العبر في خبر من غبر، من سنة 21 إلى 30
سنة إحدى وعشرين
فيها توفي سيف الله خالد بن الوليد
بن المغيرة المخزومي. أسلم في صفر سنة ثمان. وشهد غزوة مؤتة، وكان
أميراً شريفاً
(1/18)
بطلاً شجاعاً مجاهداً عظيم القدر، كثير
الفتوحات ميمون النقيبة. مات ابن ستين سنة على فراشه.
وفيها وقعة نهاوند
وكانت ملحمة عظمى. بقي المصاف ثلاث أيام ثم نزل النصر.
واستشهد أمير المسلمين النعمان بن مقرن المزني. وكان من سادة الصحابة.
فنعاه عمر للناس على المنبر وبكى. ولما قتل أخذ الراية حذيفة بن اليمان
ففتح الله على يده.
وفيها شكا أهل الكوفة سعداً، فعزله عمر. وولى عمار بن ياسر الصلاة،
وعبد الله بن مسعود بيت المال.
وفيها توفي العلاء بن الحضرمي، حليف بني أمية.
وفيها استشهد يوم نهاوند طليحة بن خويلد الأسدي.
وكان صحابياً فارتد، ثم حسن إسلامه. وكان يعد بألف فارس.
سنة اثنتين وعشرين
فيها فتحت أذربيجان على يد المغيرة بن شعبة. قاله ابن إسحاق.
وفيها افتتحت مدينة نهاوند صلحاً.
وافتتح حذيفة الدينور عنوة، ثم غزا همذان فافتتحها عنوة.
وفيها افتتح عمرو بن العاص طرابلس الغرب.
وفيها افتتح جرجان.
(1/19)
وفيها توفي أبي بن كعب.
وقد مر، سنة تسع عشرة.
سنة ثلاث وعشرين
فيها توفي قتادة بن النعمان الظفري الذي وقعت عينه يوم أُحد فردها
النبي صلى الله عليه وسلم. وكان بدرياً، نزل عمر في قبره.
واستشهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لثلاث بقين أو أربع من ذي الحجة.
وهو كان يحج بالناس مدة خلافته.
وقتل الهرمزان صاحب تستر. قتله عبيد الله بن عمر وتوهم فيه أنه أعان
على قتل أبيه.
سنة أربع وعشرين
في أول المحرم دفن عمر رضي الله عنه.
بيعة عثمان ر ضي الله عنه بالخلافة
وفيها توفي سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي أسلم بعد غزوة حنين وحسن
إسلامه.
سنة خمس وعشرين
فيها انتقض أهل الري. فغزاهم أبو موسى الأشعري.
وفيها استعمل عثمان على الكوفة أخاه لأمه الوليد بن عقبة بن أبي معيط.
فجهز سلمان بن ربيعة الباهلي في اثني عشر ألفاً إلى برذعة، فقتل وسبى
وفتحها.
(1/20)
وفيها انتقض أهل الأسكندرية. فغزاهم عمرو
بن العاص، فقتل وسبي.
سنة ست وعشرين
فيها زاد عثمان في المسجد الحرام.
وفيها فتحت سابور على يد عثمان بن أبي العاص. وصالحهم على ثلاثة آلاف
ألف درهم وثلاث مئة ألف درهم.
سنة سبع وعشرين
فيها ركب معاوية بالجيش في البحر وغزا قبرس.
وفيها صالح أبو موسى الأشعري أهل أرجان على ألفي ألف درهم، وصالح أهل
دارابجرد على ألف ألف وثمانين ألفا.
وفيها عزل عمرو بن العاص عن مصر بعبد الله بن سعد بن أبي سرح. فغزا ابن
سرح إقليم إفريقية وافتتحها. فأصاب كل إنسان ألف دينار. وقتل الملك
جرجير في مائتي ألف. وبلغ سهم الفارس وفرسه ثلاثة آلاف دينار.
وفيها توفيت أم حرام بنت ملحان بقبرس. وكانت مع زوجها عبادة بن الصامت.
(1/21)
سنة ثمان وعشرين
فيها انتقض أهل أذربيجان، فغزاهم الوليد بن عقبة. ثم صالحوه.
وقيل فيها غزوة قبرس وقد مرت.
سنة تسع وعشرين
فيها افتتح عبد الله بن عامر بن كريز مدينة إصطخر عنوة بعد قتال عظيم.
واستشهد عبيد بن معمر بن عثمان التيمي الأمير. وكان أحد الأجواد. مختلف
في صحبته. وفيها عزل عثمان أبا موسى عن البصرة، وعثمان بن أبي العاص عن
فارس.
وجمع ذلك لعبد الله بن عامر بن كريز. وكان شهماً شجاعاً، وافتتح فتحاً
كبيراً. افتتح بلاد فارس ثم بلاد خراسان جميعها في سنة ثلاثين.
سنة ثلاثين
فيها افتتح ابن عامر خراسان وفارس. وهرب من يديه يزدجرد بن كسرى. وجهز
وراءه جيشاً. وبعث بزياد بن الربيع الحارثي فافتتح سجستان.
ولما تمت لابن عامر هذه الفتوحات العظيمة خرج من نيسابور
(1/22)
محرماً بعمرة، وخلف على خراسان الأحنف بن قيس، فاجتمع أهل خراسان جمعاً
لم يسمع بمثله. فالتقاهم الأحنف فهزمهم.
ثم قضى ابن عامر عمرته مسرعاً وأتى عثمان. ثم رد إلى البصرة.
ولما كثرت الفتوحات في هذا العام وأتى الخراج من كل ناحية اتخذ عثمان
له الخزائن ثم قسمها. وكان يأمر للرجل بمئة ألف. |