العبر في خبر من غبر، من سنة 51 إلى 60

سنة إحدى وخمسين
فيها توفي على باب القسطنطينية أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد. وكان عقبياً بدرياً كثير المناقب.
وفيها على الأصح توفي جرير بن عبد الله البجلي بقرقيسيا.
وفيها توفيت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية.
وفيها توفيت بعذرا حجر بن عدي الكندي وأصحابه بأمر معاوية.
ولحجر صحبة ووفادة وجهاد وعبادة.
سنة اثنتين وخمسين
توفي أبو نجيد عمران بن حصين الخزاعي. أسلم عام خيبر. وبعثه عمر يفقه أهل البصرة. وولي قضاءها. وكان الحسن يحلف ما قدم البصرة خير لهم من عمران.

(1/40)


وفيها توفي كعب بن عجرة الأنصاري. من أهل بيعة الرضوان ومعاوية بن حديج الكندي التجيبي الأمير. له صحبة ورواية.
وفيها أو قبيلها أبو بكرة الثقفي نفيع بن الحارث، وقيل ابن مسروح. تدلى من الطائف ببكرة. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً.
سنة ثلاث وخمسين
فيها في قول المدائني توفي فضالة بن عبيد الأنصاري. قاضي دمشق لمعاوية وخليفته عليها إذا غاب. وكان أصغر من شهد الحديبية، وقيل بقي إلى سنة تسع.
وفيها، وقيل بعدها، عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. أسلم يوم بدر. وقتل يوم اليمامة سبعة. وكان من الرماة والشجعان. وتوفي بمكة.
وفيها توفي الأمير زياد بن أبيه الذي استلحقه معاوية وزعم أنه ولد أبي سفيان. وكان لبيباً فاضلاً سيداً، يضرب المثل بدهائه. وقد جمع له معاوية إمرة العراقين.

(1/41)


وفيها، وقيل قبلها، توفي عمرو بن حزم الأنصاري الخزرجي.
شهد الخندق، وولي العلم على نجران وله سبع عشرة سنة.
وفيها توفي فيروز الديلمي قاتل الأسود العنسي. له صحبة. ورواية.
سنة أربع وخمسين
فيها على الأصح أسامة بن زيد حارثة الكلبي حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه. وأمه أم أيمن.
وفيها على الصحيح ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمص.
وفيها جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف. وكان من سادة قريش وحلمائها أسلم بعد بدر.
وفيها حسان بن ثابت الأنصاري الشاعر، عن مئة وعشرين سنة كأبيه وجده.
وفيها سعيد بن يربوع المخزومي، من مسلمة الفتح، عن مئة

(1/42)


وعشرين سنة أيضاً.
وفيها عبد الله بن أنيس الجهني حليف الأنصار. وكان أحد من شهد العقبة.
وفيها حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد. أسلم يوم الفتح وكان أحد الأشراف الأجواد. باع داراً بستين ألفاً لمعاوية. فتصدق بثمنها. وأعتق مئة نسمة في الجاهلية، ومئة في الإسلام وقد قال لابن الزبير: كم ترك أبوك من الدين؟ قال: ألف ألف درهم. قال: علي نصفها.
وفيها أبو قتادة الأنصاري السلمي الحارث بن ربعي، فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شهد أحداً والمشاهد.
وفيها مخرمة بن نوفل الزهري والد المسور بن مخرمة. وكان من المؤلفة قلوبهم.
وفيها غزا عبيد الله زياد، فقطع نهر جيحون إلى بخارا، وافتتح بعض البلاد. وكان أول عربي عدى النهر.
سنة خمس وخمسين
فيها توفي أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص الزهري أحد

(1/43)


العشرة، ومقدم جيوش الإسلام في فتح العراق، وأول من رمى بسهم في سبيل الله. ومناقبه جمة.
وفيها أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري السلمي الذي أسر العباس يوم بدر.
وفيها، وقيل في سنة ثلاث وخمسين، الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي أحد السابقين.
سنة ست وخمسين
وفيها استعمل معاوية سعيد بن عثمان بن عفان على خراسان فغزا سمرقند، والتقى هو الصغد فكسرهم، ثم صالحوه. وكان معه من الأمراء المهلب. واستشهد معه يومئذ قثم بن العباس بن عبد المطلب. وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم. وهو آخر من طلع من لحد النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيها توفيت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث المصطلقية وصلى عليها مروان.
سنة سبع وخمسين
فيها عزل سعيد عن خراسان، وأضيفت إلى عبيد الله بن زياد، وفيها توفي عبد الله بن السعدي العامري، له صحبة.

(1/44)


وفيها توفيت أم المؤمنين عائشة. قاله هشام بن عروة.
وفيها توفي أبو هريرة بعد عائشة. قاله هشام بن عروة أيضاً وابن المديني.
سنة ثمان وخمسين
فيها توفي جبير بن مطعم. قاله المدائني. وقال الهيثم وخليفه: مات سنة تسع.
وفيها توفي شداد بن أوس الأنصاري نزيل بيت المقدس.
وعبد الله بن حوالة الأزدي نزيل الأردن.
وعقبة بن عامر الجهني الأمير بمصر. ولي مصر لمعاوية، ثم عزله وولاه غزو البحر. وكان مقرئاً فصيحاً مفوهاً من فقهاء الصحابة.
وفيها توفي عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب بالمدينة. و

(1/45)


له صحبة. ورواية. وكان أحد الأجواد. ولي اليمن لعلي فسار إليه بسر بن أبي أرطاة، فذبح ولديه.
وفيها، في قول أبي معشر ويحيى بن بكير وجماعة، توفي أبو هريرة الدوسي الحافظ. وكان كثير العبادة والذكر حسن الأخلاق. ولي إمرة المدينة مرة بل وليها مرات.
وقال الواقدي وغيره: فيها توفيت أم المؤمنين أم عبد الله عائشة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقيهة نساء الأمة عن خمس وستين سنة في رمضان.
سنة تسع وخمسين
فيها توفي أبو هريرة في قول ابن إسحاق والواقدي وأبي عبيد وجماعة.
وفيها أبو محذورة الجمحي المؤذن. له صحبة ورواية، وكان من أندى الناس صوتاً وأحسنهم نغمة.
وفيها، وقيل قبلها، شيبة بن عثمان الحجي العبدري حاجب الكعبة.

(1/46)


وفيها سعيد بن العاص بن سعيد العاص بن أمية والد عمرو الأشدق، والذي أقيمت عربية القرآن على لسانه، لأنه كان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم. وولي الكوفة لعثمان. وافتتح طبرستان. وكان جواداً ممدحاً حليماً عاقلاً. اعتزل الجمل وصفين. ومولده قبل بدر.
وفيها على الصحيح أبو عبد الرحمن عبد الله بن عامر بن كريز العبشمي الأمير. له رؤية.
سنة ستين
في رجب توفي أمير المؤمنين أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان عن ثمان وسبعين سنة بدمشق.
وفيِ أولها توفي سمرة بن جندب الفزاري، نزيل البصرة من أهل بيعة الرضوان.
وفيها أو قبلها أبو حميد الساعدي.