المغرب في حلى المغرب

الْعِصَابَة
ولاتها تَتَرَدَّد عَلَيْهَا من إشبيلية وَقد ثار فِيهَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن حمود الفاطمي فِي مُدَّة مُلُوك الطوائف وخطب لنَفسِهِ بالخلافة واتسعت رقعته فَملك الجزيرة الخضراء وَأَخذهَا المعتضد بن عباد من ابْن أبي قُرَّة
السلك
من = كتاب الْيَاقُوت فِي حلى ذَوي الْبيُوت
216 - أَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن فتح الْمَشْهُور بِابْن لبال من بني أُميَّة
من مطرب ابْن دحْيَة هُوَ عين ذَلِك الْمصر وفارسه فِي الْفِقْه وَالنّظم والنثر ولي الفضاء بِهِ فحمدت فِي ذَات الله مآثره وآثاره وسارت فِي الْعدْل أخباره وَمن شعره قَوْله فِي الجلمين

(1/303)


.. ومعتنقين مَا اتهما بعشق ... وان صفا بِضَم واعتناق
لعمر أَبِيك مَا اجْتمعَا لأمر ... سوى سعى القطيعة والفراق ...

وَقَوله فِي محبرة عناب محلاة بِفِضَّة ... منعلة بالهلال ملجمة ... بالنسر مجدولة من الشَّفق
كَأَنَّمَا جمرها تميع فِي ... قرصتها سَائِلًا من الغسق
فَأَنت مهما ترد شبيهتها ... فِي كل حَال فَانْظُر إِلَى الْأُفق ...

وَله امدح وَتَشَوُّقِ فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
217 - أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن أبي مُحَمَّد
كَانَ فِي مُدَّة مَنْصُور بني عبد الْمُؤمن وبيته مَشْهُور إِلَى الْآن
وَمن شعره قَوْله ... على حسن نور الباقلاء ادرهما ... على الصب كاسي خمرة وجفون
يذكرنِي بلق الْحمام وَتارَة ... يذكر للأشجان شهل عُيُون ...

وَمن = كتاب مصابيح الظلام فِي حلى الناظمين لدر الْكَلَام
218 - أَحْمد بن شكيل
من شعراء شريش فِي مُدَّة مَنْصُور بني عبد الْمُؤمن

(1/304)


أَنْشدني لَهُ وَالِدي قَوْله ... وَقَالُوا أتهواه على قلح بِهِ ... فَقلت هناني دون غَيْرِي مورد
مَتى أَبْصرت عَيْنَاك فِي المَاء عرمضاً ... إِذا كَانَ فِي كل الْأَحَايِين يُورد ...

وَقَوله ... تفاحة بت بهَا لَيْلَتي ... أبثها سرى والشكوى
أضمها معتنقاً لاثماً ... إِذْ ذكرت سرة من أَهْوى ...

219 - أَبُو عَمْرو بن غياث
شَاعِر مَشْهُور من شعراء الْمِائَة السَّابِعَة اجْتمع بِهِ وَالِدي فِي سبتة وَغَيرهَا وَمن مَشْهُور شعره ومستحسنه قَوْله ... صبوت وَهل عَار على الْحر إِن صبا ... وَقيد بِعشر الْأَرْبَعين إِلَى الصِّبَا
يرى أَن حب الْحسن فِي الله قربَة ... لمن شَاءَ بِالْأَعْمَالِ أَن يتقربا
وَقَالُوا مشيب قلت وَاعجَبا لكم ... أينكر صبح قد تخَلّل غيهبا
وَلَيْسَ بشيب مَا ترَوْنَ وَإِنَّمَا ... كميت الصِّبَا مِمَّا جرى عَاد أشهبا ...

وَقَوله ... كَأَنَّك لم تبصر كميت الدجى ... يُدْرِكهُ من صبحه أَشهب ...

(1/305)


الْأَهْدَاب
وصف الْحَضْرَمِيّ أهل شريش بالنذالة المفرطة وفيهَا يَقُول ابْن رِفَاعَة السَّاكِن بهَا فِي عصرنا ... شريش مَا هِيَ إِلَّا ... تَصْحِيف شَرّ يبين
فارحل فديتك عَنْهَا ... إِن كنت مِمَّن تدين
فقلما سَاد فِيهَا ... حر وَلَا من يعين ...

من موشحة لَا بن غياث ... طَال عَنْكُم مغيبي ... فَلم تراعوا ودادي
ذَاك شَأْن الْغَرِيب ... ينسى بطول البعاد
لم يكن باختياري ... لَكِن بِحكم الْقَضَاء
رحلتي عَن دياري ... فصرت فِي الغرباء
إِن سلوت نهاري ... أطلت ليلِي بُكَائِي
لَيْسَ لي من مُجيب ... فِي اللَّيْل حِين أنادي
غير دمع سكيب ... ولاعج فِي ازدياد ...

(1/306)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب الثَّانِي
من الْكتب الَّتِي يحتوي عَلَيْهَا = كتاب الكورة الشذونية
وَهُوَ = كتاب انعطاف السكرانة فِي حلى قَرْيَة شرانة
من قرى مَدِينَة شريش وَهِي حَالية بترجمة الْوَزير الْكَاتِب
220 - أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز
ذكر ذَلِك الحجاري وَأورد مَا فِي الذَّخِيرَة من أَن بني عبد الْعَزِيز يعْرفُونَ ببني المرخى ونسبهم فِي لخم وهم حَملَة فضل ونبتة نبل وَذكر انه

(1/307)


كَاتب الْعَصْر وَكَانَ أَبوهُ يكْتب لِلْمَأْمُونِ بن الْمُعْتَمد بن عباد ملك قرطبة وَنَشَأ أَبُو بكر فِي حجر تِلْكَ الدولة وَكَانَ بقرطبة سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَبَينهمَا مُخَاطبَة
من رِسَالَة ابْن المرخي فِي جَوَاب ابْن بسام وقفت أعزّك الله من كتابك الْكَرِيم المهدى من الْبر العميم مَا أيسره يثقل الظّهْر ويستنفد الشُّكْر ويستعبد الْحر ورأيتك رَأَيْت أملك تخْطب مودتي مَا لَيْسَ بكفء لخطبتك وَلَا بِإِزَاءِ رتبتك لكنه فضل ملكت زمامه وَأعْطيت مقوده وخطامه
وَمن السمط إِنَّه بَحر البلاغة إِذا طم ومسك الفصاحة إِذا نم وَبدر الْكِتَابَة إِذا تمّ وَمِمَّا أورد من نظمه قَوْله فِي مُخَاطبَة ابْن خفاجة ... اماطل فِيك الشوق وَهُوَ غَرِيم ... وأطلب فيض الدمع وَهُوَ كريم
وَلَو أَنه مَاء لبرد غلتي ... وَلَكِن دمع العاشقين حميم ...

وَمِنْه ... وَمن يحمد الإصباح فِي عقب السرى ... فَإِن صباحي بالمشيب ذميم ...

وَمن نثره مَا الْعين بكراها وَلَا النُّفُوس ببشراها وَلَا الْغَرِيب بوطنه وَلَا اللبيب بِإِصَابَة فطنه بآنس مَتى بِكِتَاب عمادي الْأَعْلَى وَقد ورد فأهدى مبرة لم يبعد بأمثالها عهدي وجدد مَسَرَّة لَا أَزَال أعمل فِي شكرها جهدي

(1/308)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الثَّالِث
من كتب الكورة الشذونية
وَهُوَ = كتاب ابتسام العابس فِي حلى جَزِيرَة قادس
جَزِيرَة منقعة فِي الْبَحْر الْمُحِيط وَفِي بحرها من جِهَة الْبر آثَار قنطرة كَانَ يدْخل عَلَيْهَا المَاء الحلو من الْبر فِي مُدَّة النَّصَارَى وفيهَا كرمات وبساتين وَقد صبحها النَّصَارَى من الشمَال فأحرقوها
221 - على بن احْمَد الكتاني القادسي
لَقيته بالقدس على زِيّ الْفُقَرَاء وَقد صدر من الْحَج وأنشدني لنَفسِهِ ... ذَاك العذار المطل ... دمى عَلَيْهِ يطلّ
كَأَنَّمَا الخد مَاء ... وَقد جرى فِيهِ ظلّ
عُقُود صبري عَلَيْهِ ... مذ حل فِيهِ تحل
جرت دموعي عَلَيْهِ ... فَقلت آس وطل ...

(1/309)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الرَّابِع
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب الكورة الشذونية
وَهُوَ = كتاب غَفلَة العجلان فِي حلى قلعة خولان
قلعة منيعة كالمائدة مُنْقَطِعَة وَلها كروم وبساتين ونهر صَغِير وَأَهْلهَا لَهُم رجلة وَشدَّة ودعارة مفرطة ولعبهم فِي أَكثر الْأَوْقَات فِي ظَاهر بلدهم بِالرِّمَاحِ وَالسُّيُوف
222 - أَبُو عمرَان بن سَالم القلعي
فَاضل ذُو بَيت مَشْهُور هُنَالك أخرج أهل القلعة بَيته بأسره لما ثَارُوا على المصامدة لَان نسبهبم فِي هسكورة وَمن شعره قَوْله

(1/310)


.. أقسم لَا جَفتْ لَهُ دمعة ... مَا غبت عَنهُ وجفا ربعه
أظلمت الْآفَاق من بعْدهَا ... كَأَنَّمَا كَانَت لَهُ شمعه ...

وَقَوله ... طلعت عَليّ وَالْأَحْوَال سود ... كَمَا طلع الصَّباح على الظلام
فَقل لي كَيفَ لَا أوليك شكري ... وإخلاص التَّحِيَّة وَالسَّلَام ...

(1/311)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب الرَّابِع
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة الإشبيلية
وَهُوَ = كتاب فَجْأَة السرُور فِي حلى كورة مورور
ذكر الرَّازِيّ أَنَّهَا اشْتَمَلت على فَوَائِد كَثِيرَة وَمِنْهَا
223 - أُميَّة بن غَالب الموروري
ذكر الحجاري أَنه من شعراء الْمَنْصُور بن أبي عَامر وَأَن صَاحب الجذوة أنْشد لَهُ ... أعدُّوا غَدا ليَكُون الْفِرَاق ... وَلم يعلمُوا ذَا هوى بانطلاق
فنم الرُّغَاء بإعدادهم ... وَجمع الركاب دَلِيل افْتِرَاق
أَسرُّوا نوى الْبَين فِي ليلهم ... فأظهره الصُّبْح قبل انفلاق
وَيَوْم الْفِرَاق على قبحه ... يذكرنَا الشوق حسن التلاق ...

(1/312)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب الْخَامِس
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة الإشبيلية
وَهُوَ = كتاب نفحة الْورْد فِي حلى قلعة ورد
لهَذِهِ القلعة عمل جليل كثير الْخَيْر والجباية والحالي مِنْهُ قَرْيَة مغلية مِنْهَا
224 - أَبُو بكر المغيلي
على مَا ذكره الحجاري واختص بِجَعْفَر المصحفي وَأنْشد لَهُ صَاحب الجذوة ... تبين فقد وضح الْمعلم ... وَبَان لَك الْأَمر لَو تفهم
هُوَ الدَّهْر لست لَهُ آمنا ... وَلَا أَنْت من صرفه تسلم
وَإِن أَخْطَأتك لَهُ أسْهم ... أصابتك بعد لَهُ أسْهم ...

(1/313)


.. لياليه تدني إِلَيْك الردى ... دوائب فِي ذَاك مَا تسأم
أتفرح بالبرء بعد الضنا ... وَفِي الْبُرْء داؤك لَو تعلم
فَأَيْنَ الْمُلُوك وأشياعهم ... ودنياهم أَدْبَرت عَنْهُم
فهذي الْقُبُور بهم عمرت ... وَتلك الْقُصُور خلت مِنْهُم ...

(1/314)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب السَّادِس
من الْكتب الَّتِي تشْتَمل عَلَيْهَا المملكة الإشبيلية
وَهُوَ = كتاب شِفَاء التعطش فِي حلى كورة أركش
كورة كَثِيرَة الأرزاق والحالي مِنْهَا معقل أركش من معاقل الأندلس المنيعة المستورة وَقد ثار فِيهِ ولد الْمُعْتَمد بن عباد فأذاق إشبيلية شرا حَتَّى قتل بِسَهْم
السلك
من = كتاب أردية الشَّبَاب فِي حلى الْكتاب
225 - أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عبيد
بَيته مَشْهُور مُعظم فِي أركش وَأَبُو جَعْفَر من أَعْيَان كتاب مُلُوك الدولة المصمودية وَاجْتمعت بِهِ فِي إشبيلية وَبهَا تركته وَبَلغنِي الْآن أَنه وَفد على تونس فَتقدم عِنْد سلطانها واشتهر فِي شعره قَوْله

(1/315)


.. قَالُوا خَلِيلك ملتاث فَقلت لَهُم ... نَفسِي الْفِدَاء لَهُ من كل مَحْذُور
يَا لَيْت بِي مَا بِهِ من عِلّة وَله ... أجري وَأَنِّي فِيهَا غير مأجور ...

وَمن = كتاب نُجُوم السَّمَاء فِي حلى الْعلمَاء
226 - أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن مُحَمَّد الأركشي
من حفاظ الْأَدَب طَال عمره وَهُوَ راوية ابْن خفاجة وَبَينه وَبَين ابْن الزقاق مُخَاطبَة بالشعر وَأنْشد لَهُ الشقندي ... لَا تبكين لإخوان تفارقهم ... فإنني قبلك استخبرت إخْوَانِي
فَمَا حمدتهم فِي حَال قربهم ... فَكيف فِي حَال إبعاد وهجران ...

(1/316)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب السَّابِع
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة الإشبيلية
وَهُوَ = كتاب الدروع المسنونة فِي حلى كورة أشونة
من كور إشبيلية فِيمَا بَينهَا وَبَين غرناطة مِنْهَا
227 - غَانِم بن الْوَلِيد بن عمر بن غَانِم الأشوني السَّاكِن بمالقة
عَالم جليل مَذْكُور فِي الْمِائَة الْخَامِسَة ذكره صَاحب الذَّخِيرَة والمسهب وَمن مَشْهُور شعره قَوْله ... صير فُؤَادك للمحبوب منزلَة ... سم الْخياط مجَال للمحبين
وَلَا تسَامح بغيضاً فِي معاشرة ... فقلما تسع الدُّنْيَا بغيضين ...

(1/317)


وَقَوله ... وَإِذا الديار تتكرت حالاتها ... فدع الديار وأسرع التحويلا
لَيْسَ الْمقَام عَلَيْك حتما وَاجِبا ... فِي بَلْدَة تدع الْعَزِيز ذليلا
لَا يرتضى حر بِمَنْزِلَة ذلة ... لَو لم يجد فِي الْخَافِقين مقيلا ...

(1/318)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب الثَّامِن
من الْكتب الَّتِي يحتوي عَلَيْهَا = كتاب المملكة الإشبيلية
وَهُوَ = كتاب بغية الظريف فِي حلى جَزِيرَة طريف
لَيست بِجَزِيرَة وَإِنَّمَا هِيَ مَدِينَة صَغِيرَة أمامها جَزِيرَة فِي الْبَحْر نزل بهَا طريف مولى بني أُميَّة أول فتح الأندلس فنسبت لَهُ وَأَهْلهَا من كرام النَّاس وَأَحْسَنهمْ إقبالاً على الْغَرِيب
228 - كثير الطريفي
شَاعِر أدْركهُ وَالِدي وأنشدني لَهُ ... سَلام على أطلالهم بعد بَينهم ... فَكيف بهَا لَو أَنهم فِي جنابها
مَرَرْت بهَا أرتاد مِنْهَا مرورهم ... عَلَيْهَا وأستشفي بلثم ترابها
وخاطبتها حِين استقلوا فَلم تبن ... وَلَا سمحت لحظاً برد جوابها ...

(1/319)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب التَّاسِع
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة الإشبيلية
وَهُوَ كتاب الْحلَّة الْحَمْرَاء فِي حلى الجزيرة الخضراء
من كتاب الرَّازِيّ مَدِينَة الجزيرة الخضراء نم أرشق المدن وأطيبها وأرفقها بِأَهْلِهَا وأجمعها لخير الْبر وَالْبَحْر وَقرب الْمَنَافِع من كل جِهَة توسطت مدن السواحل وأشرفت بسورها على الْبَحْر وَمرْسَاهَا أحسن المراسي للْجُوَاز وأرضها أَرض زرع وضرع ونتاج
قَالَ ابْن سعيد لما رجعت إشبيلية إِلَى ابْن هود ولي على الجزيرة الخضراء وَالِدي فَأَقَمْنَا بهَا مُدَّة فِي عَيْش يجب ذكره والحنين إِلَيْهِ وفيهَا أَقُول ... رعى الله أَيَّامًا إِذا سر غَيرهَا ... فَإِن سروري بعْدهَا متكلف ...

وَعند مَا يخرج الانسان منا بَابهَا يجد الْمِيَاه الْجَارِيَة والبساتين النضرة

(1/320)


ونهرا يعرف بوادي الْعَسَل سمي بذلك لحلاوته وَعَلِيهِ مَوضِع سهل عَلَيْهِ حَاجِب مشرف على النَّهر وَالْبَحْر فِي نِهَايَة من الْحسن يعرف بالحاجبية
وَمن متنزهاتها النقا ومقابرها حَسَنَة فِي نِهَايَة من الْأَخْذ بالقلوب والفرجة وولاتها تَتَرَدَّد عَلَيْهَا من إشبيلية
السلك
من = كتاب أردية الشَّبَاب
229 - أَبُو مَرْوَان عبد الْملك بن إِدْرِيس الجزيري
كَاتب النمصور بن أبي عَامر ثمَّ وَلَده المظفر ذكر صَاحب الذَّخِيرَة والمسهب وَكِلَاهُمَا عظم مَحَله وذكرا أَنه كَانَ يشبه بِمُحَمد بن عبد الْملك الزيات فِي البلاغة والعبقرية وسجنه الْمَنْصُور ثمَّ عَفا عَنهُ وَكتب لَهُ وَقد أتبع الْعَفو بِإِحْسَان ... عجبت من عَفْو أبي عَامر ... لَا بُد أَن تتبعه مِنْهُ
كَذَلِك الله إِذا مَا عَفا ... عَن عَبده أدخلهُ الْجنَّة ...

فَاسْتحْسن ذَلِك وَصَرفه إِلَى حَاله ثمَّ كتب بعده للمظفر فَلَمَّا قتل

(1/321)


صهره ابْن سعيد اتهمه فسجنه فِي برد من طرطوشة ثمَّ قَتله هُنَاكَ وَدخل صاعد الْبَغْدَادِيّ على الْمَنْصُور فِي يَوْم عيد فازدحم على حافة الصهريج فَسقط فِي المَاء فَضَحِك الْمَنْصُور وَأمر بِإِخْرَاجِهِ وخلع عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ هَل حضرك شَيْء فَقَالَ شَيْئَانِ كَانَا فِي الزَّمَان فاستبردوا مَا أَتَى بِهِ فَقَالَ الجزيري هلا قلت ... سروري بغرتك المشرقة ... وديمة راحتك المغدقة
ثناني نشوان حَتَّى غرقت ... فِي لجة الْبركَة المطبقة
لَئِن ظلّ عَبدك فِيهَا الغريق ... فجودك من قبلهَا اغرفة ...

فَقَالَ الْمَنْصُور لله دَرك يَا أَبَا مَرْوَان قسناك بِأَهْل بَغْدَاد ففضلتهم فبمن تقاس بعد وأنهضه يَوْمئِذٍ للشرطة
وَشرب لَيْلَة مَعَ الْمَنْصُور فَكَانَ مَا أوجب أَن ارتجل ... أرى بدر السَّمَاء يلوح حينا ... فيبدو ثمَّ يلتحف السحابا
وَذَلِكَ أَنه لما تبدى ... وَأبْصر وَجهك استحيا وغابا ...

وَله فِي اعتقاله القصيدة الْمَشْهُورَة الطَّوِيلَة الَّتِي يوصى بهَا وَلَده مِنْهَا ... وبضمر الأقلام يبلغ أَهلهَا ... مَا لَيْسَ يبلغ بالجياد الضمر ...

(1/322)


وَمن = كتاب الْيَاقُوت
230 - أَبُو عمر أَحْمد بن النسره
من بيوتات الجزيرة كَانَ لَهُ أَمْوَال طائلة من الورث فأفناها فِي الغبوق والصبوح وَمَا يتبع ذَلِك لَقيته وَهُوَ بسبلة بَيْضَاء وَقد اشْتهر بِمَا ينْطق بِهِ قَوْله ... يعيبون حملي عصى الخصا ... وَمَا زلت مذ كنت حمالها
وَلَا بَأْس للمرء فِي لَذَّة ... على أَي جارحة نالها ...
وَتركته فِي قيد الْحَيَاة
وَمن = كتاب نُجُوم السَّمَاء فِي حلى الْعلمَاء
231 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الجزيري
برع فِي الْعلم وجال وثار فِي رَأسه أَن يحيى سنة مهْدي الغرب وَزعم أَن أَصْحَابه غيروا أمره وَقَالَ ... فِي أم رَأْسِي سر ... يَبْدُو لكم بعد حِين
لأطلبن مرادي ... إِن كَانَ سعدي معيني
أَولا فأكتب مِمَّن ... سعى لإِظْهَار ديني ...

(1/323)


واشتهر أمره وَعظم فِي النُّفُوس خَبره وَوضعت عَلَيْهِ الْعُيُون فِي جَمِيع بِلَاد بني عبد الْمُؤمن وشاع عِنْد النَّاس أَنه يتَصَوَّر فِي صُورَة قطّ وكلب وَكَانَت الْعَامَّة ترْجم الْكلاب والسنانير بِسَبَب ذَلِك إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فِي عمل بسطة وَحمل رَأسه إِلَى مراكش