المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين واربعمائة
[زيادة دجلة ستة عشر ذراعا]
فمن الحوادث فيها:
أن دجلة زادت في يوم وليلة ستة عشر ذراعا وحملت الجسر قطعة واحدة ومن كان عليه.
[شغب الأتراك]
وفي ذي القعدة: شغب الأتراك وخرجوا بالخيم إلى شاطئ دجلة واجتمعوا وتفاوضوا في الشكوى من تأخر الأقساط عليهم وإمتناع الأقوات على كثير منهم ووقوع الاستيلاء على إقطاعاتهم فعرف السلطان هذا فكاتب دبيس بن علي بن مزيد وأبا الفتح بن ورام وأبا الفوارس بن سعدي للاستظهار بهم في أمر أن غلب وكتب إلى الغلمان رقعة يستعلم السبب/ فيما فعلوا ويقول فيها قد كان الأولى الاجتماع في دارنا ومطالعتنا بما تشكونه. [1] فأعرضوا عن قراءة الرقعة وتفاوضوا فيما يؤكد الفساد وقالوا نريد أن يتوسط أمرنا الخليفة ثم كمن قوم منهم تحت دار المملكة فنزل قوم وثاوروهم [وقتلوا بعضهم] [2] وأفلت قوم وألقى وألقى آخرون أنفسهم في دجلة وركب جماعة منهم في ذي الحجة على أن يحيطوا بدار المملكة ويحاصرون من فيها وعبر السلطان فانزعج الناس وبذل لهم السلطان شيئا معروفا وقال! إن قنعتم بما بذلنا وإلا فاعطونا قدر ما نحتاج إليه لمؤونتنا وتسلموا جميع المعاملات والا اعتزلناكم وعملتم [3] ما تريدون.
__________
[1] في الأصل: «دارنا وتطالعونا» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[3] في ص: «وإلا اعتزلناكم وقلتم» .

(15/273)


فقالوا أقوالا لا ترجع إلى محصول وزادت البلوى بنهب النواحي فغلا السعر وصار الناس لا يستطيعون الورود من المحول والياسرية والخروج إليها إلا بخفير يأخذ من الماشي دانقين ومن الراكب الحمار أربعة دوانيق وأحرقت عدة دواليب وجرى على السواد في جانبي بغداد من النهب والاجتياح وأخذ العوامل والمواشي ما درسه حتى أن الخطيب صلى يوم الجمعة يوم عيد الأضحى ببراثا وليس وراءه إلا ثلاثة نفر ونودي في جمعة أخرى! من أراد الصلاة بجامع براثا فثلاثة أنفس بدرهم خفارة وخرج الملك أبو طاهر لزيارة المشهدين بالحائر [1] والكوفة ومعه أولاده والوزير كمال الملك وجماعة من الأتراك والأتباع فبدأ بالحائر [2] ومشى حافيا من القبر إلى المشهد [3] وزار الكوفة فمشى [حافيا] [4] من الخندق إلى المشهد فقدر ذلك فرسخ.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3227- إسماعيل بن أحمد بن عبد الله، أبو عبد الرحمن الضرير [5] الحيريّ
من أهل نيسابور! ولد في رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة وقدم إلى بغداد حاجا سنة ثلاث وعشرين واربعمائة وحدث عن جماعة وكان فاضلا عالما عارفا فهما ذا أمانة وحذق وديانة وحسن خلق وقرأ عليه الخطيب ببغداد صحيح البخاري بروايته عن أبي الهيثم الكشميهني عن الفربري في ثلاثة مجالس.
3228- بشرى بن مسيس: [6]
أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب قال! بشرى بن مسيس أبو الحسن الرومي [7] مولى
__________
[1] في الأصل: «لزيارة المشهد بالحر» .
[2] في الأصل: «فبدأ بالحر» .
[3] في الأصل: «من القبر إلى العلقميّ» .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 6/ 313، والبداية والنهاية 12/ 47) .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 135) .
[7] «الرومي» : ساقطة من ل.

(15/274)


فاتن مولى المطيع للَّه كان يذكر أنه اسر من بلاد الروم وهو كبير، قال! وأهداني بعض أمراء بني حمدان الفاتن فعلمني وادبني وأسمعني الحديث وكان يروى عن محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري ومحمد بن بدر الحمامي ومحمد بن حميد المخرمي وعمر بن محمد الترمذي وسعد بن محمد الصيرفي وأبي بكر بن مالك القطيعي وأحمد بن جعفر بن سلم الختلي وغيرهم من البغداديين والغرباء كتبنا عنه وكان صدوقا صالحا دينا وحدثني أن أباه ورد بغداد سرا ليتلطف في أخذه ورده إلى بلاد الروم فلما رآني على تلك الصفة من الاشتغال بالعلم والمثابرة على لقاء الشيوخ علم ثبوت الإسلام في قلبي ويئس مني فانصرف وكان بشرى ينزل الجانب الشرقي في حريم الخلافة بالقرب من الباب النوبي ومات في يوم عيد الفطر من/ سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة وكان يوم سبت.
3229- الحسن بن الحسين بن العباس، أبو علي المعروف بابن دوما
[1] :
سمع أبا بكر الشافعي وخلقا كثيرا وأكثر من السماع وذكر الخطيب أنه الحق سماعه في جزء قال المصنف رحمه الله ومن الجائز أن يكون قد عارضه بأصل فيه سماعه. توفي في هذه السنة.
3230- عبد الغالب بن جعفر بن الحسن، أبو معاذ الضراب
[2] :
سمع ابن شاهين والكتاني قال الخطيب كتبت عنه وكان عبدا صالحا صدوقا.
توفي في شعبان هذه السنة.
3231- محمد بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم، أبو الحسن الجواليقي [3] .
مولى بني تميم من أهل الكوفة. سمع إبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم وجعفر بن محمد الأحمسي وخلقا كثيرا وقدم بغداد وحدث بها وكان ثقة وتوفي بمصر في هذه السنة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 300) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 140) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 314) .

(15/275)


3232- محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب بن مروان، أبو العلاء الواسطي
[1] .
ولد في صفر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة أصله من فم الصلح ونشأ بواسط وحفظ بها القرآن وقرأ على شيوخها وكتب بها الحديث ثم قدم بغداد فسمع ورحل إلى الكوفة والدينور ثم عاد واستوطن بغداد وقبلت شهادته عند الحكام ورد إليه القضاء بالحريم من شرقي بغداد بالكوفة وغيرها من شقي الفرات وكان قد جمع الكثير من الحديث وقد قدح في روايته القراءات جماعة من القراء وفي روايته الحديث جماعة من المحدثين. توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة ودفن في داره، رحمة الله تعالى عليه.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 3/ 95، والبداية والنهاية 12/ 47) .

(15/276)


ثم دخلت سنة اثنتين وثلاثين واربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أن الغز نزلوا الري وانصرف مسعود بن محمود بن [1] سبكتكين إلى غزنة وعاد طغرل بك إلى نيسابور واستولت الغز على جميع خراسان وظهر من خرقهم الهيبة واطراحهم الحشمة وقتلهم الناس ما خرج عن الحد وقصدوا خلقا كثيرا من الكتاب وغيرهم فقتلوا منهم وصانعهم بعضهم.
وفي يوم الأربعاء لثمان خلون من جمادي الأولى: تجددت [2] الفتن ووقع القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة على القنطرتين واستمر ذلك وقتل في أثنائه جماعة وكان السبب انخراق الهيبة وقلة الأعوان.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3233- الحسن بن عبد الله، [بن محمد] [3] بن الحسين، أبو علي المقرئ الصفار.
[4] .
__________
[1] في الأصل: «وانصرف محمود بن مسعود» .
[2] في الأصل: «من جمادى الآخرة» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[4] الصفار: يقال لمن يبيع الأواني الصّفرية: «الصّفّار» (الأنساب 8/ 74) .

(15/277)


سمع من ابن مالك القطيعي وغيره وكان ثقة يسكن نهر القلائين توفي في ربيع الأول من هذه السنة [ودفن في مقبرة باب حرب] .
3234- صاعد بن محمد، أبو العلاء النيسابوري ثم الاستوائي
[1] :
من أهل استواء وهي قرية من [رستاق] [2] نيسابور. سمع الحديث بنيسابور وولى قضاءها ثم عزل وكان عالما فاضلا صدوقا انتهت إليه رياسة أصحاب الرأي بخراسان وتوفي في هذه السنة.
3235- محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن إسحاق، أبو المظفر القرينيني وقرينين ناحية من نواحي مرو
[3] :
سكن بغداد وحدث بها عن المخلص وغيره وكان صدوقا ثقة يذهب مذهب الشافعي وتوفي بناحية شهرزور في ذي القعدة من هذه السنة.
3236- مُحَمَّد بن الحسن [4] بن الفضل بن العباس، أبو يعلى البصري الصوفي [5] :
أذهب/ عمره في السفر والتغرب وقدم بغداد في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة فحدث بها عن أبي بكر بن أبي الحديد الدمشقي وأبي الحسين بن جميع الغساني وكان صدوقا ظريفا من أهل الأدب والفضل حسن الشعر.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[2] هذه الترجمة جاءت في الأصل بعد ترجمة محمد بن الحسين.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 344) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 220) .
[4] في ص، ل: «محمد بن الحسين» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 220، البداية والنهاية 12/ 49، وفيه: «محمد بن الحسين» ) .

(15/278)


ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين واربعمائة
[دخول أبي كاليجار همذان ودفع الغز عنها]
فمن الحوادث فيها:
أنه دخل أبو كاليجار همذان ودفع الغز عنها. وأن الأتراك شغبوا في جمادي الآخرة وتبسطوا في أخذ ثياب الناس وخطف ما يرد إلى البلد وغرقوا امرأتين من نساء أصحاب المسالح وكثر الهرج الى ان وعدوا بإطلاق أرزاقهم.
[سقوط قنطرة بني زريق]
وفي شوال: سقطت قنطرة بني زريق على نهر عيسى والقنطرة العتيقة التي تقاربها وورد رجل من البلغر ذكر أنه من كبار القوم في خمسين رجلا قاصدا للحج فروعي من دار الخلافة بنزل يحمل إليه وكان معه رجل يعرف بيعلى ابن إسحاق الخوارزمي ويدعى بالقاضي فسئل في الديوان عن البلغر من أي الأمم هم فقال هم قوم تولدوا من بين الترك والصقالبة وبلادهم في أقصى بلاد الترك وكانوا كفارا ثم ظهر فيهم الإسلام وهم على مذهب أبي حنيفة ولهم عيون تجري في أنهار/ وزروعهم على المطر وعندهم كورات العسل وحكى أن الليل يقصر عندهم حتى يكون ست ساعات وكذلك النهار.
وفي هذه السنة: قرئ الاعتقاد القادري في الديوان.
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قال أخرج الإمام القائم بأمر الله أمير المؤمنين أبو جعفر ابن القادر باللَّه في سنة نيف وثلاثين واربعمائة الاعتقاد القادري الذي ذكره القادر فقرئ في الديوان وحضر الزهاد والعلماء وممن حضر الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني فكتب خطه تحته قبل أن يكتب الفقهاء وكتب الفقهاء خطوطهم فيه أن هذا اعتقاد المسلمين ومن خالفه فقد فسق وكفر

(15/279)


وهو، يجب على الإنسان أن يعلم أن الله عز وجل وحده لا شريك له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لم يتخذ صاحبه ولا ولدا ولم يكن له [شريك] [1] في الملك وهو أول لم يزل وآخر لا يزال قادر على كل شيء غير عاجز عن شيء [2] إذا أراد شيئا قال له كن فيكون غنى غير محتاج إلى شيء لا اله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم يطعم ولا يطعم لا يستوحش من وحده ولا يأنس بشيء وهو الغنى عن كل شيء لا تخلفه الدهور والأزمان وكيف تغيره الدهور [والأزمان] وهو خالق الدهور والأزمان والليل والنهار والضوء والظلمة والسموات والأرض وما فيها من أنواع الخلق والبر والبحر وما فيهما وكل شيء حي أو موات أو جماد كان ربنا/ وحده لا شيء معه ولا مكان يحويه فخلق كل شيء بقدرته وخلق العرش لا لحاجته إليه فاستوى عليه كيف شاء وأراد لا استقرار راحة كما يستريح الخلق وهو مدبر السموات والارضين ومدبر ما فيهما ومن في البر والبحر ولا مدبر غيره ولا حافظ سواه يرزقهم ويمرضهم ويعافيهم ويميتهم ويحييهم والخلق كلهم عاجزون والملائكة والنبيون والمرسلون والخلق كلهم أجمعون وهو القادر بقدرة والعالم بعلم أزلي غير مستفاد وهو السميع بسمع والمبصر ببصر يعرف صفتهما من نفسه لا يبلغ كنههما أحد من خلقه متكلم بكلام لا بآلة مخلوقة كآلة المخلوقين لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه السلام وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلّم فهي صفة حقيقية لا مجازية ويعلم أن كلام الله تعالى غير مخلوق تكلم به تكليما وأنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم على لسان جبريل بعد ما سمعه جبريل منه فتلاه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم وتلاه محمد على أصحابه وتلاه أصحابه على الأمة ولم يصر بتلاوة المخلوقين مخلوقا لأنه ذلك الكلام بعينه الذي تكلم [الله] [3] به فهو غير مخلوق فبكل حال متلوا ومحفوظا ومكتوبا ومسموعا ومن قال إنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد الاستتابة منه ويعلم أن الإيمان قول وعمل ونية وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح وتصديق به يزيد وينقص [4] / يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهو ذو أجزاء
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[2] «غير عاجز عن شيء» . ساقطة من ل.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[4] «يزيد وينقص» : ساقطة من ل.

(15/280)


وشعب فأرفع اجزائه لا إله الا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد والإنسان لا يدري كيف هو مكتوب عند الله ولا بماذا يختم له فلذلك يقول مؤمن أن شاء الله وأرجو أن أكون مؤمنا ولا يضره الاستثناء والرجاء ولا يكون بهما شاكا ولا مرتابا لأنه يريد بذلك ما هو مغيب عنه عن أمر آخرته وخاتمته وكل شيء يتقرب به إلى الله تعالى ويعمل لخالص وجهه من أنواع الطاعات فرائضه وسننه وفضائله فهو كله من الإيمان منسوب إليه ولا يكون للإيمان نهاية أبدا لأنه لا نهاية للفضائل ولا للمتبوع في الفرائض أبدا ويجب أن يحب [الصحابة [1] من] أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ونعلم أنهم خير الخلق بعد [2] رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأن خيرهم كلهم وأفضلهم بعد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ويشهد للعشرة بالجنة ويترحم على أزواج رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وسلم ومن سب سيدتنا عائشة رضي الله عنها فلا حظ له في الإسلام ولا يقول في معاوية رضي الله عنه إلا خيرا ولا يدخل في شيء شجر بينهم ويترحم على جماعتهم، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ 59: 10 [3] وقال فيهم: وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ 15: 47 [4] وَلا يُكَفَّرُ بِتَرْكِ شَيْءٍ مِنَ الْفَرَائِضِ غَيْرَ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ وَحْدَهَا فَإِنَّهُ مَنْ تَرَكَهَا/ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَهُوَ صَحِيحٌ فَارِغٌ حَتَّى يَخْرُجَ وَقْتُ الأُخْرَى فَهُوَ كَافِرٌ وَإِنْ لَمْ يَجْحَدْهَا لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ وَلا يَزَالُ كَافِرًا حَتَّى يَنْدَمَ وَيُعِيدَهَا فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَنْدَمَ وَيُعِيدَ أَوْ يُضْمِرَ أَنْ يُعِيدَ لَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ وَحُشِرَ مَعَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ وَسَائِرُ الأَعْمَالِ لا يُكَفَّرُ بِتَرْكِهَا وَإِنْ كَانَ يُفَسَّقُ حَتَّى يَجْحَدَهَا، ثُمَّ قَالَ: هَذَا قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الَّذِي مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ كَانَ عَلَى الحق المبين وعلى منهاج الدين والطريق المستقيم [5] ورجا به النجاة من النار ودخول الجنة
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل، ل.
[2] «النبي صلى الله عليه وسلم كلهم، ونعلم أنهم خير الخلق بعد» : العابرة ساقطة من ص.
[3] سورة: الحشر، الآية: 10.
[4] سورة: الأعراف، الآية: 43.
[5] في ص، ل: «والطريق الواضح» .

(15/281)


ان شاء الله تعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلّم وعلم الدِّينُ النَّصِيحَةُ قِيلَ لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ. للَّه وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلائِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلِعَامَّتِهِمْ وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ، أَيُّمَا عَبْدٍ جَاءَتْهُ مَوْعِظَةٌ من الله تعالى فِي دِينِهِ فَإِنَّهَا نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ سِيقَتْ اليه فان قبلها يشكر والا كانت حجة عليه من الله ليزداد بها إثما ويزاد بها من الله سخطا جعلنا الله لآلائه [1] من الشاكرين ولنعمائه ذاكرين وبالسنة معتصمين وغفر لنا ولجميع المسلمين.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3237- بهرام بن مافنة، أبو منصور وزير الملك أبي [2] كاليجار:
ولد بكازرون سنة ست وستين وثلاثمائة ونشأ عفيفا وعمل بفيروزآباذ خزانة كتب تشتمل على سبعة آلاف مجلد فيها أربعة آلاف ورقة بخط أبي علي وأبي عبد الله ابني مقلة.
3238- الحسين [3] بن بكر بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله، أبو القاسم
[4] :
ولد سنة خمسين وثلاثمائة وسمع أبا بكر بن مالك القطيعي وغيره وكان ثقة مقبول القول والشهادة/ عند القضاة وخلفه القاضي أبو محمد الأكفاني على عمله بالكرخ وتوفي في رمضان هذه السنة.
3239- مُحَمَّد بن أحمد بن عبد الله، أبو بكر المؤدب [الأعور] [5] ويعرف بابن أبي العباس الصابوني
[6] .
سمع أبا بكر ابن مالك القطيعي وأحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبا القاسم بن
__________
[1] «وإلا كانت حجة ... جعلنا الله لآلائه» : العابرة ساقطة من ل.
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 49، وفيه: «يهرام بن منافية» ) .
[3] في ص، ل: «الحسين» .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 26، وفيه الحسين» ) .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[6] انظر ترجمته في: (تذكرة الحفاظ 2/ 284) .

(15/282)


حبابة وكان سماعه صحيحا وتوفي في شوال هذه السنة.
3240- محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن جعفر بن هارون، أبو الحسن المعروف بابن أبي شيخ
[1] :
حدث عن محمد بن المظفر وكان ثقة من الشهود المعدلين.
أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب قال سمعت ابن أبي شيخ يقول ولدت يوم السبت للنصف من ربيع الآخر سنة ست وخمسين وسمعت من ابن مالك القطيعي جميع مسند أحمد [بن حنبل] [2] وسمعت من ابن المظفر شيئا كثيرا وذكر انه كتب له شيء كثير من الحديث ولكن ذهبت كتبه ومات في ليلة الثلاثاء السادس عشر من جمادي الأولى من سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ودفن في صبيحة تلك الليلة بمقابر قريش.
3241- محمد بن جعفر، أبو الحسين المعروف بالجهرمي
[3] :
أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب قال هو أحد الشعراء الذين لقيناهم وسمعنا منهم وكان يجيد القول ولد في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ومسكنه دار القطن ومات يوم السبت التاسع عشر من جمادي الآخرة سنة ثلاث وثلاثين [واربعمائة] [4] ومن شعره:
يا ويح قلبي من تقلبه ... أبدا يحن إلى معذبه
قالوا كتمت هواه عن جلد ... لو أن لي جلدا لبحت به
بأبي حبيب غير مكترث ... عني ويكثر من تعتبه
حسبي رضاه من الحياة ويا ... قلقي وموتي من تغضبه
3242- مسعود بن محمود بن سبكتكين:
[5]
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 323) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 159، والبداية والنهاية 12/ 50) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[5] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 50) .

(15/283)


توفي وقام أخوه/ مقامه وخرج مودود بن مسعود على عمه [1] محمد فقبض عليه وعاد إلى غزنة واستتب له الأمر.
3243- بنت المتقى للَّه: [2]
توفيت في الحريم الطاهري [3] في رجب هذه السنة عن إحدى وتسعين سنة ودفنت في التربة بالرصافة.
__________
[1] «عمه» : ساقطة من ل.
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 50) .
[3] في الأصل: «توفيت في الحريم الظاهري» .

(15/284)


ثم دخلت سنة اربع وثلاثين واربعمائة
[افتتاح الجوالي في أول المحرم]
فمن الحوادث فيها:
أن الجوالي افتتحت في [1] أول المحرم فأنفذ الملك أبو طاهر من منع أصحاب الخليفة عنها واخذ ما استخرجوه منها وأقام فيها من يتولى جبايتها وشق على الخليفة ذلك وترددت فيه المراسلات ولم تنفع فأظهر العزم على مفارقة البلد وتقدم بإصلاح الطيار والزبازب وروسل وجوه الأطراف والقضاة والفقهاء والشهود بالتأهب للخروج في الصحبة وتحدث بأن الخليفة قد عمل على غلق الجوامع ومنع الصلاة يوم الجمعة سابع هذا الشهر.
قال أبو الحسن علي بن محمد الماوردي! خرج التوقيع من الخليفة وكنت أنا الرسول فنفذ [2] لعلي بن محمد بن حبيب ليس يختل على ذي عقل غلط ما أباه جلال الدولة من عدوله عن عهوده والوفاء بعقوده وأن الأيمان المؤكدة اشتملت على ما لا فسيحة في نقضه ولا سبيل إلى حله وفيما جرى من الاعتراض على الجوالي في جبايتها بعد تسليمها إلى الوكلاء نقض لما عقده والتعويل على عهده فانطلقت الألسن بما يصان عن مثله فإن ذكر أن ضرورة دعت إلى ذاك قالا راسلنا على الوجه الأجمل/ ولو أنه لما أراد ما أراد جعل الوكلاء القائمين به يحملونه إليه لكان ذلك أولى فأما العدول عن هذه الطريقة فظاهر الغرض قصدا لومقين [3] ولولا ما عليه الوكلاء من الإضافة، نرى
__________
[1] في الأصل: «أن الجوالي قسمت» .
[2] في الأصل، ل: «أنا الرسول لتنقل» .
[3] كذا في الأصول.

(15/285)


ترك [1] القول في مال هذه الجوالي مع نزارة قدره لكن للضرورة حكما تمنع من الاختيار وإن روعي الوكلاء يدفعون أيامهم وإلا فلهم عند الضرورات متسع في الأرض ونحن نقاضيه إلى الله تعالى وهو الحكم بيننا. فكان الجواب من الملك الاعتراف بوجوب [2] الطاعة ثم قال ونحن نائبون عن الخدمة نيابة لا تنتظم إلا بإطلاق أرزاق العساكر وقد التجأ جماعة ممن خدمنا إلى الحريم واستعصم به حتى أن احدهم أخذ من تلاعنا في دفعة واحدة تسعمائة بدرة ونحن نمنع من إحضارها ونحن محذورون عند الحاجة. وورد كتاب أبي جعفر ابن الرقي العلويّ النقيب بالموصل بتاريخ تاسع وعشرين جمادي الأولى بما قال فيه. وردت الأخبار الصحيحة بوقوع زلزلة عظيمة بتبريز هدمت قلعتها وسورها ودورها ومساكنها وحماماتها وأسواقها وأكثر دار الإمارة وخلص الأمير لكونه كان في بعض البساتين وسلم جنده لأنه كان قد انفذهم إلى أخيه وأنه أحصى من هلك تحت الهدم فكانوا قريبا من خمسين ألف إنسان وأن الأمير لبس السواد وجلس على المسوح لعظم هذا المصاب وانه أجبر على الصعود إلى بعض قلاعه والتحصن بها خوفا من توجه الغز إلى بلد وهم الترك.
وفي هذه السنة: استولى طغرل بك/ على نيسابور وانفذ أخاه إبراهيم بن يوسف المعروف بينال فأخذ الري والجبل.
وولى القضاء بواسط أبو القاسم علي بن إبراهيم بن غسان.
وفيها: فرغ من عمل القنطرة على فوهة نهر ملك عملها دبيس بن علي.
وفيها: ملك ثمال بن صالح بن مرداس حلب فانفذ المصريون إليه من حاربه.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3244- حسين بن عمر بن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ويعرف بابن القصاب
[3] .
__________
[1] في الأصل: «لدى ترك» .
[2] في الأصل: «الاعتراف بوجوه» .
[3] في ص: «القصار» .
وانظر ترجمته في: (الأنساب 10/ 163) .

(15/286)


سمع ابن مالك القطيعي والدار الدّارقطنيّ وكان صدوقا وتوفي في رجب هذه السنة ودفن في مقبرة باب حرب.
3245- الحسين بن يحيى بن عياش، أبو عبد الله القطان [1] ويقال التمار:
ولد في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وسمع الحسن بن عرفة وغيره، روى عنه الدار الدارقطني ويوسف القواس [2] وأبو عمر بن مهدي وابن مخلد وهلال الخفار [3] وكان ثقة وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة ودفن عند قبر معروف.
3246- عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر، أبو القاسم [4] البرذعي:
سمع محمد بن عبيد الله بن الشخير. روى عن ابن المظفر. قال الخطيب كتبت عنه وكان صدوقا وسألته عن مولده فقال ولدت في مدينة أبي جعفر في دار القاضي أبي بكر بن الجعابي في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة.
3247- عبد الودود بن عبد المتكبر بن هارون بن محمد بن عبيد الله بن المهتدي
[5] :
ولد في سنة أربعين وثلاثمائة حدث عن أبي بكر الشافعي وتوفي في شعبان هذه السنة ودفن بقرب القبة الخضراء.
3248- عبد الله بن أحمد [6] بن محمد، أبو ذر الهروي:
سافر الكثير وحدث وخرج إلى مكة فسكنها مدة ثم تزوج في المغرب وأقام بالسروات وكان يحج كل عام ويقيم بمكة أيام الموسم ويحدث ويرجع إلى أهله وكان ثقة ضابطا فاضلا وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة وقيل أنه كان يميل إلى مذهب الأشعري.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 144) .
[2] في الأصل: «ويوسف الفراس» .
[3] في ل، الأصل: «هلال الخباز» .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 384) .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 140) .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 141، وفيه: «عبد بن أحمد» ، والبداية والنهاية 12/ 50.

(15/287)


3249- محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر، أبو الفتح الشيباني العطار ويعرف [1] بقطيط:
سافر الكثير إلى البصرة ومكة ومصر والشام والجزيرة وبلاد الثغور وبلاد فارس وحدث عن أبي الفضل الزهري وابن المظفر وابن شاهين وغيرهم وكان شيخا ظريفا مليح المحاضرة يسلك طريق التصوف وكان يقول لما ولدت سميت قطيطا على أسماء أهل البادية ثم سماني بعض أهلي محمدا. وتوفي في هذه السنة.
3250- أبو الحسن بن سفر يشوع، المهندس/ صاحب [2] علم الهيئة:
توفي في هذه السنة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 51) .
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 2/ 51) .

(15/288)


ثم دخلت سنة خمس وثلاثين واربعمائة
[ردت الجوالي على وكلاء الخدمة]
فمن الحوادث فيها:
أنه ردت الجوالي على وكلاء الخدمة وسافر طغرل بك إلى الجبل وورد كتابه على جلال الدولة أبي طاهر من الري وكان أصحابه قد أخربوها ولم يبق منها لا غير [1] ثلاثة ألف نفس وسدت أبواب المساجد وخاطب طغرل بك جلال الدولة بالملك الجليل فخاطبه جلال الدولة بالملك الجليل وخاطب عميد الدولة بالشيخ الأجل الرئيس أبي طالب محمد بن أيوب، من طغرل بك محمد بن ميكائيل ولى أمير المؤمنين فخرج التوقيع إلى أقضى القضاة الماوردي وروسل به طغرل بك برسالة تتضمن تقبيح ما فعل في البلاد ويأمره بالإحسان الى الرعية [2] فمضى الماوردي وخرج طغرل بك فتلقاه على اربعة فراسخ إجلالا لرسالة الخليفة.
[الإرجاف بموت أبي طاهر جلال الدولة]
وأرجف بموت أبي طاهر جلال الدولة إرجافا لورم لحقه في كبده وانزعج الناس ونقلوا أموالهم إلى دار الخلافة وما زال الإرجاف حتى خرج الملك فجلس [3] على كرسي فرآه الناس فسكتوا ثم توفي/ وغلقت الأبواب وخرج الأمراء أولاده فأطلعوا من الروشن على الأتراك والاصبهلارية [4] وقالوا لهم أنتم أصحابنا ومشايخ دولتنا وقائمون
__________
[1] «غير» : ساقطة من ل.
[2] في ص، ل: «بالإحسان في الرعية» .
[3] في ص: «حتى خرج الملك فجلس» .
[4] في الأصل: «الإسفسهلارية» .

(15/289)


مقام والدنا فارعوا حقوقنا وصونوا حريمنا فإنكم تعلمون أنه لا مال عندنا فقبلوا الأرض وبكوا بكاء شديدا وقالوا السمع والطاعة وكان ابنه الملقب بالملك العزيز بواسط فأنشئت إليه تعزية من الديوان وأجاب ثاني العيد.
وفي هذه السنة: دخل الغز الموصل وأخذوا حرم قرواش وأفسدوا فيها ووصل أبو البركات ربيب أبي جعفر السمناني [1] إلى الخليفة مستنفرا عليهم ثم ورد الشريف أبو الحسن بن جعفر النسابة هاربا فاجتمع قرواش بن المقلد ودبيس بن علي بن مزيد على الإيقاع بالغز فقتلت منهم مقتلة عظيمة وخطب في بغداد للملك أبي كاليجار.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3251- الحسين بن عثمان بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي، يكني أبا سعد
[2] :
رحل في طلب الحديث الى أصبهان والري وبلاد خراسان ثم أقام ببغداد/ وحدث.
أخبرنا القزاز أَخْبَرَنَا أبو بكر الخطيب قَالَ كتبنا عنه وكان صدوقا متنبها وانتقل في آخر عمره إلى مكة فسكنها حتى مات بها في شوال هذه السنة.
3252- عبيد الله بن أبي الفتح، واسمه أحمد بن عثمان بن الفرج بن الأزهر أبو القاسم الصيرفي وهو الأزهري ويعرف بابن السوادي.
[3] أخبرنا القزاز أَخْبَرَنَا أبو بكر الخطيب قَالَ ذكر لي عبيد الله أن جده عثمان [كان] [4] من أهل إسكاف قدم بغداد فاستوطنها فعرف بالسوادي وجده لأمه يعرف بالدبثائي [5]
__________
[1] في الأصل: «السجستاني» . وفي ل: «السخباني» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 84، والبداية والنهاية 12/ 51) .
[3] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 51، وفيه: «عبد الله بن أبي الفتح» ) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[5] في ص: «يعرف بالدثيابي» . وفي الأصل: «يعرف بالدشابي» .

(15/290)


سمع ابن مالك القطيعي وأبا محمد بن ماسي وأبا سعيد الخرقي [1] وأبا حفص بن الزيات ومن يطول ذكره وكان أحد المكثرين من الحديث كتابة وسماعا من المعتنين به والجامعين له مع صدق وامانة وصحة واستقامة وسلامة مذهب وحسن معتقد ودوام درس للقرآن وسمعنا منه المصنفات الكبار والكتب الطوال وكان يسكن درب الآجر من نهر طابق وسمعته يقول ولدت يوم السبت التاسع من صفر سنة خمس وخمسين [2] وثلاثمائة ومات في يوم الثلاثاء التاسع عشر من صفر سنة خمس وثلاثين واربعمائة ودفن من الغد في تربة كانت له آخر درب الآجر مما يلي نهر عيسى وكان مدة عمره ثمانين سنة وعشرة أيام.
3253- أبو طاهر جلال الدولة:
[3] ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وكان يزور الصالحين ويتبرك بهم ويقصد القزويني والدينَوَريّ وسأله الدينَوَريّ في ضريبة الملح فأسقطها وكانت [في] [4] كل سنة/ ألفي دينار ولحقه ورم في كبده وتوفي في ليلة الجمعة خامس شعبان [من] [5] هذه السنة وغسله أبو القاسم بن شاهين الواعظ وأبو محمد وعبد القادر بن السماك ودفن في بيته من دار المملكة في بيت كان دفن فيه عضد الدولة وبهاء الدولة قبل نقلهما وكانت ولايته لبغداد ست عشرة سنة وأحد عشر شهرا وخلف من الذكور ستة وخمس عشرة أنثى وكان عمره احدى وخمسين سنة وأشهرا.
__________
[1] في تاريخ بغداد: «أبا سعيد الحرقي» .
[2] «سنة خمس وخمسين.... من صفر سنة» : ساقطة من ص.
[3] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 52) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

(15/291)


ثم دخلت سنة ست وثلاثين واربعمائة
فمن الحوادث فيها:
انه جاء مطر في شعبان فيه رعد فوقعت رجفة عقيب الرعد [1] وكان في الصحراء غلام يرعى فرسا ومهرا فماتوا في الوقت ولحقت ثلاثة أنفس كانوا على بعد منها مثل الغشى فأفاقوا بعد عتمة.
[نقل تابوت جلال الدولة الى مقابر قريش]
وفي سادس رمضان نقل تابوت جلال الدولة وبنته الكبرى من دار المملكة إلى تربة لهم في مقابر قريش.
وفي يوم الخميس ثالث عشر رمضان حمل الطيار الجلالي إلى باب دار المملكة بعد مخاطبات جرت من أجله ومراجعات فيما استجد من صفره وآلاته فقال الملك: إننا نزلنا عنه لدار الخلافة وهذا طيار [2] جليل لم يعمل مثله وكان جلال الدولة قد انفق عليه عشرة آلاف دينار، ودخل أبو كاليجار بغداد وصرف أبو المعالي بن عبد الرحيم عن الوزارة موقرا وفي يوم الجمعة رابع عشر هذا الشهر استقر النظر في الوزارة للوزير ذي السعادات أبي الفرج محمد بن جعفر/ بن العباس بن فسانجس وقيل للأتراك، اعترفوا [3] له حقه.
وتوفي المرتضى فتقلد أبو أحمد عدنان ابن الرضي ما كان يتقلده عمه المرتضى.
__________
[1] في الأصل: «فوقعت رجفة عقب» .
[2] في الأصل: «لدار الخلافة لما كوثبتا بأنه» .
[3] في ل: «للاتراك أعرفوا» .

(15/292)


وتوفى الوزير الجرجرائي بمصر فوزر أبو نصر أحمد بن يوسف وكان يهوديا فأسلم.
وأحدث أبو كاليجار ضرب الطبل في الصلوات الخمس ولم يكن الملوك يضرب لها الطبل ببغداد فأكرم عضد الدولة بأن ضرب له فيها ثلاث نوب وجعلها أبو كاليجار خمسا.
وفي هذه السنة [1] : نظر رئيس الرؤساء أبو القاسم ابن مسلمة في كتابه القائم وكان عنده في منزل عالية.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3254- الحسين بن علي بن محمد بن جعفر، أبو عبد الله الصيمري
[2] :
منسوب إلى نهر من أنهار البصرة يقال له الصيمر عليه عدة قرى. ولد سنة إحدى وخمسين [وثلاثمائة] [3] وكان أحد الفقهاء المذكورين من العراقيين حسن العبارة جيد النظر ولى قضاء المدائن ثم ولي القضاء بربع الكرخ وحدث عن أبي بكر المفيد وابن شاذان وعن ابن شاهين وغيرهم وكان صدوقا وافر العقل جميل المعاشرة عارفا بحقوق العلماء وتوفي في شوال هذه السنة ودفن في داره بدرب الزرادين.
3255- طاهرة بنت أحمد بن يوسف الأزرق [4] التنوخية.
ولدت سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وسمعت من أبي محمد بن ماسي [5] وجماعة وتوفيت بالبصرة في هذه السنة.
3256- عبد الوهاب منصور بن أحمد، أبو الحسين [6] المعروف بابن المشتري [7] الأهوازي:
__________
[1] في ص، ل: «وفيها» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 78، البداية والنهاية 12/ 52) .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 14/ 445) .
[5] في تاريخ بغداد: «أبي محمد بن ماشي» .
[6] في تاريخ بغداد: «أحمد أبو الحسن» .
[7] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 52) .

(15/293)


كان له قضاء الأهواز ونواحيها وكانت له منزلة عند السلطان وكان كثير المال مفضلا على طائفة من أهل العلم وكان ينتحل مذهب الشافعي وكان/ صدوقا توفي في ذي القعدة من هذه السنة بالأهواز.
3257- علي بن الحسن بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
[1] :
ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وهو أكبر من أخيه الرضى وكان يلقب بالمرتضى ذي المجدين وكانت له نقابة [2] الطالبيين وكان يقول الشعر الحسن وكان يميل إلى الاعتزال ويناظر عنده في كل المذاهب وكان يظهر مذهب الإمامية ويقول فيه العجب وله تصانيف على مذهب الشيعة فمنها كتابهم الذي ذكر فيه فقههم وما انفردوا به نقلت منه مسائل من خط أبي الوفاء بن عقيل وانا اذكرها هنا شيئا منها فمنها لا يجوز السجود على ما ليس بأرض ولا من نبات الأرض كالصوف والجلود والوبر، وأن الاستجمار لا يجزى في البول بل في الغائط وأن الكتابيات حرام، وأن الطلاق المعلق على شرط لا يقع وإن وجد شرطه، وأن الطلاق لا يقع إلا بحضور شاهدين عدلين، ومتى [3] حلف إن فعل كذا [4] فامرأته طالق لم يكن يمينا، وأن النذر لا ينعقد [5] إذا كان مشروطا بقدوم مسافر أو شفاء مريض، وأن من نام عن صلاة العشاء إلى أن يمضي نصف الليل وجب عليه إذا استيقظ القضاء وأن يصبح صائما كفارة لذلك، وأن المرأة إذا جزت شعرها فعليها كفارة قتل الخطأ، وأن من شق ثوبه في موت ابن له أو زوجة فعليه كفارة يمين، وأن من تزوج امرأة ولها زوج وهو لا يعلم لزمه أن يتصدق بخمسة دراهم، وأن قطع السارق من أصول الأصابع، وأن ذبائح أهل الكتاب محرمة واشترطوا في الذبح استقبال القبلة، وكل طعام تولاه اليهود أو النصارى أو من قطع بكفره فحرام أكله، وهذه مذاهب عجيبة تخرق الإجماع وأعجب منها ذم الصحابة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 402، والبداية والنهاية 12/ 53) .
[2] في الأصل: «وكانت إليه نقابة» .
[3] في ل: «ومن حلف» .
[4] في الأصل: «إن فعلت كذا» .
[5] في الأصل: «وإن النذر لا يقع» .

(15/294)


أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن ناصر الحافظ أَخْبَرَنَا أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون المعدل أنه نسخ من نسخه ذكرنا ناسخها أنه كتبها عن المرتضى من تأليفه وكلامه قال المرتضى: سألني الرئيس الأجل عن السبب في نكاح أمير المؤمنين بنته عمر بن الخطاب فكيف صح ذلك مع اعتقاد الشيعة الإمامية في عمر أنه على حال لا يجوز معها إنكاحه قال وأنا اذكر من الكلام في ذلك جملة كافية: أعلم أن الزيدية القائلين بالنص على أمير المؤمنين بالإمامة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم يذهبون إلى أن رفع [1] النص فسق يستحق به فاعله الخلود في نار جهنم وليس يكفر والفاسق يجوز إنكاحه والنكاح إليه بخلاف الكافر ويبقى الكلام مع الإمامية الذين يذهبون إلى أن رفع [2] النص كفر ويسألون عن ذلك مسائل منها إنكاح النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان بنتيه واحدة بعد واحدة وذلك مع القول بأنه يكفر بجحد النص على أمير المؤمنين غير جائز وليس لكم أن تقولوا جحد النص إنما كان بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فهو غير مناف كما وقع في حياته لأن رفع [3] النص إذا كان كفرا والكافر عندكم لا يجوز أن يقع منه الإيمان متقدم بل المستقر في مذاهبهم أن من آمن باللَّه طرفة عين لا يجوز أن يكفر بعد إيمانه فعلى هذا المذهب أن كل من كفر بدفع النص لا يجوز أن يكون له حالة إيمان متقدمة وإن أظهر الإيمان فهو مبطن لخلافة [4] والمسألة لازمة مع هذا التحقيق. ومن مسائلهم أيضا أن عائشة إذا كانت/ بقتالها أمير المؤمنين قد كفرت وبدفعها أيضا إمامته وكانت حفصة أيضا شريكتها مع إنكار إمامته والاختلاف عليه فقد اشتركتا في الكفر وعلى مذاهبهم لا يجوز أن يكون الإيمان واقعا في حالة متقدمة ممن كفر ومات على كفر وكيف ساغ للنبي [5] صلى الله عليه وسلم أن ينكحهما وهما في تلك الحال غير مؤمنتين ومن المسائل تزويج أمير المؤمنين علي من عمر بن الخطاب وتحقيق الكلام في ذلك كتحقيقه في عثمان قال المرتضى والجواب أن نكاح الكافرة ونكاح الكافر لا يدفعه العقل وليس في مجرده ما يقتضي قبيحه [6] وإنما يرجع في قبيحه أو حسنه إلى أدلة
__________
[1، 2] في الأصل: «يذهبون إلى أن رفع» .
[3] في الأصول: «لأن رفع» .
[4] في الأصول: «فهو مبطن الكفر» .
[5] في الأصل: «وكيف جاز» .
[6] في ل: «مجرده ما يقتضي قبحه» .

(15/295)


السمع ولا شيء أوضح وأدل على الأحكام من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أو فعل أمير المؤمنين فإذا رأيناهما قد نكحا وأنكحا إلى من ذكرت حاله وفعلهما حجة وما لا يقع إلا صحيحا صوابا قطعنا على جواز ذلك وانه غير قبيح ولا محظور وبعد فليست حال عثمان ونكاحه بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحال نكاح عائشة وحفصة كحال عمر في حال نكاح بنت أمير المؤمنين لأن [عثمان كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لم يظهر منه ما ينافي الإيمان [1] وإنما] كان مظهرا بغير شك الإيمان وكذلك عائشة وحفصة وعمر في حال نكاح بنت أمير المؤمنين كان مظهرا من جحد النص ما هو كفر والحال مفترقة فإذا قيل وأي انتفاء الآن بإظهار الإيمان والنبي صلى الله عليه وسلم يقطع على كفره مظهرا في الباطن لانه إذا علم أنه سيظهر ممن أظهر الإيمان في تلك الأحوال كفر ويموت عليه فلا بد أن يكون في الحال قاطعا على/ أن الإيمان المظهر إنما هو نفاق كان الباطن بخلافه وقد عدنا إلى أنه أنكح ونكح مع القطع على الكفر، قلنا غير ممنوع أن يكون عليه السلام في حال نكاح عثمان لم يكن الله أطلعه على أنه سيجحد النص بعده فإن ذلك مما لا يجب الاطلاع عليه ثم إذا ظهر في مذاهب الإمامية أنه عليه السلام كان مطلعا على ذلك فليس معنا تاريخ بوقت اطلاعه ويجوز أن يكون عليه السلام إنما علم ذلك بعد الإنكاح أو بعد [موت] [2] المرأتين المنكوحتين وكذلك القول في عائشة وحفصة يجوز أن يكون ما علم بأحوالهما إلا بعد النكاح لهما فإذا قيل فكان يجب أن يفارقهما بعد العلم بما لا يجوز استمرار [الزوجية] [3] معه أمكن أن يقال ليس معنا قطع على أنه عليه السلام أعلم أن المرأتين يجحدان النص فإن ذلك مما لم ترد به رواية وأكثر ما وردت به الرواية وإن كانت من جهة الآحاد ومما لا يقطع بمثله أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ ستقاتلينه وَأَنْتِ ظَالِمَةٌ لَهُ وهذا إذا صح وقطع عليه أمكن أن يقال فيه أن محض القتال ليس بكفر وإنما يكون كفرا إذا وقع على سبيل الاستحلال له والجحود لإمامته ونفي فرض طاعته وإذا جاز أن يكون عليه السلام لم يعلم بأكثر من مجرد القتال الذي يجوز أن يكون فسقا أو يجوز أن يكون كفرا فلا
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

(15/296)


يجب أن يكون قاطعا على نفاق في الحال لأن الفاسق في المستقبل لا يمتنع أن يتقدم منه الإيمان وهذه المحاسبة والمناقشة لم تمض في/ كتب أحد من أصحابنا وفيها سقوط هذه المسألة على أنا إذا سلمنا على أشد الوجوه أنه عليه السلام علم أنهما في الحال على نفاق وعلم أيضا في عثمان مثل ذلك في حال إنكاحه لا بعد ذلك جاز أن يقول إن نكاح المنافق وإنكاحه جائز في الشريعة ولا يجب أن يجري المنافق مجرى مظهر الكفر ومعلنه وإذا جاز أن تفرق الشريعة بين الكافر الحربي والمرتد وبين الذمي في جواز النكاح فتقبح نكاح الذمية عند مخالفينا كلهم مع اختيار وعند [موافقينا] [1] مع الضرورة وفقد المؤمنات ولا نبيح نكاح الحربية على كل حال جاز أن يفرق بين مظهر الكفر ومبطنه في جواز النكاح وإذا فرقت الشريعة بين نكاح الذمي والنكاح إليه جاز الفرق بين المظهر للكفر والمنافق في جواز إنكاحه والشيعة الإمامية تقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرف جماعة من المنافقين بأعيانهم ويقطع على أن في بواطنهم الكفر بدلالة قوله تعالى:
وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ 9: 84 [2] ومحال أن يتعبده بترك الصلاة والقيام على قبره إلا وقد عينه تعالى له عليه السلام وبدلالة قوله تعالى: وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ في لَحْنِ الْقَوْلِ 47: 30 [3] وإذا كان عليه السلام عارفا بأحوال المنافقين ومميزا لهم من غيرهم ومع هذا فما رأيناه فرق بين أحد منهم وبين زوجته ولا خالف بين أحكامهم وأحكام المؤمنين/ وكان على الظاهر يعظمهم كما يعظم المؤمنين الذين لا يطلع على نفاقهم فقد بان أن الشريعة قد فرقت بين مظهر الكفر ومبطنه في هذه الأحكام فإن قيل أفيجوز أن يكون نكح وأنكح من يعلم خبث باطنه؟ قلنا فعله ذلك يقتضي [4] أنه مباح غير أننا نبعد أن ينكح أحدنا [5] غيره مع قطعه على أنه عدو في الدين. وإن جاز أن تبيح ذلك الشريعة والأشبه أن يكون عليه السلام إذا فرضنا أنه عالم بخبث باطن من أنكحه في الحال أن يكون إنما فعل ذلك لتدبير وسياسة وتألف وإلا فمع
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[2] سورة: التوبة، الآية: 84.
[3] سورة محمد، الآية: 30.
[4] في الأصل: «ذلك ينبغي» .
[5] في الأصل: «نبعد أن يكون أحدنا» .

(15/297)


الإيثار وارتفاع الأسباب لا يجوز أن يفعل ذلك ومن حمل نفسه من عقلة أصحابنا على أن دفع كون رقية وزينب بنتي رسول الله صلَّى اللَّه عَلَيْهِ وسلم علي الحقيقة وإنهما بنتا خديجة من ابن أبي هالة دافع ظاهرا معلوما لأن العلم بذلك كالعلم بغيره من الأمور والشك فيه كالشك في أمر معلوم وما بنا إلى المكابرات ودفع المعلومات حاجة فأما الكلام في نكاح عمر فقد تقدم أن العقل لا يمنع من مناكحة الكفار وأن [فعل] [1] أمير المؤمنين [قوي حجة واضح دليل وهذه الجملة كافية لو اقتصرنا عليها لكنا نقول أن أمير المؤمنين] [2] لم ينكح عمر مختارا بل مكرها وبعد مراجعة وتهديد ووعيد وقد ورد الخبر بأنه [راسله فدفعه بأجمل دفع فاستدعى عمه العباس فقال له ما لي أي بأس بي فقال له العباس وما الذي] [3] اقتضى هذا القول فقال له خطبت إلى ابن أخيك فدفعني وهذا يدل على عداوته لي وثنوه عني والله لأفعلن كذا وكذا ولأبلغن إلى كذا وكذا وإنما كتبنا عن التصريح بالوعيد عما روى لفحشه وقبحه [4] / وتجاوزه كل حد والألفاظ مشهورة في الرواية معروفة فعاد العباس إلى أمير المؤمنين فعاتبه وخوفه وسأله رد أمر المرأة إليه فقال له افعل ما شئت فمضى وعقد عليها ومع الإكراه والتخويف قد تحل المحارم كالخمر والخنزير [5] قال المرتضى وروي أن أبا عبد الله الصادق سئل عن ذلك فقال ذاك فرج غصبنا عليه وبعد فإذا كانت التقية وخوف المخارجة قطع مادة المظاهرة وما حمل مجموعه وتفصيله على بيعة من جلس من مكانه واستولى على حقه وإظهار طاعته والرضا بإمامته وأخذ عطيته فأهون من ذلك إنكاحه فما النكاح بأعظم مما ذكرنا فإذا حسن العذر في هذه الأمور كلها ولولاه لكانت قبيحة محظورة فكذلك [العذر] [6] بعينه قائم في النكاح وبعد فإن النكاح أخف حالا وأهون خطبا مما عددنا لأنه جائز في العقول يبيح الله إنكاح الكافر مع الاختيار فليس في ذلك وجه ثابت لا بد من حصوله وليس تبيح العقول مع الإيثار والاختيار أن يسمى
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[4] في الأصل: «لفحشه وقبحه» .
[5] في ل: «كالخمر والحرير» .
[6] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

(15/298)


بالإمامة من لا يستحقها وأن يطاع ويقتدي بمن لم يكن فيه شرائط الإمامة فإذا أباحت الضرورة ما كان لا يجوز مع الإيثار في القول إباحته كيف لا تبيح الضرورة ما كان يجوز في العقول مع الإيثار في القول استباحته ومن حمل نفسه من أصحابنا على إيثار هذه المظاهرة كمن حمل نفسه على إنكار كون رقية وزينب بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في دفع الضرورة والإشمات [1] بنفسه أعداءه فانه يطرق/ عليه أنه لا يعلم حقائق الأمور وأنه في كل مذاهبه واعتقاداته على مثل هذه الحال التي لا تخفى على العقلاء ضرورة ومرتكبها أو من قال من جهال أصحابنا أن العقد وقع لكن الله كان يبدل هذه العقود عليها بشيطانه عند القصد إلى التمتع بها فما يضحك الثكلى لأن المسألة باقية عليه في العقد لكافر على مؤمنة [2] هذا المطلوب منه فلا معنى لذلك المنع من المتمتع كيف سمح بالعقد المبيح للتمتع من لا يجوز مناكحته ولا عقد النكاح [له وإذا أباح بالعقد المبيح للتمتع من لا يجوز مناكحته ولا عقد النكاح] [3] له فكيف منعه من لا يقتضيه العقد والمنع من العقد أولى من إيقاعه والمنع من مقتضاه وإنما أحوج إلى ذلك العجز عن ذكر العذر الصحيح وهذه جملة مغنية عما سواها، قال المصنف رحمه الله ومن تأمل ما صنعه المرتضى من الفقه المتقدم وكلامه في الصحابة وأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبناته علم أنه أحق بما قرف به سواه ولولا أن هذا الكتاب لا يصلح التطويل فيه بالرد لبينت عوار كلامه على أن الأمر ظاهر لا يخفى على من له فهم وأول ما ذكر فيما ادعاه النص على علي عليه السلام وهل يروى إلا في الأحاديث الموضوعة [4] المحالات وإنما يكفر الإنسان لمخالفة النص الصحيح الصريح الّذي لا يحتمل التأويل وما لنا ها هنا بحمد الله نص أصلا حتى ندعى على الصحابة الكفر والفسق بمخالفته ومن التخرص وعيد عمر/ لعلي إذ أبي تزويجه وغير ذلك من المحالات والعجب أنه يقول روى حديث قتال عائشة لعلي من طريق الآحاد أفترى النص عليه ثبت عنده بطريق التواتر ولكن إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فاصنع ما شئت.
توفي المرتضى في هذه السنة ودفن في داره.
__________
[1] في ص: «الضرورة والاشمال» .
[2] في الأصل: «لكافر تمتع أو لم يتمتع عما يتعذر به من إيقاع العقد لكافر» .
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[4] في ل: «الأحاديث الموضوعات» .

(15/299)


أخبرنا ابن ناصر عن أبي الحسين بن الطيوري. قال سمعت أبا القاسم بن برهان يقول دخلت على الشريف المرتضى أبي القاسم العلوي في مرضه وإذا قد حول وجهه إلى الجدار فسمعته يقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا واسترحما فرحما أما أنا أقول ارتدا بعد ما أسلما، فقمت فما بلغت عتبة الباب حتى سمعت الزعقة عليه.
3258- محمد بن أحمد بن شعيب بن عبد الله بن الفضل، أبو منصور الروياني صاحب أبي حامد الأسفراييني
[1] :
أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب قال سكن هذا الرجل بغداد وحدث بها عن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان وأبي حفص بن الزيات وأبي بكر بن المفيد ومن في طبقتهم كتبنا عنه وكان صدوقا يسكن قطيعة الربيع ومات في يوم الأربعاء [2] السابع من ربيع الأول سنة ست وثلاثين وأربعمائة ودفن من الغد في مقبرة باب حرب.
3259- محمد بن الحسين بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير، أبو طالب التاجر
[3] :
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي وأبا الفتح الأزدي وغيرهما وكان صدوقا وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة ودفن على نهر عيسى بين محلة التوبة ودرب الآجر.
3260- محمد بن علي بن الطيب أبو الحسين البصري المتكلم المعتزلي
[4] :
سكن بغداد وكان يدرس هذا المذهب وله/ التصانيف الواسعة فيه توفي في ربيع الآخر من هذه السنة وصلى عليه القاضي أبو عبد الله الصيمري ودفن في الشونيزية ولا يعرف أنه روى غير حديث واحد.
أخبرنا به أبو منصور القزاز أَخْبَرَنَا الْخَطِيبُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الطَّيِّبِ قَالَ قُرِئَ عَلَى هِلالِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن أخي هلال الراي بِالْبَصْرَةِ وَأَنَا أَسْمَعُ قِيلَ لَهُ حَدَّثَكُمْ أَبُو
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 307، والبداية والنهاية 12/ 53) .
[2] في الأصل: «ومات في يوم الثلاثاء» .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 253، والبداية والنهاية 12/ 53) .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 3/ 100) .

(15/300)


مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ وَأَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ الجمحيّ وَالغَلابِيُّ وَالْمَازِنِيُّ وَالزُّرَيْقِيُّ قَالُوا:
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنِ أَبِي منصور البدري [1] قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ، قَالَ الْغَلابِيُّ: اسْمُهُ مُحَمَّدٌ وَالْمَازِنِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ حيان وَالزُّرَيْقِيُّ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أحمد بن خالد البصري.
__________
[1] في الأصل: «أبي مسعود البدري» .

(15/301)


ثم دخلت سنة سبع وثلاثين وأربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه في المحرم قبل قاضي القضاة أبو عبد الله الحسين بن علي شهادة أبي منصور عبد الملك بن محمد بن يوسف بأمر الخليفة.
[رسم لأبي القاسم علي بن الحسن ابن المسلمة النظر في أمور الخدمة]
وفي يوم الاثنين لثمان بقين من ربيع الآخر رسم لأبي القاسم علي بن الحسن ابن المسلمة من حضرة الخليفة النظر في أمور خدمته وتقدم إلى الحواشي بتوفية حقوقه فيما جعل إليه فجلس لذلك على باب دهليز الفردوس وعليه الطيلسان وبين يديه الدواة وحضر من جرت عادته بحضور الموكب فهنأوه وفي يوم الخميس الثامن من جمادي الأولى خلع عليه واستدعى إلى حضرة القائم بأمر الله وخرج فجلس في الديوان في مجلس/ عميد الرؤساء ودسته وحمل [1] على بلغة بمركب [2] ومضى إلى داره بدرب سليم من الرصافة ومعه الخدم والحجاب والأشراف والقضاة والشهود.
وفي شوال: حدثت فتنة بين أهل الكرخ وباب البصرة قتل جماعة فيها من الفريقين وجاء صاحب المعونة ونفر العامة على اليهود وأحرقوا الكنيسة العتيقة ونهبوا دور اليهود.
وفيها وقع الوباء في الخيل فهلك من معسكر أبي كاليجار اثنا عشر ألف رأس [3]
__________
[1] في الأصل: «عميد الرؤساء وشيعه وحمل» .
[2] في الأصل: «على بغلة بموكب» .
[3] في الأصل: «عشر ألف فرس» .

(15/302)


وعم ذلك في البلاد وامتلأت حافات دجلة من جيف الخيل.
وورد الخبر بمجيء إبراهيم ينال أخي طغرل بك إلى قرميسين وأخذها من يد أبي الشوك فارس بن محمد وتلا ذلك مجيئه إلى حلوان فإنه عمرها في مدة.
ومات أبو الحسين العلاء بن أبي علي الحسين بن سهل النصراني بواسط فجلس قوم من أقاربه [في مسجد] [1] على بابه للعزاء به وأخرج تابوته نهارا ومعه قوم من الأتراك فثار العوام فأعروا الميت من أكفانه وأحرقوه ورموا بقيته في دجلة ومضوا إلى الدير فنهبوه وعجز الأتراك عن دفعهم.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3261- الحسين بن محمد بن الحسن بن بيان، أبو عبد الله المؤذن في جامع المنصور ويعرف بابن مجوجا
[2] .
ولد في رجب سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وروى عن جماعة كتب عنه أبو بكر الخطيب وقال: كان صدوقا وكان يسكن في جوار الصيمري بدرب الزرادين وتوفي في جمادى الآخرة من هذه السنة ودفن في/ مقبرة باب الكناس.
3262- خديجة بنت موسى بن عبد الله الواعظة المعروفة ببنت البقال وتكنى أم سلمة
[3] :
أخبرنا القزاز أَخْبَرَنَا أبو بكر الخطيب قَالَ سمعت خديجة بنت موسى أبا حفص ابن شاهين، كتبت عنها وكانت فقيرة صالحة فاضلة تنزل ناحية التوتة وتوفيت في جمادي الآخرة من سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ودفنت في مقبرة الشونيزية.
3263- عبد الصمد بن محمد بن عبد الله أبو الفضل [4] الفقاعي:
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 108) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 14/ 46) . والبداية والنهاية 12/ 54.
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 45) .

(15/303)


ولد سنة ثلاث وستين وثلاثمائة سمع ابن مالك القطيعي وأبا علي بن حمكان.
أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب قال: كتبت عنه وكان صدوقا يسكن قريبا من دار القطن ثم تولى الخطابة بالرخجية وهي قريبة على نحو فرسخ من بغداد وراء باب الأزج وتوفي في رمضان هذه السنة وبها دفن.
3264- علي بن محمد بن نصر، أبو الحسن الكاتب صاحب الرسائل [1] :
3265- فارس بن محمد بن عنان صاحب حلوان والدينور [2] .
__________
[1] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 54) .
[2] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 54) .

(15/304)


ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة
[وقوع الموتان في الدواب]
فمن الحوادث فيها:
أنه وقع الموتان في الدواب فربما أنفق في اليوم الواحد مائة وأكثر وكان ذلك يطرح في دجلة فاجتنب كثير من الناس الشرب منها وكان قوم يحضرون لدوابهم الأطباء فيسقونها ماء الشعير ويدبرونها.
[خاطب ذو السعادات رئيس الرؤساء]
وفي صفر: خاطب ذو السعادات أبو الفرج بن فسانجس رئيس الرؤساء أبا القاسم ابن المسلمة في معنى أبي محمد بن النسوي وكان قد صرف [1] عن الشرطة فقال له: هذا الرجل قد ركب العظائم ولا سبيل إلى الإبقاء عليه فتقدم الخليفة بحبسه/ ورفع عليه أنه كان يتبع الغرباء والعجم من أرباب البضائع فيقبض عليهم ليلا ويأخذ أموالهم ويقتلهم ويلقيهم في آبار وحفر معروفة المكان فحفرت فوجد فيها رمم بالية ورءوس فثار العوام ونشروا المصاحف وعبروا بالعظام إلى الباب النوبي وكثرت الدعاوي عليه إلى أن ادعى [وكيل] [2] لورثة أبي جبلة الهاشمي ان ابن النسوي قتل ابن أبي جبلة بيده بالسيف عامدا فجحد ذلك فشهد عليه ابن أبي الجندقوقي [3] وابن أبي العباس الهاشميان وزكاهما ابن الغريق وابن المهتدي فقال القاضي أبو الطيب الطبري قد أمضيت شهادتكما وحكم عليه بالقتل وشهد عليه بمال فآل الأمر إلى أن أدى خمسة آلاف وخمسمائة دينار عن ثلاث ديات قتلهم ومال أخذه فتناول ذلك جهبذ السلطان وصرف في أقساط الجند.
__________
[1] في ص: «وقد عزب» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[3] في ص: «ابن أبي الجندقوقي» .

(15/305)


وفي هذه السنة: فارق سعدي بن فارس بن عنان مهلهلا ومضى إلى الغز وعاد ومعه [1] عدة منهم وغلب على حلوان وخطب بها لإبراهيم ينال ونفسه ثم غلب مهلهل عليها بعد شهر ثم عاد سعدي والغز [عليها] [2] فنهبوها ومات بدران بن سلطان بن ثمال الخفاجي وتأمر على بني خفاجة رجب بن منيع بن ثمال وأسر سرخاب بن محمد أبا الفتح بن ورام وابنه واخاه وخالد بن عمر وسعدي بن فارس وقتل راما وابنيه وصلبهما.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3266- الحسن بن محمد بن عمر بن القاسم، أبو علي النرسي البزاز المعروف بابن عديسة
[3] .
ولد في سنة ثمانين وثلاثمائة وسمع ابن شاهين/ وغيره وكان صدوقا من أهل القرآن والمعرفة بالقراءات وانتقل بآخره إلى مكة فسكنها وتوفى بها في ليلة النصف من رجب هذه السنة.
3267- عبد الله بن أحمد بن عبد الله، أبو محمد الهاشمي من أولاد المعتصم [4] :
سمع ابن مالك القطيعي وأبا محمد بن ماسي وكان صدوقا وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة ودفن في مقبرة باب حرب.
3268- عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه، أبو محمد الجويني والد أبي المعالي
[5] :
وأصلهم من قبيلة من العرب يقال لها سنبس وجوين من نواحي نيسابور، سمع الحديث بمرو على جماعة وبنيسابور وبهمذان وببغداد وبمكة وقرأ الأدب على أبيه أبي
__________
[1] في ل، والأصل: «وعاد ومعهم عدة منهم» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 425) .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 9/ 398) .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 198، والبداية والنهاية 12/ 55) .

(15/306)


يعقوب وتفقه على أبي الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي ثم خرج إلى مرو إلى أبي بكر عبد الله بن أحمد القفال وعاد إلى نيسابور فدرس وأفتى وعقد مجلس المناظرة وكان مهيبا لا يجري بين يديه إلا الجد وصنف التصانيف الكثيرة في أنواع من العلوم وكان لا يدق وتدا في جدار مشترك [1] بينه وبين جاره ويحتاط في أداء الزكاة فربما أداها مرتين، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة.
3269- محمد بن الحسن بن عيسى بن عبد الله، أبو طاهر المعروف بابن شرارة الناقد
[2] :
ولد سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وسمع أبا بكر بن مالك القطيعي وأبا محمد بن ماسي وغيرهما وكان صدوقا يسكن نهر طابق وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة
/ 3270- محمد بن إبراهيم بن محمد، أبو الحسن يعرف بالمطرز [3] :
أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب قال هو إصبهاني الأصل، كان يتوكل بين يدي القضاة ومنزله بناحية نهر الدجاج، وحدث عن محمد بن عبد الله بن بخيت [4] وغيره وكان صدوقا صحيح الأصول سألته عن مولده فقال: يوم السبت لعشر بقين من شوال سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، قال: وجدي من أهل إصبهان فأما أبي فإنه ولد ببغداد، وتوفى محمد بن إبراهيم في شوال هذه السنة.
3271- محمد بن الحسين بن أبي سليمان محمد بن الحسين بن علي أبو الحسين ابن الحراني الشاهد
[5] :
سمع أبا بكر بن مالك وأبا محمد بن ماسي وابن المظفر وأبا الفضل الزهري وغيرهم وكان صدوقا وتوفي في ليلة الجمعة لست عشرة ليلة خلت من هذه السنة ودفن بباب حرب.
__________
[1] في ص: «في حدار مشرك» .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 221) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 418) .
[4] في ص، ل: «محمد بن عبد الله بن نجيب» .
[5] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 254) .

(15/307)


ثم دخلت سنة تسع وثلاثين وأربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه غدر الأكراد بسرخاب بن محمد بن عنان وحملوه مقبوضا عليه إلى إبراهيم ينال فقلع إحدى عينيه وظفر بنو نمير [1] بأصفر الغازي وكان قد أوغل في بلاد الروم فسلم إلى ابن مروان فسد عليه برجا من أبراج آمد.
وعاد القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة حتى أن صاحب المعونة فارق موضعه ومضى إلى باب الأزج.
وفي رمضان: غلا السعر ببغداد وورد كتاب من الموصل أن الغلاء اشتد بها حتى أكلوا الميتة وكثر الموت حتى أنه أحصى جميع من صلى الجمعة فكانوا أربعمائة وعد أهل الذمة في البلد فكانوا نحو مائة وعشرين.
وفي شوال: قبض على الوزير ذي السعادات أبي الفرج محمد بن جعفر فسانجس.
وفي ذي القعدة: كثر الوباء ببغداد وبيعت رمانة بقيراطين ونيلوفرة بقيراطين وفروج بقيراطين وخيارة بقيراط ومائة ومناسكر بتسعين دينارا وطباشير درهم بدرهم فضة وزاد الأمر في ذي الحجة وكثرت الأمراض.
__________
[1] في ص: «وظفر بني تميم» .

(15/308)


ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3272- أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [أحمد أبو] [1] الفضل القاضي الهاشمي الرشيدي
[2] :
من ولد الرشيد مروروذي [الأصل] [3] ولي القضاء بسجستان وسمع من أبي أحمد الغطريفي وغيره.
أخبرنا القزاز أخبرنا أحمد بن علي قال أنشدنا أبو الفضل الرشيدي لنفسه.
قالوا اقتصد في الجود إنك منصف ... عدل وذو الإنصاف ليس يجور
فأجبتهم إني سلالة معشر ... لهم لواء في الندى منشور
تاللَّه إني شائد ما قد بنى ... جدي الرشيد وقبله المنصور
3273- الحسن بن محمد بن الحسن بن علي، أبو محمد بن أبي طالب الخلال
[4] :
ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وسمع القطيعي والخرقي وابن المظفر وابن حيويه وغيرهم وكان يسكن بنهر القلائين ثم انتقل إلى باب البصرة وكان ثقة له معرفة وتنبه وجمع وخرج وتوفي في جمادي الأولى من هذه السنة ودفن في مقبرة باب حرب.
3274- الحسين بن علي بن عبيد الله بن [أحمد] [5] أبو الفرج الطناجيري
[5] :
ولد سنة خمسين وثلاثمائة وكان يسكن درب الدنانير قريبا من نهر طابق سمع محمد بن المظفر وأبا بكر بن شاذان وخلقا كثيرا وكان ثقة صدوقا وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة ودفن بمقبرة باب حرب.
3275- الحسين بن الحسن بن علي بن بندار/ أبو عبد الله الأنماطي
[6] :
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل. انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 56) .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 425) .
[4] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[5] هذه الترجمة ساقطة من ص.
وانظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 79) .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 8/ 35) .

(15/309)


[أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بن علي بن ثابت قال حدث الحسين بن الحسن عن عبد الله بن إبراهيم بن ماسي وأبي الحسن الدار الدارقطني كتبت عنه] [1] وكان يسكن الجانب الشرقي من ناحية مربعة أبي عبيد الله وكان ينتحل الاعتزال والتشيع وكان ظاهر الحمق بادي الجهل فيما ينتحله ويدعو إليه ويناظر عليه ووجد في منزله ميتا يوم الاثنين الثالث عشر من شعبان سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ولم يشعر أحد بموته حتى وجد في هذا اليوم وقد أكلت الفأر أنفه وأذنيه.
3276- عبد الوهاب بن علي بن الحسن، أبو تغلب المؤدب ويعرف بأبي حنيفة الفارسي اللخمي
[2] :
من أهل الجانب الشرقي كان يسكن شارسوك وحدث عن المعافى بن زكريا قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقا وكان أحد حفاظ القرآن عارفا بالقراءات عالما بالفرائض وقسمة المواريث.
توفي في ذي الحجة من هذه السنة.
3277- عبد الملك بن عبد القاهر بن راشد بن مسلم أبو القاسم
[3] :
ولد بنيصبين في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وكان صدوقا ينزل نهر القلائين وتوفي فِي ربيع الأول من هذه السنة ودفن بمقبرة الشونيزية.
3278- عبد الواحد بن محمد بن يحيى بن أيوب، أبو القاسم الشاعر المعروف بالمطرز
[4] :
وكان يسكن ناحية نهر الدجاج.
أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أحمد بْن علي بْن ثابت [الخطيب] [5] قَالَ أنشدني المطرز لنفسه في الزهد.
__________
[1] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 33، وفيه «الفارسيّ الملحمي» ) .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 433، وفيه: «ابن أسد بن مسلم» ) .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 16) .
[5] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.

(15/310)


يا عبد كم لك من ذنب ومعصية ... إن كنت ناسيها فاللَّه أحصاها
لا بد يا عبد من يوم تقوم له ... ووقفة لك يدمي القلب ذكراها
إذا عرضت على قلبي تذكرها ... قد ساء ظني فقلت أستغفر الله
/ توفي المطرز في جمادى الآخر من هذه السنة.
3279- محمد بن الحسين بن علي بن عبد الرحيم أبو سعد
[1] :
أصله من براز برازالروذ وزر للملك أبي كاليجار [2] دفعات وتوفى بجزيرة ابن عمر في ذي القعدة من هذه السنة عن ست وخمسين سنة.
3280- محمد بن أحمد بن موسى، أبو عبد الله الواعظ الشيرازي
[3] :
أخبرنا القزاز أَخْبَرَنَا أبو بكر الخطيب قَالَ: قدم هذا الرجل بغداد وأقام فيها مدة يتكلم بلسان الوعظ ويشير إلى طريقة الزهد ويلبس المرقعة ويظهر عزوف النفس عن طلب الدنيا فافتتن الناس به لما رأوا من حسن طريقته وكان يحضر مجلس وعظه خلق لا يحصون وعمر مسجدا خرابا بالشونيزية فسكنه وسكن معه فيه جماعة من الفقراء وكان يعلو سطح المسجد في جوف الليل ويذكر الناس ثم إنه قبل ما كان يوصل به بعد امتناع شديد كان يظهره وحصل له ببغداد مال كثير ونزع المرقعة ولبس الثياب الناعمة الفاخرة وجرت له أقاصيص وصار له تبع وأصحاب ثم أظهر أنه يريد الغزو فحشد الناس إليه وصار معه عسكر كثير ونزل بظاهر البلد من أعلاه وكان يضرب له الطبل في أوقات الصلاة ورحل إلى الموصل ثم رجع جماعة من أتباعه وبلغني أنه صار إلى نواحي أذربيجان واجتمع له أيضا جمع وضاهى أمير تلك الناحية وقد كان حدث ببغداد عن أحمد بن محمد بن عمران الجندي وغيره وكتبت عنه أحاديث يسيرة في سنة عشر وأربعمائة وقد حدثني عنه بعض أصحابنا بشيء يدل على ضعفه/ في الحديث، وأنشدني هو لبعضهم.
إذا ما أطعت النفس في كل لذة ... نسبت إلى غير الحجى والتكرم
__________
[1] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 56، وفيه: «محمد بن الحسين» ) .
[2] في الأصل: «وزر للملك أبي طاهر ست» .
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 1/ 359، البداية والنهاية 12/ 56) .

(15/311)


إذا ما أجبت النفس في كل دعوة ... دعتك إلى الأمر القبيح المحرم
قال: وحدثني المعمر بن أحمد الصوفي أن أبا عبد الله الشيرازي مات بنواحي أذربيجان سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
3281- محمد بن الحسين بن عمر بن برهان، أبو الحسن الغزال
[1] :
سمع أبا الحسن ابن لؤلؤ، ومحمد بن المظفر وأبا الفضل الزهري وغيرهم وكان صدوقا.
3282- محمد بن علي بن إبراهيم، أبو الخطاب الجبلي الشاعر
[2] :
كان من أهل الأدب الفصحاء مليح النظم سافر في حداثته إلى الشام فسمع الحديث وقال الشعر فمن شعره.
ما حكم الحب فهو ممتثل ... وما جناه الحبيب محتمل
يهوى ويشكو الصبا وكل هوى ... لا ينحل الجسم فهو منتحل
وورد على معرة النعمان فمدح أبا العلاء المعري بأبيات فأجابه عنها بأبيات وكان لما خرج إلى السفر له عينان كأنهما نرجستان حسنا فعاد وقد عمي فأقام ببغداد حتى توفي بها في ذي القعدة من هذه السنة وذكر أنه كان شديد الترخص [3] .
__________
[1] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 2/ 254، والبداية والنهاية 12/ 57، وفيه: المظفر بن الحسين بن عمر بن برهان، أبو الحسن الغزال» ) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 3/ 90، والبداية والنهاية 12/ 57) .
[3] في تاريخ بغداد: «وكان رافضيا شديد الترفض» .

(15/312)


ثم دخلت سنة أربعين وأربعمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه في ربيع الآخر جلس رئيس الرؤساء أبو القاسم في صحن [1] السلام لوفاة أخت الأمير أبي نصر وهي زوجة الخليفة ولم يضرب الطبل في دار المملكة [أيام العزاء] [2] .
وعاد القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة.
ومرض الملك أبو كاليجار في جمادي الأولى وفصد في يوم ثلاث مرات وهو في برية وحم فركب المهد ثم شق عليه فعملت له محفة على أعناق الرجال وقضى في ليلة الخميس فانتهب الغلمان الخزائن والسلاح والكراع وأحرق الجواري الخيم فما تركن إلا خيمة وخركاه هو فيها مسجى وولى مكانه ابنه أبو نصر وسموه الملك الرحيم وخرج من معسكره إلى دار الخلافة فركب من شاطئ دجلة عند بيت النوبة حتى نزل من صحن السلام في الموضع الذي نزل فيه عضد الدولة ومن بعده ووصل إلى حضرة الخليفة فقبل الأرض واجلس على كرسي وتكلم عنه بما أكثر [فيه] [3] الدعاء والشكر ثم أنهض ولبس الخلع [4] فلبس السبع الكاملة والعمامة السوداء، العمة الرصافية والطوق
__________
[1] في الأصل: «أبو الفرج في صحن» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[3] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[4] «وتكلم عنه ... ولبس الخلع» : العبارة ساقطة من ل.

(15/313)


والسوارين وقلد سيفا بجزابل ووضع على رأسه التاج المرصع وبرز له لواءان معقودان وأحضر الكتاب بالتقليد والتقليب فسلم إليه بعد أن قرئ صدره ووصاه الخليفة باستعمال التقوى ومراعاة العقبى واتباع العدل في الرعية ونهض فقدم إليه فرس أدهم بمركب ذهب وخرج فنزل الطيار الخليفي وصعد منه إلى مضربه وجلس على سدته ساعة خدمه فيها الناس وهنئوه ثم نهض ودخل خيمه ونزع ما كان عليه وخرج وركب ومضى إلى ديالي وكان يوما مشهودا.
وفي يوم السبت لست بقين من جمادي الآخرة قبل القاضي أبو عبد الله بن ماكولا/ شهادة القاضي أبي يعلى بن الفراء.
وفي هذه السنة [1] : دار السور على شيراز وكان دوره اثنى عشر ألف ذراع وطول حائطه ثمانية أذرع وعرضه ستة أذرع وكان له أحد عشر بابا.
وفي هذه السنة [2] : أتى كثير من الغز من ما وراء النهر إلى ينال فقال لهم نضيق عن مقامكم عندنا والوجه أن نمضي إلى غزاة الروم ونجاهد فساروا وسار بعدهم فبقى بينه وبين القسطنطينية خمسة عشر يوما وحصل له من السبي زائد على مائة ألف رأس وغنم منهم أربعة آلاف درع وحمل ما وصل إليه على عشرة آلاف عجلة وعاد.
وفي شعبان هذه السنة: ختن ذخيرة الدين أبو العباس محمد بن القائم بأمر الله وذكر على المنابر بأنه ولى العهد.
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
3283- الحسن [3] بن عيسى بن المقتدر باللَّه، [4] أبو محمد.
ولد في محرم سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وسمع من مؤدبه أحمد بن منصور
__________
[1] في ص: «وفيها» .
[2] في ص، ل: «وفيها» .
[3] في الأصل: «الحسين بن عيسى» .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 354، والبداية والنهاية 12/ 58) .

(15/314)


اليشكري [1] وأبي الأزهر عبد الوهاب بن عبد الرحمن الكاتب وكان فاضلا دينا حافظا لأخبار الخلفاء عارفا بأيام الناس صالحا زاهدا ترك الخلافة عن قدرة وآثر بها القادر باللَّه.
وتوفي في هذه السنة ووصى أن يغسله ويصلي عليه القاضي أبو الحسين بن الغريق ويحمل إلى باب حرب في النهار ويدفن بغير تابوت، حضر جنازته الوزراء كمال الملك وزعيم الملك ومشى البساسيري خلف جنازته من داره إلى قبره ودفن بقرب قبر أحمد [بن حنبل] [2] وجلس رئيس الرؤساء أبو القاسم من الغد للعزاء.
3284- الحسن بن أحمد بن الحسن بن محمد بن خداداذ، / أبو علي الباقلاوي
[3] :
كرخي الاصل ولد سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. سمع من أبي عمر بن مهدي وغيره وحدث وكان صدوقا دينا خيرا من أهل القرآن والسنة وتوفي في محرم هذه السنة ودفن بمقبرة باب حرب.
3285- عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان، أبو القاسم الواعظ المعروف بابن [4] شاهين:
ولد في ربيع الأول سنة احدى وخمسين وثلاثمائة.
أخبرنا القزاز، أخبرنا الخطيب، قال: سمع عبيد الله أباه وابن مالك القطيعي وأبا محمد بن ماسي وابا بجر البربهاري ومحمد بن المظفر كتبت عنه وكان صدوقا ينزل بالجانب الشرقي المعترض وراء الحطابين ومات في ربيع الآخر [5] من هذه السنة ودفن بمقبرة باب حرب.
3286- علي بن الحسن بن محمد بن المنتاب، أبو القاسم المعروف بابن أبي عثمان [6] الدقاق:
__________
[1] في ص: «ابن منصور السكري» .
[2] ما بين المعقوفتين: ساقط من الأصل.
[3] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 281) .
[4] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10/ 386) .
[5] في تاريخ بغداد: «ومات في ربيع الأول» .
[6] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 11/ 390، والبداية والنهاية 12/ 58) .

(15/315)


أخبرنا القزاز أخبرنا الخطيب قال: سمع علي بن الحسن أبا بكر بن مالك وأبا محمد بن ماسي وابن المظفر وغيرهم كتبت عنه وكان شيخا صالحا صدوقا دينا حسن المذهب سكن نهر القلائين وسألته عن مولده فقال سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ومات في هذه السنة ودفن في مقبرة الشونيزية.
3287- محمد بن جعفر بن أبي الفرج بن فسانجس، ويكنى أبا الفرج ويلقب ذا السعادات
[1] :
وزر لأبي كاليجار بفارس ووزر له ببغداد وكانت له مروءة فائضة وكان مليح الشعر والترسل ومن شعره.
أودعكم وإني ذو اكتئاب ... وأرحل عنكم والقلب آبي
وإن فراقكم في كل حال ... لأوجع من مفارقة الشباب
أسير وما ذممت لكم جوارا ... وما ملت منازلكم ركابي
وأشكر كلما أوطئت دارا ... ليالينا القصار بلا احتساب
وأذكركم إذا هبت جنوب ... تذكرني غزارات التصابي
لكم مني المودة في اغترابي ... وأنتم ألف نفسي في اقترابي
سقى عهد الاحبة حيث كانوا ... سحال القطر من خلل السحاب
فروعات الفراق وإن أغامت ... يقشعها مسرات الإياب
واشتهر عنه أن بعض شهود الأهواز كتب إليه أن فلانا مات وخلف خمسين ألف دينار مغربية وعقارا بخمسين ألف دينار وخلف ولدا له ثمانية أشهر فإن رأى الوزير أن يقترض من العين إلى حين بلوغ الطفل فكتب على ظهر الرقعة المتوفي [2] رحمه الله والطفل جبره الله والمال ثمرة الله والساعي لعنه الله لا حاجة لنا إلى مال الأيتام.
اعتقل الوزير ذو السعادات بقلعة بني ورام ببهندف أحد عشر شهرا ونفذ أبو كاليجار من قتله بها في رمضان هذه السنة وقد بلغ إحدى وخمسين سنة.
__________
[1] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 58) .
[2] في الأصل: «على ظهر القصة الميت» .

(15/316)


3288- أبو كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة أبي شجاع بن بهاء الدولة أبي [1] نصر:
ولد بالبصرة في شوال سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وتوفي في هذه السنة وله أربعون سنة وأشهر وولي العراق أربع سنين وشهرين وأياما ونهبت قلعة له وكان فيها ما يزيد على ألف ألف دينار.
3289- محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بن عبد الله بن غيلان بن حكيم بن غيلان، أبو طالب البزاز:
[2] ولد/ سنة ست [3] وأربعين وثلاثمائة وروى عن أبي بكر الشافعيّ وهو أخر من حدث عنه، روى عنه جماعة وكان صدوقا دينا صالحا وكان قوي النفس على كبر السن قال أبو عبد الله محمد بن محمود الرشيدي: لما أردت سفر الحجاز أوصاني الشيوخ بسماع مسند أحمد بن حنبل وفوائد أبي بكر الشافعي من أبي طالب بن غيلان فجئت إلى أبي علي التميمي الذي كان عنده مسند أحمد فراودته على السماع منه فقال أريد مائتي دينار حمر لأقرئك الكتاب فقلت إن جميع ما استصحبت من نفقتي للحج لا يبلغ مائة دينار فان كان لا بد فأجز لي ذلك فقال أريد عشرين دينارا احمر لأجيز لك فتركت ذلك الكتاب وقلت لأبي منصور بن حيدر أريد أن أسمع من ابن غيلان، فقال: إنه مبطون عليل! فسألته عن سنة فقال: هو ابن مائة وخمس سنين، قلت: فأعجل قال: لا حج، فقلت شيخ ابن مائة وخمس سنين مبطون كيف يسمح قلبي بتركه وكيف اعتمد على حياته. قال اذهب فإني ضامن لك حياته، فقلت: وما سبب اعتمادك على حياته؟ قال: أن له ألف دينار حمر جعفرية يجاء بها كل يوم وتصب في حجره فيقلبها ويتقوى بذلك. فخرجت وحججت فلما رجعت سمعت عليه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين عن أبي طالب بن غيلان بالأجزاء التي تسمى
__________
[1] انظر ترجمته في: (البداية والنهاية 12/ 59) .
[2] انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 3/ 234، وفيه: «أبو طاهر» ، والبداية والنهاية 12/ 58، 59، وفيه:
«أخو طالب البزاز» ) .
[3] في تاريخ بغداد: «ولد سنة ست» .

(15/317)


الغيلانيات التي خرجها الدار الدّارقطنيّ لابن غيلان وتحديثه عن المزكى [1] .
توفي ابن غيلان في يوم الاثنين السادس من شوال سنة أربعين واربعمائة ودفن من الغد في داره بدرب عبدة في قطيعة الربيع بباب/ مسجد هناك يسمى مسجد ابن المبارك وكان الإمام في الصلاة أبو الحسين بن المهتدي [2] .
__________
[1] في الأصل: «وتحديثه البينة عن المزكي» .
[2] في الأصل: «أبو الحسين بن المهدي» .

(15/318)