ألفية
السيرة النبوية - نظم الدرر السنية الزكية ذكر السّابقين للإسلام
مِنَ الرجالِ ابنُ أبي قُحَافهْ ... قالَ بهِ حسّان في القصيدة «1»
وعِدةٌ من الصحَابةِ الأُلى ... وفَّوْا، وتابِعُوهُمُ ممن تلا
خديجَةَ اذكرْ أولَ النّسوانِ ... عليًّا اعدُدْ أولَ الصّبيان
وعمره ثمان او معشّر «2» ... أو ستّ او خمس، وقيل: أكبر
من الموالي: زيد ابن حارثهْ ... كان مُجَالِسًا لهُ محادِثَهْ
عثمَانُ والزبيرُ وابنُ عوْفِ ... طلحةُ سعدٌ أمِنوا مِنْ خَوفِ
إذ آمنوا بدعوةِ الصديقِ ... كذا ابنُ مظعونٍ بذا الطريقِ
ثم أبو عبيدةٍ والأرقمُ ... كذا أبو سلمةَ المكرَّمُ «3»
وابنُ سعيدٍ خالدٌ قدْ أسلمَا ... وقيلَ: بلْ قبلَهُمُ تَقدَّما
كذا ابنُ زيدٍ؛ أي: سعيدٌ لا مِرَا ... وزوجُهُ فاطمةُ أختُ عُمَرا
كذاكَ عبدُ الله معْ قُدامَهْ ... هما لمظعونٍ سعيدا الهامه «4»
__________
(1) وهو قوله في ديوانه (1/ 125) من البسيط:
ألثّاني التّالي المحمود مَشْهدُه ... وأول الناس منهم صدق الرسلا
(2) معشّر: عشر سنوات.
(3) أبو سلمة: هو المخزومي أخو النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الرضاعة.
(4) هما عبد الله وقدامة ابنا مظعون أخوا عثمان بن مظعون. وقوله: (سعيدا
الهامة) أشار به إلى شجاعتهما. والهامة: الرأس.
(1/45)
وحاطبٌ حطابٌ «1» ابنا الحارثِ ... أسماءُ
عائشْ وهْيَ غير طامث
كذا ابن إسحاق بذاكَ انفرَدا ... ولم تكنْ عائِشُ ممنْ وُلِدا «2»
فاطمةٌ «3» فُكَيْهَةُ الزوجانِ ... تلكَ لذاكَ هذهِ للثاني
عبيدةُ بْنُ حارثٍ، خَبّابُ ... ابنُ الأرتِّ كلهُمْ أجَابُوا
كذا سَلِيْطٌ وهُوَ ابنُ عمرِو ... وابنُ حذافةَ خُنَيْسٌ بَدري «4»
وابنُ ربيعةَ اسمُهُ مسعودُ ... ومَعْمَرُ بنُ حارثٍ معدودُ
وولدا جَحْشٍ هما عبدُ الله ... كذا أبو أحمدَ عبدٌ أوَّاهْ
كذا شَبيهُ المُصطفى؛ أي: جَعفرُ ... أسماءُ زوجُهُ «5» ، الحَليفُ عامرُ
عياشٌ اعني ابنَ أبي ربيعهْ ... وزوجه أسما إلى سلامة «6»
__________
(1) حطاب: بالحاء المهملة- وقيل: بالخاء المعجمة- ابن الحارث الجمحي، وقد
ضبطها العراقي بخطه بالمعجمة والمهملة.
(2) قول ابن إسحاق: (إن عائشة رضي الله عنها كانت من السابقين) نقله عنه
ابن هشام في «سيرته» (1/ 253) وابن عبد البر في «الدرر» (39) ، ورده
المصنف، قال مغلطاي في «سيرته» (109) بعد نقله: (كذا قاله ابن إسحاق، وهو
وهم، لم تكن عائشة ولدت بعد، فكيف تسلم؟! وكان مولدها سنة أربع من النبوة)
والله أعلم.
(3) في هامش (ب) : (فاطمة هذه هي: ابنة المجلّل بن عبد الله، وهي زوج حاطب
بن الحارث المتقدم، وفكيهة بنت يسار هي زوج حطاب بن الحارث، فاعلمه) .
(4) سليط: هو ابن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري. خنيس: هو ابن حذافة
القرشي السهمي، وهو بدري قديم، تزوج حفصة بنت عمر قبل النبي صلى الله عليه
وسلم.
(5) أسماء: هي بنت عميس بن معد، زوجة جعفر بن أبي طالب، ووقع في مطبوع
«العجالة السنية» تصحيف في (ص 69) ففيها: (زوجة عامر) ، والصواب ما في
مخطوطها: (زوجته) أي: زوجة جعفر، فليتنبه. عامر: هو ابن ربيعة العنزي، حليف
آل الخطاب.
(6) قوله: (أسما إلى سلامة) أي: أسماء بنت سلامة بن مخربة التميمية، زوجة
عياش.
(1/46)
نُعَيمٌ النَّحامُ، أيضًا حاطبُ ... وهو
ابنُ عمروٍ، وكذاك السائبُ
أي ابنُ عثمانَ بنِ مظعونٍ، ذكر ... أبوه، مع مطّلب ابن أزهَرْ
وزوجُهُ رَملةُ، معْ أُمَيْنَهْ «1» ... بنت خلَفْ لخالد قرينه
مضى اسمه، عمّار ابن ياسرِ ... وابنُ فُهَيْرةَ اسمِهِ بعامِرِ
أبو حذيفةَ، صهيبٌ، جُنْدُبُ ... وهْوَ أبو ذرٍّ صَدوقٌ طيّبُ
وقالَ: إني رابعٌ لأربعَهْ ... من تابِعِي النبيّ أسلموا معَهْ
كذا أُنيسٌ أخُهُ قدْ أسلمَا ... ثُمَّتَ بعدُ أسلَمَتْ أمُهُمَا «2»
كذا ابنُ عبدِ الله وهو واقد ... كذا إياسٌ، عاقِلٌ، وخَالدُ
وعامرٌ أربعةٌ بنُو البُكَيرْ ... وابنُ أبي وقاصٍ اسمُه عُمَيرْ
كذاك بنتُ أسدٍ فاطمةُ ... كذاك بنتُ عامرٍ ضُباعَةُ
عمرٌو، أبو نَجِيحِ فيهمْ مَعدودْ ... عُتبةُ، عبدُ الله نجلا مسعود «3»
__________
(1) رملة: هي بنت أبي عوف. أمينة- بالتصغير-: هي بنت خلف بن أسعد الخزاعية،
زوجة خالد بن سعيد بن العاصي، مر ذكره.
(2) قوله: (أمهما) أي: أم أبي ذر وأنيس، واسمها رملة بنت الوقيعة الغفارية.
(3) أبو نجيح: هو عمرو بن عبسة السلمي. عتبة وعبد الله: هما ولدا مسعود بن
غافل الزهري.
(1/47)
سبب إسلام ابن مسعود
(رضي الله عنه)
جاءَ لهُ النبيُّ وهْوَ يَرْعى ... غُنَيْمةً، يُسيمُها «1» في المرعَى
قالَ لهُ: شاؤُكَ فيها لبنُ؟ ... قالَ: نعمْ، لكنني مُؤْتَمَنُ
قالَ: فَهَلْ فيها إذن منْ شاةِ ... ما مسَّها الفَحلُ، إذًا فتَأْتي
بِها، فمسَّ الضَّرْعَ وهْوَ يدْعو ... فامتَدَّ ضَرعُها وَدَرّ الضَّرْعُ
فاحْتلَبَ الشاةَ وأسقى ثمَّ مَصْ ... في شربهِ قالَ لهُ: اقلُصْ «2»
فَقلَصْ
قالَ: فعلِّمني لَعَلي أعلَمُ ... قالَ له: غُلَيِّمٌ مُعَلَّمُ «3»
__________
(1) يسيمها: يتركها ترعى.
(2) أقلص- بضم اللام-: انزو وانضم.
(3) في هامش (أ) : (بلغ الشيخ بدر الدين محمد بن محمد بن يعقوب الجعبري
قراءة عليّ، والشيخ زين الدين خالد بن [ ... ] ، ونور الدين علي بن عبد
الرحمن بن سليم الجبائي، وزين الدين عبد الرحيم بن أبي بكر بن محمود بن
الأدمي الحموي سماعا في الأول. كتبه ناظمه. بلغ الحافظ نور الدين الهيثمي
قراءة على ناظمه والجماعة سماعا بالروضة الشريفة في الأول) .
(1/48)
اجتماع المسلمين
بدار الأرقم
واتَّخَذَ النبيُّ دارَ الأرْقَمِ ... للصحْبِ مُسْتخفِينَ عنْ قَوْمِهِمِ
وقيلَ: كانوا يخرجونَ تَتْرى ... إلى الشِّعَابِ للصلاةِ سِرّا
حتَّى مَضَتْ ثلاثةٌ سِنينا ... وأظهرَ الرحمنُ بعدُ الدّينا
وصَدعَ النبيُّ جَهرًا مُعلِنا ... إذْ نَزلتْ فَاصْدَعْ بِما فما ونى «1»
وأنذرَ العشائرَ التي ذكِرْ ... بجمعِهِمْ، إذْ نزلتْ وَأَنْذِرْ «2»
__________
(1) ما ونى: ما ضعف ولا تراخى عما أمر به.
(2) في هامش (أ) : (بلغ أبو عبد الله محمد بن ثابت بن سعد الوريندي
التلمساني قراءة عليّ، وأبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز الأنصاري
التلمساني سماعا عليّ. كتبه مؤلفه) .
(1/49)
ذكر تأييده صلّى الله عليه وسلّم بمعجزة
القرآن
وجعل الله له القرآنا ... آية حقّ أعجَزَتْ بُرهَانا
أقامَ فيهمْ فوقَ عَشرٍ يَطلبُ ... إتيانَهُمْ بمثلِهِ فغُلِبُوا «1»
ثمَّ بعَشْرِ سُوَرٍ، بسورة «2» ... فلمْ يُطِيقوها ولو قَصيرهْ
وهُمْ لَعَمرِي الفُصحاءُ اللُّسْنُ ... فانقَلَبوا وهُمْ حَيارى لُكْنُ
«3»
وأُسمِعوا «4» التوبيخَ والتَّقريعا ... لدى المَلا مُفترِقًا مَجموعا
فلمْ يفُهْ منهمْ فصِيحٌ بِشَفَهْ ... مُعَارِضًا، بل الإلهُ صَرَفَهْ «5»
__________
(1) في هامش (أ) : (بلغ عبد الوهاب ولد ابن أبي زرعة قراءة عليّ، وشمس
الدين محمد بن سليمان الشبراوي سماعا. كتبه مؤلفه) .
(2) كذا في (أ) و (ج) ، وهي على حذف العاطف؛ أي: فطلب إتيانهم بسورة، وفي
(د) : (فسورة) .
(3) اللّسن- بضم اللام الثانية وسكون السين، جمع ألسن-: وهم الفصحاء.
اللّكن- جمع ألكن-: وهو الذي عيّ وصعب عليه الإفصاح بالعربية لعجمة لسانه.
(4) أسمعوا- بالبناء للمفعول-: أسمعهم الله فيما أنزل من محكم كتابه.
(5) بشفة: أي: لم يفه بكلمة واحدة، وقوله: (بل الإله صرفه) قال المناوي في
«العجالة السنية» (ص 76) : (وهذا الختام من الناظم يؤذن بميله إلى القول
بالصرفة، وهو رأي مرجوح أطال المحققون في تقرير رده) . والصرفة: هو القول
بأن المشركين كان في وسعهم الإتيان بمثل القرآن، ولكن الله صرفهم، وهو قول
النظّام من المعتزلة، وقول البعض من أهل السنة، خلافا لقول الجمهور. ويمكن
أن يقال: إن معنى الصرفة في قول المصنف هو المعنى اللغوي لا الاصطلاحي، أي:
أن صرف الله سبحانه وتعالى لهم ظهور عجزهم عن معارضته في إيجازه وبلاغته
وتراكيب ألفاظه ومعانيه مع كونه من جنس كلامهم؛ لكونه فاق في جميع فنون
الكلام قدرتهم على الإتيان بمثله أو معارضته، فصار معجزة حيث عجزوا عن
معارضته كلام الله بكلامهم، فأصبح
(1/50)
فَقَائلٌ يقولُ: هذا سِحرُ ... وقائلٌ: في
أذُنيَّ وَقْرُ
وقائلٌ يقولُ ممّنْ قَد طَغَوا: ... لا تسمعُوا لهُ، وفيه فالْغوا «1»
وهُمْ إذا بعضٌ ببعضٍ قدْ خَلا ... اعتَرَفوا بأنَّ حقًّا ما تلا
وأنهُ ليس كلامَ البَشَرِ ... وأنّه ليسَ لهُ بمُفتَرِي
اعترَف الوليدُ، ثمّ النَّضرُ ... وعتبةٌ بذاكَ، واستقَرّوا
وابنُ شَرِيقٍ باءَ وهْوَ الأخنسُ ... كذا أبو جهل، ولكن أبلسوا «2»
__________
- المعنى: صرفهم؛ أي: أعجزهم بكلامه وما فيه من فنون الكلام التي يعرفونها
وينظمون على منوالها، حيث بلغت تلك الفنون رتبة عجزت عقولها عن أن تنظم
كلاما يباري كلام الله عز وجل، وكلام المصنف رحمه الله يؤذن بذلك، فقد بدأ
هذا الفصل بقوله:
وجعل الله له القرآنا ... آية حق أعجزت برهانا
وختمه بقوله:
معجزة باقية على المدى ... حتى إلى الوقت الذي قد وعدوا
وإذا أقيم معنى الصرفة على المعنى الاصطلاحي.. انتفى كون القرآن الكريم
معجزا في ذاته، ولا سيما وأن القول بالصرفة على المعنى الاصطلاحي مردود من
وجوه كثيرة، وقد أحسن الإمام ابن حجر الهيتمي في كتابه «المنح المكية» (ص
796) الردّ على القائلين بالصرفة فقال: (لكن أفسدوه- أي: القول بالصرفة-
بأن قوله تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ
يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ الآية دليل على عجزهم مع بقاء قدرتهم،
ولو سلبوا القدرة.. لم يبق فائدة لاجتماعهم؛ لأنه حينئذ بمنزلة اجتماع
الموتى، وليس اجتماع الموتى مما يحتفل بذكره، هذا مع أن الإجماع منعقد على
أن إضافة الإعجاز إلى القرآن، والقول بالصرفة يلزمه إضافته إلى الله تعالى
لا إلى القرآن، وحينئذ يلزمه زوال الإعجاز بزوال التحدي، وفيه خرق لإجماع
الأمة أن معجزة الرسول العظمى باقية، ولا معجزة له باقية أظهر من القرآن،
ويلزم الصرفة أيضا أنه لا فضيلة للقرآن على غيره) . ومن أراد المزيد فعليه
بما في مطولات كتب العقيدة، وعليه ب «دلائل الإعجاز» للجرجاني، و «الظاهرة
القرآنية» لمالك بن نبي، والله أعلم.
(1) فالغوا: فتكلموا بكلام باطل.
(2) أبلسوا: أسكتوا لحيرة أو انقطاع حجة.
(1/51)
وكيفَ لا وهْوَ كلامُ الله ... مُنزهٌ عنْ
نِحْلةِ اشتبَاهِ «1»
يَهدي إلى التي هُدَاها أَقْوَمُ ... بهِ يُطَاعُ وبهِ يُعتَصَمُ
وهْوَ لَدَيْنا حَبْلُهُ المَتينُ ... نعبُدُهُ بهِ، ونسْتعينُ
وهْوَ الذي لا تَنقَضي عَجَائبُهْ ... ولا يَضلُّ أبدًا مُصاحِبُهْ
معجزةً باقية على المدى ... حتّى إلى الوقت الّذي قد وعدا «2»
__________
(1) نحلة اشتباه: الإتيان بشبهة.
(2) قوله: (إلى الوقت الذي قد وعدا) قال المناوي في «العجالة السنية» (ص
77) : (أي: وعد الله فيه أن يرتفع فيه القرآن) .
(1/52)
ذكر كفاية الله
المستهزئين
وقد كفى المستهزئين البعدا ... ألله ربّنا، فباؤوا بالرَّدَى
فَعَمِيَ الأسودُ، ثمَّ الأسودُ ... الآخرُ اسْتسْقَى فأردته اليَدُ «1»
كذا أشارَ للوليدِ «2» فانتَقَضْ ... الجُرحُ، والعاصي «3» كذاك فعرض
لرجله الشّوكة حتّى أرهقا ... والحارثُ «4» اجتيحَ بقيحٍ بَزَقا
وعُقبَةٌ في يومِ بَدرٍ قُتِلا ... أَبو لَهَبْ بَاءَ سريعًا بالبَلا
ثامِنُهُمْ أسلَمَ وهو الحَكمُ «5» ... فَقَدْ كَفَاهُ شَرَّه إذ يسلم
__________
(1) الأول: هو الأسود بن المطلب بن أسد أبو زمعة، من بني أسد، دعا عليه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعمي. والثاني: هو الأسود بن عبد يغوث
بن وهب، من بني زهرة. وقول المصنف: (فأردته اليد) يقال: أومأ جبريل إلى
بطنه، فسقى بطنه ومات حبنا- أي: انتفاخا- ويقال: إنه عطش فشرب الماء حتى
انشق بطنه. وانظر «سبل الهدى والرشاد» (2/ 605) ، و «سيرة ابن هشام» (2/
410) .
(2) هو الوليد بن المغيرة، أشار جبريل إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله، فمر
برجل يريش نبلا له فوطىء على سهم منها فخدشته خدشا يسيرا، فانتقض جرحه
فقتله.
(3) هو العاصي بن وائل السهمي، نزل في شعب على طريق الطائف، فأصابت رجله
شوكة من شجرة، فانتفخت حتى صارت كعنق البعير، فقتلته.
(4) هو الحارث بن قيس السهمي، أومأ إليه جبريل فأصابته جائحة- أي: آفة-
فابتلي بقيح، فظل يبزق قيحا حتى مات.
(5) الحكم بن أبي العاصي بن أمية، قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (2/
608) : (أظهر الإسلام يوم الفتح، وكان مغموصا عليه في دينه، ولعنه صلى الله
عليه وسلم وما ولد، وغرّبه من المدينة) .
(1/53)
ذكر مشي قريش في أمره صلّى الله عليه وسلّم
إلى أبي طالب
ثُمَّ مَشَتْ قريشٌ الاعداءُ ... إلى أبي طالبٍ، ان يساؤوا «1»
من ابنِهِ محمدٍ في سَبّهِمْ ... وسبّ دينِهِمْ، وَذِكرِ عَيْبِهِمْ
في مَرَّةٍ ومَرةٍ ومَرهْ ... وهْوَ يذبّ، ويقوّي أمره
في آخر المَرَّاتِ قالوا: أعطِنا ... محمدًا وخُذْ عُمارةَ ابْنَنا
بَدَلَهُ، قَالَ: أردتُم أكفُلُ ... إبنَكُمُ، وأُسْلِمُ ابْني يُقْتَلُ؟!
ثمَّ مضَى يجهَرُ بالتوحيدِ ... ولا يخافُ سطوة العبيد
وأجمعت قريش ان يقولوا: ... ساحر احْذروا، وعنهُ مِيلُوا
وقَعَدوا في زمنِ المَواسِمِ ... يُحذِّرونَ منهُ كلَّ قادِمِ
وافتَرَقَ الناسُ، فَشاعَ أمره ... بين القبائل، وسار ذكره
__________
(1) في (د) : (طالب اذ يساؤوا) .
(1/54)
ذكر قدوم وفد نجران
وجاءَ مِنْ نَجرانَ قَومٌ أسْلَموا ... - عِدَّتُهُمْ عشرونَ- لما عَلِمُوا
بِصدقِهِ، جَاءَ أبو جَهْلٍ فَسَبْ ... واقْذَعَ القولَ «1» لهُم بلا
سَبَبْ
فأعرَضوا، وقولُهُمْ: سَلامُ ... ليسَ لنا مَعْ جاهِلٍِ كلام
__________
(1) في (د) : (وأفحش القول) .
(1/55)
ذكر قدوم ضماد بن
ثعلبة
ثمَّ أتى ضِمادُ وهْوَ الأزْدي ... ليَسْتبينَ أمرَهُ بالنَّقْدِ
ما هُوَ إلا أَنْ محمدٌ خَطَبْ «1» ... أَسْلَمَ للوقْتِ بصِدْقٍ، وذهب
__________
(1) في (أ) : (اختطب) .
(1/56)
|