الإملاء المختصر في شرح غريب السير

تفسير غريب رجز ناجية بن جندبٍ

(1/349)


(قوله) : ونحن وردنا خيبراً وفروضه. الفروض المواضع التي يُشرب منها من الأنهار. والأشاجع عروق ظاهر الكتف. ومذودٌ أي مانعٌ. والواهن الضعّيف. والمشرفّي السيّف. ويذود أي يمنع ويدفع، والذِّمار ما يجب حمايته. والأنباءُ الأخبار. والإنباء بكسر الهمزة المصدر، والغني هنا بالياء من الغنى، ومن رواه الغنم بالميم فهو من الغنيمة. (وقوله) : وكان حذوه. أراد حذاءهُ أي إزاءه، يقال قعدت حذاءه وحذوه، وحذّته كلّها بمعنى واحد. (وقوله) : من قمح خيبر. كذا رُوي هنا ويروى أيضاً من فتح خيبر وهو الصّواب. (وقوله) : أوصى للرّهاويين، هم منسوبون إلى رهاوة وهي

(1/350)


قبيلة من اليمن، ويقال رهاءٌ بالهمز أيضاً وهو الأصح. وقال بعض أهل النسب رهاوة بفتح الراء قبيلةٌ ينسب إليها رهاويٌّ بفتحها أيضاً. والرهاءُ بلدٌ بالجزيرة ينسب إ ليه رهاويُّ بضم الراء، والدّاريون هنا هم الغرباء، واحدهم داريّ وقد يكونون منسوبين إلى بني الدّار الذين ذكرهم ابن اسحاق. والسّبأيّون ينسبون إلى سبأ. (وقوله) : بجادّ ماية وسقٍ. أي ما يُجدُّ منه ماية وسقٍ، ويجدّ معناه يُقطع. ويقال أتى زمن الجداد أي الوقت الذي يقطع فيه الثمر من النخيل. (وقوله) : فوالله ما أنسى بكرةً منها. البكرة الفتيّة من الإبل والذّكر بكرٌ. (وقوله) : لعثمان ابن عفان خطرٌ. قال ابن هشام الخطر النّصيب وتقول أخطر لي فلانٌ خطراً. (وقوله) : ولعامر بن أبي ربيعة خطرٌ كذا وقع هنا وصوابه ولعامر بن ربيعة.

تفسير غريب أبيات سعيد بن العاصي
(قوله) : إذا شبّ واشتدّت يداه وسلّحا. سلّح أي لبس السلاح. (وقوله) : فيه بلابل. أي تخليط واضطرابٌ. (وقوله) : وكان في الصدر موجحا. أي مستوراً، يقال بيني وبينه وجاحٌ أي سترٌ. (وقول) أبان بن سعيد في شعره:

(1/351)


لما يفتري في الدين عمروٌ وخالدُ. من رواه يقتري بالقاف فمعناه يتتبع، يقال قروت الأرض وغيرها إذا تتبعتها ومن رواه يفتري بالفاء فهو من الافتراء وهو الكذب. (وقول) خالد بن سعيد في شعره: يقول إذا اشتتّت عليه أموره. أي تفرقت من التّشتّت وهو التفرق.
(وقوله) : محمية بن الجزِّ. كذا وقع هنا بتشديد الزاي، ويروي أيضاً ابن الجزء بالهمز، والصواب فيه محميةُ بن جزٍ وكذا قيّده الدارقطني. (وقوله) : كانتا ظئري عبيد الله بن جحشٍ. الظّئر المرأة التي ترضع ولد غيرها وكانت حليمة السّعدية ظئر رسول الله عليه السلام، وهي التي أرضعته.

تفسير غريب أبيات النّعمان بن عدي
(قوله) : ألا هل أتى الحسناء أن حليلها الحليلُ الزوج. والحليلة المرأة لأنه يُحل بها وتحلُّ به. والحنتم جرارٌ مزججةٌ بخضرة تضرب إلى الحمرة، ودهاقين جمع دهقان وهو العارف بأمور القرية ومنافعها ومضارها. والصَّناجة التي تضرب بالصَّنج وهو من آلات الغناء. ويروى ورقاصةٌ وهو معلوم. (وقوله) : تجذو أي تبرك على ركبتها، وذاله مبتدلة من ثاءٍ أصله تجثو. ويعني بالمنسم طرف قدمها، وأصل المنسم

(1/352)


للبعير وهو طرف خفه، فاستعاره هنا للإنسان، والجوسق البنيان العالي ويقال هو الحصن. (وقوله) : عنده دار الندوة. وهي دار كانوا يجتمعون فيها للشورى والرأي. (وقوله) : اضطبع بردائه. الاضطباع أن يدخل بعض ردائه تحت عضده اليمنى ويجعل طرفه على منكبه الأيسر. (وقوله) : وخرج يهرول. أي يسرع. والهرولة فوق المشي ودون الجري. (وقوله) : آخذٌ بخطام ناقته. الخطام هو الذي تقاد به الناقة. (وقول) : عبد الله بن رواحة في الرَّجز: خلّو بني الكفار عن سبيله. أي طريقه. (وقوله) : مؤمن بقيله. القيل والقول واحد. ويقال القول المصدر، والقيل الاسم، والهام جمع هامةٍ وهي الرأس هنا، ومقيل الهام يعني به الأعناق، ويذهل أي يشغل. (وقوله) : أصيبوا بمؤتة. مؤتة اسم موضع بالشأم حكي فيه أبو العباس ثعلب الهمز وغيره. من اللغويين لا يهمز. وأمّا الموتة التي هي ضرب من الجنون فهي غير مهموزة بلا خلاف.

تفسير غريب أبيات لعبد الله بن رواحة
(قوله) : وضربةً ذات فرغٍ تقذف الزبدا. (وقوله) :

(1/353)


ذات فرغٍ. يعني ذات سعةٍ. والزّبد هنا رغوة الدَّم. والحرَّان الملتهب الجوف. (وقوله) : مُجهزةٌ. يعني سريعة القتل. والجدث القبر.

تفسير غريب أبيات لابن رواحة أيضاً
(قوله) : إني تفرَّست فيك الخير نافلةً. أي هبةً من الله وعطيةً منه. والنوافل العطايا والمواهب. وأزرى به القدر أي قصَّر به، تقولُ. أزريت بفلان إذا قصّرت به.

تفسير غريب أبيات لابن رواحة أيضاً
(قوله) : جلبنا الخيل من أجا وفرغٍ. أجأ أحد جبلي طيء. وفرغ يروى هنا بالعين والغين وهو اسم موضع. (قوله) : تغرُّ. أي تطعم شيئاً بعد شيء، يقال غرّ الطائر فرخه إذا أطعمه. والعكوم هنا الجنوب. (وقوله) : حذوناها. أي جعلنا لها حذاءً وهو النَّعل، والصَّوّان حجارةٌ ملسٌ واحدتها صوَّانة. والسّبت النعال التي تصنع من الجلود المدبوغة. وأزلّ أي أملس. وصفحته ظاهره. والأديم الجلد. ومعَان اسم موضعٍ. والجموم استراحة الفرس. ومسوَّمات أي مرسلاتٌ. والسَّموم الريح الحارَّة. ومآب اسم موضع،

(1/354)


والبريم هنا الحزام وأصل البريم خيطٌ تنظمه المرأة ثم تشده على وسطها. (وقوله) : بذي لجبٍ. يعني جيشاً. واللّجب اختلاط الأصوات وكثرتها، والبيض هنا بيض الحديد. والقوانس أعالي البيض. (وقوله) : تئيمُ. أي تبقى دون زوجٍ، يقال أمت المرأة إذا لم تتزوج، وقرحٌ اسم موضعٍ. (وقوله) : على حقيبة رحله. الحقيبة ما يجعله الراكب وراءه إذا ركب.

تفسير غريب أبيات لابن رواحة أيضاً

(قوله) : مسيرة أربع بعد الحساء. الحساء جمع حسي وهو ماء يغور في الرمل إذا بحث عنه وجد. (وقوله) : ولا أرجع. فهو مجزوم على الدُّعاء، دعا على نفسه أن يستشهد ولا يرجع إلى أهله، والثواء الإقامة. والبعل الذي يشرب بعروقه من الأرض. والعذي الذي يشري الماء من السماء، (وقوله) : أسافلها رواء من روى بكسر الهمز فمعناه ممتلئة من الماء. ومن رواه بالرفع فهو إقواء. (وقوله) : فخفقني بالدّرة. أي ضربني بها. واللكع اللئيم، وشعبتا الرجل طرفاه المقدم والمؤخر. (وقول) : عبد الله بن رواحة في الرجز: يا زيد زيد اليعملات الذُّبل. اليعملات جمع يعملةٍ وهي الناقة السريعة، والذُّبّل أيضاً التي أضعفها السير فقل

(1/355)


لحمها. (وقوله) : بتخوم البلقاء. التّخوم الحدود التي تكون بين أرض وأرض يقال بفتح التاء وضمّها. (وقوله) : حتى شاط في رمال القوم، أي هلك. يقال شاط الرجل إذا سال دمه فهلك. (وقوله) : فاقتحم عن فرس له، أي رمى بنفسه عنها. (وقوله) : فاحتضنه بعضديه. أي أخذه بحضنيه والحضن ما تحت العضد إلى أسفل منه. وقطّه وقطعه بمعنى واحد.

تفسير غريب رجز ابن رواحة
(قوله) : إن أجلب الناس وشدُّوا الرنة. يقال أجلب القوم إذا صاحوا واجتمعوا، والرّنة صوت فيه ترجيع شبه البكاء. والنُّطفة الماء القليل الصافي. والشَّنّة القربة القديمة. (وقوله) : بعرقٍ من لحم. العرق العظم الذي عليه بعض لحمٍ، وانتهس أي أخذ منه بفمه يسيراً. والحطمة الكسرة. (وقوله) : وحاشى بهم. قال ابن سراجٍ. إذا كان خاشى بالخاء المُعجمة فهو فاعلٌ من الخشية وإذا كان بالحاء المهملة فهو من المحاشاة. والأزورار الميلُ والعوج. (وقول) : أسماء بنت عميس: وقد دبغت أربعين منأً. المنُّ الذي يوزن به، وهو الرطل وتعني بأربعين رطلاً من دباغٍ. ومن قال أربعين

(1/356)


منيئة. فالمنيئة هو الجلد ما دام في الدباغ. (وقوله) : وذرفت عيناه. أي سال دمعها. (وقوله) : لما أتى نعى جعفرٍ. النَّعي بالتخفيف خبرُ الميت الذي يأتي. والنعيُّ بالتشديد هو الشخص الذي يأتي بخبر موته. (وقوله) : فاحث في أفواههن. يقال حثا عليه التراب إذا صبه عليه.

تفسير غريب أبيات قُطبة بن قتادة
(قوله) : برمحٍ مضى فيه ثم انحطم. أي انكسر. والجيد العنق. والسلم ضرب من الشجر والواحدة منه سلمةٌ. (وقوله) : غداة رقوقين هو هنا اسم موضع، ويروى رقوفين بالفاء في الثاني وهي رواية الخشني. (وقوله) : كاهنة من حدس. حدس قبيلة من لخمٍ. ولخمٌ قبيلةٌ من اليمن. وقول الكاهنة في سجعها. قوماً خزراً. الخزر جمع أخزر وهو الذي ينظر بمؤخّر عينه نظر المتكبر. والشّزر نظر العداوة. (وقوله) : ويقودون الخيل تترى. أي متتابعة شيئاً بعد شيء، قال الله تعالى: ثم أرسلنا رسلنا تترى. ومن رواه نترا فهو مصدرٌ من قولك نتر الشيء إذا جذبه. والعكر المتعكر يريد دماً مختلطاً.

(1/357)


(وقوله) : فلم تزل بعد أثرى. يريد أكثر مالاً وعدداً من الثروة وهي الكثرةُ.

تفسير غريب أبيات قيس بن المسجّر
(قوله) : على موقفي والخيل قائعة قُبلُ. من رواه بالهز فعناه واثبة، يقال قأع الفحل على الناقة إذا وثب عليها. ومن رواه قانعة بالنون فمعناه رافعة رؤسها. ومن رواه قابعة بالباء فمعناه منقبضةٌ. وقُبلٌ جمع أقبل وقبلاء وهوالذي يميل عينه في النظر إلى جهة العين الأخرى وقد يفعل ذلك الخيل حدّةً ونشاطاً.
(وقوله) : جُمَّ له القتل أي قدّر. (وقوله) : آسيتُ نفسي بخالدٍ. أي اقتديت به من الأسوة وهو القدوة. وجاشت أي ارتفعت، والنابل صاحب النّبلِ.
(وقوله) : حجرتيهم. يعني ناحيتهم، يقال قعد حجرة أي ناحيةً. وعُزلٌ جمع أعزل وهو الذي لا سلاح له.

تفسير غريب قصيدة حسان
(قوله) : تأوبني ليلٌ بيثربَ أعسرُ. تأوبني أي عاودني ورحع إليّ. وأعسرُ معناه عسيرٌ. ومسهرٌ أي مانعٌ من

(1/358)


النوم، وعبرةٌ أي دمعةٌ. والسّفوح السائلة. (وقوله) : تواردوا شعوباً. من رواه بضم الشين فهو جمع شعبٍ وهي القبيلة، وقيل هو أكثر من القبيلة. ومن رواه بفتح الشين فهو اسم للمنيّة من قولك شعبتُ الشيء إذا فرقته, ويجوز فيه الصرف وتركهُ. (وقوله) : وخلفا. من رواه بالفاء يعني به من يأتي بعدُ. ومن رواه بالقاف فهو معلوم. (وقوله) : وأسباب المنية تخطر. ويقال خطرَ في مشيته يخطر إذا تبختر فيها وتحرّك واهتزّ. (وقوله) : ميمون النقيبة. أي مسعود منجحٌ فيما يطلبه. وأزهرُ أي أبيضُ. وأبيّ أي عزيز. وسيم معناه كُلفَ، ومجسرٌ أي كثير الجسارة. والمعترك موضع الحرب، والحدائق الجنّات واحدتها حديقةٌ. ورضامٌ جمع رضمةٍ وهو الكُدس من الحجارة يجعلُ بعضها على بعض، وطودٌ جبلٌ، ويروق أي يُعجبُ. وبهاليلٌ سادةٌ واحدهم بهلولٌ. والّلأواءُ الشدّةُ، والمأزق المكان الضيّق في الحرب. والعماش المظلم يريد من ارتفاع الغبار فيه.