الروض
الأنف ت السلامي
أمر محيصة وحويصة
لوم حويصة لأخيه محيصة لقتله يهوديا ثم إسلامه
قال ابن إسحاق: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من ظفرتم به من
رجال يهود فاقتلوه" فوثب محيصة بن
ـــــــ
قتل محيصة اليهودي
محيصة بن مسعود كان أصغر من أخيه حويصة، لكن سبقه إلى الإسلام كما
(5/292)
مسعود قال ابن
هشام <238> ويقال محيصة بن مسعود بن كعب بن عامر بن عدي بن مجدعة بن
حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس على ابن سبينة قال
ابن هشام: ويقال سبيعة رجل من تجار يهود كان يلابسهم ويبايعهم فقتله
وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم كان أسن من محيصة، فلما قتله جعل
حويصة يضربه ويقول أي عدو الله أقتلته، أما والله لرب شحم في بطنك في
ماله. قال محيصة: فقلت: والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت
عنقك، قال فوالله إن كان لأول إسلام حويصة، قال أوالله لو أمرك محمد
بقتلي لقتلتني؟ قال نعم والله لو أمرني بضرب عنقك لضربتها قال والله إن
دينا بلغ بك هذا لعجب فأسلم حويصة.
قال ابن إسحاق: حدثني هذا الحديث مولى لبني حارثة، عن ابنة محيصة، عن
أبيها محيصة. فقال محيصة في ذلك.
يلوم ابن أمي لو أمرت بقتله ... لطبقت ذفراه بأبيض قاضب
حسام كلون الملح أخلص صقله ... متى ما أصوبه ليس بكاذب
وما سرني أني قتلتك طائعا ... وأن لنا ما بين بصرى ومأرب
ـــــــ
ذكر ابن إسحاق، وشهد أحدا والخندق، وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم
إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام وهو الذي استفتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم - في أجرة الحجام فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بعدما
ألح عليه في المسألة "أعلفه ناضحك واجعله في كرشك" وذلك أن أبا طيبة
الحجام كان عبدا له وقد تقدم اسم أبي طيبة .
<238> وقوله ما بين بصرى ومأرب . بصرى بالشام ، ومأرب باليمن ، حيث كان
(5/293)
رواية أخرى في
إسلام حويصة
قال ابن هشام: وحدثني أبو عبيدة عن أبي عمرو المدني قال لما ظفر رسول
الله صلى الله عليه وسلم ببني قريظة أخذ منهم نحوا من أربع مائة رجل من
اليهود، وكانوا حلفاء الأوس على الخزرج، فأمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم بأن تضرب أعناقهم فجعلت الخزرج تضرب أعناقهم ويسرهم ذلك فنظر رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى الخزرج ووجوههم مستبشرة ونظر إلى الأوس
فلم ير ذلك فيهم فظن أن ذلك للحلف الذي بين الأوس وبين بني قريظة ولم
يكن بقي من بني قريظة إلا اثنا عشر رجلا، فدفعهم إلى الأوس، فدفع إلى
كل رجلين من الأوس رجلا من بني قريظة وقال ليضرب فلان وليذفف فلان فكان
ممن دفع إليهم كعب بن يهوذا، وكان عظيما في بني قريظة، فدفعه إلى محيصة
بن مسعود، وإلى <239> أبي بردة بن نيار وأبو بردة الذي رخص له رسول
الله صلى الله عليه وسلم في أن يذبح جذعا من المعز في الأضحى وقال
ليضربه محيصة وليذفف عليه أبو بردة فضربه محيصة ضربة لم تقطع وذفف أبو
بردة فأجهز عليه.
فقال حويصة: وكان كافرا، لأخيه محيصة: أقتلت كعب بن يهوذا؟ قال نعم
فقال حويصة: أما والله لرب شحم قد نبت في بطنك من ماله إنك للئيم يا
محيصة، فقال له محيصة: لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لقتلتك فعجب
من قوله ثم ذهب عنه متعجبا. فذكروا أنه جعل يتيقظ من الليل فيعجب من
قول أخيه محيصة. حتى أصبح وهو
ـــــــ
السد، ومأرب : اسم قصر كان لسبأ.
وقال المسعودي: مأرب اسم كل ملك ولي أمر سبأ، كخاقان في الترك، وكسرى
في الفرس، وقيصر في الروم، والنجاشي في الحبشة .
وحويصة: تصغير حوصة من حصت الثوب إذا خطته.
(5/294)
يقول والله إن
هذا لدين. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم فقال محيصة في ذلك
أبياتا قد كتبناها.
المدة بين قدوم الرسول بحران وغزوة أحد
قال ابن إسحاق: وكانت إقامة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قدومه من
بحران ، جمادى الآخرة ورجبا وشعبان وشهر رمضان وغزته قريش غزوة أحد في
شوال سنة ثلاث
ـــــــ
وفي حديثهما ذكر سنينة المقتول كأنه تصغير سن. وقال ابن هشام في اسمه
سبينة بالباء كأنه مصغر تصغير الترخيم من سبنية قال صاحب العين السبنية
ضرب من النبات وأما شنينة بالشين المنقوطة. فوالد صقلاب بن شنينة قرأ
على نافع بن أبي نعيم، وقال قال لي نافع يا صقلاب بين النون عند الحاء
والخاء والعين والغين والهاء والألف.
(5/295)
|