المصباح
المضي في كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك الأرض من عربي وعجمي وَمِمَّنْ كتب إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم نعيم بن أَوْس الدَّارِيّ
قَالَ ابْن مُنِير الْحلَبِي فِي شرح مُخْتَصر السِّيرَة لعبد الْغَنِيّ
وَكتب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
لنعيم بن أَوْس أخي تَمِيم الدَّارِيّ إِن لَهُ جبرى وعينون بِالشَّام
سهلها وجبلها وماءها وحرثها ولعقبه من بعده لَا يحاقه فِيهَا أحد وَمن
ظلمهم وَأخذ شَيْئا فَإِن عَلَيْهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس
أَجْمَعِينَ وَكتب عَليّ
زَاد ابْن سعد بعد حبري وعينون بِالشَّام قريتها كلهَا وَبعد ماءها وحرثها
وانباطها وبقرها وَبعد لَا يحاقه فِيهَا أحد وَلَا يلجه عَلَيْهِم بظُلْم
وَمن ظلمهم وَأخذ مِنْهُم شَيْئا وَذكره
وَقَالَ ابْن سعد فِي الْوُفُود قدم وَفد الداريين على رَسُول الله صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم مُنْصَرفه من تَبُوك وهم عشرَة نفر مِنْهُم تَمِيم
ونعيم ابْنا أَوْس بن
(2/294)
خَارِجَة وَالطّيب بن ذَر وهانىء بن حبيب
وعزيز بن مَالك وَأَسْلمُوا وسمى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
الطّيب عبد الله وسمى عَزِيزًا عبد الرَّحْمَن وَأهْدى هانىء بن حبيب
لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم راوية خمر وأفراسا وقباء مخوصا
بِالذَّهَب فَقبل الأفراس والقباء وَأَعْطَاهُ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب
فَقَالَ مَا أصنع بِهِ قَالَ انتزع الذَّهَب فتحليه نِسَاءَك أَو تستنفقه
ثمَّ تبيع الديباج فتأخذ ثمنه فَبَاعَهُ الْعَبَّاس من رجل يَهُودِيّ
بِثمَانِيَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ تَمِيم لنا جيرة من الرّوم لَهُم
قَرْيَتَانِ يُقَال لإحداهما حبرى وَالْأُخْرَى بَيت عينون فَإِن فتح الله
عَلَيْك الشَّام فهبهما لي قَالَ فهما لَك قَالَ فَلَمَّا قَامَ أَبُو بكر
أعطَاهُ ذَلِك وَكتب لَهُ بِهِ كتابا وَأقَام وَفد الداريين حَتَّى توفّي
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأوصى لَهُم بجاد مائَة وسق
قَالَ ابْن ظفر روى الْوَاقِدِيّ عَن خَالِد بن سعيد عَن تَمِيم الدَّارِيّ
أَنه قَالَ سرت إِلَى الشَّام فأدركني اللَّيْل فَأتيت وَاديا فَقلت إِنِّي
فِي جوَار عَظِيم هَذَا الْوَادي اللَّيْلَة فَلَمَّا أخذت مضجعي إِذا
قَائِل يَقُول عذ بالأحد فَإِن الْجِنّ لَا تجير على الله أحد وَإنَّهُ قد
(2/295)
خرج نَبِي الْأُمِّيين وصلينا خَلفه
بالحجون وأسلمنا واتبعناه وآمنا بِهِ وصدقناه فَأسلم تسلم قَالَ تَمِيم
فَلَمَّا أَصبَحت ذهبت إِلَى دير أَيُّوب فَسَأَلت راهبة عَمَّا سَمِعت من
الْهَاتِف قَالَ صدق يخرج خير الْأَنْبِيَاء من الْحرم ويهاجر إِلَى الْحرم
فَلَا تسبق إِلَيْهِ فسرت إِلَى مَكَّة فَلَقِيت النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ مستخفيا فآمنت بِهِ هَكَذَا الرِّوَايَة وَهِي غلط
وَتَمِيم الدَّارِيّ مُتَأَخّر الْإِسْلَام فَوَقع الْغَلَط فِي الإسم
قَالَ ابْن عبد الْبر كَانَ نَصْرَانِيّا أسلم فِي سنة تسع من الْهِجْرَة
قَالَ وَذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الدَّجَّال وَقَالَ حَدثنِي
تَمِيم الدَّارِيّ وَذكر خبر الْجَسَّاسَة وقصة الدَّجَّال وَهَذَا أولى
مِمَّا يُخرجهُ المحدثون فِي رِوَايَة الْكِبَار عَن الصغار
(2/296)
حرف الْهَاء
وَمِمَّنْ كتب إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَوْذَة بن عَليّ صَاحب
الْيَمَامَة
كتب لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأرْسل بِهِ مَعَ سليط بن عَمْرو
العامري
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى هَوْذَة بن
عَليّ سَلام على من اتبع الْهدى وَاعْلَم أَن ديني سينتهي إِلَى مُنْتَهى
الْخُف والحافر فَأسلم تسلم وَأَجْعَل لَك مَا تَحت يَديك
فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ سليط بِكِتَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
مَخْتُومًا أنزلهُ وحياه واقترأ عَلَيْهِ الْكتاب فَرد ردا دون رد وَكتب
إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أحسن مَا تَدْعُو إِلَيْهِ
وأجمله وَالْعرب تهاب مَكَاني فَاجْعَلْ لي بعض الْأَمر أتبعك وَأَجَازَ
سليطا بجائزة وكساه أثوابا من نسج هجر
فَقدم بذلك كُله على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ وَقَرَأَ
النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كِتَابه وَقَالَ
(2/297)
لَو سَأَلَني سبابة من الأَرْض يَعْنِي
قِطْعَة مَا فعلت باد وباد مَا فِي يَدَيْهِ فَلَمَّا انْصَرف رَسُول الله
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْفَتْح جَاءَهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام
بِأَن هَوْذَة مَاتَ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما إِن
الْيَمَامَة سيخرج بهَا كَذَّاب يتنبأ يقتل بعدِي فَقَالَ قَائِل يَا
رَسُول الله من يقْتله فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنْت
وَأَصْحَابك فَكَانَ كَذَلِك
وَذكر الْوَاقِدِيّ أَن أركون دمشق عَظِيم من عُظَمَاء النَّصَارَى كَانَ
عِنْد هَوْذَة فَسَأَلَهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ
جَاءَنِي كِتَابه يدعوني إِلَى الْإِسْلَام فَلم أجبه فَقَالَ الأركون لم
لم تجيبه قَالَ ضننت بديني وَأَنا ملك قومِي وَإِن تَبعته لم أملك قَالَ
بلَى وَالله إِن اتبعته ليملكنك وَإِن الْخيرَة لَك فِي اتِّبَاعه وَإنَّهُ
للنَّبِي الْعَرَبِيّ الَّذِي بشر بِهِ عِيسَى بن مَرْيَم وَإنَّهُ لمكتوب
عندنَا فِي الْإِنْجِيل مُحَمَّد رَسُول الله
وَذكر السُّهيْلي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا بعث
سليطا إِلَى هَوْذَة لِأَنَّهُ كَانَ يتَرَدَّد عَلَيْهِم كثيرا وَيخْتَلف
إِلَى بِلَادهمْ قَالَ فَلَمَّا قدم عَلَيْهِ وَكَانَ كسْرَى قد توجه قَالَ
يَا هَوْذَة إِنَّه قد سودت أعظم
(2/298)
حائلة وأرواح فِي النَّار وَإِنَّمَا
السَّيِّد من منع بِالْإِيمَان ثمَّ زود التَّقْوَى إِن قوما سعدوا
بِرَأْيِك فَلَا تشقين بِهِ وَإِنِّي آمُرك بِخَير مَأْمُور بِهِ وأنهاك
عَن شَرّ منهى عَنهُ آمُرك بِعبَادة الله وأنهاك عَن عبَادَة الشَّيْطَان
فَإِن فِي عبَادَة الله الْجنَّة وَفِي عبَادَة الشَّيْطَان النَّار فَإِن
قبلت نلْت مَا رَجَوْت وَأمنت مَا خفت وَإِن أَبيت فبيننا وَبَيْنك كشف
الغطاء وهول المطلع فَقَالَ هَوْذَة يَا سليط سودني من لَو سودك شرفت بِهِ
وَقد كَانَ لي رَأْي أختبر بِهِ الْأُمُور فَفَقَدته فموضعه من قلبِي
هَوَاء فَاجْعَلْ لي فسحة يرجع إِلَيّ رَأْيِي فأجيبك بِهِ إِن شَاءَ الله
وَذكر ابْن عبد الْبر إرْسَاله إِلَى هَوْذَة وَقد تقدم فِي حرف السِّين
قَالَ السُّهيْلي وَقَالَ هَوْذَة فِي شَأْن سليط
(أَتَانِي سليط والحوادث جمة ... فَقلت لَهُ مَاذَا يَقُول سليط)
(فَقَالَ الَّتِي فِيهَا عَليّ غَضَاضَة ... وفيهَا رَجَاء مطمع وقنوط)
(فَقلت لَهُ غَابَ الَّذِي كنت أجتلي ... بِهِ الْأَمر عني فالصعود هبوط)
(فقد كَانَ لي وَالله بَالغ أمره ... أَبَا النَّضر جأش فِي الْأُمُور
ربيط)
(2/299)
(فأذهبه خوف النَّبِي مُحَمَّد ... فهوذة
فه فِي الرِّجَال سقيط)
(فأجمع أَمْرِي من يَمِين وشمال ... كَأَنِّي ردود للنبال لَقِيط)
(فَأذْهب ذَاك الرَّأْي إِذْ قَالَ قَائِل ... أَتَاك رَسُول للنَّبِي
خبيط)
(رَسُول رَسُول الله رَاكب نَاضِح ... عَلَيْهِ من أوبار الْحجاز غبيط)
(سكرت ودبت فِي المفارق وَسنة ... لَهَا نفس عَال الْفُؤَاد غطيط)
(أحاذر مِنْهُ سُورَة هاشمية ... فوارسها وسط الرِّجَال عبيط)
(فَلَا تعجلني يَا سليط فإننا ... نبادر أمرا وَالْقَضَاء مُحِيط)
تَفْسِير غَرِيبه
قَوْله لَو سَأَلَني سبابة من الأَرْض قَالَ الْجَوْهَرِي السبابَة
النَّاحِيَة قَوْله فِي الشّعْر فهوذة فه قَالَ الْجَوْهَرِي الفه العي
(2/300)
وَقَوله سقيط قَالَ السقيط اللَّئِيم
السَّاقِط فِي حَسبه وَقَوله خبيط قَالَ الْجَوْهَرِي خبط الْبَعِير
بِيَدِهِ الأَرْض وخبط الرجل إِذا طرح نَفسه حَيْثُ كَانَ لينام وَقَوله
رَاكب نَاضِح قَالَ الناضح الْبَعِير الَّذِي يستقى عَلَيْهِ وَقَوله غبيط
الغبيط الرحل وَقَوله غطيط قَالَ غط الْبَعِير يغط غطيطا أَي هدر فِي
الشقشقة والناقة تهدر وَلَا تغط وغطيط النَّائِم نخيره وَقَوله عبيط
بِالْعينِ الْمُهْملَة قَالَ الْجَوْهَرِي عبط فلَان إِذا ألْقى نَفسه فِي
الْحَرْب غير مكره قلت هَكَذَا كَانَ الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم
واشتهر ذَلِك من فعالهم حَتَّى عرفُوا بِهِ وَقَوله سُورَة قَالَ السُّورَة
السطوة يُقَال إِن لغضبه لسورة
وَمِمَّنْ كتب إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْهلَال
قَالَ ابْن سعد وَكتب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْهلَال
صَاحب الْبَحْرين
سلم أَنْت فَإِنِّي أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ لَا
شريك لَهُ وأدعوك إِلَى الله وَحده تؤمن بِهِ وتطيع وَتدْخل فِي
الْجَمَاعَة فَإِنَّهُ خير لَك وَالسَّلَام على من اتبع الْهدى
(2/301)
حرف الْوَاو
وَمِمَّنْ كتب إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَائِل بن حجر وهمدان
قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَكتب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
لِوَائِل بن حجر لما أَرَادَ الشخوص إِلَى بِلَاده قَالَ يَا رَسُول الله
اكْتُبْ إِلَى قومِي كتابا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
اكْتُبْ لَهُ يَا مُعَاوِيَة إِلَى الْأَقْيَال العباهلة ليقيموا الصَّلَاة
ويؤتوا الزَّكَاة وَالصَّدَََقَة على التيعة السَّائِمَة لصَاحِبهَا التيمة
لَا خلاط وَلَا وراط وَلَا شغار وَلَا جلب وَلَا جنب وَلَا شناق
وَعَلَيْهِم العون لسرايا الْمُسلمين وعَلى كل عشرَة مَا تحمل العراب من
أجبا فقد أربى
(2/302)
وَقَالَ وَائِل يَا رَسُول الله اكْتُبْ لي
بأرضي الَّتِي كَانَت لي فِي الْجَاهِلِيَّة وَشهد لَهُ أقيال حمير وأقيال
حَضرمَوْت وَكتب لَهُ
هَذَا كتاب من مُحَمَّد رَسُول الله لِوَائِل بن حجر قيل حَضرمَوْت
وَذَلِكَ أَنَّك أسلمت وَجعلت لَك مَا فِي يَديك من الْأَرْضين والحصون
وَإنَّهُ يُؤْخَذ مِنْك من كل عشرَة وَاحِد ينظر فِي ذَلِك ذَوا عدل وَجعلت
لَك أَن لَا تظلم فِيهَا مَا قَامَ الدّين وَالنَّبِيّ والمؤمنون عَلَيْهِ
أنصار
قَالَ وَكَانَ الْأَشْعَث وَغَيره من كِنْدَة نازعوا وَائِل بن حجر فِي
وَاد بحضرموت فَادعوهُ عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكتب
بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِوَائِل بن حجر
قَالَ ابْن عبد الْبر وَائِل بن حجر بن ربيعَة بن وَائِل بن يعمر
الْحَضْرَمِيّ يكني أَبَا هنيدة كَانَ قيلا من أقيال حَضرمَوْت وَكَانَ
أَبوهُ من مُلُوكهمْ وَفد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسلم
وَبشر بِهِ رَسُول الله
(2/303)
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصْحَابه قبل
قدومه وَقَالَ يأتيكم وَائِل بن حجر من أَرض بعيدَة من حَضرمَوْت طَائِعا
رَاغِبًا فِي الله عز وَجل وَفِي رَسُوله وَهُوَ بَقِيَّة أَبنَاء
الْمُلُوك فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ رحب بِهِ وَأَدْنَاهُ من نَفسه وَقرب
مَجْلِسه وَبسط رِدَاءَهُ فأجلسه عَلَيْهِ مَعَ نَفسه على مَقْعَده وَقَالَ
اللَّهُمَّ بَارك فِي وَائِل وَولده وَولد وَلَده وَاسْتَعْملهُ على
الْأَقْيَال من حَضرمَوْت وَكتب مَعَه ثَلَاثَة كتب مِنْهَا كتاب
لِلْمُهَاجِرِ بن أبي أُميَّة وَكتاب إِلَى الْأَقْيَال والعباهلة وأقطعه
أَرضًا فَأرْسل مَعَه مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان فَخرج مُعَاوِيَة رَاجِلا
مَعَه وَوَائِل بن حجر على نَاقَته رَاكِبًا فَشَكا إِلَيْهِ مُعَاوِيَة حر
الرمضاء فَقَالَ لَهُ انتعل ظلّ النَّاقة فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة وَمَا
يُغني ذَلِك عني لَو جَعَلتني ردفا فَقَالَ لَهُ وَائِل اسْكُتْ فلست من
أرداف الْمُلُوك ثمَّ عَاشَ وَائِل بن حجر حَتَّى ولي مُعَاوِيَة
الْخلَافَة فَدخل عَلَيْهِ وَائِل فَعرفهُ مُعَاوِيَة وأذكره بذلك ورحب
بِهِ وَأَجَازَهُ لوفوده عَلَيْهِ فَأبى من قبُول جائزته وحبائه وَأَرَادَ
أَن يرزقه فَأبى من ذَلِك وَقَالَ يَأْخُذهُ من هُوَ أولى بِهِ مني وَأَنا
فِي غنى عَنهُ
وَكَانَ وَائِل بن حجر زاجرا حسن الزّجر خرج يَوْمًا من عِنْد زِيَاد
(2/304)
بِالْكُوفَةِ وأميرها الْمُغيرَة بن
شُعْبَة فَرَأى غرابا ينعق فَرجع إِلَى زِيَاد وَقَالَ يَا أَبَا
الْمُغيرَة هَذَا غراب يرحلك من هَهُنَا إِلَى خير فَقدم رَسُول مُعَاوِيَة
إِلَى زِيَاد من يَوْمه أَن سر إِلَى الْبَصْرَة واليا
فصل فِي سَبَب إِسْلَامه
قَالَ ابْن ظفر فِي كتاب خير الْبشر رُوِيَ أَن وَائِل بن حجر وَكَانَ ملكا
مُطَاعًا كَانَ لَهُ صنم من العقيق يعبده وَيُحِبهُ وَلم يكن يكلمهُ إِلَّا
أَنه كَانَ يَرْجُو كَلَامه وَكَانَ يكثر السُّجُود لَهُ وَيعْتَبر لَهُ
العتائر وَهِي ذَبَائِح كَانَ الْمُشْركُونَ يَتَقَرَّبُون بهَا إِلَى
الْأَصْنَام فَبَيْنَمَا هُوَ نَائِم فِي الظهيرة أيقضه صَوت مُنكر من
المخدع الَّذِي فِيهِ الصَّنَم فَقَامَ وَسجد بَين يَدَيْهِ وَإِذا قَائِل
يَقُول
(وَاعجَبا من وَائِل بن حجر ... يخال يدْرِي وَهُوَ لَيْسَ يدْرِي)
(2/305)
(مَاذَا يُرْجَى من نحيت صَخْر ... لَيْسَ
بِذِي عرف وَلَا ذِي نكر)
(وَلَا بِذِي نفع وَلَا ذِي ضرّ ... لَو كَانَ ذَا حجر أطَاع أَمْرِي)
قَالَ فَرفعت رَأْسِي ثمَّ استويت جَالِسا ثمَّ قلت لقد أسمعت أَيهَا
الْهَاتِف فَمَاذَا تَأْمُرنِي بِهِ فَقَالَ
(ارحل إِلَى يثرب ذَات النّخل ... وسر إِلَيْهَا سير مشمعل)
(قبل تقصي الْعُمر الْمولى ... تدن بدين الصَّائِم الْمُصَلِّي)
(مُحَمَّد الرَّسُول خير الرُّسُل ... )
ثمَّ خر الصَّنَم لوجهه فاندقت عُنُقه فَقُمْت إِلَيْهِ فَجَعَلته رفاتا
ثمَّ سرت مسرعا حَتَّى أتيت الْمَدِينَة فَأتيت الْمَسْجِد فَلَمَّا رَآنِي
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أدناني وَبسط لي رِدَاءَهُ فَجَلَست
عَلَيْهِ ثمَّ صعد الْمِنْبَر وأقامني بَين يَدَيْهِ ثمَّ قَالَ أَيهَا
النَّاس هَذَا وَائِل بن حجر أَتَاكُم من أَرض بعيدَة من حَضرمَوْت
رَاغِبًا فِي الْإِسْلَام فَقلت يَا رَسُول الله بَلغنِي ظهورك وَأَنا فِي
ملك عَظِيم فَمن الله عَليّ أَن رفضت ذَلِك كُله وآثرت دين الله قَالَ صدقت
اللَّهُمَّ بَارك فِي وَائِل بن حجر وَولده وَولد وَلَده قَالَ وَائِل
فَمَا لَقِيَنِي أحد من أَصْحَابه إِلَّا
(2/306)
قَالَ لي بشرنا بك رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم قبل قدومك بِثَلَاث
تَفْسِير
العتيرة والعتر بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة ثَالِث الْحُرُوف شَاة كَانُوا
يذبحونها فِي رَجَب لآلهتهم يُقَال هَذِه أَيَّام ترجيب وتعتار والمخدع
بِضَم الْمِيم وَكسرهَا الخزانة مثل الْمُصحف والمصحف حَكَاهُ يَعْقُوب عَن
الْفراء قَالَ وَأَصله الضَّم إِلَّا أَنهم كسروه استثقالا وَقَوله فِي
الشّعْر لَو كَانَ ذَا حجر الْحجر بِكَسْر الْحَاء الْعقل قَالَ الله
تَعَالَى {هَل فِي ذَلِك قسم لذِي حجر} والمشمعل المبادر المسرع يُقَال
نَاقَة مشمعل أَي سريعة والرفات الحطام وَمِنْه ءاذا كُنَّا عظاما ورفاتا
وَذكره ابْن سعد فِي الْوُفُود أَيْضا فَقَالَ قدم وَائِل بن حجر وافدا على
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ جِئْت رَاغِبًا فِي
الْإِسْلَام وَالْهجْرَة فَدَعَا لَهُ وَمسح رَأسه وَنُودِيَ ليجتمع
النَّاس الصَّلَاة جَامِعَة سُرُورًا بقدوم
(2/307)
وَائِل بن حجر وَأمر رَسُول الله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم مُعَاوِيَة أَن ينزله فَمشى مَعَه وَوَائِل رَاكب فَقَالَ
لَهُ مُعَاوِيَة ألق إِلَيّ نعلك قَالَ لَا إِنِّي لم أكن لألبسها وَقد
لبستها قَالَ فأردفني قَالَ لست من أرداف الْمُلُوك قَالَ إِن الرمضاء قد
أحرقت قدمي قَالَ امش فِي ظلّ نَاقَتي كَفاك بِهِ شرفا
وَقَالَ القَاضِي أَبُو الْفضل عِيَاض وَهُوَ مَا رويته فِي الشفا قَالَ
وَلَيْسَ كَلَامه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ قُرَيْش وَالْأَنْصَار
ككلامه مَعَ ذِي المشعار الْهَمدَانِي وطهفة النَّهْدِيّ وقطن بن حَارِثَة
العليمي والأشعث بن قيس وَوَائِل بن حجر الْكِنْدِيّ وَغَيرهم من أقيال
حَضرمَوْت وملوك الْيمن
وَانْظُر كِتَابه إِلَى هَمدَان إِن لكم فراعها ووهاطها وعزازها
تَأْكُلُونَ علافها وترعون عفاءها لنا من دفئهم وصرامهم مَا سلمُوا
بالميثاق وَالْأَمَانَة وَلَهُم من الصَّدَقَة الثلب والناب والفصيل
والفارض والداجن والكبش الحوري وَعَلَيْهِم فِيهَا الصالغ والقارح
وَقَوله لنهد اللَّهُمَّ بَارك لَهُم فِي محضها ومخضها ومذقها وَابعث
راعيها فِي الدثر وافجر لَهُ الثمد وَبَارك لَهُ فِي المَال
(2/308)
وَالْولد من أَقَامَ الصَّلَاة كَانَ
مُسلما وَمن آتى الزَّكَاة كَانَ محسنا وَمن شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله
كَانَ مخلصا لكم يَا بني نهد ودائع الشّرك ووضائع الْملك لَا تلطط فِي
الزَّكَاة وَلَا تلحد فِي الْحَيَاة وَلَا تتثاقل عَن الصَّلَوَات وَكتب
لكم فِي الْوَظِيفَة الْفَرِيضَة وَلكم الفارض والفريش وَذُو الْعَنَان
الرّكُوب والفلو الضبيس لَا يمْنَع سرحكم وَلَا يعضد طلحكم وَلَا يحبس دركم
مَا لم تضمروا الرماق وتأكلوا الرباق من أقرّ فَلهُ الْوَفَاء بالعهد
والذمة وَمن أَبى فَعَلَيهِ الربوة
وَمن كِتَابه لِوَائِل بن حجر إِلَى الْأَقْيَال العباهلة والأرواع
المشابيب وَفِيه فِي التيعة شَاة لَا مُقَوَّرَة الألياط وَلَا ضناك وأنطوا
الثبجة وَفِي السُّيُوب الْخمس وَمن زنى مِم بكر فاصقعوه مائَة
(2/309)
واستوفضوه عَاما وَمن زنى مِم ثيب
فَضَرِّجُوهُ بِالْأَضَامِيمِ وَلَا توصيم فِي الدّين وَلَا غمه فِي
فَرَائض الله وكل مُسكر حرَام وَوَائِل بن حجر يترفل على الْأَقْيَال
تَفْسِير غَرِيبه
قَالَ الشَّيْخ الإِمَام اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ الْوَزير تَاج الدّين عبد
الْبَاقِي ابْن عبد الْمجِيد بن عبد الله الْقرشِي الْيَمَانِيّ نزيل حرم
الله تَعَالَى وَحرم رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كتاب الإكتفاء
فِي شرح أَلْفَاظ الشفا بتعريف حُقُوق الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وجدته بِخَطِّهِ ونقلت مِنْهُ قَالَ ذكر كِتَابه إِلَى هَمدَان ونهد
هَمدَان باسكان الْمِيم الْقَبِيلَة مَعَ الدَّال الْمُهْملَة
وَبِفَتْحِهَا مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة بِلَاد بالعجم وهمدان قَبيلَة
كَبِيرَة بِالْيمن منسوبة إِلَى هَمدَان واسْمه أوسلة بِفَتْح السِّين
وَكسرهَا بن مَالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعَة بن الْخِيَار بن مَالك بن زيد
فِي كهلان بن سبأ وَكَانَ يعوق معبودهم قَوْله إِن لكم فراعها ووهاطها
وعزازها تَأْكُلُونَ علافها وترعون عفاءها لنا من دفئهم وصرامهم مَا سلمُوا
(2/310)
بالميثاق وَالْأَمَانَة وَلَهُم من
الصَّدَقَة الثلب والناب والفصيل والفارض والداجن والكبش الحوري
وَعَلَيْهِم فِيهَا الصالغ والقارح الفراع مَا علا من الأَرْض والوهاط مَا
اطْمَأَن مِنْهَا والعزاز بزايين الأَرْض الصلبة وَقد أعززنا أَي وقعنا
فِيهَا وعلافها مَا يعتلف مِنْهَا والعلف ثَمَر الطلح وَهُوَ مثل الباقلاء
الغض يخرج فترعاه الْإِبِل الْوَاحِدَة علفة متال قبر وقبرة والعفاء مَا
لَا يملك وَالْعَفو الأَرْض العفل لم تُوطأ والعفاء بِالْمدِّ وَكسر الْعين
ريش النعام ووبر الْبَعِير ودئهم وصرامهم إبلهم وغنمهم قَالَ ابْن فَارس
الْإِبِل المدفأة الْكَثِيرَة الأوبار والشحوم والمدفأة الْكَثِيرَة لِأَن
بَعْضهَا تدفئ بَعْضًا بأنفاسها والدفء عِنْد الْعَرَب نتاج الْإِبِل
والبانها والإنتفاع بهَا قَالَ الله تَعَالَى {لكم فِيهَا دفء وَمَنَافع}
وصرامهم جمع صرمة وَهِي الْقطعَة من الْإِبِل نَحْو الثَّلَاثِينَ والثلب
بِكَسْر الثَّاء الْمُثَلَّثَة الْجمل الَّذِي انْكَسَرت أَسْنَانه بالهرم
والناب المسنة من النوق وَالْجمع النيب وَفِي الْمثل لَا أفعل ذَلِك مَا
حنت الشيب والفصيل ولد النَّاقة إِذا فصل عَن أمه وَالْجمع فصلان والفصيل
(2/311)
حَائِط قصير بَين سور الْمَدِينَة والحصن
وفصيلة الرجل رهطه الأدنون تَقول جاؤا بفصيلتهم أَي بأجمعهم كَمَا تَقول
جاؤا على بكرَة أَبِيهِم والفارض المسن من الْبَقر قَالَ الله تَعَالَى
{لَا فارض وَلَا بكر} والداجن الشَّاة الَّتِي تألف الْبيُوت وتستأنس بهَا
تَقول شَاة دَاجِن وراجن قَالَ الْجَوْهَرِي وَمن الْعَرَب من يَقُولهَا
بِالْهَاءِ وَكَذَلِكَ غير الشَّاة والحورى الْأَبْيَض الْجيد قَالَ
الْجَوْهَرِي الْحور جُلُود حمر يغشى بهَا السلال الْوَاحِدَة حورة
والأحوري الْأَبْيَض الناعم وَقيل للنِّسَاء الحواريات لبياضهن والحور
أَيْضا شدَّة بَيَاض الْعين فِي شدَّة سوادها امْرَأَة حوراء بَيِّنَة
الْحور واحور الشَّيْء ابيض قَالَ الْأَصْمَعِي مَا أَدْرِي مَا الْحور فِي
الْعين والصالغ بِالْعينِ الْمُعْجَمَة المسن من الشياه وَالْبَقر
والمحض اللَّبن الْخَالِص وبالخاء الْمُعْجَمَة مَا مخض والمذق بِالذَّالِ
الْمُعْجَمَة مَا مزج بِالْمَاءِ وَرُبمَا اعترته غبرة فشبهوا بِهِ لون
الذِّئْب قَالَ الراجز
(جَاءُوا بمذق هَل رَأَيْت الذِّئْب قطّ ... )
وَالتَّقْدِير مقول فِيهِ لِأَن الْجمل الإنسائية لَا تقع صِفَات لكَونهَا
غير مَحْكُوم عَلَيْهَا بِصدق وَلَا كذب والدثر بالثاء الْمُثَلَّثَة
المَال والثمد المَاء الْقَلِيل ووضائع الْملك وظائفه والودائع العهود لَا
(2/312)
تلطط فِي الزَّكَاة أَي لَا تعط فِي
الزَّكَاة النَّاقة المسنة فَإِنَّهُم يَقُولُونَ للناقة المسنة لطلط وَقيل
لَا تمنع والفارض المسنة والفريش صغَار الْإِبِل والفرش مثله قَالَ الله
تَعَالَى {حمولة وفرشا} والفلو الضبيس الفلو بتَشْديد الْوَاو الْمهْر
لِأَنَّهُ يفتلى أَي يفطم وَقَالُوا للْأُنْثَى فلوة كَمَا قَالُوا عَدو
وعدوة وَالْجمع أفلاء وفلاوي قَالَ أَبُو زيد إِذا فتحت الْفَاء شددت
الْوَاو وَإِذا كسرت خففت فَقلت فَلَو مثل جرو والضبيس الْخَبيث وَذُو
الْعَنَان الرّكُوب أَي الْفرس المركوب السَّرْح المَال السائم قَالَ
الْجَوْهَرِي السوام والسائم بِمَعْنى وَهُوَ المَال الرَّاعِي يُقَال سامت
الْمَاشِيَة تسوم سوما أَي رعت فَهِيَ سَائِمَة وَجمع السَّائِمَة والسائم
سوائم وأسمتها أَنا إِذا أخرجتها إِلَى الرعى قَالَ الله تَعَالَى {فِيهِ
تسيمون} الْخَيل المسومة المرعية والمسومة المعلمة قَالَ الْأَخْفَش يكون
معلمين وَيكون مرسلين من قَوْلك سوم فِيهَا الْخَيل أَي أرسلها وَمِنْهَا
السَّائِمَة وَإِنَّمَا جَاءَ بِالْيَاءِ وَالنُّون لِأَن الْخَيل سومت
وَعَلَيْهَا ركبانها وَقَوله تَعَالَى {حِجَارَة من طين مسومة} أَي
عَلَيْهَا أَمْثَال الخواتيم
(2/313)
قَالَ أَبُو زيد سومت الرجل إِذا خليته
وَمَا يُرِيد وسومت على الْقَوْم إِذا أغرت عَلَيْهِم فعثت فيهم والطلح شجر
عِظَام من شجر العضاه والدر الْمَطَر تضمروا الرماق أَي تخفوا القطيع من
الْغنم والرمق القطيع من الْغنم فَارسي مُعرب وتأكلون الرباق الربق بِكَسْر
الرَّاء حَبل فِيهِ عدَّة عرى يشد بهَا البهم والواحدة من العروة ربقة
وَالْجمع ربق وأرباق ورباق فَأطلق صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْغنم
رباقا مجَازًا وَهُوَ من مجَاز الْمُجَاورَة كَقَوْلِهِم جرى الْمِيزَاب
والربوة الزِّيَادَة على مَا فرض الله تَعَالَى بِكَسْر الرَّاء وَضمّهَا
وَفتحهَا وَيُقَال فِيهَا رباوة وَهِي أَيْضا مَا على من الأَرْض
وَمن كِتَابه إِلَى وَائِل بن حجر إِلَى الْأَقْيَال العباهلة الْأَقْيَال
الْمُلُوك الصغار لحمير وَقيل الَّذين يخلفون الْمُلُوك إِذا غَابُوا
واشتقاقه من نَفاذ القَوْل وَأَصله قيل بِالتَّشْدِيدِ وَجمعه أقيال وأقوال
فَمن جمعه على أقيال جعل الْوَاحِد غير مشدد وَالْمَرْأَة الملكة قيلة
وَيُقَال للقيل مقول فَيجمع على مقاول والعباهلة بِالْبَاء الْمُوَحدَة هم
مُلُوك الْيمن الَّذين أقرُّوا على ملكهم لَا يزالون عَنهُ والأرواع
السَّادة واحدهم أروع وَقيل هُوَ الَّذِي يُعْجِبك حسنه وَامْرَأَة روعاء
والمشابيب الرِّجَال الَّذين ألوانهم بيض وشعورهم سود وَقيل الأذكياء وَقيل
الرؤساء والسادة وَفِيه فِي التيعة يَعْنِي بهَا النّصاب وَهِي أَرْبَعُونَ
شَاة والمقورة المقطوعة تَقول قوره واقتوره
(2/314)
واقتاره كُله بِمَعْنى قطعه وَقيل
المسترخية اللَّحْم من الهزال والألياط جمع ليط والليط جمع ليطة وَهِي قشرة
القصبة يُرِيد أَنَّهَا غير مَقْطُوعَة الْجلد والضناك بالضاد الْمُعْجَمَة
السمينة يُرِيد أَن هَذِه الشَّاة لَا سَمِينَة وَلَا هزيلة بل متوسطة
الْحَال وأنطوا بِمَعْنى أعْطوا وقرىء فِي الشاذ انا انطيناك الْكَوْثَر
والثبجة من الْغنم الْوُسْطَى لَا من الْخِيَار وَلَا من الرذال والسيوب
الرِّكَاز وَهُوَ دَفِين أَمْوَال الْجَاهِلِيَّة فاصقفوه بقاف أَي
فَاضْرِبُوهُ على صوقعته أَي فِي وسط رَأسه واستوفضوه عَاما أَي غربوه وَمن
زنى من امبكر هَذِه لُغَة أهل الْيمن فَإِنَّهُم يجْعَلُونَ من أَدَاة
التَّعْرِيف أم وَبِه جَاءَ الحَدِيث لَيْسَ من امبر امصيام فِي امسفر
فَضَرِّجُوهُ أَي ادموه والأضاميم مَا ضم وَجمع من الْحِجَارَة والتوصيم
بالصَّاد الْمُهْملَة التكسير يَقُول لَا تعتمدون تكسيره بِالْحِجَارَةِ
والترفل بِالْفَاءِ الترأس قَالَ الْجَوْهَرِي الترفيل التَّعْظِيم يَقُول
مُؤَلفه عَفا الله عَنهُ كل مَا كَانَ فِيهِ قَالَ الْجَوْهَرِي فقد ألحقته
من الصِّحَاح
(2/315)
|