المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
. ذكر الحوادث
التي كانت في سنة ثلاث عشرة من النبوة
من ذلك:
[ذكر العقبة الثانية]
[4] خروج رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم إلى الموسم، فلقيه جماعة من
الأنصار، فواعدوه بالعقبة من أوسط أيام التشريق، فاجتمعوا فبايعوه.
قال كعب بن مالك [5] : خرجنا في حجاج قومنا حتى قدمنا مكة وواعدنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة من أوسط أيام التشريق [فلما فرغنا إلى
الحج، وكانت الليلة التي واعدنا
__________
[1] في الطبري، وابن هشام (1/ 436) : «أنصفت» .
[2] في الطبري وابن هشام: «فقالا له: تغتسل، فتطهر ثوبيك، ثم تشهد
شهادة الحق، ثم تصلي ركعتين» .
[3] في أ: «ما أمسى من ذلك اليوم في دار» .
[4] طبقات ابن سعد 1/ 221، وسيرة ابن هشام 1/ 438، وتاريخ الطبري 2/
360، ودلائل النبوة 2/ 442، والدر لابن عبد البر 68، وتاريخ الإسلام
للذهبي 2/ 200، والبداية والنهاية 3/ 150، وابن سيد 1/ 192، والنويري
16/ 312، وألوفا 307.
[5] الخبر في سيرة ابن هشام 1/ 439، وتاريخ الطبري 2/ 360، ودلائل
النبوة 2/ 444.
(3/34)
رسول الله صلى الله عليه وسلم] لها [1] ،
ومعنا [2] عبد الله بن عمرو بن حزام: أبو جابر، وكنا نكتم من معنا من
المشركين من قومنا أمرنا، فقلنا: يا أبا جابر، إنك سيد من ساداتنا
وشريف من أشرافنا، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدا.
ثم دعوناه إلى الإسلام، وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم
إيانا العقبة، فأسلم وشهد معنا العقبة، وكان نقيبا، فنمنا تلك الليلة
مع قومنا في رحالنا، حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لميعاد
رسول الله صلى الله عليه وسلم نتسلل تسلل القطا، حتى اجتمعنا في الشّعب
خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتسلل تسلل
القطا، حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة، ونحن [ثلاثة و] [3] سبعون
رجلا، ومعنا امرأتان من نسائنا: [4] نسيبة بنت كعب أم عمارة، وأسماء
بنت عمرو بن عدي وهي: أم منيع، فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله صلى
الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه عمه العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ
على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له.
فلما جلس كان أول من تكلم العباس، فقال: يا معشر الخزرج- وكانت العرب
إنما يسمون هذا الحي من الأنصار: الخزرج، خزرجها وأوسها- إن محمدا منا
حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، وهو في
عز من قومه ومنعة في بلده، وإنه قد أبى إلا الانقطاع إليكم [5] واللحوق
بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن
خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه
بعد الخروج/ إليكم، فمن الآن فدعوه، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده.
قال: فقلنا: إنا قد سمعنا ما قلت: فتكلم يا رسول الله وخذ لنفسك وربك
ما أحببت.
قال: فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فتلا القرآن ودعي إلى الله
تبارك وتعالى، ورغّب في
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من أ، وابن هشام.
[2] في ألوفا: «وكان معنا» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، وأوردناه من ابن هشام.
[4] في الأصل: «ومعهم امرأة من نسائهم» .
[5] في ابن هشام: «الانحياز إليكم» .
(3/35)
الْإِسْلَام، ثم قال: «أبايعكم على أن
تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم» .
قال: فأخذ البراء بن معرور بيده، ثم قال: والذي بعثك بالحق، لنمنعنك
مما نمنع منه أزرنا [1] ، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أهل الحرب
[2] وأهل الحلقة [3] ، ورثناها كابرا عن كابر.
قال: فاعترض القول، والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو
الهيثم بن التيهان [4] ، فقال: يا رسول الله، إن بيننا وبين الناس [5]
حبالا ونحن قاطعوها- يعني: اليهود- فهل عسيت إن نحن فعلنا ذَلكَ [6] ثم
أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟
فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم
قال: « [بل] [7] الدم الدم، والهدم الهدم [8] ، أنتم مني وأنا منكم،
أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم» .
وقال: «أخرجوا إلي اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم» .
__________
[1] أزرنا: أي نساءنا. والمرأة قد يكنى عنها بالإزار، كما يكنى أيضا
بالإزار عن النفس، ويجعل الثوب عبارة عن لابسه. قال الشاعر:
رموها بأثواب خفاف فلا ترى ... لها شبها إلا النعام المنفرا
وعلى هذا يصح أن يحمل قول البراء على إرادة المعنيين جميعا.
[2] في ابن هشام: «أبناء الحروب» .
[3] الحلقة: السلاح.
[4] في الأصل: «فاعترض القول والبراء يكلم رسول الله صلى اللَّه عليه
وسلم، فقال: أبو الهيثم» . وفي ألوفا: «فاعترض القوم أبو الهيثم بن
التيهان، فقال» : وما أثبتناه من أ، وابن هشام.
والتيهان: يروى بتشديد الياء وتخفيفها.
[5] في ابن هشام: «بيننا وبين الرجال حبالا» .
[6] في الأصل: «وهل إن عسيت إن فعلنا ذلك» .
[7] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، وأوردناها من ابن هشام.
[8] قال ابن قتيبة: كانت العرب تقول عند عقد الحلف والجوار: دمي دمك.
وهدمي هدمك، أي ما هدمت من الدماء هدمته أنا.
وروى أيضا: بل اللدم للدم، والهدم للهدم. فاللدم جمع لادم، وهم أهله
الذين يلتدمون عليه إذا مات، وهو من لدمت صدرها إذا ضربته.
وقال ابن هشام: ويقال: الهدم الهدم: يعني الحرمة، أي: ذمتي ذمتكم،
وحرمتي حرمتكم.
(3/36)
فأخرجوا اثني عشر نقيبا، تسعة من الخزرج
وثلاثة من الأوس. وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي عبد الله بن
أبي بكر بن حرام: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ
لِلنُّقَبَاءِ: «أَنْتُمْ عَلَى قَوْمِكُمْ بِمَا فِيهِمْ كُفَلاءٌ
كَكَفَالَةِ الْحَوَارِيِّينَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ [وَأَنَا
كَفِيلٌ عَلَى قَوْمِي] [1] قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ:
وَحَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ: أَنَّ الْقَوْمَ
لَمَّا اجْتَمَعُوا لِبَيْعَةِ رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ الْعَبَّاسُ
بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ، هَلْ
تَدْرُونَ عَلَى مَا تُبَايِعُونَ هَذَا الرَّجُلَ؟ قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ: إِنَّكُمْ تُبَايِعُونَهُ عَلَى حَرْبِ الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ
مِنَ النَّاسِ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنَّكُمْ إِذَا نَهَكَتْ
أَمْوَالَكُمْ مُصِيبَةٌ، وَأَشْرَافَكُمْ قَتْلا أَسْلَمْتُمُوهُ،
فَمِن الآنَ، فَهُوَ وَاللَّهِ خِزْيُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِنْ
فَعَلْتُمْ، وَإِنْ كُنْتُمْ ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه
عَلَى نَهْكَةِ [2] الأَمْوَالِ، وَقَتْلِ الأَشْرَافِ، فَخُذُوهُ،
فَهُوَ/ وَاللَّهِ خَيْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
قَالُوا: فَإِنَّا نَأْخُذُهُ عَلَى مُصِيبَةِ الأَمْوَالِ، وَقَتْلِ
الأَشْرَافِ، فَمَا لَنَا بذلك يا رسول الله، إن نحن وَفَيْنَا؟ قَالَ:
«الْجَنَّةُ» . قَالُوا: ابْسُطْ يَدَكَ. فَبَسَطَ يَدَهُ،
فَبَايَعُوهُ.
فأما عاصم بن عمر بن قتادة فقال: والله ما قال العباس ذلك إلا ليشد
بالعقد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أعناقهم. وأما عبد الله بن
أبي بكر فقال: والله ما قال العباس ذلك إلا ليؤخر القوم تلك الليلة
رجاء أن يحضرها عبد الله بن أبي بن سلول [3] ، فيكون أقوى لأمر القوم.
والله يعلم أي ذلك كان.
فبنو النجار يزعمون أن أبا أمامة، أسعد بن زرارة، كان أول من ضرب على
يديه، وبنو عبد الأشهل يقولون: بل أبو الهيثم بن التيهان.
وقال كعب بن مالك: كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم
البراء بن معرور، ثم بايع القوم.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول وأوردناه من ابن هشام 1/ 446.
[2] نهكة الأموال: نقصها.
[3] قال ابن هشام: سلول: امرأة من خزاعة، وهي أم أبي بن مالك بن
الحارث.
(3/37)
فلما بايعنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرْخَ الشيطان من رأس العقبة، بأنفذ صوت
سمعته قط: يا أهل الجباجب [1] ، هل لكم في مذمم [2] ، والصباة [3] معه
قد اجتمعوا على حربكم.
فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ما يقول عدو
الله، هذا أزب العقبة [4] ، اسمع [5] أي عدو الله، أما والله لأفرغن
لك» .
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«ارفضوا [6] إلى رحالكم» فقال له العباس بن عبادة بن نضلة: والذي بعثك
بالحق، لئن شئت لنميلن غدا على أهل منى بأسيافنا؟.
فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لم تؤمر بذلك،
ولكن ارجعوا إلى رحالكم» .
فرجعنا إلى مضاجعنا، فنمنا عليها حتى أصبحنا، فلما أصبحنا غدت علينا
جلّة قريش، حتى جاءونا في منازلنا، فقالوا: يا معشر الخزرج، إنا قد
بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا، وتبايعونه
على حربنا، وإنه والله ما من حي أبغض إلينا، أن تنشب الحرب بيننا
وبينهم، منكم.
قال: فانبعث من هناك من مشركي قومنا يحلفون لهم باللَّه ما كان من هذا
شيء، وما علمناه. قال: وصدقوا لم يعلموا. قال: وبعضنا ينظر إلى بعض.
قال ابن إسحاق [7] /: وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حرام [8] : أن
قريشا أتوا عبد الله بن أبي بن سلول، وذكروا له ما قد سمعوا من أصحابه،
فقال: إن هذا الأمر
__________
[1] الجباجب: منازل منى. وأصل إطلاق الجباجب على المنازل، مأخوذ من أن
الأوعية من الأدم كالزنبيل ونحوه، تسمى: جبجبة، فجعل الخيام والمنازل
لأهلها كالأوعية.
[2] المذمم: المذموم.
[3] الصباة، جمع صابئ. وكان يقال للرجل إذا أسلّم في زمن النبي صلّى
الله عليه وسلّم «صابئ» .
[4] أزب العقبة: اسم شيطان، ويروى بكسر الهمزة، وسكون الزاي. والأزب:
القصير أيضا.
[5] في أحد أصول ابن هشام: «أتسمع» .
[6] أرفضوا: تفرقوا.
[7] سيرة ابن هشام 1/ 448، 449.
[8] في أ: «عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ» .
(3/38)
جسيم، وما كان قومي ليتفوتوا علي بمثل ذلك،
وما علمته. فانصرفوا عنه.
أَخْبَرَنَا ابْنُ ناصر قال: أخبرنا المبارك بن عَبْدِ الْجَبَّارِ
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَزِيُّ
قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْكَرِيمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بن عدي قَالَ: أَخْبَرَنَا
سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
تَفَاخَرَتِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ، فَقَالَ الأَوْسُ: مِنَّا
أَرْبَعَةٌ لَيْسَ فِيكُمْ مِثْلُهُمْ: مِنَّا مَنِ اهْتَزَّ عَرْشُ
الرَّحْمَنِ [1] لِمَوْتِهِ: سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَمِنَّا غِسِّيلُ
الْمَلائِكَةِ: حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ، وَمِنَّا مَنْ حَمَتْ
لَحْمَهُ الدَّبْرُ: عَاصِمُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَمِنَّا مَنْ
جُعِلَتْ شَهَادَتُهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ: خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ.
فَقَالَتِ الْخَزْرَجُ: مِنَّا أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ جَمَعَ كِتَابَ
اللَّهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ لِنَفْسِهِ وَأَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ
وَلَمْ يَجْمَعْهُ رَجُلٌ مِنْكُمْ: أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذُ
بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ
. ذكر أهل العقبة
[2] وهي العقبة الثانية. قال مؤلف الكتاب:
ذكرتهم على حروف المعجم:
1- أبي بن كعب.
2- أسعد بن زرارة.
3- أسيد بن حضير.
4- أوس بن ثابت.
5- أوس بن يزيد 6- البراء بن معرور 7- بشير بن البراء.
8- بشير بن سعد أبو النعمان.
9- بهز بن الهيثم.
10- ثابت بن الجذع [3] .
__________
[1] في الأصل: «اهتز العرش الرحمن» .
[2] سيرة ابن هشام: 1/ 454، والبداية والنهاية 3/ 166.
[3] في الأصل: «بن الجدع» .
(3/39)
11- ثعلبة بن عبد ثعلبة [1] بن غنمة 12-
جابر بن عبد الله بن عمرو [2] .
13- جبار بن صخر.
14- الحارث بن قيس.
15- خالد بن زيد أبو أيوب.
16- خالد بن عمرو بن أبي بن كعب.
17- خالد بن عمرو بن عدي. شهد العقبة في قول الواقدي وحده.
18- خالد بن قيس بن مالك. ولم يذكره أبو معشر وابن عقبة.
19- خارجة بن زيد.
20- خديج بن سالم.
21- خديج بن سلامة.
22- خلاد بن سويد.
23- ذكوان بن عبد/ قيس.
24- رافع بن مالك.
25- رفاعة بن رافع.
26- رفاعة بن المنذر [3] .
27- رفاعة بن عمرو.
28- زياد بن لبيد.
29- زياد بن سهيل أبو طلحة [4] .
30- سعد بن زيد الأشهلي.
ذكره الواقدي وحده.
31- سعد بن خيثمة.
32- سعد بن الربيع.
33- سعد بن عبادة.
34- سلمة بن سلامة.
35- سليم بن عمرو.
36- سنان بن صيفي.
37- سهل بن عتيك.
38- شمر بن سعد.
39- صيفي بن سواد.
40- الضحاك بن حارثة.
41- الضحاك بن زيد.
42- الطفيل بن النعمان.
43- الطفيل بن مالك.
44- عبادة بن الصامت.
45- عباد [5] بن قيس.
46- العباس بن عبادة.
47- عبد الله [6] بن أنيس.
48- عبد الله بن جبير.
49- عبد الله بن الربيع.
__________
[1] في أ: «بن عبد ثعلبة» .
[2] في الأصل: «عبد الله بن عمر» .
[3] في سيرة ابن هشام: «رفاعة بن عبد المنذر» .
[4] في ابن هشام: «زيد بن سهل» .
[5] في الأصول: «عبادة بن قيس» ، وهو تحريف.
[6] في أ: «عبيد الله» ، وهو تحريف.
(3/40)
50- عبد الله بن رواحة.
51- عبد الله بن زيد.
52- عبد الله بن عمرو بن حزام.
53- عبس بن عامر.
54- عبيد بن التيهان.
وبعضهم يقول: عتيك.
55- عقبة بن عمرو، أبو مسعود.
56- عقبة بن وهب.
57- عمارة بن حزم.
58- عمرو بن الحارث.
59- عمرو بن غزية.
60- عمرو بن عمير [1] .
61- عمير بن الحارث.
62- عوف بن الحارث، ويعرف بابن عفراء.
63- عويمر بن ساعدة.
64- فروة بن عمرو بن ودقة [2] .
65- قتادة بن النعمان، ولم يذكره ابن إسحاق.
66- قطبة بن عامر بن حديدة.
67- قيس بن عامر 68- قيس بن صعصعة.
69- كعب بن عمرو.
70- كعب بن مالك.
71- مالك بن التيهان أبو الهيثم.
72- مالك بن عبد الله بن خثيم.
73- مسعود بن يزيد.
74- معاذ بن جبل.
75- معاذ بن عفراء.
76- معاذ بن عمرو بن الجموح.
77- معقل بن المنذر.
78- معن بن عدي.
79- مسعود بن الحارث بن عفراء، ذكره ابن إسحاق وحده.
80- المنذر بن عمرو.
81- النعمان بن حارثة.
82- النعمان بن عمرو، ذكره ابن إسحاق وحده.
83- هانئ بن نيار.
[84- يزيد بن ثعلبة.
85- يزيد بن جذام [3] ، ولم يذكره ابن عقبة والواقدي] [4] .
86- يزيد بن عامر بن حديدة.
87- يزيد بن المنذر.
__________
[1] في أ: «عمرو بن عمير بن الحارث» .
[2] في أ: «وذفة» . وفي ابن هشام: «ابن وذفة» . وقال ابن هشام: «ويقال:
وذفة» .
[3] كذا في أصول المنتظم، وابن هشام المخطوطة وفي الاستيعاب «يزيد بن
حرام» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناها من أ.
(3/41)
88- أبو يسار بن صيفي [1] .
89- أبو عبد الرحمن بن يزيد.
وشهدها امرأتان:
90- نسيبة بنت كعب.
91- وأسماء بنت عمرو بن عدي.
قال مؤلف الكتاب: وقد ذكرناهما في/ حديث كعب بن مالك.
وقال ابن إسحاق: لسيبة- باللام- وأختها ابنتا كعب.
قال: وإنما شهدها سبعون رجلا وهاتان الامرأتان.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: [2]
وَنَفَرَ النَّاسُ [3] مِنْ مِنًى، فَتَبَطَّنُ الْقَوْمُ [4]
الْخَبَرَ، فَوَجَدُوهُ قَدْ كَانَ، فَخَرَجُوا فِي طَلَبِ الْقَوْمِ،
فَأَدْرَكُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ بِالْحَاجِرِ [5] ، وَالْمُنْذِرَ
بْنَ عَمْرٍو، وَكِلاهُمَا كَانَ نَقِيبًا، وَأَمَّا الْمُنْذِرُ
فَأَعْجَزَ الْقَوْمَ، وَأَمَّا سَعْدٌ فَأَخَذُوهُ وَرَبَطُوا
يَدَيْهِ إِلَى عُنُقِهِ بِنَسْعِ [6] رَحْلِهِ، ثُمَّ أَقْبَلُوا بِهِ
حَتَّى أَدْخَلُوهُ مَكَّةَ يَضْرِبُونَهُ، وَيَجْذِبُونَهُ
بِجُمَّتِهِ [7] ، وَكَانَ ذَا شَعْرٍ كَثِيرٍ.
قَالَ سَعْدٌ: فو الله إِنِّي لَفِي أَيْدِيهِمْ إِذْ طَلَعَ عَلَيَّ
نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِيهِمْ رَجُلٌ أَبْيَضُ وَضِيءٌ شَعْشَاعٌ
حُلْوٌ مِنَ الرِّجَالِ.
قَالَ: قُلْتُ: إِنْ يَكُنْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ خَيْرٌ،
فَعِنْدَ هَذَا، فَلَمَّا دَنَا مِنِّي رَفَعَ يَدَهُ فَلَكَمَنِي
لَكْمَةً شَدِيدَةً. قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللَّهِ مَا عندهم
بعد هذا خير. قال: فو الله إني لفي أيديهم يسحبونني إِذْ وَلَّى رَجُلٌ
مِنْهُمْ، مِمَّنْ مَعَهُمْ فَقَالَ: وَيْحَكَ، أَمَا بَيْنَكَ
وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ قُرَيْشٍ جِوَارٌ وَلا عَهْدٌ؟ قَالَ: قُلْتُ:
بَلَى وَاللَّهِ، لقد كنت أجيرا
__________
[1] في أ: «أبو سنان بن صيفي» .
[2] الخبر في سيرة ابن هشام 1/ 448، 449.
[3] في الأصول: «وتفرق الناس» .
[4] في ابن هشام: «فتنطس القوم» . أي أكثروا البحث عن الخبر.
[5] في ابن هشام: «بأذاخر» .
[6] النسع: الشراك الّذي يشد به الرحل.
[7] الجمة: مجتمع شعر الرأس.
(3/42)
لِجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ بِتَجَارَتِهِ،
وَأَمْنَعُهُ مِمَّنْ أَرَادَ ظُلْمَهُ بِبِلادِي، وَلِلْحَارِثِ بْنِ
حَرْبِ بْنِ أُمَّيَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ. قَالَ: وَيْحَكَ، فَاهْتِفْ
بِاسْمِ الرَّجُلَيْنِ فَاذكر مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمَا. قَالَ:
فَفَعَلْتُ، وَخَرَجَ ذَلِكَ الرَّجُلُ إِلَيْهِمَا، فَوَجَدَهُمَا
[فِي الْمَسْجِدِ] [1] عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ لَهُمَا: إِنَّ
رَجُلا مِنَ الْخَزْرَجِ الآنَ يُضْرَبُ بِالأَبْطَحِ، وَأَنَّهُ
لَيَهْتِفُ بِكُمَا، يَذكر أَنَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَكُمَا جِوَارًا.
قَالا: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ. قَالا: صَدَقَ
وَاللَّهِ، إِنْ كَانَ لَيُجِيرُ تِجَارَتَنَا، وَيَمْنَعُ أَنْ
يُكَلِّمُونَا بِبَلَدِهِ.
فجاءا فخلصا سعدا من أيديهم، فانطلق. وكان الذي لكم سعدا: سهيل بن
عمرو، فلما قدم أهل العقبة المدينة أظهروا الإسلام بها، وبقي أشياخ على
شركهم، منهم: عمرو بن الجموح، وكان ابنه معاذ قد آمن وشهد العقبة.
قال ابن إسحاق: وأمر رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وَسَلَّمَ/ أصحابه
بالخروج إلى المدينة، فخرجوا إرسالا، فكان أول من هاجر من أصحاب رسول
الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم من قريش: أبو سلمة، كان هاجر إلى
المدينة قبل بيعة العقبة بسنة، وكان قدم على رسول الله [صلى الله عليه
وسلم] [2] مكة من أرض الحبشة، فلما أذته قريش وبلغه إسلام من أسلم من
الأنصار خرج إلى المدينة مهاجرا.
ثم كان أول من قدم المدينة من المهاجرين بعد أبي سلمة عامر بن ربيعة
معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة، ثم عبد الله بن جحش، ثم تتابعت [3]
أصحاب رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المدينة أرسالا،
وأقام رسول الله بمكة ينتظر أن يؤذن له في الهجرة ولم يتخلف معه بمكة
أحد من المهاجرين إلا أخذ وحبس أو فتن، إلا علي بن أبي طالب وأبو بكر،
وكان أبو بكر كثيرا ما يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة،
فيقول لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا
تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا» فيطمع أبو بكر [4] أن يكون هو، فلما
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصول، وأوردناها من ابن هشام.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناه من أ.
[3] في أ: «ثم تتابع» .
[4] في أ: «فطمع أبو بكر» .
(3/43)
رأت قريش أن رسول الله [صلى الله عليه
وسلم] [1] قد صارت له منعة [2] وأصحاب من غيرهم بغير بلدهم، وعرفوا
خروج أصحابه من المهاجرين إليهم، عرفوا أنهم قد نزلوا دارا، وأصابوا
منعة، فحددوا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم [إليهم] [3] ، وعرفوا
أنه قد أجمع أن يلحق بهم، فاجتمعوا في دار الندوة يتشاورون في أمره
[صلّى الله عليه وسلّم] [4] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[2] في أ: «صارت له شيعة» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، وأوردناها من أ.
وفي نسخة أ: «تم المجلد الثالث» .
وإلى هنا انتهت البياضات في النسخة أ، وهي أماكن العناوين.
(3/44)
|