأنه نكرة في المعنى وفي اللفظ معرفة والجملة الاسمية أو الفعلية إذا وقعت بعد معرفة غير محضة فيها شائبة التنكير نقول: يجوز أن تعرب إما صفة وإما حالاً, كذلك الجار والمجرور إذا وقع بعد معرفة غير محضة يجوز إعرابها بالوجهين إما صفة وإما حال (مَرَرْتُ بِرَجُلٍ صَالِحٍ فِي الْمَسْجِدِ) مَرَرْتُ بِرَجُلٍ صَالِحٍ الزهر هناك قلنا في اللفظ إذًا هو معرفةٌ غير محضة جاز فيه الوجهان, قد تكون النكرة أيضًا غير محضة (مَرَرْتُ بِرَجُلٍ) رجل/ هذا نكرة لوحده محضة لكن لما وُصف نقول: قرب من المعرفة صار فيه نوع تعين, الرجل الذي مر به لا يخرج عن الصالحين, وهذا نوع تعين, وإن لم يكن فيه تعين الأشخاص وإنما فيه تعين للنوع (مَرَرْتُ بِرَجُلٍ صَالِحٍ) هذا نعت فِي الْمَسْجِدِ/ هذا جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة إن راعيت رجل أنه نكرة, وفي محل نصب حال إن راعيت أنه معرفة, إن راعيت أنه معرفة من جهة مشابهته في كونه معينًا والمعرفة الأصل فيها أنه وضع ليستعمل في معين تعربها حال إذًا هذه نكرة غير محضة فيجوز في الجار والمجرور بعدها الوجهان: الصفة، الحال. لماذا؟ لأنَّ حكمه حكم الجملة الاسمية أو الفعلية خبرية إذا وقعت بعد النكرة غير محضة أو المعرفة غير محضة جاز فيها الوجهان لذلك قال (وحكمه كحكم جملة جرى) أي: حكم المجرور مثل حكم جملةٍ خبريةٍ عما مضى أو فيما مضى في المسألة قبل السابقة (بعد معرف وما قد نكرا) يعني: بعد اسم معرف سواءٌ كان محضًا تعريفًا محضًا أم فيه شائبةُ التنكير (وما قد نكرا) وبعد الذي قد نكرا, وبعد الاسم الذي قد كان نكرةً أيضًا مطلقًا سواء كان التنكير محضًا لا يحتمل شائبة التعريف أو فيه شائبة التعريف.


المسألة الثالثة: من المسائل الأربعة في هذا الباب الثاني من أبواب أحكام الجار والمجرور فيما يتعلق أو المسألة الثالثة من المسائل الأربعة هذه في بيان ما يتعلق بالجار والمجرور إن وقع حالاً أو صفةً أو صلةً أو خبرًا إذا قلنا: جار ومجرور. لا بد أن يتعلق بمحذوف, هذا المحذوف مختلف فيه قد بيَّنا فيما سبق في (الملحة) لماذا لا بد للجار أن يتعلق بمحذوف؟ ولا أعيد! (بكائن مقدر أو استقر ** في صفة أو صلة أو في الخبر) لأنه أشبه ما يكون ... (44غير مفهوم/14د) الأصل السماع في لغة العرب, إذا أخبرت العرب بالجار والمجرور والظرف نقول: نُخبر كما أخبروا, وأما التعليلات هذه تُلتمس من أجل شحن الأذهان فقط.
(بكائن مقدر أو استقر ** في صفة أو صلة أو في الخبر)
(أو حال, استقر عين في الصلة ** إذ هي لا تكون غير جمله)
أو حال, هنا انتهى الكلام.
(بكائن) يعني: علِّق المجرور بكائن محذوف مقدر (بكائن) وما في معناه ليس التنصيص على لفظ كائن لأنه اسم فاعل "من كان" يجوز أيضًا حاصل اسم فاعل من حصل (ثابت) اسم فاعل من ثَبَتَ (مستقر) اسم فاعل من استقر المهمُّ: ما يدل على الوجود المطلق, هذا المقصود ما يدل على الوجود المطلق وهو اسم فاعل إذًا (بكائن) ليس المقصود التنصيص على لفظ الاسم اسم فاعل هنا, وإنما (بكائن) وما في معناه مما يدل على معنى الوجود المطلق لأن الوجود وجودان: مطلق، ومقيد.
وجود مطلق يعني: يدل على وجود الشيء دون تقيده بشيء آخر كالنوم والأكل والشرب, النوم هذا موجود لكنه قيِّد بحدث خاص لو قيل: موجود. هذا لا يتعلق بحدث معين, أما نوم وأكل وشرب نقول: هذا موجود وزيادة, النوم موجود زيادة, لماذا؟ لأنه وجود لا شك فيه لأنه موجود أليس كذلك؟ وكونه معين هذا خاص لذلك نقول: الوجود وجودان (بكائن) أو مستقر أو ثابت أو حاصل هذا وجود مطلق لم يتقيَّد بحدث معين ولذلك يقال: كون العام وكون خاص. الكون العام: هو الوجود المطلق الذي لم يتقيد بحدث معين (زَيْدٌ فِي الدَّارِ) زَيْدٌ مَوْجُود فِي الدَّارِ لكن لو كان الكون هنا خاصًا (زَيْدٌ نَائِمٌ فِي الدَّارِ) نقول: هذا كون خاص. لماذا؟ لأن نَائِمٌ فِي الدَّارِ يعني: موجود في الدار قطعًا وعلى أي صفة؟ النوم إذًا حددت الوجود لكن لو قيل (زَيْدٌ كَائِنٌ فِي الدَّارِ) ما تدري نائم مستيقظ ما تدري عن هذا يصلي أو لا يصلي! لا تدري! , فالفرق بين الوجود المطلق والوجود الخاص هو التقييد, إذا قيدته فهو خاص وإذا أطلقت دون التقيد فهو عام (بكائن) هذا اللفظ يدل على وجود مطلق عام لا يختص بحدث معين, لفاعل وما في معناه وعلِّق الجار علق المجرور بكائن محذوف مقدر مُقدر يعني: لا يجوز إظهاره لماذا؟ لأن حذفه واجب, الكون العام لا يجوز ذكره بل يجب حذفه, أما الخاص فالأصل فيه أنه يذكر ولا يجوز حذفه إلا إذا دلت قرينة على حذفه (زَيْدٌ مَوْجُودٌ فِي الدَّار) لا يصح هذا التعبير.


أولاً: لأن العرب لم تنطق بهذا (أما زَيْدٌ نَائِمٌ فِي الدَّار) لا يصح حذف نائم إلا إذا دل عليه دليل, لا يصح أن تقول (زَيْدٌ فِي الدَّار). وتحذف نائم لأنه كون خاص فإذا حذفته لم تعلم الفائدة من ذكر الجملة (زَيْدٌ فِي الدَّار) وأنت نويت أنه نائم في الدار هذا لا يجوز لو دلت عليه قرينة جاز {الْحُرُّ بِالْحُرِّ} [البقرة: 178] {الْحُرُّ} مبتدأ {بِالْحُرِّ} جار ومجرور متعلق بمحذوف خاص تقديره يقتل بالحر هذا الأصل (زَيْدٌ مُسَافِر الْيَوْمَ وَعَمْرٌ غَدًا) هذا مثال مشهور زَيْدٌ مُسَافِر الْيَوْمَ زَيْدٌ/ مبتدأ مُسَافِر/ خبر الْيَوْمَ هذا ظرف متعلق بمسافر مسافر هذا كون كوْن خاص أم عام؟ خاص, الأصل أنه لا يجوز حذفه في مثل هذا لكن لما عطف عليه وَعَمْرٌ غَدًا عَمْرٌ/ مبتدأ غَدًا هذا ظرف متعلق بمحذوف تقديره؟ مسافر من أين علمت؟ المتقدم لكن لو لم يكن ثَمَّ متقدم لا يجوز حذفه إذًا الكون العام يجب حذفه ولا يجوز ذكره وأما قول الشاعر:
لك العز إن مولاك عز وإن يهن ** فأنت لدى بحبوحة الهون كائن
هذا شاذ يحفظ ولا يقاس عليه, أما الكون الخاص ففيه تفصيل الأصل أنه لا يجوز حذفه إلا إذا دلت قرينة عليه فحينئذٍ يجوز إذًا (بكائن) أي علِّق المجرور بكائن محذوف مقدِّر لا يجوز إظهاره, لأنه عام (كائن) هذا عام لا يجوز إظهاره لأن حذفه واجب (أو استقرَّ) أو هذه للتخير أو للتخير أو إن شئت للتنويع بين الأقوال, يعني: يجوز أن يكون مراد الناظم أنه سَلَكَ مسلك ابن هشام أنه يجوز هذا ويجوز ذلك كما قال ابن مالك:
وأخبروا بظرف أو بحرف جر ** ناوين معنى كائنٍ أو استقر
أنت مخير! إن شئت قدره اسم فاعل فقدِّره وإن شئت أن تقدره فعلاً فقدِّره فعلاً, وبعضهم لا يرى أنه لا يقدر إلا اسم فاعل, وينفي أن يقدَّر فعلاً, وبعضهم يرى أنه يجب أن يقدر فعلاً ولا يجوز تقديره اسم فاعل فأنت بالخيار لك أن تجعل "أو" هذه للتخير على رأي ابن مالك وابن هشام أيضًا رحمه الله صاحب الأصل, ولك أن تجعلها للتنويع بين القولين يعني: إما هذا وإما ذاك (بكائن مقدر أو استقر) أو هذه للتخير (أو استقر) يعني: أو علِّقَنَّ المجرور باستقر أيضًا مقدر محذوفًا لا يجوز إظهاره, لأن حذفه واجب متى قدِّره؟ قال: (في صفة أو صلة) إذًا يجب تقدير المتعلق للجار والمجرور بأحد اللفظين إما أن يكون اسمًا وهو اسم فاعل, وبعضهم رجحه لماذا؟ لأن الأصل في الخبر والحال والصفة "الإفراد" يجوز أن يكون الخبر جملةً, ويجوز أن تكون الحال جملةً, ويجوز أن تكون الصفة جملةً لكن جواز كون هذه المذكورات جُمَل هذا من باب الفرعية لا الأصالة, والأصل فيها أن تكون مفردةً الأصل في الخبر أن يكون مفردًا.
ومفردًا يأتي ويأتي جملة ** حاويةً معنى الذي سيقت له


هذا أولاً أن الأصل فيها الإفراد, وما وقع فيه جملة وذكرنا الضابط في الجمل التي تكون لها أو يكون لها محل أنه ما جاز تأوليها بالمفرد قلنا: الجمل التي لها محل من الإعراب والجمل التي لا محل لها من الإعراب الأصل فيها الضابط: ما جاز تأويله في مفرد فله محل من الإعراب, وما لا يجوز تأويله بمفرد ليس له محل من الإعراب, هذا هو الضابط العام بين -قبل التخصيص- أن تدخل في تخصيص أو إفراد جمل تقول: ما يؤول بالمفرد فله محل من الإعراب وما لا فلا, إذًا الجملة الخبرية لها محل من الإعراب, إذًا تؤول بمفرد إذًا رجعنا إلى الأصل, إذًا لماذا نقدر متعلق الجار جملة إذا أردنا أن نؤوله أيضًا إلى المفرد فنقدِّره مباشرةً مفردًا هذه من علل ابن مالك رحمه الله. وخصص التصريح به في بعض ما ورد كما في البيت السابق ورد الخبر ظرفًا لأن الكلام في الظرف والجار والمجرور سيان, ورد الخبر ظرفًا وصُرِّح بمتعلَّقه شذوذًا.
لك العز إن مولاك عز وإن يهن ... فأنت لدى بحبوحة الهون
انتهى الكلام فأنت مبتدأ لدى هذا ظرف متعلق بمحذوف صرح به الشاعر قال: كائن. فدل على أن المحذوف الذي يتعلق به الجار والمجرور أو الظرف اسم فاعل أليس كذلك؟ فأنت لدى بحبوحة الهون كائن قالوا: إذًا لما صرح الشاعر وهو شاعر عربي صرح بمتعلق الظرف هذا التركيب صرح به اسم فاعل دل على أنه يجب أن يكون متعلق خبر والصفة والحال ماذا؟ اسم فاعل لا فعل.
* أيضًا أن الفاعل لو قدرت فعلاً للزم أن تقدر معه فاعل فيفتقر إلى تقدير آخر, لأن كل فعلٍ لا بد له من فاعل وبعد فعل فاعل فإن ظهر ... فهو, وإلا فضمير استتر


إذًا كل فعل لا بد له من فاعل فإذا قلت (زَيْدٌ اسْتَقَرَّ فِي الدَّارِ) قدرت استقر وقدرت معه الفاعل ثم أولت الجملة بالمفرد, إذًا لا نحتاج إلى تقديرين ولا نحتاج أن نؤول الجملة باسم الفاعل, إذًا نبدأ مباشرة فنقول (زَيْدٌ كَائِنٌ فِي الدَّارِ). أيضًا مما احتج به وقدره اسم فاعل قال: في بعض المواضع لا يصح أن يقدر متعلق المجرور إلا اسمًا, (أَمَّا فِي الدَّارِ فَزَيْدٌ) (أَمَّا مَعَكَ فَزَيْدٌ) أَمَّا/ هذه شرطية متضمنة معنى الشرط فِي الدَّارِ/ جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدر يجب أن يكون اسمًا لماذا؟ لأن أَمَّا الشرطية هذه لا يتلوها فعل لماذا؟ لأن (فَزَيْدٌ) الفاء هذه ما نوعها؟ أَمَّا فِي الدَّارِ فَزَيْدٌ/ فاء الواقعة في جواب الشرط وهنا اتصلت الفاء وجوبًا لماذا؟ لأن جملة الجواب جملة اسمية, وأصل التركيب (زَيْدٌ فِي الدَّارِ) (أَمَّا فَزَيْدٌ فِي الدَّارِ* لكن أَمَّا فَزَيْدٌ/ استثقل مجيء الفاء بعد أما فزحلقت إلى المبتدأ أصل التركيب (أَمَّا فِي الدَّارِ زَيْدٌ) وجب حينئذٍ اتصال الفاء بالجملة الاسمية الأصل (أَمَّا فَفِي الدَّارِ زَيْدٌ) فاستثقلت الفاء بعد أما فزحلقت إلى المبتدأ فنقول: الجملة هنا في الدار يجب أن يكون متعلقًا بغير فعل, وليس عندنا إلا اسم الفاعل لماذا؟ لأن أَمَّا لا يصح أن يليها إلا ماذا؟ لا يصح أن يليها إلا الاسم أما الفعل فلا لأن لو وليها الفعل لكان هو الواقع جوابًا ولا يصح حينئذٍ اقترانها بالفاء {إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا} [يونس: 21] {إِذَا لَهُمْ} {لَهُمْ} هذا جار ومجرور {إِذَا} هذه الفجائية ولا يليها إلا الأسماء {إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آَيَاتِنَا} إذًا يتعين في بعد المواضع أن يقدر متعلق الجار والمجرور اسم فاعل فحينئذٍ نقول: الجار ومجرور. بدلاً من أن نعلِّقه بفعل يعلق باسم فاعل, ومن رجح أنه استقر وما في معناه ثبت وحصل ووُجد ونحو ذلك مما يدل على الوجود المطلق وهو فعل قال: الأصل في العمل للأفعال (زَيْدٌ فِي الدَّارِ فِي الدَّارِ) هذا معمول والأصل في العامل أن يكون فعلاً ولا يكون اسمًا إذًا نقدره فعلاً, وعلى هذا بعض النحاة.


الثاني: أنه في بعض المواضع يتعين أن يكون متعلق الجار والمجرور أو الظرف "فعلا" كما إذا وقع الجار والمجرور صلة الموصول (جَاءَ الَّذِي عِنْدَكَ) عِنْدَ/ هذا منصوب ما العامل فيه؟ يجب أن يكون فعلاً باتفاق حكى القائمين بكونه اسم فاعل يقول: يجب في هذا الموضع أن يستثنى, وكل قاعدة لها استثناءات فحينئذٍ يجب أن يتعلق "عندَ" وهو ظرف باستقر (جَاءَ الَّذِي اسْتَقَرَّ عِنْدَكَ) فقالوا: طردًا للباب نقدره في الخبر والصفة والنعت والحال نقدِّره فعلاً طردًا للباب. وابن هشام رحمه الله توسط قال: ننظر للمعنى المعنى يختلف بكونه اسم فاعل أو فعل إن كان يترجح المعنى بتعلق الجار والمجرور بالفعل فقدره فعلاً, وإن كان يترجح المعنى بتقديره اسم فاعل فقدِّره اسم فاعل, وإن لم يظهر لك فقدره اسم فاعل لما سبق أنه الأصل ولأنه يصلح لكل زمان قال (في صفة وصلة أو في الخبر) (في صفة) يعني: في مجرور صفةٍ لموصوف. متى هذا يكون؟ إذا وقع بعد متى نقدر كائن أو استقر وقد تعلق به الجار ومجرور ووقع صفة؟ إذا وقع بعد نكرة {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} [البقرة: 19] صيب صَيب {مِنَ السَّمَاءِ} هذا جار ومجرور متعلق بمحذوف ماذا نقدره؟ ماذا نقدره قبل أن نعربه؟ إما كائن أو استقر {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} كائن من السماء استقر من السماء فنقول: حينئذٍ يجوز لك أن تقدره بكائن, ويجوز أن تقدره باستقر (بكائن مقدر أو استقر * في صفة) يعني: في مجرور صفة لموصوف مثاله ما سبق و (صلة) يعني: ومجرور الصلة لموصول ومجرور صلة لموصول {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ} {مَنْ} اسم موصول مبتدأ مؤخر {وَلَهُ} هذا خبر مقدر {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ} {مَنْ} اسم موصول يحتاج إلى صلة أليس كذلك؟
وكلها يلزمه بعده صلة
من له نعم {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ} {فِي السَّمَاوَاتِ} جار ومجرور متعلق بمحذوف ماذا نقدره؟ استقر ولا يجوز حينئذٍ أن نقول: مستقر أو كائن, لأن صلة الموصول بالاتفاق لا تكون إلا جملة (أو في الخبر) يعني: أو في المجرور الخبر أي: الواقع خبرًا لذي خبر (الحمد لله) إيش إعرابها؟ الحمد مبتدأ لله جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ما هو هذا المحذوف؟ لك أن تقدره كائنًا كـ الحمد كائن لله أو استقر لله يجوز أن تقدره بهذا أو ذاك (أو حال) يعني: أو مجرور حال لذي حال, إذا وقع الجار والمجرور حالاً نقول: يقدر بكائن أو استقر {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} [القصص: 79] {فِي زِينَتِهِ} هذا هو الشاهد لو أعربت {عَلَى قَوْمِهِ} أليس كذلك؟ {عَلَى قَوْمِهِ}؟ لا خطأ, هذا خطأ {فِي زِينَتِهِ} {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} هذه الآية أليس كذلك؟ أي نعم {فِي زِينَتِهِ} هو الشاهد جار ومجرور متعلق بمحذوف حال "كائنًا" تنصبه إذا قدَّرت كائن فتنصبه تظهر النصب {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ} كائناً {فِي زِينَتِهِ} هذا على جهة الإعراب فيكون على جهة ... (كلمة غير مفهوم) (15/ 32د) متزينًا في زينته.


(استقر عين في الصلة) بعد أن بين لك أن الصفة والصلة والخبر والحال تتعلق بمحذوف بيَّن لك أن أنه يستثنى مما سبق الصلة صلة الموصول وأنها لا تتعلق بكائن ونحوه قال (استقر عين في الصلة) (استقر) دون كائن (عين في الصلة) لماذا؟ قال (إذ هي) يعني: الصلة. لأن صلة الموصول لا تكون غير جملة اتفاقًا, والوصل كائن مع مرفوعه في قوة المفرد {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} من كائن في السماوات؟ كائن في السماوات/ لو قدرنا الجار والمجرور متعلق باسم اسم فاعل هل هو جملة؟ لا, ليس بجملة لماذا؟ لأن اسم الفاعل هو يرفع لكنه في قوة المفرد ولا يستثنى من هذه القاعدة إلا مسألة واحدة وهي "اسم الفاعل مع مرفوعه بقوة المفرد" ولا يستثنى إلا مسألة واحدة ذكرناها مرارًا (أَقَائِمٌ الزَّيْدَانِ) هذه هي التي وقعت فيها خلاف هل هي جملة أو في حكم الجملة؟ الجمهور على أنها في حكم الجملة, واتفقوا على أنها ليست في قوة المفرد بل التركيب في غير هذا التركيب باتفاق, اسم الفاعل مع مرفوعه في قوة المفرد فلذلكَ لا يصح أن يتعلق الجار والمجرور أو الظرف إذا وقع صلة الموصول لا يجوز أن يتعلق بكائن لأنه مفرد أو في قوة المفرد, ولا يستثنى من هذه القاعدة إلا إذا وقع الوصف مبتدئًا ورفع كائن سد مسد الخبر فإنه في قوة الجملة (أَقَائِمٌ الزَّيْدَان) ذكرنا أنه في قوة (أَيَقُومُ الزَّيْدَان) ولذلك لما اعتمد على الاستفهام ورفع فاعلاً كيف رفع فاعلاً؟ (أَقَائِمٌ الزَّيْدَان) قلنا هذا الزَّيْدَان فاعل سد مسد الخبر لماذا؟ قال: لأننا لو جعلناه خبرًا لأخبرنا عما هو في قوة الفعل والفعل لا يخبر عنه فنقول: الزيدان هذا فاعل سد مسد الخبر (إذ هي لا تكون غير جملةٍ) اتفاقًا والوصف مع مرفوعه في حكم المفرد، إذًا هذه المسألة الثالثة وهي: بيان ما يتعلق به الجار والمجرور إذا وقعتْ صفةً أو صلةً أو خبرًا أو حالاً أنه يجوز في غير الصلة أن يكونَ التَّقدير بكائن أو اسم فاعل أو باستقر.


* ثم ذكر المسألة الرابعة في الباب الثاني والأخيرة وهي: أن الجار والمجرور إذا وقع صفةً أو صلةً أو خبرًا أو حالاً يجوز حينئذٍ أن يُرفع ما بعده على أنه فاعل كيف؟ قد تأتي بعض هذه الألفاظ -تقول مثلاً- كما مثل هنا هذا للنفي (مَرَرْتُ بِرَجُلٍ فِي الدَّارِ) مَرَرْتُ فعل فاعل بِرَجُلٍ فِي الدَّارِ فِي الدَّارِ إيش إعرابه؟ صفة لرجل, إذًا اعتمد على موصوف الجار والمجرور إذا اعتمد على موصوف إذا جاء بعده اسم مرفوع (مَرَرْتُ بِرَجُلٍ فِي الدَّارِ أَبُوهُ) فِي الدَّارِ/ قلنا هذا صفة لموصوف وهو رجل, في مثل هذا التركيب إذا وقع بعد الجار إذا وقع صفة إذا وقع بعد الجار إذا وقع صفة إذا جاء الاسم مرفوع جاز أن يكون هذا الاسم المرفوع مرفوعًا على أنه فاعل للجار والمجرور فتقول (مَرَرْتُ بِرَجُلٍ فِي الدَّارِ أَبُوهُ) فاعل مرفوع ورفعه الواو نيابة عن الضمة أين العامل له؟ تقول: الجار والمجرور. لماذا؟ لأنه ناب عن المتعلق فانتقل الضمير منه إليه, ولذلك في المواضع السابقة هذه إذا وقع صفةً وصلةً وحالاً الجار والمجرور يسمى (مستقَرًا) لماذا مستقَرًا بفتح القاف؟ لاستقرار الضمير فيه, وبعضُهُم يعلم بأنَّ معنى المتعلق العام يفهم من الجار والمجرور (زَيْدٌ فِي الدَّارِ) فُهم الوجود من في الدار إذًا دل على المتعلق استقر معنى العامل في المتعلق أو لأن استقر أو كائن فيه فاعل اسم الفاعل يعمل فيرفع فاعلاً, كذلك استقر فيه ضمير, هذا الضمير انتقل إلى الجار والمجرور لنيابتِهِ عن المتعلق وهو عامل سواءٌ كان اسمًا أو فعلاً عمل فيما بعده فرفع فاعلاً لذلك قال الناظم (في رفعه الفاعل في ذي الأربعة) (في رفعه) هذا خبر مقدم ورفع/ هذا مصدر مضاف إلى الفاعل (الفاعل) إيش إعرابه؟ مفعول به أين العامل؟ المصدر.
لفعل المصدر ألحق به العمل ** مضافًا أو مجردًا أو معًا
هذا المضاف {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} {النَّاسَ} هذا منصوب بـ {دَفْعُ} لماذا؟ لأن دفع هذا مصدر لو أن يدفع الله إذا صح أن تحل أن مع الفعل (في رفعه) هذا خبر مقدم مضاف إلى وهو مصدر مضاف إلى الفاعل (الفاعل) (رفعه) أي المجرور. (الفاعل) هذا مرفوع للمصدر (في رفعه الفاعل له في ذي الأربعة) يعني: إذا كان واقعًا الجار والمجرور في هذه المواضع الأربعة وهي كونه صفةً أو صلةً أو حالاً أو خبرًا هذه أربعة مواضع إذا وقع الجار والمجرور واحدًا من هذه المواضع الأربعةِ, وفيما إذا وقع بعد حرف الاستفهام, هذا الموضع الخامس وبعد النفي هذه ستة مواضع, نقول: الجار والمجرور وكذلك الظرف في حكمه: إذا ورد اسم بعده جاز أن يكون فاعلاً وهو أرجح مع جوازه أن يكون مبتدئًا (في رفعه الفاعل في ذي الأربعة * وبعد الاستفهام والنفي سعه) (سعه) هذا خبر ولا مبتدأ؟ (في رفعه) إيش إعرابه هذا؟ ما يكون مبتدأ في رفع, العكس سعة هو الخبر إيش حد المبتدأ؟


الاسم المجرد عن العوامل اللفظية غير الزائدة أو شبهها للإسناد, الاسم المجرد الاسم (في رفعه) هذا جار ومجرور ما يمكن أن يكون مبتدأ, صحيح؟ بدون خلاف (في رفعه) لا يمكن أن يكون مبتدأ إنما هو جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدر (سعة) هذا يعني: جواز. هذا مبتدأ مؤخر (في رفعه) (سعه) يعني: يجوز لك أن ترفع الفاعل من جار والمجرور إذا وقع في أحد المواضع الستة المذكورة, طيب إذا وقع نمثل لكل (مَرَرْتُ بِرَجُلٍ فِي الدَّارِ أَبُوهُ) هذا مثال لوقوع الجار والمجرور صفة حينئذٍ أَبُوهُ لك فيه وجهان إما أن تقول: إنه فاعل للجار والمجرور. وإما أن تقول: إنه مبتدأ مؤخر. وَفِي الدَّارِ ما تعربه صفة, وإنما تقول (فِي الدَّارِ) خبر مقدم والجملة من المبتدأ والخبر في محل جر صفة, فينتقل من الإخبار أو الصفة بالجار والمجرور إلى الجملة.
* (مَرَرْتُ بِرَجُلٍ فِي الدَّارِ أَبُوهُ) نعربها على الوجهين: مَرَرْتُ/ فعل فاعل بِرَجُلٍ/ جار ومجرور متعلق بمر فِي الدَّارِ/ جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لرجل كائن أو استقر أَبُوهُ/ فاعل للجار والمجرور، الوجه الثاني: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ جار/ ومجرور متعلق بمر فِي الدَّارِ/ جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم أَبُوهُ/ هذا مبتدأ مؤخر والجملة من المبتدأ والخبر المقدم في محل جر صفة لرجل, هذان وجهان لماذا أعربا؟ ابن مالك رحمه الله يقول: والحذاق. حذاق النحاة كذلك ابن هشام وخالد الأزهري حذاق النحاة على إعرابه فاعلاً الذي هو "أبوه" لماذا؟ قال: لأن الأصل عدم التقديم والتأخير. هذا هو الأصل الأَصل عدم التقديم والتأخير, وهذا الجار والمجرور أنيب مناب المتعلق المحذوف والمتعلق المحذوف هذا إما أن يكون فعلاً وإما أن يكون اسم فاعل, وعليهما يرفعان فاعلاً ظاهرًا ومستتراً لا إشكال فيه (أَقَائِمٌ الزَّيْدَان) الزَّيْدان/ هذا فاعل أَبُوهُ/ هذا للمتعلق قدرناه أنه اسم فاعل أو استقر أبوه لا إشكال فيه إذًا يجوز فيه الوجهان إذا وقع صفةً (مَرَرْتُ بِزَيْدٍ عَلَيْهِ جُبَّةٌ) مَرَرْتُ بِزَيْدٍ/ من يعرب على الوجهين؟ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ عَلَيْهِ جُبَّةٌ نعم هاه يا محمد مَرَرْتُ بِزَيْدٍ/ جار ومجرور وقع بعد ماذا؟ نكرة أو معرفة؟ أي نعم طرأ عليه متعلق بمحذوف حال, طيب جُبَّةٌ/ فاعل للجار والمجرور فاعل لـ عَلَيْهِ لأنه ناب مناب استقر أو كائن هذا وجه, الثاني؟ نعم أحسنت (جَاءَ الَّذِي فِي الدَّارِ أَبُوهُ) هاه أبو الدرداء جَاءَ الَّذِي فِي الدَّارِ أَبُوهُ, جَاءَ/ فعل ماضي الَّذِي ارفع صوتك
فِي الدَّارِ نعم.
محذوف تقدريه؟
..
فعل استقر طيب نعم فاعل للجار والمجرور, طيب الوجه الثاني؟ (جَاءَ الَّذِي فِي الدَّارِ أَبُوهُ) نعم.
خبر مقدر نعم.
جَاءَ الَّذِي فِي الدَّارِ أَبُوهُ نقول: فِي الدَّارِ/ يحتمل أنه متعلق بمحذوف فعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب (استقر في الدار) أَبُوهُ/ فاعل للمجرور, ويجوز أن يكون فِي الدَّارِ جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم وأَبُوهُ هذا مبتدأ مؤخر (زَيْدٌ فِي الدَّارِ أَبُوهُ) والجملة صلة موصول لا محل لها من الإعراب زَيْدٌ فِي الدَّارِ أَبُوهُ.


زَيْدٌ/ مبتدأ فِي الدَّارِ/ خبر أَبُوهُ/ فاعل لـ فِي الدَّارِ هذا وجه, وهذا عليه حذاق النحاة ومرجح عند ابن مالك الوجه الثاني؟ خبر مقدر فِي الدَّارِ/ جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدر أَبُوهُ/ خبر المبتدأ الأول.
(مَا فِي الدَّارِ أَحَدٌ) ما/ نافية , أي مَا فِي الدَّارِ أَحَدٌ فِي الدَّارِ/ هذا متعلق بمحذوف خبر مقدم وَأَحَدٌ/ هذا مبتدأ مؤخر هذا وجه لكنه مرجوح، الوجه الثاني؟
..
ليش خبر؟
..
مثل (أَقَائِمٌ الزَّيْدَانِ) يكون مبتدأ إذا قدرته اسمًا, أَحَدٌ/ فاعل أي فاعل (هَلْ فِي الدَّارِ زَيْدٌ) أيضًا يجوز فيها الوجهان زَيْدٌ يجوز أن يكون فاعلاً لـ فِي الدَّارِ, ويجوز أن يكون مبتدئًا مؤخره في الدار هذا خبر مقدم, القاعدة العامة [أنه إذا وقع الجار والمجرور صفة أو صلةً أو حالاً أو خبرًا أو اعتمد على نفي أو استفهام جاز في المرفوع الذي يليه أن يعرب فاعلاً] وهو أرجح وأن يعرب مبتدأ مؤخر والجار والمجرور خبر مقدم هذا خلاصة القاعدة هذا على قول ابن مالك رحمه الله ابن هشام: أنه يجوز إعرابه فاعل, وبعضهم يرى العكس أنه يجوز إعرابه فاعل والأرجح أن يكون مبتدئًا وهذا لعلَّه مبني على الخلاف في المرفوعات, أيهما الأصل الفاعل أو المبتدأ؟ من رجح الفاعل فهو أولى ومن رجح المبتدأ فهو أولى, وعند بعضهم أنه يجب إعرابه فاعلاً هذا حكاه ابن هشام الحضراوي عن الكثيرين أنه يجب إعرابه فاعلاً ولا يجوز إعرابه مبتدئًا.


قال الناظم (تقول: ما فيه ارتياب فارتياب ** فاعل فيه إذ عن استقر ناب). (تقول) أراد أن يمثل للنفي إذًا بعد أن ذكر القاعدة العامة (في رفعه الفاعل في ذي الأربعة) وفيما إذا وقع بعد حرف (الاستفهام والنفي سعه) لهذا اعتماده على هذه الأمور المذكورة (تقول) أيها المعرب (ما فيه ارتياب) هذا مثال (ما فيه ارتياب) يعني: ما فيه شك ولعله يقصد قوله تعالى {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ} [إبراهيم: 10] لا نجاري مجرى ما فيه ارتياب) يعني: شك. (فارتياب) يعني: من المثال السابق فقولك ارتياب في هذا المثال السابق (فاعل فيه) فاعل بالمجرور الذي هو فيه (ما فيه ارتياب) ارتياب/ هذا يكون فاعلاً للعامل الذي هو المجرور فيه (فارتيابٌ) في هذا المثال السابق فاعل فيه, لماذا؟ لاعتماده على حرف النفي وهو" ما" (إذ عن استقر ناب) (إذ) هذا تعليل إذ المجرور الذي هو فيه (عن استقر ناب) أو مستقر على القول الآخر, فأعطي عمل المنوب عنه, إذًا نفهم من هذا أن العامل ليس هو الجار والمجرور وهذا على قول بعضِ النُّحاة, وبعضهم يرى أن العامل هو نفس الجار والمجرور لأنه قال لماذا أعرب فاعل لفيه؟ قال: (إذ عن استقر ناب) لأنه استقر عن الفعل ناب أو مستقر (أو مبتداً) أو هذه للتنويع يعني: أي وقيل ارتياب في المثال المذكور مبتدأ مؤخرًا وفيه جار مجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم إذًا ما فيه سياق "ارتياب" إما أن تعربها فاعل لفيه لأنه ناب عن استقر, أو تجعل فيه خبرًا مقدمًا وثياب هذا مبتدأ متأخرًا (أو مبتداً وخبر) عنه الذي هو المجرور قد سبق ما الذي سبق؟ اللام هذا الإطلاق يعني: المجرور الذي سبق ارتيابٌ تجعله خبرًا عنه مقدمًا (أو مبتدا وخبر) عنه هو المجرور الذي قد سبق وهو فيه هنا (والأخفش الوجهان) هذا قولٌ, يعني: لا يعمل إلا مع الاعتماد لا يعمل يرفع فاعلاً إلا إذ اعتمد (والأخفش الوجهان عنه أُطلقا) يعني يعمل الجار والمجرور في ما بعده على أنه فاعل, ويجوز أن يُعرب الجار والمجرور خبرًا مقدمًا وما بعده مبتدأ متأخر مطلقاً سواء اعتمد أو لم يعتمد سواء اعتمد أو لم يعتمد (والأخفش) يعني: الأوسط وفاقاً الكوفيين أبو الحسن سعيد بن مسعدة (الوجهان عنه) الوجهان المذكوران في المرفوع بعد المجرور (أطلقا) أي: رويَ الوجهان عنه مطلقين. أي: روي الوجهان عنه مطلقين, واضح هذا؟ إذًا هذا قول وهو أنه يجوز في ما بعد الظرف أو الجار والمجرور إذا كان مرفوعًا أن يُعرب فاعلاً مطلقًا سواءٌ أعتمد أو لمْ يعتمد, فلو قيل مثلًا (في الدار زيدٌ) في الدار زيدٌ هذا اعتمد؟ لا, في الدار زيدٌ عند البصريين عند الأخفش والكوفيين يجوز أن يكون في الدار خبرًا مقدمًا, وزيدٌ مبتدأ ومتأخر ويجوز أن يكون زيد هذا فاعل للجار والمجرور لأنه ناب عن استقر, لأنه ناب عن استقر, واضح هذا ثم قال (والظرف كالمجرور في التعلق ...


وغيره من الفصول السبَّق) يعني: والظرف يعني بعد ما فرغ من أحكام المجرور شرع في بيان الظرف والظرف بقسميه سواء كان زمانيًا أو مكانيًا (كالمجرور) يعني: حكمه حكم المجرور وهو الجار والمجرور (في التَّعلق) يعني: في وجوب التعلق له ما معنى هذا الكلام؟ (والظرفُ كالمجرورِ في التعلق) الجار والمجرور يجب أن يكون متعلقًا بمحذوف, وهذا المحذوف إما أن يكون كائنًا أو مستقر إما أن يكون كائنًا أو استقر, كذلك الظرف مثله إذا وقع صفتًا أو صلتًا أو حالًا أو خبرًا وجَبَ أن يكون متعلق بمحذوف, وهذا المحذوف مختلف فيه هل هو كائن أو استقر؟ كذلك إذا وقع الظرف أو الظرف نعم إذا وقع بعد نكرة محضة وجب إعرابه صفة متعلق بمحذوف صفة إذا وقع بعد معرفة محضة وجب أن يعرب حال إذا وقع بعد نكرة غير محضة جاز فيه الوجهان إذا وقع بعد معرفة غير محضة جاز فيه الوجهان إذَا اعتمد على نفس أو استفهام أو ما ذكر نقول: يرفع ما بعده على أنه فاعل ويجوز أن يكون هو خبرًا مقدرًا وغير ذلك.
* والظرف بقسميه الزمان والمكاني حكمه حكم والمجرور في وجوب التعلق له لا بد أن يتعلق بمحذوفٍ إن لم يكن في الكلام ما يصح تعليقه به (وغيرِهِ) يعني: وفي غيره يعني: في غير التعلق (من الفصول السبق) (من الفصول) يعني: من جميع الفصول جمع فصل (السبق) جمع سابقٍ يعني: ما قيل في أبواب الجار والمجرور يقال في الظرف {وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ} [يوسف: 16]، {عِشَاءً} هذا ظرف زمان متعلق بـ؟
{وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء} متى جاءوا؟ عشاءً. إذًا: متعلق بـ {وَجَاؤُواْ}، {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ} [الفاتحة: 7] قلنا: الجار والمجرور قد يتعلق بفعلٍ وقد يتعلق باسم فاعل أو ما فيه رائحة الفعل.
لا بد أن يجاري من التعلق ** بفعلٍ أو معناه نحو مرتقي
إذًا: قد يكون الأصل في المتعلق أن يكون مذكورًا {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} {عَلَيهِمْ} متعلق بـ {أَنعَمتَ}، {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ} {عَلَيهِمْ} متعلق بـ {المَغضُوبِ}. إذًا: هذا المثال لالجار والمجرور المتعلق بالفعل والجار والمجرور متعلق بما فيه معنى الفعل {وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء} {عِشَاء} هذا منصوب على الظرفية الزمنية متعلق بـ {جَاؤُواْ} (زيدٌ جالس أمام بكرٍ) جالسٌ أمام، أمام/ هذا منصوب على ألظرفي المكانية متعلق بجالس، نعم (مررت بطائر فوق غصنٍ) مررت بطائر، بطائرٍ/ جار والمجرور متعلق بمرَّ، فوق/ هذا منصوبٌ على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف صفة لطائر، لماذا صفة؟ لأنه وقع بعد نكرة (رأيت الهلال بين السحاب) بين هذا منصوب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف حال لماذا؟ لأنه بعد المعرفة المحضة، (يعجبني الثمر فوق الأغصان) فوق/ محتمل الوجهين, يعجبني الثمر هذا غير معين ألْ هذه جنسية.
ولقد أمر على اللئيم يسبُّني ** فمضيت ثم تقلت لا يعنني


أل الجنسية تصير الكلمة في معنى النكرة (رأيت ثمرة يانعة فوق الأغصان) محتملة وجهين وجاء بعد النكرة غير المحض {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ} [الأنفال: 42] {وَالرَّكْبُ} مبتدأ {أَسْفَلَ} منصوب على الظرفية متعلق محذوف خبر {وَالرَّكْبُ} مبتدأ {أَسْفَلَ} متعلق بمحذوف خبر {وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [الأنبياء: 19]، {وَمَنْ عِندَهُ}، {عِندَهُ}
وعند فيها النصب يستمر
متعلق بمحذوف، إيش تقديره؟ استقرَّ, "ومن استقر عنده لا يستكبرون " (زيدٌ عنده مالٌ) زيدٌ/ مبتدأ وعند/ منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر مالٌ/ لا, إذا عرفت عنده أنه خبر تعين الكل فاعلاً أي نعم أو عنده متعلق وهذا خبر مقدم ومالٌ/ هذا أي مبتدأ مؤخر (عندك زيدٌ) عندك زيدٌ على رأي البصريين يجب أن يكون عند خبر مقدم وزيدٌ مبتدى مؤخر، وعند الأخفش والكوفيين يجوز الوجهان.
ونقف على هذا.