تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
[المجلد
الرابع (عهد معاوية) ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الخامسة
[حَوَادِثُ] ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وأربعين
ويسمّى عام الجماعة لاجتماع الأمة فيه عَلَى خَلِيفَةٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ
مُعَاوِيَةُ.
قَالَ خَلِيفَةُ [1] : اجْتَمَعَ الْحَسَنُ بْنُ عَلَيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بِمَسْكَنٍ [2] وَهِيَ
مِنْ أَرْضِ السَّوَادِ، مِنْ نَاحِيَةِ الْأَنْبَارِ، فَاصْطَلَحَا،
وَسَلَّمَ الْحَسَنُ الْأَمْرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَذَلِكَ فِي
رَبِيعٍ الْآخِرِ أَوْ جُمَادَى الْأُولَى [3] . وَاجْتَمَعَ النَّاسُ
عَلَى مُعَاوِيَةَ فَدَخَلَ الْكُوفَةَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ: سَارَ الْحَسَنُ فِي أَهْلِ
الْعِرَاقِ يَطْلُبُ الشَّامَ، وَأَقْبَلَ فِي أَهْلِ الشَّامِ
فَالْتَقَوْا، فَكَرِهَ الْحَسَنُ الْقِتَالَ، وَبَايَعَ مُعَاوِيَةَ
عَلَى أَنْ جَعَلَ الْعَهْدَ مِنْ بَعْدِهِ لِلْحَسَنِ، فَكَانَ
أَصْحَابُ الْحَسَنِ يَقُولُونَ لَهُ: يَا عَارَ الْمُؤْمِنِينَ،
فَيَقُولُ: الْعَارُ خير من النار.
__________
[1] تاريخ خليفة 203.
[2] مسكن: بالفتح ثم السكون، وكسر الكاف. موضع قريب من أوانا على نهر
دجيل عند دير الجاثليق. (معجم البلدان 5/ 127) .
[3] حتى هنا ينتهي الخبر عند خليفة.
(4/5)
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: بَايَعَ
أَهْلُ الْكُوفَةِ الْحَسَنَ بَعْدَ أَبِيهِ، وَأَحَبُّوهُ أَكْثَرَ
مِنْ أَبِيهِ.
وَعَن عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَارَ الْحَسَنُ حَتَّى نَزَلَ
الْمَدَائِنَ، وَبَعَثَ قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ عَلَى
الْمُقَدِّمَّةِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، فَبَيْنَا الْحَسَنُ
بِالْمَدَائِنِ إِذْ نَادَى مُنَادٍ أَلَا إِنَّ قَيْسًا قَدْ قُتِلَ،
فَاخْتَبَطَ النَّاسُ، وَانْتَهَبَ الْغَوْغَاءُ سُرَادِقَ الْحَسَنِ
حَتَّى نَازَعُوُه بِسَاطًا تَحْتَهُ، وَطَعَنَهُ رَجُلٌ مِنَ
الْخَوَارِجِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ بِخِنْجَرٍ، فَوَثَبَ النَّاسُ عَلَى
الرَّجُلِ فَقَتَلُوهُ، لَا رَحِمَهُ اللَّهُ، وَنَزَلَ الْحَسَنُ
الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ بِالْمَدَائِنِ، وَكَاتَبَ مُعَاوِيَةَ فِي
الصُّلْحِ [1] .
وَقَالَ نَحْوَ هَذَا: أَبُو إِسْحَاقَ، وَالشَّعْبِيُّ.
وَرُوِيَ أَنَّهُ إِنَّمَا خَلَعَ نَفْسَهُ لِهَذَا، وَهُوَ أَنَّهُ
قَامَ فِيهِمْ فَقَالَ: مَا ثَنَانَا عَنْ أَهْلِ الشَّامِ شَكٌّ وَلَا
زَيْغٌ، لَكِنْ كُنْتُمْ فِي مُنْتَدَبِكُمْ إِلَى صِفِّينَ
وَدِينُكُمْ أَمَامَ دُنْيَاكُمْ، فَأَصْبَحْتُمُ الْيَوْمَ
وَدُنْيَاكُمْ أَمَامَ دِينِكُمْ. وَرُوِيَ أَنَّ الْخِنْجَرَ الَّذِي
جُرِحَ بِهِ فِي إِلْيَتِهِ كَانَ مَسْمُومًا، فَتَوَجَّعَ مِنْهُ
شَهْرًا ثُمَّ عُوفِيَ [2] ، وللَّه الْحَمْدُ.
وَقَالَ أَبُو رَوْقٍ الْهِزَّانِيُّ: ثَنَا أَبُو الْغَرِيفِ [3]
قَالَ: لَمَّا رُدَّ الْحَسَنُ إِلَى الْكُوفَةِ وَبَايَعَ
مُعَاوِيَةَ، قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ أَبُو عَامِرٍ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُذِلَّ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لَسْتُ
بِمُذِلِّ الْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَكُمْ عَلَى
الملك [4] .
__________
[1] الخبر في، تاريخ الطبري 5/ 159 و 160، والكامل في التاريخ 3/ 404،
وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 223، ومرآة الجنان 1/ 118، 119، والبداية
والنهاية 8/ 14، ونهاية الأرب 20/ 225، 226، وشرح نهج البلاغة لابن أبي
الحديد 4/ 10، ومقاتل الطالبيّين 63.
[2] في تهذيب تاريخ دمشق 4/ 225 إنه مرض أشهرا.
[3] هو: عبيد الله بن خليفة الهمدانيّ.
[4] أخرجه البسوي في: المعرفة والتاريخ 3/ 317 قال: حدّثنا العباس بن
عبد العظيم، حدّثنا أسود بن عامر، حدّثنا زهير بن معاوية، حدّثنا أبو
روق الهزّاني، حدّثنا أَبُو الْغَرِيفِ، قَالَ: كُنَّا فِي مُقَدِّمَةِ
الْحَسَنِ بن علي اثنى عشر ألفا بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الجدّ
على قتال أهل الشام وعلينا أبو العمرّطة، فلما جاءنا صلح الحسن بن علي
كأنما كسرت ظهورنا من
(4/6)
وَرُوِيَ أَنَّهُ قَالَ فِي شَرْطِهِ
لِمُعَاوِيَةَ: إِنَّ عَلَيَّ عِدَاتٍ وَدُيُونًا، فَأَطْلَقَ لَهُ
مِنْ بَيْتِ الْمَالِ نَحْوَ أَرْبَعِمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ أَكْثَرَ.
وَكَانَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَيِّدًا لَا يَرَى
الْقِتَالَ، وَقَدْ قَالَ جَدُّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَسَيُصْلِحُ اللَّهُ
بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» [1] .
وَقَالَ سُكَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ- بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ-: ثَنَا
هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: يَا
أَهْلَ الْكُوفَةِ لَوْ لَمْ تَذْهَلْ نَفْسِي عَنْكُمْ إِلَّا
لِثَلَاثٍ لَذَهَلْتُ:
لِقَتِلكُمْ أَبِي، وَطَعْنِكُمْ فِي فَخِذِي، وَانْتِهَابِكُمْ
ثِقْلِي [2] .
وَلَمَّا دَخَلَ مُعَاوِيَةُ الْكُوفَةَ خَرَجَ عَلَيْهِ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ أَبِي الْحَوْسَاءِ بِالنُخَيْلَةِ [3] فِي جَمْعٍ،
فَبَعَثَ لِحَرْبِهِ خَالِدَ بْنَ عَرْفَطَةَ، فَقَتَلَ ابْنَ أَبِي
الْحَوْسَاءِ.
وفي جمادى الآخرة خَرَجَ بِنَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ سَهْمُ بْنُ غَالِبٍ
الْهُجَيْمِيُّ وَالْخَطِيمُ الْبَاهِلِيُّ، فَقَتَلَا عُبَادَةَ بْنَ
قُرْطٍ [4] اللَّيْثِيَّ صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بناحية
__________
[ () ] الغيظ، فلما قدم الحسن بن علي على الكوفة قَالَ لَهُ رَجُلٌ
مِنَّا يُقَالُ لَهُ أَبُو عامر سفيان بن ليلى- وقال ابن الفضل: -
سفيان بن الليل-: السلام عليك يا مذلّ المؤمنين. قال: فقال: لا تقل ذاك
يا أبا عامر لست بمذلّ المؤمنين، ولكنّي كرهت أن أقتلهم على الملك.
وهو عند الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 305، 306، وفي المستدرك على
الصحيحين للحاكم 3/ 175 وفيه «أبو العريف» بالعين المهملة، وتابعه
الذهبي في تلخيصه للمستدرك، وابن عساكر- تهذيب تاريخ دمشق 4/ 228.
[1] أخرجه البخاري في الصلح 5/ 235 باب: قول النبيّ صلّى الله عليه
وآله وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما: إنّ ابني هذا سيّد ... وباب
المغازي في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- ص 230 رقم 419،
والحاكم في المستدرك 3/ 174، 175، وصحّحه الذهبي في تلخيصه، والهيثمي
في مجمع الزوائد 9/ 178 وقال: رواه الطبراني في «الأوسط» و «الكبير» ،
والبزّار، ورواه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق- 4/ 226) .
[2] روى الطبري نحوه، عن زياد البكّائي، عن عوانة أنّ الحسن قام خطيبا
في الناس فقال:
يا أهل العراق، إنه سخّى بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إيّاي،
وانتهابكم متاعي. (تاريخ الرسل والملوك 5/ 165) .
[3] في الأصل «التحلية» والتصحيح من معجم البلدان 5/ 278، والإصابة،
والاستيعاب.
[4] ويقال «ابن قرص» . انظر: تاريخ الطبري 5/ 171، وتاريخ خليفة 204،
والكامل في التاريخ
(4/7)
الْأَهْوَازِ، فَانْتَدَبَ لِحَرْبِهِمَا
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ، فَخَافَا وَاسْتَأْمَنَا،
فَأَمَّنَهُمَا وَقَتَلَ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِهِمَا.
وَفِيهَا وَلِيَ عَبْد اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ الْبَصْرَةَ، وَوَلِيَ
مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَدِينَةَ لِمُعَاوِيَةَ [1] .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ عُتْبَةُ أَخُو مُعَاوِيَةَ [2] .
وَفِيهَا غَزَا إِفْرِيقِيَّةَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ الْفِهْرِيُّ [3]
.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ الْجُمَحِيُّ، وَحَفْصَةُ
أُمُّ المؤمنين، ولبيد الشاعر المشهور، وفيهم خلف [4] .
__________
[ () ] 3/ 417 وفيه «ابن فرص» بالفاء، وفي نسخة أخرى منه «ابن فرض»
بالضاد المعجمة.
[1] تاريخ خليفة 204، تاريخ الطبري 5/ 172 (حوادث سنة 42 هـ.) ، الكامل
في التاريخ 3/ 420.
[2] تاريخ خليفة 205، تاريخ الطبري 5/ 171، مروج الذهب 4/ 398، الكامل
في التاريخ 3/ 419.
[3] تاريخ خليفة 204، الكامل في التاريخ 3/ 419، فتوح البلدان 269،
البيان المغرب 1/ 15 (حوادث سنة 42 هـ.) .
[4] انظر: تاريخ خليفة 205، والكامل 3/ 419.
(4/8)
[حوادث] سنة اثنتين
وأربعين
فيها تُوُفِّيَ بِخُلْفٍ: الْأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعٍ.
وَالْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ.
وَحَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ.
وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ.
وَصَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ.
وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الْحَجَبِيُّ.
وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ.
وَفِي سَائِرِهِمْ خُلْفٌ..
وَفِيهَا وَجَّهَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ عَلَى إِمْرَةِ
سِجِسْتَانَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي
عَمِّهِ، وَكَانَ مَعَهُ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ مِنَ الشَّبَابِ
الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَالْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ،
وَقِطْرِيُّ بْنُ الْفُجَاءَةِ، فافتتح زرنج [1] وبعض كور الأهواز [2]
.
__________
[1] زرنج: بفتح أوله وثانيه، ونون ساكنة. مدينة هي قصبة سجستان. (معجم
البلدان 3/ 138) .
[2] الاستيعاب 2/ 835، تاريخ خليفة 205، الإصابة 2/ 393، تاريخ الطبري
5/ 170، فتوح البلدان 488، الكامل في التاريخ 3/ 436.
(4/9)
وَفِيهَا وَجَّهَ ابْنُ عَامِرٍ رَاشِدَ
بْنَ عَمْرٍو إِلَى ثَغْرِ الْهِنْدِ، فَشَنَّ الْغَارَاتِ وَتَوَغَّلَ
فِي بلاد السند [3] .
__________
[3] تاريخ خليفة 205، فتوح البلدان 532، الخراج وصناعة الكتابة 414،
415.
(4/10)
[حوادث] سنة ثلاث
وأربعين
فيها تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى الصَّحِيحِ.
وَعبد اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ الْحَبْرُ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ.
وأقام الحجّ مروان [1] .
وفيها فتح عبد الرحمن بْنُ سَمُرَةَ الرُّخَّجَ [2] وَغَيْرَهَا مِنْ
بِلَادِ سِجِسْتَانَ [3] .
وَفِيهَا افْتَتَحَ عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ الْفِهْرِيُّ كُوَرًا مِنْ
بِلَادِ السُّودَانَ وَوَدَّانَ [4] وَهِيَ مِنْ بُرْقَةَ [5] .
وفيها شتّى بسر بن أرطاة بأرض الروم مرابطا [6] .
__________
[1] هو: مروان بن الحكم. انظر: تاريخ خليفة 207، تاريخ الطبري 5/ 211،
مروج الذهب 4/ 398، الكامل في التاريخ 3/ 439.
[2] الرّخّج: بتشديد أوّله وثانيه. كورة ومدينة من نواحي كابل. (معجم
البلدان 3/ 38) .
[3] تاريخ خليفة 205، فتوح البلدان 486، الخراج وصناعة الكتابة 393،
الكامل في التاريخ 3/ 436.
[4] ودّان: بالفتح. مدينة بإفريقية، وقيل في جنوبي إفريقية بينها وبين
زويلة عشرة أيام من جهة إفريقية، ولها قلعة حصينة. (معجم البلدان 5/
365، 366) .
[5] تاريخ خليفة 206.
[6] تاريخ خليفة 206، تاريخ دمشق (تحقيق دهمان) ج 10/ 7، تاريخ الطبري
5/ 181، الكامل في التاريخ 3/ 425.
(4/11)
[حَوَادِثُ] سَنَة أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ عَلَى الصَّحِيحِ:
أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ.
وَيُقَالُ: فِيهَا تُوُفِّيَ الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْغِفَارِيُّ.
وَحَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْأَمِيرُ.
وَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ أُمُّ حَبِيبَةَ.
وَقُتِلَ بِكَابُلَ أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ، وَقِيلَ بَلْ هُوَ
أَبُو رِفَاعَةَ [1] ، وَافْتَتَحَهَا ابْنُ سَمُرَةَ.
وَفِيهَا غَزَا الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ أَرْضِ الْهِنْدِ،
وَسَارَ إِلَى قِنْدَابِيلَ [2] ، وَكَسَرَ الْعَدُوَّ وَسَلِمَ
وَغَنِمَ، وَهِيَ أَوَّلُ غَزَوَاتِهِ.
وَكَانَ مِنْ سَبْيِ كَابُلَ فِيمَا ذَكَرَ خَلِيفَةُ [3] : مَكْحُولٌ،
وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَكَيْسَانُ والد أيوب السختياني،
وسالم الأفطس.
__________
[1] تاريخ خليفة 206، الكامل في التاريخ 3/ 446.
[2] قندابيل: بالفتح ثم السكون، والدال المهملة، مدينة بالسند وهي قصبة
لولاية يقال لها النّدهة. (معجم البلدان 4/ 402) .
[3] تاريخ خليفة 206.
(4/12)
وَفِيهَا اسْتَلْحَقَ مُعَاوِيَةُ زِيَادَ
بْنَ أَبِيهِ [1] .
وَفِيهَا حجّ معاوية بالناس [2] .
__________
[1] تاريخ الطبري 5/ 214، الكامل في التاريخ 3/ 441، نهاية الأرب 20/
302، البداية والنهاية 8/ 28.
[2] تاريخ خليفة 207، تاريخ الطبري 5/ 215، مروج الذهب 4/ 398، الكامل
في التاريخ 3/ 446، شفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 339.
(4/13)
[حوادث] سنة خمس
وأربعين
فيها تُوُفِّيَ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى الصَّحِيحِ.
وَعَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ.
وَالْمُسْتَوْرِدُ [1] بْنُ شَدَّادٍ الْفِهْرِيُّ.
وَسَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ [2] .
وَحَفْصَةُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ بِخُلْفٍ.
وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ.
وَفِيهَا عَزَلَ مُعَاوِيَةُ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ عَنِ
الْبَصْرَةِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو
الْأَزْدِيَّ، ثُمَّ عزل عن قريب، وولّى عليها زياد [3] .
وَقُتِلَ سَهْمُ بْنُ غَالِبٍ الْهُجَيْمِيُّ الَّذِي كَانَ قَدْ
خَرَجَ فِي أَوَّلِ إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ وَصَلَبَهُ [4] .
وفيها غزا معاوية بن حديج إفريقية [5] .
__________
[1] في نسخة القدسي 2/ 210 «المستور» والتصويب من (تهذيب التهذيب 10/
106) .
[2] خليفة 207. والكامل في التاريخ 3/ 452.
[3] خليفة 207، تاريخ الطبري 5/ 216، الكامل في التاريخ 3/ 447.
[4] انظر: تاريخ خليفة 207.
[5] تاريخ خليفة 207، البيان المغرب 1/ 16.
(4/14)
وَفِيهَا سَارَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
سِوَارٍ الْعَبْدِيُّ فافتتح القيقان [1] وغنم وسلم [2] .
__________
[1] قيقان: بالكسر. من بلاد السند ممّا يلي خراسان. (معجم البلدان 4/
423) .
[2] فتوح البلدان 531، معجم البلدان 4/ 423، الخراج وصناعة الكتابة
414، وذكر خليفة هذا الخبر في تاريخه 208 في حوادث سنة 47.
(4/15)
[حَوَادِثُ] سَنَة سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ
الْمَخْزُومِيُّ عَلَى الْأَصَحِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ،
وَقَدْ مَرَّ.
وَفِيهَا عَزَلَ مُعَاوِيَةُ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ عَنْ
سِجِسْتَانَ، وَوَلَّاهَا الرَّبِيعَ بْنَ زِيَادٍ الْحَارِثِيَّ،
فَخَافَ التُّرْكَ [1] .
وَفِيهَا جَمَعَ كَابُلُ شَاهٍ وَزَحَفَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ،
فَنَزَحَ الْمُسْلِمُونَ عَنْ كَابُلَ، ثُمَّ لَقِيَهُمُ الرَّبِيعُ
بْنُ زِيَادٍ فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ، وَسَارَ وَرَاءَهُمُ
الْمُسْلِمُونَ إِلَى الرُّخَّجِ [2] .
وَفِيهَا شَتَّى الْمُسْلِمُونَ بِأَرْضِ الروم [3] والله أعلم.
__________
[1] في تاريخ خليفة 208 «فجاشت الترك» .
[2] في تاريخ خليفة 208: «وجمع كابل شاه وزحف إلى المسلمين، فأخرجوا من
كان بكابل من المسلمين، وغلبوا على زابلستان ورخّج، حتى انتهوا إلى
بست، فلقيهم الربيع بن زياد ببست، فهزم الله رتبيل، فاتّبعه الربيع إلى
الرّخّج» .
[3] تاريخ خليفة 208 وفيه: قال ابن الكلبي: فيها شتّى مالك بن عبد الله
أبو حكيم بأرض الروم، ويقال: بل شتّى بها مالك بن هبيرة الفزاريّ،
وانظر: تاريخ الطبري 5/ 227، والكامل في التاريخ 3/ 453 وفيهما «مالك
بن هبيرة السكونيّ» .
وقال يعقوب البسوي في المعرفة والتاريخ 3/ 319: حدّثنا ابن بكير،
حدّثني الليث بن سعد قال: وفي سنة ست وأربعين غزوة بسر وشريك لأذنة.
وهذا الخبر في تاريخ دمشق 10/ 6، 7.
(4/16)
[حَوَادِثُ] سَنَة سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ
فِيهَا غَزَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُوَارٍ الْعَبْدِيُّ الْقَيْقَانَ،
فَجَمَعَ لَهُ التُّرْكُ وَالْتَقَوْا، فَاسْتُشْهِدَ عَبْدُ اللَّهِ،
وَسَارَ ذَلِكَ الْجَيْشُ، وَغَلَبَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى الْقَيْقَانَ
[1] .
وَفِيهَا سَارَ رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ
أَطْرَابُلُسَ الْمَغْرِبَ فَدَخَلَ إِفْرِيقِيَّةَ، ثُمَّ انْصَرَفَ
مِنْ سَنَتِهِ [2] .
وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ [3] .
وَفِيهَا عُزِلَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ مِصْرَ وَأُمِّرَ
عَلَيْهَا مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ [4] .
وَفِيهَا شَتَّى مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ بِأَرْضِ الرُّومِ [5] .
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَهْبَانُ بْنُ أوس، وعتيّ بن ضمرة.
__________
[1] تاريخ خليفة 208، فتوح البلدان 531، الخراج وصناعة الكتابة 5414.
[2] تاريخ خليفة 208، مرآة الجنان 1/ 122.
[3] تاريخ خليفة 208، ويقال «عتبة بن أبي سفيان» وهو أخوه. انظر: تاريخ
الطبري 5/ 230، ومروج الذهب 4/ 398، والكامل في التاريخ 3/ 456، ومرآة
الجنان 1/ 122، ونهاية الأرب 20/ 319، وتاريخ اليعقوبي 2/ 239.
[4] كتاب الولاة والقضاة 37، ولاة مصر 60، النجوم الزاهرة 1/ 126، 127،
حسن المحاضرة 2/ 5.
[5] تاريخ خليفة 208، تاريخ اليعقوبي 2/ 240، تاريخ الطبري 5/ 231،
الكامل في التاريخ 3/ 457.
(4/17)
[حوادث] سنة ثمان
وأربعين
فيها عَزَلَ مُعَاوِيَةُ مَرْوَانَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَوَلَّاهَا
سَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ الْأُمَوِيَّ، وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى
زِيَادٍ لَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارٍ: انْظُرْ
رَجُلًا يَصْلُحُ لِثَغْرِ الْهِنْدِ فَوَجِّهْهُ إِلَيْهِ، قَالَ:
فَوَجَّهَ زِيَادٌ سِنَانَ بْنَ سَلَمَةَ بْنَ الْمُحَبِّقِ
الْهَذَلِيُّ [1] .
وَفِيهَا قُتِلَ بِالْهِنْدِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي
رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ.
وَقِيلَ: تُوُفِّيَ فِيهَا الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ الْجُعْفِيُّ
الْفَقِيهُ صاحب ابن مسعود، وخزيمة الأسدي.
__________
[1] خليفة 208، فتوح البلدان 531، الخراج وصناعة الكتابة 414.
(4/18)
[حوادث] سنة تسع
وأربعين
فيها تُوُفِّيَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
وَأَبُو بَكْرَةَ الثَّقَفِيُّ فِي قَوْلٍ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الْقَيْنِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ.
وَفِيهَا قَتَلَ زِيَادٌ بِالْبَصْرَةِ: الْخَطِيمَ الْبَاهِلِيَّ
الْخَارِجِيَّ [1] .
وَفِي وِلَايَةِ الْمُغِيرَةِ عَلَى الْكُوفَةِ خَرَجَ شَبِيبُ بْنُ
بَجْرَةَ الْأَشْجَعِيُّ فَوَجَّهَ إِلَيْهِ الْمُغِيرَةَ: كَثِيرُ
بْنُ شِهَابٍ الْحَارِثِيَّ فَقَتَلَهُ بِأَذْرَبِيجَانَ، وَكَانَ
شَبِيبٌ مِمَّنْ شَهِدَ النَّهْرَوَانِ [2] .
وَفِيهَا شَتَّى مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ بِأَرْضِ الروم، وقيل بل
شتّاها فضالة بن عبيد الأنصاري [3] .
وأقام الحجّ سعيد بن العاص [4] .
__________
[1] تاريخ خليفة 209.
[2] خليفة 209.
[3] تاريخ خليفة 209، تاريخ الطبري 5/ 232، تاريخ اليعقوبي 2/ 240،
الكامل في التاريخ 3/ 458، البداية والنهاية 8/ 32.
[4] تاريخ خليفة 209، تاريخ الطبري 5/ 233، تاريخ اليعقوبي 2/ 239،
مروج الذهب 4/ 398، نهاية الأرب 20/ 323، البداية والنهاية 8/ 33.
(4/19)
[حَوَادِثُ] سَنَةِ خَمْسِينَ
فِيهَا تُوُفِّيَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَهُ جَمَاعَةٌ، وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ.
وَعَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيِّ.
وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيُّ الشَّاعِرُ.
وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ.
وَمِدْلَاجُ [1] بْنُ عَمْرٍو.
وَصَفِيَّةُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ.
وَلَمَّا احْتَضَرَ الْمُغِيرَةُ اسْتَخْلَفَ عَلَى الْكُوفَةِ ابْنَهُ
عُرْوَةَ أَوْ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، فَجَمَعَ مُعَاوِيَةُ
الْمِصْرَيْنِ الْبَصْرَةَ وَالْكُوفَةَ تَحْتَ إِمْرَةِ زِيَادٍ،
فَعَزَلَ عَنِ سِجِسْتَانَ الرَّبِيعَ وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا
عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ [2] .
وَفِيهَا أَنْفَذَ مُعَاوِيَةُ عُقْبَةَ بْنَ نَافِعٍ إِلَى
إِفْرِيقِيَّةَ، فَخَطَّ الْقَيْرَوَانَ وَأَقَامَ بِهَا ثَلَاثَ سنين
[3] .
__________
[1] في الأصل «مدلاح» والتصويب من الطبقات الكبرى 3/ 97.
[2] تاريخ خليفة 210، تاريخ الطبري 5/ 234، الكامل في التاريخ 3/ 461،
نهاية الأرب 20/ 324، تاريخ اليعقوبي 2/ 229.
[3] تاريخ خليفة 210، الاستيعاب 3/ 1076، تاريخ الطبري 5/ 240، فتوح
البلدان 268 رقم
(4/20)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنِ عَمْرِو بْنِ
عَلْقَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ:
لَمَّا افْتَتَحَ عُقْبَةُ إِفْرِيقِيَّةَ وَوَقَفَ عَلَى مَكَانِ
الْقَيْرَوَانِ قَالَ: يَا أَهْلَ الْوَادِي إِنَّا حَالُّونَ إن شاء
الله فاظعنوا- ثلاث مرات، قال: فما رأينا حجرا ولا شجرا إلا يخرج مِنْ
تَحْتِهِ دَابَّةٌ حَتَّى هَبَطْنَ بَطْنَ الْوَادِي، ثُمَّ قَالَ
لِلنَّاسِ: انْزِلُوا بِاسْمِ اللَّهِ [1] .
وَفِيهَا وَجَّهَ زِيَادٌ: الرَّبِيعَ الْحَارِثِيَّ إِلَى خُرَاسَانَ
فَغَزَا بَلْخَ، وَكَانَتْ قَدْ أُغْلِقَتْ بَعْدَ رَوَاحِ الْأَحْنَفِ
بْنِ قَيْسٍ عَنْهَا، فَصَالَحُوا الرَّبِيعَ، ثُمَّ غَزَا الرَّبِيعُ
قُهِسْتَانَ [2] فَفَتَحَهَا عُنْوَةً [3] .
وَفِيهَا فَتَحَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ فَتْحًا بِالْمَغْرِبِ،
وَكَانَ قَدْ جَاءَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنِ مَرْوَانَ فِي مَدَدِ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَهَذِهِ أَوَّلُ غَزَاةٍ لِعَبْدِ الْمَلِكِ [4]
.
وَفِيهَا غَزْوَةُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ، كَانَ أَمِيرُ الْجَيْشِ
إِلَيْهَا يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ مَعَهُ وُجُوهُ النَّاسِ،
وَمِمَّنْ كَانَ مَعَهُ أَبُو أَيُّوبُ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ
عنه [5] .
__________
[ () ] 574، الكامل في التاريخ 3/ 465، البيان المغرب 1/ 19، نهاية
الأرب 20/ 328، تاريخ اليعقوبي 2/ 229.
[1] تاريخ خليفة 210، تاريخ الطبري 5/ 240، الكامل في التاريخ 3/ 465،
466، نهاية الأرب 20/ 328.
[2] في معجم البلدان 4/ 416: قوهستان، بضم أوله ثم السكون ثم كسر
الهاء، طرف من بلاد العجم متّصل بنواحي هراة ثم يمتدّ في الجبال طولا
حتى يتّصل بقرب نهاوند وهمذان وبروجرد وهذه الجبال كلها تسمّى بهذا
الاسم.
[3] تاريخ خليفة 211، فتوح البلدان 507.
[4] تاريخ خليفة 210، 211.
[5] تاريخ خليفة 211، أنساب الأشراف ق 2 ج 4/ 3 طبعة القدس 1938، تاريخ
الطبري 5/ 232، الأغاني 17/ 210، تاريخ اليعقوبي 2/ 229، و 240، جمهرة
أنساب العرب لابن حزم 283.
(4/21)
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ:
لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ لَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ غَازِيَةٌ وَلَا
صَائِفَةٌ، حَتَّى اجْتَمَعُوا عَلَى مُعَاوِيَةَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ،
فَأَغْزَى الصَّوَائِفَ وَشَتَّاهُمْ بِأَرْضِ الرُّومِ، ثُمَّ
غَزَاهُمُ ابْنُهُ يَزِيدُ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي
الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى أَجَازَهُمُ الْخَلِيجَ، وَقَاتَلُوا
أَهْلَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ عَلَى بَابِهَا ثُمَّ قَفَلَ رَاجِعًا
[1] .
وَفِيهَا دَعَا مُعَاوِيَةُ أَهْل الشَّامِ إِلَى الْبَيْعَةِ
بِوِلَايَةِ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِهِ لِابْنِهِ يَزِيدَ فَبَايَعُوهُ
[2] .
وَفِيهَا غَزَا سِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ الْقَيْقَانَ،
فَجَاءَهُ جَيْشٌ عَظِيمٌ مِنَ الْعَدُوِّ، فَقَالَ سِنَانٌ
لِأَصْحَابِهِ: أَبْشِرُوا فَإِنَّكُمْ بَيْنَ خَصْلَتَيْنِ:
الْجَنَّةِ أَوِ الْغَنِيمَةَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَنَصَرَهُ
وَمَا أُصِيبَ مِنَ المسلمين إلا رجل واحد [3] .
__________
[1] انظر تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 181.
[2] تاريخ خليفة 211.
[3] خليفة 212 و 213.
(4/22)
تَرَاجِمُ أَهْل هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى
تَرْتِيبِ الْحُرُوفِ
[حَرْفُ الْأَلِفِ]
الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الأَرْقَمِ [1] بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّه
بْن عُمَرَ بْن مَخْزُومٍ الْمَخْزُومِيِّ، أَحَدُ السَّابِقِينَ
الْأَوَّلِينَ، وَاسْمُ أَبِيهِ عَبْدُ مَنَافٍ.
اسْتَخْفَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِي
أَوَائِلِ الْإِسْلَامِ فِي دَارِهِ [2] ، وَهِيَ عِنْدَ الصَّفَا [3]
، شَهِدَ بَدْرًا وَعَاشَ إِلَى دَهْرِ مُعَاوِيَةَ، وَسَيَأْتِي.
الْأَسْوَدُ بْنُ سَرِيعِ [4] ، بْنِ حِمْيَرِ بْنِ عُبَادَةَ
التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
__________
[1] انظر عن الأرقم في: طبقات خليفة 21، طبقات ابن سعد 3/ 242، التاريخ
الكبير 2/ 46 رقم 1636، مسند أحمد 3/ 17، الجرح والتعديل 2/ 309، 310
رقم 1159، سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 287 و 2/ 284 و 326، المغازي
للواقدي 103 و 155 و 341، الأسامي والكنى للحاكم، ورقة 306، المستدرك
على الصحيحين 3/ 502، المعجم الكبير 1/ 306، 307 رقم 88، الاستيعاب 1/
107، مشاهير علماء الأمصار 31، الاستبصار 117، العبر 1/ 61، سير أعلام
النبلاء 2/ 479، المعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 12، الوافي بالوفيات
8/ 363، 364 رقم 3793، أسد الغابة 1/ 59، 60، الإصابة 1/ 28، 29 رقم
73، كنز العمال 13/ 269، شذرات الذهب 1/ 61، المنتخب من ذيل الطبري
519، البدء والتاريخ 5/ 101.
[2] انظر الجزء الخاص بالسيرة النبويّة من هذا الكتاب (بتحقيقنا) 179،
180، دلائل النبوّة لأبي نعيم 1/ 79، 80، مناقب عمر بن الخطاب رضي الله
عنه لابن الجوزي 12 و 13 و 19، صفة الصفوة 1/ 272، 273، عيون التواريخ
1/ 75- 77.
[3] يقال لها «دار الخيزران» . أخبار مكة للأزرقي 2/ 260، شفاء الغرام
بأخبار البلد الحرام للقاضي تقيّ الدين الفاسي (بتحقيقنا) - ج 1/ 13.
[4] انظر عنه: الطبقات لابن سعد 7/ 41، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/
445، 446 رقم 1425،
(4/23)
صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ، هُوَ أَوَّلُ مَنْ قَصَّ بِجَامِعِ الْبَصْرَةِ [1] .
رَوَى عَنْهُ: الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، وَالْحَسَنُ [الْبَصْرِيُّ] ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ [2] .
أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ، [3] ، بْن الرَّبِيعِ بْن عَبْد
العُزَّى بْن عَبْدِ شَمْسٍ الْأُمَوِيَّةُ النَّبَوِيَّةُ، بِنْتُ
السَّيِّدَةِ زَيْنَبَ ابْنَةِ رسول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ، وَهِيَ الَّتِي كَانَ يَحْمِلُهَا النَّبِيُّ صَلَّى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ.
تَزَوَّجَهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِمْرَةِ عُمَرَ،
وَبَقِيَتْ مَعَهُ إِلَى أَنِ اسْتُشْهِدَ وَجَاءَهُ مِنْهَا
أَوْلَادٌ، ثُمَّ تَزَوَّجَهَا المغيرة بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ
بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَتُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ بَعْدَ أَنْ وَلَدَتْ
لَهُ يَحْيَى.
أُهْبَانُ بْنُ أَوْسٍ [4] ، الْأَسْلَمِيُّ أَبُو عُقْبَةَ، مكلّم
الذّئب، وكان من أصحاب الشجرة.
__________
[ () ] التاريخ الصغير 49، الاستيعاب 1/ 92، المعرفة والتاريخ 2/ 54،
الثقات لابن حبّان 3/ 8، مشاهير علماء الأمصار له 38، الجرح والتعديل
لابن أبي حاتم 2/ 291 رقم 1093، المعجم الكبير للطبراني 1/ 282- 288
رقم 65، الأسامي والكنى للحاكم، ورقة 309، أسد الغابة 1/ 85، تهذيب
الكمال 3/ 222، 223 رقم 500، تحفة الأشراف 1/ 70 رقم 14، طبقات خليفة
44 و 180، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 77، الكاشف 1/ 79 رقم 422،
المستدرك على الصحيحين 3/ 614، 615، مسند أحمد 3/ 435 و 4/ 23، الوافي
بالوفيات 9/ 252 رقم 4161، تهذيب التهذيب 1/ 338، 339 رقم 616، الإصابة
1/ 44، 45 رقم 161، التقريب 1/ 76 رقم 570، خلاصة تذهيب التهذيب 37،
جمهرة أنساب العرب 217.
[1] راجع مصادر ترجمته.
[2] وقيل قتل أيام الجمل سنة 36 هـ. (التاريخ الكبير 1/ 445، 446،
والتاريخ الصغير 49، ومشاهير علماء الأمصار 38) والأرجح ما أثبته
المؤلّف رحمه الله.
[3] نسب قريش للمصعب الزبيري 158، الطبقات الكبرى 8/ 232، 233، المحبّر
لابن حبيب 53 و 90، المعارف لابن قتيبة 127، المعرفة والتاريخ للفسوي
3/ 270، أنساب الأشراف 1/ 400، الاستيعاب 4/ 244- 247، أسد الغابة 5/
400، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 331 رقم 715، السيرة النبويّة
للذهبي (من تاريخ الإسلام- بتحقيقنا) 74، 75، الوافي بالوفيات 9/ 377،
378 رقم 4304، الإصابة 4/ 236، 237 رقم 70.
[4] طبقات خليفة 137، التاريخ الكبير 2/ 44، 45 رقم 1633، الجرح
والتعديل 2/ 309 رقم
(4/24)
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثًا
وَاحِدًا [1] .
أُهْبَانُ بْنُ صَيْفِيٍّ [2] ، - ت ق- الْغِفَارِيُّ أَبُو مُسْلِمٍ.
نَزَلَ الْبَصْرَةَ. رَوَتْ عَنْهُ عَائِشَةُ، أَنَّ عَلِيًّا رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ أَتَاهُ بَعْدَ فِتْنَةِ الْجَمَلِ فَقَالَ: مَا
خَلَّفَكَ عَنَّا؟! وَكَانَ قَدِ اتَّخَذَ سَيْفًا مِنْ خَشَبٍ. وَلَهُ
قِصَّةٌ مَشْهُورَةٌ صَحِيحَةٌ عَنْ بِنْتِهِ، قَالَ لَمَّا احْتَضَرَ:
كَفِّنُونِي فِي ثَوْبَيْنِ، فَزِدْنَاهُ ثَوْبًا فَدَفَنَّاهُ فِيهِ،
فَأَصْبَحَ ذَلِكَ الْقَمِيصَ موضوعا على المشجب [3] .
__________
[ () ] 1156، المعارف 324، الاستيعاب 1/ 64، تهذيب الكمال 3/ 384،
تهذيب التهذيب 1/ 380 رقم 694، الإصابة 1/ 78، 79 رقم 307، التقريب 1/
85 رقم 648، خلاصة تذهيب التهذيب 41، تحفة الأشراف 2/ 1 رقم 22، أسد
الغابة 1/ 137، ثمار القلوب 486.
[1] في كتاب المغازي 4/ 160 وفي التاريخ الكبير 2/ 44، 45، وانظر:
السيرة النبويّة من هذا الكتاب 351.
[2] مسند أحمد 5/ 69 و 6/ 393، التاريخ لابن معين 2/ 46، التاريخ
الصغير 48، التاريخ الكبير 2/ 45 رقم 1634، طبقات خليفة 33 و 175،
الجرح والتعديل 2/ 309 رقم 1157، مشاهير علماء الأمصار 42 رقم 263،
الكنى والأسماء 1/ 293- 295 رقم 74، الطبقات لابن سعد 7/ 80، تحفة
الأشراف 2/ 1 رقم 23، تهذيب الكمال 3/ 385، 386 رقم 573، الكاشف 1/ 89
رقم 308، خلاصة تذهيب التهذيب 41، أسد الغابة 1/ 138.
[3] قال ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 65: وهذا خبر رواه جماعة من ثقات
البصريّين وغيرهم، منهم سليمان التميمي، وابنه معتمر، ويزيد بن زريع،
ومحمد بن عبد الله بن المثنّى، عن المعلّى بن جابر بن مسلم، عن عديسة
بنت وهبان، عن أبيها. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 294 رقم
864، وأحمد في المسند 5/ 69، وابن الأثير في أسد الغابة 1/ 138.
(4/25)
[حرف الْجِيمِ]
جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ [1] ، التَّمِيمِيُّ السَّعْدِيُّ، أَبُو
أَيُّوبَ، وَيُقَالُ أَبُو يَزِيدَ.
لَهُ صُحْبَةٌ، وَكَانَ بَطَلًا شُجَاعًا شَرِيفًا مُطَاعًا مِنْ
كِبَارِ أُمَرَاءِ عَلِيٍّ، شَهِدَ مَعَهُ صِفِّينَ، ثُمَّ وَفَدَ
بَعْدَهُ عَلَى مُعَاوِيَةَ مَعَ ابْنِ عَمِّهِ الْأَحْنَفَ.
وَكَانَ سَفَّاكًا فَاتِكًا، وَيُدْعَى مُحَرِّقًا لِأَنَّ مُعَاوِيَةَ
وَجَّهَ ابْنَ الْحَضْرَمِيَّ إِلَى الْبَصْرَةِ بِنَعْيِ عُثْمَانَ
وليستنفرهم، فَوَجَّهَ عَلِيٌّ جَارِيَةَ هَذَا، فَتَحَصَّنَ مِنْهُ
ابْنُ الْحَضْرَمِيُّ كَمَا ذَكَرْنَا، فَأَحْرَقَ عَلَيْهِ الدَّارَ،
فَاحْتَرَقَ فِيهَا خَلْقٌ.
وَيُرْوَى أَنَّ عَلِيًّا بَلَغَهُ مَا صَنَعَ بُسْرُ بْنُ أَرْطَأَةَ
مِنَ السَّفْكِ بِالْحِجَازِ، فَبَعَثَ جَارِيَةَ هَذَا، فَجَعَلَ لَا
يَجِدُ أَحَدًا خَلَعَ عَلِيًّا إِلَّا قَتَلَهُ وَحَرَّقَهُ
بِالنَّارِ حَتَّى انتهى
__________
[1] مسند أحمد 3/ 484 و 5/ 34، التاريخ الكبير 2/ 237 رقم 2309، طبقات
خليفة 44 و 179، طبقات ابن سعد 7/ 56، تاريخ خليفة 195 و 197 و 198 و
200، مشاهير علماء الأمصار 41 رقم 253، الجرح والتعديل 2/ 520 رقم
2156، المحبّر 290، المعرفة والتاريخ 2/ 761، جمهرة أنساب العرب 221،
المعجم الكبير 2/ 261- 264 رقم 201، الأسامي والكنى للحاكم، ورقة 27،
الاستيعاب 1/ 245، 246، ترتيب الثقات للعجلي 94 رقم 197، الثقات لابن
حبّان 3/ 60، أسد الغابة 1/ 263، تهذيب الكمال 4/ 480- 483 رقم 886،
الإكمال لابن ماكولا 2/ 1، 2، الوافي بالوفيات 11/ 37 رقم 67 المستدرك
على الصحيحين 3/ 615، تلخيص المستدرك 3/ 615، تهذيب التهذيب 2/ 54، 55
رقم 83، التقريب 1/ 124 رقم 24، الإصابة 1/ 128 رقم 1050، خلاصة تذهيب
التهذيب 60، المشتبه 81، تاريخ ابن خلدون 2/ 411 و 445 و 451، التذكرة
الحمدونية 2/ 29 رقم 38.
(4/26)
إِلَى الْيَمَنِ، فَسُمِّيَ مُحَرِّقًا [1]
.
جَبلَةُ بْنُ الْأَيْهَمِ [2] ، أَبُو الْمُنْذِرِ الْغَسَّانِيُّ
مَلِكُ آلِ جَفْنَةَ عَرَبِ الشَّامِ، وَكَانَ يَنْزِلُ الْجَوْلَانَ.
كَتَبَ إِلَيْهِ النّبِيَّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَدْعُوهُ
إِلَى الْإِسْلَامِ، فَأَسْلَمَ، وَأَهْدَى لِرَسُولِ الله صلى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ هَدِيَّةً، فَلَمَّا كَانَ زَمَنَ عُمَرَ دَاسَ
جَبَلَةُ رَجُلًا مِنْ مُزَيْنَةَ، فَوَثَبَ الْمُزَنيُّ فَلَطَمَهُ،
فَأَخَذَهُ وَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، فَقَالُوا: هَذَا
لَطَمَ جَبَلَةَ قَالَ: فَلْيَلْطِمُهُ، قَالُوا: وَمَا يُقْتَلُ وَلَا
تُقْطَعُ يَدُهُ؟ قَالَ: لَا، فَغَضِبَ جَبَلَةُ وَقَالَ: بِئْسَ
الدِّينُ هَذَا، ثُمَّ دَخَلَ بِقَوْمِهِ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ
وَتَنَصَّرَ [3] .
وَقِيلَ: إِنَّهُ إِنَّمَا أَسْلَمَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ ثُمَّ نَدِمَ
عَلَى تَنَصُّرِهِ، فَلَمْ يُسْلِمْ فِيمَا عَلِمْتُ.
جَبَلَةُ بْنُ عَمْرِو [4] بْنِ أَوْسِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيُّ
السَّاعِدِيُّ.
وَهِمَ بَعْضُهُمْ وَقَالَ: هُوَ أَخُو أَبِي مَسْعُودٍ البدري [5] :
فأبو مسعود من بني
__________
[1] تاريخ الطبري 5/ 112، الكامل في التاريخ 3/ 362، 363، تهذيب تاريخ
دمشق 3/ 226، تاريخ خليفة 197.
[2] المحبّر 76 و 133 و 372، تاريخ خليفة 98، تاريخ اليعقوبي 1/ 207 و
2/ 141 و 147، العقد الفريد 2/ 56 و 57 و 58 و 59 و 61 و 62، فتوح
البلدان 160 و 171 و 194، تاريخ الطبري 3/ 378 و 570، المعارف 107 و
644، جمهرة أنساب العرب 372، الخراج وصناعة الكتابة 298، الأغاني 15/
157- 173، معجم البلدان 3/ 242، الكامل في التاريخ 4/ 153، البداية
والنهاية 8/ 63، الوافي بالوفيات 11/ 53- 57 رقم 100، طرفة الأصحاب
لابن رسول 21، سير أعلام النبلاء 3/ 532 رقم 137، شذرات الذهب 1/ 27،
خزانة الأدب للبغدادي 2/ 241.
وقد ورد في الأصل «الأهيم» .
[3] الخبر في: العقد الفريد 2/ 56، والأغاني 15/ 162، والوافي بالوفيات
11/ 53.
[4] التاريخ الكبير 2/ 218 رقم 2252، الجرح والتعديل 2/ 508 رقم 2087،
تاريخ الطبري 4/ 365، 366، مشاهير علماء الأمصار 56 رقم 387، الاستيعاب
1/ 239، المعجم الكبير 2/ 287 رقم 224، أسد الغابة 1/ 269، الكامل في
التاريخ 3/ 168، الوافي بالوفيات 11/ 52 رقم 96، الإصابة 1/ 223، 224
رقم 1080، حسن المحاضرة 1/ 185.
[5] المعجم الكبير 2/ 287، وقال ابن عبد البرّ في كتاب الاستيعاب 1/
239: «ويقال: هو أخو
(4/27)
لحارث بْنِ الْخَزْرَجِ.
شَهِدَ أُحُدًا وَغَيْرَهَا، وَشَهِدَ فَتَحَ مِصْرَ وَصِفِّينَ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [1] : كَانَ فَاضِلًا مِنْ فُقَهَاءِ
الصَّحَابَةِ، وَرَوَى عَنْهُ: ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَسُلَيْمَانُ
بْنُ يَسَارٍ.
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: كَانَ بِمِصْرَ جَبَلَةُ الْأَنْصَارِيُّ لَهُ
صُحْبَةٌ، جَمَعَ بَيْنَ امْرَأَةِ رَجُلٍ وَابْنَتِهِ مِنْ غَيْرِهَا.
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: غَزَا جَبَلَةُ بْنُ عَمْرٍو إِفْرِيقِيَّةَ
مَعَ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُدَيْجٍ سَنَةَ خَمْسِينَ.
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ: نَفَّلَنَا مُعَاوِيَةُ
بِإِفْرِيقِيَّةَ فَأَبَى جَبَلَةُ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ النَّفْلِ
شَيْئًا.
جندب بن كعب [2]- ت- بن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَنَمٍ [3] الْأَزْدِيُّ
الْغَامِدِيُّ [4] الَّذِي قَتَلَ السَّاحِرَ عَلَى الصَّحِيحِ.
وَكَانَ هَذَا السَّاحِرُ يَقْتُلُ رَجُلًا ثُمَّ يُحْيِيَهُ،
وَيَدْخُلُ فِي فَمِ نَاقَةٍ وَيَخْرُجُ مِنْ حَيَاهَا، فَضَرَبَ
جُنْدَبُ بْنُ كَعْبٍ عُنُقَهُ ثُمَّ قَالَ: أَحْيِ نَفْسَكَ. وَتَلَا
أَفَتَأْتُونَ [5] 21: 3
__________
[ () ] أبي مسعود الأنصاري، وفي ذلك نظر» .
[1] الاستيعاب 1/ 239.
[2] التاريخ الكبير 2/ 222 رقم 2268، الجرح والتعديل 2/ 511 رقم 2107،
الاستيعاب 1/ 218- 220، تاريخ الطبري 4/ 236، جمهرة أنساب العرب 378،
المعجم الكبير 2/ 177 رقم 184، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 413، 414، أسد
الغابة 1/ 305، 306، الكامل في التاريخ 3/ 175، الكاشف 1/ 133 و 828،
سير أعلام النبلاء 3/ 175- 177 رقم 31، تحفة الأشراف 2/ 446 رقم 77،
تهذيب الكمال 4/ 141- 148 رقم 975، تجريد أسماء الصحابة، رقم 856،
الوافي بالوفيات 11/ 195 رقم 290، الإصابة 1/ 250 رقم 1227، تهذيب
التهذيب 2/ 118، 119 رقم 190، التقريب 1/ 135 رقم 120، خلاصة تذهيب
التهذيب 64، تاج العروس 2/ 137.
[3] في نسخة القدسي 2/ 214 «تميم» ، وليس في نسب جندب من اسمه «تميم» .
[4] في الأصل «العاهدي» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.
[5] في الأصل «تأتون» .
(4/28)
السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ 21: 3
[1] ، فَرَفَعُوا جُنْدَبًا إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ
فَحَبَسَهُ، فلما رأى السجّان قومه وَصَلَاتَهُ أَطْلَقَهُ.
وَقِيلَ: بَلْ قَتَلَ السَّجَّانُ أَقْرِبَاءُ جُنْدَبٍ وَأَطْلَقُوهُ،
فَذَهَبَ إِلَى أَرْضِ الرُّومِ يُجَاهِدُ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ،
وَكَانَ شَرِيفًا كَبِيرًا فِي الْأَزْدِ.
وَقِيلَ: بَلِ الَّذِي قَتَلَ السَّاحِرَ جُنْدَبُ الْخَيْرِ
الْمَذْكُورُ بَعْدَ السِّتِّينَ.
جَعْفَرُ بْنُ أَبِي سفيان [2] ، بن الحارث بن عَبْد المطلب الهاشمي
ابن ابن عمّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.
شَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ أَبِيهِ وَثَبَتَا يَوْمَئِذٍ، لَا أَعْلَمُ
لَهُ رِوَايَةً.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : مات وسط إمرة معاوية.
__________
[1] سورة الأنبياء- الآية 3.
[2] المحبّر 454، الطبقات الكبرى 4/ 55، الجرح والتعديل 2/ 480 رقم
1953، الاستيعاب 1/ 213، جمهرة أنساب العرب 70، أسد الغابة 1/ 286،
الكامل في التاريخ 2/ 242، سير أعلام النبلاء 1/ 205 رقم 33، الوافي
بالوفيات 11/ 106، 107 رقم 178، العقد الثمين 3/ 423، الإصابة 1/ 237
رقم 1165، المنتخب من ذيل الطبري 529.
[3] الطبقات الكبرى 4/ 55.
(4/29)
[حرف الْحَاءِ]
حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ [1] ، بْنِ رَافِعٍ- وَقِيلَ نَفْعٍ
بَدَلَ رَافِعٍ- الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ.
أَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا وَبَقِيَ إِلَى هَذَا الْوَقْتِ.
الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ [2] ، الْجُعْفِيُّ الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ.
صَحِبَ عَلِيًّا، وَابْنَ مَسْعُودٍ، وَلَا يَكَادُ يُوجَدُ لَهُ
حَدِيثٌ مُسْنَدٌ، بَلْ رَوَى عَنْهُ خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ قَالَ: إِذَا كُنْتَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ لَكَ
الشَّيْطَانُ:
إِنَّكَ تُرَائِي، فَزِدْهَا طُولًا.
__________
[1] مسند أحمد 5/ 433، الطبقات الكبرى 3/ 487، الجرح والتعديل 3/ 253،
254 رقم 1132، المحبّر 430، طبقات خليفة 90، التاريخ الكبير 3/ 93 رقم
323، حلية الأولياء 1/ 337، المعجم الكبير 3/ 256- 260 رقم 262،
المستدرك على الصحيحين 3/ 208، الاستيعاب 1/ 283، 284، الاستبصار 59،
60، أسد الغابة 1/ 358، 359، الإكمال 2/ 7، معجم البلدان 4/ 465، سير
أعلام النبلاء 2/ 378- 380 رقم 81، الوافي بالوفيات 11/ 265، 266 رقم
387، المشتبه 8، مجمع الزوائد 9/ 313، الإصابة 1/ 298 رقم 1532،
الأخبار الموفقيات 376.
[2] الطبقات الكبرى 6/ 167، العلل لابن المديني 42- 44 و 46، التاريخ
الكبير 2/ 279 رقم 2461، التاريخ الصغير 50، المعرفة والتاريخ 1/ 221 و
714 و 2/ 553 و 558 و 3/ 142 و 144 و 365، الجرح والتعديل 3/ 86 رقم
396، مشاهير علماء الأمصار 108 رقم 816، حلية الأولياء 4/ 132 رقم 255،
تاريخ بغداد 8/ 206، 207 رقم 4325، الكاشف 1/ 140 رقم 879، سير أعلام
النبلاء 4/ 75، 76 رقم 22، الوافي بالوفيات 11/ 241 رقم 344، غاية
النهاية 1/ 201 رقم 924، تهذيب التهذيب 2/ 154، 155 رقم 269، التقريب
1/ 143 رقم 59، النجوم الزاهرة 1/ 237 خلاصة تذهيب التهذيب 68.
(4/30)
وَحَكَى عَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الْأَعْمَى،
وَيَحْيَى بْنُ هَانِئٍ الْمُرَادِيُّ.
قَالَ خَيْثَمَةُ: كَانَ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ
مَسْعُودٍ، وَكَانُوا مُعْجَبِينَ به، كان يجلس إليه الرجل والرجلان
فيحدّثهما، فإذا كثروا قام وتركهم [1] .
وقال حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللَّهِ سِتَّةٌ:
عَلْقَمَةٌ، وَالْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ، وَالْأَسْوَدُ، وَعُبَيْدَةُ،
وَمَسْرُوقٍ، وَعَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلٍ [2] .
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُتِلَ الْحَارِثُ مَعَ عَلِيٍّ.
وَأَمَّا خَيْثَمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: صَلَّى عَلَيْهِ
أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ [3] .
حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقُرَشِيُّ [4]- دق- الفهري له صحبة.
__________
[1] تهذيب الكمال 4/ 273.
[2] تهذيب الكمال 4/ 273.
[3] الطبقات الكبرى 6/ 127 برواية يحيى بن آدم، عن شريك، التاريخ
الكبير 2/ 279 وفيهما زيادة: «بعد ما صلّي عليه» .
[4] مسند أحمد 4/ 159، التاريخ لابن معين 2/ 99، الطبقات الكبرى 7/
409، طبقات خليفة 28 و 301، المحبّر 294، التاريخ الكبير 2/ 310 رقم
2583، التاريخ الصغير 50 و 67، المعارف 592 و 615، تاريخ أبي زرعة 1/
328، 329، المعرفة والتاريخ 1/ 225 و 2/ 427 و 429 و 3/ 18، المراسيل
لابن أبي حاتم 28، الجرح والتعديل 3/ 108 رقم 497، تاريخ الطبري (انظر
فهرس الأعلام 10/ 217) ، تاريخ خليفة 151 و 155 و 163 و 195 و 205،
فتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام 3/ 610) ، الخراج وصناعة الكتابة
(انظر فهرس الأعلام 572) ، تاريخ العظيمي 171، 172 و 175، العقد الفريد
4/ 21 و 28، التذكرة الحمدونية 2/ 420، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100
رقم 231، مشاهير علماء الأمصار 52 رقم 345، المعجم الكبير 4/ 21- 26
رقم 320، المستدرك على الصحيحين 3/ 346، 347 و 432، جمهرة أنساب العرب
178، 179، الاستيعاب 1/ 328- 330، السابق واللاحق 171، تلقيح فهوم أهل
الأثر 450، التبيين في أنساب القرشيين 447، 448، الكامل في التاريخ
(انظر فهرس الأعلام 13/ 88) ، أسد الغابة 1/ 374، 375، زبدة الحلب 1/
35 و 37 و 54، وفيات الأعيان 3/ 186، تهذيب الكمال 4/ 396- 400 رقم
1099، تحفة الأشراف 3/ 14، 15 رقم 95، تجريد أسماء الصحابة، رقم 1236،
اللباب 2/ 37 و 3/ 103 و 261، الكاشف 1/ 146 رقم 927، سير أعلام
النبلاء 3/ 188، 189 رقم 37، الوافي بالوفيات 11/ 290 رقم 430، العقد
الثمين 4/ 94، جامع التحصيل في
(4/31)
رَوَى عَنْهُ زِيَادُ بْنُ جَارِيَةَ [1]
فِي النَّفْلِ [2] .
وَهُوَ الَّذِي افْتَتَحَ أَرْمِينِيَّةَ زَمَنَ عُثْمَانَ، ثُمَّ
كَانَ مِنْ خَوَاصِّ مُعَاوِيَةَ، وَلَهُ مَعَهُ آثَارٌ مَحْمُودَةٌ
شَكَرَهَا لَهُ مُعَاوِيَةُ.
يُرْوَى أَنَّ الْحَسَنَ قَالَ: يَا حَبِيبُ رُبَّ مَسِيرٍ لَكَ فِي
غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ، قَالَ:
أَمَّا إِلَى أَبِيكَ فَلَا، قَالَ: بَلَى وَاللَّهِ، وَلَقَدْ
طَاوَعْتَ مُعَاوِيَةَ عَلَى دُنْيَاهُ وَسَارَعْتَ فِي هَوَاهُ،
فَلَئِنْ كَانَ قَامَ بِكَ فِي دُنْيَاكَ لَقَدْ قَعَدَ بِكَ فِي
دِينِكَ، فَلَيْتَكَ إِذْ أَسَأْتَ الْفِعْلَ أَحْسَنْتَ الْقَوْلَ [3]
. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ، وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَأَرْبَعِينَ، قِيلَ: لَمْ يَبْلُغُ الْخَمْسِينَ، وَكَانَ شَرِيفًا
مُطَاعًا مُعَظَّمًا.
حُجْرُ بْنُ يَزِيدَ [4] بْنِ سَلَمَةَ [5] الْكِنْدِيُّ الْمَعْرُوفُ
بِحُجْرِ الشَّرِّ، لِأَنَّهُ كَانَ شرّيرا.
__________
[ () ] أحكام المراسيل لابن كيكلدي 191 رقم 122، تهذيب التهذيب 2/ 190،
191 رقم 349، التقريب 1/ 150، 151 رقم 130، الإصابة 1/ 309 رقم 1600،
النجوم الزاهرة 1/ 122، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 38- 42، تاريخ الزمان لابن
العبري 20، تاريخ اليعقوبي 2/ 155 و 157 و 168 و 239، خلاصة تذهيب
التهذيب 71، أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 1/ 103- 106، الأعلام
للزركلي 2/ 172.
[1] في نسخة القدسي «حارثة» وهو وهم.
[2] لفظ الحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينفّل الثلث
بعد الخمس، وشهدت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم نفّل الربع في
البدأة والثلث في الرجعة» ، أخرجه أبو داود في الجهاد (2748) و (2749)
و (2750) باب فيمن قال: الخمس قبل النّفل، وابن ماجة في الجهاد (2851 و
2853) باب النفل، وأحمد في المسند 4/ 159 و 160، وابن حبّان (1672) ،
وعبد الرزاق في المصنّف (9331 و 9333) ، والحميدي في المسند (871) ،
والحاكم في المستدرك 2/ 133، والطبراني في المعجم الكبير (3518- 3526)
و (3528- 3532) ، وفي الباب عن عبادة بن الصامت عند أحمد 5/ 319، 320،
وابن ماجة (2852) ، والترمذي (1561) وقد حسّنه.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 41.
[4] المحبّر لابن حبيب 252، المعرفة والتاريخ 3/ 313، تاريخ الطبري 5/
263، 264، جمهرة أنساب العرب 426، أسد الغابة 1/ 387، الكامل في
التاريخ 3/ 476، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 87، الوافي بالوفيات 11/ 320 رقم
469، الإصابة 1/ 315 رقم 1631.
[5] في نسخة القدسي 2/ 216 «مسلمة» ، والتصويب من مصادر الترجمة.
(4/32)
وَقَالُوا فِي حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ: حُجْرُ
الْخَيْرِ.
له وفادة على النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ
رَجَعَ إِلَى الْيَمَنِ، ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ، وَشَهِدَ
الْحَكَمَيْنِ، ثُمَّ وَلَّاهُ مُعَاوِيَةُ أَرْمِينِيَّةَ.
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ [1] ، بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ، أَبُو مُحَمَّدَ الْهَاشِمِيُّ السَّيِّدُ، ريحانة رسول
الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَابْنُ بِنْتِهِ السَّيِّدَةِ
فَاطِمَةَ.
وُلِدَ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَقِيلَ فِي
نِصْفِ رَمَضَانَ مِنْهَا.
قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ، لَهُ صُحْبَةٌ ورواية عن أبيه وجدّه.
__________
[1] مسند أحمد 1/ 199، التاريخ لابن معين 2/ 115، المحبّر 18 و 19 و 45
و 46 و 53 و 57 و 66 و 146 و 223 و 226 و 409 و 442 و 447 و 450 و 475،
المعارف (انظر فهرس الأعلام 720) ، أنساب الأشراف 1/ 386 و 387 و 390 و
400 و 402 و 483 و 539 و 578، ق 3/ 17، 22، 26، 36، 45، 48، 51، 56،
58، 59، 296، و 298، ق 4 ج 1 (انظر فهرس الأعلام 636) ، الأخبار
الموفقيّات 356، المعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام 3/ 498) ، نسب
قريش 23 و 26 و 28 و 40 و 46 و 283 و 285، طبقات خليفة 5 و 126 و 189 و
230، الفضائل للإمام أحمد 25، العلل له 1/ 45 و 104 و 258 و 412،
التاريخ الكبير 2/ 286 رقم 1491، التاريخ الصغير 52، تاريخ أبي زرعة 1/
263 و 587، 588، الجرح والتعديل 3/ 19 رقم 72، تاريخ الطبري 5/ 158،
المنتخب من ذيل المذيّل للطبري 548، تاريخ واسط 124 و 128 و 137 و 285،
مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 94 رقم 161، تاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام
534) ، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 52، مشاهير علماء الأمصار 7 رقم 6،
كتاب الولاة والقضاة 203، جمهرة أنساب العرب 38، 39، المعجم الكبير 3/
5- 97 رقم 235، حلية الأولياء 2/ 35- 39 رقم 132، العقد الفريد (انظر
فهرس الأعلام 7/ 107) ، عيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام 4/ 196) ،
أمالي المرتضى 1/ 277، ترتيب الثقات للعجلي 116، 117 رقم 283،
الاستيعاب 1/ 369- 378، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 202- 231، صفة الصفوة 1/
758- 762 رقم 120، تلقيح فهوم أهل الأثر 184، أسد الغابة 2/ 9- 15،
الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام 13/ 95) ، تهذيب الأسماء واللغات
ق 1 ج 1/ 158- 160 رقم 118، تاريخ بغداد 1/ 138- 141 رقم 2، مروج الذهب
3/ 181، جامع الأصول 9/ 27- 36، وفيات الأعيان 2/ 65- 69 رقم 155،
الزهد لابن المبارك 258، رجال الطوسي 66- 71، المحاسن والمساوئ للبيهقي
55، ثمار القلوب للثعالبي 605، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 186 و 197 و
208 و 209 و 243 و 293 و 305 و 358 و 389، تاريخ اليعقوبي 2/ 212- 215،
مقاتل الطالبيين 46- 77، الإرشاد في أسماء أئمة الهدى، للمفيد- طبعة
طهران 1330 هـ. - ص 147، تاريخ دمشق 10/ 49- 202، التنبيه والإشراف
260، الإمامة
(4/33)
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْحَسَنُ،
وَسُوَيْدُ بْنُ غَفَلَةَ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ
السَّعْدِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ يُشْبِهُ النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ. قَالَهُ أَبُو
جُحَيْفَةَ وَأَنَسٌ فِيمَا صَحَّ عَنْهُمَا، وَقَدْ رَآهُ أَبُو
بَكْرٍ الصِّدِّيقُ يَلْعَبُ فَأَخَذَهُ وَحَمَلَهُ عَلَى عُنُقِهِ
وَقَالَ:
بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ ... لَيْسَ شَبِيهًا بِعَلِيِّ
وَعَلِيٌّ يَبْتَسِمُ [1] .
وَقَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وَسَلَّمَ يَأْخُذُنِي وَالْحَسَنَ فَيَقُولُ: «اللَّهمّ إِنِّي
أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا» [2] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ
إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ
اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ من المسلمين» .
أخرجه البخاري [3] .
__________
[ () ] والسياسة 144، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 4/ 5- 18، تهذيب
الكمال 5/ 220- 257 رقم 1248، تحفة الأشراف 3/ 62- 65 رقم 105، الكاشف
1/ 164 رقم 1054، سير أعلام النبلاء 3/ 245- 279 رقم 47، المعين في
طبقات المحدثين 20 رقم 28، الوافي بالوفيات 12/ 107- 111 رقم 92، العبر
1/ 47، التذكرة الحمدونية 1 (انظر فهرس الأعلام 474) 2 (الفهرس 502) ،
الوفيات لابن قنفذ 62 رقم 49، البداية والنهاية 8/ 14 و 33 و 45، مرآة
الجنان 1/ 122، مجمع الزوائد 9/ 174، العقد الثمين 4/ 157، تهذيب
التهذيب 2/ 295- 301 رقم 528، التقريب 1/ 168 رقم 294، الإصابة 1/ 328-
331 رقم 1719، تاريخ الخلفاء 187، خلاصة تذهيب الكمال 67، شذرات الذهب
1/ 55، 56، البدء والتاريخ 6/ 5، 6.
[1] أخرجه البخاري في مناقب الحسن والحسين 5/ 33 عن عبدان، عن عبد الله
بن عمر بن سعيد. والطبراني في المعجم الكبير (2527) ، والحاكم في
المستدرك 3/ 168.
[2] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم (7/
70) باب ذكر أسامة بن زيد. وأحمد في المسند 5/ 210، وابن سعد في
الطبقات 4/ 62.
[3] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم (7/
74) باب مناقب الحسن والحسين، وفي الصلح، باب قول النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم للحسن: «إنّ ابني هذا سيّد ... » ، وفي الأنبياء، باب علامات
النبوّة في الإسلام. وفي العتق، باب قول النبيّ صلى الله عليه وآله
وسلم للحسن: «إنّ ابني هذا لسيّد» ، والترمذي في جامعه (3775) ،
والنسائي في سننه 3/ 107، وأبو داود (4662) والطبراني في معجمه
(4/34)
وقال يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ [1] ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وآله وَسَلَّمَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ
الْجَنَّةِ» . صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] .
وَعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ لَيْلَةً وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى شَيْءٍ، فَلَمَّا فَرَغْتُ
مِنْ حَدِيثِي قُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي أَنْتَ مُشْتَمِلٌ عَلَيْهِ؟
فَكَشَفَ فَإِذَا حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ عَلَى وِرْكَيْهِ، فَقَالَ:
هَذَانِ ابْنَايَ وَابْنَا ابْنَتِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا
فَأَحِبَّهُمَا وَأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُمَا» . قَالَ التِّرْمِذِيُّ
[3] : حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
قُلْتُ: رَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ
زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، مَدَنِيٌّ مَجْهُولٌ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ
أَبِي سَهْلٍ النَّبَّالِ- وَهُوَ مَجْهُولٌ أَيْضًا- عَنِ الْحَسَنِ
بْنِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ- وَهُوَ كَالْمَجْهُولِ- عَنْ أَبِيهِ،
وَمَا أَظُنُّ لِهَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ ذِكْرٌ فِي رِوَايَةٍ إِلَّا
فِي هَذَا الْوَاحِدِ، تَفَرَّدَ بِهِ مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ
الزَّمْعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.
وَتَحْسِينُ التِّرْمِذِيّ لَا يَكْفِي فِي الِاحْتِجَاجِ
بِالْحَدِيثِ، فَإِنَّهُ قَالَ: وَمَا ذَكَرْنَا فِي كِتَابِنَا مِنْ
حَدِيثٍ حَسَنٍ فَإِنَّمَا أَرَدْنَا بِحُسْنِ إِسْنَادِهِ عِنْدَنَا
كُلَّ حَدِيثٍ لَا يَكُونُ فِي إِسْنَادِهِ مَنْ يُتَّهَمُ بِالْكَذِبِ
وَلَا يَكُونُ الْحَدِيثُ شَاذًّا، وَيُرْوَى مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ
نَحْوَ ذَلِكَ فَهُوَ عِنْدَنَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: سُئِلَ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَيُّ أَهْلِ بَيْتِكَ
أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «الحسن والحسين» ، وكان يقول لفاطمة: ادعي
__________
[ () ] (2588) و (2592) و (2593) ، وأحمد في المسند 5/ 38 و 44 و 49 و
51، وابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- ص 230 رقم
419، والحاكم في المستدرك 3/ 174، 175، وتابعه الذهبي في التلخيص، وابن
عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 226) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 178.
[1] بضم النون وسكون العين المهملة.
[2] في الجامع الصحيح (3857) .
[3] أخرجه في جامعه (3769) .
(4/35)
لِي ابْنَيَّ، فَيَشُمَّهُمَا
وَيَضُمَّهُمَا إِلَيْهِ. حَسَّنَةُ التِّرْمِذِيُّ [1] .
وَقَالَ مَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو،
عَنْ ذَرٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ:
سُمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «هَذَا
مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ إِلَى الْأَرْضِ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ
اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلِيَّ وَيُبَشِّرَنِي بِأَنَّ
فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نساء أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ الْحَسَنَ
وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . قَالَ
التِّرْمِذِيُّ [2] : حَسَنٌ غَرِيبٌ.
وَصَحَّحَ التِّرْمِذِيُّ [3] مِنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ
الْبَرَاءِ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ وَاضِعًا الْحَسَنَ عَلَى عَاتِقِهِ وَهُوَ يَقُولُ:
«اللَّهمّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ» . وصحح أيضا بهذا السند أنّ
النّبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أبصر الحسن والحسين فقال:
«اللَّهمّ إني أحبهما فأحبهما» [4] .
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ فَرَّجَ بَيْنَ فَخِذَيِّ الْحَسَنِ وَقَبَّلَ زَبِيبَتَهُ
[5] .
قَابُوسُ: حَسَنُ الْحَدِيثِ.
وَمَنَاقِبُ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَثِيرَةٌ، وَكَانَ
سَيِّدًا حَلِيمًا ذَا سَكِينَةٍ وَوَقَارٍ وَحِشْمَةٍ، كَانَ يَكْرَهُ
الْفِتَنَ وَالسَّيْفَ، وَكَانَ جَوَادًا مُمَدَّحًا، تَزَوَّجَ
سَبْعِينَ امْرَأَةً وَيُطَلِّقُهُنَّ، وَقَلَّمَا كان يفارقه أربع
ضرائر [6] .
__________
[1] أخرجه الترمذي (3772) ويوسف بن إبراهيم ضعيف.
[2] في جامعه (3781) ، وأخرجه أحمد في المسند 5/ 391، والخطيب في تاريخ
بغداد 6/ 372، والحاكم في المستدرك 3/ 151، وتابعه الذهبي في تلخيصه،
واختصره ابن حبّان في صحيحه (2229) ، وأخرجه المزّي في تهذيب الكمال 6/
229، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 4/ 317) .
[3] في جامعه (3873) .
[4] الترمذي (3871) .
[5] أخرجه الطبراني في معجمه (2658) .
[6] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 219 وفيه «أربع حرائر» .
(4/36)
وَعَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ قَالَ: قَالَ
عَلِيٌّ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ لَا تُزَوِّجُوا الْحَسَنَ فَإِنَّهُ
رَجُلٌ مِطْلَاقٌ، فَقَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ لَنُزَوِّجَنَّهُ، فَمَا
رَضِيَ أَمْسَكَ، وَمَا كَرِهَ طَلَّقَ [1] .
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: تَزَوَّجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ امْرَأَةً
فَبَعَثَ إِلَيْهَا بِمِائَةِ جَارِيَةٍ، مَعَ كُلِّ جَارِيَةٍ أَلْفَ
دِرْهَمٍ [2] .
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّ الْحَسَنَ كَانَ يُجِيزُ الرَّجُلَ
الْوَاحِدَ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ [3] .
وَقَالَ غَيْرُهُ: حَجَّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ خَمْسَ عَشْرَةَ
مَرَّةٍ [4] .
وَقِيلَ إِنَّهُ حَجَّ أَكْثَرَهُنَّ مَاشِيًا مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى
مَكَّةَ، وَإِنَّ نَجَائِبَهُ تُقَادُ مَعَهُ [5] .
وَقَالَ جَرِيرٌ: بَايَعَ أَهْلُ الْكُوفَةِ الْحَسَنَ وَأَحَبُّوهُ
أَكْثَرَ مِنْ أَبِيهِ [6] .
رَوَى الْحَاكِمُ فِي «مُسْتَدْرَكِهِ» مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ
مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيِّ:
حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عن سلمة بن وهرام، عن طاووس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
قَالَ: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم قَدْ حَمَلَ
الْحَسَنَ عَلَى كَتِفِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: نِعْمَ الْمَرْكَبُ
رَكِبْتَ يَا غُلَامُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ: «وَنِعْمَ الرَّاكِبُ هُوَ» [7] .
شُعْبَةُ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ [8] سَمِعَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ
بْنَ جُبَيْرٍ، عن أبيه قال:
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 219.
[2] المصدر نفسه، حلية الأولياء 2/ 38.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 217.
[4] قيل مشى عشرين مرة، وقيل خمسا وعشرين من المدينة.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 216، 217.
[6] المصدر نفسه 4/ 222.
[7] المستدرك على الصحيحين 3/ 170 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم
يخرجاه.
وعلّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على قوله «صحيح» فقال: لا.
وأخرجه الترمذي (3784) من طريق محمد بن بشار، عن أبي عامر العقدي، عن
زمعة بن صالح، بهذا الإسناد، وزمعة ضعيف، وباقي رجاله ثقات.
[8] في الأصل «ضمير» والتصويب من خلاصة التذهيب.
(4/37)
قُلْتُ لِلْحَسَنِ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ
إِنَّكَ تُرِيدُ الخلافة، فقال: قد كَانَتْ جَمَاعَةُ الْعَرَبِ فِي
يَدِي، يُحَارِبُونَ مَنْ حَارَبْتُ وَيُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ،
تَرَكْتُهَا ابْتِغَاءً لِوَجْهِ اللَّهِ وَحَقْنَ دِمَاءِ الْأُمَّةِ،
ثُمَّ أَبْتَزُّهَا بِأَتْيَاسِ أَهْلِ الْحِجَازِ [1] .
ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثَنَا أَبُو مُوسَى: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ:
اسْتَقْبَلَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مُعَاوِيَةَ بِكَتَائِبٍ أَمْثَالِ
الْجِبَالِ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَى
كَتَائِبَ لَا تُوَلِّيَ أَوْ تَقْتُلَ أَقْرَانَهَا. وَقَالَ
مُعَاوِيَةُ- وَكَانَ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ-: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَ
هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ، مَنْ لِي بِذَرَارِيهِمْ، مَنْ لِي
بِأُمُورِهِمْ، مَنْ لِي بِنِسَائِهِمْ؟
قَالَ: فَبَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، فَصَالَحَ
الْحَسَنُ مُعَاوِيَةَ وَسَلَّمَ الْأَمْرَ لَهُ، وَبَايَعَهُ
بِالْخِلَافَةِ عَلَى شُرُوطٍ وَوَثَائِقَ، وَحَمَلَ إِلَيْهِ
مُعَاوِيَةُ مَالًا، يُقَالُ خَمْسَمِائَةِ أَلْفٍ فِي جُمَادَى
الْأُولَى سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ [2] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ: قَدِمَ الْحَسَنُ فَاجْتَمَعَ
بِمُعَاوِيَةَ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ إِلَيْهِ الْخِلَافَةَ، فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ: لَأُجِيزَنَّكَ بِجَائِزَةٍ مَا أَجَزْتُ بِهَا أَحَدًا
قَبْلَكَ وَلَا أُجِيزُ بِهَا أَحَدًا بَعْدَكَ، فَأَعْطَاهُ
أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ، ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
رَجَعَ بِآلِ بيته من الكوفة ونزل المدينة.
قال ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: عُدْنَا
الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَقَامَ وَخَرَجَ مِنَ
الْخَلَاءِ فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ لَفَظْتُ طَائِفَةً مِنْ
كَبِدِي قَلّبْتُهَا بِعُودٍ، وَإِنِّي قَدْ سُقِيتُ السُّمَّ مِرَارًا
فَلَمْ أُسْقَ مِثْلَ هَذَا قَطُّ، فَحَرَّضَ بِهِ الْحُسَيْنُ أَنْ
يُخْبِرَهُ مَنْ سَقَاهُ، فَلَمْ يُخْبِرْهُ وَقَالَ: اللَّهُ أَشَدُّ
نِقْمَةً إِنْ كَانَ الَّذِي أَظُنُّ، وَإِلَّا فَلَا يقتل بي، والله،
بريء [3] .
وَقَالَ قَتَادَةُ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: لَمْ أسق مثل هذه
المرّة.
__________
[1] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 170، وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/
36، 37 من طريق:
محمد بن جعفر، عن شعبة، عن يزيد بن خمير، عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ
جُبير بْنِ نُفير، عَنْ أبيه.
[2] انظر: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 225، 226.
[3] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (2/ 38) من طريق: محمد بن علي،
حدّثنا أبو عروبة الحرّاني، حدّثنا سليمان بن عمر بن خالد، بهذا
الإسناد.
(4/38)
وَقَالَ حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ: ثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن أبي عوف الجرشي قال: لما بايع الحسن معاوية قال
له عمرو بن العاص وَأَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ: لَوْ أَمَرْتَ
الْحَسَنَ فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَتَكَلَّمَ عَيِيَ عَنِ الْمَنْطِقِ،
فَيَزْهَدَ فِيهِ الناس، فقال معاوية: لا تفعلوا، فو الله لقد رأيت
رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَمَصُّ لِسَانَهُ وَشَفَتَهُ،
وَلَنْ يَعْيَا لِسَانٌ مصّه النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَوْ
شَفَةٌ، قَالَ: فَأَبُوا عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَصَعَدَ مُعَاوِيَةُ
الْمِنْبَرَ، ثُمَّ أَمَرَ الْحَسَنَ فَصَعَدَ، وَأَمَرَهُ أَنْ
يُخْبِرَ النَّاسَ: إِنِّي قَدْ بَايَعْتُ مُعَاوِيَةَ، فَصَعَدَ
فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّ اللَّهَ هَدَاكُمْ بِأَوَّلِنَا، وَحَقَنَ دِمَاءَكُمْ
بِآخِرِنَا، وَإِنِّي قَدْ أَخَذْتُ لَكُمْ عَلَى مُعَاوِيَةَ أَنْ
يَعْدِلَ فِيكُمْ وَأَنْ يُوَفِّرَ عليكم غنائمكم، وأن يقسم فيكم
فيئكم، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: أَكَذَاكَ؟
قَالَ: نَعَمْ.
ثُمَّ هَبَطَ مِنَ الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ وَيُشِيرُ بِإِصْبَعِهِ
إِلَى مُعَاوِيَةَ: وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ
إِلى حِينٍ 21: 111 [1] فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ،
فَقَالُوا: لَوْ دَعَوْتَهُ فَاسْتَنْطَقْتَهُ يَعْنِي اسْتَفْهَمْتَهُ
مَا عَنِيَ بِالْآيَةِ، فَقَالَ: مَهْلًا، فَأَبَوْا عَلَيْهِ،
فَدَعَوْهُ فَأَجَابَهُمْ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ عَمْرُو، فَقَالَ لَهُ
الْحَسَنُ: أَمَّا أَنْتَ فَقَدِ اخْتَلَفَ فِيكَ رَجُلَانِ، رَجُلٌ
مِنْ قُرَيْشٍ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَادَّعَيَاكَ، فَلَا
أَدْرِي أَيُّهُمَا أَبُوكَ، وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَبُو الْأَعْوَرِ
فَقَالَ لَهُ الحسن: ألم يعلن رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
رَعْلًا وَذِكْوَانَ وَعَمْرُو بْنَ سُفْيَانَ، وَهَذَا اسْمُ أَبِي
الْأَعْوَرِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ يُعِينُهُمَا،
فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ لَعَنَ قَائِدَ الْأَحْزَابِ
وَسَائِقَهُمْ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا أَبُو سُفْيَانَ وَالْآخَرُ أَبُو
الْأَعْوَرِ السُّلَمِيِّ. زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: ثَنَا أَبُو
رَوْقٍ الْهِزَّانِيُّ، ثَنَا أَبُو الْغَرِيفِ قَالَ: كُنَّا فِي
مُقَدِّمَةِ الْحَسَنِ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا تَقْطِرُ سُيُوفُنَا
مِنَ الْجِدَةِ [2] عَلَيْهِ، فَقَالَ الشَّامِيُّونَ:
فَلَمَّا أَتَانَا صُلْحُ الْحَسَنِ لِمُعَاوِيَةَ كَأَنَّمَا كُسِرَتْ
ظُهُورُنَا مِنَ الْغَيْظِ، قَالَ: وَقَامَ سُفْيَانُ مِنَ اللَّيْلِ
إِلَى الْحَسَنِ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُذِلَّ
الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ: لَا
__________
[1] سورة الأنبياء/ 111.
[2] الجدة: الغضب كما في «القاموس المحيط» ، وفي الأصل: «الحدّة» .
(4/39)
تَقُلْ ذَاكَ، إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ
أَقْتُلَكُمْ فِي طَلَبِ الْمُلْكِ [1] .
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [2] : قَالَ قَتَادَةُ، وَأَبُو بَكْرِ
بْنُ حَفْصٍ: سَمَّ الْحَسَنَ زَوْجَتُهُ بِنْتُ [3] الْأَشْعَثِ بْنِ
قَيْسٍ.
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: كَانَ ذَلِكَ بِتَدْسِيسِ مُعَاوِيَةَ إِلَيْهَا،
وَبَذَلَ لَهَا عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ لَهَا ضَرَائِرَ.
قُلْتُ: هَذَا شَيْءٌ لَا يَصِحُّ فَمَنِ الَّذِي اطَّلَعَ عَلَيْهِ؟
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [4] . رُوِينَا مِنْ وُجُوهٍ أَنَّهُ
لَمَّا احْتَضَرَ قَالَ: يَا أَخِي إِيَّاكَ أَنْ تَسْتَشْرِفَ لِهَذَا
الْأَمْرَ فَإِنَّ أَبَاكَ اسْتَشْرَفَ لِهَذَا الْأَمْرِ فَصَرَفَهُ
اللَّهُ عَنْهُ، وَوَلِيَهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ اسْتَشْرَفَ لَهَا
فَصُرِفَتْ عَنْهُ إِلَى عُمَرَ، ثُمَّ لَمْ يَشُكَّ وَقْتَ الشُّورَى
أنَّهَا لَا تَعْدُوهُ، فَصُرِفَتْ عَنْهُ إِلَى عُثْمَانَ، فَلَمَّا
مَاتَ عُثْمَانُ بُويِعَ، ثُمَّ نُوزِعَ حَتَّى جَرَّدَ السَّيْفَ،
فَمَا صَفَتْ لَهُ، وَإِنِّي وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ يَجْمَعَ
اللَّهُ فِينَا النُّبُوَّةَ وَالْخِلَافَةِ، فَلَا أَعْرِفَنَّ مَا
اسْتَخَفَّكَ سُفَهَاءُ الْكُوفَةِ فَأَخْرَجُوكَ، وَقَدْ كُنْتُ
طَلَبْتُ إِلَى عَائِشَةَ أَنْ أُدْفَنَ مع رسول الله صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: نَعَمْ، وَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلَّ
ذَلِكَ كَانَ مِنْهَا حَيَاءً، فَإِذَا مَا مِتُّ فَاطْلُبْ ذَلِكَ
إِلَيْهَا، وَمَا أَظُنُّ الْقَوْمَ إِلَّا سَيَمْنَعُونَكَ، فَإِنْ
فَعَلُوا فَلَا تُرَاجِعَهُمْ. فَلَمَّا مَاتَ أَتَى الْحُسَيْنُ
عَائِشَةَ فَقَالَتْ: نَعَمْ وَكَرَامَةٌ، فَمَنَعَهُمْ مَرْوَانُ،
فَلَبِسَ الْحُسَيْنُ وَمَنْ مَعَهُ السِّلَاحَ حَتَّى رَدَّهُ أَبُو
هُرَيْرَةَ، ثُمَّ دُفِنَ فِي الْبَقِيعِ إِلَى جَنْبِ أُمِّهِ،
وَشَهِدَهُ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَهُوَ الْأَمِيرُ، فَقَدَّمَهُ
الْحُسَيْنُ لِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَقَالَ: هِيَ السُّنَّةُ.
تُوُفِّيَ الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في ربيع الأولى سَنَةَ
خَمْسِينَ، وَرَّخَهُ فِيهَا الْمَدَائِنِيُّ، وَخَلِيفَةُ
الْعُصْفُرِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيُّ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ
بَكَّارٍ، وَالْغُلَابِيُّ، وغيرهم.
__________
[1] سبق تخريج هذا الحديث في أول حوادث سنة 41 هـ.
[2] الاستيعاب 1/ 375.
[3] في نسخة القدسي 2/ 219 «سم الحسن وزوجته..» وهذا خطأ، ففي
الاستيعاب: «سم الحسن بن علي، سمّته امرأته بنت الأشعث بن قيس
الكندي..» . (1/ 375) .
[4] الاستيعاب 1/ 376، 377.
(4/40)
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ بِالْمَدِينَةِ، رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ.
الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو [1] خ 4، الْغِفَارِيُّ، أَخُو رَافِعِ بْنِ
عَمْرٍو، وَإِنَّمَا هُمَا مِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ أَخِي غِفَارٍ.
لِلْحَكَمِ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَكَانَ
رَجُلًا صَالِحًا فَاضِلًا، قَدْ وَلِيَ غَزْوَ خُرَاسَانَ فَسَبَاهُمْ
وَغَنِمَ، وَتُوُفِّيَ بِمَروٍ.
وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو الشَّعْثَاءِ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ، وَسَوَادَةُ
بْنُ عَاصِمٍ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَابْنُ سِيرِينَ.
وَكَانَ مَحْمُودُ السِّيرَةِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وَقِيلَ: سَنَة خَمْسِينَ.
هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ [2] : إِنَّ زِيَادًا بَعَثَ الْحَكَمَ بْنَ
عَمْرٍو عَلَى خُرَاسَانَ، فَأَصَابُوا غَنَائِمَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ:
لَا تُقَسِّمَ ذَهَبًا وَلَا فِضَّةً، فَكَتَبَ إليه: باللَّه لو
__________
[1] انظر عن الحكم في: مسند أحمد 4/ 312 و 5/ 66، التاريخ لابن معين 2/
126، طبقات خليفة 32 و 175 و 321، تاريخ خليفة 211، الطبقات الكبرى 7/
28 و 366، التاريخ الكبير 2/ 328، 329 رقم 2646، التاريخ الصغير 72،
المعرفة والتاريخ 3/ 25، تاريخ الطبري 5/ 224 و 225 و 229 و 250 و 251
و 285 المحبّر 295، الجرح والتعديل 3/ 119 رقم 551، جمهرة أنساب العرب
186، مشاهير علماء الأمصار 60 رقم 415، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 149
رقم 775، المستدرك على الصحيحين 3/ 441- 443، الاستيعاب 1/ 314- 316،
المعجم الكبير 3/ 233- 238 رقم 247، الإكمال 7/ 223، الجمع بين رجال
الصحيحين 1/ 102، الأنساب 9/ 165، معجم البلدان 1/ 282 و 4/ 511، صفة
الصفوة 1/ 672، 673 رقم 88، أسد الغابة 2/ 36، 37، الكامل في التاريخ
3/ 452 و 455 و 470 و 489، تهذيب الكمال 7/ 124- 129 رقم 1440، تحفة
الأشراف 3/ 72 رقم 113، فتوح البلدان 506، الخراج وصناعة الكتابة 405،
الكاشف 1/ 183 رقم 1196، سير أعلام النبلاء 2/ 474- 477 رقم 93، تجريد
أسماء الصحابة 1/ 136، مجمع الزوائد 9/ 410، الوافي بالوفيات 13/ 110
رقم 117، تهذيب التهذيب 2/ 436، 437 رقم 759، التقريب 1/ 292 رقم 497،
الإصابة 1/ 346، 347 رقم 1784، خلاصة التذهيب 89، رجال الطوسي 18.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 28، 29، صفة الصفوة 1/ 672.
(4/41)
كَانَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ رَتْقًا
عَلَى عَبْدٍ فَاتَّقَى اللَّهَ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ مِنْ
بَيْنِهِمَا مَخْرَجًا، وَالسَّلَامُ.
وَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ نَظَرَ إِلَى الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو وَقَدْ
خَضَبَ بِصُفْرَةٍ فَقَالَ: هَذَا خِضَابُ أَهْلِ الْإِيمَانِ [1] .
حَفْصَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ [2] ، ع- بِنْتُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
تَزَوَّجَهَا النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سَنَة ثَلَاثٍ مِنَ
الْهِجْرَةِ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
وَيُرْوَى أنَّهَا وُلِدَتْ قَبْلَ النُّبُوَّةِ بِخَمْسِ سنين.
لها عدّة أحاديث.
__________
[1] تهذيب الكمال 7/ 127.
[2] مسند أحمد 6/ 383، الطبقات الكبرى 8/ 81، طبقات خليفة 334، تاريخ
خليفة 66، المعارف 135 و 158 و 184 و 550، الاستيعاب 4/ 268، المعرفة
والتاريخ 1/ 447 و 452 و 2/ 56 و 153 و 188 و 698 و 740 و 478 و 765،
المستدرك على الصحيحين 4/ 14، 15، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 338،
339 رقم 728، المنتخب من ذيل المذيّل 603، جمهرة أنساب العرب 152،
المحبّر 54 و 83 و 92 و 95 و 98 و 99 و 101 و 102، نسب قريش 348 و 352،
أنساب الأشراف 1/ 212 و 214 و 422 و 428 و 431 و 448 و 457 و 467 و 554
و 556 و 557، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 57، تاريخ الطبري 2/ 399
و 499 و 3/ 164 و 189 و 196 و 617 و 4/ 198 و 451 و 454 و 9/ 200،
التذكرة الحمدونية 1/ 145، الكامل في التاريخ 2/ 148 و 308 و 505 و 3/
53 و 94 و 112 و 208 و 7/ 79، أسد الغابة 5/ 425، سير أعلام النبلاء 2/
227- 231 رقم 25، العبر 1/ 5 و 50، مجمع الزوائد 9/ 244، الوافي
بالوفيات 13/ 105 رقم 110، صفة الصفوة 2/ 38، حلية الأولياء 2/ 50 رقم
135، الاشتقاق لابن دريد 124، تهذيب التهذيب 12/ 410 رقم 3764، التقريب
2/ 594 رقم 9، تهذيب الكمال 1680، العقد الفريد 4/ 286، مروج الذهب 2/
288، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 604 رقم 2357، عيون الأثر 2/ 302،
مرآة الجنان 1/ 119، الإصابة 4/ 264 رقم 296، خلاصة تذهيب الكمال 490،
كنز العمال 13/ 697، شذرات الذهب 1/ 10 و 16، الوفيات لابن قنفذ 34 رقم
45، أعلام النساء 1/ 274، تسمية أزواج النبي 59، السمط الثمين لمحبّ
الدين الطبري 84، البداية والنهاية 5/ 294، جوامع السيرة 33 و 48 و 62
و 66 و 88 و 121، تاريخ أبي زرعة 1/ 290 و 291 و 490 و 492- 494 و 553،
سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 290 و 298، السير والمغازي 257.
(4/42)
رَوَى عَنْهَا: أَخُوهَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عُمَرَ، وَحَارِثَةُ بْنُ وَهْبٍ الْخُزَاعِيُّ، وَشُتَيْرُ ابْنُ
شَكَلٍ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ أَبِي وَدَاعَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَأُمُّهُمَا- أَعْنِي حَفْصَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ- هِيَ زَيْنَبُ
أُخْتُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ.
وَكَانَتْ حَفْصَةُ قَبْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ تَحْتَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، أَحَدُ مَنْ
شَهِدَ بَدْرًا فَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا تَأَيَّمَتْ
عَرَضَهَا عُمَرُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ، فَغَضِبَ
عُمَرُ، ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَى عُثْمَانَ فَقَالَ: لَا أُرِيدُ أَنْ
أَتَزَوَّجَ الْيَوْمَ، فَشَكَاهُ إِلَى النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ فَقَالَ: تَتَزَوَّجُ حَفْصَةُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ
عُثْمَانَ، وَيَتَزَوَّجُ عُثْمَانُ مَنْ هِيَ خَيْرٌ مِنْ حَفْصَةَ،
ثُمَّ خَطَبَهَا مِنْهُ فَزَوَّجَهُ عُمَرُ، ثُمَّ لَقِيَ أَبُو بَكْرٍ
عُمَرَ فَقَالَ:
لَا تجِدْ عَلِيَّ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله
وَسَلَّمَ كَانَ ذَكَرَ حَفْصَةَ فَلَمْ أَكُنْ لِأُفْشِيَ سِرَّهُ،
فَلَوْ تَرَكَهَا لَتَزَوَّجْتُهَا [1] .
عَفَّانُ وَجَمَاعَةٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: أَنْبَأَ أَبُو
عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ، فَأَتَاهَا
خَالَاهَا عُثْمَانُ وَقُدَامَةُ ابْنَا مَظْعُونٍ، فَبَكَتْ
وَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي عَنْ شَبَعٍ، فَجَاءَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهَا
فَتَجَلْبَبَتْ [2] فَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ: رَاجِعْ حَفْصَةَ
فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ» [3] .
حَدِيثٌ مُرْسَلٌ قَوِيُّ الْإِسْنَادِ.
هُشَيْمٌ: أَنْبَأَ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لَمَّا طَلَّقَ حَفْصَةَ أُمِرَ أَنْ
يُرَاجِعْهَا [4] .
عَبْد اللَّه بْن عُمَر، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ
عُمَرَ أَوْصَى إِلَى حَفْصَةَ.
__________
[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 82، والبخاري في النكاح 9/ 152، 153
باب عرض الإنسان بنته أو أخته على أهل الخير.
[2] الكلمة في الأصل مصحفة، والتصحيح من (مجمع الزوائد ج 9 ص 245) .
[3] أخرجه أبو داود (2283) وابن ماجة (2016) من حديث عُمَرَ: أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم طلّق حفصة ثم
راجعها. والنسائي 6/ 213 من حديث ابن عمر، والحاكم في المستدرك 4/ 15.
من طريق موسى بن إسماعيل، عن حمّاد بن سلمة، أنبأنا أبو عمران الجوني..
وفي الباب عن أنس في المستدرك 4/ 15، وهو في المجمع 9/ 244، وابن سعد
8/ 84.
[4] أخرجه الطبراني كما قال الهيثمي في المجمع 9/ 244.
(4/43)
مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: طَلَّقَ رَسُولُ الله صلى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ حَفْصَةَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَحَثَا
عَلَى رَأْسِهِ التُّرَابَ وَقَالَ: مَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِعُمَرَ
وَابْنَتَهُ [1] بَعْدَهَا، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ:
«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُرَاجِعَ حَفْصَةَ رَحْمَةً لِعُمَرَ
[2] .
وَفِي رِوَايَةٍ: وَهِيَ زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. رَوَاهُ مُوسَى
بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
تُوُفِّيَتْ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ
وَأَرْبَعِينَ، وَصَلَّى عَلَيْهَا مَرْوَانُ وَهُوَ وَالِي
الْمَدِينَةَ. قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ [3] .
حَنْظَلَةُ بْنُ الرَّبِيعِ [4] ، - م ت ن ق- بن صيفي التميمي الحنظليّ
الأسيّدي [5] الْكَاتِبُ، كَاتِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي حَكِيمِ الْعَرَبِ
أَكْثَمَ بن صيفي.
__________
[1] في مجمع الزوائد زيادة (بعدها) بعد «ابنته» . (9/ 244) .
[2] مجمع الزوائد 9/ 244.
[3] الطبقات لابن سعد 8/ 86.
[4] الطبقات الكبرى 6/ 55، طبقات خليفة 43 و 129، تاريخ خليفة 99 و
132، مسند أحمد 4/ 178 و 267 و 346، التاريخ الكبير 3/ 36، 37 رقم 151،
المعارف 299، 300، ترتيب الثقات 137 رقم 351، الثقات لابن حبّان 3/ 92،
فتوح البلدان 301، العقد الفريد 4/ 161- 163، تاريخ الطبري 3/ 173 و
368 و 369 و 371 و 460 و 560 و 570 و 4/ 129 و 352 و 382 و 6/ 179،
مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 99 و 114 رقم 217 و 403، الجرح والتعديل 3/
239 رقم 1059، المعجم الكبير للطبراني 4/ 12- 5 رقم 316، جمهرة أنساب
العرب 210، الاستيعاب 1/ 279، 280، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 110،
الإكمال لابن ماكولا 1/ 118، الأنساب 10/ 303، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 13-
15، أسد الغابة 2/ 58، 59، الكامل في التاريخ 2/ 456 و 480 و 483 و 3/
10 و 160 و 173، تهذيب الكمال 7/ 438- 443 رقم 1560، تحفة الأشراف 3/
85، 86 رقم 119، الوزراء والكتّاب 12، 13، الكاشف 1/ 195، 196 رقم
1284، تجريد أسماء الصحابة 1/ 142، الوافي بالوفيات 13/ 209، 210 رقم
247، تهذيب التهذيب 3/ 60 رقم 109، التقريب 1/ 206 رقم 636، خلاصة
التذهيب 96، الإصابة 1/ 359، 360 رقم 1859.
[5] قال الحافظ عبد الغني بن سعيد: «الأسيّدي» بضم الألف، وفتح السين
المهملة، وتشديد الياء. (مشتبه النسبة- نسخة المتحف البريطاني- ورقة 4
أ- ومنها مصوّرة في مكتبتنا) .
(4/44)
كَانَ حَنْظَلَةُ مِمَّنِ اعْتَزَلَ
الْفِتْنَةَ، وَكَانَ بِالْكُوفَةِ، فَلَمَّا شَتَمُوا عُثْمَانَ
انْتَقَلَ إِلَى قَرْقِيسْيَاءَ [1] .
رَوَى عَنْهُ: مُرَقَّعُ [2] بْنُ صَيْفِيِّ، وَأَبُو عُثْمَانَ
النَّهْدِيُّ [3] ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ،
وَالْحَسَنُ، وغيرهم.
__________
[1] قرقيسياء: بالفتح ثم السكون، وقاف أخرى، وياء ساكنة، وسين مكسورة،
وياء أخرى، وألف ممدودة. بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على
ستّة فراسخ وعندها مصب الخابور في الفرات، فهي في مثلث بين الخابور
والفرات. (معجم البلدان 4/ 328) .
[2] بضم الميم وفتح المهملة والقاف الثقيلة. وفي الأصل «مرفع» ،
والتصويب من خلاصة التذهيب وغيره.
[3] في الأصل «الهندي» .
(4/45)
[حرف الْخَاءِ]
خُرَيْمُ بْنُ فَاتِكٍ [1]- 4- أَبُو أَيْمَنَ الأسدي، فاسم [2] أبيه
الأخرم بْنُ شَدَّادٍ، وَخُرَيْمٌ هُوَ أَخُو سَبْرَةَ، وَوَالِدُهُ
فَاتِكٌ.
قِيلَ إِنَّهُ شَهِدَ بَدْرًا، وَرَوَى عَنِ النبي صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ وَعَنْ كَعْبٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ فَاتِكٌ، وَوَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ، وَأَبُو
هُرَيْرَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَالْمَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَشِمْرُ
بْنُ عَطِيَّةَ.
وَنَزَلَ الرَّقَّةَ، وَبِهَا تُوُفِّيَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ.
رَوَى أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ،
عَنْ خريم بن فاتك
__________
[1] مسند أحمد 3/ 499 و 4/ 321 و 345، التاريخ لابن معين 2/ 147،
الطبقات لابن سعد 6/ 38، 39، التاريخ الكبير 3/ 224، 225 رقم 757،
المعارف 340، المعرفة والتاريخ 2/ 2، 3 و 3/ 129، مقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 97 رقم 195، الجرح والتعديل 3/ 400 رقم 1837، مشاهير علماء
الأمصار 47 رقم 303، المعارف 340، المعجم الكبير 4/ 244- 252 رقم 393،
الإكمال 3/ 132، المستدرك على الصحيحين 3/ 621، 622، الأسامي والكنى
للحاكم، ورقة 51، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 131- 135، التبيين في أنساب
القرشيّين 460، أسد الغابة 2/ 112، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/
175، رقم 145، تحفة الأشراف 3/ 121، 122 رقم 126، تهذيب الكمال 8/ 239-
240 رقم 1683، المعين في طبقات المحدّثين 20 رقم 36، الكاشف 1/ 212 رقم
1393، تجريد أسماء الصحابة 1/ 158، الوافي بالوفيات 13/ 307 رقم 375،
طبقات خليفة 1/ 80 رقم 227 و 228، تهذيب التهذيب 3/ 139 رقم 265،
التقريب 1/ 223 رقم 116، الإصابة 1/ 424 رقم 2246، خلاصة التذهيب 108،
حلية الأولياء 1/ 363 رقم 67.
[2] في الأصل «قاسم» .
(4/46)
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الرَّجُلُ أَنْتَ يَا
خُرَيْمُ لَوْلَا خُلَّتَيْنِ فِيكَ» ، قُلْتُ:
وَمَا هُمَا؟ قَالَ: «إِسْبَالُكَ إِزَارِكَ وَإِرْخَاؤُكَ شَعْرِكَ.»
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ [1] . وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي
تَارِيخِهِ: خُرَيْمُ بْنُ فَاتِكٍ شَهِدَ بَدْرًا، وَقَالَ: قَالَ
أَبُو إِسْحَاقَ: كُنْيَتُهُ أبو يحيى [2] .
__________
[1] في الجزء 4/ 321، 322 و 345، والطبراني في المعجم الكبير (4156 و
4157 و 4158 و 4159 و 4160 و 4161) وفي المعجم الصغير 1/ 148، والبيهقي
في شعب الإيمان 118، والحاكم في الأسامي والكنى، ورقة 51، وانظر: مجمع
الزوائد للهيثمي 9/ 408.
[2] التاريخ الكبير 3/ 224، 225 رقم 757، وكذلك قال ابن أبي حاتم في
الجرح والتعديل 3/ 400، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 446.
(4/47)
[حرف الدال]
دحية بن خليفة [1] ، - د- بن فَرْوَةَ بْنِ فَضَالَةَ الْكَلْبِيُّ
القُضَاعِيُّ.
أَرْسَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بكتابه إلى قيصر، وله
أحاديث.
__________
[1] انظر عن دحية الكلبي في:
السير والمغازي لابن إسحاق 297، سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 184 و 278
و 4/ 259، والمغازي للواقدي 78 و 498 و 555- 557 و 674 و 901، ومسند
أحمد 4/ 311، وطبقات ابن سعد 4/ 249، وتاريخ خليفة 79 و 83 و 98،
والتاريخ الكبير 3/ 254 رقم 878 (مذكور دون ترجمة) ، والمعارف 329،
وتاريخ الطبري 2/ 582، 583 و 642 و 644 و 646 و 648 و 650 و 3/ 141 و
396 و 441، وأنساب الأشراف 1/ 377 و 462، والجرح والتعديل 3/ 439 رقم
1996، والعقد الفريد 2/ 34 و 306، وجمهرة أنساب العرب 458، والثقات
لابن حبّان 3/ 117، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 380، ومقدّمة بقيّ بن
مخلد 112 رقم 378، والمحبّر لابن حبيب 65 و 75 و 76 و 90 و 93 و 121،
وتاريخ اليعقوبي 2/ 71 و 77، وثمار القلوب للثعالبي 65، 66، والمعجم
الكبير 4/ 265- 267 رقم 407، والاستيعاب 1/ 1/ 472- 474، والمنتخب من
ذيل المذيّل 534، والإكمال لابن ماكولا 3/ 314، والأنساب لابن السمعاني
10/ 452، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 221- 223، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن
الجوزي 141، والتبيين في أنساب القرشيين 63 و 118، ومعجم البلدان 3/
280 و 325 و 4/ 522 و 555، وأسد الغابة 2/ 130، والكامل في التاريخ 1/
185 رقم 159، وتهذيب الكمال 8/ 473- 475 رقم 1794، وتحفة الأشراف 3/
131 رقم 131، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 38، والكاشف 1/ 225
رقم 1483 وسير أعلام النبلاء 2/ 550- 556 رقم 116، والوافي بالوفيات
14/ 5 رقم 1، ومجمع الزوائد 9/ 378، وتهذيب التهذيب 3/ 506، 207 رقم
394، والتقريب 1/ 235 رقم 51، وخلاصة التذهيب 112، والإصابة 1/ 473،
474 رقم 2390.
(4/48)
رَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ
الْقُرَظِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، وَمَنْصُورُ
بْنُ سَعِيدٍ.
وَكَانَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ أَمِيرًا عَلَى كُرْدُوسٍ [1] ، ثُمَّ
سَكَنَ الْمِزَّةَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : أَسْلَمَ دِحْيَةُ قَبْلَ بَدْرٍ وَلَمْ
يَشْهَدْهَا وَكَانَ يُشَبَّهُ بِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ،
وَبَقِيَ إِلَى زَمَنِ مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:
«يَأْتِينِي جِبْرِيلُ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ» . وَكَانَ دِحْيَةُ
رَجُلًا جَمِيلًا [3] .
وَقَالَ رَجُلٌ لِعَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ: أَجْمَلُ النَّاسِ جَرِيرُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ:
بَلْ أَجْمَلُ النَّاسِ مَنْ يَنْزِلُ جِبْرِيلُ عَلَى صُورَتِهِ،
يَعْنِي دِحْيَةَ [4] .
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ [5] مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانَ دحية
إذا قَدِمَ لَمْ تَبْقَ مُعْصِرٌ إِلَّا خَرَجَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ.
الْمُعْصِرُ: هِيَ الَّتِي دَنَتْ مِنَ الْحَيْضِ، ويقال: هي التي
أدركت.
__________
[1] الكردوس: كتيبة الخيل.
[2] ابن سعد 4/ 249 و 250، المعارف 329.
[3] أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 278 وقال: رواه الطبراني في
«الأوسط» وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف.
وأخرجه أحمد في المسند 2/ 107 من طريق: عفان، عن حمّاد بن سلمة، عن
إسحاق بن سويد، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر. وذكره ابن حافظ في
الإصابة 3/ 191 عن النسائي وصحّح إسناده.
[4] ذكره ابن حجر في الإصابة 3/ 191.
[5] في المعارف 329 وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 223.
(4/49)
[حرف الرَّاءِ]
رُكَانَةُ بْنُ عَبْدِ يَزِيدَ [1] ، - ت ق- بن هَاشِمِ بْنِ
الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافَ بْنِ قُصَيٍّ الْمُطَّلِبِيُّ.
مِنْ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ، لَهُ صُحْبَةٌ ورواية.
روى عنه: ابنه يزيد وغيره.
وهو الّذي صارع النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَبْلَ
الْهِجْرَةِ، وَكَانَ أَشَدَّ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنْ
صَرَعْتَنِي آمَنْتُ بِكَ، فصرعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:
يا محمد
__________
[1] انظر عن ركانة في:
السير والمغازي لابن إسحاق 276، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 41 و 3/
299، والمغازي للواقدي 694، وطبقات خليفة 9، وتاريخ خليفة 205،
والتاريخ الكبير 3/ 337، 338 رقم 1146، وأنساب الأشراف 1/ 155، ومقدّمة
بقيّ بن مخلد 108 رقم 323، ومشاهير علماء الأمصار 34 رقم 187، والمنتخب
من ذيل المذيّل 553، والاستيعاب 1/ 531- 533، والمعجم الكبير للطبراني
4/ 67، 68 رقم 462، وجمهرة أنساب العرب 73، والكامل في التاريخ 2/ 75 و
3/ 424، وأسد الغابة 2/ 187، 188، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/
191، 192 رقم 171، وتحفة الأشراف للمزّي 3/ 172- 174 رقم 152، وتهذيب
الكمال له 9/ 221- 224 رقم 1924، والمعين في طبقات المحدّثين 21 رقم
40، والكاشف 1/ 243 رقم 1600، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 186، والوافي
بالوفيات 14/ 142، 143 رقم 189، والعقد الثمين 4/ 400، وتهذيب التهذيب
3/ 287 رقم 542، والتقريب 1/ 252 رقم 107، والإصابة 1/ 520، 521 رقم
2689، وخلاصة تذهيب التهذيب 149.
(4/50)
إِنَّكَ سَاحِرٌ [1] .
وَلَمَّا أَسْلَمَ أَعْطَاهُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ خَمْسِينَ وَسْقًا بِخَيْبَرَ [2] ، وَسَكَنَ الْمَدِينَةَ
وَبِهَا تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ.
رُوَيْفِعُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ [3] ، - د ت ن-
النَّجَّارِيُّ.
لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ فَتَحَ مِصْرَ، وَرَوَى أَحَادِيثَ.
رَوَى عَنْهُ: حَنَشُ الصَّنْعَانِيُّ [4] ، وَبِشْرُ بْنُ عُبَيْدِ
اللَّهِ، وَمُرْثَدٌ [5] الْيَزَنِيُّ.
وَوَلِيَ غَزْوَ إِفْرِيقِيَّةَ لِمُعَاوِيَةَ سَنَةَ سِتٍّ
وَأَرْبَعِينَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ: تُوُفِّيَ
بِبُرْقَةَ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَيْهَا، رَأَيْتُ قبره ببرقة رضي الله
عنه.
__________
[1] انظر: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 41، 42، وأنساب الأشراف 1/ 155
رقم 338.
[2] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 299.
[3] انظر عن رويفع في:
سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 280، والطبقات الكبرى 4/ 354، وتاريخ
خليفة 208، وطبقات خليفة 292، ومسند أحمد 4/ 107، والتاريخ الكبير 3/
338 رقم 1147، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 99 رقم 218، وتاريخ الطبري 3/
96، والجرح والتعديل 3/ 520 رقم 2345، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم
389، والمعجم الكبير 5/ 13- 18 رقم 434، والاستيعاب 1/ 500، 501 وأسد
الغابة 2/ 191، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 192 رقم 172، وتحفة
الأشراف 3/ 174، 175 رقم 153، وتهذيب الكمال 9/ 254، 255 رقم 1939،
وسير أعلام النبلاء 3/ 36- 40 رقم 9، والكاشف 1/ 244 رقم 1611، والعبر
1/ 54، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 187، والوافي بالوفيات 14/ 155 رقم 206
والإصابة 1/ 522 رقم 2699، وتهذيب التهذيب 3/ 299، رقم 558، والتقريب
1/ 254 رقم 123، والبداية والنهاية 61، ومرآة الجنان 1/ 122، وخلاصة
تذهيب التهذيب 102، وشذرات الذهب 1/ 55.
[4] في الأصل: «الصغاني» ، والتصحيح من (اللباب 2/ 248) .
[5] في الأصل مهمل، والتصويب من (خلاصة التذهيب 372) .
(4/51)
[حرف الزَّايِ]
زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ [1] ، - ق- بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سِنَانٍ، أَبُو
عَبْدِ اللَّهِ الْخَزْرَجِيِّ.
أَحَدُ بَنِي بَيَاضَةَ، شَهِدَ بَدْرًا وَالْعَقَبَةَ، وَكَانَ
لَبِيبًا فَقِيهًا، وَلِيَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ حَضْرَمَوْتَ، وَلَهُ أَثَرٌ حَسَنٌ فِي قِتَالِ أَهْلِ
الرِّدَّةِ [2] .
رَوَى عَنْهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ- وَمَاتَ قَبْلَهُ-، وَعَوْفُ بْنُ
مَالِكٍ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الجعد، وروايته مرسلة.
__________
[1] انظر عن زياد بن لبيد في:
سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 340 و 4/ 242، والأخبار الموفقيّات للزبير
بن بكار 583، والمحبّر لابن حبيب 126 و 186، والمغازي للواقدي 171 و
405، ومسند أحمد 4/ 160 و 318، والطبقات الكبرى 3/ 598، وتاريخ خليفة
97 و 116 و 123، وطبقاته 100، والتاريخ الكبير 3/ 344 رقم 1163،
والتاريخ الصغير 1/ 41، وتاريخ اليعقوبي 2/ 76 و 122 و 132 و 161،
وأنساب الأشراف 1/ 245 و 529، وتاريخ الطبري 3/ 147 و 228 و 330 و 337
و 341 و 427 و 4/ 239، والجرح والتعديل 3/ 543 رقم 2452، والمعجم
الكبير 5/ 304- 306 رقم 505، وجمهرة أنساب العرب 356، والاستيعاب 2/
533، والإكمال 7/ 28، وأسد الغابة 2/ 317، والكامل في التاريخ 2/ 301 و
336 و 378 و 382 و 421 و 3/ 75 و 4/ 44، وتحفة الأشراف 3/ 190 رقم 162،
وتهذيب الكمال 9/ 506- 508 رقم 2066، والكاشف 1/ 262 رقم 1723، وتجريد
أسماء الصحابة 1/ 195، والوافي بالوفيات 15/ 10 رقم 9، والإصابة 1/
558، 559 رقم 5864، وتهذيب التهذيب 3/ 382، 383 رقم 6999، والتقريب 1/
270 رقم 131، وخلاصة تذهيب التهذيب 125، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة
312، والمستدرك 3/ 590.
[2] الخبر في تهذيب الكمال 9/ 507.
(4/52)
وَقَدْ كَانَ أَسْلَمَ وَسَكَنَ مَكَّةَ
ثُمَّ هَاجَرَ، فَهُوَ أَنْصَارِيٌّ مُهَاجِرِيٌّ.
لَهُ حَدِيثٌ فِي ذِهَابِ الْعِلْمِ [1] .
قَالَ خَلِيفَةُ [2] : مَاتَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ.
زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ [3] ، - ع- بْنِ الضَّحَّاكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ
لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عبد عوف بن غنم بن مالك بن النَّجَّارِ
أَبُو سَعِيدٍ، وَأَبُو خَارِجَةَ الْأَنْصَارِيِّ النَّجَّارِيُّ
المقرئ الفرضيّ، كاتب الوحي.
__________
[1] رواه ابن ماجة في الفتن (4048) باب ذهاب القرآن والعلم. وأخرجه
الحاكم في المستدرك 3/ 590، والأسامي والكنى، الورقة 312.
[2] في الطبقات 101.
[3] انظر عن زيد بن ثابت في:
مسند أحمد 5/ 181، والطبقات الكبرى 2/ 358، وطبقات خليفة 89، والتاريخ
له 99 و 207 و 223، ومصنّف ابن أبي شيبة 13 رقم 15749، والعلل لأحمد 1/
34 و 168 و 236 و 277 و 305 و 359 و 366 و 390 و 396، والسير والمغازي
لأبي إسحاق 130 و 299، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1171) ،
وسيرة ابن هشام 2/ 180 و 186 و 3/ 9 و 29 و 65 و 129 و 306، والمحبّر
لابن حبيب 286 و 289 و 377 و 429، وترتيب الثقات للعجلي 170 رقم 483،
والتاريخ الكبير 3/ 380، 381 رقم 1278، والتاريخ الصغير 1/ 34 و 42 و
64 و 87 و 101 و 120 و 173، 174، وتاريخ اليعقوبي 2/ 80 و 138 و 154 و
161 و 169 و 177، والمعارف لابن قتيبة 260، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد
83 رقم 40، والعقد الفريد 2/ 127، 128 و 223، 224 و 4/ 161 و 163 و 168
و 273 و 294 و 298 و 5/ 33، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام 10/ 257)
، وفضائل الصحابة للنسائي 164، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 107، وأنساب
الأشراف 1/ 267 و 288 و 316 و 338 و 344 و 466 و 531 و 580 و 585،
والجرح والتعديل 3/ 558 رقم 2524، والثقات لابن حبّان 3/ 135، ومشاهير
علماء الأمصار 10 رقم 22، والمعجم الكبير للطبراني 5/ 111- 182 رقم
481، وجمهرة أنساب العرب 348، 349، والمستدرك للحاكم 3/ 421- 423،
والأسامي والكنى له،، ورقة 215 و 216، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71،
والاستيعاب 551- 554، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 142، وتهذيب تاريخ
دمشق 5/ 446- 453، ومعجم البلدان 1/ 269 و 2/ 509، والكامل في التاريخ
(انظر فهرس الأعلام 13/ 141) ، وأسد الغابة 2/ 221- 223، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 200- 202 رقم 186، وتحفة الأشراف 3/ 205- 227
رقم 164، وتهذيب الكمال 9/ 24- 32 رقم 2091، والكاشف 1/ 264 رقم 1742،
والعبر 1/ 53، وسير أعلام النبلاء 2/ 426- 441 رقم 85، وتذكرة الحفّاظ
1/ 30، ومعرفة القراء الكبار 1 رقم 5، وصفة الصفوة 1/ 704- 707 رقم
101،
(4/53)
قُتِلَ أَبُوه يَوْمَ بُعَاثٍ قَبْلَ
الْهِجْرَةِ، وَقَدِمَ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
الْمَدِينَةَ وَزَيْدٌ صَبِيُّ ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً،
فَأَسْلَمَ وَتَعَلَّمَ الْخَطَّ الْعَرَبِيَّ وَالْخَطَّ
الْعِبْرَانِيَّ، وَكَانَ فَطِنًا ذَكِيًّا إِمَامًا فِي الْقُرْآنِ
إِمَامًا فِي الْفَرَائِضِ.
رَوَى: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وَعَرَضَ
عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ خَارِجَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ،
وَمَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَعُبَيْدُ بْنُ السَّبَّاقِ، وَعَطَاءُ
بْنُ يَسَارٍ، وَبُسْرُ بْنُ سعيد، وعروة بن الزبير، وطاووس، وَخَلْقٌ
سِوَاهُمْ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ طَائِفَةٌ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: عَرَضَ عَلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ،
وَأَبُو الْعَالِيَةَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ،
وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَمَا بَعْدَهَا. وَكَانَ عُمَرُ إِذَا حَجَّ
اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ. وَهُوَ الَّذِي نَدَبَهُ عُثْمَانُ
لِكِتَابَةِ الْمَصَاحِفِ، وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى قِسْمَةَ غَنَائِمِ
الْيَرْمُوكَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ
زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قدم النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةٍ، وَأَمَرَنِي أَنْ
أَتَعَلَّمَ كِتَابَ يَهُودٍ، فَكُنْتُ أَقْرَأُ إِذَا كَتَبُوا
إِلَيْهِ، وَلَمَّا قَدِمَ أَبِي بِي إِلَيْهِ فَقَالُوا: هَذَا
غُلَامٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، وَقَدْ قَرَأَ مِمَّا أُنْزِلَ
عَلَيْكَ بِضْعَ عَشْرَةَ سُورَةٍ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ فَأَعْجَبَهُ
ذَلِكَ وَقَالَ: «يَا زَيْدٌ تَعَلَّمَ لِي كِتَابَ يَهُودٍ، فَإِنِّي
وَاللَّهِ ما آمنهم على كتابي.
__________
[ () ] ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1581 و 2091، والزيارات
للهروي 94، ومرآة الجنان 1/ 125، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 1/
104، و 2/ 237، 238، والوفيات لابن قنفذ 61 رقم 45، والمعين في طبقات
المحدّثين 21 رقم 422، والوافي بالوفيات 15/ 24، 25 رقم 28، وغاية
النهاية 1/ 296، ومجمع الزوائد 9/ 345، وتهذيب التهذيب 3/ 399 رقم 731،
والتقريب 1/ 272 رقم 161، والإصابة 1/ 561، 562 رقم 2880، وخلاصة تذهيب
التهذيب 127، وكنز العمال 13/ 392، وشذرات الذهب 1/ 54 و 62، والبدء
والتاريخ 5/ 116.
(4/54)
قال: فَتَعَلَّمْتُهُ فَحَذقْتُهُ فِي
نِصْفِ شَهْرٍ [1] .
وَعَنْ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وآله وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحِيُ بَعَثَ إِلَيَّ
فَكَتَبْتُهُ [2] .
وَقَالَ زَيْدٌ: قَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ شَابٌّ عَاقِلٌ لَا
نَتَّهِمُكَ، قَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَتَتَبَّعَ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ.
فَقُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ!.
قَالَ: هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ يُرَاجِعُنِي حَتَّى
شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِذَلِكَ [3] .
وَقَالَ أنس: جمع القرآن عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وسلم أربعة كلهم من الأنصار: أبي، ومعاذ، وزيد بن ثابت،
وأبو زيد الأنصاري [4] .
وقال أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ: «أَفْرَضُ أُمَّتِي زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ» . وَيُرْوَى عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو
بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ
حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ
بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدٌ، وَأَفْتَاهُمْ أُبَيٌّ، وَلِكُلِّ
أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هذه الأمة أبو عبيدة الجراح» [5] .
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند 5/ 186 وأبو داود (3645) والترمذي (2715)
وابن سعد 2/ 358، والطبراني (4856 و 4857) وصحّحه الحاكم 1/ 75.
[2] إسناده صحيح. أخرجه أحمد في المسند 5/ 182، والفسوي في المعرفة
والتاريخ 1/ 483، 484، والحاكم في المستدرك 3/ 422، والطبراني في
المعجم الكبير (4928) من طريق جرير. وابن سعد في الطبقات 2/ 358،
والطبراني (4927) من طريق يحيى بن عيسى الرمليّ.
[3] أخرجه البخاري في فضائل القرآن 9/ 8 و 11 باب جمع القرآن، وأحمد في
المسند 5/ 188 و 189، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 485، والطبراني
في المعجم الكبير (4901) ، وابن أبي داود في «المصاحف» 6 و 9.
[4] أخرجه البخاري في فضائل القرآن 9/ 46 باب القراء مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم، من طريق حفص بن
عمر، عن همام، عن قتادة، عن أنس.
[5] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 359 من طريق عفان بن مسلم، عن وهيب.
(4/55)
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ [1] وَقَالَ:
غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ إِلَّا مِنْ هَذَا
الْوَجْهِ.
وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ [2] .
قُلْتُ: هُوَ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قِلَابَةَ، رَوَاهُ جَمَاعَةٌ
عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ:
«أَعْلَمُهُمْ بِالْفَرَائِضِ زَيْدٌ» . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: غَلَبَ
زَيْدٌ النَّاسَ عَلَى اثْنَتَيْنِ: عَلَى الْفَرَائِضِ وَالْقُرْآنِ
[3] .
وَقَالَ مَسْرُوقٌ: كَانَ أَهْلُ الْفَتْوَى مِنَ الصَّحَابَةِ:
عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ،
وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَبُو مُوسَى [4] .
وَقَالَ أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ لَمَّا قَالَ قَائِلُ
الْأَنْصَارِ: مِنْكُمْ أَمِيرٌ وَمِنَّا أَمِيرٌ، قَالَ: فَقَامَ
زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وسلم كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: جَزَاكُمُ اللَّهُ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ
خَيْرًا وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ، لَوْ قُلْتُمْ غَيْرَ هَذَا مَا
صَالَحْنَاكُمْ [5] .
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: فَرَّقَ عُمَرُ الصَّحَابَةَ فِي
الْبُلْدَانِ، وَحَبَسَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ بالمدينة يفتي أهلها [6] .
__________
[1] في سننه (3790) وإسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع.
[2] أخرجه الترمذي في سننه (3791) من طريق خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وقال:
حديث حسن صحيح. وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 479، 480 من طريق
سفيان، عن خالد الحذّاء، وعاصم، عن أبي قلابة، عن أنس، وأخرجه الحاكم
في المستدرك 3/ 222، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وصحّحه ابن حبّان (2218)
.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 449، وتهذيب الكمال 9/ 29.
[4] المعرفة والتاريخ 1/ 481، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 449، وتهذيب الكمال
9/ 30، وتاريخ أبي زرعة 649.
[5] أخرجه أبو داود الطيالسي في المسند 2/ 169، وأحمد 5/ 122،
والطبراني في المعجم الكبير (4785) ، والهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 183
وقال: رجاله رجال الصحيح.
[6] الطبقات الكبرى 2/ 359 من طريق الواقدي.
(4/56)
وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ:
مَا كَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يُقَدِّمَانِ أَحَدًا عَلَى زَيْدِ بْنِ
ثَابِتٍ فِي الْقَضَاءِ وَالْفَتْوَى وَالْفَرَائِضِ وَالْقِرَاءَةِ
[1] .
وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: اسْتَعْمَلَ
عُمَرُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ عَلَى الْقَضَاءِ وَفَرَضَ لَهُ رِزْقًا
[2] .
وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لَوْ هَلَكَ عُثْمَانُ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ
فِي بَعْضِ الزَّمَانِ لَهَلَكَ عِلْمُ الْفَرَائِضِ، لَقَدْ أَتَى
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ وَمَا يَعْلَمُهَا غَيْرَهُمَا [3] .
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيِّ: النَّاسُ عَلَى
قِرَاءَةِ زَيْدٍ وَفَرْضِ زَيْدٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَدِمَ إِلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، فَأَخَذَ لَهُ
بِرِكَابِهِ فقال: تنحّ يا بن عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّا
هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِعُلَمَائِنَا وَكُبَرَائِنَا [4] .
وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ [5] قَالَ: كَانَ
زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ أَفْكَهِ النَّاسِ فِي أَهْلِهِ وَمِنْ
أَزْمَتِهِمْ عِنْدَ الْقَوْمِ [6] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: لَمَّا مَاتَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ: مَاتَ حَبْرُ [7] الْأُمَّةِ، وَلَعَلَّ اللَّهَ
أَنْ يجعل في ابن عباس منه خلفا [8] .
__________
[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 35 من طريق الواقدي، وتهذيب تاريخ
دمشق 5/ 450.
[2] رواه ابن سعد في الطبقات 2/ 259، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 5/
450.
[3] أخرجه الدارميّ 2/ 314 من طريق: محمد بن عيسى، عن يوسف بن
الماجشون، عن الزهري، وأخرجه ابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 5/ 451.
[4] إسناده حسن، أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 360 من طريق: محمد بن عبد
الله الأنصاري، بهذا الإسناد، وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 423،
ووافقه الذهبي في تلخيصه، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (4746) من
طريق: علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم رزين الرمّاني. والحاكم في
المستدرك 3/ 428 من طريق: ابن جريج، عن عمرو بن دينار. وهو في: تهذيب
تاريخ دمشق 5/ 451، والإصابة 4/ 42، 43 من طريق الشعبي.
[5] في الأصل «عبية» ، والتصويب من خلاصة التذهيب.
[6] انظر: تهذيب تاريخ دمشق 5/ 453.
[7] في الأصل «خير» .
[8] أخرجه ابن سعد 2/ 362، والطبراني (4750) من طريق: عارم، عن حمّاد
بن زيد، عن
(4/57)
الْأَنْصَارِيُّ: ثَنَا هِشَامُ بْنُ
خَشَّانٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ: خَرَجَ زَيْدُ بْنُ
ثَابِتٍ يُرِيدُ الْجُمُعَةَ فَاسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ رَاجِعِينَ،
فَدَخَلَ دَارًا، فَقِيلَ لَهُ: فَقَالَ:
أَنَّهُ مَنْ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ النَّاسِ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ
اللَّهِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَخَلِيفَةُ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ:
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَخَمْسِينَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو حَفْصٍ الْفَلَّاسُ: سَنَةَ
إِحْدَى وَخَمْسِينَ.
وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ
مَعِينٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ [1] .
زَيْدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [2] ، الْقُرَشِيُّ الْعَدَوِيُّ،
وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ فاطمة الزهراء.
قال عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ: تُوُفِّيَ شَابًا وَلَمْ يُعَقِّبْ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ
الْأَنْصَارِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: وَفَدْنَا مَعَ زَيْدِ بْنِ عُمَرَ
إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَجْلَسَهُ عَلَى السَّرِيرِ، وهو يومئذ من أجمل
__________
[ () ] يحيى بن سعيد، والحاكم في المستدرك 3/ 427، 428 من طريق: سليمان
بن حرب، عن حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. ورجاله
ثقات. إلّا أن يحيى بن سعيد لم يسمع من أبي هريرة.
[1] استبعد هذا ابن الجزري في: غاية النهاية 1/ 296.
[2] انظر عن زيد بن عمر في:
السير والمغازي 248، وتاريخ اليعقوبي 2/ 260، ونسب قريش 352، والمعارف
188، والبدء والتاريخ للمقدسي 5/ 78 و 93، 94، ومروج الذهب (طبعة
الجامعة اللبنانية) 1561، وتاريخ الطبري 4/ 199 و 5/ 335، والعقد
الفريد 3/ 423 و 4/ 365 و 6/ 90، وأنساب الأشراف 1/ 402 و 428، والجرح
والتعديل 3/ 568 رقم 2576، والمعرفة والتاريخ 1/ 214، وجمهرة أنساب
العرب 38 و 157، والكامل في التاريخ 3/ 54 و 4/ 12، وتهذيب تاريخ دمشق
6/ 27- 30، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 204 رقم 191، والوافي
بالوفيات 15/ 37، 38 رقم 38، وسير أعلام النبلاء 3/ 502 في ترجمة أم
كلثوم بنت علي رقم 114.
(4/58)
النَّاسِ، فَأَسْمَعَهُ بُسْرُ بْنُ أَبِي
أَرْطَأَةَ كَلِمَةً، فَنَزَلَ إِلَيْهِ زَيْدٌ فَخَنَقَهُ حَتَّى
صَرَعَهُ، وَبَرَكَ عَلَى صَدْرِهِ، وَقَالَ لِمُعَاوِيَةَ: إِنِّي
لَأَعْلَمُ أَنَّ هَذَا عَنْ رَأْيِكَ وَأَنَا ابْنُ الْخَلِيفَتَيْنِ،
ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا زَيْدٌ وَقَدْ تَشَعَّثَ رَأْسُهُ
وَعِمَامَتُهُ، ثُمَّ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ، وَأَمَرَ لَهُ
بِمِائَةِ أَلْفٍ، وَأَمَرَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا بِأَرْبَعَةِ
آلَافٍ، وَنَحْنُ عِشْرُونَ رَجُلًا [1] .
يُقَالُ أَصَابَهُ حَجَرٌ فِي خربة ليلا فمات.
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 28 و 29.
(4/59)
[حرف السِّينِ]
سَالِمُ بْنُ عُمَيْرِ [1] ، بْنِ ثَابِتِ بن النعمان الأنصاري الأوسي.
أحد البكّاءين، شَهِدَ بَدْرًا وَالمَشَاهِدَ، وَبَقِيَ إِلَى
خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ [2] .
سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [3] ، - م ت ن ق- بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ
الْحَارِثِ- وَقِيلَ ابْنِ
__________
[1] انظر عن سالم بن عمير في:
الطبقات الكبرى 3/ 480، والمغازي للواقدي 3 و 160 و 175 و 516 و 993 و
1024 و 1071، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 332، و 4/ 157 و 281 و 282،
وتاريخ اليعقوبي 2/ 27، وأسد الغابة 2/ 248، 249، والاستيعاب 2/ 69،
70، والوافي بالوفيات 15/ 89 رقم 118، والإصابة 2/ 5 رقم 3046.
[2] الطبقات الكبرى 3/ 480، والاستيعاب 2/ 70.
[3] انظر عن سفيان بن عبد الله في:
مسند أحمد 3/ 413، والتاريخ لابن معين 2/ 216، والمغازي للواقدي 928 و
963 و 967، والطبقات الكبرى 5/ 514، وطبقات خليفة 286، وتاريخ خليفة
155، والتاريخ الكبير 4/ 86 رقم 2057، وتاريخ أبي زرعة 643، ومقدّمة
مسند بقيّ بن مخلد 106 رقم 304، والجرح والتعديل 4/ 218، 219 رقم 952،
والمحبّر 357، وترتيب الثقات للعجلي 194 رقم 572، والاستيعاب 2/ 66،
وتاريخ الطبري 4/ 241، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 196، وأسد الغابة
2/ 319، والكامل في التاريخ 3/ 77، وتلقيح فهوم أهل الأثر 372، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 223، 224 رقم 216، وتحفة الكمال 10/ 169- 172
رقم 2408، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2365، والكاشف 1/ 301 رقم 2016،
والوافي بالوفيات 15/ 285 رقم 404، والإصابة 2/ 54، 55 رقم 3315،
وتهذيب التهذيب 4/ 115، 116 رقم 200، والتقريب 1/ 311 رقم 313، والعقد
الثمين 4/ 590، وخلاصة تذهيب التهذيب 145.
(4/60)
عَبْدِ اللَّهِ- بْنِ حَطِيطِ بْنِ عَمْرٍو
الثَّقَفِيُّ الطَّائِفِيُّ.
وَلِيَ الطَّائِفَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَلَهُ صُحْبَةٌ
وَرِوَايَةٌ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «قُلْ آمَنْتُ باللَّه ثُمَّ
اسْتَقِمْ» [1] .
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَعَاصِمٌ، وَعُرْوَةُ بْنُ
الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَاعِزٍ، وَآخَرُونَ.
سُفْيَانُ بْنُ مُجِيبٍ الْأَزْدِيُّ [2] .
وَلِيَ بَعْلَبَكَّ لِمُعَاوِيَةَ، وَلَهُ صُحْبَةٌ.
رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ حَجَّاجٍ
الثُّمَالِيِّ- وَلَهُ صُحْبَةٌ- قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ
مُجِيبٍ، وَكَانَ مِنْ قُدَمَاءِ الصَّحَابَةِ [3] .
السَّائِبُ بْنُ أَبِي السَّائِبِ [4] ، - د ن ق- صَيْفِيُّ بْنُ
عَائِذِ بْنِ عبد الله بن
__________
[1] رواه مسلم في الإيمان 1/ 47 باب: جامع أوصاف الإسلام.
[2] وقع في اسمه واسم أبيه تحريف وتصحيف واختلاف كثير، فقيل له «نفير»
وقيل لأبيه «محبب» ، و «بخيت» ، وغير ذلك. وهو فاتح مدينة طرابلس الشام
في أوائل خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهما حول سنة 25 هـ.
انظر للمحقّق: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- ج 1/ 82 وما
بعدها من الطبعة الثانية، وانظر: التاريخ الكبير 8/ 124، وبيان خطأ
البخاري في تاريخه لابن أبي حاتم 129 (بالهامش) ، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 111 رقم 917، والإكمال 7/ 214 و 359، وجوامع السيرة لابن حزم 311،
وتلقيح فهوم أهل الأثر 98 و 194، وفتوح البلدان 1/ 150، والخراج وصناعة
الكتابة 295، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 713، وتاريخ دمشق (مخطوط التيمورية)
16/ 76، والكامل في التاريخ 2/ 431، وأسد الغابة 2/ 321، والاستيعاب 3/
561، والمشتبه 2/ 575، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 327 و 2/ 112 طبعة
بومباي 1969، والوافي بالوفيات 15/ 283، 284 رقم 398، والإصابة 2/ 57
رقم 3328، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (للمحقّق) ج
2/ 294، 295 رقم 637.
[3] انظر: الإصابة 2/ 57.
[4] انظر عن السائب في:
مسند أحمد 3/ 425، والمنتخب من ذيل المذيّل 562، وطبقات خليفة 20،
والتاريخ
(4/61)
عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ.
مُخْتَلَفٌ فِي إِسْلَامِهِ، فَابْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ: قُتِلَ يَوْمَ
بَدْرٍ كَافِرًا. ثُمَّ تَبعَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثُمَّ
نَقَضَ الزُّبَيْرُ ذَلِكَ فِي مَوْضِعَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ،
وَالظَّاهِرُ إِسْلَامُهُ وَبَقَاؤُهُ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ،
وَأَنَّهُ هُوَ شَرِيكُ النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كَانَ
قَبْلَ الْمَبْعَثِ.
وَفِي السُّنَنِ حَدِيثٌ لِمُجَاهِدٍ، عَنْ قَائِدٍ السَّائِبِ، عَنِ
السَّائِبِ، عَنِ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [1] .
وَرَوَى الزُّبَيْرُ بِإِسْنَادِهِ، عَنْ كَعْبٍ مَوْلَى سَعِيدِ بْنِ
الْعَاصِ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ طَافَ فِي خِلَافَتِهِ بِالْبَيْتِ فِي
جُنْدِهِ، فَزَحَمُوا السَّائِبَ بْنَ صَيْفِيِّ بْنِ عَائِذٍ
فَوَقَعَ.
فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُعَاوِيَةَ، تَصْرَعُونَنَا حَوْلَ الْبَيْتِ!
أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ أُمُّكَ.
قَالَ: لَيْتَكَ فَعَلْتَ، فَجَاءَتْ بِمِثْلِ وَلَدِكَ أَبِي
السَّائِبِ. [2] وَقَدْ وَرَدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ السَّائِبَ
أَسْلَمَ يوم الفتح، وأنه من المؤلّفة قلوبهم.
__________
[ () ] الكبير 4/ 151 رقم 2287، والتاريخ الصغير 21، والمغازي للواقدي
151، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 350 و 351، و 4/ 134، والجرح
والتعديل 4/ 242 رقم 1037، والمحبّر 474، وجمهرة أنساب العرب 43،
والاستيعاب 2/ 100، وأنساب الأشراف 1/ 124 و 146 و 300، ومقدّمة مسند
بقيّ بن مخلد 160 رقم 901، وأسد الغابة 2/ 253، 254، وتحفة الأشراف 3/
256، 257 رقم 174، وتهذيب الكمال 10/ 188 رقم 2169، والكاشف 1/ 273 رقم
1809، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 205، والوافي بالوفيات 15/ 100، 101 رقم
138، والعقد الثمين 4/ 499، وتهذيب التهذيب 3/ 448 و 449 رقم 834،
والتقريب 1/ 282 رقم 40، والإصابة 2/ 10 رقم 3065، وخلاصة تذهيب
التهذيب 132.
[1] الحديث عند ابن ماجة في كتاب التجارات، باب الشركة والمضاربة
(2287) من طريق:
سفيان، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن قائد السائب، عن السائب، قال
النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «كنت شريكي في الجاهلية، فكنت خير
شريك. كنت لا تداريني ولا تماريني» .
وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب (4836) باب في كراهية المراء، وأحمد في
المسند 3/ 425، وابن هشام في السيرة 2/ 350، 351.
[2] الاستيعاب 2/ 100، الإصابة 2/ 10.
(4/62)
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [1] : وَهُوَ
مَنْ حَسُنَ إِسْلَامُهُ.
وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي اسْمِ شَرِيكِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ عَلَى أَقْوَالٍ، فَقِيلَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَلَدُ
السَّائِبِ هَذَا.
سَلَمَةُ بْنُ سَلَامَةَ [2] ، بْنُ وَقْشٍ الْأَنْصَارِيُّ
الْأَشْهَلِيُّ، أَبُو عَوْفٍ.
مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، كَانَ أَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا
وَالْعَقَبَتَيْنِ، وَعَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَثَلَاثِينَ.
رَوَى عَنْهُ مَحْمُودُ بن الربيع في «مسند» أحمد [3] .
__________
[1] الاستيعاب 2/ 102.
[2] انظر عن سلمة بن سلامة في:
السير والمغازي 84، ومسند أحمد 3/ 467، والمغازي للواقدي 24 و 46 و 116
و 158 و 208 و 314 و 423 و 511 و 527 و 529 و 534 و 656 و 721 و 880 و
1039 و 1054، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 238 و 2/ 99 و 147 و 285 و
329، والمحبّر 74 و 119، والطبقات الكبرى 3/ 439، 440، وطبقات خليفة
77، وتاريخ خليفة 110 و 155 و 207، والتاريخ الكبير 4/ 68، 69 رقم
1986، والمعارف 263، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 119 رقم 445، والمعرفة
والتاريخ 1/ 334، وأنساب الأشراف 1/ 240، وتاريخ الطبري 2/ 459 و 3/
299 و 4/ 431، والجرح والتعديل 4/ 161، 162 رقم 709، ومشاهير علماء
الأمصار 19 رقم 74، والاستيعاب 2/ 86، وجمهرة أنساب العرب 339،
والمستدرك 3/ 417- 419، والاستبصار 222، وأسد الغابة 2/ 336، 337،
والكامل في التاريخ 2/ 130 و 3/ 191 و 452، وسير أعلام النبلاء 2/ 355،
356 رقم 70، وتلخيص المستدرك 3/ 417- 419، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء
الراشدين- بتحقيقنا) - ص 360، والوافي بالوفيات 15/ 318 رقم 443،
والإصابة 2/ 66 رقم 3381.
[3] مسند أحمد 3/ 467 وهو من طريق: ابن إسحاق، حدّثني صالح بن إبراهيم
بن عبد الرحمن بن عوف، عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل، عن سلمة
بن سلامة بن وقش- وكان من أصحاب بدر- قال: كان لنا جار من يهود في بني
عبد الأشهل، وقال: فخرج علينا يوما من بيته قبل مبعث النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم بيسير، فوقف على مجلس عبد الأشهل، قال سلمة:
وأنا يومئذ أحدث من فيه سنّا، عليّ بردة مضطجعا فيها بفناء أهلي، فذكر
البعث، والقيامة، والحساب، والميزان، والجنة، والنار، فقال: ذلك لقوم
أهل شرك أصحاب أوثان، لا يرون أنّ بعثا كائن بعد الموت، فقالوا له:
ويحك يا فلان، ترى هذا كائنا أنّ الناس يبعثون بعد موتهم، إلى دار فيها
جنة ونار، ويجزون فيها بأعمالهم؟ قال: نعم، والّذي يحلف به، لودّ
(4/63)
سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثَمَةَ [1] ، - ع-[2]
، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ
الْخَزْرَجِيُّ الْمَدَنِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ دَلِيلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُحُدٍ، وَشَهِدَ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا سِوَى
بدر، حدّثني بذلك رجل من ولده [3] .
وأما الْوَاقِدِيُّ قَالَ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَلَهُ ثَمَانِ سِنِينَ، وَهَذَا غَلَطٌ [4] .
رَوَى عَنْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ: مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ، وَأَبُو
لَيْلَى الْأَنْصَارِيَّانِ، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ، وَابْنُ أَخِيهِ
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَصَالِحُ بْنُ خَوَّاتٍ، وَبَشِيرُ بْنُ
يَسَارٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَنَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ،
وآخرون.
__________
[ () ] أنّ له بحظّه من تلك النار أعظم تنوّر في الدنيا، يحمّونه ثم
يدخلونه إيّاه فيطبق به عليه، وأن ينجو من تلك النار غدا، قالوا له:
ويحك، وما آية ذلك؟ قال: نبيّ يبعث من نحو هذه البلاد، وأشار بيده نحو
مكة واليمن، قالوا: ومتى تراه؟ قال: فنظر إليّ وأنا من أحدثهم سنّا،
فقال: إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه، قال سلمة: فو الله مَا ذَهَبَ
اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تعالى رسوله صلى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَآمَنَّا بِهِ،
وكفر به بغيا وحسدا. فقلنا: ويلك يَا فُلَانُ، أَلَسْتَ بِالَّذِي
قُلْتَ لَنَا فِيهِ ما قلت؟ قال: بلى، وليس به» .
[1] انظر عن سهل بن أبي حثمة في:
مسند أحمد 3/ 448 و 4/ 2، وطبقات خليفة 80، ومقدّمة مسند بقي بن مخلد
89 رقم 108، والتاريخ الكبير 4/ 97 رقم 2091، وتاريخ الطبري 2/ 401 و
3/ 3/ 153، والمغازي للواقدي 715 و 777، والمعرفة والتاريخ 1/ 307 و 2/
772- 774، والمعجم الكبير 6/ 119- 225 رقم 581، وتاريخ أبي زرعة 1/
443، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 237 رقم 236، والاستيعاب 2/ 97،
وسيرة ابن هشام 3/ 302، 303، وأسد الغابة 2/ 363، 364، والكامل في
التاريخ 4/ 45، وتحفة الأشراف 4/ 89- 94 رقم 215، والكاشف 1/ 325 رقم
2187، وتهذيب التهذيب 4/ 248، 249 رقم 425، والتقريب 1/ 335 رقم 550،
والإصابة 2/ 86 رقم 2523، والوافي بالوفيات 16/ 8، والنكت الظراف 4/ 89
و 94.
[2] في الأصل: «ت ع» وهو خطأ.
[3] الاستيعاب 2/ 97.
[4] قال ابن عبد البرّ في الاستيعاب 2/ 97: «قال الواقدي: قبض رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن ثمان سنين، ولكنه حفظ عنه فروى
وأتقن. وذكر أبو حاتم الرازيّ أنه سمع رجلا من ولده يقول:
سهل بن أبي حثمة، كان ممّن بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحت
الشجرة. وكان دليل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أحد، وشهد المشاهد
كلها إلّا بدرا. والّذي قاله الواقدي أظهر، والله أعلم. قال أبو عمر:
هو معدود في أهل المدينة وبها كانت وفاته» .
(4/64)
أَظُنُّهُ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ
مُعَاوِيَةَ، وَرِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْهُ مُرْسَلَةٌ، وَفِي اسْمِ
أَبِيهِ أَقْوَالٌ.
سَهْلُ بْنُ الْحَنْظَلِيَّةَ [1] ، - د ت- وَهِيَ أُمُّهُ، وَاسْمُ
أَبِيهِ عَمْرُو- وَيُقَالُ الرَّبِيعُ- بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ.
شَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ، وَرَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ.
وَعَنْهُ: بِشْرُ أَبُو قَيْسٍ التَّغْلِبِيُّ، وَأَبُو كَبْشَةَ
السَّلُولِيُّ.
وَكَانَ رَجُلًا مُتَوَحِّدًا مَا يُجَالِسُ أَحَدًا، إِنَّمَا هُوَ
فِي صَلَاةٍ، فَإِذَا انْصَرَفَ إِنَّمَا هُوَ فِي تَسْبِيحٍ وَذِكْرٍ،
وَشَهِدَ أُحُدًا وَالْخَنْدَقَ، وَسَكَنَ الشَّامَ، وَتُوُفِّيَ فِي
صَدْرِ خِلَافَةِ معاوية [2] .
__________
[1] انظر عن ابن الحنظلية في:
مسند أحمد 4/ 179 و 5/ 289، والمغازي للواقدي 893، وطبقات خليفة 196،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 113 رقم 391، والتاريخ الكبير 4/ 98 رقم
2093، والتاريخ الصغير 61، والطبقات الكبرى 7/ 401، والاستيعاب 2/ 95،
وتاريخ أبي زرعة 231 و 594 و 691، والمعرفة والتاريخ 1/ 338، والجرح
والتعديل 4/ 195 رقم 841، ومشاهير علماء الأمصار 52 رقم 342، والمعجم
الكبير 6/ 113- 119 رقم 580، والزيارات 13، وأسد الغابة 2/ 364، وتهذيب
الكمال 1/ 554، (من النسخة المصوّرة) ، وتحفة الأشراف 4/ 95، 96 رقم
216، والكاشف 1/ 325 رقم 2189، والوافي بالوفيات 16/ 7 رقم 4، وتهذيب
التهذيب 4/ 250 رقم 427، والتقريب 1/ 336 رقم 552، والإصابة 2/ 86، 7.
رقم 3525، وخلاصة تذهيب التهذيب 157.
[2] الاستيعاب 2/ 95.
(4/65)
[حرف الصَّادِ]
صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ [1] ، - م 4- بْنِ خلف، أبو وهب الجمحيّ
المكّي.
__________
[1] انظر عن صفوان بن أميّة في: أخبار مكة 2/ 164 و 165 و 263، و 269.
مسند أحمد 3/ 400 و 6/ 464، والسير والمغازي لابن إسحاق 322 د 323،
والمغازي للواقدي (راجع فهرس الأعلام 3/ 1185، 1186) ، وسيرة ابن هشام
(بتحقيقنا) 1/ 220، و 3/ 23- 25 و 126 و 308 و 315، و 4/ 60، 61 و 84 و
87، 88 و 132 و 135، ونسب قريش 166، والمحبّر لابن حبيب 104 و 133 و
140 و 141 و 307 و 447 و 473، والطبقات الكبرى 5/ 449، والمعارف 342،
وأنساب الأشراف 1/ 194 و 203 و 304، 305 و 312 و 316، 329- 331 و 335 و
354 و 356 و 362، 363، و 374 و 440 و 441، وتاريخ اليعقوبي 2/ 56 و 62،
73، وتاريخ خليفة 75 و 190 و 111 و 205، وطبقاته 24 و 278، والتاريخ
الكبير 4/ 304 رقم 2920، والمعرفة والتاريخ 1/ 309، والعقد الفريد 1/
148 و 277 و 2/ 247، وتاريخ الطبري 2/ 261 و 472- 474 و 493 و 500 و
501 و 539 و 542 و 640 و 3/ 44 و 48 و 57 و 58 و 63 و 73 و 74 و 90 و
247 و 396 و 613، والجرح والتعديل 4/ 421 رقم 1846، والاستيعاب 2/ 183،
والمعجم الكبير 8/ 54- 61 رقم 721، ومشاهير علماء الأمصار 31 رقم 159،
والمستدرك 3/ 428، وجمهرة أنساب العرب 159، 160، والاستبصار 93، وتهذيب
تاريخ دمشق 6/ 429- 434، وأسد الغابة 3/ 23، وتحفة الأشراف 4/ 187- 191
رقم 239، والكامل في التاريخ 2/ 68 و 131 و 135 و 136 و 145 و 148 و
149 و 168 و 239 و 247 و 248 و 253 و 262 و 263 و 270 و 345 و 502 و 3/
424، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 608، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/
249 رقم 263، والمنتخب من ذيل المذيّل 540 و 563، والجمع بين رجال
الصحيحين 1/ 224، وسير أعلام النبلاء 2/ 562- 567 رقم 119، والمعين في
طبقات المحدّثين 22 رقم 60، والكاشف 2/ 27 رقم 2419، والعبر 1/ 50،
ومرآة الجنان 1/ 119، والوافي بالوفيات 16/ 313، 314 رقم 340، وحذف من
نسب قريش 89 و 93، والعقد الثمين 5/ 41، والوفيات لابن قنفذ 60 رقم 42،
والبداية والنهاية 8/ 23، وتهذيب التهذيب
(4/66)
قُتِلَ أَبُوهُ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَسْلَمَ
هُوَ يَوْمَ الْفَتْحِ بَلْ بَعْدَهُ، وَكَانَ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ
قُلُوبُهُمْ، ثُمَّ شَهِدَ الْيَرْمُوكَ أَمِيرًا عَلَى كُرْدُوسٍ [1]
.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أُمَيَّةَ، وَابْنُ أَخِيهِ حُمَيْدُ بْنُ
حُجَيْرٍ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الحارث
بن نوفل، وطاووس.
وَشَهِدَ حُنَيْنًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى شِرْكِهِ بَعْدُ، وَأَعَارَ النَّبِيَّ صلى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ سِلَاحًا وَأَدْرُعًا يَوْمَئِذٍ. [2]
وَكَانَ شَرِيفًا مُطَاعًا كَثِيرَ الْمَالِ، وَرَدَ أَنَّهُ مَلَكَ
قِنْطَارًا مِنَ الذَّهَبِ.
يُقَالُ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَقْطَعَهُ زُقَاقَ
صَفْوَانَ.
وَعَن أَبِي حُصَيْنٍ الْهُذَلِيِّ قَالَ: استقرض النبيّ صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ مِنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ خَمْسِينَ أَلْفًا
فَأَقْرَضَهُ [3] .
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ: مَاتَ صَفْوَانُ
سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ [4] .
وَقَالَ خَلِيفَةُ [5] : سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
صَفِيَّةُ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ [6] ، - ع- بِنْتُ حُيَيِّ بن أخطب بن
سعية، من سبط
__________
[ () ] 4/ 424، 425 رقم 733، والتقريب 1/ 367 رقم 102، والإصابة 2/
187، 188 رقم 4073، والنجوم الزاهرة 1/ 121، وشذرات الذهب 1/ 52،
وخلاصة تذهيب التهذيب 174، والنكت الظراف 4/ 187 و 191.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 4229.
[2] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 84، وتاريخ الطبري 3/ 73، والمغازي
للواقدي 3/ 890، والطبقات الكبرى 2/ 150، ونهاية الأرب 17/ 326،
والكامل 2/ 262.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 430.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 434.
[5] تاريخ خليفة 205.
[6] انظر عن أمّ المؤمنين صفيّة في:
مسند أحمد 6/ 336، والمحبّر لابن حبيب 90- 92 و 98، وسيرة ابن هشام 3/
285 و 4/ 291 و 294 و 297، والمغازي للواقدي 374 و 668 و 669 و 673 و
674 و 704 و 706 و 707- 709 و 1114، والسير والمغازي لابن إسحاق 264-
266، والمعارف 138 و 215، والطبقات الكبرى 8/ 120- 129، وتاريخ خليفة
82، 83 و 86، وتاريخ أبي زرعة 1/ 491، 492، والمعرفة والتاريخ 1/ 463 و
508، 509 و 2/ 201 و 247 و 653، ومقدّمة
(4/67)
لَاوِي بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، ثُمَّ مِنْ وَلَدِ هَارُونَ أَخِي
مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامِ.
تَزَوَّجَهَا سَلَّامٌ الْيَهُودِيُّ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا
كِنَانَةُ بْنُ أَبِي الْحُقَيْقِ، وَكَانَا مِنْ شُعَرَاءِ
الْيَهُودِ، ثُمَّ قُتِلَ كِنَانَةُ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَسَبَاهَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مِنْ
خَيْبَرَ، وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَهَا [1] .
رَوَى عَنْهَا: عَلَيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَمَوْلَاهَا كِنَانَةُ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [2] : رُوِينَا أَنَّ جَارِيَةً
لِصَفِيَّةَ أَتَتْ عُمَرَ، فَقَالَتْ: إِنَّ صَفِيَّةَ تُحِبُّ
السَّبْتَ وَتَصِلَ الْيَهُودَ، فَبَعَثَ إِلَيْهَا عُمَرَ فَسَأَلَهَا
فَقَالَتْ: أَمَّا السَّبْتُ فَلَمْ أُحِبُّهُ مُنْذُ أَبْدَلَنِي
اللَّهُ بِهِ الْجُمُعَةَ، وَأَمَّا الْيَهُودُ فَإِنَّ لِي فِيهِمْ
رَحِمًا، فَأَنَا أَصِلُهَا، ثُمَّ قَالَتْ لِلْجَارِيَةِ: مَا
حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ؟ قَالَتْ: الشَّيْطَانُ، قَالَتْ:
فاذهبي فأنت حرّة.
__________
[ () ] مسند بقيّ بن مخلد 96 رقم 184، ومروج الذهب (طبعة الجامعة
اللبنانية) 1492، وصفة الصفوة 1/ 146، وتسمية أزواج النبي لأبي عبيدة
66، وتاريخ الطبري 3/ 9 و 14 و 18 و 165، والعقد الفريد 6/ 128، وأنساب
الأشراف 1/ 442- 444 و 446 و 448 و 467 و 515 و 546، وتاريخ اليعقوبي
2/ 56 و 84 و 238، والمستدرك 4/ 28، 29، والاستيعاب 4/ 346، وحلية
الأولياء 2/ 54، والكامل في التاريخ 2/ 217 و 220 و 223 و 309 و 3/
471، وأسد الغابة 5/ 490، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2/ 348، وجامع
الأصول 9/ 143، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1686، وصفة الصفوة 2/ 27،
والبداية والنهاية 8/ 46، والوفيات لابن قنفذ 35 رقم 50، والجمع بين
رجال الصحيحين 2/ 608، والعبر 1/ 8 و 56، والكاشف 3/ 429 رقم 85، ومرآة
الجنان 1/ 124، والوافي بالوفيات 16/ 324 رقم 356، ومجمع الزوائد 9/
250، وتهذيب التهذيب 2/ 429، والتقريب 2/ 603 رقم 3، والإصابة 4/ 346-
348 رقم 650، وخلاصة تذهيب التهذيب 492، وكنز العمال 13/ 636 و 704،
وشذرات الذهب 1/ 12 و 56.
[1] أخرجه البخاري من حديث أنس، في المغازي 7/ 360 باب غزوة خيبر، وفي
النكاح 9/ 111 باب من جعل عتق الأمة صداقها، وفي النكاح، باب الوليمة
ولو بشاة. ومسلم في النكاح، (85/ 1365) باب فضيلة إعتاقه أمة ثم
يتزوّجها. وأبو داود (2054) . والترمذي (1115) ، والنسائي 6/ 114، وعبد
الرزاق في المصنّف 7/ 269.
[2] في الاستيعاب 4/ 348.
(4/68)
وَفِي التِّرْمِذِيِّ [1] مِنْ حَدِيثِ
هَاشِمِ بْنِ سَعِيدٍ الْكُوفِيِّ، حَدَّثَنَا كِنَانَةُ، حَدَّثَتْنَا
صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ- وَقَدْ بَلَغَنِي عَنْ حَفْصَةَ
وَعَائِشَةَ كَلَامٌ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ- فَقَالَ: «أَلَا قُلْتِ:
وَكَيْفَ تَكُونَانِ خَيْرًا مِنِّي وَزَوْجِي مُحَمَّدٌ، وَأَبِي
هَارُونُ، وَعَمِّي مُوسَى» . وَكَانَ بَلَغَهَا أَنَّهُمَا قَالَتَا:
نَحْنُ أَكْرَمُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنْهَا، نَحْنُ أَزْوَاجُهُ،
وَبَنَاتُ عَمِّهِ [2] .
وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: حَدَّثَتْنِي سُمَيَّةُ، عَنْ
صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ حَجَّ بِنِسَائِهِ، فَبَرَكَ بِصَفِيَّةَ جَمَلُهَا،
فَبَكَتْ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لَمَّا
أَخْبَرُوهُ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ دُمُوعَهَا بِيَدِهِ، وَهِيَ تَبْكِي،
وَهُوَ يَنْهَاهَا، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الرَّوَاحِ قَالَ
لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ: «افْقِرِي أُخْتَكِ جَمَلًا» - وَكَانَتْ
مِنَ أَكْثَرَهُنَّ ظَهْرًا- فَقَالَتْ: أَنَا أُفْقِرُ
يَهُودِيَّتَكَ، فغضب صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَلَمْ
يُكَلِّمْهَا حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَمُحَرَّمَ وَصَفَرَ،
فَلَمْ يَأْتِهَا، وَلَمْ يُقْسِمْ لَهَا، وَيَئِسَتْ مِنْهُ، فَلَمَّا
كَانَ رَبِيعٌ الْأَوَّلُ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَلَمَّا رَأَتْهُ
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْنَعُ؟ قَالَ: وَكَانَتْ لَهَا
جَارِيَةٌ تُخْبِئُهَا من رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
فَقَالَتْ: فُلَانَةٌ لَكَ. قَالَ: فَمَشَى النَّبِيُّ صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ إِلَى سَرِيرِهَا، وَكَانَ قَدْ رُفِعَ، فَوَضَعَهُ
بِيَدِهِ، وَرَضِيَ عَنْ أَهْلِهِ [3] .
وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَشْقَرُ [4] : ثَنَا
إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن
__________
[1] الجامع الصحيح، في المناقب (3892) ، والمستدرك للحاكم 4/ 29.
[2] إسناده ضعيف، لضعف هاشم بن سعيد الكوفي، وباقي رجاله ثقات، لكن
يشهد له حديث أنس عند أحمد في المسند 3/ 135، 136، وعند الترمذي (3894)
من طريق:
عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس قال: بلغ صفيّة أنّ حفصة قالت:
بنت يهوديّ، فبكت، فدخل عليها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهي
تبكي، فقال: «ما يبكيك؟» فقالت: قالت لي حفصة إنّي بنت يهوديّ، فقال
النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّك لابنة نبيّ، وإنّ عمّك لنبيّ،
وإنّك لتحت نبيّ، ففيم تفخر عليك؟» ثم قال: «اتّقي الله يا حفصة» .
صحيح الإسناد.
[3] أخرجه أحمد في المسند 6/ 337، 338، وابن سعد في الطبقات 8/ 126،
127 من طريق: عفّان بن مسلم، عن حمّاد بن سلمة، عن ثابت، عن شميسة، عن
عائشة بنحوه.
و «أفقري أختك» : أي أعيريها إيّاه للركوب، مأخوذ من ركوب فقار الظهر،
وهو خرزاته، وواحدتها: فقارة.
[4] في الأصل «الأسفر» والتصويب من خلاصة التذهيب 82.
(4/69)
مَالِكِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ صَفِيَّةَ
بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ مِنْ
نِسَائِكَ أَحَدٌ إِلَّا وَلَهَا عَشِيرَةٌ، فَإِنْ حَدَثَ بِكَ حَدَثٌ
فَإِلَى مَنْ أَلْجَأُ؟ قَالَ: «إِلَى عَلِيٍّ» . مَالِكٌ مَجْهُولٌ
[1] ، وَالْحَدِيثُ غَرِيبٌ [1] .
وَكَانَتْ مِنْ عُقَلَاءِ النِّسَاءِ. تُوُفِّيَتْ سَنَةَ خَمْسِينَ،
وَقِيلَ: سَنَةَ ستّ وثلاثين [2] .
__________
[1] وإسناده ضعيف جدّا، لضعف الأشقر، حيث قيل فيه إنه منكر الحديث،
وليس بقويّ، وفيه نظر.
وهذا الحديث رواه البخاري 7/ 311 وقال: لا يعرف مالك إلا بهذا الحديث
الواحد، ولم يتابع عليه.
[2] الأول هو الأصحّ، لأنّ عليّ بن الحسين قد سمع منها كما صرّح، وهو
ولد بعد سنة 40 أو نحوها. (فتح الباري 4/ 240) .
(4/70)
[حرف الضَّادِ]
ضُبَاعَةُ بِنْتُ الزُّبَيْرِ [1] ، - د ن ق- بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
الْهَاشِمِيَّةَ، بِنْتُ عَمِّ رسول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ، وَزَوْجَةُ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ.
رَوَى عَنْهَا: زَوْجُهَا، وَبِنْتُهَا كَرِيمَةُ بِنْتُ الْمِقْدَادِ،
وَسَعِيدُ بْنُ المسيّب، وعروة بن الزبير، والأعرج.
__________
[1] انظر عن ضباعة في:
مسند أحمد 6/ 419 و 360، والطبقات الكبرى 8/ 46، وطبقات خليفة 331،
والمغازي للواقدي 27 و 684، والمحبّر لابن حبيب 64، و 604، والمعارف
120 و 262، وسيرة ابن هشام 1/ 125، والمنتخب من ذيل المذيّل 619،
والاستيعاب 4/ 352، وأسد الغابة 5/ 495، وانظر عهد الخلفاء الراشدين من
تاريخ الإسلام (بتحقيقنا) 419، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2/ 350،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 96 رقم 182، والعقد الفريد 6/ 129، 130،
وسير أعلام النبلاء 2/ 274، 275 رقم 47، والوافي بالوفيات 16/ 350 رقم
380، والإصابة 4/ 352 رقم 672، وتهذيب التهذيب 12/ 432، والتقريب 2/
604 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 493.
(4/71)
[حرف الْعَيْنِ]
عَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ [1] ، - ن- بْنِ الْجَدِّ بْنِ الْعَجْلَانِ
الْبَلَوِيُّ، أَبُو عَمْرٍو، وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
حَلِيفُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عوف، ردّه النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ مِنْ بَدْرٍ إِلَى مَسْجِدِ الضِّرَارِ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ
عَنْهُمْ، وَضَرَبَ بِهِ بِسَهْمِهِ وَأَجْرِهِ [2] .
وَطَالَ عمره، وكان سيّد بني العجلان.
__________
[1] انظر عن عاصم بن عديّ في:
مسند أحمد 5/ 450، وطبقات خليفة 87 و 118، والطبقات الكبرى 3/ 466،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 102 رقم 256، وتاريخ الطبري 2/ 478 و 3/ 110
و 219 و 223، والمعارف 326، والمغازي للواقدي 101 و 114 و 160 و 685 و
689 و 717 و 719 و 991 و 1046 و 1048 و 1110، وسيرة ابن هشام 2/ 331 و
3/ 299، و 4/ 171 و 195، والتاريخ الكبير 6/ 477 رقم 3037، والمعرفة
والتاريخ 2/ 215، وأنساب الأشراف 1/ 21 و 241 و 289، و 300، والاستيعاب
3/ 134، والجرح والتعديل 6/ 345، 346 رقم 1911، وأسد الغابة 3/ 75،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 255 رقم 276، وتحفة الأشراف 4/ 225-
227 رقم 256، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 636، والعبر 1/ 53، والكاشف
2/ 46 رقم 2531، ومرآة الجنان 1/ 122، والإصابة 2/ 246 رقم 4353،
وتهذيب التهذيب 5/ 49 رقم 80، والتقريب 1/ 384 رقم 16، والوافي
بالوفيات 16/ 569 رقم 602، وخلاصة تذهيب التهذيب 182، وشذرات الذهب 1/
54.
[2] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 331، والروض الأنف 3/ 99، وأخرجه ابن
سعد في الطبقات 3/ 466 من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن أبي بكر بن عبد
الله بن أبي سبرة، عن المسور بن رفاعة، عن عبد الله بن مكنف. وعن أفلح
بن سعيد، عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش، عن أبي البدّاح، عن عاصم بن
عديّ.
(4/72)
رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو الْبَدَّاحِ
[1] حَدِيثًا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي رَمْيِ الْجِمَارِ [2] .
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: ردّه رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
مِنَ الرَّوْحَاءِ، وَاسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْعَالِيَةِ فِي غَزْوَةِ
بَدْرٍ [3] .
وَقِيلَ إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وَلَهُ مِنَ
الْعُمُرِ مِائَةٌ وَخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةٍ.
كَذَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ فِي سِنِّهِ [4] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَنِيسٍ [5] ، - م 4- الْجُهَنِيُّ ثُمَّ
الْأَنْصَارِيُّ، حليف الأنصار.
شهد العقبة، وبدر [6] لم يشهدها، بل شهد أحدا.
__________
[1] في الأصل «أبو البداع» ، والتصحيح من الاستيعاب 3/ 134.
[2] سنن النسائي 5/ 273 كتاب الحج، باب رمي الرعاة، وهو من طريق:
مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ، عَنْ أبيه، عن أبي
البداح بن عاصم بن عدي، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم رخّص للرعاة في البيتوتة يرمون يوم النحر
واليومين اللّذين بعده يجمعونهما في أحدهما، ورواه ابن سعد في طبقاته
3/ 466.
[3] الطبقات الكبرى 3/ 466.
[4] الطبقات الكبرى 3/ 466.
[5] انظر عن عبد الله بن أنيس في:
مسند أحمد 3/ 495 و 498، وسيرة ابن هشام 2/ 105 و 340، وظ/ 219 و 4/
265- 267، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1193) ، والمحبّر
لابن حبيب 117 و 119 و 282، وتاريخ اليعقوبي 2/ 74، والمعارف 280،
وأنساب الأشراف 1/ 249 و 288 و 376 و 378، والمعرفة والتاريخ 1/ 268،
269، والعقد الفريد 2/ 34، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 90 رقم 113،
وجمهرة أنساب العرب 452، والسير الكبير للشيباني 1/ 266، ومشاهير علماء
الأمصار 56 رقم 381، والجرح والتعديل 5/ 1 رقم 1، والتاريخ الكبير 5/
14- 17 رقم 26، والاستيعاب 2/ 258، وحلية الأولياء 2/ 5، 6 رقم 90،
وأسد الغابة 3/ 119، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 360، 361 رقم
286، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 666، وتحفة الأشراف 4/ 273- 275 رقم
271، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم 69، والعبر 1/ 59، والكاشف 2/
65 رقم 2661، والمغازي من تاريخ الإسلام (بتحقيقنا) 342 و 346 و 362،
والبداية والنهاية 8/ 57، والإصابة 2/ 278، 279 رقم 4550، وتهذيب
التهذيب 5/ 149- 151 رقم 257، والتقريب 1/ 402 رقم 190، والنكت الظراف
4/ 274، وحسن المحاضرة 1/ 211 رقم 147، وشذرات الذهب 1/ 60.
[6] في الأصل «بدرا» وهو خطأ.
(4/73)
كُنْيَتُهُ أَبُو يَحْيَى، وَقِيلَ يُقَالُ
لَهُ: الْجُهَنِيُّ، وَلَيْسَ بِجُهَنِيٍّ بَلْ ذَلِكَ لَقَبٌ لَهُ،
وَهُوَ مِنْ قُضَاعَةَ.
رَوَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ دَفَعَ
إِلَيْهِ مِخْصَرَةً كَانَ يَتَخَصَّرُ بِهَا [1] ،.
وَهُوَ الَّذِي رَحَلَ إِلَيْهِ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى
مِصْرَ، وَسَمِعَ مِنْهُ حَدِيثَ الْقِصَاصِ.
تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَسَيُعَادُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ [2]- ع-، بْنِ الْحَارِثِ، أَبُو يُوسُفَ
الْإِسْرَائِيلِيُّ النَّسَبِ حَلِيفُ الْأَنْصَارِ.
أَسْلَمَ عِنْدَ قُدُومِ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
الْمَدِينَةَ، وَكَانَ اسْمُهُ الْحُصَيْنَ فَسَمَّاهُ عَبْدَ الله،
وشهد له بالجنة [3] .
__________
[1] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 266، وتاريخ الطبري 3/ 156، 157.
[2] انظر عن عبد الله بن سلام في:
سيرة ابن هشام 2/ 156 و 158 و 198 و 202، والمغازي للواقدي 329 و 372 و
381 و 509، ومسند أحمد 5/ 450، والتاريخ لابن معين 2/ 311، وطبقات
خليفة 8، وتاريخ خليفة 56 و 206، والمعرفة والتاريخ 1/ 264 و 280 و 301
و 303 و 418 و 428 و 468 و 551 و 621 و 3/ 170 و 274 و 275 و 374،
وأنساب الأشراف 1/ 266، والتاريخ الكبير 5/ 18، 19 رقم 29، ومشاهير
علماء الأمصار 16 رقم 52، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 107،
والعقد الفريد 3/ 143، والاستيعاب 2/ 382، والمستدرك 3/ 413- 416،
والطبقات الكبرى 2/ 32، 353، والجرح والتعديل 5/ 62، 63 رقم 288، ومروج
الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1621، والاستبصار 192، وجامع الأصول 9/
81، وأسد الغابة 3/ 264، وصفة الصفوة 1/ 718- 721 رقم 107، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 270، 271 رقم 304، وتحفة الأشراف 4/ 352- 358
رقم 299، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 691، 692، والعبر 1/ 51، وتذكرة
الحفّاظ 1/ 26، وسير أعلام النبلاء 2/ 413- 426 رقم 84، والمعين في
طبقات المحدّثين 23 رقم 76، والكاشف 2/ 85 رقم 2801، والمغازي (من
تاريخ الإسلام- والوافي بالوفيات 17/ 198، 199 رقم 184، وتهذيب تاريخ
دمشق 7/ 443- 448، وتهذيب التهذيب 5/ 249 رقم 437، والتقريب 1/ 422 رقم
370، والنكت الظراف 4/ 352- 358، والإصابة 2/ 320، 321 رقم 4725، ومجمع
الزوائد 9/ 326، وخلاصة تذهيب التهذيب 20، والبداية والنهاية 8/ 27،
والبدء والتاريخ 5/ 118، 119.
[3] الاستيعاب 2/ 382، المستدرك 3/ 413، وسيرة ابن هشام 2/ 156
(بتحقيقنا) .
(4/74)
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَ عَاصِمُ
بْنُ بَهْدَلَةَ [1] ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم أتى بقصعة فقال:
«يجيء رَجُلٌ مِنْ هَذَا الْفَجِّ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَأْكُلُ
هَذِهِ الْفَضْلَةَ» ، فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ
فَأَكَلَهَا.
رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ فِي «مُسْنَدِهِ» عَنْ عَفَّانَ، عَنْهُ [2] .
رَوَى عَنْهُ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَقَاضِي الْبَصْرَةِ، وَزُرَارَةُ
بْنُ أَوْفَى، وَأَبُو سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى، وَابْنَاهُ
يُوسُفَ وَمُحَمَّدُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَشَهِدَ فَتَحَ بيت المقدس مع عمر [3] .
وقيل إنه من ذُرِّيَةُ يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَحِلْفُهُ فِي
الْقَوَاقِلِ [4] ، وَكَانَ مِنَ الْأَحْبَارِ.
تَقَدَّمَ خَبَرُ إِسْلَامِهِ فِي التَّرْجَمَةِ النَّبَوِيَّةِ،
وَأَنَّ الْيَهُودَ شَهِدُوا فِيهِ أَنَّهُ عَالِمُهُمْ وَابْنُ
عَالِمِهِمْ [5] .
وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ سَعْدٍ قَالَ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ لِأَحَدٍ: «مِنْ
أَهْلِ الْجَنَّةِ» إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ [6] .
وَقَالَ سَعْدٌ: فِيهِ نَزَلَتْ: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي
إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ 46: 10 [7] .
__________
[1] في الأصل «بهذلة» ، والتصويب من خلاصة تذهيب التهذيب 182.
[2] إسناده حسن. وهو في مسند أحمد 1/ 169 و 183، ولفظه: «أنّ النبيّ
صلى الله عليه وآله وسلم أتي بقصعة من ثريد، فأكل، ففضل منه فضلة،
فقال: «يدخل من هذا الفجّ رجل من أهل الجنة، يأكل هذه الفضلة» قال سعد:
وقد كنت تركت أخي عمير بن أبي وقّاص يهيّأ لأن يأتي النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم، فطمعت أن يكون هو، فجاء عبد الله بن سلام، فأكلها» .
وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 416 ووافقه الذهبي في تلخيصه.
[3] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 271.
[4] القواقل: نسبة إلى «القوقل» ، وهو أبو بطن من الأنصار.
[5] انظر الجزء الخاص بالمغازي من هذا الكتاب- بتحقيقنا- ص 42- 44،
وسيرة ابن هشام- بتحقيقنا- ج 2/ 158، 159، ونهاية الأرب 16/ 363، وعيون
الأثر 1/ 206.
[6] أخرجه مالك في الموطّأ، ورواه البخاري في المناقب 7/ 97 باب مناقب
عبد الله بن سلام، ومسلم في الفضائل (2483) من حديث مالك.
[7] سورة الأحقاف- الآية 10.
(4/75)
وَجَاءَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ: أَنَّ عَبْدَ
اللَّهِ رَأَى رُؤْيَا، فَقَصَّهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: «تَمُوتُ وَأَنْتَ مُسْتَمْسِكٌ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى» [1] .
وَثَبَتَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ مُعَاذٌ
قِيلَ: أَوْصِنَا، قَالَ:
أَجْلِسُونِي، ثم قال: إنّ العلم وَالْإِيمَانَ مَكَانُهُمَا، مَنِ
ابْتَغَاهُمَا وَجَدَهُمَا، فَالْتَمِسُوا الْعِلْمَ عَنْ أَرْبَعَةٍ:
عِنْدَ عُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعِنْدَ سَلْمَانَ
الْفَارِسِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ
بْنِ سَلَامٍ الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، فإنّي سمعت النبيّ
صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّهُ عَاشِرُ عَشْرَةٍ فِي
الْجَنَّةِ» .
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِدْرِيسَ
الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ يَزِيدَ، رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ رَفِيعٍ، عَنْ
مَعْبَدٍ الْجُهْنِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمِيرَةَ. اتَّفَقُوا عَلَى
وَفَاتِهِ فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ [3] الْقَيْنِيُّ [4] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ، وَلَا تُحْفَظُ لَهُ
رِوَايَةٌ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ [5] ، بْنِ
الْمُغِيرَةَ الْمَخْزُومِيُّ.
__________
[1] أخرجه البخاري في التعبير 12/ 353 باب التعليق بالعروة والحلقة، من
طريق: ابن عون، عن محمد بن سيرين، حدّثنا قيس بن عبّاد، عن عبد الله بن
سلام.
[2] في الجامع الصحيح (3804) في المناقب، من طريق: قتيبة، عن الليث، عن
معاوية بن صالح. وصحّحه الحاكم 3/ 416، ووافقه الذهبي في التلخيص،
وذكره البخاري في تاريخه الصغير 1/ 73، ونقله عنه ابن حجر في الإصابة
وجوّد إسناده. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[3] انظر عن عبد الله بن قيس في:
الإصابة 2/ 361 رقم 4906.
[4] في طبعة القدسي 2/ 231 «العتقيّ» والتصويب من (الإصابة) .
[5] نسب قريش 325، والاستيعاب 2/ 408، والجرح والتعديل 5/ 229 رقم
1082، وجمهرة أنساب العرب 147، وتاريخ اليعقوبي 2/ 223 و 239، وطبقات
خليفة 244 و 311، وتاريخه 180 و 195 و 207، وتاريخ الطبري 3/ 396 و 4/
163 و 321 و 325 و 330 و 331 و 421 و 574 و 5/ 26 و 54 و 71 و 98 و 212
و 226 و 227، والأخبار الموفقيات 113 و 206، والعقد الفريد 1/ 132 و 4/
47 و 6/ 133، 134، ومشاهير علماء الأمصار 52 رقم 342، والتاريخ الكبير
5/ 177 رقم 898، وأنساب الأشراف 1/ 447، والمعرفة والتاريخ 3/ 319،
وتاريخ الإسلام (الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين- بتحقيقنا) 543،
وجامع
(4/76)
أدرك النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
وَرَآهُ، وَشَهِدَ الْيَرْمُوكَ مَعَ أَبِيهِ، وَسَكَنَ حِمْصَ.
وَكَانَ أَحَدُ الْأَبْطَالِ كَأَبِيهِ، وَكَانَ مَعَهُ لِوَاءُ
مُعَاوِيَةَ يَوْمَ صِفِّينَ [1] .
وَكَانَ يَسْتَعْمِلُهُ مُعَاوِيَةُ عَلَى غَزْوِ الرُّومِ [2] .
وَكَانَ شَرِيفًا شُجَاعًا مُمَدَّحًا [3] .
رَوَى عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ سَلَمَةَ، وَعَمْرُو بْنُ قَيْسٍ،
وَغَيْرُهُمَا.
وَقَالَ سَيْفٌ: كَانَ عُمُرُهُ يَوْمَ الْيَرْمُوكَ ثَمَانِ عَشْرَةَ
سَنَةٍ، وَكَانَ يَوْمَئِذٍ عَلَى كُرْدُوسٍ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: وَلِيَ إِمْرَةَ حِمْصٍ مُدَّةً وَكَانَ مَشْكُورَ
السِّيرَةِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ
وَأَرْبَعِينَ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ [4] ، - ع- بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ
شَمْسِ بن عبد مناف
__________
[ () ] التحصيل لابن كيكلدي: 27 رقم 426، والتذكرة الحمدونية لابن
حمدون 30 و 448 و 460، والإصابة 3/ 67، 68 رقم 6207، والبداية والنهاية
8/ 31، والتبيين في أنساب القرشيين 310.
[1] نسب قريش 324، 325.
[2] الأخبار الموفّقيّات 113.
[3] نسب قريش 325 و 326.
[4] انظر عن عبد الرحمن بن سمرة في:
مسند أحمد 5/ 61، والتاريخ لابن معين 2/ 349، وطبقات خليفة 11 و 174،
وتاريخ خليفة 211، والتاريخ الكبير 5/ 242، 243 رقم 796، والمعارف 304
و 556، والمعرفة والتاريخ 1/ 283، والجرح والتعديل 5/ 238 رقم 1126،
ونسب قريش 288، ومشاهير علماء الأمصار 45 رقم 278، ومقدّمة مسند بقيّ
بن مخلد 94 رقم 154، وتاريخ الطبري 4/ 266 و 5/ 159 و 224 و 7/ 420 و
8/ 179 و 186، وتاريخ اليعقوبي 2/ 166 و 217، وأنساب الأشراف 1/ 504،
وجمهرة أنساب العرب 74، والاستيعاب 2/ 402، والمستدرك 3/ 444، 445،
وأسد الغابة 3/ 454، وتحفة الأشراف 7/ 197- 200 رقم 333، وتهذيب الكمال
(المصوّر) 2/ 793، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 296، 297 رقم 350،
والكاشف 2/ 149 رقم 3255، والعبر 1/ 55، والمعين في طبقات المحدّثين 24
رقم 84، وسير أعلام النبلاء 2/ 571، 572 رقم 121، والمغازي من (تاريخ
الإسلام) 629، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 415 و 470،
وتهذيب التهذيب 6/ 190، 190 رقم 383، والتقريب 1/ 483 رقم 965،
والإصابة 2/ 400، 401 رقم
(4/77)
بْنِ قُصَيٍّ، أَبُو سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ
الْعَبْشَمِيُّ.
هَكَذَا نَسَبَهُ ابْنُ الْكَلْبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ،
وَالْبُخَارِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ، وَزَادَ فِي نَسَبِهِ
مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ، وَابْنُ أَخِيهِ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ
بَعْدَ حَبِيبٍ: رَبِيعَةٌ [1] .
أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ، وقال له النبيّ صلى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «لَا تَسْأَلِ الْإِمَارَةَ» [2] .
وَغَزَا سِجِسْتَانَ أَمِيرًا كَمَا مَضَى [3] .
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَسَعِيدُ بن المسيب، وعبد الرحمن بن
أبي ليلى، وَحَيَّانُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ،
وَحُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَأَخُوهُ
سَعِيدٌ.
وَيُرْوَى أَنَّ اسْمَهُ كَانَ: عَبْدَ كَلَالٍ، فَغَيَّرَهُ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [4] .
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِينَ بِالْبَصْرَةِ، وَيُقَالُ سَنَةَ إحدى
وخمسين [5] .
__________
[ () ] 5134، والنكت الظراف 7/ 197، 198، وخلاصة تذهيب التهذيب 228،
وشذرات الذهب 1/ 53 و 54 و 56، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 71،
والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 216.
[1] تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 296.
[2] وتمام الحديث: «يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة، فإن أعطيتها عن
مسألة وكلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على
يمين فرأيت غيرها خيرا منها، فائت الّذي هو خير، وكفّر عن يمينك» .
أخرجه أحمد في المسند 5/ 63، والبخاري في الأحكام 13/ 110 باب: من سأل
الإمارة وكل إليها، و 11/ 452 في الإيمان، و 11/ 523، ومسلم في الإيمان
(1652) ، وفي الإمارة 3/ 1456 باب النهي عن طلب الإمارة والحرص عليها،
من طريق الحسن البصري، حدّثنا عبد الرحمن بن سمرة. وأخرجه أبو داود
(3277) ، والنسائي 7/ 10 في النذور، باب:
الكفّارة قبل الحنث، والترمذي (1529) وقال: حسن صحيح.
[3] انظر: عهد الخلفاء الراشدين، من هذا الكتاب (بتحقيقنا) 415، وفتوح
البلدان 485، 486، والخراج وصناعة الكتابة 393 و 394، 395، وتاريخ
خليفة 167.
[4] تهذيب الأسماء 297 وقيل كان اسمه: عبد الكعبة.
[5] الترجمة منقولة تقريبا عن: تهذيب الأسماء واللغات للنووي 297.
(4/78)
عُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ السَّلَمِيُّ [1] ،
- ن- أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ قَوْمِهِ.
نَزَلَ الْكُوفَةَ، وَرَوَى عَنْهُ: قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ،
وَالشَّعْبِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
عُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ [2] ، صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ
أُمَيَّةَ الْأُمَوِيُّ.
شَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ مَعَ عُثْمَانَ، وَدَارُهُ بِدِمَشْقَ بِدَرْبِ
الْحَبَّالِينَ.
وَلِيَ الْمَدِينَةَ وَإِمْرَةَ الْحَجِّ غَيْرَ مَرَّةٍ [3] .
وَحَكَى عَنْهُ ابْنُهُ الْوَلِيدُ أَنَّهُ شَهِدَ الْجَمَلَ مَعَ
عَائِشَةَ، ثُمَّ نَجَا وَلَحِقَ بِأَخِيهِ، وذهبت عينه يومئذ [4] .
__________
[1] انظر عن عتبة بن فرقد في:
التاريخ لابن معين 2/ 391، والتاريخ الكبير 6/ 521 رقم 3185، وفتوح
البلدان 400 و 402 و 403 و 407 و 409 و 410، وتاريخ خليفة 139 و 151،
وتاريخ الطبري 3/ 581 و 4/ 39 و 138 و 153، 154، والمعرفة والتاريخ 2/
585، 586، والاستيعاب 3/ 119، 120، والجرح والتعديل 6/ 373 رقم 1061،
والخراج وصناعة الكتابة 379 و 381- 383 و 386، وجمهرة أنساب العرب 263،
وتحفة الأشراف 7/ 234، 235 رقم 357، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 903،
والكاشف 2/ 215 رقم 3723، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 268،
وتهذيب التهذيب 7/ 101 رقم 216، والتقريب 2/ 5 رقم 24، والإصابة 2/ 455
رقم 5412، وخلاصة تذهيب التهذيب 258، والنكت الظراف 7/ 235، 236،
والكنى والأسماء للدولابي 1/ 77، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 407،
وأخبار مكة 2/ 165 و 235 و 237 و 249.
[2] انظر عن عتبة بن أبي سفيان في:
نسب قريش 125 و 153، والأخبار الموفقيّات 327 و 501، وتاريخ خليفة 205
و 208، والاستيعاب 3/ 121، 122، والعقد الفريد 1/ 49 و 258، 259 و 2/
68 و 106 و 3/ 34 و 166 و 244 و 429 و 4/ 5 و 137- 140 و 149 و 282 و
345، والمعارف 344، 345 و 538 و 585 و 586، وأنساب الأشراف 1/ 421 و
440، والمحبّر 20 و 261 و 302 و 379 و 401، وتاريخ اليعقوبي 2/ 222 و
239، وتاريخ الطبري 1/ 263 و 4/ 220 و 535 و 5/ 54 و 160 و 170 و 171 و
228 و 23 و 333، والخراج وصناعة الكتابة 463، وجمهرة أنساب العرب 111،
112، وجامع التحصيل 286 رقم 503، والتذكرة الحمدونية 1/ 347، والولاة
والقضاة 34- 39.
[3] حجّ بالناس سنة 41 و 42 و 46 و 47 و 56 هـ. (مروج الذهب 4/ 398) .
[4] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 10/ 25 أ.
(4/79)
وَوَلِيَ مِصْرَ سَنَةَ ثَلَاثٍ
وَأَرْبَعِينَ [1] ، وَكَانَ فَصِيحًا مفوّها.
توفي بثغر الإسكندرية فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَأَرْبَعِينَ، وَهُوَ أَخُو مُعَاوِيَةَ لِأَبِيهِ [2] .
عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفِ [3] ، - د ن ق- بْنِ وَاهِبٍ الْأَنْصَارِيُّ
الْأَوْسِيُّ.
لَهُ صُحْبَةٌ، وَلَّاهُ عُمَرُ السَّوَادَ، وَتَوَلَّى مِسَاحَتَهُ
بِأَمْرِ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ، وَعِمَارَةُ
بْنُ خُرَيْمِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
وَغَيْرُهُمْ، وَكَانَ أَمِيرًا شَرِيفًا.
شُعَيْبُ بْنُ أَبِي ضَمْرَةَ، مِمَّا رَوَى عَنْهُ ابْنُهُ بِشْرٌ،
عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ حُرَيْثِ
بْنِ نَوْفَلَ بْنِ مُسَاحِقٍ قَالَ: انْتَجَى عُمَرُ وَعُثْمَانُ بْنُ
حُنَيْفٍ فِي الْمَسْجِدِ وَالنَّاسُ مُحِيطُونَ بِهِمَا، فلم يزالا
يتجادلان في الرأي حتى
__________
[1] كتاب الولاة والقضاة 34.
[2] الترجمة منقولة عن: تاريخ دمشق 10/ 25 أ- 27 ب.
[3] انظر عن عثمان بن حنيف في:
مسند أحمد 4/ 138، وطبقات خليفة 86 و 135 و 190، وتاريخ خليفة 149 و
181 و 183 و 201 و 227، والمنتخب من ذيل المذيّل 535، ومقدّمة مسند
بقيّ بن مخلد 154 رقم 837، وتاريخ الطبري 2/ 512 و 3/ 579 و 589 و 4/
23 و 139 و 144 و 145 و 442 و 445 و 461- 464 و 466- 470 و 473- 475 و
480 و 481، وفتوح البلدان 8، و 325 و 329- 332، والخراج وصناعة الكتابة
221 و 242 و 362 و 363 و 366- 368، والمعرفة والتاريخ 1/ 273، ومشاهير
علماء الأمصار 26 رقم 119، وترتيب الثقات للعجلي 327 رقم 1102، والثقات
لابن حبّان 3/ 261، وتاريخ اليعقوبي 2/ 152 و 179 و 181 و 182 و 313،
والمحبّر 69 و 129، وأنساب الأشراف 1/ 163 و 277، والمعارف 208، و 209،
والسير والمغازي لابن إسحاق 326، والعقد الفريد 4/ 304 و 313 و 319،
والاستيعاب 3/ 89، 90، والكامل في التاريخ 2/ 519 و 3/ 201 و 204 و
211- 219 و 225 و 260 و 4/ 44، وتحفة الأشراف 7/ 236 رقم 359، والكاشف
2/ 217 رقم 3743، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 223 و 483
و 484، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 373، وسير أعلام النبلاء 2/ 320- 322
رقم 61، وتهذيب الكمال 909، والاستبصار 321، وأسد الغابة 3/ 577،
والتاريخ الكبير 7/ 209، 210 رقم 2192، والاستبصار 221، ومجمع الزوائد
9/ 271، وتهذيب التهذيب 7/ 112، 113 رقم 241، والتقريب 2/ 7، 8 رقم 49،
والإصابة 2/ 459 رقم 5435، وخلاصة تذهيب التهذيب 259، والبدء والتاريخ
5/ 210- 212.
(4/80)
أَغْضَبَ عُثْمَانُ عُمَرَ، فَقَبَضَ مِنْ
حَصْبَاءِ الْمَسْجِدِ قَبْضَةً ضَرَبَ بِهَا وَجْهَ عُثْمَانَ،
فَشَجَّ الْحَصَى بِجَبْهَتِهِ آثَارًا مِنْ شِجَاجٍ، فَلَمَّا رَأَى
عُمَرُ كَثْرَةَ تَسَرُّبِ الدَّمِ عَلَى لِحْيَتِهِ قَالَ: امْسَحْ
عَنْكَ الدَّمَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا يهولنّك، فو
الله إِنِّي لَأَنْتَهِكُ مَا وَلَّيْتَنِي أَمْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ
أَكْثَرَ مِمَّا انْتَهَكْتَ مِنِّي، فَأُعْجِبَ بِهَا عُمَرُ مِنْ
رَأْيِهِ وَحِلْمِهِ وَزَادَ بِهِ عِنْدَهُ خَيْرًا.
عُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ [1] ، - م د- بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ
بْنِ قُصَيٍّ الْقُرَشِيُّ الْعَبْدَرِيُّ الْحَجَبِيُّ.
حَاجِبُ الْكَعْبَةِ، هَاجَرَ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَخَالِدٍ
ثُمَّ سَكَنَ مَكَّةَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عُمَرَ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَابْنُ
عَمِّهِ شَيْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَدَفَعَ إِلَيْهِ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مفتاح الكعبة يوم
الفتح [2] .
__________
[1] انظر عن عثمان بن طلحة في:
مسند أحمد 3/ 410، وطبقات خليفة 14 و 277، وتاريخ خليفة 205، ونسب قريش
251 و 409، وتاريخ الطبري 3/ 29 و 31، وفتوح البلدان 93، وأنساب
الأشراف 1/ 53 و 258 و 361 و 380، ومشاهير علماء الأمصار 27 رقم 130،
والاستيعاب 3/ 92، 93 وسيرة ابن هشام 3/ 223، والمغازي للواقدي 661 و
744 و 745 و 748 و 749 و 833- 835 و 837 و 838 و 1100، والمعرفة
والتاريخ 1/ 272، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 292، والمعارف 70
و 267 و 575، والتاريخ الكبير 6/ 211، 212 رقم 2194، والجرح والتعديل
6/ 155 رقم 851، والمنتخب من ذيل المذيّل 556، والطبقات الكبرى 5/ 448،
والمعجم الكبير 9/ 53- 55، وجمهرة أنساب العرب 127، والجمع بين رجال
الصحيحين 1/ 352، والمستدرك 3/ 428، 429، وأسد الغابة 3/ 372، والكامل
في التاريخ 3/ 169، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 320، 321 رقم 392،
وتحفة الأشراف 7/ 236، 237 رقم 360، وتهذيب الكمال (المصوّر) 912،
والكاشف 2/ 219 رقم 3760، وسير أعلام النبلاء 3/ 10- 12 رقم 2،
والمغازي (من تاريخ الإسلام) 551، والبداية والنهاية 8/ 23، والعقد
الثمين 6/ 21، والإصابة 2/ 460 رقم 5440، وتهذيب التهذيب 7/ 124 رقم
267، والتقريب 2/ 10 رقم 75، وخلاصة تذهيب التهذيب 220، وشفاء الغرام
بأخبار البلد الحرام (بتحقيقنا) انظر فهرس الأعلام 2/ 542.
[2] سيرة ابن هشام 4/ 54 (بتحقيقنا) ، وأخبار مكة 1/ 169، والمغازي
للواقدي 2/ 833، والطبقات الكبرى 2/ 136 و 137، وأنساب الأشراف 1/ 361،
والمصنّف لعبد الرزّاق (9073) ، وتفسير الطبري 8/ 491، والمغازي (من
تاريخ الإسلام- بتحقيقنا) 552،
(4/81)
وَقَالَ عَوْفٌ الْأَعْرَابِيُّ عَنْ
رَجُلٍ أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَعْطَى
الْمِفْتَاحَ شَيْبَةَ بْنَ عُثْمَانَ عَامَ الْفَتْحِ وَقَالَ:
«دُونَكَ هَذَا فَأَنْتَ أَمِينُ اللَّهِ عَلَى بَيْتِهِ» [1] .
قُلْتُ: شَيْبَةُ أَسْلَمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فيحتمل أن النبيّ صلى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ وَلَّاهُ الْحِجَابَةَ لَمَّا اعْتَمَرَ مِنَ
الْجِعِرَّانَةَ مُشَارِكًا لِعُثْمَانَ هَذَا فِي الْحِجَابَةِ،
فَإِنَّ شَيْبَةَ كَانَ حَاجِبَ الْكَعْبَةِ يَوْمَ قَالَ لَهُ عُمَرُ:
أُرِيدُ أَنْ أُقَسِّمَ مَالَ الْكَعْبَةِ، كَمَا فِي الْبُخَارِيُّ
[2] .
فَعَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ مُسَافِعِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الْكَعْبَةَ
يُصَلِّي، فَإِذَا فِيهَا تَصَاوِيرُ، فَقَالَ: «يَا شَيْبَةُ اكْفِنِي
هَذِهِ» ، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ:
طَيِّنْهَا ثُمَّ الْطَخْهَا بِزَعْفَرَانَ، فَفَعَلَ [3] .
وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ شَيْبَةَ: أَخْبَرَتْنِي امْرَأَةٌ مِنْ
بَنِي سُلَيْمٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
لَمَّا خَرَجَ مِنَ الْكَعْبَةِ أَمَرَ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ أَنْ
يُغَيِّبَ قَرْنَيِ الْكَبْشِ- يَعْنِي كَبْشَ إِسْمَاعِيلَ- وَقَالَ:
«لَا يَنْبَغِي لِلْمُصَلِّي أَنْ يُصَلِّيَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ
يَشْغَلُهُ» [4] .
قُتِلَ طَلْحَةُ يوم أحد مشركا [5] .
__________
[ () ] ومجمع الزوائد للهيثمي 6/ 177، والبداية والنهاية 1/ 515، 516،
وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (بتحقيقنا) 1/ 254، وشرح المواهب 2/
340، 341.
قال ابن إسحاق في «السيرة 4/ 54» : «حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عَن
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ثور، عن صفية بنت
شيبة، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما نزل مكة، واطمأنّ
الناس، خرج حتى جاء البيت، فطاف به سبعا على راحلته، يستلم الركن بمحجن
في يده، فلما قضى طوافه، دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة،
ففتحت له، فدخلها فوجد فيها حمامة من عيدان، فكسرها بيده ثم طرحها، ثم
وقف على باب الكعبة وقد استكفّ له الناس في المسجد» .
وأخرجه البخاري 8/ 15 من طريق: ابْنِ عُمَرَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أَقْبَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مِنْ
أَعْلَى مَكَّةَ على راحلته مردفا أسامة بن زيد، ومعه بلال، ومعه عثمان
بن طلحة بن الحجبة حتى أناخ في المسجد، فأمره أن يأتي بمفتاح البيت.
[1] المغازي (من تاريخ الإسلام) 551.
[2] ناقش المؤلّف- رحمه الله- هذا الموضوع في «المغازي» 551.
[3] رواه ابن قانع في معجمه، وانظر: شفاء الغرام- بتحقيقنا- 1/ 230.
[4] أخرجه أحمد في المسند 4/ 68 و 5/ 380، وأبو داود (2030) ، والحميدي
في مسندة (565) ، والطبراني في المعجم الكبير (8396) من طريق: سفيان،
عن منصور، عن خاله مسافع، عن صفية بنت شيبة.
[5] سيرة ابن هشام 3/ 25 و 90 و 109.
(4/82)
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمِّلِ
الْمَخْزُومِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «خُذُوهَا
يَا بَنِي أَبِي طَلْحَةَ خَالِدَةً تَالِدَةً لَا يَنْزِعُهَا
مِنْكُمْ إِلَّا ظَالِمٌ» - يَعْنِي الْحِجَابَةَ [1]-.
قَالَ مُصْعَبٌ [2] : قُتِلَ بِأَجْنَادِينَ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ.
وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ
سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ.
عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبِ [4] ، - ن ق- بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
الْهَاشِمِيُّ، أَبُو يزيد،
__________
[1] أخرجه الأزرقي في أخبار مكة 1/ 265 عن جدّه، عن مسلم بن خالد
الزنجي، عن ابن جريج. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير، والأوسط، كما
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 285 وأعلّه بابن المؤمّل لضعفه. وانظر:
فتح الباري 8/ 15.
[2] في نسب قريش 251.
[3] في تاريخه 205.
[4] انظر عن عقيل بن أبي طالب في:
مسند أحمد 1/ 201 و 3/ 451، والتاريخ لابن معين 2/ 411، والطبقات
الكبرى 4/ 42، وطبقات خليفة 126 و 189، وسيرة ابن هشام 3/ 299، و 4/
132، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 104 رقم 278، والمحبّر لابن حبيب 457،
والمغازي للواقدي 138 و 694 و 829 و 830 و 918، والمعارف 120 و 155 و
156 و 203 و 204 و 211 و 588، وترتيب الثقات للعجلي 338 رقم 1155،
وتاريخ اليعقوبي 2/ 46 و 153، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية)
1587 و 1596 و 1613 و 1616 و 1631 و 1640 و 1851- 1853 و 1903 و 1905 و
2323 و 2401 و 2094، والسير والمغازي 155، والأخبار الموفقيات 334 و
335 و 336، والتاريخ الصغير 74، والتاريخ الكبير 7/ 50، والعقد الفريد
2/ 356 و 3/ 204 و 4/ 4- 7 و 29 و 6/ 99، والجرح والتعديل 6/ 218 رقم
1201، والمستدرك 3/ 575- 577، وجمهرة أنساب العرب 69، والاستيعاب 3/
157، 158، والمعرفة والتاريخ 1/ 506 و 536 و 700 و 3/ 73 و 167،
ومشاهير علماء الأمصار 9 رقم 14، وأنساب الأشراف 301 و 356 و 365،
وفتوح البلدان 58 و 549، وتاريخ الطبري 2/ 156 و 313 و 426 و 465 و 475
و 4/ 209، و 5/ 377 و 7/ 751، وأسد الغابة 3/ 422، والكامل في التاريخ
1/ 458 و 2/ 58 و 132 و 4/ 35 و 88 و 5/ 541 و 6/ 313 و 8/ 36، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 337 رقم 417، وتحفة الأشراف 7/ 343 رقم 382،
وتهذيب الكمال 2/ 949، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 117 و 128 و 149 و
325 و 397 و 400، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 92، وتلخيص
المستدرك 3/ 575- 577، والكاشف 2/ 239 رقم 3913، وسير أعلام النبلاء 3/
99، 100 رقم 19، والبداية
(4/83)
وَيُقَالُ أَبُو عِيسَى، وَكَانَ أَكْبَرَ
مِنْ جَعْفَرٍ، وَعَلِيٍّ.
أَسْلَمَ وَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤَتَةَ، وَلَهُ عَنِ النبيّ صلى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ أَحَادِيثَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَحَفِيدُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ،
وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ.
وَوَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَأَكْرَمَهُ، وَكَانَ أَكْبَرَ مِنْ
عَلِيٍّ بِعِشْرِينَ سَنَةٍ، وَعَاشَ بَعْدَهُ مُدَّةً، وَكَانَ
عَلَّامَةً بِالنَّسَبِ وَأَيَّامَ الْعَرَبِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : وَكَانَ عَقِيلُ مِمَّنْ أُخْرِجَ مِنْ بَنِي
هَاشِمٍ كَرْهًا إِلَى بَدْرٍ، فَأُسِرَ يَوْمَئِذٍ، وَكَانَ لَا مَالَ
لَهُ، فَفَدَاهُ الْعَبَّاسُ.
ثُمَّ هَاجَرَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ، ثُمَّ عَرَضَ لَهُ مَرَضٌ
بَعْدَ شُهُودِهِ غَزْوَةَ مُؤَتَةَ، فَلَمْ نَسْمَعْ لَهُ بِذِكْرٍ
فِي الْفَتْحِ وَلَا مَا بَعْدَهَا، وَقَدْ أَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ كُلَّ سَنَةٍ مِائَةً
وَأَرْبَعِينَ وَسْقًا.
وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «أُعْطِيَ لِكُلِّ نَبِيٍّ سَبْعَةَ
رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ، وَأُعْطِيتُ أَنَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ» ، فَذَكَرَ
مِنْهُم عَقِيلًا.
وَرُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ مُرْسَلَةٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِعَقِيلٍ: «يَا أَبَا يَزِيدَ إِنِّي أُحِبُّكَ
حُبَّيْنِ، حُبًّا لِقَرَابَتِكَ مِنِّي، وَحُبًّا لِحُبِّ أَبِي
طَالِبٍ إِيَّاكَ» [2] .
وَعَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، أَنَّ عَلِيًّا دَخَلَ عَلَيْهِ
عَقِيلٌ وَمَعَهُ كَبْشٌ فَقَالَ: إِنَّ أَحَدَ الثَّلَاثَةِ أَحْمَقٌ،
فَقَالَ عقيل: أما أنا وكبشي فلا.
__________
[ () ] والنهاية 8/ 47، ومجمع الزوائد 9/ 273، والعقد الثمين 6/ 113،
وتهذيب التهذيب 7/ 254 رقم 463، والتقريب 2/ 29 رقم 265، والإصابة 2/
494 رقم 5628، وخلاصة تذهيب التهذيب 228، والزيارات للهروي 93، 94.
[1] في الطبقات الكبرى 4/ 43، وانظر: تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/
337.
[2] رواه ابن سعد في الطبقات 4/ 44 عن الفضل بن دكين، عن عيسى بن عبد
الرحمن السلمي، عن أبي إسحاق. وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 576 من
طريق: علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن عيسى بن عبد الرحمن السلمي،
عن أبي إسحاق. ومن طريق:
محمد بن علي، عن إبراهيم بن رستم، عن أبي حمزة، عن يزيد، عن عبد الرحمن
بن سابط، عن حذيفة. وتابعه الذهبي في التلخيص 3/ 576.
(4/84)
وقال عطاء: رَأَيْتُ عَقِيلًا شَيْخًا
كَبِيرًا يُقِلُّ غَرْبَ [1] زَمْزَمَ.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ: أَتَى عَقِيلٌ عَلِيًّا
بِالْعِرَاقِ لِيُعْطِيَهُ، فَأَبَى، فَقَالَ:
أَذْهَبُ إِلَى مَنْ هُوَ أَوْصَلُ مِنْكَ، فَذَهَبَ إِلَى
مُعَاوِيَةَ، فَعَرَفَ لَهُ مُعَاوِيَةَ قُدُومَهُ، ثُمَّ قَالَ: هَذَا
عَقِيلٌ وَعَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ، فَقَالَ: هَذَا مُعَاوِيَةُ
وَعَمَّتُهُ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ [2] .
وَقَالَ غَسَّانُ بْنُ مُضَرٍ: ثَنَا أَبُو هِلَالٍ، ثَنَا حُميَدُ
بْنُ هِلَالٍ، أَنَّ عَقيلًا سَأَلَ عَلِيًّا فَقَالَ: إِنِّي
مُحْتَاجٌ وَفَقِيرٌ.
فَقَالَ: اصْبِرْ حَتَّى يَخْرُجَ عَطَائِي، فَأَلَحَّ عَلَيْهِ.
فَقَالَ لِرَجُلٍ: خُذْ بِيَدِهِ، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى
الْحَوَانِيتِ، فَقُلْ: دُقَّ الْأَقْفَالِ وَخُذْ مَا فِي
الْحَوَانِيتِ.
فَقَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَتَّخِذَنِي سَارِقًا!.
قَالَ: وَأَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَتَّخِذَنِي سَارِقًا وَأُعْطِيَكَ
أَمْوَالَ النَّاسِ.
قَالَ: لَآتِيَنَّ مُعَاوِيَةَ.
قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ،.
فَأَتَى مُعَاوِيَةَ، فَأَعْطَاهُ مِائَةَ أَلْفٍ، ثُمَّ قَالَ:
اصْعَدْ عَلَى، الْمِنْبَرِ فَاذْكُرْ مَا أَوْلَاكَ عَلَيٌّ وَمَا
أَوْلَيْتُكَ، قَالَ: فَصَعَدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ
قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي أُخْبِرُكُمْ أَنِّي أَرَدْتُ
عَلِيًّا عَلَى دِينِهِ، فَاخْتَارَ دِينَهُ عَلَيَّ، وَأَرَدْتُ
مُعَاوِيَة عَلَى دِينِهِ فَاخْتَارَنِي عَلَى دِينِهِ.
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: هَذَا الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّهُ
أَحْمَقَ [3] !!.
تُوُفِّيَ عَقِيلٌ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ.
عِمَارَةُ بْنُ حَزْمِ [4] ، بْنِ زَيْدِ بْنِ لَوْذَانَ
الْأَنْصَارِيُّ النّجّاري، أبو عبد الله.
__________
[1] يقلّ: يحمل. والغرب: بسكون الراء: الدلو العظيمة.
[2] العقد الفريد 4/ 6، عيون الأخبار 2/ 197.
[3] أسد الغابة 3/ 423، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3/ 84،
وانظر: البيان والتبيين للجاحظ 2/ 174، والعقد الفريد 4/ 4، 5.
[4] انظر عن عمارة بن حزم في:
(4/85)
أَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا، ذَهَبَ
بَصَرُهُ، وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ.
عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ [1] ، - ع- بن خُوَيْلِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ إِيَاسٍ، أَبُو أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ.
أَسْلَمَ بَعْدَ أُحُدٍ، وَشَهِدَ بِئْرَ مَعُونَةٍ [2] وَمَا
بَعْدَهَا، وَكَانَ مِنْ أُولِي النَّجْدَةِ
__________
[ () ] الطبقات الكبرى 3/ 486، وسيرة ابن هشام 2/ 201 و 341 و 4/ 162،
163، والمغازي للواقدي 9 و 24 و 139 و 162 و 397 و 436 و 448 و 800 و
896 و 1003 و 1009 و 1010، والمحبّر لابن حبيب 72 و 402 و 431،
والتاريخ الكبير 6/ 494 رقم 3091، والتاريخ الصغير 20، وطبقات خليفة
89، وتاريخ خليفة 115، والجرح والتعديل 6/ 364 رقم 2006، والاستيعاب 3/
19، والمستدرك 3/ 590، وتاريخ الطبري 3/ 106، وأنساب الأشراف 1/ 242 و
283، ومشاهير علماء الأمصار 28 رقم 132، وفتوح البلدان 110، وأسد
الغابة 4/ 48، والكامل في التاريخ 2/ 248، والمغازي (من تاريخ الإسلام
للمؤلّف) 641، والوافي بالوفيات 22/ 404 رقم 279، والإصابة 2/ 513، 514
رقم 5711، وتعجيل المنفعة 294، 295 رقم 761.
[1] انظر عن (عمرو بن أميّة) في:
مسند أحمد 4/ 139 و 179 و 5/ 287، والمعرفة والتاريخ 1/ 325 و 396،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 127، وسيرة ابن هشام 2/ 45 و 204 و
3/ 33 و 139 و 143 و 221 و 307 و 309، و 4/ 181 و 279، 280، والمغازي
للواقدي 742، 743 و 925، 926 و 1026 و 1058، و 1059 والمحبّر لابن حبيب
76 و 118 و 119 و 183، والتاريخ الكبير 6/ 307، 308 رقم 2485، وطبقات
خليفة 31، وتاريخ خليفة 77 و 98، والمعارف 67، وتاريخ اليعقوبي 6 ذ و
73 و 8، وترتيب الثقات 362 رقم 1249، والثقات لابن حبّان 3/ 272،
والطبقات الكبرى 4/ 248، 249، والجرح والتعديل 6/ 220 رقم 1216،
والاستيعاب 2/ 497، 498، وجمهرة أنساب العرب 185، والمستدرك 3/ 623،
والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 362، والسير والمغازي 223 و 259، والكنى
والأسماء للدولابي 1/ 14، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 35، وأسد
الغابة 4/ 86، والكامل في التاريخ 2/ 169- 171 و 173 و 210 و 231 و 4/
44، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 24، 25 رقم 9، وتحفة الأشراف 8/
135- 140 رقم 399، وتهذيب الكمال 2/ 1027، والكاشف 2/ 280 رقم 4193،
والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 95، وسير أعلام النبلاء 3/ 179- 181
رقم 33، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 129 و 237 و 240 و 470، 471،
وتلخيص المستدرك 3/ 623، والبداية والنهاية 8/ 46، والعقد الثمين 6/
365، والإصابة 2/ 524 رقم 5765، وتهذيب التهذيب 8/ 6 رقم 6، والتقريب
2/ 65 رقم 537، والنكت الظراف 8/ 135 و 137 و 139، وخلاصة تذهيب
التهذيب 243.
[2] سيرة ابن هشام 3/ 139، والطبقات الكبرى 4/ 248.
(4/86)
وَالشَّجَاعَةِ وَالْإِقْدَامِ، وَبَعَثَهُ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ سَرِيَّةً
وَحْدَهُ [1] .
وَبَعَثَهُ بِكِتَابِهِ إِلَى النَّجَاشِيِّ يَدْعُوهُ إِلَى
الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ [2] .
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ جَعْفَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَابْنُ أَخِيهِ
الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالشَّعْبِيُّ، وَأَبُو
سَلَمَةَ، وَأَبُو قِلَابَةَ الْجَرْمِيُّ.
وَتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ، وَشَهِدَ بَدْرًا مَعَ الْمُشْرِكِينَ،
وَبَقِيَ إِلَى أَيَّامِ مُعَاوِيَةَ.
عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ [3]- ن ق- الْخُزَاعِيِّ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَبَايَعَ النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ، وَسَمِعَ مِنْهُ [4] .
رَوَى عَنْهُ: رِفَاعَةُ بْنُ شَدَّادٍ، وَجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ،
وعبد الله بن عامر المعافريّ.
__________
[1] سيرة ابن هشام 4/ 279 وقد خرج في بعث لقتال أبي سفيان بن حرب.
وانظر: الطبقات الكبرى 4/ 249، ومسند أحمد 4/ 139 و 5/ 287.
[2] سيرة ابن هشام 3/ 307، والطبقات 4/ 249.
[3] انظر عن (عمرو بن الحمق) في:
مسند أحمد 5/ 223، والطبقات الكبرى 6/ 25، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد
96 رقم 177، وتاريخ اليعقوبي 2/ 176 و 230، 231، والتاريخ الكبير 6/
313، 314 رقم 2499، والتاريخ الصغير 56، وتاريخ خليفة 194 و 212،
وطبقات خليفة 107 و 136، والمعرفة والتاريخ 1/ 330 و 2/ 483، 484 و 813
و 3/ 193، والاستيعاب 2/ 523، 524، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 379،
وأنساب الأشراف 1/ 61، وتاريخ الطبري 4/ 326 و 372 و 373 و 393 و 394 و
5/ 179 و 236 و 258 و 259 و 265 و 10/ 59، والجرح والتعديل 6/ 225 رقم
1248، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1600 و 1606، وترتيب
الثقات 363 رقم 1255، والثقات لابن حبّان 3/ 275، والمحبّر بن حبيب 292
و 490، والمنتخب من ذيل المذيل 546، وأسد الغابة 4/ 100، 101، والكامل
في التاريخ 2/ 17 و 3/ 144 و 168 و 179 و 462 و 472 و 474 و 477 و 4/
83، والزيارات للهروي 70، وتحفة الأشراف 8/ 149، 150 رقم 404، وتهذيب
الكمال 2/ 1030، 131، والكاشف 2/ 283 رقم 4212، وتهذيب التهذيب 8/ 23،
24 رقم 37، رقم 5818، وخلاصة تذهيب التهذيب 288، وانظر المغازي من
تاريخ الإسلام 441 و 448 و 455 و 456 و 541، والبدء والتاريخ 5/ 109.
[4] الاستيعاب 2/ 524.
(4/87)
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ أَحَدُ
الرُّءُوسِ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ، وَقَتَلَهُ ابْنُ أُمِّ
الْحَكَمِ بِالْجَزِيرَةِ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [2] : كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ يَوْم صِفِّينَ
عَلَى خُزَاعَةَ مَعَ عَلِيٍّ.
وَعَنِ الشَّعْبِيُّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ زِيَادٌ الْكُوفَةَ
أَثَارَهُ عِمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ فَقَالَ: إِنَّ
عَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ، فَسَيِّرْ إِلَيْهِ
يَقُولُ: مَا هَذِهِ الزُّرَافَاتِ الَّتِي تَجْتَمِعُ عِنْدَكَ! مَنْ
أَرَادَكَ أَوْ أَرَدْتَ كَلَامَهُ فَفِي الْمَسْجِدِ.
وَعَنْهُ قَالَ: تَطَلَّبَ زِيَادٌ رُؤَسَاءَ أَصْحَابِ حُجْرٍ،
فَخَرَجَ عَمْرُو إِلَى الْمَوْصِلِ هُوَ وَرِفَاعَةُ بْنُ شَدَّادٍ،
فَكَمُنَا فِي جَلٍّ [3] ، فَبَلَغَ عَامِلُ ذَلِكَ الرِّسْتَاقِ،
فَاسْتَنْكَرَ شَأْنَهُمَا، فَسَارَ إِلَيْهِمَا فِي الْخَيْلِ،
فَأَمَّا عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ فَكَانَ مَرِيضًا، فَلَمْ يَكُنْ
عِنْدَهُ امْتِنَاعٌ، وَأَمَّا رِفَاعَةُ فَكَانَ شَابًا، فَرَكِبَ
وَحَمَلَ عَلَيْهِمْ، فَأَفْرَجُوا لَهُ، ثُمَّ طَلَبَتْهُ الْخَيْلُ،
وَكَانَ رَامِيًا فَرَمَاهُمْ فَانْصَرَفُوا، وَبَعَثُوا بِعَمْرٍو
إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُمِّ الْحَكَمِ أَمِيرَ الْمَوْصِلِ،
فَكَتَبَ فِيهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ
إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّهُ طَعَنَ عُثْمَانَ تِسْعَ طَعْنَاتٍ
بِمَشَاقِصَ، وَنَحْنُ لَا نَتَعَدَّى عَلَيْهِ فَاطْعَنْهُ كَذَلِكَ،
فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَمَاتَ فِي الثَّانِيَةِ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هُنَيْدَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالَ:
أَوَّلُ رَأْسٍ أُهْدِيَ فِي الْإِسْلَامِ رَأْسُ عَمْرِو بْنِ
الْحَمِقِ [4] .
وَقَالَ عَمَّارُ الدُّهْنِيُّ [5] : أَوَّلُ رَأْسٍ نُقِلَ رَأْسُ
ابْنُ الْحَمِقِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لُدِغَ [6] فَمَاتَ، فَخَشِيَتِ
الرُّسُلُ أَنْ تُتَّهَمَ به، فحزّوا رأسه وحملوه.
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 25.
[2] تاريخ خليفة 194.
[3] في الأصل «من حبل» ، والتصحيح من: (أسد الغابة 4/ 100) .
[4] الطبقات الكبرى 6/ 25.
[5] في الأصل «الذهني» ، والتصحيح من (اللباب 1/ 520) بضمّ الدال
المهملة وسكون الهاء ... نسبة إلى دهن بن معاوية الدهني..
[6] لما كان مختبئا في الغار مع رفاعة، كما في (أسد الغابة 4/ 100) .
(4/88)
وَقُلْتُ: هَذَا أَصَحُّ مِمَّا مَرَّ،
فَإِنَّ ذَاكَ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ الْكَلْبِيِّ، فاللَّه أَعْلَمُ
هَلْ قُتِلَ أَوْ لُدِغَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [1] : قُتِلَ سَنَةَ خمسين.
عمرو بن العاص [2] ، - ع- بن وائل بن هاشم بن سعيد [3] بن سهم بن
__________
[1] في تاريخه 212.
[2] انظر عن (عمرو بن العاص) في كتب التاريخ والسير والأدب وغيرها،
فأخباره كثيرة، ومن مصادر ترجمته التي اخترناها:
مسند أحمد 4/ 202، والتاريخ لابن معين 2/ 442، والطبقات الكبرى 4/ 254
و 7/ 493، ونسب قريش 409، وطبقات خليفة 25 و 139، وتاريخ خليفة (انظر
فهرس الأعلام) 570، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام 3/ 1216) ،
والمحبّر 77 و 121 و 177، والتاريخ الكبير 6/ 303، 304 رقم 2475،
والتاريخ الصغير 65، وتاريخ أبي زرعة 1/ 180 و 183، 184، وأنساب
الأشراف 1/ 139 و 168- 171 و 173 و 174 و 215 و 232- 234 و 288 و 312 و
313 و 316 و 361 و 380 و 381 و 471 و 529، وترتيب الثقات 365 رقم 1269،
والثقات لابن حبان، 3/ 265، ومشاهير علماء الأمصار 55 رقم 376،
والمعارف 182 و 285- 287 و 292 و 569 و 575، 576 و 592، وثمار القلوب
68 و 86 و 88 و 341، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 13 و 24 و 32 و 47 و
134 و 181 و 187 و 347، والبدء والتاريخ للمقدسي 6/ 3، وسيرة ابن هشام
1/ 131 و 319 و 360، 361 و 363 و 369 و 2/ 230 و 249، و 3/ 25 و 37 و
73 و 104 و 105 و 221 و 223 و 312، و 4/ 37 و 136 و 254 و 269 و 270 و
272، والمستدرك 3/ 452- 455، والمعرفة والتاريخ 1/ 323، وتاريخ الطبري
4/ 558، ومروج الذهب 3/ 212، وجمهرة أنساب العرب 163، والحلّة السيراء
1/ 13، والخراج وصناعة الكتابة 336- 344، والأخبار الموفقيات 591- 597،
والجرح والتعديل 6/ 242 رقم 1342، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 362،
والزيارات للهروي 38 و 48 و 51، وجامع الأصول 9/ 103، وأسد الغابة 4/
115- 118، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 258، وتاريخ
اليعقوبي (انظر فهرس الأعلام) 1/ 319، والسير والمغازي 159 و 167- 169
و 213- 215 و 245 و 323، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 82، وتهذيب
الكمال 2/ 1037، 1038، وتحفة الأشراف 8/ 152- 159 رقم 408، وأخبار مكة
1/ 131 و 2/ 123، وفتوح البلدان (انظر فهرس الأعلام) 3/ 646، والعقد
الفريد (انظر فهرس الأعلام) 4/ 211، 212، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج
2/ 30، 31 رقم 18، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 77، والأسامي والكنى
للحاكم، ورقة 303، والكاشف 2/ 387 رقم 4241، وسير أعلام النبلاء 3/ 54-
77 رقم 15، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 512- 517، وعهد الخلفاء
الراشدين (منه) انظر فهرس الأعلام 746، 747، وشفاء الغرام (بتحقيقنا)
انظر فهرس الأعلام 2/ 546، والوفيات لابن قنفذ 60 رقم
[3] سعيد: بالتصغير، كما في (الإصابة) .
(4/89)
عَمْرِو بْنِ هُصَيْصٍ بْنِ كَعْبِ بْنِ
لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ، أبو عبد الله، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ
السَّهْمِيُّ.
أَسْلَمَ فِي الْمَدِينَةِ وَهَاجَرَ، وَاسْتَعْمَلَهُ رسول الله صلى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى جَيْشِ غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ،
وَفِيهِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، لِخِبْرَتِهِ بِمَكِيدَةِ الْحَرْبِ
[1] .
ثُمَّ وَلِيَ الْإِمْرَةَ فِي غَزْوَةِ الشَّامِ لِأَبِي بَكْرٍ
وَعُمَرَ [2] .
ثُمَّ افْتَتَحَ مِصْرَ وَوَلِيَهَا لِعُمَرَ [3] .
وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ وَمُحَمَّدُ، وَأَبُو عُثْمَانَ
النَّهْدِيُّ، وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، وعلي بن رباح، وعبد الرحمن
بن شماسة، وَآخَرُونَ.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [4] : أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ
فِي صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ، وَأَمَّرَهُ النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ عَلَى سَرِيَّةٍ نَحْوَ الشَّامِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ
سَنَةَ ثَمَانٍ فِيمَا ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ إِلَى السَّلَاسِلِ،
ثُمَّ أَمَدَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
بِمِائَتَيْ فَارِسٍ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو
عُبَيْدَةَ، إِلَى أَنْ قَالَ: ثُمَّ وَلِيَ مِصْرَ لِمُعَاوِيَةَ،
وَمَاتَ بِهَا يَوْمَ الْفِطْرِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ عَلَى
الْأَصَحِّ، فَصَلَّى ابْنُهُ عَلَيْهِ، ثم رجع فصلّى الناس
__________
[ () ] 43، ومرآة الجنان 1/ 119، والتذكرة الحمدونية 1/ 360، 361 و 439
و 2/ 23 و 126- 128 و 233، والعقد الثمين 6/ 398، وغاية النهاية، رقم
2455، وتهذيب التهذيب 8/ 56، 57 رقم 84، والتقريب 2/ 72 رقم 611،
والنكت الظراف 8/ 155، والإصابة 3/ 2 رقم 5884، والنجوم الزاهرة 1/
113، وحسن المحاضرة 1/ 224، والبداية والنهاية 4/ 336- 338 و 8/ 24-
27، وشذرات الذهب 1/ 53، وخلاصة تذهيب التهذيب 246.
[1] سيرة ابن هشام 4/ 269، والمغازي للواقدي 2/ 769، وجوامع السيرة 20،
وتاريخ الطبري 3/ 158، والطبقات الكبرى 2/ 131، والمحبّر لابن حبيب
121، 122، وتاريخ اليعقوبي 2/ 75، وأنساب الأشراف 1/ 380، 381 رقم 810،
والبدء والتاريخ 4/ 232، والكامل في التاريخ 2/ 232، ونهاية الأرب 17/
283، 284، وعيون التواريخ 1/ 285، 286، وتاريخ الإسلام (المغازي) 513-
517، والبدء والتاريخ 5/ 106، 107.
[2] تاريخ خليفة 119، وتاريخ الطبري 3/ 387، والكامل في التاريخ 2/
402، وانظر: تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 81.
[3] تاريخ خليفة 142، 143، وانظر: تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء
الراشدين) 197 وما بعدها، وفتوح مصر لابن عبد الحكم.
[4] الاستيعاب 2/ 508.
(4/90)
صَلَاةَ الْعِيدِ، ثُمَّ وَلِيَ مِصْرَ
بَعْدَهُ عُتْبَةُ أَخُو مُعَاوِيَةَ، فَبَقِيَ سَنَةً وَمَاتَ،
فَوَلِيَ مِصْرَ مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ، انْتَهَى.
وَقَدِمَ عَمْرُو دِمَشْقَ رَسُولًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ إِلَى هِرَقْلَ،
وَلَهُ بِدِمَشْقٍ دَارٌ عِنْدَ سَقِيفَةِ كُرْدُوسٍ، وَدَارٌ عِنْدَ
بَابِ الْجَابِيَةِ، تُعْرَفُ بِبَنِي حُجَيْجَةَ، وَدَارٌ عِنْدَ
عَيْنِ الْحِمَى.
وَأُمُّهُ عَنَزِيَةٌ [1] ، وَكَانَ قَصِيرًا يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «ابْنَا الْعَاصِ مُؤْمِنَانِ،
هِشَامٌ وَعَمْرٌو» [2] .
ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ مِشْرَحٍ [3] ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ:
«أَسْلَمَ النَّاسُ، وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ» .
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ [4] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ
اللَّهِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ صَالِحِي قريش» .
أخرجه الترمذي [5] ، وفيه انقطاع.
__________
[1] هي: النابغة بنت حرملة، سبيت من بني جلان بن عنزة بن أسد بن بن
ربيعة بن نزار.
[2] إسناده حسن، أخرجه أحمد في المسند 2/ 304 و 327 و 353، وابن سعد في
الطبقات 4/ 191، والحاكم في المستدرك 3/ 240 و 452، من طرق، عن
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة. وأخرجه ابن سعد أيضا، عن عمرو بن حكّام، عن
شعبة، عن عمرو بن دينار، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ حزم، عن عمّه..
[3] مشرح: بكسر الميم وسكون الشين. (تهذيب التهذيب 10/ 155) .
[4] حديث غريب لا يعرف إلّا من حديث ابن لهيعة عن مشرح، وليس إسناده
بالقويّ. كذا قال الترمذي في جامعه، باب مناقب عمرو بن العاص رضي الله
عنه (3933) . وهو في الطبقات لابن سعد 4/ 192.
[5] في المناقب (3934) وقال: هذا حديث إنما نعرفه من حديث نافع بن عمر
الجمحيّ. ونافع ثقة، وليس إسناده بمتّصل، ابن أبي مليكة لم يدرك طلحة.
وأخرجه أحمد في المسند 1/ 161 من طريق وكيع، والنووي في تهذيب الأسماء
ق 1 ج 2/ 31.
(4/91)
وقال ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حَبِيبٍ:
أَخْبَرَنِي سُوَيْدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سُمَيٍّ [1] ،
أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أُبَايِعُكَ
عَلَى أَنْ يَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي، قَالَ: «إِنَّ
الْإِسْلَامَ وَالْهِجْرَةَ يَجُبَّانِ مَا كَانَ قَبْلَهُمَا» ،
قَالَ: فو الله مَا مَلَأْتُ عَيْنِيَ مِنْهُ وَلَا رَاجَعْتُهُ بِمَا
أُرِيدُ، حَتَّى لَحِقَ باللَّه حَيَاءً مِنْهُ [2] .
وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: قَالَ رَجُلٌ لِعَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ: أَرَأَيْتَ رَجُلًا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّهُ، أَلَيْسَ رَجُلًا صَالِحًا؟
قَالَ: بَلَى، قَالَ: قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحِبُّكَ، وَقَدِ اسْتَعْمَلَكَ، قَالَ: بَلَى،
فو الله مَا أَدْرِي أَحُبًّا كَانَ لِي مِنْهُ، أَوِ اسْتِعَانَةً
بِي، وَلَكِنْ سَأُحَدِّثُكَ، بِرَجُلَيْنِ مَاتَ وَهُوَ يُحِبُّهُمَا:
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ.
فَقَالَ الرَّجُلُ: ذَاكَ قَتِيلُكُمْ يَوْمَ صِفِّينَ.
قال: قد والله فعلنا [3] .
وروى أنّ عمرا لما توفّي النّبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كَانَ
عَلَى عُمَانَ، فَأَتَاهُ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ بِذَلِكَ.
قَالَ ضَمْرَةُ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، أَنَّ عُمَرَ نَظَرَ
إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَمْشِي فَقَالَ: مَا يَنْبَغِي لِأَبِي
عَبْدِ اللَّهِ أَنْ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا أَمِيرًا [4] .
__________
[1] في الأصل، وفي مسند أحمد «شفي» ، وهو تحريف. وقد صحّحه الحافظ ابن
حجر في (تعجيل المنفعة- ص 346 رقم 894) فقال: «قيس بن سمي بن الأزهر
التجيبي. شهد فتح مصر، وروى عن عمرو بن العاص. وعنه: سويد بن قيس ليس
بالمشهور. قلت: قد عرّفه أبو سعيد بن يونس ونسبه فساق نسبه إلى سعد بن
تجيب، ثم قال: وهو جدّ حيوة بن الرواع بن عبد الملك بن قيس صاحب الدار
المعروفة بمصر. قال: وكان ولده بإفريقية، ومن شهد فتح مصر يكون إمّا
صحابيّا وإمّا مخضرما، فلا يقال فيه بعد هذا التعريف ليس بمشهور، والله
أعلم» .
[2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 204.
[3] أخرجه أحمد، في المسند 4/ 203 من طريق: الأسود بن عامر، عن جرير بن
حازم، ورجاله ثقات.
[4] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 13/ 257 ب.
(4/92)
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ:
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ: ثَنَا أَشْيَاخُنَا أَنَّ الْفِتْنَةَ وَقَعَتْ، وَمَا
رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لَهُ نَبَاهَةٌ أَعْمَى فِيهَا مِنْ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ، وَقَالَ: مَا زَالَ مُعْتَصِمًا بِمَكَّةَ لَيْسَ فِي شَيْءٍ
مِمَّا فِيهِ النَّاسُ، حَتَّى كَانَتْ وَقْعَةُ الْجَمَلِ، فَلَمَّا
فَرَغَتْ بَعَثَ إِلَى وَلَدَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدَ فَقَالَ:
إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رَأْيًا، وَلَسْتُمَا بِاللَّذَيْنِ تَرُدَّانِي
عَنْ رَأْيِي، وَلَكِنْ أَشِيرَا عَلَيَّ، إِنِّي رَأَيْتُ الْعَرَبَ
صَارُوا عِيرَيْنِ يَضْطَرِبَانِ، وَأَنَا طَارِحٌ نَفْسِي بَيْنَ
جِدَارَيْ مَكَّةَ، وَلَسْتُ أَرْضَى بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ، فَإِلَى
أَيِّ الْفَرِيقَيْنِ أَعْمَدُ؟
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا، فَإِلَى
عَلِيٍّ.
قَالَ: إِنِّي إِنْ أَتَيْتُ عَلِيًّا قَالَ: إِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ
مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَإِنْ أَتَيْتُ مُعَاوِيَةَ يَخْلِطُنِي
بِنَفْسِهِ، وَيُشْرِكُنِي فِي أَمْرِهِ، فَأَتَى مُعَاوِيَةَ [1] .
وَعَن عُرْوَةَ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: دَعَا ابْنَيْهِ، فَأَشَارَ
عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ أَنْ يَلْزَمَ بَيْتَهُ، لِأَنَّهُ أَسْلَمَ
لَهُ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: أَنْتَ شَرِيفٌ مِنْ أَشْرَافِ
الْعَرَبِ، وَنَابٌ مِنْ أَنْيَابِهَا، لَا أَرَى أَنْ تَتَخَلَّفَ،
فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ: أَمَّا أَنْتَ فَأَشَرْتَ عَلَيَّ بِمَا
هُوَ خَيْرٌ لِي فِي آخِرَتِي، وَأَمَّا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ
فَأَشَرْتَ عَلَيَ بِمَا هُوَ أَنْبَهُ لِذِكْرِي، ارْتَحِلَا،
فَارْتَحَلُوا إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَتَوا رَجُلًا قَدْ عَادَ
الْمَرْضَى، وَمَشَى بَيْنَ الْأَعْرَاضِ، يَقُصُّ عَلَى أَهْلِ
الشَّامِ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً: يَا أَهْلَ الشَّامِ إِنَّكُمْ عَلَى
خَيْرٍ وَإِلَى خَيْرٍ، تَطْلُبُونَ بِدَمِ خَلِيفَةٍ قُتِلَ
مَظْلُومًا، فَمَنْ عَاشَ مِنْكُمْ فَإِلَى خَيْرٍ. وَمَنْ مَاتَ
فَإِلَى خَيْرٍ.
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: مَا أَرَى الرَّجُلَ إِلَّا قَدِ انْقَطَعَ
بِالْأَمْرِ دُونَكَ، قال: دعني وإيّاه، ثم إن عمرا قَالَ: يَا
مُعَاوِيَةُ أَحْرَقْتَ كَبِدِي بِقَصَصِكَ، أَتَرَى أَنَّا خَالَفْنَا
عَلِيًّا لِفَضْلٍ مِنَّا عَلَيْهِ، لَا وَاللَّهِ، إِنْ هِيَ إِلَّا
الدُّنْيَا نَتَكَالَبُ عَلَيْهَا، وَايْمُ اللَّهِ لَتَقْطَعَنَّ لِي
قِطْعَةً مِنْ دُنْيَاكَ، أَوْ لَأُنَابِذَنَّكَ، قَالَ: فَأَعْطَاهُ
مِصْرَ، يُعْطِي أَهْلَهَا عَطَاءَهُمْ، وَمَا بَقِيَ فَلَهُ [2] .
وَيُرْوَى أَنَّ عَلِيًّا كَتَبَ إِلَى عَمْرٍو يَتَأَلَّفُهُ،
فَلَمَّا أَتَاهُ الْكِتَابَ أقرأه معاوية
__________
[1] تاريخ دمشق 13/ 260 أ.
[2] تاريخ دمشق 13/ 260 ب، وهو طويل.
(4/93)
وَقَالَ: قَدْ تَرَى، فَإِمَّا أَنْ
تُرْضِيَنِي، وَإِمَّا أَنْ أَلْحَقَ بِهِ، قَالَ: فَمَا تُرِيدُ؟
قَالَ:
مِصْرَ، فَجَعَلَهَا لَهُ [1] .
وَعَن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ وَغَيْرِهِ، أَنَّ الْأَمْرَ لَمَّا
صَارَ لِمُعَاوِيَةَ اسْتَكْثَرَ طُعْمَةَ مِصْرَ لِعَمْرٍو، وَرَأَى
عَمْرٌو أَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ قَدْ صَلُحَ بِهِ وَبِتَدْبِيرِهِ
وَعَنَائِهِ، وَظَنَّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَيَزِيدُهُ الشَّامَ مَعَ
مِصْرَ، فَلَمْ يَفْعَلْ مُعَاوِيَةُ، فَتَنَكَّرَ لَهُ عَمْرٌو،
فَاخْتَلَفَا وَتَغَالَظَا، فَدَخَلَ بَيْنَهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ
حُديْجٍ، فَأَصْلَحَ أَمْرَهُمَا، وَكَتَبَ بَيْنَهُمَا كِتَابًا:
أَنَّ لِعَمْرٍو وِلَايَةَ مِصْرَ [2] سَبْعَ سِنِينَ، وَأَشْهَدَ
عَلَيْهِمَا شُهُودًا، ثُمَّ سَارَ عَمْرٌو إِلَيْهَا سَنَةَ تِسْعٍ
وَثَلَاثِينَ، فَمَا مَكَثَ نَحْوَ ثَلَاثَ سِنِينَ حَتَّى مَاتَ [3] .
وَيُرْوَى أَنَّ عَمْرًا وَمُعَاوِيَةَ اجْتَمَعَا، فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ لَهُ: مَنِ النَّاسُ؟ قَالَ:
أَنَا، وَأَنْتَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَزِيَادٌ، قَالَ:
وَكَيْفَ ذَاكَ؟ قَالَ: أَمَّا أَنْتَ فَلِلتَّأَنِّيَ، وَأَمَّا أَنَا
فَلِلْبَدِيهَةِ، وَأَمَّا مُغِيرَةُ فَلِلْمُعْضِلَاتِ، وَأَمَّا
زِيَادٌ فَلِلصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، قَالَ: أَمَّا ذَانِكَ فَقَدْ
غَابَا، فَهَاتِ أَنْتَ بِهَدِيَّتِكَ، قَالَ: وَتُرِيدُ ذَلِكَ؟
قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ، فَأَخْرَجَهُمْ،
فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُسَارُّكَ، قَالَ: فَأَدْنَى
مِنْهُ رَأْسَهُ، فَقَالَ: هَذَا مِنْ ذَاكَ، مَنْ مَعَنَا فِي
الْبَيْتِ حَتَّى أُسَارُّكَ؟! [4] .
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ أَنَّ عَمْرًا قَالَ لِابْنِ
عَبَّاسٍ: يَا بَنِي هَاشِمٍ، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ تَقَلَّدْتُمْ
لِقَتْلِ عُثْمَانَ قَرَمَ الْإِمَاءِ الْعَوَارِكِ [5] ، أَطَعْتُمْ
فُسَّاقَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِي عُتْبَةَ، وَأَجْزَرْتُمُوهُ مُرَّاقَ
أَهْلِ مِصْرَ، وَآوَيْتُمْ قَتَلَتَهُ. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
إِنَّمَا تَكَلَّمُ لِمُعَاوِيَةَ، وَإِنَّمَا تَكَلَّمَ عَنْ
رَأْيِكَ، وَإِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ أَنْ لَا يَتَكَلَّمَ فِي أَمْرِ
عُثْمَانَ لَأَنْتُمَا، أَمَّا أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ فَزَيَّنْتَ
لَهُ مَا كَانَ يَصْنَعُ، حَتَّى إِذَا حُصِرَ طَلَبَ مِنْكَ نَصْرَكَ،
فَأَبْطَأْتَ عَنْهُ، وَأَحْبَبْتَ قَتْلَهُ وَتَرَبَّصْتَ بِهِ،
وَأَمَّا أَنْتَ يَا عمرو،
__________
[1] تاريخ دمشق 13/ 261 ب.
[2] في الأصل «طابة مصر» .
[3] الطبقات الكبرى 4/ 258، تاريخ دمشق 13/ 262 ب.
[4] تاريخ دمشق 13/ 262 ب، 263 أ.
[5] القرم: شدّة الشهوة. والعوارك: الحيض.
(4/94)
فَأَضْرَمْتَ الْمَدِينَةَ عَلَيْهِ،
وَهَرَبْتَ إِلَى فِلَسْطِينَ تَسْأَلُ عَنْ أَبْنَائِهِ، فَلَمَّا
أَتَاكَ قَتْلُهُ أَضَافَتْكَ عَدَاوَةُ عَلِيٍّ أَنْ لَحِقْتَ
بِمُعَاوِيَةَ، فَبِعْتَ دِينَكَ مِنْهُ بِمِصْرَ، فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ: حَسْبُكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ، عَرَّضَنِي لَكَ عَمْرٌو،
وَعَرَّضَ نَفْسَهُ [1] .
وَكَانَ عَمْرُو مِنْ أَفْرَادِ الدَّهْرِ دَهَاءً، وَجَلَادَةً،
وَحَزْمًا، وَرَأْيًا، وَفَصَاحَةً.
ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ الْجُمَحِيُّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ
الْخَطَّابِ كَانَ إِذَا رَأَى رَجُلًا يَتَلَجْلَجُ فِي كَلَامِهِ
قَالَ: خَالِقُ هَذَا وَخَالِقُ عَمْرَو بْنِ الْعَاصِ وَاحِدٌ [2] .
وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيُّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ
قَالَ: صَحِبْتُ عُمَرَ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَقْرَأَ لِكِتَابِ
اللَّهِ مِنْهُ، وَلَا أَفْقَهَ فِي دِينِ اللَّهِ مِنْهُ، وَلَا
أَحْسَنَ مُدَارَاةً مِنْهُ، وَصَحِبْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ
اللَّهِ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْطَى لِجَزِيلٍ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ
مَسْأَلَةٍ، وَصَحِبْتُ مُعَاوِيَةَ، فَمَا رَأَيْتُ أَحْلَمَ مِنْهُ،
وَصَحِبْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَبْيَنَ-
أَوْ قَالَ أَنْصَعَ- طَرَفًا مِنْهُ، وَلَا أَكْرَمَ جَلِيسًا، وَلَا
أَشْبَهَ سَرِيرَةً بِعَلَانِيَةٍ مِنْهُ، وَصَحِبْتُ الْمُغِيرَةَ
بْنَ شُعْبَةَ، فَلَوْ أَنَّ مَدِينَةً لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ،
لَا يُخْرَجُ مِنْ بَابٍ مِنْهَا إِلَّا بِمَكْرٍ لَخَرَجَ مِنْ
أَبْوَابِهَا كُلِّهَا [3] .
وَقَالَ مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي [4] ،: ثَنَا أَبُو
قَيْسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ عَمْرًا كَانَ يَسْرُدُ
الصَّوْمَ، وَقَلَّمَا كَانَ يُصِيبُ مِنَ الْعَشَاءِ أَوَّلَ
اللَّيْلِ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ يَأْكُلُ فِي السَّحَرِ [5] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: وَقَعَ بَيْنَ الْمُغِيرَةَ بْنِ
شُعْبَةَ وَبَيْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كَلَامٌ، فَسَبَّهُ
الْمُغِيرَةُ، فَقَالَ عَمْرُو: يَا هُصَيْصُ، أَيَسْتَبُّنِي ابْنُ
شُعْبَةَ! فقال
__________
[1] تاريخ دمشق 13/ 263 ب.
[2] تاريخ دمشق 13/ 264 أ. وقال ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 512:
يريد خالق الأضداد.
[3] المعرفة والتاريخ 1/ 457، 458، تاريخ دمشق 13/ 264 أ.
[4] في الأصل «موسى بن علاء بن رباح» ، والتصويب من صحيح مسلم وغيره.
[5] أخرجه مسلم في الصيام (1096) باب فضل السحور وتأكيد استحبابه،
واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر، والترمذي (708) ، وأبو داود (2343)
والنسائي 4/ 146، وأحمد 4/ 197 من طرق عن: موسى بن علي، بهذا الإسناد.
(4/95)
عَبْدُ اللَّهِ ابْنُهُ: إِنَّا للَّه،
دَعَوْتَ بِدَعْوَى الْقَبَائِلِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا. فَأَعْتَقَ
ثَلَاثِينَ رَقَبَةً [1] .
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: أَخْبَرَنِي مَوْلًى لِعَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ، أَنَّ عَمْرًا أَدْخَلَ فِي تَعْرِيشِ الوهط- وهو بستان له
بالطائف- ألف أَلْفَ عُودٍ، كُلُّ عُودٍ بِدِرْهَمٍ [2] .
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ شَمَاسَةَ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ
الْوَفَاةُ بَكَى، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: لِمَ تَبْكِي، أَجَزَعًا مِنَ
الْمَوْتِ؟! قَالَ: لَا وَاللَّه وَلَكِنْ لما [3] بعده، قال: قد
كُنْتَ عَلَى خَيْرٍ، فَجَعَلَ يُذَكِّرُهُ صُحْبَةَ رَسُولِ الله صلى
الله عليه وآله وسلم وفتوحه الشام، فقال عمرو: تركت أفضل من ذلك كله،
شهادة أن لا إله إلا الله، إِنِّي كُنْتُ عَلَى ثَلَاثِ أَطْبَاقٍ [4]
، لَيْسَ مِنْهَا طَبَقَةٌ إِلَّا عَرَفْتُ نَفْسِي فِيهَا: كُنْتُ
أَوَّلَ شَيْءٍ كَافِرًا، وَكُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَلَوْ مِتُّ حِينَئِذٍ
لَوَجَبَتْ لِيَ النَّارُ، فَلَمَّا بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كُنْتُ أَشَدَّ النَّاسِ مِنْهُ
حَيَاءً، مَا مَلَأْتُ عَيْنَيَّ مِنْهُ، فَلَوْ مِتُّ حِينَئِذٍ
لَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لِعَمْرٍو، أَسْلَمَ عَلَى خَيْرٍ، وَمَاتَ
عَلَى خَيْرِ أَحْوَالِهِ، ثُمَّ تَلَبَّسْتُ بَعْدَ ذَلِكَ
بِأَشْيَاءَ، فَلَا أَدْرِي أَعَلَيَّ أَمْ لِي، فَإِذَا أَنَا مِتُّ
فَلَا يُبْكَى عَلَيَّ وَلَا تُتْبِعُونِي نَارًا، وَشُدُّوا عَلَيَّ
إِزَارِي، فَإِنِّي مُخَاصَمٌ، فَإِذَا وَارَيْتُمُونِي فَاقْعُدُوا
عِنْدِي قَدْرَ نَحْرِ جَزُورٍ وَتَقْطِيعِهَا، أَسْتَأْنِسُ بِكُمْ،
حَتَّى أَعْلَمَ مَا أُرَاجِعُ رُسُلَ ربّي.
أخرجه أبو عوانة في مسندة [5] .
__________
[1] تاريخ دمشق 13/ 264 ب.
[2] تاريخ دمشق 13/ 265 أ.
[3] في الأصل «ما» ، والتصحيح من الاستيعاب 2/ 514، وفي البداية
والنهاية (8/ 26) «مما» .
[4] أي ثلاث أحوال، أو ثلاث منازل، كما في النهاية.
[5] ج 1/ 70، 71 باب: بيان رفع الإثم، قال حدّثنا يزيد بن سنان
وإبراهيم بن مرزوق البصريّين، والصّغاني، وسليمان بن سيف، قالوا: ثنا
أبو عاصم قال: ثنا حيوة بن شريح، قال: حدّثني يزيد بن أبي حبيب، عن ابن
شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص، وهو في سياقة الموت، وولّى
وجهه إلى الحائط، فجعل يبكي طويلا، فقال له ابنه: ما يبكيك؟ أما بشّرك
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! قال: ثم أقبل بوجهه فقال: إن أفضل
ما تعدّ عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ محمدا
رسول الله، إني قد رأيتني على أطباق ثلاث، لقد رأيتني وما
(4/96)
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: عَنْ حُمَيْدِ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ أَبَاهُ
قَالَ [حِينَ احْتُضِرَ] : اللَّهمّ أَمَرْتَ بِأُمُورٍ وَنَهَيْتَ
عَنْ أُمُورٍ، تَرَكْنَا كَثِيرًا مِمَّا أَمَرْتَ، وَوَقَعْنَا فِي
كَثِيرٍ مِمَّا نَهَيْتَ، اللَّهمّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. ثُمَّ
أَخَذَ بِإِبْهَامِهِ، فَلَمْ يَزَلْ يُهَلِّلُ حَتَّى تُوُفِّيَ [1] .
وَقَالَ أَبُو فِرَاسٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: إِنَّ
عَمْرًا تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ
وَدَفَنَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْعِيدِ.
قَالَ اللَّيْثُ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْوَاقِدِيُّ،
وَابْنُ بُكَيْرٍ، وَغَيْرُهُمْ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ
وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةَ عِيدِ الْفِطْرِ، زَادَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ:
وَسِنُّهُ نَحْوَ مِائَةِ سَنَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] : وَعُمْرُهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ
سنة.
وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: تُوُفِّيَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ
وَأَرْبَعِينَ.
(فَائِدَةٌ) ، قَالَ الطَّحَاوِيُّ: ثَنَا الْمُزَنِيُّ: سَمِعْتُ
الشَّافِعِيُّ يَقُولُ: دَخَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قال:
__________
[ () ] أحد من الناس أبغض إليّ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ولا أحبّ إليّ من أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال
لكنت من أهل النار، فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله أبسط يدك لأبايعك، فبسط يمينه،
فقبضت يدي، فقال:
ما لك يا عمرو! فقلت: أردت أن أشترط. فقال: تشترط ماذا؟ قلت: يغفر لي.
قال: أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأنّ الهجرة تهدم
ما كان قبلها، وأنّ الحجّ يهدم ما كان قبله، فبايعته، وما كان أحد أجلّ
في عيني منه، إني لم أكن أستطيع أن أملأ عيني منه إجلالا، فلو سئلت أن
أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه، فلو متّ. على تلك الحال
لرجوت أن أكون من أهل الجنة. ثم ولّينا أشياء لا أدري ما حالي فيها،
فإذا أنا متّ فلا تتبعني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني في قبري فسنّوا
على التراب سنّا، فإذا فرغتم من دفني فأقيموا عند قبري قدر ما تنحر
جزور ويقسم لحمها، حتى أعلم ما أراجع به رسل ربّي، فإنّي أستأنس بكم.
معنى حديثهم واحد.
والحديث في الاستيعاب 2/ 514، والبداية والنهاية 8/ 26 وقال: وقد روى
مسلم هذا الحديث في صحيحه من حديث يزيد بن أبي حبيب بإسناده نحوه، وفيه
زيادات على هذا السياق..
[1] تاريخ دمشق 13/ 268 ب.
[2] في تاريخ الثقات 365 وفيه: مات وهو ابن تسع وسبعين سنة!.
(4/97)
أَصْبَحْتُ وَقَدْ أَصْلَحْتُ مِنْ
دُنْيَايَ قَلِيلًا، وَأَفْسَدْتُ مِنْ دِينِي كَثِيرًا، فَلَوْ كَانَ
مَا أَصْلَحْتُ هُوَ مَا أَفْسَدْتُ لَفُزْتُ، وَلَوْ كَانَ
يَنْفَعُنِي أَنْ أَطْلُبَ طَلَبْتُ، وَلَوْ كَانَ يُنْجِينِي أَنْ
أَهْرَبَ هَرَبْتُ، فَعِظْنِي بِمَوْعِظَةٍ أَنْتَفِعُ بِهَا يَا بْنَ
أَخِي، فَقَالَ:
هَيْهَاتَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّ ابْنَ
عَبَّاسٍ يُقَنِّطُنِي مِنْ رَحْمَتِكَ، فَخُذْ مِنِّي حَتَّى تَرْضَى.
وَلِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي طَبَقَاتِ ابْنِ
سعد [1] ثمان عشرة ورقة.
عمرو بن معديكرب [2] ، بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُصَمَ
بن عمرو بن
__________
[1] الطبقات الكبرى 4/ 254- 261.
[2] انظر عن (عمرو بن معديكرب) في: المحبّر لابن حبيب 261 و 303، وسيرة
ابن هشام 4/ 226، 227، وترتيب الثقات لابن العجليّ 371 رقم 1287،
والثقات لابن حبّان 7/ 378، والمعرفة والتاريخ 1/ 332، ومروج الذهب
(طبعة الجامعة اللبنانية) 777 و 1072 و 1548 و 1563 و 1567- 1573 و
2490 و 3520، والمحاضرات لراغب الأصبهاني 2/ 373، والاستيعاب 2/ 520-
523، وثمار القلوب 497، والبدء والتاريخ (طبعة المعارف) 3/ 185،
والهفوات النادرة 9، وجمهرة أنساب العرب 411، وعيون الأخبار 1/ 127 و
129، وتاريخ الطبري 3/ 132- 134 وانظر فهرس الأعلام 10/ 356، وفتوح
البلدان 142 و 315 و 316 و 324 و 342 و 392، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد
146 رقم 730، وربيع الأبرار 1/ 334 و 4/ 16 و 318، والخراج وصناعة
الكتابة 359، والأخبار الموفقيّات 166 و 480 و 481 و 626، والتاريخ
الصغير 24، والتاريخ الكبير 6/ 367 رقم 2658، والجرح والتعديل 6/ 260
رقم 1436، وتاريخ خليفة 93 و 132 و 148، وطبقاته 74 و 190، والمعارف
106 و 296 و 299 و 556، والشعر والشعراء 1/ 289- 291، والأغاني 15/
208- 245، والمؤتلف 156، ومعجم الشعراء للمرزباني 208، ووفيات الأعيان
2/ 15 و 3/ 159 و 6/ 108 و 109 و 397، والسمط الثمين 63، وخزانة الأدب
1/ 422 و 3/ 460، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 140، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 33، رقم 23، والزيارات 69 و 98، والكامل في
التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 260، وأسد الغابة 4/ 132- 134،
والتذكرة الحمدونية 1/ 272 و 2/ 412 و 437- 439 و 467 و 468 و 476 و
487، والوفيات لابن قنفذ 49، 50 رقم 22، وسرح العيون 243، والحور العين
110، والإصابة 3/ 18 رقم 5972، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 65،
والأسامي والكنى للحاكم ورقة 95، 96، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء
الراشدين) 16 و 141 و 225 و 244، والمنازل والديار 2/ 288، ولباب
الآداب 180- 182 و 203 و 205 و 213- 216 و 349 و 423، والكامل في الأدب
للمبرّد 1/ 363، 364.
(4/98)
زُبَيْدٍ، أَبُو ثَوْرٍ الزُّبَيْدِيُّ.
لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى النبيّ صلّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ
الْيَرْمُوكَ وَأَبْلَى بَلَاءً حَسَنًا يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ،
وَكَانَ فَارِسًا بَطَلًا ضَخْمًا عَظِيمًا، أَجَشُّ الصَّوْتِ، إِذَا
الْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا، وَهُوَ أَحَدُ الشُّجْعَانِ
الْمَذْكُورِينَ، وَارْتَدَّ عِنْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ رَجَعَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ.
وَقِيلَ: كَانَ يَأْكُلُ أَكْلَ جَمَاعَةٍ، أَكَلَ مَرَّةً عَنْزًا
رَبَاعِيًا وَثَلَاثَةَ أَصْوُعٍ [1] ذُرَةً [2] .
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: شَهِدَ صِفِّينَ غَيْرُ وَاحِدٍ
أَبْنَاءَ خَمْسِينَ وَمِائَةِ سنة، منهم عمرو بن معديكرب.
تُوُفِّيَ عَمْرُو هَذَا فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ.
عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ [3] ، - ت- بْنِ شَهِيدِ بْنِ قَيْسٍ
الْأَنْصَارِيُّ الْأَوْسِيُّ.
صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم، كان من زهّاد
الصحابة وفضلائهم.
__________
[1] أصوع: جمع صاع، وهو مكيال لأهل المدينة يأخذ أربعة أعداد، ويجمع
أيضا على «أصوع» بالهمز، و «أصواع» ، و «صوع» و «صيعان» .
[2] الأغاني 15/ 208، 209.
[3] انظر عن (عمير بن سعد) في:
الطبقات الكبرى 4/ 374، 375 و 7/ 402، وتاريخ خليفة 155، وأنساب
الأشراف 1/ 280، وفتوح البلدان 161 و 182 و 185 و 194 و 209 و 212 و
216 و 219، وتاريخ اليعقوبي 2/ 161، وتاريخ أبي زرعة 69 و 183،
والتاريخ الصغير 27، والتاريخ الكبير 6/ 531 رقم 3225، والجرح والتعديل
6/ 376 رقم 2079، وتاريخ الطبري 3/ 408 و 415 و 1074 و 144 و 241 و
289، وحلية الأولياء 1/ 247- 250 رقم 38، والاستيعاب 2/ 486- 488،
والاستبصار 281، وصفة الصفوة 1/ 697- 701 رقم 99، والزيارات للهروي 94،
والكامل في التاريخ 2/ 535 و 562 و 3/ 20 و 77، وأسد الغابة 4/ 143-
145، وتحفة الأشراف 8/ 205، 206 رقم 418، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/
1060، والكاشف 2/ 302 رقم 4352، وسير أعلام النبلاء 2/ 103- 105 رقم
12، والتذكرة الحمدونية 1/ 133- 135، وتعجيل المنفعة 322 رقم 821 (باسم
عمير بن سعيد) وصحّحه، وتهذيب التهذيب 8/ 144، 145 رقم 6036، ومجمع
الزوائد 9/ 382، وخلاصة تذهيب التهذيب 296، وكنز العمال 13/ 556.
(4/99)
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مَحْمُودٌ،
وَكَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، وَرَاشِدُ
بْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: نَسِيجٌ وَحْدَهُ [1] ، وَاسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ
عَلَى حِمْصَ.
وَهِمَ ابْنُ سَعْدٍ [2] فَقَالَ: إِنَّهُ عُمَيْرُ بْنُ سَعْدِ بْنُ
عُبَيْدٍ، وَإِنَّمَا هُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِيهِ.
وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ. وَلِيَ حِمْصَ بَعْدَ سَعِيدِ
بْنِ عَامِرِ بْنِ حِذْيَمَ.
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: فَبَقِيَ عَلَى إِمْرَةِ حِمْصَ حَتَّى
قُتِلَ عُمَرُ، ثُمَّ نَزَعَهُ عُثْمَانُ.
وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنُ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنُ عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
قَالَ لِيَ ابْنُ عُمَرَ، مَا كَانَ فِي الْمُسْلِمِينَ رَجُلٌ مِنْ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
أَفْضَلَ مِنْ أَبِيكَ [3] .
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: إِنَّ عُمَرَ مِنْ عُجْبِهِ بِعُمَيْرِ بْنِ
سَعْدٍ كَانَ يُسَمِّيهِ: نَسِيجٌ وَحْدَهُ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ
بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبُخَارِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ
وَسِتِّمِائَةٍ، أَنْبَأَ أَبُو الْكَرَمِ عَلَيُّ بْنُ عَبْدِ
الْكَرِيمِ بِهَمَذَانَ، أَنْبَأَ أَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْمُقْرِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِمِائَةٍ، أَنْبَأَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَبَابَةَ، ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَسَدِيُّ، ثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعَثَ عُمَيْرَ بْنَ
سَعْدٍ أَمِيرًا عَلَى حِمْصَ، فَأَقَامَ بِهَا حَوْلًا، فَأَرْسَلَ
إِلَيْهِ عُمَرُ وَكَتَبَ إِلَيْهِ: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ. مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى عُمَيْرِ بْنِ سَعْدٍ،
السَّلَامُ عَلَيْكَ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ الله الّذي لا
__________
[1] حلية الأولياء 1/ 247 و 250، وصفة الصفوة 1/ 697.
[2] الطبقات الكبرى 4/ 375.
[3] الإصابة 3/ 32.
(4/100)
شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا
عَبْدُهُ وَرَسُولَهُ، وَقَدْ كُنَّا قَدْ وَلَّيْنَاكَ شَيْئًا مِنْ
أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَا أَدْرِي مَا صَنَعْتَ، أَوَفَيْتَ
بِعَهْدِنَا، أَمْ خُنْتَنَا، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا- إِنْ
شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- فَاحْمِلْ إِلَيْنَا مَا قِبَلَكَ مِنْ فَيْءِ
الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ أَقْبِلْ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ» .
قَالَ: فَأَقْبَلَ عُمَيْرٌ مَاشِيًا مِنْ حِمْصَ، وَبِيَدِهِ
عُكَّازُهُ، وَإِدَاوَةٌ، وَقَصْعَةٌ، وَجِرَابٌ، شَاحِبًا، كَثِيرَ
الشَّعْرِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ قَالَ لَهُ: يَا عُمَيْرُ،
مَا هَذَا الَّذِي أَرَى مِنْ سُوءِ حَالِكَ، أَكَانَتِ الْبِلَادُ
بِلَادَ سُوءٍ، أَمْ هَذِهِ مِنْكَ خَدِيعَةٌ؟.
قَالَ عُمَيْرٌ: يَا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَلَمْ يَنْهَكَ اللَّهُ
عَنِ التَّجَسُّسِ وَسُوءِ الظَّنِّ؟ أَلَسْتَ تَرَانِي ظَاهِرَ
الدَّمِ، صَحِيحَ الْبَدَنِ وَمَعِيَ الدُّنْيَا بِقُرَابِهَا! قَالَ
عُمَرُ: مَا مَعَكَ مِنَ الدُّنْيَا؟
قَالَ: مِزْوَدِي أَجْعَلُ فِيهِ طَعَامِي، وَقَصْعَةٌ آكُلُ فِيهَا،
وَمَعِي عُكَّازَتِي هَذِهِ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأُجَاهِدُ بِهَا
عَدُوًّا إِنْ لَقِيتُهُ، وَأَقْتُلُ بِهَا حَيَّةً إِنْ لَقِيتُهَا،
فَمَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا! قَالَ: صَدَقْتَ، فَأَخْبِرْنِي مَا
حَالُ مَنْ خَلَّفْتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ؟
قَالَ: يُصَلُّونَ وَيُوَحِّدُونَ، وَقَدْ نَهَى اللَّهُ أَنْ نَسْأَلَ
عَمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ.
قَالَ: مَا صَنَعَ أَهْلُ الْعَهْدِ؟.
قَالَ عُمَيْرٌ: أَخَذْنَا مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ
صَاغِرُونَ.
قَالَ: فَمَا صَنَعْتَ بِمَا أَخَذْتَ مِنْهُمْ؟.
قَالَ: وَمَا أَنْتَ وَذَاكَ يَا عُمَرُ! أَرْسَلْتَنِي أَمِينًا،
فَنَظَرْتُ لِنَفْسِي، وَايْمُ اللَّهِ لَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ
أَغُمَّكَ لَمْ أُحَدِّثْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدِمْتُ
بِلَادَ الشَّامِ، فَدَعَوْتُ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرْتُهُمْ بِمَا
حَقَّ لَهُمْ عَلَيَّ فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ،
وَدَعَوْتُ أَهْلَ الْعَهْدِ، فَجَعَلْتُ عَلَيْهِمْ مَنْ يُجِيبُهُمْ،
فَأَخَذْنَاهُ مِنْهُمْ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ عَلَى فُقَرَائِهِمْ
وَمَجْهُودِيهِمْ، وَلَمْ يَنَلْكَ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَلَوْ نَالَكَ
بَلَّغْنَاكَ إِيَّاهُ.
قَالَ عُمَرُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا كَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ
يَتَبَرَّعُ عَلَيْكَ بِخَيْرٍ وَيَحْمِلُكَ عَلَى دَابَّةٍ، جِئْتَ
تَمْشِي، بِئْسَ الْمُعَاهِدُونَ فَارَقْتَ، وَبِئْسَ الْمُسْلِمُونَ،
أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وَهُوَ يَقُولُ: «لَتُوطَأَنَّ حُرَمُهُمْ وَلَيُجَارَنَّ عَلَيْهِمْ
(4/101)
فِي حُكْمِهِمْ، وَلَيُسْتَأْثَرَنَّ
عَلَيْهِمْ بِفَيْئِهِمْ، وَلَيَلِيَنَّهُمْ رِجَالٌ إِنْ تَكَلَّمُوا
قَتَلُوهُمْ، وَإِنْ سَكَتُوا اجْتَاحُوهُمْ» . فَقَالَ عمير: ما لك يا
عمر تفرج بِسَفْكِ دِمَائِهِمْ وَانْتِهَاكِ مَحَارِمِهِمْ!.
قَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهُوُنَّ
عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُسَلِّطَنَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ يَدْعُو خِيَارَكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ
لَهُمْ» . ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ قَالَ: هَاتُوا صَحِيفَةً لِنُجَدِّدَ
لِعُمَيْرٍ عَهْدًا، قَالَ عُمَيْرٌ: وَاللَّهِ لَا أَعْمَلُ لَكَ،
اتَّقِ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَاعْفِنِي بِغَيْرِي.
وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا مُنْكَرًا. وَرُوِيَ نَحْوَهُ، عَنْ
هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ [1] .
قَالَ الْمُفَضَّلُ الْغَلابِيُّ: زُهَّادُ الْأَنْصَارِ ثَلَاثَةٌ:
أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَشَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ، وَعُمَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ،
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ [2] ، - م 4- بْنِ حَرْبِ بْنِ
أُمَيَّةَ الْأُمَوِيُّ، أَبُو عَامِرٍ، وَيُقَالُ أَبُو عُثْمَانَ،
وَيُقَالُ أَبُو الْوَلِيدِ.
رَوَى عَنْ أُخْتِهِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ حَبِيبَةَ.
وَعَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَعَمْرُو بْنُ أَوْسٍ، وَشَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ،
وَأَبُو صالح
__________
[1] هو في حلية الأولياء 1/ 247- 250، وصفة الصفوة 1/ 697- 701.
[2] انظر عن (عنبسة بن أبي سفيان) في:
طبقات خليفة 232، وتاريخه 205 و 208 و 274، والتاريخ الكبير 7/ 36 رقم
160، وأنساب الأشراف 1/ 135، وتاريخ الطبري 5/ 171 و 180 و 230 و 333 و
6/ 241، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية، 2424 و 3633، وجمهرة
أنساب العرب 111، والجرح والتعديل 6/ 400، 401 رقم 2238، وتاريخ أبي
زرعة 1/ 328، والمعارف 345 و 477، والأخبار الموفقيات 297- 299،
والمحبّر 20، ومشاهير علماء الأمصار 115 رقم 883، والكامل في التاريخ
3/ 419 و 424 و 456 و 10/ 500، وأسد الغابة 4/ 151، والكاشف 2/ 305 رقم
3471، وتهذيب التهذيب 8/ 159، 160 رقم 286، والتقريب 2/ 88 رقم 272،
والإصابة 3/ 82، 83 رقم 6273، ومعجم بني أميّة 140، وتهذيب الكمال
(المصوّر) 2/ 1063.
(4/102)
السَّمَّانُ، وَالْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ.
وَلَعَلَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدَ هَذَا الزَّمَانِ، لَكِنَّهُ حَجَّ
بِالنَّاسِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وأربعين [1] .
__________
[1] تاريخ خليفة 208، ويقال «عتبة بن أبي سفيان» وهو أخوه. انظر: تاريخ
الطبري 5/ 230 ومروج الذهب 4/ 398، وتاريخ اليعقوبي 2/ 239، والكامل في
التاريخ 3/ 456، ونهاية الأرب 20/ 319، ومرآة الجنان 1/ 122.
(4/103)
[حرف الْقَافِ]
قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ [1] ، د ت ن- بن سنان التميمي السعدي المنقري.
__________
[1] انظر عن (قيس بن عاصم) في:
مسند أحمد 5/ 61، والطبقات الكبرى 7/ 36، 37، والمحبّر لابن حبيب 126 و
237 و 238 و 248، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 107 رقم 321، والعقد
الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 144، والمعارف 301 و 403 و 556، وعيون
الأخبار 1/ 225 و 286 و 287 و 2/ 324، وفتوح البلدان 295 و 511، وثمار
القلوب 89 و 315، وربيع الأبرار 2/ 33 و 4/ 59 و 174، والمعرفة
والتاريخ 1/ 296 و 3/ 187 و 356، وتاريخ الطبري 3/ 115 و 119 و 157 و
187 و 268 و 270 و 305 و 306 و 309 و 310، وترتيب الثقات 393 رقم 1397،
والثقات لابن حبّان 3/ 338، وجمهرة أنساب العرب 216 و 279، وطبقات
الخليفة 44 و 180، وتاريخه 93 و 98، والتاريخ الكبير 7/ 141 رقم 635،
والمغازي للواقدي 975 و 979، والأخبار الموفقيّات 620 و 630، والجرح
والتعديل 7/ 101 رقم 576، وتاريخ اليعقوبي 2/ 76 و 79 و 122، ومشاهير
علماء الأمصار 39 رقم 227، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1521،
والبدء والتاريخ 5/ 113، ومعجم الشعراء للمرزباني 324، والأغاني 14/
66- 86، والاستيعاب 3/ 232- 234، والمستدرك 3/ 611، 612، والكامل في
التاريخ 1/ 610 و 624 و 650- 653 و 2/ 287 و 301 و 353 و 355 و 369 و
370، وأسد الغابة 4/ 219- 221، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 62، 63
رقم 78، وتحفة الأشراف 8/ 289، 290 رقم 454، وتهذيب الكمال (المصوّر)
2/ 1136، 1137، وتلخيص المستدرك 3/ 611، والكاشف 2/ 349 رقم 4678،
والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 109، والتذكرة الحمدونية 1/ 392، و
2/ 17 و 126 و 203 و 276، والنكت الظراف 8/ 290، وتهذيب التهذيب 8/ 399
رقم 709، والتقريب 2/ 129 رقم 150، والإصابة 3/ 252، 253 رقم 7194،
وخلاصة تذهيب التهذيب 317، والتذكرة الفخرية 365، 366، وأمالي المرتضى
1/ 107، 108، و 112- 114، والبداية والنهاية 8/ 31، 32، والكامل في
الأدب للمبرّد 1/ 345، والبدء والتاريخ 5/ 109. وشعر قيس بن عاصم- نشره
هاشم طه شلاش في مجلة البلاغ، ببغداد- العدد 9- سنة 1975.
(4/104)
قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ، فَأَسْلَمَ، وَكَانَ عاقلا حليما
كريما جوادا شريفا.
قال النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ
الْوَبَرِ» [1] .
وَيُرْوَى أَنَّ الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ قِيلَ لَهُ: مِمَّنْ
تَعَلَّمْتَ الْحِلْمَ؟ قَالَ: مِنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ [2] .
وَيُقَالُ: إِنَّ قَيْسًا كَانَ مِمَّنْ حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ شُرْبَ الْخَمْرِ [3] .
رَوَى عَنْهُ: الْأَحْنَفُ، وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَشُعْبَةُ بْنُ
التَّوْأَمِ، وَابْنُهُ حَكِيمٌ بْنُ قَيْسٍ، وَحَفِيدُهُ خَلِيفَةُ
بْنُ حُصَيْنٍ.
يُكَنَّى أَبَا عَلِيٍّ، وَيُقَالُ: كُنْيَتُهُ أَبُو طَلْحَةَ،
وَقِيلَ: أَبُو قَبِيصَةَ.
نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَتُوُفِّيَ عَنِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ ذَكَرًا
مِنْ أَوْلَادِهِ وَأَوْلَادِهِمْ.
حَدِيثُهُ فِي السنن.
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 36، الاستيعاب 3/ 232.
[2] التذكرة الحمدونية 2/ 126 رقم 265، ونثر الدرّ للآبي- (مخطوطة
كوبريليي 1452) ج 5/ 17، وسراج الملوك للطرطوشي، طبعة الإسكندرية 1289-
ص 143، ورسائل ابن أبي الدنيا 24 (مجموعة رسائل) طبعة مصر 1935، وسرح
العيون في شرح رسالة ابن زيدون لابن نباتة المصري- تحقيق محمد أبو
الفضل إبراهيم- القاهرة 1964- ص 106، والبيان والتبيين 2/ 43،
والمستطرف 1/ 117 و 187، والاستيعاب 3/ 232، والبداية والنهاية 8/ 32.
[3] الاستيعاب 3/ 33.
(4/105)
[حرف الْكَافِ]
كَعْبُ بْنُ مَالِكِ [1] ، - ع- بْنِ عمرو بن القين الأنصاري الخزرجي
__________
[1] انظر عن (كعب بن مالك) في:
مسند أحمد 3/ 454 و 6/ 386، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/
1226، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 22 و 97 و 290 و 2/ 73 و 82 و 86 و
88 و 93 و 104 و 147 و 363 و 372 و 3/ انظر فهرس الأعلام 346، 347 و 4/
24 و 158 و 173 و 174 و 177- 179 و 305، والمحبّر لابن حبيب 72 و 271 و
272 و 285 و 298، والتاريخ الصغير 43، والتاريخ الكبير 7/ 219، 220 رقم
953، وطبقات خليفة 103، وتاريخ خليفة 202، ومروج الذهب 1621 و 1623،
وتاريخ الطبري 2/ 360- 362 و 364 و 365 و 484 و 518 و 548 و 549 و 3/
103 و 111 و 4/ 337 و 359 و 414 و 423 و 424 و 429، والمعرفة والتاريخ
1/ 318، 319، وعيون الأخبار 3/ 209، وجمهرة أنساب العرب 360، ومشاهير
علماء الأمصار 18 رقم 63، والجرح والتعديل 7/ 160، 161 رقم 902،
والمعارف 588، والعقد الفريد 5/ 283 و 294، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد
84 رقم 43، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 77، والأسامي والكنى للحاكم،
ورقة 305، والسير والمغازي 330، وثمار القلوب 219، وتاريخ أبي زرعة 1/
567 و 618، والأخبار الموفقيات 511، وتاريخ اليعقوبي 2/ 389، وأنساب
الأشراف 1/ 248 و 271 و 288 و 531، وربيع الأبرار 4/ 165 و 249،
والأغاني 16/ 226- 240، المستدرك 3/ 440، 441، والاستبصار 160، وأسد
الغابة 4/ 247، 248، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 69 رقم 92، وتحفة
الأشراف 8/ 309- 324 رقم 464، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1148، ومعجم
الشعراء في لسان العرب 349 رقم 893، وتخليص الشواهد لابن هشام 227،
والبداية والنهاية 8/ 48، ومرآة الجنان 1/ 124، والوفيات لابن قنفذ 64،
ونكت الهميان 231، وشرح الشواهد 123، ورغبة الآمل 2/ 73، وخزانة الأدب
1/ 200، والأمالي للقالي 3/ 30 والذيل 63 و 92، والكاشف 3/ 8 رقم 4734،
والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 112، وتاريخ الإسلام (المغازي) 178
و 183 و 543 و 653 و 656 و 658، وسير أعلام النبلاء 2/ 523- 530 رقم
(4/106)
السلمي، أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد
الرحمن.
شاعر رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَأَحَدُ الثَّلَاثَةِ
الَّذِينَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَأُحُدًا،
وَحَدِيثُهُ فِي تَخَلُّفِهِ عَنْ غزوة تَبُوكٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ [1]
.
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعَبْدُ اللَّهِ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَعُمَرُ بْنُ
الْحَكَمِ، وَعُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، وَحَفِيدُهُ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ.
وَيُرْوَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ آخَى
بَيْنَ طَلْحَةَ وَكَعْبِ بْنَ مَالِكٍ، وَقِيلَ بَلْ آخَى بَيْنَ
كَعْبٍ وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ. قَالَهُ عُرْوَةُ.
وَفِي مَغَازِي الْوَاقِدِيِّ [2] : إِنَّ كَعْبًا قَاتَلَ يَوْمَ
أُحُدٍ قِتَالًا شَدِيدًا، حَتَّى جُرِحَ سَبْعَةَ عَشْرَ جُرْحًا.
وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: كَانَ شُعَرَاءُ الصَّحَابَةِ: عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ رَوَاحَةَ، وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ، وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي الشُّعَرَاءِ مَا
أَنْزَلَ، قَالَ: «إِنَّ الْمُجَاهِدَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ
وَلِسَانِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ تَرْمُونَهُمْ به نضح النّبل»
[3] .
__________
[ () ] 107، والعبر 1/ 56، وتهذيب التهذيب 8/ 440، 441 رقم 794،
والتقريب 2/ 135 رقم 54، والنكت الظراف 8/ 310، والإصابة 3/ 302 رقم
7433، والتذكرة الحمدونية 155، وخلاصة تذهيب التهذيب 321، وكنز العمال
13/ 581، وشذرات الذهب 1/ 56، والبرصان والعرجان للجاحظ 9 و 362،
والتذكرة السعدية 101 و 144، ومعجم الشعراء لابن سلام 1/ 220. وديوان
كعب بن مالك، نشره سامي مكي العاني- بغداد 1386 هـ. / 1966.
[1] انظر: صحيح البخاري 8/ 86 و 93 في المغازي، ومسلم في التوبة (2769)
باب حديث كعب بن مالك.
[2] ج 1/ 236.
[3] أخرجه عبد الرزاق في «المصنّف» (20500) ، وعنه رواه أحمد في المسند
6/ 387 من طريق: مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ كعب بن مالك، عن أبيه، وهو سند صحيح. وفيه «والّذي نفسي بيده
لكأنما ترمونهم ... » .
(4/107)
قال ابْنُ سِيرِينَ: أَمَّا كَعْبٌ فَكَانَ
يَذْكُرُ الْحَرْبَ وَيَقُولُ: فَعَلْنَا وَنَفْعَلُ وَيُهَدِّدُهُمْ.
وَأَمَّا حَسَّانُ فَكَانَ يَذْكُرُ عُيُوبَهُمْ وَأَيَّامَهُمْ.
وَأَمَّا ابْنُ رَوَاحَةَ فَكَانَ يعيّرهم بالكفر.
وقد أسلمت دوس فرقا مِنْ بَيْتٍ قَالَهُ كَعْبٌ:
نُخَيِّرُهَا [1] وَلَوْ نَطقَتْ لَقَالَتْ ... قَوَاطِعُهُنَّ دَوْسًا
أَوْ ثَقِيفًا
[2] وَعَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ:
«مَا نَسِيَ رَبُّكَ- وَمَا كَانَ نَسِيًّا- بَيْتًا قُلْتَهُ» .
قَالَ: مَا هُوَ؟ قال: «أَنْشِدْهُ يَا أَبَا بَكْرٍ» ، فَقَالَ:
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا [3] ... وَلُيُغْلَبَنَّ
مُغَالِبُ الْغَلَّابِ
عَنِ الْهَيْثَمِ وَالْمَدَائِنِيُّ أَنَّ كَعْبًا مَاتَ سَنَةَ
أَرْبَعِينَ،.
وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ: أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ.
وَعَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ أَيْضًا: أنه توفي سنة إحدى وخمسين.
__________
[1] في الأصل «يخبرها» ، وفي أسد الغابة: «تخبرنا» ، وفي الاستيعاب
«نخبرها» ، والتصويب من سيرة ابن هشام- بتحقيقنا- ج 4/ 118.
[2] البيت هو الثاني من قصيدة قالها كعب حين أجمع رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم السير إلى الطائف وأولها:
قضينا من تهامة كلّ ريب ... وخيبر ثم أجممنا السيوفا
انظر: سيرة ابن هشام 4/ 118، والاستيعاب 3/ 289، وأسد الغابة 4/ 248،
والإصابة 3/ 302.
[3] في (معجم الشعراء للمرزباني- ص 342) : ويروى:
(4/108)
[حرف اللَّامِ]
لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ [1] ، بْنِ مَالِكٍ، أبو عقيل الهوازني
العامري.
__________
[1] انظر عن (لبيد بن ربيعة) في:
المغازي للواقدي 350، 351، والمحبّر لابن حبيب 178 و 299 و 365 و 472 و
474، وسيرة ابن هشام- بتحقيقنا- ج 2/ 22 و 44 و 175 و 4/ 135 و 212-
215، والمعارف 332، والتاريخ الكبير 7/ 249 رقم 1064، والتاريخ الصغير
31 و 32، وتاريخ الطبري 3/ 145، و 6/ 185، وأنساب الأشراف 1/ 228 و
416، والجرح والتعديل 7/ 181 رقم 1025، وجمهرة أنساب العرب 195
والمذيّل 541، 542، وثمار القلوب 102 و 184 و 215 و 216 و 234 و 237 و
476، ولباب الآداب لابن منقذ 93 و 94 و 424، ومعجم الألفاظ والتراكيب
المولّدة 202، والشعر والشعراء 1/ 194- 204 رقم 25، والنقائض 201،
وجمهرة أشعار العرب 30 و 63، وصفة الصفوة 1/ 736، 737 رقم 114، والسير
والمغازي 179، والزيارات للهروي 79، والتاريخ لابن معين 2/ 500،
والأغاني 15/ 361- 379، وطبقات الشعراء لابن سلام 113، وشرح شواهد
المغني 56، وربيع الأبرار 4/ 32، والبرصان والعرجان 14 و 57 و 94 و
2557، ومعاهد التنصيص 1/ 202، وأمالي المرتضى 1/ 21 و 25 و 117 و 171 و
189- 192 و 194 و 319 و 453 و 457 و 547 و 618 و 2/ 55، ومجالس ثعلب
449، 450، والعمدة 1/ 27، وحياة الحيوان 5/ 173، والاستيعاب 3/ 324-
328، والأمالي للقالي 1/ 5 و 7 و 95 و 103 و 104 و 155 و 158 و 235 و
286 و 2/ 16 و 16 و 19 و 139 و 213 و 263 و 305 و 306 و 315 و 316 و 3/
140، وتاريخ اليعقوبي 1/ 268 و 2/ 72، وتخليص الشواهد 41- 44 و 153 و
420 و 453 و 478 و 480، وشرح ديوان لبيد- طبعة دار القاموس الحديث
ببيروت، شرح القصائد العشر- طبعة الطباعة، شرح القصائد التسع المشهورات
لأبي جعفر النحاس 1/ 123 تحقيق أحمد خطاب، بغداد 1393 هـ. / 1973،
ودلائل الإعجاز للجرجاني 45 و 274 و 288، وأسرار البلاغة للجرجاني 52،
وشذور الذهب 365، وهمع الهوامع 1/ 154، والدرر اللوامع 1/ 37، وشرح
الأشموني 2/ 30، والتصريح 1/ 254، 255 و 259، والكتاب لسيبويه
(4/109)
الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ، الَّذِي لَهُ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهُ بَاطِلٌ وَكُلُّ نَعِيمٍ لَا
مَحَالَةَ زَائِلٌ [1] وَفَدَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أَصْدَقُ كَلِمَةٍ
قَالَهَا شَاعِرٌ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل [2] يُقَالُ: إِنَّ لَبِيدًا عَاشَ
مِائَةً وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ شِعْرًا
بَعْدَ إِسْلَامِهِ، وقال: أبدلني الله به القرآن [3] .
__________
[ () ] 1/ 245 و 456، والمقتضب 3/ 282، والمحتسب 1/ 230، والخصائص 2/
353، وشرح الشريشي 1/ 21، ومعجم الشعراء في لسان العرب 356- 359 رقم
905، والإصابة 3/ 326، 327 رقم 7541، والكامل في التاريخ 1/ 636 و 640
و 642 و 2/ 77 و 299 و 3/ 419 و 6/ 183، ومرآة الجنان 1/ 119، والوفيات
لابن قنفذ 58، 59، والتذكرة الحمدونية 2/ 65 و 266 و 267، وأسد الغابة
4/ 260- 262، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 70، 71 رقم 94،
والمعمّرين للسجستاني 62، وطبقات ابن سعد 6/ 33، والكامل للمبرّد 2/
60، 61 و 324- 326، والبدء والتاريخ 5/ 108، 109.
[1] البيت في: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 22، وديوان لبيد 254،
وطبقات الشعراء لابن سلام 113، وحلية الأولياء 7/ 269 و 8/ 309، وتاريخ
بغداد 3/ 98 و 4/ 254 و 8/ 18، والشعر والشعراء 1/ 199، والمعمّرين 62،
ومعجم الشيوخ لابن جميع (بتحقيقنا) 294، وشرح شواهد المغني 56،
والأغاني 15/ 375، والجرح والتعديل 7/ 181، والتاريخ الكبير 7/ 249،
والسير والمغازي 179، وأسد الغابة 4/ 261، والاستيعاب 3/ 325، وتهذيب
الأسماء ق 1 ج 2/ 70، وتخليص الشواهد 41، وشرح ألفيّة ابن مالك لابن
الناظم 4- طبعة بيروت 1312 هـ.، وسير أعلام النبلاء 15/ 288، وخزانة
الأدب للبغدادي 1/ 337، وغيره.
[2] روى أبو داود قال: جاء أعرابيّ إلى النبيّ صلى الله عليه وآله
وسلم، فجعل يتكلّم بكلام، فقال: «إنّ من البيان سحرا، وإنّ من الشعر
حكما» . (5011) في الأدب، باب: ما جاء في الشعر، وهو حديث صحيح. وأخرجه
الترمذي (2848) في الأدب، باب: ما جاء إن من الشعر حكمة. وفي رواية
الترمذي: «أشعر كلمة تكلّمت بها العرب، كلمة لبيد..» . (2853) في
الأدب، باب:
ما جاء في إنشاد الشعر. وأخرجه البخاري في الأدب 10/ 448، باب: ما يجوز
من الشعر والرجز والحداء. وفي فضائل أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله
وسلم، باب: أيام الجاهلية. وفي الرقاق. باب:
الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله. ومسلم في الشعر (2256) .
[3] رواه ابن سعد في الطبقات 6/ 33.
(4/110)
وَيُقَالُ: قَالَ بَيْتًا وَاحِدًا وَهُوَ:
مَا عَاتَبَ الْمَرْءُ الْكَرِيمُ كَنَفْسِهِ ... وَالْمَرْءُ
يُصْلِحُهُ الْقَرِينُ الصَّالِحُ
[1] وَكَانَ أَحَدُ أَشْرَافِ قَوْمِهِ، نَزَلَ الْكُوفَةَ، وَكَانَ
لَا تَهُبُّ الصَّبَا إِلَّا نَحَرَ وَأَطْعَمَ [2] .
وَكَانَ قَدِ اعْتَزَلَ الْفِتَنَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ إِلَى هَذَا الْوَقتِ، بَلْ تُوُفِّيَ
فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ.
وَقِيلَ مَاتَ يَوْمَ دَخَلَ مُعَاوِيَةُ الْكُوفَةَ [3] .
وَقَالَ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ: عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: رَوَيْتُ لِلَبِيدٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفِ بَيْتٍ
مِنَ الشِّعْرِ [4] .
وَلِلَبِيدٍ:
وَلَقَدْ سَئِمتُ مِنَ الْحَيَاةِ وَطُولِهَا ... وَسُؤَالِ هَذَا
النَّاسِ كيف لبيد
[5]
__________
[ () ] وقال له عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يوما: يا أبا عقيل،
أنشدني شيئا من شعرك.
فقال: ما كنت لأقول شعرا بعد أن علّمني الله البقرة وآل عمران..» .
(الاستيعاب 3/ 327) وانظر الأغاني 15/ 369، وتخليص الشواهد 42.
[1] البيت في الاستيعاب 3/ 325، والإصابة 3/ 326، وأسد الغابة 4/ 261،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 71، وتخليص الشواهد 42.
[2] الاستيعاب 3/ 325، وأسد الغابة 4/ 261، والأغاني 15/ 370، والتذكرة
الحمدونية 2/ 266، 267، وربيع الأبرار 2/ 666، والمستطرف 2/ 55، 56،
والعقد الثمين 7/ 406، ولباب الآداب 93، والكامل في التاريخ 3/ 62.
[3] وقد قيل إنه مات بالكوفة أيام الوليد بن عقبة في خلافة عثمان رضي
الله عنه، وهو أصحّ.
(الاستيعاب 3/ 327، 328) وقال ابن سعد في الطبقات 6/ 33: « ... جاهد
إلى الكوفة فنزلها ومعه بنون له، ومات به ليلة نزل معاوية النخيلة
لمصالحة الحسن بن علي، رحمهما الله، ودفن في صحراء بني جعفر بن كلاب.
ورجع بنوه إلى البادية أعرابا» .
[4] الاستيعاب 3/ 328.
[5] الأغاني 15/ 362، أسد الغابة 4/ 262.
(4/111)
[حرف الميم]
محمد [1] بن مسلمة [2]- ع- بن سَلَمَةَ [3] بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ
بْنِ مَجْدَعَةٍ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن مسلمة) في:
المحبر 75 و 117 و 130 و 282 و 411 و 414 و 415، ومسند أحمد 3/ 593 و
4/ 225، وطبقات خليفة 80 و 140، وتاريخه 206، والتاريخ الكبير 1/ 239
رقم 758، والمغازي
[2] في الأصل «سلمة» والتصحيح من الاستيعاب 3/ 334.
[3] «سلمة» ساقطة من الأصل، والاستدراك من الاستيعاب.
للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1234، والأخبار الموفقيات 375، وسيرة
ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 329 و 3/ 16 وو 57 و 188 و 301 و 306 و 4/ 159
و 256 و 258، والجرح والتعديل 8/ 71 رقم 316، وتاريخ الطبري (انظر فهرس
الإعلام) 10/ 406، ومشاهير علماء الأمصار 22 رقم 93، وجمهرة أنساب
العرب 341، والمعارف 269، والعقد الفريد 1/ 47، 48، والاستيعاب 3/ 334-
336، والمعرفة والتاريخ 1/ 307، والمستدرك 3/ 433- 437، ومروج الذهب
1583 و 1621 و 1797، وفتوح البلدان 219 و 244 و 278، والزيارات 94 و
214، والاستبصار 241، والبدء والتاريخ 5/ 120، والخراج وصناعة الكتابة
339 و 355، وأسد الغابة 4/ 330، 331، والكامل في التاريخ (انظر فهرس
الأعلام) 13/ 329، وتاريخ اليعقوبي 2/ 74 و 78، وتحفة الأشراف 8/ 359-
362 رقم 497، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 304، وتهذيب الكمال
(المصوّر) 3/ 1272 و 1273، وسير أعلام النبلاء 2/ 369- 373 رقم 77،
والعبر 1/ 52، والكاشف 3/ 86 رقم 5241، وتاريخ الإسلام (المغازي)
بتحقيقنا 124 و 148 و 160- 163 و 350 و 353 و 415- 417 و 421، والمعين
في طبقات المحدّثين 26 رقم 114، وتلخيص المستدرك 3/ 433- 437، والمعجم
الكبير 19/ 222، 223 رقم 494- 498، والوافي بالوفيات 5/ 29، 30 رقم
1996، والوفيات لابن قنفذ 60 رقم 43، والتنبيه والإشراف 209 و 218 و
219، وتهذيب التهذيب 9/ 454، 455 رقم 737، والتقريب 2/ 208 رقم 707،
والإصابة 3/ 383، 384 رقم 7006، ومجمع الزوائد 9/ 319،
(4/112)
وَيُقَالُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ
سَلَمَةَ بْنِ حُرَيْشٍ الْأَشْهَلِيُّ الْأَنْصَارِيُّ، أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيُقَالُ: أَبُو
سَعِيدٍ.
شَهِدَ بَدْرًا وَالْمَشَاهِدَ بَعْدَهَا، وَرُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ
مَرَّةً.
وَكَانَ رَجُلًا طَوِيلًا، مُعْتَدِلًا، أَسْمَرَ، أَصْلَعَ، عَاشَ
سَبْعًا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَهُوَ حَارِثِيُّ مِنْ حُلَفَاءِ بَنِي
عَبْدِ الْأَشْهَلِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مَحْمُودٌ، وَسَهْلُ بْنُ أَبِي حَثْمَةَ،
وَقَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ، وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَأَبُو
بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ عَلَى مُقَدِّمَةِ عُمَرَ فِي قُدُومِهِ إِلَى الْجَابِيَةِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَاسْتَخْلَفَهُ فِي
غَزْوَةِ تَبُوكٍ عَلَى الْمَدِينَةِ.
قُلْتُ: وَكَانَ مِمَّنِ اعْتَزَلَ الْفِتْنَةَ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ: مَرَرْنَا
بِالرَّبَذَةِ [2] فَإِذَا فُسْطَاطُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ،
فَقُلْتُ: لَوْ خَرَجْتَ إِلَى النَّاسِ فَأَمَرْتَ وَنَهَيْتَ،
فَقَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ: «سَتَكُونُ فُرْقَةٌ وَفِتْنَةٌ وَاخْتِلَافٌ، فَاكْسِرْ
سَيْفَكَ وَاقْطَعْ وَتَرَكَ وَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ» ، فَفَعَلْتُ مَا
أَمَرَنِي بِهِ [3] .
وَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ، عَنْ رَجُلٍ قال: قال حذيفة، إني لأعرف رجلا
لا تَضُرُّهُ الْفِتْنَةُ، فَإِذَا فُسْطَاطٌ مَضْرُوبٌ لَمَّا
أَتَيْنَا المدينة، وإذا محمد بن مسلمة، فسألناه
__________
[ () ] وخلاصة تذهيب الكمال 359، وشذرات الذهب 1/ 45 و 53، والأخبار
الطوال 124 و 141 و 142.
[1] في الطبقات الكبرى 3/ 443.
[2] الرّبذة: بفتح أوله وثانيه. من قرى المدينة على ثلاثة أيام، قريبة
من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة، وبهذا الموضع
قبر أبي ذرّ الغفاريّ، رضي الله عنه (معجم البلدان 3/ 24) .
[3] أخرجه أحمد في المسند 3/ 493، والحاكم في المستدرك 3/ 433، 434 وقد
صحّحه، وتابعه الذهبي في تلخيصه.
(4/113)
فَقَالَ: لَا يَشْتَمِلُ عَلَى شَيْءٍ مِنْ
أَمْصَارِكُمْ حتى ينجلي الأمر [1] .
وقال عباية بن رفاعة: كان محمد بن مسلمة أسود طويلا عظيما.
وقال ابن عيينة: عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عِيسَى قَالَ: أَتَى عُمَرُ
بْنُ الْخَطَّابِ مُشْرَبَةَ بَنِي حَارِثَةَ، فَإِذَا مُحَمَّدُ بْنُ
مَسْلَمَةَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: كَيْفَ تَرَانِي؟ قَالَ:
أَرَاكَ كَمَا أُحِبُّ، وَكَمَا يَجِبْ لَكَ الْخَيْرُ، أَرَاكَ
قَوِيًّا عَلَى جَمْعِ الْمَالِ، عَفِيفًا عَنْهُ، عَدْلًا فِي
قِسْمَتِهِ، وَلَوْ مِلْتَ عَدَّلْنَاكَ كَمَا يُعَدَّلُ السَّهْمُ فِي
الثِّقَافِ. فَقَالَ:
الْحَمْدُ للَّه الَّذِي جَعَلَنِي فِي قَوْمٍ إِذَا مِلْتُ
عَدَّلُونِي [2] .
وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: بَعَثَنَا عُثْمَانُ فِي خَمْسِينَ رَاكِبًا،
أَمِيرُنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ نُكَلِّمُ الَّذِينَ جَاءُوا
مِنْ مِصْرَ فِي فِتْنَةٍ، فَاسْتَقْبَلَنَا رَجُلٌ مِنْهُمْ، وَفِي
يَدِهِ مُصْحَفٌ، مُتَقَلِّدًا سَيْفًا تَذْرِفُ عَيْنَاهُ، فَقَالَ:
هَا إِنَّ هَذَا يَأْمُرُنَا أَنْ نَضْرِبَ بِهَذَا عَلَى مَا فِي
هَذَا، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ: اسْكُتْ، فَنَحْنُ ضربنا
بهذا على ما في هذا قبلك، وَقَبْلَ أَنْ تُولَدَ [3] .
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ قَالَ:
أَعْطَانِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ سَيْفًا
فَقَالَ: «جَاهِدْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ فِئَتَيْنِ يَقْتَتِلَانِ، فَاضْرِبْ بِهِ الْحَجَرَ
حَتَّى تَكْسِرَهُ، ثُمَّ كُفَّ لِسَانَكَ وَيَدَكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ
مَنِيَّةٌ قَاضِيَةٌ، أَوْ يَدٌ خَاطِئَةٌ» ، فَلَمَّا قُتِلَ
عُثْمَانُ خَرَجَ إِلَى صخرة، فضربها بسيفه حتى كسره [4] .
__________
[1] لفظه في المستدرك 3/ 433، 434 من طرق أشعث، عن أبي الشعثاء، قال:
سمعت أبا بردة يحدّث عن ثعلبة بن ضبيعة قال: سمعت حذيفة يقول: إني
لأعرف رجلا لا تضرّه الفتنة، محمد بن مسلمة، فأتينا المدينة، فإذا
فسطاط مضروب، وإذا فيه محمد بن مسلمة الأنصاري، فسألته، فقال: لا
أستقرّ بمصر من أمصارهم حتى تنجلي هذه الفتنة عن جماعة المسلمين. ورواه
الذهبي موافقا الحاكم، وقال: رواه سفيان، عن أشعث فأسقط منه ثعلبة.
صحيح.
[2] انظر: سير أعلام النبلاء 2/ 372.
[3] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 436.
[4] مسند أحمد 4/ 225، الإصابة 3/ 383، وانظر الاستيعاب 3/ 335.
(4/114)
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ:
كَانَ مُحَمَّدٌ يُقَالُ لَهُ حَارِسُ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كُسِرَ سَيْفُهُ اتَّخَذَ سَيْفًا مِنْ
خَشَبٍ، وَصَيَّرَهُ فِي الْجَفْنِ فِي دَارِهِ وَقَالَ:
عَلَّقْتُهُ أُهَيِّبُ بِهِ ذَاعِرًا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ وَمَعَهُ أَهْلُ الشَّامِ، يَعْنِي
إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَبَلَغَ رَجُلًا شَقِيًّا
مِنْ أَهْلِ الْأُرْدُنِّ جُلُوسُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ عَنْ
عَلِيٍّ أَوْ مُعَاوِيَةَ، فَاقْتَحَمَ عَلَيْهِ الْمَنْزِلَ
فَقَتَلَهُ [1] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ،
وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَخَلِيفَةٌ [2] : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ
وَأَرْبَعِينَ فِي صَفَرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ قَالَ سَنَةَ
سِتٍّ فَقَدْ غَلَطَ.
مِدْلَاجُ بْنُ عَمْرٍو [3] ، حَلِيفُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ. شَهِدَ
بَدْرًا، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِينَ. [4] وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ:
مِدْلَجُ بْنُ عَمْرٍو، حَلِيفٌ لِبَنِي غَنْمِ بن دودان، وَاللَّهُ
أَعْلَمُ.
الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ [5] ، الْقُرَشِيُّ الْفِهْرِيُّ.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 2/ 373.
[2] تاريخ خليفة 206.
[3] انظر عن (مدلاج بن عمرو) في:
المغازي للواقدي 154، وسيرة ابن هشام 2/ 323، والجرح والتعديل 8/ 428
رقم 1951، وأنساب الأشراف 1/ 308، وفتوح البلدان 212، والكامل في
التاريخ 3/ 471، وأسد الغابة 4/ 342، والطبقات الكبرى 3/ 98،
والاستيعاب 3/ 486، والإصابة 3/ 394 د 395 رقم 7857.
[4] الطبقات الكبرى 3/ 98.
[5] انظر عن (المستورد بن شدّاد) في:
مسند أحمد 4/ 228، والجرح والتعديل 8/ 364، 365 رقم 1661، والتاريخ
الكبير 8/ 16 رقم 1986، وطبقات خليفة 29 و 127، والمعرفة والتاريخ 2/
218 و 356 و 707، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101 رقم 247، ومشاهير
علماء الأمصار 56 رقم 386 (ذكره دون ترجمة) ، وتاريخ الطبري 1/ 15،
والاستيعاب 3/ 482، والمستدرك 3/ 592، والمعجم الكبير 20/ 300- 310،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 88 رقم 127، وأسد الغابة
(4/115)
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسِينَ.
سَيَأْتِي، وَهُوَ صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ.
رَوَى عَنْهُ: قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَغَيْرُهُ.
مَعْقِلُ بْنُ قَيْسٍ [1] ، الرِّيَاحِيُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ.
لَا أَعْرِفُهُ، وَلَيْسَتْ لَهُ صُحْبَةٌ.
مَعْقِلُ بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ [2] ، - د ن ت- وَيُقَالُ مَعْقِلُ
بْنُ أَبِي مَعْقِلٍ، وَيُقَالُ مَعْقِلُ بْنُ أُمِّ مَعْقِلٍ،
الْأَسَدِيُّ، حَلِيفٌ لَهُمْ.
لَهُ صُحْبَةٌ، حَدِيثُهُ فِي فَضْلِ الْعُمْرَةِ فِي رَمَضَانَ [3] ،
وفي النهي عن
__________
[ () ] 4/ 353، 354، والكامل في التاريخ 1/ 14، وتحفة الأشراف 8/ 375-
378 رقم 511، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1320، والكاشف 3/ 119 رقم
5483، وتلخيص المستدرك 3/ 592، وتهذيب التهذيب 10/ 106، 107 رقم 200،
والتقريب 2/ 242 رقم 1050، والنكت الظراف 8/ 375- 377، والإصابة 3/ 407
رقم 7928، وخلاصة تذهيب التهذيب 374.
[1] انظر عن (معقل بن قيس) في:
المحبّر 373، وجمهرة أنساب العرب 199 و 228، والتذكرة الحمدونية 1/
344، ونهج البلاغة 372، ونسب قريش 440، وتاريخ الطبري 54 و 56 و 574 و
5/ 55 و 79 و 85- 121- 124 و 126- 129 و 185 و 188- 190 و 193- 198 و
200 و 202- 208، والمعرفة والتاريخ 3/ 313، ومروج الذهب (طبعة الجامعة
اللبنانية) 1723، وتاريخ اليعقوبي 2/ 195 و 213، وتاريخ خليفة 198 و
200، والكامل في التاريخ 3/ 281 و 287 و 340 و 345 و 367- 370 و 372 و
378 و 380 و 411 و 413 و 426 و 429- 436 و 4/ 492، والأخبار الطوال 167
و 213.
[2] انظر عن (معقل بن أبي الهيثم) في:
طبقات خليفة 35، والتاريخ الكبير 7/ 391، 392 رقم 1706، والجرح
والتعديل 8/ 285 رقم 1307، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 121 رقم 478،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 312، 313، والمعجم الكبير 20/ 224، 225، وأسد
الغابة 4/ 398، 399، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1353، وتحفة الأشراف
8/ 459 رقم 533، والكاشف 3/ 144 رقم 5656، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 88،
وتهذيب التهذيب 10/ 235 رقم 429، والتقريب 2/ 265 رقم 1274، والنكت
الظراف 8/ 459، والإصابة 3/ 446، 447 رقم 8138.
[3] أخرجه النسائي في الحج، عن عمرو بن علي، عن يحيى، عن هشام
الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن معقل بن أبي معقل،
أنه قال: «أرادت أمي أن
(4/116)
التَّغَوُّطِ إِلَى الْقِبْلَةِ [1] .
عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْهُ: مَوْلَاهُ أَبُو زَيْدٍ، وَأُمِّ مَعْقِلٍ، وَأَبُو
سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَتُوُفِّيَ فِي أيام معاوية.
المغيرة بن شعبة [2] ، - ع- ابن أَبِي عَامِرِ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ
مُعْتِبٍ الثَّقَفِيُّ، أَبُو عِيسَى، وَيُقَالُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ،
وَيُقَالُ أبو محمد.
__________
[ () ] تحجّ، وكان بعيرها أعجف، فسألت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فقال: «اعتمري في رمضان، فإنّ عمرة فيه تعدل حجّة» . وهو في السنن
الكبرى للبيهقي 3/ 787.
[1] لفظه: «نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نستقبل القبلتين
ببول أو غائط» . وأخرجه أبو داود في الطهارة، عن موسى بن إسماعيل، عن
وهيب، عن عمرو بن يحيى، عن أبي زيد مولى بني ثعلبة، عن معقل بن أبي
معقل، به. وأخرجه ابن ماجة في الطهارة، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن
خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن يحيى، عن أبي زيد.
[2] انظر عن (المغيرة في شعبة) في:
مسند أحمد 4/ 244، والتاريخ لابن معين 2/ 579، والمغازي للواقدي (انظر
فهرس الأعلام) 3/ 1240، والسير والمغازي لابن إسحاق 210، والمحبّر لابن
حبيب 20 و 68 و 106 و 184 و 261 و 263 و 295 و 302 و 315 و 378 و 447،
وترتيب الثقات للعجلي 437 رقم 1620، والطبقات الكبرى لابن سعد 2/ 284-
291، والثقات لابن حبّان 3/ 372، والتاريخ الصغير 57، والتاريخ الكبير
7/ 316، 317 رقم 1347، وتاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام) 586، وطبقات
خليفة 53 و 131 و 183، وسيرة ابن هشام 3/ 260 و 4/ 182- 185، وفتوح
البلدان (انظر فهرس الأعلام) ج 3/ 664، وأنساب الأشراف 1/ 168 و 441 و
490- 493، و 528 و 563 و 575 و 577 و 578، وتاريخ أبي زرعة 1/ 183 و
248 و 633 و 644 و 662، و 663، و 665 و 678، والزاهر للأنباري 2/ 169،
والمعارف 127 و 166 و 183 و 211 و 294 و 295 و 297 و 346 و 349 و 440 و
442 و 551 و 558 و 586 و 624، والأخبار الطوال 118 و 134 و 142 و 198 و
218- 220 و 223، وعيون الأخبار 1/ 204 و 280 و 2/ 200 و 298 و 4/ 37 و
55، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 82 رقم 31، والجرح والتعديل 8/ 224 رقم
1005، ومشاهير علماء الأمصار 43 رقم 269، وتاريخ الطبري (انظر فهرس
الأعلام) 10/ 422، وجمهرة أنساب العرب 267، والعقد الفريد (انظر فهرس
الأعلام) 7/ 155، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1656، 1657 و
1820- 1823، والبدء والتاريخ 5/ 104، والبرصان والعرجان 70 و 362،
وتاريخ اليعقوبي 2/ 218- 220، والأمالي للقالي 1/ 278 و 2/ 121،
والمستدرك 3/ 447- 452، والاستيعاب 3/ 388- 391، والأغاني 16/ 79 و
101، وتاريخ بغداد 1/ 191- 193 رقم 30، والجمع بين رجال الصحيحين 2/
499، والكامل في التاريخ
(4/117)
صَحَابِيٌّ مَشْهُورٌ، وَكَانَ رَجُلًا
طُوَالًا، ذَهَبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ، وَقِيلَ يَوْمَ
الْقَادِسِيَّةِ [1] .
وَرَوَى الْمُغِيرَةُ بْنُ الرَّيَّانِ، عَنِ الزُّهْرِيُّ قَالَ:
قَالَتْ عَائِشَةُ: كُسِفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَقَامَ الْمُغِيرَةُ بْنُ
شُعْبَةَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَذَهَبَتْ عَيْنُهُ [2] .
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ الْمُغِيرَةُ أَصْهَبَ الشَّعْرِ
جِدًّا، يَفْرِقُ رَأْسَهُ فُرُوقًا أَرْبَعَةً، أَقْلَصَ
الشَّفَتَيْنِ، مَهْتُومًا، ضَخْمَ الْهَامَةِ، عَبْلَ الذِّرَاعَيْنِ،
بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ. قَالَ [4] : وَكَانَ دَاهِيَةً،
يُقَالُ لَهُ: مُغِيرَةَ الرَّأْيِ.
وَعَنِ الشَّعْبِيُّ: أَنَّ الْمُغِيرَةَ سَارَ مِنْ دِمَشْقَ إِلَى
الْكُوفَةِ خَمْسًا.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ
الثَّقَفِيُّ وجماعة قالوا: قال
__________
[ () ] 3/ 461، وأسد الغابة 4/ 406، 407، والزيارات 79، والأخبار
الموفقيات 474 و 620، والمنتخب من ذيل المذيل 513، 514، وربيع الأبرار
4/ 168 و 249 و 291، والخراج وصناعة الكتابة 55 و 329 و 366 و 371 و
373 و 375 و 376 و 378 و 379 و 383 و 384، والمعجم الكبير 20/ 368،
والمعرفة والتاريخ 1/ 369 و 398 و 399 و 458 و 459 و 2/ 581 و 582 و
619، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 109، 110 رقم 160، وتحفة الأشراف
8/ 469- 499 رقم 538، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1361، والكنى
والأسماء للدولابي 1/ 77، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 308، والكاشف
3/ 148 رقم 5691، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 124، وتلخيص
المستدرك 3/ 447- 452، والعبر 1/ 56، والمغازي (من تاريخ الإسلام-
بتحقيقنا) 369 و 376 و 398 و 669 و 672 و 698، وعهد الخلفاء الراشدين
(منه) (انظر فهرس الأعلام) 754، والتذكرة الحمدونية 1/ 122 مرآة الجنان
1/ 124، والعقد الثمين 7/ 255، والوفيات لابن قنفذ 63 رقم 50، ورغبة
الآمل 4/ 202، وسير أعلام النبلاء 3/ 21- 32 رقم 7، وتهذيب التهذيب 10/
262، 263 رقم 471، وتقريب التهذيب 2/ 269 رقم 1317، والإصابة 3/ 452،
453 رقم 8179، والنكت الظراف 8/ 470- 498، وخلاصة تذهيب التهذيب 329،
وشذرات الذهب 1/ 56.
[1] البرصان والعرجان للجاحظ 362.
[2] البداية والنهاية 8/ 48.
[3] قول ابن سعد غير موجود في المطبوع من الطبقات الكبرى. وهو في:
المنتخب من ذيل المذيّل للطبري 514.
[4] الطبقات الكبرى 4/ 284.
(4/118)
الْمُغِيرَةُ: كُنَّا قَوْمًا
مُتَمَسِّكِينَ بِدِينِنَا، وَنَحْنُ سَدَنَةُ اللات، فأراني لو رأيت
قومنا قَدْ أَسْلَمُوا مَا تَبِعْتُهُمْ، فَأَجْمَعَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي
مَالِكٍ الْوُفُودَ عَلَى الْمُقَوْقِسِ، وَإِهْدَاءُ هَدَايَا لَهُ،
فَأَجْمَعْتُ الْخُرُوجَ مَعَهُمْ، فَاسْتَشَرْتُ عَمِّي عُرْوَةَ بْنَ
مَسْعُودٍ، فَنَهَانِي وَقَالَ: لَيْسَ مَعَكَ مِنْ بَنِي أَبِيكَ
أَحَدٌ، فَأَبَيْتُ وَخَرَجْتُ مَعَهُمْ، وَمَا مَعَهُمْ مِنَ
الْأَحْلَافِ غَيْرِي، حَتَّى دَخَلْنَا الْإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَإِذَا
الْمُقَوْقِسُ فِي مَجْلِسٍ مُطِلٍّ عَلَى الْبَحْرِ، فَرَكِبْتُ
زَوْرَقًا حَتَّى حَاذَيْتُ مَجْلِسَهُ، فَنَظَر إِلَيَّ
فَأَنْكَرَنِي، وَأَمَرَ مَنْ يَسْأَلُنِي، فَأَخْبَرْتُهُ بِأَمْرِنَا
وَقُدُومِنَا، فَأَمَرَ أَنْ نَنْزِلَ فِي الْكَنِيسَةِ، وَأَجْرَى
عَلَيْنَا ضِيَافَةً، ثُمَّ أُدْخِلْنَا عَلَيْهِ، فَنَظَرَ إِلَى
رَأْسِ بَنِي مَالِكٍ، فَأَدْنَاهُ وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ، ثُمَّ
سَأَلَهُ عَنِ الْقَوْمِ: أَكُلُّهُمْ مِنْ بَنِي مَالِكٍ؟ قَالَ:
نَعَمْ، إِلَّا هَذَا، قَالَ: فَكُنْتُ أَهْوَنَ الْقَوْمِ عَلَيْهِ،
وَسُرَّ بِهَدَايَاهُمْ، وَأَعْطَاهُمُ الْجَوَائِزَ، وَأَعْطَانِي
شَيْئًا يَسِيرًا، وَخَرَجْنَا، فَأَقْبَلَتْ بَنُو مَالِكٍ
يَشْتَرُونَ هَدَايَا لِأَهْلِهِمْ وَهُمْ مَسْرُورُونَ، وَلَمْ
يَعْرِضْ عَلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ مُوَاسَاةً، وَخَرَجُوا وَحَمَلُوا
مَعَهُمُ الْخَمْرَ، فَكَانُوا يَشْرَبُونَ وَأَشْرَبُ مَعَهُمْ
وَتَأْبَى نَفْسِي أَنْ تَدَعَنِي يَنْصَرِفُونَ إِلَى الطَّائِفِ
بِمَا أَصَابُوا، وَيُخْبِرُونَ قَوْمِيَ بِكَرَامَتِهِمْ عَلَى
الْمَلِكِ، وَتَقْصِيرِهِ بِي وَازْدِرَائِهِ إِيَّايَ، فَأَجْمَعْتُ
عَلَى قَتْلِهِمْ، فَتَمَارَضْتُ وَعَصَبْتُ رَأْسِي، فَوَضَعُوا
شَرَابَهُمْ، فَقُلْتُ: رَأْسِي يُصْدَعُ، وَلَكِنِّي أَجْلِسُ
وَأَسْقِيكُمْ، فَجَعَلْتُ أَصْرِفُ لَهُمْ [1] ، يَعْنِي لَا
أَمْزِجُ، وَأَنْزَعُ الْكَأْسَ، فَيَشْرَبُونَ وَلا يَدْرُونَ، حَتَّى
نَامُوا سُكْرًا مَا يَعْقِلُونَ، فَوَثَبْتُ وَقَتَلْتُهُمْ جَمِيعًا،
وَأَخَذْتُ مَا مَعَهُمْ، فَقَدَمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَأَجِدُهُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ،
وَعَلَيَّ ثِيَابُ سَفَرِي، فَسَلَّمْتُ بِسَلَامِ الْإِسْلَامِ [2] ،
فَعَرَفَنِي أَبُو بَكْرٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ: «الْحَمْدُ للَّه الَّذِي هَدَاكَ لِلْإِسْلَامِ» ، فَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ: أَمِنْ مِصْرَ أَقْبَلْتُمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ:
فَمَا فَعَلَ الْمَالِكِيُّونَ؟ قُلْتُ: قَتَلْتُهُمْ وَجِئْتُ
بِأَسْلَابِهِمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ لِيُخَمِّسَهَا، فَقَالَ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «أَمَّا إِسْلَامُكَ
فَنَقْبَلُهُ، وَأَمَّا أَمْوَالُهُمْ فَلَا آخذ منها شيئا، هذا
__________
[1] أي أسقيهم الخمر صرفا من غير مزج بالماء.
[2] «بسلام الإسلام» غير موجودة في الأصل، فاستدركتها من الطبقات
الكبرى لابن سعد 4/ 286.
(4/119)
غَدْرٌ، وَلَا خَيْرَ فِي الْغَدْرِ» ،
قَالَ: فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ، وَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ إِنَّمَا قَتَلْتُهُمْ وَأَنَا عَلَى دِينِ قَوْمِي، ثُمَّ
أَسْلَمْتُ حَيْثُ دَخَلْتُ عَلَيْكَ السَّاعَةَ، قَالَ: «فَإِنَّ
الْإِسْلَامَ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ» . قَالَ: وَكَانَ قَدْ قَتَلَ
ثَلَاثَةُ عَشَرَ نَفْسًا [1] ، فَبَلَغَ ذَلِكَ أَهْلَ الطَّائِفِ،
فَتَدَاعَوْا لِلْقِتَالِ، ثُمَّ اصْطَلَحُوا، عَلَى أَنْ تَحَمَّلَ
عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ ثَلَاثَ عَشْرَةَ دِيَةً.
قَالَ الْمُغِيرَةُ: وَأَقَمْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَتِ الْحُدَيْبِيَةُ سَنَةَ سِتٍّ،
فَخَرَجْتُ مَعَهُ، وَكُنْتُ أَكُونُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَأَلْزَمُ
رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِيمَنْ يَلْزَمُهُ،
فَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ فِي الصُّلْحِ، فَأَتَاهُ
فَكَلَّمَهُ، وَجَعَلَ يَمَسُّ لِحْيَتَهُ، وَأَنَا قَائِمٌ عَلَى
رَأْسِهِ مُقَنَّعٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقُلْتُ لِعُرْوَةَ: كُفَّ يَدَكَ
قَبْلَ أَنْ لَا تَصِلَ إِلَيْكَ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا يَا مُحَمَّدُ،
فَمَا أَفَظَّهُ وَأَغْلَظَهُ؟! فَقَالَ: «هَذَا ابْنُ أَخِيكَ
الْمُغِيرَةُ» ، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ مَا غَسَلْتُ عَنِّي
سَوْأَتَكَ إِلَّا بِالْأَمْسِ [2] .
رَوَى عَنْهُ: بَنُوهُ عُرْوَةُ، وَحَمْزَةٌ، وَعَفَّارٌ،
وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَقَيْسُ بْنُ
أَبِي حَازِمٍ، وَمَسْرُوقٌ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَالشَّعْبِيُّ،
وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَزِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَرَوَى الشَّعْبِيُّ، عَنِ الْمُغِيرَةَ قَالَ: أَنَا آخِرَ النَّاسِ
عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، لَمَّا
دُفِنَ خَرَجَ عَلِيٌّ مِنَ الْقَبْرِ، فَأَلْقَيْتُ خَاتَمِي
وَقُلْتُ: يَا أَبَا حَسَنٍ خَاتَمِي،
__________
[1] هنا ينتهي النص الموجود في الطبقات لابن سعد 4/ 285، 286، وانظر:
المصنّف لعبد الرزاق- رقم (9678) .
وحديث: «إنّ الإسلام يجبّ ما قبله» حديث صحيح، أخرجه أحمد في المسند 4/
199 و 204 و 205، ومسلم في صحيحه (21) من حديث عمرو بن العاص.
[2] الحديث بطوله في: الأغاني 16/ 80- 82، وتاريخ دمشق (مخطوط
الظاهرية) 17/ 35 أ- 36 من طريق الواقدي، وبمعناه في صحيح البخاري، في
الشروط 5/ 249 باب الشروط في الجهاد والمصالحة. وفي سيرة ابن هشام
(بتحقيقنا) 3/ 260 أنّ عروة أراد بقوله: «وهل غسلت سوأتك إلّا بالأمس»
أنّ المغيرة بن شعبة قبْل إسلامه قتل ثلاثة عشر رجلًا من بني مالك، من
ثقيف، فتهايج الحيّان من ثقيف: بنو مالك رَهط المقتولين، والأحلاف رَهط
المُغيرة، فَوَدَى عُرْوَة المقتولين ثلاث عشرة دية، وأصلح ذلك الأمر.
وانظر (المغازي) من:
تاريخ الإسلام- بتحقيقنا- ص 376 و 669.
(4/120)
قَالَ: انْزِلْ فَخُذْهُ، قَالَ:
فَنَزَلْتُ فَمَسَحْتُ يَدِي عَلَى الْكَفَنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ [1] .
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ اسْتَعْمَلَ
الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ، فَأَبْغَضُوهُ،
فَعَزَلَهُ، فَخَافُوا أَنْ يَرُدَّهُ، فَقَالَ دِهْقَانُهُمْ [2] :
إِنْ فَعَلْتُمْ مَا آمُرُكُمْ لَمْ يَرُدَّهُ عَلَيْنَا، قَالُوا:
مُرْنَا، قَالَ: تَجْمَعُونَ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَأَذْهَبُ
بِهَا إِلَى عُمَرَ فَأَقُولُ: هَذَا اخْتَانَ هَذَا الْمَالَ
فَدَفَعَهُ إِلَيَّ [3] ، فَجَمَعُوا لَهُ مِائَةَ أَلْفٍ وَأتي بِهَا
عُمَرَ، فَدَعَا الْمُغِيرَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: كَذِبٌ،
أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّمَا كَانَتْ مِائَتَيْ أَلْفٍ، قَالَ: فَمَا
حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: الْعِيَالُ وَالْحَاجَةُ، فَقَالَ
عُمَرُ لِلدِّهْقَانِ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ
لَأَصْدُقَنَّكَ: وَاللَّهِ مَا دَفَعَ إِلَيَّ شَيْئًا، وَقَصَّ لَهُ
أَمْرَهُ [4] .
قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الْمُغِيرَةَ وَلِيَ الْبَصْرَةَ وَغَيْرَهَا
لِعُمَرَ، وَكَانَ مِمَّنْ قَعَدَ عَنْ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ: إِنَّ أَبَا بَكْرَةَ،
وَشِبْلَ بْنَ مَعْبَدٍ، وَزِيَادًا، وَنَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ
شَهِدُوا عَلَى الْمُغِيرَةِ، سِوَى زِيَادٌ، أَنَّهُمْ رَأَوْهُ
يُولِجُهُ وَيُخْرِجُهُ، يَعْنِي يَزْنِي بِامْرَأَةٍ، فَقَالَ عُمَرُ-
وَأَشَارَ إِلَى زِيَادٍ-: إِنِّي أَرَى غُلَامًا لَسِنًا لَا يَقُولُ
إِلَّا حَقًّا، وَلَمْ يَكُنْ لِيَكْتُمَنِي شَيْئًا، فَقَالَ زِيَادٌ:
لَمْ أَرَ مَا قَالَ هَؤُلَاءِ، وَلَكِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رِيبَةً
وَسَمِعْتُ نَفَسًا عَالِيًا، قَالَ: فَجَلَدَ عُمَرُ الثَّلَاثَةَ [5]
.
وَعَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: كَانَ يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ:
غَضِبَ عَلَيْكَ اللَّهُ كَمَا غَضِبَ عُمَرُ عَلَى الْمُغِيرَةَ، عزله
عن البصرة فولّاه الكوفة.
__________
[1] رواه ابن إسحاق- وهو منقطع- في سيرة ابن هشام 4/ 315، 316، وطبقات
ابن سعد 2/ 302 و 303، وأنساب الأشراف 1/ 577، وفي السيرة النبويّة من
تاريخ الإسلام- بتحقيقنا 582.
[2] الدّهقان: معرّب عن الفارسية «دهكان» ، وهو القويّ على التصرّف،
وزعيم فلّاحي العجم.
وقيل إنّ أصل دهكان: ده خان أي رئيس القرية. وقالوا فيه: دهقن وتدهقن.
(معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة- السيد ادّي شير ص 68) .
[3] أي وديعة كما في: الإصابة.
[4] تاريخ دمشق 17/ 38 أ، الإصابة 3/ 453.
[5] تاريخ دمشق 17/ 38 ب. وانظر: الأغاني 16/ 95 و 98، والمستدرك 3/
448، 449.
(4/121)
قُلْتُ: وَقَدْ غَزَا الْمُغِيرَةَ
بِالْجُيُوشِ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي إِمْرَتِهِ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ
سَنَةَ أَرْبَعِينَ [1] .
وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: قَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ
شُعْبَةَ لِعَلِيٍّ: ابْعَثْ إِلَى مُعَاوِيَةَ عَهْدَهُ، ثُمَّ بَعْدَ
ذَلِكَ اخْلَعْهُ، فَلَمْ يَفْعَلْ فَاعْتَزَلَهُ الْمُغِيرَةُ
بِالطَّائِفِ [2] ، فَلَمَّا اشْتَغَلَ عَلَيٌّ وَمُعَاوِيَةُ، فَلَمْ
يَبْعَثُوا إِلَى الْمَوْسِمِ أَحَدًا، جَاءَ الْمُغِيرَةُ فَصَلَّى
بِالنَّاسِ وَدَعَا لِمُعَاوِيَةَ.
قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: حَجَّ سَنَةَ أَرْبَعِينَ، لِأَنَّهُ
كَانَ مُنْعَزِلًا بِالطَّائِفِ، فَافْتَعَلَ كِتَابًا عَامَ
الْجَمَاعَةِ بِإِمْرَةِ الْمَوْسِمِ، فَقَدِمَ الْحَجَّ يَوْمًا
خَشْيَةَ أَنْ يَجِيءَ أَمِيرٌ، فَتَخَلَّفَ عَنْهُ ابْنُ عُمَرَ،
وَصَارَ مُعْظَمُ النَّاسِ مَعَ ابْنِ عُمَرَ [3] .
قَالَ اللَّيْثُ: قَالَ نَافِعٌ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَنَحْنُ غَادُونَ
مِنْ مِنًى، وَاسْتَقْبَلُونَا مُفِيضِينَ مِنْ جَمْعٍ، فَأَقَمْنَا
بَعْدَهُمْ لَيْلَةً.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: دَعَا مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ،
وَهُمَا بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَعِنِّي
عَلَى الْكُوفَةِ، قَالَ: فَكَيْفَ بِمِصْرَ؟ قَالَ: اسْتَعْمِلْ
عَلَيْهَا ابْنَكَ عَبْدَ اللَّهِ، قَالَ: فَنَعَمْ إِذَنْ، فَبَيْنَا
هُمْ عَلَى ذَلِكَ طَوَّقَهُمُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَكَانَ
مُعْتَزِلًا بِالطَّائِفِ، فَنَاجَاهُ مُعَاوِيَةُ، فَقَالَ
الْمُغِيرَةُ لَهُ: تُؤَمِّرُ عَمْرًا عَلَى الْكُوفَةِ وَابْنَهُ
عَلَى مِصْرَ، وَتَكُونُ كَقَاعِدَةٍ بَيْنَ لَحْيَيِ الْأَسَدِ!
قَالَ: فَمَا تَرَى؟ قَالَ: أَنَا أَكْفِيكَ الْكُوفَةَ، قَالَ:
فَافْعَلْ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرٍو حِينَ أَصْبَحَ: يَا أَبَا
عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ
وَنَسْتَوْحِشُ إِلَيْكَ، فَفَهِمَهَا عَمْرُو فَقَالَ: أَلَا
أَدُلُّكَ عَلَى أَمِيرِ الْكُوفَةِ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَ:
الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ، وَاسْتَعِنْ بِرَأْيِهِ وَقُوَّتِهِ عَلَى
الْمَكِيدَةِ، وَاعْزِلْ عَنْهُ الْمَالَ، كَانَ مَنْ قَبْلَكَ عُمَرُ
وَعُثْمَانَ قَدْ فَعَلَا ذَلِكَ، قَالَ:
نِعْمَ مَا رَأَيْتَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْمُغِيرَةُ فَقَالَ: إِنِّي
كنت أمّرتك على الجند
__________
[1] تاريخ الطبري 5/ 160، ومروج الذهب 4/ 398، والكامل في التاريخ 3/
402، وشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام- بتحقيقنا- ج 2/ 339، والأغاني
16/ 87.
[2] في الأصل «باليمن» والتصحيح من (طبقات ابن سعد) وغيره.
[3] انظر: تاريخ الطبري 5/ 160، والكامل في التاريخ 3/ 402، وشفاء
الغرام 2/ 339.
(4/122)
وَالْأَرْضِ، ثُمَّ ذَكَرْتُ سُنَّةَ
عُمَرَ وَعُثْمَانَ قَبْلِي، قَالَ: قَدْ قَبِلْتُ، فَلَمَّا خَرَجَ
قَالَ:
قَدْ عُزِلَتِ الْأَرْضُ عَنْ صَاحِبِكُمْ [1] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ: إِنَّ الْمُغِيرَةَ أَحْصَنَ
أَرْبَعَةً مِنْ بَنَاتِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ [2] .
وَعَنِ الشَّعْبِيُّ قَالَ: دُهَاةُ الْعَرَبِ: مُعَاوِيَةُ،
وَالْمُغِيرَةُ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وَزِيَادٌ.
وَقَالَ الْمُغِيرَةُ: تَزَوَّجْتُ سَبْعِينَ امْرَأَةٍ.
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ نَكَّاحًا
لِلنِّسَاءِ، وَيَقُولُ: صَاحِبُ الْمَرْأَةِ إِنْ مَرِضَتْ مَرِضَ،
وَإِنْ حَاضَتْ حَاضَ، وَصَاحِبُ الْمَرْأَتَيْنِ بَيْنَ نَارَيْنِ
تَشْتَعِلَانِ، وَكَانَ يَنْكِحُ أَرْبَعًا، ثُمَّ يُطَلِّقْهُنَّ
جَمِيعًا.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ تَحْتَ الْمُغِيرَةِ أَرْبَعُ
نِسْوَةٍ، فَصَفَّهُنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقَالَ: أَنْتُنَّ حِسَانُ
الْأَخْلَاقِ، طَوِيلَاتُ الْأَعْنَاقِ، وَلَكِنِّي رَجُلٌ مِطْلَاقٌ،
فَأَنْتُنَّ الطُلَّاقُ [3] .
الْمُحَارِبِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ:
رَأَيْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَخْطُبُ فِي العيد على بعير،
وَرَأَيْتُهُ يَخْضِبُ بِالصُّفْرَةِ [4] .
مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ
خُلْدٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ بْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ خَضَبَ بِالسَّوَادِ الْمُغِيرَةُ بْنُ
شُعْبَةَ.
__________
[1] تاريخ دمشق 17/ 41 أ.
[2] قال أبو الفرج الأصبهاني: أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال: حدّثنا
عيسى بن إسماعيل العتكيّ، قال: حدّثنا محمد بن سلام الجمحيّ قال:
أحصن المغيرة بن شعبة إلى أن مات ثمانين امرأة، فيهنّ ثلاث بنات لأبي
سفيان بن حرب، وفيهنّ حفصة بنت سعد بن أبي وقّاص، وهي أم ابنه حمزة بن
المغيرة، وعائشة بنت جرير بن عبد الله.
[3] راجع: الأغاني 16/ 87، وتاريخ دمشق 17/ 44، والبداية والنهاية 8/
49.
[4] الطبقات الكبرى 6/ 20.
(4/123)
أَبُو عَوَانَةَ، وَمِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ
بْنِ عِلَاقَةٍ: سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ حِينَ مَاتَ
الْمُغِيرَةُ يَقُولُ: اسْتَغْفِرُوا لِأَمِيرِكُمْ، فَإِنَّهُ كَانَ
يُحِبُّ الْعَافِيَةَ [1] .
وَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ: رَأَيْتُ زِيَادًا وَاقِفًا
عَلَى قَبْرِ الْمُغِيرَةَ، وَهُوَ يَقُولُ [2] :
إِنَّ تَحْتَ الْأَحْجَارِ حَزْمًا وَعَزْمًا ... وَخَصِيمًا أَلَدَّ
[3] ذَا مِعْلَاقٍ [4]
حَيَّةٌ فِي الْوِجَارِ أَرْبَدُ لَا يَنْفَعُ ... مِنْهُ السَّلِيمَ
نَفْثَةُ رَاقٍ
[5] قالْوَا: تُوُفِّيَ الْمُغِيرَةُ بِالْكُوفَةِ أَمِيرًا عَلَيْهَا
سَنَةَ خَمْسِينَ، زَادَ بَعْضُهُمْ: فِي شَعْبَانَ [6] .
الْمَغِيرَةُ بْنُ نَوْفَلِ [7] ، بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ.
وُلِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ أَوْ بَعْدَهَا، كُنْيَتُهُ أَبُو
يَحْيَى.
تَزَوَّجَ بَعْدَ مَقْتَلِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأُمَامَةَ
بِنْتِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ، فَأَوْلَدَهَا يَحْيَى،
وَكَانَ قَدْ وَلِيَ الْقَضَاءَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ، وَشَهِدَ
صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ.
وَكَانَ شَدِيدَ الْقُوَّةِ، وَهُوَ الَّذِي أَلْقَى عَلَى عَبْدِ
الرحمن بن ملجم بساطا
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 21 وفيه «استعفوا لأميركم» .
[2] في الاستيعاب، وأسد الغابة: وقف على قبره مصقلة بن هبيرة
الشيبانيّ، فقال. وذكر البيتين.
[3] في الأصل «وخضيما ألذ» ، والتصحيح من: الاستيعاب، وغيره.
[4] ذو معلاق: رجل خصم شديد الخصومة يتعلّق بالحجج ويستدركها.
والمعلاق: اللسان البليغ.
[5] البيتان لمهلهل في رثاء أخيه كليب. وهما في: الأغاني 16/ 92، وأسد
الغابة 4/ 407.
[6] المنتخب من ذيل المذيّل 514.
[7] انظر عن (المغيرة بن نوفل) في:
الطبقات الكبرى 5/ 22، 23، وطبقات خليفة 231، والمعرفة والتاريخ 1/ 315
و 3/ 270، والتاريخ الكبير 7/ 318 رقم 1354، والمعارف 127 و 142،
والسير والمغازي 246، وأنساب الأشراف 1/ 400،، والجرح والتعديل 8/ 231
رقم 1040، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1732، والبدء والتاريخ
5/ 21، 22، ومعجم الشعراء للمرزباني 369، والاستيعاب 3/ 386، ومقاتل
الطالبيين 62، والمعجم الكبير 20/ 366، وجمهرة أنساب العرب 16 و 70،
وأسد الغابة 4/ 407، 408، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين) 44،
وجامع التحصيل 351 رقم 794، والإصابة 3/ 453، 454 رقم 408.
(4/124)
لَمَّا رَآهُ يَحْمِلُ عَلَى النَّاسِ،
ثُمَّ احْتَمَلَهُ وَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ، وَأَخَذَ مِنْهُ السَّيْفَ
[1] .
لَهُ حديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ رَوَاهُ أَوْلَادُهُ
عَنْهُ [2] .
وَذَكَرَهُ أَبُو نُعَيْمٍ في الصحابة.
__________
[1] الاستيعاب 3/ 386، أسد الغابة 4/ 408.
[2] ولفظه: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لم يحمد عدلا
ولم يذمّ جورا فقد بارز الله تعالى بالمحاربة» . رواه عبد الملك بن
نوفل، عن أبيه، عن جدّه، عنه. وقيل إنّ حديثه مرسل.
(4/125)
[حرف النُّونِ]
نَاجِيَةُ بْنُ جُنْدُبِ [1] ، - 4- بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ.
صَاحِبُ بُدْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ،
لَهُ رِوَايَةُ أَحَادِيثَ يَسِيرَةٍ، وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ.
رَوَى عَنْهُ عُروَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَ إِلَى
زَمَنِ مُعَاوِيَةَ، وَيُقَالُ أَنَّهُ خُزَاعِيُّ، وَلَيْسَ بشيء.
نعيمان بْنُ عَمْرِو [2] ، بْنِ رِفَاعَةَ الْأَنْصَارِيُّ، مِنْ بَنِي
مالك بن النّجّار.
__________
[1] انظر عن (ناجية بن جندب) في:
السير والمغازي 239، والمغازي للواقدي 574، 573، 575 و 578 و 587 و 588
و 701 و 732 و 1077 و 1090 و 1091، والطبقات الكبرى 4/ 314، والسيرة
النبويّة لابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 258، وطبقات خليفة 112، والتاريخ
الكبير 8/ 106، 107 رقم 2362، وتاريخ الطبري 2/ 624، 625، والجرح
والتعديل 8/ 486 رقم 2221، وأنساب الأشراف 1/ 353، وتهذيب الأسماء
واللغات ق 1 ج 2/ 121 رقم 180، والكامل في التاريخ 4/ 44، وأسد الغابة
5/ 4، 5، وتحفة الأشراف 9/ 3 رقم 544، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/
1401، والكاشف 3/ 172 رقم 5874، والاستيعاب 3/ 571، 572، والإصابة 3/
541، 542 رقم 8642، وتهذيب التهذيب 10/ 399 رقم 718، والتقريب 2/ 294
رقم 3.
[2] انظر عن (نعيمان بن عمرو) في:
سيرة ابن هشام 2/ 156 و 342، والمغازي للواقدي 162، وطبقات خليفة 87،
والتاريخ الكبير 8/ 128 رقم 2446، والاستيعاب 3/ 573- 578، وجمهرة
أنساب العرب 126 و 349، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 130 رقم 195،
وأسد الغابة 5/ 26 د 37، والكامل في التاريخ 4/ 44، والإصابة 3/ 569-
571 رقم 8788.
(4/126)
هُوَ صَاحِبُ الْحِكَايَاتِ الظَّرِيفَةِ
وَالْمِزَاحِ، شَهِدَ بَدْرًا.
يُقَالُ: أَنَّهُ تُوُفِّيَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ اسْمُهُ: النُّعْمَانُ.
نعيم بن همّار [1] ، - د ن- ويقال بن هَبَّارٍ، وَقِيلَ فِي أَبِيهِ
غَيْرُ ذَلِكَ، الْغَطَفَانِيُّ.
شَامِيٌّ لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
رَوَى عَنْهُ: كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ، وَأَبُو إِدْرِيسَ
الْخَوْلَانِيُّ، وَقَيْسٌ الْحِذَامِيُّ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ
عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، فَلِهَذَا وَهِمَ بَعْضُهُمْ وَقَالَ: هُوَ
تَابِعِيٌّ.
النَّوَّاسُ بْنُ سَمْعَانَ [2] ، - م 4- الْكِلَابِيُّ الْعَامِرِيُّ.
سَكَنَ الشَّامَ، لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ.
رَوَى عَنْهُ: جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ، وأبو إدريس الخولانيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (نعيم بن همّار أو هبّار) في:
التاريخ الكبير 8/ 93- 95 رقم 2308، مسند أحمد 5/ 286، وترتيب الثقات
للعجلي 452 رقم 1701، والثقات لابن حبّان 3/ 413، ومشاهير علماء
الأمصار، له 53 رقم 355 (دون أن يترجم له) ، والجرح والتعديل 8/ 459،
460 رقم 2104، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 193، والمعرفة
والتاريخ 2/ 339، والاستيعاب 3/ 558، 449، وتحفة الأشراف 99/ 34، 35
رقم 556، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1422، 1423، وتلقيح فهوم أهل
الأثر 369، والكاشف 3/ 183 رقم 5970، وأسد الغابة 5/ 35، وتهذيب
التهذيب 10/ 467، 468 رقم 843، وتقريب التهذيب 2/ 306 رقم 136،
والإصابة 3/ 569 رقم 8784، والنكت الظراف 9/ 34.
[2] انظر عن (النوّاس بن سمعان) في:
مسند أحمد 4/ 181، وطبقات خليفة 59 و 302، والتاريخ الكبير 8/ 126 رقم
3443، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 138، والمعرفة والتاريخ 2/ 339
و 3/ 414، والجرح والتعديل 8/ 507 رقم 2317، ومشاهير علماء الأمصار 53
رقم 354، والاستيعاب 3/ 569، وجمهرة أنساب العرب 283، وأسد الغابة 5/
45، وتحفة الأشراف 9/ 59- 61 رقم 561، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/
1425، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 132، والكاشف 3/ 196 رقم
5989، وتهذيب التهذيب 10/ 480، 481 رقم 867، وتقريب التهذيب 2/ 308 رقم
160، والإصابة 3/ 576 رقم 8822، وخلاصة تذهيب التهذيب 406.
(4/127)
[حرف الْوَاوِ]
وَائِلُ بْنُ حُجْرِ [1] ، - م 4- بْنُ سَعْدٍ، أَبُو هُنَيْدَةَ [2]
الْحَضْرَمِيُّ.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَكَانَ سَيِّدُ قَوْمِهِ، وَفَدَ عَلَى
مُعَاوِيَةَ لَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ عَلْقَمَةُ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ، وَوَائِلُ
بْنُ عَلْقَمَةَ، وَكُلَيْبُ بْنُ شِهَابٍ، وَآخَرُونَ.
وَقِيلَ إِنَّهُ كَانَ عَلَى رَايَةِ حَضْرَمَوْتَ بِصِفِّينَ مَعَ
عَلِيٍّ.
وَرَوَى سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ
أَبِيهِ، أَنَّهُ وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وآله وَسَلَّمَ فَأَقْطَعَهُ أَرْضًا، وَأَرْسَلَ مَعَهُ مُعَاوِيَةَ
بْنَ أبي سفيان ليعرّفه بها.
__________
[1] انظر عن (وائل بن حجر) في:
مسند أحمد 4/ 315 و 6/ 398، وطبقات خليفة 73 و 133، وتاريخ الطبري 4/
129 و 5/ 216 و 269- 272، والتاريخ الكبير 8/ 175، 176 رقم 2607،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 84 رقم 47، والجرح والتعديل 9/ 42، 43 رقم
179، والعقد الفريد 2/ 48، والاستيعاب 3/ 646، والمعجم الكبير 22/ 9،
وجمهرة أنساب العرب 460، ومشاهير علماء الأمصار 44 رقم 276، وأسد
الغابة 5/ 81، 82، والكامل في التاريخ 3/ 10 و 483، 484 و 4/ 45،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 143 رقم 225، وتحفة الأشراف 9/ 82- 93
رقم 577، وتهذيب الكمال 3/ 1458، والكاشف 3/ 205 رقم 6144، والمعين في
طبقات المحدّثين 27 رقم 137، وسير أعلام النبلاء 2/ 572- 574 رقم 122 د
ومجمع الزوائد 9/ 273، وتهذيب التهذيب 11/ 108، 109 رقم 189، وتقريب
التهذيب 2/ 329 رقم 18، والنكت الظراف 9/ 88، والإصابة 3/ 628، 629 رقم
9100، خلاصة تذهيب التهذيب 415، وتاريخ اليعقوبي 2/ 79.
[2] في الأصل «أبو هند» والتصحيح من مصادر ترجمته.
(4/128)
قَالَ: فَقَالَ لِي مُعَاوِيَةُ:
أَرْدِفْنِي خَلْفَكَ.
فَقُلْتُ: إِنَّكَ لَا تَكُونُ مِنْ أَرْدَافِ الْمُلُوكِ.
قَالَ: أَعْطِنِي نَعْلَكَ.
فَقُلْتُ: انْتَعِلْ ظِلَّ النَّاقَةِ.
فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ أَتَيْتُهُ، فَأَقْعَدَنِي مَعَهُ عَلَى
السَّرِيرِ فَذَكَّرَنِي الْحَدِيثَ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: لَيْتَنِي
كُنْتُ حَمَلْتُهُ بَيْنَ يَدَيَّ [1] .
وَحْشِيُّ بْنُ حَرْبٍ [2] ، - خ د ق- الْحَبَشِيُّ الْعَبْدُ، مَوْلَى
جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَقِيلَ مَوْلَى ابْنِهِ الْحَارِثِ بْنِ
نَوْفَلٍ.
هُوَ قَاتِلُ حَمْزَةَ، وَقَاتِلُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ.
لَمَّا أَسْلَمَ قال له النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: هَلْ
تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي» [3] .
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ حَرْبٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيِّ بْنِ
الْخِيَارِ، وَجَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أمية.
وسكن حمص.
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند 6/ 399 من طريق: حجّاج، عن شعبة، عن سماك بن
حرب، به، وإسناده حسن.
[2] انظر عن (وحشي بن حرب) في:
مسند أحمد 3/ 500، والتاريخ الكبير 8/ 180 رقم 2624، وتاريخ الطبري 2/
501، و 502 و 517 و 524 و 3/ 288 و 290 و 294، وتاريخ خليفة 68، وطبقات
خليفة 9 و 298، والمعارف 125، والسير والمغازي 323 و 324 و 329،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 107 رقم 320، والجرح والتعديل 9/ 45 رقم
194، والمعجم الكبير 22/ 136- 139، ومشاهير علماء الأمصار 53 رقم 356،
وترتيب الثقات للعجلي 464 رقم 1767، والثقات لابن حيّان 7/ 564، وأنساب
الأشراف 1/ 322 و 328 و 363، وفتوح البلدان 107، وتاريخ اليعقوبي 2/ 47
و 130، وثمار القلوب 149، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 144 رقم
226، وأسد الغابة 5/ 83، 84، والكامل في التاريخ 2/ 149 و 156 و 159 و
250 و 364، وتحفة الأشراف 9/ 93، 94 رقم 578، وتهذيب الكمال (المصوّر)
3/ 1460، والكاشف 3/ 206 رقم 6152، وتاريخ الإسلام (المغازي) 169 و 181
و 182 و 187، و (عهد الخلفاء الراشدين) 32 و 39 و 234، والتذكرة
الحمدونية 2/ 475، والاستيعاب 3/ 644- 467، وتهذيب التهذيب 11/ 112 رقم
197، وتقريب التهذيب 2/ 330 رقم 26، والنكت الظراف 9/ 93، والإصابة 3/
631 رقم 918، وخلاصة تذهيب التهذيب 415.
[3] أخرجه أحمد في المسند 3/ 501 في حديث طويل، من طريق عبد الله بن
الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو الضمريّ.
(4/129)
[الْكُنَى]
أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ [1] ، اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ سفيان،
وقيل: عمرو بن عبد الله ابن سُفْيَانَ، وَيُقَالُ غَيْرُ ذَلِكَ.
لَهُ صُحْبَةٌ، وَكَانَ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ أَمِيرًا عَلَى كُرْدُوسٍ،
وَكَانَ أَمِيرَ الْمَيْسَرَةِ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ.
رَوَى عَنْهُ: قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السُّلَمِيُّ، وَعَمْرٌو الْبِكَالِيُّ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثنا عثمان بن حصن، عَنْ يَزِيدَ،
عَنْ عُبَيْدَةَ قَالَ:
غَزَا أَبُو الْأَعْوَرِ السُّلَمِيُّ قُبْرُسَ ثَانِيًا سَنَةَ سَبْعٍ
وَعِشْرِينَ [2] .
__________
[1] انظر عن (أبي الأعور السلمي) في:
طبقات خليفة 51 و 308، وتاريخ خليفة 193 و 195، ونسب قريش 252،
والمغازي للواقدي 266، وتاريخ اليعقوبي 2/ 187 و 189 و 194، والتاريخ
لابن معين 2/ 444، والتاريخ الكبير 6/ 336 رقم 2566 (دون ترجمته) ،
وتاريخ الطبري 3/ 396 و 438 و 440 و 442- 444 و 605 و 4/ 367 و 421 و
566- 572، و 574 و 5/ 12 و 41 و 45 و 54 و 71 و 98 و 105 و 274،
والمعرفة والتاريخ 3/ 135 و 307، والجرح والتعديل 6/ 234 رقم 1296،
وجمهرة أنساب العرب 264، والعقد الفريد 4/ 140، والمراسيل 143 رقم 261،
والاستيعاب 2/ 532، وأسد الغابة 5/ 138، والكامل في التاريخ 2/ 498 و
3/ 168 و 186 و 282 و 284 و 287 و 311 و 321 و 333 و 354 و 484، وجامع
التحصيل 298 رقم 566، والإصابة 2/ 540، 541 رقم 58511، والكنى والأسماء
للدولابي 1/ 16، وتاريخ أبي زرعة 1/ 184.
[2] تاريخ أبي زرعة 1/ 184.
(4/130)
وعن سنان بن مالك أنه قال لأبي الأعور: إن
الأشتر يدعوك إلى مبارزته، فسكت طويلا ثم قال: إنّ الأشتر، خفته وسوء
رأيه، حملاه على إجلاء عمال عثمان من العراق، ثم سار ألى عثمان، فأعان
على قتله، لا حاجة لي بمبارزته.
تُوُفِّيَ أَبُو الأعور فِي خلافة مُعَاوِيَة لأني وجدت جَرِيرُ بْنُ
عُثْمَان رَوَى عَن عَبْد الرحمن بن أبي عوف الجرشي قال: لما بايع
الحسن معاوية قال له عمرو بن العاص وأَبُو الأعور عمرو بن سفيان
السلمي: لَوْ أمرت الْحَسَن فتكلم عَلَى النَّاس عَلَى المنبر عيي عَن
المنطق، فيزهد فِيهِ النَّاس، فقال معاوية: لا تفعلوا، فو الله لقد
رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يمصّ لسانه وشفته،
فأَبُوا عَلَى مُعَاوِيَة.
وذكر الحديث، تقدم [1] .
أَبُو بُرْدة بن نيار [2] ، - ع- بن عمرو بن عُبيد.
اسمه هانئ حليف الأنصار، وَهُوَ بدْري شهد بدرًا والمشاهد بعدها.
__________
[1] انظر ترجمة الحسن بن علي.
[2] انظر عن (أبي بردة بن نيار) في:
مسند أحمد 3/ 466 و 4/ 44، والتاريخ لابن معين 2/ 694، والطبقات الكبرى
3/ 451، وطبقات خليفة 80، وتاريخ خليفة 205، والتاريخ الكبير 8/ 227
رقم 2817، والمعارف 149 و 326، والجرح والتعديل 9/ 99، 100 رقم 413،
والمغازي للواقدي 18 و 78 و 103 و 105 و 151 و 158 و 218 و 232 و 233 و
294 و 551 و 800 و 891 و 892 و 896، وأنساب العرب 443، والزاهر 1/ 491،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد رقم 71، ومشاهير علماء الأمصار 26 رقم 618،
والاستيعاب 4/ 17، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 17 و 18 و 65، والأسامي
والكنى للحاكم، ورقة 68، والمستدرك 3/ 631، وتاريخ الطبري 2/ 505 و 3/
79 و 173، وتحفة الأشراف 9/ 65- 68 رقم 565، وتهذيب الكمال (المصوّر)
3/ 1578، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 178 رقم 283، وأسد الغابة 5/
146، والكامل في التاريخ 2/ 151 و 314 و 565 و 3/ 424 و 4/ 45، وتلقيح
فهوم أهل الأثر 366، وتلخيص المستدرك 3/ 631، وسير أعلام النبلاء 2/
35، 36 رقم 6، والكاشف 3/ 273 رقم 32، والمعين في طبقات المحدّثين 28
رقم 142، وتاريخ الإسلام (المغازي) 165 و 430- 432 و 588 و 629،
والوفيات لابن قنفذ 71، وتهذيب التهذيب 12/ 19 رقم 96، وتقريب التهذيب
2/ 294 رقم 8، والنكت الظراف 9/ 67، والإصابة 4/ 18، 19 رقم 117،
وخلاصة تذهيب التهذيب 443.
(4/131)
رَوَى عَنْهُ: ابن أخته البراء [1] بن
عازب، وجابر بن عَبْد اللَّهِ، وبشير بن يَسَارٍ، وغيرهم.
تُوُفِّيَ بَعْدَ سَنَة اثنتين وَأَرْبَعِينَ.
أم حبيبة أم المؤْمِنِينَ [2] بِنْت أَبِي سفيان صخر بن حرب بن أمية
الأموية، اسمها رملة.
رَوَى عنها: أخواها مُعَاوِيَة، وعنبسة، وابن أخيها عَبْد اللَّهِ بن
عُتبة، وعُرْوة، وأَبُو صالح السّمّان، وصفيّة بنت شيبة، وجماعة.
__________
[1] في الأصل «البر» .
[2] انظر عن (أم حبيبة) في:
المغازي للواقدي 742 و 792، وتاريخ اليعقوبي 2/ 84 و 153 و 169 و 230،
ومسند أحمد 6/ 325 و 425، والطبقات الكبرى 8/ 96- 100، والتاريخ لابن
معين 2/ 736، وطبقات خليفة 332، وتاريخ خليفة 79 و 86، والمعارف 136 و
344، والمعرفة والتاريخ 3/ 318، وربيع الأبرار 4/ 305، والمعجم الكبير
23/ 218- 246، والعقد الفريد 5/ 12، والأخبار الطوال 199، والمحبّر 76
و 88 و 89 و 92 و 98 و 99 و 104، و 105 و 408، وتسمية أزواج النبي 64-
66، والاستيعاب 4/ 439، والسير والمغازي 259 و 260 و 269 و 270، وتاريخ
الطبري 2/ 653 و 654 و 3/ 46 و 165 و 4/ 385 و 386 و 5/ 56 و 68 و 10/
60، وتاريخ أبي زرعة 1/ 45 و 76 و 123 و 388 و 396 و 456 و 490، والجرح
والتعديل 9/ 461 رقم 2366، والمنتخب من ذيل المذيل 604- 607، وجمهرة
أنساب العرب 111 و 191، وأنساب الأشراف 1/ 96 و 200 و 229 و 438- 441 و
448 و 462 و 465 و 467 و 493 و 532، وسيرة ابن هشام 3/ 310 و 314، و 4/
36 و 291 و 293 و 296، والمعارف 136 و 344، وفتوح البلدان 160،
والمستدرك 3/ 20- 23، وتاريخ دمشق (تراجم النساء) 70- 99، ونسب قريش
123، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 358، 359 رقم 766، والزيارات 14،
وأسد الغابة 5/ 573، 574، والكامل في التاريخ 2/ 213 و 241 و 308 و 3/
173 و 174 و 312 و 331 و 445 و 446، وتحفة الأشراف 11/ 306- 320 رقم
882، وتهذيب الكمال 3/ 1682، وتاريخ الإسلام (المغازي) 304 و 470 و
524، والسيرة النبويّة) 45 و 593، وسير أعلام النبلاء 2/ 218- 223 رقم
23، والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 163، والكاشف 3/ 426 رقم 54،
ومرآة الجنان 1/ 121، والوفيات لابن قنفذ 34 رقم 14، والجمع بين رجال
الصحيحين 605، والوافي بالوفيات 14/ 145، 146 رقم 192، ومجمع الزوائد
9/ 249، وتهذيب التهذيب 12/ 419 رقم 2794، وتقريب التهذيب 2/ 598 رقم
8، والنكت الظراف 11/ 308، وخلاصة تذهيب التهذيب 491، وشذرات الذهب 1/
54.
(4/132)
وقد تزوجها أولًا عُبيد اللَّه بن جحش بن
رباب الأسدي، حليف بني عَبْد شمس، فولدت مِنْهُ حبيبة بأرض الحبشة في
الهجرة، ثُمَّ تُوُفِّيَ عبيد اللَّه وقد تنصّر بالحبشة، فكاتب رسول
الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ النجاشي، فزوّجها بالنبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم، وأصدق عنه أربعمائة دينار في سَنَة ستٍ،
وَكَانَ الذي ولي عقد النكاح خالد بن سَعِيد بن العاص بن أمية،
وَدَخَلَ بِهَا النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ سَنَة سبع،
وعمرها يومئذ بضع وثلاثون سَنَة [1] .
قَالَ عُروة، عَن أم حبيبة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
تزوجها وَهِيَ بالحبشة، زوّجها إياه النجاشي، ومهرها أربعة آلاف درهم
من عنده، وبعث بها مع شُرَحْبيل بن حسنة إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وجهازها كله من عند النجاشي [2] .
وَقَالَ حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ
عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ 33: 33 [3] قَالَ: نَزَلَتْ فِي أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ خَاصَّةً [4] .
قَالَ الْوَاقدي والفسوي وأَبُو القاسم: توفيت أم حبيبة سَنَة أربع
وَأَرْبَعِينَ [5] .
وَقَالَ المفضّل الغلابيّ: توفيت سنة اثنتين وأربعين [6] .
__________
[1] تاريخ دمشق 75، الطبقات الكبرى 9/ 99، المستدرك 4/ 22، والمعجم
الكبير 23/ 219.
[2] إسناده صحيح، أخرجه أبو داود في النكاح (2107) باب الصداق،
والنسائي في النكاح 6/ 119، باب القسط في الأصدقة، وأحمد في المسند 6/
427، وابن عساكر في تاريخ دمشق (تراجم النساء) 79.
[3] سورة الأحزاب- الآية 33.
[4] إسناده حسن. ذكره ابن كثير في التفسير 3/ 483 من طريق: زيد بن
الحباب، به، علّق ابن كثير على قول عكرمة فقال: «فإن كان المراد أنهنّ
كنّ سبب النزول دون غيرهنّ، فصحيح، وإن أريد أنهنّ المراد فقط دون
غيرهنّ، ففي هذا نظر، فإنه قد وردت أحاديث تدلّ على أنّ المراد أعمّ من
ذلك» .
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 2/ 221: «إسناده صالح، وسياق الآيات
دالّ عليه» .
[5] تاريخ دمشق 92.
[6] تاريخ دمشق 92.
(4/133)
ووَهم من قَالَ: توفيت قبل مُعَاوِيَة
بسنة، إِنَّمَا تلك أم سلمة [1] .
توفيت أم حبيبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بالمدينة عَلَى الصحيح، وقيل
توفيت بدمشق، وكانت قَدْ أتتها تزور أخاها.
أَبُو حثَمة [2] ، والد سهل بن أَبِي حثمة الأنصاري الحارثي، اسمه عامر
ابن ساعدة.
شهد الخندق وَمَا بَعْدَها، وبعثه النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
وأَبُو بكر وعمر خارصًا إِلَى خيبر غير مرة.
تُوُفِّيَ في أول خلافة مُعَاوِيَة.
أَبُو رفاعة [3] ، - م ن- العدوي.
لَهُ صُحبة ورواية، عداده في البصْريين.
رَوَى عَنْهُ: حُمَيد بن هلال، ومحمد بن سِيرين، وصلة بن أشيم، وغيرهم.
__________
[1] تاريخ دمشق 93 وهذا قول ابن أبي خيثمة.
[2] انظر عن (أبي حثمة) في:
المغازي للواقدي 218، وتاريخ الطبري 2/ 506 و 3/ 401، وجمهرة أنساب
العرب 342، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 24، والأسامي والكنى، للحاكم،
ورقة 165، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 211 رقم 320، والاستيعاب 4/
41، وأسد الغابة 5/ 169، والكامل في التاريخ 4/ 45، والإصابة 4/ 42.
[3] انظر عن (أبي رفاعة العدوي) في:
مسند أحمد 5/ 80، والتاريخ لابن معين 2/ 705، وطبقات خليفة 258 و 1375،
وتاريخ خليفة 206، والتاريخ الكبير 2/ 151 رقم 2017، والطبقات الكبرى
7/ 68- 70، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 121 رقم 481 وص 161 رقم 924،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 482، والمعرفة والتاريخ 3/ 69 و 175 و 200، والكنى
والأسماء للدولابي 1/ 29، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 195، ومشاهير
علماء الأمصار 5/ 39 رقم 228، والجرح والتعديل 2/ 440 رقم 1750،
والاستيعاب 4/ 67، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 64، وأسد الغابة 5/
193، والكاشف 3/ 295 رقم 158، وسير أعلام النبلاء 3/ 14، 15 رقم 4،
والوافي بالوفيات 10/ 407 رقم 4908، والإصابة 1/ 304 رقم 831، وتهذيب
التهذيب 2/ 422 رقم 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 379، وتحفة الأشراف 9/
207، 208 رقم 620.
(4/134)
قَالَ خَلِيفَة [1] : وَهُوَ من فضلاء
الصحابة، اسمه عَبْد اللَّهِ بن الحارث بن أسد، من بني عدي الرباب،
وقيل اسمه تميم بن أسَيْد، أخباره في الطبقات، علقتها في منتقى
الاستيعاب.
وَكَانَ صاحب ليل وعبادة وغزو، استشهد في سرية عليهم عَبْد الرَّحْمَنِ
بن سَمُرَة، تهجد فنام عَلَى الطريق فذُبح غيلة [2] .
أَبُو الغادية [3] الجهني، وَجُهَينة قبيلة من قُضاعة، اسمه يَسَارُ بن
أزهر- وقيل ابن سبع- المزني، وقيل اسمه مسلم.
وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
وبايعه.
وَرَوَى عَنْهُ: ابنه سعد، وكلثوم بن جبر، وخالد بن مَعْدان، والقاسم
أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، وغيرهم.
وَقَالَ ابن عَبْد البر [4] : أدرك النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وهو
غلام.
وقال الدار الدَّارَقُطْنِيّ وغيره: هُوَ قاتل عمّار بن ياسر يَوْم
صِفّين.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: ثَنَا كُلْثُومُ بْنُ جَبْرٍ، عَنْ
أَبِي غَادِيَةَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَشْتِمُ
عُثْمَانَ، فَتَوَعَّدْتُهُ بِالْقَتْلِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ
صِفِّينَ طَعَنْتُهُ، فَوَقَعَ، فقتلته [5] .
__________
[1] في الطبقات الكبرى 7/ 258.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 69.
[3] انظر عن (أبي الغادية الجهنيّ) في:
مسند أحمد 4/ 76 و 5/ 68، والتاريخ لابن معين 2/ 719، وطبقات خليفة
120، والتاريخ الصغير 82، والمحبّر 295 و 296، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 154 رقم 840، وأنساب الأشراف 1/ 170- 174، والمعرفة والتاريخ 3/
198، وتاريخ أبي زرعة 1/ 389، والجرح والتعديل 9/ 306 رقم 1317، والكنى
والأسماء للدولابي 1/ 40، وتلقيح فهوم أهل الأثر 2/ 191، وأسد الغابة
5/ 267، وسير أعلام النبلاء 2/ 544، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء
الراشدين) 162 و 269، والإصابة 4/ 150، وتعجيل المنفعة 09: 5- 511 رقم
1364 و 1365، وكنز العمال 13/ 617.
[4] الاستيعاب 4/ 151.
[5] مسند أحمد 4/ 76 و 198.
(4/135)
أم كلثوم [1] ، بِنْت أَبِي بكر الصديق.
تزوجها طلحة بن عُبَيد اللَّه، وَهِيَ أم عائشة بِنْت طلحة.
مولدها بَعْدَ موت أَبِي بكر، وتزوجت بَعْدَ طلحة برجل مخزومي، وَهُوَ
عَبْد الرَّحْمَنِ ولد عَبْد اللَّهِ بن أَبِي ربيعة بن المغيرة، فولدت
لَهُ أربعة أولاد.
أُمُّ كُلْثُومَ [2] ، بِنْت عُقْبة بْن أَبِي مُعَيْط.
لها حديث في الصحيحين [3] .
وَهِيَ أخت عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لأمه، من المهاجرات
الأُوَلُ.
لها ترجمة أيضا في «الطبقات» لابن سعد [4] .
__________
[1] انظر عن (أم كلثوم بنت أبي بكر) في:
المحبّر 54 و 101، والسير والمغازي 230، وسيرة ابن هشام 1/ 325،
والمعارف 174 و 233، وأنساب الأشراف 1/ 244 و 421، والعقد الفريد 6/
89، 90، وتاريخ الطبري 3/ 426 و 4/ 199، وجمهرة أنساب العرب 138 و 147
و 364، والكامل في التاريخ 2/ 420 و 423 و 3/ 54، وأسد الغابة 5/ 611،
612، والكاشف 3/ 443 رقم 202، والطبقات الكبرى 8/ 462، والإصابة 4/ 493
رقم 1483، وتهذيب التهذيب 12/ 477 رقم 2978، وتقريب التهذيب 2/ 624 رقم
72.
[2] انظر عن (أم كلثوم بنت عقبة) في:
مسند أحمد 6/ 403، وطبقات خليفة 332، وتاريخ خليفة 86، والطبقات الكبرى
8/ 230، والمعارف 237، والمحبّر 407، والمغازي 629 و 631 و 1126،
وتاريخ اليعقوبي 2/ 153، وسيرة ابن هشام 3/ 271، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 96 رقم 187، وأنساب الأشراف 1/ 471، وجمهرة أنساب العرب 131،
وتاريخ الطبري 2/ 640، و 4/ 357، والمستدرك 4/ 66، والاستيعاب 4/ 488،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 365، 366 رقم 778، وأسد الغابة 5/
611، 612، والكامل في التاريخ 2/ 206 و 3/ 72، والمعرفة والتاريخ 1/
367، وتهذيب التهذيب 12/ 477، 478 رقم 2980، وتقريب التهذيب 12/ 624
رقم 74، والإصابة 4/ 491 رقم 1475، وسير أعلام النبلاء 2/ 276، 277 رقم
49، والكاشف 3/ 444 رقم 203، وخلاصة تذهيب التهذيب 499، وكنز العمال
13/ 626.
[3] في صحيح البخاري 5/ 220، ومسلم في البر والصلة (2605) .
[4] ج 8/ 230.
(4/136)
أم كُلْثوم [1] بِنْت عَلِيّ بن أَبِي طالب
الهاشمية.
ولدت في حياة جدها صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وتزوجها عمر
وَهِيَ صغيرة، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ
يَوْم القيامة إِلَّا سببي ونسبي» [2] .
فَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ أَنَّ عُمَرَ تَزَوَّجَهَا عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
وعَبْد اللَّهِ ضعيف الحديث.
قَالَ الزُهري وغيره: ولدت لَهُ زيدًا.
وَقَالَ ابن إِسْحَاق: تُوُفِّيَ عنها عمر، فتزوجت بعون بن جعفر بن أبي
__________
[1] انظر عن (أم كلثوم بنت علي) في:
نسب قريش 349، والمحبّر 53 و 101 و 437، والتاريخ الصغير 55، والطبقات
الكبرى 8/ 463، والسير والمغازي 247- 250، والمعارف 143 و 185 و 210 و
211، وتاريخ اليعقوبي 2/ 149، وربيع الأبرار 4/ 303، 304، والمحبّر 53
و 54 و 56 و 101 و 399 و 437، والعقد الفريد 4/ 365 و 6/ 90، والمعرفة
والتاريخ 1/ 214 و 361، والاستيعاب 4/ 490، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1
ج 2/ 365 رقم 777، وأسد الغابة 5/ 614، 615، والكامل في التاريخ 2/ 537
و 3/ 54 و 55 و 99 و 206 و 391 و 397 و 398 و 400 و 4/ 12، وسير أعلام
النبلاء 3/ 500- 502 رقم 114، والتذكرة الحمدونية 1/ 144، و 2/ 42،
والإصابة 4/ 492 رقم 1481.
[2] حديث صحيح، أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 142 من طريق: السريّ بن
خزيمة، عن معلّى بن راشد، حدّثنا وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن علي بن الحسين، عن عمر.. به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد،
ولم يخرجاه، وتعقّبه الذهبي في تلخيصه فقال: منقطع. وأخرجه ابن سعد في
الطبقات الكبرى 8/ 463 من طريق أنس بن عياض الليثي، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، أن عمر.. وذكره السيوطي في «الدرّ المنثور» 5/ 15، وزاد نسبة
للبزّار، والطبراني والبيهقي، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 173
وقال: رواه الطبراني في الأوسط، والكبير، ورجالهما رجال الصحيح غير
الحسن بن سهل وهو ثقة. وأخرجه ابن المغازلي في مناقب علي- ص 85 رقم 150
و 151 و 152 و 153 من أربعة طرق، والطبراني في المعجم الكبير 11/ 243
رقم 11621 من طريق عبد الرحمن بن بشر بن الحكم المروزي، عن موسى بن عبد
العزيز العدني، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس.
(4/137)
طالب، فحدثني أَبِي قَالَ: دَخَلَ الْحَسَن
والحسين عليها لَمَّا مات عمر فقالا:
إن مكَنت أباك من ذمَتك [1] أنكحك بعض أيتامه، ولئن أردت أن تصيبي
بنفسك مالًا عظيمًا لتصيبنه، فلم يزل بِهَا عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ حَتَّى زوجها بعون فأحبته، ثُمَّ مات عنها [2] .
قَالَ ابن إِسْحَاق: فزوجها أَبُوها بمحمد بن جعفر، فمات عنها، ثم
زوّجها بعبد اللَّه بن جعفر، فماتت عنده.
قلت: وَلَمْ يجئها ولد من الإخوة الثلاثة.
وَقَالَ الزهري: وَلدَت جارية من محمد بن جعفر اسمها نبتة [3] .
وَقَالَ غيره: ولدت لعمر زيدًا ورُقية، وقد انقرضا.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
جئت وقد صَلَّى عَبْد اللَّهِ بن عمر عَلَى أخيه زيد بن عمر، وأمه أم
كلثوم بِنْت عَلِيّ [4] .
وَقَالَ حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، إن أم كلثوم وزيد بن عمر
ماتا فكفنا، وصلى عليهما سَعِيد بن العاص، يعني إذ كَانَ أمير المدينة
[5] .
قَالَ ابن عَبْد البر [6] : إن عمر قَالَ لعلي: زوجنيها أبا حَسَن،
فإني أرصد من كرامتها مَا لَا يرصده أحد، قَالَ: فأنا أبعثها إليك، فإن
رضيتها فقد زوّجتكها، يَعْتَلُّ بصغَرهَا، قَالَ: فبعثها إليه ببرده
وَقَالَ لها: قولي لَهُ: هَذَا البرد الذي قلت لك، فقالت لَهُ ذلك،
فَقَالَ: قولي لَهُ: قد رضيت، رضي اللَّه عنك، ووضع يده عَلَى ساقها
فكشفها، فقالت: أتفعل هَذَا، لَوْلا أنك أمير
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 3/ 501 «رمّتك» ، وفي الطبعة الأولى منه
«رقبتك» .
[2] أسد الغابة 7/ 388 وهو أطول مما هنا.
[3] في سير أعلام النبلاء 3/ 502 «بثنة» .
[4] التاريخ الصغير 505، والطبقات الكبرى 8/ 464.
[5] الطبقات الكبرى 8/ 464، 465.
[6] الاستيعاب 4/ 490.
(4/138)
المؤْمِنِينَ لكسرت أنفك، ثُمَّ مضت إِلَى
أبيها فأخبرته وقالت: بعثتني إِلَى شيخ سوء، قَالَ: يَا بُنية إِنَّهُ
زوجك.
رَوَى نحوًا من هَذَا سفيان بن عُيينة، عَن عمر بن دينار، عَن محمد بن
عَلِيّ.
أَبُو موسى الأشعري [1] هُوَ عَبْد اللَّهِ بن قيس بن سليم بن حضّار
اليماني، صاحب رَسُول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
__________
[1] عن (أبي موسى الأشعري) انظر:
المغازي للواقدي 916 و 959، ومسند أحمد 4/ 391، والتاريخ لابن معين 2/
326، وطبقات خليفة 68 و 123 و 282، وتاريخ خليفة 178 وما بعدها،
والطبقات الكبرى 2/ 344 و 6/ 16، والتاريخ الكبير 5/ 22، والمعارف 49 و
102 و 121 و 182 و 194 و 590، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 283 و 287،
وتاريخ اليعقوبي 2/ 22 و 146 و 150 و 152 و 157 و 161 و 166 و 176 و
179 و 181 و 189 و 191 و 218، وسيرة ابن هشام 1/ 84، و 3/ 155 و 236 و
308، و 4/ 97 و 100 و 233، والمحبّر 124 و 126 و 305 و 378 و 439،
والبرصان والعرجان 190 و 252 و 314، وترتيب الثقات للعجلي 272 رقم 868،
والثقات لابن حبّان 3/ 221، وأنساب الأشراف 1/ 201، وتاريخ الطبري
(انظر فهرس الأعلام) 10/ 429، والمنتخب من ذيل المذيّل 669، والسير
والمغازي 96 و 142، وتاريخ أبي زرعة 1/ 183 و 231 و 650 و 670، والبدء
والتاريخ 5/ 102، ومشاهير علماء الأمصار 37 رقم 216، وربيع الأبرار
للزمخشري 4/ 313، والمعرفة والتاريخ 1/ 267، والجرح والتعديل 5/ 138،
وطبقات الفقهاء للشيرازي 44، وحلية الأولياء 1/ 256، والخراج وصناعة
الكتابة 268 و 365 و 366 و 370 و 372 و 373 و 375 و 384 و 385 و 388 و
389 و 391، ونسب قريش 26 و 28 و 147 و 148 و 244 و 262، والأخبار
الموفقيّات 574 و 625، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 95،
والأخبار الطوال 118 و 139 و 145 و 192 و 193 و 199- 201، وجمهرة أنساب
العرب 397، 398، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1705- 1710،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 9 رقم 13، وثمار القلوب 353، وعيون الأخبار
1/ 11 و 12 و 66 و 214 و 286 و 329 و 2/ 29 و 206 و 3/ 88، وفتوح
البلدان (انظر فهرس الأعلام) 13/ 366، وجامع الأصول 9/ 79، والمعين في
طبقات المحدّثين 24 رقم 81، وسير أعلام النبلاء 2/ 380- 402 رقم 82،
والكاشف 2/ 106، 107 رقم 2954، والعبر 1/ 52، ومعرفة القراء الكبار 37،
وتاريخ الإسلام (المغازي- بتحقيقنا) 165 و 146 و 430 و 432 و 587- 589
و 629 و 691 و 692، و (عهد الخلفاء الراشدين) انظر فهرس الأعلام 720،
والبداية والنهاية 8/ 45، والوافي بالوفيات 17/ 407، 408 رقم 344، وصفة
الصفوة 1/ 225- 228، ومرآة الجنان 1/ 120، 121، والوفيات لابن قنفذ 61
رقم 44،
(4/139)
قدم عَلَيْهِ مسلما سَنَة سبع، مع أصحاب
السفينتين من الحبشة، وَكَانَ قِدم مكة، فحالف بِهَا أبا أحَيحة سَعِيد
بن العاص، ثُمَّ رجع إِلَى بلاده، ثُمَّ خرج منها في خَمْسِينَ من قومه
قَدْ أسلموا، فألقتهم سفينتهم والرياح إِلَى أَرْضِ الحبشة، فأقاموا
عند جعفر بن أَبِي طالب، ثُمَّ قدموا معه [1] .
استعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أبا موسى عَلَى زبيد
وعدن [2] ، ثُمَّ ولي الْكُوفَة والْبَصْرَة لعمر.
وحفظ عَن النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ الكثير، وَعَن أَبِي بكر،
وعمر، ومُعاذ، وأبي بن كعب، وَكَانَ من أجِلاء الصحابة وفضلائهم.
رَوَى عَنْهُ: أنس، وَرِبْعي بن حِراش، وسَعِيد بن المسيب، وزَهدم [3]
.
الجرمي، وخلق كثير، وبنوه أَبُو بكر، وأَبُو بردة، وَإِبْرَاهِيم،
وموسى.
وفُتحت أصبهان عَلَى يده وتُسْتر [4] وغير ذلك، وَلَمْ يكن في الصحابة
أطيب صوتًا مِنْهُ [5] .
__________
[ () ] والتذكرة الحمدونية 1/ 123 و 141 و 341، و 2/ 392 و 461 و 462 د
والإصابة 2/ 359، 360 رقم 4898، وتهذيب التهذيب 5/ 362، 363 رقم 635،
وتقريب التهذيب 1/ 441 رقم 551، وتذكرة الحفاظ 1/ 23، 24، وتحفة
الأشراف 6/ 405- 474 رقم 315، والنكت الظراف 6/ 407 وبعدها، وتلخيص
المستدرك 3/ 464- 467، ومجمع الزوائد 9/ 358، وغاية النهاية 1/ 442،
443، وخلاصة تذهيب التهذيب 210، وكنز العمال 13/ 606، وشذرات الذهب 1/
29 و 30 و 35 و 36 و 40 و 46 و 47 و 53 و 62 و 63، والزهد لابن المبارك
118 و 131 و 348 و 385 و 396 وانظر الفهرس (ع) .
[1] الطبقات الكبرى 4/ 105، تاريخ دمشق 446.
[2] أخرج البخاري نحوه في الجهاد 6/ 113 باب: ما يكره من التنازع
والاختلاف في الحرب، و 8/ 50 في المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى
اليمن قبل حجّة الوداع، و 10/ 435 في الأدب باب قول النبي صلى الله
عليه وآله وسلم: «يسّروا ولا تعسّروا» ، و 13/ 143 في الأحكام، باب أمر
الوالي إذا وجّه أميرين إلى موضع أن يتطاوعا، وأخرج نحوه مسلم في
الجهاد (1733) باب:
في الأمر بالتيسير وترك التنفير من طرق، عن شعبة، عن سعيد بن أبي بردة،
عن أبيه، عن جدّه: أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعث معاذا وأبا
موسى إلى اليمن، فقال: «يسّرا ولا تعسّرا، وبشّرا ولا تنفّرا، وتطاوعا
ولا تختلفا» .
[3] في الأصل «رهدم» والتصويب من: تهذيب التهذيب 3/ 341.
[4] فتوح البلدان 461، وتاريخ دمشق 436.
[5] تاريخ دمشق 439.
(4/140)
قَالَ سَعِيد بن عَبْد العزيز: حدثني أَبُو
يوسف صاحب مُعَاوِيَة، أن أبا موسى قِدم عَلَى مُعَاوِيَة، فنزل في بعض
الدُور بدمشق، فخرج مُعَاوِيَة من الليل يتسمع قراءته [1] .
وَقَالَ الهيثم بن عدي: أسلم أَبُو موسى بمكة، وهاجر إِلَى الحبشة [2]
.
وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بن بُرَيدة: كَانَ أَبُو موسى قصيرًا أثطَ [3] ،
خفيف الجسم [4] .
وَلَمْ يذكره ابن إِسْحَاق فيمن هاجر إِلَى الحبشة.
وَقَالَ أَبُو بُرْدَة، عَن أَبِي موسى قَالَ: قَالَ لنا النبي صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وسلم لما قدمنا حين افتتحت خيبر: «لَكُمُ
الْهِجْرَةُ مَرَّتَيْنِ، هَاجَرْتُمْ إِلَى النَّجَاشِيِّ،
وَهَاجَرْتُمْ إلي» [5] .
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «يَقْدُمُ
عَلَيْكُمْ غَدًا قَوْمٌ أَرَقُّ قُلُوبًا لِلْإِسْلَامِ مِنْكُمْ» ،
قَالَ: فَقَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ، فِيهِمْ أَبُو مُوسَى، فَلَمَّا
دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ جَعَلُوا يَرْتَجِزُونَ:
غَدًا نَلْقَى الْأَحِبَّةْ ... مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ
فَلَمَّا أَنْ قَدِمُوا تَصَافَحُوا، فَكَانُوا أَوَّلَ مَنْ أَحْدَثَ
الْمُصَافَحَةَ.
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [6] .
وَقَالَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ: ثَنَا عِيَاضٌ الأَشْعَرِيُّ، عَنْ أَبِي
مُوسَى [7] قال: لما
__________
[1] تاريخ دمشق 431 و 432.
[2] الطبقات الكبرى 6/ 16.
[3] أثط: الكوسج الّذي عرى وجهه من الشعر إلا طاقات في أسفل حنكه.
[4] تاريخ دمشق 446، الطبقات الكبرى 4/ 115.
[5] أخرجه ابن سعد 4/ 106، والبخاري 7/ 371 و 372، ومسلم (2502) ،
وأحمد في المسند 4/ 395 و 412.
[6] إسناده صحيح، أخرجه أحمد في المسند 3/ 155 و 223، وابن عساكر في
تاريخ دمشق 456، وأخرجه أحمد أيضا: 3/ 105 و 182 و 251 و 262، وابن سعد
4/ 106 من طرق، عن: حميد، عن أنس.
[7] في السند نقص، استدركته من: تبيين كذب المفتري 49.
(4/141)
نزل: فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ 5: 54 [1] قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ «هُمْ قَوْمُكَ يَا أَبَا مُوسَى» . صححه الحَاكم [2] .
وعياض نَزَلَ الْكُوفَة، مختَلف في صحبته، بقي إِلَى بَعْدَ السبعين،
رواه ثقات، عَن شُعْبة بن سِماك، عَن عياض فَقَالَ، عَن أَبِي موسى.
وَقَالَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ [3] عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ الْمَسْجِدِ، فَإِذَا
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ عِنْدَ بَابِ
الْمَسْجِدِ قَائِمٌ، وَإِذَا رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي،
فَقَالَ لِي: «يَا بُرَيدَةُ أَتُرَاهُ يُرَائِي» ، قُلْتُ: اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:
«بَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ» ، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ أُعْطِيَ هَذَا
مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرَ دَاوُدَ» ، فَأَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ
أَبُو مُوسَى، فَأَخْبَرْتُهُ [4] .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى،
فِي قِصَّةِ جَيْشِ أَوْطَاسٍ [5] أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهمّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ
ذَنْبَهُ، وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدْخَلًا كَرِيمًا» [6] .
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَقَدْ أُوتِيَ أَبُو مُوسَى مِنْ
مَزَامِيرَ آل داود» [7] .
__________
[1] سورة المائدة- الآية 45.
[2] في المستدرك 2/ 313، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وأخرجه ابن سعد 4/
107 ورجاله ثقات. وهو في تاريخ دمشق 456، 457.
[3] في الأصل «مالك عن معول» .
[4] أخرجه مسلم (793) وابن عساكر في تاريخ دمشق 469، 470، وانظر مجمع
الزوائد 9/ 358، 359.
[5] أوطاس: هي غزوة حنين، سمّيت بالموضع الّذي كانت فيه الوقعة، وهو من
وطست الشيء وطسا إذا كدّرته وأثّرت فيه. والوطيس: نقرة في حجر توقد
حوله النار، فيطبخ به اللحم، والوطيس: التنّور. وفي غزوة أوطاس قال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الآن حمي الوطيس» وذلك حين استعرت
الحرب، وهي من الكلم التي لم يسبق إليها. (الروض الأنف 4/ 138) .
[6] أخرجه البخاري في المغازي 8/ 34 باب غزوة أوطاس، ومسلم في فضائل
الصحابة (2498) ، كلاهما من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، عن أبي
أسامة، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 462 من طريق: أبي يعلى، عن أبي
كريب، عن أبي أسامة، بهذا الإسناد.
[7] حديث صحيح. أخرجه ابن سعد 4/ 107، وأحمد في المسند 2/ 450، وابن
ماجة
(4/142)
وَقَالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
قَرَأَ أَبُو مُوسَى لَيْلَةً فَقَامَ أَزْوَاجُ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ يَسْتَمِعْنَ لِقِرَاءَتِهِ، فَلَمَّا
أَصْبَحَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْتُ لَحَبَّرْتُهُ
تَحْبِيرًا وَلَشَوَّقْتُ تَشْوِيقًا [1] .
وقال أبو البختري: سَأَلْنَا عَلِيًّا عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، فَسَأَلْنَاهُ عَن أَبِي مُوسَى فَقَالَ:
صُبِغَ فِي الْعِلْمِ صِبْغَةً ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ.
وَقَالَ الأعلم بن يزيد: لَمْ أر بالْكُوفَة أعلم من عَلِيّ وأبي موسى
[2] .
وَقَالَ مسروق: كَانَ القضاء في أصحاب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وَسَلَّمَ في ستة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبي، وزيد بن
ثابت، وأبي موسى [3] .
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: قضاة هَذِهِ الأمة أربعة: عمر، وعلي، وزيد ثابت،
وأَبُو موسى [4] .
وَقَالَ الْحَسَن: مَا قدِم الْبَصْرَةَ راكبٌ خيرٌ لأَهْلها من أَبِي
موسى.
وَقَالَ قَتَادة: بلغ أبا موسى أن ناسا يمنعهم من الجمعة أنه ليس لهم
ثياب، قَالَ: فخرج عَلَى النَّاس في عباءة [5] .
وَقَالَ ابن شَوذَب: دَخَلَ أَبُو موسى الْبَصْرَةَ عَلَى جمل أورق،
وعليه خَرَج لما عزل [6] .
__________
[ () ] (1341) من طريق: يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد،
وأخرجه النسائي 2/ 180، وأحمد 2/ 369، وابن عساكر 478 من طريقين، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة.
[1] إسناده صحيح. أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 108 من طريق: يزيد بن
هارون، وعفان بن مسلم، كلاهما عن حمّاد، به، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ
دمشق 481.
[2] تاريخ دمشق 499.
[3] أخرجه أبو زرعة في تاريخه (1922) من طريق محمد بن أبي عمر، عن
سفيان بن عيينة، عن مطرّف، عن الشعبي، عن مسروق، وهو سند صحيح. وأخرجه
ابن عساكر في تاريخ دمشق 500.
[4] تاريخ دمشق 501.
[5] الطبقات الكبرى 4/ 112، 113، تاريخ دمشق 512.
[6] تاريخ دمشق 504.
(4/143)
قلت: عزله عُثْمَان عنها، وأمر عليها عَبْد
اللَّهِ بن عامر.
وَقَالَ أَبُو بُرْدة: سمعت أَبِي يقسم باللَّه أَنَّهُ مَا خرج حين
نزع عن البصرة إلا بستمائة درهم [1] .
وَقَالَ أَبُو سلمة بن عَبْد الرَّحْمَنِ: كَانَ عمر ربّما قَالَ لأبي
موسى: ذكرنا يَا أبا موسى، فيقرأ [2] .
وَقَالَ أَبُو عُثْمَان النهدي: مَا سمعت مزمارًا وَلَا طنبورًا وَلَا
صنجًا أحسن من صوت أَبِي موسى، إن كَانَ ليُصلي بنا، فنودّ أَنَّهُ قرأ
«البقرة» من حُسْن صوته [3] .
رواه سليمان التيمي، عَن أَبِي عُثْمَان.
وَعَن أَبِي بُردة قَالَ: كَانَ أَبُو موسى لَا تكاد تلقاه في يَوْم
حارّ إلا صائما [4] .
__________
[1] تاريخ دمشق 523.
[2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 109 من طريق: عثمان بن عمر، عن يونس،
عن الزهري، عن أبي سلمة. وابن عساكر في تاريخ دمشق 526 من طريق: عَبْدِ
الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة. ورجاله
ثقات.
[3] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 344، 345 من طريق: عفان، عن حمّاد،
بهذا الإسناد، وهو إسناد صحيح. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 526،
527 من طريق: علي بن الجعد، عن أبي معاوية، عن ثابت، عن أنس.
[4] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 530 من طريق هشام، عن واصل مولى ابن
عيينة، عن لقيط، عن أبي بردة، عن أبي موسى. وهو أطول مما هنا. قال:
«غزونا غزوة في البحر نحو الروم، فسرنا حتى إذا كنّا في لجّة البحر
وطابت لنا الريح فرفعنا الشراع إذ سمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة
قفوا أخبركم. قال: فقمت فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا، حتى نادى سبع
مرار، فقلت من هذا، ألا يرى على أيّ حال نحن، إنّا لا نستطيع أن نحدس!
قال: ألا أخبرك بقضاء قضاه الله على نفسه؟ قال: قلت: بلى، قال: فإنه من
عطّش نفسه في الدنيا في يوم حار كان على الله أن يرويه من القيامة.
قال: فكان أبو موسى لا تكاد تلقاه إلّا صائما في يوم حارّ» . وأخرجه
الحاكم في المستدرك 3/ 467 من طريق: حمّاد بن يحيى، عن عبد الله بن
المؤمّل، عن عطاء، عن ابن عباس، أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
استعمل أبا موسى على سرية البحر ... وقال: صحيح الإسناد. وعقّب عليه
الذهبي في التلخيص فقال: ابن المؤمّل ضعيف. وأخرجه عبد الله بن المبارك
في الزهد 461، 462 رقم 1309 بلفظ آخر، وابن أبي الدنيا، والبزار من
حديث ابن عباس، وأبو نعيم في الحلية 1/ 260.
(4/144)
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: ثَنَا
صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
اجْتَهَدَ الأَشْعَرِيُّ قَبْلَ مَوْتِهِ اجْتِهَادًا شَدِيدًا،
فَقِيلَ لَهُ: لَوْ رَفَقْتَ بِنَفْسِكَ، قَالَ:
إِنَّ الْخَيْلَ إِذَا أُرْسِلَتْ فَقَارَبَتْ رَأْسَ مَجْرَاهَا
أَخْرَجَتْ جَمِيعَ مَا عِنْدَهَا، وَالَّذِي بَقِيَ مِنْ أَجَلِي
أَقَلُّ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ
[1] .
وَقَالَ أَبُو صالح بن السَمَان: قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
في أمر الحَكَمين:
يَا أبا موسى أحكم وَلَوْ عَلَى حَزِّ عُنُقي [2] .
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةَ
الْبَكْرِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، أَنَّ
مُعَاوِيَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ: سَلامٌ عَلَيْكَ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ
عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَدْ بَايَعَنِي عَلَى مَا أُرِيدُ، وَأُقْسِمُ
باللَّه لَئِنْ بَايَعْتَنِي عَلَى الَّذِي بَايَعَنِي عَلَيْهِ،
لأَسْتَعْمِلَنَّ أَحَدَ ابْنَيْكَ عَلَى الْكُوفَةَ وَالآخَرَ عَلَى
الْبَصْرَةِ، وَلا يُغْلَقُ دُونَكَ بَابٌ، وَلا تُقْضَى دُونَكَ
حَاجَةٌ، وَقَدْ كَتَبْتُ إِلَيْهِ بِخَطِّ يَدِي، فَاكْتُبْ إِلَيَّ
بِخَطِّ يَدِكَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ إِنَّمَا تَعَلَّمْتُ
الْمُعْجَمَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ، فَكَتَبْتُ إِلَيْهِ كِتَابًا مِثْلَ الْعَقَارِبِ،
فَكَتَبَ إِلَيْهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ فِي
جَسِيمِ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، فَمَاذَا أَقُولُ لِرَبِّي إِذَا
قَدِمْتُ عَلَيْهِ، لَيْسَ لِي فِيمَا عَرَضْتُ مِنْ حَاجَةٍ،
وَالسَّلامُ عَلَيْكَ.
قَالَ أَبُو بُرْدة: فلما ولي مُعَاوِيَة أتيته، فما أغلق دوني بابًا،
وقضي حوائجي [3] .
قَالَ أَبُو نُعَيم، وابن نُمَيْر وأَبُو بكر بن أَبِي شيبة، وقَعْنَب:
توفي سنة أربع وأربعين.
__________
[1] تاريخ دمشق 534.
[2] تاريخ دمشق 541 من طريق، المفضّل بن غسان الغلابي، عن يحيى بن
معين، عن ابن نمير، عن الأعمش، عن أبي صالح السمّان.
[3] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 541، 542 من طريق: الحسين بن علي
الكسائي، عن الهمدانيّ، عن يحيى بن سليمان الحنفي بهذا الإسناد. وأخرجه
ابن سعد في الطبقات الكبرى 4/ 111، 112 من طريق: عفان بن مسلم، وعمرو
بن عاصم الكلابي، ويعقوب بن إسحاق الحضرميّ، ثلاثتهم عن سليمان بن
المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة.
(4/145)
وَقَالَ الهيثم: تُوُفِّيَ سَنَة اثنتين
وَأَرْبَعِينَ، وحكاه ابن مَنْده.
وَقَالَ الْوَاقدي: تُوُفِّيَ سَنَة اثنتين وخمسين.
وَقَالَ المدائني: تُوُفِّيَ سَنَة ثلاث وخمسين.
(4/146)
|