الشمائل
المحمدية للترمذي ط إحياء التراث 5- باب ما جاء في
شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
36- حدثنا محمد بن بشار. أخبرنا أبو داود «1» . أخبرنا همّام «2» عن قتادة
قال: قلت لأنس بن مالك:
«هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم يبلغ ذلك. إنما كان شيبا في
صدغيه، ولكن أبو بكر رضي الله تعالى عنه خضب بالحنّاء والكتم» «3» .
37- حدثنا إسحاق بن منصور «4» ويحيى بن موسى «5» قالا: حدثنا عبد الرزاق
«6» عن معمر عن ثابت عن أنس بن مالك قال:
__________
(1) أبو داود: سليمان بن داود بن الجارود البصري الطيالسي، ثقة حافظ، روى
عن ابن عوف وشعبة، وروى عنه بندار والكريمي، توفي سنة «204» هـ من الطبقة
التاسعة أخرج له البخاري في تاريخه ومسلم.
(2) همام: بن يحيى، العودي البصري، عالم ثقة، قال أبو حاتم: ثقة في حفظه
شيء وقال: أبو زرعة: لا بأس به وربما وهم. مات سنة «164» هـ خرج له الستة.
(3) اخرجه البخاري وليس فيه ذكر أبي بكر، وأخرجه مسلم مثل رواية الشمائل
وأخرجه أبو داود في كتاب الترجل وزاد «قد خضب أبو بكر وعمر» . وفي جمع
الوسائل أخرجه الأئمة الستة. والخضب: تلوين الشيب بالحمرة. والصدغ: هو ما
بين العين والأذن. ويسمى الشعر النابت على الصدغ صدغا وهو المراد هنا.
والكتم: وهو ورق يصبغ به. والحناء: تجعل الشعر أحمر، والكتم يجعل الشعر
أسود مائلا الى الحمرة.
(4) اسحاق بن منصور: أبو يعقوب الكوسج، المروزي، التميمي مولاهم، أحد
الأئمة الزهاد المتمسكين بالسنة، لكنه كان يتشيع. توفي سنة «251» هـ خرج له
الستة.
(5) يحيى بن موسى: البلخي السجستاني، ثقة من الطبقة العاشرة، روى عن ابن
عيينة ووكيع وروى عنه الحكيم الترمذي وغيره. توفي سنة «204» هـ وقيل غير
ذلك. خرج له البخاري وأبو داود والنسائي.
(6) عبد الرزاق: بن همام بن نافع الحميري مولاهم، ثقة حافظ كبير، مصنف
شهير، عمي في آخر حياته فتغير وكان شيخا لأجل أصحاب الحديث، قال العصام:
وكان يتشيع والله أعلم.
(1/43)
«ما عددت في رأس رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولحيته إلا أربع عشرة شعرة بيضاء» «1» .
38- حدثنا محمد بن المثنى. أخبرنا أبو داود «2» . حدثنا شعبة عن سماك بن
حرب قال: سمعت جابر بن سمرة، وقد سئل عن شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال:
«كان إذا دهن رأسه لم ير منه شيب وإذا لم يدهن رؤي منه شيء» .
39- حدثنا محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي «3» حدثنا يحيى بن آدم «4»
عن شريك «5» عن عبيد الله بن عمر «6» عن نافع «7» عن ابن عمر «8» قال:
«إنما كان شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من عشرين شعرة بيضاء» «9»
.
__________
(1) أخرجه مسلم في الفضائل برقم 2344 والنسائي بمعناه في الزينة.
(2) أي الطيالسي لأنه يروي عن شعبة.
(3) محمد بن عمر بن الوليد الكندي الكوفي: نسبة لكندة، روى عن وكيع وطبقته،
وروى عنه ابن صاعد وابن زيدان وجمع، قال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي: لا
بأس به. توفي سنة «256» هـ. خرج له المصنف والنسائي وابن ماجه.
(4) يحيى بن آدم: بن سليم الكوفي، أبو زكريا المقرىء، مولى خالد بن خالد بن
عقبة بن أبي معيط، ثقة حافظ من كبار الطبقة التاسعة، روى عن مالك ومعمر،
وروى عنه أحمد وإسحاق. توفي سنة «203» هـ. خرج له الستة.
(5) شريك: بن عبيد الله بن أبي شريك النخعي الكوفي، قاضي واسط ثم الكوفة
صدوق يخطىء كثيرا، وثقة حافظ يغلط. توفي سنة «230» هـ وقيل غير ذلك. خرج له
الجماعة.
(6) عبد الله بن عمر: بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، الفقيه، ثقة ثبت،
من أكابر الفقهاء، قدمه أحمد على نافع توفي سنة سبع أو خمس أو أربع وأربعين
ومائة للهجرة.
(7) نافع: مولى ابن عمر العدوي، أحد الأعلام، من أئمة التابعين، ثقة ثبت،
توفي سنة «117» أو «119» هـ.
(8) ابن عمر: أبي عبد الرحمن عبد الله، ولد بعد البعثة بقليل استصغر يوم
أحد وهو ابن أربع عشر سنة، وحضر الخندق وبيعة الرضوان، وهو شقيق حفصة أم
المؤمنين، وأحد الستة المكثرين، كان من أشد الناس اتباعا للسنة، كثير
الصدقة. توفي سنة «73» أو «74» هـ.
(9) وأخرجه ابن ماجه في اللباس برقم 3630.
(1/44)
40- حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء «1» .
حدثنا معاوية بن هشام «2» عن شيبان «3» عن أبي إسحاق عن عكرمة «4» عن ابن
عباس قال:
«قال أبو بكر يا رسول الله قد شبت قال: شيبتني هود «5» والواقعة والمرسلات
وعمّ يتساءلون، وإذا الشمس كوّرت» «6» .
41- حدثنا سفيان بن وكيع. حدثنا محمد بن بشر «7» عن علي بن صالح «8» عن أبي
إسحاق عن أبي جحيفة «9» قالوا:
«يا رسول الله نراك قد شبت قال قد شيّبتني هود واخواتها» .
42- حدثنا علي بن حجر قال: أنبأنا شعيب بن صفوان «10» عن عبد الملك بن
__________
(1) أبو كريب محمد بن العلاء: الهمداني الكوفي، ثقة، أحد الأعلام المكثرين،
توفي سنة «248» هـ. خرج له الستة.
(2) معاوية بن هشام: القصار الكوفي، قال أبو حاتم: صدوق. وأبو داود: ثقة.
وخطأ الذهبي من زعم أنه متروك، توفي سنة «204» هـ.
(3) شيبان: صدوق، يهم، رمي بالقدر، أكثر الرواية عنه مسلم.
(4) عكرمة: مولى ابن عباس، ثبت عالم. لم يثبت تكذيبه عن ابن عمر، وهو من
كبار التابعين.
(5) بالصرف، وبتركه على أنه علم على سورة، وهما روايتان. أخرجه الترمذي في
كتاب التفسير، تفسير سورة الواقعة حديث رقم 3293 وقد جاء في هذه السور من
أحوال يوم القيامة، وهلاك الأمم الخ.
(6) وأخرجه الطبراني أيضا/ الجامع الصغير/.
(7) محمد بن بشر: العقدي الكوفي، أحد الأعلام الثقات، من الطبقة التاسعة
خرج له الستة.
(8) علي بن صالح: الكوفي الهمداني، وثقه جمع، كان رأسا في العلم والعمل،
والقراءة. توفي سنة «153» هـ أو بعدها. أخرج له الجماعة إلا البخاري.
(9) أبي جحيفة: وهب السواء بن عامر بن صعصعة، الكوفي، من مشاهير الصحابة،
وكان علي المرتضى يحبه ويسميه وهب الخير. قال الذهبي: ثقة. توفي سنة «74»
هـ.
(10) شعيب بن صفوان: الثقفي الكوفي الكاتب. قال في الكاشف: قال ابن عدي:
عامة ما يرويه لا يتابع عليه. قال ابن حجر: مقبول.
(1/45)
عمير «1» عن إياد لقيط العجلي «2» عن أبي
رمثة التيمي «3» تيم الرباب قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي ابن لي
قال فأريته، فقلت لما رأيته:
«هذا نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، وعليه ثوبان أخضران، وله شعر قد علاه
الشّيب، وشيبه أحمر» «4» .
43- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا سريج بن النعمان «5» . حدثنا حماد بن سلمة
«6» عن سماك بن حرب قال: قيل لجابر بن سمرة أكان في رأس رسول الله صلى الله
عليه وسلم شيب قال:
«لم يكن في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم شيب إلا شعرات في مفرق رأسه
إذا ادّهن واراهنّ الدّهن» » .
__________
(1) عبد الملك بن عمير: اللخمي العجلي، ويقال القبطي، فصيح عالم تغير حفظه،
ربما دلس. قال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: مختلط، وثقه جمع. توفي
سنة «136» هـ. خرج له الستة.
(2) إياد بن لقيط العجلي: السدوسي، قال الذهبي: ثقة. خرج له البخاري في
تاريخه ومسلم وأبو داود.
(3) أبو رمثة التيمي، تيم الرباب: صاحبي اختلف في اسمه، فقيل رفاعة وقيل
خياب وغير ذلك.
(4) وعند أبي داود في اللباس حديث رقم 4065 عن أبي رمثة قال «انطلقت مع أبي
نحو النبي صلى الله عليه وسلم فرأيت عليه بردين أخضرين» وأخرجه النسائي في
الزينة والترمذي في سننه. وعند أبي داود عنه في الترجل برقم 4206 بلفظ
«فاذا هو ذو وفرة بها ردع حناء وعليه بردان أخضران» . وقوله: «شيبه أحمر»
أي أن البياض صبغ بحمرة.
(5) سريج بن النعمان: أبو الحسن البغدادي الجوهري أصله من خراسان. ثقة يهم
قليلا، أخذ عن الماجشون وفليج، وروى عنه البخاري، والحربي، توفي سنة «217»
هـ. خرج له البخاري والأربعة.
(6) حماد بن سلمة: البصري، العابد الزاهد المجاب الدعوة، أحد الأعلام قال
ابن معين: إذا رأيت من يقع فيه فاتهمه على الاسلام. قال ابن حجر أثبت الناس
لكن تغير. توفي سنة «167» هـ.
(7) وأخرجه مسلم في صفة النبي صلى الله عليه وسلم حديث رقم 2344 والنسائي
في الزينة.
(1/46)
6- باب ما جاء في
خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
44- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا هشيم «1» . حدثنا عبد الملك بن عمير عن إياد
بن لقيط قال: أخبرني أبو رمثة قال:
«أتيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم مع ابن لي. فقال ابنك هذا؟ فقلت: نعم،
أشهد به، قال لا يجني عليك ولا تجني عليه «2» ، قال ورأيت الشيب أحمر» «3»
.
قال أبو عيسى «4» هذا أحسن شيء روي في هذا الباب، وأفسر «5» لأنّ الروايات
الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الشيب وأبو رمثه اسمه رفاعة بن
يثربي التيمي «6» .
__________
(1) هشيم: أبو مغوية السملي الواسطي حافظ بغداد، إمام ثقة مدلس. عاش ثمانين
سنة.
(2) أي لا يؤخذ هو بذنبك، ولا تؤخذ أنت بذنبه.
(3) وأخرجه أبو داود في كتاب الترجل حديث رقم 4288 ك 27 ب 18 والترمذي في
سننه والنسائي. وأخرجه أبو داود في الديات برقم 4495 دون ذكر الشيب، وفيه
زيادة [ثم قال: أما أنه لا يجني عليك ولا تجني عليه] ، ثم قرأ رسول الله
صلى الله عليه وسلم وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى الآية 165 الأنعام
و 38 النجم.. وهذا ابطال لما كانت عليه العرب في الجاهلية يأخذون الرجل
بجريرة قريبه.
(4) أبو عيسى أي المصنف. وقد تقدم تفسير ذلك.
(5) الفسر: أي الكشف والبيان والمعنى أنه أوضح رواية وأظهر دلالة.
(6) نسبة ليثرب من أسماء المدينة قبل الاسلام، وتيم إحدى القبائل.
(1/47)
45- حدثنا سفيان بن وكيع قال: حدثنا أبي عن
شريك عن عثمان بن موهب «1» قال:
«سئل أبو هريرة هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم» .
قال أبو عيسى وروى أبو عوانة هذا الحديث عن عثمان بن عبد الله بن موهب فقال
عن أم سلمة «2» » .
46- حدثنا ابراهيم بن هارون «3» قال: أنبأنا النضر بن زرارة «4» عن أبي
جناب «5» عن إياد بن لقيط عن الجهذمة «6» امرأة بشير بن الخصاصية «7» قالت:
«أنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من بيته ينفض رأسه، وقد
اغتسل، وبرأسه ردع من حناء أو قال ردغ شك في هذا الشيخ» «8» .
__________
(1) عثمان بن موهب: صوابه عثمان بن عبد الله بن موهب كما صرح المصنف فيما
بعد، التيمي الطلحي مولى آل طلحة، المدني الأعرج، أخذ عن أبي هريرة وابن
عمر وطائفة، وروى عنه شعبة وعدة، ثقة من الطبقة الرابعة.
(2) وعن أم سلمة عند البخاري في اللباس انها أخرجت شعرا من شعر النبي صلى
الله عليه وسلم مخضوبا. وعند ابن ماجه في اللباس حديث رقم 3623 عن عثمان بن
موهب قال: دخلت على أم سلمة فأخرجت إليّ شعرا من شعر رسول الله صلى الله
عليه وسلم مخضوبا بالحناء والكتم. ولعله أراد أن عثمان روى الحديث عنهما
معا، فروى شريك عنه عن أبي هريرة وروى أبو عوانة عنه عن أم سلمة.
(3) إبراهيم بن هارون: العابد الزاهد، صدوق ثقة، روى عن حاتم بن اسماعيل
وخلق، وخرج له الحكيم الترمذي.
(4) النضر بن زرارة: بن عبد الكريم الذهلي الكوفي، أورده الذهبي في الضعفاء
والمتروكين وقال: إنه مجهول. وقال ابن حجر: مستور من الطبقة التاسعة.
(5) أبي جناب: يحيى بن أبي حية الكلبي، محدث مشهور، وربما ضعفوه لكثرة
تدليسه، من الطبقة السادسة.
(6) الجهذمة كدحرج، صحابية غير النبي صلى الله عليه وسلم اسمها فسماها
ليلى.
(7) الخصاصية مثل كراهية اسم أمه وهي منسوبة الى خصاصة بن عمرو بن كعب.
(8) الردع: هو الصبغ من زعفران أو ورس. والمراد بالردغ لطخات غليظة من
الصبغ في رأسه الذي هو الحناء أو الزعفران أو غيره. والذي شك في أنه ردع أو
ردغ هو شيخ الترمذي وهو إبراهيم بن هارون. قال القسطلاني: اتفق المحققون
على أن (الردغ) بالمعجمة وهم وغلط لإطباق من أهل اللغة على أنه بالمهملة.
(1/48)
47- حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن. حدثنا
عمرو بن عاصم «1» . حدثنا حماد بن سلمة حدثنا حميد عن أنس قال:
«رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم مخضوبا قال حماد: وأخبرنا عبد الله
بن محمد بن عقيل «2» ، قال: رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أنس
بن مالك مخضوبا» «3» .
__________
(1) عمرو بن عاصم: الكلابي العبسي البصري الحافظ، روى عن خلق كثير منهم
شعبة، وروى عنه البخاري وخلق. صدوق، توفي سنة «223» هـ. خرج له الجماعة.
(2) عبد الله بن محمد بن عقيل: بن أبي طالب الهاشمي، وأمه زينب بنت علي
كرّم الله وجهه.
(3) قال النووي رحمه الله، والمختار أنه صلى الله عليه وسلم في وقت دل عليه
حديث ابن عمر في الصحيحين وتركه في معظم الأوقات، فأخبر كل بما رأى، وهو
صادق، والله أعلم. وانظر ما كتب في سنن الترمذي في الجزء 6/ 68 في هذا
الموضوع.
(1/49)
7- باب ما جاء في
كحل رسول الله صلى الله عليه وسلم
48- حدثنا محمد بن حميد الرازي «1» . حدثنا أبو داود الطيالسي عن عبّاد بن
منصور «2» عن عكرمة عن ابن عبّاس أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
«اكتحلوا بالأثمد «3» فإنّه يجلو البصر، وينبت الشعر» . وزعم «4» أنّ
النّبيّ له مكحلة «5» يكتحل منها كلّ ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه» «6»
.
49- حدثنا عبد الله بن الصباح الهاشمي البصري «7» حدثنا عبيد الله بن «8»
موسى. حدثنا اسرائيل «9» عن عباد بن منصور/ ح «10» وحدثنا علي بن حجر.
__________
(1) محمد بن حميد الرازي: أبو عبد الله، روى عن ابن المبارك، وروى عنه
أحمد. اختلفوا فيه قال ابن معين: حسن الرأي، وقيل حافظ ضعيف. توفي سنة
«248» هـ.
(2) عباد بن منصور: أبو سلمة البصري، صدوق، رمي بالقدر وتغيّر بآخره.
(3) الكحل: بضم الكاف اسم لما يكتحل به وبالفتح مصدر بمعنى استعمال الكحل
في العين. والأثمد: بكسر الهمزة والميم بينهما ثاء ساكنة حجر يكتحل به.
(4) وزعم أي ابن عباس كما في رواية ابن ماجه والمراد بالزعم هنا مجرد
القول، لا للشك.
(5) المكحلة: بضم الميم وهي آلة الكحل والمراد منها ما فيه الكحل. وقوله
ثلاثة في هذه أي في العين اليمنى وثلاثة في العين اليسرى.
(6) وأخرجه ابن ماجه في كتاب الطب حديث رقم 3497 و 3499 وأخرج قسما منه
النسائي في الزينة باب الكحل.
(7) عبد الله بن الصّبّاح الهاشمي البصري المريدي ثقة من كبار الطبقة
السادسة خرج له الشيخان وأبو داود والمصنف والنسائي توفي سنة «250» هـ.
(8) عبيد الله بن موسى: السيد الجليل أبو محمد العبسي مولاهم، أحد الحفاظ
المشاهير، كان عالما بالقراءات، ولم ير ضاحكا قط. من الطبقة التاسعة، قال
الذهبي: أحد الأعلام على تشيعه وبدعته، وقال ابن حجر: ثقة ينفع. توفي سنة
«210» هـ. خرج له الستة.
(9) اسرائيل: بن يونس بن أبي اسحاق السبيعي، ثقة، تكلم فيه بلا حجة.
(10) / ح/ إشارة الى التحويل من اسناد إلى اسناد آخر، وذلك إذا كان للحديث
إسنادان.
(1/50)
حدثنا يزيد بن هارون. حدثنا عباد بن منصور
عن عكرمة عن ابن عباس قال:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل قبل أن ينام بالاثمد ثلاثا في كلّ
عين، وقال يزيد بن هارون في حديثه: إن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له
مكحلة يكتحل منها عند النوم ثلاثا في كلّ عين» «1» .
50- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا محمد بن يزيد «2» عن محمد بن اسحاق «3» عن
محمد بن المنكدر «4» عن جابر هو ابن عبد الله قال:
«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالاثمد عند النّوم فإنه يجلو
البصر وينبت الشّعر» » .
51- حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا بشر بن المفضل «6» عن عبد الله بن
عثمان بن خيثم «7» عن سعيد بن جبير «8» عن ابن عباس قال:
__________
(1) انظر تخريج الحديث السابق.
(2) محمد بن يزيد: الواسطي، روى عن اسماعيل بن أبي خالد ومجالد، وروى عنه
أحمد واسحاق، قال الذهبي: حجة وقال ابن حجر: ثقة ثبت عابد. توفي سنة «190»
هـ أو نحوها خرج له أبو داود والنسائي.
(3) محمد بن اسحاق: بن يسار المطلبي مولاهم، المدني نزيل العراق، أحد
الأعلام، إمام المغازي والسير، رأى أنسا وابن المسيب، وروى عن عطاء وطبقته،
وروى عنه شعبة والسفيانان والحمادان وخلق، كان بحرا من بحار العلم، صدوق
ولكنه يدلس، له غرائب، واختلف في الاحتجاج به وحديثه فوق الحسن. توفي سنة
«151» أو «152» هـ خرج له البخاري في التعليق والخمسة.
(4) محمد بن المنكدر: التيمي المدني التابعي، جليل ثقة إمام، روى عن أبي
هريرة وعائشة، وروى عنه مالك والسفيانان توفي سنة «130» هـ. خرّج له الستة.
(5) وأخرجه أبو داود في الطب باب الأمر بالكحل ك 22 ب 14 ح 3878 وفيه زيادة
[البسوا من ثيابكم البياض فانها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم] وأخرجه
ابن ماجه في الطب ك 31 ب 25 ح 3497 وحديث 3498 والترمذي في سننه في اللباس
حديث رقم 1757.
(6) بشر بن المفضل: أبو اسماعيل الامام الحجة الثقة. توفي سنة «187» هـ.
خرج له الجماعة.
(7) عبد الله بن عثمان بن خيثم: المكي، حليف الزهريين. قال أبو حاتم: صالح
الحديث. توفي سنة «132» هـ خرّج له البخاري في التعليق والخمسة.
(8) سعيد بن جبير: الأسدي مولاهم، أحد الأعلام الكبار مجمع على جلالته
وعلمه وزهده، قتله الحجاج سنة «95» هـ خرج له الستة.
(1/51)
«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن خير
أكحالكم الاثمد يجلو البصر وينبت الشعر» «1» .
52- حدثنا ابراهيم بن المستمر البصري «2» . حدثنا أبو عاصم عن عثمان بن عبد
الملك «3» عن سالم «4» عن ابن عمر قال:
«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالاثمد فإنّه يجلو البصر وينبت
الشعر» «5» .
__________
(1) انظر تخريج الحديث السابق.
(2) إبراهيم بن المستمر البصري: روى عن العقدي، وروى عنه ابن خزيمة وأمم.
قال النسائي صدوق، قال ابن حجر: لكنه يقرب. من الطبقة الحادية عشر خرج له
أبو داود والمصنف والنسائي وابن ماجه.
(3) عثمان بن عبد الملك: المكي المؤذن، مستقيم لين الحديث، أخرج له المصنف
وأبو داود وابن ماجه.
(4) سالم: بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أحد الأئمة الفقهاء السبعة
بالمدينة. توفي سنة «106» أو «107» هـ.
(5) وأخرجه ابن ماجه في كتاب الطب حديث رقم 3495.
(1/52)
8- باب ما جاء في
لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم
53- حدثنا محمد بن حميد الرازي. حدثنا الفضل بن موسى «1» وأبو تميلة «2»
وزيد بن حباب «3» عن عبد المؤمن بن خالد «4» عن عبد الله بن بريدة عن أم
سلمة قالت «5» :
«كان أحبّ الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص» «6» .
54- حدثنا علي بن حجر حدثنا الفضل بن موسى عن عبد المؤمن بن خالد عن عبد
الله بن بريدة عن أم سلمة قالت:
__________
(1) الفضل بن موسى: المروزي، من ثقات صغار التابعين، قال الذهبي: ما علمت
فيه لينا إلا ما روي عن ابن المديني أنه قال: له مناكير. روى عن هشام بن
عروة وطبقته، وروى عنه ابن راهويه وخلق. توفي سنة «191» أو «192» هـ.
(2) أبو تميلة: يحيى بن واضح المروزي قال أحمد: لا بأس به، وقال الذهبي
ثقة، من الطبقة التاسعة. روى عن ابن إسحاق وروى عنه أحمد وابن أبي شيبة
والدورقي. خرج له الستة.
(3) زيد بن حباب: أبو الحسن، حافظ، روى عن حسين بن واقد، وروى عنه أحمد
وغيره. قال الذهبي: لا بأس به وقد يهم. توفي سنة «203» هـ.
(4) عبد المؤمن بن خالد: المروزي قاضي مرو، قال الذهبي: صدوق. من الطبقة
السابعة، خرج له أبو داود والمصنف.
(5) أم سلمه: أم المؤمنين هند بنت المغيرة المخزومية، أسلمت قديما هاجرت
الى الحبشة.
(6) وأخرجه أبو داود في كتاب اللباس ك 26 ب 3 ح 4025 والترمذي في سننه في
كتاب اللباس حديث رقم 1762 والنسائي وأم سلمة اسمها هند بنت أبي أمية
المخزومية تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجها أبي سلمة وهي
أول من هاجر الى الحبشة توفيت سنة 62 هـ وهي آخر أمهات المؤمنين وفاة.
والقميص: اسم لما يلبس من المخيط له كمان وجيب ويحيط بالبدن.
(1/53)
«كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم القميص» «1» .
55- حدثنا زياد بن أيوب البغدادي «2» حدثنا أبو تميلة عن عبد المؤمن بن
خالد عن عبد الله بن بريدة عن أمه عن أم سلمة قالت:
«كان أحبّ الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس القميص» «3» .
قال هكذا قال زياد بن أيوب في حديثه عن عبد الله بن بريدة عن أمه عن أم
سلمة، وهكذا روى غير واحد عن أبي تميلة مثل زياد بن أيوب وأبو تميلة يزيد
في هذا الحديث (عن أمه) وهو أصح.
56- حدثنا عبد الله محمد بن الحجاج «4» . حدثنا معاذ بن هشام «5» . حدثني
أبي عن بديل (يعني ابن ميسرة) العقيلي «6» . عن شهر بن حوشب «7» عن أسماء
بنت يزيد قالت:
«كان كمّ قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرّسغ» «8» .
__________
(1) انظر تخريج الحديث السابق.
(2) زياد بن أيوب: الطوسي، لقب بدلويه وكان يغضب منها فلقبه أحمد بشعبة
الصغير، حافظ، خرّج له الشيخان.
(3) انظر تخريج الحديث السابق.
(4) عبد الله بن محمد بن الحجاج: الصواف، صدوق، أخذ عن أبي خزيمة وغيره.
توفي سنة «205» هـ.
(5) معاذ بن هشام: البصري، قال ابن عدي: صدوق ليس بحجة ربما غلط، توفي سنة
«200» هـ. خرج له الستة. وأبوه: هشام بن عبد الله، قال الطيالسي: كان هشام
أمير المؤمنين في الحديث. توفي سنة «154» هـ.
(6) بديل بن ميسرة العقيلي: وثقه جماعة، توفي سنة «130» هـ.
(7) شهر بن حوشب: صدوق كثير الارسال، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما. توفي
سنة «100» هـ.
(8) وأخرجه أبو داود في اللباس حديث رقم 4027 والترمذي في اللباس برقم 1765
والنسائي. الرسغ: بالسين والصاد لغتان في الحديث وهو مفصل ما بين الكف
والساعد. وأسماء بنت يزيد الأنصاري، صحابية تكنى أم سلمة خرج لها البخاري
في الأدب المفرد، وأصحاب السنن قتلت تسعة من الروم بعمود فسطاطها.
(1/54)
57- حدثنا أبو عمار (الحسين بن حريث) .
حدثنا أبو نعيم. حدثنا زهير عن عروة بن عبد الله بن قشير «1» . عن معاوية
بن قرة «2» عن أبيه قال:
«أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من مزينة لنبايعه، وإنّ قميصه
لمطلق، أو قال زر قميصه مطلق، قال فأدخلت يدي في جيب قميصه فمسست الخاتم»
«3» .
58- حدثنا عبد بن حميد «4» . حدثنا محمد بن الفضل «5» حدثنا حماد بن سلمة
عن حبيب بن الشهيد «6» عن الحسن عن أنس بن مالك:
«أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم خرج وهو يتّكىء على أسامة بن زيد، عليه ثوب
قطريّ قد توشّح به «7» فصلى بهم» .
وقال عبد بن حميد قال محمد بن الفضل سألني يحيى بن معين عن هذا الحديث أول
ما جلس إليّ، فقلت حدثنا حماد بن سلمة، فقال لو كان من
__________
(1) عروة بن عبد الله بن قشير: أبو مهل، وثقه الذهبي وابن حجر، روى عن ابن
سيرين وطائفة، وروى عنه سفيان وغيره. خرج له أبو داود وابن ماجه.
(2) معاوية بن قرّة: كان عالما عاملا، ثقة ثبتا، ولد يوم الجمل، وتوفي سنة
«113» هـ. خرج له الجماعة.
(3) الحديث أخرجه أبو داود في اللباس برقم 4082 وابن ماجه في اللباس برقم
3578- والرهط قوم الرجل وعشيرته أو من ثلاث إلى عشرة ومعنى القميص مطلق أي
محلول غير مزرور. والجيب: الفتحة في الصدر أو المراد به الطوق الذي يخرج
منه الرأس.
(4) عبد بن حميد: هو عبد الحميد بن بحر ويقال نصر، ثقة حافظ طواف في
البلدان لطلب الحديث، ذو تصانيف. من الطبقة الحادية عشرة، روى عن علي بن
عاصم والنضر بن شميل وابن أبي فديك وخلف، وروى عنه مسلم والترمذي وعدة.
توفي سنة «249» هـ.
(5) محمد بن الفضل: أبو النعمان البصري، الحافظ المشهور، شيخ حافظ صدوق
مكثر ثقة، اختلط آخرا فترك الأخذ عنه. توفي سنة «224» هـ. خرج له الجماعة.
(6) حبيب بن الشهيد: الأزدي البصري، تابعي صغير، أدرك أبا الطفيل ثقة ثبت،
توفي سنة «145» هـ. خرج له الستة.
(7) القطري: بكسر القاف وسكون الطاء، نسبة الى القطر، وهو نوع من البرود
اليمنية يتخذ من قطن وفيه حمرة وأعلام مع خشونة، أو نوع من حلل جياد تحمل
من بلد بالبحرين اسمها (قطر) بفتحتين، وتوشح به: أي وضعه فوق عاتقيه.
(1/55)
كتابك. فقمت لأخرج كتابي فقبض على ثوبي، ثم
قال: أمله «1» علي فإني أخاف أن لا ألقاك، قال فأمليته عليه، ثم أخرجت
كتابي فقرأت عليه.
59- حدثنا سويد بن نصر. حدثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن إياس الجريري
«2» عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال:
[كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجدّ»
ثوبا سماه باسمه «4» (عمامة أو قميصا أو رداء) ثم يقول اللهم لك الحمد كما
كسوتنيه «5» ، أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شرّه وشرّ ما صنع
له) «6» .
حدثنا هشام بن يونس الكوفي «7» . حدثنا القاسم بن مالك المزني «8» عن
__________
(1) أمله بكسر الميم وتشديد اللام المفتوحة وهو من الإملال بمعنى الاملاء،
والمعنى اقرأه عليّ من حفظك. وفي نسخة (إمله) .
(2) سعيد بن إياس الجريري: أحد الثقات الاثبات، تغير قليلا ولذا ضعفه يحيى
القطان، ووثقه جمع. توفي سنة «144» هـ وخرج له الجماعة.
(3) أي إذا لبس ثوبا جديدا.
(4) قوله (عمامة أو قميصا أو رداءا) موجودة في بعض النسخ ومحذوفة من بعضها.
ومعنى قوله سماه باسمه أي إذا كان عمامة سماه عمامة وإذا كان رداء سماه
رداء وهكذا.
(5) قوله كسوتني إياه أجرى الضمير المنفصل مجرى المتصل.
(6) أخرجه أبو داود في اللباس حديث رقم 4020 والترمذي في سننه في اللباس
برقم 1767 والنسائي وزاد أبو داود (فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،
إذا لبس أحدهم ثوبا جديدا قيل له: تبلى ويخلف الله تعالى) . وقد أخرجه ابن
ماجه والحاكم والترمذي عن حديث عمر مرفوعا (من لبس ثوبا جديدا فقال الحمد
لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي ثم عمد الى الثوب
الخلق فتصدق به كان في حفظ الله، وفي كنف الله وفي ستر الله حيا وميتا) .
ومنها ما أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود وابن ماجه (من لبس ثوبا فقال الحمد
لله الذي كساني) .
(7) هشام بن يونس الكوفي: ثقة، روى عنه أبو داود والمصنف توفي سنة «252»
هـ.
(8) القاسم بن مالك المزني: الكوفي، روى عنه أحمد وابن عرفة وعدة. قال ابن
حجر: صدوق فيه لين، خرج له الشيخان والنسائي وابن ماجه: (هذا ورزقنيه من
غير حول مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه) . وخير الثوب هو بقاؤه
ونقاؤه والخير الذي صنع من أجله هو صرفه لما فيه رضا الله تعالى. وشره هو
ضد الخير، وشر ما صنع له هو تحويله الى لبس الكبر والخيلاء، وقد رأى النبي
صلى الله عليه وسلم على عمر ثوبا أبيض جديدا فقال له (البس جديدا وعش حميدا
ومت شهيدا) أخرجه ابن ماجه في اللباس برقم 3558.
(1/56)
الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن
النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
60- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا معاذ بن هشام. حدثني أبي عن قتادة عن أنس بن
مالك قال:
كان أحبّ الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسه الحبرة «1» .
61- حدثنا محمود بن غيلان. حدثنا عبد الرزاق. حدثنا سفيان. عن عون «2» بن
أبي جحيفة. عن أبيه قال:
«رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم وعليه حلّة حمراء كأنّي أنظر إلى بريق
ساقيه. قال سفيان: أراها حبرة» «3» .
62- حدثنا علي بن خشرم «4» حدثنا عيسى بن يونس. عن اسرائيل عن أبي اسحاق عن
البراء بن عازب قال:
«ما رأيت أحدا من الناس أحسن في حلّة حمراء من رسول الله صلى الله عليه
وسلم، أن كانت جمته «5» لتضرب قريبا من منكبيه» «6» .
__________
(1) وأخرجه أبو داود في اللباس برقم 4060 والترمذي في اللباس برقم 1788
وأخرجه البخاري في اللباس باب البرود والحبرة والشملة عن أنس، ومسلم في
اللباس برقم 2079. والنسائي. والحبرة: بكسر الحاء وفتح الباء، وهي ثياب من
نوع برود اليمن تتخذ من كتان أو قطن محبرة أي مزينة والتحبير التزين
والتحسن والحبر مفرد والجمع حبر وحبرات مثل عنبة وعنب وعنبات.
(2) عون بن أبي جحيفة: روى عنه شعبة وسفيان وعدة، وثقوه. توفي سنة «116»
هـ. خرج له الستة.
(3) الحديث أخرجه البخاري. وكانت رؤية أبي جحيفة في بطحاء مكة قرب مكة
وقوله (حبرة) أي مخططة بخطوط حمر لا حمراء قانية، والمراد بسفيان الثوري.
(4) علي بن خشرم: المروزي، الحافظ، وثقه النسائي، توفي في رمضان سنة «257»
هـ.
(5) الجمة: خصلة الشعر.
(6) وأخرجه الترمذي في سننه في اللباس برقم 1724 وفي الاستئذان والأدب،
والبخاري في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وفي اللباس ومسلم في فضائل النبي
صلى الله عليه وسلم. وأبو داود في الترجل برقم 4183 وفي اللباس برقم 4072،
والنسائي في الزينة، وابن ماجه في اللباس.
(1/57)
63- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا عبد الرحمن
بن مهدي. حدثنا عبيد الله ابن إياد «1» عن أبيه عن أبي رمثة قال:
«رأيت النّبي صلى الله عليه وسلم وعليه بردان أخضران» «2» .
64- حدثنا عبد بن حميد. حدثنا عفان بن مسلم «3» . قال حدثنا عبد الله بن
حسان العنبري «4» عن جدتيه دحيبة «5» وعليبة «6» عن قيلة بنت مخرمة «7»
قالت:
«رأيت النّبي صلى الله عليه وسلم وعليه أسمال مليّتين «8» كانت بزعفران وقد
نفضته» «9» وفي الحديث قصة طويلة «10» .
__________
(1) عبيد الله بن إياد: السدوسي، صدوق، توفي سنة «269» هـ خرج له الستة إلا
ابن ماجه.
(2) أخرجه أبو داود في اللباس برقم 4065 وفي الديات. والترمذي في الاستئذان
والنسائي في العقود والزينة. والبردان: تثنية برد وهو ثوب مخطط، أي ذو خطوط
خضر.
(3) عفان بن مسلم: البصري، الثقة الثبت. قال يحيى القطان: إذا وافقني عفان
لا أبالي بمن أخالف. توفي سنة «220» هـ خرج له الستة.
(4) عبد الله بن حسان العنبري: أبو الجنيد التميمي، روى عن حبان وعنه
الحوضي. قال صاحب الكاشف: ثقة، وقال صاحب التقريب: مقبول. من الطبقة
السابعة. خرج له البخاري في تاريخه وأبو داود.
(5) دحيبة: العنبرية مقبولة، من الطبقة الثالثة، خرج لها البخاري، في
تاريخه وأبو داود.
(6) عليبة: هي بنت أو بنت بنت قيلة.
(7) قيلة بنت مخرمة: صحابية لها حديث طويل في الصحاح. خرج لها البخاري في
الأدب وأبو داود.
(8) الاسمال: جمع سمل، كأسباب وسبب وهو الثوب الخلق. والمليتان تثنية ملية
وهي تصغير ملاءة، والملاءة: كل ثوب لم يضم بعضه الى بعض بخيط بل كله نسج
واحد.
(9) أي كانت المليتان مصبوغتين بزعفران. وقوله له نفضته أي نفضت الاسمال من
الزعفران فلم يبق منه الا الأثر القليل. وهذا لا ينافي نهيه صلى الله عليه
وسلم عن لبس الزعفران لأن النهي محمول على ما اذا بقي لون الزعفران براقا
بخلاف ما اذا نفض وزال عن الثوب ولم يبق منه الا القليل.
(10) والقصة جاءت في الطبراني بسند لا بأس به «أن رجلا جاء فقال السلام
عليك يا رسول الله، فقال وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وعليه أسمال
مليتين قد كانتا بزعفران فنفضتا، وبيده عسيب نخلة قاعدا القرفصاء قال: فلما
رأيته أرعدت من الفرق، / أي الخوف/ فنظر اليّ فقال: وعليك السكينة، فذهب
عني ما أجد من الروع» أهـ.
(1/58)
65- حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا بشر بن
المفضل. عن عبد الله بن عثمان ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالبياض من الثّياب ليلبسها
أحياؤكم وكفّنوا فيها موتاكم، فإنّها من خير ثيابكم» «1» .
66- حدثنا محمد بن بشار. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا سفيان عن حبيب بن
أبي ثابت «2» عن ميمون بن أبي شبيب عن سمرة بن جندب «3» قال:
«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البسوا البياض فإنّها أطهر وأطيب،
وكفّنوا فيها موتاكم» «4» .
67- حدثنا أحمد بن منيع. حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة «5» . حدثنا أبي
عن مصعب بن شيبة «6» عن صفية بنت شيبة «7» عن عائشة قالت:
__________
الحديث أخرجه الترمذي في سننه في كتاب الأدب برقم 2815، وانظر حديث رقم
3070 في كتاب الخراج عند أبي داود.
(1) أخرجه أبو داود في اللباس حديث رقم 4061 وابن ماجه في اللباس برقم 3566
والترمذي في سننه.
(2) حبيب بن أبي ثابت: أبو يحيى الكوفيّ الأعور، صدوق ثقة، من الطبقة
الثالثة. توفي سنة «119» هـ.
(3) سمرة بن جندب: صحابيّ جليل، عظيم الأمانة، صدوق الحديث من عظماء الحفاظ
المكثرين، توفي سنة «58» أو «59» هـ.
(4) أخرجه الترمذي في سننه في كتاب الاستئذان برقم 2811 والنسائي في الزينة
والجنائز وابن ماجه في اللباس برقم 3567.
(5) يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: الكوفي، أحد الفقهاء الكبار المحدثين
الأثبات جمع الفقه والحديث، وله كتب، قيل: لم يغلط قط، توفي سنة «182» هـ.
خرج له الستة. وأبو زكريا: صدوق مشهور حافظ، وثقه أحمد. توفي سنة «149» هـ.
(6) مصعب بن شيبة: المكّي، من الطبقة الخامسة، خرّج له مسلم قال أبو حاتم:
لا يحمدونه. وقال له مناكير. وقال الدارقطني: لين. وقال أبو داود: ضعيف.
(7) صفية بنت شيبة: البدريّة نسبة لبني عبد الدار، لها رواية وحديث. أنكر
الدارقطني إدراكها للنبي، ويرده تصريح البخاري بسماعها من النبي، وجزمه في
الفتح بأنها من صغار الصحابة.
(1/59)
«خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
غداة وعليه مرط من شعر أسود» «1» .
68- حدثنا يوسف بن عيسى. حدثنا وكيع. حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه. عن
الشعبي «2» عن عروة بن المغيرة «3» بن شعبة. عن أبيه:
«أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم لبس جبّة روميّة ضيّقة الكمّين» «4» .
__________
(1) وأخرجه أبو داود في اللباس برقم 4032 ولفظه «عليه مرط مرحل من شعر
أسود» ومسلم في اللباس برقم 2781 والترمذي في سننه. ومعنى «ذات غداة» أي
بكرة. والمرط: كساء طويل واسع من خز أو صوف أو شعر أو كتان يؤتزر به،
والمرحل الذي على صورة رحال الابل والذي فيه خطوط.
(2) الشّعبيّ: نسبة لأشعب بطن من همدان، وهو عامر بن شرحبيل، فقيه مشهور،
ومن كبار التابعين، روى عن خمسمائة صحابي.
(3) عروة بن المغيرة بن شعبة: الثقفيّ الكوفيّ، ولّي أمر الكوفة، ثقة. وأبو
المغيرة: صحابي مشهور، كان من خدمة المصطفى صلى الله عليه وسلم. خرّج له
الستة.
(4) وأخرجه الترمذي في سننه في كتاب اللباس برقم 1768 والجبة لباس معروف،
وكان لبس النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجبة في غزوة تبوك. والرومية نسبة
الى بلاد الروم.
(1/60)
9- باب ما جاء في خف
رسول الله صلى الله عليه وسلم* [1]
69- حدثنا هناد بن السري. حدثنا وكيع عن دلهم بن صالح «1» . عن حجير بن عبد
الله «2» . عن ابن بريدة عن أبيه:
«أنّ النّجاشي «3» أهدى للنّبيّ صلى الله عليه وسلم خفّين أسودين ساذجين
«4» فلبسهما ثمّ توضّأ ومسح عليهما»
__________
* ورد بين هذا الباب والباب الذي قبله باب بعنوان «باب ما جاء في عيش رسول
الله صلى الله عليه وسلم» ويبدو أن ذلك وقع من فعل النساخ لأن هذا الباب
مذكور في آخر الكتاب بتوسع.
(1) دلهم بن صالح: الكوفيّ، قال أبو داود: لا بأس به، وقال ابن معين: ضعيف.
من الطبقة الثالثة. روى عن الشعبي وغيره، وروى عنه أبو نعيم. خرج له أبو
داود وابن ماجه والبخاري.
(2) حجير بن عبد الله: الكندي، جاء في التقريب: مقبول من الطبقة الثامنة
خرج له أبو داود.
(3) النجاشي: بفتح النون وكسرها لقب ملوك الحبشة وكان اسم النجاشي: أصحمة
وكان من الملوك الذين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم للاسم في كتاب أرسله
مع عمرو بن أمية الضمري، وكتب اليه يدعوه للاسلام فأسلم سنة ست على قول
الأكثر ومات سنة تسع من الهجرة وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه
بموت النجاشي وصلى عليه صلاة الغائب وقد هاجر اليه المسلمون في صدر الاسلام
فأكرم وفادتهم ورد وفد قريش المكون من عمرو بن العاص وصاحبيه دون أن يمس
المسلمين بأذى.
(4) ساذجين بفتح الذال وكسرها أي خالصين في السواد. أخرجه أبو داود في
الطهارة برقم 155 والترمذي في الأدب برقم 2821 وابن ماجه في الطهارة وفي
اللباس 3620 وفي الحديث قبول هدية أهل الكتاب وان أصل الأشياء الطهارة.
وجواز المسح على الخف.
(1/61)
70- حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يحيى بن
زكريا بن أبي زائدة عن الحسن بن عياش «1» عن أبي اسحاق عن الشعبي قال: قال
المغيرة بن شعبة «2» :
«أهدى دحية «3» للنّبيّ صلى الله عليه وسلم خفّين فلبسهما، وقال إسرائيل عن
جابر عن عامر «4» وجبة فلبستهما حتى تخرّقا لا يدري النبي صلى الله عليه
وسلم أذكىّ «5» هما أم لا؟» «6» .
قال أبو عيسى وأبو إسحاق هذا هو أبو اسحق الشيباني واسمه سليمان «7» .
__________
(1) الحسن بن عياش: الكوفي وثقه ابن معين وغيره. توفي سنة «132» هـ خرج له
مسلم.
(2) المغيرة بن شعبة: صحابي، تقدم التعريف به مع ابنه عروة بن المغيرة. ص
39.
(3) دحية بن خليفة الكلبي صحابي جليل كان ينزل جبريل بصورته في بعض
الأحيان.
(4) أي الشعبي.
(5) أذكى: أي أمذبوح تذكية شرعية أم لا، والمعنى: لم يعلم أن هذين الخفين
كانتا متخذتين من جلد مذكى أم من جلد الميتة: المدبوغ أم غير المدبوغ، وفي
الحديث أن الأصل في الأشياء المجهولة الطهارة.
(6) وأخرجه الترمذي في سننه في كتاب اللباس برقم 1766.
(7) أبو إسحاق الشيباني: اسمه سليمان وقيل فيروز، وقيل خاقان، الكوفي.
(1/62)
|