المغرب في حلى المغرب
186 - الطَّبِيب الفيلسوف أَبُو الصَّلْت
أُميَّة بن أبي الصَّلْت الإشبيلي
يُقَال إِن عمره كَانَ سِتِّينَ سنة عشرُون فِي إشبيلية وَعِشْرُونَ
فِي المهدية وَعِشْرُونَ فِي مصر مَحْبُوسًا فِي خزانَة الْكتب
وَمن الخريدة كَانَ وَاحِد زَمَانه وَأفضل أَوَانه متبحراً فِي الْعلم
منشئاً للمنثور والمنظوم وَله الباع الطَّوِيل فِي الْأُصُول والتصانيف
الْحَسَنَة مِنْهَا كتاب الحديقة على أسلوب كتاب الْيَتِيمَة وَتُوفِّي
سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فِي الْمحرم وَأحسن مَا وقفت
عَلَيْهِ فِي ديوانه قَوْله
(1/261)
.. لَا غرو أَن سبقت يداك مدائحي ...
وتدفقت جدواك ملْء إنائها
يكسي الْقَضِيب وَلم يحن إثماره ... وتطوق الورقاء قبل غنائها ...
وَقَوله ... تخذوا القنا أشطانهم واستنبطوا ... فِي كل قلب للطعان
قلبيا ...
وَمِنْهَا ... تُعْطى الَّذِي اعطكته سمر القنا ... أبدا فتغدو سالباً
مسلوبا ...
وَكَانَ قد خرج من إشبيلية فصحب بالمهدية مُلُوكهَا الصنهاجيين وَتوجه
فِي رِسَالَة إِلَى مصر فسجن فِي الْقَاهِرَة فِي خزانَة البنود
وَكَانَ فِيهَا خَزَائِن من أَصْنَاف الْكتب فَأَقَامَ بهَا نَحْو
عشْرين سنة فَخرج مِنْهَا وَقد برع فِي عُلُوم كَثِيرَة من حَدِيثَة
وقديمة وصنف = كتاب الحديقة على منزع كتاب الْيَتِيمَة فِي فضلاء عصره
وصنف الرسَالَة المصرية وصنف فِي الطِّبّ والتنجيم والألحان وَعنهُ
أَخذ أهل إفريقية الألحان الَّتِي هِيَ الْآن بِأَيْدِيهِم وَعَاد
إِلَى المهدية فجل قدره وَعظم عِنْد مُلُوكهَا ذكره وأعقب هُنَالك
عقباً نابهاً وَقد تقدّمت أبياته فِي بركَة الْحَبَش والأهرام وَوجدت
فِي ديوانه مَنْسُوبا لَهُ ... أشهر الصَّوْم مَا مثل ... ك عِنْد الله
من شهر
على انك قد حرمت ... فِينَا لَذَّة الْخمر
وقرع الكاس بالكاس ... ورشف الثغر للثغر
واني وَالَّذِي شرف ... فاوقاتك بِالذكر
لمسرور بِأَن تفنى ... على أَنَّك من عمري ...
(1/262)
187 - الأديب الْهَيْثَم بن أَحْمد بن أبي
غَالب بن الْهَيْثَم
حَافظ إشبيلية لم ألق بهَا أحفظ مِنْهُ وَكَانَ وَالِدي يتعجب مِنْهُ
وَمن أعجب عجائبه أَنه كَانَ يملي على شخص شعرًا وعَلى ثَان موشحة
وعَلى ثَالِث زجلاً وكل ذَلِك ارتجال دون توقف وتنبه ذكره فِي مُدَّة
مَأْمُون بني بعد المومن وَكتب لَهُ مُدَّة وَقد نَشأ بَينه وَبَين
فلاح من أهل الشّرف مَا ذكره ... تعرض لي بالبدو أهوج طائش ... أَتَى
مسرعاً نحوي تأبط لي شرا
وذكرى عجوزي وَهِي تبْكي تأسفاً ... عَليّ بكا الخنساء ذَكرنِي صخرا
فبادرت من حيني صفاة كقلبه ... فَإِن يفْتَتح باعاً فتحت بهَا شبْرًا
فأقسم لَوْلَا أَن نحوت لَهُ بهَا ... لقد كَانَ لي زيدا وَكنت لَهُ
عمرا ...
وَقَوله وَقد نظر إِلَى بَاب غَنِي معموراً وبابه إِلَى جَانِبه
خَالِيا ... يجفى الْفَقِير ويغشى النَّاس قاطبة ... بَاب الْغَنِيّ
كَذَا حكم الْمَقَادِير
وَإِنَّمَا النَّاس أَمْثَال الْفراش فهم ... بِحَيْثُ تبدو مصابيح
الدَّنَانِير ...
188 - الطَّبِيب الوشاح أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن عتبَة
اجْتمعت بِهِ فِي إشبيلية وَكَانَ طَبِيبا أديباً وشاحاً مطبوعاً ثمَّ
سَافر إِلَى إفريقية ثمَّ إِلَى مصر فَمَاتَ فِي مارستان الْقَاهِرَة
قبل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
(1/263)
وَمن شعره قَوْله وَقد شرب مَعَ ندمائه
تَحت قصب فَارسي ... انْظُر إِلَى الْقصب الَّذِي تهفو بِهِ ... ريح
الصِّبَا وتميله نَحْو الكئوس
أَو مَا كَفاهُ شربه من طله ... أَولا فَلم جعلت ذوائبه تنوس
أسهمه من أكوابنا وَلَو أَنه ... سَكرَان يطفح حق مَا لثم الرُّءُوس
...
وَمن = كتاب مصابيح الظلام فِي حلى الناظمين لدر الْكَلَام
189 - مُحَمَّد بن ديسم الإشبيلي
ذكر الحجاري أَنه من شعراء الدولة المعتضدية وَأنْشد لَهُ مَا أنْشدهُ
أَبُو عَامر فِي حديقة الارتياح ... تجافيت عَن شربي لَهَا لَا لعفة
... وَلم يَك إقصائي لَهَا عَن تحرج
وَإِن أك قد عرجت عَن حق حبها ... فَمَا أَنا عَن تفضيلها بمعرج ...
190 - أَحْمد بن مُحَمَّد الإشبيلي
ذكر الحجاري أَنه من شعراء الدولة المعتضدية وَأنْشد لَهُ صَاحب = كتاب
فصل الرّبيع ... أما ترى النرجس الغض الزكي بدا ... كَأَنَّهُ عاشق
شابت ذوائبه
أَو الْمُحب بَكَى لما أضرّ بِهِ ... طول السقام فعادته حبائبه ...
(1/264)
وَقَوله ... رب نيلوفر غَدا مخجل الر ...
ني إِلَيْهِ نفاسة وغرابه
كمليك للزنج فِي قبَّة بِي ... ضاء يَبْدُو الدجر فيغلق بَابه ...
191 - أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن خيرة بن الصّباغ
ذكر الحجاري أَنه من الشُّعَرَاء المعتضديين وَأنْشد لَهُ ابْن بسام
مَا أنْشدهُ أَبُو عَامر فِي حديقة الارتياح ... يَوْم كَأَن سحابه ...
لبست غمامي المصامت
حجبت بِهِ شمس الضُّحَى ... بمثال أَجْنِحَة الفواخت
فالغيث يبكي فقدها ... الْبَرْق يضْحك مثل شامت
والرعد يخْطب مفصحاً ... والجو كالمحزون سَاكِت
وَالرَّوْض يسْقِيه الحيا ... والنور ينظر مثل باهت ...
192 - أَبُو بكر عبد الله بن حجاج الاشبيلي
وَذكر الحجاري أَنه شَاعِر بعيد الصَّوْت مَعْدُود فِي شعراء المعتضد
وَكَانَ قد هجر وَطنه وانتبذ إِلَى صَاحب الجزيرة الخضراء مُحَمَّد بن
الْقَاسِم بن حمود ومدحه عِنْدَمَا وَفد عَلَيْهِ بقصيدة مِنْهَا
(1/265)
.. أَلا أَيهَا الْوَادي الَّذِي رف ظله
... وفاحت خزاماه وغرد طَائِره
أَتَذكر أيامي بدوحك والحمى ... يباكرنا مِنْهُ بجزعك زَائِره
وَقد رق نسج العتب بيني وَبَينه ... وَمَا زَاد منا الْحبّ عفت سرائره
...
فَقَالَ لَهُ وزيره اسْأَل ابْن الْخَلِيفَة هَل أَنْت من بني حجاج
أَصْحَاب السِّيرَة بإشبيلية فَقَالَ لَو كنت مِنْهُم طلبت بِالسَّيْفِ
وَلم أطلب بالشعر فَقَالَ ابْن حمود لافُضَّ فُوه يَا شدّ مَا امتعض
لأعيان بَلَده
193 - أَبُو الْقَاسِم بن مرزقان مولى الْمُعْتَمد بن عباد
ذكر صَاحب الذَّخِيرَة أَنه قتل يَوْم دُخُول الملثمين إشبيلية على
الْمُعْتَمد وَأنْشد لَهُ قَوْله فِي شمعة على صفة مَدِينَة أهديت
للمعتمد ... مَدِينَة فِي شمعة صورت ... قَامَت حماها فَوق أسوارها
وَمَا رَأينَا قبلهَا رَوْضَة تتقد النَّار بنوارها
تصير اللَّيْل نَهَارا إِذا ... مَا أَقبلت تضحك فِي نارها
كَأَنَّهَا بعض الأيادي الَّتِي ... تَحت الدجى تسري بأنوارها
من ملك مُعْتَمد أَصبَحت ... بِلَاده أوطان زوارها ...
194 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن حجاج الغافقي الإشبيلي
من نبهاء الشُّعَرَاء فِي صدر الدولة المصمودية أنْشد لَهُ صَفْوَان
فِي زَاد الْمُسَافِر
(1/266)
.. من مبلغ مُوسَى الْمليح رِسَالَة ...
بعثت لَهُ من كافري عشاقه
مَا كَانَ خلق رَاغِبًا عَن دينه ... لَو لم تكن توراته من سَاقه ...
وَقَوله ... ومحرم من شعره وَحده ... يَا ليته من ثَوْبه أحرما
حَتَّى أرَاهُ مثل مَا يَنْبَغِي ... وَمن لمثلي أَن يرى مثل مَا
195 - عبيد الله بن جَعْفَر الإشبيلي
كَانَ وشاحاً مطبوعاً ظريفاً لطيفاً وَكَانَ يكثر من زِيَارَة صديق
لَهُ وَذَلِكَ الصّديق لَا يزوره فَكتب مرّة على بَابه ... يَا من يزار
على بعد الْمحل وَلَا ... يزورنا مرّة مَا بَين مَرَّات
زر من يزورك وَاحْذَرْ قَول عاتبة ... تَقول عَنْك فَتى يُؤْتى وَلَا
ياتي ...
196 - أَبُو الْحسن عَليّ بن جحدر
كَانَ زجالاً مطبوعاً صحب وَالِدي مُدَّة ولقيته أَنا بإشبيلية وَله من
الشّعْر مَا عنوانه وَقَوله ... كَيفَ أَصبَحت أيهذا الحبيب ... نَحن
مرضى الْهوى وَأَنت الطَّبِيب
لَا تزيد الزَّمَان إِلَّا نفاراً ... ويحها يَا عَليّ مِنْك الْقُلُوب
...
(1/267)
197 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن
الصَّابُونِي الإشبيلي
اجْتمعت بِهِ فِي إشبيلية وَالنَّاس يجعلونه شاعرها الْمشَار إِلَيْهِ
وَكَانَ قد تقدم عِنْد مَأْمُون بني عبد الْمُؤمن ثمَّ رأى أَن يقْصد
سُلْطَان إفريقية فَلَقِيَهُ فِي مليانة ومدحه بقصيدته الَّتِي أَولهَا
... الله جَارك فِي حل مرتحل ... يَا معلياً مِلَّة الْإِسْلَام فِي
الْملَل ...
ثمَّ رَحل إِلَى مصر فَلم يجد فِيهَا من قدره وعاجلته بهَا منيته
فَمَاتَ بالإسكندرية قبل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
وَمِمَّا أنشدنيه من شعره قَوْله وَقد بعث إِلَى مَحْبُوب بِمِرْآة ...
بعثت بِمِرْآة إِلَيْك بديعة ... فَأطلع بسامي أفقها قمر السعد
لتنظر فِيهَا حسن وَجهك منصفاً ... وتعذرني فِيمَا أقاسي من الوجد
مثالك فِيهَا مِنْك أقرب ملمساً ... وَأكْثر إحساناً وَأبقى على
الْعَهْد ...
وَقَوله ... أقبل فِي حلَّة موردة ... كالبدر فِي حلَّة من الشَّفق
تحسبه كلما أراق دَمًا ... يمسح فِي ثَوْبه ظبا الحدق ...
(1/268)
وَمن نصاراها ويهودها
198 - ابْن المرعزي النَّصْرَانِي الإشبيلي
من المسهب أَنه من نَصَارَى إشبيلية ظهر فِي دولة الْمُعْتَمد بن عباد
وَكَانَ من مداحه وَله الأبيات الْمَشْهُورَة فِي كلبة الصَّيْد وَهِي
قَوْله ... لم أر ملهى لذِي اقتناص ... ومقنع الكاسب الْحَرِيص
كَمثل خطلاء ذَات جيد ... اغيد تبرية الْقَمِيص
كالقوص فِي شكلها وَلَكِن ... تنفذ كالسهم للقنيص
إِن تخذت أنفها دَلِيلا ... دلّ على الكامن العويص
أَو أرسلوها وَرَاء برق ... لم يجد الْبَرْق من محيص ...
199 - أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن سهل الإسرائيلي
قَرَأت مَعَه فِي إشبيلية على أبي الْحسن الدباج وَغَيره وَكَانَ من
عجائب الزَّمَان فِي ذكائه على صغر سنه يحفظ الأبيات الْكَثِيرَة من
سمعة وَبَلغنِي
(1/269)
أَنه الْآن شَاعِر خليفتهم بمراكش وعنوان
طبقته قَوْله فِي ابْن هود يصف راياته السود ... أَعْلَامه السود
إِعْلَام بسؤدده ... كَأَنَّهَا فَوق خد الْملك خيلان ...
وَقَوله فِي غُلَام أصفر اللَّوْن التحى فَذَهَبت بهجته وَقصد هجاءه
... كَانَ محياك لَهُ بهجة ... حَتَّى إِذا جَاءَك ماحي الْجمال
أَصبَحت كالشمعة لما خبا ... فِيهَا الضياء اسود مِنْهَا الذبال ...
الْحلَّة
200 - عبد الْملك بن زهر
هُوَ صَاحب التَّيْسِير فِي الطِّبّ والأغذية الْمَشْهُورَة أَبوهُ
أَبُو الْعَلَاء الْمُتَقَدّم التَّرْجَمَة وَابْنه أَبُو بكر الوشاح
وَقد تقدّمت تَرْجَمته
201 - الْأُسْتَاذ النَّحْوِيّ هُذَيْل
كَانَ لطيفاً كثير النَّوَادِر أَخْبرنِي عَنهُ تِلْمِيذه الشَّيْخ
أَبُو الْعَبَّاس النيار بإشبيلية قَالَ
(1/270)
جَاءَهُ يَوْمًا للْقِرَاءَة صبي متخلف
فَكَانَ أول مَا قَرَأَ عَلَيْهِ بَيت كثير ... حيتك عزة بعد الهجر
وانصرفت ...
فَقَالَ مُصحفا لَهُ جئْتُك عرة فَقَالَ الشَّيْخ وَأكْثر بِاللَّه يَا
وَلَدي تروح وَلَو قريت سنة فأضحك الْحَاضِرين
وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ بربري جعد الشّعْر قَبِيح الْوَجْه فَوقف
يَوْمًا على قل إِن كَانَ للرحمن ولد فَأَنا فَقَالَ لأي شَيْء
بِاللَّه لحسن وَجهك وَطيب شعرك
الْأَهْدَاب
أحسن موشحات ابْن زهر موشحته الَّتِي أَولهَا ... مد الخليج ورف الشّجر
... لقد تعانقا منظر ومختبر ...
وَقد تقدّمت فِي المتنزهات
وموشحته الَّتِي أَولهَا ... مَا للموله ... من سكره لَا يفِيق ... يَا
لَهُ سَكرَان ...
وَقد تقدّمت فِي المتنزهات
(1/271)
وموشحته ... أَيهَا الساقي إِلَيْك المشتكى
... كم دعوناك وَإِن لم تسمع
ونديم هَمت فِي غرته
وسقاني الراح من رَاحَته
كلما اسْتَيْقَظَ من سكرته
جذب الزق إِلَيْهِ واتكى ... وسقاني أَرْبعا فِي أَربع
غُصْن بَان مَال من حَيْثُ اسْتَوَى
بَات من يهواه من خوف النَّوَى
خافق الأحشاء مضعوف القوى
كلما فكر فِي الْبَين بَكَى ... ياله يبكي لما لم يَقع
أَيهَا المعرض عَمَّا أصف
تعرف الذَّنب وَلَا تعترف
كبد حرى ودمع يكف
مثل حَالي حَقه أَن يشتكي ... كمد الْيَأْس وذل الطمع
مَا لعَيْنِي شقيت بِالنّظرِ
أنْكرت بعْدك ضوء الْقَمَر ...
(1/272)
.. فَإِذا مَا شِئْت فاسمع خبري
عشيت عَيْنَايَ من طول البكا ... وَبكى بَعْضِي على بَعْضِي معي
قد براني فِي هَوَاك الكمد
يَا لقومي عذلوا واجتهدوا
أَنْكَرُوا شكواي مِمَّا أجد
قد نما حبك عِنْدِي وزكا ... لَا يظنّ الْحبّ أَنِّي مدعي ...
وموشحته ... يَا صَاحِبي نِدَاء مغتبط بِصَاحِب
لله مَا أَلْقَاهُ من فقد الحبائب
قلب أحَاط بِهِ الْهوى من كل جَانب
أَي قلب هائم ... لَا يستفيق من اللواح
أنحى على رشدي وأعدمني صلاحي
ثغر ثنى الْأَبْصَار عَن نور الأقاح
يسْقِي بمختلطين من مسك وَرَاح
كالحباب العائم ... فِي صفحة المَاء القراح ...
(1/273)
.. من لي بِهِ بدر تجلى فِي الظلام
علقت من وجناته بدر التَّمام
وعلقت من أعطافه لدن القوام
كالقضيب الناعم ... لم يسْتَطع حمل الوشاح
يَا من أعانقه بأحناء الضلوع
وأقيمه بَدَلا من الْقلب الصديع
أَنا للغرام وَأَنت لِلْحسنِ البديع
وَكَلَام اللائم ... شَيْء يمر مَعَ الرِّيَاح
حَملتنِي فِي الْحبّ مَا لَا يُسْتَطَاع
وجدا يراع بِذكرِهِ من لَا يراع
ولأنت أجور من لَهُ أَمر مُطَاع
وَمَعَ أَنَّك ظَالِم ... أت هـ مناى واقتراحي ...
وموشحته ... جنت مقل الغزلان ... جنايا الشُّمُول
على عَالم الْإِنْسَان ... جيلاً بعد جيل
أهيم بِمن يطغيه ... على الْجمال
أداريه أسترضيه ... فيأبى الدَّلال
لقد عذلوني فِيهِ ... وَقَالُوا وَقَالُوا ...
(1/274)
.. على حِين قد ألهاني ... عَن قَالَ وَقيل
ليل الصد والهجران ... وَيَوْم الرحيل
إِلَى كم أداري اللوام ... مثنى وفرادى
وتالله أُخْرَى الْأَيَّام ... لَا أعْطى قيادا
لهفي صرت بَين الأقوام ... حَدِيثا معادا
وَقد قعدت أشجاني ... بِكُل سَبِيل
وَلَا عهد بالسلوان ... وَلَا يَنْبَغِي لي
هُوَ الْحسن لَا أخْتَار ... مَطْلُوبا عَلَيْهِ
وَجه تشرق الْأَنْوَار ... على صفحتيه
وتستبق الْأَبْصَار ... إِلَيْهِ إِلَيْهِ
وَقد كغصن البان ... فِي حقف مهيل
فَذَاك الَّذِي يلحاني ... عَلَيْهِ عذولي
يَا بن النَّاصِر الْمَنْصُور ... يَا بن الْمجد أجمع
أَنْت الْأَمْن للمذعور ... مِمَّا يتَوَقَّع
فكم جذل مسرور ... يَقُول وَيسمع
أَبُو حَفْص هـ سلطاني ... الله يحرزو لي
هُـ آمني هُـ أغناني ... هُـ بلغن سولي ...
وموشحته ... لأتبعن الْهوى ... إِلَى أقاصيه
حَتَّى يَقُول فريق ... رقت حَوَاشِيه ...
(1/275)
.. مَا عيل مصطبري ... لولاك يَا يحيى
أَمُوت بِالنّظرِ ... وَتارَة أَحْيَا
مَا شِئْت من خبر ... يَا بدع فِي الأشيا
صب يقاسي النَّوَى ... فِيمَا يقاسيه
يفِيض وَادي العقيق ... على مآقيه
من لي بِوَجْه جمع ... محَاسِن الصُّور
يُغني إِذا مَا طلع ... عَن مطلع الْقَمَر
ومبسم لم يدع ... صبرا لمصطبر
مثل الأقاح اسْتَوَى ... فَبَاتَ يسْقِيه
ريق كَأَن الرَّحِيق ... مشعشع فِيهِ
دمعي جرى فَنَطَقَ ... عَن بعض مَا أجد
ومسعدي فِي الأرق ... وَالنَّاس قد رقدوا
نجم ضَعِيف الرمق ... حيران مُنْفَرد
يلوح ضعف القوى ... على توانيه
مثل التمَاس الغريق ... مَا لَيْسَ ينجيه
وَجه كَمثل الْهلَال ... يَبْدُو على غُصْن
رصعته بالجمال ... وتحفة الْحسن
فَعِنْدَ ذَلِك قَالَ ... قُولُوا لَهُ عني
لس نرتضي لَو سوى ... وصفي وتشبيهي
يُرِيد نَكُون لُ صديق ... يصبر على تيهي ...
(1/276)
وموشحته الَّتِي مِنْهَا ... عِبْرَة تسيل
... وَدم على الْأَثر
قد صبرت حَتَّى ... لات حِين مصطبري
لَا أُطِيق كتما ... ضقت بالأسى ذرعا
زائر ألما ... يلبس الدجى درعا
حجبوه لما ... صَار صُورَة بدعا
وَكَذَا الأفول ... من عوائد الْقَمَر
قَلما تأتى أمل ... بِلَا كدر ...
وموشحته ... صادني وَلم يدر مَا صادا
شادن سبى اللَّيْث فانقادا
واستخف بالبدر أَو كادا
يَا لَهُ لقد ضم بالبدر أزراره ... وبالحقف زناره
لَو أجَاز حكمي عَلَيْهِ
لاقترحت تَقْبِيل نَعْلَيْه
لَا أَقُول ألثم خديه
أَنا من يعظم وَالله مِقْدَاره ... وَيلْزم إكباره
يَا سناك حَسبك أَو حسبي
قد قضيت فِي حبكم نحبي
واحتبست نَفسِي فِي الْحبّ
إِنَّهَا نفس لَدَى الْحبّ محتاره ... وبالسوء أماره ...
(1/277)
.. عرض الْفُؤَاد لأشجانه
وَمضى على حكم سُلْطَانه
فانبريت فِي بعض أوطانه
تَارَة أقبل آثاره ... وأندبه نارة
أَيهَا المدل بأجفانه
كم وفيت والغدر من شانه
وَأَصَح من طول هجرانه
وعلش حبيب قطعت الزياره ... وعينيك سحاره ...
وموشحته ... حَيّ الْوُجُوه الملاحا ... وَحي نجل الْعُيُون
هَل فِي الْهوى من جنَاح
أَو فِي نديم وَرَاح
رام النصيح صلاحي
وَكَيف أَرْجُو صلاحا ... بَين الْهوى والمجون
أبكى الْعُيُون البواكي
تذكار أُخْت السماك
حَتَّى حمام الْأَرَاك
بَكَى شجوني وناحا ... على فروع الغصون ...
(1/278)
.. ألْقى إِلَيْهَا زمامه
صب يُدَارِي غرامه
وَلَا يُطيق اكتتامه
غَدا بشوق وراحا
مَا بَين شَتَّى الظنون
يَا غَائِبا لَا يغيب
أَنْت الْبعيد الْقَرِيب
كم تشتكيك الْقُلُوب
أثخنتهن جراحا ... فاترك سِهَام الجفون
يَا راحلاً لم يودع
رحلت بالأندلس أجمع
وَالْفَجْر يُعْطي وَيمْنَع
مرت عَيْنَاك الملاحا ... سحرًا فَمَا ودعوني ...
وموشحته الَّتِي مِنْهَا ... نبه الصُّبْح رقدة النَّائِم ... فانتبه
للصبوح
وأدر قهوة لَهَا شان ... ذَات عرف يفوح ...
(1/279)
موشحة لِابْنِ حنون
الَّذِي تقمدمت تَرْجَمته ... أَبى أَن يجود بِالسَّلَامِ ... فَكيف
يجود بالوصال
من كَانَت تَحِيَّة الْوَدَاع ... مِنْهُ قبْلَة عِنْد الزَّوَال
عناء المتيم الْمَعْنى
أثاب إِلَيْهِ أَو تجنى
يروقك منْظرًا وحسناً
كالغصن النَّضِير فِي القوام ... كالبدر الْمُنِير فِي الْكَمَال
يروعك وَهُوَ ذُو ارتياع ... كالليث الهصور كالغزال
تذكر عهدي الملول
وَقد أخذت مِنْهُ الشُّمُول
فجاد بزورة بخيل
أَتَى حِين عب فِي المدام ... كالغصن هفت بِهِ الشمَال
يمشي بَين ميل واضطلاع ... فَمِنْهُ انثنا واعتدل
مُحَمَّد عَبدك الْمُنِيب
يَدْعُوك وَأَنت لَا تجيب
لقد شقيت مِنْك الْقُلُوب
بسهل الْهوى صَعب المرام ... هِيَ الشَّمْس نيلها محَال
تلقى الْعُيُون بالشعاع ... فيمنعها من أَن تنَال
ألم يَأن أَن يلين قَلْبك ...
(1/280)
.. فيلتذ بالكرى محبك
فَلَو أَنه ينَام صبك
وتعتنقان فِي الْمَنَام ... لأقنع ذَلِك الخيال
من بَات بِذَاكَ الِاجْتِمَاع ... على ثِقَة من الليال
تفوق سهم كل حِين
بِمَا شِئْت من يَد وَعين
وتنشد فِي القضيتين
خلقت مليح علمت رام ... فلس نخله ساعه عَن قتال
وتعمل بِذِي الْعَينَيْنِ مَتَاع ... مَا تعْمل أَرْبَاب النبال ...
موشحة لِابْنِ عتبَة ... الرَّوْض فِي حلل خضر عروس
وَاللَّيْل قد أشرقت فِيهِ الكئوس
وَلَيْسَ إِلَّا حمياها شموس
تجلى بكفي غُلَام ... كالغصن لدن القوام
رِيقه سلسبيل ... يشفي لهيب أوامى
يَا حبذا يَوْمنَا يَوْم الخليج
والموج تركض أَطْرَاف المروج
أحبب بِهِ وبمرآه البهيج
يفتر ثغر الكمام ... عَن باكيات الْغَمَام
والغصون تميل سكرا ... بِغَيْر مدام
فَقُمْ نباكرها للاصطباح ...
(1/281)
.. والشهب تنثر من خيط الصَّباح
والقضب ترقص فِي أَيدي الرِّيَاح
على غناء الْحمام ... والكاس ذَات ابتسام
والظلام قَتِيل ... وَالصُّبْح دامي الحسام ...
وَقد وَقع لَهُ تأليف هَذَا الْمَعْنى وقوعاً عجيباً كَمَا وَقع
لِابْنِ الْفرس الغرناطي قَوْله ... نفض مسك الختام ... عَن عسجدي
المدام
ورداء الْأَصِيل ... تطويه كف الظلام ...
وَكِلَاهُمَا كَانَ يزهى بالمعنيين
موشحة لِابْنِ عِيسَى الإشبيلي ... عرف الرَّوْض فاح وَالطير قد غنى
... وَالصُّبْح أضا فباكر الدنا
خُذْهَا كالرجا فِي عقب الياس
إِذا صبها الإبريق فِي الكاس
مشعشعة تضيء للنَّاس
كالنجم ألاح فِي أفقه وَهنا ... هوى فَمضى أَن يخطف الجنا
أَلا بِأبي نورية الْبرد
بلبتها لآلئ العقد
تَطوف بهَا مليحة الْقد
تخال الصَّباح فِي وَجهه عَنَّا ... وَإِن أعرضا حسبته غصنا
غزال كَأَن الْبَدْر يحكيه
أذوب حذاراً من تجنيه ...
(1/282)
.. فَمن لي بِهِ حَتَّى أدانيه
قَلِيل السماح وَيكثر المنا ... وَقد ارتضى فِي الْحبّ أَن أفنى
تلفت بِهِ فِي الهجر إِذْ جدا
وَلم ألف من صَبر لَهُ بدا
وَلَو شَاءَ من كنت لَهُ عبدا
كثير المزاح يقتلني ظنا فَهَلا قضى ... عَليّ إِذْ ضنا
أجر هوى فِي الْحبّ أذيالي
وَمَا إِن دنا وَالْمَوْت أدنى لي
ولكنما أشدو لعذالي
سُلْطَان الملاح يَا قد رَضِي عَنَّا ... وَلَوْلَا الرِّضَا ولش كن
يكون منا ...
أَعْلَام الزجالين من إشبيلية
202 - أَبُو عَمْرو بن الزَّاهِر
ذكره ابْن الدّباغ فِي كِتَابَة ملح الزجالين وَأثْنى عَلَيْهِ وَأورد
من ملحه قَوْله
(1/283)
.. إش عَلَيْك أت يَابْنَ يقلق
دعن نشرب دعن نعشق
حَتَّى نمشي سَكرَان أَحمَق
فِي دراعي مقبض خماس ... وَفِي صَدْرِي قيس المجون ...
وَقَوله ... إِذا وصفت جمال ذَاك الخد
قلت الْحسن على كاس ينشد
وَإِن مدحت شعرك الْأسود
فالمتنبي ينشد لكافور ...
وَقَوله ... يَا من هُـ مجد والسها
جَاوَزت حد الانتها
وَقد عطيت من النها
أوفى نصيب ...
203 - أَبُو بكر الْحصار
ذكره الدّباغ وَأنْشد من ملحه قَوْله ... حن نلتقيه يحتشم
وينصبغ كل دم
كم من مليح وَكم
تتمنى ذَاك الخجل ... عَن خضاب ...
(1/284)
وَقَوله فِي الْمَدْح وَالظفر ... لقدل
فالحلاب نَهَار
وَلَا نجا إِلَّا الْفِرَار
حَتَّى استحت فِيهَا الشفار
من الْجراح ...
وَله الزجل الْمَشْهُور الَّذِي مِنْهُ ... الَّذِي نعشق مليح ...
وَالَّذِي نشرب عَتيق
الْمليح أَبيض سمين ... وَالشرَاب أصفر رَقِيق
لَا شراب إِلَّا قديم ... لَا مليح إِلَّا وُصُول
إِذْ نقُول روحك نُرِيد ... لس يُخَالف مَا نقُول
والزيارة كل يَوْم ... لَا ملول وَلَا بخيل
من زِيَارَة بعد ... قد رَجَعَ بِحل صديق ...
204 - أَبُو عبد الله بن خَاطب
ذكره الدّباغ وَأنْشد لَهُ من ملحه قَوْله ... إِن كَانَ تُسَافِر انتا
يزِيد مَالك
لصحرا تمْضِي خفف أحمالك
فَمن جمالك تكون أجمالك
وَمن وقارك تكون أوقارك ...
(1/285)
وَقَوله ... حظاه أَن يَقُول مَعَ ذَا
الصغار
فِي طلب الدُّنْيَا والافتخار
مَشى على الدُّنْيَا وحالها
فجات تخضع لُ وجالها ...
205 - أَبُو بكر بن صارم الإشبيلي
لَهُ الزجل الْمَشْهُور ... حَقًا نحب الْعقار فالدير طول النَّهَار
نرتهن
خلع أَنا لس قداً عَن فلَان
نشرب بشقف الْقدح كف مَا كَانَ
للدير مر وتراني عيان
قد التويت فالغبار وماع كانون بِنَار فالدكان
ومذهبي فالشراب الْقَدِيم
وسكرا من هـ المنى النَّعيم
وَلَيْسَ لي صَاحب وَلَا لي نديم
فقدت أَعْيَان كبار واخلطن مَعَ ذَا الْعيار الزَّمن
لَا تستمع من يَقُول كَانَ وَكَانَ
وَانْظُر حقيق الْخَبَر والعيان
بِحَال خيالي رَجَعَ ذَا الزَّمَان
مَا يوريك ديار غيبها واخرج جوَار الْيمن ...
(1/286)
وشاعت زندقته فَطلب أَن يقتل فهرب إِلَى
الشّرف واختفى فِي بَيت فَوَقع النَّار فِيهِ فَاحْتَرَقَ
الحكايات
قد تقدم فِي نهر إشبيلية ومتنزهها من النَّوَادِر المضحكات مَا فِيهِ
كِفَايَة وَهُوَ ميدان لهوهم ومضحكاتهم وتنديرهم قَالَ الحجاري فِي
كتاب السمهب أهل إشبيلية أَكثر الْعَالم طنزاً وتهكماً قد طبعوا على
ذَلِك وَكَانَ الْمُعْتَمد ابْن عباد كثيرا مَا يتستر ويشاركهم فِي
وَادِيهمْ وَفِي مظان مجتمعاتهم ويمازجهم ويصقل صدأ خاطره يما يصدر
عَنْهُم وَمر الْمُعْتَمد لَيْلَة بِبَاب شيخ مِنْهُم لوزيره ابْن عمار
تَعَالَى نضرب على هَذَا الشَّيْخ السَّاقِط الْبَاب حَتَّى نضحك مَعَه
فضربا عَلَيْهِ بَابه فَقَالَ من هُوَ فَقَالَ ابْن عباد إِنْسَان يرغب
أَن تقد لَهُ هَذِه الفتيلة فَقَالَ وَالله لَو ضرب ابْن عباد بَابي
فِي هَذَا الْوَقْت مَا فَتحته قَالَ فَإِنِّي ابْن عباد قَالَ مصفوح
ألف صفعة فَضَحِك ابْن عباد حَتَّى سقط إِلَى الأَرْض وَقَالَ لوزيره
امْضِ بِنَا قبل أَن يتَعَدَّى القَوْل إِلَى الْفِعْل فَهَذَا شيخ
رَكِيك وَلما كَانَ من غَد تِلْكَ اللَّيْلَة وَجه لَهُ ألف دِرْهَم
وَقَالَ لموصلها يَقُول لَهُ هَذَا حق الْألف صفحة مَتَاع البارحة
(1/287)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه
فَهَذَا = الْكتاب الثَّانِي
من = كتاب النسرينة فِي حلى قَرْيَة مقرنية
قَرْيَة فِي نطاق حَضْرَة إشبيلية مِنْهَا
206 - أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد الكساد
كَانَ فِي إشبيلية فِي مُدَّة مَنْصُور بني عبد الْمُؤمن وَكَانَ يهوى
مُوسَى بن عبد الصَّمد مليح إشبيلية فِي ذَلِك الأوان وَلما مَاتَ
قَالَ فِيهِ ... هتف الناعي بشجو الْأَبَد ... إِذْ نعى مُوسَى بن عبد
الصَّمد
مَا عَلَيْهِم ويحهم لَو دفنُوا ... فِي فُؤَادِي قِطْعَة من كَبِدِي
...
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا ... رد إِلَى الْجنَّة حوريها ... وارتفع الْحسن
من الأَرْض
وَأصْبح العشاق فِي مأتم ... بَعضهم يبكي على بعض ...
وَله أزجال كَثِيرَة وَبهَا اشْتهر
(1/288)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه
فَهَذَا = الْكتاب الثَّالِث
وَمن = الَّتِي الَّتِي تشْتَمل عَلَيْهَا الكورة الإشبيلية وَهُوَ =
كتاب ورق الْعَريش فِي حلى قَرْيَة منيش
من قوى إشبيلية مِنْهَا على مَا ذكره الحجاري |