المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

ثم دخلت سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أن عضد الدولة أمر بحفر النهر من عمود الخالص، وسياقة الماء إلى بستان داره، فبدئ في ذلك وحشر الرجال لعمله.
وأنه كان على صدر زبزب عضد الدولة على صورة السبع من فضة، فسرق في صفر، وعجب الناس كيف كان هذا مع هيبة عضد الدولة المفرطة، وكونه شديد المعاقبة على أقل جناية، ثم قلبت الأرض في البحث عن سارقه فلم يوقف له على خبر، ويقال ان صاحب مصر دسّ من فعل هذا.
[حريق الكرخ]
وفي ربيع الأول: وقع حريق بالكرخ من حد درب القراطيس إلى بعض البزازين من الجانبين، وأتى على الأساكفة، والحذائين، / واحترق فيه جماعة من الناس وبقي لهبه أسبوعا.
وفي ذي القعدة: تقلد أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى كتابة الطائع للَّه، وخلع عليه.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2765- أحمد بن إبراهيم بن إِسْمَاعِيل بن العباس، أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني
[1] .
__________
[1] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 298) .

(14/281)


طلب الحديث وسافر.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعَدَةَ، أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ يوسف السهمي قال: سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول: لما ورد نعي محمد بن أيوب الرازي دخلت الدار، وبكيت وصرخت ومزقت القميص، ووضعت التراب على رأسي، فاجتمع أهلي وقالوا: ما أصابك؟ قلت: نُعِيَ إليَّ محمد بن أيوب منعتموني الارتحال [إليه] [1] فأذنوا لي في الخروج، وأصحبوني خالي إلى نسا إلى الحسن بن سفيان، ولم يكن في وجهي طاقة، فقدمت فقرأت عليه المسند، وغيره، وكانت أول رحلتي في طلب الحديث، وكان للإسماعيلي علم وافر بالنقل، وصنف كتابا على صحيح البخاري، حدثنا به يحيى بن ثابت بن بندار، عن أبيه، عن البرقاني عنه.
وكان الدارقطني يقول: كنت عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي فلم أرزق، توفي الإسماعيلي يوم السبت غرة رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، عن أربع وتسعين سنة.
2766- الحسن بن صالح، أبو محمد السبيعي
[2] .
سمع ابن جرير الطبري، وقاسم المطرز، روى عنه الدارقطني، والبرقاني [3] ، وكان ثقة حافظا مكثرا، وكان عسرا في الرواية، ولما كان بآخره عزم على التحديث والإملاء في مجلس عام، فتهيأ لذلك ولم يبق إلا تعيين يوم المجلس فمات.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت قال: قال لنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي/ الواسطي رأيت أبا الحسن الدارقطني جالسا بين يدي أبي محمد السبيعي [4] كجلوس الصبي بين يدي المعلم [5] هيبة له، توفي في ذي الحجة من هذه السنة.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 298) .
[3] في الأصل: «البوقاني» .
[4] في الأصل: «الحسن السبيعي» .
[5] في ل، ص: «معلم» .

(14/282)


2767- الحسن [1] بن علي بن الحسن بن الهيثم بن طهمان، أبو عبد الله الشاهد، المعروف بابن البادا
[2] .
ولد سنة أربع وسبعين ومائتين، سمع الحسن بن علويه، وشعيب بن محمد الذارع وكان عمره سبعا [3] وتسعين سنة مكث [4] منها خمس عشرة سنة في آخر عمره مقعد أعمى، وتوفي فِي رجب هَذِهِ السنة.
2768- الحسن بْن يوسف بن يحيى، أبو معاذ البستي
[5] .
روى عنه البرقاني، وكان ثقة، وقال ابن أبي الفوارس: توفي في ذي الحجة من هذه السنة، وكان ثقة مستورا، جميل المذهب.
2769- عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن بنيان [6] ، أبو الحسين المعروف بالزينبي
[7] .
ولد في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين ومائتين، وكان يسكن ببركة زلزل، وحدث عن الحسن بن علويه، والفريابي، روى عنه البرقاني، والتنوخي، وكان ثقة، توفي في ذي الحجة [8] من هذه السنة.
2770- عبد الله بن الحسين [9] بن إسماعيل بن محمد، أبو بكر الضبي القاضي
[10] .
[أخبرنا القزاز أخبرنا ابن ثابت أخبرنا عبد الكريم بن أحمد الضبي أخبرنا الدارقطني قال: عبد الله بن الحسين أبو بكر القاضي] [11] سمع أكثر حديث أبيه، وكتب عن
__________
[1] في ت: «الحسين» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 388، والبداية والنهاية 11/ 298) .
[3] في الأصل: « «شعيب بن عبد الله الصامت، وكان ثقة عمّر سبعا ... » .
[4] «مكث» سقطت من ص، ل.
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 456) .
[6] في الأصل: «ص: «بنان» .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 409) .
[8] في ل، ص: «ذي القعدة» .
[9] في ص، ل: «الحسن» .
[10] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 440، والبداية والنهاية 11/ 298) .
[11] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(14/283)


أبي بكر النيسابورىّ وغيره، وحدث وولاه أمير المؤمنين المتقي القضاء على آمد وأرزن [1] ، وميافارقين، وما يلي ذلك [في] [2] سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، ثم ولاه المتقي أيضا في سنة إحدى وثلاثين القضاء على [طريق] [3] الموصل، [وقطر بل، ومسكن، وغير ذلك، وولاه المطيع للَّه سنة أربع وثلاثين على الموصل وأعمالها] [4] وقضاء الحديثة، وما يتصل بذلك، ثم ولاه المطيع [أيضا] القضاء على حلب وأنطاكية وأعمالها [5] ، وولاه الطائع القضاء على ديار بكر، وآمد، وأرزن، وميافارقين، وأرمينية، وأعمال ذلك، وكان عفيفا نزها فقيها، توفي في هذه السنة.
2771- عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث، أبو الحسن التميمي
[6] /.
حدث عن أبي بكر بن زياد النيسابوري، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، ونفطويه [7] ، وغيرهم، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة.
أخبرنا أحمد بن الحسن بن البناء، أنبأنا القاضي أبو يعلى ابن الفراء قال: أبو الحسن عبد العزيز التميمي رجل جليل القدر، وله كلام في مسائل الخلاف، وتصنيف [8] في الأصول، والفرائض.
قال المصنف: وقد تعصب عليه الخطيب، وهذا شأنه في أصحاب أحمد، فحكى عن أبي القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي العكبري أن التميمي وضع حديثا، وهذا العُكْبري لا يعول على قوله، فإنه لم يكن من أهل الحديث والعلم، إنما كان يعرف شيئا من العربية، ولم يرو شيئا من الحديث، كذلك [9] ذكر عنه الخطيب، وكان أيضا
__________
[1] في الأصل: «أرزان» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] «وقضاء الحديثة ... وأنطاكية وأعمالها» ساقط من ص. وما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 461، والبداية والنهاية 11/ 298) .
[7] في الأصل: «عطوية» .
[8] في الأصل: «وصنّف» .
[9] في الأصل: «ولذلك» .

(14/284)


معتزليا يقول إن الكفار لا يخلدون في النار، وعنه حكى الطعن في ابن بطة أيضا، وسيأتي القدح في هذا الأسدي مستوفي في ترجمة ابن بطة، فقد أنفق [1] هذا الأسدي مبغضا لأصحاب أحمد طاعنا في أكابرهم، وأنفق الخطيب يبهرج إذا شاء بعصبية باردة، فإنه إذا ذكر المتكلمين من المبتدعة عظم القوم، وذكر لهم ما يقارب الاستحالة، فإنه ذكر عن ابن اللبان أنه قال: حفظت القرآن وأنا ابن [2] خمس سنين، وحكى عن ابن رزقويه: أن التميمي وضع في مسند أَحْمَد [3] حديثين ويجوز أن/ يكون [قد] [4] كتب في بعض المسانيد من مسند آخر ومن [5] مسموعاته من غير ذلك المسند، متى كان الشيء محتملا لم يجز أن يقطع على صاحبه بالكذب، نعوذ باللَّه من الأغراض الفاسدة على أنها تحول على صاحبها.
2772- علي بن إبراهيم، أبو الحسن الحصري [6] الصوفي الواعظ
[7] .
بصري الأصل، سكن بغداد، وكان شيخ المتصوفة، صحب الشبلي وغيره، وبلغني أنه كبر سنة فصعب عليه المجيء إلى الجامع، فبني له الرباط المقابل لجامع المنصور، ثم عرف بصاحبه الزوزني.
كان الحصري [8] لا يخرج إلا من جمعة إلى جمعة، وله على طريقتهم كلام.
أنبأنا [9] محمد بن محمد الحافظ، أنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، أنا
__________
[1] في الأصل: «اتفق» وفي الموضع التالي كذلك.
[2] في ل، ص: «ولي» .
[3] في ل، ص: «وضع في مسند آخر حديثين» . وفي الأصل: «وضع في مسند أحمد حد.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] في الأصل: «أو من» .
[6] في الأصل: «الحضري» . وفي ص، ل: «البصري» .
وفي تاريخ بغداد، ت، الأنساب للسمعاني: «الحصري» كما أثبتناه.
«والحصري» : «جمع حصير، نسب جماعة إلى عمل الحصير» .
[7] انظر ترجمته في: (الأنساب 4/ 152، وتاريخ بغداد 11/ 340. والبداية والنهاية 11/ 298) .
[8] في الأصل: «الحضري» .
[9] في الأصل: «أخبرنا» .

(14/285)


الحسين [1] بن علي بن غالب المقرئ، [2] أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن جعفر البغدادي قال: سمعت أبا الحسن [3] علي بن إبراهيم الحصري [4] فسمعته يقول:
وجدت من يدعو إنما [5] يدعو الله بظاهره، ويدعو إلى نفسه بباطنه، لأنه يحب أن يعظم، وأن يشار إليه، ويعرف موضعه، ويثني عليه الثناء الحسن، وإذا أحب يحبه الخلق له [وتعظيمهم إياه] [6] فقد دعاهم إلى نفسه، لا إلى ربه، وقال: ما على مني، وأي شيء لي في حتى أخاف عليه، وأرجو له أن رحم رحم ماله، وأن عذب عذب ماله، توفي الحصري [7] يوم الجمعة ببغداد في ذي الحجة [8] من هذه السنة، وقد أناف على الثمانين، ودفن بمقبرة باب حرب
[9] .
2773- علي بن محمد، الأحدب المزور
[10] .
كان يكتب على خط كل أحد حتى لا يشك الرجل [11] المزور على خطه أنه خطه، وَبُلِيَ الناس منه ببلوى عظيمة/ وختم السلطان على يده [12] مرارا، وتوفي يوم الأحد تاسع رجب هذه السنة.
2774- محمد بن أحمد بن روح، أبو بكر الحريري
[13] .
سمع إبراهيم بن عبد الله الزينبي.
__________
[1] في الأصل: «أنا الحسن» .
[2] في الأصل: «المغربي» .
[3] في الأصل: «سمعت بأبي الحسن» .
[4] في الأصل: «الحصري» .
[5] في ص، ل: « ... الحصري يقول ... إنما» . وفي الأصل: « ... يدعو لنا» .
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] في الأصل: «الحضري» .
[8] في ص: «ذي القعدة» .
[9] «ودفن بمقبرة باب حرب» سقط من ص.
[10] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 299) .
[11] «الرجل» سقطت من ص، ل.
[12] في الأصل: «أيده» .
[13] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 303) .

(14/286)


أَخْبَرَنَا [1] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْن علي بْن ثابت، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر البرقاني، عن محمد بن أحمد الحريري [2] وسألته عنه، فقال: ثقة فاضل، قال ابن ثابت: وحدثت [3] عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قال: توفي محمد بن أحمد بن روح في ذي الحجة [4] سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، مستور ثقة.
2775- محمد بن أحمد
بن عبد الله بن محمد، أبو زيد المروزي الفقيه [5] .
سمع محمد بن عبد الله السعدي وغيره، وكان أحد أئمة المسلمين، حافظا لمذهب الشافعي، حسن النظر مشهورا بالزهد والورع، ورد بغداد، وحدث بها، فسمع منه الدارقطني.
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد [6] بْن علي قَالَ: أخبرني محمد بن أحمد قال: أخبرني [7] محمد بن أحمد بن يعقوب، عن محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري قال: سمعت أبا بكر البزاز [8] يقول: عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة، قال أبو نعيم: توفي أبو زيد [بمرو] [9] يوم الجمعة [10] الثالث من رجب هذه السنة.
2776- محمد بن خلف بن جيان بالجيم أبو بكر الفقيه
[11] .
__________
[1] في الأصل: «أخبرني» .
[2] في الأصل: «الحارثي» .
[3] في الأصل: «حدث» .
[4] «في ذي الحجة» سقطت من ص.
[5] في ص: «المروزي» شطب عليها.
انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 314. والبداية والنهاية 11/ 299) .
[6] «أحمد» سقطت من ص، ل.
[7] «محمد بن أحمد قال: أخبرني» سقط من ل، ص.
[8] في الأصل: «القزاز» .
[9] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[10] في ص، ل: «الخميس» .
[11] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 239) .

(14/287)


روى عنه البرقاني، والتنوخي [1] وغيرهما، وكان ثقة، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة.
2777- محمد بن خفيف، أبو عبد الله الشيرازي
[2] /.
صحب الجريري [3] ، وابن عطاء، وغيرهما، وقد ذكرت في كتابي المسمى ب «تلبيس [4] إبليس» عنه من الحكايات ما يدل على أنه كان يذهب مذهب الإباحة [5] .
__________
[1] في الأصل: «الصوفي» .
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 299) .
[3] في الأصل: «الحريري» .
[4] في الأصل: «بتفليس إبليس» .
[5] في الأصل: «الإباحية» .

(14/288)


ثم دخلت سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه [ورد] [1] في يوم الخميس ثامن عشر [2] المحرم فتح [3] الماء الذي استخرجه عضد الدولة من نهر [4] الخالص إلى داره، وبستان الزاهر.
وفي يوم الخميس لثلاث خلون من صفر وقيل بل لليلة خلت من ربيع الأخر:
فتح المارستان الذي أنشأه عضد الدولة في الجانب الغربي من مدينة السلام، ورتب فيه الأطباء، والمعالجون، والخزان، والبوابون، والوكلاء، والناظرون، ونقلت إليه الأدوية، والأشربة، والفرش، والآلات.
وفي شوال توفي عضد الدولة فكتم أصحابه موته، ثم استدعوا [5] ولده صمصام الدولة من الغد إلى دار المملكة، وأخرجوا أمر عضد الدولة بتوليته العهد، وروسل الطائع فسئل كتب عهده منه، ففعل وبعث إليه خلعا ولواء وعهدا بامضاء ما قلده إياه أبوه، وجلس جلوسا عاما حتى قرئ العهد بين يديه، وهنأه الناس، واستمرت الحال على إخفاء وفاة عضد الدولة إلى أن تمهد الأمر.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في ل، ص: «ثاني عشر» .
[3] في الأصل: «صح» .
[4] «نهر» سقطت من ل، ص.
[5] في الأصل: «واستدعوا ... » .

(14/289)


وفي يوم الاثنين لعشر بقين من ذي الحجة [1] : قلد أبو القاسم علي بن أبي تمام الزينبي نقابة العباسيين، والقضاء [2] بالحضرة/ وخلع عليه [3] .
وفي هذا الشهر: خلع على أبي منصور بن الفتح العلوي للخروج بالحاج.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2778- إسحاق بن سعد [4] بن الحسن بن سفيان [أبو يعقوب] [5] النسوي
[6] .
روى عن جده الحسن بن سفيان، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وانتقى عليه الدارقطني، وكان ثقة أمينا، توفي بطريق خراسان مرجعه من الحج.
2779- أحمد بن جعفر، أبو الحسن الخلال
[7] .
كان ثقة مستورا، حسن الحال [8] ، توفي في رمضان هذه السنة.
2780-[فناخسرو بن الحسن بن] [9] بويه بفتح الواو [10] ابن فناخسرو [11] بن تمام بن كوهي بن شيرزيل [12] ، أبو شجاع الملقب عضد الدولة.
كذا ذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا [13] ونسبه إلى سابور بن أردشير، وكان أبوه
__________
[1] في الأصل: «من المحرم ذي القعدة» .
[2] في ل، ص، ت: «الصلاة» .
[3] «خلع عليه» سقطت من ص.
[4] في الأصل: «سعدون» .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 401) .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 4/ 74) .
[8] في الأصل: «حسن الأصول» .
[9] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[10] «بفتح الواو» سقط من ص، ل.
[11] في الأصل: «فناخسرو» . وفي ت: «بويه- بفتح الواو- بن فناخسرو بن تمام بن كوهي ... » .
[12] في الأصل: «بن سيرزيل» .
[13] «كذا ذكره الأمير أبو نصر بن ماكولا» سقطت من ص.

(14/290)


يكنى [1] أبا علي، ويلقب ركن الدولة، وهو أول من خوطب في الإسلام بالملك شاهنشاه، وكان دخوله إلى بغداد في ربيع الأول [2] سنة سبع وستين وثلاثمائة، وخرج الطائع إليه متلقيا له ولم يتلق سواه، ودخل إلى الطائع [3] فطوّقه وسوره وشافهه بالولاية، وأمر أن يخطب له على المنابر ببغداد، ولم تجر بذلك عادة لغير الخليفة، وأذن له في ضرب الطبل على بابه في أوقات الصلوات الثلاث، ودخل بغداد وقد استولى الخراب عليها وعلى سوادها بانفجار بثوقها، وقطع المفسدين طرقاتها، فبعث العسكر إلى بني شيبان، وكانوا يقطعون الطريق، فأوقع بهم، وأسر منهم ثماني مائة/ رجل [4] وسد بثق السهلية، وبثق اليهودي، وأمر الأغنياء بعمارة مسناتهم [5] ، وأن يغرسوا في كل خراب لا صاحب له، وغرس هو الزاهر، وهو دار أبي علي بن مقلة، وكانت قد صارت تلا، وغرس التاجي عند قطربُّل، وحوطه على ألف وسبعمائة جريب، وأمر بحفر الأنهار التي دثرت [6] ، وعمل عليها أرحاء الماء، وحول من البادية قوما فأسكنهم بين فارس وكرمان، فزرعوا، وعمروا البرية، وكان ينقل إلى بلاده ما لا يوجد بها من الأصناف فمنها: نقله [7] إلى كرمان: حب النيل، وبلغ في الحماية أقصى حد، وأخر الخراج إلى النوروز العضدي [8] ، ورفع الجباية عن الحاج، وأقام لهم السواني في الطريق، وحفر المصانع والآبار، وأطلق الصلات لأهل الحرمين، ورد رسومهم القديمة، وأدار السور على مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّمَ، [وكسا المساجد] [9] فأدر أرزاق المؤذنين والقراء، وربما تصدق [10] بثلاثين ألفا، وصدق مرة بثلاثين بدرة، وعمل الجسر، وبنى القنطرتين
__________
[1] في الأصل: «وقال غيره: قناخسروا هو يكنى» .
[2] في ل، ص، ت: «الآخر» .
[3] «متلقيا ولم يتلق سواه، ودخل إلى الطائع» سقطت من ص.
[4] «رجل» سقطت من ص، ل.
[5] في الأصل: «مسنياتهم» .
[6] في ل، ص، ت: «اندرست» .
[7] في الأصل: «من» . في ص، ل: «فمما نقله» .
[8] في الأصل: «النيروز» .
[9] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[10] في ص، ل: «صدق» وكذلك في الموضع التالي.

(14/291)


العتيقة والجديدة على الصراة، فتمت الجديدة بعد [1] وفاته، وكان بجكم قد عمل مارستان فشرع فِيهِ [2] ، فلم يتم فعمله عضد الدولة [3] وجلب إليه ما يصلح لكل فن [4] ، وعمل بين يديه سوقا للبزازين، ووقف عليه وقوفا كثيرة، وعمل له أرحاء بالزبيدية من نهر عيسى، ووقفها عليه وكان يبحث عن أشراف الملوك، وينقب [5] عن سرائرهم، وكانت أخبار الدنيا عنده [حتى] [6] لو تكلم إنسان بمصر رقي إليه حتى أن رجلا بمصر [7] ذكره بكلمة فاحتال حتى جاء به، ووبخه عليها ثم/ رده فكان الناس يحترزون في كلامهم وأفعالهم من نسائهم وغلمانهم، وكانت له حيل [عجيبة] [8] في التوصل إلى كشف [9] المشكلات، وقد ذكرت منها جملة في كتاب «الأذكياء» فكرهت الإعادة، وكانت هيمنته [10] عظيمة، فلو لطم إنسان إنسانا قابله أشد [11] مقابلة، فانكف الناس عن التظالم، وكان غزير العقل شديد التيقظ، كثير الفضل [12] ، بعيد الهمة محبا للفضائل، مجتنبا للرذائل، وكان يباكر دخول الحمام، فإذا خرج صلى الفجر، ودخل إليه خواصه [13] ، فإذا ترحل النهار سأل عن الأخبار الواردة، فإن تأخرت عن وقتها قامت عليه القيامة، وسأل عن سبب التعويق، فان كان من غير عذر أنزل البلاء [14] عليهم، حتى أن
__________
[1] في الأصل: «وبعد» .
[2] في ل، ص: «واستحدث المارستان وكان بجكم قد شرع ليعمله» .
[3] «فعمله عضد الدولة» سقط من ل، ص.
[4] في الأصل: «لكل متمنّ» .
[5] في الأصل: «ويبعث عن» .
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] «رقى إليه حتى أن رجلا بمصر» سقطت من ص.
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[9] في الأصل: «تلجأه في الكشف عن» .
[10] في ل، ص: «هيبته» .
[11] في ل، ص، ت: «أقبح» .
[12] في الأصل: «كثير الفضل شديد التيقظ» .
[13] في ص: «أصحابه» .
[14] في ص، ل: «البلايا» .

(14/292)


بعضهم يعوق بمقدار ما تغدى، فيضرب [1] ، وكانت الأخبار تصل من شيراز إلى بغداد في سبعة أيام، وتحمل معهم الفواكه الطرية، ثم يتغدى والطبيب قائم، وهو يسأله عن منافع الأطعمة ومضارها، ثم ينام فإذا انتبه [2] صلى الظهر، وخرج إلى مجلس الندماء والراحة، و [سماع] [3] الغناء، وكذلك إلى أن يمضي من الليل صدر، ثم يأوي إلى فراشه، فإذا كان يوم موكب برز للأولياء، فلقيهم ببشر معه هيبة، وكان يقتل ويهلك ظنا منه أن ذلك سياسة، فيخرج بذلك الفعل عن مقتضى الشريعة، حتى أن جارية شغلت قلبه بميله إليها عن تدبير المملكة، فأمر بتغريقها، وأخذ غلام بطيخا من رجل غصبا فضربه بسيف فقطعه نصفين. وكان يحب العلم والعلماء، ويجري الرسوم للفقهاء والأدباء والقراء، فرغب الناس في العلم/ وكان هو يتشاغل بالعلم، فوجد له في تذكرة «إذا فرغنا من حل إقليدس [4] كله تصدقت بعشرين ألف درهم، وإذا فرغنا من كتاب أبي علي النحوي تصدقت بخمسين ألف درهم، وكل ابن يولد لنا كما نحب أتصدق بعشرة آلاف درهم، فإن كان من فلانة فبخمسين ألف درهم، وكل بنت [5] فبخمسة آلاف، فإن كان منها فبثلاثين ألفا، وكان يحب الشعر، فمدح كثيرا وكان يؤثر مجالسة الأدباء على منادمة الأمراء، وقال شعرا كثيرا نظرت فِي جميعه [6] فمن شعره:
يا طيب رائحة من نفحة الخيري ... إذا تمزق جلباب الدياجير
كأنما رش بالماورد أو عبقت ... فيه دواخين ند عند تبخير
كان أوراقه في القد أجنحة ... صفر وحمر وبيض من زنابير
ومن شعره، وقد خرج [7] إلى بستان، وقال: لو ساعدنا غيث، فجاء المطر فقال:
ليس شرب الكأس [8] إلا في المطر ... وغناء من جوار في السحر
__________
[1] في الأصل: «فضرب» .
[2] في الأصل: «فإذا أقام» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في ص، ل: «أوقليدس» .
[5] في الأصل: «وإن كان بنتا» .
[6] «نظرت في جميعه» سقطت من الأصل.
[7] في الأصل: «أنه خرج» .
[8] في الأصل: «الراح» .

(14/293)


غانيات سالبات للنهى ... ناغمات [1] في تضاعيف الوتر
راقصات زاهرات نجل ... رافلات في أفانين الحبر
مطربات محسنات مجن ... رافضات الهم أبان الفكر
مبرزات الكأس من مخزنها ... مسقيات الخمر من فاق البشر
عضد الدولة وابن ركنها ... مالك الأملاك غلاب القدر
سهل الله له بغيته ... في ملوك الأرض ما دار القمر
وأراه الخير في أولاده ... ليساس الملك منه بالغرر
وقالوا انه مذقال: «غلاب القدر» لم يفلح.
وليس شعره/ بالفائق، فلم أكتب منه غير ما كتبت [2] .
وأهدى إليه أبو إسحاق الصابئ استرلابًا [3] في يوم مهرجان وكتب معه:
أهدى إليك بنو الأملاك واختلفوا ... في مهرجان جديد أنت مبليه
لكن عبدك إبراهيم حين رأى ... علو قدرك عن شيء تدانيه [4]
لم يرض بالأرض مهداة إليك فقد ... أهدى لك الفلك الأعلى بما فيه
وكان قد طلب حسان [5] دخله في السنة، فإذا هو ثلاثمائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم فقال: أريد أن أبلغ به إلى ثلاثمائة وستين ألف ألف درهم، ليكون دخلنا في كل يوم ألف ألف درهم، وفي رواية أنه كان يرتفع له كل عام اثنان وثلاثون ألف ألف دينار، ومائتا ألف دينار وكان له كرمان، وفارس، وعمان، وخوزستان، والعراق،
__________
[1] في الأصل: «ناعمات» .
[2] على هامش النسخة ل: «ومن شعره لما اعتذر إليه أبو تغلب بن ناصر الدولة الحمداني عن مناصرة ابن عمه:
أأفاق حين ركبت ضيق خناته ... يبغي السلام وكان يبغي صارما
فلأركبن عزيمة عضدية ... تدع الأنوف لدى الزمان راغما
[3] في الأصل «أصلابا» .
[4] في الأصل «يدانيه» .
[5] في الأصل: «حساب» .

(14/294)


والموصل، وديار بكر وحران، ومنبج، وكان مع صدقاته، وإيصاله ينظر في الدينار، وينافس [1] في القيراط، وأقام مكوسا، ومنع أن يعمل في الآلة، وأثر آثار من الظلم، فلما احتضر عضد الدولة جعل يتمثل بقول القاسم بن عبيد الله:
قتلت صناديد الرجال فلم أدع ... عدوا ولم أمهل على ظنة خلقا
وأخليت دور الملك من كل نازل ... فشردتهم غربا وبددتهم [2] شرقا
فلما بلغت النجم عِزًّا ورفعة ... وصارت رقاب الخلق أجمع لي رقا
رماني الردى سهما فأخمد جمرتي ... فها أنا ذا في حفرتي عاطلا ملقى
فأذهبت دنياي وديني سفاهة ... فمن ذا الذي مِنِّي بمصرعه أشقى/
ثم جعل يقول (مَا أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ) 69: 28- 29 فرددها إلى أن توفي في آخر يوم الاثنين من شوال هذه السنة عن سبع وأربعين سنة، واحد عشر شهرا، وثلاثة أيام، وقيل: بل عن ثمانية وأربعين سنة، وستة أشهر، وخمسة عشر يوما، وأخفى خبره، ودفن في دار المملكة إلى أن خرجت السنة، وتقررت قواعد ما يتعلق به في السنة المقبلة [3] ، فلما توفي بلغ خبره إلى مجلس بعض [4] العلماء، وفيه جماعة من أكابر أهل العلم، فتذاكروا الكلمات التي قالها الحكماء عند موت الإسكندر.
وقد رويت لنا من طرق مختلفة الألفاظ، ونحن نذكر أحسنها، وذلك [5] أن الإسكندر لما مات قام عند تابوته جماعة من الحكماء، فقال أحدهم: سلك الإسكندر طريق من فني، وفي موته عبرة لمن بقي، وقال الثاني، خلف الإسكندر ماله لغيره، ونحكم فيه بغير حكمه، وقال الثالث: أصبح الإسكندر مشتغلا بما عاين وهو بالأعمال يوم الجزاء أَشْغَلُ، وقال الرابع: كنت مثلي حديثا وأنا مثلك وشيكا، وقال الخامس: إن هذا الشخص كان لكم واعظا، ولم يعظكم قط، بأفضل من مصرعه. وقال السادس: كان
__________
[1] في الأصل: «يناقش» .
[2] في الأصل: «وشردتهم» .
[3] في الأصل «المستقبلة» .
[4] في ل، ص والمطبوعة: «إلى بعض مجلس» .
[5] في ص، ل: «ذاك» .

(14/295)


الإسكندر كحلم نائم انقضى، أو كظل غمام [1] انجلى. وقال السابع: لأن كنت أمس لا يأمنك أحد لقد أصبحت اليوم وما يخالفك أحد. وقال الثامن: هذه الدنيا الطويلة العريضة طويت في ذراعين. وقال/ التاسع: أجاهلا كنت بالموت فنعذرك، أم عالما به فنلومك، وقال العاشر: كفى للعامة أسوة بموت الملوك، وكفى للملوك عظة بموت العامة.
وقال بعض من حضر ذلك [2] المجلس الذي أشيع [3] فيه بموت عضد الدولة، وتذكرت فيه هذه الكلمات: فلو قلتم أنتم مثلها لكان ذلك يؤثر عنكم، فقال أحدهم: لقد وزن [4] هذا الشخص الدنيا بغير [5] مثقالها وأعطاها فوق قيمتها، وحسبك أنه طلب الربح فيها فخسر روحه فيها، وقال الثاني: من استيقظ للدنيا فهذا نومه، ومن حلم فيها فهذا انتباهه. وقال الثالث: ما رأيت غافلا [6] في غفلته، ولا عاقلا [7] في عقله مثله، لقد كان ينقض جانبا، وهو يظن أنه مبرم، ويغرم [وهو] [8] يظن أنه غانم. وقال الرابع: من جد للدنيا هزلت به، ومن هزل راغبا عنها جدت له. وقال الخامس: ترك هذا [9] الدنيا شاغرة، ورحل عنها بلا زاد، ولا راحلة. وقال السادس: إنَّ ماءً أطفأ هذه النارَ لَعَظِيمٌ، وإن ريحا زعزعت هذا الركن لعصوف. وقال السابع: إنما سلبك من قدر عليك. وقال الثامن: لو كان معتبرا في حياته لما صار عبرة في مماته. وقال التاسع: الصاعد في درجاتها إلى سفال، والنازل في درجاتها إلى معال. وقال العاشر: كيف غفلت عن [كيد] [10] هذا الأمر حتى نفذ فيك، وهلا اتخذت دونه جنة تقيك، إن فيك
__________
[1] في الأصل: «عمامة» .
[2] «ذلك» سقطت من ل، ص.
[3] في ص، ل، ت: «أشنع» .
[4] في الأصل: «ورث» .
[5] «بغير» سقطت من ل، ص.
[6] في الأصل: «ما رأيت عاقلا» .
[7] في الأصل: «ولا غافلا» .
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[9] في الأصل: «من ترك هذه ... » .
[10] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(14/296)


لعبرة [1] للمعتبرين، وإنك [2] لآية للمستبصرين.
2781- محمد بن إسحاق بن هبة الله بن إبراهيم/ بن المهتدي باللَّه، أبو أحمد الهاشمي
[3] .
حدث عن الحسين بن يحيى بن عياش [4] القطان، روى عنه عبد العزيز الأزجي، وتوفي ليلة الجمعة لأربع بقين من شوال هذه السنة.
2782- محمد بن أحمد بن تميم، أبو نصر السرخسي
[5] .
قدم بغداد، وحدث بها عن محمد بن إدريس الشامي، وأحمد بن إسحاق السرخسي، وروى عنه ابن رزقويه [6] ، وغيره، وكان ثقة.
2783- مُحَمَّد [بن جعفر] [7] بن أحمد بن جعفر بن أحمد [8] بن الحسن بن وهب، أبو بكر الحريري المعدل، ويعرف: بزوج الحرة
[9] .
سمع ابن جرير الطبري، والبغوي، وابن أبي داود، والعباس بن يوسف الشكلي. روى عنه ابن رزقويه [10] ، والبرقاني [11] وابن شاذان. قال البرقاني: هو بغدادي جليل أحد العدول الثقات.
حدثنا القزاز، أخبرنا الخطيب، أخبرنا علي بن المحسن القاضي قال: حدثني أبي قال: حدثني الأمير أبو الفضل جعفر [بن] [12] المكتفي باللَّه قال: كانت بنت بدر
__________
[1] في الأصل: «إن فيك عبرة» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 261) .
[4] في الأصل: «أحمد بن عباس» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 283) .
[6] في الأصل: «رزقونة» .
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[8] «بني أحمد» سقط من ل، ص.
[9] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 301، وتاريخ بغداد 2/ 153) .
[10] في الأصل: «رزقونة» .
[11] في الأصل: «الزنجاني» .
[12] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(14/297)


مولي المعتضد زوجة أمير المؤمنين المقتدر: باللَّه، فأقامت عنده سنين، وكان لها مكرما، وعليها مفضلا الأفضال العظيم، فتأثلت [1] حالها، وانضاف ذلك إلى عظيم نعمتها الموروثة وقتل المقتدر فأفلتت من النكبة، وسلم لها جميع أموالها، وذخائرها، حتى لم يذهب لها شيء، وخرجت عن الدار، وكان يدخل إلى مطبخها حدث يحمل [فيه] [2] على رأسه شيء [3] يعرف بمحمد بن جعفر، وكان حركا فيقف على القهرمانة بخدمته، فنقلوه إلى أن صار وكيل المطبخ، وبلغها خبره ورأته، فردت إليه الوكالة في غير المطبخ/ وترقى أمره حتى صار ينظر في ضياعها وعقارها، وغلب عليها حتى صارت تكلمه من وراء ستر، وخلف باب، وزاد اختصاصه بها حتى علق بقلبها، فاستدعته إلى تزويجها، فلم يجسر على ذلك، فجسرته وبذلت [له] [4] مالا حتى تم لها ذلك، وقد كانت حاله تأثلت بها، وأعطته لما أرادت ذلك منه أموالا جعلها لنفسه نعمة ظاهرة، لئلا يمنعها أولياؤها منه لفقره، وأنه ليس بكفؤ، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة حتى زوجوها منه، واعترض الأولياء، فغالبتهم بالحكم والدراهم، فتم له ذلك ولها، فأقام معها سنين، ثم ماتت فحصل له من مالها نحو ثلاثمائة ألف دينار، فهو يتقلب إلى الآن فيها. قال أبي: قد رأيت أنا هذا الرجل وهو شيخ عاقل شاهد مقبول، توصل بالمال إلى أن قبله أبو السائب القاضي، حتى أقرّ في يده وقوف الحرة ووصيتها، لأنها وصت إليه في مالها ووقوفها، وهو إلى الآن لا يعرف إلا بزوج الحرة، وإنما سميت الحرة: لأجل تزويج المقتدر بها، وكذا عادة الخلفاء لأجل غلبة [5] المماليك عليهم إذا كانت لهم زوجة قيل لها: الحرة.
قال ابن ثابت: قال لنا أبو علي بن شاذان: كان محمد بن جعفر زوج الحرة جارنا، وسمعت منه مجالس من أماليه، وكان يحضره في مجلس الحديث القاضي الجراحي، وأبو الحسين بن الظفر، والدارقطنيّ، وابن حيويه، وغيرهم من الشيوخ،
__________
[1] في ل، ص «فماثلت» وما أثبتناه هو ما في الأصل، وتاريخ بغداد.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] «شيء» سقطت من ل، ص.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] في ل، ص: «لغلبة» .

(14/298)


وتوفي ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لأربع خلون من صفر هذه السنة، ودفن بالقرب من قبر معروف الكرخي، / وحضرت مع أبي الصلاة عليه.
2784- منصور بن أحمد بن هارون الفقيه، أبو صادق
[1] .
سمع من جماعة، ولم يحدث قط، وكان من الزهاد الهاربين من الرئاسات، وقال الزهديات، وتوفي في جمادي الأولى من هذه السنة، وَهُوَ ابْن خمس وستين سَنَة.
__________
[1] في ل: «منصور بن أحمد بن هارون، أبو صالح» .

(14/299)


ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
[إظهار وفاة عضد الدولة]
أنه في يوم عاشوراء وهو عاشر [1] المحرم اظهرت وفاة عضد الدولة، وحمل تابوته إلى الشهداء الغربي، ودفن في تربة بنيت له هناك [2] ، وكتب على قبره في ملبن ساج:
«هذا قبر عضد الدولة وتاج الملة أبي شجاع ابن ركن الدولة أحب مجاورة هذا الإمام التقي لطمعه في الخلاص يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها 16: 111 والحمد للَّه وصلى الله على سيدنا [3] محمد وعترته الطاهرة» .
وتولي أمره، وحمله أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق العلوي النقيب، وجلس صمصام الدولة للعزاء به بالثياب [4] السود على الأرض، وجاءه الطائع للَّه معزيا، ولطم عليه في دوره والأسواق اللطم الشديد المتصل أياما كثيرة، فلما انقضى ذلك، ركب صمصام الدولة إلى دار الخلافة يوم السبت لسبع بقين من الشهر، وخلع عليه فيها [5] الخلع السبع والعمامة السوداء، وسور وطوق وتوج، وعقد له لواءان، ولقب شمس الملة، وحمل على فرس بمركب من ذهب وقيد بين يديه مثله، وقرئ عهده
__________
[1] في الأصل: «وثاني عشر» .
[2] في ل، ص: «هناك» .
[3] «سيدنا» سقطت من ص، ل.
[4] في المطبوعة: «بالنياب» .
[5] في ل، ص، الأصل: «منها» .

(14/300)


بتقليده الأمور فيما بلغته الدعوة في جميع الممالك، ونزل من هناك في الطيار [1] إلى دار المملكة وأخذت/ له البيعة على جميع الأولياء بالطاعة، وإخلاص النية في المناصحة، وأطلق له رسومها، وكوتب الولاة والعمال وأصحاب النواحي والأطراف بأخذ البيعة على من قبلهم من الأجناد.
وفي ليلة الأربعاء الحادي [2] عشر من صفر انقض كوكب عظيم الضوء، وكانت عقيبه دوي كالرعد.
[وفاة مؤيد الدولة]
وورد الخبر بوفاة مؤيد الدولة أبي منصور بن بويه [3] بن ركن الدولة بجرجان، فجلس صمصام الدولة للعزاء به في يوم الخميس لثمان بقين من رمضان، وجاءه الطائع [للَّه] [4] فيه معزيا، ولما اشتدت علة مؤيد الدولة قال له الصاحب أبو القاسم إسماعيل ابن عباد: لو عهد أمير الأمراء [في الأمر] [5] عهد إلى من يراه أهلا [6] كان تسكن الجند إليه عاجلا إلى أن يتفضل الله بعافيته وقيامه إلى تدبير مملكته، كان ذلك من [7] الاستظهار الذي لا ضرر فيه. فقال: أنا في شغل عما تخاطبني عليه، وما لهذا الملك قدر مع انتهاء الإنسان إلى [مثل] [8] ما أنا فيه، فافعلوا ما بدا لكم أن تفعلوه، ثم أشفى فقال له الصاحب: تب يا مولانا من كل ما فرطت فيه، وتبرأ من هذه الأموال التي لست على ثقة من طيبها وحصولها من حلها، واعتقد متى أقامك الله وعافاك أن تصرفها في وجوهها، وترد كل ظلامة تعرفها. ففعل ذلك، وتلفظ به، ومات فكتب الصاحب في الوقت إلى أخيه فخر الدولة أبي الحسن علي بن ركن الدولة بالإسراع والتعجيل، وانفذ إليه خاتم مؤيد الدولة، وأرسل بعض ثقاته، حتى استحلفه له [9] على الحفظ والوفاء
__________
[1] «فيما بلغته ... الطيار» ساقط من ص.
[2] في ل، ص: «السادس عشر» .
[3] في ل، ص: «أبي منصور بويه» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. و «فيه» ساقط من ل، ص.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. و «عهد» سقط من ل، ص.
[6] في ل، ص: «عهد» .
[7] في الأصل: «في» .
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[9] «له» سقطت من ل، ص.

(14/301)


بالعهد، فأسرع، فلما وصل وانتظم له الأمر قال له الصاحب: قد بلغك الله يا مولانا، وبلغني فيك ما أملته، ومن حقوق خدمتي لك إجابتي إلى ما أنا مؤثر له من ملازمة داري [1] واعتزال الجندية، والتوفر/ على أمر الله تعالى. فقال له: لا تقل هذا، فإنني لا [2] أريد هذا الملك إلا لك، ولا يجوز أن يستقيم لي فيه الأمر إلا بك، وإذا كرهت ملابسة الأمور، كرهت أنا ذلك، وانصرفت. فقبل الأرض، وقال: الأمر لك، فاستوزره، وخلع عليه الخلع السنية.
وزادت الأسعار في هذه السنة زيادة مفرطة، ولحق الناس مجاعة عظيمة، وبلغ الكر الحنطة في رمضان: ثلاثة آلاف درهم تاجية، وبلغ في ذي القعدة أربعة آلاف وثمانمائة [3] درهم، وضج الناس، وكسروا منابر الجوامع، ومنعوا الصلاة في عدة جمع، ومات خلق من الضعفاء جوعا على الطريق، ثم تناقصت الأسعار في ذي الحجة.
وفي هذه السنة: وافى القرامطة إلى البصرة، لما حدث من طمعهم بعد وفاة عضد الدولة فصولحوا [4] على مال اعطوه وانصرفوا.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر.
2785- أحمد بن عبد العزيز، أبو بكر العكبريّ.
وروى عن أبي خليفة الساجي وغيره [5] وكان ثقة مأمونا، توفي بعكبرا في رجب هذه السنة.
2786- بويه أبو منصور، الملقب مؤيد الدولة بن ركن الدولة
[6] .
__________
[1] في الأصل: «دارك» .
[2] في ل، ص: «فإنني ما أريد» .
[3] في الأصل: «أربعة آلاف درهم وثمانمائة» .
[4] في ل، ص: «فصالحوا» .
[5] في الأصل: «وغيرهما» .
[6] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 302) .

(14/302)


كان وزيره الصاحب بن عباد، فضبط مملكته، وأحسن التدبير، وكان قد تزوج بنت عمه زبيدة بنت معز الدولة أبي الحسين، فأنفق في العرس [1] سبعمائة ألف دينار، وتوفي بجرجان في سابع [2] عشر شعبان هذه السنة، وكانت علته الخوانيق، وكان عمره ثلاثا وأربعين سنة وشهرا، وإمارته سبعة وستين شهرا وخمسة وعشرين [3] يومًا.
2787- جعفر الضرير، المقرئ بباب الشام
[4] .
توفي في ذي الحجة [5] من هذه السنة/، وكان ثقة.
2788- سعيد بن سلام، أبو عثمان المغربي
[6] .
ولد بالقيروان [7] في قرية يقال لها: كركنت [8] ، ولقي الشيوخ بمصر، ودخل بلاد الشام، وصحب أبا الخير الأقطع، وجاور بمكة سنين، وكان لا يظهر في المواسم، وكانت له كرامات، وكان أبو سليمان الخطابي يقول: إن كان في هذا العصر من المحدثين أحد فأبو عثمان.
أخبرنا القزاز، أخبرنا الخطيب، أخبرنا أبو سعيد الحسين بن علي بن أحمد [9] الشيرازي قال: سمعت أبا مسلم غالب بن علي الرازي يقول: سمعت أبا عثمان المغربي يقول: كنت ببغداد، وكان بي وجع من ركبتي حتى نزل إلى مثانتي، فاشتد [وجعي] [10] ، وكنت استغيث باللَّه، فناداني بعض الجن: مما استغاثتك باللَّه [11] ، وغوثه
__________
[1] في ص، ل: «عرسه» .
[2] في ل، ص: «ثالث عشر» .
[3] في ل، ص: «وخمسة عشر» .
[4] في ل: «المزني» .
[5] في ص، ل: «ذي القعدة» .
[6] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 302 وتاريخ بغداد 9/ 112) .
[7] في ل، ص: «بقيروان» .
[8] في الأصل: «كوكنت» .
[9] «بن أحمد» سقطت من ص.
[10] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[11] «فناداني بعض الجن مما اشتغانتك باللَّه» سقط من ص.

(14/303)


بعد؟ فلما سمعت ذلك رفعت صوتي، وزدت في مقالتي حتى سمع أهل الدار صوتي، فما كان إلا [بعد] [1] ساعة، فجاء البول، وقدم إلى سطل أهريق فيه الماء، فخرج مني شيء [2] بقوة، فضرب وسط السطل، حتى سمعت له صوتا، فإذا هو حجر قد خرج من مثانتي، وذهب الوجع عني، فقلت: ما أسرع الغوث، وكذا الظن به.
توفي أبو عثمان بنيسابور في جمادى الأولى من هذه السنة، ودفن إلى جنب أبي عثمان الحيري
[3] .
2789- عبد الله بن أحمد بن ماهيزذ [4] ، أبو محمد الأصبهاني، يعرف بالظريف
[5] .
سكن بغداد، وحدث بها عن الباغندي، والبغوي، [وابن] [6] أبي داود، روى عنه البرقاني، والأزجي، وكان ثقة توفى في هذه السنة [7] .
أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا علي، أَخْبَرَنَا أحمد بْن عمر بْن روح/ النهرواني قال: ذكرنا عبد الله بن أحمد بن ماهيزذ أنه ولد في آخر [8] سنة ثلاث أو أربع وسبعين ومائتين، قال: ودخلت بغداد سنة سبع وتسعين ومائتين، وحججت في سنة ثلاث وثلاثمائة، وصمت ثمانية وثمانين رمضانا.
2790- عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عثمان بن المختار، أبو محمد، المزني، الواسطي، ويعرف: بابن السقاء
[9] .
سمع عبدان، وأبا يعلى الموصلي، والبغوي، وابن أبي داود، وكان فهما
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصل: «صوت» .
[3] في الأصل: «الجيزي» وفي ت: «الحزقي» .
[4] في ت: «شاهين» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 392) .
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] «توفي في هذه السنة» سقطت من ل، ص.
[8] «آخر» سقطت من ل، ص.
[9] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 302، وتاريخ بغداد 10/ 130) .

(14/304)


حافظا، ورد بغداد فحدث بها مجالسه كلها من حفظه بحضرة [1] ابن المظفر والدارقطني، وكانا يقولان: ما رأينا معه كتابا، إنما حدثنا [2] حفظا، وما أخذنا عليه خطأ في شيء، غير أنه حدث عن أبي يعلى بحديث في القلب منه شيء. قال أبو العلاء الواسطي: فلما عدت إلى واسط أخبرته، فأخرج الحديث وأصله بخط الصبي. توفي في هذه السنة.
__________
[1] في الأصل: «بحضارة» .
[2] في الأصل: «حدثناه» .

(14/305)


ثم دخلت سنة أربع وسبعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
[إصلاح ما بين صمصام الدولة وفخر الدولة]
أن أبا عبد الله بن سعدان شرع في إصلاح ما بين صمصام الدولة وفخر الدولة، وخوطب الطائع [للَّه] [1] على ما يجدده لفخر الدولة من الخلع والعهد واللقب، ففعل وجلس لذلك، وأحضرت الخلع، وقرئ عهده، وبعثت إليه.
وفي شهر رجب: كان عرس في درب رباح، فوقعت الدار، فهلك كثير من النساء، وأخرجن من تحت الهدم بالحلي والزينة، فكانت المصيبة عامة.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2791- إبراهيم بن أحمد بن جعفر بن موسى، أبو إسحاق، المقرئ الخرقي
[2] /.
من أهل الجانب الشرقي، كان يسكن [3] سوق يحيى، وحدث عن جماعة، وروى عنه التنوخي، والجوهري، وكان ثقة صالحا. توفي في ذي الحجة من هذه السنة.
2792- إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سُفْيَانَ بن عامر بن عبد العزيز، أبو يعقوب الشيباني النسوي
[4] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 17) .
[3] في ل، ص: «ينزل» .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 401) .

(14/306)


ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، روى عن جده الحسن، وعن محمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، كتب عنه الناس بانتخاب الدارقطني، وَكَانَ ثقة. تُوُفِّيَ فِي هذه السنة.
2793- عَبْد اللَّهِ بن موسى بن إسحاق، أبو العباس الهاشمي
[1] .
روى عن ابن بنت منيع، وابن أبي داود، وقاسم المطرز، وأبي خبيب البرقي، وغيرهم، وكان ثقة أمينا من أهل القرآن والحديث، توفي في ذي الحجة من هذه السنة.
2794- محمد بن أحمد بن بالويه، أبو علي النيسابوري المعدل
[2] .
سمع عبد الله بن محمد بن شيرويه، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن إسحاق السراج، وغيرهم، وكان ثقة، وتوفي بنيسابور يوم الخميس سلخ شوال هذه السنة، عن أربع وتسعين سنة.
2795- محمد بن أحمد بن محمد بن عبدان بن فضال، أبو الفرج الأسدي
[3] .
ولد في سنة تسع وتسعين ومائتين وسمع الباغندي وأبا عمر القاضي وأبا بكر بن أبي داود.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا أبو بكر بن ثابت، أخبرنا العتقيّ قال:
توفي أبو الفرج بن عبدان في ذي الحجة من هَذِهِ السَّنَة وهي [4] سنة أربع [وسبعين] [5] وثلاثمائة، وكان ثقة مأمونا.
2796- محمد بن أحمد بن [6] يحيى بن عبد الله بن إسماعيل أبو علي البزاز العطشي
[7] .
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 150) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 282) .
[3] في ص: «الأزدي» . انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 344) .
[4] «من هذه السنة وهي» سقطت من ل، ص، ت.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] في الأصل: «أبو» .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 379) .

(14/307)


سمع جعفر بن محمد الفريابي وأبا يعلى الموصلي وابن جرير/ الطبري والباغندي وغيرهم.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرنا أحمد ابن محمد العتيقي قال: سنة أربع وسبعين وثلاثمائة فيها مات أبو علي العطشي في ذي الحجة وكان ثقة مأمونا.
2797- محمد بْن جعفر بْن الحسن بْن سليمَان بن علي بن صالح، صاحب المصلى، يكنى أبا الفرج
[1] .
حدث عن الهيثم بن خلف الدوري، والباغندي، وخلق كثير، روى عنه أبو الحسن النعيمي، وأبو القاسم التنوخي أحاديث تدل على سوء ضبطه وضعف حاله، وهو سيئ الحال عندهم، توفي في هذه السنة بالبصرة.
2798- محمد بن الحسن بن محمد، أبو عبد الله الرازي السراجي
[2] .
سمع ابن أبي حاتم وغيره، روى عنه ابن رزقويه [3] ، والبرقاني وقال: هو ثقة.
وقال العتيقي: كان ثقة أمينا مستورا، توفي في ليلة الجمعة الثاني من ذي القعدة في هذه السنة.
2799- مُحَمَّد بن الحسين بن أحمد بن الحسين أبو الفتح الأزدي الموصلي
[4] .
روى عن أبي يعلى الموصلي، وابن جرير الطبري، وأبي عروبة، والباغندي، وغيرهم، وكان حافظا، وله تصانيف في علوم الحديث.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي الخطيب قال: حدثني [أبو] [5] النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الأرموي قَالَ: رأيت أهل الموصل يوهنون
__________
[1] انظر ترجمته في: (ميزان الاعتدال 3/ 501) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 211) .
[3] في الأصل: «رزقونة» .
[4] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 303 وتاريخ بغداد 2/ 243) .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(14/308)


أبا الفتح الأزدي جدا، ولا يعدونه شيئا، قال: وحدثني محمد بن صدقة أن أبا الفتح قدم بغداد على الأمير. - يعني ابن بويه- فوضع له حديثا: أن جبريل عليه السلام كان ينزل على سيدنا رَسُول اللَّه [1] صلى الله عليه وسلم في صورته، فأجازه وأعطاه دراهم كثيرة. قال الخطيب:
وسألت أبا بكر البرقاني/ فأشار إلى أنه كان ضعيفا. قال: ورأيته بجامع [2] المدينة، وأصحاب الحديث لا يرفعون به رأسا ويتجنبونه، توفي في هذه السنة، وبعضهم يَقُولُ:
في سنة تسع وستين وثلاثمائة.
2800- محمد بن الحسين بن إبراهيم بن مهران، أبو بكر الحربي
[3] .
سمع أبا جعفر بن بريه [4] ، ودعلج بن أحمد، روى عنه الأزهري وكان ثقة [5] وقال: كان شيخا صالحا.
__________
[1] في ل، ص: «على النبي صلى الله عليه وسلم» .
[2] في ل، ص: «في جامع» .
[3] هذه الترجمة سقطت من ص.
[4] في الأصل: «بن بويه» .
[5] «وكان ثقة» سقطت من ل، ص.

(14/309)


ثم دخلت سنة خمس وسبعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه في يوم الخميس لثمان بقين من ربيع الأول خلع الطائع للَّه على صمصام الدولة، وطوقه، وسوره، وحمله على فرس بمركب ذهب، وقاد بين يديه مثله.
وفي ربيع الأول: ورد الخبر من الكوفة بورود إسحاق وجعفر الهجريين، وهما من القرامطة الذين يدعون بالسادة، في جموع كثيرة، وكان دخولهما إياها على وجه التغلب، وأقاموا الخطبة لشرف الدولة، واعتزوا إلى ملك [1] الجهة، فوقع الانزعاج الشديد من ذلك، لما كان تمكن من النفوس من هيبة هؤلاء القوم، وأنهم ممن لا يصطلى بنارهم، ولأن [2] جماعة من الملوك كانوا يصانعونهم، حتى إن [3] عضد الدولة أقطعهم بواسط ناحية، وأقطعهم عز الدولة قبله بشقي الفرات إقطاعا، وانتشر أصحابهما في النواحي، وأكبوا على تناول الغلات، واستخراج المال، فنفذ من بغداد عسكر طردهم، وبطل ناموسهم.
[وفاة ابن مؤيد الدولة]
وفي ذي الحجة: ورد كتاب من الري بوفاة ابن مؤيد الدولة، فجلس صمصام الدولة للعزاء به، وركب الطائع إلى تعزيته في سفينة لابسا للسواد، وعلى رأسه شمسة [4] /، والقراء والأولياء في الدبادب، فقدم إلى مشرعة دار الملك، ونزل
__________
[1] في الأصل: «تلك» .
[2] في الأصل: «أن» .
[3] «أن» سقطت من ل، ص.
[4] في الأصل: «شهه» .

(14/310)


صمصام الدولة، وقبل الأرض بين يديه، ورده بعد خطاب تردد بينهما في العزاء والشكر.
وفي هذه السنة: هم صمصام الدولة أن يجعل على الثياب الإبريسميات والقطنيات التي تنسج ببغداد ونواحيها ضريبة، وكان أبو الفتح الرازي قد كثر ما يحصل من هذا الوجه، وبذل تحصيل ألف ألف درهم منه في كل سنة، فاجتمع الناس في جامع المنصور، وعزموا على المنع من صلاة الجمعة، وكاد البلد يفتتن، فاعفوا من أحداث هذا الرسم.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2801- الحسن بن الحسين ابن أبي هريرة، الفقيه، أبو علي القاضي
[1] .
كان أحد أصحاب [2] الشافعي، وله مسائل [3] في الورع محفوظة، توفي في رجب هذه السنة.
2802- الحسن بن علي بن داود بن خلف، أبو علي المطرز المصري
[4] .
ولد سنة تسعين ومائتين، وقدم بغداد وحدث بها عن محمد بن بدر الباهلي وغيره. روى عنه البرقاني، وأبو العلاء الواسطي، وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وكان ثقة، وتوفي بمكة في صفر هذه السنة.
2803- الحسين بن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْن العسكري
[5] .
روى عَنْ مُحَمَّد بْن عثمان بْن أَبِي شيبة، وأبي الْعَبَّاس بْن مسروق، وغيرهما.
وكان ثقة أمينا. تُوُفّي في شوال هذه السنة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 304، وتاريخ بغداد 7/ 298) .
[2] في الأصل: «أحد شيوخ أصحاب» .
[3] في الأصل: «له مسايخ» .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 388) .
[5] هذه الترجمة سقطت من ل، ص. ومثبتة في الأصل، ت. انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 100) .

(14/311)


2804- الحسين بن علي بن محمد بن يحيى أبو أحمد النيسابوري، ويقال له: حسينك
[1] .
ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، ورباه [أَبُو بَكْرٍ] [2] مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، فسمع منه الحديث ومن غيره بنيسابور، وسمع ببغداد، والكوفة، روى عنه أبو بكر البرقاني/، وقال: كان ثقة جليلا وحجة، وأكثر أثار نيسابور منوطة بأهل بيته.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت، أخبرني محمد بن علي [3] المقرئ، عن محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري قال: كان حسينك تربية أبي بكر ابن خزيمة. وجاره الأدنى وفي حجره من حين ولد إلى [أن] [4] توفي أبو بكر وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، وكان ابن خزيمة إذا تخلف عن مجالس السلاطين بعث بالحسين نائبا عنه، وكان يقدمه على جميع أولاده، ويقرأ له وحده ما لا يقرأه لغيره، وكان يحكي أبا بكر في وضوئه وصلاته، فأني ما رأيت في الأغنياء أحسن طهارة ووضوءا منه [5] وصلاة [منه] [6] ولقد صحبته قريبا من ثلاثين سنة في الحضر والسفر وفي الحرو [في] [7] البرد، فما رأيته ترك صلاة الليل، وكان يقرأ [في] [8] كل ليلة سبعا من القرآن، ولا يفوته ذلك، وكانت صدقاته دائمة في السر والعلانية، ولما وقع الاستنفار لطرسوس، دخلت عليه وهو يبكي ويقول: قد دخل الطاغي ثغر المسلمين طرسوس، وليس في الخزانة ذهب ولا فضة، ثم باع ضيعتين نفيستين من أجل ضياعه بخمسين ألف درهم، واخرج عشرة من الغزاة المتطوعة الأجلاد بدلا من نفسه. وسمعته غير مرة يقول: اللَّهمّ إنك تعلم أني لا أدخر [9] ما أدخره، ولا أقني من
__________
[1] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 304، وتاريخ بغداد 8/ 74) .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] «بن ثابت، أخبرني محمد بن علي» سقطت من ص. وفي الأصل: «أحمد بن علي» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. وبدلا منها في ص: «حين» .
[5] «ووضوء منه» سقطت من ل، ص.
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[9] في ص، ل: «لأدخر» .

(14/312)


هذه [1] الضياع إلا للاستغناء عن خلقك، والإحسان إلى أهل السنة والمستورين.
توفي في ربيع الآخر من هذه السنة وصلى عليه أبو أحمد الحافظ [2] بنيسابور.
2805- عبيد الله [3] بن محمد/ بن أحمد بن محمد أبو الحسين الشيباني المعروف بالحوشبي
[4] .
سمع أبا بكر بن أبي داود. روى عنه البرقاني، والتنوخي، وكان ثقة ثبتا، مستورا أمينا، توفي في ذي القعدة من هذه السنة.
2806- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه بن مهران أبو مسلم
[5] .
سمع الباغندي، والبغوي، ورحل إلى الشام وإلى بغداد، [إلى] [6] خراسان، وما وراء النهر، فكتب، وجمع، وكان متقنا، حافظا، ثبتا مع ورع وتدين وزهد وتصون، وكان الدارقطني وغيره يعظمونه، وخرج إلى مكة فتوفي بها في هذه السنة، ودفن قريبا من الفضيل.
2807- عبد الملك بن إبراهيم بن أَحْمَد، أَبُو القَاسِم [7] القرميسيني
[8] :
سمع ابن صاعد، وروى عنه أبو القاسم التنوخي، وكان ثقة، وتوفي في شوال هذه السنة.
2808- عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن عبد الحميد، أبو القاسم الخرقي
[9] :
سمع أحمد بن الحسن الصوفي، والهيثم بن خلف الدوري، روى عنه البرقاني،
__________
[1] في ل، ص: «ولا أقتني هذه» .
[2] «الحافظ» سقطت من ل، ص، ت.
[3] في ت: «عبد الله» .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 361، 362) . وفي ص: «بالجوشني» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 299) .
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] «بن أحمد، أبو القاسم» سقط من ل، ص.
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 431) .
[9] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 462) .

(14/313)


والعتيقي، والتنوخي، والجوهري، وكان ثقة أمينا، وتوفي في جمادي الأولى من هذه السنة.
2809- عبد العزيز بن عبد الله بن محمد، أبو القاسم الداركي الفقيه الشافعي
[1] :
نزل نيسابور عدة سنين ودرس الفقه، ثم صار [2] إلى بغداد فسكنها إلى حين موته، وحدث بها، وكان أمينا، وانتهت رياسة أصحاب الشافعي إليه، وكان يدرس في مسجد دعلج بدرب أبي خلف من قطيعة الربيع، وله حلقة في جامع المدينة للفتوى والنظر، روى عنه الأزهري/، والخلال، والأزجي، والعتيقي، والتنوخي، وكان ثقة.
أخبرنا القزاز، أَخْبَرَنَا أبو بكر الخطيب، أَخْبَرَنَا أبو الطيب الطبري قال: سمعت أبا حامد الأسفراييني يقول: ما رأيت أفقه من الداركي.
أخبرنا القزاز، أخبرنا: الخطيب قال: سمعت عيسى بن أحمد بن عثمان الهمذاني يقول: كان عبد العزيز الداركي إذا جاءته مسألة تفكر طويلا ثم أفتى فيها، فربما كانت فتواه خلاف مذهب الشافعي، وأبي حنيفة، فيقال له في ذلك، فيقول:
ويحكم حدث فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، والأخذ بالحديث عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أولي من الأخذ بقول الشافعي وأبي حنيفة إذا خالفاه، توفي الداركي في [شوال] [3] هذه السنة عن نيف وسبعين سنة، ودفن بمقبرة الشونيزي.
2810- عمر بن محمد بن علي بن يحيى بن موسى، أبو حفص الناقد المعروف بابن الزيات
[4] :
ولد سنة ست وثمانين ومائتين، سمع جعفر الفريابي، وخلقا كثيرا، وروى عنه البرقاني، والأزهري، والجوهري، وكان ثقة صدوقا [متكثرا] [5] متقنا، توفي فِي جمَادى الآخرة من هَذِهِ السنة ودفن بالشونيزية.
__________
[1] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 304، تاريخ بغداد 10/ 463) .
[2] في الأصل: «سار» .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في ل، ص، ت: «المعروف بالزيات» . انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 260) .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(14/314)


2811- علي بن الحسن بن علي أبو الحسن الجراحي
[1] :
روى عنه جابر بن شعيب البلخي وغيره، وكان خيرا، حسن المذهب، توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2812- محمد بن أحمد بن حسنويه، أبو سهل النيسابوري، ويعرف بالحسنوي
[2] :
[أديب] [3] تفقه على مذهب الشافعي وسمع الحديث من جماعة وحدث في البلاد، وكان من التاركين لما لا يعنيهم، المشتغلين بأنفسهم، وتوفي في صفر وهو ابن تسع وخمسين، ودفن في مقبرة الخيزران.
2813-/ محمد بن الحسن بن سليمان، أبو بكر القزويني
[4] :
حدّث عن جعفر الفريابي، وابن ذريح [5] ، والبغوي، وغيرهم.
أخبرنا القزاز، أخبرنا أَبُو بَكْر [6] الخطيب حدثنا عنه علي بن محمد بن الحسن المالكي، وكان عنده جزء عنه، وكان في أكثر الأحاديث تخليط في الأسانيد والمتون.
توفي أبو بكر القزويني [يوم الخميس] [7] غرة شعبان هذه السنة.
2814- محمد بن الحسن بن محمد بن جعفر بن حفص، أبو الفضل [8] [الكاتب:
حدث عن المحاملي] [9] وابن مخلد، والمصري وغيرهم، روى عنه عبد العزيز الأزجي وغيره [10] ، وكان صالحا دينا.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 387) .
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 304) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 212) .
[5] في ص: «دريج» .
[6] «أبو بكر» سقطت من ل، ص، ت.
[7] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 213) .
[9] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[10] «وغيره» سقطت من ص، ل، ت.

(14/315)


2815- محمد بن عبد الله بن صالح، أبو بكر الفقيه المالكي الأبهري
[1] :
ولد سنة تسع وثمانين ومائتين، وروى عن ابن أبي عروبة، والباغندي وأبي بكر [2] بن أبي داود وغيرهم، روى عنه البرقاني، وله تصانيف في شرح مذهب مالك، وذكره محمد بن أبي الفوارس فقال: كان ثقة أمينا مستورا وانتهت إليه الرئاسة في مذهب مالك.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي الحافظ، حدثنا [3] القاضي أبو العلاء الواسطي قال: كان أبو بكر الأبهري معظما عند سائر علماء وقته، لا يشهد محضرا إلا كان هو المقدم فيه، وإذا جلس قاضي القضاة أبو الحسن ابن أم شيبان أقعده عن يمينه، والخلق كلهم من القضاة والشهود والفقهاء دونه، وسئل أن يلي القضاء فامتنع، فاستشير فيمن يصلح لذلك فقال: أبو بكر أحمد بن علي الرازي، وكان الرازي يزيد حاله على منزلة الرهبان في العبادة، فأريد للقضاء فامتنع، وأشار بأن [يولي] [4] الأبهري، فلما لم يجب واحد منهما إلى القضاء ولي غيرهما، توفي في شوال هذه السنة.
2816- محمد بن نصر بن مكرم أبو العباس الشاهد
[5] :
روى عن البغوي وغيره، وكان ثقة مقدما [في الشهادة] [6] / توفي في شوال [7] هذه السنة.
__________
[1] «الأبهري» سقطت من ص.
انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 304) .
[2] «أبي بكر» سقط من ص، ل.
[3] في ل، ص: «أخبرنا» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] انظر ترجمته في: الشاهد: هو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه (الأنساب 7/ 276) .
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] في ص، ل: «شعبان» .

(14/316)


ثم دخلت سنة ست وسبعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه كثر الموت [في المحرم] [1] بالحميات الحادة، فهلك من الناس [خلق] [2] كثير.
وفي ليلة الثلاثاء لتسع خلون من ربيع الأول، وهي ليلة اليوم [3] العشرين من تموز: وافى مطر كثير مفرط ببرق.
وفي رجب: زاد السعر، فبيعت الكارة الدقيق الخشكار بنيف وتسعين درهما.
وفي هذا الشهر: ورد الخبر بزلزلة كانت بالموصل، هدمت كثيرا من المنازل، وأهلكت خلقا كثيرا من الناس.
وكان الأمر قد صلح بين صمصام الدولة وأخيه شرف الدولة، وجلس الطائع في صفر، وبعث الخلع إلى شرف الدولة، ثم إن العسكر مال إلى شرف الدولة وتركوا [4] صمصام الدولة، فانحدر صمصام الدولة إلى شرف الدولة [5] راضيا بما يعامله به، فلما وصل إليه قبل الأرض بين يديه ثلاث دفعات، ثم قبل يده فقال له شرف الدولة: كيف
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] «اليوم» سقط من ص، ل.
[4] في الأصل: «وترك» .
[5] «فانحدر صمصام الدولة إلى شرف الدولة» سقط مت ص.

(14/317)


أنت، وكيف كانت حالك في طريقك؟ ما عملت إلا بالصواب في ورودك، تمض وتغير ثيابك وتتودع [1] من تعبك، فحمل إلى خيمة وخركاه قد ضربا له بغير سرادق، فجلس واجما نادما، واجتمع عسكر شرف الدولة من الديلم تسعة عشر ألفا، وكان الأتراك ثلاثة آلاف غلام، فاستطال الديلم فخاصمهم الأتراك، فكانت بينهم وقعة، فانهزم الديلم، وقتل منهم ثلاثة آلاف في رمضان، فأخذ الديلم يذكرون صمصام الدولة، فقيل لشرف الدولة: أقتله فما تأمنهم، وقدم شرف الدولة/ بغداد فركب الطائع إليه يهنئه بالسلامة، ثم خفي خبر صمصام الدولة، وذلك أنه حُمل إلى القلعة، ثم نفذ بفراش ليكحله، فوصل الفراش وقد توفي شرف الدولة، فكحله، فالعجب إمضاء أمر ملك قد مات.
وفي ذي الحجة: قبل قاضي القضاة أبو محمد [بن معروف] [2] شهادة أبي الحسن الدارقطني وأبي محمد بن عقبة، وذكر ابن أبي الفوارس أن الدارقطني ندم على شهادته، وقال: كان يقبل قولي على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بانفرادي [3] ، فصار ولا يقبل قولي على بقلي إلا مع آخر.
ومنع شرف الدولة من المصادرة، ورد على الناس أملاكهم.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2817- الحسين بن جعفر بن محمد، أبو القاسم الواعظ، المعروف: بالوزان
[4] :
سمع البغوي، وأبا عمر القاضي، وابن أبي داود، وابن صاعد، والمحاملي، وابن عقدة. روى عنه الأزهري والأزجي، وكان يسكن سوق العطش، وكان ثقة أمينا، صالحا ستيرا، توفي في ربيع الأول من هذه السنة.
2818- الحسين بن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصيرفي
[5] :
__________
[1] امض وغير ثيابك وتودع ... » .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] في الأصل: «وحدي منفرد» .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 28) .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 106) .

(14/318)


حدث عن محمد بن مخلد الدوري، والنجاد، وكان ثقة أمينا من أمناء القضاة، ينزل ببني سليم، وتوفي في هذه السنة.
2819- عبيد الله بن أحمد، بن يعقوب، أبو الحسين، ويعرف: بابن البواب
[1] :
سمع الباغندي، والبغوي، روى عنه الأزهري، والعتيقي، وكان ثقة مأمونا، وتوفي في رمضان هذه السنة.
2820- عمر بن محمد بن إبراهيم، أبو القاسم البجلي، ويعرف بابن سنيك
[2] :
ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين، وأول ما سمع الحديث في سنة ثلاثمائة سمع الباغندي، والبغوي، وروى عنه الأزهري، والتنوخي، وكان يسكن باب الأزج، وقبل أبو السائب قاضي القضاة/ شهادته، ثم استخلفه أبو محمد بن معروف على الحكم بسوق الثلاثاء وحريم دار الخلافة، وكان ثقة عدلا، وتوفي في رجب هذه السنة.
2821- مُحَمَّد بن أحمد بن محمد بن [أبي] [3] صالح أبو بكر
[4] :
نزل بلخ، وأقام بها حتى مات، وحدث هناك عن أبي شعيب الحراني، ويوسف بن يعقوب القاضي، وأبي يعلى الموصلي.
أَخْبَرَنَا القزاز، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: حدثني أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي قال: مات أبو بكر بن أبي صالح ببلخ في سنة ست وسبعين وثلاثمائة قال: وكان واهيا عند أهل بلخ، وتكلم فيه أبو إسحاق المستملي وغيره.
2822- محمد بن جعفر بن محمد، أبو الفتح الهمذاني
[5] :
أخبرنا القزاز، الخطيب قال: ويعرف بابن المراغي، سكن بغداد وروى بها عن
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 362) .
[2] في ص: «سبيل» . انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 261) .
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 345) .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 152) .

(14/319)


أبي جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة، حدث عنه القاضي أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي، وذكر أنه سمع منه في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وكان من أهل الأدب، عالما بالنحو واللغة، وله كتاب صنفه، وسماه: «كتاب البهجة» على مثال «الكامل» للمبرد.
2823- محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن مسنان [1] الزاهد [2] ، أبو عمرو الحيري
[3] :
سمع جماعة من العلماء، وصحب جماعة من الزهاد، وكان عالما بالقراءات، والنحو، وكان متعبدا، وكان المسجد منزله [4] نيفا وثلاثين سنة، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة، وقالت له زوجته حين وفاته: قد قربت ولادتي، فقال: سلميه إلى الله تعالى فقد جاءوا ببراءتي من السماء، وتشهد، ومات في الحال.
2824- محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان، أبو بكر الرازي المذكر
[5] :
جمع من كلام التصوف وأكثر، ثم انتسب إلى محمد بن أيوب بن يحيى الضريس البجلي، ومحمد بن أيوب، لم يعقب ولدا ذكرا. قال الحاكم أبو عبد الله: فلقيته فذكرت له ذلك فانزجر وترك ذلك النسب، ثم رأيته بعد يحدث بالمسانيد/، وما كان يحدث بها قبل ذلك. وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2825- محمد بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي القاضي
[6] :
حدث عن سليمان بن عبد العزيز المديني، واستقضى على البصرة قبل يوسف بن يعقوب، والد أبي عمرو وضم إليه [7] قضاء واسط وكور دجلة، وكان يلزم الموفق باللَّه حيث كان، ثم توفي في هذه السنة.
__________
[1] في الأصل، ت: «سنان» .
[2] «بن علي بن عبد الله بن سنان الزاهد» سقطت من ص.
[3] في الأصل: «الحيزي» .
[4] في الأصل: «فراشه» التصحيح من: ص.
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 464) .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 272) .
[7] في الأصل: «إلى» .

(14/320)


ثم دخلت سنة سبع وسبعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه ورد الوزير أبو منصور محمد بن الحسن، فتلقاه القواد والحجاب، والحواشي، والكتاب، ووجوه أهل بغداد، فلما قارب تلقاه شرف الدولة بالشفيعي يوم السبت لست خلون من المحرم، ووصل في صحبته عشرون ألف ألف درهم، وثياب، وآلات كثيرة، وكان يغلب عليه الخير وإيثار العدل، وكان إذا سمع الأذان ترك جميع شغله، وتوفر على أداء فرضه، وكان يكثر التقليد [والعزل] [1] ولا يترك عاملا يقيم [2] في ناحية سنة.
وفي يوم السبت ثامن عشر صفر: عقد مجلس حضره الأشراف، والقضاة، والشهود، وجددت فيه التوثقة بين الطائع للَّه وشرف الدولة.
وفي يوم السبت الثاني من ربيع الأول: ركب شرف الدولة إلى دار الطائع للَّه في الطيار بعد أن ضربت القباب على شاطئ دجلة وزينت الدور التي عليها من الجانبين بأحسن زينة، وخلع عليه الخلع السلطانية، وتوجه، وطوقه، وسوّره، وعقد له لواءين، واستخلفه على ما وراء بابه، وقرئ عهده بمسمع منه ومن الناس على طبقاتهم/، وخرج من حضرته فدخل إلى أخته زوجة الطائع، فأقام عندها إلى العصر وانصرف،
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في الأصل: «يستتم» .

(14/321)


والعسكر والناس مقيمون على انتظاره، ولما حمل اللواء تخرق ووقعت قطعة منه، فتطير من ذلك، فقال الطائع له: لم تتخرق، وإنما انفصلت قطعة منه وحملتها الريح، وتأويل هذه الحال: أنك [1] تملك مهب الرياح، وكان في جملة من حضر [مع] [2] شرف الدولة أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف، فلما رآه الطائع للَّه قال له:
مرحبا بالأحبة القادمينا ... أو حشونا وطال ما آنسونا
فقبل الأرض وشكر، ودعا، وجلس شرف الدولة في داره للتهنئة يوم الاثنين لأربع خلون من الشهر، وعليه الخلع، وبين يديه لواءان مركوزان أبيض وأسود، ووصل إليه العامة والخاصة، ورد شرف الدولة على الشريف أبي الحسن محمد بن عمر جميع أملاكه، وخراج أملاكه في كل سنة ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم، ورد على الشريف أبي أحمد الموسوي [جميع] [3] أملاكه ورفع أمر المصادرات وسد طرق [4] السعايات.
وفي شهر ربيع الأول: بيعت الكارة من الدقيق الخشكار بمائة وخمسة وستين درهما، وجلا الناس عن بغداد، ثم زاد السعر في ربيع الآخر فبلغ ثمن الكارة الخشكار مائتين وأربعين درهما.
وفي يوم السبت لليلتين بقيتا من ربيع الآخر: توفيت والدة شرف الدولة، وكانت امرأة تركية أم ولد، فركب إليه الطائع للَّه في الماء معزيا بها.
وفي شعبان: ولد لشرف الدولة ولدان ذكران توأمان، كنى أحدهما: أبا حرب وسماه: سلار، وكنى الآخر ابا منصور، وسمّاه: فنا خسرو.
[بعث شرف الدولة العسكر لقتال بدر بن حسنويه]
وفي هذه السنة: بعث شرف الدولة/ العسكر [5] لقتال ... [6] بدر بن حسنويه [7]
__________
[1] في الأصل: «ذلك أن» .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في الأصل: «وسد أمر» .
[5] «العسكر» سقطت من ص.
[6] بياض من ص، مكان النقط.
[7] في الأصل: «بن حسنونة» .

(14/322)


فظفر بهم بدر، وانهزموا، واستولي بدر بعد ذلك على الجبل وأعماله.
وفي ذي الحجة: وقع مع الغلاء وباء عظيم.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر.
2826- أَحْمَد بْن يُوسُف بْن يعقوب بْن إسحاق بْن البهلول التنوخي الأزرق الأنباري الكاتب
[1] .
توفي يوم الجمعة لأربع بقين من المحرم.
2827-[أحمد بن محمد بن بشر الشاهد
[2] .
توفي في يوم الجمعة تاسع [3] عشر المحرم والأصح سابع عشر
[4]] [5] .
2828- أحمد بن العلاء، أبو نصر الشيرازي الكاتب
[6] .
توفي يوم الأربعاء لعشر بقين من رجب.
2829- أحمد بن الحسين بن علي، أبو حامد المروزي، ويعرف بابن الطبري
[7] .
كان أبوه من أهل همذان سمع من جماعة من المحدثين، وكان أحد العباد المجتهدين، والعلماء المتقنين، حافظا للحديث، بصيرا بالأثر، ورد بغداد في حداثته، فتفقه بها، ودرس على أبي الحسن الكرخي مذهب أبي حنيفة، ثم عاد إلى خراسان، فولي بها قضاء القضاة، وصنف الكتب والتاريخ، ثم دخل بغداد وقد علت سنه، فحدث بها، وكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، روى عنه البرقاني ووثقه، توفي بمرو في
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 221) .
[2] هذه الترجمة سقطت من الأصل.
[3] في ل: «سابع عشر» .
[4] «والأصح سابع عشر» سقط في ل.
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[6] انظر ترجمته في: (تذكرة الحفاظ 1/ 212) .
[7] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 305، وتاريخ بغداد 4/ 107) .

(14/323)


صفر [هذه السنة] [1] سنة سبع وسبعين، وبعضهم يقول: في سنة ثلاث وسبعين.
2830- إسحاق بن المقتدر باللَّه، أبو محمد
[2] .
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وتوفي يوم [3] الجمعة سابع عشر ذي القعدة، وغسله أبو بكر بن أبي موسى الهاشمي، وصلى عليه ابنه القادر باللَّه وهو إذ ذاك أمير، ودفن في تربة شغب [جدته] [4] والدة المقتدر باللَّه، وانفذ الطائع خواص خدمه وحجابه لتعزية ابنه القادر/، وركب الأشراف والقضاة مع جنازته، وأنفذ شرف الدولة وزيره أبا منصور في جماعة إلى الطائع للتعزية والاعتذار عَنْ تأخره [5] لشكوى يجدها.
2831- جعفر بن المكتفي باللَّه
[6] كان فاضلا، توفي يوم الثلاثاء سابع صفر هذه السنة.
2832- جعفر بن محمد بن أحمد [7] بن إسحاق بن البهلول بن حسان، أبو محمد بن أبي طالب التنوخي
[8] .
أصله من الأنبار وولد ببغداد في سنة ثلاث وثلاثمائة، وقرأ القراءات، وكتب الحديث وحدث عن البغوي، وابن أبي داود، وأبي عمر القاضي، وابن صاعد، وعرض عليه القضاء والشهادة فأباهما [9] تورعا وصلاحا، روى عنه أبو علي التنوخي، وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2833- الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان، أبو علي الفارسيّ النحويّ
[10] .
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 306) .
[3] في ل، ص: «ليلة» .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] «عن تأخره» سقطت من ل، ص.
[6] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 306) .
[7] «بن أحمد» ليس في ص.
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 232) .
[9] في الأصل: «فأبي» .
[10] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 306، تاريخ بغداد 7/ 275) .

(14/324)


ولد ببلده «فسا» وسمع شيئا من الحديث فروى عنه الجوهري، والتنوخي، وقد اتهمه قوم بالاعتزال.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي قال: قال لي التنوخي:
ولد أبو علي الحسن بن أحمد النحوي الفارسي بفسا، وقدم بغداد فاستوطنها، وسمعنا منه في رجب سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وعلت منزلته في النحو حتى قال قوم من تلامذته هو فوق المبرد، وأعلم منه، وصنف كتبا عجيبة حسنة، لم يسبق إلى مثلها، واشتهر ذكره في الآفاق، وبرع له غلمان حذاق مثل: عثمان بن جني، وعلي بن عيسى الشيرازي، وغيرهما، وخدم الملوك ونفق عليهم [1] وتقدم عند عضد الدولة فسمعت أبي يقول: سمعت عضد الدولة [2] يقول/: أنا غلام أبي علي النحوي في النحو. توفي في ربيع الأول من هذه السنة، ودفن [بالشونيزيه] [3] عن نيف وتسعين سنة.
2834- ستيتة بنت القاضي أبي عبد الله الحسين بن إِسْمَاعِيل الضبي المحاملي، تكنى: أمة الواحد
[4] .
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز [5] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ لنا أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إِسْمَاعِيل المحاملي: اسمها ستيتة، وهي أم القاضي أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملي، وكانت فاضلة عالمة من أحفظ الناس للفقه على مذهب الشافعي.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد [القزاز] [6] أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي أبو إسحاق الشيرازي قال: سمعت أبا بكر البرقاني يقول: كانت بنت المحاملي تفتي مع أبي علي بن أبي هريرة.
__________
[1] «وخدم الملوك ونفق عليهم» سقط من ص.
[2] «فسمعت أبي يقول: سمعن عضد الدولة» سقط من ص.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 306، وتاريخ بغداد 14/ 446) .
[5] «القزاز» سقطت من ص، ل.
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(14/325)


أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بْنُ مُحَمَّدٍ] أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي [الحافظ] [1] أخبرنا عبد الكريم بْن أحمد بن [2] محمد [بن أحمد] [3] الضبي، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني قال: أمة الواحد بنت الحسين بن إسماعيل بن محمد القاضي المحاملي، سمعت أباها وإسماعيل بن العباس الوراق، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، وأبا الحسن المصري، وحمزة الهاشمي وغيرهم، وحفظت القرآن والفقه على مذهب الشافعي، والفرائض، وحسابها والدور والنحو وغير ذلك من العلوم، وكانت فاضلة في نفسها، كثيرة الصدقة، مسارعة في الخيرات، حدثت وكتب عنها الحديث، وتوفيت في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
2835- عبيد الله [4] بن محمد بن عابد بن الحسين، أبو محمد الخلال
[5] .
ولد سنة إحدى وستين [6] ومائتين، وسمع الباغندي وروى عنه الأزهري، وكان ثقة، توفي في شوال هذه السنة.
2836- عبد الواحد بن علي بن محمد بن أحمد بن خشيش، أبو القاسم الوراق
[7] .
ولد سنة إحدى وثمانين ومائتين [8] ، وسمع البغوي، وابن صاعد/، روى عنه الخلال، وكان ثقة، وتوفي في محرم هذه السنة.
2837- عبد الوهاب بن الطائع للَّه
[9] .
توفي ليلة الأربعاء ثامن عشر ربيع الآخر، ودفن في التربة التي بناها الطائع للَّه بالرصافة بازاء تربة جدته شغب.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] «بن أحمد» سقطت من ل، ص.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[4] في الأصل: «عبد الله» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 363) .
[6] في ل: «وتسعين» .
[7] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 9) .
[8] «ومائتين» سقط من ص.
[9] في ت: «الطائع باللَّه» .

(14/326)


2838- علي بن أحمد بن إبراهيم بن ثابت، أبو القاسم الربعي
[1] .
قدم بغداد، وحدث بها فروى عنه أبو العلاء الواسطي كان ثقة حافظا.
توفي بالري في هذه السنة.
2839- علي بن محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة، أبو الحسن الثقفي الوراق، ويعرف: بابن لؤلؤ
[2] ولد سنة إحدى وثمانين ومائتين، وسمع الفريابي، وخلقا كثيرا، وقد حدثنا أبو بكر بن عبد الباقي عن الجوهري عنه، وكان ثقة صدوقا، يأخذ [3] على قراءة الحديث الشيء اليسير.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بن ثابت قال: سمعت التنوخي يقول:
حضرت عند أبي الحسن ابن لؤلؤ مع أبي الحسن البيضاوي لنقرأ عليه، وكان قد ذكر له عدد من يحضر السماع، ودفعنا إليه دراهم كنا قد وافقناه عليها، فرأى في جملتنا واحدا زائدًا على العدد الذي ذكر له [4] ، فأمر بإخراجه، فجلس الرجل في الدهليز، وجعل البيضاوي يقرأ ويرفع صوته ليسمع الرجل، فقال ابن لؤلؤ: يا أبا الحسن، أتعاطى علي وأنا بغدادي، باب طاقي، وراق، صاحب حديث، شيعي أزرق كوسج [5] . ثم أمر جاريته أن تجلس [6] وتدق في الهاون أشنانا حتى لا يصل [7] صوت البيضاوي بالقراءة إلى الرجل. توفي في محرم هذه السنة.
2840- محمد بن أحمد/ بن الحسين بن القاسم بن الغطريف الجهم، أبو أحمد الرباطي، الجرجاني
[8] .
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 326) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 12/ 89) .
[3] في ص، ل، المطبوعة: «فأخذ» .
[4] في الأصل: «ذكرناه» .
[5] في الأصل: «كسوح» وكذلك في ل، ص.
[6] «تجلس» سقطت من ص، ل.
[7] في ص: «يسمع» .
[8] الجرجاني: هذه النسبة إلى بلدة جرجان (الأنساب 3/ 321) .

(14/327)


حدثنا أبو الحسين بن أبي الطيب الطبري عنه، وكان أبو بكر الإسماعيلي يقول في حقه: «لا أعرفه إلا صواما قواما» . وتوفي في رجب هذه السنة.
2841- مُحَمَّد بن جعفر بن زيد، أبو الطيب المكتت
[1] .
حدث عن البغوي، حدث عنه ابنه عبد الغفار، وكان يقول: ولد أبي سنة إحدى وثلاثمائة، ومات في شعبان سنة سبع [2] وسبعين وثلاثمائة.
2842- محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن محمد بن مروان [3] ، أبو عبد الله الأبزاري
[4] .
روى عنه الأزهري، والتنوخي، والجوهري.
أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا أحمد [5] بن محمد العتقي قال: سنة سبع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو عبد الله ابن مروان بالكوفة في صفر، وكان ثقة مأمونا، انتقى عليه الدارقطني، وسمعنا منه ببغداد.
2843- محمد بن محمد [6] بن عبد الله بن إدريس بن الحسن بن متويه، أبو عبد الله [7] الأستراباذي
[8] .
سمع من أبيه، وجده، وسافر الكثير وتفقه، وكان من أفاضل الناس دينا، وزهدا، وأمانة، وورعا، متهجدا بالليل متمسكا بمكارم الأخلاق.
وتوفي في رمضان هذه السنة.
__________
[1] في ص «المكيت» .
وفي الأصل، ب: «الكميت» . وهذه الترجمة سقطت من ت.
[2] في الأصل: «إحدى وسبعين» .
[3] في الأصل: «محدان» .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 5/ 289) .
[5] «وأخبرنا أحمد» سقطت من ص.
[6] في ت: «مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ» .
[7] «أَبُو عَبْدِ اللَّهِ» سقطت من ص.
[8] الأستراباذي: هذه النسبة إلى أستراباذ وهي بلدة من بلاد مازندران بين سارية وجرجان (الأنساب 1/ 214) .

(14/328)


ثم دخلت سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
[غلاء الأسعار، وعدم الأقوات وظهور الموت]
غلاء الأسعار، وعدم الأقوات وظهور الموت/، والأغلال في المحرم، وبيعت الكارة الدقيق بستين درهما.
وفي هذا الوقت تقدم السلطان شرف الدولة برصد الكواكب السبعة في مسيرها وتنقلها في بروجها على مثل ما كان المأمون فعله في أيامه، فبنى في دار المملكة بيتًا [1] في آخر البستان محكمًا، ورصد ما كتب به محضرًا أخذ فيه خطوط من يعرف الهندسة بحسن صناعة هذا الموضع لهذا البيت.
[كثرت الريح العواصف]
وفي شعبان: كثرت الرياح العواصف، وجاءت بفم الصلح وقت العصر من يوم الخميس لخمس بقين منه ريح شبهت بالتنين، حتى خرقت دجلة، حتى ذكر أنه بانت أرضها من ممر الريح، وهدمت قطعة من المسجد الجامع، وأهلكت جماعة من الناس، وغرقت كثيرا من السفن الكبيرة [2] المملوءة بالأمتعة واحتملت زورقًا منحدرًا وفيه دواب وعدة سفن وطرحت ذلك في أرض جوخى، فشوهد بعد أيام.
وفي هذه السنة: لحق الناس بالبصرة حر عظيم، وجنوب فتساقط الناس في الشوارع، وماتوا في الطرقات.
__________
[1] «بيتا» سقطت من ص، ل.
[2] في الأصل: «الصغار» .

(14/329)


ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2844- الحسين بن علي بن ثابت، أبو عبد الله المقرئ
[1] .
ولد أعمى، وكان حافظا، يحضر مجلس ابن الأنباري فيحفظ ما يمليه، وهو صاحب القصيدة في قراءة السبعة، عملها في حياة النقاش، فأعجب بها النقاش وشيوخ زمانه، وكان ظريفا حسن الزي. وتوفي في [رمضان] [2] هذه السنة.
2845- الخليل بن أحمد القاضي
[3] .
شيخ/ أهل الرأي في عصره، وكان متقدما في علم الفقه والوعظ، وسمع الحديث من محمد بن إسحاق بن خزيمة وأقرانه، وسمع بالعراق البغوي، وابن صاعد، وأقرانهما، وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2846- زياد بن محمد [بن زياد] [4] بن الهيثم بن زياد [5] ، أبو العباس الخرجاني
[6] .
روى عن الحسن بن محمد الداركي، وغيره، توفي في هذه السنة، وهذا الخرجاني- بخاء يتلوها بعد الراء جيم.
فأما الخرجاني- بخائين معجمتين- فمنهم أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحسن الخرخاني روى عن البغوي وهي قرية من قرى قومس.
فأما الجرجاني- بجيمين- فخلق كثير نزلوا جرجان.
فأما الحرجاني- بحاء مهملة وبعد الراء جيم- فبلد بقرب [7] من الشوش وقم [8] ،
__________
[1] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 306، وتاريخ بغداد 8/ 75) .
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 306) .
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] «بن زياد» سقط من ل، ص.
[6] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 307) .
[7] في الأصل: «تقرب» .
[8] في الأصل: «وقد» .

(14/330)


يشكل في هذا الحوجاني- بحاء [1] مهملة وبعدها واو، ثم جيم- وهو منسوب إلى قرية من بلاد [2] المغرب، ويشبه بهذا مثله في الخط الجوجاني- بجيمين والواو بينهما مشددًا- أحد رساتيق نيسابور، كان منها أبو العلاء صاعد بن محمد القاضي، وأبو عمر الفاراني [3] ، وقد يكتبها بعض الناس بالسين، والأصل ما ذكرناه، وربما نسبوا إلى مجتمع التمر [4] فقالوا: جوخاني [5]- بجيم وخاء.
2847- سليمان بن محمد بن أحمد بن أبي أيوب، أبو القاسم
[6] .
ولد سنة ثمان وتسعين ومائتين، وسمع البغوي، والباغندي، وابن أبي داود [7] .
روى عنه الأزهري، والخلال، وكان ثقة يشهد عند الحكام، عدلا مقبولا من أهل بيت الشهادة والستر [8] والثقة [9] ، توفي في ربيع الآخر من هذه السنة. ودفن في/ مقبرة الخيزران.
2848- عبيد الله [10] بن أحمد بن محمد أبو العباس الكاتب، كان أديبا شاعرا
[11] .
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْن علي بْن ثابت، أَخْبَرَنَا التنوخي قَالَ: أنشدني أبو العباس الكاتب قال: أنشدنا أبو بكر ابن الأنباري:
وكم من قائل قد قال دعه ... فلم يك وده لك بالسليم
فقلت إذا جزيت الغدر غدرا ... فما فضل الكريم على اللئيم
__________
[1] في ص، ل، المطبوعة: «الهوجاني بهاء مهملة» .
[2] في الأصل: «في» .
[3] في ل: «الفراني» . وفي الأصل: «الفرياني» .
[4] في ص: «اليمن» .
[5] في ص، ل: «جوخان» .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 63) .
[7] في الأصل: «ركوه» .
[8] في ص: «والسنن» .
[9] في ص، ل، ت: «الفقه» .
[10] في ت، الأصل: «عبد الله» .
[11] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 378) .

(14/331)


وأين الإلف تعطفني عليه ... وأين رعاية الحق القديم
وقال التنوخي: وأنشدني أيضا:
لي صديق قد ضيع من سوء عهد ... ورماني الزمان منه بصد
كان وجدي به فصار عليه ... وظريفٌ زَوَالُ وَجْدٍ بِوَجْدِ
2849- عبد العزيز [بن أحمد] [1] بن علي بن أبي صابر، أبو محمد الصيرفي الجهبذ
[2] .
سمع ابن أبي داود، وابن صاعد، روى عنه الخلال، والجوهري، وكان ثقة.
توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
2850- محمد بن إسماعيل بن العباس، أبو بكر الحريري [3] الوراق المستملي
[4] .
يروى عن إِسْمَاعِيل الحاسب وغيره، وكان ثقة.
وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة.
2851- محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق بن عيسى بن طارق، أبو بكر القطيعي الناقد
[5] .
سمع الباغندي والبغوي، وابن صاعد وغيرهم، وروى عنه ابن شاذان وغيره. قال محمد بن أبي الفوارس: كان يدعى الحفظ، وفيه بعض التساهل. توفي في ربيع الآخر من هذه السنة.
2852- محمد بن أحمد بن عمران بن موسى بن هارون/ بن دينار، وأبو بكر الجشمي المطرز
[6] .
سمع خلقا كثيرا.
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] انظر ترجمته في: الصيرفي: هذه النسبة معروفة لمن يبيع الذهب (الأنساب 8/ 124) .
[3] «الحريري» سقط من ص، ل.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 53) .
[5] القطيعي: هذه النسبة إلى القطيعة، وهي مواضع وقطائع في مجال متفرقة ببغداد (الأنساب 10/ 202) .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 328) .

(14/332)


أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أحمد بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ لي الأزهري:
كان هذا الشيخ قريبًا ينزل في التسترين وسمعت منه، وكان ثقة.
2853- محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، أبو بكر المفيد
[1] .
ولد ببغداد سنة أربع وثمانين ومائتين، سكن جرجرايا، وبها قبره، وكان من الحفاظ، وسماه موسى بن هارون: المفيد، وسافر الكثير، وحدث عن أبي يعلى الموصلي. وخلق لا يحصون، وروى مناكير [2] عن مشايخ مجهولين منهم الحسن [3] بن عبيد الله العبدي [4] .، حدث عن عفان، وعبد الله بن رجاء، ومحمد بن كثير، وعمرو بن هارون بن مرزوق، ومسدد، وأحمد بن عبد الرحمن السقطي، روى عنه جزءا عن يزيد بن هارون، وهذا السقطي لا يعرف، وقد روى عن الدارقطنيّ أنه قال: حدثنا جماعة عن هذا السقطي. إلا أَنَّهُ قال الحكاية [5] عن الدارقطني لا يثبت.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت قال: كان شيخنا أبو بكر البرقاني قد أخرج في مسنده الصحيح عن المفيد حديثا واحدا، فكان كلما قرئ عَلَيْهِ [6] اعتذر من روايته عنه، وذكر أن ذلك الحديث لم يقع إليه إلا من جهته، فأخرجه عنه، وسألته عنه فقال: ليس بحجة، وقال لنا البرقاني: رحلت إلى المفيد فكتبت عنه الموطأ، فلما رجعت إلى بغداد قال لي أبو بكر بن أبي سعد [7] : أخلف الله عليك نفقتك، فدفعته إلى بعض الناس، فأخذت بدله بياضا، قال الخطيب/: روى المفيد الموطأ عن الحسن بن عبيد الله [8] العبدي، عن القعنبي، فأشار ابن أبي سعد [9]
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 346) .
[2] في الأصل: «مناكيره» .
[3] في ص: «الحسين» .
[4] في الأصل: «عبد الله الصعدي» .
[5] في ص، ل: «إلأن الحكاية» .
[6] في ص، ل: «كلما قرئ اعتذر» .
[7] في ص: «سعيد» .
[8] في الأصل: «عبد الله» .
[9] في ص: «سعيد» .

(14/333)


إلى أن [1] نفقة البرقاني ضاعت في رحلته، لأن العبدي مجهول لا يعرف، وتوفي المفيد في ربيع الآخر من هذه السنة. [ودفن بجرجرايا]
[2] .
2854- محمد بن أحمد بن أبي مسلم، [قال المؤلف] [3] : واسمه: محمد بن علي بن مهران، أبو الحسن الأصبهاني الأصل
[4] .
سمع الباغندي وطبقته، روى عنه ابنه أَبُو أَحْمَد عبيد اللَّه [5] بْن مُحَمَّد الفرضي، وكان ثقة.
2855- محمد بن عبد الله [6] بن الشخير، أبو بكر
[7] .
روى عن الباغندي، والبغوي، وغيرهما، وكان ثقة أمينا، توفي في رجب هذه السنة.
2856- محمد بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن عمر بن مهران بن مسرور، أبو بكر المستملي الوراق
[8] .
ولد ببغداد سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وسمع أباه والباغندي، والبغوي، وغيرهم، روى عنه الدارقطني والبرقاني والأزهري وغيرهم.
أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علي قال: سألت أبا بكر البرقاني، عن ابن إسماعيل فقال: ثقة ثقة.
وقال ابن أبي الفوارس: ابن إِسْمَاعِيل متيقظ ثقة حسن المعرفة، وكانت كتبه قد ضاعت واستحدث من كتب الناس فيه بعض التساهل. قال: وحدثني الأزهري قال:
__________
[1] «روح» وهو تصحيف في ص، ل، ت.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.
[3] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص، ل.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 348) .
[5] في الأصل: «عبد الله» .
[6] في ل: «عبيد الله» .
[7] في ص: «أبو بكير» .
[8] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 53) .

(14/334)


كان ابن إسماعيل حافظا إلا أنه لين في الرواية، وذلك أن أبا القاسم ابن زوج [1] الحرة كان عنده صحف كثيرة عن يحيى بن صاعد من مسنده وجموعه، وكان ابن إسماعيل شيخا ثقة [2] يحضر دار أبي القاسم كثيرا، فقال له: إن هذه الكتب كلها سماعي من ابن صاعد، فقرأها عليه أبو القاسم من غير أن يكون سماعه فيها ولا له أصول بها. قال/ الخطيب: وقد اشتريت قطعة من تلك الكتب، فرأيت [3] الأمر فيها على ما حكى لي الأزهري، لم أجد لابن إسماعيل سماعا فيها، ولا رأيت علامات الإصلاح والمعارضة في شيء منها.
أخبرنا القزاز، أخبرنا الخطيب قال: حدثني أبو الحسين أحمد بن عمر القاضي قال: سمعت أبا بكر بن إسماعيل الوراق يقول: دققت على أبي محمد بن صاعد بابه فقال: من ذا؟ فقلت: أنا أبو بكر بن أبي علي [4] يحيى ها هنا. فسمعته يقول للجارية:
هاتي النعل حتى أخرج إلى هذا الجاهل الذي يكني نفسه [ويكني] [5] أباه، ويسميني أنا فأصفعه. قال الخطيب: ذكرت هذه الحكاية لبعض شيوخنا فقال: كان في ابن إسماعيل سلامة، توفي ابن إسماعيل يوم الأحد لاثنتي عشرة بقين من ربيع الآخر من هذه السنة.
2857- مُحَمَّدَ [بْنَ مُحَمَّدِ] [6] بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، أبو أحمد الحافظ القاضي
[7] .
إمام عصره في صنعة الحديث. سمع بنيسابور أبا بكر بن خزيمة، وأبا العباس الثقفي وأقرانهما، وخرج إلى طبرستان والري، وبغداد، والكوفة، والحجاز، والجزيرة، والشام، وسمع من أشياخها، وصنف كتبا كثيرة، وتوفي في ربيع الآخر [8] من هذه السنة وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، ودفن في داره موضع جلوسه للتصنيف عند كتبه.
__________
[1] «روح» سقطت من ص، ل، ت.
[2] في ص، ل: «فقيرا» .
[3] في الأصل: «فوجدت» .
[4] في الأصل: «أبي علي فقال: يحيى ... » .
[5] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، ص.
[6] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] انظر ترجمته في: (تذكرة الحفاظ 3/ 976- 979) .
[8] في ص، ل: «الأول» .

(14/335)


2858- محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن عصم، أبو عبد الله بن أبي ذهل الضبي ويعرف: بالعصمي
[1] .
من أهل هراة سمع بهراة [2] ، ونيسابور، والري، وبغداد من خلق كثير، سمع منه الدارقطنيّ، وابن رزقونة [3] والبرقاني، وكان ثبتا ثقة رئيسا من ذوي الأقدار، كثير الأفضال على الفقهاء والقراء، وكانت تضرب/ له دنانير في كل دينار دينار ونصف وأكثر، فيتصدق بها ويقول: إن الفقير يفرح إذا ناولته كاغذا فيتوهم أن فيه فضة، ثم يفتحه فيفرح إذا رأي صفرة الدينار، ثم [يزنه] [4] فيفرح [5] إذا وزنه زاد [6] على المثقال استشهد العصمي برستاق من رساتيق نيسابور في صفر هذه السنة [7] ، وأوصى أن يحمل تابوته إلى هراة فحمل ثم قبر.
2859- مطرف بن الحسين بن أحمد، أبو علي الإستراباذي.
سمع أباه، وجده، وخلقا كثيرا، وكان فاضلا عالما دينا، ظريفا، يرجع إليه في المعضلات من المسائل، توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 3/ 119) .
[2] «من أهل حراة» سقطت من ص، ل.
[3] «وابن رزقويه» سقطت من ص، ل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] في الأصل: «فيفرح» .
[6] «وزنه» سقط من ص، ل.
[7] «في هذه السنة» سقطت من ص.
و «صفر» سقطت من ص، ل.

(14/336)


ثم دخلت سنة تسع وسبعين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه ورد الخبر في المحرم بأن ابن الجراح الطائي خرج على الحاج بين سميراء وفيد، ونازلهم، ثم صالحهم على ثلاثمائة ألف درهم وشيء من الثياب المصرية والأمتعة اليمنية، فأخذه وانصرف.
وفي هذه السنة انتقل السلطان شرف الدولة إلى قصر معز الدولة بباب الشماسية، لأن الأطباء أشاروا عليه، بذلك وزعموا أن الهواء هناك أصح، وكان قد ابتدأ به المرض من سنة ثمان وسبعين [من فساد مزاج] [1] فشغب الديلم وطلبوا أرزاقهم، فعاد إلى داره وراسلهم، وقبض على جماعة اتهموا بالسعي في الفساد.
وفي يوم الاثنين لثمان بقين من جمادى الآخرة: أنفذ الطائع للَّه الرئيس أبا الحسن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان كاتبه إلى دار القادر باللَّه، وهو أمير، ليقبض عليه، فهرب منه، وكان السبب أنه لما توفي إسحاق بن المقتدر والد القادر جرت/ بين القادر وبين آمنة أخته بنت معجبة منازعة في ضيعة، واتفق أن عرض للطائع علة صعبة، ثم أبل منها، فسعت آمنة بالقادر إلى الطائع وقالت: إنه شرع في تقلد الخلافة عند مرضك، وراسل أرباب الدولة، فظن أن ذلك حق فتغير رأيه فيه، وانفذ ابن حاجب النعمان في جماعة للقبض عليه، وكان يسكن الحريم الطاهري [2] فقالوا: أمير المؤمنين
__________
[1] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[2] في ص: «الظاهري» .

(14/337)


يستدعيك، فقام وقال له أَبُو الْحَسَن: إلى أَيْنَ؟ فَقَالَ: البس [1] ثيابا تصلح للقاء الخليفة، فعلق به ومنعه، فعرف الحرم ما يراد به، فانتزعوه من يده وبادر إلى سرداب، فتخلص منهم، فعادوا إلى الطائع، وعرفوه الصورة، وانحدر القادر باللَّه إلى البطيحة، فأقام بها عند مهذب الدولة إلى أن قبض بهاء الدولة على الطائع، وأظهر أمر القادر.
وفي جمادى الأولي: زاد مرض شرف الدولة، وتوفي، وعهد إلى ولده أبي نصر.
فاجتمع العسكر وطالبوه برسم البيعة، فخوطبوا [2] في أن يقنع كل واحد منهم [3] بخمسمائة [درهم] [4] وإلى ستمائة فأبوا، فخاطبهم أبو نصر وأعلمهم خلو الخزائن، ووعدهم أن يكسروا الأواني ويعطيهم، وتردد بين أبي نصر وبين الطائع مراسلات انتهت إلى أن حلف كل [واحد] منهما لصاحبه على التصافي وصحة العقيدة، وكل ذلك في ليلة السبت سادس جمادى الآخرة، وركب الطائع للَّه الطيار وسار إلى دار المملكة بالمخرم لتعزية أبي نصر، والشطان منغصان بالنظارة، فنزل [الأمير] أبو نصر متشحا بكساء طبري، والديلم والأتراك بين يديه، وحواليه إلى المشرعة التي قدم إليها الطيار، وقبل الأرض وقبلها العسكر بتقبيله، وصعد الرئيس أبو الحسن علي بن عبد العزيز إلى الأمير أبي نصر، فأدى إليه رسالة الطائع بالتعزية، فقبل الأرض ثانيًا وشكر/ ودعا، فعاد أبو الحسن إلى الطائع فأعلمه شكره ودعاءه، وعادوا الصعود إلى أبي نصر لوداعه عن الطائع للَّه فقبل الأرض ثالثا وانحدر الطيار على مثل ما أصعد، ورجع الأمير أبو نصر إلى داره.
فلما كان يوم السبت عاشر هذا الشهر ركب الأمير أبو نصر إلى [5] حضرة الطائع، وحضر الأشراف والقضاة [6] وجلس الطائع للَّه في الرواق الذي في صحن السلم [7]
__________
[1] العبارة هكذا في ص، ل، والمطبوعة: «فقام وقال له إلى أن ألبس ثيابا ... » .
[2] في ص: «فخطبوا» .
[3] «منهم» سقطت من ص، ل.
[4] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[5] «داره فلما ... أبو نصر إلى» سقط من ص.
[6] في ص: «الفقهاء» .
[7] في المطبوعة: «السلام» .

(14/338)


متقلدا سيفا، وأدخل السلطان إلى بيت في جانب الرواق مما يلي دجلة، وخلع عليه فيه الخلع السلطانية، وخرج وعليه سبع طاقات أعلاها سواد وعلى رأسه عمامة سوداء، وعلى عنقه طوق كبير، وفي يده سواران ومشى الحجاب بين يديه بالسيوف والمناطق، فلما حصل بين يدي الطائع للَّه قبل الأرض، فأومأ إليه [الطائع] بالجلوس، وطرح له كرسي فقبل الأرض دفعة ثانية، وجلس وقرأ أبو الحسن علي بن عبد العزيز عهده، وقدم إلى الطائع لواءاه حتى عقدهما بيده ولقب بهاء الدولة وضياء الملة، فسار بين يديه العسكر كله إلى باب الشماسية في القباب المنصوبة، وانحدر في الطيار إلى دار المملكة، وأقر الوزير أبا منصور ابن صالحان على الوزارة، وخلع عليه.
وفي هذه السنة: عمر مهذب الدولة علي بن نصر السقايات بواسط، فغرم [1] عليها ستة آلاف، وفيها بنى جامع القطيعة.
أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد] القزاز، أخبرنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي هلال بن المحسن الكاتب: أن الناس تحدثوا في سنة تسع وسبعين وثلاثمائة بأن امرأة من أهل الجانب الشرقي رأت في منامها النبي صلى الله عليه وسلم [كأنه] يخبرها بأنها تموت من غد عصرًا، وأنه يصلى في مسجد بقطيعة أم جعفر من الجانب الغربي في القافلاءين [2] ، ووضع/ كفه في حائط القبلة، وأنها ذكرت هذه الرؤية عند انتباهها من نومها، فقصد الموضع، ووجد أثر الكف، وماتت المرأة في ذلك الوقت.
وعمر المسجد ووسعه أبو أحمد الموسوي بعد ذلك، وبناه، وعمّر واستأذن الطائع للَّه في أن يجعل مسجدا تصلى فيه الجمعات، واحتج بأنه من وراء خندق وأنه يقطع بينه وبين البلد، ويصير به ذلك الصقع بلدًا آخر، فأذن له في ذلك، وصار جامعا يصلى فيه الجمعات.
__________
[1] في الأصل: «قوم» .
[2] في الأصل: «البافلائين» .

(14/339)


ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2860- الحسين بْن محمد بن أحمد بن محمد بن دينار بن موسى، أبو القاسم الدقاق
[1] .
ولد في ربيع الأول سنة أربع وثلاثمائة، سمع البغوي، وابن أبي داود، روى عنه أبو محمد الخلال، قال الأزهري: كان ثقة، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة.
2861- شرف الدولة بن عضد الدولة
[2] .
كان يميل إلى الخير، وأزال المصادرات، وكان مرضه الاستسقاء وفساد المزاج، فامتنع من الحمية ووافق هواه في التخليط، فتوفي عصر يوم الجمعة ثاني جمادى الآخرة من هذه السنة، وحمل إلى المشهد بالكوفة، فدفن في تربة عضد الدولة، وكان مدة عمره ثماني وعشرين سنة وخمسة أشهر، ومدة ملكه ببغداد سنتين وثمانية أشهر.
2862- طاهر بن محمد بن سهلوية بن الحارث بن يزيد بن بحر، أبو الحسين النيسابوري
[3] .
قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن جماعة، روى عنه الأزهري، والخلال، وكان ثقة عدلا مقبول الشهادة عند الحكام، توفي في هذه السنة ببغداد وله سبعون سنة.
2863- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن مهران، أبو بكر الصفار الضرير
[4] .
ولد في شوال سنة تسع وثمانين ومائتين، سمع البغوي وغيره، وروى عنه الدارقطني، والتنوخي، وقال: سمعت منه في سنة إحدى وسبعين، وقال البرقاني:
شيخ ثقة فاضل، أصله من الشام.
2864- محمد بن أحمد بن أبي طالب علي بن محمد بن محمد بن الجهم الكاتب، يكنى: أبا الفياض
[5] .
__________
[1] الدقاق: هذه النسبة إلى الدقيق وعمله بيعه (الأنساب 5/ 325) .
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 307) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 357) .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 260) .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 322) .

(14/340)


حدث عن البغوي وغيره.
أخبرنا القزاز، أَخْبَرَنَا أبو بكر الخطيب قَالَ: ذكر ابن أبي الفوارس أبا الفياض فقال: كان فيه تساهل في الحديث. وقال لي أبو علي ابن المذهب: مات أبو الفياض يوم الأربعاء التاسع عشر من ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وكان أبوه قد مات قبله بخمسة أيام، وماتت والدته بعد أبيه بيومين.
2865- محمد بن أحمد، بن علي، أبو الفتوح، المعروف: بالحداد.
[1] أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت قال: كان هذا الرجل يورق بالأجرة، وحدث عن أحمد بن سليمان النجاد، وأبي بكر الشافعي، وعلي بن إبراهيم بن حماد القاضي، وغيرهم، حدثنا عنه القاضي أبو الحسين بن المهتدي، وقال [لي] كان عبدا صالحا. وأثنى عليه ثناء حسنا.
2866- محمد بن أحمد بن العباس بن أحمد بن خلاد، أبو جعفر السلمي [2] نقاش الفضة
[3] .
ولد للنصف من جمادى الأولي سنة أربع وتسعين ومائتين، وسمع الباغندي، والبغوي، وابن صاعد، وابن مجاهد في آخرين.
أخبرنا القزاز، أَخْبَرَنَا أبو بكر الخطيب قَالَ: سألت الأزهري عن أبي جعفر النقاش فقال: ثقة، قال: وكان أحد المتكلمين على مذهب الأشعري، ومنه تعلم أبو علي بن شاذان الكلام.
أخبرنا القزاز، أخبرنا الخطيب، أخبرنا العتيقي قال: سنة تسع وسبعين وثلاثمائة فيها توفي أبو جعفر النقاش لست [4] خلون من المحرم، وكان ثقة.
2867- محمد بن جعفر بن العباس بن جعفر، أبو بكر النجاد
[5]
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 322) .
[2] في ص: «السليمي» .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 325) .
[4] في الأصل: «لسبع» .
[5] في تاريخ بغداد: «النجار» . انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 308، وتاريخ بغداد 2/ 157) .

(14/341)


سمع محمد بن هارون المجدر، وأبا حامد الحضرميّ، وابن صاعد، وأبا بكر النيسابوري.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي بن ثابت، حدثنا عنه الحسن بن محمد الخلال وذكر لي أنه كان يلقب: غندرا، قال: وكان ثقة فهما يحفظ القرآن حفظا حسنا، وتوفي فِي محرم هَذِهِ السنة.
2868- محمد بْن جعفر بن محمد بن عبد الكريم بن بديل، أبو الفضل الخزاعي الجرجاني
[1] .
قدم بغداد وحدث بها عن يوسف بن يعقوب النجيرمي [2] ، وأبي بكر الإسماعيلي وغيرهما، وروى عنه أبو القاسم التنوخي.
أخبرنا القزاز: أخبرنا الخطيب قال: كان الخزاعي شديد العناية بعلم القراءات، ورأيت له مصنفا يشتمل على أسانيد القراءات المذكورة فيه على عدة من الأجزاء، فأعظمت ذلك واستنكرته، حتى ذكر لي بعض من يغتني بعلوم القرآن، أنه كان يخلط [3] تخليطا قبيحا، ولم يكن على ما يرويه مأمونا. وحكى لي القاضي أبو العلاء الواسطي عنه أنه وضع كتابا في الحروف، ونسبه إلى أبي حنيفة، قال أبو العلاء: فأخذت خط الدارقطني وجماعة من أهل العلم بأن ذلك الكتاب: موضوع لا أصل له فكبر ذلك عليه، وخرج من بغداد إلى الجبل، ثم بلغني أن حاله اشتهرت عند أهل الجبل، وسقطت هناك منزلته.
قال أبو العلاء: كتبت عنه بواسط وذكر لي أن اسمه: كميل، ثم غير اسمه بعد، وتسمى محمدا.
2869- محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن سلمة بن إياس، أبو الحسين البزاز
[4] .
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 157) .
[2] في الأصول: «البحتري» .
[3] في ص، ل: «يختلط» .
[4] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 11/ 308، وتاريخ بغداد 3/ 262) .

(14/342)


ولد في محرم سنة ست وثمانين ومائتين، وأول سماعه للحديث في محرم سنة ثلاثمائة، سافر الكثير، سمع بحران ودمشق [ومصر] وبغداد، وروى عن ابن جرير، والبغوي وخلق كثير، وروى عنه الدارقطنيّ، وابن شاهين، والخلال، والأزهري.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بن علي قال: حدثني أبو بكر البرقاني قال: كتب الدارقطني عن ابن مظفر ألف حديث، وألف حديث، وألف حديث، يعدد ذلك مرات.
حدثنا عبد الرحمن ثنا أَحْمَد بن علي قَالَ: حدثني [1] مُحَمَّد بن عمر بن إسماعيل القاضي قال: رأيت أبا الحسن الدارقطني يعظم أبا الحسين بن المظفر، ويجله، ولا يستند بحضرته، وقد روى عنه أشياء كثيرة.
أخبرنا عبد الرحمن، أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرني أحمد بن علي المحتسب قال: أخبرنا محمد بن أبي الفوارس قال: كان محمد بن المظفر ثقة أمينا مأمونا حسن الحفظ، وانتهي إليه الحديث وحفظه وعلمه، وكان قديما ينتقي على الشيوخ، وكان مقدما [2] عندهم.
توفي ابن المظفر يوم الجمعة، ودفن يوم السبت لثلاث خلون من جمادى الأولى من هذه السنة، وقيل: توفي في جمادى الآخرة عن نيف وتسعين سنة.
__________
[1] «أبو بكر البركاني ... بن علي قال حدثني» سقط من ص.
[2] في ص، ل: «متقدما» .

(14/343)


ثم دخلت سنة ثمانين وثلاثمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه قلد [أبو أحمد] الحسين بن موسى الموسوي نقابة الطالبيين، والنظر في المظالم، وإمارة الحاج، وكتب عهده على جميع ذلك، واستخلف له ولداه المرتضى أبو القاسم والرضى أبو الحسن على النقابة، وخلع عليهما من دار الخلافة.
وفي هذه السنة زاد أمر العيارين في جانبي بغداد مدينة السلام، ووقعت بينهم حروب، وعظمت الفتنة، واتصل القتال بين الكرخ وباب البصرة، وصار في كل حرب أمير وفي كل محلة متقدم وقتل الناس، وأخذت الأموال، وتواترت العملات، واتصلت الكبسات وأحرق بعضهم محال بعض، وتوسط الشريف أبو أحمد الموسوي الأمر.
وفيها: وقع حريق عظيم نهارا في نهر الدجاج ورواضعه، فذهب من عقار الناس وأموالهم شيء كثير.
وفي هذه السنة حج بالناس أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [1] أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عبيد الله العلوي نيابة عن الشريف أبي أحمد الموسوي.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
2870- إبراهيم بن أحمد بن بشران بن زكريا، أبو إسحاق الصيرفي
[2] .
__________
[1] «أبو عبد الله» سقط من ص.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 11) .

(14/344)


سمع البغوي، وابن صاعد، وغيرهما، انتقى عليه الدارقطني، وكان ثقة، توفي في ذي الحجة من هذه السنة.
2871- البهلول بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول بن حسان، أبو القاسم التنوخي الأنباري
[1] ولد ببغداد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، فسكنها وحدث بها، فروى عنه أبو القاسم التنوخي، وكان ينزل سكة بالمدينة، يعرف بسكة أبي العباس الطوسي، وتوفي في رجب هذه السنة.
2872- الحسين بن محمد بن الحسين أبو بكر المعروف: بابن المحاملي
[2] .
سمع القاضي المحاملي، وابن عقدة، روى عنه الجوهري، وتوفي في شعبان هذه السنة.
2873- حمدون بن أحمد بن سلم، أبو جعفر السمسار، وهو ابن بنت سعدويه [3] الواسطي.
روى عن جماعة، وروى عنه أبو بكر الشافعي [4] ، ذكره الدارقطني فقال: لا بأس به، وتوفي في صفر هذه السنة.
2874- طلحة بن محمد بن جعفر، أبو القاسم الشاهد من قدماء أصحاب ابن مجاهد
[5] .
ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين، وشهد عند أبي السائب القاضي، وكان مقدما في وقته على الشهود، وحدث عن البغوي، وغيره، وكان يذهب إلى الاعتزال، توفي في شوال هذه السنة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 110) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 101) .
[3] في الأصل: «سورية» .
[4] في ص: «الواسطي» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 351) .

(14/345)


2875- عبد الله بن محمد بن أحمد بن عقبة، أبو محمد القاضي
[1] .
سمع أبا بكر النيسابوري، وروى عنه أبو القاسم الأزهري، وكان ثقة مأمونا ذا هيئة. وتوفي يوم الجمعة وقت طلوع الشمس، وأخرجت جنازته قبل الصلاة، وذلك في سادس عشر ربيع الأول من هذه السنة.
2876- عَبْد اللَّهِ [2] بن محمد بن أحمد، أبو القاسم التوزي [3] .
حدث عن البغوي، وروى عنه الأزهري، وكان ثقة وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة.
2877- عبيد الله بن عبد الله بن محمد أبو القاسم السرخسي التاجر
[4] .
روى عن المحاملي، وابن مخلد، وانتقل إلى بخارى فأقام بها إلى أن توفي في رجب هذه السنة، وكان ثقة.
2878- عبد الواحد بن محمد بن الحسن بن شاذان أبو القاسم [5] .
سمع البغوي، وكان ثقة، توفي فجأة وهو يُصَلِّي فِي ربيع الآخر [6] [في هذه السنة] .
2879-[علي بن عمرو، الحريري
[7] .
حدث عن أبي عروبة وكان ثقة، توفي فجأة وهو يُصَلِّي فِي ربيع الآخر] .
2880- محمد بن إبراهيم بن حمدان بن إبراهيم [بن] [8] يونس بن نيطرا [9] ، أبو بكر، قاضي دير العاقول
[10] .
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 133) .
[2] في ت: «عبد الله» .
[3] في تاريخ بغداد: «النوري» . انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 364) .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 376) .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 10) .
[6] «فجأة وهو يصلي في ربيع الآخر» سقطت من ص، ل. وما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[7] هذه الترجمة سقطت من الأصل، ت. انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 12/ 21) .
[8] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وكتب قبلها في الأصل: «توفي في هذه السنة» .
[9] في ص: «نظر» .
[10] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 415) .

(14/346)


حدّث ببغداد عن جده حمدان [1] ، وعن البغوي، وابن صاعد، وغيرهما.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: حدثنا عنه الأزهري والتنوخي وسألتهما عنه فقالا: ثقة، وحدثني الأزهري قال: جاءنا الخبر من دير العاقول أن ابن نيطرا توفي في ربيع الآخر [من هذه السنة أعني] [2] سنة ثمانين وثلاثمائة.
2881- يعقوب بن يوسف، أبو الفرج وزير صاحب مصر، الملقب بالعزيز
[3] .
كان عالي الهمة، عظيم الهيبة، ناصحا لصاحبه، فوض الأمر إليه، فلما مرض ركب إليه صاحب مصر عائدا فقال: يا يعقوب، وددت أن تباع فابتاعك بملكي، أو تفدى فأفديك، فهل من حاجة توصي بها فبكى يعقوب وقبل يده، ووضعها على عينه وقال: أما فيما يخصني فلا، فإنك أرعى لحقي من أن استرعيك، وأرأف بمخلفي من [أن] أوصيك، ولكن فيما يتعلق بدولتك [سالم الروم ما سالموك] ، واقنع من الحمدانية بالدعوة والسكة، ولا تبق على المفرج بن دغفل الخراج [4] متى أمكنت فيه الفرصة. ثم توفي، فأمر صاحب مصر أن يدفن في قصره في قبة كان بناها لنفسه، وحضر جنازته فصلى عليه وألحده بيده وحزن عليه، وأغلق ديوانه أياما.
__________
[1] «جده حمدان» سقطت من ص.
[2] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 308) .
[4] في ص، الأصل: «الجراح» .

(14/347)