الإملاء
المختصر في شرح غريب السير تفسير غريب أبيات
هند بنت أثاثة
(قولها) : لقد ضمن الصفراء مجداً وسؤدداً. الصفراء هنا موضع بين مكة
والمدينة. والمجد الشرف، والسؤدد السيادة، والحلم العقل، وأصيل معناه هنا
ثابت. واللب العقل أيضاً. والأشعث المتغير، والجذل بالجيم والذال المعجمة
أصل الشجرة، والأبرام جمع برم وهو الذي لا يدخل مع القوم في الميسر لبخله،
والمحل القحط، والزفزف بالزاي الريح الشديدة السريعة المرور، والتشبيب
إيقاد النار تحت القدر ونحوها. وأزبدت معناه رمت بزبدها وهي رغوة غليانها،
ويذكيهن
(1/207)
أي يوقدهن، والجزل الغليظ، والمستنبح الرجل
الذي يضل بالليل فينبح لتسمعه الكلام فتنبح، فيعلم بذلك موضع العمران
فيقصده. والرسل اللبن وهو بكسر الراء لا غير.
تفسير غريب أبيات قتيلة
(قولها) : يا راكباً إن الأثيل مظنة. الأثيل هنا موضع، وهو تصغير أثل،
والأثل شجر يقال له الطرفاء. ومظنة أي موضع إيقاع الظن، والنجائب الإبل
الكرام، وتخفق أي تسرع، والعبرة الدمعة، ومسفوحة معناه جارية. والواكف
السائل، والضنء الأصل. يقال: هو كريم الضنء. أي الأصل. والمعرق الكريم
ومننت أي أنعمت، والمن النعمة. ومن رواه صفحت فمعناه عفوت، والصفح العفو.
والمحنق الشديد الغيظ، وتنوشه تتناوله. وتشقق معناه تقطع. والقسر بالسين
المهملة القهر والغلبة، والرسف المشي الثقيل كمشي المقيد ونحوه يقال: هو
يرسف في قيوده إذا مشى فيها. والعاني الأسير. وقوله: وأفدى في إقامته تلك
جل الأسارى. قال ابن إسحاق في حاشية كتاب أبي علي الغساني: أفدى وفادى
وفدى. فأما أفدى فأخذ مالاً وأعطى رجلاً. وأما فادى فأخذ رجلاً وأعطى
رجلاً. وأما فدى فأعطى مالاً وأخذ رجلاً.
انتهى الجزء العاشر بحمد الله تعالى وحسن عونه وصلى الله على محمد وآله.
(1/208)
بسم الله الرحمن
الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً
الجزء الحادي عشر
(قوله) : ورجع فل قريش. الفل القوم المنهزمون. (وقوله) : وصاحب كنزهم. يعني
بالكنز هنا، المال الذي كانوا يجمعونه لنوائبهم وما يعرض لهم. (وقوله) :
فقراه أي صنع لهم قرىً، وهو طعام الضيف. (وقوله) : وبطن له من خبر الناس.
أي علم له من سرهم، ومنه بطانة الرجل، وهم خاصته وأصحاب سره، والعريض اسم
موضع، ويروى العريص بالصاد المهملة أيضاً، والأصوار جمع صور، وهي الجماعة
من النخل، (وقوله) : ونذر بهم الناس. أي علم، يقال نذرت بالقوم إذا علمت
بهم فاستعددت لهم. وقرقرة الكدر، موضع. والنجاة السرعة، والسويق هو أن تحمص
الحنطة أو الشعير أو نحو ذلك ثم تطحن ثم يسافر بها وقد تمزج باللبن والعسل
والسمن تلت به، فإن لم يكن شيء من ذلك مزج بالماء.
(1/209)
تفسير أبيات أبي
سفيان بن حرب
(قوله) : إني تخيرت المدينة واحداً. أراد من المدينة، فحذف حرف الجر وأوصل
الفعل. (وقوله) : ولم أتلوم. أي لم أدخل فيما لأم عليه، والكميت هنا من
أسماء الخمر، وكذلك المدامة. (وقوله) : سلام بن مشكم. يقال إنه أراد أن
يقول: سلام بتشديد اللام لكنه خففه لضرورة الشعر. ولم يذكر الدارقطني
سلاماً بالتخفيف إلا في عبد الله بن سلام وحده، ومشكم مأخوذ من الشكم وهو
الجزاء والثواب. (وقوله) : لأفرحه. معناه لأثقله وأشق عليه، يقال أفرحه
الدين إذا أثقله، وسر القوم خالصهم في النسب. والصريح الخالص أيضاً.
والشماطيط المختلطون من قبائل شتى، ومنه الشمط وهو اختلاط بياض الشعر
بسواده. وجرهم قبيلة قديمة. (وقوله) : ساغباً الساغب الجائع المعيي، ومن
رواه شاعباً فهو من التفرق. ومن رواه ساعياً فهو من السعي وهو معلوم.
والخلة هنا الحاجة والفقر. (وقوله) : وهي غزوة ذي أمرٍ. ذو أمر موضع.
(1/210)
والجلب كل ما يجلب للأسواق ليباع فيها من
إبل وغنم وغيرهما، والظلل جمع ظلة وهي السحابة في الأصل، فاستعارها هنا
لتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السواد حين اشتد غضبه، ويروى
ظلالاً أيضاً، والحاسر الذي لا درع له هنا. والدارع الذي عليه درع، وتشبث
معناه أمسك. (وقوله) : يقال له فرات بن حيان. يروى هنا حيان وحبان، وحيان
بالياء المثناة النقط أشهر فيه. (وقوله) : يؤنب قريشاً. معناه يلومهم.
تفسير غريب أبيات حسان
(قوله) : دعوا فلجات الشام قد حال دونها. الفلجات الأنهار الصغار. والجلاد
المجالدة في الحرب. والمخاض الإبل الحوامل. والأوارك التي ترعى الأراك وهو
شجر، والغور المنخفض من الأرض، وعالج موضع به رمل كثير. (وقوله) : وعنده
عاتكة بنت أبي العيص. كذا وقع هنا ورواه الخشني بنت أبي العاصي، والصواب
بنت أبي العيص.
تفسير غريب أبيات كعب بن الأشرف
(قوله) : طحنت رحى بدرٍ لمهلك أهله. رحى الحرب
(1/211)
معظمها ومجتمع القتال منها، وتستهل تسيل
بالدمع، يقال: استهل المطر والدمع إذا سالا. وسراة القوم خيارهم. والحياض
جمع حوض، والماجد الشريف. والبهجة حسن الظاهر. والضيع جمع ضائع وهو الفقير.
(وقوله) : طلق اليدين. يعني كثير المعروف. (وقوله) : أخلفت أي لم يكن معها
مطر، على ما كانت العرب تنسب إلى هذه الكواكب. (وقوله) : يربع. أي يأخذ
الربع، يقال: ربع الرجل، إذا كان رئيساً، وكان الرئيس يأخذ الربع من
الغنيمة في الجاهلية. ويتصدع يتشقق، وأثر الحديث أي حدث به فأشاعه. (وقوله)
: وجدعوا. أي قطعت آنافهم، وأراد به هنا ذهب عزهم، ومن رواه جزعوا بالزاي
فمعناه أخيفوا وأحزنوا. وتبع ملك من ملوك اليمن. الأروع الذي يروع بحسنه
وجماله.
تفسير غريب أبيات حسان
(قوله) : أبكي كعب ثم عل بعبرة. عل أي كرر عليه، مأخوذ من العلل وهو الشرب
بعد الشرب. والعبرة الدمعة. ومجدع مقطوع الأنف، وتسح تصب الدمع. يقال: سح
المطر والدمع إذا جريا. والواضع اللئيم، ويعني بالسيد هنا النبي عليه
السلام.
(1/212)
(وقوله) : شعف. من رواه بالعين المهملة،
فمعناه محترق ملتهب. ومن رواه بالغين المعجمة فمعناه بلغ الحزن إلى شغاف
قلبه. والشغاف حجاب القلب، ويتصدع أي يتشقق. (وقوله) : من بني مريد. يروى
هنا مريد ومريد بفتح الراء وكسرها، ومريد بفتحها هو الصواب.
تفسير غريب أبيات ميمونة بنت عبد الله
(قولها) : تحنن هذا العبد كل تحنن. من رواه بالنون فهو الحنان، وهو الرحمة
والرقة، ومن رواه بالياء فهو من الحين، وهو الهلاك. والناصب هنا المعيي،
وعلت به أي كررت، وضرجوا أي لطخوا، تقول: ضجرته بالدم إذا لطخته به.
والأخشبان جبلان بمكة، وجمعهما هنا مع ما حولهما. (وقوله) : مجرهم من رواه
بالجيم فهو من الجر، ومن رواه بالحاء المهملة والزاي، فهو من الخز بالسيوف
وهو القطع بها.
تفسير غريب أبيات كعب بن الأشرف
(قوله) : ألا فازجروا منكم سفيهاً (لتسلموا) إنما ذكر السفيه هنا مذكراً في
اللفظ، وهو يريد به المرأة التي أجابها، لأنه حمل ذلك على معنى. الشخص،
والشخص مذكر
(1/213)
يقع على الذكر والأنثى. والعبرة الدمعة وقد
تقدم، والمآثر ما يتحدث به من الأفعال الحسنة. والمجد الشرف. والجباجب
منازل مكة. ومريد قبيلة من طيء. (وقوله) : فاجتالت. من رواه بالجيم فمعناه
تحركت، يقال: جال الشيء يجول إذا تحرك ذاهباً وراجعاً، ومن رواه بالحاء
المهملة فمعناه تغيرت، يقال: حال الربع والمكان إذا تغيرا. ومن رواه بالخاء
المعجمة فهو من الخيلاء وهو الإعجاب والزهو. (وقوله) : وجوه الثعالب. وهو
منصوب على الذم. وتجذ بالذال والدال، معناهما جميعاً تقطع، وجعدر قبيلة وهي
مريد بعينها. وقوله: فشبب بنساء المسلمين، أي تغزل فيهن وذكرهن في شعره،
والسبل جمع سبيل وهو الطريق. (وقوله) : وجهدت الأنفس. أي بلغ منها الجهد
وهو المشقة، والحلقة هنا السلاح كله، وأصله في الدروع، ثم سمي السلاح كله
حلقة. (وقوله) : إلى شعب العجوز. الشعب الفرجة بين جبلين. (وقوله) : شام
يده في فود رأسه. معناه أدخل يده في شعره. يقال: شمت السيف إذا أغمدته وإذا
سللته، وهو من الأضداد وفود الرأس الشعر الذي إلى جانب الأذن. والمغول
بالغين المعجمة هو السكين الذي يكون غمده في السوط،
(1/214)
والثنة ما بين السرة والعانة. (وقوله) :
أسندنا معناه ارتفعنا. والحرة أرض فيها حجارة سود. والعريض موضع. (وقوله) :
ونزفه الدم. معناه أضعفه بكثرة سيلانه، وتفل بالتاء المثناة النقط معناه
بصق.
تفسير غريب أبيات كعب بن مالك
(قوله) : فغودر منهم كعب صريعاً. غودر أي ترك، والنضير قبيلة من يهود
المدينة. (وقوله) : مشهرة. يعني سيوفاً مجردة من أغمادها.
تفسير غريب أبيات حسان
(قوله) : لله در عصابة لاقيتهم. العصابة الجماعة، ويسرون أي يسيرون ليلاً.
والبيض الخفاف هي السيوف. ومرح. بضم الميم والراء جمع مرح، وهو النشيط. ومن
رواه بفتحها فإنه أراد المصدر. (وقوله) : في عرين مغرف. والعرين جمع عرينة
وهي موضع الأسد، ومغرف أي ملتف الشجر. وذفف أي سريعة القتل، يقال: ذففت على
الجريح إذا أسرعت قتله. والمجحف الذي يذهب بالنفوس والأموال.
(1/215)
تفسير غريب أبيات
محيصة
(قوله) : لطبقت ذفراه بأبيض قاضب. طبقت معناه قطعت وأصبت المفصل. والذفري
عظم ناتيء خلف الأذن. (وقوله) : بأبيض، يعني سيفاً. والقاضب القاطع، ومنه
اشتقاق القضيب لأنه قضب أي قطع. والحسام القاطع أيضاً. (وقوله) : أصوبه.
معناه أميله للضرب به، وبصرى مدينة بالشام، ومأرب موضع باليمن. (وقوله) :
وتركم. أي ظلمكم، يقال: وترت الرجل إذا ظلمته. (وقوله) : بأحابيشها.
الأحابيش من اجتمع إليها وانضم من غيرها، والأحابيش أيضاً أحياء من القارة
تحبشوا أي اجتمعوا فسموا الأحابيش بذلك. والقارة قبيلة. وتهامة ما انخفض من
أرض الحجاز. (وقوله) : أن أظاهر عليه. معناه أن أعاون عليه والظهير المعين
الذي يعينك على الشيء. (وقول) أبي عزة في رجزه: أيا بني عبد مناة الرزام.
الرزام جمع رازم وهو الذي يثبت ولا يبرح من مكانه، يريد انهم يثبتون في
الحرب ولا ينهزمون، يقال: رزم البعير، إذا ثبت بمكانه ولم يقدر أن يبرح
إعياء. (وقول) : مسافع بن عبد مناف في رجزه: يا مال مال الحسب المقدم.
(قوله) :
(1/216)
يا مال. أراد يا مالك، فحذف الكاف للترخيم.
(وقوله) : مال الحسب. هو منصوب لأنه بدل من الأول وهو أيضاً مرخم، وإن كان
مضافاً للضرورة، وهو كقول الآخر:
خذوا حظكم يا آل عكرم واذكروا. البيت، أراد عكرمة فرخمه، وإن كان مضافاً:
وهذا النوع قليل. والحسب الشرف، وأنشد أذكر. وذو التذمم هو الذي له ذمام أي
عهد. (وقوله) : ذو رحم. أي ذو قرابة. (وقوله) : ومن لم يرحم. من رواه بفتح
الحاؤء فهو من الرحمة، ومن رواه بضمها فهو من الرحم وهي القرآبة. والحلف
العهد، والبلد المحرم يعني مكة، والحطيم ما بين الحجر إلى ميزاب الكعبة.
(وقوله) : وخرجوا معهم بالظغن. الظغن هنا النساء، وأصل الظغن الهوادج،
فسميت النساء بها. والححفيظة الأنفة والغضب تقول: أحفظت الرجل إذا أغضبته.
وقال بعض اللغويين: الحفيظة الغضب في الحرب خاصة. (وقول) هند: ويها. هي
كلمة معناها الإغراء والتحضيض. واللأمة الدرع، وربما سمي السلاح كله لأمة.
(وقوله) : فذب فرس بذنبه. يريد أنه حرك ذنبه ليطير الذباب عنه، والكلاب
(1/217)
والكلب مسمار يكون في قائم السيف، وقيل هي
الحلقة التي تكون في مسمار قائم السيف. (وقوله) : ولا يعتاف. أي لا يتطير.
فيقال: عفت الطير إذا وتطيرت بها. (وقوله) : شم سيفك. أي أغمده، وقد يكون
بمعنى جرده في غير هذا الموضع، وهو من الأضداد. (وقوله) : وقد تمرحت قريش
الظهر والكراع في زروع كانت بالصمعة الظهر الإبل والكراع الخيل، والصمعة
اسم موضع. ويروى هنا بالعين والغبن. وبنو قيلة هم الأوس والخزرج، وقيلة اسم
أم من أمهات الأنصار، فنسبت الأكنصار إليها. (وقوله) : انضح الخيل، أي
ادفعهم عنا. تقول: نضجت عن عرض فلان إذا دفعت عنه. (وقوله) : وظاهر رسول
الله صلى الله عليه وسلم بين درعين. معناه لبس درعاً فوق درع، وجنبوها أي
قادوها والجنيب الفرس الذي يقاد. (وقوله) : يختال عند الحرب. هو من الخيلاء
وهو التبختر والزهو. (وقوله) : ثم راضخهم بالحجارة. من رواه بالخاء المعجمة
فمعناه راماهم، وأصل المراضخة الرمي بالسهام، فاستعاره هنا للحجارة، ومن
رواه بالحاء المهملة، فمعناه كذلك أيضاً، إلا أنه بالخاء المعجمة أشهر.
(وقوله) : وتوعدوه.
(1/218)
ويروى وتواعدوه، معناهما جميعاً هددوه، من
الوعيد وهو التهديد. (وقول) هند بنت عتبة في رجزها: ويها بني عبد الدار.
ويها كلمة معناها الإغراء، وقد تقدم. (وقولها) : حماة الأدبار. يريد الذين
يحمون أعقاب الناس. والبتار السيف القاطع، تقول: بترت الشيء إذا قطعته.
(وقولها) أيضاً في الرجز الآخر: ونفرش النمارق. النمارق جمع نمرقة وهي
الوسادة الصغيرة. والوامق المحب. (وقوله) : وكان شعار أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم. الشعار هنا علامة ينادون بها في الحرب ليعرف بعضهم بعضاً.
(وقوله) : أمعن. معناه أبعد. (وقول) أبي دجانة في رجزه ونحن بالسفح لدى
النخيل. السفح جانب الجبل، والكيول بالتشديد والتخفيف، آخر الصفوف في
الحرب، قال ابن سراج: من رواه بالتخفيف فهو من قولهم كال الزند إذا نقص.
(وقوله) : يحمس الناس. من رواه بالسين المهملة فمعناه يشدهم ويشجعهم، مأخوذ
من الحماسة وهي الشجاعة، ومن رواه بالشين المعجمة، فمعناه يحضهم ويهيج
غضبهم. يقال: حمشت الرجل وأحمشته إذا أغضبته. (وقوله) : فصمدت له. معناه
قصدت، وقال المفسرون الصمد الذي يصمد إليه
(1/219)
الحوائج أي يقصد، (وقوله) : ولول. يقال:
ولولت المرأة إذا قالت: يا ويلها. هذا قول أكثر اللغويين.
وقال ابن دريد: الولولة رفع المرأة صوتها في
فرح أو حزن. (وقوله) : يهد الناس. من رواه بالذال المعجمة، فمعناه
يسرع في قطع لحوم الناس بسيفه، ومن رواه بالدال غير معجمة، فمعناه يهدمهم
ويهلكهم. (وقوله) : ما يليق شيئاً. أي ما يبقى. يقال ما ألاق شيئاً، أي ما
أبقاه، والأوراق من الجمال هو الذي لونه بين الغبرة والسواد. (وقوله) :
وحدثني عبد الله بن الفضل لبن عباس يروى هنا ابن عباس وابن عياش، وهو غلط،
والصواب ابن عباس بالباء والسين المهملة. (وقوله) : فأدركنا مع الناس.
معناه جزنا في غرونا الدروب وهي مواضع حاجزة بين بلاد العجم والإسلام، ومنه
قول امرئ القيس: بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه، البيت. (وقوله) : بذي طوى.
وهو واد بمكة، فأما طوى بضم الطاء فهو بالشام. (وقوله) : أخذته بعرضتك. من
رواه هكذا، فالعرضة الجلد الذي يكون فيه الصبي إذا أرضع ويربى فيه. ومن
رواه بعرصتك بالصاد المهملة فمعناه أنه رفع إليها بالثوب الذي كان تحته،
ومنه
(1/220)
عرصة الدار وهي ما يقع عليه البناء وقال
بعضهم: العرصة وسط الدار. ومن رواه بعرضيك، فمعناه بجانبيك. وعرض الشيء بضم
العين جانباه. (وقوله) : كأنما أخطأ رأسه. وقال ابن سراج: المعنى كأن الأمر
والشأن ما أخطأ رأسه. وما نافية والنون في كأن منفصلة عن ما. قال الشيخ
الفقيه أبو در رضي الله عنه: وقد يجوز عندي أن تكون ما متصلة بكأن، ويكون
المعنى فكأنه أخطأ رأسه أي لسرعة الصوت والقطع، كأن السيف لم يصادف ما
يرده. (وقوله) : فوقعت في ثنته. الثنة ما بين أسفل البطن إلى العانة.
(وقوله) : ينوء. معناه ينهض متثاقلاً والقصم. بالقاف: الكسر الذي يبان به
بعض الشيء من بعضه. والفصم بالفاء الكسر الذي لا يبان به بعض الشيء من بعض.
(وقوله) : يشعره سهماً. أي يصيبه به في جسده فيصير له مثل الشعار. والشعار
ما ولي الجسم من الثياب. (وقول) عثمان بن أبي طلحة في رجزه: أن يخضبوا
الصعدة أو تندقاً. الصعدة هنا القناة. (وقوله) : حين سمع الهاتفة. يعني
الصيحة ويروى الهائعة، مأخوذ من الهياع وهو الصياح، وقد فسره ابن هشام.
(وقول)
(1/221)
الطرماح في بيته: إذا جعلت خور الرجال
تهيع. والخور جمع اخور وهو الضعيف الجبان مأخوذ من الخور وهو الضعف.
تفسير غريب أبيات أبي سفيان
(قوله) : ولو شئت نجتني كميت طمرة. الطمرة
الفرس السريعة الوثب، (وقوله) : مزجر الكلب. يريدي أنه لم يبعد منهم
إلا بمقدار الموضع الذي يزجر الكلب فيه. (وقوله) : دنت لغروب. يعني الشمس،
وغنما أضمرها ولم يتقدم لها ذكر لأن الغدوة دلت عليها كما قال تعالى: حتى
توارت بالحجاب. ولم يتقدم للشمس ذكر لكن العشي دل عليها. والصليب الشديد.
(وقوله) : ولا ترعي. أي لا تحفظي ومن رواه تراعى بضم التاء فمعناه لا تبقى،
يقال ما أرعى فلان على فلان، أي ما أبقى عليه. والعبرة الدمعة، والنحيب
البكاء بصوت. والقرم الفحل الكريم من الإبل، وعني به ها هنا حمزة رضي الله
عنه، والمصعب الفحل من الإبل أيضاً، والهيجاء الحرب. والشجا الحزن. والندوب
جمع ندب، وهو أثر الجرح. والجلابيب جمع جلباب، وهو الإرز الخشن هاهنا، وكان
(1/222)
مشركو أهل مكة يسمون من اسلم مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم الجلابيب يلقبونهم بذلك. وأودى هلك. والخدب بالخاء
المعجمة والدال المهملة الطعن النافذ إلى الجوف. والمعبط الذي يسيل دمه،
والكئيب الحزين، ومن رواه كبيب بالباء، فمعناه مكبوب على وجهه، والخطة هنا
الخصلة الرفيعة. والضريب الشبيه.
تفسير غريب أبيات حسان
(قوله) : ذكرت القروم الصيد من آل هاشم. القروم الفحول من الإبل، ويستعار
للكرام من الناس، والصيد الملوك المتكبرين. وأقصدت أصبت يقال: رماه فأقصده
إذا أصابه، والنجيب الكريم، والعضب السيف القاطع، والخضيب هنا الدم. (وقول)
ابن شعوب في شعره: لألفيت يوم النعف غير مجيب. النعف أسفل الجبل. (وقوله) :
قرقرت ضباع. أي أسرعت وخفت لأكله. والضباع جمع ضبع وهو ضرب من السباع.
والضراء الضارية المتعودة للصيد أو لأكل لحوم الناس. وكليب اسم الجماعة
الكلاب.
(1/223)
|