بهجة
المحافل وبغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل [فصل في ذكر
دوابه من الخيل والبغال والحمير]
(الباب السادس في ذكر دوابه من الخيل والبغال والحمير) ونعمه وغنمه وسلاحه
وبيوته وملبوساته وغير ذلك من أنواع الآته.
وفيه عدد سراياه وغزواته صلى الله عليه وسلم
(فصل) في ذكر دوابه من الخيل والبغال والحمير: كان له صلى الله عليه وسلم
عشرة أفراس السّكب كان أدهم وهو أول فرس ملكه اشتراه من أعرابي من بني
فزارة بعشر أواقى وكان تحته يوم أحد وكان اسمه عند الاعرابى الضّرس بفتح
الضاد وكسر الراء المهملة كالشرس وزنا ومعنى فسماه رسول الله صلى الله عليه
وسلم السكب وكان أغر محجلا طلق اليمين مسبحة وكذا زرارة (جناحه) بفتح الجيم
ثم نون ثم حاء ثم هاء الضمير وهو منصوب على الحال (ثم أبو جابر) بترك الصرف
لضرورة الشعر (ثم عبادة) بالصرف لذلك أيضا (سعد خيثمة) باضافة سعد (صميم)
بالمهملة أي خالص (كرام المهج) جمع مهجة وهي القلب وقيل دم القلب (تنبيه)
سقط على المصنف ذكر أهل الفتوى في حياته صلى الله عليه وسلم مع انه قد ترجم
لهم وهم كما قال المحب الطبري في كتاب مناقب العشرة الخلفاء الاربعة وعبد
الرحمن بن عوف وابن مسعود وعمار بن ياسر وأبى بن كعب ومعاذ بن جبل وحذيفة
بن اليمان وزيد بن ثابت وأبو الدرداء وسلمان الفارسي وأبو موسي الاشعرى لكن
لم يفت منهم بحضرته صلى الله عليه وسلم سوي أبو بكر رضي الله عنه.
(الباب السادس) في ذكر دوابه (عشرة أفراس) المتفق عليهم سبعة السكب واللحيف
وسبحة والضرب ولزاز والمرتجز والورد وفي باقيها الخلاف (السكب) بفتح
المهملة وسكون الكاف وقد يضم سمي بذلك لانسكابه في الجرى كما ينسكب الماء
(اغر) أى ذاغرة في وجهه (طلق اليمين) بفتح المهملة وسكون اللام الثانى
(سبحة) بفتح المهملتين بينهما موحدة ساكنة اشتراه النبي صلى الله عليه وسلم
من رجل من جهينة بعشرين من الابل وسميت بذلك لحسن مديدها في الجري اذا
(2/163)
وهو الذى سابق عليه فسبق ففرح به المرتجز
اشتراه من سواء بن الحارث المحاربى وانطلق لينقده ثمنه فأعطى أكثر من ذلك
فجحد بيع النبي صلى الله عليه وسلم فطلب شاهدا من النبي صلى الله عليه وسلم
وقال هلم شاهدا يشهد لك انى بعتك فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يشهد لى
فقال خزيمة بن ثابت أنا فقال كيف تشهد ولم تحضر فقال نصدقك في خبر السماء
ولا نصدقك فيما في الأرض فقال صلى الله عليه وسلم من شهد له خزيمة أو شهد
عليه فحسبه فسمي ذو الشهادتين وثبت لخزيمة منقبة أخرى وهي انه رأى انه يسجد
على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم فقصها على النبي صلى الله عليه وسلم
فاضطجع له وسجد على جبهته رواه الامام أحمد بسند جيد وروى ان النبي صلى
الله عليه وآله وسلم رد الفرس على الأعرابي وقال لا بارك الله لك فيها
فأصبحت شائلة برجلها. لزاز من هدايا المقوقس وكان يعجبه ويركبه في أكثر
غزواته. اللحيف أهداه له ربيعة بن البراء فأثابه فرائض من نعم بني كلاب.
الظرب أهداه له فروة بن عمرو الجذامي. الورد أهداه له تميم الدارى فأعطاه
عمر فحمل عليه عمر في سبيل الله ثم أضاعه الذى حمل عليه عمرو أخرجه للبيع
فأراد عمر ان يشتريه فقال له النبى صلى الله عليه وسلم لا تشتره وان اعطاكه
بدرهم فان العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه. والورد جرت (فسبق) مبنى
للفاعل (المرتجز) زاد الطبراني عن ابن عباس قال وكان اشقر وذكره الحاكم
والبيهقى أيضا عن على سمي بذلك لحسن صهيله (سواء بن الحارث) مثلث السين
والفتح أشهر وهو ممدود (المحاربي) نسبة الى بني محارب بضم الميم وفتح
المهملة وكسر الراء (فجحد بيع النبي صلى الله عليه وسلم وقال هلم شاهدا
يشهد اني بعتك فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يشهد لى الى آخره) رواه
أبو داود والنسائي (وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رد الفرس) ذكره عياض
في الشفا (شايلة) بالمعجمة والتحتية رافعة وزنا ومعنى (لزاز) ذكره البيهقي
عن سهل بن سعد وهو بكسر اللام ثم زاى مكررة سمي به لقوة نزعه في الجرى كانه
يلز الارض أي يجمعها بقوائمه (اللحيف) ذكره الشيخان عن سهل بن سعد أيضا وهو
بمهملة مصغر وقيل مكبر بوزن رغيف سمي بذلك لطول ذنبه فعيل بمعني فاعل كانه
يلحف الارض بذنبه وقال البخاري في صحيحه وقال بعضهم اللخيف أي بالمعجمة
مصغر ومكبر أيضا (فرائض) جمع فريضة بالفاء والمعجمة وهي الهرمة من الابل
(الظرب) ذكره البيهقي في السنن عن سهل أيضا وهو بفتح المهملة وكسر الراء
سمى بذلك لعظم جنبيه كالطرب وهو الخيل الصغير والرائية ويقال فيه الضرب
بالضاد لغة رديئة في الطرب ويقال الطرب بالمهملة مشتق من الطرب كانه لا
يسأم من كثرة المشى (الورد) بفتح الواو وسكون الراء (فحمل عليه عمر) أى
تصدق به على من يركبه (في سبيل الله) أي في الجهاد (العائد في هبته الى
آخره) رواه أحمد
(2/164)
من ألوان الخيل الذى لونه بين الكميت
والشقر. الصرم بفتح أوله وكسر ثانيه. ملاوح وكان لأبى بردة بن نيار. البحر
اشتراه من تجار قدموا من البحرين فسبق عليه ثلاث مرات فمسح صلى الله عليه
وسلم وجهه وقال ما أنت الا بحر. وثبت في الصحاح انه وقع فزع في المدينة
ليلا فركب صلى الله عليه وسلم فرسا لأبى طلحة عريا يقال له مندوب وكان
بطيئا فاستبرأ الخبر فرجع فتلقاه الناس وقال ما وجدنا من فزع وان وجدناه
لبحرا فكان بعد ذلك لا يجارى والله أعلم: وكان له صلى الله عليه وسلم بغلة
شهباء يقال له دلدل من هدايا المقوقس وهي أول بغلة ركبت في الاسلام وعاشت
بعده حتى كبرت وزالت أضراسها فكان الصحابة يضيفونها ويجشون لها الشعير
وبقيت الى زمن معاوية وماتت بينبع وذكر بعضهم الاجماع على ان الدلدل كان
ذكرا والله أعلم: وكان له صلى الله عليه وسلم بغلة أخرى يقال لها فضة وهبها
من أبى بكر. وبغلة أخرى يقال لها الايلية أهداها له ملك ايلة. وبغلة أخري
والشيخان وأبو داود والنسائى وابن ماجه عن ابن عباس (الكميت) الفرس الشديد
الحمرة (والاشقر) كذلك لكن يكون عرف الكميت وذنبه أسودين والاشقر كله أحمر
(الصرم) بالمهملة والراء سمى به لصرامته أي حدته (ملاوح) بضم الميم وكسر
الواو آخره مهملة سمي بذلك لكثرت الضرب بذنبه يمينا وشمالا (لابي بردة)
اسمه هاني (بن نيار) بكسر النون ثم تحتية (البحر) سمي به لاتساعه في الجرى
(وثبت في) الاحاديث (الصحاح) في الصحيحين وغيرهما (عريا) أي ليس عليه سرج
ولا غيره من الاداة ويقال في الآدميين عريان (مندوب) بالنون والمهملة
(يطيئا) في رواية في الصحيح قطوفا وهو الذي يقارب خطاه وقيل الضيق المشى
يقال قطفت الدابة تقطف بكسر الطا وضمها قطافا (فاستبرأ الخبر) أى تحققه
(يجارى) بضم أوله أي لا يسابق في الجري وفي الحديث ما يدل على قوة شجاعته
صلى الله عليه وسلم وثبات جأشه وانه من ذلك بالمقام الاعظم وفيه جواز ركوب
الخيل من غير اداة عليها وأن ذلك غير مكروه وفيه طهارة عرق الفرس ونحوه من
كل حيوان طاهر وفيه المعجزة الظاهرة له صلى الله عليه وسلم حيث صار الفرس
بركوبه اياه لا يجارى وكان قبل ذلك بطيئا بالبناء للفاعل (شهباء) كما رواه
البيهقي في السنن عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا (دلدل) بضم المهملة
المكررة وسكون اللام مصروف كذا قال المحب الطبرى أنه اسم للبغلة التى
أهداها له المقوقس وفي شرح مسلم للنووى أن الدلدل اسم للبغلة التي أهداها
له فروة بن نفاثة الخزامي (ويجشون) بضم الجيم وتشديد المعجمة أى يقحفون
(يقال لها فضة) سميت بذلك لصفاء لونها (وهبها) بضم الواو وكسر الهاء
(الايلية) بفتح الهمزة ثم تحتية وبقي من البغال على ما ذكره مغلطاى في
سيرته بغلة أهداها له ابن العلماء بفتح المهملة وسكون اللام مع المد وأخرى
أهداها له كسري وأخري من دومة الجندل
(2/165)
أهداها له فروة بن نفاثة الجذامى وكانت
بيضاء وهى التي ركبها يوم حنين ولما أخذ القبضة التي رمى بها وجوه الكفار
تطأطأت به حتى بلغ بطنها الارض. وكان له حمار يقال له اليعفور أهداه له
فروة بن عمرو الجذامي مات في حجة الوداع وقيل بقى بعده والقى نفسه في بئر
يوم موته صلى الله عليه وسلم وعفير أهداه له المقوقس. واما الحمار الذي ذكر
انه أصابه بخيبر وكلمه بكلام طويل وانه بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام
تردى في بئر فقال الحفاظ هو حديث منكر اسنادا ومتنا.
[فصل في ذكر نعمه صلى الله عليه وسلم]
(فصل) في ذكر نعمه صلى الله عليه وسلم ولم يذكر انه اقتنى من البقر شيئا.
كان له صلى الله عليه وسلم عشرون لقحة بالغابة يراح له منها كل ليلة
بقربتين عظيمتين لبنا* منهن الحناء والسمراء والعديس والعدثة والبغوم
والنسيرة والرناء وبردة ومهرية. وكانت ناقته التي يركبها القصواء وهي
الجدعاء والعضباء وكل هذه الالقاب لنقص يكون في الأذن ولم يكن بناقة النبي
صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك وانما هي ألقاب لزمتها وكان النبى صلى الله
عليه وسلم اذا نزل عليه الوحى غيرها. وثبت في سبب ملكها ما رويناه في صحيح
مسلم ان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسروا رجلا من بنى عقيل
وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الوثاق
فقال يا محمد بما أخذتنى وبما أخذت سابقة الحاج فقال أخذتك بجريرة حلفائك
من ثقيف وذكر الحديث وفيه قصة. وقال وأخرى أهداها له النجاشي (يقال له
يعفور) ذكره البيهقي في السنن عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا ورواه
الطبراني عن ابن عباس وهو بفتح التحتية وسكون المهملة وضم الفاء (وعفير)
بالمهملة والفاء مصغر رواه أحمد عن على والطبراني عن ابن مسعود قال مغلطاي
في سيرته يقال أن يعفور وعفيرا واحد قال وكان للنبى صلى الله عليه وسلم
حمارا آخر أعطاه سعد بن عبادة.
(فصل) في ذكر نعمه (لقحة) بكسر اللام وسكون القاف وهي ذات اللبن من الابل
(الحناء) بفتح المهملة وتشديد النون مع المد سميت له لكثرة حنينها
(والسمراء) سميت بذلك لان لونها كان أسمر (والعديس) بالمهملات مصغر
(والبغوم) بفتح الموحدة وضم المعجمة (والنسيرة) بالنون والمهملة مصغرة
(والرنا) بفتح الراء وتشديد النون (وبردة) بضم الموحدة وسكون الراء
(ومهرية) بفتح الميم وسكون الهاء وكسر الراء وتشديد التحتية نسبة الى مهرة
قبيلة من قضاعة كما مر في ذكر وفود اليمن (ما رويناه في صحيح مسلم) وسنن
أبي داود عن عمران بن الحصين وأخرج الترمذى منه طرفا يسيرا (من بني عقيل)
بضم المهملة وفتح القاف وانما أسروه لان ثقيفا كانت حلفاء لبنى عقيل فاسرت
ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (سابقة الحاج) يعني
ناقته العضباء (بجريرة) بالجيم وتكرير الراء أى جناية (حلفائك) يعنى ثقيفا
حيث أسروا الرجلين (وذكر الحديث) تتمته ثم انصرف عنه فناداه يا محمد يا
محمد وكان صلى الله عليه وسلم رحيما
(2/166)
آخرون دل تعدد الاسماء على تعدد المسميات
وان القصوى ابتاعها من أبي بكر يوم الهجرة والله أعلم وكان له صلى الله
عليه وسلم مائة من الغنم لا يريد عليها زيادة فاذا راح الراعى بسخلة ذبح
مكانها أخرى. صلى الله عليه وسلم شاة يختص بها يشرب لبنها تدعى عيبة. وكان
له ديك أبيض.
[فصل في ذكر سلاحه صلى الله عليه وسلم]
(فصل) في ذكر سلاحه صلى الله عليه وسلم كان له أربعة أرماح ثلاثة أصابها من
سلاح بنى قينقاع وواحد يقال له المثنى. وكان له صلى الله عليه وسلم عنزة
وهي حربة دون الرمح كان يمشى بها في يده وتحمل بين يديه في العيدين تركز
أمامه فتكون سترته. وكان له محجن قدر الذراع يتناول به الشيء وكان له مخصرة
تسمى العرجون. وقضيت يسمى الممشوق.
رقيقا فرجع اليه فقال ما شأنك قال اني مسلم قال لو قلتها وأنت تملك أمرك
أفلحت كل الفلاح قال اني جائع فاطعمني فظمآن فاسقنى قال هذه حاجتك فابتديء
بالرجلين قال وأسرت امرأة من الانصار وأصيبت العضباء فكانت امرأة في الوثاق
وكان القوم يريحون نعمهم بين يدى بيوتهم فانفلتت ذات ليلة من الوثاق فاتت
الابل فجعلت اذا دنت من البعير رغا فتتركه حتى انتهت الى العضباء فلم ترغ
وهي ناقة منوقة أى مدربة وروى مدرية وروى مجرسة قال فقعدت في عجزها ثم
ضربتها فانطلقت ونذروا بها فطلبوها فاعجزتهم قال ونذرت لله ان نجاها
لتنحرنها فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك فقال سبحان
الله شر ما جزتها نذرت ان نجاها الله عليها لتنحرنها لا نذر في معصية ولا
فيما لا يملك العبد انتهي الحديث وفيه من الفوائد عدم جواز أسر الكافر فقط
وأنه لو أسلم بعد الاسر حقن دمه وبقي الخيار بين الاسترقاق والمن والفداء
وفيه جواز المفاداة وفيه عدم صحة نذر المعصية وعند أحمد تجب كفارة يمين
وفيه عدم صحة النذر فيما لا يملك الشخص اذا أضافه الى معين نحو ان شفا الله
مريضي فلله على عتق عبد فلان وفيه جواز سفر المرأة وحدها اذا كان سفر ضرورة
كالهجرة وهذه المرأة التى أسرت هي امرأة أبي ذر قال السهيلى واسمها ليلى
والناقة مدربة بالمهملة والموحدة المؤدبة المخرجة التي ألفت المشى في
الدروب والمجرسة بالجيم والمهملة المجربة في السير أيضا (سخلة) بفتح
المهملة وسكون المعجمة الصغيرة من ولد الغنم (عيبة) بفتح المهملة والموحدة
بينهما تحتية ساكنة سميت بذلك كأنها عبية اللبن أي وعاء إذا لعيبة وعاء
يحفظ فيه المسافر المتاع وكان له ديك أبيض أفرق ثم صار بعد رسول الله صلى
الله عليه وسلم الى على وورد في الامر باتخاذه أحاديث ضعيفة
(فصل) في ذكر سلاحه (يقال له المثنى) سمى بذلك لانه كان يثنى لينا (وكان له
عنزة) بفتح النون والزاى أهداها له النجاشى كما في طبقات ابن سعد وكان
اسمها النمر كما رواه الطبراني عن ابن عباس وروى أيضا عنه انه كان له حربة
أخرى تسمى النبعاء بالنون فالموحدة والمهملة (مخصرة) بكسر الميم وسكون
المعجمة وفتح المهملة وهي ما تتخصر عليه أى يتكأ (وقضيب) بالقاف والمعجمة
من شوحط (يسمى الممشوق)
(2/167)
وكان له صلى الله عليه وسلم أربعة قسى
اثنان من شوحط يسميان الروحاء والبيضاء. وأخرى من نبع تسمى الصفراء وأخرى
تسمى الكتوم كسرت يوم بدر* وكان له صلى الله عليه وسلم جعبة تسمى الكافور
وكان له صلى الله عليه وسلم ترس عليه تمثال عقاب أهدى له فوضع يده عليه
فاذهبه الله* وكان له صلى الله عليه وسلم تسعة أسياف ذو الفقار تنقله يوم
بدر وهو الذى رأى فيه الرؤيا وكان قبله لمنبه بن الحجاج السهمى* وثلاثة
أسياف من سلاح بنى قينقاع أحدهم سيف قلعى وآخر يدعي البتار وآخر يدعي
الحتف. وكان له سيف يدعى المخذم وسيف يسمى الرسوب وآخر ورثه من. أبيه وكان
له صلى الله عليه وسلم سيف يقال له العضب أعطاه إياه سعد بن عبادة وسيف
يدعي القضيب وهو أول سيف تقلده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال أنس
كان نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة وقبيعته فضة وما بين ذلك حلق
الفضة. وكان له صلى الله عليه وسلم تسعة أدراع أحدهما يسمى الخرنق سميت به
للينها بالمعجمة والقاف رواه الطبرانى عن ابن عباس والممشوق الطويل الدقيق
قاله في القاموس (من شوحط) بفتح المعجمة والمهملة بينهما واو ساكنة آخره
طاء مهملة شجر له شوك (الروحاء) بفتح الراء والمد بينهما واو ساكنة (من
نبع) بفتح النون وسكون الموحدة ثم مهملة (الصفراء والكتوم) بفتح الكاف وضم
الفوقية سميت بذلك لعدم ظهور صوت لها عند الرمى كانها تكتمه وفي القاموس
قوس كتم وكتوم وكاتم وكاتمة لا صدع في نبعها وللطبراني عن ابن عباس أن قوسه
كانت تسمى ذا السداد كانت له جعبة بفتح الجيم وضمها وسكون المهملة ثم موحدة
أى كنانة (تسمى الكافور) سميت به من الكفر وهو الستر لانها تستر السهام
وللطبراني في الكبير عن ابن عباس أنها كانت تسمى ذا الجمع فلعلها كانت تسمى
بالاسمين معا (وكان له ترس) بضم الفوقية وسكون الراء بعدها مهملة كما رواه
الطبرانى عن ابن عباس (عقاب) الطائر المعروف (فوضع يده عليه) ليذهب لحرمة
التمثيل (فاذهبه الله) بمجرد ان وضع يده عليه ففيه معجزة ظاهرة له صلى الله
عليه وسلم (ذو الفقار) كان محليا قائمته من فضة ولعله من فضة وفيه حلق من
فضة وهو بفتح الفاء قبل القاف سمى بذلك كما قال السهيلى لحفر صغار فيه نحو
ثماني عشرة (تنقله يوم بدر) وكان للعاص بن المنبه فقتل يومئذ قاله في
القاموس (وهو الذي رأي فيه الرؤيا) يوم أحد (يدعي البتار) بفتح الموحدة
وتشديد الفوقية أي القطاع والبتر القطع (الحتف) بفتح المهملة وسكون الفوقية
بعدها فاء والحتف الموت وسمي به من باب اطلاق المسبب على السبب (المخذم)
بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الذال المعجمتين وهو من أسماء السيوف ونعوته
والخذم القطع (الرسوب) بفتح الراء وضم المهملة سمى به كان اذا ضرب به رسب
في الجلد أي نشب بالموحدة (العضب) بفتح المهملة وسكون المعجمة وهو من أسماء
السيف (الخرنق) بكسر المعجمة والنون بينهما
(2/168)
وأخرى تسمى البتراء لقصرها. وذات الفضول
لطولها وهى التى مات وهى مرهونة* وذات الوشاح وذات الحواشى وفضة والسعدية
قيل وهى درع داود التى كانت عليه حين قتل جالوت ودرعان أصابهما من بنى
قينقاع ذكر ذلك الكمال الدميرى. قلت ودرعه الخطمية التي سلحها عليا وأمره
أن يجعلها صداقا لفاطمة. وروي أنه أمر أن يبيعها في جهازها فباعها
باربعمائة وثمانين درهما وظاهر صلى الله عليه وسلم يوم أحد ويوم حنين بين
درعين وكان له صلى الله عليه وسلم مغفر يقال له السبوغ. ومنطقة من أديم
فيها ثلاث حلق فضة وكانت له راية سوداء مخملة يقال لها العقاب وكان له لواء
أبيض وربما جعل الألوية من خمر نسائه صلى الله عليه وسلم
[فصل وكان له صلى الله عليه وسلم يوم مات تسعة
أبيات]
(فصل) وكان له صلى الله عليه وسلم يوم مات تسعة أبيات وكان بعضها من جريد
مطين بالطين وكان بعضها من حجار مرضومة بعضها فوق بعض وسقف الجميع من جريد
النخل وكان سماؤها قامة وبسطة وكان لكل بيت حجرة من أكسية الشعر مربوطة في
خشب عرعر. وبعد وفات أمهات المؤمنين خلط الوليد بن عبد الملك البيوت والحجر
راء ساكنة آخره قاف وهو في الاصل الفتى من الارانب أو ولد الارنب قاله في
القاموس (وأخرى تسمى البتراء) بفتح الموحدة وسكون الفوقية بعدها راء ثم مد
(وذات الفضول) بضم الفاء والمعجمة أى الزوائد (وذات الوشاح) سميت به لانها
كانت موشحة بنحاس كما رواه الطبراني عن ابن عباس (وذات الحواشى) بفتح
المهملة وكسر المعجمة (وفضة) سميت به لصفائها (الخطمية) بفتح المعجمة وكسر
الميم وتشديد التحتية (يقال له السبوغ) بفتح المهملة وضم الموحدة سميت به
لانها كانت سابغة أي تامة (منطقة) بكسر الميم وسكون النون وفتح المهملة ما
يتمنطق به أى يحتزم (وكانت له راية سوداء) كما رواه الترمذي وابن ماجه
والحاكم عن ابن عباس ورواه أبو داود والترمذى عن البراء ابن عازب وزاد
وكانت مربعة من نمرة والنمرة برد من الصوف يلبسه الاعرابى ولابي داود عن
سماك عن رجل من قومه عن آخر منهم قال رأيت راية رسول الله صلى الله عليه
وسلم صفراء وهى محمولة على التعدد (مخملة) بضم الميم الاولى وتشديد الثانية
بينهما معجمة مفتوحة أي ذات خمل أى اهداب (العقاب) بضم المهملة كما مر
(وكان له لواء أبيض) كما رواه الترمذى وابن ماجه والحاكم عن ابن عباس وهو
الذى دخل به مكة يوم الفتح كما رواه الترمذى عن جابر (خشب عرعر) بتكرير
المهملتين بوزن جعفر شجر السرو.
(فصل) كان له يوم مات (مرضومة) باعجام الضاد أي مطروح بعضها فوق بعض (وكان
سماؤها) أي كثرة ارتفاعها في السماء (عرعر) بتكرير المهملة والراء خشب طيب
الرائحة يشبه الصندل
(2/169)
في المسجد ولما ورد كتابه بذلك ضج أهل
المدينة بالبكاء كيوم وفاته صلى الله عليه وسلم وكان ذلك على يدي عمر بن
عبد العزيز رضي الله عنه
[فصل في ملبوساته صلى الله عليه وسلم وغيرها من
أنواع آلاته]
(فصل) في ملبوساته صلى الله عليه وسلم وغيرها من أنواع آلاته ترك صلى الله
عليه وسلم يوم مات ثوبى حبرة وازارا عمانيا ورداء أخضر حضرميا يشهد فيه
العيدين طوله أربعة أذرع وشبر وعرضه ذراعين وثوبين صحاريين وقميصا صحاريا
وقميصا سحوليا وجبة يمنية وخميصة وكساء أبيض ملبدا وقلانس صغارا لا طية
ثلاثا أو أربعا وإزارا طوله خمسة أشبار وملحفة مورسة وكان له عمامة سوداء
وأخرى يقال لها السحاب كساها عليا وكان يلبس ما وجد مرة شملة ومرة حبرة
يمانية ومرة جبة ومرة قباء وتوشح مرة بثوب قطري ومرة ببرد نجرانى غليظ
الحاشية وكان أحب الثياب اليه القميص والحبرة وقال البسوا البياض فانه اطهر
وأطيب وكفنوا فيه موتاكم وأهدي له النجاشى خفين سادجين فلبسهما وأهدى له
أيضا دحية الكلبي خفين فلبسهما حتى تخرقا وكان له نعلان جردوان لهما قبالان
(فصل) في ملبوساته (ثوبي حبرة) بكسر المهملة وفتح الموحدة نوع من برود
اليمن (عمانيا) بضم العين وتخفيف النون نسبة الى عمان بلدة باليمن كما مر
(صحاريين) بضم الصاد وفتح الحاء المهملة نسبة الى صحار بلدة باليمن أيضا
(لاطية) بكسر المهملة وهى نوع من أنواع القلانس معروف (وملحفة) أى لحاف
(مورسة) أى مصبوغة بالورس والزعفران كما رواه الخطيب عن أنس قال وكان يدور
بها على نسائه فاذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء واذا كانت ليلة هذه رشتها
وفيه بيان انه صلى الله عليه وسلم انها اتخذها لنسائه وانه كان لا يلبسها
فلا ينافيه تحريم لبس المزعفر ونحوه على الرجل (كساء ملبدا) بفتح الموحدة
المشددة قال النووى هو المرقع وقيل هو الذى ثخن وسطه حتى صار كاللبد (وكان
له عمامة سوداء) وهى التى دخل بها يوم الفتح على رأسه (يقال لها السحاب)
سميت بذلك لانها تظل لابسها كما يظل السحاب (قطري) بكسر القاف وسكون
المهملة وكسر الراء ثم ياء النسبة الى قطر بلدة بين القطيف وعمان معروفة
(وكان أحب الثياب اليه القميص) كما رواه أبو داود والترمذى والحاكم عن أم
سلمة (والحبرة) كما رواه الشيخان وأبو داود والنسائي عن أنس (البسوا البياض
الى آخره) رواه أحمد والترمذى والنسائي وابن ماجه والحاكم عن سمرة بن جندب
(سادجين) بفتح المهملتين والجيم والسادج من الحقاق ذو الطبعتين (جرداوين)
بفتح الجيم والمهملة والواو وسكون الراء والالف المكررة أى لا شعر عليهما
وكان (لهما قبالان) كما أخرجه الترمذي عن أنس والقبال بكسر القاف ثم موحدة
الدمام الذى يجرى بين
(2/170)
مثنى شراكهما. واتخذ صلى الله عليه وسلم
خاتما من ذهب ثم نبذه ولم يراجعه وكان له خاتما من ورق نقشه محمد رسول الله
وهو الذي كان يختم به وكان بيد ابو بكر بعده ثم بيد عمر السبابة والوسطي
والذمام القبال الذى يجري بين السبابة والابهام (مثني شراكهما) أي معطوف
باثنتين والشراك الخيط الصغير الذي يشد به رأس القبال الى النعل ويسمى شسعا
أيضا (واتخذ خاتما من ذهب) حين كان مباحا (ثم نبذه) من يده لما حرم وقال
والله لا ألبسه أبدا رواه مالك والشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي
وتحريمه على الرجال اجماع الا ما حكي عن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حرم
انه أباحه وعن بعضهم انه مكروه كراهة تنزيه قال النووى وهذان النقلان
باطلان وقائلهما محجوج بالاحاديث الصحيحة (وكان له خاتم من ورق) بفتح الواو
وكسر الراء أى من فضة وكان فصه حبشيا كما رواه مسلم عن أنس والحبشي حجر من
جزع أو عقيق فان معدنهما بالحبشة واليمن وقيل لونه حبشى أي أسود وللبخارى
عن أنس أيضا ان فصه كان منه ففيه جواز جعل الخاتم فص من فضة ويحرم من الذهب
ولابى داود والنسائي ان خاتمه كان من حديد ملونا عليه فضة وهو محمول على
التعدد (نقشه محمد رسول الله) فيه جواز نقش الخاتم ونقش اسم صاحبه ونقش اسم
الله تعالى وذكر الزبير بن بكار ان نقش خاتم أبي بكر نعم القادر الله وقال
غيره كان نقش خاتمه عبد ذليل لرب جليل وروى ان نقش خاتم الامام مالك كان
حسبي الله ونعم الوكيل وكان نقش خاتم الشافعى هو الله يعني محمد بن ادريس
(فائدة) في طبقات بن سعد عن ابن سيرين مرسلا ان نقش الخاتم كان بسم الله
محمد رسول الله ولم يتابع على هذه الزيادة ولابي الشيخ من حديث أنس لا اله
الا الله محمد رسول الله قال في التوشيح وهي زيادة شاذة قلت وكذلك كان نقش
خاتم سليمان ابن داود أخرجه أبو بكر الخطيب من حديث جابر وللدار قطني في
الافراد عن يعلى بن أمية انه الذى صاغ الخاتم ونقشه وقد جاء في صحيح
البخاري ان صفة النقش محمد سطر ورسول سطر والله سطر قال الاسنوي في المهمات
وفي حفظى انها كانت تقرأ من أسفل فصاعدا ليكون اسم الله فوق الجميع قال
الحافظ ابن حجر ولم أر التصريح بذلك في شيء من الاحاديث وورد في الصحيحين
وغيرهما النهى عن أن ينقش أحدا على نقش خاتمه صلى الله عليه وسلم وسبب
النهي انه انما اتخذ الخاتم ونقش فيه ليختم به كتبه فلو نقش غيره مثله
لدخلت المفسدة وحصل الخلل قال في التوشيح وهذا يفهم اختصاص ذلك بحياته صلى
الله عليه وسلم وفي الديباج انه نهى تحريم مؤبد الى يوم القيامة وليس ذلك
بظاهر وجاء فيهما أيضا انه كان يجعل فصه مما يلى كفه أى ليكون أبعد من
التزين وفي رواية لابي داود وجعل فصه في ظهر كفه فان صحت فلعله كان يعمل
هذا البيان نادرا لجواز وجاء فيهما أيضا انه كان يختم في اليد اليمني ووردت
أحاديث اخر انه كان يلبسه في اليسار قال البيهقي والبغوى وغيرهم الاول
منسوخ فقد أخرج ابن أبى عزي وغيره من حديث ابن عمرو بن عساكر من حديث عائشة
انه صلى الله عليه وسلم تختم في يمينه ثم حوله الى يساره وكره مالك التختم
(2/171)
ثم بيد عثمان حتى سقط في بئر أريس فنز حوها
فلم يوجد ومن بعد ذلك اختلف الناس عليه ورأي صلى الله عليه وسلم على رجل
خاتما من شبه فقال مالى أجد منك ريح الاصنام فطرحه ثم جاء وعليه خاتما من
حديد فقال مالى أرى عليك حلية اهل النار فطرحه فقال يا رسول الله من أي شيء
أتخذه قال اتخذه من ورق ولا تتمه مثقالا وكان له ربعة فيها مرآة تسمي
المدلة ومشط عاج ومكحلة ومقراض وسواك وكان له وسادة من أدم حشوها ليف وكان
له صلى الله عليه وسلم سرير مرمل بشريط وكان له قبة يضربها في اسفاره تسع
واربعين رجلا وكان له سفرة يأكل عليها وكان له قصعة يقال لها الغراء يحملها
اربعة رجال لها اربع حلق وكان له قدح من خشب بثلاث ضبات من فضة وقيل من
حديد وفيه حلق حلقة تعلق بها وكان بعده عند انس ثم عند بنته بعد وكان له
قدح من زجاج وقدح آخر يدعي الريان وتور من في اليمني وهذا كله يخالف ما
صححه معظم أصحابنا ان اليمين أفضل لانه زينة واليمين أحق بها لشرفها (بئر
اريس) براء وسين مهملة بوزن عظيم مصروف وهي بئر في حديقة قرب مسجد قبا
(فنزحوها) بالنون والزاي كما مر في غزوة الحديبية (واختلف الناس عليه) لأن
الخاتم كان فيه شيء من السر الذي في خاتم سليمان فمن ثم انتقض الأمر على
عثمان وخرج عليه الخارجون لما فقد الخاتم النبوي كما ذهب ملك سليمان لما
فقد خاتمه قاله بعض العلماء (ورأي صلى الله عليه وسلم على رجل خاتما من شبه
الى آخره) أخرجه أبو داود والترمذى والنسائي عن بريدة قال النووي وغيره هو
حديث ضعيف فمن ثم جازت الزيادة في الخاتم على المثقال ما لم يجاوز العادة
والشبه بفتح المعجمة والموحدة صفر أبيض يشبه الفضة يسمي اللجين (كان له
ربعة) بفتح الراء والمهملة بينهما موحدة ساكنة إناء من الخشب (مرآة) بكسر
الميم وسكون الراء ومد الهمزة وكانت (تسمى المدلة) كما رواه الطبراني في
الكبير عن ابن عباس سميت بذلك للاستدلال بها على الصور (ومشط) بضم الميم مع
ضم المعجمة وفتحها (ومكحلة) بضم الميم والمهملة بينهما كاف ساكنة كان يكتحل
منها كل ليلة ثلاثة في هذه وثلاثة في هذه كما أخرجه الترمذى وابن ماجه عن
ابن عباس (ومقراض) بالقاف والمعجمة أى مقص كان يسمى الجامع كما أخرجه
الطبراني عن ابن عساكر (وكان له وسادة) أى مخدة (من أدم) أي جلد (حشوها
ليف) من النخل وهى التي كان ينام عليها بالليل كما رواه أحمد وأبو داود
والترمذي وابن ماجه عن عائشة (وكان له قصعة تسمى الغراء الي آخره) رواه أبو
داود عن عبد الله بن بشر ورواه الطبراني عن عبد الله بن زيد (وكان له قدح
من خشب) كما رواه البخاري عن عاصم الاحول وقال في صفته وهو قدح عريض من
نضار والنضار بفتح النون وتخفيف المعجمة قال معمر هو شجر بنجد وقيل هو خشب
إثل يكون بالغور (مضيب ثلاث ضبات من فضة) استدل به أصحابنا على جواز
التضبيب بالفضة بشرطه (وكان له قدح من زجاج) يشرب فيه كما رواه ابن ماجه عن
ابن عباس وقال من قوارير (يدعي الريان) سمى بذلك لانه يروى فيه (وتور) بفتح
الفوقية وهو القدر من الحجر
(2/172)
حجارة ومخضب من شبه يكون فيه الحناء والكتم
يوضع على رأسه اذا وجد حرا وكان له مغتسل من صفر وصاع يخرج به فطرته صلى
الله عليه وسلم
[فصل في عدد الغزوات والسرايا]
(فصل) في عدد الغزوات والسرايا وبين علماء التواريخ في عددها تنازع واختلاف
وأقل ما قيل في ذلك ما روى في الصحاح عن زيد بن أرقم أنهن تسع عشرة وعن
بريدة انهن ست عشرة وأكثر ما قيل انهن سبع وعشرون وفيما بين العددين خلاف
واسع وليس في ذكر الاقل نفي الاكثر والله أعلم. وكان القتال في تسع منها
وهي بدر وأحد والمريسيع والخندق وقريظة وخيبر والفتح وحنين والطائف وعد
بعضهم وادى القرى والغابة. والسرايا والبعوث ست وخمسون وقيل خمسون وقيل
ثمانية وثلاثون والله أعلم.
وقد تم قسم السيرة الغراء وعيون الواردات على سنى عمر المصطفي على أحسن
وجوه (الحناء) بالمد (والكتم) بفتح الكاف والفوقية نبت يخلط بالوسيمة يختضب
به (خاتمة) كان له صلى الله عليه وسلم برد يلبسه في العيدين والجمعة أخرجه
البيهقى في السنن عن جابر وكان له سرج يسمى الراج بالمهملة والجيم وكان له
بساط يسمى الكز بالكاف والزاى وكان له ركوة تسمى الصادر أخرجه الطبراني في
الكبير عن ابن عباس وكان له قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه بالليل أخرجه
أبو داود والترمذي والحاكم عن أميمة بنت رقيقة وهو الذي شربت منه أم أيمن
بوله صلى الله عليه وسلم والعيدان بفتح المهملة جمع عيدانة وهى النخلة
الطويلة
(فصل) في عدد الغزوات والسرايا (انهن سبع عشرة) «1» وهي الابواء وبواط
والعسرة وبدر والنضير وأحد وحمراء الاسد والاحزاب وقريظة والمصطلق وخيبر
ووادى القرى وذات الرقاع ومكة وحنين والطائف وتبوك (وعن بريدة انهن ست
عشرة) لعله خفي عليه واحدة وعن جابر احدى وعشرين أخرجه أبو نعيم بسند صحيح
عنه فلعل زيد بن أرقم خفي عليه ثنتان وعن ابن المسيب أربع وعشرون أخرجه عبد
الرزاق عنه (وأكثر ما قيل) كما عده يوسف بن سعد ان التي خرج فيها صلى الله
عليه وسلم بنفسه (سبع وعشرون) غزوة (وكان القتال في تسع) المتفق عليه سبع
وهي بدر وأحد والخندق وقريظة والمصطلق وخيبر والطائف على ما قاله المحب
الطبري في خلاصة السير قال وفي خمس الخلاف وهى الفتح وحنين والغابة ووادي
القرى والنضير (و) اما (السرايا والبعوث) فهي (ست وخمسون) على ما رجحه
النووى أو ست وثلاثون على ما قاله ابن اسحاق (أو ثمان وثلاثون) أو ثمان
وأربعون على ما قاله الواقدي أو ستون على ما قاله المسعودي أو أكثر من
سبعين على ما قاله العراقي أو أكثر من مائة على ما قاله الحاكم في الاكليل
ولعله أراد بضم المغازي اليها قاله الحافظ ابن حجر (السير) بكسر المهملة
وفتح التحتية جمع سيرة وهي الحالة لكنها أطلقت على أبواب الجهاد لانها
متلقاة من أحواله صلى الله عليه وسلم في غزواته (سني عمر المصطفي) بتخفيف
الياء وحذفت النون للاضافة
__________
(1) هكذا في الاصل ورواية المتن تسع عشرة
(2/173)
الاختصار متضمنا لصحيح الاخبار مما أغفله قدماء المؤرخين ونقله أئمة الحديث
بعدهم مع ذكر جمل من أصول الاحكام وبيان الحلال والحرام والفوائد التوام
وقد تركت كثيرا مما علم وروده قطعا وجهلت محله زمانا لا خلاله بشرطى وهو
أني لا أخرج إلا ما علمت محله من السنين ولو مع الخلاف والله اعلم. |