الروض
الأنف ت الوكيل [الذين أسلموا
بدعوة أبى بكر]
فَأَسْلَمَ بِدُعَائِهِ- فِيمَا بَلَغَنِي- عُثْمَانُ بْنُ عَفّانَ بن أبى
العاص بن أميّة ابن عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيّ بن كلاب
بن مرة بن كعب بن لؤىّ ابن غَالِبٍ، وَالزّبَيْرُ بْنُ الْعَوّامِ بْنِ
خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ قُصَيّ بْنِ كلاب بن مرة
بن كعب بن لؤي.
وَعَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ
الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي.
وَسَعْدُ بْنَ أَبِي وَقّاصٍ، وَاسْمُ أَبِي وَقّاصٍ: مَالِكُ بن أهيب بن
عبد مناف ابن زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ.
وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ
بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ، فَجَاءَ
بِهِمْ إلَى رَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم- حين استجابوا
له، فأسلموا وَصَلّوْا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ- صَلّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلّمَ- يَقُولُ فِيمَا بَلَغَنِي: مَا دَعَوْتُ أَحَدًا إلَى
الْإِسْلَامِ إلّا كَانَتْ فِيهِ عِنْدَهُ كَبْوَةٌ، وَنَظَرٌ وَتَرَدّدٌ،
إلّا مَا كَانَ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ، مَا عَكَمَ عَنْهُ
حِينَ ذَكَرْتُهُ لَهُ، وَمَا تَرَدّدَ فِيهِ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: قَوْلُهُ: «بِدُعَائِهِ» عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: قَوْلُهُ: عَكَمَ: تَلَبّثَ. قال رؤبة بن العجّاج:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(3/22)
والصاع وَثّابٌ بِهَا وَمَا عَكَمَ
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَكَانَ هَؤُلَاءِ النّفَرُ الثّمَانِيَةُ الّذِينَ
سَبَقُوا النّاسَ بِالْإِسْلَامِ فَصَلّوْا وَصَدّقُوا رَسُولَ اللهِ صَلّى
اللهُ عليه وسلّم بما جاءه من الله.
ثم أسلم أبو عبيدة، وَاسْمُهُ: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجَرّاحِ
بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ. وَأَبُو سَلَمَةُ،
وَاسْمُهُ: عَبْدُ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ بْنِ هِلَالِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بن مرّة بن كعب ابن لؤىّ.
وَالْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ. وَاسْمُ أَبِي الْأَرْقَمِ: عَبْدُ
مَنَافِ بْنِ أَسَدٍ- وَكَانَ أَسَدٌ يُكَنّى: أبا جندب- بن عبد الله بن
عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب ابن لُؤَيّ. وَعُثْمَانُ بْنِ
مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حذافة بن جمح بن عمرو ابن
هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ. وَأَخَوَاهُ: قَدَامَةُ وَعَبْدُ اللهِ
ابْنَا مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبٍ وَعُبَيْدَةُ بن الحارث بن المطلب بن عبد
مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
قُرْطِ بْنِ رِيَاحِ بْنِ رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وَامْرَأَتُهُ:
فَاطِمَةُ بِنْتُ الْخَطّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطِ بن رياح بن رزاح بن عدىّ ابن كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ،
أُخْتُ عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ. وَأَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ.
وَعَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ، وَهِيَ يَوْمئِذٍ صَغِيرَةٌ. وَخَبّابُ
بْنُ الْأَرَتّ، حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: خَبّابُ بْنُ الْأَرَتّ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ،
وَيُقَالُ: هُوَ من خزاعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(3/23)
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَعُمَيْرُ بْنُ
أَبِي وَقّاصٍ، أَخُو سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقّاصٍ.
وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شَمْخِ بْنِ مَخْزُومِ
بْنِ صَاهِلَةَ بْنِ كاهل ابن الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ
هُذَيْلٍ حليف بنى زهرة، وَمَسْعُودُ بْنُ الْقَارّيّ، وَهُوَ مَسْعُودُ
بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ
حَمَالَةَ بْنِ غَالِبِ بْنِ مُحَلّمِ بْنِ عَائِذَةَ بْنِ سُبَيْعِ بْنِ
الْهُونِ بْنِ خُزَيْمَةَ من القارة.
قال ابن هشام: والقارة: لقب، وَلَهُمْ يُقَالُ:
قَدْ أَنْصَفَ الْقَارّةَ مَنْ رَامَاهَا
وكانوا قوما رماة.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَسَلِيطُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عبد شمس بن عبدودّ بن
نصر ابن مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيّ بن غالب بن فهر.
وعيّاش ابن أَبِي رَبِيعَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عُمَرَ بن مخزوم بن يقظة بن مرّة ابن كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ. وَامْرَأَتُهُ
أَسَمَاءُ بِنْتُ سَلَامَةَ بْنِ مُخَرّبَةِ التّمِيمِيّةُ.
وَخُنَيْسُ بْنُ حُذَافَةَ بْنِ قيس بن عدي بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ هصيص ابن كعب بن لؤىّ. وعامر بن ربيعة بن عنز بن وائل، حليف
آل الخطّاب ابن نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: عَنْزُ بْنُ وَائِلِ أَخُو بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، من
ربيعة بن نزار.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشِ بن رئاب بن يعمر بن صبرة
بن
ـــــــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(3/24)
مرة بن كَبِيرُ بْنُ غَنْمِ بْنِ دُودَانَ
بْنِ أَسَدٍ بْنِ خُزَيْمَةَ. وَأَخُوهُ: أَبُو أَحَمْدَ بْنُ جَحْشٍ،
حَلِيفَا بَنِي أُمّيّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ، وَامْرَأَتُهُ:
أَسَمَاءُ بنت عميس بن النعمان بن كعب بن مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ، مِنْ
خَثْعَمَ، وَحَاطِبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ
وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جمح بْنِ عَمْرِو بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ
بْنِ لُؤَيّ، وَامْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ المجلّل بن عبد الله أَبِي
قَيْسِ بْنِ عَبْدِ وُدّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ
عَامِرِ بْنِ لؤى بن غالب بن فهر- وأخوه خطّاب بْنُ الْحَارِثِ،
وَامْرَأَتُهُ فُكَيْهَةُ بِنْتُ يَسَارٍ. وَمَعْمَرُ بن الحارث ابن
مَعْمَرِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ جمح بْنِ عَمْرِو
بْنِ هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ. وَالسّائِبُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
مَظْعُونِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ وَهْبِ. والمطّلب ابن أزهر بْنِ عَبْدِ عَوْفِ
بْنِ عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرّةَ بْنِ
كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ، وَامْرَأَتُهُ: رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي عَوْفِ بْنُ
صُبَيْرَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
هُصَيْصِ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ. وَالنّحّامُ، وَاسْمُهُ:
نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَسِيد، أَخُو بَنِي عَدِيّ بْنِ كَعْبِ
بْنِ لُؤَيّ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: هُوَ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أسيد بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُوَيْجِ بْنِ عَدِيّ بْنِ
كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ، وَإِنّمَا سُمّيَ النّحّامَ، لِأَنّ رَسُولَ اللهِ-
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: لَقَدْ سَمِعْت نَحْمَهُ فِي
الْجَنّةِ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: نَحْمُهُ: صوته وحسّه.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ
الصّدّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(3/25)
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: عَامِرُ بْنُ
فُهَيْرَةَ مُوَلّدٌ مِنْ مُوَلّدِي الْأَسْدِ، أَسْوَدُ اشْتَرَاهُ أَبُو
بَكْرٍ رضى الله عنه منهم.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيّةَ
بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيّ بْنِ كِلَابِ بْنِ
مُرّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ، وَامْرَأَتُهُ أَمِينَةُ بنت خلف بن أسعد
بن عامر بن بياضة بن سبيع بن جعثمة بن سعد بْنِ مُلَيْحِ بْنِ عَمْرٍو،
مِنْ خُزَاعَةَ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ: هُمَيْنَةُ بِنْتُ خَلَفٍ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَاطِبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شمس بن عبد ودّ
بن نصر ابن مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عَامِرِ بْنِ لُؤَيّ بْنِ غَالِبِ
بْنِ فِهْرِ. وَأَبُو حُذَيْفَةَ، وَاسْمُهُ:
مهشم- فِيمَا قَالَ ابْنُ هِشَامٍ- بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ
عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بْنِ
لُؤَيّ. وَوَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عبد مناف ابن عرين بن ثعلبة بن
يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، حَلِيفُ بَنِي عَدِيّ بْنِ
كَعْبٍ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: جَاءَتْ بِهِ بَاهِلَةُ، فَبَاعُوهُ مِنْ الْخَطّابِ
بْنِ نُفَيْلٍ، فَتَبَنّاهُ، فَلَمّا أَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: «ادْعُوهُمْ
لِآبائِهِمْ» الأحزاب: 5 قَالَ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فِيمَا
قال أبو عمرو المدنى.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَخَالِدٌ وَعَامِرٌ وَعَاقِلٌ وَإِيَاسٌ بنو البكير
ابْنِ عَبْدِ ياليل بْنِ نَاشِبِ بْنِ غَيْرَةَ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ
لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةِ حَلْفَاءُ بَنِي
ـــــــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(3/26)
عَدِيّ بْنِ كَعْبٍ. وَعَمّارُ بْنُ
يَاسِرٍ، حَلِيفُ بَنِي مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: عمّار بن ياسر عنسىّ من مذحج.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ، أَحَدُ النّمِرِ بْنِ
قَاسِطٍ، حَلِيفُ بَنِي تَيْمِ بْنِ مُرّةَ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: النّمِرُ بْنُ قَاسِطِ بن هنب بن أفصى بن جديلة بن
أسد ابن رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ، وَيُقَالُ: أَفْصَى بْنِ دُعْمِيّ بْن
جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ، وَيُقَالُ:
صُهَيْبٌ: مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ جُدْعَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ
بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ.
وَيُقَالُ: إنّهُ رُومِيّ. فَقَالَ بَعْضُ مَنْ ذَكَرَ أَنّهُ مِنْ
النّمِرِ بْنِ قَاسِطٍ: إنّمَا كَانَ أَسِيرًا فِي أَرْضِ الرّومِ،
فَاشْتُرِيَ مِنْهُمْ، وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنْ النّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صُهَيْبٌ سابق الروم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إسْلَامُ أَبِي عُبَيْدَةَ وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ:
وَذَكَرَ إسْلَامَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرّاحِ وَاسْمَهُ، وَقَدْ
اخْتَلَفَ فِيهِ، فَقِيلَ:
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَامِرٍ، وَقِيلَ: عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ. وَأُمّهُ:
أُمَيْمَةُ بنت غنم بن جابر ابن عَبْدِ الْعُزّى بْنِ عَامِرَةَ بْنِ
وَدِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ، قَالَهُ الزّبَيْرُ «1» .
وَذَكَرَ إسْلَامَ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِيمَا مَضَى،
وَذَكَرْنَا أُمّهُ فَاطِمَةَ بِنْتَ بَعْجَةَ «2» بْنِ خَلَفٍ
الْخُزَاعِيّةَ، وَمَا وَقَعَ فِي نَسَبِهِ مِنْ التّقْدِيمِ والتأخير، ومن
__________
(1) فى ص 445 من نسب قريش لأبى عبد الله الزبيرى، وفى التهذيب النووى أميمة
بنت جابر.
(2) فى الإصابة: بعجة بن مليح.
(3/27)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْفَتْحِ فِي رَزَاحِ بْنِ عَدِيّ وَالْكَسْرِ، وَأَنّ رَزَاحَ بْنَ
رَبِيعَةَ هُوَ الّذِي لَمْ يُخْتَلَفْ فى كسر الراء منه، ويكنى سعيد:
أَبَا الْأَعْوَرِ، تُوُفّيَ بِأَرْضِهِ بِالْعَقِيقِ، وَدُفِنَ
بِالْمَدِينَةِ فى أيام معاوية سنة خمسين، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ
سَنَةً، رَوَى عَنْهُ ابْنُ عُمَرَ، وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ، وَأَبُو
الطّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ التّابِعِينَ «1» ،
وَلَمْ يَرْوِ عَنْ رَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
إلّا حَدِيثَيْنِ «2» . أَحَدُهُمَا: «مَنْ غَصَبَ شِبْرًا من أرض طوقه يوم
القيامة من سبع أَرَضِينَ «3» » وَهُوَ أَحَدُ الْعَشَرَةِ الّذِينَ شَهِدَ
لَهُمْ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْجَنّةِ،
وَأَحَدُ الّذِينَ رَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ، فَقَالَ لَهُ النّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«اُثْبُتْ حِرَاءُ؛ فَإِنّمَا عَلَيْك نَبِيّ أَوْ صِدّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ
«4» » ويروى: اثبت أحد «5» ،
__________
(1) من كبارهم: أبو عثمان النهدى، وابن المسيب، وقيس بن أبى حازم وغيرهم
(2) فى ذخائر المواريث ذكر له عشرة أحاديث.
(3) رواه البخارى فى المظالم وبدء الخلق، ومسلم فى البيوع
(4) بعد هذا ورد: «قيل: ومن هم؟ قَالَ: رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير وسعد وعبد
الرحمن بن عوف. قيل: ومن العاشر؟ قال- أى سعيد بن زيدر وأى الحديث- أنا»
رواه الترمذى وأبو داود.
(5) روى قصة أحد البخارى وأحمد والترمذى والنسائى وأبو حاتم وأبو داود.
والذين كانوا معه: أبو بكر، وعمر وعثمان وفيه: «فإنما عليك نبى وصديق
وشهيدان» وحديث ثبير- وهو جبل بالمزدلفة على يسار الذاهب إلى منى- عن ثمامة
بن شراحيل اليمانى. والذين كانوا مع الرسول صلّى الله عليه وسلم هم: أبو
بكر وعمر وعثمان. وفيه: فإنما عليك نبى وصديق وشهيدان. وقد أخرجه النسائى
والترمذى والدار قطنى. وفى حديث حراء المروى عن أبى هريرة أمه كان معه أبو
بكر-
(3/28)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وَأَنّ الْقِصّةَ كَانَتْ فِي جَبَلِ أُحُدٍ، وَيُرْوَى أَنّهَا كَانَتْ
فِي جَبَلِ ثَبِيرٍ ذَكَرَهُ التّرْمِذِيّ، وَأَنّهُمْ كَانُوا أَرْبَعَةً
مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ
الْخُلَفَاءُ الْأَرْبَعَةُ، وَلَعَلّ هَذَا أَنْ يَكُونَ مِرَارًا،
فَتَصِحّ الْأَحَادِيثُ كُلّهَا، وَاَللهُ أَعْلَمُ.
إسْلَامُ سَعْدٍ وَابْنُ عَوْفٍ وَالنّحّامِ:
وَذَكَرَ فِيمَنْ أَسْلَمَ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقّاصٍ،
وَاسْمُ أَبِي وَقّاصٍ: مَالِكُ بْنُ أُهَيْب، وَأُهَيْبٌ: هُوَ عَمّ
آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ أُمّ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وَالْوَقّاصُ فِي اللّغَةِ، هُوَ وَاحِدُ الْوَقَاقِيصِ وَهِيَ شِبَاكٌ
يَصْطَادُ بِهَا الطّيْرُ، وَهُوَ أَيْضًا فَعَالٍ مِنْ وُقِصَ إذَا
انْكَسَرَ عُنُقُهُ، وَأُمّ سَعْدٍ: حَمْنَةُ «1» بِنْتُ سُفْيَانَ بْنِ
أُمَيّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، يُكَنّى: أَبَا إسْحَاقَ، وَهُوَ أَحَدُ
الْعَشَرَةِ، دَعَا لَهُ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
أَنْ يُسَدّدَ اللهُ سَهْمَهُ، وَأَنْ يُجِيبَ دَعْوَتَهُ، فَكَانَ
دُعَاؤُهُ أَسْرَعَ الدّعَاءِ إجَابَةً «2» . وَفِي الْحَدِيثِ أن
__________
- وعمر وعثمان وطلحة والزبير، وفى رواية: وسعد بن أبى وقاص، ولم يذكر عليا
فى هذه الرواية، وفيه: فما عليك إلا نبى أو صديق أو شهيد. وقد خرجهما مسلم،
والترمذى، وذكر عليا، ولم يذكر سعدا. ولكن الثابت أن سعدا مات بقصره
بالعقيق قرب المدينة. ولم يستشهد.
(1) فى الإصابة: حمزة، ولعله خطأ مطبعى، وكانت غير واضحة فى الروض فأثبتها
من نسب قريش ص 263.
(2) فى البخارى ومسلم والترمذى أن الرسول «ص» كان يقول له يوم أحد «ارم،
فداك أبى وأمى» . وزاد الترمذى أيها الغلام الحزور «الشديد القوى» وروى
البخارى عن سعد: «لقد مكثت ثلاثة أيام، وإنى لثلث الإسلام» يعنى ثالث رجل
أسلم، وروى الترمذى: اللهم استجب لسعد إذا دعاك. مات سعد-
(3/29)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: احْذَرُوا
دَعْوَةَ سَعْدٍ. مَاتَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ.
وَذَكَرَ عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفِ بن عبد بن
الحارث ابن زُهْرَةَ «1» ، وَهُوَ أَيْضًا أَحَدُ الْعَشَرَةِ يُكَنّى:
أَبَا محمد، أمّه: الشّفاء بنت عوف ابن عَبْدِ بْنِ الْحَارِثِ «2» وَهِيَ
بِنْتُ عَمّ عَوْفٍ وَالِدِ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَأَبُوهَا:
عَوْفٌ عم عوف وأخو عبد عوف.
__________
- رضى الله عنه بالعقيق، وحمل إلى المدينة، وقال الواقدى: أثبت ما قيل فى
وقت وفاته أنها سنة خمس وخمسين، وهو الذى بنى الكوفة، وفتح مدائن كسرى
واعتزل الفتنة. وعن عائشة قالت: سهر رسول الله «ص» مقدمه المدينة ليلة،
فقال: ليت رجلا صالحا من أصحابى يحرسنى الليلة، قالت: فبينا نحن كذلك سمعنا
خشخشة سلاح، فقال: من هذا؟ قال: سعد بن أبى وقاص، فقال له رسول الله: ما
جاء بك؟ فقال: وقع فى نفسى خوف فجئت أحرسك، فدعا له رسول الله «ص» ثم نام.
رواه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى.
(1) نسبه هكذا فى نسب قريش، وقد سقط من نسبه فى الإصابة: ابن بين عبد، وبين
الحارث، أما فى جمهرة ابن حزم، فنسبه: عبد الرحمن بن عوف بن عوف بن عبد بن
الحارث بن زهرة بن كلاب.
(2) فى الإصابة جاء نسبها: أبوها: عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث ابن زهرة.
وهو خطأ لأنها بهذا تكون أخت عبد الرحمن. وفى نسب قريش: الشفاء بنت عوف بن
الحارث بن زهرة. فأسقط «عبد بن الحارث» من نسبها. وفى مكان آخر: «الشفاء
بنت عوف بن عبد» ص 265، 263 وفى الإصابة: واسم أمه: صفية، ويقال: الصفا،
حكاه ابن منده ذكر البخارى فى تاريخه من طريق الزهرى: قال: أوصى عبد الرحمن
بن عوف لكل من شهد بدرا بأربعمائة دينار، فكانه مائة رجل، مات سنة 31 أو 32
هـ وعاش 72 عاما. دفن بالبقيع وصلى عليه عثمان. أو الزبير.
(3/30)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وَذَكَرَ نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ النّحّامُ «1» ، وَقَوْلُ النّبِيّ-
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
سَمِعْت نِحْمَةً فِي الْجَنّةِ، وَلَمْ يُفَسّرْ النّحْمَ مَا هُوَ،
وَهِيَ سُعْلَةٌ مُسْتَطِيلَةٌ، وَيُقَال لِلْبَخِيلِ: نَحّامٌ؛ لِأَنّهُ
يَسْعَلُ إذَا سُئِلَ يَتَشَاغَلُ بِذَلِكَ، وَأَنْشَدَ الزّبَيْرُ:
مالك لَا تَنْحِمُ يَا رَواحَهْ ... إنّ النّحِيمَ لِلسّقَاةِ رَاحَهْ
قَالَ: وَيُقَالُ لِلنّحْمَةِ: نَحْطَةٌ، وَقَالَ غَيْرُهُ: النّحْطَةُ فِي
الصّدْرِ، وَالنّحْمَةُ فِي الْحَلْقِ، وَالنّحّامُ أَيْضًا طَائِرٌ
أَحْمَرُ فِي عَظْمِ الْإِوَزّ «2» .
عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَمَسْعُودٌ الْقَارِيّ:
وَذَكَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودِ «3» بْنِ شَمْخِ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ
صَاهِلَةَ بْنِ كاهل
__________
(1) نسبه فى نسب قريش. نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَسِيد بْنِ عبد بن
عوف. ابن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، أما فى الإصابة فكما فى السيرة، أى:
بإسقاط ابن بين عبد وعوف. وقد استشهد نعيم بأجنادين فى خلافة عمر سنة خمس
عشرة. وقيل: يوم مؤته فى حياة النبى «ص» .
(2) فى القاموس: نحط ينحط نيحطا، زفر زفيرا، النحاط كغراب: تردد البكاء فى
الصدر من غير أن يظهر كالنحط. وقال عن النحيم إنه كالزحير أو فوقه. وقال عن
النحام بمعنى طائر إنها على وزن غراب، وخطأ الجوهرى فى فتحها وشدها، وفى
الاستيعاب لابن عبد البر، وعند ابن الكلبى: أسيد بن عبد عوف انظر الخشنى ص
80، وفى كتاب حذف نسب قريش ص 82 لمؤرج بن عمرو السدوسى «أسيد بن عبد عوف» .
(3) فى الإصابة: عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن سمع بن فار ابن
مخزوم بن صاهلة بن الحارث بن تيم بن سعد بن هذيل الهذلى أبو عبد الرحمن. فى
جمهرة ابن حزم: شمخ وتميم.
(3/31)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ابن الْحَارِثِ بْنِ تَمِيمِ بْنِ سَعْدِ بْنِ هُذَيْلٍ حَلِيفُ بَنِي
زُهْرَةَ، وَقَالَ فِي نَسَبِهِ: كَاهِلٌ، وَقَيّدَهُ الْوَقَشِيّ بِفَتْحِ
الْهَاءِ مِنْ كَاهِلٍ، كَأَنّهُ سُمّيَ بِالْفِعْلِ مِنْ كَاهَلَ
يُكَاهِلُ، كَمَا قَالَ- عَلَيْهِ السّلَامُ لِرَجُلِ اسْتَأْذَنَهُ فِي
الْجِهَادِ- وَاسْمُهُ: جَاهِمَةُ- فَقَالَ: هَلْ فِي أَهْلِك مِنْ كَاهِلٍ
أى: من قوىّ على التصرف «1» ، والكتهال: الْقُوّةُ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: كَاهَلَ أَيْ: أَسَنّ، وَقَالَ ابْنُ
الْأَعْرَابِيّ: إنّمَا لَفْظُ الْحَدِيثِ هَلْ فِي أَهْلِك مِنْ كَاهِنٍ،
وَغَيّرَهُ الرّاوِي لَهُ، فَقَالَ: مِنْ كَاهِلٍ، قَالَ: وَكَاهِنُ
الرّجَالِ، هُوَ الّذِي يَخْلُفُ الرّجُلَ فِي أَهْلِهِ يَقُومُ
بِأَمْرِهِمْ بَعْدُ، يُقَالُ مِنْهُ: كَهُنَ يَكْهُنُ كَهَانَةً.
وَذَكَرَ فِي نَسَبِهِ أَيْضًا شَمْخًا وَهُوَ مَنْ شَمَخَ بِأَنْفِهِ إذَا
رَفَعَهُ عِزّةً. وَأُمّ عَبْدِ اللهِ هِيَ: أُمّ عَبْدِ بِنْتِ سَوْدِ
بْنِ قَدِيمِ بْنِ صَاهِلَةَ هُذَلَيّة «2» .
وَذَكَرَ مَسْعُودًا الْقَارِيّ، وَهُوَ: مسعود بن ربيعة ورفع نسبه إلى
الهوز ابن خُزَيْمَةَ، وَهُمْ الْقَارَةُ وَفِيهِمْ جَرَى الْمَثَلُ
الْمَثَلُ: قَدْ أَنْصَفَ الْقَارَةَ مَنْ رَامَاهَا.
قَالَ الرّاجِزُ:
قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَى، وَمَنْ وَالَاهَا ... أَنّا نَرُدّ الخيل عن هواها
__________
(1) فى النهاية والقاموس: ويروى من كاهل- بفتح ميم من- وهاء كاهل باعتبارها
فعلا ماضيا أى تزوج. أو أسن وفى الاشتقاق: من كاهل أى كهل يقوم بأمرهم ذو
سن محتنك
(2) فى الإصابة: أمه: أم عبيد بنت عبدود بن سود أو اسواءة بن مريم وفى
جمهرة ابن حزم: وأم عبد الله بن مسعود: أم عبد من المهاجرات الأول من بنى
قديم بن صاهلة بن كاهل.
(3/32)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نَرُدّهَا دَامِيَةً كُلَاهَا ... قَدْ أَنْصَفَ الْقَارَةَ مَنْ راماها
إنّا إذا ما فئة ناقاها ... نَرُدّ أُولَاهَا عَلَى أُخْرَاهَا
وَسُمّيَ بَنُو الْهُونِ بْنِ خُزَيْمَةَ قَارَةً لِقَوْلِ الشّاعِرِ
مِنْهُمْ فِي بَعْضِ الْحُرُوبِ:
دَعُونَا قَارَةً لَا تُذْعِرُونَا ... فَنُجْفِلُ مِثْلَ إجْفَالِ
الظّلِيمِ «1»
هَكَذَا أَنْشَدَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْأَنْسَابِ، وَأَنْشَدَهُ
قَاسِمٌ فِي الدّلَائِلِ:
دَعُونَا قَارَةً لَا تُذْعِرُونَا ... فَتَنْبَتِكَ الْقَرَابَةُ
وَالذّمَامُ
وَكَانُوا رُمَاةَ الْحَدَقِ «2» ، فَمَنْ رَامَاهُمْ فَقَدْ أَنْصَفَهُمْ،
وَالْقَارَةُ: أَرْضٌ كَثِيرَةُ الْحِجَارَةِ، وَجَمْعُهَا «3» قُورٌ،
فَكَأَنّ مَعْنَى الْمَثَلِ عِنْدَهُمْ: أَنّ الْقَارَةَ لَا تَنْفَدُ
حِجَارَتُهَا إذَا رُمِيَ بِهَا، فَمَنْ رَامَاهَا فَقَدْ أَنْصَفَ.
وَهُمْ فِي نَسَبِ أَبِي حُذَيْفَةَ:
وَذَكَرَ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَاسْمُهُ:
مُهَشّمٌ، وَهُوَ وَهْمٌ عِنْدَ أَهْلِ النّسَبِ، فَإِنّ مُهَشّمًا إنّمَا
هُوَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَخُو هَاشِمٍ، وَهِشَامٌ ابْنَيْ
الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَأَمّا أبو
حذيفة بن عتبة فاسمه:
__________
(1) فى الاشتقاق واللسان: لا تنفرونا. وفى مجمع الأمثال: القارة قبيلة، وهم
عضل والديش ابنا الهون بن خزيمة، وإنما سموا قارة، لاجتماعهم والتفافهم لما
أراد الشداخ أن يفرقهم فى بنى كنانة، وهم اليوم فى اليمن. وقيل غير ذلك.
(2) يقال: هو من رماة الحدق: حاذق ماهر فى النضال.
(3) فى الاشتقاق: القارة: أكمة سوداء فيها حجارة، وفى القاموس جاء أيضا
أنها الجبل الصغير المنقطع عن الجبال، أو الصخرة العظيمة أو الصخرة السوداء
وجمعها قارات وقار وقور، وقيران. هذا وقد ورد فى نسب مسعود فى الإصابة بعد
غالب هو ابن عائدة بن نثيع بن مليح، وعند الكلبى: مسعود بن عامر ابن ربيعة
بن عمير بن سعد بن مخلد بن غالب.
(3/33)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَيْسٌ فِيمَا ذَكَرُوا «1» .
عُمَيْسٌ:
وَذَكَرَ أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ امْرَأَةَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ، وَعُمَيْس أَبُوهَا هُوَ: ابْنُ مَعَدّ «2» بْنِ الْحَارِثِ بْنِ
تَيْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ
رَبِيعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَسْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ
شَهْرَانِ بْنِ عِقْرِسِ بْنِ حُلْفِ بْنِ أَفْتَلَ، وَهُوَ: جَمَاعَةُ
خَثْعَمِ بْنِ أَنْمَارٍ عَلَى الِاخْتِلَافِ فِي أَنْمَارِ هَذَا، وَقَدْ
تَقَدّمَ.
وَأُمّهَا: هِنْدُ بِنْتُ عَوْفِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ الْحَارِثِ «3» مِنْ
كِنَانَةَ، وَهِيَ أُخْت مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيّةِ
زَوْجِ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أُمّهُمَا وَاحِدَةٌ،
وَأُخْتُ لُبَابَةَ أُمّ الْفَضْلِ امْرَأَةُ الْعَبّاسِ «4» ، وَكُنّ تسع
أخوات «5» ، فيهن، قال رسول الله
__________
(1) فى الإصابة أيضا مع هذا: وقيل: هاشم. استشهد يوم اليمامة، وهو ابن ست
وخمسين سنة، وفى الخشنى ص 80 مثل تصويب السهيلى
(2) هو بإسكان العين أو فتحها. ونسبه فى نسب قريش: عميس بن معبد بن تيم ابن
مَالِكِ بْنِ قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ
معاوية بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ نَسْرِ بْنِ وهب الله بن شَهْرَانَ
بْنِ عِفْرِسِ بْنِ حُلْفِ بْنِ أَفْتَلَ، وفى جمهرة ابن حزم، وعميس بن
مَعَدّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ تَيْمِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ بْنِ
قُحَافَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ ربيعة بن عامر بن سعد، ابن مالك بن بشر بن وهب
بن شهران بن عفرس بن حلف بن خثعم «ص «80 نسب قريش: 368 جمهرة» . والإصابة
تنفق مع الروض حتى ربيعة. ثم تقول عن ربيعة: ابن غانم بن معاوية بن زيد
الخثعمية. وقيل: «عميس هو ابن النعمان ابن كعب، والباقى سواء» .
(3) قيل خولة بنت عوف بن زهير.
(4) فى الاشتقاق: أنها أم بنى العباس بن عبد المطلب إلا تماما وكثيرا.
(5) قيل: عشر لأم، وست لأم وأب.
(3/34)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْأَخَوَاتُ مُؤْمِنَات، وَكَانَتْ
قبل جعفر عند حمزة ابن عَبْدِ الْمُطّلِبِ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَمَةَ اللهِ،
ثُمّ كَانَتْ عِنْدَ شَدّادِ بْنِ الْهَادِ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللهِ
وَعَبْدَ الرّحْمَنِ، وَقَدْ قِيلَ: بَلْ الّتِي كَانَتْ عِنْدَ حَمْزَةَ،
ثُمّ عِنْدَ شَدّادٍ هِيَ أُخْتُهَا: سَلْمَى، لَا أَسْمَاءَ،
وَتَزَوّجَهَا بَعْدَ حَمْزَةَ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيقُ، فَوَلَدَتْ لَهُ
مُحَمّدَ ابن أَبِي بَكْرٍ، وَتَزَوّجَهَا بَعْدَهُ عَلِيّ بْنُ أَبِي
طَالِبٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى. قَالَ الْكَلْبِيّ:
وَلَدَتْ لَهُ مَعَ يَحْيَى عَوْنَ بْنَ عَلِيّ «1» ، وَلَمْ يَخْتَلِفْ
أَنّهَا وَلَدَتْ لِجَعْفَرِ ابْنًا اسْمُهُ:
عَوْنٌ «2» ، وَوَلَدَتْ لَهُ أَيْضًا عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرٍ، وَكَانَ
جَوَادَ الْعَرَبِ فِي الْإِسْلَامِ، وَبَنَاتُ عُمَيْسٍ: أَسْمَاءُ
وَسَلَامَةَ وَسَلْمَى، وَهُنّ أَخَوَاتُ مَيْمُونَةَ وَسَائِرُ
أَخَوَاتِهَا لِأُمّ.
تَصْوِيبٌ فِي نَسَبِ بَنِي عَدِيّ:
وَذَكَرَ ابْنُ إسْحَاقَ فِي السّابِقِينَ إلَى الْإِسْلَامِ مِنْ بَنِي
سَهْمٍ: عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسِ ابن الحارث بْنُ عَدِيّ بْنِ سَعِيدِ
بْنِ سَهْمٍ «3» ، وَحَيْثُمَا تكرر نسب بنى عدى بن سعد
__________
(1) فى الإصابة أن الذى روى هذا هو ابن سعد عن الواقدى. أما ابن الكلبى
فقال إنها ولدت له عونا، وقال أبو عمر: تفرد بذلك ابن الكلبى.
(2) ولدته له فى الحبشة فى هجرتها. وفى الإصابة أنها تزوجت أبا بكر بعد قتل
زوجها جعفر، وروى عمر بن شبة فى كتاب مكة أن الرسول زوجها أبا بكر يوم
حنين.
(3) المذكور فى السيرة فى هذا الموضع: خنيس، أما عبد الله فأخوه، وكان خنيس
زوج حفصة رضى الله عنه- وقد مات بجراحه يوم أحد، وقد تزوج النبى صلى الله
عليه وسلم حفصة بعده. ونسب خنيس فى نسب قريش هو: خنيس بن حذافة ابن قيس بن
عدي بْنِ سَعْدِ بْنِ سَهْمِ بْنِ عَمْرِو بْنِ هصيص بن كعب. وهو مطابق لما
فى السيرة-
(3/35)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ابن سَهْمِ يَقُولُ فِيهِ ابْنُ إسْحَاقَ: سُعَيْد «1» ، وَالنّاسُ عَلَى
خِلَافِهِ، وَإِنّمَا هُوَ سَعْدٌ، وَسَيَأْتِي فِي شِعْرِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ قَيْسِ شَاهِدٌ عَلَى ذَلِكَ، وَإِنّمَا سُعَيْد بْنُ سَهْمٍ أَخُو
سَعْدٍ، وَهُوَ جَدّ آلِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلِ بْنِ هَاشِمِ
بْنِ سُعَيْد بْنِ سَهْمٍ وَفِي سَهْمٍ: سَعِيدٌ آخَرَ، وَهُوَ ابْنُ
سَعْدٍ الْمَذْكُورُ، وَهُوَ جَدّ الْمُطّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ،
وَاسْمُ أَبِي وَدَاعَةَ: عَوْفُ بْنُ صُبَيْرَةَ «2» ، ابْنُ سُعَيْد بْنُ
سَعْدٍ، وَقَدْ قِيلَ فِي صُبَيْرَةَ: ضُبَيْرَةَ بِالضّادِ الْمُعْجَمَةِ،
وَهُوَ الّذِي كَانَ شَابّا جَمِيلًا يَلْبَسُ حُلّةً، وَيَقُولُ لِلنّاسِ:
هَلْ تَرَوْنَ بِي بَأْسًا إعْجَابًا بِنَفْسِهِ، فَأَصَابَتْهُ
الْمَنِيّةُ بَغْتَةً، فَقَالَ الشّاعِرُ فِيهِ:
مَنْ يَأْمَنُ الْحَدَثَانِ بَعْدَ صُبَ ... يْرَةَ الْقُرَشِيّ مَاتَا
سَبَقَتْ مُنْيَتُهُ الْمَشِي ... بَ وَكَانَ مَنِيّتُهُ افْتِلَاتَا «3»
عَنْزٌ:
وَذَكَرَ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَقَالَ: هُوَ مِنْ عَنْزِ بْنِ وَائِلٍ.
عَنْزٌ بِسُكُونِ النّونِ، وَيَذْكُرُ عَنْ عَلِيّ بْنِ الْمَدِينِيّ
أَنّهُ قَالَ، فِيهِ عَنَزٌ بِفَتْحِ النّونِ، وَالسّكُونُ أَعْرَفُ ذَكَرَ
أَهْلُ النّسَبِ أَنّ وَائِلًا [بْنَ قَاسِطٍ] كَانَ إذَا وُلِدَ لَهُ ولد،
خرج من خبائه،
__________
- ولهذا يكون السهيلى مخطئا فى نقله عن السيرة إذ ذكر عبد الله بن قيس بن
الحارث بن عدى دون خنيس. وليس لعدى ولد اسمه الحارث، فالحارث ابن قيس،
ووالد قيس هو عدى.
(1) وقوله هنا حق، وقد صوبتها فى السيرة عن صاحب الروض، وعن نسب قريش لأبى
عبد الله المصعب الزبيرى ص 400 وما بعدها، وعن جمهرة ابن حزم ص 154، وعن
الإصابة فى ترجمة خنيس.
(2) هو كذلك فى النسب أما فى جمهرة ابن حزم فهبيرة وهو خطأ
(3) منية: موت، افتلات: فجأة
(3/36)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فَمَا وَقَعَتْ عَيْنُهُ عَلَيْهِ سَمّاهُ بِهِ، فَلَمّا وُلِدَ لَهُ
بَكْرٌ وَقَعَتْ عَيْنُهُ عَلَى بَكْرٍ مِنْ الْإِبِلِ، فَسَمّاهُ بِهِ،
فَلَمّا وُلِدَ لَهُ تَغْلِبُ رَأَى نَفْسَيْنِ يَتَغَالَبَانِ، فَسَمّاهُ
تَغْلِبَ، فَلَمّا وُلِدَ لَهُ عَنْزٌ، رَأَى عَنْزًا- وَهِيَ الْأُنْثَى
مِنْ الْمَعْزِ- فَسَمّاهُ عَنْزًا، فَلَمّا وُلِدَ لَهُ الشّخَيْصِ خَرَجَ
فَرَأَى شَخْصًا عَلَى بُعْدٍ صَغِيرًا، فَسَمّاهُ: الشّخَيْصَ،
بِهَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ «1» ، هُمْ قَبَائِلُ وَائِلٍ، وَهُمْ مُعْظَمُ
رَبِيعَةَ، وَهُوَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْعَنْزِيّ الْعَدَوِيّ حَلِيفٌ
لَهُمْ، وَيُقَالُ: هُوَ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكِ
بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْحَارِثِ بْنِ رُفَيْدَة بْنِ عَنْزِ بْنِ وَائِلِ بْنِ قَاسِطٍ،
وَقِيلَ: عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ
بْنِ حُجَيْرِ بْنِ سَلَامَانِ بْنِ هِنْبِ بْنِ أَفْصَى بْنِ دُعْمِيّ بْن
جَدِيلَةَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدّ بْنِ
عَدْنَانَ «2»
إسْلَامُ عَامِرِ بْنِ فَهَيْرَةَ:
وَذَكَرَ عَامِرَ بن فَهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَفُهَيْرَةَ:
أُمّهُ، هِيَ تَصْغِيرُ فِهْرٍ، لِأَنّ الْفِهْرَ مُؤَنّثَةٌ، وَكَانَ
عَبْدًا أسود للطّفيل بن الحارث بن سخبرة «3» اشتراه
__________
(1) القصة فى الاشتقاق لابن دريد ص 6 وفيها: «فإذا هو بشخيص قد ارتفع له،
ولم تتبينه نظراته» وعن تغلب: «فغلبه أن يرى شيئا فسماه تغلب»
(2) فى جمهرة ابن حزم ص 285 عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ
مَالِكِ ابن ربيعة بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حُجَيْرِ بْنِ سلامان
بن مالك بن ربيعة ابن رُفَيْدَة بْنِ عَنْزِ بْنِ وَائِلِ بْنِ قَاسِطٍ بن
هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار. وفى الإصابة
كالنسب الأول فى الروض مات سنة 32 هـ وقال أبو عبيدة سنة 37 هـ،
(3) فى الإصابة الطفيل بن عبد الله بن سخبرة.
(3/37)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهُ، وَأَسْلَمَ قَبْل دُخُولِ النّبِيّ- صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَارَ الْأَرْقَمِ، وَسَيَأْتِي فِي
الْكِتَابِ نُبَذٌ مِنْ أَخْبَارِهِ، مِنْهَا: أَنّهُ قَتَلَهُ عَامِرُ
بْنُ الطّفَيْلِ «1» يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، فَلَمّا طَعَنَهُ خَرَجَ
مِنْ الطّعْنَةِ نُورٌ، وَكَانَ عَامِرٌ يَقُولُ: مَنْ رَجُلٌ لَمّا
طَعَنْته رُفِعَ، حَتّى حَالَتْ السّمَاءُ دُونَهُ، هَذِهِ رِوَايَةُ
الْبَكّائِيّ عَنْ ابْنِ إسْحَاقَ، وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ
عَنْ ابْنِ إسْحَاقَ أَنّ عَامِرًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ- صَلّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلّمَ- حين قَدِمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمّدُ مَنْ
رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِك لَمَا طَعَنْته رُفِعَ إلَى السّمَاءِ؟ فقال: هو
عامر بن فُهَيْرَةَ، وَرَوَى هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ:
أَنّ عَامِرًا اُلْتُمِسَ فِي الْقَتْلَى يَوْمئِذٍ فَلَمْ يُوجَدْ،
فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنّ الْمَلَائِكَةَ رَفَعَتْهُ، أَوْ دفنته «2» ذكره
ابن المبارك.
__________
(1) عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر الكلابى العامرى مات كافرا بإجماع أهل
النقل. وفى الصحيح أنه قدم على النبى «ص» فقال له: لك أهل السهل، ولى أهل
المدر، أو أكون خليفتك أو أغزوك بألف أشقر، وألف شقراء، فقال «ص» : اللهم
اكفنى عامرا فطعن فى بيت امرأة- فقال: ائتونى بفرسى، فمات على ظهر فرسه،
وليس هو عامر بن الطفيل الأسلمى الصحابى.
(2) قتل عامر وسنه أربعون سنة، وفى البخارى أنه كان غلاما لعبد الله بن
الطفيل بن سخيرة أخى عائشة لأمها، وهو الذى كان يرعى بمنحة من غنم لأبى
بكر- كما جاء فى البخارى- فيريحها على الرسول «ص» وأبى بكر، وهما فى غار
ثور، فيبيتان- كما جاء فى الحديث- فى رسل- وهو لبن منحتهما- غنم- ورضيفهما
«الرسل اللبن، والرضيف اللبن الذى وضعت فيه الحجارة المحماة ليذهب وخمه أو
اللبن المغلى» حتى ينعق عامر بهذه الغنم بغلس، وكان يفعل هذا كل ليلة من
الليالى الثلاث دون أن يشعر به أحد. وقد روى البخارى أنه لما قتل الذين
ببئر معونة، وأسر عمرو بن أمية الضمرى قال له عامر بن الطفيل: من هذا؟
وأشار-
(3/38)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَمَا الْمَصْدَرِيّةُ وَاَلّذِي:
فَصْلٌ: وَذَكَرَ قَوْلَ اللهِ سُبْحَانَهُ: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ «1»
الْحِجْرُ: 94.
وَالْمَعْنَى: اصْدَعْ بِاَلّذِي تُؤْمَرُ بِهِ، وَلَكِنّهُ لَمّا عَدّى
الْفِعْلَ إلَى الْهَاءِ حَسُنَ حَذْفُهَا، وكان الحذف ههنا أَحْسَنَ مِنْ
ذِكْرِهَا؛ لِأَنّ مَا فِيهَا مِنْ الْإِبْهَامِ أَكْثَرُ مِمّا
تَقْتَضِيهِ الّذِي، وَقَوْلُهُمْ: مَا مَعَ الْفِعْلِ بِتَأْوِيلِ
الْمَصْدَرِ، رَاجِعٌ إلَى مَعْنَى الذى إذا
__________
- إلى قتيل، فقال له عمرو: هذا عامر بن فهيرة، فقال: لقد رأيته بعد ما قتل
رفع إلى السماء، حتى إنى لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض، ثم وضع. ونلحظ
أن قائل هذا هو عامر بن الطفيل الكافر.
(1) فى البخارى عن ابن عباس. قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك) جعل النبى
يدعوهم قبائل قبائل. وعن أبى هريرة أن النبى قال: يا بنى عبد مناف. اشتروا
أنفسكم من الله. يا بنى عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله. يا أم الزبير
ابن العوام عمة رسول الله، يا فاطمة بنت محمد اشتريا أنفسكما من الله. لا
أملك لكما من الله شيئا، سلانى من مالى ما شئتما. وعن ابن عباس أيضا: «لما
نزلت وأنذر عشيرتك، جعل النبى ينادى: يا بنى فهر يا بنى عدى ببطون قريش»
وهذه القصة إن كانت وقعت فى صدر الإسلام بمكة، فإن ابن عباس لم يدركها.
لأنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين، ولا أبو هريرة لأنه إنما أسلم بالمدينة،
وفى نداء فاطمة يومئذ أيضا ما يقتضى تأخر القصة؛ لأنها كانت حينئذ صغيرة أو
مراهقة، وإن كان أبو هريرة حضرها، فلا يناسب الترجمة (يعنى ترجمة البخارى
لهذا الباب بقوله: باب من انتسب إلى آبائه فى الإسلام والجاهلية» لأنه إنما
أسلم بعد الهجرة، بمدة، والذى يظهر أن ذلك وقع مرتين مرة فى صدر الإسلام-
ورواية ابن عباس وأبى هريرة لها من مراسيل الصحابة- ومرة بعد ذلك حيث يمكن
أن تدعى فيها فاطمة عليها السلام، أو يحضر ذلك أبو هريرة أو ابن عباس
«الحافظ فى الفتح ج 6 ص 433 طبعة 1 عبد الرحمن محمد. هذا وحديث ابن إسحاق
بعد يؤكد فرضية الصلاة قبل الإسراء.
(3/39)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تَأَمّلْته، وَذَلِكَ أَنّ الّذِي تَصْلُحُ فِي كُلّ مَوْضِعٍ تَصْلُحُ
فِيهِ مَا الّتِي يُسَمّونَهَا الْمَصْدَرِيّةَ نَحْوُ قَوْلِ الشّاعِرِ:
عَسَى الْأَيّامُ أَنْ يَرْجِعْ ... نْ يَوْمًا كَاَلّذِي كَانُوا «1»
أَيْ: كَمَا كَانُوا، فَقَوْلُ اللهِ عَزّ وَجَلّ إذًا: «فَاصْدَعْ بِمَا
تؤمر» إمّا أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: بِاَلّذِي تُؤْمَرُ بِهِ مِنْ
التّبْلِيغِ وَنَحْوِهِ، وَإِمّا أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: اصْدَعْ
بِالْأَمْرِ الّذِي تُؤْمَرُهُ، كَمَا تَقُولُ: عَجِبْت من الضرب الذى
تضربه، فتكون ما ههنا عِبَارَةٌ عَنْ الْأَمْرِ الّذِي هُوَ أَمْرُ اللهِ
تَعَالَى، وَلَا يَكُونُ لِلْبَاءِ فِيهِ دُخُولٌ، وَلَا تَقْدِيرٌ،
وَعَلَى الْوَجْهِ الْأَوّلِ تَكُونُ مَا مَعَ صِلَتِهَا عِبَارَةٌ عَمّا
هُوَ فِعْلٌ لِلنّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالْأَظْهُرُ
أَنّهَا مَعَ صِلَتِهَا عِبَارَةٌ عَنْ الْأَمْرِ الّذِي هُوَ قَوْلُ اللهِ
وَوَحْيُهُ، بِدَلِيلِ حَذْفِ الْهَاءِ الرّاجِعَةِ إلَى: مَا، وَإِنْ
كَانَتْ بِمَعْنَى الّذِي فِي الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا، إلّا أَنّك إذَا
أَرَدْت مَعْنَى الْأَمْرِ لَمْ تَحْذِفْ إلّا الْهَاءُ وَحْدَهَا، وَإِذَا
أَرَدْت مَعْنَى الْمَأْمُورِ بِهِ، حُذِفَتْ بَاءٌ وَهَاءٌ، فَحَذْفُ
وَاحِدٍ أيسر من حذفين
__________
(1) البيت للفند- بكسر الفاء- الزمانى بكسر الزاى وتشديد الميم، وهو شهل
ابن شيبان بن ربيعة بن زمان بن مالك بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيّ بْنِ بَكْرِ
بْنِ وائل جاهلى قديم. وفى الحيوان للجاحظ: الرمانى وهو خطأ، والقصيدة فى
الحيوان ج 6 ص 140 ط 1: ساسى، والأمالى للقالى، وهى فيه تسعة أبيات. وفى
الحيوان:
عسى الأيام ترجعهم ... جميعا كالذى كانوا
وفى الأمالى «يرجعن قوما» ويقول البكرى فى السمط عن شهل صاحب الشعر، وليس
فى العرب شهل بشين معجمة غيره» انظر ص 360 ج 1 ط 1: الأمالى للقالى، وص 578
سمط اللالى البكرى
(3/40)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مَعَ أَنّ صَدْعَهُ وَبَيَانَهُ إذَا عَلّقْته بِأَمْرِ اللهِ وَوَحْيِهِ،
كَانَ حَقِيقَةً، وَإِذَا عَلّقْته بِالْفِعْلِ الّذِي أَمَرَ بِهِ كَانَ
مَجَازًا، وَإِذَا صَرّحْت بِلَفْظِ الّذِي، لَمْ يَكُنْ حَذْفُهَا
بِذَلِكَ الْحَسَنِ، وَتَأَمّلْهُ فِي الْقُرْآنِ تَجِدْهُ كَذَلِكَ نَحْوُ
قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ، وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ
الْبَقَرَةُ: 33 وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ التّغَابُنُ:
4. ولِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ص: 75.
ولا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ الْكَافِرُونَ. وَلَمْ يَقُلْ: خَلَقْته،
وَحَذَفَ الْهَاءَ فِي ذَلِكَ كُلّهِ، وَقَالَ فِي الذى: الَّذِينَ
آتَيْناهُمُ الْكِتابَ البقرة: 121 والَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً
الْحَجّ: 25 وَمَا أَشَبَهُ ذَلِكَ، وَإِنّمَا كَانَ الْحَذْفُ مَعَ مَا
أَحْسَنَ لِمَا قَدّمْنَاهُ مِنْ إبْهَامِهَا، فَاَلّذِي فِيهَا مِنْ
الْإِبْهَامِ قَرّبَهَا مِنْ مَا الّتِي هِيَ شَرْطٌ لَفْظًا وَمَعْنًى،
أَلَا تَرَى أَنّ مَا إذَا كَانَتْ شَرْطًا تَقُولُ فِيهَا: مَا تَصْنَعْ
أَصْنَعَ مِثْلَهُ، وَلَا تَقُولُ: مَا تَصْنَعُهُ؛ لِأَنّ الْفِعْلَ قَدْ
عَمِلَ فِيهَا، فَلَمّا ضَارَعَتْهَا هَذِهِ الّتِي هِيَ مَوْصُولَةٌ،
وَهِيَ بِمَعْنَى الّذِي أُجْرِيَتْ فِي حَذْفِ الْهَاءِ مَجْرَاهَا فِي
أَكْثَرِ الْكَلَامِ، وَهَذِهِ تَفْرِقَةٌ فِي عَوْدِ الضّمِيرِ عَلَى مَا،
وَعَلَى «الّذِي» يَشْهَدُ لَهَا التّنْزِيلُ، وَالْقِيَاسُ الّذِي
ذَكَرْنَاهُ مِنْ الْإِبْهَامِ، وَمَعَ هَذَا لَمْ نَرَ أَحَدًا نَبّهَ
عَلَى هَذِهِ التّفْرِقَةِ، وَلَا أَشَارَ إلَيْهَا، وَقَارِئُ الْقُرْآنِ
مُحْتَاجٌ إلَى هَذِهِ، التّفْرِقَةِ. وَقَدْ يَحْسُنُ حَذْفُ الضّمِيرِ
الْعَائِدِ عَلَى الّذِي؛ لِأَنّهُ أَوْجَزُ، وَلَكِنّهُ لَيْسَ كَحَسَنِهِ
مَعَ مَنْ وَمَا، فَفِي التّنْزِيلِ: وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا
التّغَابُنُ: 8 فَإِنْ كَانَ الْفِعْلُ مُتَعَدّيًا إلَى اثْنَيْنِ كَانَ
إبْرَازُ الضّمِيرِ أَحْسَنَ مِنْ حَذْفِهِ، لِئَلّا يُتَوَهّمُ أَنّ
الْفِعْلَ واقع على الْمَفْعُولِ الْوَاحِدِ، وَأَنّهُ مُقْتَصَرٌ
عَلَيْهِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: [وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي]
جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْحَجّ: 25 والَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ
الْبَقَرَةُ: 21 وَشَرَحَ ابْنُ هِشَامٍ مَعْنَى قَوْلِهِ: اصْدَعْ شَرْحًا
صَحِيحًا، وَتَتِمّتُهُ أَنّهُ صَدْعٌ عَلَى جِهَةِ الْبَيَانِ،
وَتَشْبِيهٌ لِظُلْمَةِ الشّكّ وَالْجَهْلِ بِظُلْمَةِ اللّيْلِ.
وَالْقُرْآنُ نُورٌ، فَصَدَعَ بِهِ تِلْكَ الظّلْمَةَ، وَمِنْهُ سُمّيَ
الْفَجْرُ: صَدِيعًا، لِأَنّهُ يَصْدَعُ ظلمة الليل، وقال الشّمّاخ:
(3/41)
|