دلائل
النبوة للبيهقي محققا بَابُ مَا جَاءَ فِي مَثَلِ نَبِيِّنَا
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَثَلِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ
السَّلَامُ، قَبْلَهُ، وَإِخْبَارِهِ بِأَنَّهُ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ
فَكَانَ كَمَا أَخْبَرَ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ [ (1) ] : مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ
دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ- رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ: [أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ] [
(2) ] : حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ
مِينَا، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ [ (3) ] بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ
بْنَ مِينَا [ (4) ] ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى الله عليه وسلم: «مَثَلِي وَمَثَلُ
الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى دَارًا- وَقَالَ
يَزِيدُ: بَنَى دَارًا- فَأَحْسَنَهَا وَأَكْمَلَهَا إِلَّا مَوْضِعَ
لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهَا،
وَيَقُولُونَ: لَوْلَا مَوْضِعُ هَذِهِ اللَّبِنَةِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ،
صَلَّى الله عليه وسلّم: فأنا
__________
[ (1) ] في (م) : الحسن، تحريف.
[ (2) ] ما بين الحاصرتين ساقط من (هـ) .
[ (3) ] في (م) : «سليم» .
[ (4) ] في (م) : «ابن مينا» .
(1/365)
مَوْضِعُ تِلْكَ اللَّبِنَةِ، جِئْتُ
فَخَتَمْتُ الْأَنْبِيَاءَ» [ (5) ] .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ
سَلِيمِ بْنِ حَيَّانَ.
وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبِي
كُرَيْبٍ، عَنْ عَفَّانَ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا [ (6) ]
أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
شَاذَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وعليّ بن جحر
[قَالَا] [ (7) ] ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. أَنَّ
رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَثَلِي وَمَثَلُ
الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيَانًا
فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ
زَوَايَاهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ،
ويقولون: هذا وَضَعْتَ هَذِهِ اللَّبِنَةَ؟! فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا
خَاتَمُ النَّبِيِّينَ» .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ فِي الصّحيح عن قتيبة [ (8) ] .
__________
[ (5) ] الحديث أخرجه الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ بدون
نهايته، في: 61- كتاب المناقب (18) باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم،
الحديث (3534) ، ص (6: 558) .
وأخرجه مسلم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ، (7) بَابُ ذكر كونه صلى الله
عليه وسلم خاتم النبيين، الحديث (23) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أبي شيبة، ص
(1791) .
وأخرجه الإمام أحمد في «مسنده» (3: 361) .
[ (6) ] في (م) : «أخبرنا» .
[ (7) ] الزيادة من (م) .
[ (8) ] البخاري ومسلم في الموضعين السابقين.
(1/366)
بَابُ مَا جَاءَ فِي مَثَلِهِ وَمَثَلِ
أُمَّتِهِ وَمَثَلِهِمْ وَمَثَلِ مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْهُدَى
وَالْبَيَانِ، وَأَنَّ عَيْنَيْهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
كَانَتَا تَنَامَانِ وَالْقَلْبُ يَقْظَانُ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ
الْعَلَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ، قَالَ حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مِينَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ،
يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ (1) ] : «مَثَلِي
وَمَثَلُكُمْ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا، فَجَعَلَ الْفَرَاشُ
وَالْجَنَادِبُ يَقَعْنَ فِيهَا وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا، فَأَنَا
آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِيَّ»
.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سُلَيْمٍ.
وَأَخْرَجَاهُ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هريرة [ (2) ] .
__________
[ (1) ] جاء في (م) الزيادة التالية:
«قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ،
قَالَ: أخبرنا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ
مِينَاءٍ، قَالَ:
سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلِي وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي
كَمَثَلِ رَجُلٍ ابْتَنَى دَارًا، وَقَالَ يَزِيدُ: بَنَى دارا فأحسنها،
إلى مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ أوقد نارا ... » .
[ (2) ] من طريق مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، عَنْ ابن مهدي، عن سليم، عن سعيد
بن ميناء، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله أخرجه مسلم فِي 43- كِتَابِ
الْفَضَائِلِ (6) بَابُ شفقة النبي صلى الله عليه وسلّم، على أمته، الحديث
(19) ، صفحة
(1/367)
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا [ (3) ] مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ
يُوسُفَ، قَالَ حَدَّثَنَا [ (4) ] أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ [ (5) ]
أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: «إِنَّ مَثَلَ مَا
بَعَثَنِي اللهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، كَمَثَلِ غَيْثٍ أَصَابَ
أَرْضًا فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفَةٌ طَيِّبَةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ
فَأَنْبَتَتِ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ.
وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللهُ،
[تَعَالَى] [ (6) ] ، بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسَقَوْا
وَزَرَعُوا.
وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةٌ أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ
مَاءً، وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً.
فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللهِ وَنَفَعَهُ [بِمَا] [ (7) ]
بَعَثَنِيَ اللهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ
بِذَلِكَ رَأْسًا، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ [
(8) ] .
__________
[ () ] (1790) وانظر «تحفة الأشراف (2: 184) » .
ومن حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب الانتهاء عن
المعاصي، ومسلم فِي كِتَابِ الْفَضَائِلِ، بَابُ شفقته على أمته، صفحة
(1789) .
[ (3) ] في (م) : «أخبرنا» ، وفي (ص) بدون قال.
[ (4) ] في (ص) : «حدثني» .
[ (5) ] في (ح) : «بن» وهو تحريف، فبريد هو ابن عبد الله روى عن أبي بردة
كما سيأتي في سند الحديث.
[ (6) ] ليست في (م) .
[ (7) ] في (م) و (ص) : «ما» .
[ (8) ] الحديث أخرجه البخاري في: 3- كتاب العلم (20) باب فضل من علم
وعلّم، ح (79) ، فتح الباري (1: 175) من طريق: محمد بن العلاء (أبو كريب) ،
عن حماد بن أسامة، أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ
أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى الأشعري، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عليه وسلّم.
(1/368)
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي مُوسَى
عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ مَثَلِي
وَمَثَلَ مَا بَعَثَنِيَ اللهُ، [تَعَالَى] بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى
قَوْمًا [ (9) ] فَقَالَ: يَا قَوْمِ، إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ
بِعَيْنَيَّ، وَأَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ [ (10) ] ، فَالنَّجَاءَ،
فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ، فَأَدْلَجُوا، فَانْطَلَقُوا عَلَى
مَهَلِهِمْ [ (11) ] ، فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ،
فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ، فَأَهْلَكَهُمْ
وَاجْتَاحَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِيَ وَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ
بِهِ مِنَ الْحَقِّ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ مَا جِئْتُ بِهِ
مِنَ الْحَقِّ [ (12) ] .
__________
[ () ] وأخرجه مسلم فِي: 43- كِتَابِ الْفَضَائِلِ (5) بَابُ بيان مثل ما
بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلّم من الهدى والعلم، الحديث (15) ،
ص (1787) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، وأبي عامر الأشعري، ومحمد
بن العلاء، قالوا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بريد ...
وأخرجه النسائي في العلم (في الكبرى) عن القاسم بن زكريا الكوفي، عن أبي
أسامة، تحفة الأشراف (6: 438- 439) .
[ (9) ] في (ح) و (هـ) : قومه. وأثبتّ ما في (م) وهو موافق لرواية البخاري.
[ (10) ] (أنا النذير العريان) قال العلماء: «أصله أن الرجل إذا أراد إنذار
قومه وإعلامهم بما يوجب المخافة نزع ثوبه وأشار به إليهم إذا كان بعيدا
منهم ليخبرهم بما دهمهم، وأكثر ما يفعل هذا طليعة القوم ورقيبهم» .
[ (11) ] في (م) : «مهلتهم» .
[ (12) ] أخرجه البخاري كاملا بإسناده عن أبي كريب، عن أبي أسامة، عن بريد،
عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، في: 96-
كتاب الاعتصام بالسنة، (2) باب الاقتداء بسنن رسول الله صلّى الله عليه
وسلّم، فتح الباري (13: 250) .
وأخرجه البخاري سوى الفقرة الأخيرة منه، وبنفس الإسناد في: 81- كتاب
الرقاق، (26) باب الانتهاء عن المعاصي، فتح الباري (11: 316) .
وأخرجه مسلم في: 43- كتاب الفضائل، (6) باب شفقته صلّى الله عليه وسلّم على
أمته، ومبالغته في تحذيرهم مما يضرهم، الحديث (16) ، صفحة (1788) .
(1/369)
رَوَاهُمَا الْبُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ فِي
الصَّحِيحِ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو
الطَّيِّبِ: طَاهِرُ بْنُ يَحْيَى الْبَيْهَقِيُّ بِهَا [ (13) ] مِنْ
أَصْلِ كِتَابِ خَالِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِي: الْفَضْلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْبَيْهَقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ،
قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ:
مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بن الْحُسَيْنِ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ وَاللَّهُ
يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ
مُسْتَقِيمٍ [ (14) ] . فَقَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
يَوْمًا فَقَالَ: «إِنِّي رَأَيْتُ فِيَ الْمَنَامِ: كَأَنَّ جِبْرِيلَ،
[عَلَيْهِ السَّلَامُ] [ (15) ] ، عِنْدَ رَأْسِي، وَمِيكَائِيلَ عِنْدَ
رِجْلَيَّ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اضْرِبْ لَهُ مَثَلًا:
فَقَالَ: اسْمَعْ، سَمِعَتْ، أُذُنُكَ، واعقل قَلْبُكَ، إِنَّمَا مَثَلُكَ
وَمَثَلُ أُمَّتِكَ، كَمَثَلِ مَلِكٍ اتَّخَذَ دَارًا، ثُمَّ بَنَى فِيهَا
بَيْتًا، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولًا يدعوا
النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِمْ، مِنْهُمْ مِنْ أَجَابَ الرَّسُولَ، وَمِنْهُمْ
مَنْ تَرَكَ.
فَاللهُ هُوَ: الْمَلِكُ. وَالدَّارُ: الْإِسْلَامُ، وَالْبَيْتُ:
الْجَنَّةُ. وَأَنْتَ يَا مُحَمَّدُ: الرَّسُولُ، مَنْ أَجَابَكَ دَخَلَ
الْإِسْلَامَ، وَمَنْ دَخَلَ الْإِسْلَامَ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ
دَخَلَ الْجَنَّةَ أَكَلَ مِنْهَا» [ (16) ] .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ:
مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، إِمْلَاءً، قَالَ: حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
__________
[ (13) ] في (ح) و (هـ) : بها، أي بيهق، وفي (م) (ص) : بنجياباذ.
[ (14) ] الآية الكريمة (25) من سورة يونس.
[ (15) ] ليست في (م) و (ص) .
[ (16) ] الحديث في «المستدرك» (2: 338- 339) ، وقال: «هذا حديث صحيح
الإسناد، ولم يخرجاه» ، وقال الذهبي «صحيح» .
(1/370)
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا سَلِيمُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَا،
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: جَاءَتْ مَلَائِكَةٌ إِلَى نَبِيِّ
اللهِ [ (17) ] : صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ نَائِمٌ،
فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ
الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ: فَقَالُوا: إِنَّ مَثَلَهُ
كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، فَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً، وَبَعَثَ
دَاعِيًا، مَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ دَخَلَ الدَّارَ وَأَكَلَ مِنَ
الْمَأْدُبَةِ، وَمَنْ لَمْ يُجِبِ الدَّاعِيَ لَمْ يَدْخُلِ الدَّارَ [
(18) ] وَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الْمَأْدُبَةِ، فَقَالُوا: أَوِّلُوا لَهُ
يَفْقَهْهَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ:
إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ. قَالُوا: فَالدَّارُ:
الْجَنَّةُ، وَالدَّاعِي:
مُحَمَّدٌ، فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَى
مُحَمَّدًا فَقَدْ عَصَى اللهَ، وَمُحَمَّدٌ فَرْقٌ بَيْنَ النَّاسِ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ [ (19) ] ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عُبَادَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ.
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ فِيمَا قَرَأَ
عَلَى مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ، [رَضِيَ اللهُ
عَنْهَا] [ (20) ] ، أَنَّهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ،
أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنِيَّ
__________
[ (17) ] في (هـ) : «رسول» .
[ (18) ] في (ح) : «الجنة» .
[ (19) ] في: 96- كتاب الاعتصام بالسنة، (2) باب الاقتداء بسنن رسول الله
صلى الله عليه وسلّم، الحديث (7281) ، ص (13: 249) .
[ (20) ] ليست في (م) و (ص) .
(1/371)
تَنَامَانِ وَلَا يَنَامُ قَلْبِي.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ: وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ
يَحْيَى بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ [ (21) ] .
__________
[ (21) ] أخرجه البخاري في: 31- كتاب التراويح، (1) باب فضل من قام رمضان،
ومسلم في: 6- كتاب المسافرين (17) باب صلاة الليل، وعدد ركعات النبي صلّى
الله عليه وسلّم في الليل، الحديث (125) ، ومالك في الموطأ في: 7- كتاب
الليل (2) باب صلاة النبي صلّى الله عليه وسلّم في الوتر، حديث (9) ، ص
(120) .
وأخرجه أبو داود في التطوع، والترمذي في الصلاة، والنسائي في كتاب الليل،
والإمام أحمد في «مسنده» (6: 26، 73، 104) .
(1/372)
|