البداية والنهاية، ط. دار إحياء التراث العربي
وفد بني قشير بن كعب
وذلك قبل حجة الوداع، وقبل (2) حنين، فذكر فيهم، قرة بن هبيرة بن [
عامر بن ] (3) سلمة الخير بن قشير فأسلم فأعطاه رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكساه بردا وأمره أن يلي صدقات قومه فقال قرة حين رجع: حباها
رسول الله إذ نزلت به * وأمكنها من نائل غير منفد فأضحت بروض الخضر وهي
حثيثة * وقد أنجحت حاجاتها من محمد عليها فتى لا يردف الذم رجله * يروى
لامر العاجز المتردد (4)
وفد بني البكاء ذكر أنهم قدموا سنة
تسع وأنهم كانوا ثلاثين رجلا، فيهم معاوية بن ثور بن عبادة بن البكاء
__________
(1) ربيع: هو الربيع بن معاوية بن خفاجة بن عمرو بن عقيل الخفاجي له
ترجمة في الاصابة 2583.
مطرف بن عبد الله بن الاعلم بن عمرو بن ربيعة العقيلي ترجمته في
الاصابة 3 / رقم 8017 وأنس هو ابن قيس بن المنتفق بن عامر عقيل الاصابة
ج 1 رقم 276.
(2) في ابن سعد: وبعد حنين.
(3) من الاصابة.
(4) في ابن سعد: تروك لامر العاجز المتردد.
(*)
(5/105)
وهو يومئذ ابن
مائة سنة ومعه ابن له يقال له بشر فقال: يا رسول الله إني اتبرك بمسك،
وقد كبرت وابني هذا بر بي فامسح وجهه، فمسح رسول الله صلى الله عليه
وسلم وجهه وأعطاه أعنزا عفرا وبرك عليهن، فكانوا لا يصيبهم بعد ذلك قحط
ولا سنة.
وقال: محمد بن بشر بن معاوية في ذلك: وأبي الذي مسح الرسول برأسه *
ودعا له بالخير والبركات أعطاه أحمد إذ أتاه أعنزا * عفرا نواحل لسن
باللحيات (1) يملان وفد الحي كل عشية * ويعود ذاك الملء بالغدوات بوركن
من منح وبورك مانحا * وعليه منى ما حييت صلاتي وفد كنانة روى الواقدي
بأسانيده: أن واثلة بن الاسقع الليثي قدم على رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو يتجهز إلى تبوك فصلى معه الصبح، ثم رجع إلى قومه فدعاهم
وأخبرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال أبوه: والله لا أحملك أبدا وسمعت أخته كلامه فأسلمت وجهزته حتى
سار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وهو راكب على بعير لكعب
بن عجرة، وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خالد إلى أكيدر دومة
فلما رجعوا عرض واثلة على كعب بن عجرة ما كان شارطه عليه من سهم
الغنيمة فقال له كعب إنما حملتك لله
عز وجل.
وفد أشجع ذكر الواقدي: أنهم قدموا
عام الخندق، وهم مائة رجل ورئيسهم مسعود (2) بن رخيلة فنزلوا شعب سلع
فخرج إليهم رسول الله وأمر لهم بأحمال التمر، ويقال بل قدموا بعد ما
فرغ من بني قريظة وكانوا سبع مائة رجل فوادعهم ورجعوا ثم أسلموا بعد
ذلك.
وفد باهلة قدم رئيسهم مطرف بن
الكاهن (3) بعد الفتح فأسلم.
وأخذ لقومه أمانا وكتب له كتابا فيه
__________
(1) في ابن سعد: عفرا نواجل ليس باللجبات، وفي الاصابة: عفرا ثواجل لسن
باللجبات.
وثواجل: عظام البطون.
(2) وهو مسعود بن رخيلة بن عابد بن مالك بن حبيب بن نبيح بن ثعلبة بن
قنفذ بن حلاوة بن سبيع بن بكر بن اشجع الاشجعي.
قال الطبري قاد اشجع يوم الاحزاب وهو مشرك.
له ترجمة في أسد الغابة (4 / 357.
الاصابة 3 / 410).
(3) وهو مطرف بن خالد بن نضلة الباهلي من بني قراض بن معن.
وبنو قراض داخل في بني باهلة وليس منهم، منهم باهليون بالادخال بالاصل
(نهاية الارب للقلقشندي).
كتب له النبي صلى الله عليه وآله نصه كما في الطبقات 1 / 284، قسم منه
في الاصابة وأوعز إليه في أسد الغابة: هذا كتاب من محمد رسول الله،
لمطرف بن الكاهن ولمن سكن بيشه من باهلة.
ان من احيى أرضا مواتا بيضاء (*)
(5/106)
الفرائض وشرائع
الاسلام كتبه عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفد بني سليم قال: وقدم على رسول
الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني سليم يقاله له: قيس بن نشبة (1)
فسمع كلامه وسأله عن أشياء فأجابه ووعى ذلك كله، ودعاه رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى الاسلام فأسلم، ورجع إلى قومه بني سليم فقال: سمعت
ترجمة الروم وهينمة فارس وأشعار العرب، وكهانة الكهان وكلام
مقاول حمير، فما يشبه كلام محمد شيئا من كلامهم، فأطيعوني وخذوا
بنصيبكم منه، فلما كان عام الفتح خرجت بنو سليم، فلقوا رسول الله صلى
الله عليه وسلم بقديد وهم سبع (2) مائة.
ويقال كانوا ألفا وفيهم العباس بن مرداس وجماعة من أعيانهم فأسلموا
وقالوا اجعلنا في مقدمتك، واجعل لواءنا أحمر وشعارنا مقدما ففعل ذلك
بهم.
فشهدوا معه الفتح والطائف وحنينا.
وقد كان راشد بن عبد ربه السلمي يعبد صنما فرآه يوما وثعلبان يبولان
عليه فقال: أرب يبول الثعلبان برأسه * لقد ذل من بالت عليه الثعالب ثم
شد عليه فكسره ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسمك ؟ قال غاوى بن عبد العزى.
فقال: بل أنت راشد بن عبد ربه واقطعه موضعا يقال له رهاط فيه عين تجري
يقال لها عين الرسول وقال هو خير بني سليم وعقد له على قومه وشهد الفتح
وما بعدها.
وفد بني هلال بن عامر وذكر في
وفدهم: عبد عوف بن أصرم، فأسلم وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد
الله، وقبيصة بن مخارق الذي له حديث في الصدقات، وذكر في وفد بني هلال
زياد بن عبد الله بن مالك بن نجير (3) بن الهدم بن رويبة بن عبد الله
بن هلال بن عامر فلما دخل المدينة يمم منزل خالته ميمونة بنت الحارث
فدخل عليها فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله رآه فغضب
ورجع.
فقالت: يا رسول الله انه ابن أختي (4) فدخل ثم خرج إلى المسجد، ومعه
فصلى الظهر ثم أدنا زيادا فدعا له ووضع يده على رأسه ثم حدرها على طرف
أنفه فكانت بنو هلال تقول: ما زلنا نتعرف البركة في وجه زياد.
وقال الشاعر لعلي بن زياد:
__________
= فيها م ؟ اخ الانعام ومراح، فهي له، وعليهم في كل ثلثين من البقر
فارض وفي كل أربعين من الغنم عتود، وفي كل خمسين من الابل ثاغية مسنة،
وليس للمصدق ان يصدقها إلا في مراعيها، وهم آمنون بأمان الله.
(1) في ابن سعد: قيس بن نسيبة، وقيس بن نشبة السلمي في الاصابة وله
ترجمة 3 / 260.
(2) في ابن سعد: تسعمائة.
(3) في ابن سعد: ابن بجير بن الهزم.
(4) ذكرها ابن سعد قال: غرة بنت الحارث، وذكرها في الاصابة: عزة.
(*)
(5/107)
إن الذي (1)
مسح الرسول برأسه * ودعا له بالخير عند المسجد أعني زيادا لا أريد
سواءه * من عابر (2) أو متهم أو منجد ما زال ذاك النور في عرنينه * حتى
تبوأ بيته في ملحد وفد بني بكر بن وائل ذكر الواقدي: أنهم لما قدموا
سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قس بن ساعدة.
فقال: ليس ذاك منكم ذاك رجل من إياد تحنف في الجاهلية فوافى عكاظ
والناس مجتمعون فكلمهم بكلامه الذي حفظ عنه.
قال: وكان في الوفد بشير بن الخصاصية (3) وعبد الله بن مرثد وحسان بن
خوط.
فقال رجل من ولد حسان: أنا وحسان بن خوط وأبي * رسول بكر كلها إلى
النبي وفد بني تغلب ذكر أنهمو كانوا ستة عشر رجلا مسلمين ونصارى عليهم
صلب الذهب، فنزلوا دار رمله بنت الحارث فصالح رسول الله صلى الله عليه
وسلم النصارى على أن لا يضيعوا (4) أولادهم في النصرانية وأجاز
المسلمين منهم.
وفادات أهل اليمن: وفد تجيب (5) ذكر الواقدي: أنهم قدموا سنة تسع،
وأنهم كانوا ثلاثة رجلا فأجازهم أكثر ما أجاز غيرهم، وأن غلاما منهم
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حاجتك ؟ فقال يا رسول الله أدع
الله يغفر لي ويرحمني ويجعل غنائي في قلبي.
فقال: " اللهم اغفر له وارحمه، واجعل غناه في قلبه ".
فكان بعد ذلك من أزهد الناس.
وفد خولان (6)
ذكر أنهم كانوا عشرة، وأنهم قدموا في شعبان سنة عشر، وسألهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن
__________
(1) في الاصابة: يا بن الذي...(2) في ابن سعد: من عاثر.
(3) وهو بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضبارى بن سدوس بن سنان بن
ذهل السدوسي، والخصاصية أمه، قال ابن عبد البر: هي جدته (الاصابة).
(4) في ابن سعد عن الواقدي: يصبغوا.
وقال القلقشندي في نهاية الارب: بلادهم بالجزيرة الفراتية بجهات سنجار
ونصيبين وتعرف ديارهم بديار ربيعة، وكانت النصرانية غالبة عليهم
لمجاورة الروم.
(ص 176).
(5) بنو تجيب: بطن من كندة وهم بنو أشرس بن شبيب بن السكون بن كندة،
وتجيب: أمهم.
(6) بنو خولان: بطن من كهلان من القحطانية، وهم بنو خولان بن مالك بن
الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب عن عريب بن زيد بن كهلان، وبلادهم
في بلاد اليمن من شرقيه.
(نهاية الارب: 231).
(*)
(5/108)
صنمهم الذي كان يقال له: عم أنس، فقالوا: أبدلناه خيرا منه ولو قد
رجعنا لهدمناه، وتعلموا القرآن والسنن فلما رجعوا هدموا الصنم، وأحلوا
ما أحل الله وحرموا ما حرم الله. |