المغرب في حلى المغرب
وَمن = كتاب الإحكام فِي حلى الْحُكَّام
282 - أَبُو الْفضل جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الأعلم
من السمط ذُو اللِّسَان الذلق والجبين الطلق وَالدَّال على كرم الْخلق
بِكَمَال الْخلق الَّذِي سَابق فبذ وأشرف وناضل قادة الْكَلَام فأنصف
وساجل بحور النثار والنظام فَمَا تلعثم وَلَا توقف وَأثْنى على أَصله
وذاته وَأنْشد لَهُ قَوْله ... قَالَت وَقد أَقبلت ألثمها ... والخرص
لَا يلوي على الدهش
أفضحت نَفسك قلت واحربا ... أأموت فِي غرق من الْعَطش ...
وَقَوله ... كتبت ولاعج البرحاء يملي ... ونار الشوق تستمري الدموعا
وَلَو نَفسِي أطارعها لقضت ... إِلَيْكُم يَا أحبتي الضلوعا ...
وَقَوله ... هَذَا الخليج وَهَذِه أدواحه ... جسم نسيم رياضه أرواحه
سيف إِذا ركد الْهَوَاء بصفحه ... درع إِذا هبت عَلَيْهِ رياحه ...
وَقَوله ... انْظُر إِلَى الأزهار كَيفَ تطلعت ... بسماوة الرَّوْض
المجود نجوما ...
(1/396)
.. وتساقطت فَكَأَن مسترقاً دنا ... للسمع
فانقضت عَلَيْهِ رجوما
وَإِلَى مسيل المَاء قد رقمت صنا ... ع الرّيح فِيهِ من الْحباب رقوما
ترمى الرياض لَهُ نثير أزاهر ... فتعيده فِي ضفتيه نظيما ...
ومدح أَبَا إِسْحَاق بن أَمِير الملثمين يُوسُف
وَمن = كتاب مصابيح الظلام فِي حلى الناظمين لدر الْكَلَام
283 - أَبُو الْحسن صَالح بن صَالح الشتنمري
من شعراء الْمِائَة الْخَامِسَة الْمَشْهُورين الْمَذْكُورين فِي =
كتاب الذَّخِيرَة وَأحسن مَا وقفت عَلَيْهِ من شعره قَوْله على أَنه قد
روى لأبي مُحَمَّد بن سارة وَهُوَ أولى بِهِ ... أَسْنَى ليَالِي
الدَّهْر عِنْدِي لَيْلَة ... لم يخل فِيهَا الكاس من إِعْمَال
فرقت فِيهَا بَين عَيْني والكرى ... وجمعت بَين القرط والخلخال ...
وَقَوله ... أملي من الدُّنْيَا تستر خلْوَة ... أبْكِي بهَا وأبث سر
هَوَاك
حَولي وحولك أعين ومسامع ... أُخْفِي الْهوى عَنْهُن إِذْ أَلْقَاك
حذرا عَلَيْك فديت بِي ومخافة ... أَن يقصروك ويحجبوا مرآك
لَوْلَا الْحيَاء وَأَن تشيع سريرتي ... بددت شَمل الدمع حِين أَرَاك
...
وَقَوله ... إِذا هَب النسيم فَلَا تسلني ... عَن الوجد المبرح والغرام
وَإِن ناح الْحمام فدع فُؤَادِي ... وَمَا أبداه من طرق الْحمام ...
(1/397)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد نبيه وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الْخَامِس
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة الشلبية
وَهُوَ = كتاب حلى الْعليا فِي حلى مَدِينَة الْعليا
من المدن الغربية الشمالية
284 - كثير العلياوي
أديب مَشْهُور فِي عصرنا كَانَ بإشبيلية ورحل إِلَى بجاية فَأكْثر
كَلَامه فِيمَا لَا يعنيه فَضرب وجرس وَنفي فِي الْبَحْر فاستقر
بِجَزِيرَة منورقة
(1/398)
عِنْد صَاحبهَا سعيد بن حكم وَمن شعره
قَوْله ... لَيْسَ المدامة مِمَّا أستريح لَهُ ... وَلَا مجاوبة
الأوتار والنغم
وَإِنَّمَا لذتي كتب أطالعها ... وصارمي أبدا فِي نصرتي قلمي ...
وَقَوله ... طَار الْغُرَاب لبينهم فحسبته ... إِذْ طَار مُشْتَمِلًا
صميم فُؤَادِي ...
(1/399)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا = الْكتاب السَّادِس
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة الشلبية
وَهُوَ = كتاب الْكَوَاكِب المطلة فِي حلى مَدِينَة قسطلة
تعرف بقسطلة الغرب مِنْهَا
285 - أَبُو عَليّ إِدْرِيس بن الْيَمَان الْعَبدَرِي
أَطَالَ الْإِقَامَة فِي جَزِيرَة يابسة حَتَّى عرف مِنْهَا وَله أمداح
كَثِيرَة فِي مُلُوك الطوائف وَقد ذكر صَاحب الذَّخِيرَة أَن صلته على
القصيدة كَانَت مائَة دِينَار وَلَا يمدح أحدا إِلَّا بِهَذَا الشَّرْط
وأبدع شعره قَوْله ... ثقلت زجاجات أتتنا فرغا ... حَتَّى إِذا ملئت
بِصَرْف الراح
خفت فَكَادَتْ تستطير بِمَا حوت ... إِن الجسوم تخف بالأرواح ...
وَقَوله فِي لحية طَوِيلَة عريضة ... لَو أَنَّهَا دون السَّمَاء
سَحَابَة ... لم تخترقها دَعْوَة الْمَظْلُوم ...
(1/400)
= كتاب الديباجة فِي حلى مملكة باجة
(1/401)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الْخَامِس
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب غرب الأندلس
وَهُوَ = كتاب الديباجة فِي حلى مملكة باجة
مملكة غربية شمالية قد استولى عَلَيْهَا النَّصَارَى وينقسم كتابها
إِلَى كتابين كتاب الْكَوَاكِب الوهاجة فِي حلى مَدِينَة باجة كتاب
الأقراط المكللة فِي حلى حصن مارتلة
(1/402)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الأول
من الْكِتَابَيْنِ اللَّذين يشْتَمل عَلَيْهِمَا = كتاب مملكة باجة
وَهُوَ = كتاب الْكَوَاكِب الوهاجة فِي حلى مَدِينَة باجة
من كتاب الرَّازِيّ مَدِينَة باجة من أقدم مَدَائِن الأندلس ابتنيت
أَيَّام جاسر أول القياصرة وَهُوَ الَّذِي ابْتَدَأَ بتذريع الدُّنْيَا
وتكسيرها وأرضها أَرض زرع وضرع ونوارها يحسن للنحل وَيكثر عَنهُ
الْعَسَل ولمائها خاصية فِي دباغ الْأدم لَا يبلغهُ دباغ
السلك
من = كتاب الْيَاقُوت
286 - أَبُو عَمْرو بن طيفور الْبَاجِيّ
بَنو طيفور أَعْيَان باجة وَقد ملكوها فِي وَقت وَكَانَ أَبُو عَمْرو
بن
(1/403)
طيفور فِي عصرنا وَهُوَ الْقَائِل فِي
الْهَيْثَم حَافظ إشبيلية ... إِنَّمَا الْهَيْثَم سفر ... من كَلَام
النَّاس ضخم
لَا تطالبه بفهم ... لَيْسَ للديوان فهم ...
وَمن = كتاب الْعلمَاء
287 - أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ سُلَيْمَان بن خلف
من القلائد بدر الْعُلُوم اللائح وقطرها الغادي الرَّائِح وثبيرها
الَّذِي لَا يزحم ومنيرها الَّذِي ينجلي بِهِ لَيْلهَا الأسحم كَانَ
إِمَام الأندلس الَّذِي تقتبس أنواره وتنتجع أنجاده وأغواره وَقد كَانَ
رَحل إِلَى الْمشرق فعكف على الطّلب ساهراً وقطف من الْعلم أزاهراً
وتغالى فِي اقتنائه وثنى إِلَيْهِ عنان اعتنائه حَتَّى غَدا مَمْلُوء
الوطاب وَعَاد بلح طلبه إِلَى الإرطاب فكر إِلَى الأندلس بحراً لَا
تخاض لججه وفجراً لَا يطمس منهجه فتهادته الدول وَتَلَقَّتْهُ الْخَيل
والخول وانتقل من محجر إِلَى نَاظر وتبدل من يَانِع لناضر وَأنْشد لَهُ
قَوْله ... إِذا كنت أعلم علما يَقِينا ... بِأَن جَمِيع حَياتِي كساعة
فَلم لَا أكون ضنيناً بهَا ... وأجعلها فِي صَلَاح وَطَاعَة ...
(1/404)
وَقَوله يرثي ابنيه وَقد مَاتَا مغتربين
... رعى الله قلبين استكانا ببلدة ... هما أسكناها فِي السوَاد من
الْقلب
يقر بعيني أَن أَزور ثراهما ... وألصق مَكْنُون الترائب فِي الترب
وأبكي وأبكي ساكنيها لعلني ... سأنجد من صحب وأسعد من سحب
فَمَا ساعدت ورق الْحمام أَخا أسى ... وَلَا روحت ريح الصِّبَا عَن أخي
كرب
وَلَا استعذبت عَيْنَايَ بعدهمَا كرى ... وَلَا ظمئت نَفسِي إِلَى
الْبَارِد العذب
أحن ويثنى الْيَأْس نَفسِي عَن الأسى ... كَمَا اضْطر مَحْمُول على
الْمركب الصعب ...
وَله كتاب الْمُنْتَقى فِي الْفِقْه الْمَالِكِي وناظر ابْن حزم ففل من
غربه وَكَانَ سَببا لإحراق كتبه
288 - الْفَقِيه أَبُو عمر يُوسُف بن جَعْفَر الْبَاجِيّ
فَقِيه جليل الْقدر رَحل إِلَى الْمشرق وَحج وَولى قَضَاء حلب وَعَاد
إِلَى الأندلس فجل قدره عِنْد المقتدر بن هود ملك سرقسطة وَمن شعره
قَوْله يُخَاطب إخوانه ... سَلام على صفحات الْكَرم ... على الْغرَر
الفارجات الغمم
فَلَا أنس ذَاك أنس الحيا ... وَتلك الْمَعَالِي وتيك الشيم
وَدُنْيا بكم طَلْقَة المجتلى ... ودهراً بكم وَاضح المبتسم
وساعات أنس تجول النُّفُوس ... لَدَيْهَا مجَال حمام الْحرم
أحن إِلَيْكُم وَمن شاقه ... تذكر عهدكم لم يلم
وأنشر من فَضلكُمْ مَا علمت ... على أَنه ظَاهر كَالْعلمِ ...
(1/405)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الثَّانِي
من الْكِتَابَيْنِ اللَّذين يشْتَمل عَلَيْهِمَا كتاب المملكة الباجية
وَهُوَ = كتاب الأقراط المكللة فِي حلى حصن مارتلة
من حصون باجة وَهُوَ معقل جليل كَانَ فِي أَيدي الْمُسلمين حِين كنت
بالأندلس
مِنْهُ
289 - الزَّاهِد أَبُو عمرَان مُوسَى بن عمرَان المارتلي
سَار بإشبيلية فِي طَرِيق الزهادة وَكَانَ الْمُلُوك يزورونه وَلَا
يلْتَفت إِلَيْهِم وَله نثر ونظم فِي الزّهْد وَالْحكم مدون مَشْهُور
وَمن نثره كل مَا يفنى مَاله من خف لِسَانه وَقدمه كثر ندمه التغافل
عَن الْجَواب من فعل ذَوي الْأَلْبَاب من أَعْطَاك رفده فقد منحك وده
ملك فُؤَادك من أفادك
وَمن نظمه قَوْله ... إِلَى كم أَقُول وَلَا أفعل ... وَكم ذَا أحوم
وَلَا أنزل
وأزجر عَيْني فَلَا ترعوى ... وأنصح نَفسِي فَلَا تقبل ...
(1/406)
.. وَكم ذَا تعلل لي ويحها ... بعل وسوف
وَكم تمطل
وَكم ذَا أومل طول البقا ... وأغفل وَالْمَوْت لَا يغْفل
وَفِي كل يَوْم يُنَادي بِنَا ... منادى الرحيل الأ فانزلوا
آمن بعد سبعين أَرْجُو البقا ... وَسبع أَتَت بعْدهَا تعجل
كَأَن بِي وشيكاً إِلَى مصرعي ... يساق بنعشي وَلَا أمْهل
فيا لَيْت شعري بعد السُّؤَال ... وَطول الْمقَام لما أنقل ...
وَكَانَ مُلْتَزما لما ينْطق بِهِ من قَوْله ... اسْمَع أخي نصيحتي ...
والنصح من مَحْض الدّيانَة
لَا تقربن إِلَى الشها ... دة والوساطة وَالْأَمَانَة
تسلم من أَن تعزى لزو ... ر أَو فضول أَو خِيَانَة ...
وَمَات فِي آخر مُدَّة نَاصِر بني عبد الْمُؤمن
(1/407)
= كتاب الرياض المصونة فِي حلى مملكة
أشبونة
(1/409)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا = الْكتاب السَّادِس
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب غرب الأندلس
وَهُوَ = كتاب الرياض المصونة فِي حلى مملكة أشبونة
مملكة جليلة على الْبَحْر الْمُحِيط فِي غرب إشبيلية وشمالها وَقد حصلت
فِي يَد النَّصَارَى
وينقسم كتابها إِلَى كتاب الْعِزَّة الميمونة فِي حلى مَدِينَة أشبونة
كتاب حديقة الأحداق فِي حلى دولة القبذاق كتاب النكهة العطرة فِي حلى
مَدِينَة شنترة كتاب عرف النسرين فِي حلى شنترين
(1/410)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الأول
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة الأشبونية وَهُوَ
كتاب الْغرَّة الميمونة فِي حلى مَدِينَة أشبونة
هِيَ عروس
المنصة
من كتاب الرَّازِيّ مَدِينَة قديمَة فِي غرب باجة وَلها أَثَرَة فاضلة
فِي طيب الثمرات وَتمكن فِي ضروب الصَّيْد برا وبحراً وبزاتها الجبلية
أطير البزاة وأعتقها وَفِي جبالها شورة النَّحْل وَهُوَ الْعَسَل
الْخَالِص الْبيَاض كالسكر وَيُوضَع فِي خرقَة فَلَا يكون لَهُ
رُطُوبَة
التَّاج
كَانَت فِي مُدَّة مُلُوك الطوائف للمتوكل بن الْأَفْطَس وَقد ولي
عَلَيْهَا أَبَا مُحَمَّد بن هود المُهَاجر إِلَيْهِ من سرقسطة
وَأَخذهَا النَّصَارَى فِي آخر مُدَّة الملثمين
السلك
290 - مُحَمَّد بن سوار الأشبوني
شَاعِر مَشْهُور مَذْكُور فِي كتاب الذَّخِيرَة أسره النَّصَارَى
وَجَرت عَلَيْهِ محن
(1/411)
وفداه مِنْهُم ابْن عشرَة كريم سلا فَلهُ
فِيهِ أمداح كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله ... رَأَيْتُك أندى النَّاس كفا
وكل مَا ... تجود بِهِ فَالله ينميه لِلْأُخْرَى
ولولاك مَا فك السلَاسِل ضاغط ... وَمَا فَارَقت عَيْنَايَ سلسلة
الأسرى
وصيرت عيشي فِي جنابك بِالَّذِي ... مننت بِهِ حلواً وَكم ذقته مرا
على ذَاك لَا أَنْفك أخْلص دَاعيا ... إِلَى الله أَن ينمي لَك الجاه
والعمرا ...
وَقَوله ... أحب سلا من أجل كونك من سلا ... فَكل سلاوي إِلَى حبيب
لصيرتها مصرا ونيلك نيلها ... وكفك بطحاها وَأَنت خصيب ...
(1/412)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا = الْكتاب الثَّانِي
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة الأشبونية
وَهُوَ = كتاب حديقة الأحداق فِي حلى قَرْيَة القبذاق
من قرى أشبونة
291 - أَبُو زيد عبد الرَّحْمَن بن مقانا الأشبوني القبذاقي
شَاعِر مَشْهُور مَذْكُور فِي الذَّخِيرَة سَافر إِلَى حَضْرَة مالقة
ومدح بهَا الْخَلِيفَة إِدْرِيس بن يحيى عَليّ بن حمود الفاطمي
بالقصيدة الْمَشْهُورَة فِي الْآفَاق الَّتِي مِنْهَا ... ألبرق لائح
من أندرين ... ذرفت عَيْنَاك بالدمع الْمعِين
ولصوت الرَّعْد زجر وحنين ... ولقلبي زفرات وأنين
لعبت أسيافه عَارِية ... كمخاريق بأيدي اللاعبين
وأنادي فِي الدجى عاذلتي ... ويك لَا أسمع قَول العاذلين
عيرتني بسقام وضني ... إِن هذَيْن لزين العاشقين
قد بدا لي وضح الصُّبْح الْمُبين ... فاسقنيها قبل تَكْبِير الأذين ...
(1/413)
.. مزة صَافِيَة مشمولة ... لَبِثت فِي
دنها بضع سِنِين
نثر المزاج على مفرقها ... درراً عامت فَعَادَت كالبرين
مَعَ فتيَان كرام نجب ... يتهادون رياحين المجون
ويسقون إِذا مَا شربوا ... بأباريق وكأس من معِين
شربوا الراح على خد رشا ... نور الْورْد بِهِ والياسمين
رجلت داياته عامدة ... سبج الشّعْر على عاج الجبين
فانثنى غُصْن على دعص نقاً ... ودجا ليل على صبح مُبين
وَجَنَاح الجو قد بلله ... مَاء ورد الصُّبْح للمصطبحين
والندى يقطر من نرجسه ... كدموع أسبلتهن الجفون
واتبرى جنح الدجى عَن صبحه ... كغراب طَار عَن بيض كنين
وَكَأن الشَّمْس لما أشرقت ... فانثت عَنْهَا عُيُون الناظرين
وَجه إِدْرِيس بن يحيى بن ... عَليّ بن حمود أَمِير الْمُؤمنِينَ ...
قَالَ الحجاري أنْشدهُ هَذِه القصيدة خلف حجاب على عاداتهم فِي ذَلِك
فَلَمَّا بلغ إِلَى قَوْله ... كتب الْجُود على أبوابه ... ادخلوها
بِسَلام آمِنين
انظرونا نقتبس من نوركم ... إِنَّه من نور رب الْعَالمين ...
أَمر بِرَفْع الْحجاب حَتَّى نظر إِلَيْهِ وأفرغ سابغ إحسانه عَلَيْهِ
(1/414)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الثَّالِث
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة الأشبونية
وَهُوَ = كتاب النكهة العطرة فِي حلى مَدِينَة شنترة
الْبسَاط
هِيَ مَدِينَة مَشْهُورَة بِالْخصْبِ وَبهَا التفاح العجيب الَّذِي حكى
ابْن اليسع وَغَيره أَنه لَا تحمل الدَّابَّة مِنْهُ إِلَّا ثَلَاث
حبات وَهِي الْآن لِلنَّصَارَى
السلك
292 - بكار بن دَاوُد المرواني
ذكر صَاحب سفط اللآلي أَنه من ولد عبد الله بن عبد الْملك بن مَرْوَان
مولده فِي صفر سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة فِي مَدِينَة شنترة
ثمَّ انْتقل إِلَى قرطبة ثمَّ استوطن أشبونة وَكَانَ غَايَة فِي
الزّهْد مطرحاً لنَفسِهِ وَمَات فِي جِهَاد الْعَدو وَاجْتمعَ بِهِ
وأنشده من شعره فأنشده صَاحب السفط لنَفسِهِ قَوْله ... أَبْطَأت عني
وَإِنِّي ... لفي اشتياق شَدِيد
وَفِي يَدي لَك شَيْء ... قد قَامَ مثل العمود
لَو ذقته مرّة لم ... تعد لهَذَا الصدود ...
(1/415)
فَقَالَ لَهُ بكار أما فِي شعرك أطهر من
هَذَا فأنشده ... وَلما وقفت على ربعهم ... فجرعت وحدي بالأجرع
وَأرْسل جفني سرار الدُّمُوع ... لنار تأجج فِي الأضلع
فَقَالَ عذولي لما رأى ... بُكَائِي رفقا على الأدمع
فَقلت لَهُ هَذِه سنة ... لمن حفظ الْعَهْد فِي الْأَرْبَع ...
قَالَ فاختلط لبه وَجعل يَجِيء وَيذْهب ثمَّ استنشده صَاحب السفط من
شعره فأنشده بكار ... ثق بِالَّذِي سواك من ... عدم فَإنَّك من عدم
وَانْظُر لنَفسك قبل قرع ... السن من فرط النَّدَم
وَاحْذَرْ وقيت من الورى ... واصحبهم أعمى أَصمّ
قد كنت فِي تيه إِلَى ... أَن لَاحَ لي أهْدى علم
فاقتدت نَحْو ضيائه ... حَتَّى خرجت من الظُّلم
لَكِن قناديل الْهوى ... فِي نور رشدي كالحمم ...
وَقَوله ... أَيهَا الشادن الَّذِي ... حسنه فِي الورى غَرِيب
لحظ ذَاك الْجمال يُطْفِئ ... مَا بِي من اللهيب
وَعَلِيهِ اقوم دهري ... ولكنن أخيب
كلما رمت زورة ... قيض الله لي رَقِيب ...
(1/416)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الرَّابِع
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة الاشبونية
وَهُوَ = كتاب عرف النسين فِي حلى مَدِينَة شنترين
هِيَ حَالية
الْبسَاط
من كتاب الرَّازِيّ غرب باجة مبناها على نهر تاجه بمقربة من انصبابه
فِي الْبَحْر وأرضها غَايَة من الْكَرم وَالطّيب
الْعِصَابَة
كَانَت ولاتها تَتَرَدَّد عَلَيْهَا من أشبونة وَهِي الْآن
لِلنَّصَارَى |