المغرب في حلى المغرب
السلك
من = كتاب نُجُوم السَّمَاء فِي حلى الْعلمَاء
293 - الأديب أَبُو الْحسن عَليّ بن بسام التغلبي الشنتريني
من المسهب الْعجب أَنه لم يكن فِي حِسَاب الْآدَاب الأندلسية أَنه
سيبعث من شنترين قاصية الغرب وَمحل الطعْن وَالضَّرْب من ينظمها
(1/417)
قلائد فِي جيد الدَّهْر ويطلعها ضرائر
للأنجم الزهر وَلم ينشأ بِحَضْرَة قرطبة وَلَا بِحَضْرَة إشبيلية وَلَا
غَيرهمَا من الحواضر الْعِظَام من يمتعض امتعاضه لأعلام عصره ويجهد فِي
جمع حَسَنَات نظمه ونثره وسل الذَّخِيرَة فَإِنَّهَا تعنون عَن محاسنه
الغزيرة وَأَعْلَى شعره قَوْله ... أَلا بَادر فَلَا ثَان سوى مَا ...
عهِدت الكأس والبدر التَّمام
وَلَا تكسل برويته ضباباً ... تغص بِهِ الحديقة والمدام
فَإِن الرَّوْض ملتثم إِلَى أَن ... توافيه فينحط اللثام ...
وَهَذَا من الطَّبَقَة الْعَالِيَة ونثره فِي = كتاب الذَّخِيرَة يدل
على علو طبقته وَأما مَا أنْشدهُ فِيهَا لنَفسِهِ من الشّعْر فنازل
وَمن = كتاب مصابيح الظلام
294 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْبر الشنتريني
مِمَّن ذكره فِي المسهب الحجاري وَأنْشد لَهُ قَوْله ... أحب الَّذِي
يهوى عَذَابي دَائِما ... وَمَا لي فِيهِ مَا حييت نصيب
هِلَال على غُصْن يميس على نقاً ... وكل مَعَاني حسنه فَغَرِيب ...
(1/418)
295 - أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن سارة
الشنتريني
من القلائد نادرة الدَّهْر وزهرة الْأَيَّام الْمُثبت فِي الْأَعْنَاق
من ذمه أَو مدحه مياسم كأطواق الْحمام إِلَى تفنن فِي الْآدَاب وولوج
فِي مَدِينَة الشّعْر من كل بَاب إِن شبه فالمعتزيات واجمة أَو اغرب
ببديعه فالمعزيات راغمة الْغَرَض مِمَّا أنْشدهُ من شعره قَوْله ...
أما الرياض فَإِنَّهُنَّ عرائس ... لم يحتجبن حذار عين الكالي
جاد الرّبيع لَهَا بِنَقْد مهورها ... دفعا وَلم يبخل بِوَزْن الكالي
تثنى الصِّبَا مِنْهَا أكف زبرجد منظومة أطرافها بلآلي ...
وَقَوله ... لابنَة الزند فِي الكوانين جمر ... كالدراري فِي دجى
الظلماء
خبروني عَنْهَا وَلَا تكذبوني ... ألديها صناعَة الكيمياء
سبكت فحمها سبائك تبر ... رصعتها بِالْفِضَّةِ الْبَيْضَاء
كلما ولول النسيم عَلَيْهَا ... رقصت فِي غلالة حَمْرَاء
لَو تَرَانَا من حولهَا قلت شرب ... يتعاطون أكؤس الصَّهْبَاء ...
(1/419)
وَقَوله ... قد شابت النَّار بتنورها ...
لما تناهى عمرها واكتهل
كَأَنَّهَا لما خبا جمرها ... مُطيب الْورْد إِذا مَا ذبل ...
وَقَوله فِي النارنج ... أجمر على الأغصان دارت نضارة ... بِهِ أم خدود
أبرزتها الهوادج
كرات عقيق فِي غصون زبرجد ... بكف نسيم الرّيح مِنْهَا صوالج ...
وَقَوله وَقد قعد إِلَى جَانِبه غُلَام وسيم فَقَامَ وَقعد مَكَانَهُ
أسود قَبِيح ... مَضَت جنَّة المأوى وَجَاءَت جَهَنَّم ... فها أَنا
أَشْقَى بعد مَا كنت أنعم
وَمَا كَانَ إِلَّا الشَّمْس حَان غُرُوبهَا ... فأعقبها جنح من
اللَّيْل مظلم ...
(1/420)
= كتاب خدع الممالقة فِي حلى مملكة مالقة
(1/421)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
إِمَّا بعد حمد الله وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب السَّابِع
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب غرب الأندلس
وَهُوَ = كتاب خدع الممالقة فِي حلى مملكة مالقة
مملكة بَين مملكتي إشبيلية وغرناطة على بَحر الزقاق وَهِي كَثِيرَة
التِّين واللوز وينقسم كتابها إِلَى = كتاب النفخة الزهرية فِي حلى
مَدِينَة رية كتاب الترييش فِي حلى مَدِينَة بليش كتاب نخبة الريحانة
فِي حلى مَدِينَة بزليانة كتاب الرَّايَة فِي حلى مَدِينَة لماية كتاب
فرحة المسرور فِي حلى حصن مورور
(1/422)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه
فَهَذَا الْكتاب الأول
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة المالقية
وَهُوَ = كتاب النفحة الزهرية فِي حلى مَدِينَة رية
المنصة
من المسهب تعرف الْآن بمالقة وَفِي الْقَدِيم بَريَّة وَهِي بحريّة
بَريَّة وَلها الْوَادي الربيعي الَّذِي يَأْتِي زَائِرًا مغباً
فَيَزْدَاد أَهلهَا فِيهِ غِبْطَة وحباً وعَلى وعَلى مذانبه المتفرعة
كسبائك اللجين مَا ترتاح بمرآه النَّفس وَالْعين وَفِيه أَقُول ...
بوادي رية عرج فَإِنِّي ... رَأَيْت الْحسن عَنهُ لَا يمِيل
وهات الْخمر صرفا دون مزج ... بِحَيْثُ المَاء والظل الظليل
غَدا متقسماً فِي كل وَجه ... كَمَا سلت على خَز نصول
تجول لواحظي مَا دمت فِيهِ ... بِحَيْثُ ترى مذانبه تجول ...
ولمالقة مِمَّا فضلت بِهِ مَا حفها من شجر اللوز وَشَجر التِّين إِذْ
هُوَ بهَا طوفان لَا تزَال تحمل مِنْهُ الركاب والسفين وَهُوَ مفضل على
سائرتين الأندلس إِلَّا شعري إشبيلية فَإِن بَعضهم يفضله وَلَا سِيمَا
فِي دُخُوله فِي الْأَدْوِيَة ومنفعته ويكفيها عَن الإطناب مَا
يتَضَمَّن شرح اسْمهَا إِذْ معنى رية عِنْد النَّصَارَى سلطانة فَهِيَ
سلطانة الْبِلَاد وَلها القلعة المنيعة الَّتِي تتقلد من المجرة بنجاد
قَالَ ابْن سعيد دخلت مَدِينَة مالقة وأقمت فِيهَا إِقَامَة أرضت
الشَّبَاب وأمتعت مجَالِس الْآدَاب وَكَانَ وَالِدي يفضلها ويعجب بهَا
وَلَا سِيمَا فِي أَيَّام فَرَحهمْ وخروجهم إِلَى كروم الْعِنَب والتين
وَلَقَد
(1/423)
خرجنَا إِلَى كرم أَقَمْنَا فِيهِ مُدَّة
منفعَته فعددنا ذَلِك من أَيَّام النَّعيم إِذْ بَيَاض أبراجها فِي
خضرَة شَجَرهَا مَعَ تناسقها وَكَثْرَتهَا كَمَا قَالَ الْكَاتِب أَبُو
الْعَبَّاس الشلبي ... نظرت لمالقة مرّة ... وَقد زَينُوا أرْضهَا
بالبروج
فَقلت سَمَاء بَدَت زهرها ... تضاهى نُجُوم السَّمَاء والبروج ...
وخمر مالقة مَشْهُورَة بالأندلس مفضلة وفيهَا من ضروب الوشي
الْعَجَائِب ويصنع بهَا الفخار الْمَذْهَب والزجاج وَلأبي الْحُسَيْن
بن مسلمة موشحة فِي واديها وَهِي ... بوادي رية اخلع عذار التصابي
أما ترَاهُ مُفَرع
مثل الصَّباح المرصع
بالروض عَاد مجزع
سقَاهُ ريه من صفو مَاء السَّحَاب
عَلَيْهِ حث المدامه
وانظره فِي شكل لامه
خَافَ الرياض حمامه
فكم خطيه مدت لَهُ كالحراب
دَعْنِي من الْعِشْق دَعْنِي
فكم بِهِ هاج حزني
فَالْآن أعشق دني
واقصى ميه مَعَ المنى والرباب
الكاس أعشق عمري
لله سَاعَات سكرى
مَا بَين ورد وزهر ...
(1/424)
.. فَمَا لي نيه ... فِي غير هَذَا الْحساب
إِلَّا إِذا كَانَ شادن
يسبيك مِنْهُ محَاسِن
حُلْو الْهوى ممتاجن
يُنَادي سيه يَا عَم احزر ثِيَابِي ...
وَهَذِه من اصْطِلَاح الصّبيان الَّذين يسبحون هُنَا لَك
التَّاج
أول من ثار بهَا مُدَّة مُلُوك الطوائف عَامر بن الْفتُوح وخدعه على بن
حمود فَأَخذهَا مِنْهُ فَصَارَت قطباً لخلافة وَلَده حِين أخرجُوا من
قرطبة وأشهرهم بهَا إِدْرِيس بن يحيى بن عَليّ الملقب بالعالى وَصَارَت
إِلَى باريس ابْن حبوس صَاحب غرناطة ثمَّ تداولت عَلَيْهَا وُلَاة
الملثمين وولاة المصامدة وولاة ابْن هود وَهِي الْآن لِابْنِ
الْأَحْمَر ملك غرناطة
السلك
من كتاب تلقيح الاراء صلى الْحجاب والوزراء
296 - أَبُو عَمْرو بن هَاشم وَزِير العالي الإدريسي
من المسهب كَانَ لَهُ خلال توجب لَهُ الوزارة أخْبرت أَنه كَانَ
يَوْمًا فِي بَيت وزارته فَدخل عَلَيْهِ غُلَام جميل بقل عذراه فَقَالَ
... أَتَانِي وَقد خطّ العذار بخده ... كَمَا خطّ من جمر على مهرق سطرا
فَقلت لَهُ لم يقتنع بحيائه ... محياك حَتَّى زَاد من شعر سترا ...
(1/425)
وَمن = كتاب أردية الشَّبَاب فِي حلى
الْكتاب
297 - أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أبي الْعَبَّاس الجذامي المالقي
قَالَ وَالِدي بَنو أبي الْعَبَّاس من بيوتات مالقة وَهُوَ بَيت علم
وأدب وَحسب ورياسة وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد هَذَا من أعلامهم قد برع فِي
النثر وَالنّظم وحسبك أَن الرصافي شَاعِر زَمَانه يَقُول فِي رثائه ...
أبني البلاغة فيمَ حفل النادي ... هبها عكاظ فَأَيْنَ قس إياد ...
وَمن شعره قَوْله من قصيدة فِي يُوسُف بن عبد الْمُؤمن ... جللتم
فَمَاذَا يبلغ القَوْل فِيكُم ... وأفعالكم هن النُّجُوم الزواهر
وَإِنِّي وَإِن أطنبت جِئْت مقصراً ... وَمَا تبلغ الاوصاف وَالْبَحْر
زاجر ...
وَقَوله من قصيدة ... وَكَأن سمرهم غصون فَوْقهَا ... طير ترفرف فَوق
أَفْئِدَة العدا ...
298 - أَبُو الْحسن رَضِي الله بن رضَا المالقي
أَخْبرنِي وَالِدي أَنه أدْركهُ فِي مُدَّة نَاصِر بني عبد المومن
وَكَانَ يكْتب عَن مُلُوكهمْ وَوَصفه بالانهماك فِي شرب الْخمر حَتَّى
إِنَّه كَانَ لَا يكَاد يصحو مِنْهَا وَمن شعره قَوْله ... اشرب على
الْبَحْر بحرا ... والثم على الزهر زهرا
وَانْظُر لدهر تأتى ... فكم تشكيت دهرا
وَلَا تمل لمميل ... لَا يقبل الدَّهْر عذرا
خلعت فِي الكأس عُذْري ... فاخلع فديتك عذرا ...
(1/426)
.. أَولا فَدَعْنِي فَإِنِّي ... أمحق
الْعُمر سكرا ...
وسافر من مالقة فَغَاب خَبره وشاع أَنه قتل سامحه الله
299 - ابْنه أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن رَضِي
أَخْبرنِي أَبُو الْحجَّاج البياسي مورخ الأندلس أَنه كَانَ مدمناً
للخمر كثير القَوْل فِيهَا وَأَنه حضر مَعَه يَوْمًا على شراب فَدخل
شيخ ضخم الجثة مستثقل فَقَالَ أَبُو الْحجَّاج ... اسْقِنِي الكأس
صاحيه ... ودع الشَّيْخ ناحيه ...
فَقَالَ ... إِن تكن ساقياً لَهُ ... لَيْسَ ترويه سَاقيه ...
300 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عبد ربه
من وَلَده أبي عمر بن عبد ربه صَاحب كتاب العقد رَحل إِلَى الْمشرق
وَله رِسَالَة فِي صقلية ذكر فِيهَا مَا جرى لَهُ بِمصْر وَكَانَ
كَاتبا لأبي الرّبيع ابْن عبد الله بن عبد الْمُؤمن سُلْطَان الغرب
الْأَوْسَط وَمن شعره قَوْله ... كَأَنَّمَا الشَّمْس وَقد قابلت ...
بدر الدجى والأفق الأهيف
عينا هزبر كلف وَجهه ... ينظر فِي عطفيه لَا يطرف
فَإِن تقل مَا لَوْنهَا وَاحِد ... قلت وَهَذَا سبع أخيف ...
وحذر فِي رسَالَته من الْأَسْفَار لما قاسى فِيهَا
(1/427)
301 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن طَالب
قَالَ وَالِدي كَانَ يكْتب عَن وُلَاة ماقلة وأدركه ابْن عمي أَبُو
مُحَمَّد بمالقة وأنشدني لَهُ قَوْله ... جفوتني من بعد ذَاك الرِّضَا
... وَاللَّيْل يَأْتِي فِي عقيب النَّهَار
وَصَارَ أنسي وَحْشَة مِنْكُم ... وَالْخمر لَا بُد لَهَا من خمار ...
وَله ... هَذَا النَّهَار قد أضحى ... يبكي لفقد المدام
فانهض لنبديه بالكا ... س فِي اتِّصَال ابتسام ...
وَمن = كتاب بُلُوغ الآمال فِي حلى الْعمَّال
302 - = أَبُو الْقَاسِم بن السقاط المالقي
من القلائد مستعذب المقاطع كَأَنَّمَا صور من نور سَاطِع أبهى من محيا
الظبي الخجل وَأحلى من الْأَمْن عِنْد الْخَائِف الوجل يهب عطراً نشره
وَلَا يغب حينا بشره الْغَرَض مِمَّا أثْبته من نظمه قَوْله ... سقى
الله ايامنا بالعذيب ... وازماننا الغر صوب السَّحَاب
إِذْ الْحبّ يَا بثن رَيْحَانَة ... تجاذبها خطرات العتاب
وَإِذ أَنْت نوارة تجتنى ... بكف المنى من رياض التصابي
ليَالِي والعيش سهل الجنا ... نضير الجوانب طلق الجناب
رميتك طيراً بدوح الصِّبَا ... وصدتك ظَبْيًا بوادي الشَّبَاب ...
(1/428)
وَقَوله ... وَيَوْم ظلنا للمنى تَحت ظله
... تَدور علينا بالسعادة أفلاك
بروض سقته الجاشرية مزنة ... لَهَا صارم من لامع الْبَرْق بتاك
توسدنا الصَّهْبَاء أضغاث آسه ... كأنا على خضر الأرائك أَمْلَاك
تطاعننا فِيهِ ثدي نواهد ... نهدن لحربي والسنور أفناك
وتجلى لنا فِيهِ وُجُوه نواعم ... يخلن بدوراً والغدائر أفلاك ...
وَذكر أَنه حضر مَعَه مَوَاضِع أنس وَهُوَ مِمَّن أثنى عَلَيْهِ صَاحب
المسهب وَأخْبر أَنه ولي أَعمال مالقة
303 - أَبُو عَليّ بن يبْقى
ولي أَعمال مالقة حِين كَانَ واليها أَبُو الْعَلَاء مَأْمُون بني عبد
الْمُؤمن وَكَانَ لَهُ جَارِيَة قد أدبها وَعلمهَا الْغناء فطلبها
مِنْهُ أَبُو الْعَلَاء فَلم يسعفه بهَا فَأمْسك لَهُ ذَلِك مَعَ
أَشْيَاء كَانَت عَلَيْهِ فِي نَفسه فَلَمَّا خطب لنَفسِهِ بالخلافة
فِي إشبيلية أحضرهُ وَضرب عُنُقه
وَكتب إِلَى وَالِدي وَقد جَازَ على مالقة فَلم يجْتَمع بِهِ ... أكذا
يجوز الْقطر لَا يثني على ... أَرض توالى جدبها من بعده
الله يعلم أَنَّهَا مَا أنبتت ... زهراً وَلَا ثمراً لمُدَّة فَقده
عرج علينا سَاعَة يَا من لَهُ ... حسب يفوق الْعَالمين بمجده ...
(1/429)
وَمن كتاب فِي حلى ذَوي الْبيُوت
304 - أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُؤَمل
من بَيت كَبِير بمالقة وَأَبُو الْعَبَّاس من سراتهم وساداتهم فِي
الْأَدَب وَالشعر
وَمن شعره قَوْله ... وكأس على وَجه الحبيب شربتها ... كَأَنِّي
أَسْقِي الشَّمْس أَو أنظر البدرا
سقيت بهَا من لَا أبوح بِذكرِهِ ... ثَلَاثًا فهز السكر معطفه النضرا
وشعشعتها كَيْمَا تغض جماحها ... وَقد وَردت من خَدّه ذَلِك الزهرا
فَقَالَ وَقد زَادَت بخديه حمرَة ... كَمَا أَبْصرت عَيْنَاك فِي
الشَّفق الفجرا
خلعت عَلَيْهَا للحباب قلادة ... فعوض خدي سكرها حلَّة حمرا ...
وَمن = كتاب الْأَحْكَام فِي حلى الْحُكَّام
305 - أَبُو الْحسن بن حسون
من المسهب عين مالقة وَرب حلهَا وعقدها وَعلم بردهَا وواسطة عقدهَا
وَكَانَ من أَئِمَّة الْعلمَاء ولى قَضَاء مالقة فِي مُدَّة العالي بن
يحيى بن حمود الفاطمي
وَمن شعره قَوْله ... خلعت عِذَارَيْ فِي هَواهَا وَعند مَا ... تبدت
نُجُوم الشيب فِي غسق الشّعْر
ثنيت عناني وارتجعت إِلَى النهى ... وعادوني حامي وراجعني صبري ...
(1/430)
.. واصبحت لَا ابغي سوى الْعلم خطة ...
فَفِيهِ الَّذِي أرجوه فِي موقف الْحَشْر
ولولاه مَا اصبحت اقضي على الآلي ... صحبتهم فِي عنفوان من الْعُمر ...
وقاسى شدَّة من اخْتِلَاف الْخُلَفَاء على بَلَده
306 - أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن الوحيدي قَاضِي حَضْرَة مالقة
من المسهب جرى فِي صباه طلق الجموح وَلم يزل يُعَاقب بَين غبوق وصبوح
خالعا عذراه فِي الملاح هائماً بانثناء الْغُصْن فَوق الحقف الرادح لَا
يثنيه عاذل وَلَا يرعوى عَن بَاطِل إِلَى أَن دَعَاهُ النذير فاقتدى
مِنْهُ بسراج مُنِير وَعوض ذَلِك الاستهتار بِمَا استمال بِهِ قُلُوب
الْعَامَّة
وَله ... وَلما بدا شَيْء عطف على الْهدى ... كَمَا يَهْتَدِي حلف
السرى بنجوم
وَفَارَقت اشياع الصبابة والطلا ... وملت إِلَى أهل علا وعلوم ...
307 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَسْكَر قَاضِي مالقة
وَاجْتمعت بِهِ فِي مالقة وَحَضَرت مَجْلِسه وَكَانَ متبحراً فِي
الْعُلُوم وَكتب الى اوالدي رِسَالَة فِيهَا ... أفاتح من قلبِي بعلياه
واثق ... وَإِن كَانَت الْأَبْصَار لم تفتح الودا ...
(1/431)
2 - ... وَقلت ارى فال انتساب ينيلني ... بقربك فِي نيل المنى والعلا
السعدا
عَسى الله أَن يدني بعد داركم ... ويفري حِجَابا بَيْننَا للنوى مدا
...
وَله ... اهواك با بدر وأهوى الَّذِي ... يعذلني فِيك وأهوى الرَّقِيب
وَالْجَار وَالدَّار وَمن حلهَا ... وكل من مر بهَا من قريب ... |