عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل و السير ط. القدسي

ج / 1 ص -382-       سرية عمير بن عدي:
روينا عن ابن سعد قال: ثم سرية عمير بن عدي بن خرشة الخطمي إلى عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد لخمس ليال بقين من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت عصماء عند يزيد بن زيد بن حصن الخطمي وكانت تعيب الإسلام وتؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وتحرض عليه وتقول الشعر فجاءها عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها وحولها نفر من ولدها نيام منهم من ترضعه في صدرها فجسها بيده وكان ضرير البصر ونحى الصبي عنها ووضع سيفه على صدرها حتى أنفذه من ظهرها ثم صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقتلت ابنة مروان" قال: نعم فهل علي في ذلك من شيء فقال: "لا ينتطح فيها عنزان" فكانت هذه الكلمة أول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم عميرا اليعمير قيل وكان أول من أسلم من خطمة عمير بن عدي وكان يدعى القارئ كان إمام قومه وقارئهم.

 

ج / 1 ص -383-       سرية سالم بن عمير:
روينا عن ابن سعد قال: ثم سرية سالم بن عمير إلى أبي عفك1 اليهودي في شوال على رأس عشرين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو عفك من بني عمرو بن عوف شيخا كبيرا قد بلغ عشرين ومائة سنة وكان يهوديا وكان يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول الشعر فقال سالم بن عمير وهو أحد البكائين وممن شهد بدرا علي نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه فأمهل يطلب له غرة حتى كانت ليلة صائفة فنام أبو عفك بالفناء وسمع به سالم بن عمير فأقبل فوضع السيف على كبده ثم اعتمد عليه حتى خش في الفراش وصاح عدو الله فثاب إليه ناس ممن هو على قوله فأدخلوه منزله وقبروه. فقالت إمامة المريدية2 في ذلك:

تكذب دين الله والمرء أحمدا              لعمرو الذي أمناك أن بئس ما يمني

حباك حنيفا آخر الليل طعنة             أبا عفك خذها على كبر السن

البيتان عن ابن سعد. وكان أبو عفك ممن نجم نفاقه حين قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن سويد بن الصامت وشهد سالم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقال فيه موسى بن عقبة: سالم بن عبد الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 بفتح العين المهملة.
2 بضم الميم وكسر الراء. وهو بطن من بلي.

 

ج / 1 ص -384-       غزوة بني سليم:
قال ابن إسحاق: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يعني من بدر لم يقم إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه يريد بني سليم. قال ابن هشام: واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري أو ابن أم مكتوم. قال ابن إسحاق: فبلغ ماء من مياههم يقال له الكدر1 فأقام عليه ثلاث ليال ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 بضم الكاف وسكون الدال.