التدوين في أخبار قزوين
الفصل الرابع: في
ذكر نواحيها وأوديتها وقنيها ومساجدها ومقابرها
أما النواحي فقد ذكر أبو عَبْد اللَّه الجيهاني صاحب كتاب المسالك
والممالك أن قزوين كانت ثغرا ورباطا للجند المرتبطين هناك ثم ضم إليها
(1/46)
رستاق من رساتيق الري يقال له دستبى الري
فصارت قزوين كورة مفردة جليلة والذي ضم إليها دستبى الري موسى بْن بغا.
في كتاب أبي عَبْد اللَّه القاضي وغيره أن دستبى كانت مقسومة بين همدان
والري فقسم يدعى دستبى همدان كان عامل همدان ينفذ خليفة له مقيم في
قرية اسفقنان حتى يجبى خراجه وينقل إلى همدان وقسم يدعى دستبى الري وقد
حازه السلطان لنفسه مدة حين تغلب كوتكين التركي على قزوين سنة ست وستين
ومائتين وقبض على محمد بن الفضل ابن مُحَمَّد بْن سنان العجلى رئيس
قزوين واستولى على ضياعه
أنه لما ظهر العدل بقزوين من جهة طاهر بْن الحسين صاحب المأمون والجور
بهمدان من جهة عمالها وتظلم رجل يقال له مُحَمَّد بْن ميسرة وشكا سوء
سيرة عمال همدان وتوجه وفد إلى نيسابور وسئلت الطاهرية نقل رستاق سلقان
روذ والخرقان إلى قزوين فأجيبوا ويقال إن الذي سعى في تكوير قزوين ونقل
الدستبى إليها بقسميه رجل تميمي من ساكني قرى قزوين يقال له حنظلة بْن
خالد ويكنى أبا مالك.
في كتاب البنيان الذي كور قزوين هو الحسن بْن عَبْد اللَّه بْن سيار
العبدي كورها أيام الرشيد واقتطع إليها نسا وسلقان روذ والزهراء والطرم
وغيرها وفي كتاب أصبهان تأليف حمزة بْن الحسن أنه نقلت نسا وسلقان روذ
والخرقان من رساتيق همدان إلى قزوين سنة إحدى وأربعين ومائتين ثم ردت
آنفا إلى همدان سنة أربع وخمسين ومائتين ثم ردت بعد ذلك إلى قزوين
واستقر الأمر عليه ودستبى أشهر نواحي
(1/47)
قزوين ومن نواحيها القاقزان قرى طيبة
الهواء كثيرة الماء.
منها الرامند قرى كبيرة كثيرة الربع وقصبتها قرقسين وخيارج ويمكن أن
تكون هي دستبى الهمدان وفي البنيان للبرقي أن الكلبي قَالَ إنما سميت
رامند لأن بعض الأكاسرة في غزاته خراسان مر بهذه المفازة فانتهى إلى
موضع رامند فقال كم بين العمران وبين هذا الموضع فقالوا عشرة فقال راه
منذ أي بقي الطريق واشتهرت بذلك.
ومنها اهروذ ومنها الزهراء وهي ناحية معمورة غزيرة المياه كثيرة الثمار
قصبتها مسكن وذكر البرقي أن الزهراء بنيت باسم الزهراء بنت ردى1 صاحب
الري وأنه وهب تلك البقع من ابنته فبنت هناك.
منها البشاريات ومنها ناحية السفح وناحية الإقبال وهي أقرب النواحي إلى
البلد ومنها رستاق اندجن وأكثر أهل الزهراء من الشيعة وأكثر أهل
البشاريات والسفح من الحنفية وأهل ساير النواحي شافعيون وفي فرق البدعة
من أهل البلدة ونواحيها لدد وشدة كما أن في أهل الاستقامة منهم غيرة
وصلابة.
رأيت في بعض المجاميع أن غريبا حضر في قرية من قرى قزوين أهلها متناهون
في التشيع فسألوه عن اسمه فقال عمران فأخذوا يضربونه ويستخفون به فقال
لست بعمر إنما أنا عمران فقالوا فيك حروف عمر وحرفان من عثمان وكانت
زنجان والطرم وتلك النواحي تعد من
__________
1 كذا في النسخ راجع التعليقات.
(1/48)
كورة قزوين وكذلك سهرورد وسجائن1 وقد ينسب
إلى قزوين في الوثائق اليوم أيضا.
عد في البنيان من قرى قزوين جيكان وباجرون وزنجان وقصر البراذين إلى
ناحية الديلم ومن نواحيها فشكل وقد يضاف الطالقان إليها أيضا وذكر
البرقي أنه بناها الطالقان الأصغر بْن خراسان وهو توأم الطالقان الأكبر
صاحب طالقان خراسان.
أما أوديتها فلها ثلاثة أودية يسقى منها كروم القصبة على كثرتها
والأغلب وفاؤها بها وتكتفي أرضوها بالسقي مرة واحدة بجودة تربتها وقد
لا تجد الماء سنتين إلى خمس وتشهر كرومها وأصل هذه الأودية ثلوج يجتمع
في الجبل وعيون هناك لكن العيون بحيث لا يصل ماؤها إلى البلد إلا
بمعاونة الثلج والمطر.
أحدها: وادي دزج يسقي منها كروم ودروب الجوسق ودزج وارداق في داخل
البلد وقد تزيد فتضر بالدور والعمارات.
الثاني: وارى ارنوك يسقي منه كروم دروب دستجرد والصامغان والري وبعض
بساتين البلد.
الثالث: وادي زراره تنصب إلى الكروم بطريق أبهر والسد المعروف بدهل
بندهو دلف بند بناه دلف بْن عَبْد العزيز بْن أبي دلف العجلي حين قدم
قزوين وتوطنها لصرف الماء عن العمران وهو بإزاء السد الذي عقده سابور
ذو الأكتاف وسمي سابور بند وهذه الأودية مباحة والحكم.
__________
1 كذا في الأصل وفي الناصرية سحاص راجع التعليقات.
(1/49)
في المحتاجين إلى السقي منها تقديم الأعلى
فالأعلى وما اصطلحوا عليه من المناوبة مسامحة من أصحاب الأراضي العالية
والأشبه أنها غير لازمة ولهم الرجوع إذا شاؤا.
رأيت محضرا كتب في آخر صفر سنة أربع عشرة وخمسمائة وفيه خطوط جماعة من
الأئمة المعروفين من البلدين وغيرهم مقصودة أنه لما وقعت الزلزلة
العظيمة بقزوين ليلة الخامس من رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وحدث
بسببها خراب كثير خربت مقصورة الجامع لأصحاب أبي حنيفة رحمه اللَّه
وانكسرت القبة واحتاج إلى إعادتها.
فالتمس من الأمير الزاهد خمار تاش العمادي لرغبته في الخير أن يعيد
عمارتها فلما أمر بالعمارة نقضت المقصورة فوجد تحت المحراب المنصوب في
الجدار لوح منقور عليه.
الحمد لله رب العالمين وصلواته على مُحَمَّد وآله أجمعين أمر الملك
العادل المظفر المنصور عضد الدين علاء الدولة وفخر الأمة وتاج الملة
أبو جعفر مُحَمَّد بْن دشمن زيار حسام أمير المؤمنين أطال اللَّه بقاه
بتخليد هذا اللوح ذكر ما رآه وأباحه من ماء وأد بني دزج واربرك لخاصة
أهل قزوين ليشربوا وليسبحوه إلى مزارعهم وكرومهم في القصبة على النصفة
وتحريم أخذ ثمر له والزام مؤنة عليه على التأبيد.
فمن غير ذلك أو نقضه أو خالف مرسومه فقد باء لغضب من اللَّه واستحق
اللعنة واستوجب العقاب الأليم فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على
الذين يبدلونه إن اللَّه سميع عليم وكتب في شهر رمضان سنة
(1/50)
اثنين وعشرين وأربعمائة.
أما قنواتها ففي كتاب أصبهان تأليف حمزة بْن الحسن أن حمزة بْن اليسع
الأشعري كان رئيسا بقم وهو الذي مصرها ونصب المنبر في مسجدها ثم زاد
السلطان ولاية قزوين فأنشأ بقزوين قناة وأجرى مائها وسط المدينة وليس
بقزوين ماء جار غيره قَالَ له على هذه القناة وقف قائم بقزوين يعرف
بوقف حمزة وهذا شيء لا يعرف اليوم وقوله وليس هناك ماء جار غيره أراد
به ما اشتهر من حال البلد قديما أنهم كانوا يستقون من الآبار وهي باقية
إلى الآن في جميع المحال.
من قنواتها القديمة القناة الطيفورية وهي كثيرة الماء إذا ساعدتها
العمارة تدخل من درب دزج ويقسم ماؤها على المحال القريبة والبعيدة
ورأيت في محاضر عتيقه كيفية قسمة مائها في تفصيل طويل وفي المحاضر ذكر
قناة أخرى تعرف بالطرخانية وأخرى تعرف باللمطابادية وهما إما مندرستان
الآن أو شعبتان تنصبان في الطيفورية.
ومنها: القناة الخمار تاشية استنبطها الأمير الزاهد خمار تاش ابن عَبْد
اللَّه في أيامه ويقال إنه انفق عليها أكثر من اثنى عشر ألف دينار
وعليها الاعتماد في أكثر محال البلد.
منها: القناة الزرارية وهي قديمة.
منها: القناة السيدية يذكر أنها منسوبة إلى بعض العلوية إما لإحداثه
لها أو لتولية القيام بتا.
منها: القناة الخاتونية وهي مستمدة من ماء الوادي وكثيرا ما يتطرق
(1/51)
إليها الخلل بسببه.
منها: قناة استنبطها الحاجب الحسن بعد سنة سبعين وخمسمائة وأورد الحاكم
أبو عَبْد اللَّه الحافظ في تاريخ نيسابور أن بقزوين مياها إذا داوم
الغريب على شربها ولم يكثر الحركة انتفخت رجلاه حتى لا يجد بدا من
قطعهما وهذا شيء إن كان في ذلك الزمان فقد عافى اللَّه منه الآن وله
الحمد.
أما مساجدها فمن المساجد المشهورة المسجد الجامع الكبير بنى صدره هارون
الرشيد والمفهوم مما أورده المؤرخون أن الصحن الكبير وصفوفه زيدت فيه
بعد ذلك وذكروا أنه أصاب طبقات الصحن الكبير خلل فأصلحها وأعادها أبو
أَحْمَد الكسائي ومنارة1 المنادي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
في سنة ثلاثة عشرة وأربعمائة أمر السلار إبراهيم بْن المرزبان بإعادة
طبقات وهت من الصحن الكبير وانفق عليها مالا كثيرا وذكر أنه وقف لهذا
التاريخ قرية زرارة على الجامع والقناة وكان يسمى الباب الشارع إلى
الحلاويين من أبواب الجامع الباب المعتصمي.
حكى الخليل الحافظ عن أبي عَبْد اللَّه بْن حلبس أن الباب الذي يشرع
إلى الدقاقين اتخذه الشيخ مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب المرزي ليقرب
الطريق إلى داره وهذا الباب في غالب الظن هو المنسوب اليوم إلى
الخزريين والصحن الصغير الذي يلي الأبواب الشارعة إلى الحلاويين اتخذه
عَبْد الجبار ابن أبي حاتم ورتب هناك صندوقا في الحظيرة المنسوبة الآن
إلى الأستاذ.
__________
1 كذا وهنا تصحيف وتحريف في النسخ.
(1/52)
علي بْن الشافعي المقري وأودعها كتبا وقفها
على المسلمين وفي غير موضع من المسجد صناديق فيها كتب موقوفه وغير
موقوفة.
فمنها: صندوق أبي الحسين أَحْمَد بْن فارس بْن زكريا صاحب المجمل في
الصف المقدم ومنها صندوق الخضر وهو الموضوع في الحظيرة التي فيها اليوم
قبور الكرجية وكان يتولاه حاجي الاسترابادي.
منها: صندوق أبي تمام وأبي الحسن الكندري وضع فيه المحسن الراشدي وغيره
كتبا موقوفة وهو الصندوق الموضوع في الحظيرة الواقعة في الزاوية التي
يشرع عندها الباب إلى باب لغ.
منها: الصندوق الذي ضمنه علي بْن أَحْمَدَ بْن علي المعروف بحاجي البيع
كتبا وقفها وهو المنسوب إلى الإمام ملكداد بْن علي رحمه اللَّه وفي وضع
الصناديق في المسجد نظر للفقيه وكذا في وضع المنابر الكثيرة لما فيه من
شغل الموضع والمنع من الصلاة ويشبه أن يقال إذا لم يكثر أو كان في
المسجد سعة وأذن فيه السلطان فلا بأس به ويدل عليه وضع رسول اللَّه صلى
اللَّه عليه واله وسلم المنبر في المسجد وإطباق المسلمين على نصب
المنابر ووضع الكتب في المواضع المهيأة لها في جوامع المسلمين وعد ذلك
من شعاير الدين.
المقصورة العتيقة من بناء أبي الحسن مُحَمَّد بْن يحيى بْن زكريا
القاضي صاحب أبي العباس ابن شريح رحمهما اللَّه وهو الذي أمر باتخاذ
منبرها والمقصورة الكبيرة الجديدة ابتدأ الأمير الزاهد خمار تاش
بعمارتها في شوال سنة خمسمائة. وتمت في رجب سنة تسع وخمسمائة ونتقل
الخطيب
(1/53)
إليها وبنى البهو الكبير في جهة القبلة بعد
ذلك والبهو الذي يعقد فيه المجلس تجاه القبلة عمره الأمير ألب أرغو بْن
برنقش وفرغ منه في شهور سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
المسجد الجامع لأصحاب أبي حنيفة رضي اللَّه عنه برستاق القطن محدث وكان
دار عيسى النصراني الذي كان واليا بقزوين مدة وحمل منبره الكبير من
الري سنة أربع وأربعمائة وجهه أبو عَبْد اللَّه الزعفراني ولا بأس
بإقامة الجمعة في مسجدين إن جعلنا اختلاف البناء مؤثرا فإن مسجدنا في
داخل المدينة العتيقة ومسجدهم خارجها وبناء المدينة سابق وأن لم نجعله
مؤثرا فنودي الجمعة في مسجدنا قبل أن تقام في مسجدهم فتصح لنا جمعتنا
وعند أبي يوسف يجوز إقامة جمعتين في بلدة واحدة فتصح جماعتهم أيضا على
مذهبه وقد تحتاج الزحمة إلى التعديد.
من المساجد القديمة مسجد التوث وهي من بناء مُحَمَّد بْن الحجاج ابن
يوسف وكانوا يجمعون فيه إلى أن بنا هارون الرشيد الجامع ويروي أن
الحجاج بعث إلى الديلم يدعوهم إلى الإسلام أو الجزية فأبوا فأمر أن
تصور له ناحية الديلم سهلها وجبلها وبنيانها فصورت له فدعا من كان قبله
من الديلم وعرض عليهم الصورة وقال رأيت فيها مطمعا فقالوا صوروا لك
البلاد ولم يصوروا الفرسان الذين يحمون عقابها وجبالها وستعلم ذلك لو
تكلفته فأغزاهم الجنود وأمر عليها ابنه مُحَمَّد بْن الحجاج فلم يصنع
شيئا وانصرف إلى قزوين وبنى مسجد التوث.
قَالَ مُحَمَّد بْن زياد المذحجي: رأيت في مسجد قزوين لوحا نقش
(1/54)
عليه هذا مما أمر به مُحَمَّد بْن الحجاج
وكان عمال خالد بْن عَبْد اللَّه القسري وسائر عمال بني أمية يلعنون في
هذا المسجد عليا رضي اللَّه عنه حتى وثب رجل من موالي بني الجند وقتل
الخطيب وانقطع اللعن من يومئذ.
روى عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن حماد الطهراني فيما رأيت بخط علي
ابن ثابت البغدادي قَالَ: نبا علي بْن شهاب ثنا مقاتل بْن مُحَمَّد
النصر أبادي قَالَ كان بقزوين في مسجد التوث رجل يؤذن فأتى في منامه
فقيل له: إذا فرغت من كلمة لا إله إلا اللَّه في آخر الأذان فقل الواحد
القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار فكان يقوله حتى
توفي فرئي في المنام وقيل له: ما فعل اللَّه بك؟ فقال: غفر لي بالكلمات
التي كنت أقولها بعد الأذان.
منها: مسجد بني مرار في المدينة العتيقة كان يؤم فيه مُحَمَّد بْن سعيد
ابن سائق.
منها: مسجد الطيبين في المدينة أيضا وذكر لي أنه المسجد الذي ينسب
اليوم إلى القاضي أبي خليفة.
منها: مسجد أبي عَبْد اللَّه النساج في آخر طريق الري ومسجد مُحَمَّد
بْن مسعود وكان يصلي فيه بعده علي بْن أَحْمَدَ بْن صالح.
منها: مسجد القاضي إسماعيل المالكي وسلفه برأس طريق الصامغان.
منها: مسجد بني مادا بطريق دزج والمسجد عند حوض النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْهَا: مسجد الكتاب بطريق الجوسق ومسجد أبي الغريب ومسجد
(1/55)
مدينة المباركة ومسجد مدينة موسى وقد اندرس
مع المدينة.
منها: مسجد دهك والمسجد بطريق المقابر الذي فيه قبر الصيقلي.
منها: مسجد باب المدينة وقد أمر الشريف أبو الطيب الجعفري بإعادة
عمارته سنة أربع عشرة وأربعمائة وهذه مساجد موصوفة بالفضل درس فيها
القرآن والعلم كثيرا فتبركت بذكرها.
مقابرها ومزاراتها.
فأعظم المقابر المقبرة التي يتصل أحد أطرافها بالمارستان ودهك ويمتد
طرف منها إلى باب كادول وطريق أرادق وطرف منها يدعى باب المشبك وينتهي
بعض أطرافها إلى الأومشت من طريق الري وفي الطريق المتصل بطريق أرادق
قبر واحد من الصحابة رضي اللَّه عنهم كذلك سمعت والدي رحمه اللَّه.
في هذه المقبرة المشهد المعروف بابن لعلي بْن موسى الرضا رضي اللَّه
عنه وكان قد مات في الصغر وفيه قبر جماعة من العلوية والشيعة وفيها قبر
الشيخ إبراهيم المعروف بستنبه وقبور ومزارات معروفة يطول تعدادها وعند
باب المشبك الجم الغفير من العلماء والأحبار والشهداء والأخيار.
من مقابرها مقبرة طريق الجوسق ويعرف مقبرة علك لأن الشيخ علك القزويني
مدفون فيها وفيها قبور جمع كثير من أهل العلم والصلاح. وبقعة تدعى قبور
الشهداء يستجاب عندها الدعاء.
(1/56)
منها مقبرة طريق دستجرد وتدعى كوهك وفيها
مسجد على رأس تل يتبرك به ويصلى فيه لغرض الحاجات واستنجاح الطلبات
وسمعت عن واحد من المعمرين أنه كان عند الدرب بطريق الصامغان قبور داخل
البلد وخارجه وأنهم دفنوا هناك لموتات وقع ولم يتيسر نقلهم إلى المقابر
المعهودة ولم أستحسن التطويل في وصف القبور المزورة لأن البعيد عنها لا
ينتفع بالوصف كثير انتفاع ومن وردها يسهل عليه البحث والمراجعة.
من القبور التي تزار في غير المقابر قبر الشهيد أبي القاسم الْكَرَجِيّ
وجماعة من أئمة نسله في الجامع في الخطيرة المعروفة برأس التربة ولا
أدري ما العذر في الدفن في المسجد.
منها قبر ابن الإسكاف إمام الجامع في أصل حائط في شارع محلة ابن مراد
وقبر الشهيد إسكندر بْن حاجي في خانقاه شهر هيزه وقبر ابتكين التركي في
مدرسته برأس كوكبره وقبر في المسجد القديم بدهك في الصف الداخل وقبر في
المسجد المبني في مقابل حوض النبي يقال أنه لبعض العلوية وفي الرستاق
مواضع يتبرك بتا.
(1/57)
|