عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل و السير ط. القدسي

ذكر أسمائه عليه الصلاة والسلام:
قد قدمنا في أول الكتاب حديث الترمذي:
"إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعد نبي". وقد ذكر في أسمائه الرسول والمرسل النبي الأمي الشهيد المصدق النور المعلم البشير المبشر النذير المنذر المبين الأمين العبد الداعي السراج المنير الإمام الذكر المذكر الهادي المهاجر العامل المبارك الرحمة الآمر الناهي الطيب الكريم المحلل المحرم الواضع الرافع المجير خاتم النبيين ثاني اثنين منصور أذن خير مصطفى مأمون قاسم نقيب المزمل المدثر العلي الحكيم المؤمن الرءوف الرحيم الصاحب الشفيع المشفع المتوكل نبي التوبة نبى الرحمة نبي الملحمة صلى الله عليه وسلم.

 

 

ج / 2 ص -401-       ذكر كُتَّابه عليه أفضل الصلاة والسلام:
أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعامر بن فهيرة وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص أبي أحيحة. وذكر شيخنا الحافظ أبو محمد الدمياطي أيضا أخاهما سعيدا وعبد الله بن الأرقم الزهري وحنظلة بن الربيع الأسدي وأبي بن كعب وهو أول من كتب له من الأنصار وثابت بن قيس بن شماس، وزيد بن ثابت وشرحبيل بن حسنة ومعاوية بن أبي سفيان والمغيرة بن شعبة وعبد الله بن زيد وجهيم بن الصلت والزبير بن العوام وخالد بن الوليد والعلاء بن الحضرمي وعمرو بن العاص وعبد الله بن رواحة ومحمد بن مسلمة وعبد الله بن عبد الله بن أبي ومعيقيب بن أبي فاطمة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري. وهو أول من كتب له من قريش ثم أرتد فنزلت فيه: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} وذكر في كتابه عليه السلام أيضا طلحة ويزيد بن أبي سفيان والأرقم بن أبي الأرقم الزهري والعلاء بن عتبة وأبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد وبريدة بن الحصيب والحصين بن نمير وأبو سلمة المخزومي عبد الله بن عبد الأسد وحويطب بن عبد العزى وأبو سفيان بن حرب وحاطب بن عمرو. وروينا من طريق أبي داود من حديث أبي الجوزاء عن ابن عباس قال السجل1 كان كاتبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وروينا من طريق النزال بن سبرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 لا يعرف في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا في أصحابه من اسمه "السجل" ولا وجد إلا في هذا الخبر. من التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من الأعلام للسهيلي.

 

ج / 2 ص -402-       عن علي قال كان ابن خطل يكتب قدام النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا نزل: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} كتب رحيم غفور وإذا نزل {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} كتب عليم سميع. وفيه فقال ابن خطل: ما كنت أكتب إلا ما أريد ثم كفر ولحق بمكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل ابن خطل فهو في الجنة فقتل يوم الفتح وهو متعلق بأستار الكعبة. هذا وهم والنزال بن سبرة له صحبة وروايته عن علي مخرجة في الكتب وإنما الحمل فيه على من هو دونه وهذه الواقعة معروفة عن ابن أبي سرح وهو ممن كان النبي عليه السلام أهدر دمه يوم الفتح كابن خطل فقتل ابن خطل، ودخل بابن أبي سرح على رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان فراجع الإسلام بين يديه عليه السلام فقبله بعد تلوم وقد أوردنا ذلك قبل هذا في يوم الفتح. ولم ينقم على ابن أبي سرح بعد ذلك شيء في إسلامه. ومات ساجدا رحمه الله ورضي عنه. وذكر ابن دحية فيهم رجلا من بني النجار غير مسمى قال: كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تنصر فلما مات لم تقبله الأرض.

ذكر حراسه ومن كان يضرب الأعناق بين يديه ومؤذنيه:
حرسه يوم بدر حين نام في العريش سعد بن معاذ. ويوم أحد محمد بن مسلمة ويوم الخندق الزبير بن العوام. وحرسه ليلة بنى بصفية أبو أيوب الأنصاري بخيبر أو ببعض طريقها فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني". وحرسه بوادي القرى بلال وسعد بن أبي وقاص وذكوان بن عبد قيس. وكان على حرسه عباد بن بشر فلما نزلت: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ترك الحرس. وكان الذين يضربون بين يديه الأعناق علي بن أبي طالب والزبير والمقداد ومحمد بن مسلمة وعاصم بن ثابت، ومؤذنوه بلال وعمرو بن أم مكتوم الأعمى وسعد القرظ بن عائذ مولى عمار بن ياسر، و أبو محذورة سمرة بن معير وقيل: أوس.

 

ج / 2 ص -403-       العشرة من أصحابه والحواريون وأهل الصفة:
وليس من العشرة والحواريين إلا من تقدم نسبه فلينظر1 في موضعه وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة عامر بن الجراح رضى الله عنهم، وأنشدت بيتا جمعهم فيه ناظمه والذي تقدم توطئة له:

لقد بشرت بعد النبي محمد                       بجنة عدن زمرة سعداء

سعيد وسعد والزبير وعامر                          وطلحة والزهري والخلفاء

وأما الحواريون: والحواري الخليل وقيل: الناصر وقيل: الصاحب المستخلص فكلهم من قريش وهم الخلفاء الأربعة وحمزة وجعفر وأبو عبيدة وعثمان بن مظعون وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير.
وأما أصحاب الصفة فقوم فقراء لا منزل لهم غير المسجد. روينا عن ابن سعد قال: أنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن نعيم المجمر عن أبيه قال: سمعت أبا هريرة يقول: رأيت ثلاثين رجلا من أهل الصفة يصلون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عليهم أردية. عد منهم أبو هريرة وأبو ذر وواثلة بن الأسقع وقيس بن طخفة الغفاري. وقد ذكر في عددهم أكثر من ذلك بكثير.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 في نسخة "فينظر".