المقتبس من أنباء الأندلس

سنة ثمان وعشرين ومائتين
فيها مات أبو عبد الله بن محمد بن سعيد الزجالي المعروف بالأصمعي، صنيعة الأمير عبد الرحمن، وهو حامل بعد الوزارة والكتابة والقيادة، على اختلاف، وقيل إنه توفي

سنة اثنتين وثلاثين ومائتين بعدها.

سنة تسع وعشرين ومائتين
وكان فيها موت يحيى بن معمر الألهاني الذي كان قاضي الجماعة.
ويحيى بن موسى.

(1/216)


سنة ثلاثين ومائتين
عبد الله بن الغازي بن قيس.
قال ابن الفرضي في كتابه: عبد الله بن الغازي بن قيس، من أهل قرطبة، وقد كان عالماً باللغة والغريب والعربية، بصيراً بقراءة نافع بن أبي نعيم، روى عنه ثابت بن حزم السرقسطي وابنه قاسم وغيرهما.
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين
فيها مات زونان الفقيه، وكان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه عبد الملك بن الحسن.
قال ابن الفرضي: هو عبد الملك بن الحسن بن محمد بن زريق بن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا مروان، وقيل أبا الحسن، يعرف بزونان، روى عن صعصعة ابن سلام، وكان مفتياً في أيام الأمير عبد الرحمن، وكان له رحلة سمع فيها ابن القاسم وأشهب وابن وهب وغيرهم من المدنيين، وكان يذهب أولاً إلى مذهب الأوزاعي - وكان الفقه أغلب عليه - ثم تحول إلى مذهب مالك. وهلك سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

(1/217)


سنة أربع وثلاثين ومائتين
وعميد الفقهاء شيخ قرطبة يحيى بن يحيى الليثي، هلك لثمان بقين من رجب منها، وله ثنتان وثمانون سنة.
وقال أحمد بن محمد الرازي: بل عيشة الأربعاء لثمان بين من ذي حجة منها.
وفي كتاب ابن الفرضي: هو يحيى بن يحيى بن كثير بن وهلال بن تسمال بن منقايا، أصله من برابر مصمودة، يتولى بني ليث، يكنى أبا محمد، وكان كبير الأكابر بقرطبة، سمع فيها لأول نشأته من زياد بن عبد الرحمن الموطأ، ثم رحل إلى المشرق، فسمع الموطأ من مالك بن أنس غير أبواب من الاعتكاف شك في سماعها من مالك، فأثبت روايته فيها عن زياد عنه. ورحل إلى مالك وهو يومئذ ابن ثمان وعشرين سنة، فسمع منه، ومن نافع بن أبي نعيم، وسمع بمكة من سفيان بن عيينة، وبمصر من الليث بن سعد، وابن وهب، وابن القاسم، وغيرهم.
وقدم إلى الأندلس بعلم كثير، فعادت فتيا الأندلس بعد عيسى بن دينار إلى رأيه وقوله، وكان يفتى برأي مالك صرفاً لا يعدوه إلا في القنوت في الصبح فإنه تركه لرأي الليث، وترك يحيى من رأى مالك أيضاً الأخذ باليمين مع الشاهد، وأخذ بقول الليث في ترك ذلك وإيجاب شهيدين، وكان أيضاً لا يرى بعثة الحكمين عند تشاجر الزوجين، فكان ذلك مما ينكر عليه. وكان يحيى يفضل بالعقل على علمه.

(1/218)


وقال محمد بن عمر بن لبابة: فقيه الأندلس عيسى بن دينار، وعالمها عبد الملك بن حبيب، وعاقلها يحيى ابن يحيى.
وكان يحيى ممن أتهم بالإجلاب في الهيج، فهرب إلى طليطلة، ثم استأمن الأمير الحكم، فأمنه، وانصرف إلى قرطبة.

سنة خمس وثلاثين ومائتين
محمد بن سعيد بن رستم الوزير الحاجب، في صفر منها.
وأخوه القاسم قبله.
والشريف يحيى بن سليمان بن الأمير عبد الرحمن بن معاوية، وكان من الجلساء والغمر بن يحيى بن عبد الغافر بن أبي عبدة.
وخاطب العاز.
وأبو اليسول الشاعر سعيد بن يعمر بن علي العبدي بسرقسطة.
والأخ بكر بن الأمير الحكم بتدمير، وكان قائداً بها، فورد بذلك أمية بن سليمان عامل تدمير، فخرج زيدان الفتى الكبير للنظر في إحصاء تركته والاحتياط عليها.
ومروان بن عبد الله الزجالي.
وعبد الله بن محمد بن جابر.

(1/219)


والشريف أمية الأعشى بن هشام بن الأمير الحكم.
وسعيد بن حسان الفقيه بقرطبة في جمادى الأولى منها.
وفي كتاب القاضي ابن الفرضي: سعيد بن حسان مولى الأمير الحكم بن هشام، يكنى أبا عثمان قرطبي نبيه، رحل إلى المشرق سنة سبع وسبعين ومائة، فروى عن عبد الله بن نافع، وعبد الله بن عبد الحكم، وأشهب بن عبد العزيز، ومنه استكثر، وسمع منه سماعه عن مالك، وكتب رأيه وغير ذلك من أحاديثه، وانصرف سنة أربع ومائتين، وكان فقيهاً في المسائل حافظاً لها، مشاوراً مع الشيخ يحيى بن يحيى وعبد الملك بن حبيب وقاسم بن هلال، وكان منقطعاً إلى مؤاخاة يحيى، آخذاً بهديه، معظماً له، راكباً سننه، لا يخالفه في شيء يراه، قد غلب عليه مع ذلك حفظ رأي أشهب عن مالك واختاره، وتفرد براويته عنه، وكان على فقهه زاهداً فاضلاً ورعاً، وتوفي في أيام الأمير عبد الرحمن بن الكم سنة ست وثلاثين ومائتين، بعد خليله يحيى بن يحيى بعامين.
والأخ سعيد الخير بن الأمير الحكم في ربيع الآخر.
ومحمد بن حيون بن أبي عبدة أخو حمدون.
ونصر الفتى الخصي خليفة الأمير عبد الرحمن الغالب على دولته، في شعبان منها. وعمر بن حفص بن أبان.