الروض
الأنف ت السلامي
ذكر من عاد من أرض الحبشة لما بلغهم إسلام أهل مكة:
سبب رجوع مهاجرة الحبشة:
قال ابن إسحاق: وبلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين خرجوا
إلى أرض الحبشة ، إسلام أهل مكة، فأقبلوا لما بلغهم من ذلك حتى إذا
دنوا من مكة ، بلغهم أن ما كانوا تحدثوا به من إسلام أهل مكة كان
باطلا، فلم يدخل منهم أحد إلا بجوار أو مستخفيا.
من عاد من بني عبد الشمس وحلفائهم:
فكان ممن قدم عليه مكة منهم فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة ، فشهد معه
بدرا، ومن حبس عنه حتى فاته بدر وغيره ومن مات بمكة. منهم من بني
ـــــــ
قصة الغرانيق وإسلام مكة
وذكر ما بلغ أهل الحبشة من إسلام أهل مكة، وكان باطلا، وسببه أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورة النجم فألقى الشيطان في أمنيته
أي في تلاوته عند ذكر اللات والعزى، وإنهم لهم الغرانقة العلى، وإن
شفاعتهم لترتجى، فطار ذلك بمكة فسر المشركون وقالوا: قد ذكر آلهتنا
بخير فسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخرها، وسجد المشركون
والمسلمون ثم أنزل الله تعالى: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي
الشَّيْطَانُ} [الحج:25] الآية فمن هاهنا اتصل بهم في أرض الحبشة أن
قريشا قد أسلموا،
(3/205)
عبد شمس بن عبد
مناف بن قصي: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، معه
امرأته رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو حذيفة بن عتبة
بن ربيعة بن عبد شمس، امرأته سهلة بنت سهيل.
ومن حلفائهم عبد الله بن جحش بن رئاب.
من عاد من بني نوفل:
ومن بني نوفل بن عبد مناف: عتبة بن غزوان، حليف لهم من قيس عيلان.
من عاد من بني أسد:
ومن بني أسد بن عبد العزى بن قصي: الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد.
ومن بني عبد الدار بن قصي: مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف وسويبط بن
سعد بن حرملة.
من عاد من بني عبد بن قصي :
ومن بني عبد بن قصي: طليب بن عمير بن وهب بن أبي كبير بن عبد.
ومن بني زهرة بن كلاب: عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث
بن زهرة، والمقداد بن عمرو، حليف لهم وعبد الله بن مسعود، حليف لهم.
من عاد من بني مخزوم وحلفائهم :
ومن بني مخزوم بن يقظة: أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن
عمرو بن مخزوم، معه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة وشماس بن
ـــــــ
ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق من غير رواية البكائي وأهل الأصول يدفعون
هذا الحديث بالحجة ومن صححه قال فيه أقوالا، منها:
أن الشيطان قال ذلك وأشاعه. والرسول - عليه السلام - لم ينطق به وهذا
جيد لولا أن في حديثهم أن جبريل قال
(3/206)
عثمان بن
الشريد بن سويد بن هرمي بن عامر بن مخزوم. وسلمة بن هشام بن المغيرة
حبسه عمه بمكة فلم يقدم إلا بعد بدر وأحد والخندق، وعياش بن أبي ربيعة
بن المغيرة هاجر معه إلى المدينة ، ولحق به أخواه لأمه أبو جهل بن هشام
والحارث بن هشام، فرجعا به إلى مكة ، فحبساه بها حتى مضى بدر وأحد
والخندق.
ومن حلفائهم عمار بن ياسر، يشك فيه أكان خرج إلى الحبشة أم لا ؟ ومعتب
بن عوف بن عامر من خزاعة.
من عاد من بني جمح :
ومن بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب: عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن
حذافة بن جمح وابنه السائب بن عثمان وقدامة بن مظعون، وعبد الله بن
مظعون.
من عاد من بني سهم:
ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي،
وهشام بن العاص بن وائل، حبس بمكة بعد هجرة رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - إلى المدينة، حتى قدم بعد بدر وأحد والخندق.
ـــــــت
لمحمد ما أتيتك بهذا، ومنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قالها من
قبل نفسه وعنى بها الملائكة إن شفاعتهم لترتجى. ومنها: أن النبي - عليه
السلام - قاله حاكيا عن الكفرة وأنهم يقولون ذلك فقالها متعجبا من
كفرهم والحديث على ما خيلت غير مقطوع بصحته والله أعلم.
(3/207)
من عاد من بني
عدي :
ومن بني عدي بن كعب: عامر بن ربيعة، حليف لهم معه امرأته ليلى بنت أبي
حثمة بن حذافة بن غانم.
من عاد من بني عامر وحلفائهم:
ومن بني عامر بن لؤي: عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس: وعبد
الله بن سهيل بن عمرو، وكان حبس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
حين هاجر إلى المدينة، حتى كان يوم بدر فانحاز من المشركين إلى رسول
الله فشهد معه بدرا، وأبو سبرة بن أبي رهم بن عبد العزى، معه امرأته أم
كلثوم بنت سهيل بن عمرو، والسكران بن عمرو بن عبد شمس، معه امرأته سودة
بنت زمعة بن قيس، مات بمكة قبل هجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إلى المدينة، فخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأته سودة بنت
زمعة.
ومن حلفائهم سعد بن خولة.
من عاد من بني الحارث:
ومن بني الحارث بن فهر: أبو عبيدة بن الجراح، وهو عامر بن عبد الله بن
الجراح وعمرو بن الحارث بن زهير بن أبي شداد، وسهيل ابن بيضاء. وهو
سهيل بن وهب بن ربيعة بن هلال، وعمرو بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال .
ـــــــ
وسمى الذين قدموا منهم من أجل ذلك الخبر، وذكر فيهم طليبا، وقال في
نسبه ابن أبي كبير بن عبد بن قصي، وزيادة أبي كبير في هذا الموضع لا
يوافق عليه وكذلك وجدت في حاشية كتاب الشيخ التنبيه على هذا وذكره أبو
عمر ونسبه كما نسبه ابن إسحاق بزيادة أبي كبير وكان بدريا في إحدى
الروايتين عن ابن إسحاق، وكذلك قال الواقدي وابن عقبة ومات بأجنادين
شهيدا لا عقب له.
(3/208)
عدد العائدين
من الحبشة ، ومن دخل منهم في جوار:
فجميع من قدم عليه مكة من أصحابه من أرض الحبشة ثلاثة وثلاثون رجلا،
فكان من دخل منهم بجوار فيمن سمي لنا: عثمان بن مظعون بن حبيب الجمحي
دخل بجوار من الوليد بن المغيرة، وأبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن
عبد الله بن عمر بن مخزوم، دخل بجوار من أبي طالب بن عبد المطلب، وكان
خاله. وأم أبي سلمة برة بنت عبد المطلب.
قصة عثمان ابن مظعون في رد جوار الوليد
قال ابن إسحاق: فأما عثمان بن مظعون، فإن صالح بن إبراهيم بن عبد
الرحمن بن عوف حدثني عمن حدثه عن عثمان قال: لما رأى عثمان بن مظعون ما
فيه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البلاء وهو يغدو ويروح
في أمان من الوليد بن المغيرة، قال والله إن غدوي ورواحي آمنا بجوار
رجل من أهل الشرك - وأصحابي، وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى في الله
ما لا يصيبني - لنقص كبير في نفسي، فمشى إلى الوليد بن المغيرة، فقال
له: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد رددت إليك جوارك، فقال له لم يا بن
أخي ؟ لعله آذاك أحد من قومي، قال لا، ولكني أرضى بجوار الله ولا أريد
أن أستجير بغيره ؟ قال فانطلق إلى المسجد فاردد علي جواري علانية كما
أجرتك علانية. قال فانطلقا فخرجا حتى أتيا المسجد فقال الوليد هذا
عثمان قد جاء يرد علي جواري، قال صدق قد وجدته وفيا كريم الجوار ولكني
قد أحببت أن لا أستجير بغير الله فقد رددت عليه جواره انصرف عثمان
ولبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب في مجلس من قريش ينشدهم فجلس
معهم عثمان فقال لبيد:
ـــــــ
...............................................................
(3/209)
ألا كل شيء ما
خلا الله باطل
قال عثمان صدقت، قال لبيد:
وكل نعيم لا محالة زائل
قال عثمان كذبت، نعيم الجنة لا يزول. قال لبيد بن ربيعة: يا معشر قريش،
والله ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث هذا فيكم ؟ فقال رجل من القوم: إن
هذا
ـــــــ
تأويل كل شيء ما خلا الله باطل:
فصل : وذكر قول لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
وقصة ابن مظعون إلى آخرها، وليس فيها ما يشكل غير سؤال واحد وهو قول
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أصدق كلمة قالها الشاعر قول لبيد
ألا كل شيء ما خلا الله باطل"
فصدقه في هذا القول وهو - عليه السلام - يقول في مناجاته " أنت الحق،
وقولك الحق، ووعدك الحق، والجنة حق، والنار حق، ولقاؤك حق" . فكيف
يجتمع هذا مع قوله :
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
فالجواب من وجهين أحدهما:
أن يريد بقوله ما خلا الله ما عداه وعدا رحمته التي وعد بها من رحمه
والنار وما توعد به من عقابه وما سوى هذا فباطل
(3/210)
سفيه في سفهاء
معه قد فارقوا ديننا، فلا تجدن في نفسك من قوله فرد عليه عثمان حتى شري
أمرهما، فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها، والوليد بن المغيرة
قريب يرى ما بلغ من عثمان فقال: أما والله يا بن أخي إن كانت عينك عما
أصابها لغنية لقد كنت في ذمة منيعة. قال: يقول: عثمان بل والله إن عيني
الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله وإني لفي جوار من هو أعز
منك وأقدر يا أبا عبد شمس، فقال له: الوليد هلم يا بن أخي، إن شئت فعد
إلى جوارك، فقال: لا.
ـــــــ
أي مضمحل والجواب الثاني: أن الجنة والنار وإن كانتا حقا، فإن الزوال
عليهما جائز لذاتهما، وإنما يبقيان بإبقاء الله لهما، وأنه يخلق الدوام
لأهلهما على قول من جعل الدوام والبقاء معنى زائدا على الذات وهو قول
الأشعري وإنما الحق على الحقيقة من لا يجوز عليه الزوال وهو القديم
الذي انعدامه محال ولذلك قال عليه السلام "أنت الحق" بالألف واللام أي
المستحق لهذا الاسم على الحقيقة وقولك الحق ; لأن قوله قديم وليس
بمخلوق فيبيد ووعدك الحق كذلك لأن وعده كلامه هذا مقتضى الألف واللام
ثم قال والجنة حق، والنار حق بغير ألف ولام ولقاؤك حق كذلك لأن هذه
أمور محدثات والمحدث لا يجب له البقاء من جهة ذاته وإنما علمنا بقاءها
من جهة الخبر الصادق الذي لا يجوز عليه الخلف لا من جهة استحالة البقاء
عليها، كما يستحيل على القديم - سبحانه - الذي هو الحق، وما خلاه باطل
فإما جوهر وإما عرض وليس في الأعراض إلا ما يجب له الفناء ولا في
الجوهر إلا ما يجوز عليه الفناء والبطول وإن بقي ولم يبطل فجائز أن
يبطل. وأما الحق - سبحانه - فليس من الجواهر والأعراض فاستحال عليه ما
يجب لهما، أو يجوز عليهما
(3/211)
قصة أبو سلمة
رضي الله عنه في جواره:
ضجر المشركين بأبي طالب لأجارته، ودفاع أبي لهب، وشعر أبي طالب في ذلك:
قال ابن إسحاق: وأما أبو سلمة بن عبد الأسد، فحدثني أبي إسحاق بن يسار
عن سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة أنه حدثه أن أبا سلمة لما
استجار بأبي طالب مشى إليه رجال من بني مخزوم، فقالوا: يا أبا طالب لقد
منعت منا ابن أخيك محمدا، فما لك ولصاحبنا تمنعه منا ؟ قال إنه استجار
بي، وهو ابن أختي، وإن أنا لم أمنع ابن أختي لم أمنع ابن أخي، فقام أبو
لهب فقال يا معشر قريش، والله لقد أكثرتم على هذا الشيخ ما تزالون
تتواثبون عليه في جواره من بين قومه والله لتنتهن عنه أو لنقومن معه في
كل ما قام فيه حتى يبلغ ما أراد. قال فقالوا: بل ننصرف عما تكره يا أبا
عتبة وكان لهم وليا وناصرا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فأبقوا على ذلك فطمع فيه أبو طالب حين سمعه يقول ما يقول ورجا أن يقوم
معه في شأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو طالب يحرض أبا
لهب على نصرته ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
وإن امرئ أبو عتيبة عمه ... لفي روضة ما إن يسام المظالما
أقول له - وأين منه نصيحتي ... أبا معتب ثبت سوادك قائما
فلا تقبلن الدهر ما عشت خطة ... تسب بها، إما هبطت المواسما
وول سبيل العجز غيرك منهم ... فإنك لم تخلق على العجز لازما
وحارب فإن الحرب نصف وما ترى ... أخا الحرب يعطى الخسف حتى يسالما
وكيف ولم يجنوا عليك عظيمة ... ولم يخذلوك غانما، أو مغارما
جزى الله عنا عبد شمس ونوفلا ... وتيما ومخزوما عقوقا ومأثما
بتفريقهم من بعد ود وألفة ... جماعتنا، كيما ينالوا المحارما
كذبتم وبيت الله نبزى محمدا ... ولما تروا يوما لدى الشعب قائما
قال ابن هشام: نبزى: نسلب. قال ابن هشام: وبقي منها بيت تركناه.
ـــــــ
.............................................
(3/212)
دخول أبو بكر
في جوار ابن الدغنة ورد جواره عليه:
سبب جوار ابن الدغنة لأبي بكر:
قال ابن إسحاق: وقد كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - كما حدثني:
محمد بن مسلم الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنهما، حين ضاقت عليه
مكة ، وأصابه فيها الأذى، ورأى من تظاهر قريش على رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - وأصحابه ما رأى، استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في الهجرة فأذن له فخرج أبو بكر مهاجرا، حتى إذا سار من مكة يوما أو
يومين لقيه ابن الدغنة أخو بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة وهو يومئذ
سيد الأحابيش.
الأحابيش :
قال ابن إسحاق: والأحابيش: بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة والهون بن
خزيمة بن مدركة وبنو المصطلق من خزاعة.
قال ابن هشام: تحالفوا جميعا، فسموا الأحابيش للحلف. لأنهم تحالفوا
بواد يقال له الأحبش بأسفل مكة للحلف.
ـــــــ
ذكر حديث أبي بكر مع ابن الدغنة
وذكر حديث أبي بكر حين لقي ابن الدغنة واسمه مالك وهو سيد الأحابيش،
وقد سماهم ابن إسحاق، وهم بنو الحارث وبنو الهون من كنانة وبنو المصطلق
من خزاعة تحبشوا، أي تجموا، فسموا الأحابيش. قيل إنهم تحالفوا عند جبيل
يقال له حبشي، فاشتق لهم منه هذا الاسم.
وقوله لأبي بكر إنك لتكسب المعدوم يقال كسبت الرجل مالا، فتعديه إلى
(3/213)
ويقال ابن
الدغينة.
قال ابن إسحاق: حدثني الزهري، عن عروة عن عائشة قالت فقال ابن الدغنة
أين يا أبا بكر ؟ قال أخرجني قومي وآذوني، وضيقوا علي قال ولم ؟ فوالله
إنك لتزين العشيرة وتعين على النوائب وتفعل المعروف وتكسب المعدوم ارجع
وأنت في جواري، فرجع معه حتى إذا دخل مكة ، قام ابن الدغنة فقال يا
معشر قريش، إني قد أجرت ابن أبي قحافة فلا يعرضن له أحد إلا بخير. قالت
فكفوا عنه.
سبب خروج أبي بكر من جوار ابن الدغنة:
قالت وكان لأبي بكر مسجد عند باب داره في بني جمح فكان يصلي فيه وكان
رجلا رقيقا، إذا قرأ القرآن استبكى. قالت فيقف عليه الصبيان والعبيد
والنساء يعجبون لما يرون من هيئته. قالت فمشى رجال من قريش إلى ابن
الدغنة فقالوا له يا بن الدغنة إنك لم تجر هذا الرجل ليؤذينا إنه رجل
إذا صلى، وقرأ ما جاء به محمد يرق ويبكي، وكانت له هيئة ونحو فنحن
نتخوف على صبياننا ونسائنا وضعفتنا أن يفتنهم فأته فمره أن يدخل بيته
فليصنع فيه ما شاء. قالت فمشى ابن الدغنة إليه فقال له يا أبا بكر إني
لم أجرك لتؤذي قومك، إنهم قد كرهوا مكانك الذي أنت فيه وتأذوا بذلك
منك، فادخل بيتك، فاصنع فيه ما أحببت، قال أو أرد عليك جوارك وأرضى
بجوار الله ؟ قال فاردد علي جواري، قال قد رددته عليك. قالت فقام ابن
الدغنة فقال يا معشر قريش، إن ابن أبي قحافة قد رد علي جواري، فشأنكم
بصاحبكم.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم بن محمد
قال لقيه سفيه من سفهاء قريش، وهو عامد إلى الكعبة، فحثا على رأسه
ترابا. قال:
ـــــــ
مفعولين. هذا قول الأصمعي، وحكى غيره أكسبته مالا، فمعنى تكسب المعدوم
أي يكسب غيرك ما هو معدوم عنده والدغنة اسم امرأة عرف بها الرجل والدغن
الغيم يبقى بعد المطر
(3/214)
قال فمر بأبي
بكر الوليد بن المغيرة، أو العاص بن وائل. قال فقال أبو بكر ألا ترى
إلى ما يصنع هذا السفيه ؟ قال أنت فعلت ذلك بنفسك. قال وهو يقول أي رب
ما أحلمك أي رب ما أحلمك أي رب ما أحلمك.
ـــــــ
.................................................
(3/215)
|