العبر في خبر من غبر، من سنة 201 إلى 210

سنة إحدى ومئتين
فيها عهد المأمون إلى علي موسى الرضا العلوي. فعهد إليه بالخلافة من بعده. وأمر الدولة بترك السواد ولبس الخضرة. وأرسل من العراق بهذا. فعظم هذا على بن العباس الذين ببغداد. ثم خرجوا عليه وأقاموا منصور ابن المهدي. ولقبوه بالمرتضى. فضعف عن الأمر وقال: إنما أنا خليفة المأمون. فتركوه وعدلوا إلى أخيه بن إبراهيم بن المهدي الأسود. فبايعوه بالخلافة ولقبوه بالمبارك. وخلعوا المأمون. وجرت بالعراق حروب شديدة وأمور مزعجة.
وفيها أول ظهور بابك الخرمي فعاث وأفسد وكان يقول بالتناسخ.
وفيها توفي أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي الحافظ، مولى بني هاشم، وله إحدى وثمانون سنة. روى عن الأعمش والكبار.
قال الإمام أحمد: ما كان أثبته. لايكاد يخطىء! وفيها حماد بن مسعدة بالبصرة. روى عن هشام بن عروة وعدة.
وكان ثقة صاحب حديث.

(1/262)


وفيها حرمي بن عمارة بن أبي حفصة البصري. روى عن قرة بن خالد، وشعبة.
وفيها سعد بن إبراهيم سعد الزهري العوفي. قاضي واسط. سمع أباه وابن أبي ذئب.
وفيها علي بن عاصم أبو الحسن الواسطي، محدث واسط. وله بضع وتسعون سنة. روى عن حصين بن عبد الرحمن، وعطاء بن السائب، والكبار. وكان يحضر مجلسه ثلاثون ألفاً.
قال وكيع: أدركت الناس والحلقة لعلي بن عاصم بواسط.
وضعفه غير وحد لسوء حفظه. وكان إماماً ورعاً صالحاً، جليل القدر.
وفيها قتل المسيب بن زهير أكبر قواد المأمون. وضععف أمر الحسن بن سهل بالعراق، وهزم جيشه مرات. ثم ترجح أمره.
وحاصل القصة أن أهل بغداد أصابهم بلاء عظيم في هذه السنوات حتى كادت تتداعى بالخراب. وجلا خلق من أهلها عنها بالنهب والسبي والغلاء وخراب الدور.
وفيها يحيى بن عيسى النهشلي الكوفي الفاخوري بالرملة. روى عن الأعمش وجماعة. وهو حسن الحديث.

(1/263)


سنة اثنتين ومئتين
فيها توفي على الصحيح، ضمرة بن ربيعة في رمضان بفلسطين روى عن الأوزاعي وطبقته وكان من العلماء المكثرين.
وفيها أبو بكر بن أبي أويس المدني أخو اسماعيل. واسمه عبد الحميد الأعمش روى عن ابن أبي ذئب. وسليمان بن بلال وطائفة.
وفيها أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني الكوفي. روى عن الأعمش وجماعة.
قال أبو داود: كان داعية إلى الإرجاء.
وفيها أبو حفص عمرو بن شبيب المسلي الكوفي. روى عن عبد الملك بن عمير والكبار.
قال النسائي: ليس بالقوي.
وفيها يحيى بن المبارك اليزيدي المقرىء النحوي اللغوي، صاحب التصانيف الأدبية. وتلميذ أبي عمرو بن العلاء، وله أربع وسبعون سنة، وهو بصري نزل بغداد.
وفيها الفضل بن سهل ذو الرياستين وزير المأمون. قتله بعض أعدائه

(1/264)


في حمام بسرخس. فانزعج المأمون وتأسف عليه. وقتل به جماعة. وكان من مسلمة المجوس.
سنة ثلاث ومئتين
فيها استوثقت الممالك للمأمون، وقدم بغداد في رمضان في خراسان واتخذها سكناً.
وفيها توفي أزهر بن سعد السمان. أبو بكر البصري. روى عن سليمان التيمي وطبقته. وعاش أربعاً وتسعين سنة.
وفيها في ذي القعدة الإمام حسين بن علي الجعفي. مولاهم. الكوفي المقرىء الحافظ. روى عن الأعمش وجماعة.
قال الإمام أحمد بن حنبل: ما رأيت أفضل منه ومن سعد بن عامر الضبعي.
وقال يحيى بن يحيى النيسابوري. إن بقي أحد من الأبدال فحسين الجعفي.
قلت: كان مع تقدمه في العلم رأساً في الزهد والعبادة.
وفيها الحسين بن الوليد النيسابوري الفقيه. رحل وأخذ عن مالك بن مغول وطبقته. وقرأ القرآن على الكسائي. وكان كثير الغزو والجهاد والكرم.
وفيها خزيمة بن حازم الخراساني الأمير. أحد القواد الكبار العباسية.

(1/265)


وفيها زيد بن الحباب أبو الحسين الكوفي سمع مالك بن مغول وخلق كبيراً. كان حافظاً صاحب حديث، واسع الرحلة صابراً على الفقر والفاقة.
وفيها عثمان بن عبد الرحمن الحراني الطرائفي. وكان يبيع طرائف الحديث فقيل له الطرائفي روى عن هشام بن حبان وطبقته. وهو صدوق.
وفيها، في صفر، علي بن موسى الرضا الإمام أبو الحسن الحسيني بطوس، وله خمسون سنة. وله مشهد كبير بطوس يزار. روى عن أبيه موسى الكاظم، عن جده جعفر بن محمد الصادق. وفيها أبو داود الحفري عمر بن سعد بالكوفة. روى عن مالك بن مغول ومسعر. وكان من عباد المحدثين.
قال أبو حمدون المقري: لما مات دفناه وتركنا بابه مفتوحاً. ما خلف شيئاً.
وقال ابن المديني: ما رأيت بالكوفة أعبد منه.
وقال وكيع: إن كان يدفع البلاء بأحد في زماننا فبأبي داود الحفري.

(1/266)


وفيها عمرو بن عبد الله بن رزين السلمي النيسابوري. رحل وسمع محمد ابن إسحاق وطبقته. قال سهل بن عمار: لم يكن بخراسان أنبل منه.
وفيها أبو حفص عمر بن يونس اليمامي. روى عن عكرمة بن عمار وجماعة. وكان ثقة مكثراً.
وفيها محمد بن بكر البرساني بالبصرة. روى عن ابن جريج وطبقته، وكان أحد الثقات الأدباء الظرفاء.
وفيها محمد بن بشر العبدي الكوفي الحافظ. روى عن الأعمش وطبقته.
قال أبو داود: هو أحفظ من كان بالكوفة في وقته.
وفيها أبو أحمد الزبيري، محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي، مولاهم، الكوفي. روى عن يونس بن أبي إسحاق وطبقته.
قال أبو حاتم: كان ثقة حافظاً عابداً مجتهداً، له أوهام.
وفيها أبو جعفر محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين الحسيني المدني، الملقب بالديباج. روى عن أبيه. وكان قد خرج بمكة

(1/267)


سنة مئتين ثم عجز وخلع نفسه، وأرسل إلى المأمون. فمات بجرجان. ونزل المأمون في لحده. وكان عاقلاً شجاعاً يصوم يوماً ويفطر يوماً يقال إنه جامع وافتصد ودخل الحمام في يوم واحد فمات فجأة.
وفيها مصعب بن المقدام الكوفي. روى عن ابن جريج وجماعة.
وفيها النصر بن شميل الإمام أبو ابن المازني البصري النحوي نزيل مرو روى عن حميد، وهشام بن عروة، والكبار. وكان رأساً في الحديث. رأساً في اللغة والنحو. ثقة. صاحب سنة. توفي في آخر يوم من سنة ثلاث ودفن في أول سنة أربع من الغد. وعاش ثمانين سنة.
وفيها الوليد بن القاسم الهمداني الكوفي. روى عن الأعمش وطبقته. وكان ثقة.
وفيها أبو العباس الوليد بن يزيد العذري البيروتي صاحب الأوزاعي.
وفيها الإمام الحبر أبو زكريا يحيى بن آدم الكوفي المقرىء الحافظ الفقيه أخذ القراءة عن أبي بكر عياش، وسمع بن يونس بن أبي إسحاق. وفطر ابن خليفة. وهذه الطبقة. وصنف التصانيف.
قال أبو أسامة: كان بعد الثوري في زمانه يحيى بن آدم.

(1/268)


وقال أبو داود: يحيى بن آدم واحد الناس.
وذكره ابن المديني فقال: رحمه الله أي أعلم كان عنده!
سنة أربع ومئتيتن
فيها، في سلخ رجب، توفي فقيه العصر أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي بمصر، وله أربع وخمسون سنة. أخذ عن مالك ومسلم بن خالد ابن الزنجي وطبقتهما. وكان مولده بغزة، ونقل إلى مكة. وله سنتان.
قال المزني: ما رأيت أحسن وجهاً من الشافعي، إذا قبض على لحيته لا يفضل عن قبضته. وقال الزعفراني. كان خفيف العارضين يخضب بالحناء. وكان حاذقاً بالرمي يصيب تسعة من العشرة.
وقال الشافعي: استعملت اللبان سنة للحفظ فأعقبني صب الدم سنة.
قال يونس بن عبد الأعلى: لو جمعت أمة لوسعهم عقل الشافعي.
وقال إسحاق بن راهويه: لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال: تعال حتى أريك رجلاً لم تر عيناك مثله. قال: فأقامني على الشافعي.
وقال أبو ثور الفقيه: ما رأيت مثل الشافعي ولا رأى مثل نفسه.
وقال الشافعي: سميت ببغداد ناصر الحديث.
وقال أبو داود: ما أعلم للشافعي حديثاً خطأ.
وقال الشافعي ما شيء أبغض إلي من الرأي وأهله.

(1/269)


وفيها قاضي ديار مصر إسحاق بن الفرات أبو نعيم التجيبي، صاحب مالك.
قال الشافعي: ما رأيت بمصر أعلم باختلاف الناس من إسحاق بن الفرات رحمه الله.
وقد روى إسحاق أيضا عن حميد بن هانىء. والليث بن سعد، وغيرهما.
وفيها، في ثامن عشر شعبان. فقيه الديار المصرية أشهب بن عبد العزيز، أبو عمرو العامري صاحب مالك، وله أربع وستون سنة. وكان ذا مال وحشمة وجلالة.
قال الشافعي: ما أخرجت مصر أفقه بن أشهب لولا طيش فيه. وكان محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم صاحب أشهب يفضل أشهب على ابن القاسم.
وفيها الإمام أبو علي الحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي، قاضي الكوفة وصاحب أبي حنيفة. وكان يقول: كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث.
قلت: لم يخرجوا له في الكتب الستة لضعفه. وكان رأساً في الفقه.
وفيها الإمام أبو داود الطيالسي. واسمه سليمان بن داود البصري الحافظ صاحب المسند. وكان يسرد من حفظه ثلاثين ألف حديث.

(1/270)


قال الفلاس: ما رأيت أحفظ منه.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: هو أصدق الناس. قال: كتبت عن ألف شيخ منهم ابن عون وطبقته.
وفيها شجاع بن الوليد أبو بدر السكوني الكوفي. كان من صلحاء المحدثين وعلمائهم. روى عن الأعمش والكبار.
قال سفيان الثوري: ليس بالكوفة أعبد من شجاع بن الوليد.
وفيها أبو بكر الحنفي عبد الكبير بن عبد المجيد، أخو أبو علي الحنفي. بصري مشهور صاحب حديث. روى عن خثيم بن عراك وجماعة.
وفيها أبو نصر عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. بصري صاحب حديث وإتقان. سمع من حميد وخالد الحذاء وطائفة.
وفيها، وقيل سنة ست، هشام بن محمد بن السائب الكلبي الأخباري النسابة صاحب كتاب الجمهرة في النسب. وتصانيفه تزيد على مئة وخمسين تصنيفاً في التاريخ والأخبار. وكان حافظاً علامة، إلا أنه متروك الحديث، فيه رفض. روى عن أبيه وعن مجاهد بن سعيد وغيرهما.
سنة خمس ومئتين
فيها توفي إسحاق بن منصور السكوني الكوفي. روى عن

(1/271)


إسرائيل وطبقته.
وفيها أبو عبد الله بسر بن بكر الدمشقي ثم التنيسي، محدث تنيس.
حدث بن الأوزاعي وجماعة.
وفيها في جمادى الأولى أبو محمد روح بن عبادة القيسي البصري الحافظ.
روى عن ابن عون وابن جريج وصنف في السنن والتفسير وغير ذلك. وعمر دهراً.
وفيها الزاهد القدوة أبو سليمان الداراني العنسي أحد الأبدال.
وكان عديم النظير زهداً وصلاحاً. وله كلام رفيع في التصوف والمواعظ.
وفيها أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو البصري، أحد الثقات المكثرين. روى عن هشام الدستوائي وأقرانه.
وفيها محمد بن عبيد الطنافسي الكوفي الحافظ. سمع هشام بن عروة، والكبار.
قال ابن سعد: كان ثقة صاحب سنة.
وفيها قارئ أهل البصرة أبو محمد يعقوب بن إسحاق الحضرمي

(1/272)


مولاهم المقرىء النحوي. أحد الأعلام. قرأ على أبي المنذر سلام الطويل، ويسمع من شعبة وأقرانه. تصدر للإقراء والحديث، وحمل عنه خلق.
سنة ست ومئتين
فيها كان المد الذي غرق منه السواد وذهبت الغلات.
وفيها نكث بابك الخرمي عيسى بن محمد بن أبي خالد.
وفيها استعمل المأمون على محاربة نصر بن شبيب، عبد الله بن طاهر وولاه الديار المصرية. واستعمل على بغداد ابن عمه إسحاق بن إبراهيم الخزاعي فوليها مدة طويلة. وهو الذي كان يمتحن الناس بخلق القرآن في أيام المأمون والمعتصم والواثق. وولي بعده ابنه محمد.
وفي رجب سنة ست توفي أبو حذيفة إسحاق بن بشر البخاري صاحب المسند روى عن إسماعيل بن أبي خالد، وابن جريج، والكبار فأكثر وأغرب، وأتى بالطامات، فاتهموه وتركوه. وفي ربيع الأول حجاح بن محمد المصيصي الأعور، صاحب ابن جريج، وأحد الحفاظ.
قال الإمام أحمد: ما كان أصح حديثه وأضبطه وأشد تعاهده للحروف!

(1/273)


وفيها شبابة بن سوار المدائني الحافظ. روى عن ابن أبي ذئب وطبقته، وكان ثقة مرجئاً. وفيها، في رمضان، عبد الله بن نافع المدني الصائغ الفقيه، صاحب مالك. روى عن زيد بن أسلم وطائفة.
قال أحمد بن صالح: كان أعلم الناس برأي مالك وحديثه.
وقال الإمام أحمد بن حنبل: لم يكن صاحب حديث بل كان صاحب رأي مالك. ومفتي المدينة. وفيها محاضر بن المورع الكوفي. روى عن عاصم الأحول وطبقته. وهو صدوق.
قال الإمام أحمد: كان مغفلاً جداً.
وفيها قطرب النحوي صاحب سيبويه. وهو أبو علي محمد بن المستنير البصري. وله عدة تصانيف في العربية. منها المثلث المشهور.
وفيها مؤمل بن إسماعيل في رمضان بمكة. وكان من ثقات البصريين. روى عن شعبة والثوري.
وفيها أبو العباس وهب بن جرير بن حازم الأزدي البصري الحافظ.

(1/274)


أكثر عن أبيه وابن عون وعدة.
وفيها الإمام ابن الرباني يزيد بن هارون، أبو خالد الواسطي الحافظ. روى عن عاصم الأحول والكبار.
قال علي بن المديني: ما رأيت رجلاً قط أحفظ من يزيد بن هارون.
وقال يحيى بن يحيى التميمي: هو أحفظ من وكيع.
وقال علي بن شعيب السمسار: سمعت يزيد بن هارون يقول: أحفظ أربعة وعشرين ألف حديث باسنادها، ولا فخر.
وقال أحمد بن سنان القطان: كان هو وهشيم معروفان بطول صلاة الليل والنهار.
وقال يحيى بن أبي طالب: سمعت من زيد بن هارون ببغداد وكان يقال إن في مجلسه سبعين ألفاً.
سنة سبع ومئتين
فيها توفي طاهر بن الحسين فجأة على فراشه، وحم ليلة. وكان في تلك الأيام قد قطع دعوة المأمون وعزم على الخروج عليه، فأتى الخبر إلى المأمون بأنه خلعه، فما أمسى حتى جاءه الخبر بموته. وقام بعده ابنه طلحة، فأقره المأمون على خراسان، فوليها سبع سنين. وبعده ولي أخوه عبد الله.
وفي شعبان توفي قاضي البصرة يزيد بن عمر الزهراني، أبو محمد.

(1/275)


روى عن شعبة وعكرمة بن عمار وكان من الثقات الجلة.
وفي أولها أبو عون جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي العمري الكوفي. من نيف وتسعين سنة. سمع من الأعمش، وإسماعيل ابن أبي خالد. والكبار.
قال أبو حاتم: صدوق.
وطاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق الأمير، أبو طلحة الخزاعي ذو اليمينين. كان من رجال الدهر حرماً وعزماً وشجاعة ورأياً. ندبه المأمون لمحاربة أخيه الأمين فظفر به وقتله وما غمه، وبقي في نفس المأمون سنة. وبعثه على خراسان فهم على أن يخرح فبغته الأجل. وكان مع كمال رجوليته فصيحاً خطيباً سيداً مهيباً جواداً ممدحاً. مات في جمادى الأولى. وعبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد التميمي التنوري أبو سهل. روى عن أبيه وهشام الدستوائي. وشعبة. وكان ثقة صاحب حديث.
وعمر بن حبيب العدوي البصري، في أول السنة. روى عن حميد الطويل، ويونس بن عبيد، وجماعة.
قال ابن عدي: هو مع ضعفه حسن الحديث.
قلت: ولي قضاء الشرقية للمأمون.

(1/276)


وقراد أبو نوح عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي. توفي ببغداد وحدث عن عوف وشعبة وطائفة.
قال الإمام أحمد بن حنبل: كان عاقلاً من الرجال.
وقال ابن المديني: ثقة.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
وكثير بن هشام الكلابي الرقي رواية جعفر بن برقان. توفي ببغداد في شعبان.
ومحمد بن عبد الله بن كناسة. أبو يحيى الكوفي النحوي الأخباري. سمع هشام بن عروة. والأعمش. ومات في شوال على الصحيح.
والواقدي قاضي بغداد. أبو عبد الله محمد بن عمرو بن واقد السلمي المدني العلامة. أحد أوعية العلم. روى عن ثور بن يزيد، وابن جريج. وطبقتهما. وكان يقول: حفظي أكثر من كتبي وقد تحول مرة وكانت كتبه مئة وعشرين حملاً. ضعفه الجماعة.
أبو النضر بن القاسم بن الخراساني. اقتضى ترك بغداد.
وكان حفظاً قوالاً بالحق. سمع شعبة وابن أبي ذئب وطبقتهما. وثقه جماعة.
والهيثم بن عدي، أبو عبد الرحمن الطائي الكوفي المؤرخ الأخباري.

(1/277)


روى عن مجالد، وابن إسحاق. وجماعة. وهو متروك.
والفراء يحيى بن زياد الكوفي النحوي: نزل بغداد وحدث في مصنفاته عن قيس بن الربيع وأبي الأحوص. وهو أجل أصحاب الكسائي وكان رأساً في النحو واللغة.
سنة ثمان ومئتين
فيها سار الحسن بن الحسين بن مصعب الخزاعي إلى كرمان فخرج بها. فسار لحربه أحمد بن أبي خالد. فظفر به، وأتى به إلى المأمون فعفا عنه.
وفيها توفي الأسود بن عامر شاذان، أبو عبد الرحمن، ببغداد. روى عن هشام بن حبان، وشعبة وجماعة.
وسعد بن عامر الضبعي، أبو محمد البصري. أحد الأعلام في العلم والعمل. روى عن يونس بن عبيد وسعد بن أبي عروبة وطائفة.
قال الإمام أحمد بن حنبل: ما رأيت أفضل منه. توفي في شوال.
وعبد الله بن أبي بكر السهمي الباهلي، أبو وهب البصري. روى عن حميد الطويل، وبهز بن حكيم وطائفة. وكان ثقة مشهوراً. توفي في المحرم ببغداد.

(1/278)


والفضل بن الربيع بن يوسف الأمير حاجب الرشيد وابن حاجب المنصور. هو الذي قام بأعباء خلافة الأمين، ثم اختفى مدة بعد قتل الأمين. توفي في ذي القعدة.
والقاسم بن الحكم العرني الكوفي قاضي همذان. روى عن زكريا ابن أبي زائدة. وأبي حنيفة. وجماعة. وقد كان أراد الإمام أحمد أن يرحل إليه.
وقريش بن أنس البصري. روى عن حميد، وابن عون، وجماعة.
وقال النسائي: ثقة، إلا أنه تغير.
قلت: مات في رمضان.
ومحمد بن مصعب القرقساني. روى عن الأوزاعي وإسرائيل. ضعفه النسائي وغيره.
والسيدة نفيسة بنت الأمير حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسنية، صاحبة المشهد بمصر. ولي أبوها إمرة المدينة للمنصور، ثم حبسه دهراً. ودخلت هي مصر زوجها إسحاق بن جعفر الصادق. توفيت في شهر رمضان.
ويحيى بن حسان التنيسي، أبو زكريا. روى عن معاوية بن سلام، وجماد ابن سلمة، وطائفة. وكان إماماً حجة من جلة المصريين. توفي في رجب.

(1/279)


ويحيى بن أبي بكير العبدي الكوفي. قاضي كرمان. حدث عن شعبة. وأبي جعفر الرازي، والكبار. وثقه ابن معين وغيره.
ويعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري بن العوفي المدني، نزيل بغداد. سمع أباه، وعاصم بن محمد العمري، والليث بن سعد. وكان إماماً ورعاً كبير القدر.
ويونس بن محمد البغدادي المؤدب الحافظ. روى عن شيبان، وفليح بن سليمان، وطائفة. توفي في صفر.
سنة تسع ومئتين
طال القتال بين عبد الله بن طاهر ونصر بن شبيب العقيلي إلى أن حصره في قلعة ونال منه. فطلب نصر الأمان. فكتب له المأمون أماناً وبعثه إليه. فنزل وهدم الحصن.
وفيها توفي الحسن بن موسى الأشيب، أبو علي البغدادي، قاضي طبرستان، بعد قضاء الموصل. روى عن شعبة، وحريز بن عثمان، وطائفة. وكان ثقة مشهوراً.
وحفص بن عبد الله السلمي، أبو عمرو النيسابوري. قاضي نيسابور. سمع مسعراً ويونس بن أبي إسحاق وأكثر عن إبراهيم بن طهمان ومكث

(1/280)


عشرين سنة يقضي بالآثار وكان صدوقاً. وأبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد البصري. روى عن قرة بن خالد. ومالك بن مغول. وطائفة.
وعثمان بن عمر بن فارس العبدي البصري، الرجل الصالح. روى عن ابن عون، وهشام بن حبان. ويوسف بن يزيد، وطائفة توفي في ربيع الأول بالبصرة.
ويعلى بن عبيد الطنافسي، أبو يوسف الكوفي. روى عن الأعمش، ويحيى بن سعيد الأنصاري والكبار. فعن أحمد بن يونس قال: ما رأيت أفضل منه. وكان يريد بعلمه رحمة الله تعالى.
سنة عشر ومئتين
فيها كان بناء المأمون ببوران بواسط، وأقام بضعة عشر يوماً. فقام أبوها الحسن بن سهل بمصالح الجيش تلك الأيام. فغرم خمسين ألف ألف درهم. وكان عرساً لم يسمع يمثله في الدنيا. وفيها توفي أبو عمرو الشيباني إسحاق بن مرار الكوفي اللغوي صاحب التصانيف، وله تسعون سنة وكان ثقة علامة خيراً صادقا فاضلاً.

(1/281)


والحسن بن محمد بن أعين الحراني أبو علي، مولى بني أمية. روى عن فليح بن سليمان، زهير بن معاوية، وطائفة.
وعلي بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين العلوي الحسيني. روى عن أبيه وأخيه موسى وسفيان الثوري. وكان من جلة السادة الأشراف.
ومحمد بن صالح بن بيهس الكلابي، أمير عرب الشام. وسيد قيس وفارسها وشاعرها، والمقاوم لأبي العميطر السفياني، والمحارب له، حتى شتت جموعه، فولاه المأمون دمشق.
ومروان بن محمد الطاطري، أبو بكر الدمشقي. صاحب سعيد بن عبد العزيز. كان إماماً صالحاً خاشعاً، من جلة الشاميين.
وأبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي البصري اللغوي العلامة الأخباري، صاحب التصانيف. روى عن هشام بن عروة، وأبي عمرو بن العلاء. وكان أحد أوعية العلم. وقيل توفي سنة إحدى عشرة.