الإملاء المختصر في شرح غريب السير

تفسير غريب قصيدة الحارث بن هشام
(وقوله) : ألا يا لقومي للصبابة والهجر، الصبابة رقة الشوق، والجود الكثير، يقال جادت السماء تجود جوداً إذا كثر مطرها، والفريد المنثور وهي قطع الذهب، والسلك لخيط

(1/176)


الذي ينظم فيه، والشمائل والخلائق جمع خليقة وهي الطبيعة، وندام جمع نديم مثل كريم وكرام، وغمر واسع الخلق، ويقال رجل غمر الخلق إذا كان واسعها حسنها، والسبل جمع سبيل وهي الطريق، (وقوله) : ثائراً. معناه آخذ بثأرك من القوم، وأراد بثائر هاهنا ذا ثأر كما يقال: رجل لابن ورامح أي ذو لبن وذو رمح، والوسيطة الأتباع، ومن ليس من خالص القوم، والصميم الخالصون في أنسابهم، (وقوله) : ذببوا، معناه ادفعوا وامنعوا، والأواسي هنا جمع أسية، وهو ما أسس عليه البناء، والأواسي أيضاً الدعائم والسراري. (وقوله) : آل غالب، لم يصرف غالب هنا لأنه جعله اسم القبيلة، وتوازروا معناه تعاونوا، (وقوله) : في التأسي أي في الاقتداء، يقال تأسيت بفلان إذا اقتديت به، (وقوله) : أن تثأروا بأخيكم، معناه أن تأخذوا بثأره، (وقوله) : بمطردات، يعني سيوفاً مهتزات والوميض ضوء البرق والهام الرؤوس والأثر وشي السيف وفرنده، وقد تقدم والذر صغار النمل، والخزر جمع أخزر وهو الذي ينظر بمؤخر عينيه كبراً وعجباً.

(1/177)


تفسير غريب قصيدة علي بن أبي طالب رضي الله عنه
(وقوله) : ألم تر أن الله أبلى رسوله، أي منَّ عليه وأنعم وصنع له صنعاً حسناً. قال زهير: فأبلاهما خير البلاء الذي يبلو وقوله: فزاغت قلوبهم معناه مالت عن الحق، والخبل الفساد، والخبل أيضاً قطع بعض الأعضاء.
(وقوله) : بيض خفافٌ، يعني السيوف، وعصوا بها أي ضربوا بها، يقاتل عصيت بالسيف إذا ضربت به، وقد يقال فيه: عصوت أيضاً، كما يقال في العصا. (وقوله) : حادثوها، معناه تعهدوها، والناشئ الصغير، والحفيظة الغضب، والإسبال الإرسال يقال أسيل دمعه إذا أرسله، والرشاش المطر الضعيف والوبل المطر الشديد فاستعارها هنا للدمع والمسلبة المرأة التي تلبس الحداد ونهي الثياب السود، وحرّى محترقة الجوف من الحزن، والثكل الفقد، (وقوله) : مرمة، معناه ضعيفة من الرمق وهو الشيء اليسير الضعيف، والشغب التشغيب.

(1/178)


تفسير غريب قصيدة الحارث بن هشام

(وقوله) : مصاليت بيض من ذؤابة غالب، المصاليت الشجعان، (وقوله) : من ذؤابة غالب، أي من أعالي غالب، ومطاعين جمع مطعان، وهو الذي يكثر الطعن في الحرب والهيجاء الحرب، ومطاعيم جمع مطعام وهو الذي يكثر الإطعام، والمحل القحط والجدب، والنازح البعيد، وبطانة الرجل خاصته وأصحاب سره، والخبل الفساد وقد تقدم، والشتيت المفترق والمعترون الزائرون من رواه المقترين فمعناه الفقراء، والثكل الفقد وقد تقدم، والأطام جمع أطم وهو الحصن، وذبولا أي امنعوا وادفعوا وقد تقدم، والتبل العداوة وطلب الثأر والسابغات الدروع الكاملة.

تفسير غريب قصيدة ضرار بن الخطاب
(وقوله) : وتردي بنا الجرد العناجيج وسطكم، وتردي معناه تسرع، والجرد الخيل العتاق القصيرات الشعر، والعناجيج جمع عنجوج وهو الطويل السريع.
والثائر الطالب لثأره والزوافر جمع زافرة وهي الحاملة للثقل، وتعصب معناه

(1/179)


تجتمع عصائب والساهر الذي لا ينام، (وقوله) : مائر، معناه سائل، يقال مار يمور إذا سال، والجد هنا السعد والبخت، واللأواء الشدة، ونتجت معناه ولدت، والمعرك موضع تعارك الفرسان في الحرب.

تفسير غريب أبيات قصيدة كعب بن مالك
(وقوله) : له معقل منهم عزيز وناصر، المتعقل هو الموضع الممتنع، والماذي الدروع البيض اللينة، والنقع الغبار، وثائر معناه مرتفع، ومستبسل أي موطن نفسه على الموت، والمقاييس جمع مقياس وهي القطعة من النار، (وقوله) : يزهاها أي يستخفها ويحركها، ومن رواه يزهيها، فهو كذلك أيضاً، وأبدنا أي أهلكنا، (وقوله) : عائر، أي ساقط ون رواه عافر بالفاء فهو الذي لصق بالعفر وهو التراب، يلظى معناه تلهب، وشب معناه أوقد، وزبر الحديد قطعه، وكان الأصل أن يقول بزبر الحديد بفتح الباء، إلا أنه سكن الباء ضرورة،

(1/180)


(وقوله) : ساجر، أي موقد، يقال سجرت التنور إذا أوقدته ناراً، وحمه الله أي قدره.

تفسير غريب أبيات عبد اله بن الزِّبعْرَي
(قوله) : وابني ربِيعةَ خير خصمٍ فِئَامِ. الفِئامُ الجماعاتُ مِنَ النَّاس، والفَيَّاضُ الكَثِيرُ الإِعْطاء، والمرة القوة والشدة. (وقوله) : رمحاً تميماً. والأوصام العيوب واحدها وصمٌ، والمآثر جمع مأثرة وهي ما يتحدث به عن الرجل من خير وفعل حسن، والإعوال رفع الصوت بالبكاء، والشجو الحزن.

تفسير غريب أبيات حسَّان
42ظ. (قوله) بدم يعلُّ غروبها سجَّامُ. يعلُّ معناه يكرِّرُ، وهو مأخوذٌ من العللِ وهو الشُّرب، والغروب جمع غرب وهو مجرى الدمع هنا. (وقوله) : سجَّامٌ. أي سائلٌ. يقالُ: سجم المطر والدَّمع إذا سالا. والتَّتابع والتَّتايع بالباء والياء واحد، وبعضم يجعل التتايع بالياء في الشّر لا غي، والماجد

(1/181)


الشَّريفُ، ويولي معناه يحلفُ. والكهامُ الضَّعيف، ويقال: سيف كهام إذا لا يقطعُ.

تفسير غريب قصيدة حسان
(قوله) : تبلت فؤادي في المنام خريدةٌ. تبلت معناه أسقمت، يقال تبلهُ الحبُّ إذا أسقمهُ. والخريدة الجارية الحييَّةُ النَّاعمةُ. والعاتقُ بالقاف الخمر القديمةُ، ومنْ رواه بالكاف فهو أيضاً الخمرُ القديمةُ التي احمرَّت، والقوسُ إذا قدمت واحمرَّرت قيل لها عاتكةً، وبه سمَّيت المرأةُ، والمدامُ اسمٌ من أسماء الخمر. (وقوله) : نفج، من رواه بالجيم فمعناه مرتفعةٌ، ومن رواه بالحاء المهملة فمعناه متسعة الحقيبة، والأوَّل أحسنُ، والحقيبة ما يجعله الرَّاكب وراءه، فاستعاره ها هنا لردف المرأة، والبوص الرِّدف، ومتنضِّدٌ معناه علا بعضه بعضاً، من قولك نضدت المتاع، إذا جعلت بعضه فوق بعض. (وقوله) : بلهاء. معناه غافلة. ووشيكة سريعة، ولأقسام جمع قسمٍ وهو اليمين، ومن قال الإقسام بكسر الهمزة فإنَّه أراد المصدر، والقطنث ما بين الوركين إلى بعض الظَّهر. (وقوله) : أجمُّ. معناه ممتلئٌ باللحم غائبُ. ولامداكُ الجرُ الَّذي يسحق عليه الطّيب، والخربةُ اللينة الحسنةُ القوام وأصل الخرعبه الغصن الناعم. (وقوله) :

(1/182)


توزعني. معناه تغريني وتولعني، والضَّريح شقُّ القبر يقال ضرح الأرض إذا شقها. (وقوله) : ومن رواه غمرةه بالعين المعجمة، فالغمر الكثير، والمعتكر الإبل التي يرجع بعضها على بعض، فلا يمكن عدُّها لكثرتها، والأصرام جمع صرم وصرمٌ جمعُ صرمة وهي القطعة من الإبل. والطِّمرَّةُ الفرس الكثيرةُ الجريِ، والعناجيج جمع عنجوجٍ وقد تقدَّم تفسيرهُ، والدَّموك بالدال المهملة البكرة بآلتها. (وقوله) : بمحصد. أي حبلٌ شديد الفتل. والرِّجام حجرٌ يربطُ في الدَّلو ليكون أسرعَ لها عند إرسالها في البئر. أنَّها ملأتها جرياً. وارمدَّت وارقدَّت معناهما جميعاً أسرعت. وقال بعض الُّلغوِّيين الارقدادُ السُّرعة بعد نفورٍ. وثوى أقام، ويشبُّ معناه43و. يوقدُ، والسَّعيرُ النَّارُ الملتهبةُ، والضِّرامُ ما توقد به النار، ودسنهُ وطئنه ودرسنه، الحوامي جمع حامية وهي جانب الحافر. ومجدَّل صريعٌ على الأرض واسم الأرض الجدالة، والشوامخ الأعالي، والأعلام، والأعلام جمع علمٍ وهو الجبل العالي.

(1/183)


والهمام السَّيِّد الَّذي إذا همَّ بأمرٍ فعلهُ. والقصار هنا الَّذين قصر سعيهم عن طلب المكارم ولم يرد به قصار القدود. والسَّميدعُ السيِّد. والغمام السَّحاب.
(وقول) الحارث بن هشام في شعره: بأشقر مزبد. الأشقر المزبد يعني به الدّم. (وقوله) : لأنَّه أقذع فيها. أقذع معناه أفحش. والقذع الكلام الفاحش.

تفسير غريب أبيات حسَّان
(قوله) : بأنَّا حين تشتجر العوالي. تشتجر معناه تختلط وتشتبك. والعوالي أعالي الرماح. (وقوله) : في مضاعفة الحديد. يعني الدُّروعَ التي ضوعف نسجها. (وقوله) : وقرَّبها حكيمٌ. من رواه بالقاف فهو من باب التقريب وهو فوق المشي ودون الجري، ومن رواه بالفاء، فهو من الفرار وهو معلومٌ، وتخطر معناه تهتزُّ أجهز على الجريح إذا أسرع قتله، والوريد عرق الوريد في صفحة العنق. والتليد معناه القديم.