المغرب في حلى المغرب

232 - عَبَّاس بن نَاصح الثَّقَفِيّ الجزيري
ذكره أَبُو بكر الزبيدِيّ فِي كتاب طَبَقَات الْعلمَاء وَقَالَ إِنَّه كَانَ منجباً فِي الْولادَة قد ولى قَضَاء بَلَده مَعَ شذونة ووليه من بَيته عُلَمَاء شعراء
وَمن كتاب الْمفضل الْمذْحِجِي نسابة أهل الجزيرة أَن ناصحاً وَالِد عَبَّاس كَانَ عبدا لمزاحمة بنت مُزَاحم الثَّقَفِيّ الجزيري
قَالَ ابْن حَيَّان كَانَ عَالما شَاعِرًا أثيراً عِنْد الْخُلَفَاء المروانيين ووفد مرّة على قرطبة فِي مُدَّة الحكم الربضي فَجَاءَهُ أدباؤها للأخذ عَنهُ فمرت عَلَيْهِم قصيدة ... لعمرك مَا الْبلوى بِعَارٍ وَلَا الْعَدَم ... إِذا الْمَرْء لم يعْدم تقى الله وَالْكَرم ...

حَتَّى انْتهى الْقَارئ إِلَى قَوْله ... تجاف عَن الدُّنْيَا فَمَا لمعجز ... وَلَا حَازِم إِلَّا الَّذِي خطّ بالقلم ...

فَقَالَ لَهُ يحيى الغزال وَهُوَ حدث أَيهَا الشَّيْخ وَمَا الَّذِي يصنع مفعل مَعَ فَاعل فَقَالَ فَكيف تَقول انت قَالَ

(1/324)


تجاف عَن الدُّنْيَا فَلَيْسَ لعاجز فَقَالَ عَبَّاس وَالله لقد طلبَهَا عمك ليَالِي فَمَا وجدهَا
وَجعله الرَّازِيّ فَحل شعراء الأندلس وَله مُشَاركَة فِي التعاليم
233 - أَبُو الْحسن عَليّ بن حَفْص الجزيري
ذكر الحجاري أَنه لم يلق بالجزيرة الخضراء مثله مُرُوءَة وكرم نفس وتعشقاً لأهل الْأَدَب مَعَ نظم تميل إِلَيْهِ النُّفُوس وتسر بِهِ سرورها بالكئوس وَأنْشد من شعره ... بِأبي الَّذِي صافحته فتوردت ... وجناته وانآد نحوي قده
قمر بدا كلف السرى فِي خَدّه ... لما توالى فِي الترحل جهده
لَكِن معالم حسنه نمت كَمَا ... قد نم عَن صدإ الحسام فرنده ...

وَقَوله ... كم قد بكرت إِلَى الرياض وقضبها ... قد ذَكرتني موقف العشاق
يَا حسنها وَالرِّيح تلحف بَعْضهَا ... بَعْضًا كأعناق إِلَى أَعْنَاق
والورد خد والأقاحي مبسم ... وَغدا البهار يَنُوب عَن أحداق
لم أنفصل عَنْهَا بكأس مدامة ... حَتَّى حملت محَاسِن الْأَخْلَاق ...

(1/325)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب الثَّانِي
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب كورة الجزيرة الخضراء
وَهُوَ = كتاب الإبلال فِي حلى قَرْيَة بني بِلَال
من الْقرى الْمَشْهُورَة فِي عمل الجزيرة الخضراء مِنْهَا
234 - أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن بِلَال
لَقيته بالجزيرة فَلَقِيت خير من يلقى تأنسيا وَبرا وكرماً مَعَ تصرف فِي الْأَدَب وَمَعْرِفَة بالشعر وَقَول لَهُ وَتركته هُنَالك ثمَّ بَلغنِي أَنه سعى بِهِ إِلَى السُّلْطَان فنفي من الْبَلَد وَفرق بَينه وَبَين الْأَهْل وَالْولد وَمَات طريداً غَرِيبا رَحْمَة الله عَلَيْهِ فقد كَانَ مألفاً ومقصداً لغرباء الْأَدَب وَلَقَد مر لي مَعَ أَيَّام لَا يزَال يتمثلها الضَّمِير فتميد عَلَيْهَا أغصانه ويتذكرها فتشوقه أَكثر مِمَّا تشوقه أوطانه كتبت إِلَيْهِ فِي يَوْم أنس سمح بِهِ الزَّمَان فكمله وَبلغ من ساعده مَا تمناه وأمله ... أَبَا الْعَبَّاس لَو أَبْصرت حَولي ... ندامي بَادرُوا الْعَيْش الهنيا ...

(1/326)


.. يبيحون المدام وَلَا انتقاد ... وقارهم ويزدادون غيا
وهم مَعَ مَا بدا لَك من عفاف ... يحبونَ الصبية والصبيا
ويهوون المثالث والمثاني ... وَشرب الراح صبحاً أَو عشيا
على الرَّوْض الَّذِي يهدي لطرف ... وأنف منْظرًا بهجاً وريا
وَقد صدح الْحمام وَمَال غُصْن ... وَأمسى النَّهر صبا أريحيا
فَلَا تلم السرى على ارتياح ... حكى طَربا بجانبه سريا
ويرتاح ارتياحاً بالمثاني ... وَلَا يَنْفَكّ بالنعمى يحيا
فبادر نَحْو نَاد مَا خلا من ... نداك فقد عهدتك لَو ذعيا ...

فَكَانَ جَوَابه ... أَبيت سوى الْمَعَالِي يَا عليا ... فَمَا تنفك دهرك أريحيا
تميل إِذا النسيم سرى كغصن ... وتسرى للمكارم مشرفيا
وترتاح ارتياحاً بالمثاني ... وتقتنص الصبية والصبيا
وتهوى الرَّوْض قَلّدهُ نداه ... وَألبسهُ مَعَ الْحلَل الحليا
وَإِن غنى الْحمام فَلَا اصطبار ... وَإِن خَفق الخليج فنيت حَيا
تذكرني الشَّبَاب فلست أَدْرِي ... أصبحاً حِين تذكر أم عشيا
فَلَو أدركتني والغصن غض ... لأدركت الَّذِي تهوى لديا
وَلم أترك وحقك قدر لحظ ... وَقد ناديتني ذَاك النديا ...

(1/327)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب الثَّالِث
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب كورة الجزيرة الخضراء
وَهُوَ = كتاب الْأَهِلّة فِي حلى قسطله
من قرى الجزيرة الخضراء مِنْهَا
235 - أَبُو الْوَلِيد يُونُس بن مُحَمَّد القسطلي
شَاعِر مَشْهُور رَحل إِلَى الْمشرق وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ فِي الْمِائَة السَّادِسَة وَمن احسن مَا سمعته لَهُ قَوْله ... وَفَوق الدوحة الْغِنَا غَدِير ... تلألأ صفحة وَصفا قرارا
إِذا مَا انصب أَزْرَق مستطيلاً ... تَدور فِي الْبحيرَة واستدارا
يجرده فَم الأنبوب صَلتا ... حساما ثمَّ يفتله سوارا ...

(1/328)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب الْعَاشِر
من الْكتب الَّتِي يحتوي عَلَيْهَا = كتاب المملكة الإشبيلية
وَهُوَ = كتاب الرندة فِي حلى كورة رندة
كورة خصيبة كَانَت أَولا من كور قرطبة ثمَّ صَارَت فِي الْأَخير من كور إشبيلية وفيهَا مزارع الْقطن كَثِيرَة
وينقسم كتابها على ثَلَاثَة كتب كتاب الْمَعْنى فِي حلى مَدِينَة تاكرنا كتاب الزبدة فِي حلى معقل رنده كتاب رونق الجده فِي حلى حصن أنده

(1/329)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الأول
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب الرنده فِي كورة رندة
وَهُوَ = كتاب الْمَعْنى فِي حلى مَدِينَة تاكرنا
هِيَ كَانَت قَصَبَة هَذِه الكورة ثمَّ خربَتْ وَمِنْهَا
من = كتاب أردية الشَّبَاب فِي حلى الْكتاب
236 - مُحَمَّد بن سعيد الزجالي من بني يطفت برابر تاكرنا
ذكره الحجاري وَأخْبر أَنه كَانَ يلقب بالأصمعي لذكائه وَحفظه وساد بقرطبة وَفَشَا فِيهَا نَسْله وَعظم عقبه وَكَانَ أول من اسْتَكْتَبَهُ عبد الرَّحْمَن الْأَوْسَط وَذكر ابْن حَيَّان أَن سَبَب سعادته أَن عبد الرَّحْمَن عثرت بِهِ دَابَّته وَهُوَ سَائِر فِي بعض الاسفار فَكَانَ يكبو لوجهه فتمثل ... وَمَا لَا ترى مِمَّا يقي الله أَكثر ...

وَطلب صدر الْبَيْت فَلم يُوجد إِلَّا فِي حفظ الزجالي فَأَنْشد ... ترى الشَّيْء مِمَّا يَتَّقِي فتهابه ...

وَكَانَ يكْتب عَن الْأَمِير وتشاركه فِيهِ وزراؤه على الْعَادة فَأَنف من ذَلِك وَكتب إِلَيْهِ كتابا مِنْهُ إِن وَمن وسم بميسم كِتَابَته أعزه الله

(1/330)


وَشرف باسمها لجدير أَن يعتلى عَن كِتَابَة وزرائه ويزدهي بحصانة أسراره فأفرده لكتابته فجرت عَادَة وَحفظ قصيدة من سمعة ثمَّ استوزره مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَله فِي رِسَالَة يشكو بهَا نصرا الْخصي إِلَى عبد الرَّحْمَن قد علم مَا خصني بِهِ دون نظرائي من الْمنزلَة الرفيعة الَّتِي أَصبَحت علما من أجلهَا محسوداً مرمياً بالحدق تسلقني الألسن وتجول فِي الأفكار وعندما اسْتَوَى بناؤها وَقَامَ عمودها وَاسْتَرْخَتْ أطنابها سعى فِي هدمها من لَا أَزَال أوثل شرف ذكره وَأجل رفيع قدره
237 - ابْنه حَامِد
سلك مسلكه وارتقى إِلَى الْكِتَابَة عَن سُلْطَان الأندلس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ووزارته وَكَانَ أَهلا لذَلِك لبلاغته وَحسن مَعْرفَته وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن حَيَّان خلا أَنه كَانَ يُوصف بالبخل قَالَ وَقيل لمُؤْمِن بن سعيد الشَّاعِر مَا بالك لَا تسامر الْوَزير حامداً حَسْبَمَا نرَاك تَفْعَلهُ مَعَ الوزراء من أَصْحَابه مَعَ قديم اتصالك بِهِ فَقَالَ ذَاك جَنَازَة غَرِيب لَا يصحبها من صحبها إِلَّا الله ونمت كَلمته إِلَى حَامِد فحقدها وشبعه مومن بعد أَيَّام فِي خُرُوجه من قصر السُّلْطَان إِلَى الدَّار وَهُوَ لَا يُنكر مِنْهُ شَيْئا مِمَّا كَانَ يعرفهُ فَلَمَّا أَرَادَ مُؤمن الِانْصِرَاف قَالَ لَهُ حَامِد أعظم الله أجرك أَبَا مَرْوَان وَكتب خطاك كَمَا يَدعِي لمشيع الْمَوْتَى وَغلط أَمَامه لَيْلَة فِي بعض قِرَاءَته فِي التَّرَاوِيح فَقَالَ مَكَان {وَالزَّانِي فاجلدوا كل وَاحِد مِنْهُمَا} فانكحوهما فَقَالَ حَامِد ... أبدع الْقَارئ معنى ... لم يكن فِي الثقلَيْن
أَمر النَّاس جَمِيعًا ... بِنِكَاح الزَّانِيَيْنِ ...

(1/331)


238 - أَبُو عَامر التاكرني
كَاتب الْمَنْصُور بن أبي عَامر الْأَصْغَر ملك بلنسية
ذكر ابْن بسام أَنه كَاتب مجيد وَأَن أَبَاهُ سَاد فِي الدولة العامرية وَمن عنوان مَا أوردهُ من نثره قَوْله من رِسَالَة عَن الْمَنْصُور الْمَذْكُور يُخَاطب مُجَاهدًا العامري وَقد أظلم بَينهمَا الْأُفق
إِن أولى النَّاس بالإصطلاح نفوس جبلت على صفو ودادها وأحق الذُّنُوب بالإطراح ذنُوب بنيت على غير اعتقادها وَإِن رَسُولك الْكَرِيم ورد فَلم يتَرَدَّد عِنْدِي إِلَّا ريثما يقْدَح زند الوداد وَلم يبد من إشارتك الرفيعة سوى برق أسرى بِهِ فِي ظلماء القطيعة
وَكتب مُجَاهِد إِلَى الْمَنْصُور رقْعَة لم يضمنهَا غير قَول الحطيئة ... دع المكارم لَا ترحل لبغيتها ... واقعد فَإنَّك أَنْت الطاعم الكاسي ...

فأحرجت الْمَنْصُور وأقامته وأقعدته وأحضر أَبَا عَامر فَكتب عَنهُ ... شتمت مواليها عبيد نزار ... شيم العبيد شتيمة الْأَحْرَار ...

فسلا الْمَنْصُور عَمَّا كَانَ فِيهِ

(1/332)


وَمن كتاب = نُجُوم السَّمَاء فِي حلى الْعلمَاء
239 - عَبَّاس بن فرناس التاكرني
ذكر ابْن حَيَّان أَنه نجم فِي عصر الحكم الربضي وَوَصفه بِأَنَّهُ حَكِيم الأندلس الزَّائِد على جَمَاعَتهمْ بِكَثْرَة الأدوات والفنون وَهُوَ مولى بني أُميَّة وبيته فِي برابر تاكرنا وَكَانَ فيلسوفاً حاذقاً وشاعراً مفلقاً مَعَ علم التنجيم وَهُوَ أول من استنبط بالأندلس صناعَة الزّجاج من الْحِجَارَة وَأول من فك بهَا كتاب الْعرُوض للخليل وَكَانَ صَاحب نيرنجات كثير الاختراع والتوليد وَاسع الْحِيَل حَتَّى نسب إِلَيْهِ السحر وَعمل الكيمياء وَكثر عَلَيْهِ الطعْن فِي دينه واحتال فِي تطيير جثمانه فكسا نَفسه الريش على سرق الْحَرِير فتهيأ لَهُ أَن استطار فِي الجو من نَاحيَة الرصافة واستقل فِي الْهَوَاء فحلق فِيهِ حَتَّى وَقع على مَسَافَة بعيدَة وَقَالَ فِيهِ مُؤمن ... يطم على العنقاء فِي طيرانها ... إِذا مَا كسا جثمانه ريش قشعم ...
وَتُوفِّي فِي أعقاب أَيَّام مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ فتداول صُحْبَة السلاطين الثَّلَاثَة ومدحهم أَجْمَعِينَ وَعمل المنقانه لمعْرِفَة الْأَوْقَات ورفعها للأمير مُحَمَّد وَنَشَأ بَينه وَبَين مُؤمن بن سعيد مهاجاة فأفحش الِاثْنَان وَمن قَول ابْن فرناس فِيهِ ... ترى الأعراد فِي جُحر مُؤمن ... كآثار قضب فِي رماد مغربل ...

(1/333)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الثَّانِي
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب الكورة الرندية
وَهُوَ = كتاب الزبدة فِي حلى معقل رنده
من كتاب القلائد أحد معاقل الأندلس الممتنعة وقواعدها السامية المرتفعة تطرد مِنْهَا على بعد مرتقاها ودنو النَّجْم من ذراها عُيُون لانصبابها دوى كالرعد القاصف والرياح العواصف ثمَّ يتكون وَاد يلتوي بجانبها التواء الشجاع ويزيدها فِي التوعر والامتناع لَا يتَعَذَّر فِيهَا مطلب وَلَا يتسور بهَا عَدو إِلَّا علقه نَاب أَو مخلب
وَمن المسهب معقل رنده الَّذِي تعمم بِالْحِسَابِ وتوشح بالأنهار الْعَذَاب وَوصف أَهلهَا بالجفاء
وَأَخْبرنِي وَالِدي مُوسَى بن سعيد أَن أَبَا الْفَتْح بن فاخر التّونسِيّ حدث لَهُ بهَا وَحْشَة فَقَالَ ... قبحاً لرندة مِثْلَمَا ... قبحت مطالعة الذُّنُوب
بلد عَلَيْهِ وَحْشَة ... مَا إِن يُفَارِقهُ القطوب
مَا حلهَا أحد فين ... وي بعد بَين أَن يؤوب
لم أتها عِنْد الضُّحَى ... إِلَّا وخيل لي الْغُرُوب
أفق أغم وساحة ... تملا الْقُلُوب من الكروب
لم يجز لي طرف بهَا ... إِلَّا وعاجله النكوب ...

(1/334)


السلك
من = كتاب الإحكام فِي حلى الْحُكَّام
240 - القَاضِي الْكَاتِب أَبُو الْقَاسِم أخيل بن إِدْرِيس الرندي
من المسهب لَقيته فَأَلْفَيْته قد برع فِي الْآدَاب وتغلغل فِي محَاسِن الشُّعَرَاء وَالْكتاب قَالَ فمما أعجبني من نثره قَوْله من رِسَالَة
قد تَخَيَّلت أَن الْهوى لَا يبلغ إِلَى هَذَا الْحَد كَمَا تَخَيَّلت أَنَّك لَا تَنْتَهِي فِي الْجفَاء إِلَى هَذَا الْإِعْرَاض والصد فَبت أرقب الْكَوَاكِب كَأَنِّي منجم حاسب منشداً لأفق السَّمَاء وَقد تخيل أَنِّي علقت بقمره وقاسيت مِنْهُ أَشد العناء ... لَو بَات عِنْدِي قمري ... مَا بت أرعى قمرك ...

وَأنْشد لَهُ قَوْله ... وددت أَن المدام حل ... فأصرف الْهم بالمدام
لكنني خَائِف عقَابا ... مُجَانب لَذَّة الملام
يَا لَيْتَني قد خلقت من قب ... ل حرموها بِأَلف عَام ...

(1/335)


وَقَوله ... إِلَى الله أَشْكُو مَا أقاسيه من رشا ... يبين على عمد وَيَدْنُو بِلَا عمد
إِذا غَابَ لم يذكر وَإِن كَانَ حَاضرا ... تلون مَا بَين الْمَلَامَة والصد ...

وَأَخْبرنِي وَالِدي أَنه جَالس تاشفين أَمِير الملثمين وجالس عبد الْمُؤمن ونفاه عبد الْمُؤمن إِلَى مكناسة ثمَّ عَفا عَنهُ وَهُوَ مِمَّن مدحه بجبل الْفَتْح بقصيدة أَولهَا ... مَا الْفَخر إِلَّا فَخر عبد الْمُؤمن ...

وَمن = كتاب نُجُوم السَّمَاء فِي حلى الْعلمَاء
241 - إلْيَاس بن صدود الْيَهُودِيّ الطَّبِيب
فِي المسهب أَنه كَانَ فِي صدر الْمِائَة السَّادِسَة وَأنْشد لَهُ قَوْله ... لَا تخدعن فَمَا تكون مَوَدَّة ... مَا بَين مُشْرِكين أمرا وَاحِدًا
انْظُر إِلَى القمرين حِين تشاركا ... بسناهما كَانَ التلاقي فَاسِدا ...
وَمن = كتاب مصابيح الطلام فِي حلى الناظمين لدر الْكَلَام
242 - حبلاص الشَّاعِر الرندي
كَانَ شَاعِرًا برندة لَا يؤبه بِهِ لاختلال عقله وَكَانَ سَاقِط الهمة لَا يتَعَدَّى صلَة الدِّرْهَم وَالدِّرْهَمَيْنِ إِلَى أَن حل برندة أحد رُؤَسَاء الملثمين فمدحه بقصيدة وَقع لَهُ فِيهَا

(1/336)


.. وَلَو لم تكن كالبدر نورا ورفعة ... لما كنت عزا بالسحاب ملثما
وَمَا ذَاك إِلَّا للنوال عَلامَة ... كَذَا الْقطر مهما لثم الْأُفق أتهما ...

فأعجبه هَذَا وَأمر لَهُ بكسوة وَعشرَة دَنَانِير فهرب حبلاص حِين حصل ذَلِك فِي يَده من يَوْمه فَقيل لَهُ بعد ذَلِك لم فَرَرْت بالكسوة وَالذَّهَب وَمَا ذَاك إِلَّا دَلِيل الْخَيْر ومبشر بِمَا بعده فَقَالَ وَالله مَا رَأَيْت قطّ فِي يَدي دِينَارا وَاحِدًا وَمَا حسبت أَن فِي الدُّنْيَا من يُعْطي هَذَا الْعدَد فَلَمَّا حصل فِي يَدي ظَنَنْت أَنه سَكرَان أَو مَجْنُون فبادرت الْهَرَب خوفًا من أَن يَبْدُو لَهُ فِيهَا

(1/337)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الثَّالِث
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب الكورة الرندية
وَهُوَ = كتاب رونق الجده فِي حلى حصن أنده
من حصون رنده
243 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن عمر الأندي
قَرَأَ معي على أبي عَليّ الشلوبيني إِمَام نحاة الْمغرب وشاهدت مِنْهُ ذكاء مفرطاً وَإِن طَال بِهِ الأمد فسيستولي على المدى وَتركته قد رَجَعَ من إشبيلية إِلَى بَلَده وَمِمَّا يسْتَدلّ بِهِ على طبقته قَوْله ... لَا تذكرن مَا غَابَ عني من ثَنَا ... أطنبت فِيهِ فَلَيْسَ ذَلِك يجهل
فَمَتَى حضرت بِمَجْلِس وَجرى بِهِ ... خبري فَإِن الذّكر فِيهِ يجمل ...

(1/338)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الْحَادِي عشر
من الْكتب الني يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة الإشبيلية
وَهُوَ = كتاب نيل الْقبْلَة فِي حلى كورة لبله
الحالي مِنْهَا قَاعِدَة لبله
الْبسَاط
من = كتاب الرَّازِيّ جَامِعَة لكل وَجه من الْفَوَائِد محبوة بصنوف الْخيرَات لم يبعد عَنْهَا شَيْء من الْمرَافِق جمعت الْبر وَالْبَحْر وَالزَّرْع والضرع والنحل والنتاج وأجناس الثِّمَار وَكَثْرَة الزَّيْتُون وَالْأَعْنَاب وأرضها يجود فِيهَا العصفر وَيُوجد فِي بحرها القندس وفيهَا عين تنبعث بالشب وَعين تتدفق بالزاج
الْعِصَابَة
ثار فِيهَا فِي مُدَّة الملثمين البطروجي وقاسى مَعَه ابْن غانية شدَّة عَظِيمَة وَلم يقدر عَلَيْهِ وثار بهَا فِي مُدَّة ابْن هود شُعَيْب وحاصره بهَا فَنزل على الْأمان بعد مُدَّة طَوِيلَة وأغرى عَلَيْهِ من قَتله

(1/339)


السلك
من = كتاب الْيَاقُوت فِي حلى ذَوي الْبيُوت
بَيت بني الْجد
بَيت جليل وهم فهريون سكنوا لبلة وسادوا أَيْضا بإشبيلية