تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

سنة ستّ وعشرين
فيها زاد عثمان في المسجد الحرام ووسّعه، واشترى الزّيادة من قوم، وأبى آخرون، فهدم عليهم ووضع الأثمان في بيت المال، فصاحوا بعثمان فأمر بهم إلى الحبس وَقَالَ: مَا جرَّأكم عليَّ إلَّا حِلْمي، وقد فعل هذا بكم عُمَر فلم تُصَيِّحوا عليه، ثُمَّ كلّموه فيهم فأطلقهم [1] .
وفيها فُتِحت سابور وأميُرها عثمان بْن أبي العاص الثّقفي، فصالحهم على ثلاثة آلاف ألف وثلاثمائة ألف [2] .
وقيل [3] عزل عثمان سعدًا عَنِ الكوفة لأنّه كان تحت دَيْنٍ لابن مسعود فتقاضاه واختصما، فغضب عثمان من سعد وعزله [واستعمل الوليد بْن عُقْبة] [4] ، وقد كان الوليد عاملًا لعمر على بعض الجزيرة وكان فيه رفق برعيّته [5] .
__________
[1] تاريخ الطبري 4/ 251، تاريخ اليعقوبي 2/ 164، 165، الكامل في التاريخ 3/ 87، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للقاضي تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي المكّي المالكي (بتحقيقنا) طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت، 1405 هـ-. / 1985 م. - ج 1/ 359، تاريخ خليفة 159.
[2] تاريخ خليفة 158، تاريخ اليعقوبي 2/ 165.
[3] هكذا في الأصل وغيره من النّسخ، وفي البداية والنهاية لابن كثير 7/ 151 «وفيها» بدل «وقيل» .
[4] ما بين الحاصرتين ساقط من نسختي: (ح) ودار الكتب، وهو موجود في الأصل. ويقتضيه السياق.
[5] تاريخ الطبري 4/ 251، 252.

(3/315)


سَنَة سبْعٍ وَعِشرْين
فيها غزا معاوية قُبْرُسَ فركب البحر بالجيوش، وكان معه عُبادة بْن الصامت، وزوجه عبادة أم حَرَام بنت مِلْحانِ الأنصاريّة خالة أنَس، فصُرعت عَنْ بَغْلتها فماتت شهيدةً [1] ، وكان النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْشاها [2] ويقيل عندها وبَشَّرَها بالشَّهادة [3] ، فقبْرُها بقُبْرس يقولون هذا قبر المرأة الصالحة.
__________
[1] ينفرد «صالح بن يحيى» في «تاريخ بيروت وأمراء بني بحتر» - ص 14 بالقول إنّها ماتت في بيروت بعد عودتها من قبرس. بينما تكاد المصادر الأقدم تجمع على أنّها توفيت في الجزيرة.
(انظر: تاريخ خليفة بن خيّاط 160، ربيع الأبرار للزمخشري 1/ 240، الطبقات الكبرى لابن سعد 8/ 434، تاريخ دمشق (تراجم النساء) تحقيق سكينة الشهابي- ص 486- 496، نهاية الأرب للنويري 19/ 416) .
[2] في النسخة (ح) : «يغشى بيتها» .
[3] قال ابن سعد في الطبقات 8/ 435: أخبرنا عفان بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبّان، عن أنس بن مالك، عن أمّ حرام بنت ملحان قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فاستيقظ وهو يضحك. قالت: قلت: يا نبيّ الله بأبي أنت وأمّي، ممّ تضحك؟ قال: ناس من أمّتي يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرّة قالت:
قلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. قال: أنت منهم. قالت: ثم قال فاستيقظ وهو يضحك، قلت: يا رسول الله ممّ تضحك؟ قال: ناس من أمّتي يركبون هذا البحر كالملوك على الأسرّة. قالت: قلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. قال: أنت من الأوّلين. قال:
فغزت مع زوجها عبادة بن الصّامت فوقصتها راحلتها فماتت. قال عفّان: أحسبه قال: يركبون ظهر هذا البحر.

(3/317)


روت عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عنها أَنْس بْن مالك، وعُمَيْر بْن الأسود العنسيّ، ويعلى بن شدّاد ابن أوْس، وغيرهم.
وَقَالَ داود بْن أبي هند: صالح عثمان بْن أبي العاص وأبو موسى سنة سبعٍ وعشرين أهلَ أرَّجَان على ألْفَيّ ألف ومائتي ألف، وصالح أهل دارابْجِرْد [1] على ألف ألف وثمانين ألفًا [2] .
وَقَالَ خليفة [3] : فيها عزل عثمانُ عَنْ مصر عَمْرًا وولّى عليها عبدَ الله بْن سعد [4] ، فغزا إفريقية ومعه عبد الله بْن عُمَر بْن الخطاب، وَعَبْدِ اللَّهِ بْن عَمْرِو بْن الْعَاصِ، وَعَبْدِ الله بْن الزُّبَيْر [5] ، فالتقى هو وجُرْجير بسُبَيْطِلة [6] على يومين من القيروان، وكان جُرْجير في مائتي ألف مقاتل، وقيل في مائةٍ وعشرين ألفًا، وكان المسلمون في عشرين ألفًا.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا أَبِي، وَالزُّبَيْرُ بْنُ خُبَيْبٍ [7] قَالا: قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: هَجَمَ عَلَيْنَا جُرْجير فِي مُعَسْكَرِنَا فِي عِشْرِينَ وَمِائَةِ ألف، فأحاطوا بنا
__________
[1] قال ياقوت: بعد الألف الثانية باء موحّدة ثم جيم ثم راء ودال مهملة. ولاية بفارس. (معجم البلدان 2/ 419) .
[2] تاريخ خليفة 159 وفيه: «وصالح أهل درابجرد على ألفي ألف ومائتي ألف» .
[3] في تاريخه 159.
[4] «بن أبي سرح» كما في تاريخ خليفة، والمنتقى لابن الملّا.
[5] لذلك سمّي هذا الجيش «جيش العبادلة» . (نهاية الأرب للنويري 24/ 7، 8) .
[6] في نسخة دار الكتب «بسنبطلة» ، وهو تصحيف، والتصحيح من الأصل ومعجم البلدان 3/ 187 قال ياقوت: «مدينة من مدن إفريقية، وهي كما يزعمون مدينة جرجير الملك الرومي وبينها وبين القيروان سبعون ميلا» .
[7] في نسخة دار الكتب «ثنا أبي الزبير بن حبيب» وهو تحريف وتصحيف، والتصحيح من الأصل، والنسختين (ع) و (ح) والمنتقى نسخة أحمد الثالث، وجمهرة نسب قريش 99.

(3/318)


وَنَحْنُ فِي عِشْرِينَ أَلْفًا. وَاخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَدَخَلَ فُسْطَاطًا لَهُ فَخَلا فِيهِ، وَرَأَيْتُ أَنَا غرَّةً مِنْ جرجير بصرت به خلف عساكره على برذون أَشْهَبَ مَعَهُ جَارِيَتَانِ تُظَلِّلانِ عَلَيْهِ بِرِيشِ الطَّوَاوِيسِ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ جُنْدِهِ أَرْضٌ بَيْضَاءَ لَيْسَ بِهَا أَحَدٌ، فَخَرَجْتُ إِلَى ابْنِ أَبِي سَرْحٍ فَنَدَبَ لِي النَّاسَ، فَاخْتَرْتُ مِنْهُمْ ثَلاثِينَ فَارِسًا وَقُلْتُ لِسَائِرِهِمْ: الْبثوا عَلَى مَصَافِّكُمْ، وَحملت فِي الْوَجْهِ الّذي رأيت فيه جرجير وقلت لأصحابي: احملوا لي ظهري، فو الله مَا نشبتُ أنْ خَرَقْتُ الصَّفَ إِلَيْهِ فَخَرَجْتُ صَامِدًا [1] لَهُ، وَمَا يَحْسِبُ هُوَ وَلا أَصْحَابُهُ إلا أني رسول إليه، حتى دنوت منه فَعَرَفَ الشَّرَّ، فَوَثَبَ عَلَى بِرْذَوْنِهِ وَوَلَّى مُدْبِرًا [2] ، فَأَدْرَكْتُهُ ثُمَّ طَعَنْتُهُ، فَسَقَطَ، ثُمَّ دَفَفْتُ عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ، وَنَصَبْتُ رَأْسَهُ عَلَى رُمْحٍ وَكَبَّرْتُ، وَحَمَلَ الْمُسْلِمُونَ، فَارْفَضَّ أَصْحَابُه مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وَرَكِبْنَا أَكْتَافَهُمْ [3] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [4] : ثنا مَنْ سَمِعَ ابْنَ لَهِيعَةَ يَقُولُ: ثنا أَبُو الأَسْوَدِ، حَدَّثَنِي أَبُو إدريس أنّه غزا مع عبد الله بن سعد إِفْرِيقِيَةَ فَافْتَتَحَهَا، فَأَصَابَ كُلَّ إِنْسَانٍ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَقَالَ غيره: سَبَوْا وغنِمُوا فبلغ سهمُ الفارس ثلاثةَ آلاف دينار [5] ، وفتح الله إفريقية سَهْلَها وجَبَلَها، ثمّ اجتمعوا على الإسلام وحسُنَتْ طاعتُهُم.
وقسّم ابن أبي سَرْح مَا أفاء الله عليهم وأخذ خمس الخمس بأمر
__________
[1] في المنتقى لابن الملّا (ساعدا) وهو تحريف.
[2] في الأصل ومنتقى أحمد الثالث والمنتقى لابن الملّا، ع، ح (مبادرا) .
[3] البداية والنهاية 7/ 152 وانظر نهاية الأرب 24/ 13- 17، والكامل في التاريخ 3/ 89- 93، والتذكرة الحمدونية 2/ 416، 417 رقم 1074، والبيان المغرب 1/ 10- 12، والعقد الثمين 5/ 154- 155.
[4] في تاريخه- ص 160.
[5] فتوح مصر لابن عبد الحكم 184، نهاية الأرب للنويري 24/ 16.

(3/319)


عثمان، وبعث إليه بأربعة أخماسه، وضرب فُسْطاطًا في موضِع القَيْرَوان ووفَّدوا وفدًا [1] ، فشكوا عبد الله فيما أخذ فقال: أنا نقلته، وذلك إليكم الآن، فإنْ رضِيتُم فقد جاز، وإنْ سَخِطْتم فهو رَدّ، قالوا: إنّا نَسْخَطُه، قَالَ: فهو رَدّ، وكتب إلى عبد الله بردّ ذلك واستصلاحهم.
قالوا: فاعْزلْه عنّا. فكتب إليه أن استخِلفْ على إفريقية رجُلًا ترْضَاه واقسم مَا نَفَّلْتُكَ فإنَّهم قد سخِطُوا، فرجع عبد الله بْن أبي سرْح إلى مصر، وقد فتح الله إفريقية، فما زال أهلُها أسْمَعَ النّاس وأطْوَعَهم إلى زمان هشام بْن عبد الملك [2] .
وروى سيف بْن عُمَر، عَنْ أشياخه، أنّ عثمان أرسل عبد الله بْن نافع ابن الحُصَين، وعبد الله بْن نافع الفِهْرِيّ من فَوْرِهما ذلك إلى الأندلس، فأتياها من قِبَل البحر، وكتب عثمان إلى من انتدب إلى الأندلس [3] : أمّا بعد فإنّ القُسْطَنْطِينية إنّما تُفْتَح من قِبَل الأندلس، وإنّكم إن افتتحتموها كنتم شُرَكاء في فتحها في الأجر، والسلام [4] . فعن كعب قَالَ: يعبر البحر إلى الأندلس أقوامٌ يفتحونها يُعْرَفون بنورهم يوم القيامة [5] .
قَالَ: فخرجوا إليها فأتَوها من بَرِّها وبحرها، ففتحها الله على المُسْلِمين، وزاد في سلطان المُسْلِمين مثل إفريقية. ولم يزل أمرُ [6] الأندلس كأمر إفريقية، حتّى أمر هشام فمنع البربر أرضهم.
__________
[1] هكذا في الأصل ونسخة دار الكتب، ح، وفي بعض النسخ (ووفد وفد على عثمان) .
[2] تاريخ الطبري 4/ 254.
[3] غند ابن جرير (من أهل الأندلس) .
[4] في نسخة دار الكتب «والسلامة» . والمثبت من الأصل وغيره من النسخ، وتاريخ الطبري، والوثائق السياسية للدكتور محمد حميد الله 396.
[5] تاريخ الطبري 4/ 255.
[6] في نسخة دار الكتب «أمراء» في الموضعين، وهو خطأ على ما في الأصل وغيره.

(3/320)


ولما نزع عثمان عَمْرًا عَنْ مصر غضب وحقد على عثمان، فوجّه عبد الله بْن سعد فأمره أن يمضي إلى إفريقية، وندب عثمانُ النَّاس معه إلى إفريقية، فخرج إليها في عشرة آلاف، وصالح ابن سعد أهل إفريقية على ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار [1] . وبعث ملك الروم من قسطنطينية أن يؤخذ من أهل إفريقية ثلاثمائة قِنْطار ذَهَبًا، كما أخذ منهم عبد الله بْن سعد، فقالوا: مَا عندنا مالٌ نعطيه، وما كان بأيدينا فقد افتدينا به [2] ، فأمّا الملك فإنه سيّدنا فليأخُذْ مَا كان له عندنا من جائزة كما كنا نعطيه كلَّ عام، فلمّا رأى ذلك منهم الرسول أمر بحبسهم، فبعثوا إلى قومٍ من أصحابهم فقدِموا عليهم فكسروا السجن وخرجوا [3] .
وعن يزيد بْن أبي حبيب قَالَ: كتب عبد الله بْن سعد إلى عثمان يَقُولُ: إنّ عمرو بْن العاص كسر الخراج، وكتب عَمْرو: إن عَبْد الله بن سَعْد أفسد [4] علي مكيدة الحرب. فكتب عُثْمَان إلى عَمْرو: انصرف وولي عَبْد الله الخراج والجُنْد، فقدِم عمرو مُغْضبًا، فدخل على عثمان وعليه جُبَّةٌ له يَمانيَّة مَحْشُوَّة قُطْنًا، فَقَالَ له عثمان: مَا حَشْوُ جُبَّتك؟ قَالَ: عمرو، قَالَ [5] : قد علمتُ أنّ حَشْوَها عمرو، ولم أر هذا، إنّما سألتك أقُطْنٌ هو أم غيره [6] ؟
وبعث عبد الله بْن سعد إلى عثمان مالا من مصر وحشد فيه، فدخل
__________
[1] زاد الطبري 4/ 256 «وعشرين ألف دينار» .
[2] هكذا في الأصل، ومنتقى أحمد الثالث، والنسختين: (ع) و (ح) ، وفي تاريخ الطبري (افتدينا به أنفسنا» .
[3] تاريخ الطبري 4/ 256.
[4] هكذا في الأصل ومنتقى ابن الملا، ع، ح. وفي تاريخ الطبري (كسر) عوض (أفسد) وكذلك في نهاية الأرب (19/ 412) وسقطت هذه الكلمة من نسخة دار الكتب.
[5] أي عثمان. كما في تاريخ الطبري.
[6] تاريخ الطبري 4/ 256.

(3/321)


عمرو، فَقَالَ عثمان: هل تعلم أنّ تلك اللّقاح درّت بعدك؟ قَالَ عمرو: إن فصالها هلكت [1] .
وفيها حجّ عثمان بالنّاس [2] .
__________
[1] تاريخ الطبري 4/ 257.
[2] الطبري 4/ 257.

(3/322)


سَنَة ثمانٍ وَعِشْرين
قيل في أوّلها [1] غزوة قبرس، وقد مرّت. فروى سَيْفٌ، عَنْ رجاله قالوا: أَلَحَّ معاوية في إمارة عُمَر عليه في غَزْو البحر وقُرْب الرُّوم من حِمْص، فَقَالَ عُمَر: [2] إنّ قريةً من قُرَى حمص يسمع أهلها نباح كلابهم وصياحَ ديُوكهم [قالوا: كتب عُمَر إلى معاوية: إنّا سمعنا أنّ بحر الشام يشرف على أطول شيء على الأرض، يستأذن الله في كل يوم وليلة في أن يقبض على الأرض فيغرقها، فكيف أحمل الجنود في هذا البحر الكافر المستعصب، وتاللَّه لمسلم] [3] أحبّ إليَّ من كلّ مَا في البحر، فلم يزل بعمر حتّى كاد أن يأخذ بقلبه. فكتب عُمَر إلى عمرو بْن العاص أن صِفْ لي البحر وراكبَه، فكتب إليه: إنّي رأيت خلْقًا كبيرًا يركبه خلْقٌ صغير، إنْ رَكَد حرّق [4] القلوب، وإنْ تحرّك أزاغ العُقُولَ، يزداد فيه اليقين قلَّة، وَالشَّكُّ كثْرَة، وهم
__________
[1] في نسخة دار الكتب ومنتقى أحمد الثالث (أوائلها) .
[2] هكذا في الأصل، وطبعة القدسي 3/ 187 والعبارة مضطربة فيها نقص والصحيح، «فقال معاوية» ، كما في تاريخ الطبري 4/ 258 و 259.
[3] ما بين الحاصرتين إضافة من الطبري.
[4] في تاريخ الطبري 4/ 258 «إن ركن خرّق» .

(3/323)


فيه كدُودٍ على عُود، إنْ مال غرِق، وإن نجا بَرِق [1] . فلمّا قرأ عُمَر الكتابَ كتب إلى معاوية: والله لَا أحمل فيه مسلمًا أبدًا [2] .
وَقَالَ أَبُو جعفر الطبريّ [3] : غزا معاوية قبرس فصالح أهلَها على الجِزْية.
وَقَالَ الواقِديّ: في هذه السنة غزا حبيب بْن مسْلَمَة سورية من أرض الروم [4] .
وفيها تزوّج عثمان نائلةَ بنت الفرافصة فأسلمت قبل أن يدخل بها [5] .
وفيها غزا الوليد بْن عُقْبَة أَذْرَبَيْجَان فصالحهم مثل صُلح حُذَيفة [6] .
وقلَّ من مات وضُبط موتُهُ في هذه السنّوات كما ترى.
__________
[1] البرق: الحيرة والدهش. انظر: لسان العرب، مادّة «برق» .
[2] تاريخ الطبري 4/ 259.
[3] في تاريخه 4/ 258 و 262.
[4] تاريخ الطبري 4/ 263.
[5] تاريخ الطبري 4/ 263 وفيه: «وكانت نصرانيّة، فتحنّثت» .
[6] تاريخ خليفة 160.

(3/324)


سَنَة تسْعٍ وَعِشرْين
فيها عزل عثمان أبا موسى عَنِ البصْرة بعبد الله بْن عامر بْن كُرَيز، وأضاف إليه فارس [1] .
وفيها افتتح عبد الله بْن عامر إصْطَخْر عَنْوةً فقتل وسبَى، وكان على مقدِّمة عُبَيْد الله بْن عمر بْن عثمان التَّيْميّ أحد الأجواد [2] وكلٌّ منهما رأى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وكان على إصْطَخْر قتالٌ عظيم قُتِلَ فيه عُبَيْد الله [3] بْن مَعْمَر، وكان من كبار الأمراء، افتتح سابور عَنْوةً وقلعة شيراز، وقُتِلَ وهو شاب، فأقسم ابن عامر لئن ظفر بالبلد ليقتلنّ حتّى يسيل الدَّمُ من باب المدينة [4] ، وكان بها يَزْدَجِرْد بْن شَهْرَيَار بْن كِسْرى فخرج منها في مائة ألفِ وسار فنزل مرو،
__________
[1] تاريخ خليفة 161، تاريخ اليعقوبي 2/ 66، تاريخ الطبري 4/ 264.
[2] تاريخ خليفة 161، 162.
[3] في النسخة (ح) : «عبد الله» وهو خطأ، والتصحيح من الأصل وغيره.
[4] إلى هنا تنتهي رواية خليفة 162.

(3/325)


وخلف على إصْطَخْر أميرًا من أمرائه في جيشٍ يحفظونها. فنقَّب المسلمون المدينة فما دَرَوْا إلَّا والمسلمون معهم في المدينة، فأسرف ابن عامر في قتْلهم وجعل الدَّم لَا يجري من الباب، فقيل له: أفْنَيْتَ الخَلْق، فأمر بالماء فصبَّ على الدَّم حتّى خرج من الباب، ورجع إلى حُلْوان فافتتحها ثانيًا [1] فأكثر فيه القتْلَ لكونهم نقضوا الصُّلح [2] .
وفيها انتقضت أَذْرَبَيْجَان فغزاهم سعيد بْن العاص فافتتحها [3] .
وفيها غزا ابن عامر وعلى مقدّمته عبد الله بْن بُدَيْل الخُزاعيّ فأتى أصبهان، ويقال افتتح أصبهان سارية بْن زُنَيْم عَنْوةً وصُلْحًا.
وَقَالَ أَبُو عبيدة: لما قدِمَ ابن عامر البصرة قدِم عُبَيْد الله بْن مَعْمَر إلى فارس، فأتى أرَّجان فأغلقوا في وجهه، وكان عَنْ يمين البلد وشماله الجبال والأسياف. وكانت الجبال لا تسلكها الخيل ولا تحمل الأسياف- يعني السواحل- الجيش، فصالحهم أن يفتحوا له باب المدينة فيمرّ فيها مارًّا ففعلوا، ومضى حتّى انتهى إلى النّوبَنْدِجَان فافتتحها، ثُمَّ نقضوا الصُّلح، ثُمَّ سار فافتتح قلعة شِيراز، ثُمَّ سار إلى جور فصالحهم وخلّف فيهم رجلًا من تميم، ثُمَّ انصرف إلى إصْطَخْر فحاصرها مدّة، فبينما هم في الحصار إذ قتل أهل جور عاملهم، فسار ابن عامر إلى جور فناهضهم فافتتحها عَنْوةً فقتل منها أربعين ألفًا يُعَدُّون بالقَصَب، ثمّ خلّف عليهم مروان بن الحكم أو غيره، وردّ
__________
[1] إلى هنا ينتهي الأصل الّذي بخطّ المؤلّف، ولعلّه مسوّدة، لوقوع أخطاء فيه نبّهنا إليها في مواضعها. وفي آخر هذا الأصل صفحة من ترجمة «عيينة بن حصن» المقبلة.
[2] تاريخ خليفة 162.
[3] تاريخ خليفة 163.

(3/326)


إلى إصْطَخْر وقد قتلوا عُبَيْد الله بْن مَعْمَر فافتتحها عَنْوةً. ثمّ مضى إلى فَسَا فافتتحها. وافتتح رساتيق من كَرْمان. ثمّ إنّه توجه نحو خُراسان على المفازة فأصابهم الرَّمق فأهلك خلقًا.
وَقَالَ ابن جرير [1] : كتب ابن عامر [2] إلى عثمان بفتح فارس، فكتب عثمان يأمره أن يوليّ هَرِمَ بْن حسّان [3] اليَشْكُريّ، وهرِمَ بْن حيَّان العَبْدِيّ، وَالْخِرِّيتَ [4] بْن راشد على كُوَر فارس. وفرّق خُراسان بين ستّة نفر: الأحنف ابن قيس على المَرْوَيْن [5] ، وحبيب بْن قُرَّةَ اليَرْبُوعيّ على بَلْخ، وخالد بْن زُهَير على هَرَاة، وأُمَيْن [6] بْن أحمد [7] اليَشْكريّ على طُوس، وقيس بْن هُبَيْرة [8] السلمي على نَيْسابور.
وفيها زاد عثمان فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوسَّعه وبناه بالحجارة المنقوشة وجعل عُمُده من حجارة وسقفه بالسّاج، وجعل [9] طوله ستين ومائة ذراع، وعرضه خمسين ومائة ذراع، وجعل أبوابه كما كانت زمن عمر ستّة أبواب [10] .
__________
[1] في تاريخ 4/ 266.
[2] في ع (ابن عمر) وهو سهو.
[3] في نسخة دار الكتب، ح (حيان) عوض (حسان) والتصحيح من (تاريخ الطبري 4/ 266) .
[4] في نسخة دار الكتب والمنتقى لابن الملا، ح (حريث) والتصحيح من تاريخ الطبري.
[5] في نسخة الدار (المرزين) وفي المنتقى لابن الملا ومنتقى أحمد الثالث، ح (المروزيين) والتصحيح من تاريخ الطبري.
[6] في نسخة الدار، ح (أمير) والتصحيح من تاريخ الطبري.
[7] في طبعة القدسي 3/ 90 «أحمر» وهو تحريف.
[8] في تاريخ الطبري: «الهيثم» بدل «هبيرة» وهما واحد.
[9] (وجعل) ساقطة من نسخة الدار، فاستدركتها من المنتقى لابن الملا ومنتقى أحمد الثالث، ع، ح.
[10] تاريخ الطبري 4/ 267.

(3/327)


وحجّ عثمان بالنّاس وضُرِبَ له بِمنَى فُسْطاط، وأتمّ الصّلاة بها وبعرَفة، فعابوا عليه ذلك، فجاءه عليّ فَقَالَ: والله مَا حدث أمرٌ ولا قَدُم عهدٌ، ولقد عهدت نبيِّك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلّي ركعَتَيْن، ثُمَّ أبا بكر، ثمّ عُمَر، ثُمَّ أنت صدرًا من ولايتك، فَقَالَ: رأي رأيته [1] .
وكلّمه عبد الرحمن بْن عوف فَقَالَ: إنّي أُخْبِرْتُ عَنْ جُفاة النّاس قد قالوا: إنّ الصلاة للمُقيم رَكْعتان وقالوا: هذا عثمان يصلّي رَكْعَتين فصليت أربعًا لهذا، وإنّي قد اتّخذت بمكّة زَوْجَة، فَقَالَ عبد الرحمن: ليس هذا بعُذْر، قَالَ: هذا رأي رأيته [2] .
__________
[1] الطبري 4/ 268.
[2] جمهور الفقهاء يرون عدم وجوب قصر الصلاة للمسافر، والإتمام عزيمة. ثم رجع عبد الرحمن بن عوف إلى ما فعل عثمان بعد لقائه لابن مسعود. كما في (كتاب الخليفة المفترى عليه للأستاذ عرجون) .

(3/328)


سَنَة ثَلَاثيْن
فيها عُزِل الوليد بْن عُقْبة عَنِ الكوفة بسعيد بْن العاص، فغزا سعيد طَبَرِسْتان، فحاصرهم، فسألوه الأمان، على ألا يقتل منهم رجلًا واحدًا، فقتلهم كلَّهم إلَّا رجلًا واحدًا، يعني نفسه بذلك [1] .
وفيها فُتِحَتْ جور [2] من أرض فارس على يد ابن عامر فغنم شيئًا كثيرًا. وافتتح ابن عامر في هذا القُرب بلادًا كثيرة من أرض خُراسان [3] .
قَالَ داود بْن أبي هند: لمّا افتتح ابن عامر أرضَ فارس سنة ثلاثين هرب يزّدَجِرْد بْن كِسْرى فاتبعه ابن عامر، ومُجاشع بْن مسعود السُّلمي، ووجَّه ابنُ عامر، فيما ذكر خليفة [4] زيادَ بْن الربيع الحارثيّ إلى سجستان
__________
[1] تاريخ الطبري 4/ 269 و 270، الكامل في التاريخ 3/ 105.
[2] في تاريخ خليفة تحقيق الأستاذ زكار (خوز) وهو سهو. وفي ح (جوز) تصحيف والتصويب من الأصل وتاريخ خليفة بتحقيق د. أكرم العمري 163.
[3] تاريخ خليفة 163، 164.
[4] (خليفة) ساقطة من (ع) وهو خليفة بن خياط- ص 164.

(3/329)


فافتتح زالق [1] وشرواذ وناشروذ [2] ، ثمّ صالح أهل مدينة زَرَنْج [3] على ألف وصِيف مع كلّ وصِيف جام من ذَهَب. ثمّ توجَّه ابن عامر إلى خُراسان وعلى مقدمته الأحنف بْن قيْس، فلقي أهلَ هَرَاة فهزمهم.
ثُمَّ افتتح ابن عامر أبْرَشَهْر- وهي نَيْسابور- صُلْحًا ويقال عَنْوةً [4] . وكان بها فيما ذكر غيرُ خليفة بنتا كسرى بْن هُرْمز [5] . وبعث جيشًا فتحوا طوس وأعمالها صُلْحًا. ثُمَّ صالح من جاءه من أهل سَرَخْس على مائةٍ وخمسين ألفًا. وبعث الأسود بْن كلثوم العَدَويّ إلى بَيْهَق. وبعث أهل مَرْو يطلبون الصُّلح، فصالحهم ابن عامر على ألفيْ ألف ومائتي ألف [6] .
وسار الأحنف بْن قيس في أربعة آلاف، فجمع له أهل طَخَارِستان وأهل الجَوْزَجان والفارياب، وعليهم طوقان شاه، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، ثُمَّ هزم الله المشركين، وكان النصر [7] .
ثُمَّ سار الأحنف على بلْخ، فصالحوه على اربعمائة ألف. ثمّ أتى خُوارزْم فلم يُطِقْها ورجع. وفتحت هراة ثمّ نكّسوا [8] .
__________
[1] في طبعة القدسي 3/ 191 «ذالق» بالذال، والتصويب من معجم البلدان 3/ 127 وقال: من نواحي سجستان وهو رستاق كبير فيه قصور وحصون.
[2] في طبعة القدسي 3/ 191 «ناشور وناس» ، وفي نسخة المنتقى «باس» وفي النسختين (ع) و (ح) «باش» وكذا في منتقى أحمد الثالث، والتصحيح من تاريخ خليفة 164، ومعجم البلدان لياقوت 5/ 251 حيث قال ناشروذ وشرواذ ناحيتان بسجستان لهما ذكر في الفتوح.
[3] زرنج: هي قصبة سجستان- (معجم البلدان 3/ 138) .
[4] تاريخ خليفة 164، تاريخ الطبري 4/ 269 و 301.
[5] تاريخ الطبري 4/ 302.
[6] تاريخ خليفة 164، 165.
[7] تاريخ خليفة 165.
[8] تاريخ خليفة 165.

(3/330)


وَقَالَ ابن إسحاق: بعث ابن عامر جيشًا إلى مرو فصالحوا وفُتِحَت صُلحًا [1] .
ثُمَّ خرج ابن عامر من نيسابور معتمرًا وقد أحرم منها [2] ، واستخلف على خُراسان الأحنف بْن قيس، فلمّا قضى عُمْرَته أتى عثمان رضي الله عنه واجتمع به، ثمّ إنّ أهل خُراسان نقضوا وجمعوا جمْعًا كثيرًا وعسكروا بمرو، فنهض لقتالهم الأحنف وقاتلهم فهزمهم، وكانت وقعة مشهورة.
ثُمَّ قدم ابن عامر من المدينة إلى البصرة، فلم يزل عليها إلى أن قُتِلَ عثمان وكذا معاوية على الشام.
ولما فتح ابن عامر هذه البلاد الواسعة كثُرَ الخراجُ على عثمان وأتاه المال من كلّ وجه اتّخذ له الخزائن وأدَرّ الأرزاق، وكان يأمر للرجل بمائة ألف بَدْرَةٍ في كل بَدْرَةٍ أربعة آلاف وافية.
وَقَالَ أَبُو يوسف القاضي: أخرجوا من خزائن كسرى مائتي ألف بَدْرَةِ في كلّ بدرة أربعة آلاف.
__________
[1] تاريخ الطبري 4/ 303.
[2] تاريخ خليفة 166 (حوادث سنة 31 هـ.) وكذا في تاريخ الطبري 4/ 302، 303، تاريخ اليعقوبي 2/ 167.

(3/331)


ذِكْرُ مَنْ تُوُفيّ في سنة ثَلَاثِين
أُبَيّ بْن كعب، وَقَالَ الواقِديّ: هو أثبت الأقاويل عندنا.
(جبّار بْن صخر)
[1] بْن أميّة بْن خَنْساء أَبُو عبد الله [2] الأنصاريّ السُّلمي.
شهِدَ بدْرًا والعقبة، وبعثه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خارصًا إلى خيبر.
تُوُفيّ بالمدينة، وله ستون سنة.
(حاطب بْن أبي بَلْتَعَه)
[3] اللَّخْمِيّ حليف بني أسد بْن عبد العُزَّى.
__________
[1] مسند أحمد 3/ 421، المغازي للواقدي 91 و 92 و 138 و 170 و 234 و 375 و 691 و 720 و 721 و 985 و 993، الطبقات لخليفة 102، طبقات ابن سعد 3/ 576، تاريخ الطبري 3/ 20، المحبّر 73، أنساب الأشراف 1/ 205 و 246 و 301، الجرح والتعديل 3/ 542، 543 رقم 2253، المعجم الكبير 2/ 270 رقم 206، مشاهير علماء الأمصار 25 رقم 109، الاستيعاب 1/ 227، 228، المستدرك 3/ 222، 223، الإكمال 2/ 37، الكامل في التاريخ 3/ 116 أسد الغابة 1/ 265، تهذيب الأسماء واللغات ق 1/ ج 1/ 143 رقم 101، تلخيص المستدرك 3/ 222، 223، البداية والنهاية 7/ 156، الوافي بالوفيات 11/ 42 رقم 79، الإصابة 1/ 220 رقم 1056، تعجيل المنفعة 66 رقم 124.
[2] هكذا في الأصل، ومصادر ترجمته، وفي نسخة دار الكتب و (ع) و (ح) والمنتقى:
«عبد الرحمن» .
[3] المغازي للواقدي 105 و 140 و 154 و 243 و 425 و 603 و 797 و 798 و 909، تهذيب سيرة

(3/333)


شهِدَ بدرًا والمشاهد، وهو الَّذِي كتب إلى المشركين قبل الفتح يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والقصّة مشهورة، فعفا عنه النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واعتذر فقبل عذره، ثمّ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى المُقَوْقس ملك الإسكندرية.
واسم أبي بَلْتَعَة: عمرو بْن عُمَيْر.
(الطُّفَيْلُ بْن الحارث)
[1] بْن المطَّلب المطلبي- فيما قاله سعيد بْن عُفَيْر- وهو أخو عبيدة بْن الحارث والحُصَيْن بْن الحارث.
كان من السّابقين الأوّلين، شهد بدرا.
__________
[ () ] ابن هشام 248 249، 328، الطبقات لابن سعد 3/ 114، 115، الطبقات لخليفة 70، تاريخ خليفة 79 و 86 و 98 و 143 و 166 المعارف 317 و 318، تاريخ أبي زرعة 1/ 575، المحبّر 72 و 76 و 276 و 288، تاريخ الطبري 2/ 644 و 645 و 3/ 21 و 48 و 49، أنساب الأشراف 1/ 202 و 302 و 323 و 328 و 354 و 360 و 431 و 448 و 449 و 479 و 531، الجرح والتعديل 3/ 303 رقم 1352، جمهرة أنساب العرب 14 و 94 و 423، المعجم الكبير 3/ 205، 206 رقم 241، الاستيعاب 1/ 348- 351، مشاهير علماء الأمصار 21 رقم 82، المستدرك على الصحيحين 3/ 300- 302، أسد الغابة 1/ 360- 362، الكامل في التاريخ 2/ 210 و 225 و 242 و 251 و 3/ 116، جامع الأصول 9/ 79، الزيارات للهروي 94، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 151، 152 رقم 110، سير أعلام النبلاء 2/ 43- 45 رقم 9، تلخيص المستدرك 3/ 300- 302، البداية والنهاية 7/ 156، معجم البلدان 2/ 385، الوافي بالوفيات 11/ 272، 273 رقم 402، مرآة الجنان 1/ 84، مجمع الزوائد 9/ 303، تهذيب التهذيب 2/ 168، الإصابة 1/ 300 رقم 1538، شفاء الغرام 1/ 138 و 2/ 179 و 180 و 200 و 202 و 203 و 204 و 205 و 227 و 232، النجوم الزاهرة 1/ 87، حسن المحاضرة 1/ 189، شذرات الذهب 1/ 37، تاج العروس 2/ 292.
[1] السير والمغازي لابن إسحاق 258، المغازي للواقدي 24 و 153، طبقات ابن سعد 3/ 52، نسب قريش 93 و 95، طبقات خليفة 115 و 138، المحبّر 71 و 83 و 108 و 459، تاريخ الطبري 2/ 545 و 3/ 167، أنساب الأشراف 1/ 289 و 308 و 429 و 447، حذف من نسب قريش 15، مشاهير علماء الأمصار 14 رقم 42، الاستيعاب 2/ 228، الجرح والتعديل 4/ 488، 489 رقم 2147، الكامل في التاريخ 2/ 170 و 308 و 3/ 130 و 146، البداية والنهاية 7/ 156، الوافي بالوفيات 16/ 458، 459، رقم 495، أسد الغابة 3/ 52، العقد الثمين 5/ 66، الإصابة 2/ 224 رقم 4247، تعجيل المنفعة 197، 198 رقم 488.

(3/334)


(عبد الله بْن كعب)
[1] بْن عمرو المازنيّ [2] الأنصاري البدْريّ.
كان على الخمس يوم بدر. يُكنى أبا الحارث، وقيل أبا يحيى، وصلّى عليه عثمان، وهو أخو أبي ليلى المازني.
(عبد الله بْن مظعون)
[3] بْن حبيب الجُمَحّي القُرَشيّ أخو عثمان وقُدَامة.
كان أحد من شهِد بدرًا وممّن هاجروا إلى الحبشة.
(عِياض بن زهير)
[4] بن أبي شداد بن ربيعة بْن هلال، أَبُو سعد القُرَشِيّ الفِهْريّ.
شهِد بدرًا والمشاهد بعدها. هكذا ذكره ابن سعد، وفرّق بينه وبين ابن أخيه عِياض بْن غَنمْ بْن زُهَير الفِهْري أمير الشام الْمُتَوَفَّى سنة عشرين.
(مَعْمَر بْن أبي سَرْح)
[5] ربيعة بن هلال القرشي أبو سعد الفهريّ،
__________
[1] السير والمغازي لابن إسحاق 330، المغازي للواقدي 24 و 50 و 100 و 112 و 164 و 251 و 270، طبقات ابن سعد 3/ 518، المحبّر 280، تهذيب سيرة ابن هشام 101 و 149، جمهرة أنساب العرب 352، الاستيعاب 2/ 314، الكامل في التاريخ 3/ 116، البداية والنهاية 7/ 156، الوافي بالوفيات 17/ 412 رقم 350، الإصابة 2/ 362 رقم 4915.
[2] في نسخة دار الكتب «المازري» ، والتصحيح من بقيّة النسخ ومصادر ترجمته.
[3] طبقات ابن سعد 3/ 400، المحبّر 74 و 278، تهذيب سيرة ابن هشام 56، البداية والنهاية 7/ 156، طبقات خليفة 25، أنساب الأشراف 1/ 213، الاستيعاب 3/ 995، أسد الغابة 3/ 262، سير أعلام النبلاء 1/ 117 رقم 13، الوافي بالوفيات 17/ 622 رقم 526، الإصابة 2/ 371 رقم 4964، المغازي للواقدي 24 و 156، السير والمغازي 143، نسب قريش 393 العقد الثمين 5/ 289.
[4] المغازي للواقدي 157، السير والمغازي لابن إسحاق 226، طبقات ابن سعد 3/ 417، 418، طبقات خليفة 28 و 300، أنساب الأشراف 1/ 226، جمهرة أنساب العرب 177، الاستيعاب 3/ 128، البداية والنهاية 7/ 156، تقريب التهذيب 2/ 95، الإصابة 3/ 48 رقم 6131، مشاهير علماء الأمصار رقم 125، المستدرك 3/ 630، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 43 رقم 44.
[5] المغازي للواقدي 157، الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 417، أنساب الأشراف 1/ 226، الاستيعاب 3/ 440، أسد الغابة 4/ 400، البداية والنهاية 7/ 156، الإصابة 3/ 448 رقم 8149.

(3/335)


وقيل اسمه عمرو، كذا سماه ابن إسحاق وغيره، وهو بدْرِيّ قديم الصُّحْبَة.
(مسعود بْن ربيعة)
[1] وقيل ابن الربيع، أَبُو عُمَيْر القاريّ، والقَارة حُلفاء بني زُهْرَةَ.
شهِد بدرًا وغيرها، وعاش نيّفًا وستّين سنة، تقدّم.
(أَبُو أُسَيْد)
[2] مالك بْن ربيعة السّاعدِيّ، والأصح سنة أربعين، وهذا قول أبي حفص الفلَّاس وأوردنا أنّه سنة ستّين، فاللَّه أعلم.
__________
[1] المغازي للواقدي 24 و 155، طبقات ابن سعد 3/ 168، 169، المحبّر 72، جمهرة أنساب العرب 190، الاستيعاب 3/ 448، أسد الغابة 4/ 357، البداية والنهاية 7/ 156، الإصابة 3/ 410 رقم 7942.
[2] في نسخة دار الكتب «أسد» ، والتصحيح من الأصل ومصادر ترجمته، وهي:
مسند أحمد 3/ 496- 498، المغازي للواقدي 76 و 99 و 103 و 104 و 150 و 151 و 168 و 274 و 295 و 426 و 800 و 877 و 896، السير والمغازي لابن إسحاق 225، تهذيب سيرة ابن هشام 236، طبقات ابن سعد 3/ 557، 558، طبقات خليفة 97، تاريخ خليفة 166، المحبّر لابن حبيب 95 و 298، التاريخ لابن معين 2/ 547 رقم 614، البرصان والعرجان للجاحظ 362، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 100، المعارف لابن قتيبة 272 و 588، المعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 344 و 442 و 2/ 467، فتوح البلدان للبلاذري 1/ 110، أنساب الأشراف للبلاذري 1/ 510 وق 4 ج 1/ 549 و 551 و 585 و 589، وج 5/ 60، 61، تاريخ أبي زرعة 1/ 477 و 491، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 115، تاريخ الطبري 3/ 167 و 4/ 337 و 359، مشاهير علماء الأمصار لابن حبّان 22 رقم 94، العقد الفريد لابن عبد ربّه 2/ 409، الاستيعاب لابن عبد البرّ 2/ 8، 9، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 366، المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابورىّ 3/ 515، 516، الكامل في التاريخ لابن الأثير 2/ 310 و 3/ 130 و 151 و 163 و 4/ 44، أسد الغابة لابن الأثير 5/ 137، تحفة الأشراف للمزّي 8/ 340- 345 رقم 476، تهذيب الكمال للمزّي 3/ 1299، تلخيص المستدرك للذهبي 3/ 515، 516، سير أعلام النبلاء للذهبي 2/ 538- 540 رقم 110، المعين في طبقات المحدّثين للذهبي 26 رقم 116، الكاشف للذهبي 3/ 100 رقم 5343، التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 299 رقم 1279، الاستبصار 106، العبر للذهبي 1/ 46، البداية والنهاية لابن كثير 7/ 157، تهذيب التهذيب لابن حجر 10/ 15، 16 رقم 16، وتقريبه 2/ 225 رقم 872، النكت الظراف لابن حجر 8/ 340- 344، الإصابة لابن حجر 3/ 344 رقم 7628، خلاصة تذهيب التهذيب للخزرجي 367.

(3/336)


فَصْلٌ فيه ذِكْرُ مَنْ تُوُفيّ في خِلَافَةِ عُثمان «تقريبًا» [1]
(أوْس بْن الصَّامت)
[2] بْن قيس بْن أصْرم الأنصاري أخو عبادة، وكلاهما قد شهِد بدرًا، وأوس هو زوج المُجَادِلَةِ في زوجها خَوْلة- ويقال لها خُوَيْلَة- بنت ثعلبة، وقد آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينه وبين مَرْثَد بْن أبي مَرْثَد الغَنَويّ.
(أَنس بْن مُعَاذ)
[3] بْن أَنْس بْن قيس الأنصاريّ النَّجَّاري، ويقال:
اسمه أُنَيْس، رُبّما صُغِّر.
شهِدَ بدرًا والمشاهد، وتُوُفيّ في خلافة عثمان.
__________
[1] لعلّ سبب هذا هو قول المؤلّف في مقدّمة هذا التاريخ: ولم يعتن القدماء بضبط الوفيات كما ينبغي ...
[2] المغازي للواقدي 167، طبقات ابن سعد 3/ 547، 548، طبقات خليفة 99، المحبّر 71 و 424، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 118 رقم 440، المعارف 255، أنساب الأشراف 1/ 251، الاستيعاب 1/ 78، مشاهير علماء الأمصار 18 رقم 62، المعجم الكبير للطبراني 1/ 224- 226 رقم 28، أسد الغابة 1/ 146، 147، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 129، 130 رقم 75، تحفة الأشراف 2/ 7 رقم 26، تهذيب الكمال 1/ 126، الكاشف 1/ 89 رقم 493، الوافي بالوفيات 9/ 447، 448 رقم 4396، تفسير الطبري 28/ 1، تهذيب التهذيب 1/ 383 رقم 700، تقريب التهذيب 1/ 85 رقم 654، شذرات الذهب 1/ 17، 18، خلاصة تذهيب التهذيب 41، الإصابة 1/ 85، 86 رقم 342.
البداية والنهاية 7/ 220.
[3] المغازي للواقدي 163 و 353، طبقات ابن سعد 3/ 502، 503، الاستيعاب 1/ 70،

(3/337)


(أوس بْن خَوْلِيٍّ)
[1] من بني الحُبَلى [2] ، أنصاريّ شهِد بدْرًا. وهو الَّذِي حضر غسْل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونزل في قبره [3] .
تُوُفيّ قبل مَقْتل عثمان.
(الجدّ بْن قيس)
[4] يقال إنه تاب من النّفاق وحسُن أمرُه.
(الْحَارِثِ بْن نَوْفَلِ)
[5] بْن الْحَارِثِ بْن عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم الهاشميّ.
__________
[ () ] المعجم الكبير 1/ 265 رقم 44، أسد الغابة 1/ 126، الوافي بالوفيات 9/ 418 رقم 7347، الإصابة 1/ 74 رقم 282، البداية والنهاية 7/ 220.
[1] المغازي للواقدي 9 و 166 و 334 و 417 و 420 و 588 و 589 و 602 و 610 و 735 و 1059، تهذيب سيرة ابن هشام 349، طبقات ابن سعد 3/ 542، 543، المحبّر 72 و 424، تاريخ الطبري 3/ 211- 213، أنساب الأشراف 1/ 445 و 569 و 577، المعجم الكبير 1/ 229، 230 رقم 34، الكامل في التاريخ 2/ 332 و 3/ 199، أسد الغابة 1/ 144، 145، الاستيعاب 1/ 77، 78، الوافي بالوفيات 9/ 446 رقم 4393، الإصابة 1/ 84 رقم 334، البداية والنهاية 7/ 220.
[2] لقّب بذلك لكبر بطنه.
[3] المعجم الكبير للطبراني 1/ 229 رقم 627 و 628 وقال ابن سعد: لما قبض النبيّ صلى الله عليه وسلّم، وأرادوا غسله جاءت الأنصار فنادت على الباب: الله الله، فإنّا أخواله فليحضره بعضنا، فقيل لهم:
أجمعوا على رجل منكم، فأجمعوا على أوس بن خوليّ، فدخل فحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وكفّنه ودفنه مع أهل بيته. (الطبقات 1/ 542، 543) .
[4] المغازي للواقدي 588، 590 و 591 و 992 و 1023 و 1024 و 1062 و 1063 و 1064 و 1069 و 1070 و 1071، تهذيب سيرة ابن هشام 236، المحبّر لابن حبيب 469، تاريخ الطبري 2/ 632، 633 و 3/ 101، أنساب الأشراف 1/ 246 و 274 و 276، المعرفة والتاريخ 3/ 358، أسد الغابة 1/ 274، الاستيعاب 1/ 250، 251، الإصابة 1/ 228، 229 رقم 1110، الوافي بالوفيات 11/ 63، 64 رقم 112، البداية والنهاية 7/ 220 وفيه «الحر» .
[5] طبقات ابن سعد 4/ 56، 57 و 7/ 14، المحبّر 104، التاريخ الكبير 2/ 264 رقم 2402 و 2/ 283 رقم 2477، تاريخ خليفة 195 و 401، أنساب الأشراف 1/ 440، ق 3/ 297، ق 4 ج 1/ 6 و 16، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 147 رقم 743، المعجم الكبير 3/ 268، 269 رقم 268، العقد الفريد 4/ 133، الاستيعاب 1/ 297، مشاهير علماء الأمصار 35 رقم 200، الجرح والتعديل 3/ 91 رقم 423، جمهرة أنساب العرب 70، أسد الغابة 1/ 350، 351، الكامل في التاريخ 3/ 199، الزيارات للهروي 81، تهذيب الكمال

(3/338)


استعمله النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثمّ إنّه نزل البصْرَةَ واختطّ بها دارًا، وهو والد عبد الله بْن الحارث الَّذِي يقال له بَبّة [1] .
(الحُطَيئة الشاعر)
[2] أَبُو مُلَيْكة العبْسِيّ، قيل اسمه جَرْوَلٌ.
عاش دَهْرًا في الجاهلية وصدْرًا في الإسلام، ودخل على عُمَر وأنشده:
من يفعل الخيرَ لَا يَعْدَمْ جَوَازِيَه [3] لا يذهب العرف بين الله والنّاس
__________
[5] / 292- 294 رقم 1049، تلقيح فهوم الأثر 178 و 379، الكاشف 1/ 141 رقم 888، سير أعلام النبلاء 1/ 199 رقم 28، تجريد أسماء الصحابة، رقم 1039، الوافي بالوفيات 11/ 242، 243 رقم 348، العقد الثمين 4/ 29، تهذيب التهذيب 2/ 160، 161 رقم 279، تقريب التهذيب 1/ 144 رقم 72، الإصابة 1/ 292، 293 رقم 1500، خلاصة تذهيب التهذيب 69.
[1] بتشديد الباء الثانية.
[2] البرصان والعرجان للجاحظ 158 و 193، المعارف 594، الشعر والشعراء 1/ 238- 245 رقم 37، عيون الأخبار 1/ 229 و 2/ 58 و 60 و 3/ 242، الكامل في الأدب للمبرّد 1/ 349- 353، طبقات ابن سلام 93- 98، أنساب الأشراف ق 3/ 173 وق 4 ج 1/ 233 و 433 و 520، تاريخ الطبري 3/ 245 و 248 و 533 و 4/ 184 و 185، الزاهر للأنباري 1/ 156 و 201 و 260 و 281 و 302 و 397 و 437 و 514 و 519 و 595 و 600 و 2/ 22 و 59 و 68 و 72 و 324، أمالي القالي 1/ 17 و 27 و 116 و 144 و 2/ 55 و 69 و 112 و 157 و 186 و 202 و 3/ 152، ذيل الأمالي 113، الأغاني 2/ 157- 302، الفرج بعد الشدّة للتنوخي 3/ 108، ثمار القلوب 118، و 122 و 212 و 354 و 575 و 676، ربيع الأبرار 4/ 168، أمالي المرتضى 1/ 49 و 185 و 241 و 296 و 639، الكامل في التاريخ 1/ 627 و 2/ 470 و 3/ 47 و 107، التذكرة الحمدونية 1/ 153 و 2/ 63 و 280 و 313 و 361 و 435، المنازل والديار لابن منقذ 2/ 126، لباب الآداب لابن منقذ 22 و 134 و 135 و 220 و 222 و 267 و 363 و 370 و 424، 425، تحسين القبيح للثعالبي 118، العقد الفريد 1/ 283 و 3/ 20 و 5/ 271 و 326، وفيات الأعيان 1/ 224 و 367 و 5/ 191 و 6/ 229 و 7/ 68، التذكرة الفخرية للأربلي 33، 34، فوات الوفيات 1/ 276- 279 رقم 96، الوافي بالوفيات 11/ 69- 74 رقم 122، تاريخ ابن خلدون 2/ 111، سرح العيون 448، شرح شواهد المغني 2/ 916، خزانة الأدب 2/ 406 و 3/ 287، الإصابة 2/ 63، معجم الشعراء في لسان العرب 126، 127 رقم 269، البداية والنهاية 7/ 220.
[3] في المنتقى وغيره «جوائزه» ، وهو مخالف للرواية الصحيحة.

(3/339)


وكان جوّالًا في الآفاق يمتدح الكبارَ ويسْتَجْدِيهم، وكان سئولا بخيلًا، ركب مرة ليَفِد على الملوك فَقَالَ لأهله:
عّدِّي السنِين إذا خرجت لغَيْبَةٍ ... وَدَعِي الشُّهُورَ فإنَّهنَّ قِصارُ
(خُبيب بْن يسَاف)
[1] بْن عِنَبة [2] الأنصاري الخَزْرَجِيّ.
شهِد بدْرًا، وهو جدّ شيخ شُعْبَة خُبيب بْن عبد الرحمن بْن خبيب.
زيد بن خارجة [3]
ابن زيد بن أبي زُهير الأنصاري الخَزْرَجيّ المتكلِّم بعد الموت.
له صُحْبة ورواية، قُتِل أبوه يوم أُحُد.
__________
[1] يساف، بكسر الياء، ويقال: «إساف» بكسر الهمزة. وترجمته في:
المغازي للواقدي 36 و 47 و 81 و 83 و 84 و 148 و 151 و 166 و 251 و 282 و 304 و 341، طبقات ابن سعد 3/ 534، 535، طبقات خليفة 95 و 106، المحبّر لابن حبيب 403، التاريخ الكبير 3/ 209 رقم 715، أنساب الأشراف 1/ 138 و 154 و 288 و 297 و 300 و 233، تاريخ الطبري 3/ 382، الجرح والتعديل 3/ 387 رقم 1773، الاستيعاب 1/ 432، 433، المعجم الكبير للطبراني 4/ 264، 265 رقم 406، جمهرة أنساب العرب 361، الكامل في التاريخ 2/ 72 و 106 أسد الغابة 2/ 101، 102 التذكرة الحمدونية 1/ 132، المشتبه في الرجال 1/ 215 تعجيل المنفعة 116 رقم 268، الإصابة 1/ 418، البداية والنهاية 7/ 220.
[2] في كل النّسخ «عتبة» ، وهو تصحيف.
[3] مسند أحمد 1/ 199، التاريخ الكبير 3/ 383، 384 رقم 1281، الأخبار الموفقيات 485 و 487 و 488، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 149 رقم 767، المعارف 173، المعرفة والتاريخ 1/ 301 و 3/ 383، أنساب الأشراف 1/ 244، الجرح والتعديل 3/ 562 رقم 2541، المعجم الكبير 5/ 248- 250 رقم 487، مشاهير علماء الأمصار 17 رقم 58، جمهرة أنساب العرب 364، الكامل في التاريخ 3/ 199، أسد الغابة 2/ 227، الاستيعاب 1/ 561- 563، تحفة الأشراف 1/ 229 رقم 666، تهذيب الكمال 1/ 452، 453، الكاشف 1/ 265 رقم 1750، الوافي الوفيات 15/ 42، 43 رقم 45، تجريد أسماء الصحابة 1/ 198، تهذيب التهذيب 3/ 409، 410 رقم 747، تقريب التهذيب 1/ 274 رقم 179، الإصابة 1/ 565 رقم 2894، خلاصة تذهيب التهذيب 127، 128.

(3/340)


قَالَ سليمان بْن بلال، عَنْ يحيى بْن سعيد، عَنْ سعيد بْن المسيب، إنّ زيد بْن خارجة تُوُفيّ زمن عثمان، فسُجِّي بثوبٍ ثمّ إنّهم سمعوا جلْجلةً في صدره، ثمّ تكلمّ فَقَالَ: أحمد أحمد في الكتاب الأوّل، صدق صدق أَبُو بكر الضَّعيفُ في نفسه القويُّ في أمرِ الله في الكتاب الأول، صدق صدق عُمَر القويُّ الأمين في الكتاب الأول، صدق صدق عثمان على مِنْهاجهم، مَضَتْ أربعُ سِنين وبقيتْ سنتان، أتت الْفِتَنُ وأكل الشّديد الضعيف، وقامت السّاعة، وسيأتيكم خَبَرُ بئر أريس وما بِئْر أريس [1] .
قَالَ ابن المسيب: ثمّ هلك رجلٌ من بني خَطْمَةَ، فسُجِّي بثوب فسمعوا جَلْجَلةً في صدره، ثُمَّ تكلم فقال: إنّ أخا بني الحارث بْن الخزْرج صدق صدق.
قَالَ ابن عبد البرّ [2] : هذا هو الَّذِي تكلم بعد الموت لَا يختلفون في ذلك، وذلك أنّه غُشِي عليه وأُسْرِي بروحه، ثمّ راجَعَتْهُ نفسُه فتكلم بكلامٍ في أبي بكر، وعمر، وعثمان، ثمّ مات لوقته.
رواه ثقات الشّامين عَنِ النُّعمان بْن بشير.
م [3]
(سَلمان بْن ربيعة الباهليّ)
[4] يقال له صُحَبة، وقد سمع من عمر.
__________
[1] رواه ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 561، 562 وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 5/ 249 و 250 من طريق داود بن أبي هند، عن زيد أو يزيد بن نافع، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير. رقم 5144 و 5145 وفيهما زيادة عمّا هنا ببعض الألفاظ.
[2] في الاستيعاب 1/ 561.
[3] الرمز ساقط من نسخة الدار، فاستدركته في منتقى أحمد الثالث والسياق وخلاصة الخزرجي.
[4] طبقات ابن سعد 6/ 131، طبقات خليفة 142، تاريخ خليفة 155 و 158 و 163 و 165، البرصان والعرجان للجاحظ 209، 210، التاريخ الكبير 4/ 136، 137 رقم 2237، عيون الأخبار 1/ 61 و 155، المعارف 433 و 558، فتوح البلدان 1/ 177 و 234 و 235 و 240

(3/341)


روى عنه أَبُو وائل، والصُّبَيّ [1] بْن مَعبّد، وعمرو بْن ميمون.
وكان بطلًا شجاعًا فاضلًا عابدًا، ولَّاه عُمَر قضاء الكوفة، ثُمَّ وُلِّيَ زمنَ عثمان غزو أرمينية فقُتِل ببَلَنْجَر [2] ، وقيل بل الَّذِي قُتِل بها أخوه عبد الرحمن، وقيل إنّ التُّرْك إذا قحطوا يستسقون بقبر سَلْمان، وهو مدفون عندهم، وقد جعلوا عظامه في تابوت.
روى له مسلم.
م [3]
(عبد الله بْن حُذافة بْن قيس [4] القُرَشيّ السَّهْمِيّ)
أبو حذافة، من المهاجرين الأوّلين.
__________
[ () ] و 241 و 2/ 318، العقد الفريد 1/ 154، 155، ربيع الأبرار 4/ 394، تاريخ الطبري 3/ 489 569 و 570 و 4/ 20 و 22 و 29 و 52 و 139 و 156- 159 و 246- 248 و 304- 306 و 330 و 5/ 216 و 217 و 396 و 9/ 282، الجرح والتعديل 4/ 297 رقم 1290، الخراج وصناعة الكتابة 325 و 326 و 328 و 360، الاستيعاب 2/ 61، مشاهير علماء الأمصار 101 رقم 747، جمهرة أنساب العرب 247 و 327، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 212، 213، الكامل في التاريخ 2/ 452 و 483 و 496 و 515 و 522 و 530 و 3/ 28- 30 و 83- 85 و 132 و 133 و 147، أسد الغابة 2/ 327، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 228 رقم 220، تحفة الأشراف 4/ 23 رقم 198، تهذيب الكمال 1/ 520، الكاشف 1/ 304 رقم 2036، الوافي بالوفيات 15/ 310، 311 رقم 434، تهذيب التهذيب 4/ 136، 137 رقم 229، تقريب التهذيب 1/ 314 رقم 342، خلاصة تذهيب التهذيب 147، البداية والنهاية 7/ 220، 221.
[1] الصّبيّ: بالتصغير. وفي منتقى أحمد الثالث «الضبي» وهو تصحيف، والتصحيح من تهذيب التهذيب 4/ 409 رقم 704.
[2] بلنجر: بفتحتين، وسكون النون، وجيم مفتوحة. مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب.
(معجم البلدان 1/ 489) .
[3] الرمز ساقط من الأصل، والاستدراك من خلاصة تذهيب التهذيب.
[4] مسند أحمد 3/ 450، 451، المغازي للواقدي 603 و 983 و 1109، طبقات ابن سعد 4/ 719، 190، طبقات خليفة 26، تاريخ خليفة 79 و 98 و 142، المحبّر لابن حبيب 77، تهذيب سيرة ابن هشام 328، الأسامي والكنى للحاكم الورقة 163، أنساب الأشراف 1/ 215 و 531، المعرفة والتاريخ 1/ 252، المعارف 135، فتوح البلدان 253 و 260

(3/342)


هاجر مع أخيه قيس إلى الحبشة، وكأن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعثه إلى كِسْرَى [1] ، وكانت فيه دُعَابَة [2] ، وقد أسره الروم زمن عُمَر فأرادوه على الكُفْر فأبى عليهم، فَقَالَ له ملكهم: قبّل رأسي حتّى أُطْلِقَك ومن معك، ففعل فأطلقه وثمانين أسيرًا، فلمّا قدِم قَالَ له عُمَر: حقٌ على كل مسلم أن يقبّل رأسَك وأنا أبدأ، فقام فقبَّل رأسه.
له حديث.
روى عنه أَبُو وائل، وأبو سَلَمَةَ بْن عبد الرحمن، وسُليمان بْن يَسَار، ولم يُدْرِكاه.
(عبد الله بْن سُراقة)
[3] بْن المُعْتَمِر العَدَوِيّ، له صُحْبة ورواية، شهِد أُحُدًا وغيرَها، وَقَالَ الزُّهْرِيّ إنّه شهِد بدْرًا. روى عنه عبد الله بْن شقيق، وعقبة بن وساج، وغيرهما.
__________
[ () ] و 358، تاريخ الطبري 2/ 644 و 654 و 3/ 68، المستدرك 3/ 360، 361، الخراج وصناعة الكتابة 168 و 328، الكامل في التاريخ 1/ 481 و 2/ 210 و 213 و 256 و 3/ 200، أسد الغابة 3/ 142- 144، مشاهير علماء الأمصار 36 رقم 205، جمهرة أنساب العرب 165، تحفة الأشراف 4/ 310- 312 رقم 283، تهذيب الكمال 2/ 674، تلخيص المستدرك 3/ 630، 631، 631، سير أعلام النبلاء 2/ 11- 16 رقم 2، تهذيب التهذيب 5/ 185 رقم 319، تقريب التهذيب 1/ 409 رقم 252، النكت الظراف 4/ 311، 312، الإصابة 1/ 296، 297 رقم 4622، الوافي بالوفيات 17/ 125، 126 رقم 109، حسن المحاضرة 1/ 212، خلاصة تذهيب التهذيب 194، البداية والنهاية 7/ 221.
[1] طبقات ابن سعد 4/ 189.
[2] ابن سعد 4/ 190.
[3] طبقات ابن سعد 4/ 141، طبقات خليفة 22، المحبّر 102 و 278، التاريخ الكبير 5/ 97 رقم 279، الجرح والتعديل 5/ 68 رقم 320، الاستيعاب 2/ 375، الكاشف 2/ 81 رقم 2772، الوفيات لابن قنفذ 56، ميزان الاعتدال 2/ 427 رقم 4346، تهذيب التهذيب 5/ 231، 232 رقم 399، تقريب التهذيب 1/ 418 رقم 330، الإصابة 2/ 315 رقم 4704، خلاصة تذهيب التهذيب 199، تهذيب الكمال 2/ 686، 687، البداية والنهاية 7/ 221.

(3/343)


وروى أيضا عن أبي عبيدة، وهو أخو عمرو.
[وقيل إنّ الَّذِي روى عَنْ أبي عبيدة وروى عنه عبد الله بْن شقيق في الدّجّال [1] . أَزْدِيّ شريف من أهل دمشق. قاله الغُلابيّ وغيره] [2] .
(عبد الله بْن قيس)
[3] بْن خالد الأنصاريّ النّجّاريّ المالكي، شهِد بدْرًا.
قَالَ الواقِديّ: لم يبق له عقِب، وتُوُفيّ في زمن عثمان.
(عبد الرحمن بْن سهل)
[4] بْن زيد الأنصاري الحارثيّ.
قَالَ ابن عبد البَرَ [5] : شهِد بدْرًا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْم: شهِد أُحُدًا، والخنْدَق، وهو الَّذِي نُهش فَرَقاه عُمَارة بْن حزْم [6] . استعمله عُمَر على البصرة بعد موت عُتْبة بْن غَزْوان.
وعن القاسم بْن محمد قَالَ: جاءت جدّتان إلى أبي بكر فأعطى السُّدُسَ أمّ الأمّ دون أمّ الأب، فَقَالَ له عبد الرحمن بْن سهل، رجل من بني حارثة قد شهِدَ بدْرًا: أعطيت التي لو ماتت لم يرثها، وتركت التي لو ماتت
__________
[1] في النسخ: «الرجال» والتصحيح من الإصابة وغيرها.
[2] ما بين الحاصرتين ساقط من منتقى أحمد الثالث ونسخة دار الكتب فقط. ولزيادة التحقيق انظر (تهذيب التهذيب) .
[3] طبقات ابن سعد 3/ 494، 495، المحبّر 280، المغازي للواقدي 162 و 916، أنساب الأشراف 1/ 333، الاستيعاب 2/ 370، الكامل في التاريخ 3/ 199، الإصابة 2/ 359 رقم 4896، البداية والنهاية 7/ 221.
[4] طبقات خليفة 53، المعرفة والتاريخ 2/ 773، تاريخ الطبري ذ/ 81، الاستيعاب 2/ 420، تهذيب الأسماء واللغات ق 1/ ج 1/ 297 رقم 351، الإصابة 2/ 401، 402 رقم 5136، البداية والنهاية 7/ 221.
[5] في الاستيعاب 2/ 420.
[6] في المنتقى لابن الملا «أخرم» بدل «حزم» ، وفي المنتقى، نسخة أحمد الثالث «حزام» ، وهما تصحيف، والتصويب من نسخة دار الكتب وغيرها.

(3/344)


لَوَرِثَها، فجعله أَبُو بكر بينهما [1] . وقد ورد أنّ هذا غزا في خلافة عثمان.
(عمْرو بْن سُرَاقة)
[2] بْن المُعْتَمِر بْن أَنْس القُرَشيّ العَدَويّ. بدريّ كبير، وهو أخو عبد الله.
روى عامر بْن ربيعة قَالَ: بَعَثَنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرَيَّةٍ ومعنا عمرو بْن سُرَاقة- وكان لطيف البطْن طويلًا- فجاع، فانثنى صُلْبُه [3] فأخذنا صفيحةً من حجارة فربطْناها على بطْنه، فمشى يومًا، فجِئْنا قومًا فضيَّفُونا، فَقَالَ عمرو:
كنت أحسِبُ الرِّجْلَين تحملان البْطَن فإذا البطن يحمل الرِّجْلَين.
ت ن [4]
(عُمَيْر بْن سعد)
[5] بْن شُهَيْد [6] بْن قيس الأنصاريّ
__________
[1] إنّما قسم السّدس بينهما لاتحادهما في قرب الدرجة من الميت، مع إدلاء كلّ منهما بوارث، فالأولى أدلت للميت بالأم، والثانية أدلت للميت بالأب.
[2] طبقات ابن سعد 3/ 385، 386، المغازي للواقدي 9 و 156 و 721، طبقات خليفة 22، الاستيعاب 2/ 507، أسد الغابة 4/ 106، الإصابة 2/ 537 رقم 5837.
[3] هذا الخبر فيه سقط، وإهمال الحروف، والتصويب من الأصل، والإصابة.
[4] الرمز ساقط فاستدركته من (الخلاصة) .
[5] فتوح الشام للأزدي 58 و 70، طبقات ابن سعد 4/ 374، 375، تاريخ خليفة 155، التاريخ الكبير 6/ 531 رقم 3225، تاريخ أبي زرعة 1/ 69 و 183، فتوح البلدان 161 و 182 و 185 و 194 و 209 و 210 و 211 و 212 و 216 و 219، أنساب الأشراف 1/ 280، الجرح والتعديل 6/ 376 رقم 2079، حلية الأولياء 1/ 247- 250 رقم 38، طبقات خليفة 157، الاستبصار 281، الاستيعاب 3/ 215، أسد الغابة 4/ 143- 145 الكامل في التاريخ 2/ 535 و 562 و 3/ 20 و 77، صفة الصفوة 1/ 697- 701 رقم 99، التذكرة الحمدونية 1/ 133- 135، تحفة الأشراف 8/ 205، 206 رقم 418، تهذيب الكمال 2/ 1061، الكاشف 2/ 302 رقم 4352، سير أعلام النبلاء 2/ 103- 105 رقم 12 و 557- 562 رقم 118، مجمع الزوائد 9/ 382- 384، تهذيب التهذيب 8/ 144، 145 رقم 258، تقريب التهذيب 2/ 86 رقم 757، تعجيل المنفعة 322 رقم 821، الإصابة 3/ 32 رقم 6036 و 3/ 181 رقم 6782، خلاصة تذهيب التهذيب 296، كنز العمال 13/ 556، البداية والنهاية 7/ 221.
[6] في نسخة دار الكتب «سهيل» بدل «شهيد» ، وعند ابن عبد البرّ وغيره «عبيد» ، والصحيح ما أثبتناه عن المصادر الأخرى لترجمته المذكورة.

(3/345)


الأوسيّ، له صُحْبة ورواية.
روى عنه أَبُو طلْحة الخَوْلاني، وحبيب بْن عُبَيْد، وغيرهما، وكان من زُهّاد الصّحابة. يقال له (نسيجُ وحْدِه) .
روى عبد الرحمن بْن عُمَيْر بْن سعد قَالَ: قَالَ لِيَ ابْنُ عُمَرَ: مَا كَانَ بالشام [1] من المُسْلِمين رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أفضل من أبيك.
وشهِدَ عُمَيْر فتح الشام مع أبي عبيدة، ووُلِّي إمرةَ حمص ودمشق لعمر، فلمّا ولي الخلافة عثمان عَزَله عَنْ حمص واستعمل معاويةَ على جميع الشام. وله أخبار في «الحِلْيَة» [2] .
(عروة بن حزام)
[3] أَبُو سعيد، شابٌ عُذْريّ [4] قتله الغرام [5] ، وهو الَّذِي كان يشبِّب بابنة عمّه عَفْراء بنت مُهَاصِر [6] ، خرج أهلُها من الحجاز إلى الشام فتبِعَهُم عُرْوَة وامتنع عمُّه من تزويجه بها لفَقْرِه وزوَّجَها بابن عمٍّ آخر غنيّ فهلك في محبّتها عُرْوة.
ومن قوله فيها:
وما هو إلَّا أنْ أراها فُجَاءةً ... فأُبْهَتُ حتّى ما أكاد أجيب
__________
[1] في نسخة دار الكتب نقص واضطراب، والتصويب من (ع) و (ح) .
[2] انظر ج 1/ 247- 250 رقم 38.
[3] الشعر والشعراء 2/ 519- 523 رقم 115، الأغاني 24/ 143- 166 وانظر: 20/ 93 و 23/ 172، ذيل الأمالي 157، سمط اللآلئ 3/ 37، أمالي المرتضى 1/ 459، أنساب الأشراف 35/ 50، جمهرة أنساب العرب 449، العقد الفريد 2/ 95، وفيات الأعيان 4/ 352، معجم الشعراء في لسان العرب 284 رقم 706، التذكرة السعدية 353، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 533، ومواضع متفرّقة من مصارع العشّاق لابن السرّاج والبداية والنهاية 7/ 221.
[4] في نسخة دار الكتب «عدوي» وهو خطأ.
[5] في نسخة دار الكتب «العوام» بدل «الغرام» وهو خطأ.
[6] في «المنتقى» نسخة أحمد الثالث «تماصر» وهو وهم.

(3/346)


وأَصْرِفُ عَنْ رأيي الَّذِي كنتُ أَرْتَئي [1] ... وأَنْسَى الَّذِي أعدَدْتُ حين تَغيبُ
(قطبة بْن عامر أَبُو زيد)
[2] الأنصاريّ السُّلَمِيّ. شهِد بدرًا والعقَبَتَين [3] .
عُيَيْنَة بْن حِصْن [4]
ابن حُذَيْفة بْن بدر بْن عَمرو بْن جوية [5] بْن لوذان بْن ثعلبة بن عديّ بن
__________
[1] في نسختي: (ع) و (ح) والمنتقى لابن الملّا:
«وأصرف عن أشياء كنت رأيتها» .
[2] المغازي 7 و 9 و 24 و 140 و 170 و 243 و 335 و 498 و 754 و 755 و 763 و 800 و 981، طبقات ابن سعد 3/ 578، 579، أنساب الأشراف 1/ 239 و 247 و 302 و 323 و 380، تاريخ الطبري 2/ 355، 356، الأسامي والكنى للحاكم (ورقة 1/ 203) ، الجرح والتعديل 7/ 141 رقم 788، الاستيعاب 3/ 256، 257، المستدرك 3/ 225، الكامل في التاريخ 2/ 96 و 3/ 199، أسد الغابة 4/ 205، 206، الإصابة 3/ 237 رقم 7118، البداية والنهاية 7/ 221.
[3] هذه الترجمة ساقطة من النسخة (ح) .
[4] المغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1219) ، تهذيب سيرة ابن هشام 189 و 192 و 208 و 272 و 275 و 277 و 300، تاريخ خليفة 77 و 90 و 98 و 103، المحبّر 97 و 125 و 249 و 380 و 473، البرصان والعرجان 153 و 276، المعارف 83 و 149 و 302 و 303 و 304 و 342 و 602، عيون الأخبار 1/ 85 و 3/ 73، المعرفة والتاريخ 2/ 293 و 408 و 3/ 130، تاريخ الطبري 2/ 564 و 566 و 573 و 595- 597 و 3/ 23، أنساب الأشراف 1/ 343 و 344 و 346 و 348 و 379 و 382 و 385 و 487 و 494 و 530، وق 4/ ج 1/ 12 و 498 و 594 و 601، و 5/ 100 و 106 فتوح البلدان 115، العقد الفريد 1/ 276 و 2/ 353 و 4/ 270 و 6/ 157، ثمار القلوب 494 جمهرة أنساب العرب 256، الكامل في التاريخ 1/ 672 و 2/ 178 و 180 و 188 و 226 و 242 و 267- 271 و 273 و 287 و 342 و 347 و 348، أسد الغابة 4/ 166، التذكرة الحمدونية 1/ 56 و 123 و 455 و 2/ 137، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج ط/ 48، 49 رقم 50، الإصابة 3/ 54، 55 رقم 6151، الاستيعاب 3/ 167- 168.
[5] في المنتقى نسخة أحمد الثالث و (ح) «هوية» ، والتصويب من الأصل ومصادر الترجمة.

(3/347)


فَزَارة الفَزَارِيّ، من قَيْسِ عَيْلان، واسم عُيَيْنَة حُذَيفة، فأصابته لِقْوَةٌ [1] فجحظت عيناه فسُمِّي عُيَيْنَة. ويُكنَّى أبا مالك [وهو سيد بني فَزارة وفارسهم.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ] [2] بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ: أجديت بِلادُ آلِ بَدْرٍ، فَسَارَ عُيَيْنَةُ فِي نَحْوِ مِائَةِ بَيْتٍ مِنْ آلِهِ حَتَّى أَشْرَفَ عَلَى بَطْنِ نَخْلٍ فَهَابَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَرَدَ الْمَدِينَةَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَلَمْ يَبْعُدْ، وَقَالَ: أُرِيدُ أَدْنُو مِنْ جِوَارِكَ فَوَادِعنْي. فَوَادَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، فَلَمَّا فَرَغَتِ انْصَرَفَ عُيَيْنَةُ إِلَى بِلادِهِمْ فَأَغَارَ عَلَى لِقَاحِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [3] بِالْغَابَةِ، فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ بْنُ عَوْفٍ:
عَاهَدْتَ [4] مُحَمَّدًا فِي بِلادِهِ ثُمَّ غَزَوْتَهُ؟!.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمِّهِ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَغَارَ عُيَيْنَةُ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلًا عَلَى لِقَاحِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ عِشْرِينَ لِقْحَةً فَسَاقَهَا وَقَتَلَ ابْنًا لأَبِي ذَرٍّ كَانَ فِيهَا، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَلَبِهِمْ إِلَى ذِي قَرَدَ فَاسْتَنَقَذَ عَشْرَ لِقَاحٍ وَأَفْلَتَ الْقَوْمُ بِالْبَاقِي، وَقَتَلُوا حُبَيْبَ بْنَ عُيَيْنَةَ، وَابْنَ عَمِّهِ مَسْعَدَةَ، وَجَمَاعَةً [5] .
الْوَاقِدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ عُيَيْنَةُ بن حصن أَحَدَ رُءُوسِ الأَحْزَابِ، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِ وَإِلَى الْحَارِثِ بْنِ عَوْفٍ: أَرَأَيْتُمَا إِنْ جَعَلْتُ لَكُمْ ثُلُثَ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، أَتَرْجِعَانِ بِمَنْ مَعَكُمَا؟ فَرَضِيَا بِذَلِكَ، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمُ الصُّلْحَ جَاءَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعُيَيْنَةُ مَادٌّ رِجْلَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يا عين
__________
[1] مرض يعرض للوجه فيميله إلى أحد جانبيه. وفي «الإصابة» (شجّة) بدل (لقوة) .
[2] ما بين الحاصرتين مستدرك من منتقى أحمد الثالث، والنسخة (ح) .
[3] هنا نقص ورقة في النسخة (ح) حتى ترجمة المسيّب بن حزن.
[4] في النسخة (ح) : «ناجزت» بدل «عاهدت» ، وفي منتقى أحمد الثالث والمنتقى لابن الملّا و (ع) : «ما جزيت محمدا، سمنت في بلاده ثم غزوته» .
[5] انظر المغازي 538- 547.

(3/348)


الْهِجْرِسِ [1] اقْبِضْ رِجْلَيْكَ، وَاللَّهِ لَوْلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَضَبْتُكَ بِالرُّمْحِ [2] ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: إِنَّ كَانَ أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ فَامْضِ له، وإن كان غير ذلك فو الله لَا نُعْطِيهِمْ إِلا السَّيْفَ، مَتَى طَمِعْتُمْ بِهَذَا مِنَّا. وَقَالَ السَّعْدَانُ كَذَلِكَ [3] .
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شُقَّ الْكِتَابَ، فَشَقَّهُ، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: أَمَا وَاللَّهِ لَلَّتِي تَرَكْتُمْ خَيْرٌ لَكُمْ مِنَ الْحِطَّةِ الَّتِي أَخَذْتُمْ، وَمَا لَكُمْ بِالْقَوْمِ طَاقَّةٌ، فَقَالَ عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ [4] : يَا عُيَيْنَةُ، أَبِالسَّيْفِ تُخَوِّفُنَا! سَتَعْلَمُ أَيُّنَا أَجْزَعُ، وَاللَّهِ لَوْلا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا وَصَلْتُمْ إِلَى قَوْمِكُمْ، فَرَجَعَا وَهُمَا يَقُولانِ: وَاللَّهِ مَا نَرَى أَنَّا نُدْرِكُ مِنْهُمْ شَيْئًا [5] .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ [6] : فَلَمَّا انْكَشَفَ الأَحْزَابُ رَدَّ عُيَيْنَةُ إِلَى بِلادِهِ، ثُمَّ أَسْلَمَ قَبْلَ الْفَتْحِ بِيَسِيرٍ [7] .
ابن سعد: أنا عليّ بْن محمد، عَنْ عليّ بْن سُلَيمْ، عَنِ الزُّبَيْر بْن خُبَيْب [8] قَالَ: أقبل عُيَيْنَة بْن حِصْن، فتلقّاه رَكْبٌ خارجين من المدينة، فسألهم فقالوا: النّاس ثلاثة: رجلٌ أسلم فهو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقاتل
__________
[1] هكذا في منتقى أحمد الثالث، والمنتقى لابن الملّا، ع، ح وفي نسخة دار الكتب (يا عيين) فحسب. والهجرس: ولد الثعلب، والهجرس أيضا: القرد، على ما في (النهاية لابن الأثير 4/ 240) .
[2] في المنتقى لابن الملا، ع: (لأنفذت حضنيك) والحضن الجنب. انظر النهاية لابن الأثير، وفي المغازي «لأنفذت خصيتيك» .
[3] أي: سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة.
[4] في طبعة القدسي 3/ 200 «بشير» وهو خطأ، والتصويب من مغازي الواقدي.
[5] انظر: المغازي للواقدي 2/ 478، 479 ففيه تفصيل.
[6] انظر: المغازي 2/ 487.
[7] ورد في الورقة التي فيها هذه الترجمة من الأصل: «بلغت قراءة خليل بن أيبك»
[8] في النسخ «حبيب» والتصويب من الأصل.

(3/349)


العربَ، ورجلٌ لم يُسْلِم فهو يقاتِلُهُ، ورجلٌ يُظْهِر الإسلامَ ويُظْهِر لِقُرَيْشٍ أنّه معهم، قَالَ: مَا يُسمَّى هؤلاء؟ قَالَ: يُسَمَّوْنَ المنافقين، قَالَ: مَا في مَن وصفتم أحزم [1] من هؤلاء، اشْهَدُوا أنّني منهم [2] .
ثُمَّ ساق ابن سعد قصة طويلة بلا إسنادٍ في نفاق عُيَيْنَة يوم الطائف [3] ، وفي أسْرِه عجوزًا يوم هَوَازِن يلتمس بها الفدِاء، فجاء ابنُها فبذل فيها مائةً من الإبل، فتقاعد عُيَيْنَة، ثُمَّ غاب عنه، ونزله إلى خمسين، فامتنع ثمّ لم يزل به [4] إلى أن بذل فيها عشرةً من الأبل، فغضِب وامتنع، ثُمَّ جاءه وَقَالَ: يا عمُّ أطلِقْها وأشكُرُك، قَالَ: لَا حاجة لي بمدْحِك، ثُمَّ قَالَ:
ما رأيت كاليوم أمرًا أنْكَد، وأقبل يلُوم نفسه، فَقَالَ الفتى: أنت صنعت هذا: عمدت إلى عجوزٍ واللِه مَا ثَدْيُها بناهد، ولا بطُنها بوالِد، ولا فُوها ببارِد، ولا صاحبها بواجد [5] فأخذتها من بين من ترى، فَقَالَ: خُذْها لَا بارَكَ اللَّه لك فِيها. قَالَ الفتى: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد كسا السّبي فأخطأها من بينهم الكِسْوَة، فَهلّا كَسَوْتَها؟ قَالَ: لَا واللِه. فما فارقه حتّى أخذ منه سمل ثَوْب، ثمّ ولّى الفتى وهو يَقُولُ: إنّك لَغَيْرُ بصيرٍ بالفُرَص.
وأعطى النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُيَيْنَة من الغنائم مائةً من الأبل [6] .
الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ الْحُمَيْرَاءُ؟ قَالَ: «هَذِهِ عَائِشَةُ بِنْتُ أبي بكر» ،
__________
[1] في نسخة الدار، ح (أجرم) بدل (أحزم) التي في الأصل.
[2] عيون الأخبار 3/ 73، التذكرة الحمدونية 1/ 455 رقم 1190.
[3] طبقات ابن سعد 2/ 154.
[4] هكذا في الأصل، ومنتقى ابن الملّا، وفي منتقى أحمد الثالث: «ثم نزل به» .
[5] واجد: من الوجد. أي غير حزين على فراقها.
[6] طبقات ابن سعد 2/ 153.

(3/350)


فَقَالَ: أَلا أَنْزِلُ لَكَ عَنْ أَحْسَنِ النَّاسِ: ابْنَةِ جَمْرَةَ [1] ؟ قَالَ: لَا، فَلَمَّا خَرَجَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: «هَذَا الْحَمِقُ الْمُطَاعُ» [2] . قَالَ ابن سعد: قالوا وارتدّ عُيَيْنَة حين ارتدّت العرب، ولحِق بطُلَيْحة الأسَدِيّ [3] حين تنبّأ فآمن به، فلمّا هُزم طُلَيْحَة أخذ خالد بْن الوليد عُيَيْنَة فأوثقه وبعث به إلى الصِّدِّيق، قَالَ ابن عباس، فنظرت إليه والغلمان يَنْخَسُونه بالجريد ويضربونه ويقولون: أَي عدُوَّ اللَّهِ كفَرْتَ بعد إيمانك! فيقول: واللهِ مَا كنتُ آمنتُ، فلمّا كلّمه أَبُو بكر رجع إلى الإسلام فأمَّنَه [4] .
المدائنيّ، عَنْ عامر بْن أبي محمد قَالَ: قَالَ عُيَيْنَة لعمر: احْتَرِس أو أَخْرِج الْعَجَمَ من المدينة فإنّي لَا آمن أن يطعنَكَ رجلٌ منهم.
المدائنيّ عَنْ عبد الله بْن فائد قَالَ: كانت أمّ البنين بنت عُيَيْنَة عند عثمان، فدخل عُيَيْنَة على عثمان بلا إذْنٍ فَعَتَبَهُ عثمان، فَقَالَ: مَا كنت أرى أنّني أُحْجَب عَنْ رجل من مضر [5] ، فقال عثمان [6] : أذن [7] فأَصِبْ من العَشَاء، قَالَ: إنّي صائم، قَالَ: تصوم اللَّيْلَ! قَالَ: إنّي وجدت صوم الليل أيسر عليّ.
__________
[1] في الأصل «حمرة» وفي بقية النسخ «حمزة» .
[2] أخرجه ابن حجر من طريق سعيد بن منصور، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي مرسلا، وقال: رجاله ثقات، وأخرجه الطبراني موصولا من وجه آخر، عن جرير (الإصابة 3/ 54، 55) الاستيعاب 3/ 167.
[3] هكذا في الأصل والمنتقى لابن الملّا، ع، وفي نسخة دار الكتب (الأزدي) ، انظر كتب الأنساب.
[4] تاريخ الطبري 3/ 260.
[5] وفي الاستيعاب 3/ 167 أن عيينة دخل على الرسول صلى الله عليه وسلّم.
[6] هكذا في الأصل والمنتقى لابن الملا، ع، ومنتقى أحمد الثالث. وفي نسخة دار الكتب، ح (عمر) عوض (عثمان) وهو وهم.
[7] هكذا في الأصل والمنتقى لابن الملّا، وفي نسخة الدار، ع (إذن) ولعلّه تصحيف.

(3/351)


قَالَ المدائنيّ: ثُمَّ عَمِيَ عُيَيْنَة في إمرة عثمان.
أَبُو الأشهب، عَنِ الحَسَن قَالَ: عاتب عثمان عُيَيْنَة فَقَالَ: ألم أفعل وكنتَ تأتي عُمَر ولا تأتينا، فَقَالَ: كان عُمَر خيرًا لنا منك، أعطانا فأغنانا، وأخشانا فأتقانا [1] .
(قيس بْن قهد)
[2] بْن قيس بْن ثَعْلَبة الأنصاريّ، أحد بني مالك بْن النّجّار، قَالَ مُصْعب [3] الزُّبَيْرِي: هو جدّ يحيى بن سعيد الأنصاري. وخالفه الأكثر [4] وقيل: هو جَدُّ أَبِي مَرْيَمَ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْن الْقَاسِمِ الكوفيّ.
وَقَالَ ابن ماكولا [5] : إنّه شهِد بدْرًا، روى عنه ابنه سليمان، وقيس بْن أبي حازم.
وله حديث في الرّكعتين بعد الفجر [6] .
__________
[1] هكذا في الأصل والاستيعاب 3/ 168، ع، وفي نسخة الدار (فأبقانا) وهو تصحيف.
[2] في النسخ (فهد) بالفاء، وهو تصحيف صحّحته من تبصير المنتبه، والتاريخ الكبير 7/ 142 رقم 638، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 233، جمهرة أنساب العرب 439، الاستيعاب 3/ 236، 237، أسد الغابة 4/ 224، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 63، 64 رقم 79، المشتبه في الرجال 2/ 511، الإصابة 3/ 257، 258 رقم 7223، البداية والنهاية 7/ 221، 222 وفيه: «قيس بن مهدي» .
[3] (مصعب) سقطت من نسخة الدار، فاستدركتها من الاستيعاب 3/ 236 والمنتقى لابن الملّا، ع.
[4] في نسخة الدار ومنتقى أحمد الثالث (وحذيفة الأكبر) عوض (وخالفه الأكثر) والتصحيح من الاستيعاب 3/ 236 والمنتقى لابن الملّا، ع.
[5] في الإكمال 7/ 77: «روى عنه قيس بن أبي حازم. وابنه سليم بن قيس شهد بدرا وما بعدها» .
[6] أخرج حديثه البخاري في تاريخه بسند جيد، قال شهاب بن عبّاد، عن إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل بن قيس قال: أخبرني قيس بن قهد أنّ إماما لهم اشتكى، قال: فصلّينا بصلاته جلوسا. (التاريخ الكبير 7/ 142) قال ابن حجر: أخرجه البغوي من هذا الوجه وقال: لا

(3/352)


(لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ)
[1] الْعَامِرِيُّ الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَتْهَا الْعَرَبُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ.
أَلَا كلّ شيء ما خلا الله باطل [2]
__________
[ () ] أعلم روى عن قيس بن قهد غيره ولم يسنده، يعني لم يرفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم. (الإصابة 3/ 258) .
[1] السير والمغازي لابن إسحاق 179، المغازي للواقدي 350، 351، أخبار مكة للأزرقي 1/ 180، تهذيب سيرة ابن هشام 306، التاريخ لابن معين 2/ 500، المحبّر 178 و 299 و 365 و 473 و 474، البرصان والعرجان للجاحظ 14 و 57 و 94 و 257، التاريخ الكبير 7/ 249 رقم 1064، الشعر والشعراء 1/ 194- 204 رقم 25، المعارف 332 و 642، أنساب الأشراف 1/ 228 و 416 ق 4 ج 1/ 264، و 5/ 234 و 275، العقد الفريد 5/ 270، تاريخ الطبري 3/ 145 و 6/ 185، طبقات ابن سلام 113، الجرح والتعديل 7/ 181 رقم 1025، الأغاني 15/ 361- 389، معجم الشيوخ لابن جميع الصّيداوي 294 (بتحقيقنا) طبعة مؤسّسة الرسالة ببيروت ودار الإيمان بطرابلس 1405 هـ/ 1985 م. أمالي المرتضى 1/ 21 و 25 و 117 و 189 و 190 و 191 و 192 و 194 و 319 و 453 و 457 و 547 و 618 و 2/ 55، جمهرة أنساب العرب 195 و 285، أمالي القالي 1/ 5 و 75 و 95 و 103 و 104 و 155 و 158 و 235 و 286 و 2/ 16 و 66 و 69 و 139 و 213 و 263 و 305 و 306 و 315 و 316 و 3/ 140، ثمار القلوب للثعالبي 42 و 102 و 184 و 215 و 216 و 234 و 237 و 476، الاستيعاب 3/ 324- 328، ربيع الأبرار 4/ 32، الزاهر للأنباري (انظر فهرس الشعراء 2/ 651) ، الكامل في التاريخ 1/ 636 و 640 و 641 و 642 و 2/ 77 و 299 و 3/ 419 و 6/ 183، أسد الغابة 4/ 260- 263، لباب الآداب 93 و 94 و 424، المنازل والديار 1/ 45 و 334، الزيارات للهروي 79، التذكرة الحمدونية 2/ 65 و 266 و 267، شرح شواهد المغني 56، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 70، 71 رقم 94، صفة الصفوة 1/ 736، 737 رقم 114، المعمّرين للسجستاني 62، وفيات الأعيان 2/ 214 و 4/ 167 و 6/ 48 و 49 و 7/ 93 و 246، الوفيات لابن قنفذ 58، 59، فوات الوفيات 3/ 340 و 4/ 211، شفاء الغرام (بتحقيقنا 1405 هـ. / 1985 م.) 2/ 148، شذرات الذهب 1/ 10 و 52، معجم الشعراء في لسان العرب (د. ياسين الأيوبي) 356 رقم 905، مقدّمة ديوان لبيد (نشره د. إحسان عباس) الكويت 1962، البداية والنهاية 7/ 222.
[2] أخرجه البخاري 10/ 448 في الأدب، باب ما يجوز من الشعر والرجز والحداء، وفي فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم، باب أيام الجاهلية، وفي الرقاق، باب الجنّة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، ومسلم في الشعر رقم (2256) ، وأبو داود في الأدب (5011) باب ما جاء في الشعر، والترمذي في الأدب (2848) باب ما جاء إن من الشعر حكمة، وفي روايته: «أشعر

(3/353)


قَالَ مالك: بلغني أنَّ لبيدًا عُمِّر مائةً وأربعين سنة، ويُكنى أبا عُقيْل.
قَالَ ابن أبي حاتم [1] : بعث الوليد بْن عقبة إلى منزل لبيد عشرين جزورا فنحرت.
وقيل: إنّه تُوُفيّ سنة إحدى وأربعين. فسأعيده [2] .
خ م د س [3]
(المسيّب بْن حَزْن)
[4] بْن أبي وهْب المخزوميّ. ممّن بايع تحت الشَّجَرة.
روى عنه ابنه سعيد بْن المسيب
(مُعاذ بْن عَمرو)
[5] بْن الجَمُوح الأنصاريّ، شهِد بدْرًا وغيرها.
__________
[ () ] كلمة تكلّمت بها الْعَرَبُ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خلا الله باطل. (2853) في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر، وابن جميع الصيداوي 294 رقم (255) .
وراجع المناسبة لهذا البيت في: الأغاني 15/ 375، وحلية الأولياء 7/ 269 و 8/ 309 وتاريخ بغداد 3/ 98 و 4/ 254 و 8/ 18، وديوان لبيد 254، والمعمّرين للسجستاني 62، وشرح شواهد المغني 56، وطبقات ابن سلام 113، وخزانة الأدب للبغدادي 1/ 337، الإصابة 3/ 326، 327 رقم 7541.
[1] في الجرح والتعديل 7/ 181.
[2] «فسأعيده» ساقطة من نسخة دار الكتب.
[3] الرموز ليست في الأصل، والاستدراك من منتقى أحمد الثالث، وفيه «س» بدل «ن» المذكورة في مقدّمة المؤلّف على أنّها رمز للنسائي.
[4] التاريخ الكبير 7/ 406، 407 رقم 1782، المعارف 437 و 577، طبقات خليفة 20، التاريخ لابن معين 2/ 566، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101 رقم 246، المعرفة والتاريخ 3/ 300، الجرح والتعديل 8/ 292، 293 رقم 1345، جمهرة أنساب العرب 141، الاستيعاب 3/ 441، 442، أسد الغابة 4/ 366، 367، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 95 رقم 136، تهذيب الكمال 3/ 1330، المعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 119، الكاشف 3/ 129 رقم 5548، تهذيب التهذيب 10/ 152 رقم 290، تقريب التهذيب 2/ 250 رقم 1138، الإصابة 3/ 420 رقم 7996، خلاصة تذهيب التهذيب 377، البداية والنهاية 7/ 222.
[5] طبقات خليفة 104، التاريخ الكبير 7/ 360 رقم 1556، المعارف 157، أنساب الأشراف

(3/354)


وروى عنه ابن عباس، وهو الَّذِي قَالَ: جعلتُ يوم بدرٍ أبا جهلٍ من شأني، فلمّا أمكنني حملتُ عليه فضربتُهُ فقطعت قَدَمَه بنصف ساقه، وضربني ابنه عِكْرمة على عاتقي فطرح يدي، فبقِيَتْ معلَّقَةً بجلدة بجنْبي، وأجْهَضَني عنه القتال [1] ، فقاتلت عامَّةَ يومي، وإنّي لأَسْحَبُها خلقي، فلمّا آذَتنْي وضعتُ قدمي عليها، ثمّ تمطَّيْتُ عليها حتّى طرحتها [2] .
محمد بن جعفر [3]
ابن أبي طالب، أَبُو القاسم الهاشميّ. وَلَدَتْه أسماءُ بنتُ عُمَيْس بالحَبَشَةَ في أيّام هجرة أبَوَيْه إليها، وتُوُفيّ شابًّا [4] .
قَالَ أَبُو أحمد الحاكم: إنّه تزوّج بأمّ كلثوم بنت عليّ بعد عُمَر بْن الخطاب.
وَقَالَ ابن عبد البرّ [5] : إنّه استشهد بتستر، والله أعلم.
__________
[1] / 130 و 249 و 298، المعجم الكبير للطبراني 20/ 177، 178، المستدرك 3/ 424- 426، تاريخ الطبري 2/ 368 و 454، الجرح والتعديل 8/ 245 رقم 111، جمهرة أنساب العرب 359، الكامل في التاريخ 2/ 126، أسد الغابة 4/ 381، 382، الاستيعاب 3/ 361، 362، تلخيص المستدرك 3/ 424- 426، الإصابة 3/ 429، 430 رقم 8051، البداية والنهاية 7/ 222.
[1] في نسخة الدار (وأجهدتني عند القتال) والمثبت من (ح) والاستيعاب.
[2] الاستيعاب 3/ 362 وانظر المعجم الكبير للطبراني 20/ 177 رقم 380 والمستدرك للحاكم 3/ 424.
[3] المحبّر 46 و 56 و 107 و 274 و 437، المعارف 205 و 206 و 389 و 393، تاريخ الطبري 4/ 387 و 478 و 487 و 552، الاستيعاب 3/ 346، 347، جمهرة أنساب العرب 38 و 68، العقد الفريد 1/ 137، مقاتل الطالبيين 19- 22، أسد الغابة 4/ 313، الكامل في التاريخ 2/ 550 و 3/ 223 و 226 و 271 و 5/ 407، الوافي بالوفيات 2/ 287 رقم 721، الإصابة 3/ 372 رقم 7764، التنبيه والاشراف 259، البداية والنهاية 7/ 222.
[4] الاستيعاب 3/ 347.
[5] في الاستيعاب 3/ 347.

(3/355)


قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَعَى أَبَاهُ جَعْفَرًا أَمْهَلَ ثَلَاثًا لَا يَأْتِيهِمْ، ثُمَّ أَتَاهُمْ، فَقَالَ: «لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمَ» ، ثُمَّ قَالَ:
«ادْعُوا لِي بَنِي أَخِي» ، فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّنَا أَفْرُخٌ، فَأَمَرَ بِحَلَّاقٍ فَحَلَقَ رُءُوسَنَا، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا مُحَمَّدٌ فَيُشْبِهُ عَمَّنَا أَبَا طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَيُشْبِهُ خَلْقِي وَخُلُقِي» ، ثُمَّ أخذ بيدي فأشالها وقال: «اللَّهمّ اخلف جعفرا فِي أَهْلِهِ وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللَّهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ، ثَلَاثًا، ثُمَّ جَاءَتْ أُمُّنَا أَسْمَاءُ، فَذَكَرَتْ يتمنا، فقال: «العيلة تخافين عليهم، وأنا وليهم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» [1] !
(مَعْبَد بْن العباس بْن عبد المطلب)
[2] أَبُو العباس الهاشمي. قُتِل شابًّا بالمغرب في وقعة إفريقية.
ع [3]
(مُعَيْقِيب)
[4] بْن أبي فاطمة الدوسي حليف بني عبد شمس.
__________
[1] رواه أحمد في المسند 1/ 204 و 376.
[2] طبقات خليفة 230 و 291، المحبّر 107 و 409 و 455، المعارف 121، 122، أنساب الأشراف 1/ 447، ق 3/ 22 و 23 و 66 و 143، فتوح البلدان 267 و 269، الخراج وصناعة الكتابة 343 و 356، الاستيعاب 3/ 456، 457، مقاتل الطالبيين 20، جمهرة أنساب العرب 18 و 435، أسد الغابة 4/ 392، الكامل في التاريخ 3/ 199، الإصابة 3/ 479 رقم 8328، البداية والنهاية 7/ 222.
[3] الرمز ساقط من النسخ، والاستدراك من مصادر الترجمة.
[4] مسند أحمد 3/ 426 و 5/ 425، 426، السير والمغازي لابن إسحاق 227، المغازي للواقدي 721، طبقات ابن سعد 4/ 116- 118، التاريخ لابن معين 2/ 578، تاريخ خليفة 99 و 156 و 199 و 202، طبقات خليفة 13 و 123، المحبّر لابن حبيب 127، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 238، المعارف 316 و 584، التاريخ الكبير 8/ 52، 53 رقم 2123، تهذيب سيرة ابن هشام 236، المعرفة والتاريخ 2/ 467، أنساب الأشراف 1/ 200 وق 4 ج 1/ 455 و 548، و 5/ 58، الجرح والتعديل 8/ 426 رقم 1938، فتوح البلدان 6 و 431، الاستيعاب 3/ 476، 477، المعجم الكبير للطبراني 20/ 349- 352، مشاهير علماء الأمصار 28 رقم 135، العقد الفريد 4/ 161 و 273، أسد الغابة 4/ 402، 403، الكامل في التاريخ 3/ 199 و 403، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 108 رقم 157، التذكرة الحمدونية

(3/356)


قديم الإسلام، له هجرة إلى الحبَشة، شهِد خيبر وما بعدها، وقيل: شهِد بدْرًا. [انفرد به ابن مَنْدَه، وكان على خاتم النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
واستعمله أبو بكر، وعمر على بيت المال] [1] وسيأتي في سنة أربعين.
(مُنْقِذُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ)
[2] أَحَدُ بَنِي مازن بن النَّجَّارِ، كَانَ قَدْ أَصَابَتْهُ آمَّةٌ [3] فِي رَأْسِهِ فكسرت لسانه [4] ونازعت عقله.
وهو الّذي كان يَغْبِنُ فِي الْبُيُوعِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا بِعْتَ فَقُلْ لَا خلابة» [5] .
__________
[1] / 141، تهذيب الكمال 3/ 1358، تحفة الأشراف 8/ 468، 469 رقم 537، الكاشف 3/ 147 رقم 5679، العبر 1/ 47، سير أعلام النبلاء 2/ 491- 493 رقم 102، تهذيب التهذيب 10/ 254 رقم 456، تقريب التهذيب 2/ 268 رقم 1302، الإصابة 3/ 451 رقم 8164، خلاصة تذهيب التهذيب 397، شذرات الذهب 1/ 48، البداية والنهاية 7/ 222.
[1] ما بين الحاصرتين زيادة من «المنتقى» لابن الملّا.
[2] التاريخ لابن معين 2/ 589، التاريخ الكبير 8/ 17، 18 رقم 1990، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 159 رقم 890، الجرح والتعديل 8/ 366، 367 رقم 1674، جمهرة أنساب العرب 171، الاستيعاب 3/ 444، 445، أسد الغابة 4/ 420، 421، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 115، 116 رقم 169، الإصابة 3/ 464 رقم 8240، تجريد أسماء الصحابة 2/ 96، البداية والنهاية 7/ 222.
[3] في نسخة دار الكتب «أمه» والتصحيح من الأصل.
[4] هكذا في النسخة (ح) والتاريخ الكبير 8/ 17، وفي نسخة دار الكتب «أسنانه» ، وانظر «الإصابة» 1/ 303 في ترجمة «حبّان بن منقذ» رقم (1554) حيث قال: «وكان قد ثقل لسانه» .
[5] أخرجه البخاري في البيوع 3/ 19 باب ما يكره من الخداع في البيع، وفي الاستقراض 3/ 87 باب ما ينهى عن إضاعة المال وقول الله تعالى والله لا يحب الفساد، وفي الخصومة 3/ 89 باب من ردّ أمر السفيه والضعيف العقل، ومسلم في البيوع 3/ 1165 رقم (48/ 1533) باب من يخدع في البيع، والترمذي في البيوع 2/ 361 رقم (1268) باب ما جاء فيمن يخدع في البيع، وأبو داود في البيوع (3500) و (3501) باب في الرجل يقول في البيع لا خلابة، والنسائي في البيوع 7/ 252 باب الخديعة في البيع، والموطأ في البيوع ص 477 رقم (1381) باب جامع

(3/357)


د [1]
(نُعَيْم بْن مسعود)
[2] أَبُو سَلَمة الغَطَفَاني الأشجعي، أسلم زمن الخندق، وهو الَّذِي خذل بين الأحزاب و [بين بني قُرَيْظة] [3] ، وكان يسكن المدينة. وله عقب.
روى عنه ابنه سَلَمَةَ.
(أَبُو خُزَيْمة)
[4] بْن أوس بْن زيد أحد بني النّجّار، شَهِدَ بدْرًا والمشاهد، وهو الَّذِي وجد زيد بْن ثابت معه الآيتين من آخر سورة براءة.
تُوُفيّ زمن عثمان.
(أَبُو ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ)
[5] خُوَيْلد بْن خالد الشاعر المشهور، أدرك
__________
[ () ] البيوع، وأحمد في المسند 2/ 80 و 129 و 130، وعبد الرزاق في المصنّف 8/ 312 كتاب البيوع (15337) باب الخلابة والمواربة.
[1] الرمز ساقط من نسخة دار الكتب، والاستدراك من النسخة (ح) والخلاصة.
[2] المغازي للواقدي 198 و 327 و 375 و 386 و 387 و 389 و 480 و 482 و 483 و 484 و 486 و 487 و 530 و 799 و 820 و 896 و 990، تهذيب سيرة ابن هشام 194- 196 و 325، طبقات ابن سعد 4/ 277- 279، تاريخ خليفة 182، طبقات خليفة 47 و 129، تاريخ الطبري 2/ 560 و 578 و 579 و 3/ 146 و 187 و 4/ 72- 74، الجرح والتعديل 8/ 459 رقم 2103، الاستيعاب 3/ 557، 558، أنساب الأشراف 1/ 340 و 345 و 530، التاريخ الكبير 8/ 92 رقم 2306، جمهرة أنساب العرب 250، الكامل في التاريخ 2/ 182، 183 و 542 و 3/ 200، أسد الغابة 5/ 33، 34، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 131 رقم 198، تهذيب الكمال 3/ 1422، الكاشف 3/ 183 رقم 5967، الإصابة 3/ 568 رقم 8779، تهذيب التهذيب 10/ 466 رقم 839، تقريب التهذيب 2/ 305 رقم 133، البداية والنهاية 7/ 222.
[3] ما بين الحاصرتين ساقط من النسخة (ح) .
[4] طبقات ابن سعد 3/ 490، الاستيعاب 4/ 50، 51، الإصابة 4/ 52 رقم 344، أسد الغابة 5/ 180، 181.
[5] البرصان والعرجان 232، الشعر والشعراء 2/ 547- 551 رقم 132، عيون الأخبار 1/ 180 و 2/ 191 و 3/ 185 و 4/ 109، التعليقات والنوادر لأبي علي هارون الهجريّ 2/ 265 رقم 1062، المفضّليّات 2/ 19، ديوان الهذليين 1/ 1 (الملاحق 93) ، الزاهر للأنباري 1/ 114 و 156 و 241 و 296 و 307 و 376 و 407 و 441 و 459 و 469 و 530 و 575 و 583 و 605 و 607 و 2/ 35 و 53 و 87 و 162 و 174 و 238 و 268 و 344، الأغاني 6/ 264- 279، ثمار

(3/358)


الجاهلية وأسلم في خلافة الصِّدِّيق، وكان أشعر هُذَيْلٍ، وكانت هُذَيْلٌ أشعر العرب. ومن شعره:
وإذا المَنِيَّة أنْشَبَتْ أظفارها ... ألفَيْتَ كلَّ تميمةٍ لَا تنفعُ
وتَجَلُّدي للشّامتين أُرِيهم ... أنّي لريْب الدَّهْر لَا أتَضَعْضَعُ
تُوُفيّ غازيًا بإفريقية في خلافة عثمان وقد شهِدَ سقيفة بني ساعدة وصلّى على النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
(أَبُو رُهْم [1]
سَبْرَة بْن أبي بْن عبد العُزَّى القُرَشيّ العامريّ [2] .
ذكره ابن سعد وحده [3] .
(أَبُو زيد الطّائيّ)
[4] الشاعر، اسمه حَرْمَلَة بْن المُنْذِر النَّصْرانيّ.
__________
[ () ] القلوب 56 و 561، الأمالي للقالي 1/ 76 و 103 و 168 و 182 و 233 و 2/ 23 و 114 و 186 و 217 و 255 و 310 و 320 وذيل الأمالي 8 و 129، أمالي المرتضى 1/ 217 و 259 و 293 و 492 و 616، لباب الآداب 200 و 425، المنازل والديار 2/ 241 و 268 و 270، الكامل في التاريخ 3/ 91 و 94، أسد الغابة 5/ 188- 190، معجم الأدباء 11/ 83- 89 رقم 20، وفيات الأعيان 6/ 155، 156، الاستيعاب 4/ 65- 67، طبقات ابن سلام 110، الحيوان للدميري 2/ 47، المؤتلف 119، سمط اللآلئ 98، شرح الشواهد للعيني 1/ 95- 298، شرح شواهد المغني 2/ 165، معاهد التنصيص 2/ 165- 170، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 203 و 2/ 320 و 3/ 597، الإصابة 4/ 65- 67 رقم 388، معجم الشعراء في لسان العرب 163، شرح المفضّليات رقم 126، البداية والنهاية 7/ 222.
[1] في النسخة (ح) «أبو زهم» وهو تصحيف.
[2] الأرجح هو «أبو سبرة» الّذي ستأتي ترجمته، والبداية والنهاية 7/ 222، 223.
[3] انظر: الطبقات 3/ 403.
[4] نسب قريش 110 و 139، المحبّر 233، البرصان والعرجان 141 و 233 و 236، الشعر والشعراء 1/ 219- 222 رقم 30، طبقات ابن سلام 505- 507، فتوح البلدان 214 و 308، أنساب الأشراف 4 ج 1/ 518، 519 و 613، و 5/ 31 و 116، الزاهر للأنباري 1/ 191 و 297 و 327 و 331 و 361 و 415 و 444 و 464 و 607 و 617 و 2/ 70 و 252 و 258، الأغاني 12/ 127- 139، أمالي المرتضى 2/ 285، جمهرة أنساب العرب 401، الأمالي للقالي 1/ 26 و 28 و 61 و 176 و 232 و 2/ 23 و 61 و 3/ 168 و 180 و 181، سمط اللآلئ 118،

(3/359)


أنشد عثمان قصيدة في الأسد بديعه فَقَالَ له: تفتأ تذكر الأسدَ مَا حَيِيتَ إنّي لأحسِبُك جبانًا، وكان أَبُو زبيد يجالس الوليد بْن عقبة.
(أَبُو سَبْرَةَ)
[1] بْنُ أَبِي رُهْمِ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عَبْدُ وِدّ القُرَشيّ العامريّ، قديم الإسلام، يقال إنه هاجر إلى الحبشة. وقد شهِدَ بدْرًا والمشاهد بعدها. وهو أخو أبي سَلَمة بْن عبد الأسد، وأمّهما بَرَّة بنت عبد المطلب عمّة النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أبي سَبْرَة وبين سَلَمة بْن سلامة بْن وقْش [2] .
قَالَ الزُّبَيْر بْن بكار: ولا نعلم أحدًا من أهل بدْر رجع إلى مكة فنزلها، غير أبي سَبْرَة فإنّه سكنها بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وولده ينكرون ذلك [3] .
وتوفّي في خلافة عثمان.
__________
[ () ] المعمّرين للسجستاني 98 (طبعة جولدتسيهر تسيهر) ، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 111- 114، الكامل في التاريخ 2/ 439 و 3/ 105، لباب الآداب 384، المنازل والديار 1/ 92 و 2/ 278، الوافي بالوفيات 11/ 335- 340 رقم 497، طبقات فحول الشعراء 2/ 593، الاشتقاق لابن دريد 231، الحماسة البصرية 2/ 913، شرح شواهد المغني 219، الإصابة 4/ 80، 81 رقم 380، خزانة الأدب للبغدادي 2/ 155، 156، الطرائف الأدبية 98- 101، شعراء النصرانية بعد الإسلام 65- 91، معجم المؤلفين 10/ 191، معجم الأدباء 10/ 191، معجم الشعراء في لسان العرب 185، 186 رقم 411، تاريخ الأدب العربيّ 1/ 173، الأعلام 8/ 228، البداية والنهاية 7/ 223.
[1] طبقات ابن سعد 3/ 403، المحبّر لابن حبيب 74 و 173، السير والمغازي لابن إسحاق 224، 225، المغازي للواقدي 156 و 341، تهذيب سيرة ابن هشام 72، طبقات خليفة 26، المعارف 128 و 137، أنساب الأشراف ق 3/ 312، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 36، تاريخ الطبري 2/ 330، 331 و 4/ 50 و 81 و 82 و 84 و 86 و 91- 93، الاستيعاب 4/ 82، 83، الأسامي والكنى للحاكم (ورقة 263- جزءا) ، جمهرة أنساب العرب 169، أسد الغابة 5/ 207، الإصابة 4/ 84 رقم 500، البداية والنهاية 7/ 223.
[2] طبقات ابن سعد 3/ 403.
[3] ابن سعد 3/ 403، الأسامي والكنى 1/ ورقة 263.

(3/360)


خ م د ق [1]
(أَبُو لُبَابَة)
[2] بْن عبد المنذر بْن زُبَيْر [3] بْن زيد بْن أُميَّة الأنصاريّ، اسمه بُشَيْر، وقيل رِفَاعَة.
ردّه النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ بدْرٍ من الرَّوْحاء، فَاسْتَعْمَلَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ [4] . وكان من سادة الصَّحابة.
توفّي في خلافة عثمان، وقيل في خلافة عليّ، وقيل في خلافة معاوية، وهو أحد النُّقباء ليلة العقبة.
روى عنه ابناه السّائب، وعبد الرحمن، وعبد الله بْن عُمَر، وسالم بْن عبد الله، ونافع مولى ابن عُمَر، وعبيد الله بْن أبي يزيد، وعبد الله بن كعب ابن مالك، وسلمان الأغرّ، ورواية بعض هؤلاء عنه مرسلة لعدم إدراكهم إيّاه.
__________
[1] الرموز ساقطة من نسخة دار الكتب.
[2] مسند أحمد 3/ 430 و 452 و 453 و 502، المغازي للواقدي 8 و 101 و 115 و 159 و 180 و 182 و 281 و 303 و 505 و 506- 509 و 800 و 896 و 1047 و 1072، تهذيب سيرة ابن هشام 138 و 200 و 201، طبقات ابن سعد 3/ 456 و 457، التاريخ لابن معين 2/ 723، طبقات خليفة 84، تاريخ أبي زرعة 1/ 477، عيون الأخبار 1/ 141، المعارف 154 و 180 و 325 و 597، أنساب الأشراف 1/ 241 و 294، المعرفة والتاريخ 2/ 703، تاريخ الطبري 1/ 113 و 2/ 478 و 481 و 485 و 583- 585 و 3/ 111، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 51، مشاهير علماء الأمصار 17 رقم 56، جمهرة أنساب العرب 334، الاستيعاب 4/ 168- 170، المستدرك 3/ 632، أسد الغابة 5/ 284، 285، الكامل في التاريخ 2/ 137 و 138 و 185، تحفة الأشراف 9/ 275- 278 رقم 653، تهذيب الكمال 3/ 1641، 1642، الكاشف 3/ 329 رقم 350، تلخيص المستدرك 3/ 632، الوافي بالوفيات 10/ 164 رقم 4638، تهذيب التهذيب 12/ 214 رقم 990، تقريب التهذيب 2/ 467 رقم 1، النكت الظراف 9/ 275، 276، الإصابة 4/ 168 رقم 981، خلاصة تذهيب التهذيب 458، تاريخ خليفة 96، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 93 رقم 145، المعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 150، البداية والنهاية 7/ 223.
[3] هكذا في الأصل، وفي المنتقى لابن الملّا، و (ح) إهمال وتصحيف، وفي طبقات ابن سعد 3/ 456 و 457، وفي أنساب الأشراف 1/ 241، وفي تهذيب الكمال 3/ 1642 «زنبر» ، وكذا في المشتبه للذهبي 1/ 334 والإكمال لابن ماكولا 4/ 167.
[4] في نسخة دار الكتب «وأخوه» بدل «وأجره» ، والتصويب من طبقات ابن سعد 3/ 457.

(3/361)


(أَبُو هاشم بْن عُتْبة)
[1] بْن ربيعة. تقدّم في سنة إحدى وعشرين، وتُوُفيّ في خلافة عثمان، اسمه خالد، وقيل شَيْبة، وقيل هُشَيْم، وقيل مهشم، وهو أخو أبي حُذَيْفة.
كان صالحًا زاهدًا، وهو أخو مُصْعب بْن عُمَيْر لأمّه، أسلم يوم الفتح وذهبت عينُه يوم اليرموك [2] .
__________
[1] طبقات خليفة 12 و 126، التاريخ الكبير 9/ 79، 80 رقم 765، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 116 رقم 423، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 357 و 359، تاريخ الطبري 4/ 145، الجرح والتعديل 9/ 453 رقم 2308، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 60، المستدرك 3/ 638، جمهرة أنساب العرب 77، الكامل في التاريخ 3/ 21 و 4/ 191، أسد الغابة 5/ 314، تحفة الأشراف 9/ 292 رقم 662، تهذيب الكمال 3/ 1654، تجريد أسماء الصحابة 2/ 209، تلخيص المستدرك 3/ 638، الكاشف 3/ 341 رقم 429، تهذيب التهذيب 12/ 261 رقم 1206، تقريب التهذيب 2/ 483 رقم 4 وفيه «ابن عقبة» وهو تحريف، الإصابة 4/ 200، 201 رقم 1180، خلاصة تذهيب التهذيب 462، البداية والنهاية 7/ 223.
[2] هنا في (ع) و (ح) وحاشية المنتقى لابن الملّا: (آخر الجزء الثاني من تجزئة المؤلّف رحمه الله تعالى. والحمد للَّه وحده) .
وفي نسخة الأصل المعتمدة بمكتبة أياصوفيا باسطنبول ورد بخط المؤلّف- رحمه الله- ما يلي:
قرأت جميع هذا المجلد الثاني من (تاريخ الإسلام في وفيات الأعلام) والأول قبله على جامعه ومؤلفه الشيخ الامام العالم العلامة الأوحد الحافظ حجة المحدثين ثقة الناقدين شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن الذهبي الخطيب.
فسمع ذلك كله سوى من أول الكتاب خطبته ومن الميعاد الثاني أربع (في الأصل أربعة.) ورقات الشيخ أحمد بن نعمة بن محمد بن علي الفقير الأنصاري عرف بزحلق.
وسمع ذلك كاملا من غير فوت الشيخ الصالح شعيب بن ميكائيل بن عبد الله الجاكيري الكتبي. وسمع أحمد بن عمر بن محمد بن شبيب بن أبي الفضل البالسي ثم المصري المعروف بسبط عبد الحميد من أول المجلد الأول إلى آخر الميعاد السابع. وسمع الميعاد التاسع منه والميعاد الأخير. وسمع تقي الدين (الدين مختصرة في الأصل) أحمد بن العلم بن محمود الحراني من أول الميعاد الثالث إلى آخر

(3/362)