المغرب في حلى المغرب
المنصة
من = كتاب الرَّازِيّ إِحْدَى الْقَوَاعِد الَّتِي بنتهَا مُلُوك
الْعَجم للقرار وفيهَا من إِظْهَار الْقُدْرَة المَاء المجتلب المحجوب
عَلَيْهِ بأبنية أعجزت الصانعين صنعتها ويحكى أَنه كَانَ فِي كنسيتها
ححر يضيء الْموضع من نوره فَأَخَذته الْعَرَب أول دُخُولهَا
التَّاج
قد اتخذها سلاطين الأندلس قبل الْإِسْلَام سريراً لسلطنة الأندلس
وَكَانَت فِي دولة بني أُميَّة يَليهَا عُظَمَاء بَيتهمْ وَكَثِيرًا
مَا تخَالف عَلَيْهِم ثمَّ صَار الْكُرْسِيّ بطليوس وَهِي الان
لِلنَّصَارَى
(1/361)
السلك
255 - أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أصبغ بن وانسوس
أَصله من البربر ولآبائه رئاسة فِي مَدِينَة ماردة وساد هُوَ فِي
حَضْرَة قرطبة وَصَارَ وزيراً وَجل قدره وَله نثر مُتَأَخّر الطَّبَقَة
ونظم مِنْهُ قَوْله ... كَيفَ لي أَن اعيش دُونك يَا بدر ... الدياجي
وَأَنت مني بعيد
إِن يَوْمًا أَرَاك فِيهِ ليَوْم ... فِي حسابي مدى الزَّمَان سعيد
ومرادي أَلا أَرَاك تداني ... غير وَصلي وَذَاكَ مَا لَا تُرِيدُ ...
وَقَوله ... الْحبّ علم مقلتي أَن تسهرا ... وَقضي عَليّ بِأَن أذلّ
وأصبرا
يَا مشبه القمرين مَالك معرضًا ... عني وَإِنِّي لَا أَزَال محيرا ...
(1/362)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
إِمَّا بعد حمد الله الصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الثَّانِي
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا المملكة البطليوسية
وَهُوَ كتاب نزع الْقوس فِي حلى مَدِينَة بطليوس
المنصة
من = كتاب الرَّازِيّ مَدِينَة عَظِيمَة كَثِيرَة الحذق جَامِعَة
لِلْخلقِ أرْضهَا كَرِيمَة وَهِي على نهر أنة
وَمن المسهب حَاضِرَة بِلَاد الْجوف الَّتِي تمصرت فِيهَا وتأهلت
بتوارث المملكة الأفطسية على جَمِيع مَا يَليهَا قد خطت فِي بسيط من
الأَرْض مخضر الأبراد منفسح المُرَاد وأوفت على النَّهر الْأَعْظَم
الْمَعْرُوف بنهر أنة وَلَيْسَ الْآن فِي بِلَاد الْجوف قَاعِدَة أعظم
مِنْهَا وَبنى فِيهَا المتَوَكل بن الْأَفْطَس المباني الطّيبَة
والمصانع الجليلة وفيهَا يَقُول ابْن الفلاس ... بطليوس لَا أنساك مَا
اتَّصل الْبعد ... فَللَّه غور من جنابك أَو نهد
وَللَّه دوحات يحفك بَينهَا ... تفجر واديها كَمَا شقق الْبرد ...
التَّاج
ذكر ابْن حَيَّان أَن الَّذِي أحدث هَذِه الْمَدِينَة وَكَانَ أول بَان
لَهَا
(1/363)
عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان الْمَعْرُوف
بالجليقي وَكَانَ ابْتِدَاء خِلَافه على سلاطين بني مَرْوَان سنة
إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وتوارثها وَلَده
وَصَارَت فِي مُدَّة مُلُوك الطوائف بعد انْقِرَاض دولة بني أُميَّة من
الأندلس إِلَى بني الْأَفْطَس وأولهم
الْمَنْصُور عبد الله الْأَفْطَس بن سَلمَة ثمَّ ورثهَا عَنهُ ابْن
المظفر أَبُو بكر مُحَمَّد وَكَانَ قريع المعتضد بن عباد ومحاربه
وَهُوَ الَّذِي صنف كتاب المظفري فِي الْأَدَب والتاريخ نَحْو مائَة
مُجَلد وورثها بعده ابْنه
256 - المتَوَكل عمر بن المظفر
من المسهب كَانَ المتَوَكل فِي حَضْرَة بطليوس كالمعتمد بن عباد فِي
حَضْرَة إشبيلية فكم احييت الأمال بحضرتها وشدت الرّحال إِلَى ساحتهما
وَمن القلائد ملك جند الْكَتَائِب والجنود وَعقد الألوية والبنود وَأمر
الايام فائتمرت وطافت بكعبته الامال واعتمرت إِلَى بسن وفصاحة ورحب
جناب للوافدين وساحة نظم شعر يزرى بالدر النظيم وَنشر تسرى رقته سرى
النسيم وَأَيَّام كَأَنَّهَا من حسنها جمع وليال كَانَ فِيهَا على
الْأنس حُضُور ومجتمع وَآل أمره إِلَى أَن حصره الملثمون وقتلوه مَعَ
ولديه الْفضل وَالْعَبَّاس وعنوان طبقته فِي النّظم قَوْله يَسْتَدْعِي
الْوَزير أَبَا غَانِم لمنادمته
(1/364)
.. انهض أَبَا غَانِم إِلَيْنَا ... واسقط سُقُوط الندى علينا
فَنحْن عقد من غير وسطى ... مَا لم تكن حَاضرا لدينا ...
وعنوانه نثره قَوْله لوَلَده الْعَبَّاس
قبولي لتنصلك من ذنوبك مُوجب لجراءتك عَليّ وعودتك إِلَيْهَا واتصل مَا
كَانَ من خُرُوج فلَان عَنْك وَلم تثبت فِي أمره وَلَا تحققت صَحِيح
خَبره حِين فر عَن أَهله ووطنه والعجلة من النُّقْصَان وَلَيْسَ يحمد
قبل النضج بحران وَهَذَا الَّذِي اوجبه اعجابك بِأَمْرك وانفرادك
بِرَأْيِك وَمَتى مالم ترجع عَمَّا عودت بِهِ نَفسك فَأَنا وَالله
أُرِيح نَفسِي من شغبك السلك
من = كتاب تلقيح الآراء فِي حلى الْكتاب والوزراء
257 - ذُو الوزارتين أَبُو الْوَلِيد بن الْحَضْرَمِيّ
استوزره المتَوَكل بن الْأَفْطَس ملك بطليوس فداخله عجب وتيه وتجبر
مفرط كرهه من أَجله أَصْحَاب الدولة فَعَزله المتَوَكل
وَمن شعره قَوْله ... كَيفَ لَا أعشق الملاح إِذا مَا ... كَانَ عشق
الملاح يحيى السرورا
واحث الكؤوس بَين الْبَسَاتِين ... وَادعوا هُنَاكَ بِمَا وزيرا ...
(1/365)
258 - ذُو الوزارتين أَبُو عبد الله
مُحَمَّد بن أَيمن
هُوَ مَذْكُور فِي الذَّخِيرَة استوزره المتَوَكل من نثره مَا تحول
إِلَّا إِلَى أعمالك وَلَا انْتقل إِلَّا من يَمِينك إِلَى شمالك
وَعِنْده تذكر لحسن معاهدة وَطيب مُشَاهدَة وَلَا يزَال يشْكر سوالف
نعمك وينشر مطاوي منازعك الجميلة وهممك
258 - م ابْنه أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن أَيمن
من السمط لَهُ وَهُوَ عنوان طبقته ... وَلَيْلَة خضت فِيهَا لجة
الظُّلم ... وَقد جعلت حسامي مَوضِع الْقَلَم
إِلَى الَّتِي فتكت فِي الْقلب مقلتها ... حَتَّى فَشَا سقمي من طرفها
السقيم
لما حللت بهَا قَالَت وَقد وجلت ... أما اتَّقَيْت أسود الغاب والأجم
فَقلت أَهلا بِمَا يجْرِي الْقَضَاء بِهِ ... لم أشر وصلك حَتَّى بِعْت
فِيهِ دمي
فَبت شربي ونقلي طول ليلتنا ... عض الثدي ورشف الأشنب الشبم
فيا لَهَا لَيْلَة مَا كَانَ أطيبها ... نَامَتْ عُيُون العدا فِيهَا
وَلم أنم ...
(1/366)
وَمن كتاب أردية الشَّبَاب فِي حلى الْكتاب
259 - 260 261 بَنو القبطورنة أَبُو بكر عبد الْعَزِيز وَأَبُو
مُحَمَّد طَلْحَة وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد
من القلائد هم للمجد كالاثافي وَمن مِنْهُم إِلَّا موفور القوادم
والخوافي إِن ظَهَرُوا زهروا وَإِن تجمعُوا تضوعوا وَإِن نطقوا صدقُوا
ماوهم صفو وَكلهمْ كفو
وَذكر أَنهم باتوا لَيْلَة على رَاحَة فَلَمَّا هم رِدَاء الْفجْر أَن
يندى وجبين الصُّبْح أَن يتبدى قَامَ أَبُو مُحَمَّد فَقَالَ ... يَا
شقيقي أَتَى الصَّباح بِوَجْه ... ستر اللَّيْل نوره وبهاؤه
فأصطبح واغتنم مَسَرَّة يَوْم ... لَيْسَ تَدْرِي بِمَا يَجِيء مساؤه
...
ثمَّ اسْتَيْقَظَ أَخُوهُ أَبُو بكر وَقَالَ ... يَا أخي قُم تَرَ
النسيم عليلاً ... باكر الرَّوْض والمدام الشمولا
لَا تنم واغتنم مَسَرَّة يَوْم ... إِن تَحت التُّرَاب نوماً طَويلا
...
(1/367)
ثمَّ استقيظ أخوهما أَبُو الْحسن فَقَالَ
... يَا صَاحِبي ذرا لومي ومعتبتي ... قُم نصطبح خمرة من خير مَا ذخروا
وبادرا غَفلَة الْأَيَّام واغتنما ... فاليوم خمر ويبدو فِي غَد خبر
...
وَمن محَاسِن أبي بكر قَوْله ... دعَاك خَلِيلك وَالْيَوْم طل ...
وعارض وَجه الثرى قد بقل
لقدرين فاحا وشمامة ... وإبريق رَاح وَنعم الْمحل
وَلَو شَاءَ زَاد وَلكنه ... يلام الصّديق إِذا مَا احتفل ...
وَقَوله ... هَلُمَّ إِلَى روضنا يَا زهر ... ولح فِي سَمَاء الْعلَا
يَا قمر
إِذا لم تكن عندنَا حَاضرا ... فَمَا لعيون الْأَمَانِي ممر
وَقعت من الْقلب وَقع المنى ... وَحسنت فِي الْعين حسن الْحور ...
وَلأبي الْحسن ... ذكرت سليمي وحر الوغى ... كجسمي سَاعَة فارقتها
وأبصرت بَين القنا قدها ... وَقد ملن نحوي فعانقتها ...
(1/368)
وَمن = كتاب نُجُوم أَسمَاء فِي حلى
الْعلمَاء
262 - الاديب الاعلم أَبُو اسحق إِبْرَاهِيم البطليوسي
قَرَأت عَلَيْهِ بإشبيلية وَلم أر فِي أَشْيَاخ الأدباء أصعب خلقا
مِنْهُ وَمِمَّا يدلك على ذَلِك قَوْله فِي إشبيلية جنَّة الدُّنْيَا
... يَا حمص لَا زلت دَارا ... لكل بؤس وساحه
مَا فِيك مَوضِع رَاحَة ... إِلَّا وَمَا فِيهِ راحه ...
263 - الأديب أَبُو الْأَصْبَغ القلمندر
وَصفه الحجاري بمعاقرة المدام وملازمة الندام وَأنْشد لَهُ قَوْله ...
جرت مني الْخمر مجْرى دمي ... فجل حَياتِي من سكرها
وَمهما دجت ظلمات الهموم ... فتمزيقها بسنا بدرها ...
وَكَانَ يَقُول أَنا أولى النَّاس بألا يتْرك الْخمر لأنني طَبِيب
أحبها عَن علم بِمِقْدَار مَنْفَعَتهَا وَأمر المظفر بن الْأَفْطَس
بِقطع لِسَانه لِكَثْرَة أذيته
(1/369)
وَمن كتاب مصابيح الظلام
264 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْبَين البطليوسي
من الذَّخِيرَة أَنه كَانَ مشغوفاً بطريقة ابْن هَانِئ الأندلسي
كَقَوْلِه ... غصبوا الصَّباح فقسموه خدوداً ... واستوهبوا قضب
الْأَرَاك قدودا
وَرَأَوا حَصى الْيَاقُوت دون محلهم ... فاستبدلوا مِنْهُ النُّجُوم
عقودا
واستودعوا حدق ألمها أجفانهم ... فَسبوا بِهن ضراغماً وأسودا
لم يكف أَن سلبوا الأسنة والظبي ... حَتَّى استعانوا أعيناً ونهوداً
وتضافروا بضفائر أبدوا لنا ... ضوء النَّهَار بليلها معقودا ...
وَهُوَ من شعراء المَاء الْخَامِسَة
الاهداب
من موشحات الْكُمَيْت ... سوى طيف الخيال ... من أم جُنْدُب ...
(1/370)
.. لتجديد الْوِصَال ... والعهد الأول
فطال مَا منعت ... طيف خيالها
وَعز مَا حرمت ... عطف وصالها
حَتَّى إِذا خطرت ... يَوْمًا ببالها
هبت ريح الشمَال ... من نشر طيب
بالمسك والغوالي ... وَنشر منْدَل
بَقِيتُمْ لَا عدمتم ... يَا أهل مسلمه
وليتم فأوليتم ... نعمي ومكرمه
وَمن هَذَا لبستم ... ثيابًا معلمه
من الطّراز العالي ... من نسج يعرب
فِيهَا طرز الْمَعَالِي ... بِأَعْلَى منزل ...
(1/371)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الثَّالِث
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة البطليوسية
وَهُوَ = كتاب المغردين فِي حلى حصن مدلين
من حصون بطليوس مِنْهُ
265 - الْوَزير الْكَاتِب أَبُو زيد بن عبد الرَّحْمَن بن مَوْلُود
من المسهب بَنو مَوْلُود أَعْيَان مدلين ونجب مِنْهُم أَبُو زيد وَعلا
إِلَى دَرَجَات الوزراء وَالْكتاب عِنْد المتَوَكل بن الْأَفْطَس وَمن
شعره قَوْله ... أَرِنِي يَوْمًا من الدَّهْر ... على وفْق الْأَمَانِي
ثمَّ دَعْنِي بعد هَذَا ... كَيْفَمَا شِئْت تراني ...
(1/372)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الرَّابِع
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة البطليوسية
وَهُوَ = كتاب الْجنَّة فِي حلى حصن قلنة
من الْحُصُون البطليوسية وَهُوَ الْآن لِلنَّصَارَى مِنْهُ
266 - الْكَاتِب أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن سعيد ابْن مَسْعُود
الْأنْصَارِيّ
من علية الْكتاب وَذَوي الجاه الطَّوِيل العريض فيهم اشْتهر وَجل قدره
بِالْكِتَابَةِ عَن أبي الْعَلَاء بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن سُلْطَان
إفريقية وَمن شعره قَوْله ... تكلفني بعض الَّذِي لَو طلبته ... لديك
لما أبصرتني آخر الدَّهْر
فَكُن منصفاً أَولا فَدَعْنِي جانباً ... فَلَيْسَ لطبع المَاء مكث
مَعَ الْجَمْر
عَلَيْك سَلام بعد يأس وحسرة ... وماذا الَّذِي يبْقى الرَّجَاء مَعَ
الْخَبَر ...
(1/373)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الْخَامِس
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهِمَا كتاب المملكة البطليوسية
وَهُوَ = كتاب الرَّوْضَة المزهرة فِي حلى مَدِينَة يابرة
الْبسَاط
مَدِينَة يابرة من المدن الْمَشْهُورَة فِي المملكة البطليوسية
وَكَثِيرًا مَا يذكرهَا ابْن عبدون فِي شعره
الْعِصَابَة
كَانَ المظفر بن الْأَفْطَس قد حصن بهَا ابْنه الْمَنْصُور وَكَذَلِكَ
وَليهَا المتَوَكل أَيْضا وَابْن المتَوَكل وَهِي الْآن لِلنَّصَارَى
السلك
267 - أَبُو مُحَمَّد بن عبدون اليابري
من القلائد منتمي الْبَيَان المطاول لسحبان والمقارع لصعصعة
(1/374)
ابْن صوحان الَّذِي أطلع الْكَلَام زاهراً
وَنزع فِيهِ منزعاً باهراً نخبة الْعَلَاء وَبَقِيَّة أهل الْإِمْلَاء
الشامخ الرُّتْبَة العالي الهضبة فاق الْأَفْرَاد والأفذاذ وَمَشى فِي
طرق الإبداع الوخد والإغذاذ الْغَرَض مِمَّا أوردهُ من نظمه قَوْله ...
سَقَاهَا الْحَيَاة من مغان فساح ... فكم لي بهَا من معَان فصاح
حلى أكاليل تِلْكَ الرِّبَا ... ووشي معاطف تِلْكَ البطاح
فَمَا أنس لَا أنس عهدي بهَا ... وَجرى فِيهَا ذيول المراح
ونومي على حبرات الرياض ... يجاذب بردي مر الرِّيَاح
بِحَيْثُ لم أعْط النهى طَاعَة ... وَلم أصغ فِيهَا إِلَى لحي لَاحَ
وليل كرجعة طرف الْمُرِيب ... لم أدر لَهُ شفقا من صباح ...
وَقَوله ... أَقُول لصاحبي قُم لَا لأمر ... تنبه إِن شَأْنك غير شاني
لَعَلَّ الصُّبْح قد ولى وَقَامَت ... على اللَّيْل النوائح
بِالْأَذَانِ ...
وَقَوله وَلم انس ليلتنا والعناق ... قد مزج الْكل منا بِكُل
إِلَى أَن تقوس ظهر الظلام ... واشمط عَارضه واكنهل
وَمَسّ رِدَاء رَقِيق النسيم ... فِي عاتق اللَّيْل بعض البلل ...
وَقَوله ... هَل تذكر الْعَهْد الَّذِي لم أنسه ... ومودتي ممزوجة
بصفاء
ومبيتنا فِي نهر حمص والدجى ... قد حل عقد حباه بالصهباء
ودموع طل اللَّيْل تخلق أعينا ... ترنوا إِلَيْنَا من عُيُون المَاء
...
(1/375)
وَالْقَصِيدَة الجليلة الَّتِي لَهَا فِي
رثاء المتَوَكل بن الْأَفْطَس وولديه ... مَا لليالي اقال الله عثرتنا
... من اللَّيَالِي وخانتها يَد الْغَيْر
تسر بالشَّيْء لَكِن كي تضر بِهِ ... كالأيم ثار إِلَى الْجَانِي من
الزهر
كم دولة وليت بالنصر خدمتها ... لم تبْق مِنْهَا وسل ذكراك من خبر ...
ثمَّ أَخذ يقص دوَل الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام إِلَى أَن قَالَ ...
وليتها إِذْ فدت عمرا بخارجة ... فدت عليا بِمَا شَاءَت من الْبشر ...
وَمِنْهَا ... وأوثقت فِي عراها كل مُعْتَمد ... وأشرقت بقذاها كل
مقتدر
وروعت كل مَأْمُون ومؤتمن ... وَأسْلمت كل مَنْصُور ومنتصر
بني المظفر وَالْأَيَّام لَا نزلت ... مراحلاً والورى مِنْهَا على سفر
سحقاً ليومكم يَوْمًا ولاحملت ... بِمثلِهِ لَيْلَة فِي سالف الْعَصْر
من للأسرة أَو من للأعنة أَو ... من للأسنة يهديها إِلَى الثغر
من للبراء أَو من لليراعة أَو ... من للسماحة أَو للنفع وَالضَّرَر
وَيْح السماح وويح النَّاس لَو سلما ... واحسرة الدّين وَالدُّنْيَا
على عمر
سقى ثرى الْفضل وَالْعَبَّاس هامية ... تعزى إِلَيْهِم سماحاً لَا
إِلَى الْمَطَر
ثَلَاثَة مَا رأى السعدان مثلهم ... تجهزوا فَغَدوْا فِي اللَّحْد
والغير
ثَلَاثَة مَا رقى النسران حَيْثُ رقوا ... وكل مَا طَار من نسر وَلم
يطر
وَمر من كل شَيْء فِيهِ أطيبه ... حَتَّى التَّمَتُّع بالآصال
وَالْبكْر
على الْفَضَائِل إِلَّا الصَّبْر بعدهمْ ... سَلام مرتقب لِلْأجرِ
منتظر ...
(1/376)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد زآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب السَّادِس
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة البطليوسية
وَهُوَ = كتاب وشي الْحلَّة فِي حلى مَدِينَة ترجلة
من مدن الْجوف الْمَشْهُورَة وَهِي الْآن لِلنَّصَارَى ينْسب إِلَيْهَا |