الإملاء
المختصر في شرح غريب السير بسم الله الرحمن
الرحيم
صلَّى الله على سيدنا ومولانا محمّد وعلى آله وسلَّم
الجزء الثالثَ عشرَ
(قوله) : من صدر الهدةَّ. يروى هنا لتخفيف الدال وتشديدها وهو اسم موضع،
قال ابن سراج أراد الهدأة فنقل الحركة، فهو مخفَّفٌ على هذا. (وقوله) :
استصرخوا بهم أي استغاثوا بهم واستعانوا بهم عليهم.
تفسير غريب رجز عاصم
(قوله) : ما علَّتي وأنا جلدٌ نابلٌ. النَّابل صاحبُ النَّبل. ومن رواه
بازل فمعناه قويُّ، وعنابل أي قويٌ شديدٌ. والمعابل جمع معبلةٍ وهو نصلٌ
عريضٌ طويلٌ. وحمَّ أي قدَّر. وآيلٌ معناه صائر يقال آل إلى كذا أي صار
إليه. وهابلٌ أي فاقدٌ، يقال هبلته أمُّه إذا فقدته.
(1/276)
تفسير غريب رجز
لعاصم أيضاً
(قوله) : أبو سليمان وريش المقعدِ. الرِّيشُ جمعُ ريشةٍ ومن رواه بفتح
الراء فإنَّه أراد المصدر، والمقعد هنا رجلٌ كان يريش النَّبل. والضَّالة
شجرةٌ تصنع منها القسيُّ والسِّهام وجمعها ضالٌ. والضالة هنا يعني بها
القوس. والنَّواجي بالجيم الإبل السريعة. ومن رواه أفرشت فمعناه أقلعت.
(وقوله) : ومجنأ يعني ترساً فيه انحناءٌ. والأجرد الأملس. (وقوله) : فمنعته
الدَّبرُ. الدَّبرُ اسمٌ لجماعة النَّحل. والقران الحبل الذي يقرن به
الأسير مع غيره والظَّهران موضعٌ. والقطف العنقود. (وقوله) : واقتلهم
بدداً. البدد بكسر الباء المتفرِّقون وهو بفتح الباء المصدر من معناه وأصله
من التَّبدُّد وهو التَّفرُّق وقول مهلهل في بيته. إن تحت الأحجار حدّاً
وليناً. معناه إنَّ فيه حداً لأعدائه وليناً لأوليائه، ويروى حزماً وجوداً
بدل قوله حدّاً وليناً. وقوله ألدّ ذا معلاق، الألدُّ الشديد الخصومة.
(وقوله) : ذا مغلاق. من رواه بالعين المهملة فمعناه أنه يتعلق بحجة خصمه.
ومن رواه بالغين المعجمة فمعناه أنه يغلق الكلام على خصمه فلا يقدر
(1/277)
أن يتكلم معه. (وقول) الطّرماح بن حكيم في
بيته: يوفي على جذم الجذول كأنَّه. يوفي أي يشرف، والجذم القطعة من الشيء
وقد يكون الأصل أيضاً، والجذول الأصول واحدها جذلٌ. (وقوله) : أبرَّ. أي
زاد وظهر عليهم. ومن رواه أبنَّ بالنون فمعناه أقام ولم يسأم الخصومة، يقال
أبن فلان بالمكان إذا أقام به. (وقوله) : يوفي على جذم الجذول، يعني
الحرباء وهي دويبة تصعد على أعلى الشجر وتدور مع الشمس حيث ما دارت. (وقول)
يزيد بن ربيعة في بيته: من قبل بردٍ كنت هامة. الهامة هنا الطائر الَّذي
تزعم العرب أنَّه يخرج من قبر الميِّت.
تفسير غريب قصيدة خبيب رحمه الله
(قوله) : لقد جمَّع الأحزاب حولي وألَّبوا. ألَّبوا معناه جمعوا، يقال
ألَّبت القوم على فلان إذا جمعتهم عليه وحضضتهم. وأرصد معناه أعدَّ،
والأحزاب الجماعات. (وقوله) : بضَّعوا. أي قطَّعوه بضعاً. ويأس لغة في يئس،
والشِّلوُ البقَّيةُ. والممزع
(1/278)
المقطَّع. (وقوله) : هملت عيناي، أي سال
دمعهما، والجحم الملتهب المتَّقد. ومنه سمِّيت الجحيم. ومتلفِّع أي مشتمل
يقال تلفع بثوبه إذا اشتمل به. (وقوله) : ما أرجو. هنا بمعنى أخاف وهي لغة.
وقال بعض المفسِّرين في في قوله تعالى: ما لكمْ لا ترحونَ لله وقارا. أي لا
تخافون. والتَّخشُّعُّ التَّذلُّل.
تفسير غريب أبات حسَّان
(قوله) : ما بال عينك لا ترقى مدامعها. أي لا تنقطع وأصله الهمز فسهَّله،
يقال رقأ الدَّمع والدَّم إذا انقطعا. والسَّحُّ الصَّبُّ. واللؤلؤ كبار
الجوهر. والقلق المتحرك الساقط. والفشل الجبان الضعيف القوة، والنزق
السَّيء الخلق. والرُّفق بضمِّ الراء والفاء جمع رفيق، وأوعث أي اشتدَّ
فساده، ووعثاء السَّفر شدَّته ومشقَّته. والرفق بفتح الفاء جمع رفقة بضم
الراء ورفقة بكسرها.
تفسير غريب أبيات لحسَّان أيضاً
(قوله) : يا عين جودي بدمع منك منسكب. أي سائل.
(1/279)
(وقوله) : لم يؤب. أي لم يرجع، والسَّجيَّة
الطَّبيعة، والحض الخالص وأراد به هنا خلص نسبه، والؤتشب المختلط،
والعلَّات المشقَّات. والعبرة الدَّمعة، ونصَّ أي رفع من النَّصِّ في
السَّير وهو أرفعه. والطَّيَّة ما انطوت عليه نيَّتك من الجهة التي تتوجَّه
إليها، والوعيد التَّهديد. وبنو كهينة قبيلةٌ، ولقحت أي ازداد شرُّها،
ومحلوبها يعني به لبنها. والصَّاب العلقم، وتمري أي تمسح لتدرَّ، والمعصوصب
هنا الجيش الكثير الشديد، والَّلجب الكثير الأصوات.
تفسير غريب أبيات لحسَّان أيضاً
(قوله) : لو كان في الدار قرم ماجد بطل. القرم الرجل السيِّد هنا، وأصله
الفحل من الإبل. الماجد الشريف. وبطلٌ أي شجاعٌ. وألوى أي شديد الخصومة.
والزعنفة الّذين ينتمون إلى القبائل ويكونون أتباعاً لهم، وأصل الزِّعنفة
الأطراف والأكارع التي تكون في الجلد، وعدس هنا قبيلة م بني تميم، (وقوله)
(1/280)
: أجلبوا. أي اجتمعوا وصاحوا.
تفسير غريب أبيات حسَّان أيضاً
(قوله) : شراه زهير بن الأغر وجامع. شرى هنا بمعنى باع وهو من الأضداد.
(وقوله) : لهاذماً. من رواه بالذال المعجمة فمعناه القطَّاع، يقال: سيف
لهذمٌ أي قاطع ومن رواه لهازماً بالزاي فيعني به الضعفاء والفقراء. وأصل
الَّلهزمتين مضيغتان تكونان في الحنك والواحدة لهزمة، والجميع لهازم،
فشبههم بها لحقارتها. (وقول) حسَّان في شعره أيضاً: إن سَّرك الغدر صرفاً
لا مزاج له. الصَّرف الخالص هنا.
تفسير غريب أبيات حسَّان أيضاً
(قوله) : سالت هذيل رسول الله فاحشة. أراد سألت، فخفف الهمزة يقال: سال
يسال بغير همزٍ، وهي لغةٌ، وأراد حسَّان أنَّ هذيلاً حين أرادت الإسلام،
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلَّ لهم الزِّنا فعيَّرهم بذلك
والحرب السَّلب، يقال: حرب
(1/281)
الرجل إذا سلب. والخلال هنا الحصال.
تفسير غريب قصيدة حسَّان أيضاً
(قوله) : لعمري لقد شانت هذيل بن مدرك. شانت
معناه قبحت وعابت. (وقوله) : صلوا ببقبيحها. أي أصابهم شرُّها،
وجرّاَمون أي كاسبون، والجرائم جمع جريمة وهي الذنب، وصميم القوم خالصهم في
النَّسب، والزمعان جمع زمع وهو الشعر الذي يكون فوق الرسغ من الدابة
وغيرها، ودبر معناه خلف. والقوادم هنا يعني بها اليدين لأنها تقدم الرجلين.
(وقوله) : بقتل الذي تحميه. يعني عاصم بن الأقلح الَّذي حمته النحل.
(وقوله) : دون الحرائم. يريد دون أن يمسَّه أحد الكفَّار، والأبابيل
الجماعات. يقال واحدها إيبل. والدُّبر اسم الحرب التي يقتل فيها. والمآتم
جماعة النساء يجتمعن في الخير والشر، وأراد به ها هنا أنهن يجتمعن في
مناحة، وأصله الهمز فخفف الهمزة وصيرها ألفاً لأن القوافي مؤسسة بالألف.
والصَّولة الشدة. والمواسم موسم الحج وغيرها من المواضع التي كانت العرب
تجتمع فيها. والفضاء المتسع من الأرض. والمخارم مسائل الماء
(1/282)
التي يخرمها السيل. والبوار الهلاك.
تفسير غريب قصيدة لحسَّان أيضاً
(قوله) : لحا الله لحياناً فليست دماؤهم. لحا معناه أضعفهم وبالغ في ضرِّهم
وهو من قولهم: لحوت العود إذا قشرته. (وقوله) : بذي الدَّبر. يعني عاصماً
المتقدم الذكر. واللفاء الشيء الحقير اليسير، ومنه قولهم اقنع من الوفاء
باللقاء. (وقوله) : فأفٍّ. هي كلمة تقال عند تعذر الشيء، والعفاء هنا
الدُّروس التغيُّر، وتعتزي أي تنتسب. ومن رواه تغتري فمعناه يغري بعضها
بعضاً ويحضُّه. (وقوله) : أذعر. أي أفزع والذُّعر الفزع. والغادي المبكر.
والجهام السَّحاب الرقيق. والإفاء هنا الغنيمة، من قولك أفاء الله على
المسلمين، والجداء جمع جدي، ودفاء من الدِّفءِ.
تفسير غريب أبيات لحسَّان أيضاً
(قوله) : أصاف ماءُ زمزم أم مشوب. المشوب هو المخلوط، تقول: شبت الشيء
بالشيء إذا خلطته به. (وقوله) : من الحجرين. يعني حجر الكعبة فثناه مع ما
يليه. ومن رواه
(1/283)
الحجرين أراد الحجر الأسود والحجر الذي فيه
مقام إبراهيم عليه السلام. والمسعى حيث بين الصفا والمروة. والكنَّات جمع
كنَّة وهي شيءٌ يلصق بالبيت يكنُّ به. (وقوله) : أصلاً. أراد أصلاً فسكنه
تخفيفاً، والأصل جمع أصيل وهو العشيُّ والنَّبيت الصوت.
تفسير غريب أبيات لحسَّان أيضاً
(قوله) : فأكرموا وأثيبوا. هو من الثَّواب عند الله عزَّ وجلّ. (وقوله) :
وخبيب في قافية واحدة مع قوله المكتوب هو من عيوب قوافي الشعر ويسمى عندهم
التوجيه، وهو أن يختلف ما قبل الرَّدف. والرَّدف هنا هو الياء أو الواو في
هذه الأبيات. (وقوله) : وابن طارق. ترك صرف طارق هنا ضرورة لإقامة وزن
الشعر، وهو سائغٌ على مذهب الكوفيِّين، والبصريُّون من النحويِّين لا
يرونه. والحمام الموت، والمقادة هنا المذلَّة والانقياد إلى أعدائه.
(وقوله) : حتى يجالد. أي يضارب بالسيوف. ومن رواه حتى يجدَّل فمعناه وقع
بالأرض واسم الأرض الجدالة. (وقوله) : في المنذر بن عمرو: المعنق ليموت. أي
المسرع، وإنّما لقِّب بذلك لأنه أسرع إلى الشهادة.
(1/284)
الغبار
(وقوله) ك لن نخفر، معناه لن ننقض عهده. (وقوله) : ارتثَّ. أي رفع وبه
جراح، يقال ارتثَّ الرجل منمعركة الحرب إذا رفع منها وبه بقية حياة.
والثورة. الثأر ويعني أانهما كانا من قبل عامر بن الطفيل. (وقوله) : وقد
حدثني بعض بني جبار ابن سلمى. يروى هنا بفتح السين وضمِّها، والصواب سلمى
بفتح السين.
تفسير غريب أبيات حسَّان أيضاً
(قوله) : بني أم البنين ألم يرعكم. يريد قول لبيد نحن بني أمِّ البنين
الأربعة وكانوا نجباء فرساناً، ويقال إنهم كانوا خمسة، لكن لبيداً جعلهم
أربعة لإقامة القافية. والذوائب الأعالي، والتَّهكُّم الاستهزاء. (وقوله) :
ليخفره. أي لينقض عهده. والمساعي السَّعي في طلب المجد والمكارم. (وقوله) :
هنا فأشواه، معناه أخطأ مقتله. (وقول) أنس بن عباس في شعره: بعترك تسفي
عليه الأعاصر. المعترك الموضع الضيق في الحرب. (وقوله) : تسفي، أي تستر
عليه التراب. والأعاصر الرياح التي يلتف معها الغبار. (وقوله) : ذكرت أبا
الزيَّان. كذا وقع هنا بالزاي والياء، ويروى أيضاً
(1/285)
الريَّان بالراء والياء باثنين من أسفل، وهو الصواب، وكذا قيده
الدارقطنيُّ، والثائر هنا الذي أخذ بثأره. |