أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ت: علي عمر

ج / 2 ص -19-          باب: فضل العبادة في الحرم
باب: من قال إن الكعبة قبلة لأهل المسجد، والمسجد قبلة لأهل الحرم، والحرم قبلة أهل الأرض ومتى صرفت القبلة إلى الكعبة؟
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن عجلان، عن ابن أبي حسين قال: الكعبة قبلة أهل المسجد، والمسجد قبلة أهل الحرم، والحرم قبلة أهل الأرض.
وحدثني جدي قال: حدثنا ابن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: صرفت القبلة بعد الهجرة بسبعة عشر شهرًا.
حدثني القعنبي عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال: قال عبد الله بن عمرو: البيت كله قبلة، وقبلته وجهه، فإن فاتك ذلك فعليك بقبلة النبي -صلى الله عليه وسلم، قال سفيان: هي ما بين الركن الشامي وميزاب الكعبة.
ما جاء في الصلاة في كل وقت بمكة والطواف:
حدثنا أبو الوليد، حدثني جدي حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزبير عن عبد الله ابن باباه، عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
"يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب، إن وليتم من أمر هذا البيت شيئًا فلا تمنعوا أحدًا طاف بهذا البيت، وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار".
حدثنا أبو الوليد حدثني جدي، عن عبد الرحمن بن حسن بن القاسم، عن أبيه قال: كان الرجال والنساء يطوفون معًا مختلطين حتى ولي مكة خالد بن عبد الله القسري، لعبد الملك بن مروان ففرق بين الرجال والنساء في

 

ج / 2 ص -20-          الطواف، وأجلس عند كل ركن حرسا معهم السياط، يفرقون بين الرجال والنساء، فاستمر ذلك إلى اليوم. قال جدي: سمعت سفيان بن عيينة يقول: خالد القسري أول من فرق بين الرجال والنساء في الطواف.
حدثني جدي حدثنا مسلم بن خالد، عن ابن جريج أخبرني أبو بكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نظر إلى الكعبة فقال:
"إن الله تعالى قد شرفك، وكرمك وحرمك والمؤمن أعظم حرمة عند الله تعالى منك"، قال أبو محمد الخزاعي: سمعت بعض المشايخ يقول: بلغ خالد بن عبد الله القسري قول الشاعر1:

يا حبذا الموسم من موفد                      وحبذا الكعبة من مشهد

وحبذا اللاتي يزاحمننا                           عند استلام الحجر الأسود

فقال خالد: أما إنهن لا يزاحمنك بعد هذا، فأمر بالتفريق بين النساء والرجال في الطواف2.
ما جاء في الطواف في المطر وفضل ذلك:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي ومحمد بن أبي عمر قالا: حدثنا داود بن عجلان أنه طاف مع أبي عقال في مطر قال: ونحن رجال فلما فرغنا من سبعنا أتينا نحو المقام، فوقف أبو عقال دون المقام فقال: ألا أحدثكم بحديث تسرون به أو تعجبون به؟ قلنا: بلى قال: طفت مع أنس بن مالك، والحسن وغيرهما في مطر فصلينا خلف المقام ركعتين فأقبل علينا أنس بوجهه فقال لنا: استأنفوا العمل فقد غفر لكم ما مضى هكذا قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أخبار مكة للفاكهي 1/ 315.
2 الجامع اللطيف ص 120.

 

ج / 2 ص -21-          وطفنا معه في مطر1. قال أبو محمد الخزاعي: حدثنا محمد بن أبي عمر، عن داود بن عجلان باسناده مثله.
ما جاء في فضل الطواف عند طلوع الشمس وعند غروبها:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي عن عبد الرحمن بن زيد العمى، عن أبيه عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
"طوافان لا يوافقهما عبد مسلم إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فيغفر له ذنوبه كلها بالغة ما بلغت، طواف بعد صلاة الفجر يكون فراغه مع طلوع الشمس، وطواف بعد صلاة العصر يكون فراغه مع غروب الشمس"، قال الخزاعي عن إسحق: حدثناه ابن أبي عمر حدثنا عبد الرحمن بن زيد باسناده مثله، الصواب عبد الرحيم2".
ما جاء في صيام شهر رمضان بمكة والإقامة بها وفضل ذلك:
حدثنا أبو الوليد حدثني جدي، حدثنا سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج قال: ذكر عطاء بن كثير حديثًا رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم:
"المقام بمكة سعادة، والخروج منها شقوة"، وقال عثمان: قال مقاتل: من نزل مكة والمدينة من غير أهلها محتسبًا حتى يموت دخل في شفاعة محمد -صلى الله عليه وسلم.
قال عثمان: وأخبرني حنظلة بن أبي سفيان الجمحي قال: سمعت سالم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الجامع اللطيف ص 118، القرى ص 330.
2 الجامع اللطيف ص 114، القرى ص 330.

 

ج / 2 ص -22-          ابن عبد الله يذكر أن غلامًا كان لعبد الله بن عمر يخرج له ثلاثمائة، وخمسين درهمًا في كل عام، ويعلف له ظهره ما كان بمكة حتى يخرج. قال ابن عمر. لأخرجنك إلى المدينة قال: فأنا أزيدك في خراجي. قال: ما بي ذلك يا بني. قال سالم: فرأيته ينفق على غلامه بالمدينة.
حدثني ابن أبي عمر، حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمى، عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:
"من أدركه شهر رمضان بمكة فصامه كله، وقام منه ما تيسر كتب الله له مائة ألف شهر رمضان بغير مكة، وكتب له كل يوم حسنة وكل ليلة حسنة وكل يوم عتق رقبة، وكل ليلة عتق رقبة، وكل يوم حملان فرس في سبيل الله، وكل ليلة حملان فرس في سبيل الله تعالى"، قال الخزاعي: إسحاق حدثناه ابن أبي عمر قال: حدثنا عبد الرحيم بن زيد بإسناده مثله.