الشفا
بتعريف حقوق المصطفى محذوف الأسانيد بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة المحققين
لا يشك مسلم في أن مصدر التشريع الأول هو القرآن الكريم ويليه في الأهمية
سنة الرسول صلّى الله عليه وسلم..
وكما اعتنى المسلمون بالقرآن حفظا ودراسة كذلك وجهوا جهودهم للسيرة النبوية
باحثين ممحصين حتى أنتج اهتمامهم الكبير بهذا المصدر العظيم من مصادر
التشريع تلك الدراسات الواسعة والقواعد التاريخية الدقيقة والمؤلفات
الغزيرة..
فرحم الله ذلك الجيل الكريم الذي خدم كتاب الله أجل خدمة وحفظ سنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم أعظم حفظ وأدقه.
ولقد كانت دراسة السيرة النبوية جزءا مهما من دراسة السنة المطهرة ...
ولذا اهتم العلماء بهذه السيرة لفائق أهميتها في فهم الشريعة وتوضيح نصوصها
من عمل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتصرفاته كلها..
فسيرة الرسول بهذا تجسيد لمبادىء الإسلام في مثلها العليا وهي تفيد في
معرفة جوانب من الحياة الإسلامية منها:
«1- فهم شخصية الرسول صلّى الله عليه وسلم (النبوية) من خلال حياته وظروفه
التي عاش فيها، للتأكد من أن محمدا عليه الصلاة والسلام لم يكن مجرد عبقري
سمت به عبقريته بين قومه، ولكنه رسول أيده الله بوحي من عنده وتوفيق من
لدنه.
(1/11)
2 ان يجد الإنسان بين يديه صورة للمثل
الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة، كي يجعل منها دستورا يتمسك به
ويسير عليه. ولا ريب أن الإنسان مهما بحث عن مثل أعلى في ناحية من نواحي
الحياة فإنه واجده كله في حَيَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ على أعظم ما يكون الوضوح والكمال، ولذا جعله الله قدوة للإنسانية
كلها، فقال: (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)
«1» .
3- ان يجد الإنسان في دراسة سيرته عليه الصلاة والسلام ما يعينه على فهم
كتاب الله تعالى وتذوق روحه ومقاصده، إذ أن كثيرا من آيات القرآن إنما
يفسرها ويجليها الأحداث التي مرت برسول الله صلّى الله عليه وسلم وموقفه
منها.
4- ان تتجمع لدى المسلم من خلال دراسة سيرته صلّى الله عليه وسلم أكبر قدر
من الثقافة والمعارف الإسلامية الصحيحة، سواء ما كان منها متعلقا بالعقيدة
أو الأحكام والأخلاق، إذ لا ريب ان حياته صلّى الله عليه وسلم إنما هي صورة
مجسدة لمجموع مبادىء الإسلام وأحكامه.
5- أن يكون لدى المعلم والداعية الإسلامي نموذج حي عن طرائق التربية
والتعليم، فلقد كان محمد صلّى الله عليه وسلم معلما ناصحا، ومربيا فاضلا لم
يأل جهدا في تلمس إحدى الطرق الصالحة إلى ذلك خلال مختلف مراحل دعوته.
وإن من أهم ما يجعل سيرته صلّى الله عليه وسلم وافية بتحقيق هذه الأهداف
كلها أن سيرته عليه الصلاة والسلام شاملة لكل النواحي الإنسانية
والاجتماعية التي توجد في الإنسان من حيث إنه فرد مستقل بذاته أو من حيث
إنه عضو فعال في المجتمع.
__________
(1) الأحزاب 21.
(1/12)
فسيرته عليه الصلاة والسلام تقدم الينا
نماذج سامية للشاب المستقيم في ذاته، الأمين مع قومه وأصحابه، وللإنسان
الداعية إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، الباذل منتهى طاقته في سبيل
إبلاغ رسالته. ولرئيس الدولة الذي يسوس الأمور بحذق وحكمة بالغة، وللزوج
المثالي في حسن معاملته والأب في حنو عاطفته مع تفريق دقيق بين الحقوق
والواجبات لكل من الزوجة والأولاد، وللقائد الحربي الماهر والسياسي الصادق
المحنك، وللمسلم الجامع بين واجب التعبد والتبتل لربه، والمعاشرة الفكهة
اللطيفة مع أهله وأصحابه.
لا جرم إذا أن دراسة سيرة النبي صلّى الله عليه وسلم إنما هي تفهم لهذه
الجوانب الانسانية كلها مجسدة في أرفع نموذج وأتم صورة» «1» .
إن السيرة التي يحق لصاحبها أن تتخذ الناس من حياته اسوة حسنة ومثلا أعلى
يجب أن تكون متصفة بالصفة التاريخية الصحيحة.
أما السيرة التي حاكتها الاساطير وتفشت منها الخرافات فانها لا تملك قدرة
السيطرة على القلوب والنفوس ومن ثم لا يستطيع الناس أن يتأسوا ويتقيدوا بها
ونحن معشر المسلمين نؤمن برسالات الأنبياء كلها ونؤمن بهم ونتعرف على جوانب
حياتهم ودعوتهم من خلال القرآن الكريم والسنة المطهرة بعد أن عض الزمان
والنسيان على سيرتهم التاريخية؟ وبعد أن تلاعبت الايدي بالمسخ والنسخ فيها.
ونؤمن بالأنبياء كلهم مع علمنا بأنهم مجاهدون رتبة ومكانة ونحن نرى من عرض
سير الانبياء والرسل ان صحة الأسانيد وبقاءها محفوظة لم يتاحا لسيرة واحد
منهم مثلما اتيح لسيرة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم.
__________
(1) نقلا عن كتاب فقه السيرة للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ص 19.
(1/13)
كما أن من الشروط المحتمة التي لابد منها
لكل من يرجو أن تكون سيرته وهدايته اسوة للبشر، الكمال والتمام والجمع.
والمراد بالكمال والتمام والجمع ان الطوائف الانسانية المتفرقة والطبقات
البشرية المختلفة تحتاج الى أمثلة كثيرة ومتنوعة تتخذها منهاجا لحياتها
الاجتماعية. وكذلك الأفراد في المجتمع الانساني يحتاجون إلى مثل عليا
يقتدون بها في جميع مناحي حياتهم. لذا يجب أن تكون حياة المتأسى به واضحة
ناصعة عاليه..
وهذه النظرة الصحيحة لا نجدها تتمثل في حياة أحد مثلما تتمثل في حياة سيدنا
محمد صلّى الله عليه وسلم ذلك لانها استجمعت الصفات التي مر ذكر بعضها وهي.
1- ان تكون سيرة تلك الحياة (تاريخية) أي ان التاريخ الصحيح الممحص يصدقها
ويشهد لها..
ولقد شهد التاريخ كله شرقيه وغربيه مسلمه وكافره، ان الدقة التي وصل إليها
المسلمون في دراسة السيرة النبوية من الوجهة العلمية بلغت الاوج والمنتهى
الذي تقف عنده أقلام النقد والتمحيص ... ولا يزال المنهج التاريخي العلمي
الذي ابتدعه المسلمون أول ما ابتدعوه لغاية الحفاظ على سيرة هذا الرسول
العظيم- لم يزل ذلك المنهج قدوة المؤرخين في سلوك طريق البحث والتنقيب حتى
الآن.
2- أن تكون سيرة الحياة (جامعة) أي محيطة بأطوار الحياة ومناحيها وجميع
شؤونها.
في البيت وفي السوق، مع نفسه ومع ربه ومع الناس في الفرح وفي الترح في
الغضب وفي الرضى في الحرب وفي السلم في الجد وفي المداعبة في الليل وفي
النهار مع الاعداء ومع الاصدقاء ... في كل هذه الحالات
(1/14)
يجب أن تجمع هذه الحالات مختلف هذه الجوانب
بشكل واضح وصريح وبصورة تعطي للناس قدوة حسنة يمكن اتباعها والتأسي بها.
وهذا كله أدته السنة المطهرة في كتب الحديث والسنن الواسعة الموثوقة.
3- أن تكون (كاملة) أي تكون متسلسلة لا تنقص شيئا من حلقات الحياة الواسعة
التي تشمل مختلف العواطف البشرية والنزعات الانسانية.
ومن أعجب العجب أن أية نبضة من نبضات القلب البشري أو أية إشرافة من
إشرافات الفكر الإنساني تجدها من خلال دراسة السنة المطهرة وقد ظهرت في
أسمى نزعاتها وأرفع غاياتها وكأن السنة بهذا صورة واقعية ورسم واضح لما
تمليه الإرادة الإلهية ولما تطلبه من نبي البشر.
4- أن تكون تلك السيرة (عملية) أي تكون الدعوة الى المبادىء والفضائل
والواجبات بعمل الداعية وأخلاقه. وأن يكون ما دعا إليه بلسانه قد حققه في
سيرته وعمل به في حياته الشخصية والبيتية والاجتماعية.
ونعتقد أن هذه الناحية العملية في سيرة النبي العظيم هي أعظم ما يجذب اليه
القلوب ويؤلف حول دعوته الارواح.
وان هذه الناحية المهمة في سيرة محمد صلّى الله عليه وسلم لأشهر وأبرز من
أن يجهلها إنسان فهي واضحة في كل تصرفاته وحركاته وسكناته..
ولقد تعددت السير النبوية واختلفت في منهاج الدراسة التي سارت عليه متتبعة
أحواله صلّى الله عليه وسلم في الفترة ما بين الميلاد أو ما قبله أيضا. الى
وفاته صلى الله عليه وسلم.
وامتازت كل طريقة بميزات خاصة أبرزتها من ناحية وأفردتها من ناحية
(1/15)
اخرى حتى أصبح الدارس المتعمق لا يستغني عن
أكثر ما كتب في هذا المجال.
وكتاب الشفاء هذا يمتاز عن كل ما كتب في دراسة السيرة النبوية بميزات
أفردته وحده في هذا الميدان وأبرزت عظيم قدره عند المحبين والعلماء
والمحققين ...
ولعلنا ندرك هذه الميزات إدراكا واضحا عندما نقرأ الفقر التي كتبها المؤلف
في مقدمته مبينا فيها الأسباب التي دعته لتأليف هذا الكتاب:
قال رحمه الله: في خطابه لصاحب الرسالة الذي طلب منه تأليف الكتاب
فَإِنَّكَ كَرَّرْتَ عَلَيَّ السُّؤَالَ فِي مَجْمُوعٍ يَتَضَمَّنُ
التَّعْرِيفَ بِقَدْرِ الْمُصْطَفَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ،
وَمَا يَجِبُ لَهُ مِنْ تَوْقِيرٍ وَإِكْرَامٍ، وَمَا حُكْمُ مَنْ لَمْ
يُوَفِّ وَاجِبَ عَظِيمِ ذَلِكَ الْقَدْرِ أَوْ قَصَّرَ فِي حَقِّ
مَنْصِبِهِ الْجَلِيلِ قُلَامَةَ ظفر، وأن أجمع لك ما لا سلافنا
وَأَئِمَّتِنَا فِي ذَلِكَ مِنْ مَقَالٍ، وَأُبَيِّنَهُ بِتَنْزِيلِ صور
وأمثال.
فنجد أن السائل جزاه الله خيرا طلب من المؤلف رحمه الله أربعة أمور:
1- التعريف بقدر المصطفى صلّى الله عليه وسلم.
2- ما يجب له صلّى الله عليه وسلم من توقير واحترام.
3- حُكْمُ مَنْ لَمْ يُوَفِّ وَاجِبَ عَظِيمِ ذَلِكَ القدر أو قصر في ذلك.
4- جمع أقوال السلف والائمة في هذه الامور.
وقد ذكر المؤلف رحمه الله أن هذه الامور التي طالبه صاحب الرسالة بشرحها
شديدة خطيرة لما تحتاجه من (تَقْرِيرَ أُصُولٍ، وَتَحْرِيرَ فُصُولٍ،
وَالْكَشْفَ عَنْ غَوَامِضَ وَدَقَائِقَ مِنْ عِلْمِ الْحَقَائِقِ مِمَّا
يَجِبُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُضَافُ
(1/16)
إِلَيْهِ أَوْ يَمْتَنِعُ أَوْ يَجُوزُ
عَلَيْهِ، وَمَعْرِفَةَ النَّبِيِّ وَالرَّسُولِ وَالرِّسَالَةِ
وَالنُّبُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْخِلَّةِ، وَخَصَائِصِ هذه الدرجة
العلية ... )
ومن هذه اللمحات الخاطفة التي ظهرت في سؤال السائل وفي بيان المؤلف نلمح
الاتجاه العلمي الدقيق الذي يمت بصلة قوية الى علم الاصول ...
ومن خلال فصول الكتاب الجميلة عرضا وترتيبا وفكرة نشاهد بوضوح هذه اللمحات
وقد أخذت اتجاها منطقيا في عرض الفكرة وما يتعلق بها من آراء وأقوال ثم في
مناقشة هذه الاقوال والآراء مناقشة هادئة تظهر عليها روح القاضي الهادئة
وأفكاره المنظمة وعندما نصل إلى نهاية الفصل نشعر بوضوح أظهر اننا في محكمة
عادلة يهيمن عليها فكر واع حصيف وقلب مدرك حساس.
وان الانسان لا يملك نفسه أما روعة الاعجاب التي تتملك نفسه وهو يتابع تلك
المناقشات الرائعة لاقوال السلف والأئمة التي يعرضها المؤلف ويتابعها
باخلاص علمي شديد ... ثم بعد ذلك وهو يتناولها- في تواضع عجيب- بالنقد
الشريف..
وفي هذا النقد يرى القارىء عقل المؤلف في صفائه وعمقه ودقته ... ولعل أسوا
ما منى به هذا الكتاب العظيم- الذي ظل مهوى أفئدة العلماء والائمة في كل
عصر- ما ناله من التشويه في الطباعة والعرض خضوعا للرغبة التجارية والمكسب
المادي.
وعندما عرض هذا الكتاب على طلبة العلم في مساجد دمشق وجد المدرس والطالب
مشقة أبعدته عن حب هذا الكتاب وبالتالي عن فهمه،
(1/17)
وضاع الطالب بين سطوره المتتابعة التي حشيت
فيها الاقوال حشوا ورصفت فيها الألفاظ رصفا لا يعتمد على نظام ولا يتفق على
ترتيب هذا علاوة على ما فيه من أخطاء في الطباعة ونقص في تحقيق الأحاديث
الواردة فيه- مع أن الشراح رحمهم الله خرجوا أحاديثه- فان شروح هذا الكتاب
مطولة وتحتاج الى تنظيم ولا يمكن أن تقوم هذه الشروح بدل الكتاب نفسه في
أيدي الطلاب.
كما أن كثيرا من كلمات الكتاب تحتاج الى شرح لغوي يبين معناها للطالب
والدارس ليفهم النص دون الرجوع الى معاجم اللغة..
وعندما برزت كل هذه الصعاب للعيان عند تدريس هذا الكتاب طلب منا المربي
الكبير فضيلة العلامة الشيخ عبد الكريم الرفاعي حفظه الله تعالى.
العمل على تنظيم وترتيب الكتاب لملء الفراغ المحسوس.
ولبينا الطلب مسترشدين بتعليمات فضيلة الشيخ في كيفية العمل وطريقته التي
نلخصها فيما يلي:
1- عرض الكتاب عرضا واضحا.. وتحقق هذا بتوضيح الأقوال والافكار التي فيه
بشكل واضح منظم من حيث تقسيم الفقرات والفصل بين الأقوال وإبراز اسم القائل
لعين القارىء بحيث لا يحتاج الى البحث عنه خلال السطور بحثا دقيقا.
كما أن الآيات والأحاديث برزت عن سواها من الكلام بحروفها المتميزة.
2- رغبة في الاختصار حذفنا السند المطوّل للأحاديث الواردة في الكتاب
وأثبتنا الصحابي أو التابعي الذي رواها عن الرسول صلّى الله عليه وسلم.
(1/18)
3- ورد تخريج الاحاديث في شروح الشفاء
فنقلنا جهد هؤلاء العلماء رحمهم الله الى هذا الكتاب مبينين درجة الحديث
المروي.
4- تخريج الآيات الكريمة وبيان الأعلام وتفسير الكلمات اللغوية التي تحتاج
الى ذلك.
5- ولقد وضعنا على الهامش الوحشي للكتاب عناوين صغيرة تدل على ما في الفقرة
أو الصفحة من معنى حتى اذا احتاج قارىء الكتاب العودة الى بعض معانيه قادته
تلك العناوين الصغيرة الى مطاوبه بسرعة.
6- ذكرنا بعض الكلمات التي وجدت في بعض النسخ بصورة مغايرة للنسخ الاخرى
ونقلنا ذلك عن الشروح أيضا.
7- ورغبة منا في العمل على نشر هذا الكتاب وايصاله الى كل بيت ليكون في
متناول كل يد سلكنا طريقة اصداره مجزءا الى اقسام صغيرة حيث يسهل على
القارىء مراجعة مضمون هذا الجزء اذ لمسنا ذيوع هذه الطريقة وعموم فائدتها.
8- ولما كان الكتاب على جزأين حسب ترتيب المصنف رحمه الله سنعمد ان شاء
الله الى وضع ذيل يتضمن فهارس عامة لمحتويات الكتاب من حيث المواضيع وأسماء
الاعلام وأسماء الاماكن وسردا خاصا بالمراجع الهامة التي عدنا اليها في
تحقيق هذا الكتاب.
وإننا إثر هذا وجدنا بعد عرض الكتاب في ثوبه الجديد على فضيلة أستاذنا عبد
الكريم الرفاعي وعلى ثلة من علماء دمشق الافاضل ان الكتاب أصبح وافيا
بالغرض المطلوب الذي بذل هذا الجهد بصدده ونعتقد ان هذا المجهود لا يتلاءم
بحال مع قدر هذا الكتاب العظيم.
(1/19)
ولكننا بذلنا ما في الوسع سائلين الله
تعالى أن يقيض لهذا الكتاب العظيم من يرفعه الى مكانه الرفيع في دنيا العلم
والعلماء وفي أيدي الأصوليين والفقهاء وعند دارسي سيرته صلّى الله عليه
وسلم ومحبي طريقته ومتبعي شريعته ...
والله ولي التوفيق.
المحققون
(1/20)
|