العبر في خبر من غبر، من سنة 121 إلى 130
سنة إحدى وعشرين
ومئة
فيها غزا مروِان. فأتى قلعة بيت السرير، فقتل وسبى، ثم دخل حصن غومشك
كذا، وفيه سريرُ مُلكِهم، فهرب منه الملك. ثم إن مروان صالحهم في العام
على ألف رأس ومئة ألف مديٍ. ثم إنه سار حتى دخل أرض أرز ونطران كذا،
فصالحوه، وصالحه تومان شاه على بلاده. ثم سار حتى نازل حمرين كذا
وحاصرها شهرين، ثم صالحهم، وافتتح مسدارة صُلحاً، وتهيأ لمروان في هذه
السنة من الفتوحات أمرٌ عظيم، ووقع في قلوب الترك والخَزَر منه رعبٌ
شديد.
(1/117)
وفيها توفي قاضي دمشق نمير بن أوس الأشعري،
أحد شعيوخ الاوزاعي.
وأبو عبد الله محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري المدني. وقد لقي ابن عمر.
ورافع بن خديج. وطائفة. وكانت له حلَقة للفتوى.
وفيها أو في التي بعدها. سَلمة بن كْهَيل الكوفي. روى عن جندب البجلي
وطائفة. وكان من أثبات الشيعة وعلمائهم. حمل عنه شُعبة والثوري.
وفيها مَسلَمة بن عبد الملك بن مروان الأموي الأميرُ، ويلَقّبُ
بالجرادة الصفراء. وكان موصوفاً بالشجاعة والإِقدام وَالرأْي والدهاء.
ولي إرمينية وأذَربيجان غير مرة وإِمرة العراقَين. وسار في مئة وعشرين
الفاً وغزا القسطنطينية، في خلافة سليمان أخيه. وروى عن عمر بن عبد
العزيز.
وفيها قتل زَيدْ بن علي بن الحسين بن علي بالكوفة. وكان قد بايعه خلق
كثير. وحارب متولي العراق يوسف بن عمر، فظفر به يوسف، وبقي مصلوباً
أربع سنين. ولما خرج أَتاه طائفة كبيرةٌ وقالوا: تبرأْ من أبي بكر وعمر
حتى نبايعك. فأبى. فقالوا: إذاً نرفضك. فمن ذلك الوقت سُموا الرافضة.
وسميت شيعته الزيدية. روى عن اَبيه وجماعة. وروى عنه شعبَة.
وفيها قتل أحد الشجعان الأبطال أبو محمد البطال وله حروبٌ ومواقف، ولكن
كذبوا عليه فأفرطوا، ووضعوا له سيرةً كبيرة، كل وقت يزيد فيها من لا
يستحي من الكذب.
(1/118)
سنة اثنتين وعشرين
ومئة
فيها كانت بالمغرب حروب مزعجةّ وملاحم وخرجت طائفة كبيرة وبايعوا عبد
الواحد الهواريَ. والتف عليه أممٌ من البربر. ثم نصير عليهم المسلمون
وقتلوا منهم خلقاً.
وفيها توفي قاضي البصرة أبو وائلة إياس بن معاوية المزني أحد من يضرب
به المثل في الذكاء والعقل. روى عن أنس وجماعة ووثقه ابن معين. ولا
رواية له في الكتب الستة.
وفيها بكير بن عبد الله بن الأشج المدني الفقيه. نزيل مصر وأحد شيوخ
الليث بن سعد. وهو من صغار التابعين.
وفيها زيد بن الحارث اليامي. روى عن إبراهيم النَخَعِي وخلق من كبار
التابعين.
وفيها سيار أبو الحكم صاحب الشعبي. وهو واسطي حجة مشهور.
وفيها يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي المدني، عن سن عالية. لقِي أبا
هريرة.
وفيها أبو هاشم الرماني الواسطي. واسمه يحيى. كان سكن قصر الرمان
بواسط. روَى عن أبي العالية وجماعة.
وفيها قتل زيد بن علي. قاله خليفة. وقد مر في التي قبلها.
سنة ثلاث وعشرين ومئة
فيها قتل بالمغرب كْلثوم بن عياض القشيري في عدة من أمرائه واستبيح
عسكره ومُزقوا. هَزمهم أبو يوسف الأزري رأس الصُفرية.
(1/119)
وكَان كلثوم قد ولي دمشق لهشام، ثم ولاه
غزو الخَوارج بالمغرب. وأتبعت الصفرية من انكسر من المسلمين. فثبت لهم
بلجٌ القًشَيري ابن عم كُلثوم. وكان النصر وللَه الحمد.
وقثل في المعركة أبو يوِسف الأزري.
وفيها حج بالناس يزيد ابنُ الخليفة هشام، ومعه الزهري، فأخذ عنه إذ ذاك
مالك، وابن عُيينة، وأَهلُ الحجاز.
وفيها توفي ثابت البناَنيّ بالبصرة، عن أكثر من ثمانين سنة. وكان من
سادة التابعين علماً وفضلاً وعبادةً ونُبْلاً.
وربيعةُ بن يزيد الدمشقي القصير، شيخ دمشق بعد مكحُول. اسُتشْهد
بإفريقية. وقد لقي جبير بن نُفَير وطائفة.
قال نوح بن فَضَالَة: كان يفضل على مكحُول.
وقال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أَحسن سَمْتاً في العبادة منه
ومن مكحُول.
وفيها سِماكُ بن حرب الدّهلِي الكوفيّ، أحدُ الكبار. قال: أدركت ثمانين
من الصحابة، وذهَبَ بصري فدعوتُ الله، فردّه الله عليّ.
وقال العجلي: كان عالماً بالشعر وأيامِ الناس فصيحا.
(1/120)
وفيها أبو يونس مولى أبي هريرة، وقد شاخ.
واسمه سليمان بن جبَيْر. نزل مصر وأدركه الليثُ.
وفيها عابد البصرة محمد بن واسمع الأزدي. أخذ عن أنَس، ومُطرف بن
الشخير، وطائفة. وهو مُقلّ. وروى خمسة عشر حديثاً. ومناقبه مشهورة.
وفيها قارىء أهلِ مكة بعد ابن كثير محمد بن عبد الرحمن بن مُحيَصن.
ومنهم من يسميه عُمر، فأظنهما أخوين. وله رواية شاذة في كتَاب المنهج
وغيره. وقد روى عن صفية بنت َشْيبة وغيرها.
سنة أربع وعشرين ومئة
فيها تمت وقعةٌ كبيرة بالمغرب مع الصفرية. ورأسهم َمْيسَرَةُ الحقير.
وذاق المسلمون منهم مشاقّ وبلاءً شديداً.
وفيها مات محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري أحدُ الثقات.
وقد ولي إمرة المدينة لعمر بن عبد العزير، وأدركَه ابن عيَينَة.
وفيها توفي القاسمُ بن أبي بزِة المكي. روى عن أبي الطفيل وجماعة
يسيرة.
وفيها في رمضان توفي الزُهري وهو أبو بكر محمد بن مُسلم بن عبَيْد الله
بن عبد الله بن شهاب المدني، أحد الأعلام. أربعٍ وسبعين سنة.
سمع من سهل بن سعد، وأَنَس بن مالك وخلق.
(1/121)
قال ابن المديني: له نحو ألفي حديث.
وقال عمر بن عبد العزيز: لم يبق أعلم بسنة ماضية من الزهري.
وكذا قال مكحول.
وقال الليث: قال ابن شهاب: ما استودعتُ قلبي علماً فنسيتْه.
قال الليث: وكان يكثر شُرب العسل، ولا يأكل شيئاً من النعاج.
وقال أيوب: ما رأيت أعلم من الزهري.
قلت: وكَان معظماً وافر الحرمة عند هشام بن عبد الملك. أعطاه مرّة سبعة
آلاف دينار.
وقال عمروِ بن دينار: ما رأيتُ الدينار والدرهم عند أحَد أهون منه عند
الزهري، كأنها بمنزلة البَعرْ.
سنة خمس وعشرين ومئة
فيها توفي أبو سعيد سعيد بن أبي سعيد المَقبرِيّ عن سن عالية. روى عن
سَعْد بن أبي وقّاص، وأكثرَ عن أبي هُرَيْرَة.
قال ابن سعد: ثقة. لكنه اختلط قبل موته بأربع سنين.
قلتُ: ما سمع منه ثقة في اختلاطه.
وفيها مات في ربيع الآخر الخليفةُ أبو الوَليد هشام بن عبد الملك
الأموي. وكانت خلافته عشرين سنة، إِلا أشهرا. وكانت دارُه عن
(1/122)
الخواصين بدمشق، فعمل منها مدرسة السلطانْ
نور الدين. وكان ذا رأي وحزم وحلم. وجمع المال. عاش أربعاً وخمسين سنة.
وكان أبيضَ جميلاً سميناً أحول، يخضب بالسوِاد.
وفيها أشعت بن أبي الشعثاء الحارثي الكوفي.
وآدمُ بن علي الشيباني الكوفي المدني. روى عن ابن عمر.
وأبو بشر جعفر بن أبي وحشِية إياس، صاحب سعيد بن جبَيْر. وقد روى عن
عبّاد بن شُرحْبيل الصحابي.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي، والد المنصور
والسفاح، وله ستون سنة، وكان جميلاً وسيماً مهيباً نبيلاً. وكانت
دُعاةُ بني العباس يكاتبونه وِيلقبونه بالإِمام. وفيها، وقيل في سنة
أربع، زَيْدُ بن أبي أنيسة الجزريّ الرّهاوي الحافظ، أحد علماء
الجزيرة، وله أربعون سنة. روى عن جماعة من التابعين.
وفيها أو بعدها زيادُ بن عِلاَقة الثعلبي الكوفي. روى عن طائفة. وكان
معمراً أدرك ابن مسْعود، وسمع من جرير بن عبد الله.
وفيها صالح مَولى التوأمة المفتي، وقد هرم وخرف. لقي أبا هريرة وجماعة.
سنة ست وعشرين ومئة
فيها في جُمادى الآخرة مقتلُ الخليفة الوليدِ بن يزيد بن عبد الملك
(1/123)
بحصن البخرآء بقرب تدمر. وكانت خلافته سنة
وثلاثة أشهر.
وكان من أجمل الناس وأقواهم وأجودهم نظماً. ولكنه كان فاسقاً متهتكاً.
زعم أخوه سليمان أنه راوده عن نفسه. فقاموا عليه لذلك مع ابن عمه يزيد
ابن الوليد الملقب بالناقص. لكونه نقص الجند أعطياتهم. وبويع يزيد
الناقص فمات في العشرين من ذي االحجة من السنة عن ست وثلاثين سنة.
وبويع بعده أخوهم إبراهيم بن الوليد. وكان في يزيد زهد وعدل وخير. لكنه
قدري.
قال الشافعي: ولي يزيد بن الولي فدعا الناس إلى القدر وحملهم عليه.
وفيها توفي جبَلة بن سحيم الكوفي. روى عن ابن عمر ومعاوية.
وفي المحرم هلك خالد بن عبد الله بن يزيد القسري الدمشقي الأمير تحت
العذاب، وله ستون سنة. وكان جواداً، ممدحاً خطيبا مفوهاً.
وقال ابن معين: كان رجل سوءٍ يَقع في علي رضي الله عنه. ولي العراق
لهشام.
وفيها توفي دَرَاج بن سمعان أبو السمح المصريّ القاص، مَولى عبد الله
بن عمرو بن العاص.
(1/124)
وسعيد بن مسروق، والد سفيان الثوري. وقيل
مات في سنة ثمان، والله أعلم.
وفيها عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي المدني الفقيه.
وكان إماماً ورعاً كثير العلم.
وفيها، على الصحيح، سليمان بن حبيب المحاربي قاضي دمشق. روى عن معاوية
وجماعة. قال أبو داود: وَلي قضاء دمشق أربعين سنة.
وفيها الكميت الأسدي الشاعر المشهور.
وعبد الله بن هُبيرة السبائي المصري، وله ست وثمانون سنة.
وعبيدُ الله بن أبي يزيد المكي صاحب ابن عباس.
ويحيى بن جابر الطائي قاضي حمص.
وفي أولها عالم أهلِ مكة في زمانه أبو محمد عمرو بن دينار الجُمحِيَ
مولاهم، المكي. قال عبد الله بن أبي نجَيج: ما رأيت أحداً قطّ أفقه
منه.
وقال شعبة: ما رأيت أثبت في الحديث منه.
قلت: سمع ابن عباس وجابراً وطائفة.
سنة سبع وعشرين ومئة
لما بلغ مروان بن محمد بن مروان وفاة يزيد الناقص سار من إرمينية في
جيوشه يطلب الأمر لنفسه. فجهّز إبراهيم الخليفة أخويه بشراً ومسروراً
في جيش فكسرهما مروان وحبسهما. ثم نزل بمرج دمشق، فحاربه
(1/125)
سليمان بن هشام بن عبد الملك. ثم انهزم
وعسكر الخليفة إبراهيم بن الوليد. فخلع نفسه وبايع مروان.
وفي هذه الفتنة قتل يوسف بن عمر الثقفي الذي كان أميراً بالعراق، في
السجن بدمشق.
وقتل عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، والحكم وعثمان ابنا الوليد بن
عبد الملك.
وفيها توفي عبد الله بن دينار مولى ابن عمر بالمدينة.
ومالك بن دينار البصري الزاهد المشهور.
وعمير بن هانئ العنسي الداراني. روى عن معاوية في الصحيحين، وعن أبي
هريرة في السنن.
قال له عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: أراك لا تفتر عن الذكر، فكم تسبح؟
قال: مئة أَلف، إلا أن تخطىء الأصابع.
وعبد الكريم بن مالك الجزري الحراني الحافظ كهلاً.
ووهب بن كيسان المدني المؤدب عن سن عالية.
(1/126)
وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوفَ
الزهري المدني قاضي المدينة. قال شعبة: كان يصوم الدهر ويختم كل يوم.
وقيل مات في سنة ست.
وفيها: توفي سنة تسعٍ. إسماعيل السدي الكوفي المفسر المشهور.
وفيها وقيل سنة ثمان. أبو إسحاق السبيعي الكوفي عمرو بن عبد الله، شيخ
الكوفة وعالمها. وله نحو المئة. رأى علياً، وغزا الروم زمن معاوية.
سنة ثمان وعشرين ومئة
فيها ظهر الضحّاكُ بن قَيس الخارجي، وقَتل متولّي الموصل. واستولى
عليها. وكثرت جموعه وأغار على البلاد، وخافه مروان. فسار بنفس، فالتقى
الجيشان بنصيبين. وكان قد أشار على الضحّاك أمراؤه أَن يتقهقر فقال: ما
لي في دنياكم من حاجة. وقد جعلتُ لله علي إن رأيت هذا الطاغية أن أحمل
عليه حتى يحكم الله بيننا. وعلي دينٌ سبعةُ دراهم. معي منها ثلاثة
دراهم. ودام الحرب إِلى آخر النهار، فقتل الضحاك في المعركة في نحو ستة
آلاف من الفريقين أَكثرهم من الخوارج. وانهزم مروان، لكن ثبت أمير
الميمنة. وجاء الخبيريّ فملك مخيم مروان وقعد على سريره. فعطف نحو
ثلاثة آلاف فأحاطت بالخبيري فقُتل، وقام بأمر الخوارج شيبان فتحيّز
بهم. وخندقوا على نفوسهم. وجاءَ مروان فنازلهم وقاتلهم عشرة أشهر، كل
يوم رايةُ مروان مهزومة. وكانت فتنةً هائلة تُشبه فتنة ابن الأشعث مع
الحجاج.
ثم رحل شيبان على حمية نحو شهرزور، ثم توجه إلى كَرمان ناحية البحرين
فقتل هناك.
(1/127)
وفيها خرج بسطام بن الليث بأذربيجان، ثم
قدم بلد نصيبين في نيف وأربعين رجلاً. فنهض لحربه عسكر الموصل، فبيتهم
وأصاب منهم، ثم عاث بنصيبين، ثم قتل.
وفيها ولي العراقين يزيد بن عمرو بن هبيرة. وعزل عبد الله بن عمر بن
عبد العزيز.
وفيها توفي بكر بن سوادة الجذامي المصري مفتي مصر. وقد روى عن عبد الله
بن عمرو وسهل بن سعد.
وفيها جابر بن يزيد الجعفي من كبار المحدثين بالكوفة. روى عن أبي
الطفيل. ومجاهد. وثقه وكيع وغيرهُ وضَعّفَه آخرون.
وفيها أبو قبيل المعافري المصري حيي بن هانئ الفقيه سمع عقبة وعبد الله
بن عمرو.
وفيها عاصم بن أبي النجود الأسديَ، مولاهم، القارئ بالكوفة في زمانه،
وأحَدُ السبعة. وكان صالحاً خيراً حجةً في القرآن. صدوقاً في الحديث.
قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش.
وفيها أبو عمران الجوني البصري عبد الملك بن حبيب عن سن
(1/128)
عالية. سمع جندب بن عبد الله وجماعة.
وفيها على الاصح، أبو حصين الاسدي عثمان بن عاصم، سيد بني أسد بالكوفة.
وكان ثبتاً فاضلاً عثمانياً. لقي جابر بن سمرة وطائفة.
وفيها أبو الزبير المكي. محمد بن مسلم بن تدرس، أحد العقلاء والعلماء
لقي عائشة والكبار.
وفيها أبو حمزة الضبعي البصري نصر بن عمران صاحب ابن عباس.
وفيها فقيه مصر وشيخها ومفتيها أبو رجاء يزيد بن أبي حبيب الأزدي.
مولاهم. لقي عبد الله بن الحارث بن جزء وطائفة.
قال الليث: هو عالمنا وسيدنا.
وفيها أبو التياح البصري صاحب أنس. واسمه يزيد بن حميد.
قال أبو إياس: ما بالبصرة أحدٌ أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله من أبي
التياح.
سنة تسع وعشرين ومئة
في رمضان كان ظهور أبو مسلم صاحب الدعوة بمرو.
وفيها توفي المغرب وعابدها خالد بن أبي عمران التجيبي قاضي افريقية.
روى عن عروة وطبقته.
(1/129)
وفيها سالم أبو النضر المدني. وحديثه عن
عبد الله بن أبي أوفى إجازة في الصحيحين.
وفيها، وقيل في سنة إحدى وثلاثين علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري
الضرير. أحد علماء الشيعة. كان كثير الرواية ليس بالقوي.
وفيها، على الصحيح، يحيى بن أبي كثير أبو نصر اليمامي. أحدُ الأعلام في
الحديث. له حديثٌ في صحيح مسلم عن أبي أمامة، وآخر في سنن النسائي عن
أنس. فيقال: لم يلقهما. والله أعلم. وفيها قارىء المدينة أبو جعفر
يزيدُ بن أبي القَعقَاع الزاهد العابدُ، عن بضع وثمانين سنة. أخذ عن
أبي هريرة وابن عباس. قرأ عليه نافع وإلياس وله ذكر في سنن.
سنة ثلاثين ومئة
فيها تُوفي بالبصرة شعَيب بن الحبحاب، صاحب أنس.
وأبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية الأنصاري المدني.
(1/130)
وعبد العزيز بن رفيع المكي ثم الكوفي عن
نيف وتسعين سنة. روى عم ابن عباس وجماعة. وشيبة بن نصاَح القارىء قرأ
على أبي هريرة وابن عباس.
وقال قالون: كان نافع أكثر َاتباعاً لشيبَة من أبي جعفر.
وعبد العزيز بن صهيب البصري الأعمى.
وكعب بن علقمة التنوخي المصريَ. روى عن أبي تميم الجيشاني وطائفة.
وفيها، وقيل سنة إحدى وثلاثين، محمد بن المنكدر التيميّ الحافط الزاهدَ
المدني القانت. وقد سمع من عائشة وأَبي هرَيرة. كان يجتمع إليه
الصالحون.
وفيها كانت موقعة قديد، وقتل فيها خلق منهم مَخرَمَة بن سليمان
الوالبي. روى عن عبد الله بن جعفر وجماعة.
وفيها توفي أَبو وَجزة السعديّ المدني يزيدُ بن عبَيد، الذي روى عن
عُمير بن أبي سلَمة.
(1/131)
وفيها توِفي يزيد الرشك بالبصرة. روى عن مُطرف بن الشخير، وجماعة.
وفيها توفي يزيد بن رومان المرني. روى عن عروة وجماعة. وقيل إنه قرأ
على ابن عباس. وهو من شيوخ نافع في القراءة.
وفيها توفي قاضي دمشق يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الفقيه.
أخذ عن واثلة بن الأسقع وطائفة. |