الإملاء المختصر في شرح غريب السير

تفسير غريب أبيات كنانة بن عبد ياليل
(قوله) : فإنا بدار معلم لا نريمها أي بدار مشهورة،

(1/408)


(قوله) : لا نريمها أي لا نبرح منها ولا نزول، (وقوله) : وكانت لنا أطواؤها، وهو جمع طوي وهي البئر، ومن رواه أطوادها بالدال فيعني بها الجبال، واحدها طود، وصعر الخدود هي المائلة إلى جهة تكبرا وعجباً، (وقوله) : حتى يلين شريسها أي شديدها ودلاص أي دروع لينة، ومحرق هنا هو عمرو بن هند الملك، قيل له ذلك لتحريقه بني تميم، ويقال: هو عمرو بن عامر، وهو أول من حرق من العرب بالنار، (وقوله) : لا نشيمها أي لا نغمدها، يقال: شمت السيف إذا أغمدته، وشمته إذا سللته، وهو من الأضداد، (وقول) : شداد بن عارض في أبياته:
................. ... ولم تقاتل لدى أحجارها هدر
الهدر الباطل الذي لا يؤخذ بثأره، ويظعن أي يرحل، (وقوله) : إلا سمع لها نغيض النغيض الصوت، (وقوله) : رأيت أني أهديت إلي قعبة، القعبة القدح، وأنث هنا على معنى الصفحة وما أشبهها.

تفسير غريب أبيات الضحاك بن سفيان
(قوله) : أتنسى بلائي يا أبي بن مالك، البلاء هنا النعمة، والأشوس الذي يعرض بنظره إلى جهة أخرى، والذلول المرتاض، والمخيس المذلل، ومستقبس الشر طالبه،

(1/409)


والحلوم العقول، (وقوله) : ومن بني سعد ليث حليحة بن عبد الله، يروى بالحاء المهملة فيهما جميعاً، ويروى أيضاً جليحة بالجيم في الأول والحاء المهملة في الثاني، وهكذا ذكره أبو عمرو.

تفسير غريب أبيات بجير بن زهير
(قوله) : كانت علالة يوم بطن حنين، العلالة من العلل وهو الشرب بعد الشرب، وأراد به ها هنا معنى التكرار، وحنين تصغير وأوطاس موضع، وأصله الجبل الذي فيه ألوان من الحجارة والرمل، (قوله) : جمعت بإغواء هو من الغي الذي هو خلاف الرشد، (وقوله) : حسرانا، يعني الذين أعيوا منا من الحسير وهو المعيي، وقد يجوز أن تكون الحسرى هنا الذين لا دروع عليهم، والرجراجة الكتيبة التي يموج بعضها في بعض، والفيلق الجيش الكثير الشديد، وملمومة مجتمعة، وخضراء يعني من لون السلاح، وحض اسم جبل وهو بالحاء المهملة والضاد المعجمة، والضراء هنا الأسود الضارية، والهراس نبات له شوك، (وقوله) : كأننا قدر، من رواه بالقاف فيعني خيلاً تجعل أرجلها في

(1/410)


مواضع أيديها إذا مشت، ومن رواه فدر بالفاء فيريد به الوعول واحدها فادر، والسابغة الدرع الكاملة، والنهي الغدير من الماء، والمترقرق المتحرك، (وقوله) : جدل، هو جمع جدلاء وهي الدرع الجيدة النسج، وفضولهم ما أنجز منهم، (وقوله) : إنما في الحظائر عماتك، الحظائر جمع حظيرة وهي الزرب الذي يصنع للإبل والغنم ليكفها، وكان السبي في حظائر مثلها، (وقوله) : وحواضنك يعني التي أرضعت النبي عليه السلام وحضنته من بني سعد من هوازن وكانت ظئراً له، (وقوله) : ولو أنا ملحنا للحارث أي أرضعنا، والملح الرضاع، والحارث ابن أبي شمر ملك الشام من العرب، والنعمان بن المنذر ملك العرق من العرب، وعائدته فضله، (وقوله) : وهنتموني معناه ضعفتموني، (وقوله) : في نسب ريطة ابن ناصرة بن قصية بن نصر، كذا وقع هنا بفتح القاف وضمها، وفصية بالفاء المضمومة ذكره ابن دريد، وقال هو تصغير فصاة، وهو شبيه الخيط الذي يكون في نوى التمر، (وقوله) : ولا زوجها بواجد، هو من الوجد وهو الحزن أي لا ويحزن زوجها عليها لأنها عجوز كبيرة، (وقوله) : ولا درها بماكدٍ، أصل الدر اللبن،

(1/411)


والماكد الغزير هنا، (وقوله) : غريرة، الغريرة الصغيرة الغافلة، والنصف المتوسطة من النساء في السن، والوثيرة الرطبة السمينة، من قولك فراش وثير إذا كان رطباً.

تفسير غريب أبيات مالك بن عوف
(قوله) : أوفى وأعطى للجزيل إذا اجتدي، الجزيل العطاء الكثير، (وقوله) : اجتدي أي طلب منه والجدا وهو العطية، (وقوله) : عردت، أي اعوجت، والسمهري الرماح، والهباءة الغبرة، والهباءة أيضاً اسم موضع، والخادر الداخل في خدره، والخدر هنا غابة الأسد، والمرصد الموضع الذي يرصد منه ويرقب، (وقوله) : من سنامه، السنام أعلى ظهر البعير، (وقوله) : فأدوا الخياط والمخيط، الخياط هنا الخيط، والمخيط الإبرة، والشنار أقبح العار.

تفسير غريب أبيات عباس بن مرداس
(قوله) : كانت نهاباً تلافيتها، (قوله) : كانت، يعني الإبل والماشية، والنهاب جمع نهب وهو ما ينهب ويغنم، والأجرع

(1/412)


المكان السهل، وهجع هنا بمعنى نام، والعبيد اسم فرس عباس بن مرداس، (وقوله) : ذا تدرإ، أي ذا دفع من قولك درأه إذا دفعه، وأفائل جمع أفيل وهي الصغار من الإبل، (وقوله) : يفوقان شيخي، يعني أباه عباساً، ومن قال شيخي فيعني أباه وجده، ورواه الكوفيون يفوقان مرداس، ويستشهدون به على ترك صرف ما ينصرف لضرورة الشعر، وقد ذكر ابن هشام أن يونس انشده هكذا، ويؤنس من البصريين، (وقوله) : يتعمقون في الدين، أي يتتبعون أقصاه، وعمق الشيء بعد قعره وهو بالعين المهملة، والرمية الشيء الذي يرمى، والنصل حديد السهم، والقدح السهم، والفوق طرق السهم الذي يباشر الوتر، والفرث ما يوجد في كرش ذي الكرش.

تفسير غريب أبيات حسان
(قوله) : سحا إذا حفلته عبرة درر، السح الصب يقال سح المطر إذا صب، (وقوله) : حلفته أي جمعته، ومنه المحفل وهو مجتمع الناس، وعبرة دمعة. ودرر سائلة. والوجد الحزن، وشماء هنا اسم امرأة، وبهكنة أي كثيرة

(1/413)


اللحم. وهيفاء ضامرة الخصر. (وقوله) : لا دنن فيها. من رواه بالدال المهملة فمعناه تطامن بالصدر وغووره. ومن رواه بالذال المعجمة فمعناه القذر ومنه الذنين وهو ما يسيل من الأنف. ومن رواه لا دنس فيها فهو معلوم. (وقوله) : ولا خور. الخور الضعف. والنزر القليل. ونازحة بعيدة. والحرب العوان هي التي قوتل فيها مرة بعد مرة، وتستعر أي تلتهب وتشتعل، واعترفوا أي صبروا. (وقوله) : وما خاموا أي ما جنبوا وما ضجروا، أي ما أصابهم حرج ولا ضيق. (وقوله) : والناس ألب أي مجتمعون. والوزر الملجأ، ولا تهر أي لا تكره. والنادي المجلس. (وقوله) : سعر أي نوقد الحرب ونشعلها. والنعف أسفل الجبل. وحزبت جمعت وأعان بعضها بعضاً. (وقوله) : وما ونينا أي ما فترنا، (وقوله) : في هذه الحظيرة. الحظيرة شبه الزرب الذي يصنع للماشية والإبل، والقالة الكلام الرديء، والموجدة العتاب ويروى جدة وأكثر ما تكون الجدة في المال. والعالة الفقراء. (وقوله) : أمن هو من المنة وهي النعمة. (وقوله) : ومخذولاً فنصرناك. المخذول هو المتروك، يقال خذله القوم

(1/414)


إذا تكروه ولم ينصروه. والعائل الفقير. (وقوله) : آسيناك. أي أعطيناك حتى جعلناك كأحدنا. واللعاعة بقلة خضراء ناعمة شبه بها زهرة الدنيا ونعيمها، والشعب الطريق بين جبلين. (وقوله) : حتى أخضلوا لحاهم. أي بلوها بالدموع، والغصن الخضل هو الذي بله المطر.

تفسير غريب أبيات كعب بن زهير
(قوله) : فإن أنت لم تفعل فلست بآسف. أي بنادم. (وقوله) : لعاً لك. لعاً كلمة تقال للعائر ومعناها قم وانتعش، والنهل الشرب الأول. والعلل الشرب الثاني. والخيف أسفل الجبل. (وقوله) : ويب غيرك. وهو بمعنى ويح غيرك.

تفسير غريب أبيات بجير بن زهير
(قوله) : فدين زهير وهو لا شيء دينه. يعني أباه. (وقوله) : ودين أبي سلمى يعني جده.

تفسير غريب قصيدة كعب بن زهير
وهي القصيدة اللامية الطويلة. قال الخشني رحمه الله: ليس في المغازي أشهر من هذه القصيدة. (قوله) : بانت سعاد

(1/415)


فقلبي الآن متبول. بانت ذهبت وفارقت والبين الفراق، وسعاد اسم امرأة، ومتبول هالك وأصله من التبل وهو طلب الثأر. ومتيم معبد مذلل، ومنه تيم اللات أي عبد اللات. (وقوله) : إلا أغن. الأغن هنا الصبي الصغير الذي في صوته غنة وهو صوت يخرج من الخياشم. وغضيض الطرف فاتر الطرف، وهيفاء ضامرة البطن والخصر، وعجزاء عظيمة العجيزة وهي الردف، وتجلو أي تصقل. والعوارض هنا الأسنان، والظلم شدة بريق الأسنان، ويقال هو ماؤها. ومنهل مسقي، والراح من أسماء الخمر. وشجت مزجت. (وقوله) : بذي شبم، يعني ماء بارداً، والشيم البرد، والمنحنية منتهى الوادي، ويقال ما انعطف منه. وأبطح موضع سهل ومشمول عليه ريح الشمال وهي عندهم باردة إذا هبت. والقذى ما يقع في الماء من تبن أو عود أو غيره، وكذلك ما يقع في العين أيضاً. (وقوله) : أفرطه أي سبق إليه وملأه. وصوب مطر. وغادية سحابة مطرت بالغدو، واليعاليل الحباب الذي يعلو على وجه الماء وهي رغوته، والخلة هنا الصديقة، يقال هي خلتي أي صديقتي وصاحبتي. (وقوله) : قد سيط

(1/416)


من دمها. يروى بالسين وبالشين فمن رواه بالسين المهملة فمعناه خلط، تقول سطت الشيء أسوطه إذا خلطته ومزجته. ومن رواه بالشين المعجمة، فمعناه غلا وارتفع يقال شاط الدم يشيط إذا غلا، وبالسين المهملة أحسن في المعنى، والولع الكذب. والغول ساحرة الجن، وعرقوب اسم رجل أخلف موعداً في حديث مشهور فضربت العرب به المثل في خلف الوعد، وإخال بكسر الهمزة لغة لبني تميم. والمراسيل السريعة، وعذافرة ناقة ضخمة، والأين الفتور والإعياء، والإرقال والتبغيل ضربان من السير. ونضاحة بالحاء والخاء هي التي يرشح عرقها. وقال اللغويون النضخ بالخاء المعجمة أكثر من النضح. والذفرى عظم في أصل الأذن. وعرضتها الشيء الذي تقوى عليه. ومن رواه ولاحها فمعناه أضعفها، وطامس متغير، والأعلام العلامات التي تكون في الطرق يهتدى بها، وأراد أنه ليس بها علم، والنجاد هنا جمع نجد وهو ما ارتفع من الأرض، والمفرد هنا الثور الوحشي الذي انفرد في الصحراء، واللهق الأبيض بفتح الهاء وكسرها، والحزان بالحاء المهملة المواضع المرتفعة واحدها حزين. والميل هنا

(1/417)


العلم الذي يبنى على الطريق. ومقلدها عنقها. وفعم ممتلئ، ومقيدها موضع القيد منها. وحرف شديدة. (وقوله) : أخوها أبوها وعمها خالها، يريد أنها مداخلة النسب في الكرم لم يدخل في نسبها، هجين. والمهجنة هنا الكريمة وهي من الهجان والبيض من الإبل وهي كرامها. وقوداء طويلة. وشمليل سريعة. ولبان صدر. وأقراب جمع قرب وهي الخاصرة وما يليها. وزهاليل ملس. وعيرانة تشبه العير في شدته ونشاطه. والعير هنا حمار الوحش، والنحض اللحم. والزور أسفل الصدر. وقنواء في أنفها ارتفاع. وحرتاها أذناها، وقاب قدر، تقول بيني وبينه قاب قوس أي قدر قوس. (وقوله) : لحييها. هو تثنية لحي، وهو العظم الذي عليه الخد واللحية لذي اللحية. والخطم الأنف، وبرطيل حجر طويل، ويقال هي فاس طويلة. وتمر تمد وتحرك. والعسيب جريد النخل. والخصل جمع خصلة وهي اللفافة من الشعر. وغارز قليل اللبن. (وقوله) : لم تخونه. أي لم تنقصه ولم تضعفه. والأحاليل جمع إحليل وهو الثقب الذي يخرج منه اللبن، وهو من الذكر الذي يخرج من البول. وتهوي تسرع. (وقوله) :

(1/418)


على يسرات. يعني قوائمها لأنها تحسن السير بها كلها. وذوابل شداد. والعجايات جمع عجاية وهي عصب تكون فوق مربط القيد من ذي الخف ومن ذي الحافر، وزيم متكسر متفرق. والأكم الكدى واحدتها أكمة. والحرباء ضرب من العظاء ويقال أم حبين. (وقوله) : مرتبئاً مرتفعاً. وضاحية ما برز منه للشمس. ومملول محرق في الملة، والملة الحجارة والجمر والرماد. والحادي الذي يسوق الإبل. والبقع التي فيها ألوان، وكذلك الرقط. والجنادب جمع جندب وهو ذكر الجراد. (وقوله) : قيلوا هو أمر من القيل القائلة أي انزلوا واستريحوا. (وقوله) : كأن أوب ذراعيها. الأوب الرجوع، يقال آب إلى كذا إذا رجع إليه. وتلفع اشتمل. والقور جمع قارة وهي الجبيل الصغير. والعساقيل لمع السراب، والفاقد التي فقدت ولدها، يقال فاقد للمذكر والمؤنث. والشمطاء التي خالطها الشيب. والشمط اختلاط الشعر الأسود بالأبيض، ومعولة رافعة
صوتها بالبكاء. ومن رواه مد النهار ذراعاً عيطل نصف. فالعيطل الطويلة. والنصف المتوسطة السن. والمثاكيل جمع مثكال وهي الفاقد أيضاً، والضبعان لحمتا العضدين، وتفري تقطع، واللبان الصدر، ورعاييل قطع متفرقة. (وقوله) : على آلة

(1/419)


حدباء محمول. قيل هي النعش، وقيل هي الداهية أي لا يستقر عليها. (وقوله) : لظل ترعد من وجد بوادره. البوادر اللحم الذي بين العنق والمنكب، وضيغم أسد، وضراء الأرض ما وارى من شجر، ومخدر الأسد غابته وأجمته، وعثر اسم موضع تنسب إليه الأسود، وغيل أجمة أيضاً، ويلحم يطعمهم اللحم. (وقوله) : ضرغامين. يعني أسدين وأراد بهما شبليه. (وقوله) : معفور. أي ممرغ بالعفر وهو التراب، وخراديل متقطعة، ويساور يواثب يقال ساوره إذا واثبه، ومغلول أي قد أثر فيه. والجو هنا موضع، والأراجيل الجماعات من الرجال. ومضرج أي مخضب بالدماء. والبز الثياب والدرسان ثوبان خلقان، وأنكاس جمع نكس وهو الدنيء من الرجال. وكشف لا تراس لهم، ويقال شجعان لا ينكشفون أي لا ينهزمون وهو جمع، وواحده أكشف، وميل جمع أميل، وهو الذي لا سيف له، وقيل هو الذي لا ترس له، وقيل هو الذي لا يحسن الركوب فيميل عن السرج، والمعازيل الذين لا سلاح معهم، والزهر البيض. (وقوله) : عرد. أي نكب عن قرنه

(1/420)


وهرب عنه. والتنابيل جمع تنبال، وهو القصير، والعرانين الأنوف. وسوابغ كاملة. (وقوله) : شكت. أي أدخل بعضها في بعض، والقفعاء ضرب من الحسك وهو نبات له شوك تشبه به حلق الدرع، ومجدول محكم السرد، وتهليل فرار يقال هلل عن قرنه إذا فر منه.

تفسير غريب أبيات كعب بن زهير في مدح الأنصار
(قوله) : في مقنب من صالحي الأنصار. المقنب الجماعة من الخيل وجمعه مقانب. والسمهري الرماح. (وقوله) : كسوالف الهندي. يريد حواشي السيوف وقد يريد به الرماح أيضا لأنها قد تنسب إلى الهند. (وقوله) : والذائدين. يريد المانعين والدافعين، والمشرفي السيف وأراد به ها هنا الجنس. والخطار المهتز. ودربوا تعودوا، وخفية موضع تنسب إليه الأسود، وغلب غلاظ، وضوار متعودة. ومعاقل جمع معقل وهو الموضع الممتنع، والأغفار جمع غفر وهو ولد الوعل. (وقوله) : ضربوا علياً يوم بدر ضربة. يريد علي بن مسعود بن مازن الغساني، وإليه تنسب بنو كنانة لأنه كفل ولد أخيه عبد مناة بن كنانة بعد وفاته فنسبوا إليه.

(1/421)


(وقوله) : أماري أي أجادل. وخوت النجوم أي غربت ولم يكن لها تأثير على زعمهم، وأمحلوا أقحطوا، من المحل وهو القحط، والطارقون الذين يأتون بالليل ومن أتاك ليلاً فقد طرقك، والمقاري جمع مقراة وهي الجفنة التي يصنع فيها الطعام للأضياف.

انتهى الجزء السابع عشر بحمد الله وعونه وصلى الله على سيدنا محمد نبيه المصطفى وعبده

(1/422)


بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وسلم
الجزء الثامن عشر
(قوله) : يصمد إليه: أي يقصد، يقال صمدت إليه إذا قصت إليه. والشقة بعد المسير. (وقوله) : بني الأصفر. يعني الروم، يقال: إنهم من أولاد عيصو بن إسحاق عليه السلام، وكان فيما يقال مصفر اللون، وأما الروم القديمة فهم يونان. (وقوله) : عند جاسوم. هو اسم موضع. (وقول) الضحاك في الشعر: يشيط بها الضحاك وابن أبيرق. يشيط أي يحترق، يقال شاط يشيط إذا التهب واحترق. (وقوله) : طبقت يعني علوت. (وقوله) : كبس سويلم. هو البيت الصغير وقد روي كيس بالياء، وروي أيضاً كيش، والصحيح كبس بالباء المنقوطة بواحدة من أسفلها والسين المهملة. (وقوله) : أنوء. أي أنهض متثاقلاً. (وقوله) : فأعطاهما ناضحاً له. الناضح

(1/423)


الجمل الذي يستقى عليه الماء، واستتب معناه تتابع واستمر، وذكر في نسب عبد العزيز بن محمد الأنداوردي، ورواه بعضهم الدراورد وهو المشهور فيه. (وقوله) : نحو ذباب. ذباب هنا اسم موضع، والجرف موضع أيضاً. (وقوله) : في عريشين لهما. العريش هنا شبيه بالخيمة يظلل فيكون أبرد من الأخبية والبيوت. (وقوله) : في الضح والريح. الضح الشمس. (وقوله) : أولى تلك يا أبا خيثمة. أولى كلمة فيها معنى التهديد وهي اسم سمي به الفعل، ومعناها فيما قال المفسرون: دنوت من الهلكة. (وقول) : أبي خيثمة في أبياته:
تركت خضيباً في العريش وصرمة
الخضيب المخضوبة بالحناء، والصرمة هنا جماعة النخل. (وقوله) : صفايا. أي كثيرة الحمل وأصله في الإبل يقال: ناقة صفي إذا كانت غزيرة الدر، وجمعها صفايا، والبسر التمر قبل أن يطيب. (وقوله) : تخم أي أخذ في الأرطاب فاسود. وأسمحت انقادت. (وقوله) : شطره. أي نحوه وقصده، ومنه قوله تعالى: شطر المسجد الحرام. ويمم قصد. (وقوله) : سجى ثوبه. أي غطاه على وجهه، واستحث راحلته. أي استعجلها. (وقوله) ::

(1/424)


يجأ في عنقه أي يدفع في عنقه. (وقوله) :: يحنة بن رؤبة كذا وقع في الأصل، وابن سراج يقول فيه بحنة حيث وقع. (وقوله) : وهو آخذ بحقبها. الحقب حبل يشد على بطن البعير سوى الحزام الذي يشد فيه الرحل. (وقوله) : يخرج من وشل. الوشل حجر أو جبل يقطر منه الماء قليلاً قليلا. والوشل أيضاً القليل من الماء. والمسح كساء من شعر أسود. ((وقوله) :) في الغرز. الغرز للرحل. بمنزلة الركاب للسرج. (وقوله) : أحوز أي أبعد. (وقوله) : وحس كلمة معناها أتألم، يقولها الإنسان إذا أصيب بشيء، قال الأصمعي: هو بمعنى أوه. (وقوله) : الثطاط. هو جمع ثط وهو صغير نبات شعر اللحية. (وقوله) : الذين لهم نعمة بشبكة شدخ. جعل شبكة مع ما أضيف إليه اسم مكان. ورواه أبو علي بشبكة شدخ قال وتفسيره كثير. قال الشيخ الفقيه أبو ذر رضي الله عنه وهو على هذه الرواية صفة للنعم. (وقوله) : حتى نزل بذي أوان. كذا وقع في الأصل بفتح الهمزة، والخشني يرويه بضم الهمزة حيث وقع. والسعف أغصان النخلة. (وقوله) : وبجاد بن عثمان. روي هنا بالباء والنون، وبجاد بالباء قيده الدارقطني. (وقوله) : فالناس إليها صعر. هو جمع أصغر وهو المائل، ومنه قوله تعالى: ولا تصعر خدك للناس. أي لا تعرض عنهم ولا تمل وجهك إلى

(1/425)


جهة أخرى. (وقوله) : وتفرط الغزو. أي فات وسبق والفارط السابق المتقدم، ومنه قوله عليه السلام أن فرطكم على الحوض. (وقوله) : مغموصاً عليه في النفاق. أي مطعوناً عليه، يقال غمصت الرجل إذا طعنت عليه. ((وقوله) :) حضرني بشيء. البث الحزن. (وقوله) : أظل. أي أشرف وقرب. (وقوله) : زاح عني الباطل أي ذهب وزال. (وقوله) : حتى تسورت. أي علوت، وفي كتاب الله تعالى: إذ تسوروا المحراب. (وقوله) : فإذا نبطي. النبط قوم من الأعاجم. (وقوله) : في سرقة من حرير. السرقة الشقة من الحرير، وقال بعضهم السرق أحسن الحرير وأجوده. (وقوله) : فسجرته أي ألهبت التنور بها يعني أنه أحرقها. (وقوله) : لا يأمن لكم سرب. السرب المال الراعي. والسرب أيضاً الطريق. (وقوله) : وهو ناب القوم. يعني سيد القوم والمدافع عنهم. (وقوله) : ضبر يشتد. أي وثب. يقال ضبر الفرس إذا جمع قوائمه ووثب. (وقوله) : بفطورنا وسحورنا. قال ابن هشام: الفطور هو الشيء الذي يؤكل وكذلك السحور. (وقوله) : وخرج نساء ثقيف حسراً. يعني مكشوفات الوجوه.

(1/426)


(وقول) : النساء لتبكين دفاع. سمينها دفاعاً لأنها كانت تدفع عنهم، وتنفع وتضر على زعمهم. والرضاع اللثام من قولهم لئيم راضع. والمصاع المضاربة بالسيوف. (وقوله) : واهاً لك. هي كلمة تقال في معنى التأسف والحزن. (وقوله) : إن عضاه وج. العضاه شجر له شوك وهو أنواع واحدته عضه. ووج اسم موضع بالطائف. (وقوله) : لا يعضد. أي لا يقطع. يقال عضدت الشجرة إذا قطعتها. (وقول) أوس بن حجر في بيته: ومالك فيهم الآلاء والشرف. الآلاء هي النعم. وقول الشاعر في بيته: فلا تالن جهداً أي لا تقصروا. يقال: ما ألوت أي ما قصرت. وقول الشاعر في بيته: ساقوا إليك الحتف غير مشوب. أي غير مخلوط. يقال: شبت الشيء إذا خلطته به. (وقوله) : ثم ما نعى عليهم. يقال: نعى عليه كذا وكذا، أعابه وعتبه فيه. والشقة بعد المسير. (وقول) الأجدع في بيته: يصطادك الوحد المدل بشأوه. يعني به الفرس، والوحد المنفرد، وكذلك الوحد بكسر الحاء يعني فرساً. والجيد رواية من روى الوحد المدل بالنصب، ويعني به الثور الوحشي. ويضمر في قوله يصطادك ضميراً يرجع إلى فرس متقدم الذكر، وشأوه طلق، والشريج النوع، يقال: هما شريجان

(1/427)


أي نوعان مختلفان. والشد هنا الجري، والإيضاع قد فسره ابن هشام.

تفسير غريب قصيدة حسان
(قوله) : ومعشراً إن هم عموا وإن حصلوا. أي جمعوا كلهم وأراد حصلوا بالتشديد فخففه. ومن قال عموا وإن حصلوا بالفتح، فقد نسب الفعل إليهم، يريد وإن عموا أنفسهم وحصلوها. (وقوله) : فما ألوا ولا خذلوا. يريد ما قصروا. تقول: وإن عموا في كذا أي ما قصروا فيه. ومن رواه فما آلوا بالمد فمعناه: ما أبطؤا. حكى ابن الأعرابي: آل الرجل إذا أبطأ وتوانى. ومن رواه آلوا فمعناه ما رجعوا، يقال آل إلى كذا أي رجع إليه. ومن رواه ألوا بتشديد اللام فيريد به أنهم لم يقصروا أيضاً وهو بمعنى الأول إلا أنه شدده مبالغة. (وقوله) : وما خذلوا. أي ما تركوا. والدخل الفساد. (وقوله) : ضرب رصين. أي ثابت محكم. (وقوله) : فما خاموا وما نكلوا خاموا أي رجعوا ونكلوا أيضاً رجعوا، ولا يكونان إلا رجوع هيبةً وفزع. (وقوله) :: جاسوها بخليهم. أي وطئوها، والأسل الرماح. ورقص ضرب من المشي، والحزن ما ارتفع من الأرض. (وقوله) : يعلها أي يكررها عليهم ونهلوا شربوها أولاً.

(1/428)


والرسل الإبل. (وقوله) : مستبسل. أي موطن نفسه على الموت، ومستأسد أي شديد بمنزلة الأسد. والقفل الرجوع. (وقوله) : حين اتصل. أي حين انتسب يقال: اتصل بقبيل كذا أي انتسب إليه.