المغرب في حلى المغرب
268 - أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن الْبِنْت
الترجلي
من المسهب أَنه كَانَ فِي جملَة شعراء المظفر بن الْأَفْطَس ملك بطليوس
وَله فِيهِ من قصيدة قَوْله ... فتح تبسمت المنى عَن ثغره ... والدهر
يبصر وَاضحا عَن بشره
لما دجا ليل القتام بدا لنا ... مِنْهُ كَمَا انْسَلَخَ الدجى عَن فجره
...
وَمن شعره قَوْله ... سقنيها على النواقيس خمرًا ... جمعت للعيان مَاء
وجمرا
من يكن مُنْكرا لسحر فَإِنِّي ... قد أرتني على الْحَقِيقَة سحرًا
وَلكم قد شربتها جنح ليل ... فأرتني من الزجاجة فجرا ...
(1/377)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله والصلة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا
الْكتاب السَّابِع
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة البطليوسية
وَهُوَ = كتاب حسن الغانية فِي حلى حصن جلمانيه
مِنْهَا
269 - أَبُو زَكَرِيَّا مُحَمَّد بن زكي الجلماني
من المسهب كَانَ سكناهُ بأشبونة وَهُوَ من جلمانية وَكَانَ شَاعِرًا
متجولاً على الأقطار مستجدياً بالأشعار لَهُ من قصيدة فِي الْمَأْمُون
بن ذِي النُّون ... خبرت مُلُوك الأَرْض شرقاً ومغرباً ... فَلم أر
كالمأمون فِي الشرق والغرب
مقَالَة معضود اللِّسَان بِقَلْبِه ... وَلَا خير فِي قَول يكون بِلَا
قلب ...
وَقَوله ... إِذا خجل الْورْد فَاشْرَبْ عَلَيْهِ ... وَإِن نظرت أعين
النرجس
وَلَا تستمع من نصيح فَمَا ... قوام الْحَيَاة سوى الأكؤس ...
(1/378)
= كتاب الخلب فِي حلى مملكة شلب
(1/379)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الرَّابِع
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب غرب الأندلس
وَهُوَ = كتاب الخلب فِي حلى مملكة شلب
مملكة تجاور مملكة إشبيلية وَهِي فِي غربها وشمالها وَيخرج فِي سواحلها
العنبر من الْبَحْر الْمُحِيط وينقسم كتابها على كتاب الشّرْب فِي حلى
مَدِينَة شلب كتاب حلَّة الطاووس فِي قَرْيَة شنبوس كتاب الرَّوْضَة
المرتادة فِي حلى قَرْيَة رماده كتاب اللَّيَالِي الْقَمَر بِهِ فِي
حلى مَدِينَة شنتمرية كتاب حلى الْعليا فِي حلى مَدِينَة الْعليا كتاب
الْكَوَاكِب المطلة فِي حلى مَدِينَة قسطلة
(1/380)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد فَهَذَا الْكتاب
الأول
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة الشلبية
وَهُوَ كتاب الشّرْب فِي حلى مَدِينَة شلب
هِيَ عروس
المنصة
من كتاب الرَّازِيّ مبناها على نهر يمد من الْبَحْر الْمُحِيط وَبَين
شلب وقرطبة للراكب تِسْعَة أَيَّام قَالَ ابْن سعيد هِيَ مَدِينَة
مستحسنة مَشْهُورَة بالأدباء وفيهَا نَشأ الْمُعْتَمد بن عباد وفيهَا
قصر الشراجيب الَّذِي قَالَ ابْن عمار فِيهِ ... وَسلم على قصر
الشراجيب عَن فَتى ... لَهُ أبدا شوق إِلَى ذَلِك الْقصر ...
التَّاج
قد تقدم أَن الْمُعْتَمد بن عباد نَشأ فِيهَا وولاه أَبوهُ المعتضد
مملكتها وَلما اسْتَقل الْمُعْتَمد بإشبيلية ولى على شلب ابْنه المعتد
وولاتها الْآن من إشبيلية
(1/381)
السلك
من = كتاب الْيَاقُوت فِي حلى ذَوي الْبيُوت
270 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن وَزِير
بَنو وَزِير أَعْيَان شلب وساد أَبُو بكر وَصَارَ بإشبيلية من قواد الا
عَنهُ الْمَذْكُورين وَله من شعر يُخَاطب بِهِ الْمَنْصُور من بني عبد
الْمُؤمن ... وَلما تلاقينا جرى الطعْن بَيْننَا ... فمنا وَمِنْهُم
قَائِم وحصيد
فَلَا صدر إِلَّا فِيهِ صدر مثقف ... وحول الوريد للحسام وُرُود
صَبرنَا وَلَا كَهْف سوى الْبيض والقنا ... كِلَانَا على حر الجلاد
جليد
وَلَكِن شدونا شدَّة فتبلدوا ... وَمن يتبلد لَا يزَال يحيد ...
271 - ابْنه أَبُو مُحَمَّد بن وَزِير
سَاد فِي دولة بني عبد الْمُؤمن وَهُوَ الْقَائِل وَقد ولى ابْن غمر
أَشْرَاف إشبيلية ... لَا تيأسن من الْخلَافَة بَعْدَمَا ... ولى ابْن
غمر خطة الْأَشْرَاف
تَبًّا لدهر هَذِه أَفعاله ... يضع النوافج فِي يَدي كناف ...
وَقَتله ابْن هود
(1/382)
272 - أَبُو الْوَلِيد بن أبي حبيب
بَنو أبي حبيب من أَعْيَان شلب
من السمط نُكْتَة الزَّمَان ونخبة الْأَعْيَان الَّذِي ملك الحيا عنانه
وأبدت الْحِكْمَة لِسَانه وَذكر أَنه عاشره بشلب وَأنْشد من شعره
قَوْله فِي جَوَاب رِسَالَة ... أَهلا بزائرة أرانا حسنها ... وَجه
المسرة وَالْوَفَاء صقيلا
لبست من الإبداع أحسن حلَّة ... وغدت تجر من الْوَفَاء ذيولا
مَا زلت ألحظها بِعَين مهابة ... وأمد كفي نَحْوهَا تبجيلا
وأقوم إجلالاً لَهَا لما دعت ... مني الْقبُول وزدتها تقبيلا ...
وَأَطْنَبَ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ
273 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْملح
من القلائد حل كنف الْعلم والعليا وَأخذ بطريقي الدّين وَالدُّنْيَا
وَأنْشد لَهُ قَوْله ... وَالرَّوْض يبْعَث بالنسيم كَأَنَّمَا ...
أهداه يضْرب لاصطباحك موعدا
سَكرَان من مَاء النَّعيم فَكلما ... غناهُ طَائِره وأطرب رددا
يأوي إِلَى زهر كَأَن عيونه ... رقباء تقعد للأحبة مرْصدًا
زهر يبوح بِهِ اخضرار بنانه ... كالزهر أسرجها الظلام واوقدا ...
(1/383)
وَقَوله ... حسب الْقَوْم أنني عَنْك سالي
... أَنْت تَدْرِي قضيتي مَا أُبَالِي
قمري أَنْت كل يَوْم وبدري ... فَمَتَى كنت قبل هَذَا هلالي ...
وَأنْشد لَهُ صَاحب الذَّخِيرَة وَقد حضر مَعَ المعتضد بن عباد على
رَاحَة ... كَأَنِّي سراجي شربنا فِي التظائه ... وأنبوب مَاء الْحَوْض
فِي سيلانه
كريم تولى كبره من كليهمَا ... لئميان فِي إِنْفَاقه يعذلانه ...
274 - أبنه أَبُو الْقَاسِم أَحْمد
نَشأ على عفة وطهارة وزهد فَكَانَ أَبوهُ يلومه على إفراطه فِي الزّهْد
والاقتصار على كتب المتصوفين ويحضه على الْأَدَب إِلَى أَن اشْتهر فِي
الانخلاع وفر إِلَى إشبيلية وَتزَوج هُنَالك عاهراً ترقص فِي الأعراس
فَكتب لَهُ أَبوهُ شعرًا أَوله ... يَا سخنة الْعين يَا بنيا ... ليتك
مَا كنت لي بنيا ...
فَأَجَابَهُ ... أوجفت خيل العتاب نحوي ... وَقبل زينتها إليا
وَقلت هَذَا قصير عمر ... فاربح من الدَّهْر مَا تهيا
قد كنت أَرْجُو المتاب مِمَّا ... فتنت جهلا بِهِ وغيا
لَوْلَا ثَلَاث شُيُوخ سوء ... أَنْت وإبليس والحميا ...
(1/384)
وَمن = كتاب أردية الشَّبَاب فِي حلى
الْكتاب 275 أَبُو الْوَلِيد حسان بن المصِّيصِي
من الذَّخِيرَة كَانَ هُوَ وَابْن عمار وَابْن الْملح فِي شلب اترابا
متمازجين فَلَمَّا سَمِعت الْحَال بِابْن عمار أنف ابْن الْملح من
خدمته ورضيها ابْن المصِّيصِي فقربه من الْمُعْتَمد بن عباد واستكتبه
الْمَأْمُون بن الْمُعْتَمد لما ولاه أَبوهُ مملكة قرطبة وعنوان طبقته
فِي النّظم قَوْله من قصيدة فِي الْمُعْتَمد بن عباد ... من استطال
بِغَيْر السَّيْف لم يطلّ ... وَلم يخب من نجاح سَائل الأسل
أعدتك صحبتك الأرماح شيمتها ... فانفذ نُفُوذ القنا فِي الْأَمر واعتدل
وَإِن أتتك أُمُور لم تعد لَهَا ... فانهض بِرَأْيِك بَين الريث والعجل
اقدم على حذر وارغب على زهد ... وَاغْلُظْ على رقة واسفر على خجل
جر الذيول وَلَكِن من جحافله ... على القتاد وَلَكِن من شبا الأسل ...
وَمن كتاب نُجُوم السَّمَاء فِي حلى الْعلمَاء
276 - أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن السَّيِّد
أحد من تَفْخَر بِهِ جَزِيرَة الأندلس من عُلَمَاء الْعَرَبيَّة وَهُوَ
من شلب
(1/385)
ولازم مَدِينَة بطليوسى وَله شرح كتاب
الْجمل وتصانيف فِي النَّحْو وَمن شعره قَوْله ... إِذا سَأَلُونِي عَن
حالتي ... وحاولت عذرا فَلم يُمكن
اقول بِخَير ولكننه ... كَلَام يَدُور على الألسن
وَرَبك يعلم مَا فِي الصُّدُور ... وَيعلم خَائِنَة الْأَعْين ...
وَقَوله ... خليلي ماللريح اضحى نسيمها ... يذكرنِي مَا قد مضى ونسيت
أبعد نَذِير الشيب إِذْ حل عارضي ... صبوت بأحداق المها وسبيت
تلاحظني العينان مِنْهَا برحمة ... فأحيا ويقسو قَلبهَا فأموت
فيا قمراً أغرى بِي النَّقْص واكتسى ... كمالا ورافى سعده وشقيت ...
وَمن = كتاب مصابيح الظلام فِي حلى الناظمين لدر الْكَلَام
277 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن الرّوح
من شعراء اللثام الْمَذْكُورين وَمِمَّنْ تضمنه كتاب السمط وعنوان
طبقته فِي الشّعْر قَوْله من قصيدة ... مَا للزمان على محاربي يَد ...
عرضي أَشد من الخطوب وأنجد
من كَانَ يحذر من غَدا فَأَنا الَّذِي ... من بعد هَذَا الْيَوْم
يحذرني غَد
يَا لَيْت قومِي يعلمُونَ بأنني ... فِي حَيْثُ سوق الشّعْر لَيست تكسد
وَرَأَيْت كَيفَ هززت أجنية المنى ... لما رَأَيْت غصونها تتأود ...
(1/386)
278 - أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم
بن منخل الشلبي
ذكره صَفْوَان فِي كتاب زَاد الْمُسَافِر وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن
الملاح من بَلَده مباعدة وَنَشَأ ابناهما على ذَلِك فعتب ابْن المنخل
وَلَده على شَتمه ولد ابْن الملاح فأنشده هجاء فِيهِ لولد ابْن الملاح
وَكَانَا على وَاد تنق ضفادعه فَقَالَ أَبُو بكر احز
تنق ضفادع الْوَادي
فَقَالَ ابْنه بِصَوْت غير مُعْتَاد
فَقَالَ أَبُو بكر كَأَن ضجيج معولها
فَقَالَ ابْنه الملاح فِي النادي
الاهداب
موشحة لِابْنِ أبي حبيب ... عَسى لديك يَا ربة الْقلب ... وَزَاد لراحل
فودعي فديتك هيمانا
لَا يَسْتَطِيع دُونك سلوانا
إِذا تذكر الْبَين أَو بانا
بكلى وحن إِلَى شلب ... حنين ثاكل ...
(1/387)
وَمِنْهَا ... مَا هيج الغليل على الصب ...
غير الغلائل ...
وَمِنْهَا ... فدلنا على الصُّبْح فِي الْحجب ... برد الخلاخل ...
(1/388)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا = الْكتاب الثَّانِي
من كتب
المملكة الشلبية
وَهُوَ = كتاب حلَّة الطاووس فِي حلَّة قَرْيَة شنبوس
من أحسن الْقرى وأصغرها مِنْهَا
279 - ذُو الوزارتين أَبُو بكر مُحَمَّد بن عمار
من القلائد مقذف حصا القريض وجماره ومطلع شمسه وأقماره الَّذِي بعث
الْإِحْسَان عرفا عطراً ونفساً وأثبته فِي شفَاه الْأَيَّام لعسا
وتلخيص أمره من القلائد الذَّخِيرَة والمسهب أَنه من هَذِه الْقرْيَة
الخاملة تأدب بشلب وَصَحب الْمُعْتَمد بن عباد من الصِّبَا وَنَهَاهُ
المعتضد أَبوهُ عَن صحبته ثمَّ خَوفه ففر ابْن عمار إِلَى سر قسطه ثمَّ
لما اسْتَقل الْمُعْتَمد بعد أَبِيه جَاءَهُ ابْن عمار مذكراً بمودته
فَتَلقاهُ بأعظم قبُول وَصَارَ عِنْده كجعفر عِنْد الرشيد إِلَى أَن
دَاخل ابْن عمار الْعجب وسمت بِهِ نَفسه إِلَى مجاذبة رِدَاء الْملك
فَوَثَبَ على مرسية لما أَخذهَا لِابْنِ عباد وَانْفَرَدَ فِيهَا
(1/389)
بِنَفسِهِ وهجا ابْن عباد وزوجه الرميكية
واشتهر من ذَلِك قَوْله من القصيدة الطائرة ... أَلا حى بالغرب حَيا
حَلَال ... أناخوا جمالاً وحازوا جمالا ...
وَمِنْهَا
فيا عَامر الْخَيل يَا زيدها ... منعت الْقرى وابحث العيالا ...
وأفحش غَايَة الْفُحْش وَلم يفكر فِي العواقب ثمَّ إِنَّه خرج من مرسية
لإِصْلَاح بعض الْحُصُون فثار عَلَيْهِ فِي مرسية لإِصْلَاح بعض
الْحُصُون فثار عَلَيْهِ فِي مرسية ابْن رَشِيق وأغلق أَبْوَابهَا فِي
وَجهه فَعدل إِلَى المؤتمن بن هود ورغبه فِي أَن يُوَجه مَعَه جَيْشًا
لياخذ لَهُ شقورة من يَد عتاد الدولة فخدعه عتاد الدولة حَتَّى حصل فِي
سجنه وَبعث فِيهِ ابْن صمادح مَالا لعدواته لَهُ وَكَذَلِكَ ابْن عباد
فَقَالَ ابْن عمار ... أَصبَحت فِي السُّوق يُنَادي على ... رَأْسِي
بأنواع من المَال
تا الله لَا جَار على مَاله ... من ضمني بِالثّمن الغالي ...
وَآل أمره إِلَى أَن بَاعه من ابْن عباد فجَاء بِهِ ابْنه الراضي إِلَى
إشبيلية على أسوإ حَال وسجنه ابْن عباد فِي بَيت فِي قصره وَلم يزل
يستعطفه وَهُوَ لَا يَنْعَطِف لَهُ إِلَى أَن كَانَ لَيْلَة يشرب
فَذَكرته الرميكية بِهِ وأنشدته هجاءه وَقَالَت لَهُ قد شاع أَنَّك
تَعْفُو عَنهُ وَكَيف يكون ذَلِك بعد
(1/390)
مَا نازعك ملكك ونال من عرض حَرمك
وَهَذَانِ لَا تحتملهما الْمُلُوك فثار عِنْد ذَلِك وَقصد الْبَيْت
الَّذِي هُوَ فِيهِ فهش إِلَيْهِ ابْن عمار فَضَربهُ بطبرزين شقّ بِهِ
رَأسه وَرجع إِلَى الراميكية وَقَالَ قد تركته كالهدهد قَالَ ابْن بسام
وَلذَلِك يَقُول فِيهِ صنيعته ابْن وهبون ... لله من ابكيه ملْء مدامعى
... واقول لَا شكّ يَمِين الْقَاتِل ...
وَأجل قصائده قصيدته الَّتِي يمدح بهَا المعتضد بن عباد وَمن فرائدها
قَوْله ... أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى ... والنجم قد صرف الْعَنَان
عَن السرى
وَالصُّبْح قد أهْدى لنا كافوره ... لما اسْتردَّ اللَّيْل منا العنبرا
وَالرَّوْض كالحسنا كَسَاه زهره ... وشياً وقلده نداه جوهرا
أَو كالغلام زها بورده رياضه ... خجلاً وتاه بآسهن معذرا
روض كَأَن النَّهر فِيهِ معصم ... صَاف أطل على رِدَاء أخضرا
وتهزه ريح الصِّبَا فتخاله ... سيف ابْن عباد يبدد عسكرا
عباد المخضر نائل كَفه ... والجو قد لبس الرِّدَاء الأغبرا
أندى على الأكباد من قطر الندى ... وألذ فِي الأجفان من سنة الْكرَى
قداح زند الْمجد لَا يَنْفَكّ من ... نَار الوغى إِلَّا إِلَى نَار
الْقرى
أيقنت أَنِّي من ذراه بجنة ... لما سقاني من نداه الكوثرا ...
وَمِنْهَا ... أثمرت رمحك من رُءُوس مُلُوكهمْ ... لما رَأَيْت
الْغُصْن يعشق مثمرا
وصبغت درعك من دِمَاء كماتهم ... لما رَأَيْت الْحسن يلبس أحمرا ...
وَقَوله فِي قصيدة ... أذكيت دُونك للعدى حدق القنا ... وخصمت عَنْك
بألسن الأغماد ...
وَمِنْهَا ... يفْدي الصَّحِيفَة ناظري فبياضها ... بياضه وسوادها
بسواد ...
(1/391)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الثَّالِث
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة الشلبية
وَهُوَ = كتاب الرَّوْضَة المرتادة فِي حلى قَرْيَة رمادة
ذكر الحجاري أَنَّهَا من قرى شلب مِنْهَا
280 - أَبُو عمر
يُوسُف بن هَارُون الرَّمَادِي الْكِنْدِيّ
من الجذوة كثير الشّعْر سريع القَوْل مَشْهُور عِنْد الْعَامَّة
والخاصة لسلوكه فِي فنون المنظوم وَمن فرائد مَا أنْشدهُ من شعره
قَوْله ... خليلي عَيْني فِي الدُّمُوع فعاينا ... إِلَى أَيْن يقتاد
الْفِرَاق الظعائنا
وَلم أر أحلى من تَبَسم أعين ... غَدَاة النَّوَى عَن لُؤْلُؤ كَانَ
كامنا ...
(1/392)
وَقَوله ... لَا تنكروا غزر الدُّمُوع فَكل
مَا ... ينْحل من جسم يصير دموعا
وَالْعَبْد قد يَعْصِي وأحلف أنني ... مَا كنت إِلَّا سَامِعًا ومطيعا
قُولُوا لمن أَخذ الْفُؤَاد مُسلما ... يمنن على برده مصدوعا ...
وَقَوله ... بدر بدا يحمل شمساً بَدَت ... فحدها فِي الْحسن من حَده
تغرب فِي فِيهِ وَلكنهَا ... من بعد ذَا تطلع فِي خَدّه ...
وَقَوله ... صد عني فَلَيْسَ يعلم أَنِّي ... كنت فِي كربَة فَفرج عني
وتجنى عَليّ من غير ذَنْب ... فتجنى على كثير التجني
حسن ظَنِّي قضى عَليّ بِهَذَا ... حكم الله لي على حسن ظَنِّي ...
وَقَوله ... قفوا تشهدوا بثي وإنكار لاعى ... على بُكَائِي فِي الرسوم
الطواسم
أيأمن أَن يَغْدُو حريق تنفسي ... وَإِلَّا غريقاً فِي الدُّمُوع
السواجم
فَهَذَا حمام الأيك يبكي هديله ... بُكَائِي فليفزع للوم اللوائم
وَمَا هِيَ إِلَّا فرقة تبْعَث الأسى ... إِذا نزلت بِالنَّاسِ أَو
بالبهائم
خلا ناظري من نومَة بعد خلْوَة ... مَتى كَانَ مني النّوم ضَرْبَة
لَازم ...
(1/393)
وَقَوله ... قَالُوا اصطبر وَهُوَ شَيْء
لست أعرفهُ ... من لَيْسَ يعرف صبرا كَيفَ يصطبر
أوص الخلى بِأَن يغضي الملاحظ عَن ... غر الْوُجُوه فَفِي إهمالها غرر
وفاتن الْحسن قتال الْهوى نظرت ... عَيْني إِلَيْهِ فَكَانَ الْمَوْت
وَالنَّظَر
ثمَّ انتصرت بعيني وَهِي قاتلتي ... مَاذَا تُرِيدُ بقتلي حِين تنتصر
يَا شقة النَّفس واصلها بشقتها ... فَإِنَّمَا أنفس الْأَعْدَاء تهتجر
ظلمتني ثمَّ إِنِّي جِئْت معتذراً ... يَكْفِيك أَنِّي مظلوم ومعتذر
...
وَهُوَ من مداح الْمَنْصُور بن أبي عَامر
(1/394)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا = الْكتاب الرَّابِع
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة الشلبية
وَهُوَ = كتاب اللَّيَالِي القمرية فِي حلى مَدِينَة شنتمرية
مَدِينَة مَشْهُورَة تعرف بشنتمرية الغرب لِأَن هُنَالك شنتمرية الشرق
وَهِي الْآن للْمُسلمين
السلك
281 - أَبُو الْحسن بن هَارُون
كَانَ بَنو هَارُون قد ملكوا شنتمرية وتوارثوها وَأَخذهَا مِنْهُم
المعتضد بن عباد وَأَبُو الْحسن مِمَّن ذكره صَاحب الذَّخِيرَة وَأنْشد
لَهُ قَوْله ... وحديقة شَرقَتْ بغمر نميرها ... يَحْكِي صفاء الجو صفو
غديرها
تجْرِي الْمِيَاه بهَا أسود أحكمت ... من خَالص العقيان فِي تصويرها
...
(1/395)
فَكَأَنَّهَا أَسد الشرى فِي شكلها ... وَكَأن وَقع المَاء صَوت زئيرها
...
وَذكره الحجاري وَأنْشد لَهُ هَذِه الأبيات |