دلائل
النبوة للبيهقي محققا بَابُ ذِكْرِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي
شَمَائِلِهِ وَأَخْلَاقِهِ عَلَى طَرِيقِ الِاخْتِصَارِ [تَشْهَدُ] [ (1) ]
لِمَا رَوَيْنَا فِي حَدِيثِ هِنْدِ بْنِ أَبِي هَالَةَ بِالصِّحَّةِ
وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [ (2) ]
* أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ
الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبِي أَوْفَى [ (3) ] ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَائِشَةَ:
يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَخْبِرِينِي [ (4) ] عَنْ خُلُقِ رسول الله،
صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ:
أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَتْ: فَإِنَّ خُلُقَ
رَسُولِ الله، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، كَانَ الْقُرْآنَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بشر [ (5) ] .
__________
[ (1) ] الزيادة من (هـ) .
[ (2) ] الآية الكريمة (4) من سورة القلم.
[ (3) ] في (ص) : «ابن أوفى» .
[ (4) ] في (ص) : «أنبئيني» .
[ (5) ] جزء من حَدِيثٍ طَوِيلٍ، أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ في: 6- كتاب صلاة
المسافرين، (18) باب جامع صلاة الليل، حديث (139) ، ص (512) .
وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، ح (1342) ، ص (2: 40) ، وابن ماجة في: 13-
كتاب
(1/308)
* وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، قَالَ: [ (6) ] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ،
بِبُخَارَى، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ أُنَيْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ بَابَنُوسَ قَالَ:
قُلْنَا لِعَائِشَةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، كَيْفَ كَانَ خُلُقُ
رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ:
كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْقُرْآنَ.
ثُمَّ قَالَتْ: تَقْرَأُ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ؟ اقْرَأْ:
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ إِلَى الْعَشْرِ حَتَّى بَلَغَ الْعَشْرَ،
فَقَالَتْ: هَكَذَا كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ [ (7) ] .
* أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، بِبَغْدَادَ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله ابن جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ:
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ
أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى الله عليه
وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: كَانَ خُلُقُهُ القرآن:
__________
[ () ] الأحكام (14) باب الحكم فيمن كسر شيئا، ح (2333) ، ص (782) ،
والنسائي في قيام الليل، والحاكم في «المستدرك» (2: 499) ، وابن حبان في
صحيحه، حديث رقم (466) من تحقيقنا، والإمام أحمد في «مسنده» (6: 54، 91،
111) .
[ (6) ] ليست في (ص) .
[ (7) ] حديث يزيد بن بابنوس عن عائشة: قُلْنَا لِعَائِشَةَ: «يَا أُمَّ
الْمُؤْمِنِينَ! كَيْفَ كَانَ خُلُقُ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ؟
قَالَتْ: كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْقُرْآنَ.. أخرجه النسائي في سننه الكبرى، في التفسير تحفة الأشراف للمزي
(12: 336) وعنه نقله ابن كثير (3: 6) ، وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (2:
392) ، وقال: «هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.
ويزيد بن بابنوس: بصري، روى عن عائشة، وعنه أبو عمران الجوني، وقد قال عنه
البخاري في «التاريخ الكبير» (4: 2: 323) : «كان من الشيعة الذين قاتلوا
عليا» ، وقال أبو حاتم (4: 2: 254) : «مجهول» ، إلا أن ابن عدي قال:
«أحاديثه مشاهير» ، وقال الدارقطني:
«لا بأس به» وذكره ابن حبان في «الثقات» (5: 548) .
(1/309)
يَرْضَى لِرِضَاهُ وَيَسْخَطُ لِسَخَطَهِ.
* وأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
حَامِدِ بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزَّعْفَرَانِيُّ- يَعْنِي
الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ- قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ
بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ
الْعَوْفِيِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ
قَالَ: أَدَبُ الْقُرْآنِ.
* أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ: الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الرُّوذْبَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ
بْنِ دَاسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ فِي قَوْلِهِ، عَزَّ وَجَلَّ: خُذِ
الْعَفْوَ [ (8) ] . قَالَ: أُمِرَ نَبِيُّ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وسلم، أَنْ يَأْخُذَ الْعَفْوَ مِنْ أَخْلَاقِ النَّاسِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُسَامَةَ،
عَنْ هِشَامٍ.
* أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ
الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ
مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ (ح) .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ
زَوْجِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ:
مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَ
أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ
كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ
اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِنَفْسِهِ، إِلَّا أَنْ
تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ تَعَالَى.
__________
[ (8) ] الآية الكريمة (199) من سورة الأعراف.
(1/310)
زَادَ الْقَطَّانُ فِي رِوَايَتِهِ:
فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مسلمة
الْقَعْنَبِيِّ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى [ (9) ] .
* وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدٌ
الْهَبَّارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِيَدِهِ
شَيْئًا قَطُّ: لَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي
سَبِيلِ اللهِ، وَلَا نيل منه شيء قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ،
إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ تَعَالَى،
فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي
أُسَامَةَ [ (10) ] .
* وأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ، الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ: حاجب بن أحمد،
__________
[ (9) ] أخرجه البخاري في: 61- كتاب المناقب (23) باب صِفَةِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلّم، فتح الباري (6: 566) ،
وأخرجه البخاري أيضا في: 78- كتاب الأدب (80) بَابُ قَوْلَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلّم «يسّروا ولا تعسّروا» ، فتح الباري (10: 524) ،
وفي: 86- كتاب الحدود (10) باب إقامة الحدود، والانتقام لحرمات الله، فتح
الباري (12: 86) .
وأخرجه مسلّم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ، (20) بَابُ مباعدته صلى الله
عليه وسلم للآثام، حديث (77) ، صفحة (1813) .
ورواه مالك في الموطأ، في: 47- كتاب حسن الخلق (1) بَابُ مَا جَاءَ فِي حسن
الخلق، حديث (2) ، صفحة (902- 903) .
كما أخرجه أبو داود في الأدب، والترمذي في المناقب والإمام أحمد في «مسنده»
(6: 85، 113، 114، 116، 130، 163، 209، 223، 235، 262) .
[ (10) ] بنفس هذا الإسناد، أخرجه مسلّم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ
(20) بَابُ مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام، حديث (79) . ص (1814) ،
تحفة الأشراف (12: 138) .
(1/311)
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ
الْأَبِيوَرْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا،
قَالَتْ:
مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ضَرَبَ
خَادِمًا لَهُ قَطُّ، وَلَا ضَرَبَ امْرَأَةً لَهُ قَطُّ، وَلَا ضَرَبَ
بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَا
نيل مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ
لِلَّهِ تَعَالَى، فَإِذَا كَانَ لِلَّهِ انْتَقَمَ لَهُ. وَلَا عُرِضَ
عَلَيْهِ أَمْرَانِ إِلَّا أَخَذَ الَّذِي هُوَ أَيْسَرُ حَتَّى يَكُونَ
إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ أَبِي
مُعَاوِيَةَ [ (11) ] .
* أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ: هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ
الْحَفَّارُ، بِبَغْدَادَ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ الْقَطَّانُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
لَقَدْ خَدَمْتُ رَسُولَ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَشْرَ
سِنِينَ، فو الله مَا قَالَ لِيَ أُفٍّ قَطُّ، وَلَا قَالَ لِشَيْءٍ
فَعَلْتُهُ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا؟ وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ أَفْعَلْهُ: أَلَا
فَعَلْتَ كَذَا.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، وأَبِي
الرَّبِيعِ عَنْ حَمَّادٍ [ (12) ] .
* أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو
بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ [ (13) ] ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ
__________
[ (11) ] أخرجه مسلم في: 43- كتاب الفضائل، ص (1814) بنقل الاسناد.
[ (12) ] أخرجه مسلم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ (13) بَابُ كَانَ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، ح (51) ، ص
(1804) ، مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ منصور، وأبو الربيع كلاهما عَنْ
حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ..
[ (13) ] في (ص) «أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، حدثنا شيبان،
حدثنا عبد الوارث ... » وفي صحيح مسلم: «حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود
العتكي، حدثنا عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبُو التّيّاح، حدثنا أنس
(ح) وحدثنا شيبان بن فروخ واللفظ له، حدثنا عبد الوارث ...
(1/312)
أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي
أَخٌ يُقَالَ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ [ (14) ]- أَحْسَبُهُ قَالَ: كَانَ
فَطِيمًا- قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَآهُ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ
النُّغَيْرُ؟ قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخَ [ (15) ] .
* أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَسَعِيدٌ، قَالَا:
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ
اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ، وَمِنْ
أَجْوَدِ النَّاسِ، وَمِنْ أشجع الناس.
__________
[ (14) ] هو أبو عمير بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْأَنْصَارِيَّ، واسمه زيد بن
سهل، وهو أخو أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ لِأُمِّهِ، وأمهما أم سليم، مات عَلَى
عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم،
وكان يداعب معه النبي صلى الله عليه وسلّم ويقول: أَبَا عُمَيْرٍ! مَا
فَعَلَ النّغير،
وهو جمع نغرة طير كالعصفور محمّر المنقار، ومعنى: ما فعل النّغير ما شأنه؟
وما حاله؟
[ (15) ] الحديث أخرجه البخاريّ في: 78- كتاب الأدب (81) باب الانبساط إلى
الناس. فتح الباري (10: 526) مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي
التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ، وفي (112) باب الكنية للصبي، فتح الباري (9:
572) عن عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسٍ، وبنفس
هذه الرواية أخرجه مسلم في: 38- كتاب الآداب (5) باب استحباب تحنيك المولود
ح (30) ، ص (1692) .
وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب، ح (4969) ، ص (4: 292) ، من طريق مُوسَى
بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمّاد، عن ثابت، عن أنس، وأخرجه الترمذي عن هنّاد،
عن وكيع، عن شعبة في كتاب الصلاة ح (333) ، ص (2: 154) وقال: «حسن صحيح» ،
ومن طريق عبد الله بن إدريس، عن شعبة أخرجه الترمذي أيضا في كتاب البر
والصلة (57) باب ما جاء في المزاح (4:
357) ، وأخرجه ابن ماجة في الأدب (24) باب في المزاح، ح (3720) ، ص (1226)
، من طريق وكيع، عن شعبة وأخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (3: 115، 119، 171،
188، 190، 201، 212، 223) .
(1/313)
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ
[ (16) ] .
* أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوفي،
قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ (ح) .
وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أبو حامد ابن بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَزْهَرِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ،
عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ
اللهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، سَبَّابًا، وَلَا فَحَّاشًا، وَلَا
لَعَّانًا، كَانَ يَقُولُ لِأَحَدِنَا عند المعتبة: ماله؟ تَرِبَتْ
جَبِينُهُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ [ (17) ] عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سِنَانٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
نمير،
__________
[ (16) ] رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ
حَرْبٍ بلفظ «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ
النَّاسِ، وأشجع الناس.. من حديث طويل، في: 56- كتاب الجهاد، (82) باب
الحمائل وتعليق السيف بالعنق، فتح الباري (6: 95) .
وبلفظ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ
النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ ... أخرجه البخاري في:
78- كتاب الأدب (39) باب حسن الخلق، فتح الباري (10- 455) ، ومسلم فِي: 43-
كِتَابِ الْفَضَائِلِ (11) بَابُ في شجاعة النبي- عليه السلام، ح (48) ، ص
(1802) .
كما أخرجه الترمذي، وابن ماجة في الجهاد، والإمام أحمد في «مسنده» (3: 147،
185، 271) .
[ (17) ] أخرجه البخاري في: 78- كتاب الأدب، (44) باب ما ينهى عن السّباب
واللعن، فتح الباري (10: 464) ، وأخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (3: 144) .
(1/314)
عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ
مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: إِنَّ
رَسُولَ اللهِ، صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا
مُتَفَحِّشًا، وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ [
(18) ] أَخْلَاقًا [ (19) ] .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنُ
نُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ وَأَخْرَجَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْأَعْمَشِ.
وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ [-
رَحِمَهُ اللهُ-] [ (20) ] ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيَّ، يَقُولُ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ، صلى
الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ: لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا،
وَلَا سَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ، وَلَا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ
السَّيِّئَةَ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ- أَوْ قَالَتْ: يَعْفُو
وَيَغْفِرُ- شَكَّ أَبُو دَاوُدَ [ (21) ] .
__________
[ (18) ] في (ح) : أحسنكم، وأثبتّ ما في (هـ) ، وهو موافق لرواية مسلم،
ووردت رواية «أحسنكم» في البخاري. الفتح (7: 102) .
[ (19) ] أخرجه البخاري في: 61- كتاب المناقب، (23) باب صِفَةِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلّم، فتح الباري (6:
566) ، وفي: 62- كتاب فضائل الصحابة (27) باب مناقب عبد الله بن مسعود،
الفتح (7:
102) ، وفي: 78- كتاب الأدب (38) باب لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى الله
عليه وسلّم فاحشا ولا متفحّشا، فتح الباري (10: 452) ، وفي (39) باب حسن
الخلق، فتح الباري (10: 456) .
وأخرجه مسلم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ، (16) بَابُ كثرة حيائه صلى
الله عليه وسلم، حديث (68) ، ص (1810) ، والترمذي في: 28- كتاب البر والصلة
(47) بَابُ مَا جَاءَ فِي الفحش، ح (1975) ، ص (4: 349) ، والإمام أحمد في
«مسنده» (2: 161) ، (6: 174) .
[ (20) ] الزيادة من (ص) .
[ (21) ] مسند أَحْمَدَ (6: 236) .
(1/315)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
دُرُسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا آدَمُ، وَعَاصِمُ ابْنُ عَلِيٍّ، قَالَا: حَدَّثَنَا
ابْنُ أبي ذؤيب، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحٌ، مَوْلَى التَّوْأَمَةِ، قَالَ:
كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَنْعَتُ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فَقَالَ:
كَانَ يُقْبِلُ جَمِيعًا وَيُدْبِرُ جَمِيعًا، بِأَبِي وَأُمِّي، وَلَمْ
يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا سَخَّابًا فِي الْأَسْوَاقِ.
زَادَ آدَمُ: وَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ قَبْلَهُ وَلَمْ أَرَ بَعْدَهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وأبو سعيد بن أَبِي عَمْرٍو،
قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ
قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ، يَقُولُ:
سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَشَدَّ حَيَاءً
مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا
عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ [ (22) ] .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عن بُنْدَارٍ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ،
عَنْ زُهَيْرِ بن
__________
[ (22) ] أخرجه البخاري في: 61- كتاب المناقب، (23) باب صِفَةِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلّم، ح (3562) ، فتح الباري (6: 566) ، وطرفاه في: 78-
كتاب الأدب (72) باب من لم يواجه الناس، الفتح (10: 513) ، وفي (77) باب
الحياء، الفتح (10: 521) .
وأخرجه مسلم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ، (16) بَابُ كثرة حيائه صلى
الله عليه وسلم، ح (67) ، صفحة (1809) .
وأخرجه ابن ماجة في الزهد، والإمام أحمد في «مسنده» (3: 77، 79، 88، 91،
92) .
(1/316)
حَرْبٍ، وَغَيْرِهِ، كُلُّهُمْ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ: الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ،
قَالَ:
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلْمٌ [ (23) ]
الْعَلَوِيُّ، عَنْ أَنَسٍ.
أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهِ أَثَرُ صُفْرَةٍ- وَكَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى
الله عليه وسلم، قَلَّمَا يُوَاجِهُ رَجُلًا فِي وَجْهِهِ بِشَيْءٍ
يَكْرَهُهُ- فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَ: لَوْ أَمَرْتُمْ هَذَا أَنْ يَغْسِلَ
ذَا عَنْهُ [ (24) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ: أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، وَأَبُو
سَعِيدٍ: مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
الْأَصَمُّ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا
الْحِمَّانِيُّ.
(ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، [حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ] [ (25) ] قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ،
عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ، قالت:
__________
[ (23) ] في (هـ) : سالم.
[ (24) ] أخرجه أبو داود في الترجل، وفي الأدب، عن القواريري: عبيد الله بن
عمر، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عن سلم بن قيس العلوي البصري، عن أنس،
وليس من ولد علي بن أبي طالب، قال أبو داود في الأدب: «ليس هو علوي، كان
يبصر في النجوم، وشهد عند عديّ بن أرطاة على رؤية الهلال فلم يجز شهادته،
كما أخرجه الترمذي في الشمائل، والنسائي في اليوم والليلة، تحفة الأشراف
(1: 227) .
وساق ابن حجر في «تهذيب التهذيب» (4: 135) الحديث، وقال: «قال الساجي: فيه
ضعف» ، وقد ضعفه العقيلي (2: 164) ، وجرحه ابن حبان (1: 343) .
[ (25) ] العبارة بين الحاصرتين، سقطت من (ح) .
(1/317)
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، إِذَا بَلَغَهُ عَنِ الرَّجُلِ الشَّيْءُ لَمْ يَقُلْ: مَا
بَالُ فُلَانٍ يَقُولُ؟
وَلَكِنْ يَقُولُ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا [ (26) ]
.
لَفْظُ حَدِيثِ عُثْمَانَ. وَفِي رِوَايَةِ الْعَبَّاسِ: إِذَا بَلَغَهُ
الشَّيْءُ عَنِ الرَّجُلِ لَمْ يَقُلْ كَذَا وَكَذَا. ثُمَّ ذَكَرَهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ
الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عليه وسلم، وَعَلَيْهِ
بُرْدٌ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَ
بِرِدَائِهِ جَبْذًا شَدِيدًا، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ
رَسُولِ الله، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ
الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِيَ
مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ. قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ
اللهِ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ له بعطاء [
(27) ] .
__________
[ (26) ] أخرجه أبو داود في الأدب، باب في حسن العشرة، ح (4788) ، ص (4:
250) ، وهو مختصر من حديث أخرجه البخاري في الأدب، وفي الاعتصام بالسنة،
ومسلم في فضائل النبي صلى الله عليه وسلّم، (35) باب علمه صلى الله عليه
وسلم بالله، وشدة خشيته، ح (127) ، عن عائشة، قالت: «صَنَعَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرًا فترخّص فيه، فبلغ ذلك ناسا من
أصحابه، فكأنهم كرهوه وتنزهوا عنه.. إلخ الحديث.
[ (27) ] أخرجه البخاري في: 57- كتاب فرض الخمس (19) باب ما كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلّم يعطي المؤلفة قلوبهم، فتح الباري (6:
251) ، كما أخرجه أيضا في: 77- كتاب اللباس (18) باب البرود، فتح الباري
(10: 275) ، وفي: 78- كتاب الأدب (68) باب التبسم والضحك، فتح الباري (503-
504) .
وأخرجه مسلم في: 12- كتاب الزكاة (44) باب إعطاء من سأل بفحش وغلظة، ح
(128) ، ص (730) ، كما أخرجه أبو داود في الأدب، والنسائي في القسامة،
والإمام أحمد في «مسنده» (3: 153، 210) .
(1/318)
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنِ
ابْنِ أَبِي أُوَيْسٍ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ
مَالِكٍ.
وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيْبَانَ،
عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَرْقَمَ، قَالَ:
كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَأْتَمِنُهُ [ (28) ] ، وَأَنَّهُ عَقَدَ لَهُ
عُقَدًا فَأَلْقَاهُ فِي بِئْرٍ، فَصَدَعَ [ (29) ] ذَلِكَ النَّبِيَّ،
صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ مَلَكَانِ يَعُودَانِهِ،
فَأَخْبَرَاهُ أَنَّ فُلَانًا عَقَدَ لَهُ عُقَدًا، وَهِيَ فِي بِئْرِ
بَنِي فُلَانٍ، وَلَقَدِ اصْفَرَّ الْمَاءُ مِنْ شِدَّةِ عُقَدِهِ.
فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَخْرَجَ
الْعُقَدَ فَوَجَدَ [ (30) ] الْمَاءَ قَدِ اصْفَرَّ فَحَلَّ الْعُقَدَ،
وَنَامَ النبي، صلى الله عليه وَسَلَّمَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ الرَّجُلَ
بَعْدَ ذَلِكَ يَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ،
فَمَا رَأَيْتُهُ فِي وَجْهِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
حَتَّى مَاتَ [ (31) ] .
__________
[ (28) ] في (ص) : «ويأمنه» .
[ (29) ] في (ص) : «فصرع» .
[ (30) ] في (ص) و (ح) : «ووجد» .
[ (31) ] الخبر أخرجه ابن سعد (2: 199) ، والذهبي في التاريخ (2: 362) ،
تحقيق العلامة:
«حسام الدين القدسي» - رحمه الله- وابن كثير في «البداية والنهاية» (6: 38-
39) .
قال الإمام الرازي الجصاص في «أحكام القرآن» : «زعموا أن النبي- صلوات الله
عليه وسلامه- سحر، وأن السحر عمل فيه. وقد قال الله تعالى مكذّبا للكفار
فيما ادعوه من ذلك: «وقال الظالمون: إن تتبعون إلا رجلا مسحورا» ، ومثل هذه
الأخبار من وضع الملحدين» .
ويقول الشيخ: «محمد زاهد الكوثري» : محاولة اليهود سَحَرَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلّم أمر واقع، وأما تأثير ذلك عليه كما يصوره بعض
الرواة ممن يعدون في الثقات، فقد رده المحققون، واليه أميل، لقوله تعالى:
«ولا يفلح الساحر حيث أتى» ، وذكر الله ذلك في معرض الاستنكار لقول
المشركين» :
«إن تتبعون إلا رجلا مسحورا» ولقوله تعالى: «وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ
النَّاسِ» .
وإطالة الكلام في إثبات التأثير الفظيع المنافي لذلك تنزيها لبعض الرواة
مما لا أستحسنه، وإن ذهب إليه الجمهور، ولا مانع من أن يهم بعض الثقات،
ودعوى ذلك التأثير في منتهى الخطورة على بعض العقول، فالتمسك بالآيات أحكم،
والله أعلم.» أ. هـ.
(1/319)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ
الْفَضْلِ [الْقَطَّانُ] [ (32) ] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ ابن زَيْدٍ، أَبُو يَحْيَى
الْمُلَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، إِذَا صَافَحَ، أَوْ
صَافَحَهُ الرَّجُلُ، لَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى يَكُونَ
الرَّجُلُ يَنْزِعُ، وَإِنِ اسْتَقْبَلَهُ بِوَجْهِهِ لَا يَصْرِفُهُ
عَنْهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ يَنْصَرِفُ، وَلَمْ يُرَ مُقَدِّمَا
رُكْبَتَهُ [ (33) ] بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ [ (34) ] .
أخبرنا أبو محمد: عبد اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ
الْبَصْرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّبَّاحُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ.
(ح) وأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قَطَنٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، قَالَ:
مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ الْتَقَمَ أُذُنَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيُنَحِّي رَأْسَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ
الَّذِي يُنَحِّي رَأْسَهُ. ومَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخَذَ بِيَدِ رَجُلٍ فَيَتْرُكَ يده
__________
[ (32) ] ليست في (ص) .
[ (33) ] في (هـ) : «ركبتيه» .
[ (34) ] أخرجه الترمذي في الزهد عن سعيد بن نصر، عن ابن المبارك، عن عمران
بن زيد التغلبي، عن زيد الحواري العمي، عن أنس، وقال: «غريب» ، وأخرجه ابن
ماجة في الأدب، عن علي بن محمد، عن وكيع، عن أبي يحيى الطويل الكوفي، وهو
عِمْرَانُ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ العمي، عن أنس، أتمّ منه.
(1/320)
حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي
يَدَعُ يَدَهُ [ (35) ] .
لَفْظُ حَدِيثِ الْأَصْبَهَانِيِّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ: أَحْمَدُ بْنُ
الْحَسَنِ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الطَّرَسُوسِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ النَّسَائِيُّ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ
يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ
يُوسُفَ ابْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا جَلَسَ
يَتَحَدَّثُ كَثِيرًا يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ [ (36) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ: أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ:
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: أَظُنُّ أَبَا حَازِمٍ
ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
«مَا عَابَ رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، طَعَامًا قَطُّ، إِنِ
اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِلَّا تَرَكَهُ» [ (37) ] .
__________
[ (35) ] أَخْرَجَهُ أبو داود في الأدب (باب) في حسن العشرة، ح (4794) ،
صفحة (2: 251- 252) .
[ (36) ] أخرجه أبو داود في كتاب الأدب (باب) الهدي في الكلام، ح (4837) ،
ص (4: 260) .
[ (37) ] أخرجه البخاري في: 61- كتاب المناقب (23) باب صِفَةِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلّم، فتح الباري (6:
566) ، وطرفه في: 70- كتاب الأطعمة (21) باب ما عاب النبي صلى الله عليه
وسلّم طعاما قط، الفتح (9:
547) .
وأخرجه مسلم في: 36- كتاب الأشربة، (35) باب لا يعيب الطعام، ح (187) ، ص
(1632) ، وكذا الحديث (188) ، ص (1633) .
(1/321)
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ
مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَشُعْبَةَ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
مِنْ حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ، وَزُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَجَرِيرٍ،
وَأَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، مِنْ غَيْرِ شَكٍّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى بْنِ نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ: أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُ.
(ح) وأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ،
بِبَغْدَادَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
دُرُسْتَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَصْبَغُ ابن الْفَرَجِ، وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَا:
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنِي
أَبُو النَّضْرِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ
اللهُ عَنْهَا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَطُّ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا حَتَّى أَرَى مِنْهُ
لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ.
زَادَ يَحْيَى بْنُ نَصْرٍ فِي رِوَايَتِهِ: قَالَتْ: وَكَانَ إِذَا رَأَى
غَيْمًا أَوْ رِيحًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ!
النَّاسُ إِذَا رَأَوَا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ
الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِي وَجْهِكَ
الْكَرَاهِيَةُ، قَالَ: يَا عَائِشَةُ، وَمَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ
فِيهِ عَذَابٌ؟ قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ أَتَى قَوْمًا
الْعَذَابُ. وَتَلَا رَسُولُ الله، صلى الله عليه وَسَلَّمَ. فَلَمَّا
رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هَذَا عارِضٌ
مُمْطِرُنا الْآيَةَ [ (38) ] .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ،
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ
__________
[ (38) ] الآية الكريمة (24) من سورة الأحقاف.
(1/322)
هَارُونَ بْنِ مَعْرُوفٍ، وَغَيْرِهِ، عَنِ
ابْنِ وَهْبٍ [ (39) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ،
قَالَ:
قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ الله، صلى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ كَثِيرًا، كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ
مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا
طَلَعَتْ قَامَ. وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ
الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ، وَيَتَبَسَّمُ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى [ (40) ] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ- رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ: أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
حَبِيبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا دَاوُدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ،
وَقَيْسٌ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ:
قُلْتُ: لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ النبي، صلى الله عليه
وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ
__________
[ (39) ] أخرجه البخاري في: 65- كتاب التفسير، تفسير سورة الأحقاف (2) باب
«فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أوديتهم..» فتح الباري (8: 578)
، وفي 78- كتاب الأدب (68) باب التبسم والضحك، فتح الباري (10: 504) .
وأخرجه مسلم في: 9- كتاب الاستسقاء، (3) باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم.
ح (16) ، ص (616- 617) ، وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب، (باب) ما يقول إذا
هاجت الريح، ح (5098) ، صفحة (4: 326) ، والإمام أحمد في «مسنده» (6: 66) .
(مستجمعا) : المستجمع المجدّ في الشيء القاصد له.
(لهواته) : اللهوات جمع لهاة، وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك.
[ (40) ] أخرجه مسلم في: 5- كتاب المساجد ومواضع الصلاة، (52) باب فضل
الجلوس في مصلاه بعد الصبح، ح (286) ، ص (463) ، وأعاد القصة الأخيرة منه
في فضائل النبي وأخرجه أبو داود في الصلاة، والنسائي في الصلاة، وفي «اليوم
والليلة» . تحفة الأشراف (2: 153) .
(1/323)
طَوِيلَ الصَّمْتِ، قَلِيلَ الضَّحِكِ.
وَكَانَ أَصْحَابُهُ رُبَّمَا تَنَاشَدَوْا عِنْدَهُ الشِّعْرَ وَالشَّيْءَ
مِنْ أُمُورِهِمْ، فَيَضْحَكُونَ، وَرُبَّمَا يَتَبَسَّمُ.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أَبِي عَمْرٍو، قَالَا:
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ
الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ:
أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ خَارِجَةَ أَخْبَرَهُ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ:
أَنَّ نَفَرًا دَخَلُوا عَلَى أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَقَالُوا:
حَدِّثْنَا عَنْ بَعْضِ أَخْلَاقِ رَسُولِ اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
فَقَالَ: كُنْتُ جَارَهُ، فَكَانَ إِذَا نَزَلَ الْوَحْيُ بَعَثَ إِلَيَّ
فَآتِيهُ فَأَكْتُبَ الْوَحْيَ، وَكُنَّا إِذَا ذَكَرْنَا الدُّنْيَا
ذَكَرَهَا مَعَنَا، وَإِذَا ذَكَرْنَا الْآخِرَةَ ذَكَرَهَا مَعَنَا،
وَإِذَا ذَكَرْنَا الطَّعَامَ ذَكَرَهُ مَعَنَا. فَكُلُّ هَذَا
نُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ [ (41) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ: عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ
الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ابن الْأَعْرَابِيِّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ
عَلِيٍّ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ اتَّقَيْنَا الْمُشْرِكِينَ
بِرَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ أَشَدَّ الناس
بأسا [ (42) ] .
__________
[ (41) ] أخرجه الترمذي في الشمائل عن عباس الدوري، عن المقرئ، عَنِ
اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عن أبي عثمان: الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي الْوَلِيدِ،
عن سليمان بن خارجة عن أبيه. تحفة الأشراف للمزي (3:
213) .
[ (42) ] أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (1: 86) ، وإسناده صحيح.
(1/324)
قَالَ وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ. فَذَكَرَهُ
بِإِسْنَادِهِ نَحْوَهُ، وَزَادَ فِيهِ: وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَقْرَبَ إِلَى
الْمُشْرِكِينَ مِنْهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عليه وسلم،
أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ،
وَلَقَدْ فَزَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً فَرَكِبَ فَرَسًا لِأَبِي
طَلْحَةَ عَرِيًّا [ (43) ] ، فَخَرَجَ النَّاسُ فَإِذَا هُمْ بِرَسُولِ
اللهِ، صَلَّى اللهُ عليه وسلم، قد سبقهم إلى الصوت، قَدِ اسْتَبْرَأَ
الْخَبَرَ، وَهُوَ يَقُولُ:
لَنْ تُرَاعُوا. وَقَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ: لَقَدْ
وَجَدْنَا بَحْرًا، أَوْ إِنَّهُ لَبَحْرٌ [ (44) ] .
قَالَ حَمَّادٌ: وَحَدَّثَنِي ثَابِتٌ، أَوْ بَلَغَنِي عَنْهُ، قَالَ:
فَمَا سُبِقَ ذَلِكَ الْفَرَسُ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ: وَكَانَ فَرَسًا
يُبَطَّأُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ،
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، وَغَيْرِهِ. كُلُّهُمْ عَنْ
حَمَّادٍ.
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
سفيان ابن سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، قال:
__________
[ (43) ] رسمت في (ص) : «عرى» .
[ (44) ] الحديث تقدم تخريجه بالحاشية رقم (16) من الفصل السابق، فتح
الباري (6: 95) ، (10:
455) . مسلم ص (1802) .
(1/325)
سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ
اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَمْ يُسْأَلْ شَيْئًا قَطُّ،
فَقَالَ:
لَا [ (45) ] .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ.
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
أخبرنا أبو عبد الله الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْمُوَجِّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ
اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَجْوَدَ النَّاسِ،
وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ،
عَلَيْهِ السَّلَامُ [وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ] [ (46) ]
يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ. قَالَ:
فَرَسُولُ اللهِ [ (47) ] ، صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ، أَجْوَدُ
بِالْخَيْرِ مِنَ الريح المرسلة [ (48) ] .
__________
[ (45) ] أخرجه البخاري في: 78- كتاب الأدب، (باب) حسن الخلق والسخاء، وما
يكره من البخل، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، ومسلم في فضائل النبي صلى
الله عليه وسلّم (باب) مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ شَيْئًا قَطُّ، فَقَالَ
لَا.
ص (1805) ، عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ الأشجعي، وعن مُحَمَّدِ بْنِ
حَاتِمٍ، عَنْ ابن مهدي، ثلاثتهم عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله، كما أخرجه
الترمذي في الشمائل، عن بندار، عن ابن مهدي.
[ (46) ] الزيادة من (هـ) .
[ (47) ] في (هـ) و (ح) : رسول وأثبتّ ما في (ص) ، وهو الموافق لرواية
البخاري.
[ (48) ] أخرجه البخاري في: 1- كتاب بدء الوحي (5) باب حدثنا عبدان، الفتح
(1: 30) ، وفي 30- كتاب الصوم (7) باب أجود ما كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ فِي رمضان، الفتح (4: 116) في: 61- كتاب
المناقب، (23) باب النبي صلى الله عليه وسلّم، الفتح (6: 566) ، وفي: 66-
كتاب المناقب (7) باب كان جبريل يعرض الْقُرْآنِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلّم، الفتح (9: 43) ، وفي: 78- كتاب الأدب، (39) باب حسن
الخلق والسخاء ... الفتح (10: 455) عن ابن عباس تعليقا.
(1/326)
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ،
عَنْ عَبْدَانَ. وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ: عَبْدُ اللهِ بْنُ يَعْقُوبَ الْكِرْمَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ الْكِرْمَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
الْحَارِثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ
أَبِيهِ، قَالَ:
مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى
الْإِسْلَامِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا أَعْطَاهُ. فَأَتَاهُ رَجُلٌ
فَسَأَلَهُ، فَأَمَرَ لَهُ بِغَنَمٍ بَيْنَ جَبَلَيْنِ. فَأَتَى قَوْمَهُ
فَقَالَ: أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءَ مَنْ لَا يَخَافُ
الْفَاقَةَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ [ (49) ] ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ النَّضْرِ،
عَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ: عَلِيُّ بن محمد أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ،
أَخْبَرَنَا، مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَحْمَوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَلَانِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
آدَمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ،
عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ؟ فَقَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ
أَهْلِهِ. قَالَ: يَعْنِي فِي خِدْمَةِ أَهْلِهِ. وَإِذَا حَضَرَتِ
الصَّلَاةُ خرج إلى الصلاة.
__________
[ () ] وأخرجه مسلم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ (12) بَابُ كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ
مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، ح (50) ، ص (1803) ، وأخرجه النسائي في باب
الفضل والجود في شهر رمضان (4: 125) ، والإمام أحمد في «مسنده» (1: 231) .
[ (49) ] أخرجه مسلم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ، (14) بَابُ مَا سُئِلَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ، فَقَالَ:
لَا. وكثرة عطائه، ح (57) ، ص (1806) ، والإمام أحمد في «مسنده» (3: 108،
175، 259، 284) .
(1/327)
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ [
(50) ] ، عَنْ آدَمَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ: مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو ابن الْبَخْتَرِيِّ، إِمْلَاءً، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو صَالِحٍ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، قَالَتْ:
قِيلَ لِعَائِشَةَ: مَا كَانَ يَعْمَلُ رسول الله، صلى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وسلم، بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ، وَيَحْلِبُ
شَاتَهُ، وَيَخْدِمُ نَفْسَهُ [ (51) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، وَعَنْ
هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
سَأَلَ رَجُلٌ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: نَعَمْ،
كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ
ثَوْبَهُ،
__________
[ (50) ] الحديث أخرجه البخاري في ثلاثة مواضع، أخرجه في: 10- كتاب الأذان
(44) باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج، فتح الباري (2: 162) ،
عن آدم. عن شعبة ... ،
وفي: 69- كتاب النفقات (8) باب خدمة الرجل في أهله. الفتح (9: 507) عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ، عَنْ شعبة، وفي: 78- كتاب الأدب (40) باب كيف
يكون الرجل في أهله، فتح الباري (10: 461) عن حفص بن عمر، عَنْ شُعْبَةُ،
عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، قَالَ: سألت عائشة.
وأخرجه الترمذي في: 38- كتاب صفة القيامة، (45) باب، حديث (2489) ، ص (4:
654) ، عن هنّاد، عن وكيع، عن شعبة ... وقال: «هذا حديث حسن صحيح» ، وأخرجه
الإمام أحمد في «مسنده» (6: 49، 126، 206) .
[ (51) ] أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (6: 256) .
(1/328)
وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ [كَمَا يَعْمَلُ
أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ] [ (52) ] .
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرٍ: مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْآدَمِيُّ الْقَارِيُّ،
بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ
مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ ابن الْحُسَيْنِ بْنِ
وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عُقَيْلٍ، يَقُولُ:
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى، يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُكْثِرُ
الذِّكْرَ، وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُقَصِّرُ
الْخُطْبَةَ، وَلَا يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْعَبْدِ
وَالْأَرْمَلَةِ حَتَّى يَفْرُغَ لَهُمْ مِنْ حَاجَاتِهِمْ [ (53) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ ابن إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ،
بِالرَّيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ
الْأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي
الشَّعْثَاءِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرْكَبُ
الْحِمَارَ، وَيَلْبَسُ الصُّوفَ، وَيَعْتَقِلُ الشَّاءَ، وَيَأْتِي مراعاة
الضيف [ (54) ] .
__________
[ (52) ] الجملة بين الحاصرتين سقطت من (ص) . والحديث في مسند أحمد (6:
121، 167، 260) .
[ (53) ] أخرجه النسائي في الصلاة، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، عن الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ
وَاقِدٍ، عَنْ يحيى بن عقيل الخزاعي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أبي أوفى،
تحفة الأشراف (4: 290) ، وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (2: 614) ، وقال:
«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» .
[ (54) ] قال ابن كثير: «هذا غريب من هذا الوجه، ولم يخرجوه، وإسناده جيد»
، البداية والنهاية (6:
45) .
(1/329)
وأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُسْلِمٌ: أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَعْوَرُ،
سَمِعَ أَنَسًا يَقُولُ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، يَرْكَبُ الْحِمَارَ،
وَيَلْبَسُ الصُّوفَ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ. وَلَقَدْ
رَأَيْتُهُ يَوْمَ خَيْبَرَ عَلَى حِمَارٍ خِطَامُهُ مِنْ لِيفٍ [ (55) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ، قَالَ:
مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللهِ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [ (56) ] .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ إسماعيل
بن عُلَيَّةَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو
الطَّيِّبِ: مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْحَنَّاطُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَيَّارِ بْنِ
الْحَكَمِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أنس ابن مَالِكٍ:
أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ حَدَّثَنَا
أَنَّ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَرَّ عَلَى
صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عليهم [ (57) ] .
__________
[ (55) ] البداية والنهاية (6: 44- 45) .
[ (56) ] أخرجه مسلم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ (15) بَابُ رحمة النبي
صلى الله عليه وسلّم بالصبيان ... ، ح (63) ، ص (1808) .
[ (57) ] أخرجه البخاري في كتاب الاستئذان، باب التسليم على الصبيان،
ومسلّم في: 39- كتاب السلام (5) باب استحباب السلام على الصبيان، ح (14) ،
ص (1708) .
(1/330)
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ، وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ
شُعْبَةَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ
الْقَطَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَزْهَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ أَفْكَهِ
النَّاسِ مَعَ صَبِيٍّ [ (58) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عبد الله الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرٍ: أَحْمَدُ بْنُ
الْحَسَنِ الْقَاضِي، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالُوا:
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ- هُوَ ابْنُ الْمُغِيرَةِ-
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا صَلَّى
الْغَدَاةَ جَاءَ خَدَمُ الْمَدِينَةِ بِآنِيَتِهِمْ فِيهَا الْمَاءُ،
فَمَا يُؤْتَى بِإِنَاءٍ إِلَّا غَمَسَ يَدَهُ فِيهِ، فَرُبَّمَا جَاءُوهُ
فِي الْغَدَاةِ الْبَارِدَةِ، فَيَغْمِسُ يَدَهُ فِيهَا.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي النَّضْرِ،
وَغَيْرِهِ، [عَنْ أَبِي الْفَضْلِ] [ (59) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وأَبُو مُحَمَّدٍ: عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَارِمٌ أَبُو النُّعْمَانِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
__________
[ (58) ] أورده ابن كثير في البداية والنهاية (6: 46) .
[ (59) ] ما بين الحاصرتين سقطت من (ح) و (ص) .
(1/331)
سَلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مالك.
أَنَّ امْرَأَةً فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ،
إِنَّ لِيَ إِلَيْكَ حَاجَةً.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَا أُمَّ
فُلَانٍ، انْظُرِي أَيَّ طَرِيقٍ شِئْتِ، قُومِي فِيهِ حَتَّى أَقُومَ
مَعَكِ، فَخَلَا مَعَهَا رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، يُنَاجِيهَا
حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ حَمَّادِ [ (60) ] .
__________
[ (60) ] أخرجه مسلم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ (19) بَابُ قرب النبي
عليه السلام من الناس، ح (76) ، ص (1812- 1813) .
(1/332)
بَابُ ذِكْرِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي
زُهْدِهِ فِي الدُّنْيَا وَصَبْرِهِ عَلَى الْقُوتِ الشَّدِيدِ فِيهَا،
وَاخْتِيَارِهِ الدَّارَ الْآخِرَةَ، وَمَا أَعَدَّ اللهُ تَعَالَى لَهُ
فِيهَا، عَلَى الدُّنْيَا
وَبِذَلِكَ أَمَرَهُ رَبُّهُ. قَالَ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ: وَلا تَمُدَّنَّ
عَيْنَيْكَ إِلى مَا مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ
الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى [ (1) ]
.
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ خُيِّرَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا نَبِيًّا،
وَبَيْنَ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا نَبِيًّا، فَاسْتَشَارَ فِيهِ جِبْرِيلَ،
عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِأَنْ يَتَوَاضَعَ، فَاخْتَارَ
أَنْ يَكُونَ عَبْدًا نَبِيًّا.
أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، بِبَغْدَادَ،
قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتَوَيْهِ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو
الْعَبَّاسِ:
حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ،
عَنِ الزُّبَيْدِيِّ [ (2) ] ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
__________
[ (1) ] الآية الكريمة (131) من سورة طه.
[ (2) ] (الزُّبَيْدِيِّ) مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ بن عامر الإمام
الحافظ، الحجة، القاضي، أبو الهذيل الزّبيدي، الحمصي، قاضيها.
ولد في خلافة عبد الملك. وحدث عن نافع مولى ابن عمر، ومكحول، وَعَمْرِو
بْنِ شُعَيْبٍ، وَالزُّهْرِيِّ، وسعيد المقبريّ، وغيرهم، وحديث عنه
الأوزاعي، وشعيب بن أبي حمزة، وفرج بن فضالة، وبقية، وغيرهم.
كان اعلم اهل الشام بالفتوى والحديث، وكان ثقة من ثقات المسلمين، ومن نظراء
الاوزاعي، في العلم، وقال أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ: قَالَ
الأوزاعي: «لم يكن في أصحاب الزهري أثبت من
(1/333)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ:
كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ اللهَ، عز وجل، أَرْسَلَ إِلَى
نَبِيِّهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ،
مَعَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ الْمَلَكُ لِرَسُولِ اللهِ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ يخبّرك بَيْنَ أَنْ تَكُونَ
عَبْدًا نَبِيًّا، وَبَيْنَ أَنْ تَكُونَ مَلِكًا نَبِيًّا. فَالْتَفَتَ
نَبِيُّ اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَى جِبْرِيلَ، عَلَيْهِ
السَّلَامُ، كَالْمُسْتَشِيرِ لَهُ، فَأَشَارَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ
السَّلَامُ، إِلَى رَسُولِ اللهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنْ
تَوَاضَعْ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ
أَكُونُ عَبْدًا نَبِيًّا. قَالَ: فَمَا أَكَلَ بَعْدَ تِلْكَ الْكَلِمَةِ
طَعَامًا مُتَّكِئًا حَتَّى لَقِيَ رَبَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ [ (3) ] .
__________
[ () ] الزّبيدي» ، ثم قال أبو داود: «ليس في حديثه خطأ» .
وقال ابن حبان: «كان من الحفاظ المتقنين، أقام مع الزهري عشر سنين، حتى
احتوى على اكثر علمه، وهو من الطبقة الأولى من أصحابه» . مات سنة (148) .
ترجمته في «التاريخ الكبير» (1: 1: 254) ، «الجرح والتعديل» (4: 1: 111) ،
طبقات ابن سعد (7: 2: 169) ، تاريخ الفسوي (1: 131) ، مشاهير علماء الأمصار
(182) ، تهذيب التهذيب (9: 502) ، شذرات الذهب (1: 244) .
[ (3) ] الحديث في كراهية الأكل متكئا أخرجه النسائي في السنن الكبرى. عَنْ
عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عن بقية، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ....، وكان ابن عباس يحدث به، ذكره أبو القاسم في ترجمة محمد
ابن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ جده، وقال في آخره:
«كَذَا قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله» ، وإنما هو «محمد بن علي بن عبد
الله» - وكذا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي «التَّارِيخِ الكبير» (1: 1: 124)
فيمن اسمه «محمد بن عبد الله» وروى حديثه هذا عن حيوه بن شريح، عن بقية،
وكذلك ذكره ابن أبي حاتم، عن أبيه، فيمن اسمه «محمد بن عبد الله» . تحفة
الأشراف للمزي (5: 232، 233) .
ورواه ابن كثير في البداية والنهاية (6: 48) ، عن البخاري وعن النسائي، ثم
قال: «اصل هذا الحديث في الصحيح بنحو هذا اللفظ» .
وفي مسند أحمد (2: 231) : «عن أبي هريرة، قال: جلس جبريل إلى النبي صلّى
الله عليه وسلّم فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل، فقال جبريل: «إن هذا
الملك ما نزل منذ يوم خلق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد أرسلني إليك
ربك، قال: أفملكا نبيا يجعلك، أو عبدا رسولا، قال جبريل:
تواضع لربك يا محمد، قال: بل عبدا رسولا» .
(1/334)
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ: عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَرْبِيُّ، فِي
جَامِعِ الْحَرْبِيَّةِ، بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ،
عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ حَدَّثَهُ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي اعْتِزَالِ رَسُولِ اللهِ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نِسَاءَهُ، إِلَى أَنْ قَالَ: دَخَلْتُ
عَلَى رَسُولِ اللهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي خِزَانَتِهِ،
فَإِذَا هُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى حَصِيرٍ، فَأَدْنَى عَلَيْهِ إِزَارَهُ،
وَجَلَسَ، وَإِذَا الْحَصِيرُ قَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، وَقَلَّبْتُ
عَيْنِيَّ فِي خِزَانَةِ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ،
فَإِذَا لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا غَيْرُ قَبْضَتَيْنِ- أَوْ
قَالَ قَبْضَةٍ- مِنْ شَعِيرٍ، وَقَبْضَةٍ مِنْ قرط نَحْوَ الصَّاعَيْنِ،
وَإِذَا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ، أَوْ أَفِيقَانِ [ (4) ] . قَالَ:
فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: مَا يُبْكِيكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا لِيَ لَا أَبْكِي، وَأَنْتَ صَفْوَةُ
اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَرَسُولُهُ وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَهَذِهِ
خِزَانَتُكَ، وَهَذِهِ الْأَعْجَامُ: كِسْرَى وَقَيْصَرُ، فِي الثِّمَارِ
وَالْأَنْهَارِ، وَأَنْتَ هَكَذَا؟
قَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا
الْآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا قُلْتُ:
بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَاحْمَدِ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ. وَذَكَرَ
الْحَدِيثَ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ [ (5) ] ، مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ
عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ
وَ
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ: عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ
الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّفَّارُ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا
__________
[ (4) ] (أفيق) هو الجلد الذي لم يتم دباغه، وجمعه: أفق، كأديم وأدم.
[ (5) ] أخرجه مسلم في: 18- كتاب الطلاق (5) باب في الإيلاء واعتزال
النساء، ح (30) ، ص (1105- 1108) .
(1/335)
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
أَبِي ثَوْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فِي
هَذِهِ الْقِصَّةِ، قَالَ: فَجَلَسْتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فِي الْبَيْتِ،
فو الله مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ الْبَصَرَ إِلَّا أُهُبٌ
ثَلَاثَةٌ، فَقُلْتُ: ادْعُ اللهَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ يُوَسِّعَ عَلَى
أُمَّتِكَ، فَقَدْ وَسَّعَ عَلَى فَارِسَ وَالرُّومِ، وَهُمْ لَا
يَعْبُدُونَ اللهَ. فَاسْتَوَى جَالِسًا، فَقَالَ: أَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا
ابْنَ الْخَطَّابِ؟ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا. فَقُلْتُ:
أَسْتَغْفِرُ اللهَ يَا رَسُولَ اللهِ. وَكَانَ أَقْسَمَ أَنْ لَا يَدْخُلَ
عَلَيْهِنَّ شَهْرًا مِنْ شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عَلَيْهِنَّ، حَتَّى
عَاتَبَهُ اللهُ، عَزَّ وجل.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
فَلَمَّا مَضَى تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً، دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ
اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. بَدَأَ بِي، فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ، أَقْسَمْتَ أَنْ لَا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، إِنَّكَ
دَخَلْتَ عَلَيَّ مِنْ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ أَعُدُّهُنَّ. فَقَالَ: إِنَّ
الشَّهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ. ثُمَّ قَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنِّي ذَاكِرٌ
لَكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي فِيهِ حَتَّى
تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ. قَالَتْ:
ثُمَّ قَرَأَ: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ
تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ
وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا. وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ
مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً [ (6) ] قَالَتْ: قَدْ عَلِمَ والله، إن أبي
لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ. قَالَتْ: قُلْتُ: أَفِي هَذَا
أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيَّ؟ فَإِنِّي أُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ
الْآخِرَةَ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ [ (7) ] ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، عن عبد الرزاق.
__________
[ (6) ] الآية الكريمة (28) من سورة الأحزاب.
[ (7) ] أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي: 67- كتاب النكاح (83) باب موعظة
الرجل ابنته لحال زوجها، فتح الباري (9: 278) ، ومسلم في: 18- كتاب الطلاق،
(5) باب في الإيلاء، حديث (35) ، ص (1113) .
(1/336)
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ، مِنْ وَجْهٍ
آخَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
حَدَّثَنَا الْإِمَامُ أَبُو الطَّيِّبِ: سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
سُلَيْمَانَ، إِمْلَاءً، قَالَ:
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ
السُّلَمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ يَحْيَى
الْبَجَلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، وَهُوَ
عَلَى سَرِيرٍ مَرْمُولٍ بِالشَّرِيطِ، وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ
أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ، وَنَاسٌ مِنْ
أَصْحَابِهِ، فَانْحَرَفَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم،
انْحِرَافَةً، فَرَأَى عُمَرُ أَثَرَ الشَّرِيطِ فِي جَنْبِهِ فَبَكَى،
فَقَالَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ؟
فَقَالَ عُمَرُ- رَضِيَ اللهُ عنه-: ومالي لَا أَبْكِي وَكِسْرَى
وَقَيْصَرُ يَعِيشَانِ فِيمَا يَعِيشَانِ فِيهِ مِنَ الدُّنْيَا وَأَنْتَ
عَلَى الْحَالِ الَّذِي أَرَى؟! فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُمَرُ، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ
الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: هُوَ كَذَلِكَ [ (8)
] .
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، رَحِمَهُ
اللهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَصْبَهَانِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: اضْطَجَعَ
النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، عَلَى حَصِيرٍ، فَأَثَّرَ الْحَصِيرُ
بِجِلْدِهِ، فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَأَقُولُ: بِأَبِي أَنْتَ
وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا أَذِنْتَنَا فَنَبْسُطَ لَكَ شَيْئًا
يَقِيكَ مِنْهُ تَنَامُ عَلَيْهِ.
__________
[ (8) ] مضى بمعناه، وانظر الحاشية رقم (5) من هذا الباب.
(1/337)
فَقَالَ: مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟ مَا أَنَا
وَالدُّنْيَا؟ إِنَّمَا أَنَا وَالدُّنْيَا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ
شَجَرَةٍ، ثُمَّ رَاحَ وَتَرْكَهَا [ (9) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي
إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، قَالُوا:
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ.
(ح) وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَهْلٍ الدَّبَّاسُ،
بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ
الصَّائِغُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي
أَبِي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ
عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَوْ أَنَّ لِيَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا
سَرَّنِي أَنْ يَأْتِيَ عَلَيَّ ثَلَاثُ لَيَالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْءٌ،
إِلَّا شَيْءٌ أَرْصُدُهُ لِدَيْنِي.
لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ [ (10)
] ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ شَبِيبٍ.
__________
[ (9) ] أخرجه الترمذي في: 37- كتاب الزهد، (44) باب حَدَّثَنَا مُوسَى
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ح (2377) ، ص (4: 588) ، وابن ماجة في: 37- كتاب
الزهد (3) باب مثل الدنيا، حديث (4109) ، ص (1376) .
[ (10) ]
أخرجه البخاري في: 94- كتاب التمني (2) باب تمني الخير، وَقَوْلِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلّم: «لو كان لي أحد ذهبا» ، فتح الباري
(13: 217- 218) ولفظه: لو كان عندي أحد ذهبا لأحببت أن لا يأتي عليّ ثلاث
وعندي منه دينار، ليس شيء أرصده في دين عليّ أجد من يقبله» .
وهو جزء من حديث عن أبي ذر، أخرجه البخاري في: 79- كتاب الاستئذان (30) باب
من أجاب بلبّيك وسعديك، فتح الباري (11: 61) ، وأخرجه البخاري أيضا في: 81-
كتاب الرقاق (14) بَابُ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
«مَا يسرّني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا» . فتح الباري (11: 263- 264) مِنْ
حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ.
(1/338)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ
الْعَامِرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ
عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهُمَّ اجْعَلْ
رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا [ (11) ] .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنِ الْأَشَجِّ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ.
وَأَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ عَنْ عُمَارَةَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ
الْمُقْرِئُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
مَرْزُوقٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ
الْمُعْتَمِرِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ،
قَالَتْ:
مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ، صلى الله عليه وسلم، مُنْذُ قَدِمُوا
الْمَدِينَةَ ثَلَاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا، مِنْ خُبْزِ برّ
__________
[ () ] وأخرجه مسلم في: 12- كتاب الزكاة (9) باب الترغيب في الصدقة، حديث
(32) و (33) جزء مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ- ص (687- 688) .
وأخرجه ابن ماجة في: 37- كتاب الزهد (8) باب في المكثرين، ح (4132) ، ص
(1384) مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وأخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (2: 256، 316) ، (5: 149، 152) .
[ (11) ] الحديث أخرجه البخاري في 81- كتاب الرقاق (17) باب كيف كان عيش
النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه، وتخليهم عن الدّنيا، فتح الباري (11:
283) .
وأخرجه مسلم في: 53- كتاب الزهد والرقائق، حديث (18 و 19) صفحة (2281) ،
وفي:
12- كتاب الزكاة، (43) باب في الكفاف والقناعة، ح (126) ، ص (730) .
وأخرجه الترمذي، وابن ماجة في الزهد، والإمام أحمد في «مسنده» (2: 232،
446، 481) .
(1/339)
حَتَّى تُوُفِّيَ. [ (12) ] .
قَالَ: وَأَخْبَرَنَا يُوسُفُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ بِإِسْنَادِهِ، نَحْوَهُ.
أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ، مِنْ حَدِيثِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ.
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ يُوسُفَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ
بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ غَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ
عَائِشَةَ، قَالَتْ:
مَا شَبِعَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى الله عليه وسلم، ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ
تِبَاعًا حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ.
رَوَاهُ مُسْلِمٌ [ (13) ] ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ.
أَخْبَرَنَا أبو عبد الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ- إِمْلَاءً- قال:
__________
[ (12) ] أخرجه البخاري في: 83- كتاب الإيمان والنذور (22) باب إذا حلف أن
لا يأتدم فأكل تمرا بخبز ... فتح الباري (11: 570) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ
يُوسُفَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الرحمن ابن عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَائِشَةَ.
وأخرجه البخاري أيضا في: 70- كتاب الأطعمة (23) باب ما كَانَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عليه وسلّم وأصحابه يأكلون، الفتح (9: 549) ، من طريق قتيبة،
عن جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ
عائشة.
وأخرجه البخاري كذلك في: 81- كتاب الرقاق (17) باب كيف كان عيش النبي صلى
الله عليه وسلّم وأصحابه، وتخلّيهم عن الدنيا، فتح الباري (11: 282) .
وأخرجه مسلم في: 53- كتاب الزهد والرقائق، حديث رقم (20) وما بعده، صفحة
(2281) .
وأخرجه النسائي في الضحايا، وابن ماجة في الأطعمة، والإمام أحمد في «مسنده»
(2: 98، 434) ، (4: 442) ، 6 (128، 156، 187، 255، 277) .
[ (13) ] الحديث في صحيح مسلم، في: 53- كتاب الزهد والرقائق، حديث رقم (21)
، صفحة (2281) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، وإسحق بن إبراهيم،
كلهم عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن عائشة-
رضي الله عنها-.
(1/340)
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ،
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عن عَابِسِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ
أَبِيهِ: أَنَّ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كُنَّا نُخْرِجُ الْكُرَاعَ [ (14) ] بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ فَنَأْكُلُهُ.
فَقُلْتُ: وَلِمَ تَفْعَلُونَ؟
فَضَحِكَتْ، وقَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ، صَلَّى اللهُ عليه وسلم،
مِنْ خُبْزٍ مَأْدُومٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ، عَزَّ وَجَلَّ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ [ (15) ] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
كَثِيرٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ،
وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي
عَمْرٍو، قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
الْحَكَمِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ.
أَنَّهَا قَالَتْ: كُنَّا آلَ مُحَمَّدٍ، صلى الله عليه وسلم، يَمُرُّ
بِنَا الْهِلَالُ، وَالْهِلَالُ، وَالْهِلَالُ، مَا نُوقِدُ بِنَارٍ
لِلطَّعَامِ، إِلَّا أَنَّهُ التَّمْرُ، وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ
حَوْلَنَا أَهْلُ دُورٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَيَبْعَثُ أَهْلُ كُلِّ دَارٍ
بِغَزِيرَةِ شَاتِهِمْ إِلَى رَسُولِ الله، صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَكَانَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَسْقِينَا من ذلك
اللبن.
__________
[ (14) ] (الكراع) : - يطلق عليه الطعام، وهو مستدق الساق.
[ (15) ] الحديث أخرجه البخاري في: 70- كتاب الأطعمة، (27) باب ما كان
السّلف يدّخرون في بيوتهم وأسفارهم من الطعام واللحم وغيره، الفنح (9: 552)
، وفي نفس الكتاب (37) باب القديد. الفتح (9: 563) .
وأخرجه الترمذي في: 20- كتاب الأضاحي (14) باب الرّخصة في أكلها- لحوم
الأضاحي- بعد ثلاث، ح (1511) ص (4: 95) ، وأخرجه ابن ماجة في: 29- كتاب
الأطعمة (30) باب القديد، ح (3313) ، ص (1101) ، وأخرجه الإمام أحمد في
«مسنده» (6: 128، 136) .
(فائدة) أرادت عَائِشَةَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أن النهي عن أدخار لحوم
الأضاحي بعد الثلاث نسخ، وأن سبب النهي كان خاصا بذلك العام، حيث جاع فيه
الناس.
(1/341)
أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ [ (16) ] مِنْ
حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَدِيبُ،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي
الْحَسَنُ- هُوَ ابْنُ سُفْيَانَ- قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ:
كُنَّا نَأْتِي أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَخَبَّازُهُ قَائِمٌ، فَقَالَ:
كُلُوا، فَمَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
رَأَى رَغِيفًا مُرَقَّقًا حَتَّى لَحِقَ بِاللهِ تَعَالَى، وَلَا رَأَى
شَاةً سَمِيطًا بِعَيْنِهِ قَطُّ [ (17) ] .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عن هُدْبَةَ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْحَسَنِ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونُسَ،
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
مَا أَكَلَ النَّبِيُّ، صَلَّى الله عليه وسلم، على خِوَانٍ وَلَا فِي
سُكُرَّجَةٍ وَلَا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ. قَالَ:
فَقُلْتُ لِأَنَسٍ: فَعَلَامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟ قَالَ عَلَى السّفر [
(18) ] .
__________
[ (16) ] الحديث أخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (6: 108) ، وأخرجه البخاري
في: 81- كتاب الرقاق (17) باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلّم،
ومسلم في: 53- كتاب الزهد والرقائق مختصرا.
[ (17) ] أخرجه البخاري في: 81- كتاب الرقاق (17) باب كيف كان عيش النبي
صلى الله عليه وسلّم وأصحابه، فتح الباري (11: 282) ، كما أخرجه البخاري في
الأطعمة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ (باب) شاة مسموطة والكتف، وأخرجه ابن
ماجة في: 29- كتاب الأطعمة (45) باب الرقاق، ح (3339) ، ص (1108) ، وأخرجه
الإمام أحمد في «مسنده» (3: 128، 130) .
[ (18) ] أخرجه البخاري في: 70- كتاب الأطعمة (8) باب الخبز المرقّق، فتح
الباري (9: 530) من طريق: علي بن عبد الله المديني، وأخرجه البخاري مختصرا
في: 81- كتاب الرقاق، (16) باب فضل الفقر، فتح الباري (11: 273) ، وأخرجه
الترمذي في أول كتاب الأطعمة، ح (1788) ، صفحة (4: 250) ، وابن ماجة في
الأطعمة، والإمام أحمد في «مسنده» (3:
120) .
(1/342)
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، وَغَيْرِهِ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ
هِشَامٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكٍ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، بْنُ
حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ
يُحَدِّثُ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
مَا شَبِعَ رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ
يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ [ (19) ] مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ،
قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ:
سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَخْطُبُ،
فَذَكَرَ مَا فُتِحَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ
اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَلْتَوِي يَوْمَهُ مِنَ
الْجُوعِ، مَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ [ (20) ] مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ [ (21) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس:
__________
[ (19) ] صحيح مسلم، 53: كتاب الزهد، ح (22) ، صفحة (2282) .
[ (20) ] (الدّقل) : التمر الرديء.
[ (21) ] مسلم. 53- كتاب الزهد، ح (34) ، ص (2284) .
(1/343)
أَنَّهُ مَشَى إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وسلم، بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةٍ [ (22) ] سَنِخَةٍ،
وَلَقَدْ رَهَنَ دِرْعَهُ عِنْدَ يَهُودِيٍّ فَأَخَذَ لِأَهْلِهِ شَعِيرًا،
وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ يَقُولُ: مَا أَمْسَى عِنْدَ آلِ
مُحَمَّدٍ صَاعُ تَمْرٍ وَلَا صَاعُ حَبٍّ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ بِبَعْضِ مَعْنَاهُ [ (23)
] . قَالَ: وَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ تِسْعَةُ أَبْيَاتٍ [ (24) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّاهِرِ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ
بْنُ بِلَالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَرْوَزِيُّ،
قَالَ: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، قال: أخبرنا هشام ابن
عُرْوَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ
عَنْهَا، قَالَتْ:
كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ
أَدَمٍ، وَحَشْوُهُ لِيفٌ [ (25) ] .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ،
عَنِ النّضر.
__________
[ (22) ] (الإهالة) : ما أذيب من شحم الإلية، وفي الصحاح: الإهالة الودك،
وقال ابن المبارك: «هو الدسم إذا جمد على رأس المرقة» ، وقال الخليل: «هي
الإلية تقطع، ثم تذاب» (والنسخة) :
هي المتغيرة الطعم والرائحة من طول الزمان.
[ (23) ] أخرجه البخاري في: 34- كتاب البيوع (14) باب شراء النبي صلى الله
عليه وسلّم بالنّسيئة، حديث (2069) ، فتح الباري (4: 302) ، وفي: 48- كتاب
الرهن (1) باب في الرّهن في الحضر، فتح الباري (5: 140) .
وأخرجه الترمذي في: 12- كتاب البيوع (7) بَابُ مَا جَاءَ فِي الرّخصة في
الشراء إلى أجل، ح (1215) ص (3: 510- 511) ، وأخرجه النسائي في البيوع عن
إسماعيل بن مسعود، وابن ماجة من الأحكام بقصة الرهن عن نصر بْنِ عَلِيٍّ،
عَنْ أَبِيهِ، والإمام أحمد في «مسنده» (3:
133، 180، 208، 211، 232، 252، 270، 288، 290) .
[ (24) ] لفظ البخاري في البيوع، والترمذي: «وإن عنده يومئذ لتسع نسوة» .
اما لفظ البخاري في الرهن:
«تسع أبيات» .
[ (25) ] بهذا الإسناد أخرجه البخاري في: 81- كتاب الرقاق، (17) باب كيف
كان عيشه صلّى الله عليه وسلّم، ح (6456) ، فتح الباري (11: 282) . وأخرجه
مسلم من أوجه أوفر في: 37- كتاب اللباس (6) باب التواضع في اللباس، ح (37،
38) ، ص (1650) .
(1/344)
وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ أَوْجُهٍ
أُخَرَ، عَنْ هِشَامٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، فِي الْفَوَائِدِ، وَأَبُو
عَبْدِ اللهِ: الْحُسَيْنُ بْنُ عمر ابن بَرْهَانَ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ
بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ،
بِبَغْدَادَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّفَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ
سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَرَأَتْ فِرَاشَ رَسُولِ
اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَبَاءَةً مَثْنِيَّةً،
فَانْطَلَقَتْ، فَبَعَثَتْ إِلَيَّ بِفَرَاشٍ حَشْوُهُ الصُّوفُ. فَدَخَلَ
عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا
هَذَا يَا عَائِشَةُ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فُلَانَةُ
الْأَنْصَارِيَّةُ دَخَلَتْ عَلَيَّ فَرَأَتْ فِرَاشَكَ، فَذَهَبَتْ،
فَبَعَثَتْ إِلَيَّ، بِهَذَا. فَقَالَ: رُدِّيهِ.
قَالَتْ: فَلِمَ أَرُدُّهُ وَأَعْجَبَنِي أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي، حَتَّى
قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَقَالَ: رُدِّيهِ يا عائشة، فو الله لَوْ
شِئْتُ لَأَجْرَى اللهُ، تَعَالَى [ (26) ] مَعِي جِبَالَ الذَّهَبِ
وَالْفِضَّةِ [ (27) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ: عبد الله بن يوسف الْأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو سعيد ابن الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ
عَفَّانَ- يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ- قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ
الْجُعْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خراش، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ،
قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عليه وسلم، وَهُوَ
سَاهِمُ الْوَجْهِ. قَالَتْ: فَحَسِبْتُ ذَلِكَ فِي وَجَعٍ. قَالَتْ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، مالي أَرَاكَ سَاهِمَ الْوَجْهِ؟ قَالَ: من
__________
[ (26) ] في (ص) : «عز وجل» .
[ (27) ] أورده ابن كثير في «البداية والنهاية» (6: 53) .
(1/345)
أَجْلِ الدَّنَانِيرِ السَّبْعَةِ الَّتِي
أَتَتْنَا أَمْسِ، فَأَمْسَيْنَا وَلَمْ نُنْفِقْهُنَّ، فَكُنَّ فِي خَمْلِ
الْفِرَاشِ [ (28) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ، بِمَكَّةَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ الْمِصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ
مُضَرَ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ
حُنَيْفٍ، قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- فَقَالَتْ: لَوْ رَأَيْتُمَا رَسُولَ
اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي مَرَضٍ لَهُ؟ قَالَتْ:
وَكَانَتْ عِنْدِي سِتَّةُ دَنَانِيرَ- قَالَ مُوسَى: أَوْ سَبْعَةٌ-
قَالَتْ: فَأَمَرَنِي نَبِيُّ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، أَنْ
أُفَرِّقَهَا. قَالَتْ: فَشَغَلَنِي وَجَعُ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عليه
وَسَلَّمَ، حَتَّى عَافَاهُ اللهُ تَعَالَى. قَالَتْ: ثُمَّ سَأَلَنِي
عَنْهَا فَقَالَ: مَا فَعَلْتِ، أَكُنْتِ فَرَّقْتِ السِّتَّةَ
الدَّنَانِيرَ أَوِ السَّبْعَةَ؟ قَالَتْ: لَا وَاللهِ، لَقَدْ كَانَ
شَغَلَنِي وَجَعُكَ. قَالَتْ: فَدَعَا بِهَا فَوَضَعَهَا فِي كَفِّهِ
فَقَالَ: مَا ظَنُّ نَبِيِّ اللهِ لَوْ لَقِيَ اللهَ تَعَالَى وَهَذِهِ
عِنْدَهُ [ (29) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو
يُوسُفَ: يَعْقُوبُ بْنُ أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ
الْأَزْهَرِ الْخُسْرَوْجِرْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ:
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، لَمْ يَدَّخِرْ شَيْئًا لِغَدٍ [
(30) ] .
__________
[ (28) ] مسند أحمد (6: 293) .
[ (29) ] مسند أحمد (6: 104) .
[ (30) ] أخرجه الترمذي في: 37- كتاب الزهد، (38) باب معيشة النبي صلى الله
عليه وسلّم، ح (2362) ، ص (4:
580) ، وقال: «غريب، وقد روى هذا عن جعفر، عن ثابت، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عليه وسلّم- مرسلا. تحفة الأشراف (1: 106- 107) وأورده ابن كثير في
«البداية والنهاية» (6: 54) ، وقال: «هذا الحديث في الصحيحين، والمراد أنه
كان لا يدخر شيئا لغد مما يسرع إليه الفساد كالأطعمة ونحوها
(1/346)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ
مَنْصُورٍ- يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيِّ [ (31) ]- عَنْ
أُمِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حِينَ شَبِعَ
النَّاسُ مِنَ الْأَسْوَدَيْنِ: التَّمْرِ وَالْمَاءِ [ (32) ] .
رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، قَالَ: [ (33) ]
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ: جَعْفَرُ بْنُ نُصَيْرٍ [ (34) ] قَالَ:
حَدَّثَنَا [إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَصْرِيُّ، قَالَ
حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:] .
أَنَّ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عليه وسلم، دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ
فَوَجَدَ عِنْدَهُ صُبْرًا مِنْ تَمْرٍ، فَقَالَ:
مَا هَذَا يَا بِلَالُ؟ قَالَ: تَمْرًا أَدَّخِرهُ. قَالَ: وَيْحَكَ يَا
بِلَالُ، أو ما تَخَافُ أَنْ تَكُونَ لَهُ بُخَارٌ فِي النَّارِ؟ أَنْفِقْ
بِلَالُ وَلَا تَخْشَ مِنْ ذي العرش إقلالا.
__________
[ () ] لما ثبت في الصحيحين عن عمر أنه قال: كانت أموال بني النضير مِمَّا
أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِمَّا لَمْ يُوجِفِ المسلمون عَلَيْهَا
بِخَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ فكان يعزل نفقة أهله سنة ثم يجعل ما بقي في الكراع
عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللهِ- عَزَّ وجل-
[ (31) ] في (ص) : الجوني، وفي (هـ) . الحوفي، وأثبّت ما في صحيح مسلم.
[ (32) ] صحيح مسلم- كتاب الزهد- حديث (30) ، ص (2283) .
[ (33) ] ليست في (ص) .
[ (34) ] في (ح) : «جعفر بن محمد بن نصير» .
(1/347)
|