المغرب في حلى المغرب

وَمن = كتاب نُجُوم السَّمَاء فِي حلى الْعلمَاء
308 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد مُحَمَّد بن الفخار الأصولي المالقي
من القلائد صَاحب لسن وراكب هَوَاهُ من قَبِيح أَو حسن لَا يصد إِذا صمم وَلَا يرد عَمَّا يمم وَمن شعره قَوْله ... بِأَيّ حسام أم بِأَيّ سِنَان ... أنازل ذَاك الْقرن حِين دَعَاني
لَئِن عرى الْيَوْم الْجواد لعِلَّة ... فبالأمس شدوا سَرْجه لطعان
وَإِن عطل السهْم الَّذِي كنت رائشاً ... فَفِيهِ دم الْأَعْدَاء أَحْمَر قاني
أَلا إِن دِرْعِي نثرة تَبَعِيَّة ... وسيفي صدق إِن هززت يمَان
وَقد علم الأقوام من صَحَّ وده ... وَمن كَانَ منا دَائِم الشنآن ...

وَقَوله ... إِذا مَا خليلي أسا مرّة ... وَقد كَانَ فِيمَا مضى مُجملا
ذكرت الْمُقدم من فعله ... فَلم يفْسد الآخر الأولا ...

(1/432)


309 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن معمر اللّغَوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن اخت غَانِم
وَمن المسهب من عُلَمَاء مالقة الْمَشْهُورين وَهُوَ متفن فِي عُلُوم شَتَّى إِلَّا أَن الْأَغْلَب عَلَيْهِ علم اللُّغَة وَفِيه اكثر توالفيه وَكَانَ قد وصل من مالقة إِلَى المرية فجل عِنْد ملكهَا المعتصم ين صمادح وَهُوَ الْقَائِل فِي أبي الْفضل بن شرف ... قُولُوا لشاعر بدجة هَل جَاءَ من ... ارْض الْعرَاق فحار طبع البحتري
وافى بأشعار تضج بكفه ... وَتقول هَل اعزي لمن لم يشْعر
يَا جَعْفَر رد القريض لأَهله ... واترك مباراة لتِلْك الأبحر
لَا تزعمن مَا لم تكن أَهلا لَهُ ... هَذَا الرضاب ليغر فِيك الأبخر ...

310 - أَبُو عَمْرو سَالم بن سَالم النَّحْوِيّ
من نحاة مالقة الْمَشْهُورين كَانَ يقرئ فِيهَا الْعَرَبيَّة وة من شعره الْمَشْهُور قَوْله ... يَا ماطلاً قد لوى بديني ... مَالِي على الصَّبْر من يدين
وَيَا غزالا غزا فؤداي ... بِسَهْم ألحاظ ناظرين
أطلت سقمي أخفيت رسمي ... أَسهرت طرفِي اجربت عَيْني
مَالك ترنو إِلَى شزرا ... بمقلة تستجير حيني
كأنني من بني زِيَاد ... وَأَنت من شيعَة الْحُسَيْن ...

(1/433)


311 - الأديب أَبُو الْحسن سَلام بن سَلام المالقي
قَالَ وَالِدي هُوَ سَلام بن سَلام مخفف اللَّام وَكَانَ اديبا وَله مقامات سبع مَشْهُورَة وَأَعْلَى شعره قَوْله ... لما ظَفرت بليلة من وَصله ... والصب غير الْوَصْل لَا يشفيه
أنضجت وردة خَدّه بتنفسي ... وطفقت أرشف ماءها من فِيهِ ...

وَله ... كَيفَ لي بالسلو عَنْكُم وَأَنْتُم ... مَوضِع السؤل والمنى وَالْمرَاد
باعدوني إِن شِئْتُم واهجروني ... يستبن قدر مَا لكم فِي فؤداي ...

وَمن = كتاب مصابيح الظلام فِي حلى الناظمين لدر الْكَلَام
312 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن السراج
من الذَّخِيرَة محسن فِي أهل عصره مَعْدُود وشاعر بني حمود لَهُ فِي الهزاز ... ومسمعة غنت فهاجت لنا هوى ... جَنِينا بِهِ مِنْهَا ثمار المنى جنيا
دَعَوْت لَهَا سقيا فَمَا اسْتكْمل الرِّضَا ... دعائي لَهَا حَتَّى سَقَاهَا الحيا سقيا
وكاس على طيب استماعي لصوتها ... شربت ودمع الْعين يسعدني جَريا ...

(1/434)


.. وَلَو اقلعت اولى عزاليه لَا نبرت ... ريَاح النَّوَى تمري دموع الْهوى مريا
خليلي هَذَا الْيَوْم لَو بيع طيبه ... بِمَا حوت الدُّنْيَا لَقلت لَهُ الدِّينَا ...

وَقَالَ فِي ديك صدح سحرًا ... رعى الله ذَا صَوت أنسنا بِصَوْتِهِ ... وَقد بَان فِي وَجه الظلام شحوب
دَعَا من بعيد صاحباً فَأَجَابَهُ ... يخبرنا أَن الصَّباح قريب
عَليّ لَهُ لَو كنت أملك عمره ... حَيَاة على طيب الزَّمَان تطيب ...

وَقَالَ ... تَأمل سُقُوط الْغَيْث مَاذَا أثار من ... هوى هُوَ فِي قلب الْمُحب كمين
رأى لي جفوناً دمعها غير ذائب ... فذابت على الإسعاد مِنْهُ جفون ...

313 - أَبُو عَليّ الْحسن بن الغليظ
ذكر صَاحب الذَّخِيرَة أَنه كَانَ صَاحب ابْن السراج ومنادمه كتب إِلَى ابْن السراج ... يَا خَلِيلًا صفا وكدر يومي ... هَل إِلَى الطّيب فِي غَد من سَبِيل
لتمنيت أَن ترى حسن الور ... د بِعَيْنَيْك بالجناب الظليل
يَا خَلِيلًا مِثَاله نصب عَيْني ... لَو خلونا إِذن شفيت غليلي ...

وَحسن الْورْد هِيَ محبوبة ابْن السراج وَكتب إِلَيْهِ

(1/435)


.. يَا من أقلب طرفِي فِي محاسنه ... فَلَا أرى مثله فِي النَّاس إنْسَانا
لَو كنت تعلم مَا لَا قيت بعْدك مَا ... شربت كأساً وَلَا استحسنت بستانا ...

وَبَينهمَا مخاطبات كَثِيرَة بالشعر وهما من شعراء مُلُوك الطوائف
314 - أَبُو مُحَمَّد الْبَاهِلِيّ
قَالَ وَالِدي كَانَ عازفا بطريقي النّظم فِي الْمغرب والملحون وَمن شعره قَوْله ... أخيى يَا أخيى يَا أخيى ... تداركني فَإِنِّي شَرّ شي
تداركني بمعصال وكأس ... لسكران الضُّحَى صاحي الْعشي
شرابكم وَعرض النَّاس طراً ... وحسبي من غنى شبعي وريي ...

315 - الرميلي
الرميلة حَاضر من أرباض مالقة نسب إِلَيْهِ وَكَانَ قد خدم عَليّ بن غانية الميورقي الَّذِي خرج من ميورقة وَملك بجاية وصلب ببجاية بِسَبَب ذَلِك على قَوْله ... أَنْتُم صباح الدّين يجلو غيهب ال ... إلحاد وَالدُّنْيَا بكم ستنير ...

316 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الحمامي
شَاعِر مَشْهُور فِي مُدَّة مستنصر بني عبد الْمُؤمن من مَشْهُور شعره قَوْله ... جَيش التجلد يَوْم الْبَين مهزوم ... وَإِن مَوْجُود أنسى فِيهِ مَعْدُوم ...

(1/436)


.. وعاقني عَن تشفي الْعين إِذْ رحلوا ... سَحَاب دمع من الأجفان مركوم
يَا قلب إِنَّك نشوان بِغَيْر طلاً ... كَمَا بِغَيْر سلَاح أَنْت مكلوم
يَا حادي الركب لَا تعجل ببينهم ... إِن الْمعِين على التَّفْرِيق مأثوم
هم أتلفوا مهجتي يَوْم الغرام وَمَا ... لمتلف بغريم الْحبّ مغروم ...

317 - أَبُو شهَاب المالقي
قَالَ وَالِدي هُوَ مِمَّن صحبته فِي أَيَّام الشَّبَاب وَكَانَ خليع العذار فِي شرب الْعقار وَمن شعره قَوْله ... زارتكم أكؤس الحميا ... تسحب ذيل السرُور زيا
رَأَتْ طلي الْإِنْس دون حلي ... فانتظمت حوله حليا ...

وَقَوله ... الراح روحي فَلَا وَالله اتركها ... مَا دَامَ جسمي مشتاقاً إِلَى روح ...

وَكَانَ فِي الْمِائَة السَّابِعَة
318 - أَبُو النَّعيم رضوَان بن خَالِد
من شعراء عصرنا الْمَشْهُورين لَقيته بمالقة وَهُوَ من أظرف الأدباء زيا ومجالسة وَمن مَشْهُور شعره قَوْله

(1/437)


.. وَجه نضير لنا رياض ... فكلنا نَاظر إِلَيْهِ
فالزهر فِيهِ من زهر فِيهِ ... والورد توريد وجنتيه
والجيد جيد القطيع حسنا ... وَالْوَجْه تفاحة عَلَيْهِ ...

والقطيع عِنْد أهل الْمغرب قنينة طَوِيلَة الْعُنُق
وَقَوله ... أيا من حبه سرى وجهري ... وَيَا من عفتي فِيهِ رَقِيب
وَيَا من لَا أُسَمِّيهِ لِأَنِّي ... إِذا مَا قلت أَحْمد ستريب ...

وَبعد انفصالي من إفريقية بَلغنِي أَنه مَاتَ وَلم يكن بمالقة أشهر فِي الشّعْر مِنْهُ واشعاره يُغني بهَا كثيرا
الاهداب
الْغَرَض من أزجال أبي عَليّ الْحسن بن أبي نصر الدّباغ
لما عبرت على مالقة كَانَ حِينَئِذٍ هُنَالك وَهُوَ إِمَام فِي الهجو على طَريقَة الزجل وَالْقَوْل فِي اللياطة وَله كتاب فِي مُخْتَار مَا للزجالين المطبوعين زجل لَهُ ... لَا مليح إِلَّا مهاود ... لَا شراب إِلَّا مروق
اتكى واربح زَمَانك ... بالخلاغا والمعيشق
لَا شراب إِلَّا فِي بُسْتَان ... وَالربيع قد فاح نوار
يبكي الْغَمَام ويضحك ... أقحوان مَعَ بهار
والمياه مثل الثعابين ... فَذَاك السواق دَار
والنسيم ذري الأنفاس ... قد نحل جسمو وَقد رق
وَعَشِيَّة مليحا فتن ... عَنْهَا الْمسك ينشق ... الطُّيُور تحكي المثاني ... وتسقها أحسن سياقا
فِي ثماراً يُلْهمُون ... لزمان الْعِشْق طاقا ...

(1/438)


.. فغصن لاخر يقبل ... وقضيب لَا خير يعنق
وشعاع الشَّمْس قد غَابَ ... وبقا فالجو نور
والشفق فالغرب مَمْدُود ... قد كتب بزنجفور
أحرفاً تقرى وتفهم ... فتراهم فِي سطور
السماك ميماً مدور ... والهلال نوناً معرق
وَنحن فِي طيب مدام ... قوم جُلُوس وَآخر يمِيل
ونديم يسقى نديم ... وخليل يهوي خَلِيل
وعذار اللَّيْل قد شَاب ... لما أَن دنا رحيل
وَدَلِيل الصُّبْح قُدَّام ... قد ركب جواداً أبلق ...

زجل هجو فِي حَكِيم ... إِن ريت من عداك يشتكي من تلطيخ
وتريد أَن يقبر احْمِلْ للمريخ
قد حلف ملك الْمَوْت بِجَمِيعِ أَيْمَان
أَلا يبرح سَاعَة من جوَار دكان
ويريح روح ويعظم شان
وَفَسَاد النيا تَحت ذَاك التوبيخ
بِقِيَاس الْفَاسِد وبدين الحمروج
يخذ الصفراوي وَيرد مفلوج
للصحيح لس يسمح بمريقة فروج
ويحيل المحموم على أكل الْبِطِّيخ
وغني إِن طب فَيرد يسْعَى
والمني يُطَاق فِي مروج ترعى ...

(1/439)


.. يسقى مَا يسْقِيه يحتبس فِي الأمعا
احتباس أَيدي الْعَار بحبال التوبيخ
قُوَّة تتنقى من عطاه تنقياً
وَيرى أكباده فِي الطسيس مرميا
تنبري أنياط وَتَقَع ملويا
مثل شعر العانا إِن حلق بالزرنيخ
وشراب الممدوح مثل سكر ذباح
فالزجاج يتقليط لخُرُوج الْأَرْوَاح
نقط أَو ماجني على صلب التماسح
وبدا يَتَنَاثَر بالعفن والتزنيخ
الْوَزير أبجعفر قد كثر تبجيلك
واشق يقل البربرحن يرَوا تعجيلك
سو الْأَدَب علمنَا ذَا الدوا أديلك
الطِّفْل يتَقَدَّم للقبر قبل الشَّيْخ
زجل هجو فِي الجرنيس النيار الزجال وَمَوْت أمه
عزوا ابليس ونوح يَا كفار
مَاتَت أم الجرنيس النيار
أَي عَجُوز لقد فجع فِيهَا
كل شاطر إِن كَانَ فِي ذَا الجيها
حلف الْمَوْت أَلا يخليها
وَأي رزياً جرت على الشطار
بيها كَانَ الربض يفوح ...

(1/440)


.. إِن دعت للفسوق تَقول لبيْك
وتزين قبح الْمعاصِي إِلَيْك
بِحل إِبْلِيس حَتَّى تقع فالعار
خلت اولاد بِحل فراخ البوم
السموجا والقونسا والشوم
نفستهم فِي طالعا مَذْمُوم
من رَآهُمْ رَأْي وُجُوه أطيار
لم تخلى لَهُم فِي قاع الدَّيْر
غير بَطنا وقف مَعَ لغطير
وعرم من خروق لمسح ... وقدير تهيج الأسحار
موتا مَاتَت مَالا يمتها بشر
عينان أَزْرَق وَوجه مثل الْقدر
وَاللِّسَان قد خرج لنصف الصَّدْر
أذكر الله وَهِي تصيح النَّار
خرج الرّوح على دين الربى
وَأَبُو مرا يَصِيح أيا حزبي
فِي جَهَنَّم تركب على
مَعَ ابْنة القلا وذيك الْعيار ...

(1/441)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب الثَّانِي
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة المالقية
وَهُوَ = كتاب الترييش فِي حلى مَدِينَة بليش
مَدِينَة فِي شَرق مالقة عامرة آهلة ضخمة الْأَسْوَاق الحضارة أغلب عَلَيْهَا من الْبَادِيَة وَلَيْسَ فِي قَوَاعِد أَعمال مالقة مثلهَا فِي الحضارة وحولها ضيَاع كَثِيرَة وَقد مَرَرْت بهَا مَعَ وَالِدي وَسَأَلت هَل فِيهَا من لَهُ نظم فَلم نجد من يؤبه وَذكر لنا أحد أدبائها أَن مِنْهَا شاعرين
319 - عبد الْعَزِيز بن الطراوة
وَهُوَ أحد الشاعرين كَانَ فِي زمن أبي سعيد بن عبد الْمُؤمن ملك غرناطة ومالقة وَأَنه وَفد عَلَيْهِ ومدحه بقصيدة مطْلعهَا ... لَا تَسْقِنِي الكأس إِلَّا من دم البطل ... وَلَا تغن بِغَيْر الْبيض والاسل ...

(1/442)


وَمِنْهَا ... فد كنت أثني من الآمال جامحة ... فَعِنْدَ مَا لحت لي لم يبْق من أمل
وَكَانَ شغلي بِهَذَا الدَّهْر مذ زمن ... فَلَيْسَ لي الْآن غير الْمَدْح من شغل ...

وَقَوله ... من لي بِهِ بدوي لَا يهذبه ... لين الْكَلَام وَلَا يرتاح للغزل
وَكلما رمت لثماً مِنْهُ قيض لي ... وَجها يريني فِيهِ الْيَأْس من أملي
واهاً لَهُ من غزال ضَاعَ فِي بقر ... اللثم عِنْدهم كالطعن بالأسل ...

320 - صَالح بن جَابر
هُوَ الشَّاعِر الثَّانِي عاصر ابْن الطراوة الْمَذْكُور وهاجاه وَمن شعره قَوْله ... لبكائي تبْكي الْغَمَام وَإِنِّي ... لست رَاض عَن دمع تِلْكَ الْغَمَام
لَو وفت بِالَّذِي أُرِيد لدامت ... أَبَد الدَّهْر فِي تواي انسجام
لست أرْضى بِغَيْر دمعي دمعاً ... إِنَّه ناثر دمي من نظام ...

(1/443)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب الثَّالِث
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة المالقية
وَهُوَ = كتاب تَحِيَّة الريحانة فِي حلى مَدِينَة بزليانة
من حصون مالقة على بَحر الزقاق مِنْهَا
321 - أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَامر البزلياني الْكَاتِب
من الذَّخِيرَة كَانَ فِي ذَلِك الأوان أحد شُيُوخ الْكتاب وجهابذة أهل الْآدَاب مِمَّن أدَار الْمُلُوك ودبرها وطوى الممالك ونشرها والى بني عباد صَارَت مصائره بعد تقلبه فِي الْبِلَاد عنوان من نثره من رقْعَة خَاطب بهَا ابْن عبد الله صَاحب قرمونة عَن حبوس ملك غرناطة

(1/444)


من النصح تقريع وَمن الْحفاظ تَضْييع وَلكُل مقَام مقَال إِذا عدى بِهِ عَنهُ اسْتَحَالَ وَوصل مِنْك تَابَ طمست منحاه وغممت مَعْنَاهُ وأومأت فِيهِ إِلَى النصح ودللت على سَبِيل النجح وقفت على فصوله ومعانيه وأحطت علما بِمَا فِيهِ وَلم يكن لمن أوحشت جِهَته وتغيرت مودته أَن يدْخل مدْخل الناصحين ود خرج من جملَة المشفقين

(1/445)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب الرَّابِع
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب المملكة المالقية
وَهُوَ = كتاب الرَّايَة فِي حلى مَدِينَة لماية
من حصون مالقة مِنْهَا
322 - أَبُو جَعْفَر احْمَد اللمائي الْكَاتِب
من الذَّخِيرَة أَنه كَانَ أحد أَئِمَّة الْكتاب وشهب الْآدَاب
فصل من نثره غُصْن ذكرك عِنْدِي ناضر وَروض ودك عاطر وريح إخلاصي لَك صبا وزمن آمالي فِيك صبا

(1/446)


وَمن نظمه قَوْله ... قد قلت إِذْ سَار السفين بِهِ ... والبين ينهب مهجتي نهبا
لَو أَن لي ملكا أصُول بِهِ ... لأخذت كل سفينة غصبا ...

وَقَوله ... غنى وللايقاع فَوق ... بَيَان مَنْطِقه بَيَان
وكأنما يَده فَم ... وقضيبه فِيهَا لِسَان ...

وَكَانَ فِي زمَان مُلُوك الطوائف

(1/447)


بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الْخَامِس
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب المملكة المالقية
وَهُوَ = كتاب فرحة السرُور فِي حلى حصن مورور
من حصون عمل سُهَيْل من أَعمال مالقة الغربية مِنْهُ
323 - الْعَالم المتفنن أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن عبد الله السُّهيْلي الْأَعْمَى
صَاحب كتاب الرَّوْض الْأنف فِي شرح السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَهُوَ مَشْهُور فِي علم النَّحْو وفنون الادب أغار الفرنج على سُهَيْل وخربوه وَقتلُوا أَهله وأقاربه وَكَانَ غَائِبا عَنْهُم فاستأجر من أركبه دَابَّة وأتى بِهِ إِلَيْهِ فَوقف بإزائه وَقَالَ ... يَا دَار ايْنَ الْبيض والارام ... ام ايْنَ جيران عَليّ كرام
راب الْمُحب من الْمنَازل أَنه ... حييّ فَلم يرجع إِلَيْهِ سَلام
لما أجابني الصدى عَنْهُم وَلم ... يلج المسامع للحبيب كَلَام
طارحت ورق حمامها مترنماً ... بمقال صب والدموع سجام
يَا دَار مَا فعلت بك الْأَيَّام ... ضامتك وَالْأَيَّام لَيْسَ تضام ...

(1/448)