تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
الطبقة السادسة
[حَوَادِثُ] سَنَة إحدى وخمسين
تُوُفِّيَ فِيهَا:
زيد بن ثابت في قول.
وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ.
وَجَرِيرُ بْنُ عَبْد اللَّهِ البجلي- بخلف-.
وعُثْمَان بن أَبِي العاص الثقفي.
وأَبُو أيوب الْأَنْصَارِيّ.
وكعب بن عُجْرة- في قول-.
وميمونة أم المؤْمِنِينَ.
وعمرو بن الحَمِق في قول.
وقُتل حُجْر بن عديّ وأصحابه، كما في ترجمته.
ورافع بن عمر الغِفاري، وَيُقَالُ سَنَة ثلاث، وله خمس وسبعون سَنَة.
وَفِيهَا حج بالنَّاس مُعَاوِيَة [1] وأخذهم ببيعة يزيد [2] .
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: ثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا الْقَاسِمُ بن
__________
[1] تاريخ خليفة 218، وفي تاريخ الطبري 5/ 286 حجّ بالناس يزيد بن
معاوية، وفي مروج الذهب 4/ 398 معاوية. وفي الكامل في التاريخ 3/ 490
مثل الطبري، وكذلك اليعقوبي 2/ 239.
[2] تاريخ خليفة 213،
(4/147)
الْفَضْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ.
قَالَ: قَدِمَ زِيَادٌ الْمَدِينَةَ فَخَطَبَهُمْ وَقَالَ: يَا
مَعْشَرَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حَسُنَ
نَظَرُهُ لَكُمْ، وَأَنَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مَفْزَعًا تَفْزَعُونَ
إِلَيْهِ، يَزِيدُ ابْنُهُ. فَقَامَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ فقال: يا معشر بني أميّة اختاروا منها بَيْنَ ثَلاثَةً، بَيْنَ
سُنَّةِِ رَسُولِ اللَّهِ، أَوْ سُنَّةِ أَبِي بَكْرٍ، أَوْ سُنَّةِ
عُمَرَ، إِنَّ هَذَا الأَمْرَ قَدْ كَانَ، وَفِي أَهْلِ بَيْتِ رسول
الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مَنْ لَوْ وَلاهُ ذَلِكَ، لَكَانَ
لِذَلِكَ أَهَلا، ثُمَّ كَانَ أَبُو بَكْرٍ، فَكَانَ فِي أَهْلِ
بَيْتِهِ مَنْ لَوْ وَلاهُ، لَكَانَ لِذَلِكَ أَهْلا، فَوَلاهَا عُمَرَ
فَكَانَ بَعْدَهُ، وَقَدْ كَانَ فِي أَهْلِ بَيْتِ عُمَرَ مَنْ لَوْ
وَلاهُ ذَلِكَ، لَكَانَ لَهُ أَهْلًا، فَجَعَلَهَا فِي نَفَرٍ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ، أَلَّا وَإِنَّمَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَجْعَلَوْهَا
قَيْصَرِيَّةً، كُلَّمَا مَاتَ قَيْصَرُ كَانَ قَيْصَرُ، فَغَضِبَ
مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، وَقَالَ لعَبْد الرَّحْمَنِ: هَذَا الَّذِي
أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ: وَالَّذِي قَالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما
46: 17 [1] فَقَالَتْ عَائِشَةُ: كَذَبْتَ، إِنَّمَا أَنْزَلَ ذَلِكَ
فِي فُلانٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ لَعَنَ أَبَاكَ عَلَى لسان نبيّه
صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَأَنْتَ فِي صُلْبِهِ.
وَقَالَ سالم بن عَبْد اللَّهِ: لَمَّا أرادوا أن يبايعوا ليزيد قَامَ
مروان فَقَالَ:
سَنَة أَبِي بكر الراشدة المهديّة، فقام عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبي بكر
فَقَالَ: ليس بسُنّة أَبِي بكر، وقد ترك أبو بكر الأهل والعشيرة، وعدل
إِلَى رَجُلٌ من بني عديّ، أن رأي أَنَّهُ لذلك أَهْلًا، ولكنها
هِرَقْلية.
وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ذَكْوَانَ
مَوْلَى عَائِشَةَ قَالَ: لَمَّا أَجْمَعَ مُعَاوِيَةُ عَلَى أَنْ
يبايع لابنه حَجَّ، فَقَدِمَ مَكَّةَ فِي نَحْوِ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ،
فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْمَدِينَةِ خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ
الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، فَلَمَّا قَدِمَ
مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ [2] حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،
ثُمَّ ذَكَرَ ابْنَهُ يَزِيدَ فَقَالَ: مَنْ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ
مِنْهُ، ثُمَّ ارْتَحَلَ فَقَدِمَ مَكَّةَ، فَقَضَى طَوَافَهُ،
وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَبَعَثَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَتَشَهَّدَ
وَقَالَ: أَمَّا بَعْدُ يا بن عُمَرَ، إِنَّكَ كُنْتَ تُحَدِّثُنِي
أَنَّكَ لا تُحِبُّ تَبِيتُ لَيْلَةً سَوْدَاءَ، لَيْسَ عَلَيْكَ
فِيهَا أَمِيرٌ، وَإِنِّي أُحَذِّرُكَ أَنْ تَشُقَّ عَصَا
الْمُسْلِمِينَ، أَوْ تَسْعَى فِي فَسَادِ ذَاتَ بَيْنِهِمْ. فَحَمِدَ
ابْنُ عمر الله وأثنى عليه،
__________
[1] الأحقاف/ 17.
[2] في تاريخ خليفة: 213 «فلما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فحمد
الله ... » .
(4/148)
ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّكَ
قَدْ كَانَتْ قَبْلَكَ خُلَفَاءُ لَهُمْ أَبْنَاءٌ، لَيْسَ ابْنُكَ
بِخَيْرٍ مِنْ أَبْنَائِهِمْ، فَلَمْ يَرَوْا فِي أَبْنَائِهِمْ مَا
رَأَيْتَ فِي ابْنِكَ، وَلَكِنَّهُمْ اخْتَارُوا لِلْمُسْلِمِينَ
حَيْثُ عَلِمُوا الْخِيَارَ، وَإِنَّكَ تُحَذِّرُنِيَ أَنْ أَشُقَّ
عَصَا الْمُسْلِمِينَ [1] ، وَلَمْ أَكُنْ لأَفْعَلْ، إِنَّمَا أنا
رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا اجْتَمَعُوا عَلَى أَمْرٍ
فَإِنَّمَا أنا رَجُلٌ مِنْهُمْ. فَقَالَ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ،
فَخَرَجَ ابْنُ عُمَرَ.
ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ أَبِي بَكْرٍ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ أَخَذَ
فِي الْكَلامِ، فَقَطَعَ عَلَيْهِ كَلامَهُ، وَقَالَ: إِنَّكَ
وَاللَّهِ لَوْدِدْتُ أنا وكّلناك في أمر ابنك إلى الله، وَإِنَّا
وَاللَّهِ لا نَفْعَلُ، وَاللَّهِ لَتَرُدُنَّ هَذَا الأَمْرَ شُورَى
فِي الْمُسْلِمِينَ، أَوْ لنُعِيدُنَّهَا عَلَيْكَ جذعة، ثُمَّ وَثَبَ
وَمَضَى، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: اللَّهمّ اكْفَنِيهِ بِمَا شِئْتَ،
ثُمَّ قَالَ: عَلَى رَسْلِكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ، لَا تُشْرِفْنَ عَلَى
أَهْلِ الشَّامِ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَسْبِقُونِي بِنَفْسِكَ،
حَتَّى أُخْبِرُ الْعَشِيَّةَ أَنَّكَ قَدْ بَايَعْتَ، ثُمَّ كُنْ
بَعْدُ عَلَى مَا بَدَا لَكَ مِنْ أَمْرِكَ.
ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: يَا بْنَ
الزُّبَيْرِ، إِنَّمَا أَنْتَ ثَعْلَبٌ رَوَاغٌ، كُلَّمَا خَرَجَ مُنْ
حُجْرٍ دَخَلَ آخَرَ، وَإِنَّكَ عَمَدْتَ إِلَى هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ
فَنَفَخْتُ فِي مَنَاخِرِهِمَا وَحَمَلْتَهُمَا عَلَى غَيْرِ
رَأْيِهِمَا.
فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: إِنْ كُنْتَ قَدْ مَلِلْتَ الإِمَارَةَ
فَاعْتَزِلْهَا، وَهَلُمَّ ابْنَكَ فَلنُبَايِعْهُ، أَرَأَيْتَ إِذَا
بَايَعْنَا ابْنَكَ مَعَكَ لأَيُّكُمَا نَسْمَعُ وَنُطِيعُ! لا نجمع
الْبَيْعَةُ لَكُمَا أَبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ.
وَصَعَدَ مُعَاوِيَةُ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى
عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّا وَجَدْنَا أَحَادِيثَ النَّاسِ ذَاتَ
عَوَارٍ، زَعَمُوا أَنَّ ابْنَ عُمَرَ، وَابْنَ أَبِي بَكْرٍ، وَابْنَ
الزُّبَيْرِ، لَنْ يُبَايِعُوا يَزِيدَ، وَقَدْ سَمِعُوا وَأَطَاعُوا
وَبَايَعُوا لَهُ، فَقَالَ أَهْلُ الشَّامُ: وَاللَّهِ لا نَرْضَى
حَتَّى يُبَايِعُوا عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ، وَإِلَّا ضَرَبْنَا
أَعْنَاقَهُمْ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَسْرَعَ النَّاسَ
إِلَى قُرَيْشٍ بِالشَّرِّ [2] ، لا أَسْمَعُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ مِنْ
أَحَدٍ مِنْكُمْ بَعْدَ الْيَوْمِ، ثُمَّ نَزَلَ، فَقَالَ النَّاسُ:
بَايَعَ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ الزبير وابن أبي بكر
__________
[1] في تاريخ خليفة زيادة: «وأن أسعى في فساد ذات بينهم» .
[2] في تاريخ الخلفاء 214 «بالسوء» .
(4/149)
وَهُمْ يَقُولَوْنَ: لا وَاللَّهِ مَا
بَايَعْنَا. فَيَقُولَ النَّاسُ: بَلَى، وَارْتَحَلَ مُعَاوِيَةُ
فَلَحِقَ بِالشَّامِ [1] .
وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ، فَذَكَرَ
ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَيُبَايِعَنَّ أَوْ لأَقْتُلَنَّهُ،
فخرج إليه ابنه عبد الله فأخبره، فبكى ابن عمر، فقدم معاوية مكة، فنزل
بذي طوى، فخرج إليه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ فَقَالَ: أَنْتَ
الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ تَقْتُلُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ إِنْ
لَمْ يُبَايِعْ ابْنَكَ؟ فَقَالَ: أنا أَقْتُلُ ابْنَ عُمَرَ!
وَاللَّهِ لا أَقْتُلُهُ [2] .
وَقَالَ ابْنُ الْمُنْكَدِرِ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ حِينَ بُويِعَ
يَزِيدُ: إِنْ كَانَ خَيْرًا رَضِينَا، وَإِنْ كَانَ بَلاءً صَبَرْنَا
[3] .
وَقَالَ جُوَيْرية بن أسماء: سمعت أشياخ أَهْل المدينة يحدّثون: أنّ
مُعَاوِيَة لَمَّا رحل عَن مَر [4] قَالَ لصاحب حَرَسِه: لَا تدع أحدًا
يسير معي إِلَّا من حملته أنا، فخرج يسير وحده حَتَّى إذا كَانَ وسط
الأراك [5] ، لقيه الحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فوقف وَقَالَ: مرحبًا
وَأَهْلًا بابن بِنْت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
وسيّد شباب المسلمين، دابة لأبي عَبْد اللَّهِ يركبها، فأتي بِبرذوْن
فتحول عَلَيْهِ، ثُمَّ طلع عَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي بكر، فَقَالَ
مرحبًا وَأَهْلًا بشيخ قريش وسيدها وابن صِديق الأمة، دابةً لأبي محمد،
فأتي ببرْذَوْن فركبه، ثُمَّ طلع ابن عمر، فَقَالَ: مرحبًا وَأَهْلًا
بصاحب رَسُول اللَّهِ، وابن الفاروق، وسيد المسلمين، فدعا لَهُ بدابّة
فركبها، ثُمَّ طلع ابن الزُّبير، فَقَالَ: مرحبًا وَأَهْلًا بابن
حواريّ رَسُول اللَّهِ، وابن الصدّيق، وابن عمّة رَسُول اللَّهِ صلى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ دعا لَهُ بدابة فركبها، ثُمَّ أقبل
يسير بينهم لَا يسايره غيرهم، حَتَّى دَخَلَ مكة، ثُمَّ كانوا أول داخل
وآخر خارج،
__________
[1] تاريخ خليفة 213، 214.
[2] تاريخ خليفة 214، 215.
[3] تاريخ خليفة 217.
[4] مرّ، هو: مرّ الظهران. موضع على مرحلة من مكة. قال الواقدي: بين
مرّ وبين مكة خمسة أميال. (معجم البلدان 5/ 104) .
[5] أراك: بالفتح، هو وادي الأراك، قرب مكة. وقيل: جبل لهذيل. (معجم
البلدان 1/ 135) .
(4/150)
وليس في الأرض صباح إِلَّا أولاهم حباءً
وكرامة، وَلَا يعرض لهم بذكر شيء، حَتَّى قضى نُسكه وترحلت أثقاله،
وقَرب سيره، فأقبل بعض القوم عَلَى بعض فَقَالَ: أيها القوم لا تخدعوا،
إنّه واللَّه مَا صنع بكم مَا صنع لحبكم وَلَا لكرامتكم، وَلَا صنعه
إِلَّا لَمَّا يريده، فأعدّوا لَهُ جوابًا.
وأقبلَوْا عَلَى الحسين فقالْوَا: أنت يَا أبا عَبْد اللَّهِ! فَقَالَ:
وفيكم شيخ قريش وسيدها هُوَ أحق بالكلام. فقالْوَا لعَبْد الرَّحْمَنِ:
يَا أبا محمد، قَالَ: لست هناك، وفيكم صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ وسيد المرسلين.
فقالْوَا لابن عمر: أنت، قَالَ: لست بصاحبكم، ولكن وَلَّوُا الكلام ابن
الزبير، قَالَ: نعم إن أعطيتموني عهودكم أن لَا تخالفوني، كفيتكم
الرجل، قالْوَا: ذاك لك. قَالَ: فأذِن لهم وَدَخَلُوا، فحمد اللَّه
مُعَاوِيَة وأثني عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ علمتم مسيري فيكم،
وصِلَتي لأرحامكم، وصفحي عَنْكُم، ويزيد أخوكم، وابن عمَكم، وأحسن
النَّاس فيكم رأيَا، وإِنَّمَا أردت أن تقدموه، وأنتم الذين تنزعون
وتؤمرون وتقسمون، فسكتوا، فَقَالَ: ألَّا تجيبوني! فسكتوا، فأقبل عَلَى
ابن الزبير فَقَالَ: هات يَا بن الزبير، فإنك لعَمْري صاحب خطبة القوم.
قَالَ: نعم يَا أمير المؤْمِنِينَ، نخيرك بَيْنَ ثلاث خصال، أيها مَا
أخذتَ فهو لك، قَالَ: للَّه أَبُوك، اعرضهنّ، قَالَ: إن شئتَ صُنع مَا
صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن صُنع مَا صنع أَبُو بكر،
وإن شئت صُنع مَا صنع عمر.
قَالَ: مَا صنعوا؟.
قَالَ: قُبض رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ،
فلم يعهد عهدًا، وَلَمْ يستخلف أحدًا، فارتضي المسلمون أبا بكر.
فَقَالَ: إِنَّهُ ليس فيكم الْيَوْم مثل أَبِي بكر، إن أبا بكر كَانَ
رجلًا تُقطع دونه الأعناق، وإني لست آمن عليكم الاختلاف.
قَالَ: صدقت، واللَّه مَا نحب أن تدعنا، فاصنع مَا صنع أَبُو بكر.
قَالَ: للَّه أَبُوك وَمَا صنع؟.
(4/151)
قَالَ: عمد إِلَى رَجُلٌ من قاصية قريش،
ليس من رهطه فاستخلفه، فإن شئت أن تنظر أي رَجُلٌ من قريش شئت، ليس من
بني عَبْد شمس، فنرضى بِهِ.
قَالَ: فالثالثة مَا هِيَ؟
قَالَ: تصنع مَا صنع عمر.
قَالَ: وَمَا صنع؟.
قَالَ: جعل الأمر شورى في ستة، ليس فِيهِم أحد من ولده، وَلَا من بني
أبيه، وَلَا من رهطه.
قَالَ: فهل عندك غير هَذَا.
قَالَ: لَا.
قَالَ: فأنتم؟.
قالْوَا: ونحن أيضَا.
قَالَ: أما بَعْدَ، فإني أحببت أن أتقدم إليكم، أَنَّهُ قَدِ أعْذَرَ
مَنْ أَنْذَرَ، وأَنَّهُ قَدْ كَانَ يقوم القائم منكم إِلَى فيكذبني
عَلَى رءوس النَّاس، فأحتمل لَهُ ذلك، وإني قائم بمقالة، إن صدقتُ فلي
صدقي، وإن كذبتُ فعلي كذبي، وإني أقسم باللَّه لئن ردّ عَلِيّ إنسان
منكم كلمة في مقامي هَذَا أَلَّا ترجع إليه كلمته حَتَّى يسبق إِلَى
رأسه، فلا يرعين رَجُلٌ إِلَّا عَلَى نَفْسَهُ، ثُمَّ دعا صاحب حَرسَه
فَقَالَ: أقم عَلَى رأس كل رَجُلٌ من هؤلاء رجلين من حرسك، فإن ذهب
رَجُلٌ يرد عَلَى كلمة في مقامي، فليضربا عنقه، ثُمَّ خرج، وخرجوا معه،
حَتَّى رقي الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ
قَالَ: إنَّ هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم، لَا يُستبد بأمر
دونهم، وَلَا يُقضى أمر إِلَّا عَن مشورتهم، أَنَّهُم قَدْ رضوا
وبايعوا ليزيد ابن أمير المؤْمِنِينَ من بَعْده، فبايعوا بسم اللَّه،
قَالَ: فضربوا عَلَى يده بالمبايعة، ثُمَّ جلس عَلَى رواحله، وانصرف
النَّاس فلقوا أولئك النفر فقالْوَا: زعمتم وزعمتم، فلما أرضيتم
وحيّيتم فعلتم، فقالوا: إنا واللَّه مَا فعلنا. قالْوَا: مَا منعكم؟ ثم
بايعه الناس [1] .
__________
[1] تاريخ خليفة 215، 217.
(4/152)
[حوادث] سَنَة اثنتين وخمسين
تُوُفِّيَ فِيهَا: أَبُو بكرة الثقفي، في قول.
وعمران بن حُصَين.
وكعب بن عجرة.
ومعاوية بن حديج.
وسَعِيد بن زيد، في قول.
وسفيان بن عوف الأزدي أمير الصوائف.
وحُوَيطب بن عَبْد العزّى القرشي.
وأبو قتادة الحارث بن رِبْعي الْأَنْصَارِيّ، بخُلْف فيهما.
وَرُوِيَفع بن ثابت، أمير برقة.
وَفِيهَا وُلد يزيد بن أَبِي حبيب فقيه أَهْل مصر.
وَفِيهَا صالح عبيد اللَّه بن أَبِي بكرة الثقفي رتبيل وبلاده على ألف
ألف درهم [1] .
__________
[1] تاريخ خليفة 218، فتوح البلدان 489.
(4/153)
وأقام الحج سَعِيد بن العاص [1] .
وَفِيهَا، أَوْ في حدودها، قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَن جَرِيرُ
بْنُ يزيد قَالَ:
خرج قريب وزحاف في سبعين رجلًا في رمضان فأتوا بني ضبيعة، وهم في
مسجدهم بالبصرة، فقتلوا رؤبة بن المخبل [2] .
قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: فحدثني الزبير بن الخريت، عن أبي لبيد: أن
رؤبة قَالَ في العشية التي قُتِلَ فِيهَا، لرجل في كلام: إن كنت صادقًا
فرزقني اللَّه الشهادة قبل أن أرجع إِلَى بيتي [3] .
قَالَ جَرِيرُ: عَن قطن بن الأزرق، عَن رَجُلٌ منهم، قَالَ: مَا شعرنا
وإنا لقيام في المسجد، حَتَّى أخذوا بأَبُواب المسجد ومالْوَا في
النَّاس، فقتلَوْهم، فوثب القوم إِلَى الجُدُر، وصعد رَجُلٌ المنارة
فجعل ينادي: يَا خيل اللَّه اركبي. قَالَ: فصعدوا فقتلَوْه، ثُمَّ مضوا
إِلَى مسجد المعاول، فقتلَوْا من فِيهِ، فحدثني جَرِيرُ بْنُ يزيد،
أَنَّهُم انتهوا إِلَى رحبة بني عَلِيّ، فخرج عليهم بنو عَلِيّ، وكانوا
رُماة، فرموهم بالنبل حَتَّى صرعوهم أجمعين [4] .
قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: واشتد زياد بن أبيه في أمر الحَرُورية،
بَعْدَ قُتِلَ قريب وزحاف فقتلهم، وأمر سَمُرَة بن جندب بقتلهم، فقتل
منهم بشرًا كثيرًا [5] .
قَالَ أَبُو عبيدة: زحاف: طائي، وقريب: أوديّ [6] .
__________
[1] تاريخ خليفة 218، تاريخ الطبري 5/ 287، مروج الذهب 4/ 398، الكامل
في التاريخ 3/ 492، تاريخ اليعقوبي 2/ 239.
[2] تاريخ خليفة 219 (حوادث 53 هـ.) .
[3] تاريخ خليفة 219، 220.
[4] تاريخ خليفة 220.
[5] تاريخ خليفة 222.
[6] في طبعة القدسي «أزدي» وهو تحريف والصواب ما أثبتناه، حيث قال في
تاريخ خليفة:
«إيادي، من إياد بن سود» (222) .
(4/154)
[حَوَادِثُ] سَنَة ثلاث وخمسين
فِيهَا تُوُفِّيَ:
فَضَالَةُ بن عبيد الأنصاري، وقيل سَنَة تسع.
والضحاك بن فيروز الديلمي.
وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي بكر الصدَيق، بمكة.
وزياد بن أبيه.
وعمرو بن حزم الْأَنْصَارِيّ، بخُلف فِيهِ.
وَفِيهَا بَعْدَ موت زياد استعمل مُعَاوِيَة عَلَى الْكُوفَة الضحاك بن
قيس الفِهْري، وعلى الْبَصْرَةِ سَمُرَة بن جندب، وعزل عُبيد اللَّه
بْنَ أَبِي بَكْرَةَ عَن سِجِسْتَانَ وَوَلاهَا عباد بن زياد، فغزا ابن
زياد القنُدُهار [1] حَتَّى بلغ بيت الذهب، فجمع لَهُ الهند جمعًا
هائلًا، فقاتلهم فهزمهم، وَلَمْ يزل عَلَى سجستان حَتَّى تُوُفِّيَ
مُعَاوِيَة [2] .
وَفِيهَا شتى عَبْد الرَّحْمَنِ بن أمّ الحكم بأرض الروم [3] .
__________
[1] القندهار: بضم القاف، وسكون النون، وضم الدال أيضا. من بلاد السند
أو الهند. (معجم البلدان 4/ 402، 403) .
[2] تاريخ خليفة 219.
[3] تاريخ خليفة 219، تاريخ الطبري 5/ 288، الكامل في التاريخ 3/ 493.
(4/155)
وأقام الموسم سَعِيد بن العاص [1] .
وَفِيهَا أمر مُعَاوِيَة عَلَى خُراسان عُبيد اللَّه بن زياد [2] .
وَفِيهَا قُتِلَ عائذ بن ثعلبة الْبَلَوِيُّ، أحد الصحابة، قتله الروم
بالبُرلُس.
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنْبَأَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ- أَوْ عَن أُمِّهِ- أَنَّ أَسْمَاءَ
بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ اتَّخَذَتْ خِنْجَرًا زَمَنَ سَعِيدِ بْنِ
الْعَاصِ لِلصُوصِ، وَكَانُوا قَدِ اسْتَعَزُّوا بالمدينة، فكانت تجعله
تحت رأسها.
__________
[1] تاريخ خليفة 222.
[2] تاريخ خليفة 222، تاريخ الطبري 5/ 292، تاريخ اليعقوبي 2/ 239،
مروج الذهب 4/ 398، الكامل في التاريخ 3/ 496.
(4/156)
[حَوَادِثُ] سَنَة أربع وخمسين
فِيهَا تُوُفِّيَ:
جبير بن مطعم.
وَفِيهَا: أسامة بن زيد، عَلَى الصحيح.
وثوبان مولى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ.
وعمرو بن حزم.
وَفِيهَا حسان بن ثابت.
وعَبْد اللَّهِ بن أنيْس الجُهَني.
وسَعِيد بن يربوع المخزومي.
وحكيم بن حزام.
ومخرمة بن نوفل.
وَفِيهَا بخُلف: حُوَيطب بن عَبْد العُزي، وأَبُو قتادة الحارث بن
رِبْعي.
وَفِيهَا عُزل عَن المدينة سَعِيد بن العاص بمروان [1] .
وَفِيهَا غزا عُبيد اللَّه بن زياد، فقطع النهر إلى بخارى، وافتتح
راميثن [2] ،
__________
[1] تاريخ خليفة 219.
[2] في تاريخ خليفة، وطبعة القدسي من تاريخ الإسلام 3/ 44 «زامين» ،
وما أثبتناه عن الطبري
(4/157)
ونصف [1] ، بيْكند [2] ، فقطع النهر عَلَى
الإبل، فكان أول عربي قطع النهر [3] .
وَفِيهَا وجه الضحاك بن قيس من الْكُوفَة مَصْقلة بن هبيرة الشيبانيّ
إلى طبرستان، فصالح أهلها على خمسمائة ألف درهم [4] .
وَفِيهَا عزل مُعَاوِيَة عَن الْبَصْرَةِ سَمُرَة، بعَبْد اللَّهِ بْن
عمرو بن غيلان الثقفي [5] .
وحج بالنَّاس مروان [6] .
وَفِيهَا تُوُفيت سَوْدة أم المؤْمِنِينَ في قول، وقد مرت في خلافة عمر
[7] .
__________
[ () ] 5/ 297 ومعجم البلدان 3/ 18 وفيه: راميثن بكسر الميم، وسكون
الياء 7 وثاء مثلّثة، وآخره نون. قرية ببخارى.. وذكرها العمراني
بالزاي. وفي الكامل في التاريخ 3/ 499 «رامني» وفي نسخة أخرى «راثين» .
[1] في طبعة القدسي 3/ 44 «ونسف» . وما أثبتناه عن الطبري، وخليفة،
وابن الأثير.
[2] بيكند: بالكسر، وفتح الكاف، وسكون النون، بلدة بين بخارى وجيحون.
(معجم البلدان 1/ 533) .
والعبارة في طبعة القدسي: «فافتتح زامين ونسف وبيكند من عمل بخارى» .
[3] وهو نهر جيحون. انظر: تاريخ خليفة 222، وتاريخ الطبري 5/ 297،
والكامل في التاريخ 3/ 499.
[4] تاريخ خليفة 223.
[5] تاريخ خليفة 223، الطبري 5/ 295.
[6] تاريخ خليفة 223، تاريخ اليعقوبي 2/ 239، والطبري 5/ 298، ومروج
الذهب 4/ 398، والكامل في التاريخ 3/ 499.
[7] انظر ترجمتها ومصادرها في الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من
تاريخ الإسلام- بتحقيقنا- 287- 289.
(4/158)
[حَوَادِثُ] سَنَة خمس وخمسين
فِيهَا تُوُفِّيَ:
زيد بن ثابت في قول المدائني.
وسعد بن أبي وقّاص، على الأصحّ.
والأرقم بن أَبِي الأرقم، في قول.
وأَبُو اليَسَر.
وكعب بن عمرو السلمي.
وَفِيهَا عزل عَن الْبَصْرَةِ عبيد اللَّه الثقفي، ووليها عُبيد اللَّه
بن زياد [1] .
وَفِيهَا غزا يزيد بن شجرة الرَهاوي، فقُتل، وقيل لَمْ يُقْتل،
إِنَّمَا قُتِلَ في سَنَة ثمان وخمسين [2] .
وأقام الحج مروان بن الحكم [3] .
وشتى بأرض الروم مالك بن عبد الله [4] .
__________
[1] تاريخ خليفة 223، تاريخ الطبري 5/ 299، الكامل في التاريخ 3/ 501.
[2] تاريخ خليفة 223.
[3] تاريخ خليفة 223، اليعقوبي 2/ 239، الطبري 5/ 300، المسعودي 4/
398، ابن الأثير 3/ 502.
[4] تاريخ الطبري 5/ 299.
(4/159)
[حَوَادِثُ] سَنَة ست وخمسين
فِيهَا تُوُفِّيَ:
عبد الله بن قرط الثُمالي.
وجُوَيرية أم المؤْمِنِينَ المصْطَلقية، وقيل: توفيت سَنَة خَمْسِينَ.
وَفِيهَا: إِسْحَاق بن طلحة بن عُبَيد اللَّه.
وَفِيهَا: وُلد أَبُو جعفر محمد بن عَلَى، وعمرو بن دينار.
وقد مر أن مُعَاوِيَة وَلَّى عَلَى البصرة عُبيد اللَّه بن زياد، فعزله
في هَذِهِ السنة عَن خراسان، وأمَّر عليها سَعِيد بن عُثْمَان بن عفان،
فغزا سَعِيد ومعه المهلب بن أَبِي صُفرة الأزدي، وطلحة الطلحات، وأوس
بن ثعلبة سمرقند، وخرج إليه الصُغد فقاتلَوْه، فألجأهم إِلَى مدينتهم،
فصالحوه وأعطوه رهائن [1] .
وَفِيهَا شتى المسلمون بأرض الروم [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 224، تاريخ الطبري 5/ 305، 306.
[2] قيل: شتّى مسعود بن أبي مسعود، وقيل: جنادة بن أبي أميّة. (تاريخ
خليفة 224) وقيل عبد الرحمن بن مسعود (الطبري 5/ 301، ابن الأثير 3/
503) .
(4/160)
وَفِيهَا اعتمر مُعَاوِيَة في رجب [1] .
وَفِيهَا تُوفيت الكلابية التي تزوجها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وآله وسلم، فاستعاذت منه، ففارقها، أرّخها الواقدي [2] .
__________
[1] الطبري 5/ 301، ابن الأثير 3/ 503.
[2] انظر عنها في الجزء الخاص بالسيرة النبويّة من تاريخ الإسلام-
بتحقيقنا، 593- 596.
(4/161)
[حَوَادِثُ] سَنَة سبع وخمسين
فِيهَا تُوفيت أم المؤْمِنِينَ عائشة، أَوْ في سَنَة ثمان،.
وَفِيهَا: السائب بن أبي وداعة السهمي.
ومعتّب بن عوف بن الحمراء.
وعَبْد اللَّهِ بن السعدي العامري.
وفي قول: أَبُو هريرة.
وَفِيهَا: كعب بن مرة، أَوْ مرة بن كعب البهزي.
وقثم بن العباس،.
وَيُقَالُ تُوُفِّيَ فِيهَا سَعِيد بن العاص.
وعَبْد اللَّهِ بن عامر بن كريز.
وَفِيهَا عُزِل الضحاك عَن الْكُوفَة، ووليها عَبْد الرَّحْمَنِ بن أم
الحكم [1] .
وَفِيهَا وجه مُعَاوِيَة حسان بن النعمان الغساني إِلَى إفريقية،
فصالحه من يليه من البربر، وضرب عليهم الخراج، وبقي عليها حَتَّى
تُوُفِّيَ مُعَاوِيَة [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 224، الطبري 5/ 309.
[2] تاريخ خليفة 224.
(4/162)
وَفِيهَا عزل مُعَاوِيَة مروان عَن
المدينة، وأمَّر عليها الْوَليد بن عُتْبة بن أَبِي سفيان، وعزل عَن
خُراسان سَعِيد بن عُثْمَان، وأعاد عليها عُبيد اللَّه بن زياد [1] .
وشتى عَبْد الله بن قيس بأرض الروم [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 224 و 225.
[2] تاريخ خليفة 225، الطبري 5/ 308، ابن الأثير 3/ 514.
(4/163)
[حَوَادِثُ] سَنَة ثمان وخمسين
فِيهَا تُوُفِّيَ:
شداد بن أوس.
وعَبْد اللَّهِ بن حوالة.
وعُبيد اللَّه بن العباس.
وعُقْبة بن عامر الجُهَني.
وأَبُو هريرة.
ويزيد بن شجرة الرَهاوي [1] .
وجُبَير بن مطعم، في قول المدائني.
وَفِيهَا غزا عُقْبة [2] بن نافع من قِبَل مَسْلمة بن مخلد [3] ، فاختط
مدينة القيروان وابتناها [4] .
وصلى أبو هريرة عَلَى عائشة، وَكَانَ مروان غائبًا في العُمرة.
وَفِيهَا حج بالنَّاس الْوَليد بن عُتبة [5] .
__________
[1] في (اللباب لابن الأثير 2/ 45) الرهاوي: بفتح الراء والهاء وبعد
الألف واو، هذه النسبة إلى رها، وهو بطن من مذحج.. إلخ.
[2] في الأصل «عتبة» .
[3] هو عامل مصر، كما في كتاب الولاة والقضاة 37، والنجوم الزاهرة 1/
137.
[4] البيان المغرب 1/ 21، 22.
[5] تاريخ خليفة 225، الطبري 5/ 314، تاريخ اليعقوبي 2/ 239، مروج
الذهب 4/ 398، الكامل في التاريخ 3/ 520.
(4/164)
[حَوَادِثُ] سَنَة تسع وخمسين
فِيهَا تُوُفِّيَ:
سَعِيد بن العاص الأموي، عَلَى الصحيح.
وجُبير بن مُطعم، في قول.
وأوس بن عوف الطائفي، لَهُ صُحْبة.
وشيبة بن عُثْمَان الحُجُبي، في قول.
وأَبُو محذورة المؤذن.
وعبد اللَّه بن عامر بن كريز، عَلَى الصحيح.
وأَبُو هريرة، في قول سَعِيد بن عُفَير.
وَيُقَالُ: توفيت فِيهَا أم سلمة، وتأتي سَنَة إحدى وستين.
وفيها وُلد عوف الأعرابي [1] .
وَفِيهَا غزا أَبُو المهاجر دينار فنزل عَلَى قُرْطاجَنة، فالتقوا،
فكثُر القتل في الفريقين، وحجز الليل بينهم، وانحاز المسلمون من
ليلتهم، فنزلَوْا جبلًا في قبلة تونس، ثُمَّ عاودوهم القتال، فصالحوهم
عَلَى أن يخلوا لهم الجزيرة،
__________
[1] تاريخ خليفة 226.
(4/165)
وافتتح أَبُو المهاجر ميلة، وكانت إقامته
في هَذِهِ الغزاة نحوا من سنتين [1] .
وَفِيهَا شتى عمرو بن مُرَّ بأرض الروم في البر [2] .
وأقام الحجّ للناس الوليد بن عتبة [3] .
__________
[1] تاريخ خليفة 226.
[2] قال خليفة 226: ولم يكن عامئذ بحر. الطبري 5/ 315، ابن الأثير 3/
521.
[3] بقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» إن
المؤلف- رحمه الله- قد وهم في اسم صاحب الحجّ لهذه السنة، فقد أجمعت
المصادر على أنه «عثمان بن محمد بن أبي سفيان» . انظر: تاريخ الطبري 5/
321، وتاريخ اليعقوبي 2/ 239، ومروج الذهب للمسعوديّ 4/ 398، والكامل
في التاريخ 3/ 525، وفي تاريخ خليفة 227 «محمد بن أبي سفيان» حيث سقط
اسم «عثمان بن محمد» .
(4/166)
[حَوَادِثُ] سَنَة ستين
فِيهَا تُوُفِّيَ:
مُعَاوِيَة بن أَبِي سفيان.
وبلال بن الحارث المزَني.
وسَمُرَة بن جُنْدب الفَزَاري.
وعَبْد اللَّهِ بن مغفل.
وفي قول الْوَاقدي: صفوان بن المعطل السلمي.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ في قولٍ:
أَبُو حُمَيد الساعدي.
وَفِيهَا: أَبُو أسَيد الساعدي، في قول ابن سعد.
بيعة يزيد قَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ: لَا تَكْرَهُوا إمرة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم
الرءوس تَنْدُرُ [1] عَنْ كَوَاهِلِهَا. قلت: قَدْ مضى أن مُعَاوِيَة
جعل ابنه وَليّ عهده بَعْدَه، وأكره النَّاسَ عَلَى ذلك، فلما
تُوُفِّيَ لَمْ يَدْخُلْ في طاعة يزيد: الحسين بن عَلِيّ، وَلَا عَبْد
اللَّهِ بن الزبير، وَلَا من شايعهما.
__________
[1] في الأصل «الدوس تنذر» والتصحيح مما سيأتي في ترجمة معاوية.
(4/167)
قَالَ أَبُو مُسْهر: ثَنَا خالد بن يزيد،
حدثني سَعِيد بن حُرَيث قَالَ: لَمَّا كَانَ الغداة التي مات في ليلتها
مُعَاوِيَة فزع النَّاس إِلَى المسجد، وَلَمْ يكن قبله خَلِيفَة
بالشَّام غيره، فكنت فيمن أتى المسجد، فلما ارتفع النهار، وهم يبكون في
الخضراء، وابنه يزيد غائب في البرية، وَهُوَ ولي عهده، وَكَانَ نائبه
عَلَى دمشق الضحاك بن قيس الفِهْري، فدُفِن مُعَاوِيَة، فلما كَانَ
بَعْدَ أسبوع بَلَغنا أن ابن الزبير خرج بالمدينة وحارب، وَكَانَ
مُعَاوِيَة قَدْ غُشي عَلَيْهِ مرة، فركب بموته الرُكبان، فلما بلغ ذلك
ابنَ الزبير خرج، فلما كَانَ يَوْم الجمعة صَلَّى بنا الضحاك ثُمَّ
قَالَ: تعلمون أن خليفتكم يزيد قَدْ قدم، ونحن غدًا متلقوه، فلما
صَلَّى الصبح ركب، وركبنا معه، فسَارَ إِلَى ثنية العُقاب [1] ، فإذا
بأثقال يزيد، ثُمَّ سرنا قليلًا، فإذا يزيد في ركبٍ معه أخواله من بني
كلب، وَهُوَ عَلَى بخْتي، لَهُ رحل، ورائطة [2] مَثْنِية في عنقه، ليس
عَلَيْهِ سيف وَلَا عمامة، وَكَانَ ضخمًا سمينًا، قَدْ كثُر شعره وشعث،
فأقبل النَّاس يسلمون عَلَيْهِ ويعزونه، وَهُوَ تُرى فِيهِ الكآبة
والحزن وخَفْض الصوت، فالنَّاس يعيبون ذلك مِنْهُ ويقولَوْن: هَذَا
الأعرابي الذي ولاه أمر النَّاس، واللَّه سائله عَنْهُ، فسَارَ، فقلنا:
يَدْخُلُ من باب توما، فلم يَدْخُلْ، ومضى إِلَى باب شرقي، فلم
يَدْخُلْ مِنْهُ وأجازه، ثُمَّ أجاز باب كَيْسان إِلَى باب الصغير،
فلما وافاه أناخ ونزل، ومشى الضحاك بَيْنَ يديه إِلَى قبر مُعَاوِيَة،
فصفّنا خلفه، وكبّر أربعًا، فلما خرج من المقابر أتى ببغلة فركبها
إِلَى الخضراء، ثُمَّ نودي الصلاة جامعة لصلاة الظهر، فاغتسل ولبس
ثيابًا نقية، ثُمَّ جلس عَلَى المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عَلَيْهِ،
وذكر موت أبيه، وَقَالَ: إِنَّهُ كَانَ يُغزيكم البرَ والبحرَ، ولستُ
حاملًا واحدًا من المسلمين في البحر، وأَنَّهُ كَانَ يُشتيكم بأرض
الروم، ولست مشْتيًا أحدًا بِهَا، وأَنَّهُ كَانَ يُخرج لكم العطاء
أثلاثًا، وأنا أجمعه لكم كله.
قَالَ: فافترقوا، وَمَا يفضلَوْن عَلَيْهِ أحدا.
__________
[1] في الأصل «العقارب» ، والتصحيح من معجم البلدان 2/ 85.
[2] قطعة من النسيج توضع على الرقبة، ولعلها التي يسميها المصريون
تلفيعة ورقبية، ويسميها الشاميون حطة وحطاطة.
(4/168)
وَعَن عمرو بن ميمون: أن مُعَاوِيَة مات
وابنه بحوارين [1] ، فصلى عَلَيْهِ الضحاك [2] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ
قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتُ إِنَّمَا
عَهِدْتُ لِيَزِيدَ لَمَّا رَأَيْتُ مِنْ فضله، فبلغه ما أملت وأعنه،
وإن كنت إنما حملني حب الوالد لولده، وأنه ليس بِأَهْلٍ، فَاقْبِضْهُ
قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ ذَلِكَ.
وَقَالَ حُمَيد بن عَبْد الرَّحْمَنِ: دَخَلَنا عَلَى بشير، وَكَانَ
صحابيًا، حين استخلف يزيد فَقَالَ: يقولَوْن إِنَّمَا يزيد ليس بخير
أمة محمد صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأنا أقول ذلك، ولكن لأن
يجمع اللَّه أمة محمد أحب إلي من أن تفترق.
وَقَالَ جُوَيرية بن أسماء: سمعت أشياخنا بالمدينة، مَا لَا أحصى-
يقولَوْن: إن مُعَاوِيَة لَمَّا هلك، وعلى المدينة الْوَليد بن عُتْبة
بن أَبِي سفيان، أتاه موته من جهة يزيد قَالَ: فبعث إِلَى مروان وبني
أمية فأخبرهم، فَقَالَ مروان: ابعث الآن إِلَى الحسين وابن الزبير، فإن
بايعا، وَإِلَّا فاضرب أعناقهما، فأتاه ابن الزبير فنعى لَهُ
مُعَاوِيَة، فترحم عَلَيْهِ، فَقَالَ: بايع يزيد، قَالَ: مَا هَذِهِ
ساعة مبايعة وَلَا مثلي يبايع ها هنا يَا بن الزرقاء، واستبا، فَقَالَ
الْوَليد: أَخْرَجَهُمَا عني، وَكَانَ رجلًا رفيقًا سريًا كريمًا،
فأخرجا، فجاء الحسين عَلَى تلك الحال، فلم يكلم في شيء، حَتَّى رجعا
جميعًا، ثُمَّ رد مروان إِلَى الْوَليد فَقَالَ: واللَّه لَا تراه بعد
مقامك إلّا حيث يسؤوك، فأرسل العيون في أثره، فلم يزد حين دَخَلَ منزله
عَلَى أن توضأ وصلى، وأمر ابنه حمزة أن يقدم راحلته إِلَى ذي
الحُلَيفة، مما يلي الفرع، وَكَانَ لَهُ بذي الحليفة مال عظيم، فلم يزل
صافًا قدميه إِلَى السَحَر، وتراجعت عَنْهُ العيون، فركب دابة إِلَى ذي
الحُلَيفة، فجلس عَلَى راحلته، وتوجه إلى مكة، وخرج الحسين من ليلته
__________
[1] حوّارين: بالضم، وتشديد الواو. ويختلف في الراء، فمنهم من يكسرها
ومنهم من يفتحها، وياء ساكنة، ونون. من قرى حلب. (معجم البلدان 2/ 315)
.
[2] أنساب الأشراف 4/ 154.
(4/169)
فالتقيا بمكة، فَقَالَ ابن الزبير للحسين:
مَا يمنعك من شيعتك وشيعة أبيك! فو الله لَوْ أن لي مثلهم مَا توجهت
إِلَّا إليهم، وبعث يزيد بن مُعَاوِيَة عمر بن سَعِيد بن العاص أميرًا
عَلَى المدينة، خوفًا من ضعف الْوَليد، فرقي المنبر، وذكر صنيع ابن
الزبير، وتعوذه بمكة، يعني أَنَّهُ عاذ ببيت الله وحرمه، فو الله
لَنَغْزُوَنَه، ثُمَّ لئن دَخَلَ الكعبة لنُحَرَقنها عَلَيْهِ عَلَى
رغم أنف من رَغِم.
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حزم: حدثنا محمد بن الزبير، حدثني رُزَيق مولى
مُعَاوِيَة قَالَ: بعثني يزيد إِلَى أمير المدينة، فكتب إِلَى بموت
مُعَاوِيَة، وأن يبعث إِلَى هؤلاء الرهط، ويأمرهم بالبيعة، قَالَ:
فقدمْتُ المدينة ليلًا، فقلت للحاجب: استأذن لي، ففعل، فلما قرأ كتاب
يزيد بوفاة مُعَاوِيَة جزع جزعًا شديدَا، وجعل يقوم عَلَى رِجْليه،
ثُمَّ يرمي بنَفْسَهُ عَلَى فراشه، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى مروان، فجاء
وعليه قميص أبيض وملاءة موردة، فنعي لَهُ مُعَاوِيَة وأخبره، فَقَالَ:
ابعث إِلَى هؤلاء، فإن بايعوا، وَإِلَّا فاضرب أعناقهم، قَالَ: سبحان
اللَّه! أقتل الحسين وابن الزبير! قَالَ: هُوَ مَا أقول لك.
قلت: أما ابن الزبير فعاذ ببيت اللَّه، ولم يبايع، وَلَا دعا إِلَى
نَفْسَهُ، وأما الحسين بن عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، فسَارَ من
مكة لَمَّا جاءته كتب كثيرةٍ من عامّة الأشراف بالْكُوفَة، فسَارَ
إليها، فجرى مَا جرى وَكانَ أَمْرُ الله قَدَراً مَقْدُوراً 33: 38 [1]
.
مجالد، عن الشعبي. (ح) والواقدي مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ أَنَّ الْحُسَيْنَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَدِمَ مُسْلِمُ بْنُ عَقِيلٍ- وَهُوَ ابْنُ
عَمِّهِ- إِلَى الْكُوفَةِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى هَانِئِ
بْنِ عُرْوَةَ الْمُرَادِيِّ، وَيَنْظُرُ إِلَى اجْتِمَاعِ النَّاسِ
عَلَيْهِ، وَيَكْتُبُ إِلَيْهِ بِخَبَرِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ مِنَ الْبَصْرَةِ إِلَى الْكُوفَةِ، طَلَبَ
هَانِئَ بْنَ عُرْوَةَ فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُجْبِرَ
عَدُوِّي وَتَنْطَوِيَ عَلَيْهِ؟ قال: يا ابن أَخِي إِنَّهُ جَاءَ
حَقٌّ هُوَ أَحَقُّ مِنْ حَقِّكَ، فَوَثَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ
بِعَنْزَةٍ [2] طَعَنَ بِهَا في رأس
__________
[1] الأحزاب/ 38.
[2] العنزة: مثل نصف الرمح، كما في النهاية.
(4/170)
هَانِئٍ حَتَّى خَرَجَ الزُّجُّ [1] ،
وَاغْتَرَزَ فِي الْحَائِطِ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ مُسْلِمَ بْنَ
عَقِيلٍ، فَوَثَبَ بِالْكُوفَةِ، وَخَرَجَ بِمَنْ خَفَّ مَعَهُ،
فَاقْتَتَلُوا، فَقُتِلَ مُسْلِمٌ، وَذَلِكَ فِي أَوَاخِرِ سَنَةِ
سِتِّينَ.
وَرَوَى الْوَاقدي، والمدائني، بإسنادهم: أن مسلم بن عقيل بن أبي طالب
خرج في أربعمائة، فاقتتلَوْا، فكثَّرهم أصحاب عُبيد اللَّه، وجاء
الليل، فهرب مسلم حَتَّى دَخَلَ عَلَى امرأة من كِنْدة، فاستجار بِهَا،
فدلّ عَلَيْهِ محمد بن الأشعث، فأتي بِهِ إِلَى عُبيد اللَّه، فبكّته
وأمر بقتله، فَقَالَ: دعني أوصي، فَقَالَ: نعم، فنظر إِلَى عمر بن سعد
بن أَبِي وقّاص فَقَالَ: إن لي إليك حاجة وبيننا رَحِم، فقام إليه
فَقَالَ: يَا هَذَا ليس هنا رَجُلٌ من قريش غيري وغيرك وَهَذَا الحسين
قَدْ أظلّك، فأرسل إليه فلينصرف، فإن القوم قَدْ غرّوه وخدعوه وكذّبوه،
وعليّ دَيْن فاقضه عني، واطلب جثتي من عُبيد اللَّه بن زياد فوارِها،
فَقَالَ لَهُ عبيد اللَّه: ما قَالَ لك؟ فأخبره، فَقَالَ: أما مالك فهو
لك لَا نمنعه منك، وأما الحسين فإن تَركَنا لَمْ نردّه، وأما جثته فإذا
قتلناه لَمْ نبال مَا صُنع بِهِ، فقُتل رحمه اللَّه.
ثُمَّ قضى عمر بن سعد دَين مسلم، وكفّنه ودفنه، وأرسل رجلًا عَلَى ناقة
إِلَى الحسين يخبره بالأمر، فلقيه عَلَى أربع مراحل، وبعث عبيد الله
برأس مسلم وهانئ إِلَى يزيد بن مُعَاوِيَة، فَقَالَ عَلِيّ لأبيه
الحسين: ارجع يَا أبه، فَقَالَ بنو عقيل: ليس ذا وقت رجوع.
__________
[1] الزج بالضم: الحديدة في أسفل الرمح، كما في القاموس المحيط.
(4/171)
تراجم أَهْل هَذِهِ الطبقة
[حرف الألف]
الأرقم بن أَبِي الأرقم [1] ، عَبْد مناف بن أسد بْن عَبْد اللَّه بْن
عُمَرَ بْن مخزوم المخزومي، الذي استخفى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وَسَلَّمَ في داره المعروفة بدار الخيزران عند الصفا [2] ،
أَبُو عَبْد اللَّهِ.
نفّله النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْم بدر سيفًا [3] ،
واستعمله عَلَى الصدقات.
__________
[1] انظر عن (الأرقم بن أبي الأرقم) في:
سيرة ابن هشام 1/ 287 و 2/ 284 و 326، والتاريخ الكبير 2/ 46 رقم 1636،
والمحبّر 73، ومسند أحمد 3/ 17، والمغازي للواقدي 103 و 155 و 341،
والتاريخ الصغير 66، وطبقات خليفة 21، ومشاهير علماء الأمصار 31، 32
رقم 162، والمنتخب من ذيل المذيّل 519، والطبقات الكبرى 3/ 242- 244،
والاستيعاب 1/ 107- 109، وجمهرة أنساب العرب 143، والجرح والتعديل 2/
309، وجمهرة أنساب العرب 143، والجرح والتعديل 2/ 309، 310 رقم 1159،
ونسب قريش 334، والمعجم الكبير 1/ 306، 307 رقم 88، والبدء والتاريخ 5/
101، والمستدرك 3/ 502- 505، والاستبصار 117، وأسد الغابة 1/ 59- 61،
والعبر 1/ 61، وسير أعلام النبلاء 2/ 479، 480 رقم 96، والمعين في
طبقات المحدّثين 19 رقم 12، والبداية والنهاية 8/ 71، ومرآة الجنان 1/
128، والوفيات لابن قنفذ 68 رقم 55، والوافي بالوفيات 8/ 363، 364 رقم
3793، وتعجيل المنفعة 26، 27 رقم 32، والإصابة 1/ 28، 29 رقم 73، وكنز
العمال 13/ 269، وشذرات الذهب 1/ 61.
[2] مشاهير علماء الأمصار 31، 32.
[3] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 284 وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 504
من طريق: أبي مصعب الزهري، عن يحيى بن عمران بن عثمان، عن جدّه، عن
أبيه الأرقم، وصحّحه.
ووافقه الذهبي في تلخيصه.
(4/172)
قَالَ ابن عَبْد البَر [1] : ذكر ابن أَبِي
خيثمة أن والد الأرقم قَدْ أسلم أيضًا، فغلط.
وذكر أَبُو حاتم [2] أن عَبْد اللَّهِ بن الأرقم هُوَ ولد الأرقم
هَذَا، فغلط لأَنَّهُ زُهري، ولي بيت المال لعُثْمَان.
وَقَالَ غيره: عاش الأرقم بضعًا وثمانين سَنَة، ومات بالمدينة، وصلى
عَلَيْهِ سعد بن أَبِي وقاص بوصيّته، وبقي ابنه عَبْد اللَّهِ إِلَى
حدود المائة [3] .
وَرَوَى أَحْمَد في «مسنده» من حديث هشام بن زياد، عَن عُثْمَان بن
الأرقم، عَن أبيه، في ذمّ تخطي الرقاب يَوْم الجمعة، رفع الحديث [4] .
قَالَ عُثْمَان: تُوُفِّيَ أَبِي سَنَة ثلاث وخمسين، وله ثلاث وثمانون
سَنَة [5] .
أسامة بن زيد [6] ابن حارثه بن شراحيل الْكَلْبِيُّ، حِبُّ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم وابن حبّه ومولاه،
__________
[1] في الاستيعاب 1/ 108.
[2] الجرح والتعديل 2/ 310.
[3] الطبقات الكبرى 3/ 244، المستدرك 3/ 503.
[4] مسند أحمد 3/ 417.
[5] تعجيل المنفعة 27.
[6] عن (أسامة بن زيد) انظر: مسند أحمد 5/ 199، والطبقات الكبرى 4/ 61-
72، والتاريخ لابن معين 2/ 22، وطبقات خليفة 6 و 297، وتاريخ خليفة 100
و 226، والمحبّر لابن حبيب 125 و 128 و 307 و 406 و 451، والتاريخ
الكبير 2/ 20 رقم 1552، وتاريخ اليعقوبي 2/ 76 و 87 و 88 و 113 و 114 و
127، والأخبار الموفقيّات 322، وسيرة ابن هشام 2/ 228 و 229 و 284 و 3/
29 و 201 و 247 و 299 و 300 و 4/ 87 و 253 و 269 و 288 و 299- 301 و
313، والأخبار الطوال 143، والمعارف 144 و 145 و 164 و 166، والمعرفة
والتاريخ 1/ 304، والجرح والتعديل 2/ 283 رقم 1020، وفتوح البلدان 335،
وتاريخ الطبري 3/ 225- 227 و 240- 243 و 247- 249 وغيرها، والمعجم
الكبير 1/ 158- 188 رقم 11، والمستدرك 3/ 596، 597، وجمهرة أنساب العرب
157 و 178 و 197 و 257 و 341 و 355 و 446 و 459، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 83 رقم 33، وثمار القلوب 121، والعقد الفريد 3/ 196، ومروج الذهب
(طبعة الجامعة اللبنانية) 1776 و 1797، والزيارات 74، 75، وصفة الصفوة
1/ 521- 523 رقم 58، والتذكرة الحمدونية
(4/173)
أَبُو زيد، وَيُقَالُ أَبُو محمد،
وَيُقَالُ أَبُو حارثة.
وَفِي «الصَّحِيحِ» عَنْ أُسَامَةَ قَالَ: كَانَ النبيّ صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ يَأْخُذُنِي وَالْحَسَنَ فَيَقُولُ: «اللَّهمّ إِنِّي
أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا» [1] .
وَرَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ حَسَنٌ، وَمُحَمَّدٌ، وَابْنُ عَبَّاسٍ،
وَأَبُو وَائِلٍ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيُّ، وَعُرْوَةَ، وَأَبُو سَلَمَةَ، وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي
رَبَاحٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَأُمُّه أم أيمن بركة حاضنة النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
ومولاته.
وَكَانَ أسود كالليل، وَكَانَ أَبُوه أبيض أشقر. قاله إِبْرَاهِيم بن
سعد [2] .
قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ مُجَزِّزٌ [3] الْمُدْلِجِيُّ الْقَائِفُ
عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فَرَأَى أُسَامَةَ
وَزَيْدًا، وَعَلَيْهِمَا قَطِيفَةٌ، قَدْ غطّيا رءوسهما، وَبَدَتْ
أَقْدَامُهُمَا، فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَقْدَامَ بَعْضَهَا مِنْ
بَعْضٍ، فَسُرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم بذلك
وأعجبه [4] .
__________
[ () ] 1/ 403، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 113- 115 رقم 46،
والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 24، والمنتخب من ذيل
المذيّل 530، 531، وربيع الأبرار 4/ 29 و 127، ومشاهير علماء الأمصار
11 4/ 29 و 127، ومشاهير علماء الأمصار 11 رقم 24، وتاريخ أبي زرعة 1/
189 و 309 و 413 رقم 24، وتاريخ أبي زرعة 1/ 189 و 309 و 413 و 562،
وترتيب الثقات للعجلي 59 رقم 58، والمغازي للواقدي (انظر الأعلام) 3/
1135، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 31 و 71، والأسامي والكنى، للحاكم،
ورقة 202، والاستيعاب 1/ 57- 59، والاستبصار 34 و 87 د وتهذيب تاريخ
دمشق 2/ 394- 402، وأسد الغابة 1/ 64- 66، والوفيات لابن قنفذ 68 رقم
58، والكاشف 1/ 57 رقم 263، وسير أعلام النبلاء 2/ 496- 507 رقم 104،
وتلخيص المستدرك 3/ 596، 597، والمعين في طبقات المحدثين 19 رقم 13،
والمغازي (من تاريخ الإسلام) انظر فهرس الأعلام 769، والبداية والنهاية
8/ 67، وتهذيب الكمال 2/ 338- 347 رقم 316، وتحفة الأشراف 1/ 42- 62
رقم 9، ومرآة الجنان 1/ 126، 127، والثقات لابن حبّان 3/ 2، والوافي
بالوفيات 8/ 373- 375 رقم 3810، ومجمع الزوائد 9/ 286، وتهذيب التهذيب
1/ 208 رقم 391، وتقريب التهذيب 1/ 53 رقم 357، والإصابة 1/ 31 رقم 89،
والنكت الظراف 1/ 47، وخلاصة تذهيب التهذيب 26، وكنز العمال 13/ 270.
[1] مرّ تخريجه.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 393.
[3] في الأصل «مجزر» والتصحيح من «أسد الغابة» .
[4] أخرجه البخاري في المناقب 7/ 69 باب مناقب زيد بن حارثة، وفي
الفرائض 12/ 48، ومسلم (1459) من طريق: ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة،
وأحمد في المسند 6/ 82
(4/174)
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ: أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ أَنَّ عَلِيًّا
قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ أَهْلِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ:
«فَاطِمَةُ» ، قَالَ: إِنَّمَا أَسْأَلُكَ عَنِ الرِّجَالِ، قَالَ:
«مَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتُ عَلَيْهِ أُسَامَةُ بْنُ
زَيْدٍ» ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَنْتَ» . وَهَذَا حَدِيثٌ
حَسَنٌ [1] .
وَقَالَ مُغِيرَةُ، عَنِ الشَّعْبِيُّ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَا
ينبغي لأحد أن يبغض أسامة بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ كَانَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَلْيُحِبَّ أُسَامَةَ» . هَذَا صَحِيحٌ غَرِيبٌ [2] .
وَقَالَتْ عَائِشَةُ فِي شَأْنِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ
فَقَالُوا: مَنْ يَجْتَرِئ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فِيهَا إِلَّا حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ
أُسَامَةُ [3] .
وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَغَيْرُهُ، عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ
عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أُسَامَةُ، مَا حَاشَى [4]
فَاطِمَةَ وَلَا غَيْرَهَا» [5] .
قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ فَرَضَ
لِأُسَامَةَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ وَخَمْسَمِائَةٍ، وَفَرَضَ لِعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ثَلَاثَةَ آلَافٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لِمَ
فضّلته
__________
[ () ] و 226، وأبو داود في سننه (2267) ، والنسائي 6/ 184، والترمذي
(2129) ، وابن ماجة (2349) وابن سعد في الطبقات 4/ 63.
[1] أخرجه الترمذي (3819) ، والطبراني (369) والحاكم 3/ 596، وضعّفه
الذهبي في تلخيص المستدرك فقال: عمر بن أبي سلمة ضعيف.
[2] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (التهذيب) 2/ 393، والهيثمي في مجمع
الزوائد 9/ 286 وقال: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.
[3] أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء 6/ 377 وفي الفرائض 12/ 77،
ومسلم (1688) في الحدود، والترمذي (1430) وأبو داود (4373) والدارميّ
(2/ 173) وابن ماجة (2547) ، والنسائي 8/ 73، وابن سعد 4/ 69، 70،
وكلّهم من طريق الليث، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ.
[4] أي ما أستثني.
[5] رجاله ثقات. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 372، والحاكم في
المستدرك 3/ 596 من طرق، عن حمّاد بن سلمة، بهذا الإسناد، وصحّحه
ووافقه الذهبي.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 286 ونسبه إلى أبي يعلى، وقال: رجاله
رجال الصحيح.
(4/175)
عليّ، فو الله مَا سَبَقَنِي إِلَى
مَشْهَدٍ! قَالَ: لِأَنَّ زَيْدًا كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ مِنْ أَبِيكَ، وَكَانَ أُسَامَةُ
أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
مِنْكَ، فَآثَرْتُ حِبَّ رَسُولِ اللَّهِ أُسَامَةَ [1] .
فَطَعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ فَقَالَ: إِنْ يَطْعَنُوا فِي إِمَارَتِهِ
فَقَدْ طَعَنُوا فِي إِمَارَةِ أَبِيهِ، وَايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ
لَمِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ بَعْدَهُ [2] .
وَفِي الْمَغَازِي: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله
وَسَلَّمَ أَمَّرَ أُسَامَةَ عَلَى جَيْشٍ، فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ،
وَلَهُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةٍ [3] .
وَفِي: «صَحِيحِ» مسلم، من حديث عائشة قالت: أراد النبيّ صلّى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ أَنْ يَمْسَحَ مُخَاطَ أُسَامَةَ فَقُلْتُ:
دَعْنِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَفْعَلُهُ، فَقَالَ: «يَا
عَائِشَةُ أَحِبِّيهِ فَإِنِّي أُحِبُّهُ» [4] .
وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْمًا أَنْ
أَغْسِلَ وَجْهَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ صَبِيٌّ، قَالَتْ: وَمَا
وَلَدْتُ، وَلَا أَعْرِفُ كَيْفَ يُغْسَلُ وَجْهُ الصِّبْيَانِ،
فَآخُذُ فَأَغْسِلُهُ غَسْلًا لَيْسَ بِذَاكَ، قَالَتْ: فَأَخَذَهُ
وَجَعَلَ يَغْسِلُ وَجْهَهُ وَيَقُولُ: «لَقَدْ أَحْسَنَ بِنَا
أُسَامَةُ إِذْ لَمْ يَكُنْ جَارِيَةً، وَلَوْ كُنْتَ جَارِيَةً
لَحَلَّيْتُكَ وَأَعْطَيْتُكَ» [5] .
وَفِي «مُسْنَدِ» أَحْمَدَ، مِنْ حَدِيثِ الْبَهِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ:
«وَلَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً لَكَسَوْتُهُ وَحَلَّيْتُهُ حتى
أنفقه» [6] .
__________
[1] أخرجه الترمذي وحسّنه (3813) ، وابن سعد 4/ 70.
[2] أخرجه البخاري في المناقب 7/ 69 باب مناقب زيد، و 382 في المغازي،
باب غزوة زيد بن حارثة، وفي المغازي 8/ 115 وفي الأيمان والنذور 11/
455، ومسلم (2426) 63 و 64، والترمذي (3816) وأحمد 2/ 20، وابن سعد 4/
65، وابن عساكر 2/ 394، والمزّي 2/ 343.
[3] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 253 و 288، تاريخ الطبري 3/ 184.
[4] أخرجه الترمذي في المناقب (3818) من طريق: الفضل بن موسى، عن
طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عن عائشة
وسنده حسن.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 318.
[6] أخرجه أحمد 6/ 139 و 222، وابن ماجة (1976) ، وابن سعد 4/ 61، 62،
وكلهم من
(4/176)
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ،
وَغَيْرِهِ قَالَ: لَمْ يَلْقَ عُمَرُ أُسَامَةَ قَطُّ إِلَّا قَالَ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْأَمِيرُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ
وَبَرَكَاتُهُ، أَمِيرٌ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَمَاتَ وَأَنْتَ عَلَيَّ أَمِيرٌ [1] .
وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ: قَالَ ابْنُ
عُمَرَ: فَرَضَ عُمَرُ لِأُسَامَةَ أَكْثَرَ مِمَّا فَرَضَ لِي
فَقُلْتُ: إِنَّمَا هِجْرَتِي وَهِجْرَتُهُ وَاحِدَةٌ، فَقَالَ: إِنَّ
أَبَاهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله
وَسَلَّمَ مِنْ أَبِيكَ، وَإِنَّهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ مِنْكَ [2] .
وَقَالَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حِينَ بَلَغَهُ أَنَّ الرَّايَةَ
صَارَتْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: «فَهَلَّا إِلَى رَجُلٍ
قُتِلَ أَبُوهُ» ، يَعْنِي أُسَامَةَ.
وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَاتَ أُسَامَةُ بِالْجَرْفِ [3] ، وَحُمِلَ
إِلَى الْمَدِينَةِ [4] .
وَعَن سَعِيد المقْبُري قَالَ: شهدت جنازة أسامة، فَقَالَ ابن عمر:
عجّلوا بِحِب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قبل
أن تطلعَ الشمس [5] .
ابْنُ سَعْدٍ [6] : ثَنَا يَزِيدُ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَخَّرَ الإِفَاضَةَ مِنْ عَرَفَاتٍ مِنْ
أَجْلِ أُسَامَةَ يَنْتَظِرُهُ، فَجَاءَ غُلامٌ أَسْوَدُ أَفْطَسُ،
فَقَالَ أَهْلُ الْيَمَنِ: إِنَّمَا حَبَسَنَا مِنْ أَجْلِ هَذَا!
فَلِذَلِكَ ارْتَدُّوا، يَعْنِي أَيَّامَ الصِّدِّيقِ.
وَقَالَ وكيع: سَلِمَ من الفتنة من المعروفين أربعة: سعد، وابن عمر،
وأسامة بن زيد، ومحمد بن مسلمة [7] ، واختلط سائرهم.
وَقَالَ ابن سعد [8] : مات في آخر خلافة معاوية بالمدينة.
__________
[ () ] طريق: شريك القاضي، عن العباس بن ذريح، عن البهيّ، عن عائشة.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 398.
[2] له شاهد في حديث زيد بن أسلم الّذي مرّ قبل قليل بنحوه.
[3] الجرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام.
[4] ابن سعد 4/ 72.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 402.
[6] الطبقات الكبرى 4/ 63.
[7] في الأصل «سلمة» .
[8] الطبقات الكبرى 4/ 72.
(4/177)
قلت: وقد سكن المزّة مدّة، ثُمَّ انتقل
إِلَى المدينة، وتوفي بِهَا، ومات وله قريب من سبعين سَنَة.
وقيل: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين، فاللَّه أعلم.
وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: ثَنَا أَبِي: سَمِعْتُ ابْنَ إِسْحَاقَ،
عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ قَالَ: رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ مُضْطَجِعًا عَلَى
بَابِ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، رَافِعًا عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى،
وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِهِ مَرْوَانُ فَقَالَ: أَتُصَلِّي عِنْدَ
قَبْرٍ! وَقَالَ لَهُ قَوْلًا قَبِيحًا ثُمَّ أَدْبَرَ، فَانْصَرَفَ
أُسَامَةُ ثُمَّ قَالَ: يَا مَرْوَانُ إِنَّكَ فَاحِشٌ مُتَفَحِّشٌ،
وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يَبْغَضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ» [1] .
إسحاق بن طلحة [2] ، بن عبيد اللَّه.
تُوُفِّيَ سَنَة ست وخمسين بخراسان.
وَرَوَى عَن: أبيه، وعائشة.
وعنه: ابنه مُعَاوِيَة، وابن أخيه إِسْحَاق بن يحيي، ووفد عَلَى
مُعَاوِيَة، وخطب إليه أخته [3] . وَهُوَ ابن خالة مُعَاوِيَة، لأن أمه
أم أبان بِنْت عُتبة بن ربيعة.
أسماء بنت عميس [4]- ع- الخثعمية.
__________
[1] رجاله ثقات. أخرجه الطبراني 1/ 405، وابن حبّان في صحيحه (1974) .
[2] انظر عن (إسحاق بن طلحة) في:
الطبقات الكبرى 5/ 166، وتاريخ أبي زرعة 1/ 555، والتاريخ الكبير 1/
393 رقم 1253، وتاريخ الطبري 3/ 425 و 5/ 269 و 305، وفتوح البلدان
509، والجرح والتعديل 2/ 226 رقم 784، ونسب قريش 282، 283، والمعارف
232، وأخبار القضاة 1/ 226، والكامل في التاريخ 3/ 483 و 512، والكاشف
1/ 62 رقم 302، وسير أعلام النبلاء 4/ 368، وتهذيب الكمال 2/ 438- 440
رقم 362، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 444، 445، وتهذيب التهذيب 1/ 238 رقم
444، وتقريب التهذيب 1/ 58 رقم 409، وخلاصة تذهيب التهذيب 28.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 2/ 444.
[4] انظر عن (أسماء بنت عميس) في:
(4/178)
هاجرت مع زوجها جعفر إِلَى الحبشة، فلما
استشهد بمُؤتة تزوجها بَعْدَه أَبُو بكر، [فولدت لَهُ محمدًا] [1] .
ويحيى بن عَلِيّ بن أَبِي طالب إخوة لأم [2] .
روت أحاديث.
وعنها: ابنها عَبْد اللَّهِ، وابن أختها عَبْد اللَّهِ بن شدّاد بن
الهاد، وسعيد ابن المسيَب، وَالشَّعْبِيُّ، والقاسم بن محمد، وعُرْوة
بن الزبير، وفاطمة بِنْت عَلِيّ بن أَبِي طالب، وفاطمة بِنْت الحسين،
وآخرون.
وَهِيَ أخت ميمونة أم المؤْمِنِينَ، وأم الفضل زوجة العباس من الأم.
وقيل: كنّ تسع أخوات.
__________
[ () ] الطبقات الكبرى 8/ 280- 285، ونسب قريش 81، والمغازي للواقدي
739 و 766 و 767، وتاريخ أبي زرعة 1/ 588 و 655، وسيرة ابن هشام 1/ 290
و 351 و 3/ 307 و 315 و 4/ 20، ومسند أحمد 6/ 452، والمعارف 171 و 173
و 210 و 282 و 555، ومروج الذهب 1908، وفتوح البلدان 451- 455،
والمحبّر 108 و 109 و 402، والبدء والتاريخ 4/ 137، والأغاني 11/ 67،
وتاريخ اليعقوبي 2/ 114 و 128، والاستيعاب 4/ 234- 236، والعقد الفريد
4/ 263، والمعجم الكبير 24/ 131- 157، وتاريخ الطبري 3/ 124 و 195 و
196 و 240 و 421 و 426 و 433 و 5/ 154، والزاهر للأنباري 1/ 429، 430،
وجمهرة أنساب العرب 38 و 68 و 390 و 391، والمعرفة والتاريخ 1/ 510،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 60، وربيع الأبرار 4/ 208، والمنتخب
من ذيل المذيل 623، وأسد الغابة 5/ 395، 396، والكامل في التاريخ 2/
238 و 291 و 331 و 341 و 419 و 420 و 3/ 397، وتهذيب الأسماء واللغات ق
1 ج 2/ 330، 331 رقم 714، وتحفة الأشراف 11/ 259- 263 رقم 861، وتهذيب
الكمال (المصوّر) 3/ 1678، وسير أعلام النبلاء 24/ 282- 287 رقم 56،
والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 155، والكاشف 3/ 420 رقم 5،
والمغازي (من تاريخ الإسلام) 431، 432 و 488 و 700 و 701، والنكت
الظراف 11/ 26، وتهذيب التهذيب 12/ 398، 399 رقم 2726، وتقريب التهذيب
2/ 589 رقم 7، والإصابة 4/ 231 رقم 51، والوافي بالوفيات 9/ 53، 54 رقم
3962، ومجمع الزوائد 9/ 260، وخلاصة تذهيب التهذيب 488، وشذرات الذهب
1/ 15 و 48، وحلية الأولياء 2/ 74- 76 رقم 158.
[1] ما بين الحاصرتين زيادة على الأصل يقتضيها السياق اللاحق.
[2] لأنّ عليّا رضي الله عنه تزوّج منها أيضا.
(4/179)
أوس بن عوف [1] ، الطائفي قدم عَلَى رَسُول
الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ في وفد قومه ثقيف.
قَالَ خَلِيفَة [2] : تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين.
وَقَالَ أَبُو نُعَيم الحافظ: هُوَ أوس بن حُذَيفة، نُسب إِلَى جدّه
الأعلى.
وقيل هُوَ أوس بن أَبِي أوس.
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد اللَّهِ، وحفيده عُثْمَان بن عَبْد اللَّهِ.
وقيل: هُوَ أوس الّذي نزل الشام، وهو بعيد.
__________
[1] انظر عن (أوس بن عوف) أو (أوس بن أبي أوس) أو (أوس بن حذيفة) على
خلاف في اسمه، في:
مسند أحمد 4/ 343، والتاريخ لابن معين 2/ 45، والطبقات الكبرى 5/ 501،
وسيرة ابن هشام 4/ 180 و 182، والمغازي للواقدي 961 و 963، وطبقات
خليفة 54 و 285، والتاريخ الكبير 15، 16 رقم 1539، والجرح والتعديل 2/
303 رقم 1127، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 199 رقم 457، وتاريخ الطبري
3/ 97، 98، ومشاهير علماء الأمصار 58 رقم 401، والمعجم الكبير 1/ 220،
221 رقم 24، وأسد الغابة 1/ 139 و 148 وتحفة الأشراف 2/ 4- 6 رقم 25،
وتهذيب الكمال 3/ 388 رقم 576، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 35، والوافي
بالوفيات 9/ 445 رقم 4391 و 4449 رقم 4400، والاستيعاب 1/ 80، والإصابة
1/ 82 رقم 327 و 86 رقم 348، وخلاصة تذهيب التهذيب 41، وتهذيب التهذيب
1/ 381، 382 رقم 698، وتقريب التهذيب 1/ 85 رقم 652.
[2] في الطبقات 54.
(4/180)
[حرف الباء]
بلال بن الحارث [1]- 4- المزني أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ.
عداده في أَهْل المدينة.
صحابي معروف عاش ثمانين سَنَة، وَكَانَ ينزل جبل مُزَينة المعروف
بالأجرد، ويتردد إِلَى المدينة.
رَوَى عَنْهُ: ابنه الحارث، وعلقمة بن وقّاص.
وحديثه في السنن.
__________
[1] عن (بلال بن الحارث) انظر:
المغازي للواقدي 276 و 425 و 426 و 571 و 799 و 800 و 820 و 896 و 1014
و 1029.
ومسند أحمد 3/ 469، وطبقات خليفة 38 و 177، والتاريخ الكبير 2/ 106،
107 رقم 1852، والمحبّر 120 و 124، والمعارف 298، وجمهرة أنساب العرب
201، والمعرفة والتاريخ 3/ 324، والتاريخ الصغير 138، ومقدّمة مسند
بقيّ بن مخلد 99 رقم 220 والكنى والأسماء 1/ 79، والجرح والتعديل 2/
395، 396 رقم 1544، وتاريخ الطبري 3/ 410 و 4/ 98، 99، ومشاهير علماء
الأمصار 34 رقم 182، والمعجم الكبير 1/ 367- 372 رقم 98، وفتوح البلدان
13، 14، وتاريخ خليفة 227 و 231، والاستيعاب 1/ 145، وتهذيب تاريخ دمشق
3/ 301- 303، والكامل في التاريخ 3/ 556 و 4/ 45، وأسد الغابة 1/ 205،
206، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 135، 136 رقم 87، وتهذيب الكمال
4/ 283- 284 رقم 780، وتحفة الأشراف 2/ 103، 104 رقم 44، والمستدرك 3/
517، والكاشف 1/ 111 رقم 662، والثقات لابن حبّان 3/ 28، 29، والوافي
بالوفيات 10/ 277، 278 رقم 4778، والإصابة 1/ 164 رقم 734، وتهذيب
التهذيب 1/ 501، 502 رقم 929، وتقريب التهذيب 1/ 109 رقم 155، وخلاصة
تذهيب التهذيب 53.
(4/181)
[حرف الثاء]
ثوبان [1]- م 4- مولى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
سُبي من نواحي الحجاز، فاشتراه النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ،
فكان يخدمه حَضَرًا وَسَفَرًا، وحفظ عَنْهُ كثيرا، وسكن حمص [2] .
__________
[1] انظر عن (ثوبان مولى رسول الله) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 87، وتاريخ خليفة 223، وطبقات خليفة 7 و 291، ومسند
أحمد 5/ 275، وتاريخ أبي زرعة 1/ 374، 375، والمحبّر 128، والمعارف
147، والمعرفة والتاريخ 2/ 355 و 433 و 3/ 22 و 236، والجرح والتعديل
2/ 469، 470 رقم 1907، والمغازي للواقدي 411، والتاريخ لابن معين 2/
71، والتاريخ الكبير 2/ 181 رقم 2128، وربيع الأبرار 4/ 189 و 203،
وأنساب الأشراف 1/ 480 و 481 و 545، والمعجم الكبير 2/ 103، 104 رقم
173، والمستدرك 3/ 480- 482، والبداية والنهاية 8/ 67، والزيارات 9،
والطبقات الكبرى 7/ 400، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 34،
والاستيعاب 1/ 209، 210، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 381- 383، والكامل في
التاريخ 2/ 311 و 3/ 500، وأسد الغابة 1/ 249، 250، وتهذيب الأسماء
واللغات ق 1 ج 1/ 140، 141 رقم 96، وتحفة الأشراف 2/ 128- 143 رقم 58،
وتهذيب الكمال 4/ 413- 416 رقم 859، وصفة الصفوة 1/ 670، 671 رقم 86،
والعلل لأحمد 1/ 100 و 104 و 356، والثقات لابن حبّان 3/ 48، والإكمال
لابن ماكولا 1/ 210، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 68، والكاشف 1/ 119
رقم 728، والمعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 20، وتلخيص المستدرك 3/
480- 482، وسير أعلام النبلاء 3/ 15- 18 رقم 5، والوافي بالوفيات 11/
21، 22 رقم 36، وتاريخ الطبري 3/ 169، وحلية الأولياء 1/ 180، والعبر
1/ 59، والنكت الظراف 2/ 140، والإصابة 1/ 204 رقم 967، وتهذيب التهذيب
2/ 31 رقم 54، وتقريب التهذيب 1/ 120 رقم 50، وخلاصة تذهيب التهذيب 58،
والنجوم الزاهرة 1/ 145، وحسن المحاضرة 1/ 180.
[2] الطبقات لابن سعد 7/ 400، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 382.
(4/182)
رَوَى عَنْهُ: جُبَير بن نُفَير، وخالد بن
مَعْدان، وأَبُو أسماء الرحْبي، وراشد بن سعد، وأَبُو سلمة بن عَبْد
الرَّحْمَنِ، وجماعة كثيرة.
تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين.
(4/183)
[حرف الجيم]
جُبَير بن الحُوَيْرث [1] ، بن نُقَيد القرشي.
أهدر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ دم أبيه
يَوْم الفتح، لكونه كَانَ مؤذيًا للَّه ورسوله [2] .
ولجُبَيْر رؤية.
رَوَى عَن: أَبِي بكر، وعمر، وشهد اليرموك.
رَوَى عَنْهُ: عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، وعُروة، وسَعِيد بن
المسيب.
جُبَير بن مطعم [3]- ع- بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ
مَنَافٍ بن قصيّ
__________
[1] عن (جبير بن الحويرث) انظر:
طبقات خليفة 232، والجرح والتعديل 2/ 512 رقم 2115، والاستيعاب 1/ 232،
وتاريخ الطبري 4/ 209، وأسد الغابة 1/ 270، وسير أعلام النبلاء 3/ 439
رقم 781 والعقد الثمين 3/ 410 وفيه (ابن الحويرث بن نفيل) ، وجامع
التحصيل 182 رقم 87، وتعجيل المنفعة 66، 67 رقم 125، والإصابة 1/ 225
رقم 1089.
[2] سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 52.
[3] عن (جبير بن مطعم) انظر:
نسب قريش 201، وطبقات خليفة 9، وتاريخ خليفة 68 و 154 و 177 و 226،
وسيرة ابن هشام 1/ 27 و 151 و 156 و 230 و 278 و 3/ 34 و 54، والمحبّر
67 و 69 و 81، وتاريخ أبي زرعة 1/ 187، والتاريخ الكبير 2/ 223 رقم
2274، والمعارف 71 و 197 و 285 و 330 و 342 و 554 و 646، وتاريخ
اليعقوبي 2/ 153 و 155 و 176، وثمار القلوب 519، وجمهرة أنساب العرب 5
و 114 و 116 و 156، والمعرفة والتاريخ 1/ 364 و 368 و 2/ 206، وأنساب
الأشراف 1/ 23 و 153 و 302 و 312 و 409 و 517، والجرح والتعديل 2/ 512
رقم
(4/184)
النوفلي أَبُو محمد، وَيُقَالُ أَبُو عدي.
قدِم المدينة مشركًا في فداء أسَارَى بدر، ثُمَّ أسلم بَعْدَ ذلك وحسُن
إسلامه، وَكَانَ من حلماء قريش وأشرافهم.
وأَبُوه هُوَ الذي قَامَ في نقض الصحيفة [1] ، وأجار رسول الله صلى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ حَتَّى طاف بالبيت لَمَّا رجع من الطائف.
ومات مشركًا.
لجبير أحاديث، رَوَى عَنْهُ: ابناه محمد، ونافع، وسليمان بن صرد،
وسَعِيد بن المسيب، وآخرون.
جَرير بن عَبْد اللَّهِ [2]- ع- أبو عمرو البجلي، الأحمسي، اليمني.
__________
[ () ] 2113، وفتوح البلدان 58، والتاريخ الصغير 5، وربيع الأبرار 4/
249، والزيارات 94، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1607، والبدء
والتاريخ 4/ 188 و 5/ 111، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 59،
والاستيعاب 1/ 230، 231، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 206،
والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1149، والمنتخب من ذيل المذيل
553، والسير والمغازي 98 و 323، والمعجم الكبير 2/ 112- 145 رقم 177،
والعقد الفريد 4/ 286 و 287، والكامل في التاريخ 2/ 47 و 149 و 519 و
3/ 20 و 107 و 162 و 180 و 514، وأسد الغابة 1/ 271، 272، ومشاهير
علماء الأمصار 13 رقم 35، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 146، 147
رقم 103، وتهذيب الكمال 4/ 506- 509 رقم 904، وتحفة الأشراف 2/ 408-
418 رقم 68، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 76، والبيان والتبيين 1/ 303
و 368 و 356، ومرآة الجنان 1/ 130، وتاريخ ابن خلدون 2/ 11 و 91 و 395
و 4100، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 52، وسير أعلام النبلاء 3/ 95- 99
رقم 18، والمغازي (من تاريخ الإسلام- بتحقيقنا) 169 و 181 و 428 و 555،
ودول الإسلام 1/ 40، والكاشف 1/ 125 رقم 769، والمعين في طبقات
المحدّثين 19 رقم 22، والبداية والنهاية 8/ 46، 47، والوافي بالوفيات
11/ 58، رقم 105، والتذكرة الحمدونية 2/ 475، والوفيات لابن قنفذ 70
رقم 59، والنكت الظراف 2/ 408- 417، وتهذيب التهذيب 2/ 63، 64 رقم 102،
وتقريب التهذيب 1/ 126 رقم 42، والإصابة 1/ 225، 226 رقم 1091، والنجوم
الزاهرة 1/ 145، وشذرات الذهب 1/ 64، وتاج العروس 10/ 366، وخلاصة
تذهيب التهذيب 52.
[1] انظر سيرة ابن هشام- بتحقيقنا 2/ 29، وابن سعد 1/ 208، 209، والسير
والمغازي 165- 167، وتاريخ الطبري 2/ 341- 343، والكامل في التاريخ 2/
88، 89، ونهاية الأرب 16/ 260- 262، وعيون التواريخ 1/ 79، 80.
[2] عن (جرير بن عبد الله) انظر:
سيرة ابن هشام 1/ 102، 103، وتاريخ خليفة 98 و 125 و 129 و 139 و 140 و
144
(4/185)
وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سَنَة عشر، فأسلم في رمضان، فأكرم رسول الله
صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مقدمه.
وَكَانَ بديع الجمال، مليح الصورة إِلَى الغاية، طويلًا، يصل إِلَى
سنام البعير، وكان نعله ذراعا [1] .
__________
[ () ] و 148 و 151 و 157 و 210 و 218، وطبقات خليفة 116 و 138 و 318،
والمحبّر لابن حبيب 75 و 232 و 261 و 303، وفتوح البلدان 125 و 299 و
301 و 311 و 324 و 328 و 329 و 336 و 370 و 371 و 380 و 394 و 403،
والأخبار الطوال 114 و 119 و 122 و 123 و 129 و 135 و 156 و 161 و 223،
والجرح والتعديل 2/ 502 رقم 2064، وأنساب الأشراف 1/ 24 و 384 و 579،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 149 و 596 و 662 و 668، والمعرفة والتاريخ 2/ 543 و
619 و 3/ 123 و 218 و 233 و 410، وجمهرة أنساب العرب 81 و 139 و 267 و
387 و 388 و 435، وثمار القلوب 65، وتاريخ اليعقوبي 2/ 78 و 142 و 145
و 176 و 184 و 367، والمعارف 127 و 253 و 256، والتاريخ الكبير 2/ 211
رقم 2225، والبدء والتاريخ 5/ 103، والخراج وصناعة الكتابة 358 و 361 و
364 و 370 و 371 و 373 و 376 و 379، وربيع الأبرار للزمخشري 4/ 195 و
243 و 306 و 309 و 391، والبرصان والعرجان 120 و 121 و 174 و 362،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 38، ومروج الذهب (طبعة الجامعة
اللبنانية) 1535- 1537 و 1652- 1655، والأصنام للكلبي 29، 30، والأغاني
22/ 10، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 207، والسير والمغازي
لابن إسحاق 291، والعقد الفريد 2/ 144 و 426 و 4/ 332 و 6/ 229،
والمعجم الكبير 2/ 290- 360 رقم 233، والزيارات 66، ومشاهير علماء
الأمصار 44 رقم 375، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 84، والمستدرك 3/
464، والأمالي للقالي 102، وعيون الأخبار 1/ 161 و 251 و 335 و 4/ 55،
والوافي بالوفيات 11/ 75، 76 رقم 124، والطبقات الكبرى 6/ 222،
والاستيعاب 1/ 236، وتلخيص المستدرك 3/ 464، وتهذيب الأسماء واللغات ق
1 ج 1/ 147، 148 رقم 104، ومرآة الجنان 1/ 125، وأسد الغابة 1/ 279،
280، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام، 13/ 75) ، ومسند أحمد 4/
357، وسير أعلام النبلاء 2/ 530- 537 رقم 108، والمعين في طبقات
المحدّثين 20 رقم 23، والكاشف 1/ 126 رقم 779، ودول الإسلام 1/ 37،
وتهذيب الكمال 4/ 533- 540 رقم 917، وتحفة الأشراف 2/ 420- 436 رقم 71،
والثقات لابن حبّان 3/ 54، 55، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 73، 74،
وصفة الصفوة 1/ 740 رقم 116، والنكت الظراف 2/ 422- 435، والبداية
والنهاية 8/ 55، 56، واللباب 1/ 98، والعبر 1/ 57، وتهذيب التهذيب 2/
73- 75 رقم 115، وتقريب التهذيب 1/ 127 رقم 55، والإصابة 1/ 232 رقم
1136، وخلاصة تذهيب التهذيب 61، وتاج العروس 10/ 408، وغاية الأماني 1/
72، وجامع الأصول 9/ 85، وشذرات الذهب 1/ 57، والأنساب 2/ 85، 86.
[1] تهذيب الكمال 4/ 539.
(4/186)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «عَلَى وجهه مسحة مَلَك» [1] .
وَرُوِيَ عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَرِيرُ يوسف هَذِهِ
الأمة [2] .
اعتزل عليًا وَمُعَاوِيَة، وأقام بنواحي الجزيرة.
رَوَى عَنْهُ: حفيده أَبُو زُرْعة بن عمرو بن جَرِيرُ، والشَّعْبِيُّ،
وزياد بن علاقة، وأَبُو إِسْحَاق السبيعي، وجماعة.
تُوُفِّيَ سَنَة إحدى وخمسين عَلَى الصحيح.
وقيل: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين.
قَالَ مغيرة: عَن الشَّعْبِيُّ، إن عمر كَانَ في بيت، فوجد ريحًا،
فَقَالَ:
عزمت عَلَى صاحب الريح لَمَّا قَامَ فتوضأ، فَقَالَ جَرِيرُ: يَا أمير
المؤْمِنِينَ أَو نتوضأ جميعًا؟ فَقَالَ عمر: نِعم السيد كنت في
الجاهلية، ونِعم السيد أنت في الإسلام [3] .
[من الرجز] قَالَ ابن إِسْحَاق: وفيه يقول الشاعر:
لَوْلا جريرٍ هلكتْ بُجَيله ... نِعْمَ الفَتَى وبِئسَتِ القبيلَهْ
[4]
__________
[1] ذكره المؤلّف رحمه الله بطوله في «سير أعلام النبلاء» 2/ 531 وهو
عن أحمد، حدّثنا إسحاق الأزرق، حدّثنا يونس، عن المغيرة بن شبل، قال:
قال جرير: لما دنوت من المدينة، أنخت راحلتي، وحللت عيبتي، ولبست
حلّتي، ثم دخلت المسجد، فإذا برسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
يَخْطُبُ، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ، فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: يا
عبد الله، هل ذكر رسول الله مِنْ أَمْرِي شَيْئًا؟ قَالَ:
نَعَمْ، ذَكَرَكَ بِأَحْسَن الذكر، بينما هو يخطب، إذ عرض له في خطبته،
فقال: «إنه سيدخل عليكم من هذا الفجّ من خير ذي يمن» ألا وإنّ على وجهه
مسحة ملك» . قال: فحمدت الله.
الحديث، إسناده قويّ، وهو في مسند أحمد 4/ 364 وأخرجه أيضا من طريق:
أبي قطن، عن يونس، (4/ 359، 360) ، وأخرجه الطبراني 2/ 291 رقم 2210 من
طريق: سفيان، ابن عباس. وأخرجه الحميدي في المسند (800) من طريق آخر،
والبخاري (7/ 99) ، ومسلم (2475) ، والترمذي (3821) .
[2] تهذيب الكمال 4/ 538.
[3] انظر: الاستيعاب 2/ 142، 143، وصفة الصفوة.
[4] الاستيعاب 1/ 233، الوافي بالوفيات 11/ 76.
(4/187)
يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ، قَالَ جَرِيرٌ: لَمَّا دَنَوْتُ مِنَ
الْمَدِينَةِ حَلَلْتُ عَيْبَتِي [1] ، وَلَبِسْتُ حلَّتِي، ثُمَّ
دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، وإذ برسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
يَخْطُبُ، فَرَمَانِي النَّاسُ بِالْحَدَقِ، فَقُلْتُ لِجَلِيسِي: هَلْ
ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مِنْ
أَمْرِي شَيْئًا؟ قَالَ: نَعَمْ ذَكَرَكَ بِأَحْسَن الذِّكْرِ [2] .
وَقَالَ جَرِيرٌ: مَا رَآنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي [3] .
وَرُوِيَ أَنَّ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أَلْقَى إِلَيْهِ
وِسَادَةً وَقَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ» .
وقيل: رَمَى إِلَيْهِ بُرْدَةً لِيَجْلِسَ عَلَيْهَا [4] .
جعفر بن أَبِي سفيان [5] بن الحارث بن عبد المطّلب الهاشمي.
__________
[1] العيبة: ما يجعل فيه الثياب، وفي الأصل: «عيبتي» .
[2] مرّ تخريج الحديث قبل قليل.
[3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 293 برقم 2220 من طريق: سفيان،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ بْن أبي حازم،
وأخرجه من طرق أخرى (2219) و (2221) و (2222) و (2223) .
[4] رواه المؤلّف- رحمه الله- مطوّلا في «سير أعلام النبلاء» 2/ 532،
533 عن أبي العباس السرّاج، حدّثنا أبو بكر بن خلف، حدّثنا يزيد بن
نصر- بصريّ ثقة- حدّثنا حفص بن غياث، عن معبد بن خالد بن أنس بن مالك،
عن أبيه، عن جدّه، كنّا عند النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فأقبل
جرير بن عبد الله، فضنّ الناس بمجالسهم، فلم يوسع له أحد، فرمى إليه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببردة كانت معه حباه بها، وقال:
«دونكها يا أبا عمرو، فاجلس عليها» . فتلقّاها بصدره ونحره، وقال:
أكرمك الله يا رسول الله كما أكرمتني، فقال النبي صلى الله عليه وآله
وسلم: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» . والحديث ضعيف الإسناد لجهالة
معبد بن خالد وأبيه.
[5] عن (جعفر بن أبي سفيان) انظر:
الجرح والتعديل 2/ 480 رقم 1953، وطبقات ابن سعد 4/ 55، 56، والاستيعاب
1/ 213 والمنتخب من ذيل المذيّل 529، والمغازي للواقدي 807 و 809 و
811، وجمهرة أنساب العرب 70، وأسد الغابة 1/ 286، والكامل في التاريخ
2/ 243، والبداية والنهاية 8/ 56، وسير أعلام النبلاء 1/ 205 رقم 33،
والوافي بالوفيات 11/ 106، 107 رقم 178، وجامع التحصيل 185 رقم 97،
والإصابة 1/ 237 رقم 1165، والعقد الثمين 4/ 423.
(4/188)
شهد مع النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، وبقي إِلَى زمن مُعَاوِيَة، وَهُوَ وأَبُوه من
مسلمة الفتح [1] .
جُوَيرية أم المؤْمِنِينَ [2]- ع- بِنْت الحارث بن أَبِي ضرار
المصطلقي.
سباها النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْم المرَيْسيع [3] في
السنة الخامسة [4] .
وَكَانَ اسمها بَرة، فغيره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم
[5] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 4/ 56، المنتخب من ذيل المذيل 529.
[2] انظر عن (جويرية أم المؤمنين) في:
المحبّر لابن حبيب 89 و 90 و 92 و 98 و 99، ومسند أحمد 6/ 324 و 449،
وطبقات ابن سعد 8/ 116، وطبقات خليفة 342، وتاريخ خليفة 224، والمعارف
138، والمعرفة والتاريخ 3/ 322، وفتوح البلدان 551 و 556 و 557، وتاريخ
أبي زرعة 1/ 491 و 493، وسيرة ابن هشام 3/ 235 و 240 و 241، و 4/ 291 و
293 و 294، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 102 رقم 254، ومروج الذهب (طبعة
الجامعة اللبنانية) 1491، والاستيعاب 4/ 258- 261، وتاريخ الطبري 2/
610 و 3/ 165، والسير والمغازي 263، 264، والمغازي للواقدي 406 و 408 و
410- 412، والمنتخب من ذيل المذيل 608- 610، والمستدرك 4/ 25، والإكمال
2/ 568، والأنساب 532 أ، واللباب 3/ 46، وأسد الغابة 5/ 419،
والاستيعاب 4/ 258، والمعجم الكبير 24/ 58- 66، وتحفة الأشراف 11/ 275-
277 رقم 870، وأنساب الأشراف 1/ 341 و 441 و 442 و 444 و 448 و 467،
وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1680، وجمهرة أنساب العرب 239، وتاريخ
اليعقوبي 2/ 53 و 84 و 153، والبدء والتاريخ 5/ 14، 15، والكامل في
التاريخ 2/ 192 و 308 و 3/ 513، ومرآة الجنان 1/ 129، والبداية
والنهاية 8/ 49، والوفيات لابن قنفذ 35 رقم 56، وتسمية أزواج النبي 63،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 336، 337 رقم 726، والسمط الثمين 116،
وتلقيح فهوم أهل الأثر 22، ودول الإسلام 1/ 41، والمغازي (من تاريخ
الإسلام) 259 و 260 و 263، والمعين في طبقات المحدّثين 29 رقم 157،
وسير أعلام النبلاء 2/ 261- 265 رقم 39، والعبر 1/ 7 و 61، والكاشف 3/
422 رقم 25، والوافي بالوفيات 11/ 226، 227 رقم 322، والنكت الظراف 11/
275، والإصابة 4/ 265، 266 رقم 251، وتهذيب التهذيب 12/ 407 رقم 2755،
وتقريب التهذيب 2/ 593 رقم 8، ومجمع الزوائد 9/ 250، وخلاصة تذهيب
التهذيب 489، وكنز العمال 13/ 706، وشذرات الذهب 1/ 61، والنجوم
الزاهرة 1/ 148، وعنوان النجابة 157، والأعلام 2/ 146، وأعلام النساء
1/ 190.
[3] المريسيع: ماء لخزاعة، وهو من قولهم: رسعت عين الرجل، إذا دمعت من
فساد.
[4] انظر: سيرة ابن هشام- بتحقيقنا- 3/ 240 والروض الأنف 4/ 19.
[5] جاء في (الإصابة) : «كره أن يقال: خرج من عند برّة» وهو في طبقات
ابن سعد 8/ 119.
(4/189)
وكانت قبله عند ابن عمها [مسافع بن] صفوان
بن ذي الشفر [1] ، فتزوجها، وجعل صداقها عتق جَمَاعَة من قومها [2] .
ثُمَّ قدم أَبُوها الحارث بن أَبِي ضِرار عَلَى النبي صَلَّى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ وأسلم [3] .
وعن جويرية قالت: تزوجني النَّبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وأنا
بنت عشرين سنة.
زكريا بن أَبِي زائدة، عَن الشَّعْبِيُّ قَالَ: أَعْتَقَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ جويرية واستنكحها،
وجعل صداقها عتْق كل مملَوْك من بني المصْطَلِق. وكانت في مِلْك
اليمين، فأعتقها وتزوجها [4] .
قَالَ ابن سعد [5] وغيره: وبنو المصطلق من خزاعة.
لها أحاديث، رَوَى عنها: ابن عباس، وعُبَيد بن السباق، وكُرَيْب،
ومجاهد، وأَبُو أيوب الأزدي يحيى بن مالك، وغيرهم.
تُوُفيت بالمدينة سَنَة ستٌ وخمسين، وصلى عليها مروان [6] .
وَعَن عائشة قالت: كانت جويرية امْرَأَةً حُلْوَةً مُلاحَةً [7] ، لَا
يَرَاهَا أَحَدٌ إِلا أخذت بنفسه [8] .
__________
[1] في الأصل «أبي السفر» . والتصحيح من: نزهة الألباب في الألقاب لابن
حجر، وانظر:
المحبّر لابن حبيب، وابن سعد 8/ 116، والمستدرك 4/ 26، والإصابة 4/
265.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 117، 118، والمصنّف لعبد الرزاق (13118) ، ومجمع
الزوائد 9/ 250، والطبراني 4 ف/ 59 رقم 154.
[3] أسد الغابة، الإصابة.
[4] أخرجه ابن سعد 8/ 117 من طريق الواقدي.
[5] الطبقات الكبرى 8/ 116.
[6] هو مروان بن الحكم. (طبقات ابن سعد 8/ 120) .
[7] الملّاحة: الشديدة الملاحة.
[8] أخرجه أحمد في المسند 6/ 277 من طريق ابن إسحاق. وقد أخرج ابن هشام
في السيرة رواية ابن إسحاق (3/ 240، 241 بتحقيقنا) .
قال ابن إسحاق: وحدّثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير،
عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: لَمَّا قَسَّمَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه
وآله وسلم سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت
بن قيس بن الشمّاس، أَوْ لابْنِ عَمٍّ لَهُ، فَكَاتَبْتُهُ عَلَى
نَفْسِهَا، وكانت امرأة حلوة ملّاحة، لا يراها أحد إلّا أخذت بنفسه
فأتت رسول الله تستعينه في كتابها، قالت عائشة: فو الله ما هو
(4/190)
والحديث قد مرّ في سنة خمس [1] .
__________
[ () ] إلّا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها: وعرفت أنه سيرى منها صلى
الله عليه وآله وسلم ما رأيت، فدخلت عليه، فقالت: يا رسول الله، أنا
جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيّد قومه، وقد أصابني من البلاء، ما لم
يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشمّاس، أو لابن عمّ له،
فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، قال: «فهل لك في خير من
ذلك» ؟
قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: «أقضي عنك كتابتك وأ تزوّجك» ؟ قالت:
نعم يا رسول الله. قال: «قد فعلت» . قالت: وخرج الخبر إلى الناس أنّ
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تزوّج جويرية ابنة الحارث بن أبي
ضرار، فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأرسلوا
ما بأيديهم قالت: فلقد أعتق بتزويجه إيّاها مائة أهل بيت من بني
المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها.
وانظر: الروض الأنف للسهيلي 4/ 19.
[1] راجع الجزء الخاص بالمغازي من هذا الكتاب- بتحقيقنا- ص 263.
(4/191)
[حرف الحاء]
الحارث بن كَلَدَة [1] ، الثقفي الطائفي، طبيب العرب.
سافر البلاد، وتعلم الطّب بناحية فارس، وتعلم أيضًا ضرب العود بفارس
وباليمن.
وَيُقَالُ: أَنَّهُ بقى إِلَى أيام مُعَاوِيَة، وَهُوَ بعيد، فإن ابنه
النضر بن الحارث ابن خالة النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ أسر
يَوْم بدر، وقتله عَلِيّ بالصفراء [2] .
وَيُرْوَى أن سعد بن أَبِي وقاص لَمَّا مرض بمكة قَالَ النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: «أدعوا
__________
[1] انظر عن (الحارث بن كلدة) في:
سيرة ابن هشام 1/ 202 و 2/ 122 و 306 و 348 و 3/ 311 و 4/ 132،
والأخبار الطوال 219، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1518 و
1778 و 1781 و 2052 و 2053، والمعارف 288، وفتوح البلدان 343، وطبقات
صاعد 99، ومعجم الشعراء للمرزباني 172، وطبقات الأطباء لابن جلجل 54،
وعيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 1/ 109- 113، وأخبار الحكماء للقفطي
111، والطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 507، والعقد الفريد 4/ ج 263 و 5/ 4
و 6/ 184 و 276 و 304 و 305 و 373، وتاريخ الطبري 3/ 419، والمغازي
للواقدي 931 و 932 و 1116، والاستيعاب (في ترجمة ابنه) 289، والجرح
والتعديل 3/ 87 رقم 401، وأنساب الأشراف 1/ 157 و 367 و 489 و 490،
وجمهرة أنساب العرب 268، وعيون الأخبار 2/ 65 و 3/ 218 و 272 و 4/ 132،
وأسد الغابة 1/ 345، والمعارف 91 و 256 و 288، ووفيات الأعيان 2/ 29 و
30 و 6/ 347 و 356 و 362- 364، والكامل في التاريخ 2/ 419 و 3/ 443،
وربيع الأبرار 4/ 102 و 211، والوافي بالوفيات 11/ 245- 247، ومعجم
البلدان 2/ 289، والإصابة 1/ 288 رقم 1475.
[2] سيرة ابن هشام 2/ 348.
(4/192)
لَهُ الحارث بن كلدة» [1] .
حُجْر بن عَدِيّ [2] ويدعي حُجْر بن الأدبر بن جَبَلَة الكنْدي الكوفي،
أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ.
وقيل لأبيه: الأدبر، لأَنَّهُ طُعن موليًا.
ولحُجْر صُحْبة ووفادة، مَا روى عن النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ شيئًا.
سمع من: عَلِيّ وعمار، وعنه: مولاه أَبُو ليلى، وأَبُو البَخْتري
الطائي.
شهد صِفّين أميرًا مع عَلِيّ.
وَكَانَ صالحًا عابدًا، يلازم الْوَضوء، ويكثر من الأمر بالمعروف
والنهي عَن المنكر، وَكَانَ يكذب زياد ابن أبيه الأمير عَلَى المنبر،
وحصبه مرة فكتب فِيهِ إِلَى مُعَاوِيَة، فسَارَ حُجْر عَن الْكُوفَة في
ثلاثة آلاف بالسلاح، ثُمَّ تورع وقعد عَن الخروج، فسيره زياد إِلَى
مُعَاوِيَة، وجاء الشهود فشهدوا عند معاوية
__________
[1] الجرح والتعديل 2/ 87 وفيه: قال أبو محمد: دلّ على أنّ الاستعانة
بأهل الذمّة في الطبّ جائزة.
وانظر: عيون الأنباء 1/ 109.
[2] عن (حجر بن عديّ) انظر في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 196 و 230، وسيرة ابن هشام 4/ 64، والأخبار الطوال
228 و 145 و 146 و 156 و 175 و 196 و 210 و 213 و 220 و 223، ومروج
الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 732 و 366، والتاريخ الصغير 57،
والتاريخ الكبير 3/ 72 رقم 258، والجرح والتعديل 3/ 266 رقم 1189،
والمعارف 334، وطبقات ابن سعد 6/ 217- 220، وجمهرة أنساب العرب 426،
والأغاني 17/ 133- 155، ومشاهير علماء الأمصار 89 رقم 648، والزيارات
12، وعيون الأخبار 1/ 147، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 87- 90، وأسد الغابة
1/ 385، 386، والمستدرك 3/ 468- 470، والمعجم الكبير 4/ 39 رقم 340،
وتاريخ خليفة 194 و 197 و 213، وطبقات خليفة 146، ودول الإسلام 1/ 38،
وأنساب الأشراف 1/ 89، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 89،
والاستيعاب 1/ 356، والعبر 1/ 57، ومرآة الجنان 1/ 125، والبداية
والنهاية 8/ 49، وسير أعلام النبلاء 3/ 462- 467 رقم 95، وتلخيص
المستدرك 3/ 468- 470، والمعرفة والتاريخ 3/ 320، والإصابة 1/ 314، 315
رقم 1629، وشذرات الذهب 1/ 57، والوافي بالوفيات 11/ 1629، وشذرات
الذهب 1/ 57، والوافي بالوفيات 11/ 321- 323 رقم 471، والنجوم الزاهرة
1/ 141، وتاج العروس (مادة: حجر) ، والأعلام 2/ 176.
(4/193)
عَلَيْهِ، وَكَانَ معه عشرون رجلًا فَهَمَّ
مُعَاوِيَة بقتلهم، فأخرجوا إلى عذراء [1] .
وقيل: إن رسول مُعَاوِيَة جاء إليهم لَمَّا وصلَوْا إِلَى عذراء يعرض
عليهم التوبة والبراءة من عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فأبى من ذلك
عشرة، وتبرأ عشرة، فقتل أولئك، فلما انتهى القتل إِلَى حُجْر رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ جعل يرعد، فقيل لَهُ:
مالك ترعد! فَقَالَ: قبر محفور، وكفن منشور، وسيف مشهور [2] .
وَلَمَّا بلغ عَبْد اللَّهِ بن عمر قتلُه حُجْر قَامَ من مجلسه مولّيا
يبكي.
ولما حجّ مُعَاوِيَة استأذن عَلَى أم المؤْمِنِينَ عائشة فقالت لَهُ:
أقتلتَ حُجْرًا! فَقَالَ: وجدت في قتله صلاح النَّاس، وخفت من فسادهم
[3] .
وقيل: إن مُعَاوِيَة ندم كل الندم عَلَى قتلهم، وَكَانَ قتلهم في سَنَة
إحدى وخمسين [4] .
ابن عوف، عَن نافع قَالَ: كَانَ ابن عمر في السوق، فنُعي إليه حُجْر،
فأطلق حُبْوَتَهُ وَقَامَ، وقد غلبه النحيب [5] .
هشام، عَن ابن سيرين قَالَ: لَمَّا أتي مُعَاوِيَة بحُجْر قَالَ:
السلام عليك يَا أمير المؤْمِنِينَ، قَالَ: وأمير المؤمنين أنا! اضربوا
عنقه، فصلى ركعتين، وَقَالَ لمن حضر من أَهْله: لَا تطلقوا عني حديدًا،
وَلَا تغسلَوْا عني دمًا، فإني مُلاقٍ مُعَاوِيَة عَلَى الجادة.
حسان بن ثابت [6]- سوى ت- بن المنذر بن حرام الأنصاري النّجّاري،
__________
[1] عذراء: بالفتح ثم السكون، قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان معروفة،
وإليها ينسب مرج.
(معجم البلدان 4/ 91) .
[2] طبقات ابن سعد 6/ 219، الأغاني 17/ 151.
[3] البداية والنهاية 8/ 55.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 89.
[5] البداية والنهاية 8/ 55.
[6] عن (حسّان بن ثابت) انظر:
مسند أحمد 3/ 422 و 5/ 222، والتاريخ لابن معين 2/ 107، والأخبار
الموفقيات (انظر فهرس الأعلام) 661، والتاريخ الصغير 43، والتاريخ
الكبير 3/ 29 رقم 120، وتاريخ خليفة 202، وطبقات خليفة 8، وفتوح
البلدان 19 و 20 و 145 و 168 و 182، والمنتخب
(4/194)
أبو عبد الرحمن، شاعر رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم.
__________
[ () ] من ذيل المذيّل 535، والجرح والتعديل 3/ 233 رقم 1036، وتاريخ
أبي زرعة 146 و 586، وتاريخ اليعقوبي 1/ 202 و 207 و 2/ 48 و 53 و 128
و 129، وترتيب الثقات للعجلي 112 رقم 268، والأغاني 4/ 134- 170 و 5/
157- 173، وتخليص الشواهد 88 و 117 و 226 و 227 و 404 و 414 و 416 و
317 و 489 و 493، وشرح الشواهد للعيني 2/ 2، وهمع الهوامع 1/ 8، والدرر
اللوامع 1/ 4، وأمالي ابن الشجري 2/ 233، وشرح الشواهد للعيني 4/ 554،
والتصريح 3542، وشرح الأشموني 4/ 216، والكتاب لسيبويه 1/ 358، والجمل
للزجّاجي 244، والسير والمغازي 84 و 108 و 331، والتذكرة السعدية 125 و
190 و 241، وأمالى المرتضى 1/ 35 و 247 و 266 و 269 و 332 و 342 و 589
و 632- 634 و 2/ 76 و 112 و 188، ومعاهد التنصيص 1/ 209، والشعر
والشعراء 1/ 223- 226، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1157،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 153 رقم 820، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 129،
والمحبّر 98 و 109 و 110 و 292 و 298 و 422 و 430 و 431 و 501، وسيرة
ابن هشام 1/ 35 و 43 و 45 و 2 (انظر فهرس الأعلام) 409 و 3/ (انظر فهرس
الأعلام) 334، و 4/ انظر فهرس الأعلام 337، والمعارف 2 و 128 و 143 و
197 و 132، والمعرفة والتاريخ 1/ 235، ومعجم الشعراء لابن سلام 45،
ورسالة الغفران 128، والاستيعاب 1/ 335- 343، ومروج الذهب و 1608- 1609
و 1621 و 1623 و 2268، وربيع الأبرار 4/ 27 و 117 و 187 و 207 و 272 و
274 و 345 و 455، ومرآة الجنان 1/ 127، والعقد الفريد (انظر فهرس
الأعلام) 7/ 106، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 221، ونسب
قريش 21 و 26 و 88، والمعجم الكبير 4/ 44- 50 رقم 348، والخراج وصناعة
الكتابة 293 و 301، ومشاهير علماء الأمصار 12، 13 رقم 34، وجمهرة أنساب
العرب 5 و 136 و 179 و 188 و 347، والبرصان والعرجان 12 و 32 و 69 و 71
و 155 و 265 و 294 و 344 و 349 و 362، وثمار القلوب 64 و 65 و 70 و 145
و 206 و 219 و 461 و 490 و 608 و 629، والوافي بالوفيات 11/ 350- 358
رقم 516، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 125، والمستدرك 3/ 486- 489، وسير أعلام
النبلاء 2/ 512- 523 رقم 106، والعبر 1/ 59، والكاشف 1/ 157 رقم 1006،
والبدء والتاريخ 5/ 119، وتهذيب الكمال 5/ 16- 25 رقم 1188، والعلل
لأحمد 1/ 166 و 401، وتاريخ واسط 219، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 79
و 92، والاستبصار 51- 53، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ رقم 359، وتلقيح
فهوم أهل الأثر 142 و 181 و 379، والبيان والتبيين 66 و 84 و 140 و 152
و 302 و 434، وأهل المائة فصاعدا 115، واللباب 2/ 137، وأسد الغابة 2/
4- 7، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 92، وأنساب الأشراف
1/ 44 و 89 و 195 و 243 و 284 و 324 و 343 و 347 و 374 و 452، وتحفة
الأشراف 3/ 60- 62 رقم 104، والمغازي (من تاريخ الإسلام) انظر فهرس
الأعلام 775، وعيون الأخبار 1/ 321 و 3/ 133 و 197، والأمالي للقالي 1/
41 و 3/ 15 و 112 والذيل 67 و 76، ووفيات الأعيان 6/ 350، 351،
والوفيات لابن قنفذ 63 رقم 50، ونكت الهميان 134، وخزانة الأدب 1/ 111،
ومجمع الزوائد 9/ 377، والتذكرة الحمدونية 97 و 435 و 441، وتهذيب
الأسماء واللغات
(4/195)
دعا له النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ: «اللَّهمّ أيده بروح القُدُس» [1] .
رَوَى عَنْهُ: ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، وسَعِيد بن المسيب، وأَبُو
سَلمة بن عَبْد الرَّحْمَنِ، وغيرهم.
بَلَغَنَا أن حسان، وأباه، وجده، وجدّ أبيه، عاش كل منهم مائة وعشرين
سَنَة.
وَكَانَ في حسان جبن [2] ، وأضرّ بآخره.
__________
[ () ] ق 1 ج 1/ 156- 158 رقم 117، وتهذيب التهذيب 2/ 247، 248 رقم
450، وتقريب التهذيب 1/ 161 رقم 229، والإصابة 1/ 326 رقم 1704، وخلاصة
تذهيب التهذيب 75، وشذرات الذهب 10/ 41 و 60، والنجوم الزاهرة 1/ 145،
ودول الإسلام 1/ 40، ومعجم المؤلفين 3/ 291.
[1] ذكر المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 2/ 513 حديثا من
طريق الزهري عن ابن المسيّب قال: كان حسّان في حلقة فيهم أبو هريرة:
فقال: أنشدك الله يا أبا هريرة، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول: «أجب عني، أيّدك الله بروح القدس» ؟ فقال: اللَّهمّ نعم.
(انظر تخريج الحديث هناك، حاشية رقم 1) .
[2] وصف حسّان بالجبن إثر حادثة رواها ابن إسحاق، قال: حدّثني يحيى بن
عبّاد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عبّاد، قال: كانت صفية بنت عبد
المطلب في فارع، حصن حسّان بن ثابت، قالت: وكان حسّان بن ثابت معنا
فيه، مع النساء والصبيان، قالت صفية، فمرّ بنا رجل من يهود، فجعل يطيف
بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنّا ورسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم والمسلمون في نحور عدوّهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم
إلينا إن أتانا آت. قالت: فقلت: يا حسّان، إنّ هذا اليهوديّ كما ترى
يطيف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدلّ على عورتنا من وراءنا من
يهود، وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، فانزل
إليه فأقتله، قال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطّلب، والله لقد عرفت ما
أنا بصاحب هذا. قالت: فلما قال لي ذلك، ولم أر عنده شيئا، احتجزت، ثم
أخذت عمودا، ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته، قالت:
فلما فرغت منه، رجعت إلى الحصن، فقلت: يا حسّان، انزل إليه فاسلبه،
فإنه لم يمنعني من سلبه إلّا أنه رجل، قال: ما لي بسلبه من حاجة يا بنت
عبد المطّلب. (سيرة ابن هشام 3/ 178، 179) .
وقد علّق السهيليّ- رحمه الله- على هذا الأمر، فقال: «محمل هذا الحديث
عند الناس على أنّ حسّانا كان جبانا شديد الجبن، وقد دفع هذا بعض
العلماء، وأنكره، وذلك أنه حديث منقطع الإسناد، ولو صحّ هذا لهجي به
حسّان، فإنه كان يهاجي الشعراء كضرار وابن الزبعري، وغيرهما، وكانوا
يناقضونه ويردّون عليه، فما عيّره أحد منهم بجبن، ولا وسمه به.
فدلّ هذا على ضعف حديث ابن إسحاق، وإنّ صحّ فربّما كان حسّان معتلا في
ذلك اليوم بعلّة منعته من شهود القتال، وهذا أولى ما تأوّل. (الروض
الأنف 3/ 281) .
(4/196)
وله شِعْر فائق في الفصاحة.
تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين.
حكيم بن حزام [1]- ع- ابن خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ
الْعُزَّى بْنِ قُصي بن كلاب القرشي الأسدي أَبُو خالد، وعمّته خديجة
رضي الله عنها.
__________
[1] عن (حكيم بن حزام) انظر:
المسند 4/ 401، ونسب قريش 231، والمحبّر 176 و 473، وجمهرة نسب قريش 1/
353، والمعارف 311، وسيرة ابن هشام 1/ 143 و 144 و 211 و 283 و 2/ 8 و
123 و 260 والتاريخ الكبير 3/ 11 رقم 42، والأخبار الموفقيات 318،
وطبقات خليفة 13، وتاريخ خليفة 90 و 177 و 223، وترتيب الثقات للعجلي
128 رقم 320، والثقات لابن حبّان 3/ 70، وتاريخ اليعقوبي 2/ 45 و 58 و
63/ 106 و 176، وتاريخ أبي زرعة 1/ 510 و 2/ 716، ومروج الذهب (طبعة
الجامعة اللبنانية) 1607، والبيان والتبيين 3/ 196، والجرح والتعديل 3/
202 رقم 876، والمنتخب من ذيل المذيل 515، 516، وتاريخ الطبري 2/ 441-
444، والعقد الفريد 4/ 286- 287، وربيع الأبرار 4/ 208 و 303، والتاريخ
الصغير 55 و 63، والسير والمغازي 161، والمغازي للواقدي (انظر فهرس
الأعلام) 3/ 1159، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 79، وثمار القلوب
518، 519، وجمهرة أنساب العرب 121، ومشاهير علماء الأمصار 12 رقم 30،
والاستيعاب 1/ 320، 321، وصفة الصفوة 725 رقم 109، والزيارات 63 و 94،
والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 105، وأسد الغابة 2/ 40-
42، وأنساب الأشراف 1/ 99 و 235 و 292 و 467 و 476، والمعرفة والتاريخ
2/ 412 و 413 و 415، والمستدرك 3/ 482- 485، وعيون الأخبار 3/ 143،
وتهذيب الكمال 7/ 170- 192 رقم 1454، وتحفة الأشراف 3/ 73- 80 رقم 114،
وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 416- 425، والعلل لأحمد 1/ 50 و 83 و 189، وأخبار
القضاة 1/ 318 و 2/ 201، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 68، والمعجم
الكبير للطبراني 3/ 244، والإكمال 4/ 271، والجمع بين رجال الصحيحين 1/
105، وتلقيح فهوم أهل الأثر 157، والتبيين في أنساب القرشيين 173 و 215
و 238 و 240 و 391، ومعجم البلدان 2/ 524 و 540، وتهذيب الأسماء
واللغات ق 1 ج 1/ 166، 167 رقم 127، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة
169، والبداية والنهاية 8/ 68، ومرآة الجنان 1/ 127، والعبر 1/ 60،
وسير أعلام النبلاء 3/ 44- 51 رقم 12، والكاشف 1/ 185 رقم 1208،
والمعين في طبقات المحدّثين 20 رقم 29، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 137،
وتلخيص المستدرك 3/ 482- 485، ودول الإسلام 1/ 40، والوافي بالوفيات
13/ 130، 131 رقم 143، ورجال الطوسي 18، والعقد الثمين 4/ 221، وتهذيب
التهذيب 2/ 447 رقم 775، وتقريب التهذيب 1/ 194 رقم 512، والنكت الظراف
3/ 74- 77، والإصابة/ 348 رقم 1800، وخلاصة تذهيب التهذيب 77، والتذكرة
الحمدونية 2/ 97 و 106، والوفيات لابن قنفذ 67 رقم 54، وشذرات الذهب 1/
60.
(4/197)
وَكَانَ يَوْم الفيل مراهقًا، وَهُوَ والد
هشام، لَهُ صُحْبة، ورواية، وشرف في قومه، وحشمة.
رَوَى عَنْهُ: ابنه حزام، وسَعِيد بن المسيب، وعَبْد اللَّهِ بن الحارث
بن نوفل، وعُرْوة بن الزبير، وموسى بن طلحة، ويوسف بن ماهك، وغيرهم.
حضر بدرًا مشركًا، وأسلم عام الفتح، وَكَانَ إِذَا اجْتَهَدَ فِي
يَمِينِهِ قَالَ:
لَا والذي نجاني يَوْم بدر من القتل [1] .
وله منقبة وَهُوَ أَنَّهُ وُلد في جوف الكعبة [2] . وأسلم [3] وله ستون
سَنَة أَوْ أكثر، وَكَانَ من المؤلفة قلَوْبهم. أعطاه النبي صَلَّى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَوْم حُنين مائة من الإبل.
قَالَه ابن إِسْحَاق [4] .
حصَّل حكيم أموالًا من التجارة، وَكَانَ شديد الأدَمة نحيفًا [5] .
وَلَمَّا ضيقت قريش عَلَى بني هاشم بالشِعْب، كَانَ حكيم تأتيه العير،
تحمل الحنطة، فيُقبلها الشِّعْبَ، ثُمَّ يضرب أعجازها، فتدَخَلَ عليهم
[6] .
وَقَالَ عُرْوَةُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
يَوْمَ الْفَتْحِ: «مَنْ دَخَلَ دَارَ حَكِيمٍ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ
دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ
بُدَيْلِ بْنِ ورقاء فهو آمن [7] .
__________
[1] نسب قريش 231 وجمهرة نسب قريش 363، وتاريخ الطبري 2/ 441، وسيرة
ابن هشام 2/ 265 (بتحقيقنا) ، والأغاني 4/ 184، والكامل في التاريخ 2/
123، وعيون الأثر 1/ 252.
[2] جمهرة نسب قريش 353.
[3] «أسلم» ساقطة من الأصل، والتصحيح من (الاستيعاب، والإصابة) حيث
قالا: إنه عَاشَ سِتِّينَ سَنَةً فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَسِتِّينَ فِي
الإسلام. وانظر التاريخ الكبير للبخاريّ.
[4] سيرة ابن هشام 4/ 132 (بتحقيقنا) .
[5] جمهرة نسب قريش 1/ 376.
[6] جمهرة نسب قريش 1/ 355.
[7] مرسل، ورجاله ثقات. ذكره ابن حجر في فتح الباري 8/ 11 ونسبه إلى
موسى بن عقبة في (المغازي) ، وأخرجه مسلم في الجهاد (1780/ 86) باب فتح
مكة من حديث أبي هريرة، وفيه قوله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ
دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ ألقى السلاح فَهُوَ
آمِنٌ، وَمَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ فَهُوَ آمِنٌ» .
وانظر: سيرة ابن هشام 4/ 45، 46، والمعجم الكبير، ومجمع الزوائد 3/
165- 167، والطبقات الكبرى 2/ 135، وشرح السنّة للبغوي 11/ 148، 149.
(4/198)
وقال له النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ: «أَسْلَمْتَ عَلَى مَا سَلَفَ لَكَ مِنْ خَيْرٍ» [1] .
وَكَانَ سَمْحًا جَوَادًا كَرِيمًا، عَالِمًا بِالنَّسَبِ، أَعْتَقَ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِائَةَ رَقَبَةٍ، وفي الإسلام مائة رقبة، وَكَانَ
ذا رأي وعقل تام، وَهُوَ أحد من دفن عُثْمَان سرًا [2] .
وباع دارًا لمعاوية بستين ألفًا، وتصدق بِهَا، وَقَالَ: اشتريتها في
الجاهلية بزق خمر [3] .
وَرُوِيَ أن الزبير لَمَّا تُوُفِّيَ، قَالَ حكيم بن حزام لابن الزبير:
كم عَلَى أخي من الدَين؟ قَالَ: ألف ألف درهم، قَالَ: عَلِيّ منها
خمسمائة ألف [4] .
وَدَخَلَ عَلَى حكيم عند الموت وَهُوَ يقول: لَا إله إِلَّا اللَّه،
قَدْ كنت أخشاك، وأنا الْيَوْم أرجوك [5] .
تُوُفِّيَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- سَنَة أربع وخمسين.
حُوَيْطب بن عَبْد العزّى [6]- خ م ن- العامري.
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند 3/ 434 والحميدي في مسندة (554) ، والطبراني
(3084) ، والبخاري في الزكاة 3/ 239 وفي الأدب 10/ 355، ومسلم في
الإيمان (123) و (196) .
[2] جمهرة نسب قريش 376.
[3] انظر: جمهرة نسب قريش 1/ 354.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 4/ 424.
[5] جمهرة نسب قريش 1/ 377.
[6] عن (حويطب بن عبد العزّى) انظر:
التاريخ لابن معين 2/ 140، وطبقات خليفة 27، وتاريخ خليفة 90 و 223،
والمعارف 311 و 312 و 342، والاستيعاب 1/ 384، 385، وأنساب الأشراف 1/
220 و 228 و 292 و 312 و 349 و 350 و 352 و 362 و 363 و 409 و 441 و
445 و 446، والتاريخ الكبير 3/ 127 رقم 426، والمعرفة والتاريخ 2/ 693،
والمحبّر 91 و 101 و 105 و 106 و 110 و 337 و 447 و 473 و 474، وسيرة
ابن هشام 4/ 132 و 135، والمنتخب من ذيل المذيل 517- 519، ونسب قريش
425، 426، وفتوح البلدان 58، وتاريخ اليعقوبي 2/ 55 و 63 و 176، والعقد
الفريد 4/ 33 و 158، وتاريخ الطبري 2/ 629 و 630 و 3/ 25 و 90 و 4/ 69
و 413، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1160، والجرح والتعديل
3/ 314 رقم 1398، وتاريخ أبي زرعة 1/ 491، ومشاهير علماء الأمصار 33
(4/199)
من مسلمة الفتح، لَهُ صُحبة، وَهُوَ أحد من
دفن عُثْمَان، وَكَانَ حميد الإسلام [1] .
عُمر مائة وعشرين سَنَة.
وَيُرْوَى أَنَّهُ باع من مُعَاوِيَة دارًا بالمدينة بأربعين ألف دينار
[2] .
رَوَى عَن عبد اللَّه بن السعدي، حديث رزق العامل، رواه عَنْهُ السائب
بن يزيد، وَهُوَ في الصحيحين [3] ، قَدِ اجْتمع في إسناده أربعة من
الصحابة [4] .
تُوُفِّيَ حويطب سَنَة أربع، وَيُقَالُ سنة اثنتين وخمسين.
__________
[ () ] رقم 177، وجمهرة أنساب العرب 167- 169، وأسد الغابة 2/ 67،
والكامل في التاريخ 2/ 251 و 270 و 538 و 3/ 500، والمستدرك 3/ 492،
493، وطبقات ابن سعد 5/ 454، والمراسيل 30، والثقات لابن حبّان 3/ 96،
والمعجم الكبير 3/ 243، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 114، والتبيين في
أنساب القرشيين 64 و 91 و 266 و 432، والبداية والنهاية 8/ 69، وتهذيب
الكمال 7/ 465- 470 رقم 1573، وسير أعلام النبلاء 2/ 540، 541 رقم 111،
والكاشف 1/ 197 رقم 1294، وتلخيص المستدرك 3/ 492، 493، والمغازي (من
تاريخ الإسلام) 104 و 460 و 465 و 560 و 602، وتجريد أسماء الصحابة 1/
144، والعقد الثمين 4/ 251، والوافي بالوفيات 13/ 221- 223 رقم 263،
وتهذيب التهذيب 3/ 66 رقم 126، والإصابة 1/ 363 رقم 1882، وتقريب
التهذيب 1/ 207 رقم 650، وخلاصة تذهيب التهذيب 99، والوفيات لابن قنفذ
67 رقم 54.
[1] المستدرك 3/ 493، الإصابة 1/ 364.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 20، المنتخب من ذيل المذيل 518.
[3] حديث العمالة أو رزق العامل، أخرجه البخاري في الأحكام 13/ 133 باب
رزق الحاكم والعاملين عليها، من طريق: أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري،
أخبرني السائب بن يزيد ابن أخت نمر أن حويطب بن عبد العزّي، أخبره أن
عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: ألم
أحدّث أنك تلي من أعمال الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟
فقلت: بلى، فقال عمر: ما تريد إلى ذلك؟ فقلت: إنّ لي أفراسا وأعبدا،
وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالي صدقة على المسلمين، قال عمر: لا تفعل،
فإنّي كنت أردت الّذي أردت، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالا، فقلت:
أعطه أفقر إليه مني، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: «خذه
فتموّله وتصدّق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل،
فخذ، وإلّا فلا تتبعه نفسك» .
[4] رواه الزهري عن أربعة من الصحابة في نسق هم: السائب، وحويطب، وابن
السعدي، وعمر.
(4/200)
[حرف الخاء]
خالد بْن عُرْفُطة العذري [1]- ت ق-.
يُقَالُ لَهُ صحبة ورواية.
رَوَى عَنْهُ: مولاه مسلم، وأَبُو عُثْمَان النهدي، وعَبْد اللَّهِ بن
يَسَارٍ.
وَكَانَ أحد الأبطال المذكورين.
تُوُفِّيَ بالْكُوفَة سَنَة ستين.
قَالَ ابن سعد [2] : وَكَانَ سعد ولي خالدًا القتال يَوْم القادسية،
وَهُوَ الّذي
__________
[1] انظر عن (خالد بن عرفطة) في:
الطبقات الكبرى 4/ 355 و 6/ 21، وطبقات خليفة 122 و 126 و 139، وتاريخ
خليفة 203، ومسند أحمد 5/ 292، والمحبّر 381، والتاريخ الكبير 3/ 138
رقم 463، والمعرفة والتاريخ 2/ 658، والأخبار الطوال 121، 122، وفتوح
البلدان 316 و 318 و 323، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 236،
والجرح والتعديل 3/ 337، 338 رقم 1522، والاستيعاب 1/ 413، 414،
والمعجم الكبير 4/ 241- 244 رقم 373، والمستدرك 3/ 280، 281، والثقات
لابن حبّان 3/ 104، وتاريخ بغداد 1/ 200 رقم 39، وأسد الغابة 2/ 87،
88، والكامل في التاريخ 2/ 452 و 470 و 533 و 3/ 412 و 483 و 4/ 101،
والاشتقاق 547، وتحفة الأشراف 3/ 110 رقم 122، وتهذيب الكمال 8/ 128-
130 رقم 1633، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 152، والكاشف 1/ 206 رقم 1350،
والوافي بالوفيات 13/ 273، 274 رقم 329، ومعجم البلدان (مادّة:
النخيلة) ، والتذكرة الحمدونية 2/ 450، وتهذيب التهذيب 3/ 106، 107 رقم
198، وتقريب التهذيب 1/ 216 رقم 56، والإصابة 1/ 409، 410 رقم 2182،
وخلاصة تذهيب التهذيب 102، وقاموس الرجال 3/ 483، 484.
[2] في الطبقات الكبرى 6/ 21.
(4/201)
قَتَلَ الخوارج يَوْم النخيلة [1] ، وله
بالْكُوفَة دار وعقب.
خراش بن أمية [2] ، الكعبي الخزاعي.
لَهُ دار بالمدينة بسوق الدجاج.
شهد بيعة الرضوان وحلق رأس النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يومئذ
[3] ، وتُوُفّي آخر أيام مُعَاوِيَة [4] .
قَالَ ابن سعد: لم يرو شيئا.
__________
[1] مهملة في الأصل، والتصحيح من السياق.
[2] انظر عن (خراش بن أميّة) في:
الطبقات لابن سعد 2/ 96- 98 و 4/ 139، وسيرة ابن هشام 4/ 57، والمغازي
للواقدي 600 و 616 و 737 و 843- 845 و 959، والجرح والتعديل 3/ 392 رقم
1801، وتاريخ الطبري 2/ 631 و 637 و 3/ 62، 63، وتاريخ خليفة 227،
وجمهرة أنساب العرب 237، والكامل في التاريخ 2/ 203، وأسد الغابة 2/
108، والوافي بالوفيات 13/ 301 رقم 367، وجامع التحصيل 207 رقم 172،
والاستيعاب 1/ 427، والإصابة 1/ 421، 422 رقم 2233.
[3] طبقات ابن سعد 2/ 98، الاستيعاب 1/ 428.
[4] الاستيعاب 1/ 428.
(4/202)
[حرف الدال]
دَغْفَل بن حنظلة [1] ، الشيباني، الذُهْلي، النَسابة.
مختَلف في صحبته.
وَقَالَ أَحْمَد بن حَنْبَلٍ [2] : لَا أرى لَهُ صحبة، تُوُفِّيَ في
دهر معاوية.
__________
[1] عن (دغفل بن حنظلة) انظر:
الأخبار الموفقيات 272، وجمهرة أنساب العرب 319، والطبقات لابن سعد 7/
140، وطبقات خليفة 198، والعلل لأحمد 1/ 258، والتاريخ الكبير 3/ 254،
255 رقم 880، والتاريخ الصغير 19، والمحبّر لابن حبيب 478، والجامع
الصحيح للترمذي 5/ 605، وتاريخ أبي زرعة 1/ 151، والمعارف 99 و 534،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 149 رقم 776، وتاريخ الطبري 3/ 216، وربيع
الأبرار 4/ 268، والمعجم الكبير 4/ 267- 269 رقم 408، والجرح والتعديل
3/ 441 رقم 2004، والاستيعاب 1/ 477- 479، والبرصان والعرجان 64، ومروج
الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1480 و 1500، والفهرست 131، وتهذيب
تاريخ دمشق 5/ 242- 247، والهفوات النادرة للصابي 172، ورجال الطوسي
رقم 875، والمراسيل 56 رقم 79، والعقد الفريد 1/ 78 و 3/ 327 و 329،
والثقات لابن حبان 3/ 118، ومعجم البلدان 2/ 409 و 4/ 899، والكامل في
التاريخ 2/ 333، و 4/ 195، وأسد الغابة 2/ 130، ووفيات الأعيان 4/ 85،
86، وعيون الأخبار 2/ 74 و 3/ 18، وتحفة الأشراف 3/ 132 رقم 132،
وتهذيب الكمال 8/ 486- 491 رقم 1799، والمغني في الضعفاء 1/ 222 رقم
2045، وميزان الاعتدال 2/ 27 رقم 2675، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 166،
والوافي بالوفيات 14/ 18، 19، رقم 15، وجامع التحصيل 209 رقم 178،
وتهذيب التهذيب 3/ 210، 211 رقم 399، وتقريب التهذيب 1/ 236 رقم 56،
والإصابة 1/ 475 رقم 2399، وخلاصة تذهيب التهذيب 112.
[2] في العلل 1/ 258.
(4/203)
[حرف الذال]
ذو مِخْمَر [1]- د ق- وَيُقَالُ: ذو مِخْبَر الحبشي، ابن أخي النجاشي.
هاجر، وخدم النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَرَوَى عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: جُبَير بن نُفَير، وخالد بن مَعْدان، وأَبُو الزاهرية
حُدَير [2] بن كُرَيْب، ويزيد بن صُلَح.
تُوُفِّيَ بالشَّام.
__________
[1] انظر عن (ذو مخمر) في:
الطبقات الكبرى 7/ 425، ومسند أحمد 4/ 90 و 5/ 409، وطبقات خليفة 307،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 103 رقم 266، والجرح والتعديل 3/ 447 رقم
2026، والتاريخ الكبير 3/ 264 رقم 906، والمعجم الكبير 4/ 277- 280 رقم
418، والاستيعاب 1/ 483، 484، والإكمال 7/ 209، وأسد الغابة 2/ 144،
145، وتهذيب الكمال 8/ 531، 532 رقم 1822، وتحفة الأشراف 3/ 138، 139
رقم 139، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 170، والكاشف 1/ 230 رقم 1509،
والوافي بالوفيات 14/ 49 رقم 45، وتهذيب التهذيب 3/ 224 رقم 427،
وتقريب التهذيب 1/ 239 رقم 11، والإصابة 1/ 488 رقم 2469، وخلاصة تذهيب
التهذيب 113.
[2] في الأصل «هرير» ، والتصويب من (تهذيب التهذيب 2/ 218) وغيره.
(4/204)
[حرف الراء]
الربيع بن زياد [1] ، الحارثي الأمير، يكني أبا عَبْد الرَّحْمَنِ.
رَوَى عَن: أَُبَيِّ بن كعب، وكعب الأحبار.
وعنه: أَبُو مخلد لاحق، ومطرّف بن الشّخّير، وحفصة بنت سيرين، وأرسل
عَنْهُ قتادة.
وَلِيَ خُراسان لمعاوية، وَكَانَ الحسن البصري كاتبا له.
__________
[1] انظر عن (الربيع بن زياد) في:
المعارف 441، وتاريخ الطبري 4/ 183- 185 و 5/ 226 و 285 و 286 و 291،
وطبقات خليفة 202، والتاريخ الكبير 3/ 268، 269 رقم 916، والخراج
وصناعة الكتابة 384، 385 و 391، 392 و 395 و 405، وربيع الأبرار 4/ 95،
والعقد الفريد 1/ 14 و 15 و 2/ 373 و 374 و 462 و 4/ 167 و 169 و 6/
224 و 225، والجرح والتعديل 3/ 461، و 462 رقم 2073، ومشاهير علماء
الأمصار 125 رقم 984، والمحبّر 344 و 378، والأخبار الموفقيات 480،
وتاريخ خليفة 136 و 164 و 180 و 208 و 210 و 211، وتاريخ اليعقوبي 2/
222 و 384، وفتوح البلدان 460 و 465 و 470 و 482- 485 و 489 و 507،
والأخبار الطوال 147، وعيون الأخبار 1/ 16 و 335 و 2/ 11، وجمهرة أنساب
العرب 417، وأسد الغابة 2/ 164، والاستيعاب 1/ 516، والكامل في التاريخ
1/ 566- 582 و 3/ 46 و 124 و 128 و 129 و 417 و 452 و 489 و 495، وتحفة
الأشراف 3/ 167 رقم 147، وتهذيب الكمال 9/ 80- 82 رقم 1861، وتجريد
أسماء الصحابة 1/ 177، والكاشف 1/ 235 رقم 1544، والوافي بالوفيات 14/
79، 80 رقم 91، والعقد الثمين 4/ 389، وتهذيب التهذيب 3/ 243 و 244 رقم
469 و 470، وتقريب التهذيب 1/ 244 رقم 39، والإصابة 1/ 504، 505 رقم
2577.
(4/205)
رَوَى الهيثم، عَن مجالد، عَن الشَّعْبِيُّ
قَالَ: قَالَ عمر: دلَوْني عَلَى رَجُلٌ أستعمله، فذكروا لَهُ
جَمَاعَة، فلم يُردْهم، قالْوَا: من تريد؟ قَالَ: من إذا كَانَ أميرهم
كَانَ كأَنَّهُ رَجُلٌ منهم، وإذا لَمْ يكن أميرهم كَانَ كأَنَّهُ
أميرهم، قالْوَا: مَا نعلمه إِلَّا الربيع بن زياد الحارثي، قَالَ:
صدقتم [1] .
قَالَ أَبُو أَحْمَد الحاكم في «الكني» : لَمَّا بلغ الربيع بن زياد
مقتل حُجْر بن عدي، دعا فَقَالَ: اللَّهمّ إن كَانَ للربيع عندك خير،
فاقبضه إليك وعجل، فزعموا أَنَّهُ لَمْ يبرح من مجلسه حَتَّى مات، رحمة
اللَّه.
رُوِيَفع بن ثابت [2]- د ت ن- الْأَنْصَارِيّ أمير المغرب.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَة اثنتين وخمسين، وقد ذُكِرَ في الطبقة
الماضية.
وأما ابن يونس فقال: توفي سنة ستّ وخمسين.
__________
[1] أسد الغابة 2/ 164، الإصابة 1/ 504.
[2] مرّت ترجمته في الطبقة الماضية، وقد حشدنا هناك مصادر ترجمته،
فلتراجع.
(4/206)
[حرف الزاي]
زياد بن عُبَيد [1] ، الأمير الذي ادعي مُعَاوِيَة أَنَّهُ أخوه والتحق
بِهِ، وجمع
__________
[1] انظر عن (زياد بن عبيد) في:
الطبقات الكبرى 7/ 99، ونسب قريش 188 و 244 و 245، والمحبّر 184 و 295
و 303 و 346 و 378 و 479، والبرصان والعرجان 364، وثمار القلوب 440،
والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 113، وربيع الأبرار 4/ 62 و 161
و 190 و 214 و 219 و 236 و 245 و 247 و 253 و 262 و 267 و 319،
والتاريخ الكبير 3/ 357 رقم 1201، والتاريخ الصغير 61، وطبقات خليفة
191، والجرح والتعديل 3/ 539 رقم 2431، وتاريخ الطبري (انظر فهرس
الأعلام) 10/ 256، والمعارف 346، ومروج الذهب 3/ 192 و 215، والزاهر
للأنباري 2/ 234، والاستيعاب 1/ 567- 575، وأنساب الأشراف 1/ 489- 492،
وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 199، والأخبار الطوال 219 و 223
و 424 و 283، وفتوح البلدان 339 و 423 و 424 و 426 و 427 و 429 و 434 و
338 و 439 و 440 و 447 و 491 و 499 و 506 و 507 و 533 و 569، وتاريخ
خليفة 135 و 136 و 154 و 178 و 179 و 192 و 197 و 202 و 207 و 209- 212
و 219 و 221 و 222 و 227 و 228، وتاريخ اليعقوبي 2/ 146 و 204 و 218-
220 و 229 و 232 و 234- 236 و 387، والخراج وصناعة الكتابة 54 و 395 و
400 و 404 و 405 و 414 و 415 و 468، والمعرفة والتاريخ 1/ 214 و 326 و
458 و 2/ 69، و 72 و 212 و 244 و 587 و 611 و 632 و 3/ 25، و 72 و 320،
وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 409- 426، وأسد الغابة 2/ 215، 216، والكامل في
التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 139، ودول الإسلام 1/ 39، وسير أعلام
النبلاء 3/ 494- 497 رقم 112، والعبر 1/ 58، وجمهرة أنساب العرب 226 و
233 و 386، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 198، 199 رقم 182، ووفيات
الأعيان 6/ 355- 367، والوافي بالوفيات 15/ 10- 13 رقم 10، وفوات
الوفيات 2/ 26 رقم 158، ومرآة الجنان 1/ 126، والتذكرة الحمدونية 1/
295 و 302 و 308 و 322 و 333 و 343 و 345 و 400 و 405 و 407 و 431 و
438 و 439 و 454 و 2/ 27 و 45 و 115 و 127 و 150، والوفيات لابن قنفذ
66 رقم 53، وميزان الاعتدال 2/ 86 رقم 2923، وشذرات الذهب 1/ 59،
وخزانة الأدب 2/ 517.
(4/207)
لَهُ إمرة الْعِرَاق، كنيته أَبُو المغيرة،
أسلم في عهد أَبِي بكر، وَكَانَ كاتب أَبِي موسى في إمرته عَلَى
الْبَصْرَةِ.
سمع من عمر.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن سيرين، وعَبْد الملك بن عُمَير، وجماعة.
ووُلد سَنَة الهجرة، وأمه سُمَيَّةٌُ جارية الحارث بن كَلَدَة الثقفي.
قَالَ الْبُخَارِيُّ [1] : هُوَ أخو أَبِي بكرة الثقفي لأمه.
وَكَانَ زياد لبيبًا فاضلًا، حازمًا، من دُهاة العرب، بحيث يُضرب بِهِ
المثل.
يُقَالُ أَنَّهُ كتب لأبي موسى، وللمغيرة بن شُعْبة، ولعَبْد اللَّهِ
بن عامر، وكتب بالْبَصْرَة لابن عباس.
وذكر الشَّعْبِيُّ: أن عَبْد اللَّهِ بن عباس لَمَّا سَارَ من
الْبَصْرَةِ مع عَلِيّ إِلَى صِفين استخلف زيادًا عَلَى بيت المال.
وذكر عَوَانَةَ بن الحَكَم أن أبا سفيان بن حرب صار إِلَى الطائف فسكر،
فالتمس بَغِيًّا، فأحضرت لَهُ سُمية، فواقعها، وكانت مزوجة بُعبيد مولى
الحارث بن كَلَدَة، قَالَ: فولدت زيادًا، فادعاه مُعَاوِيَة في خلافته،
وأَنَّهُ من ظَهْر أَبِي سفيان [2] .
وَلَمَّا تُوُفِّيَ عَلِيّ كَانَ زياد عامله عَلَى فارس، فتحصن في
قلعة، ثُمَّ كاتب مُعَاوِيَة أن يصالحه عَلَى ألفي ألف درهم، ثُمَّ
أقبل زياد من فارس [3] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ: إِنَّ زِيَادًا قَالَ لأبي بكرة، وهو
أخوه لأمّه: ألم تر أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرَادَنِي عَلَى
كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ وُلِدْتُ عَلَى فِرَاشِ عُبَيْدٍ
وَأَشْبَهْتُهُ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ،
فليتبوَّأ
__________
[1] في التاريخ الكبير 3/ 357.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 412.
[3] انظر تهذيب تاريخ دمشق 5/ 411.
(4/208)
مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [1] .
ثُمَّ جَاءَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، وَقَدِ ادَّعَاهُ.
قَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا رأيت أحدًا أخطب من زياد.
وقال قبيصة بن جابر: مَا رأيت أخصب ناديًا، وَلَا أكرم جليسًا، وَلَا
أشبه سريرة بعلانية من زياد، مَا كَانَ إِلَّا عروسًا.
وَقَالَ الفقيه الْوَزير أَبُو محمد بن حزم في كتاب «الْفِضَلِ» [2] :
ولقد امتنع زياد وَهُوَ فِقَعة القاع [3] لَا عشيرة لَهُ وَلَا نسب،
وَلَا سابقة، وَلَا قدم، فما أطاقه مُعَاوِيَة إِلَّا بالمداراة،
حَتَّى أرضاه وولّاه.
وَقَالَ أَبُو الشعثاء جابر بن زيد: كَانَ زياد أقتل لأَهْلِ دينه ممن
يخالف هواه من الحّجّاج، وَكَانَ الحَجّاج أعلم بالقتل.
وَقَالَ ابن شَوْذَب: بلغ ابنَ عمر أن زيادًا كتب إِلَى مُعَاوِيَة:
إني قد
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 412.
وقد أخرج البخاري في الفرائض 12/ 46: بأب من ادّعى إلى غير أبيه، من
طريق مسدّد، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن خالد بن مهران الحذّاء،
عن أبي عثمان النهدي، عن سعد رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم يقول: «من ادّعى إلى غير
أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام» . فذكرته (أي ذكره أبو
عثمان النهدي) لأبي بكرة، فقال: وأنا سمعته أذناي، ووعاه قلبي من رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأخرجه مسلم (63) من طريق: عمرو الناقد، حدّثنا هشيم بن بشير، أخبرنا
خالد عن أبي عثمان قال: لما ادّعي زياد لقيت أبا بكرة، فقلت له: ما هذا
الّذي صنعتم؟ إني سمعت سعد بن أبي وقّاص يقول: سمع أذناي من رسول الله
صلّى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: «من ادّعى أبا في الإسلام غير
أبيه، يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام» فقال أبو بكرة: وأنا سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال ابن حجر في (فتح الباري 12/ 46) : وكان كثير من الصحابة والتابعين
ينكرون ذلك على معاوية محتجّين بحديث: «الولد للفراش» ، وإنما خصّ أبو
عثمان النهدي: أبا بكرة بالإنكار، لأنّ زيادا كان أخاه من أمّه.
[2] الفصل في الملل والنّحل- ج 4/ 172 (باب الكلام في الإمامة
والمفاضلة) - تحقيق د. محمد إبراهيم نصرود. عبد الرحمن عميرة- طبعة دار
الجيل، بيروت 1985.
[3] الفقعة: جمع فقع، وهو نوع من الكمأة البيضاء التي تظهر على وجه
الأرض، فتوطأ، ومنها الكمأة السوداء التي تستتر في الأرض، ويقال للذي
لا أصل له: فقع. أما القاع: فهي الأرض الواسعة السهلة.
(4/209)
ضبطت الْعِرَاق بيميني، وشمالي فارغة،
فسأله أن يوليه الحجاز، فَقَالَ ابن عمر:
اللَّهمّ إنك تجعل في القتل كفارة، فموتًا لابن سُمَيَّةَ لَا قتلًا،
فخرج في إصبع زياد الطاعون، فمات.
وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيُّ: بلغ الحسنَ بنَ عَلِيّ أنْ زيادًا
يتتّبع شيعة عَلِيّ بالْبَصْرَة فيقتلهم، فدعا عَلَيْهِ.
وَرَوَى ابن الكلبي: أن زيادًا جمع أَهْل الْكُوفَة ليعرضهم عَلَى
البراءة من عليّ، فخرج خارجٌ من القصر فَقَالَ: إن الأمير مشغول،
فانصرفوا، وإذا الطاعون قَدْ ضربه.
تُوُفِّيَ سَنَة ثلاث وخمسين. وله أخبار تطول.
زيد بن ثابت [1]- ع- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَدْ ذُكر في الماضية.
وَقَالَ أَحْمَد بن حَنْبَلٍ، والفلاس: تُوُفِّيَ سَنَة إحدى وخمسين.
وَقَالَ المدائني، وغيره: تُوُفِّيَ سَنَة خمس وخمسين.
__________
[1] مرّت ترجمته في الطبقة الماضية، وقد حشدت له هناك مصادر ترجمته،
فلتراجع.
(4/210)
[حرف السين]
السائب بن خلاد [1]- 4- بن سُوَيد بن ثعلبة، أَبُو سهلة الْأَنْصَارِيّ
الخزرجي.
لَهُ صُحبة، وأحاديث قليلة.
رَوَى عَنْهُ: ابنه خلاد، وعطاء بن يَسَار، ومحمد بن كعب القَرَظِي،
وصالح بن حيوان [2] السَبائي، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن عبد الله بن عبد
الرحمان بن أَبِي صعصعة.
وقيل: هما اثنان، وأن والد خلاد مَا رَوَى عَنْهُ إِلَّا ولده.
السائب بن أبي وداعة [3] ، القرشي السهمي.
__________
[1] انظر عن (السائب بن خلّاد) في:
مسند أحمد 4/ 55، والعلل له 1/ 298، وطبقات خليفة 94، والتاريخ الكبير
4/ 150 رقم 2285، والجرح والتعديل 4/ 240 رقم 1027، وأنساب الأشراف 1/
245، وجمهرة أنساب العرب 263، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 90 رقم 120 و
137 رقم 624، والاستيعاب 2/ 103، 104، والمعرفة والتاريخ 2/ 707،
والكنى والأسماء للدولابي 1/ 72، وحلية الأولياء 1/ 372، وأسد الغابة
2/ 251، 252، وتهذيب الكمال 10/ 186، 187 رقم 2168، وتحفة الأشراف 3/
255، 257 رقم 173، والكاشف 1/ 273 رقم 1808، والوافي بالوفيات 15/ 98،
99 رقم 135، وتهذيب التهذيب 3/ 447، 448 رقم 833، وتقريب التهذيب 1/
282 رقم 39 والإصابة 2/ 10 رقم 3062، وخلاصة تذهيب التهذيب 132، ترتيب
الثقات 175 رقم 6، والثقات 3/ 173.
[2] المشهور «صالح بن خيوان» بالخاء المعجمة، ويقال بالمهملة. (تهذيب
التهذيب 4/ 388) .
[3] انظر عن (السائب بن أبي وداعة) في:
مشاهير علماء الأمصار 35 رقم 198، والتاريخ الصغير 55، والتاريخ الكبير
4/ 149،
(4/211)
أسر يَوْم بدر، فَقَالَ النبي صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: «تمسكوا بِهِ فإن لَهُ ابنًا كيسًا بمكة»
. فخرج ابنه المطلب سرًّا حَتَّى قدِم، ففدى أباه بأربعة آلاف درهم،
ثُمَّ أسلم السائب، وتوفي سَنَة سبع وخمسين [1] .
سَبْرَة بنَ مَعَبْد [2]- م- وَيُقَالُ سَبْرة [3] بن عَوْسَجة بن
حَرْمَلَة الجُهَني.
لَهُ صُحبة ورواية.
رَوَى عَنْهُ: ابنه الربيع أحاديث.
أخرج لَهُ مسلم وغيره، وَكَانَ رسول عَلِيّ إِلَى مُعَاوِيَة من
المدينة، بَعْدَ مقتل عُثْمَان.
وكنيته: أَبُو ثرية.
سعد بن أَبِي وقاص [4]- ع- مالك بن أهيب بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ
زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ بن مرّة، أبو إسحاق الزهري.
__________
[150] رقم 2284، والجرح والتعديل 4/ 240 رقم 1029، والاستيعاب 2/ 102،
وفتوح البلدان 59، والكامل في التاريخ 4/ 544، وأسد الغابة 2/ 257،
والوافي بالوفيات 15/ 99 رقم 136، والإصابة 2/ 8 رقم 3057 (باسم:
السائب بن الحارث بن صبرة) .
[1] الوافي بالوفيات 15/ 99.
[2] انظر عن (سبرة بن معبد) في:
مسند أحمد 3/ 404، وطبقات ابن سعد 4/ 348، وجمهرة أنساب العرب 445
(سبرة بن عوسجة) ، ومشاهير علماء الأمصار 35 رقم 202، والاستيعاب 2/
75، 76، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 209 رقم 199، والجرح والتعديل
4/ 295 رقم 1281، والمغازي للواقدي 1/ 180، ومروج الذهب (طبعة الجامعة
اللبنانية) 1952، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 131، وأسد الغابة
2/ 260، 261، وطبقات خليفة 121، والتاريخ الكبير 4/ رقم 2430، والجامع
الصحيح 2/ 260، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 210، تهذيب الكمال 10/
203، 204 رقم 2181، وتحفة الأشراف 3/ 265- 268 رقم 177، والكاشف 1/ 274
رقم 1819، والوافي بالوفيات 15/ 111 رقم 158، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 63،
والإصابة 2/ 14 رقم 3087، وتهذيب التهذيب 3/ 453 رقم 847، وتقريب
التهذيب 1/ 283، 284 رقم 53، وخلاصة تذهيب التهذيب 133.
[3] في الأصل «شبرة» والتصحيح من مصادر ترجمته.
[4] انظر عن (سعد بن أبي وقّاص) في:
الطبقات الكبرى 3/ 137، 138 و 6/ 12، 13، ومسند أحمد 1/ 168، وفضائل
الصحابة
(4/212)
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد
السابقين الأوّلين، كان يقال له
__________
[ () ] 2/ 748، ونسب قريش 94 و 251 و 263 و 269، و 393 و 421، وطبقات
خليفة 15 و 126،، وتاريخ خليفة 223، والتاريخ لابن معين 2/ 193،
والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم 15757، وتاريخ اليعقوبي 1/ 174 و 2/ 23
و 69 و 109 و 130، و 143- 145 و 151 و 155 و 157 و 160 و 187 و 237،
والسير والمغازي لابن إسحاق 140 و 147 و 193 و 194 و 328 و 332،
والمحبّر لابن حبيب 65 و 66 و 68 و 71 و 72 و 116 و 276 و 453 و 474،
والبرصان والعرجان 207 و 210، والأخبار الطوال 119 و 128 و 141 و 142 و
198، وترتيب الثقات للعجلي 180 رقم 526، والتاريخ الكبير 4/ 43 رقم
1908، والتاريخ الصغير 16 و 54 و 61، وسيرة ابن هشام 2/ 244 و 259 و
324 و 346 و 3/ 45 و 49 و 63 و 90 و 265 و 4/ 160 و 256، ومقدّمة مسند
بقيّ بن مخلد 81 رقم 16، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1538-
1541 و 1544- 1546 و 1550- 1552 و 1794- 1797، وطبقات علماء إفريقية
29، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 70، والزاهر للأنباري 1/ 367،
والمعارف 100 و 157 و 160 و 168 و 182 و 228 و 237 و 241- 243 و 246،
247 و 550 و 558 و 575 و 576 و 588 و 667، والمغازي للواقدي (انظر فهرس
الأعلام) 3/ 1175، 1176، والجرح والتعديل 4/ 93 رقم 405، ومشاهير علماء
الأمصار 8 رقم 9، وجمهرة أنساب العرب 79 و 129 و 167 و 173 و 365،
والمعرفة والتاريخ (انظر فهرس الأعلام) 3/ 548، 549، وفتوح البلدان
(انظر فهرس الأعلام 264، والفتوح لابن أعثم الكوفي 1/ 195- 214، وفتوح
الشام للأزدي 10 و 35، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 93، وتاريخ الطبري
(انظر فهرس الأعلام) 10/ 263، 264، وعيون الأخبار 1/ 218 و 312 و 2/ 16
و 3/ 111 و 185، والخراج وصناعة الكتابة 286 و 289 و 359- 362 و 370،
والبدء والتاريخ 5/ 84، 85، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 10، وحلية
الأولياء 1/ 92- 95 رقم 7، وتاريخ بغداد 1/ 144- 146 رقم 4، والمنتخب
من ذيل المذيّل 556، وثمار القلوب 346 و 449، والعقد الفريد (انظر فهرس
الأعلام) 7/ 115، وربيع الأبرار 4/ 250، وأنساب الأشراف 1/ 54 و 130 و
163 و 179 و 224 و 225 و 228 و 259 و 270 و 271 و 288 و 301 و 304 و
318- 320 و 323 و 334 و 350 و 369 و 371 و 404 و 408، والأمالي للقالي
2/ 319، والمستدرك 3/ 495- 502، والاستيعاب 2/ 18- 27، والجمع بين رجال
الصحيحين 1/ 157، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 95- 110، وتلقيح فهوم أهل الأثر
48 و 118، والبيان والتبيين 127 و 158 و 182 و 202 و 223 و 253 و 254 و
269 و 270 و 283 و 248 و 397 و 452 و 459، ووفيات الأعيان 1/ 207 و 2/
375 و 6/ 362، والمعجم الكبير 1/ 136- 148 رقم 8، والزيارات 81 و 84 و
94، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 149، 150، وأسد الغابة
2/ 290- 293، وتهذيب الكمال 10/ 309- 314 رقم 2229، وتحفة الأشراف 3/
277- 326 رقم 185، والكاشف 1/ 280 رقم 1863، وسير أعلام النبلاء 1/ 92-
124 رقم 495- 502، والعبر 1/ 60، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم 2272،
وتذكرة الحفاظ 1/ 22، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج/ 213، 214 رقم 205،
والوفيات لابن قنفذ 31 رقم 55، والرياض النضرة 2/ 292، ونكت الهميان
155، 156، والوافي بالوفيات 15/ 144- 147 رقم 199، والتذكرة الحمدونية
1/ 139 و 143
(4/213)
«فارس الإسلام» ، وَهُوَ أول من رمي بسهم
في سبيل اللَّه [1] .
وَكَانَ مقدم الجيوش في فَتَحَ الْعِرَاق، مُجاب الدعوة، كثير المناقب،
هاجر إِلَى المدينة قبل مَقْدم رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ، وشهد بدرًا.
رَوَى عَنْهُ: بنوه عامر، ومُصْعَب، وَإِبْرَاهِيم، وعمر، ومحمد،
وعائشة بنو سعد، وبسر بن سَعِيد، وسَعِيد بن المسيب، وأَبُو عُثْمَان
النهدي، وعلقمة بن قيس، وعُرْوَة بن الزبير، وأبو صالح السّمّان،
وآخرون.
وأمّه حمنة بِنْت سفيان بن أمية بن عَبْد شمس.
أسلم وَهُوَ ابن تسع عشرة سَنَة، وَكَانَ قصيرًا دحداحًا غليظًا، ذا
هامة، شثن الأصابع، جعد الشعر، أشعر الجسد، آدم، أفطس [2] .
قَالَ سَعِيد بن المسيب: سمعت سعدًا يقول: مكثت سبع ليال، وإني لثلث
الإسلام [3] .
__________
[ () ] و 2/ 450 و 452 و 477، والعقد الثمين 4/ 537، وغاية النهاية 1/
304، والنكت الظراف 3/ 277- 323، والإصابة 2/ 33، 34 رقم 3194، والسيرة
النبويّة (من تاريخ الإسلام) 38 و 141 و 147 و 148 و 315، والمغازي
(منه) 41 و 46 و 48 و 52 و 65 و 124 و 175 و 181 و 183 و 187 و 192 و
309 و 304- 316 و 329، وعهد الخلفاء الراشدين (منه) انظر فهرس الأعلام
732، وتهذيب التهذيب 3/ 483، 484 رقم 901، وتقريب التهذيب 1/ 290 رقم
108، ومرآة الجنان 1/ 128، والبداية والنهاية 8/ 72- 78، وخلاصة تذهيب
التهذيب 135، والنجوم الزاهرة 1/ 147، وتاريخ الخلفاء 250، وكنز العمال
13/ 212، وشذرات الذهب 1/ 61، ومجمع الزوائد 9/ 153، وجامع الأصول 9/
10.
[1] أخرج الطبراني في المعجم الكبير 1/ 142 رقم 314 من طريق: زائدة، عن
إسماعيل، عن قيس قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: إني لأول رجل مسلم
رمى بسهم في سبيل الله عزّ وجلّ.
وأخرج الحاكم في المستدرك 3/ 498 من طريق: الأعمش، عن أبي خالد
الوالبي، عن جابر بن سمرة قال: أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن
أبي وقاص.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
[2] طبقات ابن سعد 3/ 137، والمستدرك 3/ 496، والمعجم الكبير 1/ 137،
138 رقم 294، وتاريخ بغداد 1/ 145.
[3] أخرجه البخاري في الفضائل (3726 و 3727) باب: مناقب سعد، وفي مناقب
الأنصار (3858) باب: إسلام سعد، وابن ماجة في المقدّمة (132) باب: فضل
سعد، وذكره
(4/214)
وقال قيس بن أبي حازم: قال سعيد: مَا
جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
أَبَوَيْه لِأَحَدٍ قَبْلِي، قَالَ لِي: «يَا سَعْدُ فِدَاكَ أَبِي
وَأُمِّي» [1] . وَإِنِّي لَأَوَّلُ مَنْ رَمَى الْمُشْرِكِينَ
بِسَهْمٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقَ
السَّمُرِ [2] ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ مِثْلَ مَا تَضَعُ
الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى
الْإِسْلَامِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذَنْ وَضَلَّ سَعْيِي [3] .
وَقَالَ بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بن سعد، عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ جَمَعَ
لَهُ أَبَوَيْهِ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ
أَحْرَقَ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ: «إِرْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» ، قَالَ: فَنَزَعْتُ
بِسَهْمٍ لَيْسَ فِيهِ نَصْلٌ، فَأَصَبْتُ جَبْهَتَهُ، فَوَقَعَ،
فَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وَسَلَّمَ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ [4] .
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَتَلَ سَعْدٌ يَوْمَ أُحُدٍ بِسَهْمٍ
رُمِيَ بِهِ ثَلَاثَةٌ: رَمَوْا بِهِ، فَأَخَذَهُ سَعْدٌ، فَرَمَى بِهِ
فَقَتَلَ، فَرَمَوْا بِهِ، فَأَخَذَهُ سَعْدٌ الثَّانِيَةَ، فَقَتَلَ،
فَرَمَوْا بِهِ فَرَمَى بِهِ، سَعْدٌ ثَالِثًا، فَقَتَلَ ثالثا، فعجب
الناس من فعله [5] .
__________
[ () ] الحاكم في المستدرك 3/ 498، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 92،
وابن سعد في الطبقات 3/ 138، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 138 رقم
(298) و 142 رقم (313) ، والخطيب في تاريخ بغداد 1/ 145.
[1] أخرجه البخاري في المغازي (5/ 124) باب: إذ همّت طائفتان منكم،
وابن إسحاق في السير والمغازي 328، وابن هشام في السيرة النبويّة
(بتحقيقنا) 3/ 45 والمقدسي في البدء والتاريخ 4/ 202، 303.
[2] بضم الميم: ضرب من شجر الموز.
[3] أخرجه أحمد في المسند 1/ 174 و 181 و 186، والبخاري في الفضائل
(3728) باب مناقب سعد، وفي الأطعمة (5412) باب ما كان النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم وأصحابه يأكلون، وفي الرقاق (6453) باب: كيف كان عيش
النبي وأصحابه. ومسلم في الزهد (2966) في صدره، والترمذي في الزهد
(2367) باب ما جاء في معيشة النبي، و (2366) من طريق آخر، وابن سعد في
الطبقات 3/ 138، وأبو نعيم في الحلية 1/ 92.
[4] أخرجه مسلم في الفضائل (1412) باب مناقب سعد، والطبراني رقم 315.
[5] ذكره المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 1/ 99 من طريق عبد
الله بن مصعب، حدّثنا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب. وقال: إسناده منقطع.
(4/215)
قَالَ ابن المسيب: كَانَ سعد جيد الرمي.
وَقَالَ عَلَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ يجمع أَبويه لأحد غير سعد [1] .
وَقَالَ ابن مسعود: لقد رأيت سعدًا يقاتل يَوْم بدر قتال الفارس في
الرجال.
وَرَوَى عُثْمَان بن عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سرية
فِيهَا سعد بن أَبِي وقاص عَلَى رابغ [2] ، وَهُوَ من جانب الجُحْفَة
[3] ، فانكفأ المشركون عَلَى المسلمين، فحماهم سعد يومئذ بسهامه،
وَهَذَا أول قتال كَانَ في الإسلام، فَقَالَ سعد:
أَلَّا أتى رَسُول اللَّهِ أني ... حَمَيْتُ صَحابتي بصدور نَبْلِي
فما يَعْتَدُّ رامٍ في عدُوٍ ... بسهمٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَبلي
[4] وَقَالَ ابن مسعود: اشتركت أنا، وسعد، وعمار، يَوْم بدر فيما نغنم،
فجاء سعد بأسيرين، وَلَمْ أجيء أنا وَلَا عمار بشيء [5] .
وَعَن أَبِي إِسْحَاق قَالَ: كَانَ أشد الصحابة أربعة: عمر، وعلي
والزبير، وسعد [6] .
__________
[1] أخرجه الترمذي (3753) وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه أحمد في المسند
1/ 180، والبخاري في المغازي (4056) و (4057) باب: إذ همّت طائفتان
منكم أن تفشلا، ومسلم في الفضائل (2412) ، والترمذي (3754) وابن ماجة
في المقدّمة (130) وكلهم من طريق:
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن سعد بن أبي
وقاص.
[2] رابغ: على عشرة أميال من الجحفة.
[3] الجحفة: قرية جامعة، بها منبر، كان اسمها مهيعة، فجاءها السيل
فاجتحفها فسمّيت الجحفة. وهي مهلّ أهل الشام، وغدير خمّ على ثلاثة
أميال منها. (معجم ما استعجم 1/ 367- 370) .
[4] الخبر والبيتان من جملة أبيات في:
سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 237، والمستدرك 3/ 498، وطبقات ابن سعد 2/
7، والاستيعاب، والإصابة.
[5] أخرجه أبو داود في البيوع (2388) باب في الشركة على غير رأس مال،
والنسائي 7/ 57 باب شركة الأبدان، و (319) باب الشركة بغير مال، وابن
ماجة في التجارات (2288) باب الشركة والمضاربة، والطبراني (297) من طرق
عدّة.
[6] الإصابة 4/ 163.
(4/216)
وَجَاءَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَنَسٍ،
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، مِنْ وُجُوهٍ ضَعِيفَةٍ أَنّ رَسُولَ
الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ
هَذَا الْبَابِ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ، فَدَخَلَ
سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ [1] .
وَقَالَ سَعْدٌ: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ 6: 52 [2] . نزلت في ستة، وأنا وابن مسعود
منهم.
أَخْرَجَهُ مسلم [3] .
وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: أَقْبَلَ
سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ: «هَذَا خَالِي، فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ» [4] .
وَقَالَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ: حَدَّثَنِي سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهمّ
اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ» [5] .
وَقَالَ عَبْد الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَن جَابِرِ بْنِ سَمُرة قَالَ:
شكا أَهْل الْكُوفَة سعدًا- يعني لَمَّا كَانَ أميرًا عليهم- إِلَى عمر
فقالْوَا: إِنَّهُ لَا يحسن يصلي، فَقَالَ سعد: أما إني كنت أصلي بهم
صلاة رَسُول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، صلاتي العشاء، لَا
أخْرمُ منها، أركُد في الأوليين وأحذَف في الأخريين، فَقَالَ: ذاك الظن
بك يَا أبا إِسْحَاق، ثُمَّ بَعَثَ رجالًا يسألْوَن عَنْهُ، فكانوا لَا
يأتون مسجدًا من مساجد الْكُوفَة إِلَّا قالْوَا خيرًا، حَتَّى أتوا
مسجدًا من مساجد بني عبْس، فَقَالَ رجل يقال له أبو سعدة: أما إذ
نشدتمونا باللَّه، فإِنَّهُ كَانَ لَا يَعدل في القضية، وَلَا يقسم
بالسوية، وَلَا يغزو في السرية، فَقَالَ سعد: اللَّهمّ إن كَانَ
كاذبًا، فأعْمِ بصره، وأطل عُمره، وعرضه للفِتَن، قَالَ عَبْد الملك:
أنا رأيته بعدُ يتعرض للإماء في السكك، فإذا سئل كيف أنت؟ يقول: شيخ
كبير فقير
__________
[1] رواه المؤلف من طريق رشدين بن سعد، عن الحجّاج بن شدّاد، عن أبي
صالح الغفاريّ، عن عبد الله بن عمرو. وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد.
[2] سورة الأنعام- الآية 52.
[3] في الفضائل (2413) باب فضائل سعد. وابن ماجة في الزهد (4128) باب:
مجالسة الفقراء، والسيوطي في الدرّ المنثور 3/ 13، وابن كثير في
التفسير 3/ 27.
[4] أخرجه الترمذي في المناقب (3753) باب مناقب سعد، والطبراني في
المعجم الكبير 1 رقم 323، وابن سعد في الطبقات 3/ 97، والحاكم في
المستدرك 3/ 498.
[5] أخرجه الترمذي في المناقب (3752) باب مناقب سعد بن أبي وقاص، وابن
حبّان في صحيحه (2215) ، والحاكم في المستدرك 3/ 499، والهيثمي في مجمع
الزوائد 9/ 153.
(4/217)
مفتون، أصابتني دعوة سعد [1] .
وَقَالَ الزبير بن عدي، عَن مُصعب، إن سعدًا خطبهم بالْكُوفَة، ثُمَّ
قَالَ: يَا أَهْل الْكُوفَة، أي أمير كنت لكم؟ فقام رَجُلٌ فَقَالَ: إن
كنت مَا علمتك لَا تعدل في الرعية، وَلَا تقسم بالسوية، وَلَا تغزو في
السرية؟ فَقَالَ: اللَّهمّ إن كَانَ كاذبًا فاعْمٍ بصره، وعجل فَقْره،
وأطِل عُمُرَه، وعرضه للفِتن، قَالَ: فما مات حَتَّى عُمِّر وافتقر
وسأل، وأدرك فتنة المختار فقُتل فِيهَا [2] .
وَقَالَ شُعْبة، عَن سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ قَالَ: خَرَجَتْ جَارِيَةٌ لِسَعْدٍ، وَعَلَيْهَا قَمِيصٌ
جَدِيدٌ، فَكَشَفَهَا الرِّيحُ، فَشَدَّ عُمَرُ عَلَيْهَا
بِالدَّرَّةِ، وَجَاءَ سَعْدٌ لِيَمْنَعُهُ فَتَنَاوَلَهُ
بِالدَّرَّةِ، فَذَهَبَ سَعْدٌ لِيَدْعُو عَلَى عُمَرَ، فَنَاوَلَهُ
الدَّرَّةَ وَقَالَ: اقْتَصْ، فَعَفَا عَنْ عُمَرَ [3] .
وَقَالَ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ [4] عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن عمير، عن
قبيصة بن جابر قال:
قَالَ ابْنُ عُمَرَ لَنَا يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ:
أَلَمْ تر أنّ الله أنزل نصره ... وسعد بباب الْقَادِسِيَّةِ مُعْصمٌ
فَأُبْنَا وَقَدْ آمَتْ نِسَاءٌ كَثِيرَةٌ ... وَنِسْوَةُ سَعْدٍ
لَيْسَ فِيهِنَّ أيَّمُ
فَبَلَغ سَعْدًا فَقَالَ: اللَّهمّ اقْطَعْ عَنِّي لِسَانَهُ،
فَجَاءَتْ نُشَّابَةٌ، فَأَصَابَتْ فَاهُ، فَخَرَسَ، ثُمَّ قُطِعَتْ
يَدُهُ فِي الْقِتَالِ. وَكَانَ فِي جَسَدِ سَعْدٍ قُرُوحٌ، فَأَخْبَرَ
الناس بعذره عن القتال [5] .
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند 1/ 175 و 176 و 177 و 179 و 180، وأبو داود
الطيالسي في مسندة (217) ، والبخاري في الأذان (755) باب وجوب القراءة
للإمام والمأموم في الصلوات كلها، و (758) و (770) باب يطوّل في
الأوليين، ويحذف في الأخريين، ومسلم في الصلاة (454) باب القراءة في
الظهر والعصر، والنسائي 2/ 217 باب الركود في الأوليين، وأخرجه أبو
داود في الصلاة (803) باب تخفيف الأخريين، والنسائي 2/ 174 في الصلاة
باب الركود في الركعتين الأوليين، وأخرجه الطبراني مختصرا (290)
ومطوّلا (308) ، وابن أبي الدنيا في «مجابي الدعوة» 44، 45 رقم 32.
[2] هي فتنة المختار الثقفي، وستأتي في هذا الكتاب (حوادث سنتي 65 و 67
هـ) .
[3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1 رقم 309، والهيثمي في مجمع
الزوائد 9/ 153، 154.
[4] في الأصل «البكالي» والتصحيح من (اللباب 1/ 68) حيث قال: البكائي:
بفتح الباء وتشديد الكاف.. نسبة إلى البكاء، وهو ربيعة بن عامر بن
ربعية. إلخ.
[5] رواه الطبراني في المعجم الكبير 1/ (310) و (311) ، والهيثمي في
المجمع 9/ 154.
(4/218)
وَقَالَ مُصعب بن سعد، وغيره: إن رجلًا نال
من عليّ، فنهاه سعد، فلم ينته، فدعا عَلَيْهِ، فما برح حَتَّى جاء بعير
ناد، فخَبَطه حَتَّى مات.
لها طُرق عَن سعد [1] .
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ مغيرة، عَن أمه قالت: زرنا آل سعد بن أَبِي وقاص،
فرأينا جارية كَانَ طولها شبر، قلت: من هَذِهِ؟ قالْوَا: مَا تعرفينها،
هَذِهِ بِنْت سعد، غمست يدها في طهوره فَقَالَ: قَصَع [2] اللَّه قرنك،
فما شبت بَعْدَ [3] .
قَدْ ذكرنا فيما مرّ أن سعدًا جعله عُمر أحَد الستة أَهْل الشورى،
وَقَالَ:
إن أصابت الخلافة سعدًا، وَإِلَّا فليستعن بِهِ الخليفة بعدي، فإنّي لم
أعزله من ضعف وَلَا من خيانة [4] .
وسعد كَانَ ممن اعتزل عليًا وَمُعَاوِيَة.
قَالَ أيوب، عَن ابن سيرين: نُبئت أن سعدًا قَالَ: مَا أزعم أني بقميصي
هَذَا أحق مني الخلافة، قَدْ جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد، وَلَا أبخع
نفسي إن كَانَ رَجُلٌ خيرًا مِني، لَا أقاتل حَتَّى تأتوني بسيف لَهُ
عينان ولسان وشفتان، فيقول هَذَا مؤمن وَهَذَا كافر [5] .
__________
[1] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 1/ 116: ولهذه
الواقعة طرق جمّة رواها ابن أبي الدنيا في «مجابي الدعوة» وروى نحوها:
الزبير بن بكار، عن إبراهيم بن حمزة، عن أبي أسامة، عن ابن عون، عن
محمد بن محمد الزهري، عن عامر بن سعد. وحدّث بها أبو كريب، عن أبي
أسامة. ورواها ابن حميد، عن ابن المبارك، عن ابن عون، عن محمد بن محمد
بن الأسود. انظر «مجابي الدعوة» - ص 48 رقم 36.
[2] في طبعة القدسي «قطع» ، والتصحيح من «مجابي الدعوة» 46، وقال في
لسان العرب: قصع الغلام قصعا، ضربه ببسط كفّه على رأسه، وقصع هامته
كذلك، قالوا: والّذي يفعل به ذلك لا يشبّ ولا يزداد. وغلام مقصوع
وقصيع. كادي الشباب، إذا كان قميئا لا يشبّ ولا يزداد، وقصع الله
شبابه: أكده.
[3] كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا- ص 46 رقم 33 طبعة مؤسسة
الرسالة، بيروت 1985.
[4] انظر الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين، من هذا الكتاب (بتحقيقنا)
- ص 279، وطبقات ابن سعد 3/ 338، 339، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 135،
والمعجم الكبير 1 رقم (320) ، والإصابة 4/ 163.
[5] الطبقات الكبرى 3/ 1/ 101، حلية الأولياء 1/ 94، المعجم الكبير 1
رقم (322) ، مجمع الزوائد 7/ 299.
(4/219)
وقال محمد بن الضحاك الحزامي [1] ، عن
أبيه، أن عليًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خطب بَعْدَ الحَكَمين فَقَالَ:
للَّه منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر، والله لئن كَانَ ذنبًا-
يعني اعتزالهما- إِنَّهُ لصغير مغفور، ولئن كَانَ حسنًا، إِنَّهُ لعظيم
مشكور [2] .
وَقَالَ عمر بن الحكم، عَن عَوَانة: دَخَلَ سعد عَلَى مُعَاوِيَة، فلم
يسَلم عَلَيْهِ بالإمارة، فَقَالَ مُعَاوِيَة: لَوْ شئت أن تقول غيرها
لقلت، قَالَ: فنحن المؤمنون وَلَمْ نؤمرك، فإنك مُعجَب بما أنت فِيهِ،
واللَّه مَا يسُرني أني عَلَى الّذي أنت عَلَيْهِ، وإني هرقت محجمة دم.
وَقَالَ محمد بن سيرين: إن سعدًا طاف عَلَى تسع جوارٍ في ليلة، ثُمَّ
أيقظ العاشرة، فغلبه النوم، فاستحيت أن توقظه.
وَقَالَ الزهري: إن سعدًا لَمَّا حضرته الْوَفاة، دعا بخَلقِ جُبةٍ من
صوف فَقَالَ: كفنوني فِيهَا، فإني لقيت فِيهَا المشركين يَوْم بدر،
وإِنَّمَا خبأتها لِهَذَا [الْيَوْم] [3] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ
سَعْدٍ قَالَ: كَانَ رَأْسُ أَبِي فِي حِجْرِي، وَهُوَ يَقْضِي،
فَبَكَيْتُ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ مَا
يُبْكِيكَ؟ قُلْتُ: لِمَكَانِكَ وَمَا أَرَى بِكَ، فَقَالَ: لا تَبْكِ،
فَإِنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُنِي أَبَدًا، وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ [4] .
وَعَن عائشة بِنْت سعد، أن أباها أرسل إِلَى مروان بزكاة عين ماله،
خمسة آلاف، وخلف يَوْم مات مائتين وخمسين ألف درهم.
قَالَ الزبير بن بكار: كَانَ سعد قَدِ اعتزل في الآخر في قصرٍ بناه
بطرف حمراء الأسد [5] .
__________
[1] الحزامي: بكسر الحاء نسبة إلى جدّه الأعلى.. (اللباب 1/ 362) .
[2] مجمع الزوائد 7/ 246 وقال: رواه الطبراني.
[3] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 496، والطبراني 1 رقم (316) ،
والهيثمي في المجمع 3/ 25 وقال: رجاله ثقات، إلّا أن الزهري لم يدرك
سعدا.
[4] طبقات ابن سعد 3/ 1/ 104.
[5] حمراء الأسد: هي من المدينة على ثلاثة أميال. (طبقات ابن سعد 2/
49) .
(4/220)
قَالَ الْوَاقدي، وابن المديني، وجماعة
كثيرة: تُوُفِّيَ سَنَة خمس وخمسين.
وَقَالَ قعنب بن المحرّر: سَنَة ثمان وخمسين، وقيل سَنَة سبع، وليس
بشيء.
وَقَالَ ابن سعد [1] : تُوُفِّيَ في قصره بالعقيق، عَلَى سبعة أميال من
المدينة، وحُمل إِلَى المدينة، وصلى عَلَيْهِ مروان، وله أربع وسبعون
سَنَة.
سعيد بن زيد [2]- ع- ابن عمرو بن نُفَيْلِ بن عَبْد العُزّى، القرشي
العدوي، أبو الأعور.
__________
[1] في طبقاته 3/ 147.
[2] عن (سعيد بن زيد) انظر:
طبقات ابن سعد 3/ 379- 385 و 6/ 13، والتاريخ لابن معين 2/ 199، ونسب
قريش 433، وطبقات خليفة 22 و 127، وتاريخ خليفة 218، ومسند أحمد 1/ 187
و 4/ 70 و 5/ 381 و 6/ 382، والعلل له 1/ 224 و 290 د وسيرة ابن هشام
1/ 154 و 255 و 288 و 370، و 2/ 117 و 147 و 327، والتاريخ الصغير 60،
والتاريخ الكبير 3/ 452، 453 رقم 1509، وتاريخ الطبري 2/ 478 و 3/ 204
و 207 و 4/ 228 و 232 و 359 و 361 و 373 و 397 و 447، والمحبّر 66 و 70
و 71 و 74 و 257 و 402، والسير والمغازي 119 و 43 و 182، وتاريخ
اليعقوبي 2/ 160، والمعارف 245، والمعرفة والتاريخ 1/ 213 و 216 و 291
و 292 و 3/ 163 و 166، وتاريخ أبي زرعة 1/ 222، 223 و 594 و 682،
والكنى والأسماء للدولابي 1/ 11، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية)
138 و 1534 و 1636، وفتوح البلدان 255، والبدء والتاريخ 5/ 85، 86،
وتاريخ علماء إفريقية 39، والاستيعاب 2/ 2- 8، والمنتخب من ذيل المذيل
513، ومشاهير علماء الأمصار 8 رقم 11، والجرح والتعديل 4/ 21 رقم 85،
والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1176، والعقد الفريد 4/ 275 و
6/ 370، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 5. رقم 66، وأنساب الأشراف 1/ 116 و
123 و 270 و 271 و 446، وحلية الأولياء 1/ 95- 97 رقم 8، والأسامي
والكنى للحاكم، ورقة 49، 50، والمعجم الكبير للطبراني 1/ 148- 154 رقم
9، وجمهرة أنساب العرب 151 و 170، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 162،
وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 129- 131، والمستدرك 3/ 437- 440، وصفة الصفوة 1/
362، 363 رقم 10، والزيارات 94، والكامل في التاريخ 1/ 593 و 2/ 85 و
137 و 331 و 3/ 162 و 169 و 192 و 221، وأسد الغابة 2/ 306، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 217، 218 رقم 209، وتحفة الأشراف 3/ 7- 14
رقم 191، وتهذيب الكمال 10/ 446- 454 رقم 2278، وسير أعلام النبلاء 1/
124- 143 رقم 6، وتلخيص المستدرك 3/ 437- 440، وتجريد أسماء الصحابة 1
رقم 2316، ودول الإسلام 1/ 38، والكاشف 1/ 286 رقم 1910، والمغازي (من
تاريخ الإسلام) 124، وعهد الخلفاء الراشدين 116 و 367 و 503 و 636،
ومرآة الجنان 1/ 124، والبداية والنهاية 8/ 57، والوافي بالوفيات 15/
220- 222 رقم 305، والعقد
(4/221)
أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وَكَانَ
أميرًا عَلَى ربع المهاجرين، وولي دمشق نيابة لأبي عبيدة، وشهد فتحها
[1] .
رَوَى عَنْهُ: ابن عمر، وأَبُو الطُّفَيْلِ، وعمرو بن حُرَيْث، وزر بن
حُبَيْش، وحُمَيد بن عَبْد الرَّحْمَنِ، وقيس بن أبي حازم، وعروة بن
الزبير، وجماعة.
وقال أَهْل المغازي: إن سَعِيد بن زيد قدِم من الشَّام بُعَيد بدر،
فكلم النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فضرب لَهُ بسهمه وأجره
[2] .
أسلم سَعِيد قبل دخول دار الأرقم [3] ، وَكَانَ مزوّجًا بفاطمة أخت
عمر، وَهِيَ بِنْت عم أبيه.
وَقَالَ سَعِيد: ولقد رأيتني وإن عمر لموثقي عَلَى الإسلام، فلم يكن
عمر أسلم بَعْدَ [4] .
وَعَن ابن مكيث [5] أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
بَعَثَ سَعِيدا وطلحة يتجسسان [6] خبر عير قريش، فلهذا غابا عَن وقعة
بدر، فرجعا إِلَى المدينة وقدِماها في يَوْم الْوَقعة، فخرجا
يؤمّانَّهُ، وشهد سَعِيد أحدًا وَمَا بَعْدَها [7] .
وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بن ظالم المازني، عن سعيد بن زيد قال: أشهد
عَلَى التسعة أَنَّهُم في الجنة، وَلَوْ شهدت عَلَى العاشر لَمْ آثم،
يعني نَفْسَهُ [8] .
__________
[ () ] الثمين 4/ 5559، والوفيات لابن قنفذ 29 رقم 50، والرياض النضرة
2/ 302- 306، وتهذيب التهذيب 4/ 34، 35 رقم 53، وتقريب التهذيب 1/ 296
رقم 171، والإصابة 2/ 46 رقم 3261، والنكت الظراف 4/ 5 و 11، وخلاصة
تذهيب التهذيب 138، وشذرات الذهب 1/ 57، وفتوح الشام للأزدي (انظر فهرس
الأعلام) 290.
[1] فتوح الشام للأزدي 242، وأمراء دمشق للصفدي 38 رقم 123.
[2] الطبقات الكبرى 3/ 383، وسيرة ابن هشام 2/ 327، والاستيعاب 2/ 2،
والمعجم الكبير 1/ 149 رقم 339، والمستدرك 3/ 438، وتهذيب تاريخ دمشق
6/ 129، وتهذيب الكمال 10/ 448.
[3] طبقات ابن سعد 3/ 382، المستدرك 3/ 438.
[4] أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (3862) باب إسلام سعيد بن زيد، و
(3867) ، وفي الإكراه (6942) باب من اختار الضرب، والقتل، والهوان على
الكفر، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 440 وصحّحه الذهبي ووافقه في
تلخيصه.
[5] في الأصل «ابن مليث» ، والتصويب من (طبقات ابن سعد) .
[6] كذا في الأصل، وفي طبقات ابن سعد «يتحسّبان» .
[7] الحديث مطوّلا في طبقات ابن سعد 3/ 382، 383.
[8] أخرج أحمد في المسند 1/ 188 من طريق شعبة، عن حصين بن هلال، عن عبد
الله بن
(4/222)
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ: سألت أَبِي عَن الشهادة لأبي بكر وعمر بالجنة، فَقَالَ: نعم،
اذهب إِلَى حديث سَعِيد بن زيد.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، إِنَّ أَرْوَى بِنْتَ
أُوَيْسٍ [1] ادَّعَتْ عَلَى سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ أَخَذَ مِنْ
أَرْضِهَا شَيْئًا، فَخَاصَمَتْهُ إِلَى مَرْوَانَ، فَقَالَ: أَنَا
آخُذُ مِنْ أَرْضِهَا شَيْئًا بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «مَنْ
أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الْأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» ،
فَقَالَ مَرْوَانُ: لَا أَسْأَلُكَ بَيِّنَةً بَعْدَ هَذَا، فَقَالَ
سَعِيدٌ: اللَّهمّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فَاعْمِ بَصَرَهَا،
وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا، فَمَا مَاتَتْ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرَهَا،
وَبَيْنَا هِيَ تَمْشِي في أَرْضِهَا إِذْ وَقَعَتْ فِي حُفْرَةٍ
فَمَاتَتْ.
رواه مسلم [2] .
وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثار إن
مُعَاوِيَة كتب إِلَى مروان بالمدينة يبايع لابنه يزيد، فَقَالَ رَجُلٌ
من أَهْل الشَّام: مَا يحبسك [3] ؟ قَالَ:
حَتَّى يجيء سَعِيد بن زيد فيبايع، فأَنَّهُ سيد أَهْل البلد، إذا بايع
بايع الناس [4] .
__________
[ () ] ظالم قال: خطب المغيرة بن شعبة فنال من علي، فخرج سعيد بن زيد
فقال: ألا تعجب من هذا يسبّ عليّا رضي الله عنه، أشهد عَلى رسول اللَّه
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم أنّا كنّا على حراء أو أحد فإنما
عليك صدّيق أو شهيد» فسمّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم العشرة.
فسمّى: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليّا، وطلحة، والزبير، وسعدا، وعبد
الرحمن بن عوف، وسمّى نفسه سعيدا.
وأخرجه من طريق: حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن
ظالم التيمي، عن سعيد بن زيد (1/ 189) .
وانظر نحوه في طبقات ابن سعد 3/ 383 من طريق عبيدة بن معتّب، عن سالم
بن أبي الجعد، عن سعيد بن زيد.
[1] في الأصل «أوس» والتصحيح من (الاستيعاب) .
[2] أخرجه مسلم في المساقاة (139/ 160) باب تحريم الظلم وغصب الأرض.
والبخاري في بدء الخلق (3198) باب ما جاء في سبع أرضين وفيه «شبرا» بدل
«شيئا» ، وأخرجه في المظالم مختصرا (2452) من طريق آخر، باب إثم من ظلم
شيئا من الأرض. وأخرجه أحمد في المسند 1/ 188 و 189 و 190، وأبو نعيم
في الحلية 1/ 96، 97 بعدّة روايات، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 5،
6، وهو غير موجود في «مجابي الدعوة» وهو من شرطه!.
[3] في طبعة القدسي «يجلسك» ، والتصحيح من (المستدرك) وغيره.
[4] أخرجه البخاري في تاريخه الصغير 60 من طريق آخر، والحاكم في
المستدرك 3/ 439، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 150 رقم 345.
(4/223)
وَقَالَ نافع: إن ابن عمر لَمَّا سمع بموت
سَعِيد بالعقيق، ذهب إليه، وترك الجمعة [1] .
وقالت عائشة بِنْت سعد بن أَبِي وقاص: مات سَعِيد بن زيد بالعقيق،
فغسَله سعد وكفنه، وخرج معه [2] .
قَالَ مالك: كلاهما مات بالعقيق.
وَقَالَ الْوَاقدي: تُوُفِّيَ سَنَة إحدى وخمسين، وَهُوَ ابن بضع
وسبعين سَنَة، وقُبر بالمدينة، ونزل في قبره سعد وابن عمر. وَكَانَ
رجلًا آدم، طويلًا، أشعر [3] .
وكذا وَرَّخ موته ابن بُكَير وجماعة، وشذ عُبَيد اللَّه بن سعد الزُهري
فَقَالَ: سَنَة اثنتين وخمسين، وغلط الهيثم بن عدي فَقَالَ: تُوُفِّيَ
بالْكُوفَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بن ظالم المازني، عن سعيد بن زيد قال: أشهد
عَلَى التسعة أَنَّهُم في الجنة، فَقَالَ: نعم، أذهب إِلَى حديث سَعِيد
بن زيد [4] .
سَعِيد بن العاص [5]- م ن- بن سَعِيد بن العاص بن أمية الأموي، والد
عمرو، ويحيى.
__________
[1] أخرجه البخاري في المغازي (3990) وعبد الرزاق في المصنّف (5497) ،
والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 185، وهو في الطبقات الكبرى 3/ 383، 384 و
385.
[2] الطبقات الكبرى 3/ 279.
[3] طبقات ابن سعد 3/ 385، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 148
رقم 336.
[4] سبق تخريج نحوه قبل قليل.
[5] انظر عن (سعيد بن العاص) في:
التاريخ لابن معين 2/ 201، 202، وسيرة ابن هشام 1/ 191 و 2/ 278 و 347
و 3/ 262 و 308 و 4/ 57 و 124 و 225 و 293، ونسب قريش 176- 178،
والمحبّر 55 و 150 و 174، والتاريخ 3/ 502 رقم 1672، وأنساب الأشراف 1/
22 و 200 و 352 و 444، وفتوح البلدان 142 و 234 و 395 و 403 و 411 و
412، والطبقات الكبرى 5/ 30، والمصنّف لابن أبي شيبة 13 رقم (15782) ،
وتاريخ خليفة 162 و 165 و 166 و 168 و 178 و 203 و 208 و 209 و 218، و
222، و 226، و 228، ومسند أحمد 4/ 77، 78،
(4/224)
قُتِلَ أَبُوه يَوْم بدر مشركًا وخلف
سَعِيدا طفلًا.
وَقَالَ أَبُو حاتم [1] : لَهُ صحبة.
رَوَى عَن: عمر، وعائشة.
وعنه: ابناه، وعُروة بن الزبير، وسالم بن عَبْد اللَّهِ.
وَكَانَ أحد الأشراف الأجواد الممدَّحين، والحلماء العقلاء.
ولي إمرة المدينة غير مرة لمعاوية، وولي الْكُوفَة لعُثْمَان، واعتزل
عليّا
__________
[ () ] وتاريخ اليعقوبي 2/ 135 و 165 و 166 و 178 و 225 و 238 و 239،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 183، 184 و 590 و 593، والأخبار الموفقيّات 72 و
176 و 178 و 118 و 193 و 258 و 261 و 389، والمغازي للواقدي 27 و 92 و
826 و 831 و 925، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1588- 1590 و
3633، 3634، والهفوات النادرة 387، والبخلاء للجاحظ 379، والفهرست 37،
والأغاني 1/ 8- 11 و 16/ 39، وربيع الأبرار 4/ 42 و 249 و 323 و 367،
والجرح والتعديل 4/ 48 رقم 204، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/
266، والمعرفة والتاريخ 1/ 292، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 63،
ومشاهير علماء الأمصار 66 رقم 446، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 135 رقم
608، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 115، 116، والمعارف 142 و
146 و 212 و 296 و 614 و 615، والخراج وصناعة الكتابة 325 و 377 و 379،
وجمهرة أنساب العرب 80، وثمار القلوب 29 و 289 و 371، والمعجم الكبير
6/ 73- 76 رقم 564، والاستيعاب 2/ 8- 11، والجمع بين رجال الصحيحين 1/
174، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 133- 147، وأسد الغابة 2/ 391، والكامل في
التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 151، ووفيات الأعيان 2/ 66 و 472 و
535 و 5/ 281 و 6/ 93 و 108، والتذكرة الحمدونية 1/ 254، و 2/ 18 و 42-
44 و 57 و 58 و 260 و 267 و 268 و 286 و 287 و 353 و 361، وتهذيب
الكمال 10/ 501- 510 رقم 2299، وتحفة الأشراف 4/ 16، 17 رقم 193،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 218 رقم 210، والوفيات لابن قنفذ 70
رقم 59، والتبيين في أنساب القرشيين 106 و 164 و 167 و 199 و 345،
ومعجم البلدان 1/ 216، و 2/ 62 و 609 و 614 و 873 و 3/ 505، والعبر 1/
764 وسير أعلام النبلاء 3/ 444- 449 رقم 87، والكاشف 1/ 288 رقم 1928،
ودول الإسلام 1/ 44، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 432، 433، وعهد
الخلفاء الراشدين 326 و 329 و 364 و 420 و 431 و 476 و 477، وتجريد
أسماء الصحابة 1/ 223 رقم 2324، والوافي بالوفيات 15/ 227- 230 رقم
319، وجامع التحصيل 220 رقم 234، والبداية والنهاية 8/ 83، ومرآة
الجنان 1/ 131، والعقد الثمين 4/ 571، وتهذيب التهذيب 4/ 48- 50 رقم
78، وتقريب التهذيب 1/ 299 رقم 196، والنكت الظراف 4/ 16، 17، والإصابة
2/ 47، 48 رقم 3268، وخلاصة تذهيب التهذيب 118، وشذرات الذهب 1/ 65.
[1] في الجرح والتعديل 4/ 48.
(4/225)
وَمُعَاوِيَة من عقله، فلما صفا الأمر
لمعاوية وفد إليه. فأمر لَهُ بجائزة عظيمة [1] ، وقد غزا سَعِيد
طبرستان في إمرته عَلَى الْكُوفَة، فافتتحها، وفيه يقول الفرزدق:
ترى الغُر الجحاجح [2] من قريش ... إذ مَا الأمر دون الحَدَثَان عالا
قِيَامًا ينظرونَ إِلَى سَعِيد ... كأَنَّهُم يَرَوْنَ بِهِ هِلالا [3]
وَقَالَ ابن سعد [4] : تُوُفِّيَ رَسُول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ ولسَعِيد بن العاص أَبِي أحَيحة [5] تسع [6] سنين أَوْ
نحوها.
وَلَمْ يزل في نَاحِيَةِ عُثْمَان لقرابته مِنْهُ، فاستعمله عَلَى
الْكُوفَة لَمَّا عزل عنها الْوَليد بن عُتبة، فقدِمها سَعِيد شابًا
مترفًا، فأضر بأَهْلها إضرارًا شديدًا، وعمل عليها خمس سنين إِلَّا
شهرًا، ثُمَّ قَامَ عَلَيْهِ أَهْل الْكُوفَة وطردوه، وأمَّروا عليهم
أبا موسى، فأبى عليهم، وجدد البيعة في رقابهم لعُثْمَان، وكتب إليه
فاستعمله عليهم.
وَكَانَ سَعِيد بن العاص يَوْم الدار مع عُثْمَان يقاتل عَنْهُ،
وَلَمَّا خرج طلحة والزبير نَحْوَ الْبَصْرَةِ خرج معهم سَعِيد،
ومروان، والمغيرة بن شُعبة، فلما نزلَوْا مَرَّ الظهران قَامَ سَعِيد
خطيبًا، فحمد اللَّه، وأثني عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أما بَعْد، فإن
عُثْمَان عاش حميدًا، وخرج شهيدًا، فضاعف اللَّه لَهُ حسناته، وقد
زعمتم أنكم خرجتم تطلبون بدمه، فإن كنتم تريدون ذلك، فإن قَتَلَةَ
عُثْمَان عَلَى صدور هَذِهِ المطي وأعجازها، فميلَوْا عليهم بأسيافكم،
فَقَالَ مروان: لَا بل
__________
[1] انظر تهذيب تاريخ دمشق 6/ 136.
[2] الجحاجح، مفردها جحجاح: السيد الكريم. وفي الأصل «الحجاحج»
والتصحيح مما يأتي.
والغرّ: جمع أغرّ، وهو الأبيض الغرّة.
[3] البيتان في ديوان الفرزدق 615، 616، وطبقات الشعراء لابن سلام 321،
والأغاني 21/ 321، ومعجم الأدباء 7/ 258، وسيرة ابن هشام 1/ 277 وأنساب
الأشراف 4/ 438، ونسب قريش 176، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 136، وأمالي
المرتضى 1/ 296، وخزانة الأدب 3/ 74، والوافي بالوفيات 15/ 228،
والاستيعاب 2/ 10، وتهذيب الكمال 10/ 504.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 31.
[5] في الأصل «بن أبي أحيحة» ، والتصويب من (المحبّر) .
[6] في طبعة القدسي «سبع» وهو غلط.
(4/226)
نضرب بعضهم ببعض، فمن قتل ظفرنا منه، ويبقى
الباقي فنطلبه وقد وَهن، وَقَامَ المغيرة فَقَالَ: الرأي مَا رأي
سَعِيد، وذهب إِلَى الطائف، ورجع سعيد ابن العاص بمن اتبعه، فلم يزل
بمكة حَتَّى مضت الجمل وصِفين [1] .
وَقَالَ قَبِيصة بن جابر: إِنَّهُم سألوا مُعَاوِيَة: من ترى لِهَذَا
الأمر بَعْدَك؟
قَالَ: أما كريمة قريش فسَعِيد بن العاص وأما فلان، وذكر جَمَاعَة [2]
.
ابْنُ سَعْدٍ: ثَنَا عَلَيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عياض
بن جعدبة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ قَالَ:
خَطَبَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ أُمَّ كلثوم بنت علي بعد عمر بن الخطاب،
وَبَعَثَ إِلَيْهَا بِمِائَةِ أَلْفٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَخُوهَا
الْحُسَيْنُ فَقَالَ: لَا تَزَوَّجِيهِ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى الْحَسَنِ
فَقَالَ: أَنَا أُزَوِّجَهُ، وَاتَّعَدُوا لِذَلِكَ، وَحَضَرَ
الْحَسَنُ، وَأَتَاهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَمَنْ مَعَهُ، فَقَالَ
سَعِيدٌ: أَيْنَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ الْحَسَنُ: سَأَكْفِيكَ،
قَالَ: فَلَعَلَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَرِهَ هذا؟ قَالَ:
نَعَمْ، قَالَ: لا أدَخَلُ فِي شَيْءٍ يَكْرَهُهُ، وَرَجَعَ وَلَمْ
يَعْرِضْ لِلْمَالِ، وَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا [3] .
وَقَالَ الْوَليد بن مَزْيد [4] : ثَنَا سَعِيد بن عَبْد العزيز قَالَ:
عربية القرآن أقيمت عَلَى لسان سَعِيد بن العاص بن سَعِيد لأَنَّهُ
كَانَ أشبههم لهجة برَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [5] .
وَرَوَى الْوَاقدي، عَن رجاله، أن سَعِيد بن العاص خرج من الدار، فقاتل
حَتَّى أم [6] ، ضربه رَجُلٌ ضربة مأمومة، قَالَ الذي رآه: فلقد رأيته،
__________
[1] الخبر أيضا في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 138.
[2] تاريخ أبي زرعة 1/ 592، 593، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 139.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 144.
[4] في طبعة القدسي «الوليد بن يزيد» والتصويب من مصادر ترجمته التي
جمعناها في (موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان- ج 5/ 176- 180 رقم
1795) .
[5] أخرجه ابن أبي داود في (المصاحف) 24 من طريق العباس بن الوليد
(البيروتي) ، عن أبيه الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، (وهو التنوخي) .
وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 139.
[6] حتى أمّ: أي أصيب بأمّ رأسه.
(4/227)
ليسمع صوت الرعد، فيغشى عَلَيْهِ [1] .
وَقَالَ هُشَيْم: قدِم الزبير الْكُوفَة زمن عُثْمَان، وعليها سَعِيد
بن العاص، وبعث إلى الزبير بسبعمائة فقبلها.
وَعَن صالح بن كَيْسان قَالَ: كَانَ سعيد بن العاص حليما وقورا، ولقد
كانت المأمومة التي أصابت رأسه يَوْم الدار، قد كاد أن يخف منها بعض
الخفة وَهُوَ عَلَى ذلك من أوقر الرجال وأحلمهم.
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قال: كان مروان
أميرًا علينا بالمدينة ستَّ سنين، فكان يسب عليًا في الجُمَع، ثُمَّ
عُزل، فاستعمل عليها سَعِيد بن العاص، فكان لَا يسب عليًا.
وَقَالَ ابن عُيينه: كَانَ سَعِيد بن العاص إذا سأله سائل، فلم يكن
عنده شيء قَالَ: اكتب عَلِيّ بمسألتكم سِجِلا إِلَى أيام مَيْسرَتي.
وَرَوَى الأصمعي أن سَعِيد بن العاص كَانَ يدعو إخوانه وجيرانه كل
جمعة، فيصنع لهم الطعام، ويخلع عليهم الثياب الفاخرة، ويأمرهم بالجوائز
الْوَاسعة [2] .
وَرَوَى عَبْد الأعلى بن حماد قَالَ: استسقى سَعِيد بن العاص من دار
بالمدينة، فسقوه، ثُمَّ حضر صاحب الدار في الْوَقت مع جَمَاعَة يعرض
الدار للبيع، وَكَانَ عَلَيْهِ أربعة آلاف دينار، فبلغ ذلك سَعِيدا
فَقَالَ: إن لَهُ عَلَيْهِ ذِمامًا لسَقيه، فأداها عَنْهُ [3] .
وَعَن يحيى بن سَعِيد الأموي: أن سَعِيد بن العاص أطعم النَّاس في
سَنَة جدبة، حَتَّى أنفق مَا في بيت المال وأدان، فعزله معاوية لذلك
[4] .
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 140، طبقات ابن سعد 5/ 34.
[2] تهذيب الكمال 10/ 506.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 144.
[4] تهذيب: تاريخ دمشق 6/ 145.
(4/228)
وَيُرْوَى: أَنَّهُ تُوُفِّيَ وعليه ثمانون
ألف دينار [1] .
الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
التيمي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
لَمَّا مَاتَ الْحَسَنُ بَعَثَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ بَرِيدًا
يُخْبِرُ مُعَاوِيَةَ، وَبَعَثَ مَرْوَانُ أَيْضًا بَرِيدًا، وَأَنَّ
الْحَسَنَ أَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَأَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ وَأَنَا حَيٌّ،
فَلَمَّا دُفِنَ الْحَسَنُ بِالْبَقِيعِ، أَرْسَلَ مَرْوَانُ بِذَلِكَ
وَبِقِيَامِهِ مَعَ بَنِي أُمَّيَةَ وَمَوَالِيهِمْ، وَأَنِّي يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَقَدْتُ لِوْائِي، وَلَبِسْنَا السِّلاحَ فِي
أَلْفَيْ رَجُلٍ، فَدَرَأَ اللَّهُ، أَنْ يَكُونَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ
وَعُمَرَ ثَالِثٌ أَبَدًا، حَيْثُ لَمْ يَكُنْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
عُثْمَانُ [الْمَظْلَوْمُ] وَكَانُوا هُمُ الَّذِينَ فَعَلُوا
بِعُثْمَانَ مَا فَعَلُوا، وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى مَرْوَانَ
يَشْكُرُ لَهُ، وَوَلاهُ الْمَدِينَةَ، وَعَزَلَ سَعِيدَ بْنَ
الْعَاصِ، وَكَتَبَ إِلَى مَرْوَانَ أَنْ لا تَدَعَ لِسَعِيدً مَالا
إِلا أَخَذْتُهُ، فَلَمَّا جَاءَ مَرْوَانُ الْكِتَابُ بَعَثَ بِهِ
مَعَ ابْنِهِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى سَعِيدٍ، فَلَمَّا قَرَأَهُ
أَخْرَجَ كِتَابَيْنِ، وَقَالَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ:
اقْرَأْهُمَا، فَإِذَا فِيهِمَا: مِنْ مُعَاوِيَةَ إِلَى سَعِيدٍ،
يَأْمُرُهُ حِينَ عُزِلَ مَرْوَانُ أَنْ يَقْبِضَ أَمْوَالَهُ، وَلَا
يَدَعْ لَهُ عِذْقًا، فَجَزَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ خَيْرًا وَقَالَ:
وَاللَّهِ لَوْلا أَنَّكَ جِئْتَنِي بِهَذَا الْكِتَابِ، مَا ذَكَرْتُ
مِمَّا تَرَى حَرْفًا وَاحِدًا، فَجَاءَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
مَرْوَانَ بِالْكِتَابِ إِلَى أَبِيهِ، قَالَ مَرْوَانُ: هُوَ كَانَ
أَوْصَلَ لَنَا مِنَّا لَهُ [2] .
وَعَن صالح بن كيسان قال: كان سعيد بن العاص أوقر الرجال وأحلمهم،
وَكَانَ مروان حديد اللسان، سريع الجواب، ذلق اللسان، قلما صبر إن
كَانَ في صدره حُبُّ أحدٍ أَوْ بُغْضُه إِلَّا ذَكَرَه، وَكَانَ سَعِيد
خلاف ذلك ويقول: إن الأمور تغير، والقلَوْب تتغير، فلا ينبغي للمرء أن
يكون مادحًا الْيَوْم، عائبًا غدًا [3] .
قَالَ الزبير: مات سَعِيد في قصره بالعَرَصَة، عَلَى ثلاثة أميال من
المدينة، وحُمل إِلَى البقيع، وركب ابنه عمرو بن سَعِيد إلى معاوية،
فباعه
__________
[1] المصدر نفسه.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 142، 143.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 143، 144.
(4/229)
منزله وبستانه بالعرصة بثلاثمائة ألف درهم
[1] . قاله الزبير بن بكار.
وفي ذلك المكان يقول عمرو بن الْوَليد بن عُقْبة:
القصُر ذو النخلِ والجَمَّار [2] فوقهما ... أشهى إِلَى النفس من
أَبُواب جَيُرونِ
[3] قَالَ خَلِيفَة [4] وغيره: تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين.
وَقَالَ مسدد: مات سَعِيد بن العاص، وعائشة، وأَبُو هريرة، وعَبْد
اللَّهِ بن عامر: سَنَة سبع أَوْ ثمان وخمسين.
وَقَالَ أَبُو معشر: سَنَة ثمان وخمسين.
سَعِيد بن يربوع [5] المخزومي.
من مُسْلمة الفتح، وشهد حنينا.
كان ممّن يجدّد أنصاب الحرم لخبرته بحدود الحرم.
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 146، ونسب قريش 176، ومعجم البلدان 2/ 159.
[2] الجمّار: شحم النخل.
[3] البيت: باختلاف في ألفاظه في: الأغاني 1/ 8 و 11، ونسب قريش 177،
ومعجم البلدان.
[4] تاريخ خليفة 226.
[5] انظر عن (سعيد بن يربوع) في:
المغازي للواقدي 842 و 946، والمعارف 313، وسيرة ابن هشام 3/ 122 و 4/
123 و 135، والمحبّر 297 و 473، 474، والتاريخ لابن معين 2/ 209،
وطبقات خليفة 278، وتاريخ خليفة 90 و 223، والتاريخ الكبير 3/ 453، 454
رقم 1511، والتاريخ الصغير 26، وتاريخ الطبري 3/ 90 و 4/ 69، والجرح
والتعديل 4/ 72 رقم 304، وجمهرة أنساب العرب 142، والاستيعاب 2/ 14-
16، ومشاهير علماء الأمصار 33 رقم 179، والمعجم الكبير 6/ 79- 81 رقم
568، والمستدرك 3/ 590، 591، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 180، 181، والتبيين
في أنساب القرشيين 266 و 357، والكامل في التاريخ 2/ 270 و 537 و 3/
500، وأسد الغابة 2/ 316، والعبر 1/ 59، وتجريد أسماء الصحابة 1 رقم
2347، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 602، والكاشف 1/ 298 رقم 1996،
وتلخيص المستدرك 3/ 490، 491، وتهذيب الكمال 11/ 111- 114 رقم 2380،
وتحفة الأشراف 4/ 18 رقم 194، والوافي بالوفيات 15/ 273 رقم 382،
والبداية والنهاية 8/ 70، والعقد الثمين 4/ 588، وتهذيب التهذيب 4/ 99،
100 رقم 167، وتقريب التهذيب 1/ 308 رقم 282، والإصابة 2/ 51، 52 رقم
3291، وخلاصة تذهيب التهذيب 144، وشذرات الذهب 1/ 60، وسير أعلام
النبلاء 2/ 542 رقم 112.
(4/230)
رَوَى ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، عَنْهُ، عَن
النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حديثًا [1] .
تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين، وعاش مائة وعشرين سَنَة، وَهُوَ من أقران
حكيم بن حزام.
سفيان بن عوف [2] ، الأزدي الغامدي الأمير.
شهد فَتَحَ دمشق، وولي غزو الرصافة لمعاوية، وتوفي مرابطا بأرض الروم
سَنَة اثنتين وخمسين، وَلَا صُحبة لَهُ.
سَمُرَة بن جندب [3]- ع- ابن هلال الفزاري.
__________
[1] أخرجه أبو داود في الجهاد (2684) باب قتل الأسير ولا يعرض عليه
الإسلام، من طريق:
محمد بن العلاء، حدّثنا زيد بن حبان، أخبرنا عمر بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ،
حدّثني جدّي، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وسلم قال يوم فتح مكة: «أربعة لا أؤمنهم في حلّ ولا حرم»
فسمّاهم، قال: وقينتين كانتا لمقيس، فقتلت إحداهما، وأفلتت الأخرى،
فأسلمت.
[2] انظر عن (سفيان بن عوف) في:
فتوح الشام للأزدي 156 و 184، 185، والعقد الفريد 1/ 132 و 3/ 14،
والمعرفة والتاريخ 2/ 517، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1668
و 1818، 1819، وفتوح البلدان 224، وتاريخ الطبري 4/ 261 و 5/ 134 و 234
و 287 و 299، وجمهرة أنساب العرب 256 و 278، والمستدرك 3/ 446، وتهذيب
تاريخ دمشق 6/ 183- 185، والكامل في التاريخ 3/ 97 و 376 و 458 و 461 و
491 و 501، والوافي بالوفيات 15/ 283 رقم 394، والإصابة 2/ 56 رقم
3323، وتعجيل المنفعة 155 رقم 383.
[3] انظر عن (سمرة بن جندب) في:
الطبقات الكبرى 6/ 34 و 7/ 49، 50، والمحبّر 295، وسيرة ابن هشام 3/ 29
و 59، ومسند أحمد 5/ 7، والتاريخ الكبير 4/ 176، 177 رقم 2400،
والتاريخ الصغير 57، والمعارف 305، وتاريخ الطبري 1/ 148 و 192 و 209 و
2/ 505 و 5/ 224 و 234 و 236 و 238 و 288 و 291 و 292 و 295، والجرح
والتعديل 4/ 154 رقم 677، ومشاهير علماء الأمصار 38 رقم 223، ومقدمة
مسند بقيّ بن مخلد 83 رقم 35، وجمهرة أنساب العرب 259، وفتوح البلدان
119، والمعرفة والتاريخ 1/ 542 و 2/ 52 و 124 و 129 و 228 و 3/ 11 و
127 و 356، وأنساب العرب 259، وفتوح البلدان 119، والمعرفة والتاريخ 1/
542 و 2/ 52 و 124 و 129 و 228 و 4/ 11 و 127 و 256، وأنساب الأشراف
249 و 416 و 496 و 527، والأخبار الطوال 225 و 309، وتاريخ أبي زرعة 1/
554 و 718، والسير
(4/231)
لَهُ صحبة ورواية وشرف، ولي إمرة الْكُوفَة
والْبَصْرَة خلافة لزياد.
رَوَى عَنْهُ: ابنه سليمان، وأَبُو قِلابة الجَرْمي، وأَبُو رجاء
العُطَاردي، وأَبُو نَضْرة العَبْدي، وعَبْد اللَّهِ بن بُريْدة، ومحمد
بن سِيرين، والحسن بن أَبِي الْحَسَن، وسماعة مِنْهُ ثابت، فالصحيح
لزوم الاحتجاج بروايته عَنْهُ، وَلَا عبرة بقول من قَالَ من الأئمة:
لَمْ يسمع الْحَسَن من سَمُرة، لأن عندهم عِلما زائدًا عَلَى مَا عندهم
من نفي سماعة مِنْهُ [1] .
وَكَانَ سَمُرة شديدًا عَلَى الخوارج، فقتل منهم جَمَاعَة، وَكَانَ
الْحَسَن وابن سيرين يُثْنيان عَلَيْهِ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ،
عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِعَشَرَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي
بَيْتٍ: «آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» . فِيهِمْ سَمُرَةُ بْنُ
جُنْدُبٍ، قَالَ أَبُو نَضْرَةَ: فَكَانَ سَمُرَةُ آخِرُهُمْ مَوْتًا.
أَبُو نَضْرَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لَكِنْ
لِلْحَدِيثِ مَعَ غَرَابَتِهِ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ،
وَهُوَ مَا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بن حكيم- ولم يذكره أحد بجرح-
__________
[ () ] والمغازي 335، وعيون الأخبار 3/ 214 و 4/ 77، والعقد الفريد 3/
413 و 6/ 90، وطبقات خليفة 48 و 181، وتاريخ خليفة 219 و 221- 223،
والاستيعاب 2/ 77- 79، وتحفة الأشراف 4/ 60- 87 رقم 211، والجمع بين
رجال الصحيحين 1/ 202، وأسد الغابة 2/ 354، 355، والكامل في التاريخ 2/
357 و 3/ 451 و 461- 463 و 495 و 498 و 520، والكاشف 1/ 322 رقم 2167،
ودول الإسلام 1/ 45، وسير أعلام النبلاء 3/ 183- 186 رقم 35، والعبر 1/
65، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1/ 553، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/
235، 236 رقم 234، والمغازي للواقدي 216، والوفيات لابن قنفذ 68، 69
رقم 58، ومرآة الجنان 1/ 131، والوافي بالوفيات 15/ 454، 455 رقم 611،
والتذكرة الحمدونية 1/ 406، والزيارات 79، والمعين في طبقات المحدّثين
22 رقم 51، والزاهر للأنباري 1/ 614 و 2/ 318، والإصابة 2/ 78، 79 رقم
3475، وتهذيب التهذيب 4/ 236، 237 رقم 401، وتقريب التهذيب 1/ 333 رقم
525، والنكت الظراف 4/ 60- 87، والمعجم الكبير 7/ 211- 325 رقم 681،
وخلاصة تذهيب التهذيب 132، وشذرات الذهب 1/ 65.
[1] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 3/ 184: وقد ثبت
سماع الحسن بن سمرة، ولقيه بلا ريب، صرّح بذلك في حديثين.
وانظر التعليق في الحاشية رقم (1) .
(4/232)
قَالَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ
الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيُّ قَالَ: كُنْتُ
أَمُرُّ بِالْمَدِينَةِ، فَأَلْقَى أَبَا هُرَيْرَةَ، فَلَا يَبْدَأُ
بِشَيْءٍ حَتَّى يَسْأَلَنِي عَنْ سَمُرَةَ، فَإِذَا أَخْبَرْتُهُ
بِحَيَاتِهِ فَرِحَ، فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا عَشَرَةٌ فِي بَيْتٍ،
وَإِنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَامَ
وَنَظَرَ فِي وُجُوهِنَا، وَأَخَذَ بِعُضَادَتَيِ الْبَابِ، ثُمَّ
قَالَ: «آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» . فَقَدْ مَاتَ مِنَّا
ثَمَانِيَةٌ، وَلَمْ يَبْقَ غَيْرِي وَغَيْرُ سَمُرَةَ، فَلَيْسَ
شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ قَدْ ذُقْتُ الْمَوْتَ.
وَرَوَى مِثْلَهُ حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ
أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: كُنْتُ إِذَا قَدِمْتُ عَلَى أَبِي
مَحْذُورَةَ سَأَلَنِي عَنْ سَمُرَةَ، وَإِذَا قَدِمْتُ عَلَى سَمُرَةَ
سَأَلَنِي عَنْ أَبِي مَحْذُورَةَ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: إِنِّي
كُنْتُ أَنَا وَسَمُرَةَ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ فِي بَيْتٍ، فَجَاءَ
النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: «آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي
النَّارِ» ، فَمَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ، ثُمَّ مَاتَ أَبُو مَحْذُورَةَ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاوُسٍ وَغَيْرُهُ: أنّ
النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِسَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ،
وَلِأَبِي هُرَيْرَةَ، وَلِآخَرَ: «آخِرُكُمْ مَوْتًا فِي النَّارِ» .
فَمَاتَ الرَّجُلُ، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغِيظَ
أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَاتَ سَمُرَةَ، فَإِذَا سَمِعَهُ غُشِيَ
عَلَيْهِ وَصُعِقَ، ثُمَّ مَاتَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَبْلَ سَمُرَةَ.
وَقَتَلَ سَمُرَةُ بَشَرًا كَثِيرًا.
وَقَالَ سليمان بن حرب: ثَنَا عامر بن أَبِي عامر قَالَ: كنّا في مجلس
يونس بن عبيد في أصحاب الخزّ، فقالْوَا: مَا في الأرض بقعة نشفت من
الدم مَا نشفت هَذِهِ البقعة- يعنون دار الإمارة- قُتِلَ بِهَا سبعون
ألفًا، فجاء يونس بن عبيد، فقلت: إِنَّهُم يقولَوْن كذا وكذا، فَقَالَ:
نعم من بَيْنِ قتيل وقطيع، قيل لَهُ: ومن فعل ذلك يَا أبا عَبْد
اللَّهِ؟ قَالَ: زياد وابنه عبيد اللَّه وسمرة.
قَالَ البيهقي: نرجو لسَمُرَة بصحبته رسول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ.
وَرَوَى عَبْد اللَّهِ بن مُعَاوِيَة الجُمَحي، عَن رَجُل: أن سَمُرة
استجمر، فغفل عَن نفسه، وغفلوا عنه حتى أخذته [1] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 34 و 7/ 50.
(4/233)
وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ
أَبَا يَزِيدَ الْمَدِينِيَّ يَقُولُ: لَمَّا مَرِضَ سَمُرَةُ
أَصَابَهُ بَرْدٌ شَدِيدٌ، فَأَوْقَدْتُ لَهُ نَارٌ فِي كَانُونٍ
بَيْنَ يَدَيْهِ، وَكَانُونٍ خَلْفَهُ، وَكَانُونٍ عَنْ يَمِينِهِ،
وَآخَرَ عَنْ شِمَالِهِ، فَجَعَلَ لَا يَنْتَفِعُ بِذَلِكَ، وَكَانَ
يَقُولُ:
كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا فِي جَوْفِي، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى
مَاتَ.
وإن صحّ هَذَا فيكون إن شاء اللَّه قوله عَلَيْهِ السلام «آخركم موتًا
في النار» متعلقًا بموته في النار، لَا بذاته.
قَالَ عَبْد اللَّهِ بن صبيح، عَن ابن سيرين: كَانَ سَمُرة- فيما علمت-
عظيم الأمانة، صدوقًا، يحبّ الأسلام وأَهْله.
تُوُفِّيَ سَمْرة سَنَة تسع وخمسين، وَيُقَالُ: في أول سَنَة ستين.
سَوْدَة أم المؤْمِنِينَ [1] مرت في خلافة عمر.
قَالَ الْوَاقدي: الثابت عندنا أَنَّها توفيت سَنَة أربع وخمسين فيما
حدثنا بِهِ محمد بن عَبْد اللَّهِ بن مسلم، عن أبيه.
__________
[1] مرّت ترجمتها في الطبقة الماضية، وقد حشدنا مصادر ترجمتها هناك،
فلتراجع.
(4/234)
[حرف الشين]
شداد بن أوس [1]- ع- ابن ثابت، أَبُو يعلى، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْد
الرَّحْمَنِ الأنصاري النجاري، ابن أخي حسّان بن ثابت.
__________
[1] انظر عن (شدّاد بن أوس) في:
تاريخ خليفة 227، وطبقات خليفة 88 و 303، ومسند أحمد 4/ 122، وطبقات
ابن سعد 7/ 401، والمعارف 312، والمعرفة والتاريخ 1/ 356 و 2/ 320 و
31، وأنساب الأشراف 1/ 243، وفتوح البلدان 182، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 85 رقم 63، ومشاهير علماء الأمصار 50 رقم 325، والمعجم الكبير 7/
329- 356 رقم 687، والجرح والتعديل 4/ 328 رقم 1434، وتاريخ الطبري 2/
160 و 3/ 434 و 4/ 241 و 258، وتاريخ اليعقوبي 2/ 139، وتاريخ أبي زرعة
1/ 664، والتاريخ الصغير 49، والتاريخ الكبير 4/ 224 رقم 2591،
والمستدرك 3/ 506، وصفة الصفوة 1/ 708- 710 رقم 103، وتهذيب الكمال
(المصوّر) 2/ 573، 574، وتحفة الأشراف 4/ 139- 148 رقم 225، وتهذيب
تاريخ دمشق 6/ 290- 293، وفتوح الشام للأزدي 101 و 230 و 275، والعقد
الفريد 3/ 223 و 4/ 135، وربيع الأبرار 4/ 333، وحلية الأولياء 1/ 264-
270 رقم 41، وأسد الغابة 2/ 387، 388، والكامل في التاريخ 1/ 462 و 3/
77 و 95 و 4/ 174، والكاشف 2/ 5 رقم 2268، وسير أعلام النبلاء 2/ 460-
467 رقم 89، والعبر 1/ 62، وتلخيص المستدرك 3/ 506، والاستبصار 54،
والوافي بالوفيات 16/ 123، 124 رقم 135، والجمع بين رجال الصحيحين 1/
211، والزيارات 23 و 28، ومرآة الجنان 1/ 130، والبداية والنهاية 8/
87، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 242 رقم 247، والمعين في طبقات
المحدّثين 22 رقم 55، والاستيعاب 2/ 135، ودول الإسلام 1/ 42، والمغازي
(من تاريخ الإسلام) 202، وتهذيب التهذيب 4/ 315 رقم 538، وتقريب
التهذيب 1/ 347 رقم 26، والإصابة 2/ 139 رقم 3847، والنكت الظراف 4/
142- 145، وخلاصة تذهيب التهذيب 164، وشذرات الذهب 1/ 64.
(4/235)
لَهُ صُحْبة ورواية، أحد سادة الصحابة.
رَوَى عَنْهُ: بشير بن كعب، وخالد بن مَعْدان، وأبو الأشعث الصنعاني
شراحيل، وأَبُو إدريس الخَوْلاني، وأَبُو أسماء الرحبي، وجماعة، ومحمد،
ويعلي ابناه.
فعن عُبادة بن الصامت قَالَ: شداد ممن أوتي العلم والحِلم.
ابْنُ جَوْصا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الْوَهاب بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْن شداد بن أوس: حدثني أَبِي، حدثنا
أَبِي، عَن أبيه، عَن جده، قَالَ: كَانَ لأبي يعلى شداد بن أوس خمسة
أولاد، منهم بِنْته أسماء لها نسل إِلَى سَنَة ثلاثين ومائة [1] .
ذكرت باقي الحديث في تلك السنة.
قَالَ الْبُخَارِيُّ [2] : شداد بن أوس، قيل إِنَّهُ بدْري، وَلَمْ
يصح.
وَقَالَ محمد بن سنان القزاز [3]- وليس بحجة-: ثَنَا عمر بن يونس
اليماني، أنبأ عَلَى بن محمد بن عمارة، سمعت شداد أنبأ عمار يحدث، عَن
شداد بن أوس، وَكَانَ بدريًا.
وَقَالَ محمد بن سعد [4] : لشدّاد بقية وعقب ببيت المقدس، وبهامات
سَنَة ثمان وخمسين، وله خمس وسبعون سَنَة.
وَعَن خالد بن مَعْدان قَالَ: لَمْ يبق من الصحابة بالشَّام أحد كَانَ
أوثق وَلَا أفقه وَلَا أرضى من عُبادة بن الصامت، وشداد بن أوس،
وعُمَير بن سعد الذي ولَّاه عمر حمص [5] .
وذكر غير واحد وفاة شداد سَنَة ثمان وخمسين، إِلَّا مَا رواه ابن جوصا
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 290.
[2] التاريخ الكبير 4/ 225.
[3] في الأصل: «الفزار» ، والتصويب من (تهذيب التهذيب 9/ 206) .
[4] في الطبقات 7/ 401.
[5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 291.
(4/236)
عَن محمد بن عَبْد الْوَهاب بن محمد
المذكور، عَن آبائه، أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَة أربع وستين [1] .
وَقَالَ سَعِيد بن عَبْد العزيز: فَضُلَ شدَادُ بْنُ أوس الأنصارَ
بخصلتين:
ببيانٍ إذا نطق، وبكظم إذا غضب [2] .
وَقَالَ ابن سعد [3] : كَانَ عابدًا مجتهدًا، قيل إن أباه استشهد
يَوْم أحُد، وَقَالَ غيره: لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان اعتزل شداد
الفتنة وتعَبْد.
وَقَالَ فَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ أَسَدِ بْنِ وَدَاعَةَ، عَنْ
شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْفِرَاشَ
يَتَقَلَّبُ عَلَى فِرَاشِهِ، لَا يَأْتِيهِ النَّوْمُ، فَيَقُولُ:
اللَّهمّ إِنَّ النَّارَ أَذْهَبَتْ مِنِّي النَّوْمَ، فَيَقُومُ
فَيُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ [4] .
نَزَلَ شدّاد بيت المقدس، وأخباره في تاريخ دمشق [5] .
شريك بن شدّاد [6] ، الحضرمي التَّنعي [7] .
أحد العشرة الذين قُتِلُوا مع حُجْر بعذراء صبرًا، في سَنَة إحدى
وخمسين.
وَهُوَ من التابعين.
شيبة بن عُثْمَان [8]- خ د ق- بن أَبِي طَلْحَةَ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى
__________
[1] المصدر نفسه 290.
[2] نفسه 291.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 401.
[4] حلية الأولياء 1/ 264، أسد الغابة 2/ 507، تهذيب تاريخ دمشق 6/
293.
[5] تهذيب ابن عساكر 6/ 290.
[6] انظر عن (شريك بن شدّاد) في:
المحبّر 188، وتاريخ اليعقوبي 2/ 231، وتاريخ الطبري 5/ 271 و 277،
والكامل في التاريخ 3/ 483 و 486، والوافي بالوفيات 16/ 148 رقم
170.
[7] التّنعي: بكسر التاء وسكون النون وبعدها العين، نسبة إلى بني
تنع، وهم بطن من همذان.. إلخ. (اللباب 1/ 224) .
[8] انظر عن (شيبة بن عثمان) في:
الطبقات الكبرى 5/ 331، والمحبّر 17، وطبقات خليفة 32، وتاريخ
خليفة 198 و 226 و 251، ونسب قريش 252، وحذف من نسب قريش 45،
والمعارف 70، والمنتخب من
(4/237)
العَبْدري المكي الحجبي، أَبُو صفية [1] ،
وَيُقَالُ أَبُو عُثْمَان.
حاجب الكعبة ابن أخت مُصْعَب بن عُمَير العَبْدري، وإليه ينسب بنو
شيبة حَجَبة الكعبة.
وأَبُوه قتله عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْم أُحُد، فلما
كَانَ عام الفتح خرج شيبة مع النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
كافرًا إِلَى حُنين، ومن نيته اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ، ثُمَّ هداه اللَّه، ومن عَلَيْهِ بالإسلام، فأسلم،
وقاتل يومئذ وثبت وَلَمْ يُوَلِّ [2] .
وَرَوَى عن: النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَعَن أَبِي
بكر، وعمر.
وعنه: ابناه مُصْعَب بن شيبة، وصفية بِنْت شيبة، وأَبُو وائل،
وعكرمة، وحفيده مُسَافع بن عَبْد اللَّهِ.
تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين، وقيل سَنَة ثمان وخمسين.
__________
[ () ] ذيل المذيّل 556، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية)
3632، ومشاهير علماء الأمصار 31 رقم 158، والمعرفة والتاريخ 3/
316، وجمهرة أنساب العرب 114، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 142 رقم
684، والمغازي للواقدي 787 و 909 و 910، والسير والمغازي 62،
والتاريخ الكبير 4/ 241 رقم 2661، وأنساب الأشراف 1/ 53، 54 و 366،
والاستيعاب 2/ 158- 160، والعقد الفريد 3/ 313، وتاريخ الطبري 3/
75 و 5/ 136، والمعجم الكبير 7/ 356- 360 رقم 688، وتاريخ اليعقوبي
2/ 62 و 213، والجرح والتعديل 4/ 335 رقم 71470 وسيرة ابن هشام 4/
88 و 134، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 349- 352، وأخبار مكة 1/ 111 و 207
و 245- 247 و 253 و 260 و 265 و 269 و 313 و 2/ 110، وشفاء الغرام
(بتحقيقنا) 1/ 36 و 227 و 229 و 230 و 239 و 260، و 2/ 195 و 260،
261 و 339، وتحفة الأشراف 4/ 157 رقم 232، وتهذيب الكمال (المصوّر)
2/ 592، 593، وأسد الغابة 3/ 7، والكامل في التاريخ 1/ 453، 454 و
2/ 18 و 19 و 21 و 23 و 5/ 541، والوافي بالوفيات 16/ 201، 202 رقم
236، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 219، وصفة الصفوة 1/ 305، وسير
أعلام النبلاء 3/ 12، 13 رقم 3، والعبر 1/ 64، وتجريد أسماء
الصحابة 1/ 261، والكاشف 2/ 15 رقم 2341، والمعين في طبقات
المحدّثين 22 رقم 757 والمغازي (من تاريخ الإسلام) 177 و 551 و 577
و 583، ومرآة الجنان 1/ 131، والبداية والنهاية 8/ 213، وتهذيب
التهذيب 4/ 376 رقم 633، وتقريب التهذيب 1/ 357 رقم 120، والإصابة
2/ 161، 162 رقم 3945، والعقد الثمين 5/ 19، وخلاصة تذهيب التهذيب
142، وشذرات الذهب 1/ 65.
[1] في الأصل «أبو صنينة» والتصحيح من (الاستيعاب) .
[2] انظر: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 88، وتاريخ الطبري 3/ 75،
والكامل في التاريخ 2/ 263، والمغازي من تاريخ الإسلام 77/ 5.
(4/238)
وحديثه في «البخاري» عن عمر [1] .
__________
[1] أخرجه البخاري في الحج 3/ 363 باب كسوة الكعبة من طريق: عبد
الله بن عبد الوهاب، حدّثنا خالد بن الحارث، حدثنا سفيان، حدّثنا
واصل الأحدب، عن أبي وائل قال: جلست مع شيبة على الكرسي في الكعبة،
فقال: لقد جلس هذا المجلس عمر رضي الله عنه، فقال: لقد هممت أن لا
أدع فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها، قلت: إن صاحبيك لم يفعلا،
قال: هما المرءان أقتدي بهما.
ورواه ابن ماجة (3116) بلفظ: لقد جلس عمر بن الخطاب مجلسك الّذي
جلست فيه، فقال: لا أخرج حتى أقسم مال الكعبة بين فقراء المسلمين،
قلت: ما أنت فاعل. قال:
لأفعلنّ، قال: ولم ذاك؟ قلت: لأن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
قد رأى مكانه، وأبو بكر وهما أحوج منك إلى المال، فلم يحرّكاه،
فقام كما هو، فخرج.
(4/239)
[حرف الصاد]
صَعصَعَة بن صُوحان [1]- ن- بن حُجْر العَبْدي [2] الكوفي.
أحد شيعة عليّ، أمره عَلَى بعض الكراديس يَوْم صِفين.
وَكَانَ شريفًا، مطاعَا، خطيبًا، بليغًا، مفوّهًا، واجه عُثْمَان
بشيء فأبعده إلى الشام.
__________
[1] انظر عن (صعصعة بن صوحان) في:
طبقات ابن سعد 6/ 221، والتاريخ الكبير 4/ 319 رقم 2979، والمعرفة
والتاريخ 2/ 53 و 92 و 581 و 582، وجمهرة أنساب العرب 297، وربيع
الأبرار 4/ 133 و 172، وطبقات خليفة 144، وتاريخ خليفة 171 و 195 و
374، ومروج الذهب 3/ 228 د وحياة الحيوان 5/ 588، والمعارف 2/ 4 و
624، والشعر والشعراء 621، والبدء والتاريخ 5/ 227، والزيارات 63 و
79، والفهرست 181، والصبح المنبي 1/ 255، والاستيعاب 2/ 196، وعيون
الأخبار 2/ 173 و 3/ 21 و 4/ 10، والعقد الفريد 1/ 154 و 239 و 171
و 2/ 466 و 3/ 32 و 366 و 4/ 206 و 353 و 366 و 6/ 106، والأخبار
الموفقيات 155، والأخبار الطوال 168، والجرح والتعديل 4/ 446 رقم
1960، وتاريخ اليعقوبي 2/ 179 و 204، وأسد الغابة 3/ 21، والكامل
في التاريخ 3/ 138- 144 و 245 و 248 و 283 و 284 و 427- 429،
وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 607، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 425- 429،
والكاشف 2/ 26 رقم 2415، وسير أعلام النبلاء 3/ 528، 529 رقم 734،
والمغني في الضعفاء 1/ 307، وميزان الاعتدال 2/ 315، والوافي
بالوفيات 16/ 309 رقم 337، والإصابة 2/ 186 رقم 4069، ومجمع الرجال
لعناية الله القهبائي- 3/ 212 طبعة أصبهان 1384- 1387 هـ. وعهد
الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 430 و 508 و 646، والتذكرة
الحمدونية 2/ 64 و 325 و 489، وتهذيب التهذيب 4/ 422 رقم 728،
وتقريب التهذيب 1/ 367 رقم 97، وخلاصة تذهيب التهذيب 147، ومقاتل
الطالبيين 37.
[2] في الأصل «الكعبري» والتصحيح من مصادر ترجمته.
(4/240)
وَرَوَى عَن عَلِيّ، وغيره.
وَرَوَى عَنْهُ: الشَّعْبِيُّ، وأَبُو إِسْحَاق، وابن بُرَيْدة،
والمنْهال بن عمرو.
وَقَالَ ابن سعد [1] هُوَ ثِقَةٌ.
وفد عَلَى مُعَاوِيَة فخطب، فَقَالَ مُعَاوِيَة: إن كنت لأبغض أن
أراك خطيبًا، قَالَ: وأنا إن كنت لأبغض أن أراك خَلِيفَة [2] .
وَقَالَ ابن سعد [3] : تُوُفِّيَ في خلافة مُعَاوِيَة، وكنيته
أَبُو عمر، لَهُ حكايات.
صفوان بن المعطّل [4] ، السُّلمي، الذي لَهُ ذِكْر في حديث الإفك
[5] .
قَدْ مرٌ في سَنَة تسع عشرة.
وَقَالَ الْوَاقدي: تُوُفِّيَ سَنَة ستين بسُمَيْساط [6] .
صيفي بن قُشيل [7] ، أَوْ فشيل الربعي.
كوفي من شيعة عَلَى. قُتِلَ صبْرًا بعذراء مع حجر بن عديّ [8] ،
وكان من رءوس أصحابه.
__________
[1] في الطبقات الكبرى 6/ 221.
[2] انظر: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 428 بأطوال مما هنا.
[3] في الطبقات البكري 6/ 221.
[4] انظر ترجمته ومصادرها في الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من
هذا الكتاب- ص 188، 189.
[5] راجع الحاشية رقم (1) من الصفحة 189 من، عهد الخلفاء الراشدين،
من هذا الكتاب، حيث أخرجنا حديث الإفك.
[6] سميساط: بضم أوّله وفتح ثانيه ثم ياء مثنّاة من تحت ساكنة.
مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غربي الفرات. (معجم
البلدان 3/ 258) .
[7] انظر عن (صيفي بن قشيل) في:
أنساب الأشراف ج 1 ق 4/ 251 و 253 و 262، وتاريخ اليعقوبي 2/ 231،
وتاريخ الطبري 5/ 80 و 266 و 271 و 277 و 280، وتهذيب تاريخ دمشق
6/ 460، 461، والكامل في التاريخ 3/ 341 و 477 و 486، والوافي
بالوفيات 16/ 343 رقم 373.
[8] أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 262، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 461.
(4/241)
[حرف الطاء]
طارق بن عَبْد اللَّهِ المحاربي [1]- ت- لَهُ صحبة ورواية.
رَوَى عَنْهُ: رِبْعي بن حِراش [2] وأَبُو صخرة جامع بن شداد.
وله حديثان إسنادهما صحيح [3] .
__________
[1] انظر عن (طارق بن عبد الله المحاربي) في:
طبقات خليفة 49 و 130، والطبقات الكبرى 6/ 42، 43، ومقدّمة مسند
بقيّ بن مخلد 109 رقم 342 و 136 رقم 617، والجرح والتعديل 4/ 485
رقم 2129، والتاريخ الكبير 4/ 352 رقم 3112، وترتيب الثقات 233 رقم
716، والثقات لابن حبان 3/ 202، ومشاهير علماء الأمصار 48 رقم 318،
والاستيعاب 2/ 236، والكاشف 2/ 36 رقم 2476، وتهذيب الكمال 2/ 622،
والكاشف 3/ 49، والوافي بالوفيات 16/ 380 رقم 410، والمعجم الكبير
للطبراني 8/ 374- 377 رقم 751، وتحفة الأشراف 4/ 208، 209 رقم 249،
وتهذيب التهذيب 5/ 4 رقم 6، وتقريب التهذيب 1/ 376 رقم 6، والإصابة
2/ 220 رقم 4227.
[2] بالحاء المهملة.
[3] أحدهما: رواه أبو داود في الصلاة (478) باب في كراهية البزاق
في المسجد، قال: حدثنا هناد بن السريّ، عن أبي الأحوص، عن منصور،
عن ربعي، عن طارق بن عبد الله المحاربي، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: «إذا قام الرجل إلى الصلاة، أو إذا صلّى
أحدكم، فلا يبزق أمامه ولا عن يمينه، ولكن عن تلقاء يساره إن كان
فارغا، أو تحت قدمه اليسرى ثم ليقل به» .
وأخرجه الترمذي في الصلاة 1/ 284 عن بندار، والنسائي 1/ 154 عن
عبيد الله بن سعيد، وكلاهما عن يحيى بن سعيد، وابن ماجة في الصلاة
1/ 100 عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، كلاهما عن سفيان، عن
منصور، به. وقال الترمذي: حسن صحيح. وانظر: المعجم الكبير 8/ 374
رقم 8165 و 8166 و 8167 و 168 و 8169 و 8170 و 8171 و 8172،
(4/242)
وهو في عداد أهل الكوفة.
__________
[ () ] والمصنّف (2188) والسنن الكبرى 2/ 292، ومسند أحمد 6/ 396،
وصحيح ابن خزيمة 876 و 877.
والآخر: أخرجه الطبراني (8173) قال: حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن
التستري، ثنا سعدان بن زيد، ثنا الهيثم بن جميل، ثنا شريك، عن
منصور، عن ربعي، عن طارق بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: «إذا استجمرتم فأوتروا وإذا توضّأتم فاستنثروا» .
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 211: ورجاله موثّقون.
(4/243)
[حرف العين]
عائشة أم المؤْمِنِينَ [1] بِنْت أَبِي بكر الصِدِيق، التيمية أم
عَبْد اللَّهِ، فقيهة نساء الأمة.
__________
[1] انظر عن (عائشة أم المؤمنين) في:
المحبّر 54 و 80 و 89 و 90 و 92 و 94 و 95 و 98- 100 و 109 و 261 و
289 و 302 و 377 و 409 و 449 و 477، وطبقات خليفة 189 و 333،
وتاريخ خليفة 65 و 67 و 80 و 175 و 176 و 180 و 182- 184 و 190 و
225 و 242 و 287، والمعارف 134 و 176 و 208 و 550، والتاريخ لابن
معين 2/ 73 و 738، والمعرفة والتاريخ 3/ 268، والطبقات الكبرى 2/
374- 378 و 8/ 58- 81، والبدء والتاريخ 5/ 11، 12، ومقدّمة مسند
بقيّ بن مخلد 79 رقم 4، والفصل لابن حزم 4/ 152، والتدريب للسيوطي
2/ 217، والعقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 121، 122، وعيون
الأخبار (انظر فهرس الأخبار) 4/ 204، 205، ونسب قريش 232 و 237 و
252 و 262 و 276 و 278 و 295، وتاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام)
2/ 898، 99.، وأنساب الأشراف 1/ 656 (الفهرس) ، وق 3/ 10 و 40 و 1
ط و 44 وق 4 ج 1 (انظر فهرس الأعلام) 648، والزاهر للأنباري 1/ 330
و 419 و 543 و 611 و 2/ 47 و 161 و 261 و 393، 394، وسيرة ابن هشام
1/ 71 و 99 و 100 و 155 و 168 و 188 و 264 و 277 و 288 و 364 و 2/
17 و 24، 25 و 47 و 50 و 122 و 126 و 128 و 229 و 230 و 235 و 280
و 294 و 3/ 44 و 177 و 191- و 200 و 01: 2 و 240 و 242 و 243 و 248
و 249 و 252 و 253 و 299 و 4/ 21 و 38 و 245 و 246 و 250 و 268 و
290 و 291 و 298 و 301 و 305- 307 و 313 و 315- 317، والأخبار
الموفقيّات 131 و 462 و 473، والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام)
3/ 1189، وجمهرة أنساب العرب 7 و 74 و 118 و 121 و 188 و 203 و 205
و 232 و 383، والسير والمغازي 65 و 97 و 99 و 120 و 132 و 136 و
142 و 143 و 146 و 195 و 206 و 216 و 219 و 235 و 243 و 244 و 255-
257 و 263 و 269 و 270 و 272 و 295 و 297، وفتوح البلدان 23 و 49 و
54 و 106 و 443 و 548، وربيع الأبرار 4/ 24 و 43 و 84 و 123 و 160
و 187 و 188 و 204 و 269 و 274
(4/244)
دخل بها النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ في شوَال بَعْدَ بدر، ولها من العمر تسع سنين.
رَوَى عنها: جَمَاعَة من الصحابة، والأسود، ومسروق، وابن المسيب،
وعُرْوة، والقاسم، والشَّعْبِيُّ، ومجاهد، وعِكْرِمة، وَعَطَاءِ
بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، ومعاذة العدوية،
وعمرة الأنصارية، ونافع مولى ابن عمر، وخلق كثير.
قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «فَضْلُ عَائِشَةَ
عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيدِ على سائر الطعام» [1] .
__________
[ () ] و 319 و 358 و 367، وثمار القلوب 256 و 294 و 297 و 349،
ومقاتل الطالبيين 42 و 43 و 75 و 81، والاستيعاب 4/ 356، والأخبار
الطوال 141 و 146 و 151، وترتيب الثقات 521 رقم 2103، ومسند أحمد
6/ 29، والمنتخب من ذيل المذيّل 601 و 616، وتاريخ الطبري (انظر
فهرس الأعلام) 10/ 300، ومروج الذهب 3/ 110، وتاريخ اليعقوبي 2/ 53
و 84 و 87 و 153 و 170 و 175 و 180- 183 و 187 و 210 و 225 و 231 و
238 و 260، والخراج وصناعة الكتابة 256 و 415، وحلية الأولياء 2/
43- 50 رقم 134، وصفة الصفوة 2/ 6، والجمع بين رجال الصحيحين 2/
609، وجامع الأصول 9/ 32، وأسد الغابة 5/ 501- 504، والكامل في
التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 193، 194، وتحفة الأشراف 11/ 348-
488 رقم 903 و 12/ من أول الجزء حتى 448، وتهذيب الكمال 3/ 1689،
1690، والتذكرة الحمدونية 1/ 140 و 49 و 50 و 52 و 53 و 136 و 142
و 260 و 2/ 170 و 173 و 175 و 303، وتسمية أزواج النبي 54، والروض
الأنف 2/ 366، والسمط الثمين 29، والسيرة النبويّة من (تاريخ
الإسلام) انظر فهرس الأعلام 666، والمغازي (منه) انظر فهرس
الأعلام) 807، وعهد الخلفاء الراشدين (761) ، وسير أعلام النبلاء
2/ 135- 201 رقم 19، وتذكرة الحفّاظ 1/ 27، والمعين في طبقات
المحدّثين 30 رقم 171، والكاشف 3/ 430 رقم 97، وأمالي المرتضى 2/
201، 202، والمستدرك 4/ 3- 14، وتلخيص المستدرك 4/ 3- 14، والزهد
لابن المبارك 22 و 60 و 63 و 66 و 80 و 132 و 216 و 260 و 422 و
466، والزهد لأحمد 205- 207، والمعجم الكبير 23/ 16- 185، والكامل
للمبرّد 1/ 156، ومجمع الزوائد 9/ 225، والوافي بالوفيات 16/ 596-
599 رقم 645، وبلاغات النساء وطرائف كلامهنّ وملح نوادرهنّ- لأحمد
بن أبي طاهر طيفور- باعتناء محمد الألفي- طبعة مدرسة والدة عباس
الأول، بالقاهرة 1326 هـ. / 1908 م- ص 3، ووفيات الأعيان 3/ 16،
والبداية والنهاية 8/ 91، ومرآة الجنان 1/ 129، والإصابة 4/ 359
رقم 704، وتهذيب التهذيب 12/ 433- 436 رقم 284، والتقريب 2/ 606
رقم 2، والنكت الظراف 11/ 357 حتى آخر الجزء و 12 من أوله حتى 447،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 350- 352 رقم 752، والوفيات لابن
قنفذ 36 رقم 57، والدر المنثور للسيوطي 280، ومنهاج السنة 2/ 182-
186 و 192- 198، وخلاصة تذهيب التهذيب 413، وشذرات الذهب 1/ 61،
وكنز العمال 13/ 683.
[1] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم
7/ 73 باب فضل عائشة، وفي الأطعمة، باب
(4/245)
وَعَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ جِبْرِيلَ جَاءَ
بِصُورَتِهَا فِي خِرْقَةٍ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: «هَذِهِ زَوْجَتُكَ
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ» . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ
وَحَسَّنَهُ [1] .
وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ: ثَنَا خَالِدٌ
الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ [2] ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ
أَحَبُّ إِلَيْكَ؟
قَالَ: «عَائِشَةُ» ، قُلْتُ: وَمِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ:
«أَبُوهَا» . وَهَذَا صَحِيحٌ صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ [3] .
وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ نَحْوَهُ [4] .
وَقَالَ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ: ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ، ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سوقة، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: انْتَهَيْنَا إِلَى عَلِيٍّ، فَذَكَرَ عَائِشَةَ فَقَالَ:
حَلِيلَةُ رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
قلت: هَذَا حديث حَسَن، فإنّ مُصْعَبًا لَا بأس بِهِ إن شاء
اللَّه.
ومن عجيب مَا ورد أن أبا محمد بن حزم، مع كونه أعلم أَهْل
زمانَّهُ، ذهب إِلَى أن عائشة أفضل من أبيها، وَهَذَا مما خرق بِهِ
الإجماع.
قَالَ ابْنُ عُلَّيَّةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاءِ
الْمَازِنِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ قَالَ: قَالَتْ
عَائِشَةُ: إِذَا مَرَّ ابْنُ عُمَرَ فَأَرْوَنِيهِ، فَلَمَّا
مَرَّ قِيلَ لَهَا: هَذَا ابْنُ عُمَرَ، قَالَتْ: يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَنْهَانِي عَنْ مَسِيرِي؟ قَالَ:
رَأَيْتُ رَجُلًا قَدْ غَلَبَ عَلَيْكَ وَظَنَنْتُ أَنَّكِ لَا
تُخَالِفَينِهِ- يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ- قَالَتْ: أَمَا
إِنَّكَ لَوْ نَهَيْتَنِي مَا خَرَجْتُ- تعني مَسِيرَهَا فِي
فِتْنَةِ يَوْمِ الْجَمَلِ.
أخبرنا عَبْد الخالق بن عَبْد السلام الشافعي، أنبأ ابن قدامة سنة
إحدى
__________
[ () ] الثريد، وباب ذكر الطعام. ومسلم في فضائل الصحابة (2446)
باب فضل عائشة رضي الله عنها. والترمذي (3974) والطبراني 23/ 42
رقم 107- 112.
[1] في الجامع الصحيح، كتاب المناقب (3967) باب فضل عائشة رضي الله
عنها.
[2] في الأصل «الهندي» .
[3] في المناقب (3973) باب فضل عائشة رضي الله عنها، وقال: هذا
حديث حسن غريب من حديث إسماعيل، عن قيس.
[4] أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي، 7/ 19 باب قول النبي «لو
كنت متّخذا خليلا» ، وفي المغازي 8/ 59 باب غزوة ذات السلاسل،
ومسلم في فضائل الصحابة (2384) باب من فضائل أبي بكر، والطبراني
23/ 43 رقم 113، وابن سعد 8/ 67، والحاكم 4/ 12.
(4/246)
عشرة وستمائة، أنبأ محمد هُوَ ابن البُطّي،
أنبأ أَحْمَد بن الْحَسَن، أنبأ أَبُو القاسم بن بشران، ثَنَا
أَبُو مسعود، أنبأ أَبُو الفضل بن خُزَيْمة، ثَنَا محمد بن أَبِي
العوام، ثَنَا موسى بن داود، ثَنَا أَبُو مسعود الجرّار [1] ، عَن
عَلِيّ بن الأقمر قَالَ: كَانَ مسروق إذا حدث عَن عائشة رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا قَالَ: حدثتني الصَّدّيقة بِنْت الصَّديق، حبيبة
حبيب الله، المبرّأة من فوق سبع سماوات، فلم أكذّبها [2] .
وَقَالَ أَبُو بُرْدَة بن أَبِي موسي، عَن أبيه قَالَ: مَا أُشْكل
علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حديث قط، فسألنا
عَنْهُ عائشة، إِلَّا وجدنا عندها مِنْهُ عِلما [3] .
وَقَالَ مسروق: رأيت مشيخة الصحابة يسالْوَنها عَن الفرائض [4] .
وَقَالَ عطاء بن أَبِي رباح: كانت عائشة أفقه النَّاس، وأحسن
النَّاس رأيًا في العامة.
وَقَالَ الزهري: لَوْ جمع علم عائشة إِلَى علم جميع النساء لكان
علم عائشة أفضل [5] .
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق السبيعي، عَن عمرو بن غالب: إن رجلًا نال
من عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عند عمار بن ياسر فَقَالَ:
أُغْرُبْ مقبوحًا منبوحًا، أتؤذي حبيبة رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ.
صححه الترمذي [6] .
وَقَالَ عمّار أيضًا: هِيَ زوجته في الدنيا والآخرة.
__________
[1] في الأصل «الحراز» ، والتصويب من (اللباب 1/ 269) .
[2] أخرجه ابن سعد من طريق الشعبيّ يحدّث عن مسروق قال: كان إذا
حدّث عن عائشة أمّ المؤمنين يقول: حدّثتني الصادقة بنت الصدّيق
المبرّأة كذا وكذا، وقال غيره في هذا الحديث: حبيبة حبيب الله.
(الطبقات 8/ 64) و (8/ 66) والطبراني 23/ 181 رقم 389.
وأبو نعيم في الحلية 2/ 44.
[3] أخرجه الترمذي (3970) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
[4] أخرجه الدارميّ 2/ 342، 343، وابن سعد 8/ 66، والحاكم 4/ 11،
والطبراني 23/ 182 رقم (291) وابن سعد أيضا 2/ 375.
[5] مجمع الزوائد 9/ 243، والطبراني في المعجم الكبير 23/ 184 رقم
(299) .
[6] في المناقب (3975) ، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 65، وأبو
نعيم في الحلية 2/ 44.
(4/247)
قَالَ الترمذي: حَسَن صحيح [1] .
وَقَالَ عُرْوة: كَانَ النَّاس يتحرون بهداياهم يَوْم عائشة.
وَقَالَ الزُهري، عَن القاسم بن محمد: إن مُعَاوِيَة لَمَّا قدِم
المدينة حاجًا، دَخَلَ عَلَى عائشة، فلم يشهد كلامهما إلا ذكوان
مولى عائشة فقالت لَهُ: أمِنْتَ أن أخبئ لك رجلًا يقتلك بأخي محمد!
قَالَ: صدقت، ثُمَّ إِنَّهَا وعظته وحضته عَلَى الاتباع، فلما خرج
اتكأ عَلَى ذَكوان وَقَالَ: واللَّه مَا سمعت خطيبًا ليس رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أبلغ من عائشة.
وَقَالَ سَعِيد بن عَبْد العزيز: قضى مُعَاوِيَة عَن عائشة ثمانية
عشر ألف دينار.
وَقَالَ عُروة بن الزبير: بَعَثَ مُعَاوِيَة مرّة إِلَى عائشة
بمائة ألف، فو الله مَا أمست حَتَّى فرَّقتها، فقالت لها مولاتها:
لَوْ أشتريتِ لنا من هَذِهِ الدراهم بدرهم لحمًا! فقالت: أَلَّا
قلتِ لي [2] .
وَقَالَ عُرْوة: مَا رأيت أعلم بالطب من عائشة، فَقَالَ: يَا خالة
من أين تعلمتِ الطبّ؟ قالت: كنت أسمع الناس ينعت بعضهم لبعض [3] .
وَعَن عُرْوة قَالَ: مَا رأيت أعلم بالشعر منها [4] .
وقال النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ
لَا تُؤْذِينِي، وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الْوَحْيُ، وَأَنَا
فِي لِحَافِ امرأة منكنّ غيرها» [5] .
__________
[1] في المناقب (3976) وأخرجه البخاري في الفتن 3/ 47.
[2] أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/ 47، وابن سعد 8/ 67.
[3] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 23/ 183 رقم (295) .
[4] أخرجه الطبراني برقم (294) و (295) ، وأبو نعيم في الحلية 2/
49، 50.
[5] أخرجه البخاري في فضائل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم 7/ 84
باب فضل عائشة، وفي الهبة، باب من أهدى إلى صاحبه وتحرّى بعض نسائه
دون بعض، من طريق: حمّاد بن زيد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عائشة، وأخرجه مختصرا مسلم في فضائل الصحابة (2441)
، من طريق عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، وأخرجه مطوّلا (2442)
من طريق يعقوب بن
(4/248)
وَقَالَ القاسم بن محمد: اشتكت عائشة، فجاء
ابن عباس فَقَالَ: يَا أم المؤْمِنِينَ تقدمين عَلَى فَرَط صِدْق
[1] عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وعلى
أَبِي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وَلَوْ لَمْ يكن إِلَّا مَا في
القرآن من البراءة لكفى بذلك شرفا [2] .
ولهذا حظ وافر من الفصاحة والبلاغة، مع مَا لها من المناقب رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا.
تُوفيت عَلَى الصحيح سَنَة سبع وخمسين بالمدينة. قاله هشام بن
عُروة، وأَحْمَد بن حَنْبَلٍ، وشباب [3] .
وَقَالَ أَبُو عُبيدة، وغيره: في رمضان سَنَة ثمان.
وَقَالَ الْوَاقدي: في ليلة سابع عشر رمضان. ودُفنت بالبقيع ليلًا،
فاجتمع النَّاس وحضروا، فلم تُر ليلة أكثر ناسًا منها، وصلى عليها
أَبُو هريرة، ولها ستٌ وستون سَنَة، وذلك في سَنَة ثمان [4] .
ابن سعد [5] : أنبأ محمد بن عمر حدّثني ابن أَبِي سبرة عَن
عُثْمَان بن أَبِي عتيق، عَن أبيه قَالَ: رأيت ليلة ماتت عائشة
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حُمل معها جريد في الخِرَق والزيت، فِيهِ
نار ليلًا، ورأيت النساء بالبقيع كأَنَّهُ عيد [6] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جريج، عن نافع:
شهدت أبا هريرة
__________
[ () ] إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب، عن
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ،
عن عائشة.
[1] من هنا إلى قوله «وعلى» ساقط من الأصل، فاستدركته من صحيح
البخاري، وغيره.
[2] أخرجه البخاري في المناقب 7/ 83 باب فضل عائشة، والفرط: هو
المتقدّم على القوم في المسير، وفي طلب الماء.
[3] شباب: بتخفيف الموحّدة الأولى، وهو خليفة بن خياط.
وفي الأصل «شاب» .
[4] طبقات ابن سعد 8/ 76، 77، والمستدرك 4/ 6، وانظر: المعجم
الكبير 23/ 29 رقم (72) .
[5] في الطبقات الكبرى 8/ 77.
[6] طبقات ابن سعد 8/ 77.
(4/249)
صَلَّى عَلَى عَائِشَةَ بِالْبَقِيعِ،
وَكَانَ خَلِيفَةَ مَرْوَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَقَدِ اعْتَمَرَ
تِلْكَ الأَيَّامَ [1] .
وَقَالَ هشام بن عروة، عن أبيه: إِن عائشة دُفنت ليلًا [2] .
قَالَ حفص بن غياث: ثَنَا إسماعيل، عَن أَبِي إِسْحَاق قَالَ:
قَالَ مسروق: لَوْلا بعض الأمر، لأقمت المناحة عَلَى أم
المؤْمِنِينَ [3] .
وَعَن عَبْد اللَّهِ بن عُبَيد اللَّه قَالَ: أما أَنَّهُ لَا يحزن
عليها إِلَّا من كانت أمه [4] .
وخرَّج «الْبُخَارِيُّ» [5] في تفسير «النور» من حديث ابن أَبِي
مُلَيْكة: أن ابن عباس استأذن عليها وَهِيَ مغلوبة، فقالت: أخشى أن
يثني عَلِيّ، فقيل ابن عمّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وآله وَسَلَّمَ، ومن وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا لَهُ، فَقَالَ:
كيف تجدينك؟ قالت: بخير إن اتقيت، قَالَ: فأنت بخير إن شاء اللَّه،
زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَلَمْ يتزوج بكْرًا
غيرك، ونزل عذرك من السماء، فلما جاء ابن الزبير قالت: جاء ابن
عباس، وأثنى علَيّ، ووددت أني كنت نَسْيًا مَنْسِيًّا [6] .
أَبُو مُعَاوِيَة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ،
عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رَأَيْتُهَا تَصَدَّقُ بِسَبْعِينَ
أَلْفًا، وَأَنَّهَا لَتُرَقِّعُ [7] جَانِبَ دِرْعِهَا [8] .
أَبُو مُعَاوِيَة: ثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنِ ابْنِ
الْمُنْكَدِرِ عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ قَالَتْ:
بَعَثَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى عَائِشَةَ بِمَالٍ فِي
غَرَّارَتَيْنِ، يَكُونُ مِائَةَ أَلْفٍ، فَدَعَتْ بِطَبَقٍ،
__________
[1] طبقات ابن سعد 8/ 77.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 77 و 78.
[3] طبقات ابن سعد 8/ 78.
[4] طبقات ابن سعد 8/ 78.
[5] في تفسير سورة النور 8/ 371، 372 باب «ولولا إذ سمعتموه
قلتم..» .
[6] وأخرجه أحمد في المسند 1/ 276 و 349، وابن سعد 8/ 75، وأبو
نعيم في الحلية 2/ 45، وصحّحه الحاكم 4/ 8، 9 ووافقه الذهبي في
تلخيصه.
[7] في الأصل «لترفع» .
[8] حلية الأولياء.
(4/250)
فَجَعَلَتْ تُقْسِمُ فِي النَّاسِ،
فَلَمَّا أَمْسَتْ قَالَتْ: يَا جَارِيَةُ هَاتِي فِطْرِي،
فَقَالَتْ أُمُّ ذَرَّةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا
اسْتَطَعْتِ أَنْ تَشْتَرِيَ بِدِرْهَمٍ لَحْمًا مِمَّا
أَنْفَقْتِ! فَقَالَتْ: لَا تُعَنِّفِينِي، لَوْ أَذْكَرْتِينِي
لَفَعَلْتُ [1] .
الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَيْمَنَ: ثَنَا عُمَرُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ: فَخَرْتُ بِمَالِ أَبِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ
أَلْفَ أَلْفَ أُوقِيَةٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ كُنْتُ لَكِ كَأَبِي
زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ» . أَخْرَجَهُ س [2] .
مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ
سَعْدٍ قَالَ: فَرَضَ عُمَرُ لأُمَّهَاتِ الْمِؤْمِنِينَ عَشْرَةَ
آلافٍ، عَشْرَةَ آلافٍ، وَزَادَ عَائِشَةُ أَلْفَيْنِ، وَقَالَ:
أَنَّهَا حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [3] .
شُعْبة: أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ
أَبِيهِ: أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَصُومُ الدَّهْرَ [4] .
حَجّاج الأعور، عَن ابن جُرَيج، عَن عطاء: كنت أتي عائشة أنا
وعُبَيد بن عُمَير، وَهِيَ مجاورة في جوف ثبير، في قبة لها تركية،
عليها غشاؤها، ولكن قَدْ رأيت عليها درعًا معصفرًا، وأنا صبي [5] .
ابْنُ أَبِي الزناد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَا يَخْفَى عَلِيَّ حِينَ تَرْضِينَ
وَحِينَ تَغْضَبِينَ، فِي الرِّضَا تَحْلِفِينَ: لَا وَرَبِّ
مُحَمَّدٍ، وَفِي الْغَضَبِ تَحْلِفِينَ: لَا وَرَبِّ
إِبْرَاهِيمَ» ، فَقُلْتُ:
صدقت يا رسول الله.
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 47، طبقات ابن سعد 8/ 67.
[2] أخرجه البخاري في النكاح 9/ 220 و 240 باب: حسن المعاشرة مع
الأهل، ومسلم في فضائل الصحابة (2448) باب ذكر حديث أم زرع مطوّلا،
وانظر طرق حديث أم زرع في:
المعجم الكبير للطبراني 23/ 164 رقم (265) .
[3] أخرجه ابن سعد 8/ 67، والحاكم في المستدرك 4/ 8.
[4] طبقات ابن سعد 8/ 68 و 75.
[5] طبقات ابن سعد 8/ 68.
(4/251)
رواه أَبُو أسامة، عَن هشام، وفي آخره
فقلت: واللَّه لَا أهجر إِلَّا اسمك [1] .
الْوَاقِدِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْحَكِيمِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنِ
الأَعْرَجِ قَالَ: أَطْعَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وَسَلَّمَ عَائِشَةَ بِخَيْبَرَ ثَمَانِينَ وَسَقًا
وَعِشْرِينَ وَسَقًا [2] .
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو:
سَمِعْتُ الْقَاسِمَ يَقُولُ:
كَانَتْ عَائِشَةُ تَلْبَسُ الأَحْمَرَيْنِ الذَّهَبَ
وَالْمُعْصَفَر وَهِيَ مُحْرِمَةٌ [3] .
وَقَالَ ابن أَبِي مُلَيْكة: رأيت عليها درعًا [4] مضرَّجًا [5] .
مُعَلَّى بن أسد: ثنا المعلّى بن زياد: حدّثتنا بَكْرَةُ بِنْتُ
عُقْبَةَ، أنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ جَالِسَةٌ فِي
مُعَصْفَرَةٍ، فَسَأَلْتُهَا عَنِ الْحِنَّاءِ فَقَالَتْ:
شَجَرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ، وَسَأَلْتُهَا عَنِ
الْحِفَافِ فَقَالَتْ لَهَا: إِنْ كَانَ لَكِ زَوْجٌ فاستطعت أن
تنزعي مقلتيك، فتضعينهما أَحْسَنَ مِمَّا هُمَا فَافْعَلِي [6] .
المعلَّيان ثِقَتان.
وَعَن مُعَاذة قالت: رأيت عَلَى عائشة ملحفة صفراء [7] .
الْوَاقدي: قَالَ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: رُبَّمَا رَوَتْ عَائِشَةُ الْقَصِيدَةَ ستين بيتا
وأكثر [8] .
__________
[1] أخرجه البخاري في النكاح 9/ 285 باب غيرة النساء ووجدهنّ،
ومسلم في فضائل الصحابة (2439: باب فضل عائشة، والنسائي من حديث
علي بن مسهر، وابن سعد في الطبقات 8/ 69.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 69، وقد بيّنه فقال: «ثمانين وسقا تمرا،
وعشرين وسقا شعيرا» .
[3] طبقات ابن سعد 8/ 70 و 71 و 76.
[4] درع المرأة قميصها.
[5] طبقات ابن سعد 8/ 70 وهو ليس صبغة.
[6] طبقات ابن سعد 8/ 70، 71.
[7] طبقات ابن سعد 8/ 71.
[8] طبقات ابن سعد 8/ 72، 73.
(4/252)
هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ: وَدَدْتُ أَنِّي إِذَا مِتُّ كُنْتُ نَسْيًا
مَنْسِيًّا [1] .
مِسْعَرٌ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَتْ عَائِشَةُ:
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ وَرَقَةً مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ [2] .
ابن أَبِي مُلَيْكة: أن ابن عباس دَخَلَ عَلَى عائشة، وَهِيَ تموت،
فأثنى عليها، فقالت: دعني منك، فو الّذي نفسي بيده لَوْددت أني كنت
نَسْيًا منسيًا [3] .
وَعَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَمَّنْ سَمِعَ عَائِشَةَ إذا
قرأت: وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ 33: 33 [4] بَكَتْ حَتَّى تَبِلَّ
خِمَارَهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا [5] .
عَبْد اللَّهِ بن الأرقم [6] ، بن عَبْد يغوث بن وهب بن عَبْد مناف
بن زهرة، الزّهري الكاتب.
__________
[1] طبقات ابن سعد 8/ 74 وهو أطول مما هنا، وقد مرّ.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 74، 75.
[3] طبقات ابن سعد 8/ 74.
[4] سورة الأحزاب- الآية 33.
[5] طبقات ابن سعد 8/ 81.
[6] انظر عن (عبد الله بن الأرقم) في:
مسند أحمد 3/ 483 و 4/ 35، وطبقات خليفة 16، وتاريخ خليفة 156 و
179، والمعارف 151، والتاريخ الكبير 5/ 32، 33 رقم 56، والمحبّر
298، والجرح والتعديل 5/ 1 رقم 4، وسيرة ابن هشام 3/ 305، والسير
والمغازي 143، والبرصان والعرجان 362، والمغازي للواقدي 721،
والمعرفة والتاريخ 1/ 244، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 547، 548 و
580، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 119 رقم 456، والعقد الفريد 4/ 161
و 163 و 164 و 273، وتاريخ أبي زرعة 1/ 419، والمستدرك 3/ 334،
335، وتاريخ الطبري 4/ 135 و 6/ 179، والمنتخب من ذيل المذيل 557،
والاستيعاب 2/ 260- 262، والكامل في التاريخ 2/ 522، وأسد الغابة
3/ 172، وتهذيب الكمال 2/ 665، وتحفة الأشراف 4/ 271، 272 رقم 269،
والوزراء والكتّاب للجهشياريّ 12 و 15 و 16 و 21، والكاشف 2/ 64
رقم 2654، وسير أعلام النبلاء 2/ 482، 483 رقم 98، والتذكرة
الحمدونية 1/ 127، ونكت الهميان 178، والوافي بالوفيات 17/ 64 رقم
55، والبداية والنهاية 7/ 310، 311، والإصابة 2/ 273، 274 رقم
4525، وتهذيب التهذيب 5/ 146، 147 رقم 249، وتقريب التهذيب 1/ 401
رقم 182، ومجمع الزوائد 9/ 370، وخلاصة تذهيب التهذيب 191، وكنز
العمال 13/ 448، والنكت الظراف 4/ 272.
(4/253)
وَكَانَ ممّن أسلم يَوْم الفتح، وحسُن
إسلامه، وكتب للنبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ لأبي
بكر، وعمر [1] .
ثُمَّ ولي بيت المال لعمر، وعُثْمَان مُدَيدة [2] .
وَكَانَ من فضلاء الصحابة وصُلَحائهم.
قال مالك: بلغني أَنَّهُ أجازه عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
وَهُوَ عَلَى بيت المال بثلاثين ألف درهم، فأبى أن يقبلها [3] .
وَعَن عمرو بن دينار: أنَّهَا كانت ثلاثمائة ألف درهم، فلم يقبلها،
وَقَالَ: إِنَّمَا عملت للَّه، وإِنَّمَا أجري عَلَى اللَّه [4] .
وَرُوِيَ عَن عمر أَنَّهُ قَالَ لعَبْد اللَّهِ بن الأرقم: لَوْ
كانت لك سابقة مَا قدمت عليك أحدًا. وَكَانَ يقول مَا رأيت أخشى
للَّه من عَبْد اللَّهِ بن الأرقم [5] .
وَرَوَى عُبَيد اللَّه بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبة، عَن أبيه
قَالَ: واللَّه مَا رأيت رجلًا قطّ، أراه كَانَ أخشى من عَبْد
اللَّهِ بن الأرقم.
قلت: رَوَى عَنْهُ عُرْوة، وغيره.
عَبْد الله بن أنيس الجهنيّ [6]- م 4-.
__________
[1] تاريخ خليفة 156، المستدرك 3/ 335، الاستيعاب 2/ 261.
[2] تاريخ خليفة 179 والمستدرك 3/ 335، أسد الغابة 3/ 173،
الاستيعاب 2/ 261.
[3] أسد الغابة 3/ 173، الإصابة 2/ 273، الاستيعاب 2/ 262.
[4] الاستيعاب 2/ 262.
[5] الاستيعاب 2/ 262.
[6] انظر عن (عبد الله بن أنيس الجهنيّ) في:
سيرة ابن هشام 2/ 105 و 340 و 3/ 219 و 4/ 265- 267، ومقدّمة مسند
بقيّ بن مخلد 90 رقم 113، والتاريخ الصغير 56، والتاريخ الكبير 5/
14- 17 رقم 26، وأنساب الأشراف 1/ 249 و 288 و 376 و 378، والجرح
والتعديل 5/ 1 رقم 1، والمحبّر 117 و 119 و 282، والسير الكبير
للشيباني 1/ 266، والمعارف 280، وتاريخ خليفة 77 و 115، وطبقات
خليفة 118، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 381، والمعرفة والتاريخ
1/ 268، 269، وربيع الأبرار 4/ 89، وتاريخ الطبري 2/ 495- 498 و 3/
155، 156، وتاريخ اليعقوبي 2/ 74، والمغازي للواقدي (انظر فهرس
الأعلام) 3/ 1193، وجمهرة أنساب العرب 452، وحلية الأولياء 2/ 5، 6
رقم 90، والكامل في التاريخ 2/ 146، 47 و 3/ 500، والعقد 2/ 34،
(4/254)
شذّ خَلِيفَة بن خياط فَقَالَ: شهد بدرًا
[1] .
والمشهور أَنَّهُ شهد العَقَبة وَأُحُدًا.
قَدْ ذكرنا من أخباره في الطبقة الماضية، وبَلَغَنا أن النبيّ صلى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ بعثه وحده سرية إِلَى خالد بن نبيح
العنزي، فقتله [2] .
رَوَى عَنْهُ: جابر بن عبد الله ورحل إليه، وبسر بن سَعِيد،
وضَمْرَة ابنه، وابنا كعب بن مالك: عَبْد اللَّهِ، وعَبْد
الرَّحْمَنِ، وآخرون.
تُوُفِّيَ سَنَة أربعٍ وخمسين.
عَبْد اللَّهِ بْن السعدي [3]- خ م د ت-.
__________
[ () ] وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 260، 261 رقم 286، وتحفة
الأشراف 4/ 273- 275 رقم 271، وتهذيب الكمال 2/ 666، والاستيعاب 2/
258، والكاشف 2/ 65 رقم 2661، والمعين في طبقات المحدّثين 23 رقم
69، والبداية والنهاية 8/ 57، والوافي بالوفيات 17/ 76- 78 رقم 65،
وأسد الغابة 3/ 119، 120، والعبر 1/ 59، 60، والإصابة 2/ 278، 279
رقم 4550، وتهذيب التهذيب 5/ 149- 151 رقم 257، والنكت الظراف 4/
274، وتقريب التهذيب 1/ 402 و 190، وحسن المحاضرة 1/ 211 رقم 147،
وشذرات الذهب 1/ 60، ومعالم الإيمان للدبّاغ 1/ 77- 79 تحقيق
إبراهيم شبوح- طبعة القاهرة 1968 في جزءين.
[1] طبقات خليفة 118.
[2] سيرة ابن هشام 4/ 265، والمغازي للواقدي 2/ 531، وشرح السير
الكبير 1/ 266، والمحبّر 119، وتاريخ خليفة 77، وتاريخ اليعقوبي 2/
74، وأنساب الأشراف 1/ 376 رقم 780، وتاريخ الطبري 3/ 156، والبدء
والتاريخ 4/ 222.
[3] انظر عن (عبد الله بن السعدي) في:
طبقات ابن سعد 5/ 454 و 7/ 407، ومسند أحمد 5/ 270، وجمهرة أنساب
العرب 167، والمغازي للواقدي 1/ 198، والمعرفة والتاريخ 1/ 255 و
2/ 693، وأنساب الأشراف 1/ 219، والتاريخ الكبير 5/ 27، 28 رقم 47،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 113 رقم 386، وطبقات خليفة 27 و 300،
والجرح والتعديل 5/ 187 رقم 870، والاستيعاب 2/ 384، وتهذيب الكمال
2/ 688، وتحفة الأشراف 6/ 401- 403 رقم 312، والكامل في التاريخ 3/
514، وأسد الغابة 3/ 175، والوافي بالوفيات 17/ 382 رقم 312، ومرآة
الجنان 1/ 129، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 270 رقم 303،
والكاشف 2/ 82 رقم 2778، والإصابة 2/ 318، 319 رقم 4718، وتهذيب
التهذيب 5/ 235، 236 رقم 408، وتقريب التهذيب 1/ 419 رقم 340،
وشذرات الذهب 1/ 61، وخلاصة تذهيب التهذيب 199.
(4/255)
اسم أبيه عمرو بن وقدان عَلَى الصحيح،
أَبُو محمد القرشي العامري.
ولقُب عمرو بالسعدي لأَنَّهُ كَانَ مسترضعًا في بني سعد.
لعَبْد اللَّهِ صُحْبة ورواية، نَزَلَ الأردن.
وَرَوَى عَن عمر بن الخطاب.
رَوَى عَنْهُ: حُوَيْطب بن عَبْد الْعُزَّى، وعَبْد اللَّهِ بن
مُحَيْريز، وبُسْر بن سَعِيد، وأَبُو إدريس الخوْلاني، وغيرهم.
قَالَ الْوَاقدي: تُوُفِّيَ سَنَة سبْعٍ وخمسين.
عَبْد اللَّهِ بْن حَوَالة [1]- د- الأزدي.
لَهُ صُحْبة ورواية، نَزَلَ الشَّام.
رَوَى عَنْهُ جُبَير بن نُفَير، وكثير بن مُرّة، وربيعة بن يزيد
القصير، وجماعة.
كنيته أَبُو حَوَالة، وَيُقَالُ: أَبُو محمد.
قَالَ ابن سعد [2] : تُوُفِّيَ سَنَة ثمان وخمسين وله اثنتان
وسبعون.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن حوالة) في:
مسند أحمد 4/ 105 و 109 و 5/ 33 و 338، والجرح والتعديل 5/ 28، 29
رقم 126، وطبقات خليفة 115 و 305، ومشاهير علماء الأمصار 51 رقم
338، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 92 رقم 135، والمستدرك 3/ 491،
والتاريخ الكبير 5/ 33 رقم 57، وحلية الأولياء 2/ 3، 4 رقم 87،
وتهذيب الكمال 2/ 676، وتحفة الأشراف 4/ 315 رقم 287، والاستيعاب
2/ 290، والمعرفة والتاريخ 1/ 266 و 2/ 288، 289 و 302 و 430،
وتاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 216- 220 رقم
263، وطبقات ابن سعد 7/ 414، وأسد الغابة 3/ 148، والعبر 1/ 62،
والكاشف 2/ 73 رقم 2724، والوافي بالوفيات 17/ 156 رقم 141، وتلخيص
المستدرك 3/ 491، وتهذيب التهذيب 5/ 194 رقم 334، وتقريب التهذيب
1/ 411 رقم 268، والإصابة 2/ 300، 301 رقم 4639، وخلاصة تذهيب
التهذيب 195.
[2] في الطبقات الكبرى 7/ 414.
(4/256)
عَبْد اللَّهِ بن عامر [1] ابن كُرَيز بن
ربيعة بن حبيب بن عَبْد شمس القرشي، العَبْشَمي، أَبُو عَبْد
الرَّحْمَنِ.
رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَلَهُ حَدِيثٌ
وَهُوَ: «مَنْ قُتِلَ دُونَ ماله فهو شهيد» [2] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن عامر) في:
طبقات ابن سعد 5/ 9 و 44- 49، والتاريخ الصغير 84، وفتوح البلدان
(انظر فهرس الأعلام) 636، وجمهرة أنساب العرب 74، 75 و 311،
والمحبّر 47 و 57 و 150 و 346 و 363 و 378 و 440 و 450، وأنساب
الأشراف 3/ 226 و 297، و 4/ 6 و 42- 44 و 65 و 73 و 91 و 131 و 141
و 170 و 172 و 173 و 180 و 197 و 224 و 285 و 406 و 472 و 517 و
528 و 533 و 547 و 561 و 562 و 578 و 581 و 585، وتاريخ اليعقوبي
2/ 166- 168 و 170 و 176 و 215 و 217 و 219، والأخبار الطوال 139،
140 و 147 و 196 و 216- 218، وتاريخ أبي زرعة 1/ 183 و 593،
والخراج وصناعة الكتابة 385 و 384 و 389 و 392- 394 و 400 و 401 و
404 و 413 و 414، والأخبار الموفقيّات 203 و 205، والمعارف 320،
والبيان والتبيين 2/ 94، ونسب قريش 147، والوزراء والكتّاب 148،
وتاريخ الطبري 5/ 170، والاستيعاب 2/ 359- 361، والمعرفة والتاريخ
2/ 74 و 102 و 208 و 274 و 703 و 3/ 71 و 309، وسيرة ابن هشام 3/
190، والكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 204، وأسد الغابة
3/ 101، ومقاتل الطالبيين 690 و 708، وتاريخ خليفة 161 و 162 و
164- 167 و 170 و 174 و 178- 180 و 184 و 204- 207 و 211 و 226،
227، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1584 و 1588 و 1589 و
1625 و 1628 و 1644 و 1690 و 1776، والزيارات 84 و 194، والتذكرة
الحمدونية 2/ 98 و 108 و 268 و 309 و 352 و 353، وربيع الأبرار 3/
189 و 702، والبصائر 3/ 1- 58 رقم 110 (البصائر والذخائر لأبي
حيّان التوحيدي- تحقيق د. إبراهيم الكيلاني، دمشق 1964- 1968) ،
وبهجة المجالس 1/ 75 لابن عبد البر- تحقيق محمد مرسي الخولي- طبعة
دار الكتاب العربيّ بالقاهرة، ومحاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء
للراغب الأصفهاني 1/ 138 طبعة بيروت، وشرح نهج البلاغة 13/ 16،
والمستطرف للأبشيهي 1/ 165، والعقد الفريد 1/ 293 و 3/ 414 و 4/ 31
و 45 و 149 و 167 و 169 و 206 و 5/ 8، 9، والبدء والتاريخ 5/ 109،
110، والمستدرك 3/ 639، 640، وعيون الأخبار 2/ 41 و 257، وسير
أعلام النبلاء 3/ 18- 21 رقم 6، وجامع التحصيل 259، 260 رقم 375،
والعبر 1/ 30 و 31 و 764 والوافي بالوفيات 17/ 229، 230 رقم 214،
والبداية والنهاية 8/ 88، وتهذيب التهذيب 5/ 272- 274 رقم 468،
والإصابة 3/ 60، 61 رقم 6179، والعقد الثمين 5/ 185، وشذرات الذهب
1/ 25.
[2] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 639، وابن عبد البر في الاستيعاب
2/ 360.
(4/257)
رَوَى عَنْهُ: حنظلة بن قيس، وأسلم والده
يَوْم الفتح، وبقي إِلَى زمن عُثْمَان، وقدِم الْبَصْرَةَ عَلَى
ابنه عَبْد اللَّهِ في ولايته عليها.
وَهُوَ خال عُثْمَان بن عفان، وابن عمّة النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ.
ولي عَبْد اللَّهِ الْبَصْرَةَ وغيرها، وافتتح خراسان، وأحرم من
نيسابور شكرًا للَّه، وَكَانَ سخيًا كريمًا جوادًا [1] .
وفد عَلَى مُعَاوِيَة، فزوّجه بابِنْته هند، وَكَانَ لَهُ بدمشق
دار بالجُوَيْرة، تُعرف الْيَوْم ببيت ابن الحَرَسْتاني.
قَالَ الزبير بن بكار: هُوَ الذي دعا طلحة والزبير إِلَى
الْبَصْرَةِ، في نوبة [2] الجمل يعني وَقَالَ: إن لي بِهَا صنائع،
فشخصا معه.
وَقَالَ ابن سعد [3] : قالْوَا إِنَّهُ وُلد بَعْدَ الهجرة بأربع
سنين، وحنّكه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في
عُمرة القضاء، وَهُوَ ابن ثلاث سنين، فتلمظ، وولد لَهُ ابنه عَبْد
الرَّحْمَنِ، وعمره ثلاث عشرة سَنَة.
وَقَالَ غيره: هُوَ خال عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِنَّ عَامِرَ بْنَ كُرَيْزٍ أَتَى
بِابْنِهِ إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ
خَمْسِ سِنِينَ، فَتَفَلَ فِي فَمِهِ، فَجَعَلَ يُرَدِّدُ رِيقَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وَيَتَلَمَّظُ،
فَقَالَ: «إِنَّ ابْنَكَ هَذَا لَمُسْقَى» ، قَالَ: وَكَانَ
يُقَالُ: لَوْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ قَدَحَ حَجَرًا
أَمَامَهُ، يَعْنِي يَخْرُجُ الْمَاءُ مِنْهُ [4] .
قَالَ مُصْعَب بن الزبير: يُقَالُ إِنَّهُ كَانَ لَا يعالج أرضًا
إِلَّا ظهر لَهُ الماء [5] .
وَقَالَ الأصمعي: أرْتُجَّ عَلَى ابن عامر بالبصرة في يوم أضحى،
فمكث
__________
[1] الاستيعاب 2/ 360، وفتوح البلدان 387 طبقات ابن سعد 5/ 45.
[2] يقصد «وقعة» ويرى بعض اللغويين اليوم أن هذا الاستعمال جائز،
وهو استعمال شائع في مصادر عصر المماليك.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 44.
[4] الاستيعاب 2/ 359، نسب قريش 148.
[5] نسب قريش 148.
(4/258)
ساعة، ثُمَّ قَالَ: واللَّه لَا أجمع عليكم
عِيًّا ولؤمًا، من أخذ شاة من السوق، فثمنها عَلِيّ [1] .
وقد فَتَحَ اللَّه عَلَى يدي عَبْد اللَّهِ فتوحًا عظيمة، كما
ذكرنا في حدود سَنَة ثلاثين [2] .
وَكَانَ سخيًا، شجاعًا، وَصُولًا لرَحمهِ، فِيهِ رفق بالرعيّة،
ربما غزا، فيقع الحمل في العسكر، فينزل بنَفْسَهُ، فيصلحه [3] .
قَالَ ابن سعد [4] : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَان حمل ابن عامر مَا في
بيت مال الْبَصْرَةِ من الأموال، ثُمَّ سَارَ إِلَى مكة، فوافي
بِهَا عائشة، وطلحة، والزبير، وهم يريدون الشَّام فَقَالَ: لَا، بل
ائتوا الْبَصْرَةَ، فإن لي بِهَا صنائع، وَهِيَ أَرْضِ الأموال،
وَفِيهَا عُدَد الرجال، فلما كَانَ من أمر وقعة الجمل مَا كَانَ،
لحق بالشَّام، فنزل بدمشق، وقد قُتِلَ ولده عَبْد الرَّحْمَنِ
يَوْم الجمل، وَلَمْ نسمع لعَبْد اللَّهِ بِذكْر في يَوْم صِفَّين،
ثُمَّ لَمَّا بايع النَّاس مُعَاوِيَة وَلَّى عَلَى الْبَصْرَةِ
بُسْر بن أرطأة، ثُمَّ عزله، فَقَالَ لَهُ ابن عامر: إن لي بِهَا
ودائع، فإن لَمْ تولينَّها ذهبت، فولاه الْبَصْرَةَ ثلاث سنين.
ومات قبل مُعَاوِيَة بعام، فَقَالَ: يرحم اللَّه أبا عَبْد
الرَّحْمَنِ، بمن نفاخر بَعْدَه، وبمن نباهي [5] !.
وَقَالَ أبو بكر الهُذلي: قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
يَوْم الجمل: أتدرون من حاربت، حاربت أمجد النَّاس، وأنجد النَّاس-
يعني عَبْد اللَّهِ بن عامر-، وأشجع النَّاس- يعني الزبير-، وأدهى
الناس، يعني طلحة.
__________
[1] انظر: الأخبار الموفقيات- ص 205، وجمهرة خطب العرب 3/ 353
لأحمد زكي صفوت طبعة مصر الثانية، ومحاضرات الأدباء 1/ 138، وشرح
نهج البلاغة 13/ 16، وبهجة المجالس 1/ 75، والبصائر 3/ 1- 58،
والتذكرة الحمدونية 2/ 268.
[2] انظر: عهد الخلفاء الراشدين من هذا الكتاب- ص 329، وتاريخ
خليفة 164، وتاريخ اليعقوبي 2/ 167، وتاريخ الطبري 4/ 301- 303.
[3] طبقات ابن سعد 5/ 45.
[4] الطبقات 5/ 48.
[5] طبقات ابن سعد 5/ 49.
(4/259)
قَالَ خَلِيفَة [1] ومحمد بن سعد:
تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين.
عَبْد اللَّهِ بن قُرْط [2]- د ن- الأزدي الثُمالي.
ولي حمص لأبي عُبَيدة، وقيل: بل وليها لمعاوية.
لَهُ صُحْبة.
رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في
فضل يَوْم النحر [3] ، وَعَن خالد بن الوليد.
وعنه: أبو عامر الهوزني عبد الله بن لحي، وسليم بن عامر الخبائريّ
[4] ، وشُرَيْح بن عُبَيد، وعمرو بن قيس السكُوني، وغيرهم.
يُقَالُ: أَنَّهُ أخو عَبْد الرَّحْمَنِ بن قُرْط.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ زُرْعَةَ،
عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَزْدِيِّ قَالَ: جَاءَ ابْنُ
قُرْطٍ الأَزْدِيُّ إِلَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
فقال: «ما اسمك» ؟
__________
[1] تاريخ خليفة 226.
[2] انظر عن (عبد الله بن قرط) في:
طبقات ابن سعد 7/ 415، وجمهرة أنساب العرب 150، وطبقات خليفة 114 و
305، وتاريخ خليفة 155، والجرح والتعديل 5/ 140 رقم 654، ومسند
أحمد 4/ 350، وتهذيب الكمال 2/ 724، وتحفة الأشراف 6/ 405 رقم 314،
والاستيعاب 2/ 373، والكاشف 2/ 106 رقم 2952، والمغازي (من تاريخ
الإسلام) 706، وتهذيب التهذيب 5/ 361 رقم 623، وتقريب التهذيب 1/
441 رقم 549، والإصابة 2/ 358، 359 رقم 4890، وخلاصة تذهيب التهذيب
210.
[3] ولفظه عند أبي داود (1765) في مناسك الحج، باب في الهدي إذا
عطب قبل أن يبلغ. من طريق: ثور، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بن عامر بْنِ لُحَيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
قُرْطٍ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إنّ أعظم الأيام
عند الله تبارك وتعالى يوم النحر، ثم يوم القرّ» . قال عيسى:
قال ثور: وهو اليوم الثاني، قال: وقرّب لرسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم بدنات خمس أو ست، فطفقن يزدلفن إليه بأيّتهنّ يبدأ، فلما
وجبت جنوبها قال: فتكلّم بكلمة خفيّة لم أفهمها، فقلت: ما قال؟
قال: «من شاء اقتطع» .
وأخرجه أحمد في المسند 4/ 350، والنسائي في المناسك 2/ 242 عن أبي
قدامة عبيد الله بن سعيد ويعقوب بن إبراهيم، كلاهما عن يحيى بن
سعيد، عن ثور بن يزيد، مختصرا.
[4] في الأصل: «الجنائري» وهو خطأ، وفي (اللباب) 1/ 418) :
الخبائريّ، بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة.
(4/260)
قَالَ: شَيْطَانٌ ابْنُ قُرْطٍ، قَالَ:
«أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ» . وَعَن جُنادة بن مروان: أن عَبْد
اللَّهِ بن قُرْط والي حمص خرج يحرس ليلة عَلَى شاطئ البحر. فلقيه
فاثور الروم، فقتله بَيْنَ بلنياس ومرقية [1] .
يُقَالُ أَنَّهُ استشهد سَنَة ست وخمسين.
عَبْد اللَّهِ بن مالك [2]- ع- بن بحينة [3]- وَهِيَ أمه-، أَبُو
محمد الأزدي.
لَهُ عدّة أحاديث.
نَزَلَ بطن ريم، عَلَى مرحلة من المدينة، وَكَانَ يصوم الدهر.
رَوَى عَنْهُ: حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ،
والأعرج، ومحمد ابن يحيى بن حَبْان [4] .
تُوُفِّيَ في أواخر أيام معاوية.
عبد الله بن مغفّل [5] ، ابن عَبْد نهم بن عفيف المزَني، أَبُو
عَبْد الرحمن،
__________
[1] من حصون ساحل الشام، بعد أنطرطوس، وبلنياس هي بلدة المرقب،
(تقويم البلدان لأبي الفداء 29) .
[2] انظر عن (عبد الله بن مالك) في:
المحبّر 407، والكامل في التاريخ 4/ 44، والجرح والتعديل 5/ 150
رقم 688، والتاريخ الكبير 5/ 10، 11 رقم 17، ومشاهير علماء الأمصار
15 رقم 47، والكاشف 2/ 109 رقم 2973، والاستيعاب 2/ 326، 327،
وتحفة الأشراف 6/ 475- 478 رقم 316، والمستدرك 3/ 429، 430، وتلخيص
المستدرك 3/ 429، 430، ومسند أحمد 5/ 344، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 9. رقم 101، و 114 رقم 395، و 145 رقم 715، والمعرفة والتاريخ
1/ 241 و 2/ 213، 214، وأسد الغابة 3/ 250، والبداية والنهاية 8/
99، والوافي بالوفيات 17/ 417 رقم 355، والنكت الظراف 6/ 477،
وتهذيب التهذيب 5/ 381 رقم 653، وتقريب التهذيب 1/ 444 رقم 579،
والإصابة 2/ 364 رقم 4918، وخلاصة تذهيب التهذيب 211.
[3] في الأصل مهملة، والتصحيح من مصادر الترجمة.
[4] بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحّدة. (تهذيب التهذيب 9/
507) .
[5] انظر عن (عبد الله بن مغفّل) في:
طبقات ابن سعد 7/ 13، 14، والمعارف 297، ومسند أحمد 4/ 85 و 5/ 45
و 272، والتاريخ لابن معين 2/ 333، وطبقات خليفة 37 و 76، وتاريخ
خليفة 146، والمعرفة والتاريخ 1/ 256، وطبقات الفقهاء للشيرازي 51،
والاستيعاب 2/ 325، 326، والتاريخ
(4/261)
وَيُقَالُ: أَبُو سَعِيد، وَيُقَالُ: أَبُو
زياد.
صحابي مشهور، شهد بيعة الشجرة، ونزل المدينة، ثُمَّ سكن
الْبَصْرَةَ [1] .
قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيُّ: كَانَ عَبْد اللَّهِ بن مغَّفل أحد
العشرة الذين بعثهم إلينا عمر بن الخطاب، يفقهون النَّاس [2] .
مات والد عَبْد اللَّهِ بن مغفَّل بطريق مكة مع النَّاس، قبل
فَتَحَ مكة.
وَكَانَ عَبْد الله من البكّاءين الذين نزلت فيهم لَيْسَ عَلَى
الضُّعَفاءِ 9: 91 [3] وَقَالَ: إني لممّن رفع أغصانَ الشجرة يَوْم
الحديبيّة عن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [4] .
عوف الأعرابي، عَن خُزاعي بن زياد المزَني قَالَ: أُرِيَ عَبْد
اللَّهِ بن مغفَّل المزَني أن الساعة قَدْ قامت وأن النَّاس
حُصروا، وَثَمَّ مكان، مَن جازه فقد نجا، وعليه عارض، فقيل لَهُ:
أتريد أن تنجو وعندك مَا عندك! فاستيقظت فزعًا، قَالَ: فأيقظه
أَهْله، وعنده عيبة مملَوْءة دنانير، ففرقها كلها.
__________
[ () ] الصغير 67، والتاريخ الكبير 5/ 23 رقم 36، والجرح والتعديل
5/ 149، 150 رقم 687، وصفة الصفوة 1/ 680، 681 رقم 93، والمعرفة
والتاريخ 1/ 216 و 218، 219، وسيرة ابن هشام 3/ 288، والزيارات 82،
والمحبّر 124 و 281، وجمهرة أنساب العرب 202، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 86 رقم 75، وتحفة الأشراف 7/ 172- 181 رقم 320، وتهذيب الكمال
2/ 745، والمستدرك 3/ 578، ومشاهير علماء الأمصار 38 رقم 221،
وتاريخ الطبري 3/ 102، والمغازي للواقدي 994 و 1036، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 290، 291 رقم 334، والزاهر للأنباري 1/
151، والكامل في التاريخ 2/ 278 و 4/ 44، وسير أعلام النبلاء 2/
483- 485 رقم 99، والمعين في طبقات المحدّثين 24 رقم 83، والكاشف
2/ 119 رقم 3040، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 428 و 548 و 621 و
630، والوافي بالوفيات 17/ 632 رقم 535، وأسد الغابة 3/ 264، 265،
ومرآة الجنان 1/ 131، والبداية والنهاية 8/ 60، والإصابة 2/ 372
رقم 4972، وتهذيب التهذيب 6/ 42 رقم 74، وتقريب التهذيب 1/ 453 رقم
661، والنكت الظراف 7/ 173 و 177- 180، وخلاصة تذهيب التهذيب 215،
وشذرات الذهب 1/ 65.
[1] طبقات ابن سعد 7/ 13.
[2] أسد الغابة 3/ 399.
[3] سورة التوبة- الآية 91.
[4] انظر مسند أحمد 5/ 25 و 54، وصحيح مسلم (7858) .
(4/262)
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن، وَمُعَاوِيَة بن
قُرَّةَ، وحميد بن هلال، ومطرف بْنِ عَبْد اللَّهِ بْنِ
الشِّخِّيرِ، وَابْنِ بُرَيْدة، وثابت البُنَاني، وغيرهم.
وَمَا أدري هل سمع مِنْهُ ثابت أَوْ أرسل عَنْهُ.
تُوُفِّيَ سَنَة ستين، وستأتي لَهُ قصة في ترجمة عبيد اللَّه [1]
بن زياد.
عَبْد اللَّهِ بْن نَوْفَلِ [2] ، بْن الْحَارِثِ بْن عَبْد
الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم الهاشمي، أَبُو محمد، وَهُوَ أخو الحارث.
وَلِيَ القضاء بالمدينة زمن مُعَاوِيَة، فيما قيل:
وَكَانَ يشبه النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وَلَا
يُحفظ لَهُ سماع من النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [3] .
تُوُفِّيَ في خَلافة مُعَاوِيَة [4] .
وقيل: قُتِلَ يوم الحرّة، سنة ثلاث وستين [5] .
__________
[1] في الأصل «عبد الله» .
[2] انظر عن (عبد الله بن نوفل) في:
تاريخ خليفة 228 و 2440، وطبقات ابن سعد 5/ 21، والمعرفة والتاريخ
1/ 418، والمعارف 558، وجمهرة أنساب العرب 70، والمحبّر 46،
والاستيعاب 2/ 332، 333، وأنساب الأشراف 3/ 298، ومشاهير علماء
الأمصار 69 رقم 472، والكامل في التاريخ 4/ 121، وأسد الغابة 3/
269، والوافي بالوفيات 17/ 654 رقم 555، والإصابة 2/ 377 رقم 5003،
وأخبار القضاة لوكيع 2/ 54، والمنتخب من ذيل المذيل 628، 629.
[3] الاستيعاب 2/ 332، 333.
[4] طبقات ابن سعد 5/ 22.
[5] الاستيعاب 2/ 332.
وروى بن سعد من طريق: عثمان بن عمر، عن أبي الغيث قال: سمعت أبا
هريرة: لما ولي مروان بن الحكم المدينة لمعاوية بن أبي سفيان سنة
اثنتين وأربعين في الإمرة الأولى، استقضى عبد الله بن نوفل بن
الحارث بن عبد المطّلب بالمدينة، فسمعت أبا هريرة يقول:
هذا أول قاض رأيته في الإسلام.
قال محمد بن عمر: وأجمع أصحابنا على أنّ عبد الله بن نوفل بن
الحارث أول من قضى بالمدينة لمروان بن الحكم، وأهل بيته ينكرون أن
يكون ولي القضاء بالمدينة هو ولا أحد من بني هاشم. وقال أهل بيته:
توفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
قال محمد بن عمر: ونحن نقول إنّه بقي بعد معاوية دهرا، وتوفي سنة
أربع وثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان. (وانظر: المنتخب من ذيل
المذيل 629) .
(4/263)
عَبْد اللَّهِ بن الحارث [1]- خ 4- بن هشام
بن المغيرة المخزومي، أَبُو محمد، والد أَبِي بكر الفقيه وإخوته،
وأحد الذين عينهم عُثْمَان لكتابة مصاحف الأمصار.
سمع: أباه، وعمر، وعُثْمَان، وعليًا، وحَفْصَة أم المؤْمِنِينَ،
وجماعة.
وعنه: ابنه أَبُو بكر، والشَّعْبِيُّ، وأَبُو قلابة الجَرْمي [2] ،
وهشام بن عمرو الفَزَاري، ويحيى بن عَبْد الرَّحْمَنِ بن حاطب.
رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وَلَمْ
يُحفظ عَنْهُ. وأرسلته عائشة إِلَى مُعَاوِيَة يكلمه في حُجْر بن
الأدبر، فوجده قَدْ قتله.
قَالَ ابن سعد قالت عائشة: لأن أكون قعدت عَن مسيري إِلَى
الْبَصْرَةِ أحب إليّ من أن يكون لي عشرة من الْوَلد من النبي
صَلَّى الله عليه وآله وسلم، مثل عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام.
قلت: وَكَانَ من سادة بني مخزوم بالمدينة، وَهُوَ ابن أخي أَبِي
جهل، تُوُفِّيَ في أيام مُعَاوِيَة في آخرها، وتوفي أَبُوه في
طاعون عَمَواس.
عَبْد الرَّحْمَنِ بن شبل [3]- د ن ق- بن عمرو الأنصاري الأوسي.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن الحارث) في: نسب قريش 111، 112 و 303 و
308، والجرح والتعديل 5/ 32 رقم 142، والتاريخ الكبير 5/ 65 رقم
161، والاستيعاب 2/ 281، وأسد الغابة 3/ 140، والوافي بالوفيات 17/
117، رقم 104، والإصابة 3/ 58، 59 رقم 6170.
[2] الجرمي: بفتح الجيم وسكون الراء وفي آخرها ميم. هذه النسبة إلى
جرم. وهي قبيلة جرم بن ريان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.. (اللباب
1/ 273) .
[3] عن (عبد الرحمن بن شبل) انظر:
طبقات خليفة 86 و 304، والمعرفة والتاريخ 1/ 2901 و 318 و 447،
والجرح والتعديل 5/ 243 رقم 1155، والاستيعاب 2/ 419، ومقدمة مسند
بقيّ بن مخلد 93 رقم 148، وطبقات ابن سعد 4/ 374، 7/ 402، وتحفة
الأشراف 7/ 200، 201 رقم 334، وتهذيب الكمال 2/ 793، والكاشف 2/
149 رقم 3258، وتهذيب التهذيب 6/ 193 رقم 390، وتقريب التهذيب 1/
483 رقم 970، والإصابة 2/ 403 رقم 5139.
(4/264)
أحد كُتّاب الأنصار، كَانَ فقيهًا فاضلًا
نَزَلَ حمص، وله أحاديث عَن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله
وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو راشد الخيراني، وأَبُو سلام الأسود، وتميم بن
محمود، وغيرهم.
تُوُفِّيَ زمن مُعَاوِيَة.
عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بَكْر الصديق [1]- د ن ق- عَبْد اللَّهِ
بن عُثْمَان، أَبُو محمد التيمي، وَيُقَالُ أَبُو عُثْمَان، شقيق
أم المؤمنين عائشة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق) في:
مسند أحمد 1/ 197، وتاريخ أبي زرعة 228 و 229 و 558 و 591- 593،
والأخبار الطوال 226، وطبقات خليفة 18 و 189، وتاريخ خليفة 319،
وجمهرة أنساب العرب 137، والعقد الفريد 2/ 231 و 3/ 303 و 309 و
432 و 4/ 371 و 372 و 6/ 133، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 99 رقم
219، وعيون الأخبار 4/ 114، 115، وتاريخ الطبري 2/ 376 و 3/ 148 و
288 و 290 و 292 و 296 و 421 و 422 و 426 و 4/ 199 و 240 و 474 و
5/ 104 و 229 و 303 و 304 و 322، وفتوح البلدان 443، ونسب قريش
276، والبدء والتاريخ 5/ 13 و 80 و 6/ 7، والاستيعاب 2/ 399- 402،
والزيارات 8.، والأخبار الموفقيات 473، والمعارف 173 و 174 و 233 و
592، والمعرفة والتاريخ 1/ 212 و 285، وأنساب الأشراف 1/ 321 و 432
و 541 و 542 و 549، ق 4 ج 1/ 100 و 144- 146 و 535 و 575 و 577،
والمستدرك 3/ 473- 477، وتاريخ اليعقوبي 2/ 138 و 328، والوفيات
لابن قنفذ 72 رقم 60، والمحبّر 102 و 449، وسيرة ابن هشام 1/ 153 و
155، و 2/ 280، و 3/ 300، و 4/ 246، والمغازي للواقدي 257 و 695،
ومشاهير علماء الأمصار 15 رقم 45، والخراج وصناعة الكتابة 343،
وترتيب الثقات للعجلي 288 رقم 933، والثقات لابن حبان 3/ 249، وأسد
الغابة 3/ 466، والكامل في التاريخ 3/ 506- 508، ومرآة الجنان 1/
126، والبداية والنهاية 8/ 88، 89، وتحفة الأشراف 7/ 194- 196 رقم
329، وتهذيب الكمال 2/ 778، والتاريخ الكبير 5/ 242 رقم 795،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 294، 295 رقم 344، ووفيات الأعيان
3/ 69، 70، والعبر 1/ 58، وسير أعلام النبلاء 2/ 471- 473 رقم 92،
والكاشف 2/ 140 رقم 3193، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ
الإسلام) 40 و 49 و 120 و 296 و 307، وتهذيب التهذيب 6/ 146، 147
رقم 298، وتقريب التهذيب 1/ 474 رقم 880، والإصابة 2/ 407، 408 رقم
5151، وخلاصة تذهيب التهذيب 224، وشذرات الذهب 1/ 59، والأغاني 17/
356.
(4/265)
حضر بدرًا مشركًا، ثُمَّ أسلم قبل الفتح
وهاجر، وَكَانَ أسن ولد أَبِي بكر، وَكَانَ شجاعًا راميًا، قتلَ
يَوْم اليمامة سبعة.
رَوَى عن: النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَعَن أبيه.
وعنه: ابناه عَبْد اللَّهِ، وحَفْصَة، وابن أخيه القاسم بن محمد،
وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي ليلي، وأَبُو عُثْمَان النهدي، وعمرو
بن أوس الثقفي، وابن أَبِي مُلَيْكة، وجماعة.
وَكَانَ يتّجر إِلَى الشَّام.
قَالَ مُصْعَب الزبيري [1] : ذهب إِلَى الشَّام قبل الإسلام، فرأى
هناك امرأة يُقَالُ لها ابنة الجُودي الغساني، فكان يذكرها في شعره
ويهذي بِهَا.
وَقَالَ ابن سعد: إِنَّهُ أسلم في هدنة الحُدَيبية وهاجر، وأطعمه
النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بخيبر أَرْبَعِينَ وسقًا [2]
، وَكَانَ يُكَني أبا عَبْد اللَّهِ. ومات سَنَة ثلاث وخمسين.
وَقَالَ هشام بن عروة، عن أبيه، إن عبد الرَّحْمَنِ قدِم الشَّامَ،
فرأى ابنة الجودي عَلَى طُنْفسَة، وحولها ولائد، فأعجبته، فَقَالَ
فِيهَا:
تذكرت [3] لَيْلَى والسماوَةُ دونَها ... فما لابنةِ الْجُودِيِّ
لَيْلَى وما ليا
وأنّى تعاطي قلبه [4] حارثية ... تُدَمَّنُ بُصْرى أَوْ تحُلٌ
الجوابيا
فو أنّي يلاقيها [5] ؟ بلَى وَلَعَلها [6] ... إن النَّاس حَجُّوا
قابِلًا أنْ تُوافيا
قَالَ: فلما بَعَثَ عمر جيشه إِلَى الشَّام قَالَ لمقدمهم: إنْ
ظفرت بليلى بِنْت الجوديّ عَنوةً فادفعها إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ،
فظفر بها، فدفعها إليه، فأعجب بِهَا، وآثرها عَلَى نسائه، حَتَّى
شكونه إِلَى أخته عائشة، فقالت له: لقد
__________
[1] نسب قريش- ص 276.
[2] سيرة ابن هشام 3/ 300.
[3] كذا في الأصل وفي الأغاني 17/ 358، وفي نسب قريش: «تذكّر» .
[4] كذا في الأصل وفي الأغاني، وفي نسب قريش: ذكرها» .
[5] في نسب قريش: «تلاقيها» .
[6] في الأغاني ونسب قريش: «إذا» .
(4/266)
أفرطتَ، فَقَالَ: واللَّه إني أرشف
بأنيابها حَبَّ الرمان، قَالَ: فأصابها وجع سقطت لَهُ قواها،
فجفاها حَتَّى شكته إِلَى عائشة، فقالت: يَا عَبْد الرَّحْمَنِ لقد
أحببتَ ليلى فأفرطت، وأبغضتها فأفرطت، فإما أن تنصفها، وإما أنْ
تجهزها إِلَى أَهْلها، فجهزها إِلَى أَهْلها، قَالَ: وكانت بِنْت
ملك يعني من ملَوْك العرب.
قَالَ ابن أَبِي مُلَيْكة: إن عَبْد الرَّحْمَنِ تُوُفِّيَ
بالصَّفاح [1] ، فحُمِل فدُفن بمكة- والصِّفاح عَلَى أميال من مكة-
فقدمتٌ أخته عائشة فقالت: أين قبر أخي؟ فأتته فصلت عَلَيْهِ: رواه
أيوب السختياني، عَنْهُ.
قَالَ الْوَاقدي، والمدائني، وغيرهما: تُوُفِّيَ سَنَة ثَلاثٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْر: سَنَة أربع وخمسين.
وقد صحّ في الْوَضوء من «صحيح مسلم» عَن سالم سبلان [2] مولى
المهري قَالَ: خرجت أنا وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي بكر إِلَى
جنازة سعد بن أَبِي وقاص [3] .
وصحّ أن سعدًا مات سَنَة خمس وخمسين.
عبيد اللَّه بن العباس [4]- د ن- بن عَبْد المطّلب، أبو محمد.
__________
[1] بكسر أوله، وبالحاء المهملة في آخره، على وزن فعال. موضع
بالروحاء. وفي كتاب الأطعمة لأبي داود هو مكان بمكة. (معجم ما
استعجم 3/ 834، 835) .
[2] هو لقب له، كما في (نزهة الألباب في الألقاب للحافظ ابن حجر) .
[3] أخرجه مسلم في الطهارة، (3/ 240) باب وجوب غسل الرجلين
بكمالهما.
[4] انظر عن (عبيد الله بن العباس) في:
المحبّر 17 و 107 و 146 و 292 و 453 و 455 و 456، وترتيب الثقات
للعجلي 317 رقم 1058، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 312 رقم
379، وعيون الأخبار 1/ 334، وتاريخ الطبري 4/ 442، 443 و 492 و 5/
92 و 136 و 139 و 140 و 143 و 155 و 158 و 163 و 167 و 170،
والاستيعاب 2/ 429- 431، والعقد الفريد 1/ 293- 296 و 2/ 103،
والمعرفة والتاريخ 3/ 322، وتاريخ اليعقوبي 2/ 179 و 198 و 214،
والمراسيل 116 رقم 195، والتاريخ الصغير 48 و 73، ونسب قريش 27،
وجمهرة أنساب العرب 18، 19 و 21، ومسند أحمد 1/ 214، وأنساب
الأشراف 1/ 447 و 3/ 22- 24 و 36 و 55- 60
(4/267)
ابن عم النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ، لَهُ صُحبة ورواية، وَهُوَ أصغر من عَبْد اللَّهِ بسنة،
وأمهما واحدة.
رَوَى عَنْهُ: محمد بن سيرين، وسليمان بن يَسَارٍ، وعطاء بن أَبِي
رباح.
وأردفه النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ خلفه.
تُوُفِّيَ بالمدينة سَنَة ثمان وخمسين، وَكَانَ جوادًا ممدحًا،
وَكَانَ يتعانى التجارة.
ولي اليمن لعلي ابن عمّه، وبعث مُعَاوِيَة بُسر بن أَبِي أرطأة
عَلَى اليمن، فهرب مِنْهُ عبيد اللَّه، فأصاب بُسر لعُبَيد اللَّه
وَلَدَين صغيرين، فذبحهما، ثُمَّ وفد فيما بعدُ عُبيدُ اللَّه
عَلَى مُعَاوِيَة، وقد هلك بُسْر، فذكر وَلَدَيه لمعاوية، فَقَالَ:
مَا عزلته إِلَّا لقتلهما.
وَكَانَ يُقَالُ بالمدينة: من أراد العلم والجمال والسخاء فلْيأتِ
دار ابن عباس، أما عَبْد اللَّهِ فكان أعلم النَّاس، وأما عبيد
اللَّه فكان أكرم الناس، وأما الفضل فكان أجمل النَّاس [1] .
وَرَوَى أن عُبَيد اللَّه كَانَ ينحر في كل يَوْم جَزُورًا، وكان
يسمّى «تيار الفرات» [2] .
__________
[ () ] و 62 و 66 و 71 و 282، والمعارف 121، 122 و 267، وفتوح
الشام للأزدي 234، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1631 و
1812 و 2125، و 2127 و 3494 و 3495، والبدء والتاريخ 5/ 8 و 108 و
217، والأغاني 16/ 205، وتهذيب الكمال 2/ 879، وتحفة الأشراف 7/
220 رقم 344، ووفيات الأعيان 3/ 64 و 427 و 428 و 7/ 60، والكامل
في التاريخ 3/ 201 و 202 و 350 و 374 و 377 و 383- 385 و 398 و 408
و 4/ 530، وجامع التحصيل 282، 283 رقم 484، والكاشف 2/ 199 رقم
3605، ومرآة الجنان 1/ 130، والبداية والنهاية 8/ 90، والتذكرة
الحمدونية 2/ 282- 284 و 335، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ
الإسلام) 607، وتهذيب التهذيب 7/ 19، 20 رقم 41، وتقريب التهذيب 1/
534 رقم 1460، والإصابة 2/ 437، 438 رقم 5303، وخلاصة تذهيب
التهذيب 251، وشذرات الذهب 1/ 64، والمنتخب من ذيل المذيل 536.
[1] انظر الاستيعاب 2/ 430.
[2] وصار لقبا له، كما في (نزهة الألباب في الألقاب، لابن حجر) .
(4/268)
قَالَ خَلِيفَة [1] وغيره: تُوُفِّيَ سَنَة
ثمان وخمسين.
وَقَالَ أَبُو عُبيد، ويعقوب بن شيبة وغيرهما: تُوُفِّيَ سَنَة سبع
وثمانين، وأنا أستبَعْدَ أَنَّهُ بقي إِلَى هَذَا الْوَقت.
وقيل: إِنَّهُ مات باليمن.
عِتْبان بن مالك [2]- خ م ن ق- بن عمرو بن العَجْلان
الْأَنْصَارِيّ الخزرجي.
بدري كبير القدر، أضر بأخرة، لَهُ أحاديث.
رَوَى عَنْهُ أنس، ومحمود بن الربيع، والحصين بن محمد السالمي.
وتوفي في وسط خلافة مُعَاوِيَة.
عُثْمَان بن أَبِي العاص [3]- م- الثقفي، أبو عبد الله الطائفي.
__________
[1] تاريخ خليفة 225.
[2] انظر عن (عتبان بن مالك) في:
طبقات ابن سعد 3/ 550، والاستيعاب 3/ 159، 160، والمستدرك 3/ 589،
590، ومسند أحمد 4/ 43 و 342 و 5/ 449، وطبقات خليفة 99، والمعرفة
والتاريخ 1/ 355، والمعين في طبقات المحدثين 24 رقم 85، والتاريخ
الصغير 74، والتاريخ الكبير 7/ 80، 81 رقم 368، والجرح والتعديل 7/
36 رقم 192، والبرصان والعرجان 362، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97
رقم 190، وترتيب الثقات للعجلي 326 رقم 1096، والثقات لابن حبان 3/
318، ومشاهير علماء الأمصار 22 رقم 90، والمحبّر 83 و 298 و 304،
وتهذيب الكمال 2/ 901، وتحفة الأشراف 7/ 228- 231، والكاشف 2/ 213
رقم 2713، وتهذيب التهذيب 7/ 198، وتقريب التهذيب 2/ 3 رقم 8،
والإصابة 2/ 452 رقم 5396، والنكت الظراف 7/ 228- 230، وخلاصة
تذهيب التهذيب 305.
[3] انظر عن (عثمان بن أبي العاص) في:
تاريخ خليفة 97 و 123 و 134 و 142 و 149 و 150 و 152 و 154 و 155 و
158 و 159 و 161 و 164، وطبقات خليفة 53 و 182 و 197، والبدء
والتاريخ 5/ 103، 104، والمعرفة والتاريخ 3/ 200، 201، والتاريخ
الكبير 5/ 212 رقم 2195، ومسند أحمد 4/ 21 و 216، وتاريخ الطبري 2/
157 و 3/ 98، 99 و 318- 320 و 322 و 427 و 479 و 597 و 623 و 4/ 39
و 53 و 94 و 175 و 176 و 241 و 256 و 265 و 266، وأنساب الأشراف 1/
366 و 529، والجرح والتعديل 6/ 163 رقم 895، والمغازي للواقدي 963
و 966 و 968 و 970، وترتيب الثقات 328 رقم 1106، والثقات لابن حبان
3/ 261، وأنساب
(4/269)
أخو الحَكَم، ولهما صُحبة.
قدِم عُثْمَان عَلَى النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ في وفد
ثقيف، فأسلم، واستعمله عَلَى الطائف لِما رأى من فضله وحرصه عَلَى
الخير والدين، وَكَانَ أصغر الْوَفد سنًا [1] .
وأقره أَبُو بكر، ثُمَّ عمر عَلَى الطائف، ثُمَّ استعمله عمر عَلَى
عُمان والبحرين، وَهُوَ الذي افتتح تَوَّجَ [2] ومصَّرها، وسكن
الْبَصْرَةَ [3] .
ذكره الحَسَن الْبَصْرِيُّ قَالَ: مَا رأيت أفضل مِنْهُ.
رَوَى عن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وقد شهدت أمه ميلاد
النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيد بن المسيب، ونافع بن جبير بن مطعم، ومطرّف
ابنا عَبْد اللَّهِ بن الشخَّير، وموسى بن طلحة بن عُبيد اللَّه.
تُوُفِّيَ سَنَة إحدى وخمسين.
__________
[ () ] الأشراف ق 4 ج 1/ 564، والطبقات لابن سعد 5/ 508 و 7/ 40،
والمعارف 268 و 555، والمعجم الكبير للطبراني 9/ 30 و 53،
والمستدرك 3/ 618، والاستيعاب 3/ 91، 92، والمحبّر 65 و 127 و 460،
ومشاهير علماء الأمصار 224، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 321
رقم 393، والكامل في التاريخ 1/ 459 و 2/ 284 و 374 و 421 و 449 و
489 و 508 و 533 و 3/ 55 و 3/ 21 و 40 و 41 و 77 و 94 و 100 و 471
و 4/ 44 و 5/ 82، وأسد الغابة 3/ 579، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد
88 رقم 97، والبرصان والعرجان 8 و 252 و 356، وفتوح البلدان 70 و
99 و 100 و 315 و 387 و 432، والكنى والأسماء 1/ 77، والأسامي
والكنى للحاكم، ورقة 407، وتحفة الأشراف 7/ 237- 242 رقم 361،
وتهذيب الكمال 2/ 911، 912، وسير أعلام النبلاء 2/ 374، 375 رقم
78، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 668- 670 و 672، والمعين في طبقات
المحدّثين 24 رقم 87، ودول الإسلام 1/ 38، والكاشف 2/ 220 رقم
3763، وجمهرة أنساب العرب 266، والأخبار الطوال 133 و 139، والخراج
وصناعة الكتابة 217 و 386- 390 و 413، والتذكرة الحمدونية 1/ 378،
وتهذيب التهذيب 7/ 128، 129 رقم 270، وتقريب التهذيب 2/ 10 رقم 78،
والنكت الظراف 7/ 240، 241، والإصابة 2/ 460 رقم 5441، وخلاصة
تذهيب التهذيب 260، ومجمع الزوائد 9/ 370، وشذرات الذهب 1/ 36.
[1] طبقات ابن سعد 5/ 508.
[2] توّج: بفتح التاء وتشديد الواو، وهي توّز، بالزاي، مدينة بفارس
قريبة من كازرون. (معجم البلدان 2/ 56) .
[3] طبقات ابن سعد 5/ 509، الإصابة 2/ 460.
(4/270)
رَوَى عَن عُثْمَان بن أَبِي العاص قَالَ:
الناكح مغترِس، فلينظرْ أين يضع غرسه [1] ، فإن عِرْق السوء لَا بد
أن يُنزع وَلَوْ بَعْدَ حين.
(فائدة) سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي
الْعَلاءِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ أَنَّهُ بَعَثَ
غِلْمَانًا لَهُ تُجَّارًا، فَجَاءُوا، قَالَ: مَا جِئْتُمْ بِهِ؟
قَالُوا: جِئْنَا بِتِجَارَةٍ [2] يَرْبَحُ الدِّرْهَمَ عَشْرَةً،
قَالَ: مَا هِيَ؟ قالْوَا: خَمْرٌ. قَالَ: خَمْرٌ، وَقَدْ نُهِينَا
عَنْ شَرَابِهَا وَبَيْعِهَا!! فَجَعَلَ يَفْتَحُ أَفْوَاهَ
الزِّقَاقِ [3] وَيَصُبُّهَا.
عديّ بن عَمِيرة الكِنْدي [4]- م د م ق- أَبُو زرارة.
وفد عَلَى النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وَرَوَى عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: ابنه عدي، وأخوه العرس بن عَمِيرة، وقيس بن أَبِي
حازم، ورجاء بن حيّوة.
وسكن الجزيرة، وَكَانَ من وجوه كِنْدة، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
عُقْبة بن عامر [5]- ع- ابن عبس الجهنيّ، أبو حمّاد.
__________
[1] انظر: البيان والتّبيين 3/ 267، وبهجة المجالس 2/ 34، ومحاضرات
الأدباء 2/ 202، والتذكرة الحمدونية، وفيه «يضع نفسه» .
[2] في الأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 407 «جئنا بتجارة ما جئنا
بمثلها قطّ، الدرهم يربح عشرة» .
[3] الزقاق: مفردها زقّ. وهو وعاء الخمر، أو الدّنان.
[4] انظر عن (عديّ بن عميرة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 55 و 7/ 476، والجرح والتعديل 7/ 2 رقم 2،
والاستيعاب 3/ 143، والتاريخ الكبير 7/ 43، 44 رقم 190، وترتيب
الثقات للعجلي 330 رقم 1117، والثقات لابن حبان 3/ 317، وتاريخ
الطبري 6/ 220 و 227 و 228 و 243، ومسند أحمد 4/ 191، ومقدّمة مسند
بقيّ بن مخلد 97 رقم 196، وطبقات خليفة 71 و 133 و 318، والمحبّر
295، والكامل في التاريخ 4/ 399، والمعجم الكبير 17/ 106- 109،
وتحفة الأشراف 7/ 285، 286 رقم 366، وتهذيب الكمال 2/ 924، 925،
والكاشف 2/ 227 رقم 3818، والإصابة 2/ 470، 471 رقم 5487، وتهذيب
التهذيب 7/ 169 رقم 334، وتقريب التهذيب 2/ 17 رقم 140، وخلاصة
تذهيب التهذيب 264.
[5] انظر عن (عقبة بن عامر) في:
(4/271)
صحابي مشهور، لَهُ رواية وفضل.
رَوَى عَنْهُ: جُبَير بن نُفَيْر، وأَبُو عُشَانة حيٌ بن يؤمن،
وأبو قبيل [1] حييّ ابن هانئ المعَافِري، وبَعْجَة الجُهَني،
وسَعِيد المقبُري، وعلي بن رباح، وأَبُو الخير مَرثَد اليزَني،
وطائفة سواهم.
وقد ولي إمرة مصر لمعاوية، وليها بَعْدَ عُتبة بن أَبِي سفيان،
ثُمَّ عزله مُعَاوِيَة، وأغزاه البحر في سَنَة سبع وَأَرْبَعِينَ،
وَكَانَ يَخْضِب بالسواد.
لَهُ معرفة بالقرآن والفرائض، وَكَانَ فصيحًا شاعرًا.
قَالَ أَبُو سَعِيد بن يونس: مُصْحَفه الآن موجود بخطّه، رأيته عند
علي ابن الحسين بن قُدَيد، عَلَى غير التأليف الذي في مُصْحَف
عُثْمَان، وَكَانَ في آخره:
«وكتب عُقْبة بن عامر بيده» . وَلَمْ أزل أسمع شيوخنا يقولون: إنه
__________
[ () ] المحبّر 294، ومسند أحمد 4/ 143 و 201، والتاريخ لابن معين
2/ 409، وطبقات ابن سعد 4/ 343، وطبقات خليفة 121 و 192، وتاريخ
خليفة 197 و 225، والتاريخ الكبير 6/ 430 رقم 2885، والجرح
والتعديل 6/ 313 رقم 1741، والمعارف 279، وكتاب الولاة والقضاة 36،
والمعرفة والتاريخ 2/ 499- 511، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم
62، وربيع الأبرار 4/ 196، وتاريخ الطبري 1/ 62 و 5/ 231، والخراج
وصناعة الكتابة 339، وأنساب الأشراف 1/ 170، 171، وق 4 ج 1/ 51،
والأخبار الطوال 196، والاستيعاب 3/ 106، والمعجم الكبير 17/ 267-
351، والمستدرك 3/ 467- 470، وجمهرة أنساب العرب 444، وتاريخ أبي
زرعة 1/ 228 و 500 و 542 و 691، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 68،
والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 160، ومشاهير علماء الأمصار 55 رقم
378، وثمار القلوب 164، والزيارات 37، وأسد الغابة 4/ 53، والكامل
في التاريخ 3/ 10 و 160 و 187 و 457 و 520، ووفيات الأعيان 1/ 55،
وتهذيب الكمال 945، وتحفة الأشراف 7/ 302- 325 رقم 379، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 336 رقم 414، والمعين في طبقات المحدّثين
24 رقم 90، وسير أعلام النبلاء 2/ 467- 469 رقم 90، والعبر 1/ 62،
وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 71 و 261، والكاشف 2/
237 رقم 3896، وتلخيص المستدرك 3/ 467، والإصابة 2/ 489 رقم 5601،
وتهذيب التهذيب 7/ 242- 244 رقم 439، وتقريب التهذيب 2/ 27 رقم
242، والنكت الظراف 7/ 306- 324، والنجوم الزاهرة 1/ 126- 130،
وخلاصة تذهيب التهذيب 269، وكنز العمال 13/ 495، وشذرات الذهب 1/
64.
[1] في الأصل «أبو فتيل» والتصويب من (تهذيب التهذيب 3/ 72) .
(4/272)
مُصْحَف عُقبة، لَا يشكون فِيهِ. وَكَانَ
عقبة كاتبًا قارئًا، لَهُ هجرة وسابقة.
وَقَالَ عَبْد اللَّهِ: سَمِعْتُ حُيَيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، أَنَّ
عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ كَانَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا
بِالْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:
أَعْرِضْ عَلَيَّ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ سورة براءة، فبكي عمر، ثُمَّ
قَالَ: مَا كنت أظن أنَّهَا نزلت.
قلت: معناه مَا كأني كنت سمعت، لحسن مَا حبَّرها عُقبةُ بتلاوته،
أَوْ يكون الضمير في (نزلت) عائدًا إِلَى آيات من السورة استغربها
عمر، واللَّه أعلم.
عِمْران بن حُصَين [1]- ع- ابن عبيد بن خلف، أبو نجيد الخزاعي.
__________
[1] انظر عن (عمران بن حصين) في:
مسند أحمد 4/ 426، والتاريخ لابن معين 2/ 436، وطبقات ابن سعد 4/
287، وطبقات خليفة 6 و 10 و 187، وتاريخ خليفة 218، والتاريخ
الكبير 6/ 408 رقم 2804 والجرح والتعديل 6/ 296 رقم 1641، والمغازي
للواقدي 412 و 845، وأنساب الأشراف 1/ 491، وجمهرة أنساب العرب
237، وترتيب الثقات للعجلي 373 رقم 1299، والثقات لابن حبان 3/ 1/
296، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 291، وتاريخ الطبري 1/ 38 و 209 و 4/
71 و 208 و 352 و 461 و 463 و 466 و 502، وفتوح البلدان 423 و 431
و 443 و 464 و 472 و 480، والمعارف 309، والمعرفة والتاريخ 1/ 691
و 2/ 52 و 244 و 3/ 195، والعقد الفريد 4/ 281 و 319، والمحبّر 89،
والزاهر للأنباري 1/ 504، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 81 رقم 20،
والمستدرك 3/ 470- 473، ومشاهير علماء الأمصار 37 رقم 218 رقم 218،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 555، ووفيات الأعيان 2/ 300 و 4/ 184، والكامل
في التاريخ 2/ 41 و 3/ 101 و 160 و 211 و 212 و 241 و 451 و 492،
وأسد الغابة 4/ 137، 138 ومرآة الجنان 1/ 125، والاستيعاب 3/ 22،
وتحفة الأشراف 8/ 172- 205 رقم 417، والكنى والأسماء للدولابي 1/
58، 59، والزيارات 81، والبداية والنهاية 8/ 60، وتهذيب الأسماء
واللغات ق 1 ج 1/ 35، 36 رقم 28، وتهذيب الكمال 2/ 1056، والمعين
في طبقات المحدّثين 25 رقم 99، والكاشف 2/ 299، 300 رقم 4329، ودول
الإسلام 1/ 38، وسير أعلام النبلاء 2/ 508- 512 رقم 105، وتلخيص
المستدرك 3/ 470- 473، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 443 و 562،
وعهد الخلفاء الراشدين 45 و 166 و 628 و 630، والنكت الظراف 8/
172- 204، والعبر 1/ 57، والإصابة 3/ 26، 27 رقم 6010، وتهذيب
التهذيب 8/ 126، 127 رقم 220، وتقريب
(4/273)
صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
أسلم [1] هو وأبوه، وأبو هريرة معًا، ولعمْران أحاديث.
ولي قضاء الْبَصْرَةِ، وَكَانَ عمر بن الخطاب بعثه إليهم ليفقههم،
وَكَانَ الْحَسَن الْبَصْرِيُّ يحلف مَا قدِم عليهم الْبَصْرَةَ
بخير لهم من عِمْران بن حُصَين.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَن، ومحمد بن سيرين، ومطرف بن عَبْد اللَّهِ
بن الشّخّير، وزُرَاره بن أوفى، وزَهْدَم الجَرْمي، والشَّعْبِيُّ،
وأَبُو رجاء العُطاردي، وعَبْد اللَّهِ بن بُريدة، وطائفة سواهم.
قَالَ زُرارة بن أوفي: رأيت عِمْران بن حُصَين يلبس الخزّ [2] .
وَقَالَ مُطَرِّفُ بْنُ الشِّخِّيرِ: قَالَ لِي عِمْرَانُ بْنُ
حُصَينٍ: أَنَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا عَسَى اللَّهُ أَنْ
يَنْفَعَكَ بِهِ، إِنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
جَمَعَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ
حَتَّى مَاتَ، وَلَمْ يَنْزِلْ فِيهِ قُرْآنٌ يُحَرِّمُهُ،
وَإِنَّهُ كَانَ يُسَلَّمُ عَلَيَّ، يَعْنِي الْمَلَائِكَةَ،
فَلَمَّا اكْتَوَيْتُ، أَمْسَكَ، فَلَمَّا تَرَكْتُهُ عَادَ
إِلَيَّ [3] .
مُتَّفقٌ عَلَيْهِ، وَلِعمران غزوات مع النبي صَلَّى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ وَكَانَ ببلاد قومه ويتردد إِلَى المدينة.
أَبُو خُشَيْنة [4] حاجب بن عمر [5] ، عَن الحكم بن الأعرج، عَن
عمران بن حُصَين قَالَ: مَا مسست ذَكَري بيميني منذ بايعت رَسُول
الله صلى الله عليه وآله وسلم [6] .
__________
[ () ] التهذيب 2/ 82 رقم 720، ومجمع الزوائد 9/ 381، وخلاصة تذهيب
التهذيب 295، وشذرات الذهب 1/ 62.
[1] «أسلم» غير موجود في الأصل، والاستدراك من (البداية والنهاية
8/ 60) .
[2] طبقات ابن سعد 4/ 291.
[3] أخرجه مسلم في الحج (167/ 1226) باب جواز التمتّع، وأحمد في
المسند 4/ 427، وابن سعد في الطبقات 4/ 290.
[4] في الأصل «أبو خسعة» ، والتصويب من خلاصة التذهيب 66.
[5] كذا في الأصل وفي (تهذيب التهذيب 2/ 133) وفي (خلاصة التذهيب
66) : «عمرو) .
[6] رجاله ثقات، وهو في مسند أحمد 4/ 439، والطبقات الكبرى 4/ 287،
والمستدرك 3/ 472، وكذلك في تلخيصه، ومجمع الزوائد 9/ 381.
(4/274)
هشام، عَن ابن سيرين قَالَ: مَا قدِم
الْبَصْرَةَ أحد يُفضلُ عَلَى عِمْران بن حُصَين [1] .
هشام الدسْتَوائي، عَن قَتَادة: بلغني أن عِمْران بن حُصَين قَالَ:
وددت أني رماد تذروني [2] .
قلت: وَكَانَ ممن اعتزل الفتنة وذمّها.
قَالَ أيوب، عَن حُمَيد بن هلال، عَن أبي قَتَادة قَالَ: قَالَ لي
عِمْران بن حُصَين: الزَم مسجدك. قلت: فإن دُخل عَلِيّ؟ قَالَ:
الزم بيتك، قلت: فإن دُخِلَ بيتي؟ فَقَالَ: لَوْ دَخَلَ عَلِيّ
رَجُلٌ يريد نفسي ومالي، لرأيت أنْ قَدْ حل لي قتاله [3] .
ثابت، عَن مُطَرَف، عَن عِمْران قَالَ: قَدِ اكتوينا، فما أفلحْنَ
وَلَا أنجحْن [4] يعني المكاوي [5] .
قَتادة، عَن مطرف قَالَ: أرسل إليّ عِمْران بن حُصَين في مرضه،
فَقَالَ إِنَّهُ كَانَ يسَلَّم عَلَيّ- يعني الملائكة- فإن عشتُ،
فاكتم عَليّ، وإن متٌ، فحدث بِهِ إن شئت [6] .
حُمَيد بن هلال، عَن مطرف، قلت لعِمْران: مَا يمنعني من عيادتك
إِلَّا مَا أرى من حالك، قَالَ: فلا تفعل، فإن أحبّه إِلَيّ أحبّه
إِلَى اللَّه [7] .
قَالَ يزيد بن هارون: أنبأ إِبْرَاهِيم بن عطاء مولى عِمْران بن
حصين،
__________
[1] طبقات ابن سعد 4/ 287، مجمع الزوائد 9/ 381.
[2] في العبارة اكتفاء، وهي في طبقات ابن سعد 4/ 287، وفيه «تذروني
الرياح» .
[3] طبقات ابن سعد 4/ 288 ورجاله ثقات.
[4] في طبعة القدسي «أفلحنا» و «أنجحنا» ، والتصويب من طبقات ابن
سعد وغيره.
[5] إسناده صحيح، أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 288، 289، وأبو داود
(3865) ، والترمذي (2049) وابن ماجة (3490) ، وأخرجه أحمد في
المسند 4/ 427 و 446.
[6] المستدرك 3/ 472.
[7] طبقات ابن سعد 4/ 290.
(4/275)
عَن أبيه: أن عِمْران قضى عَلَى رَجُل
بقضية، فَقَالَ: واللَّه لقد قضيت عَلَيّ بجور، وَمَا ألْوَتَ،
قَالَ: وكيف ذلك؟ قَالَ: شهد عَلِيّ بزور، قَالَ: مَا قضيت عليك،
فهو في مالي، وو الله لَا أجلس مجلسي هَذَا أبدًا [1] .
وكان نقش خاتم عمران تمثال رجل، متقلدا لسيف.
شُعْبَةُ: ثَنَا فُضَيْلُ بْنُ فَضَالَةَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ،
عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا
عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ فِي مِطْرَفِ خَزٍّ، لَمْ نَرَهُ عَلَيْهِ
قَبْلَ وَلَا بَعْدَ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَنْعَمَ
عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى
عَبْدِهِ» [2] .
وَقَالَ محمد بن سيرين: سَقَى بطنُ عِمْران بن حُصَين ثلاثين
سَنَة، كل ذلك يُعرض عَلَيْهِ الكي فيأبى، حَتَّى كَانَ قبل موته
بسنتين، فاكتوى. رواه يزيد، عَن إِبْرَاهِيم، عَنْهُ [3] .
وَقَالَ عمْران بْنُ حُدَير، عَن أَبِي مِجْلَز قَالَ: كَانَ
عِمْران ينهى عَن الكيّ فابتُلي، فاكتوى، فكان يعجّ [4] .
وَقَالَ حُمَيد بن هلال، عَن مطرف: قَالَ لي عِمْران: لَمَّا
اكتويت انقطع عني التسليم، قلت: أمن قِبَل رأسك كَانَ يأتيك
التسليم؟ قَالَ: نعم، قلت:
سيعود، فلما كَانَ بَعْدَ ذلك قَالَ: أشعرت أن التسليم عاد إِلَى،
ثُمَّ لَمْ يلبث إِلَّا يسيرًا حَتَّى مات [5] .
ابن عُلَيّة، عَن سلمة بن علقمة، عَن الْحَسَن: أن عِمْران بن
حُصَين
__________
[1] طبقات ابن سعد 4/ 287.
[2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 438، وابن سعد في الطبقات 4/ 291 و
311، والترمذي (2819) .
[3] طبقات ابن سعد 4/ 288.
[4] في طبقات ابن سعد 4/ 289: «ولقد اكتويت كيّة بنار، ما أبرأت من
ألم، ولا شفت من سقم» .
[5] طبقات ابن سعد 4/ 289.
(4/276)
أوصى لأمهات أولاده بوصايا وَقَالَ: أيُّما
امرأة منهن صرخت عَلَيّ، فلا وصية لها.
تُوُفِّيَ عِمْرانُ سَنَة اثنتين وخمسين.
عمرو بن الأسود العَنْسي [1]- خ م د ن ق- ويسمى عُمَيْرًا، سكن
داريا، وَهُوَ مخضرم أدرك الجاهلية.
وَرَوَى عَن: عمر، ومُعاذ، وابن مسعود، وجماعة.
وعنه: خالد بن مَعْدان، وزياد بن فياض، ومجاهد بن جبر، وشُرَحْبيل
بن مسلم الخَوْلاني، وابنه حُكَيْم بن عُمَير، وجماعة.
وَكَانَ من عُباد التابعين وأتقيائهم، كنيته أَبُو عياض، وقيل:
أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ.
قَالَ بقية، عَن صفوان بن عمرو [2] ، عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بْنِ
جُبير بْنِ نُفير قَالَ: حج عمرو بن الأسود، فلما انتهى إِلَى
المدينة نظر إليه عَبْد اللَّهِ بن عمر قائمًا يصلي، فسأل عَنْهُ،
فقيل: هَذَا رَجُلٌ من أَهْل الشَّام يُقَالُ لَهُ عمرو بن الأسود،
فَقَالَ: مَا رأيت أحدًا أشبه صلاة وَلَا هَدْيًا وَلَا خشوعًا
وَلَا لبسة برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ، من هَذَا الرجل.
هكذا رواه عيسى بن المنذر الحمصي، عن بقيّة.
__________
[1] انظر عن (عمرو بن الأسود) في: طبقات ابن سعد 7/ 442، وتاريخ
أبي زرعة، 1/ 392، ومشاهير علماء الأمصار 113 رقم 860، وطبقات
خليفة 280، والمعرفة والتاريخ 2/ 158 و 314 و 348 و 646، وترتيب
الثقات للعجلي 362 رقم 1248، والثقات لابن حبان 7/ 171، والتاريخ
الصغير 59 و 64، والتاريخ الكبير 6/ 315 رقم 2504، والجرح والتعديل
6/ 220، 221 رقم 1222، وأسد الغابة 4/ 84، 85، والكاشف 2/ 280 رقم
4192، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 318، والكنى
والأسماء للدولابي 1/ 52، وتهذيب التهذيب 8/ 4- 6 رقم 5، وتقريب
التهذيب 2/ 65 رقم 535، والإصابة 2/ 523 رقم 5762، وخلاصة تذهيب
التهذيب 287.
[2] في الأصل: «صفوان عن عمرو» ، والتصويب من (خلاصة التذهيب 174)
.
(4/277)
ورواه عَنْهُ عَبْد الْوَهاب بن نجدة، عَن
أرطأة بن المنذر الحمصي، عَن بقية.
ورواه عَنْهُ عَبْد الْوَهاب بن نجدة، عَن أرطأة بن المنذر، حدثني
رُزيق أَبُو عَبْد اللَّهِ الألهاني أن عمرو بن الأسود قدم
المدينة، فرآه ابن عمر يصلي فقال: من سره أن ينظر إلى أشبه الناس
صلاة برسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ [1] فلينظر إِلَى
هَذَا. ثُمَّ بَعَثَ ابن عمر بقرًى ونفقة وعلف إليه، فقبل القِرى
والعلف، وردّ النفقة.
وأما مَا رواه أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ،
عَنْ ضَمرة بن حبيب، وحكيم بن عُمْير قالا: قَالَ عمر بن الخطاب:
من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ،
فلينظر إِلَى عمرو بن الأسود. فهَذَا منقطع.
وَعَن شرَحْبيل قَالَ: كَانَ عمرو بن الأسود يدع كثيرًا من الشبع،
مخافة الأشر.
قرأت عَلَى أَحْمَد بن إِسْحَاق: أنبأ الفتح بن عَبْد السلام، أنبأ
ابن الداية وأَبُو الفضل الأرموي، ومحمد بن أَحْمَد قالْوَا: أنبأ
ابن المسلمة، أنبأ أَبُو الفضل الزُهْري، أنبأ جعفر الفريابي: ثنا
إبراهيم بن العلاء الحمصي: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ
بَحِيرِ [2] بْنِ سعيد، عن خالد بن معدان، عن عمرو بن الأسود
العنسي: أنه كان إذا خرج إلى المسجد، قبض بيمينه على شماله، فسئل
عن ذلك فقال: مخافة أن تنافق يدي، يعني لئلًا يخطر بِهَا في مشيته،
فيكون ذلك نفاقًا.
عمرو بن حزم [3]- ن ق- بن زيد بن لَوْذان بن حارثة [4] ، أَبُو
الضّحّاك-
__________
[1] اختصره في أسد الغابة 4/ 85.
[2] بكسر الحاء المهملة، وفي الأصل غير منقوط، والتصويب من تهذيب
التهذيب 1/ 431.
[3] انظر عن (عمرو بن حزم) في:
طبقات خليفة 89، وفتوح البلدان 83، 84، والأخبار الطوال 112 و 265،
والاستيعاب 2/ 517، والتاريخ الكبير 6/ 305 رقم 2478، والتاريخ
الصغير 45، وتاريخ اليعقوبي
[4] اختلف في نسبته، كما في (أسد الغابة) .
(4/278)
وقيل أَبُو محمد- الْأَنْصَارِيّ النجاري.
قَالَ ابن سعد: شهد الخندق [1] ، واستعمله النبي صَلَّى اللَّهُ
عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَى نجران، وَهُوَ ابن سبع عشرة سَنَة،
وبعثه أيضًا بكتاب فِيهِ فرائض إِلَى اليمن [2] .
رَوَى عَنْهُ: ابنه محمد، وحفيده أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، والنّضر بن عَبْد اللَّهِ السّلمي، وزياد
الحضْرمي، وامرأته سَوْدة.
تُوُفِّيَ سَنَة ثلاث، وقيل سَنَة أربع، وقيل سَنَة إحدى وخمسين.
عمرو بن الحَمق [3] .
يُقَالُ: قُتِلَ سَنَة إحدى وخمسين.
عمرو بن عوف [4] ، بن زيد بن مُلَيْحة [5] المزَني، أَبُو عبد
الله.
__________
[ () ] 2/ 176، وأنساب الأشراف 1/ 242 و 529، وق 4 ج 1/ 591، وسيرة
ابن هشام 1/ 92، و 2/ 83 و 149 و 160 و 3/ 13 و 29 و 137 و 4/ 237،
وتاريخ الطبري 3/ 106 و 128 و 130 و 185 و 228 و 230 و 318 و 319 و
4/ 371 و 379 و 383 و 385 و 393، والجرح والتعديل 6/ 224، 225 رقم
1247، ومشاهير علماء الأمصار 22، 23 رقم 96، والمحبّر 431، والخراج
وصناعة الكتابة 275، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 297،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 455، والمعرفة والتاريخ 1/ 331 و 379 و 2/ 216
و 3/ 179، والكامل في التاريخ 2/ 293 و 336 و 337 و 366 و 3/ 171 و
177 و 496 و 5/ 231، وتاريخ خليفة 94 و 97 و 218، والتاريخ لابن
معين 2/ 441، 442، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 26 رقم 14،
وتحفة الأشراف 8/ 147- 149 رقم 403، وتهذيب الكمال 2/ 1029، 1030،
والمغازي (من تاريخ الإسلام) 692، وعهد الخلفاء الراشدين، منه 104
و 45 و 479، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 97، والكاشف 2/ 282
رقم 4208، وأسد الغابة 4/ 98، 99، والنكت الظراف 8/ 148، والإصابة
2/ 532 رقم 8510، وتهذيب التهذيب 8/ 20، 21 رقم 31، وتقريب التهذيب
2/ 68 رقم 562، وخلاصة تذهيب التهذيب 288.
[1] سيرة ابن هشام 3/ 29.
[2] انظر الخبر مطوّلا في سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 237- 239.
[3] سبقت ترجمته في الطبقة الماضية، وقد حشدت مصادر الترجمة هناك،
فلتراجع.
[4] انظر عن (عمرو بن عوف المزني) في:
طبقات ابن سعد 4/ 363، ومسند أحمد 4/ 137، والتاريخ الكبير 6/ 307
رقم 2484، وتاريخ خليفة 226، والمعرفة والتاريخ 1/ 325، وتاريخ أبي
زرعة 1/ 162 و 582، وتاريخ
[5] ويقال: «ملحة» بكسر الميم.
(4/279)
قديم الصّحبة، وكان أحد البكّاءين في غزوة
تبوك، شهد الخندق وسكن المدينة.
رَوَى كثير بن عَبْد اللَّهِ بن عمرو، عَن أبيه، عَن جده، عدّة
أحاديث، وكثير وَاهِي الحديث.
تُوُفِّيَ عمرو في آخر زمن مُعَاوِيَة.
عمرو بن مُرة [1]- ت- بن عبْس الجُهَني.
لَهُ صُحْبة ورواية قليلة، وَكَانَ قوّالًا بالحقّ، وقد وفد عَلَى
مُعَاوِيَة، وَكَانَ ينزل فلسطين، وَكَانَ بطلًا شجاعًا، أسلم
وَهُوَ شيخ، وكان معاوية يسمّيه أسد جُهَينة.
رَوَى عَنْهُ: عيسى بن طلحة، والقاسم بن مُخَيْمَرة، وحُجْر بن
مالك، وغيرهم.
وهو والد طلحة، صاحب درب طلحة بداخل باب توما بدمشق.
__________
[ () ] الطبري 2/ 567 و 4/ 69، والجرح والتعديل 6/ 242 رقم 1341،
والاستيعاب 2/ 516، وجمهرة أنساب العرب 202، وأسد الغابة 4/ 124،
125، وتهذيب الكمال 2/ 1045، وتحفة الأشراف 8/ 165- 168 رقم 410،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 33 رقم 21، والنكت الظراف 8/ 167،
والإصابة 3/ 9 رقم 5924، وتهذيب التهذيب 8/ 85 رقم 127، وتقريب
التهذيب 2/ 75 رقم 645، وخلاصة تذهيب التهذيب 292.
[1] انظر عن (عمرو بن مرّة) في:
طبقات ابن سعد 4/ 347، والتاريخ الكبير 6/ 308 رقم 2487، والجرح
والتعديل 6/ 257 رقم 1420، وتاريخ الطبري 4/ 24 و 5/ 315، وتاريخ
أبي زرعة 1/ 465، 466 و 653 و 663 و 671 و 2/ 679، وأنساب الأشراف
1/ 15، 16، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 134 رقم 587، وطبقات خليفة
120 و 306، ومشاهير علماء الأمصار 52 رقم 350 (دون ترجمة) ، وربيع
الأبرار 4/ 246، وجمهرة أنساب العرب 445، والمعرفة والتاريخ 1/
333، ومسند أحمد 4/ 231، وسيرة ابن هشام 1/ 26، والتاريخ الصغير
100، و 128، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، والاستيعاب 2/ 519، وأنساب
الأشراف ق 4 ج 1/ 499، والكامل في التاريخ 3/ 521، وأسد الغابة 4/
130، 131، وتحفة الأشراف 8/ 171، 172 رقم 415، وتجريد أسماء
الصحابة 1/ 417، والكاشف 2/ 295 رقم 4298، وتهذيب التهذيب 8/ 103،
104 رقم 164، وتقريب التهذيب 2/ 79 رقم 678، والإصابة 3/ 15 رقم
5961، وخلاصة تذهيب التهذيب 293، وتهذيب الكمال 2/ 1050.
(4/280)
وبقي عمرو إِلَى أن غزا سَنَة تسع وخمسين،
ولعلّه بقي بَعْدَها.
عُمَير بن جودان [1] ، العَبْدي.
بَصْرِيٌّ، أرسل عَن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ،
وبعضهم يقول: لَهُ صُحْبة.
رَوَى عَنْهُ: ابنه أشعث، ومحمد بن سيرين.
عياض [2] بن حِمار [3]- م 4- المجاشعي التميمي [4] .
لَهُ صُحْبَةٌ وَنَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَلَمَّا وَفَدَ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أَهْدَى لَهُ
نَجِيبَةً فَقَالَ:
إِنَّا نُهِينَا أَنْ نَقْبَلَ زَبْدَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا
أَسْلَمَ قَبِلَهَا مِنْهُ [5] .
رَوَى عَنْهُ: العلاء بن زياد العدوي، ومطرّف، ويزيد، ابنا عبد
الله بن
__________
[1] انظر عن (عمير بن جودان) في:
مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 142 رقم 687، والجرح والتعديل 375 رقم
2075، والتاريخ الكبير 6/ 536 رقم 237، والاستيعاب 2/ 493 وفيه
«عمير بن حردان» وأسد الغابة 4/ 141، وتجريد أسماء الصحابة 1/ 422،
والإصابة 3/ 29، 30 رقم 6025، وجامع التحصيل 304 رقم 593.
[2] انظر عن (عياض بن حمار) في:
طبقات ابن سعد 7/ 36. والتاريخ الكبير 7/ 19 رقم 86، وتاريخ أبي
زرعة 2/ 685، وأنساب الأشراف 1/ 117، والمعجم الكبير 17/ 357- 366،
والمحبّر 181، وطبقات خليفة 40 و 178، ومسند أحمد 4/ 161 و 266،
وجمهرة أنساب العرب 231، ومشاهير علماء الأمصار 40 رقم 242،
والاستيعاب 2/ 493، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 94، والمعارف
337، والإكمال 2/ 547، 548، وأسد الغابة 4/ 2162، والمعين في طبقات
المحدّثين 25 رقم 103، والكاشف 2/ 312 رقم 4424، وتبصير المنتبه 1/
260، والمشتبه 1/ 170، والإصابة 3/ 47 رقم 6128، وتهذيب التهذيب 8/
200 رقم 366، وتقريب التهذيب 2/ 95 رقم 854، وخلاصة تذهيب التهذيب
301، وتحفة الأشراف 8/ 250- 252 رقم 430، وتهذيب الكمال 2/ 1076،
وتهذيب الأسماء ق 1 ج 2/ 42 رقم 42، والجرح والتعديل 6/ 407 رقم
2274.
[3] في طبعة القدسي «حماد» بالدال، وهو تصحيف، والصواب ما أثبتناه،
وقد تصحّف في عدّة مصادر أيضا، ولذلك قال ابن حجر- رحمه الله-:
«وأبوه باسم الحيوان، وقد صحّفه بعض المتنطّعين لظنّه أنّ أحدا لا
يسمّى بذلك» . (الإصابة 3/ 47) .
[4] في (أسد الغابة 4/ 164) : «كذا نسبه خليفة بن خياط، وقال أبو
عبيدة: هو عياض بن حماد بن عرفجة بن ناجية» .
[5] طبقات ابن سعد 7/ 36.
(4/281)
الشخير، والحَسَن الْبَصْرِيُّ.
وله حديث طويل في «صحيح مسلم» [1] .
عياض بن عمرو الأشعري [2] .
نَزَلَ الكوفة، وله صحبة إن شاء الله.
__________
[1] ولفظه بطوله في كتاب الجنة (2865) باب الصفات التي يعرف بها في
الدنيا أهل الجنة وأهل النار، من طريق: قتادة، عن مطرّف بن عبد
الله بن الشّخّير، عن عياض بن حمار المجاشعي: أنّ رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم في خطبته: «ألا إنّ ربّي أمرني أن
أعلّمكم ما جهلتم مما علّمني، يومي هذا، كل مال نحلته عبدا، حلال.
وإني خلقت عبادي حنفاء كلّهم. وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن
دينهم. وحرّمت عليهم ما أحللت لهم. وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم
أنزل به سلطانا. وإنّ الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم،
إلّا بقايا من أهل الكتاب. وقال: إنّما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك.
وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء. تقرءوه نائما ويقظان. وإنّ الله
أمرني أن أحرّق قريشا. فقلت: ربّ إذا يثلغوا رأسي، فيدعوه خبزة.
قال: استخرجهم كما استخرجوك واغزهم نغزك. وأنفق فسننفق عليك. وابعث
جيشا. نبعث خمسة مثله. وقاتل بمن أطاعك من عصاك. قال: وأهل الجنة
ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفّق. ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي
قربى ومسلم.
وعفيف متعفّف ذو عيال قال: وأهل النار خمسة: الضعيف الّذي لا زبر
له، الذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا، والخائن الّذي لا
يخفى له طمع، وإن دقّ إلّا خانه. ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو
يخادعك عن أهلك ومالك» . وذكر البخل أو الكذب. «والشنظير الفحّاش»
، ولم يذكر أبو غسّان في حديثه: وأنفق فسننفق عليك» . (فاجتالتهم)
: أي استخفوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عما كانوا عليه، وجالوا معهم
في الباطل، وقال شمر: اجتال الرجل الشيء ذهب به. واجتال أموالهم
ساقها وذهب بها.
(إذا يثلغوا رأسي) أي يشدخوه ويشجّوه كما يشدخ الخبز، أي يكسر.
(نغزك) أي نعينك.
(لا زبر له) أي لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي. وقيل: هو
الّذي لا مال له.
[2] انظر عن (عياض بن عمرو) في:
طبقات ابن سعد 6/ 152، والتاريخ الكبير 7/ 19، 20 رقم 87، وتاريخ
اليعقوبي 2 ج 278، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 122 رقم 486، وتاريخ
الطبري 4/ 39، والمراسيل لابن أبي حاتم 151 رقم 278، والجرح
والتعديل 407 رقم 2276، والمعجم الكبير للطبراني 17/ 371، وأسد
الغابة 4/ 164، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 42، 43 رقم 43،
وتجريد أسماء الصحابة 1/ 431، وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ
الإسلام) 217، والكاشف/ 313 رقم 4428، وتحفة الأشراف 8/ 252 رقم
431، وتهذيب الكمال 2/ 1076، وتهذيب التهذيب 8/ 202 رقم 373،
وتقريب التهذيب 2/ 96 رقم 861، والإصابة 3/ 49 رقم 6139،
والاستيعاب 3/ 129، وجامع التحصيل 306 رقم 605.
(4/282)
رَوَى الشَّعْبِيُّ عَنْهُ أَنَّهُ شهد
عيدًا بالأنبار فقال: ما لي أراهم لَا يقلّسون [1] كما كَانَ
رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يقلّس لَهُ [2] .
وَقَالَ شُعبة، عَن سِماك، عَن عياض قَالَ: لَمَّا نزلت فَسَوْفَ
يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ 5: 54 [3] قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم «هم قوم أبي موسى» [4] .
__________
[1] التقليس: ضرب الدف.
[2] ذكره البخاري في تاريخه 6/ 20 بلفظ «يقلصونه» (بالصاد) ،
وأخرجه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسّنّة فيها، من طريق:
شريك، عن مغيرة، عن عامر، قال: شهد عياض الأشعريّ عيدا بالأنبار،
فقال: ما لي لا أراكم تقلّسون كما كان يقلّس عند رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم» (باب 163) رقم (1302) .
[3] سورة المائدة- الآية 54.
[4] أخرجه ابن عساكر في تبيين كذب المفتري- ص 49.
(4/283)
[حرف الفاء]
فاطمة بِنْت قيس الفهرية [1]- ع-.
أخت الضحاك بن قيس التي كانت تحت أَبِي عمرو بن حفص بن المغيرة
المخزومي، فطلقها، فخطبها مُعَاوِيَة وأَبُو جهم، فنصحها النبي صلى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ وأشار عليها بأسامة، فتزوجت بِهِ.
وَهِيَ التي تَروِيَ حديث السّكْنَى والنفقة في الطلاق والعدّة [2]
.
وهي رواية حديث الجسّاسة [3] .
__________
[1] انظر عن (فاطمة بنت قيس) في:
مسند أحمد 6/ 373 و 411، والتاريخ لابن معين 2/ 739، وطبقات ابن
سعد 8/ 273، وطبقات خليفة 335، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم
89، وجمهرة أنساب العرب 178، والمعرفة والتاريخ 2/ 698 و 3/ 236،
وتاريخ الطبري 4/ 234 و 239، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية)
1356، والبدء والتاريخ 2/ 169، والمعجم الكبير للطبراني 24/ 365-
405، والمستدرك 4/ 55، وأسد الغابة 5/ 526، 527، وتهذيب الأسماء
واللغات ق 1 ج 2/ 353 رقم 756، وتحفة الأشراف 12/ 461- 471 رقم
906، وسير أعلام النبلاء 2/ 319 رقم 60، والمعين في طبقات
المحدّثين 30 رقم 173، والكاشف 3/ 432 رقم 112، وتهذيب التهذيب 12/
443، 444 رقم 2866، وتقريب التهذيب 2/ 609 رقم 8، والإصابة 4/ 384
رقم 851، والنكت الظراف 12/ 465- 467، وخلاصة تذهيب التهذيب 494.
[2] أخرجه مسلم في الطلاق (1480) باب: المطلّقة ثلاثا لا نفقة لها.
وأبو داود في الطلاق (2284) باب في نفقة المبتوتة، والترمذي في
النكاح (1125) باب: ما جاء أن لا يخطب الرجل على خطبة أخيه، وأخرجه
مالك في الموطّأ 2/ 98، 99، والطبراني في المعجم الكبير 24/ 365
رقم 906 و 907.
[3] هو جزء من الحديث السابق. أخرجه البخاري (9/ 421، 422) .
(4/284)
رَوَى عنها: الشَّعْبِيُّ، وأَبُو سَلَمَةَ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْد الرَّحْمَنِ
بن الحارث، وغيرهم.
تُوفْيت فيما أرى بَعْدَ الخمسين.
فَضَالَةُ بن عُبيد [1] ، - م 4- أَبُو محمد الْأَنْصَارِيّ.
قاضي دمشق.
كَانَ أحد من بايع بَيْعة الرضوان، ولي الغزو لمعاوية، ثُمَّ ولي
لَهُ قضاء دمشق، وناب عَنْهُ بِهَا.
لَهُ عدّة أحاديث.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد اللَّهِ بن مُحَيْريز، وحَنش الصنعاني، وعَبْد
الرَّحْمَنِ بن جُبير بن نُفَير، وعلاء بن رباح، والقاسم أَبُو
عَبْد الرحمن، وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (فضالة بن عبيد) في:
طبقات ابن سعد 7/ 401، والمحبّر 294، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85
رقم 64، والمغازي للواقدي 682، وطبقات خليفة 85، وتاريخ خليفة 209
و 218 و 227، وتاريخ أبي زرعة 1/ 199 و 223 و 224 و 543 و 629 و
689، والتاريخ الصغير 63، والتاريخ الكبير 7/ 124 رقم 556، والجرح
والتعديل 7/ 77 رقم 433، والمعرفة والتاريخ 1/ 341، وأخبار القضاة
لوكيع 3/ 200، والمعجم الكبير للطبراني 18/ 298- 319، وتاريخ
الطبري 4/ 430 و 5/ 232 و 234 و 253 و 330، وفتوح البلدان 182،
وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، ومشاهير علماء الأمصار 52 رقم 339،
والمستدرك 3/ 473، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 132، 133 و 160، ومروج
الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1621، والاستيعاب 3/ 197، وحلية
الأولياء 2/ 17 رقم 110، والزيارات 13، وتهذيب التهذيب ق 1 ج 2/ 50
رقم 53، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 87، وأسد الغابة 4/ 182،
والكامل في التاريخ 3/ 191 و 458 و 461 و 472 و 496 و 4/ 11، وتحفة
الأشراف 8/ 258- 263 رقم 439، وتهذيب الكمال 2/ 1095، والكاشف 2/
327 رقم 4527، والعبر 1/ 58، وسير أعلام النبلاء 3/ 113- 117 رقم
23، والمعين في طبقات المحدثين 25 رقم 104، وعهد الخلفاء الراشدين
(من تاريخ الإسلام) 457، والوفيات لابن قنفذ 67، ودول الإسلام 1/
39، والبداية والنهاية 8/ 78، ومرآة الجنان 1/ 136، والتذكرة
الحمدونية 162، والإصابة 3/ 206، 207 رقم 6992، والنكت الظراف 8/
259- 262، وتهذيب التهذيب 8/ 267، 268 رقم 498، وتقريب التهذيب 2/
109 رقم 28، وخلاصة تذهيب التهذيب 262، وتاج العروس 8/ 62.
(4/285)
قَالَ سَعِيد بن عَبْد العزيز: كَانَ أصغر
من شهد بيعة الرضوان.
وَقَالَ علاء بن رباح: أمسكت عَلَى فَضَالَةَ بن عُبيد القرآن،
حَتَّى فرغ مِنْهُ.
تُوُفِّيَ سَنَة ثلاث وخمسين. قاله المدائني.
وَقَالَ خَلِيفَة [1] : تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين.
ورد أَنَّهُ قرأ: وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً 28: 10-
بالزاي [2] .
فيروز أَبُو الضَّحَّاك الدَّيَّلمي [3] ، - 4-.
قاتل الأسود العنسي، لَهُ صُحبة ورواية، وَهُوَ من أبناء الفرس
الذين نزلَوْا اليمن، وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ برأس الأسود- فيما بلغنا فوجده تُوُفِّيَ.
رَوَى عَنْهُ: ابناه عَبْد اللَّهِ، والضحاك.
وتوفي سنة ثلاث وخمسين.
__________
[1] تاريخ خليفة 227.
[2] بدلا من «فارغا» سورة القصص/ 10.
[3] انظر عن (فيروز الديلميّ) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 130 و 234، وفتوح البلدان 126، 127، وتاريخ
الطبري 3/ 158 و 187 و 229، و 230 و 232- 238 و 318 و 323- 325 و
328 و 341، وطبقات ابن سعد 5/ 533، ومسند أحمد 4/ 232، وجمهرة
أنساب العرب 512، والمعرفة والتاريخ 3/ 262، والتاريخ الكبير 7/
136، 137 رقم 616، وتاريخ أبي زرعة 336 و 338، وتاريخ خليفة 117،
وطبقات خليفة 7 و 286، ومقدمة مسند بقيّ بن مخلد 108 رقم 332،
والجرح والتعديل 7/ 92 رقم 521، والمعارف 335، ومروج الذهب (طبعة
الجامعة اللبنانية) 1521، والاستيعاب 3/ 204- 208، وصبح الأعشى 5/
26 و 46، والمعجم الكبير 18/ 328- 332، وأسد الغابة 4/ 186،
والكامل في التاريخ 3/ 496، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 15، وتحفة
الأشراف 8/ 271- 273، وتهذيب الكمال 2/ 1106، ومرآة الجنان 1/ 136،
والوفيات لابن قنفذ 42 رقم 11، والمنتخب من ذيل المذيل 547، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 52، 53 رقم 57، والكاشف 2/ 333 رقم 4567،
والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 106، وعهد الخلفاء الراشدين (من
تاريخ الإسلام) 16- 19 و 30، 31، والإصابة 3/ 210، 211 رقم 7010،
وتهذيب التهذيب 8/ 305 رقم 552، وتقريب التهذيب 2/ 114 رقم 81،
والنكت الظراف 8/ 371، 272، وخلاصة تذهيب التهذيب 211.
(4/286)
[حرف القاف]
قُثَم بن العباس [1] عمّ رَسُول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ، وأمه لبابة بِنْت الحارث الهلالية، وكانت أول امرأة
أسلمت فيما قاله الكلبي بَعْدَ خديجة، وقد أردفه النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم خلفه [2] .
__________
[1] انظر عن (قثم بن العباس) في:
طبقات ابن سعد 4/ 6 و 7/ 367، ونسب قريش 27، والمحبّر 17 و 46 و
107، ومشاهير علماء الأمصار (9، 10 رقم 19) (61 رقم 417) ، وأنساب
الأشراف 1/ 447 و 539 و 569 و 577 و 578، و 3/ 22 و 23 و 35 و 61 و
65 و 66، والمغازي للواقدي 704، وطبقات خليفة 230، وتاريخ خليفة
198 و 201، والتاريخ لابن معين 2/ 485، والجرح والتعديل 7/ 145 رقم
805، وتاريخ الطبري 2/ 466 و 3/ 211 و 213، 214 و 4/ 445 و 455 و
492 و 5/ 92 و 132 و 155، وفتوح البلدان 509، وتاريخ اليعقوبي 2/
117 و 179 و 212 و 213 و 237، ومروج الذهب (طبعة الجامعة
اللبنانية) 1481 و 1631 و 2374 و 3494 و 3632، والمعارف 121، 122 و
166، والزيارات 99، والتاريخ الصغير 48 و 73، والتاريخ الكبير 7/
194 رقم 863، وسيرة ابن هشام 4/ 313 و 315، ومقاتل الطالبيين 20،
والمعجم الكبير 390 رقم 1381، والثقات لابن حبان 3/ 337، والخراج
وصناعة الكتابة 406، وأسد الغابة 4/ 197، 198، والكامل في التاريخ
2/ 332 و 3/ 204 و 222 و 350 و 374 و 377 و 378 و 398 و 513،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 59 رقم 68، والمغازي (من تاريخ
الإسلام) 438، وعهد الخلفاء الراشدين 218، وسير أعلام النبلاء 3/
440- 442 رقم 82، ومرآة الجنان 1/ 128، 129، والعبر 1/ 61،
والاستيعاب 3/ 275- 280، والبداية والنهاية 8/ 78، والجمع بين رجال
الصحيحين 2/ 327، والعقد الثمين 7/ 67، والتذكرة الحمدونية 345،
ودول الإسلام 1/ 41، وتهذيب التهذيب 8/ 361، 362 رقم 641، وتقريب
التهذيب 2/ 123 رقم 86، والإصابة 3/ 226، 227 رقم 7081، وخلاصة
تذهيب التهذيب 271، وشذرات الذهب 1/ 61.
[2] أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 194، وأحمد في المسند 1/
205 من طريق روح بن
(4/287)
وَكَانَ آخر من خرج من لحْد النبي صلى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ. قاله ابن عباس.
وَلَمَّا ولي عَلِيّ الخلافة استعمل قُثَمًا عَلَى مكة، فلم يزل
عليها حَتَّى استشهد عليّ. قاله خَلِيفَة [1] .
وَقَالَ الزبير بن بكار: استعمله عَلِيّ عَلَى المدينة، ثُمَّ إن
قُثَمًا سَارَ أيام مُعَاوِيَة مع سَعِيد بن عُثْمَان إِلَى
سمرقند، فاستشهد بِهَا [2] .
قَالَ ابن سعد [3] : غزا قُثَم خُراسان، وعليها سَعِيد بن عُثْمَان
بن عفان، فَقَالَ لَهُ: أضرِبُ لك بألف سهم؟ فَقَالَ: لَا بل خمّس،
ثُمَّ اعطِ النَّاس حقوقهم، ثُمَّ اعطني بَعْدَ مَا شئتَ. وَكَانَ
قُثَم ورعًا فاضلًا.
كان يشبّه بالنبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وله صُحْبة
ورواية، وَلَمْ يُعقب.
قُطْبة بن مالك [4]- م ت ن ق- الثعلبي الذبياني.
صحابي معروف، نَزَلَ الْكُوفَة، وله رواية.
وعنه: ابن أخيه زياد بن علاقة.
__________
[ () ] عبادة، أخبرنا ابن جريج، أخبرني جعفر بن خالد بن سارة
المخزومي، أن أباه أخبره أن عبد الله بن جعفر قال: لو رأيتني
وقثما، وعبد الله بن عباس نلعب، إذ مرّ بنا النبيّ صلى الله عليه
وآله وسلم على دابّته، فقال: «ارفعوا هذا إليّ» فحملني أمامه. وقال
لقثم: «ارفعوا هذا إليّ» ، فحمله وراءه.
[1] تاريخ خليفة 201.
[2] فتوح البلدان 509.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 367.
[4] انظر عن (قطبة بن مالك) في:
طبقات ابن سعد 6/ 36، والتاريخ الكبير 7/ 190، 191 رقم 848، وطبقات
خليفة 48 و 130، والجرح والتعديل 141 رقم 787، ومسند أحمد 4/ 322،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 100 رقم 230، والمعرفة والتاريخ 2/ 619
و 767، ومشاهير علماء الأمصار 47 رقم 302، والمعجم الكبير 19/ 17-
19، وأسد الغابة 4/ 206، 207، والاستيعاب 3/ 257، وتحفة الأشراف 9/
283، 284 رقم 451، وتهذيب الكمال 2/ 1130، والكاشف 2/ 345 رقم
4653، والإصابة 3/ 238 رقم 7122، وتهذيب التهذيب 8/ 379، 380 رقم
673، وتقريب التهذيب 2/ 126 رقم 117.
(4/288)
قيس بن سعد [1] ، - ع- بن عُبادة بن دُلَيم
الْأَنْصَارِيّ الخزرجي المدني.
كَانَ من النبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ بمنزلة صاحب الشرطة
من الأمير، لَهُ عدّة أحاديث.
رَوَى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى، وعُرْوة بن الزبير،
والشعبي، وميمون بن أَبِي شبيب، وعريب بن حميد الهمدانيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (قيس بن سعد) في:
طبقات ابن سعد 6/ 52، والمحبّر 155 و 184 و 233 و 292 و 305،
ومشاهير علماء الأمصار 61 رقم 418، والزيارات 52 و 94، وتاريخ
خليفة 197 و 201 و 227، وطبقات خليفة 97 و 140 و 292، والجرح
والتعديل 7/ 99 رقم 560، والعقد الفريد 1/ 216 و 256 و 4/ 34 و
338، وتاريخ الطبري 4/ 445- 555، والمعارف 259 و 547 و 593،
والبرصان والعرجان 326، والتاريخ الصغير 129، والتاريخ الكبير 7/
141 رقم 636، وتاريخ اليعقوبي 2/ 179 و 186 و 202 و 214- 216،
ومقاتل الطالبيين 61 و 62 و 65- 67 و 71، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 92 رقم 142، والمغازي للواقدي 437 و 547 و 775 و 776 و 822 و
825 و 1095، وصفة الصفوة 1/ 715- 718 رقم 106، والتاريخ لابن معين
2/ 491 رقم 2614، ومسند أحمد 3/ 421 و 6/ 6، وثمار القلوب 88،
وعيون الأخبار 2/ 212 و 213 و 3/ 129، والأخبار الطوال 141 و 150 و
207 و 210 و 217 و 218، وفتوح البلدان 269، وأنساب الأشراف ق 4 ج
1/ 33 و 43 و 56 و 57 و 69، والمعرفة والتاريخ 1/ 299 و 2/ 756 و
811 و 3/ 82، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2631 و 1678 و
1790 و 1800 و 1801 و 3484 و 3485، والفخري في الآداب السلطانية
165، 166، والبدء والتاريخ 5/ 113، ومعجم الشعراء للمرزباني 324،
والأغاني 14/ 66- 86، والاستيعاب 3/ 232- 234، والخراج وصناعة
الكتابة 345، وجمهرة أنساب العرب 137 و 365، وربيع الأبرار 4/ 91 و
243 و 346، والولاة والقضاة 20، وتاريخ بغداد 1/ 177، والجمع بين
رجال الصحيحين 2/ 417، وجامع الأصول 9/ 101، وأسد الغابة 4/ 215،
216، والكامل في التاريخ 2/ 233 و 3/ 201 و 204 و 266 و 272 و 287
و 297 و 343 و 345 و 525 و 5/ 589، وتحفة الأشراف 8/ 285- 289 رقم
453، وتهذيب الكمال 2/ 1135، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 61،
62 رقم 75، والبداية والنهاية 8/ 99، والمغازي (من تاريخ الإسلام)
518، وعهد الخلفاء الراشدين 93 و 148 و 545، والكاشف 2/ 348 رقم
4672، والمعين في طبقات المحدّثين 25 رقم 108، وسير أعلام النبلاء
3/ 102- 112 رقم 21، والتذكرة الحمدونية 2/ 102 و 229 و 267،
والنكت الظراف 8/ 285 و 288، والإصابة 3/ 349 رقم 7177، وتهذيب
التهذيب 8/ 395- 397 رقم 700، وتقريب التهذيب 2/ 128 رقم 142،
والنجوم الزاهرة 1/ 95، وخلاصة تذهيب التهذيب 270.
(4/289)
وَكَانَ ضخمًا جسيمًا طويلًا جدًا، سيدًا
مُطاعًا، كثير المال، جوادًا كريمًا، يُعدّ من دُهاة العرب.
قَالَ عمرو بن دينار: كَانَ ضخمًا جسيمًا، صغير الرأس، وَكَانَ
ليست لَهُ لحية، وإذا ركب الحمار خطت رجلاهُ الأرض.
رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لَوْلا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يقول: «المكر
والخديعة في النار» [1] لكنت من أمكر هَذِهِ الأمة. وَقَالَ
مِسْعَر، عَن معَبْد بن خالد: كَانَ قيس بن سعد لَا يزال هكذا
رافعًا إصبعه المسبحة، يدعو [2] .
وَقَالَ الزُهري: أخبرني ثعلبة بن أَبِي مالك: أن قيس بن سعد كَانَ
صاحب لَوْاء رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
وَقَالَ جُوَيْرية بن أسماء: كَانَ قيس يستدين ويطعمهم، فَقَالَ
أَبُو بكر وعمر: إن تركْنا هَذَا الفتي أَهْلك مال أبيه، فمشيا في
النَّاس، فصلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
يومًا، فقام سعد بن عبادة خلفه فَقَالَ: من يعذرني من ابن أَبِي
قحافة وابن الخطاب يبخلان عَلَيَّ ابني [3] .
وَقَالَ موسى بن عُقْبة: وَقَفَتْ عَلَى قيسٍ عجوزٌ فقالت: أشكو
إليك قلة الجرذان، فَقَالَ: مَا أحسن هَذِهِ الكناية، املئوا بيتها
خبزًا وسمنًا وتمرًا [4] .
__________
[1] أخرجه ابن عديّ في (الكامل في ضعفاء الرجال 2/ 584) من طريق:
الجرّاح بن مليح البهراني الحمصي، عن أبي رافع، عن قيس بن سعد. كما
أخرجه الطبراني في (المعجم الصغير 1/ 261) من طريق: عاصم، عن زرّ
بن حبيش، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم: «من غشّنا فليس منا،
والمكر [والخديعة] في النار» . قال الطبراني: لم يروه عن عاصم إلّا
الهيثم بن الجهم، ولا عنه إلا ابنه عثمان. وأخرجه الحاكم في
المستدرك، من حديث أنس، وإسحاق بن راهويه في المسند، من حديث أبي
هريرة، انظر (فتح الباري 4/ 298) وفيه قال الحافظ ابن حجر: لا بأس
به.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 14/ 230 ب.
[3] تاريخ دمشق 14/ 228 ب.
[4] تاريخ دمشق 14/ 229 أ.
(4/290)
وَقَالَ ابن سيرين: أمَّر عَلِيّ قيسَ بن
سعد عَلَى مصر- زاد غيره في سَنَة ستٌ وثلاثين- وعزله سَنَة سبع،
لأن أصحاب عَلِيّ شنعوا عَلَى أَنَّهُ قَدْ كاتب مُعَاوِيَة، فلما
عُزل بمحمد بن أَبِي بكر، عرف قيس أن عليًا قَدْ خُدع، ثُمَّ كَانَ
عَلِيٌّ بَعْد يطيع قيسًا في الأمر كله [1] .
قَالَ عُرُوة: كَانَ قيس بن سعد مع عَلِيّ في مقدمته، ومعه خمسة
آلاف قَدْ حلقوا رءوسهم بَعْدَ موت عَلِيّ، فلما دَخَلَ الجيش في
بيعة مُعَاوِيَة، أبى قيس أن يَدْخُلَ، وَقَالَ لأصحابه: مَا شئتم،
إن شئتم جالدتُ بكم أبدًا حَتَّى يموت الأعجل، وإن شئتم أخذت لكم
أمانًا، قالْوَا: خذ لنا، ففعل، فلما ارتحل نَحْوَ المدينة جعل
ينحر كل يَوْم جَزُورًا [2] .
وَقَالَ أَبُو تُمَيْلة [3] يحيي بن واضح: أخبرني أَبُو عُثْمَان
من ولد الحارث ابن الصِّمةٌ قَالَ: بَعَثَ قيصر إِلَى مُعَاوِيَة:
ابعثْ إليَّ سراويلَ أطول رَجُلٌ من العرب، فَقَالَ لقيس بن سعد:
مَا أظننا إِلَّا قَدِ احتجنا إِلَى سراويلك، فقام فتنحّى، وجاء
بِهَا فألقاها، فَقَالَ: ألا ذهبتَ إِلَى منزلك ثُمَّ بعثتَ بِهَا!
فَقَالَ:
أردّتُ بِهَا كي يعلم النَّاسُ أنَّهَا ... سراويلُ قَيس
والْوَفودُ شُهودُ
وأن لا يقولوا غابَ قيسُ وَهَذِهِ ... سراويلُ عاديَّ نَمَتْهُ
ثَمودُ
وإني من الحيٌ اليمانيٌ لسَيّدٌ ... وَمَا النَّاسُ إِلَّا سيدٌ
ومَسودُ
فكِدْهم بمثْلي إن مثلي عليهمُ ... شديدٌ وخلقي في الرجال مديدُ
فأمر مُعَاوِيَة أطول رَجُلٌ في الجيش فوضعها عَلَى أنفه، قَالَ:
فوقفتْ بالأرض [4] .
قَالَ الْوَاقدي وغيره: إنه توفي في آخر خلافة معاوية.
__________
[1] انظر كتاب الولاة والقضاة للكندي 21.
[2] مسند الحميدي (1244) ، والبخاري 8/ 64، وتاريخ دمشق 14/ 227 ب.
[3] بمثناة مصغرا. وفي الأصل «ثميلة» ، والتصويب من خلاصة التذهيب
429.
[4] في أسد الغابة: قال أبو عمر: خبره في السراويل عند معاوية باطل
لا أصل له (4/ 216) .
وهو في تاريخ دمشق 14/ 332.
(4/291)
قيس بن السكن [1] ، الأسدي الكوفي.
رَوَى عَن: عَلِيّ، وابن مسعود، وأبي ذَر، وَكَانَ ثِقَةٌ.
تُوُفِّيَ زمن مُصْعَب بن الزبير. قاله محمد بن سعد [2] ، لَهُ
أحاديث.
قيس بْن عمرو [3] ، - د ت ق- وَيُقَالُ قيس بن قهد، وَيُقَالُ قيس
بن عمرو بن قهد، وقيل قيس بن سهل، وقيل قيس بن عمرو بن سهل
الْأَنْصَارِيّ النجاري.
لَهُ صُحبة ورواية. وَهُوَ جدٌ يحيى بن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ
الفقيه.
رَوَى عَنْهُ: ابنه سَعِيد، ومحمد بن إِبْرَاهِيم التميمي، وعطاء
بن أَبِي رباح، وله أحاديث.
قَالَ الترمذي: لَمْ يسمع مِنْهُ محمد بن إبراهيم.
__________
[1] انظر عن (قيس بن السكن) في: المغازي للواقدي 164، ومشاهير
علماء الأمصار 103 رقم 767، وطبقات خليفة 92 و 140، والجرح
والتعديل 7/ 98 رقم 556، والتاريخ الكبير 7/ 145، 146 رقم 649،
والطبقات الكبرى 6/ 176، وأسد الغابة 4/ 216، والكاشف 2/ 348 رقم
4674، وتهذيب التهذيب 8/ 397 رقم 703، وتقريب التهذيب 2/ 129 رقم
145، وخلاصة تذهيب التهذيب 317.
[2] في طبقاته 6/ 176.
[3] انظر عن (قيس بن عمرو) في:
مسند أحمد 5/ 447، وسيرة ابن هشام 2/ 167 و 171، والجرح والتعديل
7/ 101 رقم 575، والتاريخ الكبير 7/ 142 رقم 639، وجمهرة أنساب
العرب 349 (قيس بن قهد) ، والمحبّر 431، 432، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 142 رقم 682، والطبقات الكبرى 3/ 495، والاستيعاب 3/ 234،
235، وأسد الغابة 4/ 222، وتحفة الأشراف 8/ 291، 292 رقم 455،
وتجريد أسماء الصحابة 2/ 23، والكاشف 2/ 349 رقم 4681، والنكت
الظراف 8/ 291، وتهذيب التهذيب 8/ 401 رقم 713، وتقريب التهذيب 2/
129 رقم 154، والإصابة 3/ 255، 256 رقم 7211.
(4/292)
[حرف الكاف]
كِدام بن حيان العَنَزي [1] .
أحد من قُتِلَ بعذراء مع حُجْر بن عديٌ الكِنْدي.
كعب بن عُجْرة [2] ، - ع- الْأَنْصَارِيّ المدني.
__________
[1] انظر عن (كدام بن حيان) في:
تاريخ الطبري 5/ 271 و 277، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 253 و 262،
وعيون الأخبار 1/ 318، وتاريخ اليعقوبي 2/ 231، والكامل في التاريخ
3/ 483 و 486.
[2] انظر عن (كعب بن عجرة) في:
طبقات خليفة 136، وتاريخ خليفة 213 و 218، ومسند أحمد 4/ 241،
ومشاهير علماء الأمصار 20 رقم 8، والمغازي للواقدي 587 و 724 و
1029، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1621، والبدء والتاريخ
5/ 129 و 216، والتاريخ الكبير 7/ 220 رقم 954، والمعرفة والتاريخ
1/ 319 و 382 و 3/ 80، وجمهرة أنساب العرب 442، ومقدّمة مسند بقيّ
بن مخلد 86 رقم 69، والجرح والتعديل 7/ 160 رقم 897، والمستدرك 3/
479، 480، والاستيعاب 3/ 291، وتاريخ الطبري 4/ 430، وأنساب
الأشراف ق 4 ج 1/ 137، وسيرة ابن هشام 4/ 248، والمعجم الكبير چ 1/
104- 163، وأسد الغابة 4/ 243، 244، والكامل في التاريخ 3/ 191 و
492، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 68 رقم 89، وتحفة الأشراف 8/
295- 306 رقم 460، وتهذيب الكمال 2/ 1146، والجمع بين رجال
الصحيحين 2/ 429، والعبر 1/ 57، والكاشف 3/ 7 رقم 4728، وسير أعلام
النبلاء 3/ 52- 54 رقم 14، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 110،
والمغازي (من تاريخ الإسلام) 448، وعهد الخلفاء الراشدين 478،
ومرآة الجنان 1/ 125، والبداية والنهاية 8/ 60، وتهذيب التهذيب 8/
435، 436 رقم 788، وتقريب التهذيب 2/ 135 رقم 48، والإصابة 3/ 297،
298 رقم 7419، وخلاصة تذهيب التهذيب
(4/293)
شهد بيعة الرضوان، وله أحاديث.
رَوَى عَنْهُ بنوه: سعد، ومحمد، وعَبْد الملك، والربيع، وأَبُو
وائل، وطارق بن شهاب، وعَبْد اللَّهِ بن معقل، ومحمد بن سيرين،
وأَبُو عبيدة بن عَبْد اللَّهِ بن مسعود، وجماعة.
كنيته أَبُو محمد، وقيل أَبُو عَبْد اللَّهِ، وأَبُو إِسْحَاق،
وَكَانَ قَدِ استأخر إسلامه.
وَقَالَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
حَبِيبٍ، إِنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ قَالَ: أَتَيْتُ النبيّ صلى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَرَأَيْتُهُ
مُتَغَيِّرًا، قُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي، مَا لِي أَرَاكَ
مُتَغَيِّرًا؟ قَالَ: «مَا دَخَلَ جَوْفِي مَا يَدْخُلُ جَوْفَ
ذَاتِ كَبِدٍ منذ ثلاث» . قال:
فذهبت، فَإِذَا يَهُودِيٌّ يَسْقِي، فَسَقَيْتُ لَهُ عَلَى كُلِّ
دَلْوٍ بِتَمْرَةٍ، فَجَمَعْتُ تَمْرًا، فَأَتَيْتُهُ بِهِ
وَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «يَا كَعْبُ أَتُحِبُّنِي» ؟ قُلْتُ: -
بِأَبِي أَنْتَ- نَعَمْ، قَالَ:
«إِنَّ الْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ السَّيْلِ
إِلَى مَجَارِيهِ، وَإِنَّهُ سَيُصِيبُكَ بَلَاءٌ، فَأَعِدْ لَهُ
تَجْفَافًا» [1] . قَالَ: فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَا فَعَلَ كَعْبٌ» ، قَالُوا:
مَرِيضٌ، فَخَرَجَ يَمْشِي حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ:
«أَبْشِرْ يَا كَعْبُ» ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: هَنِيئًا لَكَ
الْجَنَّةُ يَا كَعْبُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه
وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ هَذِهِ الْمُتَأَلِّيَةُ عَلَى اللَّهِ» ؟
قَالَ: هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: مَا «يُدْريِكِ
يَا أُمَّ كَعْبٍ، لَعَلَّ كَعْبًا قَالَ ما لا ينفعه، أو منع ما
لا يُغْنِيهِ» [2] .
وَقَالَ مِسْعَرٌ، عَنْ ثابت بن عُبَيد قَالَ: بعثني أَبِي إِلَى
كعب بن عُجْرة، فأتيت رجلًا أقطع، فأتيت أَبِي فقلت: بعثتني إِلَى
رَجُل أقطع؟ فَقَالَ: إن يده قَدْ دَخَلَتِ الجنة، وسيتبعها مَا
بقي من جسده، إن شاء اللَّه [3] .
قَالَ أَبُو عُبيد وجماعة: تُوُفِّيَ كعب بن عُجْرة سَنَة اثنتين
وخمسين.
__________
[ () ] 273، وشذرات الذهب 1/ 58، والنكت الظراف 8/ 296- 305.
[1] التجفاف: ما يجلّل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح.
[2] تاريخ دمشق 14/ 379 أ، والترغيب والترهيب للمنذري 4/ 191، 192.
[3] تاريخ دمشق 14/ 279 ب.
(4/294)
كُرْز [1] بن عَلْقَمة الخزاعي [2] .
لَهُ صُحْبة ورواية في «مُسنَد أَحْمَد» .
رَوَى عَنْهُ: عُرْوة بن الزبير، وغيره.
قَالَ ابن سعد [3] : هُوَ الذي قفا أثر النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ وأبي بكر، فانتهى إِلَى باب الغار فَقَالَ: هنا انقطع
الأثر، قَالَ: وَهُوَ الذي نظر إِلَى قدم النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ:
هَذِهِ القدم من تلك القدم التي في المقام، يعني قدم إِبْرَاهِيم
عَلَيْهِ السلام.
عُمّر كُرْز عمرًا طويلًا. وكتب مُعَاوِيَة إِلَى عاملة: مُرْ
كُرْز بن علقمة يوقفكم عَلَى معالم الحرم، ففعل، فهي معالمه إِلَى
الساعة.
كعب بن مُرّة [4] ، - 4- وقيل: مُرَّة بن كعب البهزي.
صحابي نَزَلَ الْبَصْرَةَ، ثُمَّ سكن الأردن، له أحاديث.
__________
[1] يجب أن تكون هذه الترجمة قبل سابقتها، ولكنّنا حرصنا على ترتيب
الأصل، وفي الكتاب كثير من هذا.
[2] انظر عن (كرز بن علقمة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 458، والتاريخ لابن معين 2/ 495، 496، وطبقات
خليفة 107، والتاريخ الكبير 7/ 238 رقم 1022، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 102 رقم 258، والجرح والتعديل 7/ 170 رقم 967، وأنساب الأشراف
1/ 260، والمعرفة والتاريخ 2/ 702، ومسند أحمد 3/ 477، وجمهرة
أنساب العرب 236، وفتوح البلدان 63، 64، والمعجم الكبير 19/ 197-
199، وأسد الغابة 4/ 237، 238، والمنتخب من ذيل المذيّل 546،
والاستيعاب 3/ 310، 311، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 695، 696،
والإصابة 3/ 291، 292 رقم 7397، وتعجيل المنفعة 351 رقم 908.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 458.
[4] انظر عن (كعب بن مرّة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 414، والجرح والتعديل 7/ 160 رقم 899، والمعارف
130، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 94 رقم 157، وطبقات خليفة 52 و
301، ومسند أحمد 4/ 234 و 321، والزيارات 19، وتحفة الأشراف 8/
324، 325 رقم 465، وتهذيب الكمال 1148، والكاشف 3/ 8 رقم 4735،
وأسد الغابة 4/ 248، 249، وتهذيب التهذيب 8/ 441 رقم 795، وتقريب
التهذيب 2/ 135 رقم 55، والإصابة 3/ 302، 303 رقم 7434، وخلاصة
تذهيب التهذيب 321.
(4/295)
رَوَى عَنْهُ: شُرَحْبيل بن السَّمْط،
وجُبَير بن نُفَير، وأَبُو الأشعث الصنعاني، وغيرهم.
تُوُفِّيَ بالأردن سَنَة سبع، أَوْ تسع وخمسين.
(4/296)
[حرف الميم]
مالك بن الحُوَيْرث [1] ، - ع-، أَبُو سليمان الليثي.
قدِم عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وأقام
أيامًا، ثُمَّ أذن لَهُ في الرجوع إِلَى أَهْله، ثُمَّ نَزَلَ
الْبَصْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عطية مولى بني عقيل، ونصر بن عاصم الليثي،
وأَبُو قلابة عَبْد اللَّهِ بن زيد.
مالك بن عَبْد اللَّهِ الخثعمي [2] ، أبو حكيم الفلسطيني، المعروف
بمالك السرايا.
__________
[1] انظر عن (مالك بن الحويرث) في:
مسند أحمد 3/ 436 و 5/ 52، وطبقات ابن سعد 7/ 44، وتاريخ أبي زرعة
1/ 533 و 685، وطبقات خليفة 30 و 174، والتاريخ الكبير 7/ 301 رقم
1284، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 93 رقم 144 و 103 رقم 271،
والمعرفة والتاريخ 1/ 342، والجرح والتعديل 8/ 207 رقم 908،
ومشاهير علماء الأمصار 40 رقم 243، والمعجم الكبير 19/ 284- 292،
والمستدرك 3/ 627، وأسد الغابة 4/ 277، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1
ج 2/ 80 رقم 103، وتحفة الأشراف 8/ 336- 340 رقم 475، وتهذيب
الكمال 3/ 1298، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 115، والكاشف
3/ 100 رقم 5340، وتلخيص المستدرك 3/ 627، وتهذيب التهذيب 90/ 13،
14 رقم 13، وتقريب التهذيب 2/ 224 رقم 869، والإصابة 3/ 342، 343
رقم 7617، والنكت الظراف 8/ 336- 339، وخلاصة تذهيب الكمال 367،
والاستيعاب 3/ 374، والأسامي والكنى، للحاكم، ورقة 242.
[2] انظر عن (مالك بن عبد الله الخثعميّ) في:
(4/297)
يُقَالُ لَهُ صُحبة، قدِم عَلَى مُعَاوِيَة
برسالة عُثْمَان، وقاد الصوائف أَرْبَعِينَ سَنَة، وكُسر- فيما
بَلغَنا- عَلَى قبره أربعون لِوَاءً [1] ، وَكَانَ صوامًا قوامًا.
شتى سَنَة ستٍّ وخمسين بأرض الروم، وعاش بَعْدَ ذلك.
مجمع بن جارية [2] ، - خ د ن ق- الْأَنْصَارِيّ المدني.
لَهُ صُحبة ورواية، وَهُوَ مجمّع بن يزيد بن جارية.
وَرَوَى أيضًا عَن: خنساء بِنْت خِذام [3] .
وعنه: ابنه يعقوب، والقاسم بن محمد، وعكرمة بن سلمة.
وقرأ القرآن في صباه.
__________
[ () ] طبقات خليفة 116، والتاريخ الكبير 7/ 303 رقم 1290، وتاريخ
أبي زرعة 1/ 68 و 345، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 115 رقم 407،
ومسند أحمد 5/ 225، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240 و 353، وتاريخ خليفة
208 و 225 و 235، والاستيعاب 3/ 375، وجمهرة أنساب العرب 391،
والتاريخ الصغير 95، وفتوح البلدان 227، وتاريخ الطبري 5/ 227 و
229 و 309 و 322، والعقد الفريد 1/ 127، وترتيب الثقات للعجلي 418
رقم 1526، والثقات لابن حبان 5/ 385، والمعجم الكبير 19/ 296، 297،
والكامل في التاريخ 3/ 501 و 515 و 5/ 576، وأسد الغابة 4/ 283،
284، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 81، 82 رقم 109، وجامع
التحصيل 334 رقم 727، والتاريخ لابن معين 2/ 547 رقم 147، والإصابة
3/ 347، 348 رقم 7647، وتعجيل المنفعة 386- 388 رقم 997.
[1] لكل سنة غزاها لواء، كما في (أسد الغابة) .
[2] انظر عن (مجمّع بن جارية) في:
طبقات ابن سعد 6/ 52، والمحبّر 468، وسيرة ابن هشام 2/ 164،
والمنتخب من ذيل المذيل 573، والمغازي للواقدي 617 و 657 و 1046 و
1047 و 1058 و 1059، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 192، وتاريخ
أبي زرعة 1/ 563، والتاريخ الكبير 7/ 408، 409 رقم 1791، وطبقات
خليفة 82، والمعرفة والتاريخ 1/ 355 و 389 و 487، والجرح والتعديل
8/ 295 رقم 1356، وتاريخ الطبري 3/ 111، وتاريخ خليفة 227، وتاريخ
اليعقوبي 2/ 67، ومسند أحمد 3/ 420 و 4/ 226 و 390، وأنساب الأشراف
1/ 276، وق 4 ج 1/ 565، والمعجم الكبير 19/ 443- 447، والاستيعاب
3/ 414، وأسد الغابة 4/ 303، 304، وتحفة الأشراف 8/ 352، 353 رقم
486، وتهذيب الكمال 3/ 1306، والمغازي (من تاريخ الإسلام) 39 و
417، وعهد الخلفاء الراشدين 400 و 643، والكاشف 3/ 107 رقم 5393،
وتهذيب التهذيب 10/ 47 رقم 75، وتقريب التهذيب 2/ 230 رقم 927،
والإصابة 3/ 366 رقم 7733، وخلاصة تذهيب التهذيب 369.
[3] بكسر الخاء، وفي الأصل «خدام» ، والتصويب من (خلاصة التذهيب
490) .
(4/298)
قَالَ الشَّعْبِيُّ: تُوُفِّيَ النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وبقي عَلَى مجمّع سورتان.
وَقَالَ محمد بن إِسْحَاق: كَانَ أَبُوه جارية ممّن اتخذ مسجد
الضرار، فكان مجمّع يصلي بهم فِيهِ، ثُمَّ إِنَّهُ أُخرب، فلما
كَانَ زمن عمر كُلم في مجمع ليصلي بهم، فَقَالَ: أَوْ ليس بإمام
المنافقين [1] ، فَقَالَ لعمر: واللَّه الذي لَا إله إِلَّا هُوَ
ما علمت بشيء من أمرهم [2] ، فيقال: أَنَّهُ تركه يصلي بهم.
مِحْجَن بن الأدرع السلمي [3] .
لَهُ رِوَايَةٌ وَصُحْبَةٌ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «ارْمُوا، وَأَنَا مَعَ
ابْنِ الْأَدْرَعِ» [4] .
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ، وَرَجَاءُ بْنُ أَبِي
رَجَاءٍ الْبَاهليُّ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَسْلَمِيُّ.
وَهُوَ الَّذِي اخْتَطَّ مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ.
تُوُفِّيَ آخر خلافة مُعَاوِيَة.
مُحَيصة بن مسعود [5] ، - 4- بن كعب، أبو سعد، الأنصاري الخزرجي.
__________
[1] أي في «مسجد الضرار» كما في (غاية النهاية لابن الجزري 2/ 42
رقم 2660) .
[2] هكذا في (غاية النهاية) و (الإصابة) ، وفي الأصل «أمورهم» .
[3] انظر عن (محجن بن الأدرع) في:
طبقات خليفة 52 و 182، وتاريخ خليفة 129 و 227، وطبقات ابن سعد 4/
316 و 7/ 12، ومسند أحمد 4/ 338 و 5/ 31، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 106 رقم 298، والتاريخ الكبير 8/ 4 رقم 1928، والجرح والتعديل
8/ 375، 376 رقم 1716، وأسد الغابة 4/ 305، والاستيعاب 3/ 412،
وتحفة الأشراف 8/ 353 رقم 488، وتهذيب الكمال 3/ 1307، وعهد
الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 129، والكاشف 3/ 108 رقم
5402، وتهذيب التهذيب 10/ 54 رقم 86، وتقريب التذهيب 2/ 231 رقم
938، والإصابة 3/ 366، 367 رقم 7738، وخلاصة تذهيب التهذيب 370.
[4] أخرجه ابن سعد 7/ 12 عن الواقدي.
[5] انظر عن (محيّصة بن مسعود) في:
سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 3/ 19 و 20 و 297 و 302- 304، والمغازي
للواقدي 192
(4/299)
أخو حُوَيصة، وَيُقَالُ فيهما بتشديد الياء
وتخفيفها.
شهد أُحُدًا وَمَا بَعْدَها، ومُحَيصة الأصغر منهما، وَهُوَ أسلم
قبل أخيه، لَهُ أحاديث.
وعنه: حفيده حَرام بن سعد بن مُحَيصة، وابنه سعد، وبشير بن
يَسَارٍ، ومحمد بن زياد الجُمَحي، وغيرهم.
مَخْرَمة بن نوفل [1] ، بن أهْيَب بن عَبْد مَنَاف بن زُهْرة
الزُهْري، والد المسْوَر.
كَانَ من المؤلفة قلَوْبهم، لَهُ شرف وعقل وقعدد [2] ، كساه النبيّ
صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ حلة باعها بأربعين أوقية [3] ، وعُمي
في خلافة عثمان.
__________
[ () ] و 218 و 515 و 551 و 684 و 695 و 706 و 707 و 713، ومقدّمة
مسند بقيّ بن مخلد 113 رقم 388، والتاريخ الكبير 8/ 53، 54 رقم
2125، والمحبّر 121 و 426، والجرح والتعديل 8/ 426 رقم 1941،
وجمهرة أنساب العرب 342، والكامل في التاريخ 2/ 144 و 224 و 225،
وأسد الغابة 4/ 334، 335، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 85 رقم
120، وتحفة الأشراف 8/ 365، 366 رقم 500، والكاشف 3/ 111 رقم 5423،
والمغازي (من تاريخ الإسلام) 422، وتهذيب الكمال 3/ 1311،
والاستيعاب 3/ 498- 501، والإصابة 3/ 388 رقم 7825، وتهذيب التهذيب
10/ 67 رقم 112، وتقريب التهذيب 2/ 233 رقم 964، وخلاصة تذهيب
التهذيب 395، ومسند أحمد 5/ 435.
[1] انظر عن (مخرمة بن نوفل) في:
تاريخ اليعقوبي 2/ 153، وفتوح البلدان 560، وتاريخ خليفة 90 و 223،
وطبقات خليفة 15، وتاريخ الطبري 2/ 427 و 438 و 3/ 52 و 90 و 4/
209، والمحبّر 170 و 296 و 474، والتاريخ لابن معين 2/ 554، وأنساب
الأشراف 1/ 102 و 288، 39/ 314 والاستيعاب 3/ 415، ومشاهير علماء
الأمصار 32 رقم 165، والتاريخ الكبير 8/ 15 رقم 1982، والمعارف 313
و 329 و 430، والجرح والتعديل 8/ 362 رقم 1656، والمستدرك 3/ 489،
490، والمغازي للواقدي 28 و 44 و 200 و 812 و 838 و 842 و 855 و
946، والمنتخب من ذيل المذيّل 516، 517، وسيرة ابن هشام 2/ 249،
ونسب قريش 262، وجمهرة أنساب العرب 129، وعيون الأخبار 1/ 320،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 85، 86 رقم 121، وأسد الغابة 4/
337، 338، والكامل في التاريخ 2/ 116 و 243 و 270 و 537 و 3/ 500،
والمغازي (من تاريخ الإسلام) 50 و 104، وسير أعلام النبلاء 2/ 542-
544 رقم 113، وتلخيص المستدرك 3/ 489، 490، ومرآة الجنان 1/ 128،
والعبر 1/ 60، والإصابة 3/ 390، 391 رقم 7840، وشذرات الذهب 1/ 60.
[2] القعدد: القريب الآباء من الجدّ الأكبر. (تاج العروس) .
[3] أخرجه البخاري في الهبة 5/ 164 باب كيف يقبض العبد والمتاع،
وفي اللباس 10/ 229
(4/300)
وَرَوَى أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، عَنْ
أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَ
مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلٍ يَسْتَأْذِنُ، فَلَمَّا سَمِعَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ صَوْتَهُ قَالَ:
«بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ» ، فَلَمَّا دَخَلَ بَشَّ بِهِ،
فَلَمَّا خَرَجَ، قُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: «يَا
عَائِشَةُ، أَعَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْ
يُتَّقَى شَرُّهُ» [1] .
تُوُفِّيَ مخرمة- رحمة اللَّه- سَنَة أربع وخمسين، وله مائة وخمس
عشرة سَنَة [2] .
مسلم بن عقيل [3] ، بن أَبِي طالب الهاشمي.
قدمه ابن عمه الحسين رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَيْنَ يديه إِلَى
الكوفه، ليكشف لَهُ كيف اجتماع النَّاس عَلَى الحسين، فَدَخَلَ
سرًا، ونزل عَلَى هانئ المرادي، فطلب عبيد اللَّه بن زياد أمير
الْكُوفَة هانئًا، فَقَالَ: مَا حملك عَلَى أن تجير عدوي؟! قَالَ:
يَا بن أخي، جاء حقٌ هو أحق من حقك، فوثب عبيد الله فضربه بعنزة شك
دماغة بالحائط، ثُمَّ أحضر مسلما من داره فقتله، وذلك في آخر سنة
ستين [4] .
__________
[ () ] باب القباء، ومسلم في الزكاة (1058) باب إعطاء من سأل بفحش
غلظة، وأبو داود (4028) والترمذي (2818) والنسائي 8/ 205، وأحمد في
المسند 4/ 228.
[1] أخرجه البخاري في الأدب 10/ 278، 279 باب لم يكن النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم فاحشا ولا متفاحشا، ومسلم في البر والصلة
(2591) باب مداراة من يتّقى فحشه، وأبو داود (4791) والترمذي
(1996) وأحمد 6/ 39 وكلهم من طريق: محمد بن المنكدر، عن عروة، عن
عائشة.
وأبو عامر الخزاز هو: صالح بن رستم (أسد الغابة 5/ 126) والحديث في
فتح الباري 10/ 379.
[2] المنتخب من ذيل المذيل 518.
[3] انظر عن (مسلم بن عقيل) في:
المحبّر 56 و 245 و 480 و 491، وتاريخ اليعقوبي 2/ 242، 243،
والمعارف 204، والأخبار الطوال 230 و 231 و 233- 236 و 238 و 239 و
241- 243، وتاريخ الطبري 5/ 347 و 348 و 350 و 351 و 354 و 356 و
357 و 360 و 362 و 364- 366 و 368- 381 و 389 و 391 و 397 و 398 و
425 و 569 و 570، والعقد الفريد 4/ 377، 378، ومروج الذهب (طبعة
الجامعة اللبنانية) 1885، 1886 و 1892- 1900 و 2300، وجمهرة أنساب
العرب 69 و 406، ومقاتل الطالبيين 80 و 96- 99 و 101 و 106 و 109،
والكامل في التاريخ 4/ 19 و 21 و 22 و 25- 28 و 30- 36 و 42 و 43 و
48 و 62 و 93 و 5/ 428.
[4] انظر تاريخ الطبري 5/ 368- 381.
(4/301)
المستورد بن شداد [1] ، - م د ت ن- بن عمرو
القُرَشي الفِهْري.
لَهُ صُحبة ورواية، ولأبيه أيضًا صُحبة.
وعنه: قيس بن أَبِي حازم، وعلى بن رباح، وأَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ
الْحُبُلِيُّ [2] ، ووقاص بن ربيعة، وعَبْد الكريم بن الحارث.
معتب بن عوف [3] ، بن الحمراء، أَبُو عوف الخُزاعي.
حليف بني مخزوم، أحد المهاجرين إِلَى الحبشة وإلى المدينة،
والحمراء هِيَ أمه، اتفقوا عَلَى أَنَّهُ شهد بدرًا، وَكَانَ يُدعي
عيهامة.
قَالَ غير واحد، إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَة سبع وخمسين، والعجب أن
معتَّبًا بقي إِلَى هَذَا الْوَقت، وَمَا رَوَى شيئًا.
مَعْقِلُ بن يَسَارَ المزَني [4] ، - ع-.
له صحبة ورواية، سكن البصرة، وهو ممّن بايع تحت الشجرة.
__________
[1] انظر عن (المستورد بن شدّاد) في:
مسند أحمد 4/ 228، وطبقات ابن سعد 6/ 61، وطبقات خليفة 29 و 127،
والتاريخ الكبير 8/ 16 رقم 1986، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 101
رقم 247، والمعرفة والتاريخ 2/ 218 و 356 و 707، والجرح والتعديل
8/ 364 رقم 1661، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 386 (مذكور دون
ترجمة) ، والاستيعاب 3/ 482، والمستدرك 3/ 592، وأسد الغابة 4/
353، 354، والكامل في التاريخ 1/ 14، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج
2/ 88 رقم 127، وتلقيح فهوم أهل الأثر 371، وتحفة الأشراف 8/ 375-
378 رقم 511، وتهذيب الكمال 3/ 1370، والكاشف 3/ 119 رقم 5483،
وتلخيص المستدرك 3/ 592، والنكت الظراف 8/ 375- 377، وتهذيب
التهذيب 10/ 106، 107 رقم 200، وتقريب التهذيب 2/ 242 رقم 1050،
والإصابة 3/ 407 رقم 7928، وخلاصة تذهيب التهذيب 374.
[2] في (اللباب 1/ 337) بضم الحاء المهملة والباء، من تابعي أهل
مصر، وابن الأثير يخطّئ ابن السمعاني في تحقيقه لهذه النسبة.
[3] انظر عن (معتب بن عوف) في:
طبقات ابن سعد 3/ 264، والسير والمغازي 177 و 225، وسيرة ابن هشام
(بتحقيقنا) 1/ 354 و 2/ 326، وأنساب الأشراف 1/ 211، والمغازي
للواقدي 155 و 341، والمحبّر 73، والاستيعاب 3/ 461، وأسد الغابة
4/ 394، والإصابة 3/ 443 رقم 8118.
[4] انظر عن (معقل بن يسار) في:
(4/302)
وَرَوَى أيضًا عَن النعمان بن مقرن.
وعنه: عِمران بن حُصَين- وَهُوَ أكبر مِنْهُ-، والحسن
الْبَصْرِيُّ، وَمُعَاوِيَة ابن قُرة، وعلقمة بن عَبْد اللَّهِ
المزَنيان، وغيرهم.
قَالَ محمد بن سعد: لا نعلم في الصحابة من يكني أبا عَلِيّ سواه
[1] .
تُوُفِّيَ في آخر زمن مُعَاوِيَة.
مَعْمَر بن عَبْد اللَّهِ [2] ، - م د ت ق- بن نافع بن نضلة
القُرشي العدوي.
__________
[ () ] مسند أحمد 5/ 25، وطبقات ابن سعد 7/ 14، وطبقات خليفة 37 و
176، وتاريخ خليفة 251، والمعارف 75 و 297، والمعرفة والتاريخ 1/
310، والتاريخ الكبير 7/ 391 رقم 1705، والتاريخ الصغير 67 و 72،
وفتوح البلدان 371 و 372 و 431 و 440 و 450 و 480، وترتيب الثقات
للعجلي 434 رقم 1607، والجرح والتعديل 8/ 285 رقم 1306، وجمهرة
أنساب العرب 202، ومشاهير علماء الأمصار 38 رقم 219، ومروج الذهب
(طبعة الجامعة اللبنانية) 1563 و 1566، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/
219، والمستدرك 3/ 577، 578، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 87 رقم 88،
والزيارات 82، والاستيعاب 3/ 409، 410، وأسد الغابة 4/ 398، 399،
والكامل في التاريخ 3/ 19 و 20 و 101 و 221 و 4/ 44، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 106 رقم 154، والبداية والنهاية 8/ 103،
وتحفة الأشراف 8/ 460- 466 رقم 534، وتهذيب الكمال 3/ 1353، والكنى
والأسماء للدولابي 1/ 84، وتلخيص المستدرك 3/ 577، 578، والكاشف 3/
144 رقم 5657، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 123، والمغازي
(من تاريخ الإسلام) 365 و 385، وعهد الخلفاء الراشدين 225 و 240 و
628، وسير أعلام النبلاء 2/ 576 رقم 124، ومجمع الزوائد 9/ 279،
والنكت الظراف 8/ 460- 466، والإصابة 3/ 447 رقم 8142، وتهذيب
التهذيب 10/ 235، 236 رقم 430، وتقريب التهذيب 2/ 265 رقم 1275،
وخلاصة تذهيب التهذيب 383.
[1] عبارة ابن سعد هذه ليست في (الطبقات الكبرى) وهو قال: «يكنى
أبا عبد الله» (7/ 14) .
[2] انظر عن (معمر بن عبد الله) في:
المغازي للواقدي 737 و 832، ومسند أحمد 3/ 453 و 6/ 400، وطبقات
خليفة 23، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 1/ 356، والجرح والتعديل 254
رقم 1158، وجمهرة أنساب العرب چ 15، وأنساب الأشراف 1/ 216،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 105 رقم 296، والتاريخ الصغير 4، وتهذيب
الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 107، 108 رقم 156، وأسد الغابة 4/ 400،
401، والاستيعاب 3/ 441، والكاشف 3/ 145 رقم 5668، وتحفة الأشراف
8/ 466، 467 رقم 535، وتهذيب الكمال 3/ 1356، والنكت الظراف 8/
467، وتهذيب التهذيب 10/ 246 رقم 441، وتقريب التهذيب 2/ 266 رقم
1287، والإصابة 3/ 448، 449 رقم 8151، وخلاصة تذهيب التهذيب 384.
(4/303)
أحد المهاجرين، وله هجرة إِلَى الحبشة،
وَهُوَ الذي حلق رأس رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله
وَسَلَّمَ في حَجة الْوَداع، وعمَّر بَعْدَه دهرًا، وحدّث عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: سَعِيد بن المسيب، وبسر بن سَعِيد.
مُعَاوِيَة [1] بن حُدَيْج [2]- د ن ق- بن جفنة بن قتير [3]
التّجيبي الكِنْدي، أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، وَيُقَالُ: أَبُو
نُعَيم.
__________
[1] انظر عن (معاوية بن حديج) في:
مسند أحمد 6/ 401، وطبقات ابن سعد 7/ 503، وطبقات خليفة 71 و 292،
وتاريخ خليفة 168 و 192 و 207 و 210- 212، وتاريخ الطبري 3/ 397 و
486 و 4/ 352 و 385 و 552 و 5/ 95 و 99 و 100 و 103 و 104 و 229 و
240 و 312، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 109 رقم 246، وتاريخ أبي
زرعة 1/ 186 و 290 و 494، وتاريخ اليعقوبي 2/ 154 و 194، والأخبار
الطوال 196، والمعرفة والتاريخ 2/ 528، والعقد الفريد 1/ 136،
والمحبّر 295، والتاريخ الكبير 7/ 328، 329 رقم 1407، والجرح
والتعديل 8/ 377 رقم 1724، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 40 و 131 و 142
و 266، و 121 و 129 و 140 و 268- 270 و 278 و 281، والمراسيل 200،
201 رقم 367، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1726، والبيان
والتبيين 2/ 108 و 174، والاشتقاق 221، والخراج وصناعة الكتابة 344
و 345 و 351 و 352، ومشاهير علماء الأمصار 56 رقم 384، والاستيعاب
3/ 406، وكتاب الولاة والقضاة 17 وما بعدها، وجمهرة أنساب العرب
429 و 435، والتاريخ لابن معين 2/ 572، والمعجم الكبير 19/ 430-
432، ووفيات الأعيان 3/ 130، والحلة السيراء 1/ 29 و 30 و 73 و
3222 و 323 و 326 و 327، والبيان المغرب 1/ 16- 19، وتهذيب الأسماء
واللغات ق 1 ج 2/ 101، 102 رقم 146، وأسد الغابة 4/ 383، 384،
والكامل في التاريخ 2/ 451 و 3/ 92 و 160 و 352 و 355- 358 و 455 و
465 و 515 و 516 و 4/ 364، وتحفة الأشراف 8/ 425 رقم 527، وتهذيب
الكمال 3/ 1343، وجامع التحصيل 348 رقم 776، والكاشف 3/ 138 رقم
5615، وسير أعلام النبلاء 3/ 37- 40 رقم 10، والعبر 1/ 57، وتاريخ
دمشق 16/ 327 ب، والبداية والنهاية 8/ 60 وما بعدها، وعهدا الخلفاء
الراشدين (من تاريخ الإسلام) 416 و 440 و 450 و 547 و 601، ودول
الإسلام 1/ 38، وتهذيب التهذيب 10/ 203، 204 رقم 377، وتقريب
التهذيب 2/ 258 رقم 1220، والإصابة 3/ 431 رقم 8062، والنجوم
الزاهرة 1/ 151، وحسن المحاضرة 1/ 237، وخلاصة تذهيب التهذيب 381،
وشذرات الذهب 1/ 58، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 115، ومجموعة
الوثائق السياسية للعهد النبوي 372، ومختصر التاريخ لابن الكازروني
78.
[2] يرد في المصادر «حديج» بالمهملة، و «خديج» بالمعجمة، والصحيح
بالمهملة مصغّرا.
[3] هكذا في (الاشتقاق لابن دريد 369) . وفي أصل (سير أعلام
النبلاء) «تتيرة» وقد كتب فوقها «صح» . انظر المتن والحاشية من
المطبوع (ص 37) .
(4/304)
أحد أمراء مُعَاوِيَة عَلَى مصر، لَهُ
صُحبة ورواية، وَرَوَى أيضًا عَن عمر، وأبي ذَر.
وعنه: ابنه عَبْد الرَّحْمَنِ، وسُوَيد بن قيس التُجيبي، وعُلَيّ
بن رباح، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن شِمَاسة المهْري، وآخرون.
وله عقب بمصر، وشهد اليرموك، وَكَانَ الْوَافد عَلَى عمر بفتح
الإسكندرية، وذهبت عينه في غزوة النُوبة، وَكَانَ متغاليًا في
عُثْمَان وفي محبته.
وَقَالَ ابن لَهِيعَة: حدثني أَبُو قبيل قَالَ: لَمَّا قُتِلَ
حُجْر بن الأدبر وأصحابه، بلغ مُعَاوِيَة بن حُدَيج وَهُوَ
بإفريقية، فقام في أصحابة فَقَالَ:
يَا أشقائي في الرحِم، وأصحابي وجيرتي، أنقاتل لقريش في الملْك،
حَتَّى إذا استقام لهم دفعوا يقتلَوْننا، أما واللَّه لئن أدركتها
ثانيًا، لأقولنّ لمن أطاعني من أَهْل اليمن، اعتزلَوْا بنا، ودعوا
قريشًا يقتل بعضُها بعضًا، فأيهم غَلب اتبعناه [1] .
قَالَ ابن يونس: تُوُفِّيَ مُعَاوِيَة بمصر في سَنَة اثنتين
وخمسين.
مُعَاوِيَة بن الحَكَم السّلمي [2] ، - م د ن-.
لَهُ صُحْبَةٌ وَرِوَايَةٌ، وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ الْجَارِيَةِ
السَّوْدَاءِ، الَّتِي قَالَ له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:
«أعتقها فإنّها مؤمنة» [3] .
__________
[1] تاريخ دمشق 16/ 330 ب، 331 أ.
[2] انظر عن (معاوية بن الحكم) في:
مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 94 رقم 160، والمعرفة والتاريخ 1/ 305،
والتاريخ الكبير 7/ 328 رقم 1406، والجرح والتعديل 8/ 376 رقم
1720، وطبقات خليفة 50، ومسند أحمد 3/ 442 و 5/ 447، والمعجم
الكبير 19/ 396- 403، والاستيعاب 3/ 403، وأسد الغابة 4/ 384،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 102 رقم 147، وتحفة الأشراف 8/
426، 427 رقم 528، وتهذيب الكمال 3/ 1343، والكاشف 3/ 138 رقم
5617، وتهذيب التهذيب 10/ 205 رقم 380، وتقريب التهذيب 2/ 258 رقم
1223، والإصابة 3/ 432 رقم 7064، وخلاصة تذهيب التهذيب 381.
[3] أخرجه مسلم في كتاب المساجد (33/ 537) باب تحريم الكلام في
الصلاة ونسخ ما كان
(4/305)
رَوَى عَنْهُ: عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ،
وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
ووَهِم من سمّاه: عمر.
مُعَاوِيَة بن أَبِي سفيان [1] ، - ع- صخر بْن حرب بْنِ أُمَيَّةَ
بْن عَبْد شَمْسِ بْن عَبْد مَناف بْن قصيّ، أبو
__________
[ () ] من إباحة، في حديث طويل، من طريق: يحيى بن أبي كثير، عن
هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي،
قال: بينا أنا أصلّي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ عطس
رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت:
واثكل أمّياه، ما شأنكم تنظرون إليّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على
أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمّتونني، لكنّي سكتّ. فلما صلّى رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، - فبأبي هو وأمّي- ما رأيت معلّما قبله
ولا بعده أحسن تعليما منه، فو الله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني.
قال: «إنّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو
التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» .
أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قلت: يا رسول الله،
إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإنّ منّا رجالا
يأتون الكهّان. قال: «فلا تأتهم» . قال: ومنّا رجال يتطيّرون. قال:
«ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يصدّنّهم (قال ابن الصّبّاح: فلا
يصدّنّكم) » قال:
قلت: ومنّا رجال يخطّون. قال: «كان نبيّ من الأنبياء يخطّ، فمن
وافق خطّه فذاك» . قال:
وكانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوّانيّة، فاطّلعت ذات يوم
فإذا الذّيب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما
يأسفون، لكنى صككتها صكّة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم، فعظّم ذلك عليّ، قلت: يا رسول الله: أفلا أعتقها؟ قال:
«ائتني بها» ، فأتيته بها، فقال لها: «أين الله؟» . قالت: في
السماء، قال: «من أنا» ؟ قالت: أنت رسول الله.
قال: أعتقها فإنّها مؤمنة» . (كهرني) : من القهر والنهر، متقاربة،
أي ما قهرني ولا نهرني.
(الجوّانية) : موضع في شمال المدينة بقرب أحد.
(آسف كما يأسفون) : أغضب كما يغضبون، والأسف: الحزن والغضب.
(صككتها صكّة) : ضربتها بيد مبسوطة.
والحديث أخرجه: أحمد في المسند 5/ 447 و 448 و 448، 449، وأبو داود
(918) و (919) و (3891) ، والنسائي 3/ 15، 16، وعبد الرزاق في
المصنّف (9501) ، وابن أبي شيبة (8/ 33) ، والطبراني في المعجم
الكبير 19/ 398 رقم (937) و (938) و (939) و (940) و (941) و (942)
و (943) و (944) و (945) و (946) و (947) و (948) من طرق مختلفة.
[1] إنّ مصادر ترجمة (معاوية بن أبي سفيان) رضي الله عنه كثيرة،
وأخباره مبثوثة في كتب التواريخ والأدب والسير وغيرها، وهي أكثر من
أن تحصى، ولكن نكتفي بذكر بعض المصادر المتخصّصة بالرجال والحديث
وغيرها:
مسند أحمد 4/ 91 و 5/ 435، وطبقات خليفة 10 و 139 و 297 وسيرة ابن
هشام 1/ 156
(4/306)
__________
[ () ] و 374 و 2/ 50 و 3/ 33 و 244 و 4/ 132 و 204، والتاريخ
الكبير 7/ 326- 328 رقم 1405، والتاريخ الصغير 27 و 55، والجرح
والتعديل 8/ 377 رقم 1723، والسير والمغازي 251، ومقدّمة مسند بقيّ
بن مخلد 82 رقم 25، وفتوح الشام للأزدي 283، ومشاهير علماء الأمصار
50 رقم 326، والمعجم الكبير 19/ 304- 396، ووفيات الأعيان 2/ 66-
69 و 503- 505 و 6/ 155- 157 و 347- 350 و 355- 361 و 7/ 214- 218،
وله ذكر في مواضع أخرى منه، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 79،
والحلّة السيراء 2/ 323- 326، والزيارات 12، 62 و 67 و 90،
والاستيعاب 3/ 395- 403، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 102- 104
رقم 149، ومرآة الجنان 1/ 131، وأسد الغابة 4/ 385- 388، وتحفة
الأشراف 8/ 434- 455 رقم 530، وتهذيب الكمال 3/ 1344، والوفيات
لابن قنفذ 72، 73 رقم 60، والبدء والتاريخ 6/ 5 وما بعدها، والكاشف
3/ 138، 139 رقم 5621، والمعين في طبقات المحدّثين 26 رقم 121،
وسير أعلام النبلاء 3/ 119- 162 رقم 25، والنكت الظراف 8/ 437-
455، وتهذيب التهذيب 10/ 207 رقم 385، وتقريب التهذيب 2/ 259 رقم
1228، والإصابة 3/ 433- 435 رقم 8068، والطبقات الكبرى 3/ 32 و 7/
406، ونسب قريش 124 وما بعدها، والمعارف 344 وغيرها، والمعرفة
والتاريخ 1/ 305 وغيرها، وتاريخ الطبري 5/ 323 وما بعدها، ومروج
الذهب 3/ 188 وما بعدها، وجمهرة أنساب العرب 112، 113 وغيرها،
وتاريخ بغداد 1/ 207- 210 رقم 48، والجمع بين رجال الصحيحين 2/
489، وطبقات فقهاء اليمن 47، وجامع الأصول 9/ 107، والكامل في
التاريخ 4/ 5 وغيرها، والبداية والنهاية 8/ 20 و 117، ومجمع
الزوائد 9/ 354، والعقد الثمين 7/ 227، وغاية النهاية 2/ 303 رقم
3625، والمطالب العالية 4/ 108، وتاريخ الخلفاء 194، وخلاصة تذهيب
التهذيب 326، وشذرات الذهب 1/ 65، والمنتخب من تاريخ المنبجي
(بتحقيقنا) 55- 76 و 80، وتاريخ مختصر الدول 109، 110، وتاريخ
الأزمنة 31، وآثار البلاد 17 و 66 و 68 و 214 و 221، و 222، و 227
و 242 و 468، وأخبار الدول للقرماني 129، 130، ومآثر الإنافة
للقلقشندي 1/ 109- 115، ومعجم بني أميّة للدكتور المنجد 167- 174
رقم 352، ومجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي 89 و 97 و 102 و
117 و 131 و 132 و 143 و 163 و 164 و 185 و 215 و 222 و 329 و 357
و 370 و 372 و 373، وأمالي المرتضى 1/ 275- 277 و 291- 293،
وغيرها.
وانظر فهارس الأعلام في المصادر التالية:
المغازي للواقدي (3/ 1238) ، وتاريخ خليفة (585) ، والبرصان
والعرجان (417) ، والزاهر للأنباري، وتاريخ أبي زرعة (2/ 1004 و
1005) ، وتاريخ اليعقوبي (2/ 331) ، والأخبار الطوال (443) ،
والمعرفة والتاريخ (3/ 779) ، والعقد الفريد (7/ 152- 154) ،
والمحبّر (721) ، والأخبار الموفقيات (684) ، وأنساب الأشراف (1/
690، و 3/ 351 وق 4 ج 1/ 666، 667) ، وفتوح البلدان (662) ، وعيون
الأخبار (2/ 219) ، وربيع الأبرار (4/ 550) ، والخراج وصناعة
الكتابة (589) ، وثمار القلوب للثعالبي، ومقاتل الطالبيين (798) ،
وجمهرة أنساب العرب (645، 646) ، وأخبار القضاة لوكيع (1/ 42 و 2/
496 و 3/ 368) ، والمغازي (من تاريخ الإسلام) (799) ، وعهد الخلفاء
الراشدين (753) ،
(4/307)
عَبْد الرَّحْمَنِ القُرَشي الأموي، وأمه
هند بِنْت عتبة بن رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ
مَنَافَ.
أسلم قبل أبيه في عُمرة القضاء، وبقي يخاف من الخروج إِلَى النبي
صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، من أبيه.
رَوَى عَن: النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأبي بكر،
وعمر، وأخته أم المؤْمِنِينَ أم حبيبة.
وعنه: ابن عباس، وسَعِيد بن المسيب، وأَبُو صالح السمان، والأعرج،
وسَعِيد بن أَبِي سَعِيد، ومحمد بن سيرين، وهمام بن منبه، وعَبْد
اللَّهِ بن عامر اليحصبي، والقاسم أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ، وشعيب
بن محمد والد عمرو بن شعيب، وطائفة سواهم.
وأظهر إسلامه يَوْم الفتح.
وَكَانَ رجلًا طويلًا، أبيض، جميلًا مَهِيبًا، إذا ضحك انقلبت شفته
العليا، وَكَانَ يَخْضِبُ بالصُفرة.
قَالَ أَبُو عَبْد ربّ الدمشقي: رأيت مُعَاوِيَة يصفّر لحيته
كأَنَّهُا الذَّهَب [1] .
وَعَن إِبْرَاهِيم بن عَبْد اللَّهِ بن قارظ قَالَ: سمعت
مُعَاوِيَة عَلَى منبر المدينة يقول: أين فقهاؤكم يَا أَهْل
المدينة، سمعت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ يَنهى
عَن هَذِهِ القُصة، ثُمَّ وضعها عَلَى رأسه أَوْ خدّه، فلم أر
عَلَى عروس وَلَا عَلَى غيرها أجمل منها عَلَى معاوية [2] .
__________
[ () ] والبيان المغرب 15- 23، والشعر والشعراء (2/ 809) ، والكامل
في الأدب للمبرّد، ونهاية الأرب (20/ 543، 544) ، ولباب الآداب
(503) ، والفرج بعد الشدّة (5/ 227) ، ونشوار المحاضرة (2/ 394 و
3/ 318 و 5/ 300) ، والتذكرة الحمدونية (1/ 486 و 2/ 511) ، ومختصر
التاريخ لابن الكازروني (339) .
[1] تاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 349 عن أبي مسهر.
[2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 95 من طرق، عَنْ: حُمَيْدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام
حجّ وهو على المنبر وهو يقول وتناول قصّة من شعر كانت بيد حرسيّ-
أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهى عن مثل
هذه، ويقول: «إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم» ، وأخرجه
مسلم من طريق قتادة، عن سعيد بن المسيّب (124) / (2127) في اللباس
والزينة، باب تحريم الواصلة، أن معاوية قال ذات يوم: إنكم
(4/308)
وذكر المفضّل الغلابي: أن زيد بن ثابت كان
كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وَكَانَ مُعَاوِيَة
كاتبه فيما بينه وبين العرب. كذا قَالَ.
وَقَدْ صَحَّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ أَلْعَبُ،
فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
وَقَالَ: «ادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ» وَكَانَ يَكْتُبُ الْوَحْيَ [1]
.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَيْفٍ، عَنِ
الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي رُهْمٍ [2] السَّمَاعِيِّ،
عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ يَدْعُونَا إِلَى السَّحُورِ: «هَلُمَّ
إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ» . ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
«اللَّهمّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ، وَقِهِ
الْعَذَابَ» .
رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [3] ، وَقَدْ وَهِمَ فِيهِ
قُتَيْبَةُ، وَأَسْقَطَ منه أبا رهم والعرباض.
وقيل أَبُو مُسْهِرٍ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ
رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
عُمِيرَةَ الْمُزَنِيِّ- وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النبيّ صلى الله
عليه وآله وسلم-، أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ
لِمُعَاوِيَةَ: «اللَّهمّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ وَالْحِسَابَ،
وَقِهِ الْعَذَابَ» [4] . هَذَا الْحَدِيثُ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ،
لَكِن اخْتَلَفُوا فِي صُحْبَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْأَظْهَرُ
أَنَّهُ صَحَابِيٌّ، رُوِيَ نَحْوَهُ مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ.
وَقَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ يَزِيدَ، سَمِعْتُ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي عَمِيرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وسلم يقول
__________
[ () ] قد أحدثتم زيّ سوء، وإنّ نبيّ الله صلى الله عليه وآله وسلم
نهى عن الزور. وأخرجه البخاري في اللباس (10/ 314، 315) باب وصل
الشعر، وأبو داود (4167) ، والترمذي (2781) ، والنسائي (8/ 144) من
طريق ابن وهب، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن سعيد المقبري، ومالك
في الموطّأ 3/ 323، 124، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 338 ب، 339
أ، والطبراني في المعجم الكبير 19/ 320 رقم 725 و 740- 747.
[1] مسند أحمد 1/ 235 و 240 و 338.
[2] في الأصل «أبو وهم» ، والتصحيح من (تهذيب التهذيب 1/ 190)
واسمه: «أحزاب بن أسيد» .
[3] ج 4/ 127، وانظر: البداية والنهاية 8/ 121.
[4] حسّنه الترمذي في المناقب (384) ، وأخرجه أحمد في المسند 4/
216، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 343 ب.
(4/309)
لِمُعَاوِيَةَ: «اللَّهمّ اجْعَلْهُ
هَادِيًا مَهْدِيًّا، وَاهْدِهِ وَاهْدِ بِهِ» . رَوَاهُ
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، عَنْ سَعِيدٍ،
نَحْوَهُ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنِ الذُّهْلِيِّ، عَنْ أَبِي
مُسْهِرٍ، وَقَالَ: حَسَنٌ غَرِيبٌ [1] .
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ
بْنِ شَابُورٍ، ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ
مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: أَنّ رَسُولَ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ اسْتَأْذَنَ أَبَا
بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي أَمْرٍ فَقَالَ: «أَشِيرُوا» ، فَقَالَا:
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ:
«ادْعُوا مُعَاوِيَةَ، أَحْضِرُوهُ أَمْرَكُمْ، فَإِنَّهُ قَوِيٌّ
أَمِينٌ» [2] . وقد رواه عَنِ ابْنِ شُعَيْبٍ مُرْسَلًا. قلت:
هَذَا من مناكير نُعَيم، وَهُوَ صاحب أوابد.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَائِذٍ، عَنْ صَدَقَةَ
بْنِ خَالِدٍ، عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيٍّ، عَنْ
أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ قَالَ: أَرْدَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ خَلْفَهُ،
فَقَالَ: «مَا يَلِينِي مِنْكَ» ؟ قَالَ: بَطْنِي، قَالَ:
«اللَّهمّ امْلَأْهُ عِلْمًا» [3] ، زَادَ أَبُو مُسْهِرٍ:
«وَحِلْمًا» . قَالَ صالح جزرة [4] : لَا تشتغل بوحشي وَلَا بأبيه.
وَقَالَ خَلِيفَة [5] : جمع عمر لمعاوية الشَّام كلّه، ثُمَّ أقره
عُثْمَان.
وَعَن إسماعيل بن أمية أن عمر أفرد مُعَاوِيَة بالشَّام، ورزقه في
كلٌ شهر ثمانين دينارًا. والمحفوظ أن الذي جمع الشَّام لمعاوية
عُثْمَان.
وَقَالَ مسلم بن جندب، عَن أسلم مولى عمر قَالَ: قدِم علينا
مُعَاوِيَة، وَهُوَ أبضّ النَّاس وأجملهم، فحج مع عمر، وَكَانَ عمر
ينظر إليه، فيعجب لَهُ، ثُمَّ يضع إصبعه عَلَى متنه ويرفعها، عَن
مثل الشراك. ويقول: بخٍ بخٍ، نحن
__________
[1] انظر قبله.
[2] تاريخ دمشق 16/ 344 ب، 345 أ.
[3] تاريخ دمشق 16/ 345 أ.
[4] لقّب بذلك لأنه صحّف حديثا فيه بخرزة فقال: «بجزرة» ، وقيل غير
ذلك.
[5] في تاريخه 155.
(4/310)
إذا خير النَّاس، أن جُمع لنا خيرُ الدنيا
والآخرة، فَقَالَ مُعَاوِيَة: يَا أمير المؤْمِنِينَ سأحدثك: إنا
بأرض الحمّامات والريف، فَقَالَ عمر: سأحدثك، مَا بك إِلَّا إلطافك
نفسك بأطيب الطعام، وتصبّحك حَتَّى تضرب الشمسُ مَتنيك، وذوو
الحاجات وراء الباب، قَالَ: فلما جئنا ذا طُوًى، أخرج مُعَاوِيَة
حُلة، فلبسها، فوجد عمر منها ريحًا طيبة، فَقَالَ: يعمد أحدكم
فيخرج حاجًا تفلا [1] ، حَتَّى إذا جاء أعظم بلدان اللَّه حُرْمة
أخرج ثوبيه كأَنَّهُما كانا في الطيب فيلبسهما، فَقَالَ: إِنَّمَا
لبستهما لأدَخَلَ فيهما عَلَى عشيرتي، واللَّه لقد بلغني أذاك ها
هنا وبالشَّام، واللَّه يعلم إني لقد عرفت الحياء فِيهِ، ونزع
مُعَاوِيَة الثوبين، ولبس ثوبيه اللذين أحرم فيهما [2] .
وَقَالَ أَبُو الْحَسَن المدائني: كَانَ عمر إذا نظر إِلَى
مُعَاوِيَة قَالَ: هَذَا كسرى العرب [3] .
وَرَوَى ابن أَبِي ذئب، عَن المقْبُري قَالَ: تَعجبون من دَهاء
هِرَقْلَ وكِسْرى، وتَدَعُون مُعَاوِيَة [4] .
وَقَالَ الزُهري: استخلف عُثْمَان، فنزع عُمَير بن سعد، وجمع
الشَّام لمعاوية.
وَقَالَ مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ: لَا تَكْرَهُوا إِمْرَةَ مُعَاوِيَةَ، فَإِنَّكُمْ
لو فقدتموه رأيتم الرءوس تندر عن كواهلها [5] .
وَرَوَى علقمة بن أَبِي علقمة، عَن أمه قالت: قدِم مُعَاوِيَة
المدينة، فأرسل إِلَى عائشة: أرسلي إلي بأنبجانية رَسُول اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم وشعره، فأرسلت
__________
[1] التفل: الّذي ترك استعمال الطيب، من التفل وهي الريح الكريهة.
[2] أخرجه عبد الله بن المبارك في الزهد 202، 203 رقم 576، وابن
كثير في البداية والنهاية 8/ 125، وابن حجر في الإصابة 3/ 134.
[3] البداية والنهاية 8/ 125.
[4] تاريخ دمشق 16/ 360 أ.
[5] تاريخ دمشق 16/ 360 أ. وفيه «تندر عن كواهلها كالحنظل» .
(4/311)
بذلك معي أحمله، فأخذ الأنبجانية، فلبسها،
وغسل الشعر بماء، فشرب مِنْهُ، وأفاض عَلَى جلده [1] .
وَرَوَى أَبُو بكر الْهُذَلِيُّ، عَن الشَّعْبِيُّ قَالَ: لَمَّا
قدِم مُعَاوِيَة المدينة عام الْجَمَاعَةِ، تلقته رجال قريش
فقالوا: الحمد للَّه الذي أعز نصرك وأعلى أمرك، فما رد عليهم
جوابًا، حَتَّى دَخَلَ المدينة، فعلا المنبر، ثُمَّ حمد اللَّه
وَقَالَ: أما بَعْدَ، فإني- واللَّه- مَا وُلِّيتُ أمركم حين
وليته، إِلَّا وأنا أعلم أنكم لَا تُسَرون بولايتي، وَلَا تحبونها،
وإني لعَالم بما في نفوسكم، ولكن خالستكم بسيفي هَذَا مخالسة، ولقد
رُمْت نفسي عَلَى عمل ابن أَبِي قُحافة، فلم أجدها تقوم بذلك،
وأردتها عَلَى عمل عمر، فكانت عَنْهُ أشد نفورًا، وحاولتها عَلَى
مثل سُنيات عُثْمَان فأبتْ عَلِيّ، وأين مثل هؤلاء، هيهات أن
يُدْرِك فضلَهم أحدٌ من بَعْدهم، غير أني قَدْ سلكت بها طريقا لي
فِيهِ منفعة، ولكم فِيهِ مثل ذلك، ولكل فِيهِ مؤاكلة حَسَنةٌ
ومشاربة جميلة مَا استقامت السيرة، وحسُنَتِ الطاعة، فإن لَمْ
تجدوني خيركم، فأنا خير لكم، واللَّه لَا أحمل السيف عَلَى من لَا
سيف معه، ومهما تقدم مما قَدْ علمتمونه، فقد جعلته دُبر أُذُني،
وإن لَمْ تجدوني أقوم بحقكم كله، فارضوا مني ببعضه، إِنَّهَا ليست
بقائبة قوبها [2] ، وإن السيل إذا جاء تترى، وإن قل أغنى، وإياكم
والفتنة، فلا تهموا بِهَا، فإِنَّها تفسد المعيشة، وتكدر النعمة،
وتورث الاستئصال، واستغفر اللَّه لي ولكم، ثُمَّ نَزَلَ [3] .
وَقَالَ جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ [4] وَغَيْرُهُ: ثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ بِشْرٍ، ثَنَا مُجَالِدٌ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وآله وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي
فَاقْتُلُوهُ» [5] .
__________
[1] تاريخ دمشق 16/ 361 ب.
[2] في النهاية: يقال قبيت البيضة فهي مقوبة: إذا خرج فرخها منها،
فالقائبة: البيضة، والقوب: الفرخ.
[3] تاريخ دمشق 16/ 316 ب، البداية والنهاية 8/ 132.
[4] هو في الجرح والتعديل 2/ 535.
[5] أخرجه ابن عديّ في (الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2416) وتحرّف
فيه «أبي الودّاك» إلى
(4/312)
مجالد ضعيف.
وقد رواه النَّاس عَن: عَلِيّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ،
وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، عَن، أَبِي نَضْرة، عَن أَبِي سَعِيد،
فذكره.
وَيُرْوَى عَن أَبِي بكر بن أَبِي داود قَالَ: هُوَ مُعَاوِيَة بن
تابُوه رأس المنافقين، حلف أن يتغوط فوق المنبر [1] .
وَقَالَ بُسْر بن سعيد، عن سعيد بن أبي وقاص قال: ما رأيت أحدا
بَعْدَ عُثْمَان أقضى بحق من صاحب هَذَا الباب، يعني مُعَاوِيَة
[2] .
وَقَالَ أَبُو بكر بن أَبِي مريم، عَن ثابت مولى أَبِي سفيان:
أَنَّهُ سمع مُعَاوِيَة يخطب ويقول: إني لست بخيركم، وإن فيكم من
هُوَ خير مني:
عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وغيرهما من الأفاضل، ولكني
عسيت أن أكون أنكاكم في عدوَكم، وأنعمكم لكم ولايةً، وأحسنكم
خُلُقًا [3] .
وَقَالَ همّام بن منبه: سمعت ابن عباس يقول: مَا رأيت رجلًا كان
أخلَقَ للملْك من مُعَاوِيَة، كَانَ النَّاس يَرِدون مِنْهُ عَلَى
أرجاء وادٍ رحَبٍ، لَمْ يكن بالضيَّق الحَصِر العُصْعُص [4]
المتغضب. يعني ابن الزبير [5] .
وَقَالَ جَبَلَة بن سُحَيم، عَن ابن عمر: مَا رأيت أحدًا أسود من
مُعَاوِيَة، قلت: وَلَا عمر؟ قَالَ: كَانَ عمر خيرًا مِنْهُ، وكان
معاوية أسود منه [6] .
__________
[ () ] «أبي الوراك» بالراء. وهو يرويه عن: أحمد بن عامر
البرقعيدي، عن بشر بن عبد الوهاب الدمشقيّ، عن محمد بن بشر، بسنده.
وقال في آخره: قال بشر: فما فعلوا.
[1] اختصره المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 3/ 150، وهو
حديث مظلم كاذب.
[2] تاريخ دمشق 16/ 363 أ.
[3] تاريخ دمشق 16/ 363 ب.
[4] يقال فلان ضيق العصعص أي نكد قليل الخير. والمشهور «الحصر
العقص» ، والعقص:
الألوى الصعب الأخلاق تشبيها بالقرن الملتوي، كما في النهاية.
[5] أخرجه عبد الرزاق في (المصنّف) رقم (20985) بهذا الإسناد، وابن
عساكر في تاريخ دمشق 16/ 366 أ، ب.
[6] تاريخ دمشق 16/ 366 أ.
(4/313)
وَقَالَ أيوب، عَن أَبِي قلابة: إن كعب
الأحبار قَالَ: لن يملك أحدٌ هَذِهِ الأمة مَا ملك مُعَاوِيَة.
قَالَ سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ: نَبَّأَ ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ: سَمِعْتُ أَبَا قَبِيلٍ حُيَيَّ بْنَ
هَانِئٍ يُخْبِرُ عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَصَعَدَ الْمِنْبَرَ يَوْمَ
الْجُمْعَةِ، فَقَالَ عِنْدَ خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ
الْمَالَ مَالُنَا، وَالْفَيْءَ فَيْئُنَا، مَنْ شِئْنَا
أَعْطَيْنَا، وَمَنْ شِئْنَا مَنَعْنَا، فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ،
فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمْعَةُ الثَّانِيَةُ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ،
فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمْعَةُ
الثَّالِثَةُ قَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ:
كَلا، إِنَّمَا الْمَالُ مَالُنَا وَالْفَيْءُ فَيْئُنَا، مَنْ
حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ حَكَّمْنَاهُ إِلَى اللَّهِ
بِأَسْيَافِنَا. فَنَزَلَ مُعَاوِيَةُ، فَأَرْسَلَ إِلَى
الرَّجُلِ، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ الْقَوْمُ: هَلَكَ،
فَفَتَحَ مُعَاوِيَةُ الأَبْوَابَ، وَدَخَلَ النَّاسُ، فَوَجَدُوا
الرَّجُلَ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا
أَحْيَانِي أَحْيَاهُ اللَّهُ، سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ مِنْ بَعْدِي.
يَقُولُونَ فَلا يُرَدُّ عَلَيْهِمْ قَوْلُهُمْ، يَتَقَاحَمُونَ
فِي النَّارِ تَقَاحُمَ الْقِرَدَةِ» ، وَإِنِّي تَكَلَّمْتُ
فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ أَحَدٌ، فَخَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مِنْهُمْ،
ثُمَّ تَكَلَّمْتُ الثَّانِيَةَ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلِيَّ أَحَدٌ،
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنِّي مِنَ الْقَوْمِ، ثُمَّ تَكَلَّمْتُ
الْجُمْعَةَ الثَّالِثَةَ، فَقَامَ هَذَا فَرَدَّ عَلَيَّ
فَأَحْيَانِي أَحْيَاهُ اللَّهُ، فَرَجَوْتُ أَنْ يُخْرِجَنِيَ
اللَّهُ مِنْهُمْ، فَأَعْطَاهُ وَأَجَازَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى: ثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرِ [1] بْنِ
سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ قَالَ: وَفَدَ الْمِقْدَامُ
بْنُ معديكرب، وَعَمْرُو بْنُ الأَسْوَدِ، وَرَجُلٌ مِنَ الأَسَدِ
لَهُ صُحْبَةٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ
لِلْمِقْدَامِ: تُوُفِّيَ الْحَسَنُ، فَاسْتَرْجَعَ، فَقَالَ:
أَتَرَاهَا مُصِيبَةً؟ قَالَ: وَلَمْ لَا، وَقَدْ وَضَعَهُ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فِي حِجْرِهِ وَقَالَ:
«هَذَا مِنِّي وَحُسَيْنٌ مِنْ عَلِيٍّ» . فَقَالَ لِلأَسَدِيِّ:
مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ قَالَ: جَمْرَةٌ أُطْفِئَتْ، فَقَالَ
الْمِقْدَامُ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ لِبْسِ
الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ، وَعَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ وَالرُّكُوبِ
عَلَيْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فو الله لقد
__________
[1] بكسر المهملة، وفي الأصل غير منقوط، والتحقيق من (تهذيب
التهذيب 1/ 421) .
(4/314)
رَأَيْتُ هَذَا كُلَّهُ فِي بَنِيكَ،
فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: عَرَفْتُ أَنِّي لا أَنْجُو مِنْكَ [1] .
قلت: تُوُفِّيَ كعب قبل أن يستخلف مُعَاوِيَة، وصدق كعب فيما نقله،
فإنّ معاوية بقي خليفة عشرين سنة، لا ينازعه أحد الأمر في الأرض،
بخلاف خلافة عَبْد الملك بن مروان، وأبي جعفر المنصور، وهارون
الرشيد، وغيرهم، فإِنَّهُم كَانَ لهم مخالف، وخرج عَن أمرهم بعض
الممالك.
قلت: وَكَانَ يُضرب المثل بحلم مُعَاوِيَة. وقد أفرد ابنُ أَبِي
الدُّنيا، وأَبُو بَكْر بْن أَبِي عاصم، تصنيفًا في حلم
مُعَاوِيَة.
قَالَ ابن عون: كَانَ الرجل يقول لمعاوية: واللَّه لتستقيمن بنا
يَا مُعَاوِيَة أَوْ لنقومنك، فيقول: بماذا؟ فيقولَوْن: بالخُشُب
[2] ، فيقول: إذا نستقيم [3] .
وَعَن قبيصة بن جابر قَالَ: صحبت مُعَاوِيَة، فما رأيت رجلًا أثقل
حلما، وَلَا أبطأ جهلًا، وَلَا أبَعْدَ أناةً مِنْهُ [4] .
وَقَالَ جَرِيرُ، عَن مغيرة قَالَ: أرسل الْحَسَن بن عَلِيّ وعَبْد
اللَّهِ بن جعفر إِلَى مُعَاوِيَة يسألانَّهُ، فبعث إليهما بمائة
ألف، فبلغ عليًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لهما: ألا
تستحيان، رَجُلٌ نطعن فِيهِ غدوة وعشيّة، تسألانه المال! قالا:
لأنك حَرَمْتَنا وجاد لنا [5] .
وَقَالَ مالك: إن مُعَاوِيَة نتف الشَّيْبَ كذا وكذا سَنَة،
وَكَانَ يخرج إِلَى الصلاة ورداؤه يُحمل، فإذا دَخَلَ مُصلاه جُعل
عَلَيْهِ، وذلك من الكِبْر.
وذكر غيره: أن مُعَاوِيَة أصابته اللقْوَة قبل أن يموت، وكان اطّلع
في بئر عاديّة [6] .
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 132 من أوله حتى قوله «وحسين بن علي»
، وهو في سنن أبي داود مطوّلا (4131) في اللباس.
[2] الخشب: بالضم، وهو السيف الصقيل. مفردة: خشيب.
[3] تاريخ دمشق 16/ 368 ب.
[4] تاريخ دمشق 16/ 367 أ.
[5] تاريخ دمشق 16/ 370 ب.
[6] بئر عاديّة: قديمة، لعلّها نسبت إلى عاد وهم قوم ثمود، إذ كان
العرب ينسبون كل قديم إلى عاد.
(4/315)
بالأَبُواء لَمَّا حج، فأصابته لقوة، يعني
بُطل نصفه [1] .
الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عُبَادَةَ
بْنِ نُسَيٍّ قَالَ: خَطَبَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ: إِنَّ مَنْ
زَرَعَ قَدِ اسْتَحْصَدَ، وَقَدْ طَالَتْ إِمْرَتِي عَلَيْكُمْ،
حَتَّى مَلَلْتُكُمْ وَمَلَلْتُمُونِي، وَلَا يَأْتِيكُمْ بَعْدِي
خَيْرٌ مِنِّي كَمَا أَنَّ مَنْ كَانَ قَبْلِي خَيْرٌ مِنِّي،
اللَّهمّ قَدْ أَحْبَبْتُ لِقَاءَكَ، فَأَحْبِبْ لِقَائِي [2] .
الْوَاقِدِيُّ: ثَنَا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ
أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ:
قَالَ مُعَاوِيَة لِيَزِيدَ وَهُوَ يُوصِيهِ: اتَّقِ الله، فقد
وطّأت لَكَ الأَمْرَ، وَوُلِيتَ مِنْ ذَلِكَ مَا وُلِّيتَ، فإن يك
خَيْرًا، فَأَنَا أَسْعَدُ بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ،
شَقِيتَ بِهِ، فَارْفِقْ بِالنَّاسِ، وَإِيَّاكَ وَجَبْهَ أَهْلِ
الشَّرَفِ وَالتَّكَبُّرَ عَلَيْهِمْ. فِي كَلامٍ طَوِيلٍ،
أَوْرَدَهُ ابْنُ سَعْدٍ.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ مَعِين، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ الْوَلِيدِ
النَّرْسِيِّ- وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ- عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ
مُعَاوِيَةَ قَالَ لِيَزِيدَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ شَيْئًا
عَمِلْتُهُ فِي أَمْرِكَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَلَّمَ يَوْمًا أَظْفَارَهُ، وَأَخَذَ
مِنْ شَعْرِهِ، فَجَمَعْتُ ذَلِكَ، فَإِذَا مِتُّ فَاحْشُ بِهِ
فَمِي وَأَنْفِي.
وَرَوَى عَبْد الأَعْلَى بْنُ مَيْمُونَ بْنِ مِهْران، عَن أبيه:
أن مُعَاوِيَة قَالَ في مرضه: كنت أوضِّئ رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ يومًا، فنزع قميصه وكسانيه، فرقعته،
وخبأت قُلامة أظفاره في قارورة، فإذا متٌ فاجعلَوْا القميص عَلَى
جلدي، واسحقوا تلك القُلامة واجعلَوْها في عيني، فعسى [اللَّه أن
يَرحَمَني بَبَركَتِها] [3] .
حُمَيْد بن هلال، عَن أَبِي بُرْدة بن أبي موسى قال: دخلت على
معاوية
__________
[1] أخرجه ابن عساكر مطوّلا في تاريخ دمشق 16/ 375 ب.
[2] أنساب الأشراف 4/ 44، الأمالي لأبي علي القالي 2/ 311، البداية
والنهاية 8/ 141.
[3] ما بين الحاصرتين ليس في الأصل، استدركته من (تاريخ الطبري 5/
327) ، والحديث في:
أنساب الأشراف 4/ 153، وتاريخ دمشق 16/ 378 ب.
(4/316)
حين أصابته قُرحته فَقَالَ: هَلم ابنَ أخي،
تحول فأنظر، فنظرت، فإذا هِيَ قَدْ سَرَتْ [1] .
وَعَن الشَّعْبِيُّ قَالَ: أول من خطب النَّاسَ قاعدًا معاويةُ،
وذلك حين كثُر شحمُه وعظُم بطنُه.
وَعَن ابن سيرين قَالَ: أخذت معاويةَ قُرْحَةٌ، فاتخذ لُحُفًا
تُلقى عَلَيْهِ، فلا يلبث أن يتأذى بِهَا، فإذا أخذت عَنْهُ، سأل
أن تُرد عَلَيْهِ، فَقَالَ: قبحك اللَّه من دارٍ، مكثت فيك عشرين
سَنَة أميرًا، وعشرين سَنَة خَلِيفَة، ثُمَّ صرت إِلَى مَا أرى.
وَقَالَ أَبُو عمرو بن العلاء: لَمَّا حَضَرتْ مُعَاوِيَة،
الْوَفاةُ قيل لَهُ: ألا توصي؟ فَقَالَ:
هُوَ الموتُ لَا مَنْجي من الموتَ والذي ... نُحاذرُ بَعْدَ الموتِ
أدهى وأفْظعُ
اللَّهمّ أقِلِ العثْرةَ، واعفُ عَن الزلة، وتجاوزْ بحِلمك عَن جهل
مَن لَمْ يَرْجُ غيرَك فما وراءك مذهب.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِر: صَلَّى الضحاك بن قيس الفِهْريّ عَلَى
مُعَاوِيَة، ودُفن بَيْنَ باب الجابية وباب الصغير [2] فيما بلغني.
وَقَالَ أَبُو معشر وغيره: مات مُعَاوِيَة في رجب سَنَة ستين،
وقيل: إِنَّهُ عاش سبعًا وسبعين سَنَة.
ميمونة بِنْت الحارث [3]- ع- أم المؤْمِنِينَ الهلالية.
__________
[1] الطبقات الكبرى 4/ 1/ 83، أنساب الأشراف 4/ 41، تاريخ دمشق 16/
287 ب.
[2] يقع قبره داخل مقبرة الباب الصغير من مقابر دمشق، والقبر معروف
حتى الآن هناك. وقد جرى تجديده في السنوات الأخيرة. وهو قريب من
قبر الحافظ ابن عساكر، رحمهما الله، وقد زرتهما في سنة 1399 هـ. /
1979 م. وقرأت الفاتحة لهما.
[3] انظر عن (ميمونة بنت الحارث) في:
طبقات ابن سعد 8/ 132، ومسند أحمد 6/ 329، وطبقات خليفة 338،
وتاريخ خليفة 86 و 218، والمعارف 137 و 344، وتسمية أزواج النبي
لأبي عبيدة 67، والسمط الثمين 113،
(4/317)
تزوّجها رسول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ سَنَة سبع.
رَوَى عنها: مَوْلياها عطاء، وسليمان ابنا يَسَار، وابن أختها يزيد
بن الأصم، وكُريْب مولى ابن عباس، وابن أختها عَبْد اللَّهِ بن
عباس، وابن أختها عَبْد اللَّهِ بن شدّاد بن الهاد، وعُبَيد بن
السباق، وجماعة.
وكانت قبل النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عند أَبِي
رُهْم بن عَبْد الْعُزَّى العامري، فتأيمت مِنْهُ، فخطبها رَسُول
اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، فجعلت أمرها إِلَى
العباس، فزوجها مِنْهُ، وبنى بها بسرف بطريق مكة، لما رجع من عمرة
القضاء [1] .
__________
[ () ] وإمتاع الأسماع 339- 341، والروض الأنف 2/ 255 و 367،
والمنتخب من ذيل المذيّل 611، وجمهرة أنساب العرب 274، والمعرفة
والتاريخ 1/ 216 و 224 و 396 و 416، و 421 و 452 و 463 و 494 و 509
و 510 و 2/ 441 و 698 و 701 و 727 و 3/ 8 و 319، ومقدّمة مسند بقيّ
بن مخلد 84 رقم 46، والمغازي للواقدي 738 و 740 و 829 و 866 و 868
و 1101، وسيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 8 و 9 و 291 و 294 و 296 و
300، وتاريخ الطبري 3/ 25 و 166 و 189 و 195، ومقاتل الطالبيين 20،
والبدء والتاريخ 5/ 13، 14، والاستيعاب 4/ 404، والمستدرك 4/ 30،
ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1492 و 1516 و 1996 و 2213،
2214، وترتيب الثقات للعجلي 524، وأنساب الأشراف 1/ 414 و 429 و
444- 448 و 453 و 467 و 477 و 541 و 543 و 545 و 546 و 563 و 3/ 11
و 20 و 28، والزيارات 93، والعقد الفريد 3/ 127، والمحبّر 91 و 92
و 98 و 106 و 107 و 109 و 409، والسير والمغازي لابن إسحاق 266 و
267 و 269، وتاريخ أبي زرعة 1/ 490 و 491 و 493 و 495 و 631،
وتاريخ اليعقوبي 2/ 55 و 84، والكامل في التاريخ 2/ 227 و 309 و
317 و 3/ 489 و 5/ 105، وأسد الغابة 5/ 550، 551، ووفيات الأعيان
2/ 391 و 999 و 3/ 18، والمعجم الكبير 23/ 421- 441 و 24/ 7- 29،
وتحفة الأشراف 12/ 484- 498 رقم 918، وتهذيب الكمال 3/ 1697،
والوفيات لابن قنفذ 37 رقم 66، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/
355، 356 رقم 762، ونهاية الأرب 18/ 188- 190، وسير أعلام النبلاء
2/ 238- 245 رقم 27، والعبر 1/ 8 و 45 و 57، والكاشف 3/ 435 رقم
141، ودول الإسلام 1/ 38، والمعين في طبقات المحدّثين 30 رقم 175،
والسيرة النبويّة للذهبي (من تاريخ الإسلام) 593، والمغازي 459 و
465 و 466، والمغازي لعروة 201، وصحيح البخاري (5/ 86) ، وعهد
الخلفاء الراشدين 232 و 606، والنكت الظراف 12/ 484- 497، وتهذيب
التهذيب 12/ 453 رقم 2899، وتقريب التهذيب 2/ 614 رقم 10، والإصابة
4/ 411- 413 رقم 1026، ومجمع الزوائد 9/ 249، وخلاصة تذهيب التهذيب
496، وكنز العمال 13/ 708، وشذرات الذهب 1/ 12 و 58، ومختصر
التاريخ لابن الكازروني 52.
[1] طبقات ابن سعد 8/ 122.
(4/318)
وَهِيَ أخت أسماء بِنْت عُمَيْس لأمها،
وأخت زينب بِنْت خُزيمة أيضًا لأمها.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ،
عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ اسْمُ
مَيْمُونَةَ بَرَّةَ، فَسَمَّاهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وآله وسلم ميمونة [1] .
وقيل: إنها لما ماتت صلّى عليها ابن عباس ودخل قبرها، وهي خالته.
ابْنُ عُلَيَّةَ: ثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ
قَالَ: أَمَّرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَسَأَلْتُ
يَزِيدَ بْنَ الْأَصَمِّ عَنْ نِكَاحِ مَيْمُونَةَ، فَقَالَ:
نَكَحَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
حَلَالًا بِسَرِف، وَبَنَى بِهَا حَلَالًا بِسَرِف، وَمَاتَتْ
بِسَرِف، فَذَاكَ قَبْرُهَا تَحْتَ السَّقِيفَةِ [2] .
وَرَوَى زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ
مَيْمُونَةَ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله
وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْجُبْنِ فَقَالَ: «اقْطَعْ بِالسِّكِّينِ
وَسَمِّ اللَّهَ وَكُلْ» [3] .
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وآله وَسَلَّمَ: «الْأَخَوَاتُ الْأَرْبَعُ مَيْمُونَةُ، وَأُمُّ
الْفَضْلِ، وَسَلْمَى، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، أُخْتُهُنَّ
لِأُمِّهِنَّ مُؤْمِنَاتٌ» ، أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ. قَالَ
الْوَاقِدِيُّ: توفيت سَنَة إحدى وستين، وَهِيَ آخر من مات من
أمهات المؤْمِنِينَ.
وقال خليفة [4] : توفيت سنة إحدى وخمسين.
__________
[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 137 من طريق: الفضل بن دكين ومحمد
بن عبد الله الأسدي، حدّثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد.
وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 30 من طريق كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ اسْمُ خالتي ميمونة: برّة، فسمّاها رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ميمونة.
صحّحه الذهبي ووافقه في تلخيصه.
[2] طبقات ابن سعد 8/ 134 والمستدرك 4/ 31.
[3] أخرجه أحمد في المسند 1/ 234 من طريق: جابر، عَنْ عِكْرِمَةَ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله
وسلم أتى بجبنة، قال: فجعل أصحابه يضربونها بالعصيّ، فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ضعوا السكّين واذكروا اسم الله
وكلوا» .
[4] في تاريخه 218.
(4/319)
وقيل إِنَّهَا ماتت أيضًا بسَرِف، ووَهِم
من قَالَ: إِنَّهَا ماتت سَنَة ثلاث وستين.
ميمونة بِنْت سَعِيد [1] ، - 4- أَوْ سعد.
خادم النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، لها صحبة ورواية.
رَوَى عنها: أيوب بن خالد، وزياد بن أَبِي سَوْدة، وعُثْمَان بن
أَبِي سَودة، وأَبُو يزيد الضبي، وطارق بن عبد الرحمن القرشي،
وغيرهم.
__________
[1] انظر عن (ميمونة بنت سعيد) في:
طبقات ابن سعد 8/ 305، ومسند أحمد 6/ 463، وأنساب الأشراف 1/ 485،
وطبقات خليفة 331، والمنتخب من ذيل المذيل 621، 622، والمعجم
الكبير 25/ 32- 39، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 117 رقم 435 و 127
رقم 552، وأسد الغابة 5/ 551، 552، وتهذيب الكمال 3/ 1698، وتحفة
الأشراف 12/ 499 رقم 919، والكاشف 3/ 435 رقم 242، وتجريد أسماء
الصحابة 2/ 306، والاستيعاب 4/ 408، والإصابة 4/ 413، 414، وتهذيب
التهذيب 12/ 454 رقم 2900، وتقريب التهذيب 2/ 614، 615 رقم 11،
وخلاصة تذهيب التهذيب 496.
(4/320)
[حرف الهاء]
هشام بن عامر الْأَنْصَارِيّ [1] ، - م 4-.
لَهُ صُحْبة ورواية، نَزَلَ الْبَصْرَةَ، واستُشْهد أَبُوه يَوْم
أُحُد.
رَوَى عَنْهُ: سعد بن هشام، ومُعَاذة العدوية، وأَبُو قَتَادة
العدوي، وأَبُو الدهماء العدوي، وحُمَيد بن هلال.
هنِد بن حارثه [2] ، الأسلمي المدني، أخو أسماء.
__________
[1] انظر عن (هشام بن عامر) في:
طبقات ابن سعد 7/ 26، 27، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 98 رقم 203،
والتاريخ الكبير 8/ 191 رقم 2663، والجرح والتعديل 9/ 63 رقم 246،
والمعرفة والتاريخ 2/ 80 و 3/ 155، 156، وطبقات خليفة 187، وأنساب
الأشراف 1/ 336، وتاريخ الطبري 4/ 71 و 263 و 352 و 463، وتاريخ
أبي زرعة 1/ 555، ومسند أحمد 4/ 1، والاستيعاب 3/ 596، والكامل في
التاريخ 2/ 541 و 3/ 160 و 212، وأسد الغابة 5/ 64، وتحفة الأشراف
9/ 71، 72 رقم 571، وتهذيب الكمال 3/ 1440، والمغازي من (تاريخ
الإسلام) 213، والكاشف 3/ 196 رقم 6072، وتهذيب التهذيب 11/ 42 رقم
83، وتقريب التهذيب 2/ 319 رقم 86، والإصابة 3/ 605 رقم 8968،
وخلاصة تذهيب التهذيب 410.
[2] انظر عن (هند بن حارثة) في:
المغازي للواقدي 799، والاستيعاب 3/ 599، 600، والجرح والتعديل 9/
116 رقم 488، والتاريخ الكبير 8/ 238، 239 رقم 2854، وأنساب
الأشراف 1/ 535، وطبقات ابن سعد 4/ 323، والمستدرك 3/ 529، 530،
وأسد الغابة 5/ 70، 71، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 140 رقم
218، والإصابة 3/ 611 رقم 9905، وتعجيل المنفعة 432 رقم 1139 (هند
بن جارية) .
(4/321)
قَالَ الْوَاقدي: قَالَ أَبُو هريرة: مَا
كنت أرى أسماء وهند إِلَّا خادمين لرَسُول اللَّهِ صلى الله عليه
وآله وَسَلَّمَ، من طول لزومهما بابه، وخدمتهما إياه [1] .
وَقَالَ غيره: كانا من أصحاب الصّفة، ولهما إخوة [2] .
توفي هند في خلافة معاوية.
__________
[1] طبقات ابن سعد 4/ 323، الاستيعاب 3/ 599.
[2] هم ثمانية إخوة: هند، أسماء، خراش (وقيل: خداش) ، ذؤيب، فضالة،
حمران، سلمة، ومالك. (ابن سعد 4/ 323، ابن عبد البر 3/ 599) .
(4/322)
[حرف الْوَاوِ]
وابصة بن معبد [1] ، - د ت ق- بن عتبة الأسدي، أسد خُزَيمة.
وفد عَلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ
سَنَة تسع في عشرة من رهطه، فأسلموا ورجعوا إِلَى أرضهم، ثُمَّ
نَزَلَ وابصة الجزيرة، وسكن الرقة [2] ، وله بدمشق دار.
رَوَى عن: النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَعَن ابن مسعود،
وخُرَيم بن فاتك.
وعنه: زِرّ بن حُبَيْش، والشَّعْبِيُّ، وعمرو بن ناشد، وهلال بن
يساف، وابنه عمر بن وابصة، وجماعة.
وقبره بالرقة عند الجامع، وكنيته أبو سالم.
__________
[1] انظر عن (وابصة بن معبد) في:
التاريخ الكبير 8/ 187، 188 رقم 2647، والجرح والتعديل 9/ 47 رقم
203، وتاريخ أبي زرعة 2/ 686، 687، وطبقات خليفة 35 و 128 و 318،
وطبقات ابن سعد 7/ 476، ومسند أحمد 4/ 227، والاستيعاب 3/ 641،
والمستدرك 4/ 620، ومشاهير علماء الأمصار 53 رقم 359، ومقدّمة مسند
بقيّ بن مخلد 96 رقم 179، وأسد الغابة 5/ 76، وتهذيب الأسماء
واللغات ق 1 ج 2/ 142 رقم 222، وتحفة الأشراف 9/ 75، 76 رقم 575،
وتهذيب الكمال 3/ 1457، وتلخيص المستدرك 3/ 620، والمعين في طبقات
المحدّثين 27 رقم 135، والكاشف 3/ 204 رقم 6130، والإصابة 3/ 626
رقم 9085، وتهذيب التهذيب 11/ 100، 101 رقم 173، وتقريب التهذيب 2/
328 رقم 1، وخلاصة تذهيب التهذيب 419، والمعجم الكبير 22/ 140-
149.
[2] أسد الغابة 5/ 76.
(4/323)
[حرف الياء]
يزيد بن شجرة [1] الرهاوي [2] .
و «رها» : قبيلة من مَذْحِج.
رَوَى عَنْهُ: مجاهد، وله صُحبة ورواية، وَكَانَ متألهًا متوقيًا.
وَرَوَى عَنْهُ أيضًا أَبُو الزاهرية، وأرسل عَنْهُ الزُهرْي.
وقد رَوَى هُوَ أيضًا عَن: أَبِي عُبيدة بن الجرَاح، ونزل الشَّام.
وَكَانَ مُعَاوِيَة يستعمله عَلَى الغزو، وسيّره مرّة يقيم للناس
الحج [3] .
استشهد يزيد وأصحابه في غزو البحر، وقيل بالروم سنة ثمان
__________
[1] انظر عن (يزيد بن شجرة) في:
طبقات ابن سعد 7/ 446، وتاريخ خليفة 198 و 223 و 225، وطبقات خليفة
75 و 134 و 148 و 306، والتاريخ لابن معين 2/ 672، والتاريخ الكبير
8/ 316 رقم 3151، وتاريخ اليعقوبي 2/ 240، والمعارف 448، والعقد
الفريد 1/ 297، 298، والمراسيل 235، 236 رقم 432، والجرح والتعديل
9/ 270، 271 رقم 1135، وأنساب الأشراف 3/ 65 وق 4 ج 1/ 335، ومروج
الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2342 و 3632، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 144 رقم 706، والمستدرك 4/ 494، والاستيعاب 3/ 653، 654،
وتاريخ الطبري 5/ 136 و 232 و 301 و 309 و 7/ 93، وجمهرة أنساب
العرب 413، والكامل في التاريخ 3/ 377 و 380 و 458 و 503، وأسد
الغابة 5/ 114، 115، وتجريد أسماء الصحابة 2/ 138، والمعجم الكبير
22/ 246، 247، وجامع التحصيل 372، 373 رقم 894، والتذكرة الحمدونية
2/ 286، 287، والإصابة 3/ 658، 659 رقم 9272.
[2] النسبة إلى «الرّها» القبيلة التي هو منها. والنسبة إلى الرّها
المدينة بالضم. على ما في (اللباب 2/ 45) وفي (معجم البلدان 3/
106) ضبط النسبتين بالضمّ.
[3] تاريخ خليفة 198.
(4/324)
وخمسين، وقيل سَنَة خمسٍ وخمسين [1] .
زَائِدَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كَانَ يَزِيدُ
بْنُ شَجَرَةَ مِمَّنْ يُذَكِّرُنَا فَيَبْكِي، وَكَانَ يُصَدِّقُ
بُكَاءَهُ بِفِعْلِهِ [2] .
وَقَالَ الأعمش، عَن مُجاهد: خَطَبَنا يزيد بن شجرة الرّهاوي،
وَكَانَ مُعَاوِيَة استعمله عَلَى الجيوش [3] .
والرّهاوي قيّده عبد الغني بالفتح [4] ، فخطّأه ابن ماكولا.
يَعْلَى بن أميّة [5] ، - ع- بن أبي عبيدة التميمي المكّي.
__________
[1] تاريخ خليفة 223 و 225، المستدرك 4/ 494.
[2] في المعجم الكبير للطبراني 22/ 246 بلفظ: «كان يزيد بن شجرة
ممّن يصدّق قوله فعله» ، وهو بهذا السند.
[3] راجع الخطبة في (المستدرك 4/ 494) والمعجم الكبير 22/ 246 رقم
(641) و (642) من طريق: منصور، عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة.
[4] مشتبه النسبة، لعبد الغني بن سعيد الأزدي، ورقة 18 ب. (رقم 446
حسب تحقيقنا للنسخة البريطانية) .
[5] انظر عن (يعلى بن أميّة) في:
تاريخ خليفة 123 و 179، وطبقات خليفة 45، وطبقات ابن سعد 5/ 456،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 88 رقم 98، والتاريخ لابن معين 2/ 682،
وتاريخ أبي زرعة 1/ 501، والمنتخب من ذيل المذيل 554، والبرصان
والعرجان 137، والمعرفة والتاريخ 1/ 308 و 337 و 400 و 2/ 160 و
205، ومقاتل الطالبيين 13، والاستيعاب 3/ 661- 664، وتاريخ الطبري
2/ 390 و 3/ 228 و 318 و 427 و 446 و 479 و 597 و 623 و 4/ 39 و 94
و 160 و 241 و 421 و 443 و 450- 452 و 454 و 507، والعقد الفريد 1/
258 و 2/ 68 و 4/ 326، والمعارف 208، وتاريخ اليعقوبي 2/ 122 و 157
و 161 و 176 و 181، والتاريخ الكبير 8/ 414 رقم 3535، وجمهرة أنساب
العرب 229، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1582 و 1628،
والبدء والتاريخ 5/ 114 و 217، 218، والجرح والتعديل 9/ 301 رقم
1293، والمحبّر 67، والمغازي للواقدي 1012، والأخبار الموفقيات
500، وفتوح البلدان 119، 120، ومشاهير علماء الأمصار 32 رقم 167،
وأنساب الأشراف 1/ 98، ومسند أحمد 4/ 222، والمعجم الكبير 22/ 249-
261، والمستدرك 3/ 423، 424، والكامل في التاريخ 2/ 421 و 433 و
449 و 489 و 508 و 554 و 3/ 77 و 186 و 202 و 207 و 210، وأسد
الغابة 5/ 128، 129، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 165 رقم 263،
وتحفة الأشراف 9/ 110- 118 رقم 594، وتهذيب الكمال 3/ 1554، والجمع
بين رجال
(4/325)
حليف قريش، وَهُوَ يعلي بن مُنْية بِنْت
غزوان، أخت عُتْبة بن غزوان.
أسلم يَوْم الفتح، وشهد الطائف وتبوكًا، وَرَوَى عَن: النبي صلى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وَعَن عمر.
وعنه: بنوه محمد، وصفوان، وعُثْمَان، وأخوه عَبْد الرَّحْمَنِ،
وابن أخيه صفوان بن عَبْد اللَّهِ، وعكرمة، وعَبْد اللَّهِ بن
بابيه [1] ، ومجاهد، وعطاء بن أَبِي رباح، وآخرون.
قَالَ ابن سعد [2] : كَانَ يعلى يُفْتي بمكة.
وقيل: إِنَّهُ عمل لعمر عَلَى نجران، وله أخبار في السخاء.
وَقَالَ زَكَرِيَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار
قَالَ: كَانَ أول من ورّخ الكتب يعلى بن أمية، وَهُوَ باليمن [3] .
قلت: كَانَ قَدْ ولى صنعاء لعُثْمَان، وَكَانَ يعلى ممن شهد مع
عائشة يَوْم الجمل، وأنفق أموالًا عظيمة في ذلك الجيش، فلما هُزم
النَّاس هرب يعلى، وبقي إِلَى أواخر خلافة معاوية.
وقيل: قتل بصفّين مع عليّ، والله أعلم.
أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُمَيَّةَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُيَيٍّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وآله وَسَلَّمَ: «الْبَحْرُ مِنْ جَهَنَّمَ» . فَقِيلَ لَهُ فِي
ذلك، فقال: أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها 18: 29 [4] والله لا أدخله،
ولا يصيبني منه
__________
[ () ] الصحيحين 2/ 586، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 140،
وعهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) 145، والكاشف 3/ 257 رقم
6526، وسير أعلام النبلاء 3/ 100، 101 رقم 20، والعقد الثمين 7/
478، وتلخيص المستدرك 3/ 423، 42، والنكت الظراف 9/ 111- 115،
وتهذيب التهذيب 11/ 399، 400 رقم 772، وتقريب التهذيب 2/ 377 رقم
401، والإصابة 3/ 668 رقم 9358، وخلاصة تذهيب التهذيب 376، وأمالي
اليزيدي 96، وأسماء الصحابة الرواة 281، والوسائل إلى مسامرة
الأوائل 34 و 129.
[1] في الأصل مهملة، والتصويب من (تهذيب التهذيب 5/ 152) ويقال له
«ابن باباه» .
[2] قول ابن سعد غير موجود في ترجمة (يعلى) .
[3] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 424 وبقيّته: فإن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قدم المدينة في شهر ربيع الأول، وإن الناس أرّخوا
لأول السنة، وإنما أرّخ الناس لمقدم النبي صلى الله عليه وآله
وسلم.
[4] سورة الكهف- الآية 29.
(4/326)
قَطْرَةٌ حَتَّى أُعْرَضَ عَلَى اللَّهِ
[1] .
قَالَ أَبُو عاصم: حلف عَلِيّ غيبٍ، وَهُوَ ممن أعان عَلَى عَلِيّ
رضي اللَّه عَنْهُ.
يعلي بن مُرة [2] ، - ت ن ق- بن وهْب الثقفي، وَيُقَالُ العامري،
واسم أمه سيابة.
شهد الحُديبية وخيبر، وله أحاديث، وسكن الْعِرَاق.
رَوَى عَنْهُ: ابناه عُثْمَان، وعَبْد اللَّهِ، وعَبْد اللَّهِ بن
حفص بن أَبِي عقيل الثقفي، وراشد بن سعد، وأبو البختريّ.
وأرسل عَنْهُ: المنْهال بن عُمَرو، ويونس بن خباب [3] ، وعطاء بن
السّائب.
وكان فاضلا.
__________
[1] أخرجه أحمد في المسند 4/ 223 بهذا السند.
[2] انظر عن (يعلى بن مرّة) في:
طبقات ابن سعد 6/ 40، والتاريخ الكبير 8/ 414، 415 رقم 3536،
والمغازي للواقدي 928، والسير والمغازي لابن إسحاق 277، والجرح
والتعديل 9/ 301 رقم 1295، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 104،
وطبقات خليفة 53 و 131 و 182، والمعجم الكبير 22/ 261- 273،
والاستيعاب 3/ 664، وأسد الغابة 5/ 129، 130، والكامل في التاريخ
6/ 407، ومشاهير علماء الأمصار 45 رقم 280، ومسند أحمد 4/ 170،
وتحفة الأشراف 9/ 118، 119 رقم 595، وتهذيب الكمال 3/ 1557،
والكاشف 3/ 259 رقم 6535، والنكت الظراف 9/ 120، وتهذيب التهذيب
11/ 404، 405 رقم 782. وتقريب التهذيب 2/ 378 رقم 411، والإصابة 3/
669 رقم 9361، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 54 و 88، وخلاصة تذهيب
التهذيب 438.
[3] في الأصل «حباب» ، وقال في (خلاصة تذهيب التهذيب 441) بمعجمة
وموحّدتين.
(4/327)
[الكني]
أَبُو أرَوَى الدوسي [1] .
لَهُ صُحبة ورواية، وَكَانَ من شيعة عُثْمَان، نَزَلَ ذا الحُلَيفة
[2] . وقد رَوَى عَن أَبِي بَكْر أيضًا.
وعنه: أَبُو سلمة بن عَبْد الرَّحْمَنِ، وأَبُو واقد صالح بن
مُحَمَّد بن زيادة المدَنِيّ.
فرَوَى وُهَيْب، عَن أَبِي واقد، عَنْهُ قَالَ: كنت أصلي العصر مع
رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، ثُمَّ أتي
الشجرة قبل غروب الشمس [3] .
أَبُو أيْوب الْأَنْصَارِيّ [4] ، - ع- اسمه خَالِد بن زيد بن
كُليْب بن ثعلبة بن عَبْد عوف بن غنم بن مالك
__________
[1] انظر عن (أبي أروى الدّوسي) في:
طبقات ابن سعد 4/ 341 (وفيه: أبو الرّوى الدّوسي) ، ومسند أحمد 4/
344، والتاريخ الكبير 9/ 6 رقم 34، والمعجم الكبير 22/ 369، وطبقات
خليفة 115، والجرح والتعديل 9/ 335 رقم 1478، والاستيعاب 4/ 10،
والمغازي للواقدي 183، وفتوح البلدان 128، وأسد الغابة 5/ 134،
135، وعهد الخلفاء الراشدين من (تاريخ الإسلام) 256، وتعجيل
المنفعة 462 رقم 1217، والإصابة 4/ 5 رقم 19، والكنى والأسماء
للدولابي 1/ 16.
[2] طبقات ابن سعد 4/ 341.
[3] رواه البخاري في تاريخه 9/ 6، 7، والطبراني في المعجم الكبير
22/ 369 رقم (925) .
[4] انظر عن (أبي أيوب الأنصاري) في:
مسند أحمد 5/ 113، وطبقات ابن سعد 3/ 484، 485، والتاريخ لابن معين
2/ 144،
(4/328)
__________
[ () ] وطبقات خليفة 89 و 303، وتاريخ خليفة 211، والمعارف 274،
والتاريخ الكبير 3/ 136، 137 رقم 462، والمعرفة والتاريخ 1/ 312،
والجرح والتعديل 3/ 331 رقم 1484، وسيرة ابن هشام 2/ 301، والمنتخب
من ذيل المذيّل 515، وربيع الأبرار 4/ 243، والمحبّر 29، وأنساب
الأشراف 3/ 53، وق 4 ج 1/ 85 و 553، والسير والمغازي 281، ومقدّمة
مسند بقيّ بن مخلد 82 رقم 27، والتاريخ الصغير 24 و 65، والمغازي
للواقدي 161 و 318، والاستيعاب 4/ 5- 7، وجمهرة أنساب العرب 438،
وفتوح البلدان 4 و 5 و 182 و 308، ومشاهير علماء الأمصار 26 رقم
120، وتاريخ الطبري 2/ 396 و 617 و 3/ 201 و 225 و 605 و 606 و 4/
241، و 423، و 430 و 447 و 467 و 537 و 5/ 84 و 85 و 87 و 139، و
156 و 232، وتاريخ اليعقوبي 2/ 41 و 178 و 197، والمعجم الكبير 4/
224- 228 رقم 372، والمستدرك 3/ 457- 462، وعيون الأخبار 2/ 112،
والأخبار الطوال 207 و 210، وتاريخ أبي زرعة 1/ 163 و 188 و 189 و
226 و 309 و 545 و 609، وأسد الغابة 5/ 143، 144، ومصنّف ابن أبي
شيبة 13 رقم 15782، والعلل لابن المديني 68، والعلل لأحمد 1/ 165 و
332، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 15، والثقات لابن حبّان 3/ 102،
وحلية الأولياء 1/ 361- 363 رقم 66، والزهد لابن المبارك 150 و 395
و 397 و 458، وتاريخ بغداد 1/ 153، 154 رقم 7، والزاهر للأنباري 2/
35، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 27، والجمع بين رجال الصحيحين 1/
118، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 39- 47، وتلقيح فهوم أهل الأثر 131،
والبدء والتاريخ 5/ 117، والأخبار الموفقيّات 485، 486، والعقد
الفريد 4/ 367 و 4/ 368، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية)
1469 و 1607 و 1631 و 1720 و 1812 و 1819 و 1870 و 1871، والزيارات
56، والوفيات لابن قنفذ 63 رقم 50، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج
2/ 177 رقم 282، وصفة الصفوة 1/ 468- 470 رقم 40، وتهذيب الكمال 8/
66- 71 رقم 1612، وتحفة الأشراف 3/ 87- 110 رقم 363، ووفيات
الأعيان 3/ 126، والكامل في التاريخ 2/ 109 و 3/ 3/ 77 و 187 و 191
و 215 و 343 و 345 و 346 و 383 و 398 و 459 و 592، والبداية
والنهاية 8/ 58، 59، ودول الإسلام 1/ 36، وتجريد أسماء الصحابة 1/
150، والعبر 1/ 56، وسير أعلام النبلاء 2/ 402- 413 رقم 83،
والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 141، والكاشف 1/ 203 رقم 1329،
وتلخيص المستدرك 3/ 457- 462، والمغازي من (تاريخ الإسلام) 29 و 31
و 78، وعهد الخلفاء الراشدين 291 و 423 و 545 و 578، والنكت الظراف
3/ 98- 107، والإصابة/ 405 رقم 2153، وتهذيب التهذيب 3/ 90، 91 رقم
174، وتقريب التهذيب 1/ 213 رقم 32، ومرآة الجنان 1/ 124، والوافي
بالوفيات 13/ 251، 252 رقم 307، وفتوح مصر لابن عبد الحكم 93 و 96
و 268- 270، ورجال الطوسي 18، وأنساب الأشراف 1/ 242 و 443، ورجال
الكشي 39، والروض الأنف 2/ 246، وقاموس الرجال 3/ 471- 474، ومختصر
التاريخ لابن الكازروني 40، وحسن المحاضرة 1/ 243 رقم 296، وفتوح
الشام للواقدي (انظر فهرس الأعلام) ، وخلاصة تذهيب التهذيب 100،
101، ومجمع الزوائد 9/ 323، وكنز العمال 13/ 614، وشذرات الذهب 1/
57، والأعلام 2/ 295.
(4/329)
بن النّجار، الخزرجي، النجاري، المالكي،
المدَنِيّ.
شهد بدرًا والعَقَبة، وعليه نَزَلَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى الله
عليه وآله وَسَلَّمَ لَمَّا قدِم المدينة، فبقي في داره شهرًا
حَتَّى بنيت حُجَرُه ومسجده [1] .
وَكَانَ من نُجَباء الصحابة، وَرَوَى أيضًا عَن: أُبَيّ.
وعنه: مولاه أفلح، والبراء بن عازب، وسَعِيد بن المسيب، وعُرْوَة،
وعطاء بن يزيد، وموسى بن طلحة، وآخرون.
رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي
سِنَانٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ
الْأَنْصَارِيَّ وَفَدَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ بِالْبَصْرَةِ،
فَفَرَّغَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَهُ دَارَهُ وَقَالَ: لأَصْنَعَنَّ بِكَ
مَا صَنَعْتُ بِرَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، كَمْ
عَلَيْكَ مِنَ الدَّيْنِ؟
قَالَ: عِشْرُونَ أَلْفًا، فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِينَ أَلْفًا،
وَعِشْرِينَ مَمْلُوكًا وَقَالَ: لَكَ مَا فِي الْبَيْتِ كُلُّهُ
[2] .
وشهد أَبُو أيوب الجمل وصِفين مع علِيّ، وَكَانَ من خاصته، وَكَانَ
عَلَى مقدمته يَوْم النهروان، ثُمَّ إِنَّهُ غزا الروم مع يزيد بن
مُعَاوِيَة ابتغاء مَا عند اللَّه، فتُوفي عند القسطنطينية، فدُفن
هناك، وأمر يزيد بالخيل، فمرّت عَلَى قبره
__________
[1] تهذيب الكمال 8/ 66، 7 د.
[2] الحديث في معجم الطبراني 4/ 148، 149 رقم (3876) عن: محمد بن
عبد الله الحضرميّ، عن أبي كريب، عن فردوس بن الأشعري، عن مسعود بن
سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بْن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ ابن عباس رضي الله عنهما، أن أبا أيوب
بن زيد الأنصاري الّذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزل
عليه حين هاجر إلى المدينة غزا أرض الروم فمرّ على معاوية رضي الله
عنه فجفاه، فانطلق ثم رجع من غزوته فمرّ عليه فجفاه ولم يرفع به
رأسا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وآله وسلم أنبأني أنّا سنرى بعده أثرة، فقال معاوية: فبم أمركم؟
قال: أمرنا أن نصبر. قال: فاصبروا إذا، فأتى عبد الله بن عباس
بالبصرة، وقد أمّره عليّ رضي الله عنهما عليها، فقال: يا أبا أيّوب
إني أريد أن أخرج لك عن مسكني كما خرجت لرسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، فأمر أهله فخرجوا وأعطاه كل شيء أغلق عليه الدار، فلما
كان انطلاقه، قال: حاجتك؟ قال: حاجتي عطائي، وثمانية أعبد يعملون
في أرضي، وكان عطاؤه أربعة آلاف، فأضعفها له خمس مرات، فأعطاه
عشرين ألفا وأربعين عبدا.
وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 461، 462 وصحّحه، ووافقه الذهبي، وهو
في: أسد الغابة 2/ 96، ومجمع الزوائد 9/ 323 وتهذيب الكمال 8/ 69،
70.
(4/330)
حَتَّى عَفت أثره لئلًا يُنبَش، ثُمَّ إن
الروم عرفوا مكان قبره، فكانوا إذا أمحلَوْا كشفوا عَن قبره
فمرطوا، وقبره تجاه سور القسطنطينية [1] .
تُوُفِّيَ سَنَة إحدى وخمسين، أَوْ في آخر سَنَة خَمْسِينَ، ووَهِم
من قَالَ:
تُوُفِّيَ سَنَة اثنتين وخمسين.
أَبُو بَرْزَة الأسلمي [2] ، - ع- اسمه نضلة بن عُبَيْد، صاحب
رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
قيل: إِنَّهُ قَتَلَ ابن خطل [3] يَوْم الفتح، وَهُوَ تحت أستار
الكعبة.
رَوَى عَن: النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، وأبي بَكْر.
وعنه: ابنه المغيرة، وحفيدته منية [4] بنت عبيد، وأبو عثمان
النهدي،
__________
[1] طبقات ابن سعد 3/ 485.
[2] انظر عن (أبي برزة الأسلمي) في:
المغازي للواقدي 859 و 875، والتاريخ الصغير 67 و 125، والتاريخ
الكبير 8/ 118 رقم 2414، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 91 رقم 123،
وتاريخ الطبري 3/ 60 و 4/ 111 و 5/ 390 و 465، وتاريخ أبي زرعة 1/
477 و 644، وطبقات ابن سعد 4/ 298 و 7/ 9 و 366، وطبقات خليفة 109
و 187 و 323، والمعارف 336، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 17،
والجرح والتعديل 3/ 355 رقم 1602 (في ترجمة ابنه خالد) ، و 8/ 499
رقم 2283، وسيرة ابن هشام 4/ 52، وحلية الأولياء 2/ 32، 33 رقم
130، والمعرفة والتاريخ 1/ 218 و 220 و 2/ 169 و 315 و 363، ومسند
أحمد 4/ 419، وأنساب الأشراف 1/ 360، ومشاهير علماء الأمصار 38 رقم
225، وفتوح البلدان 46 و 507، والتاريخ لابن معين 2/ 606،
والزيارات 79، والاستيعاب 4/ 24، وتاريخ بغداد 1/ 182، 183 رقم 21،
والكامل في التاريخ 2/ 249 و 565 و 3/ 101 و 489 و 4/ 85 و 174،
والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 534، وأسد الغابة 2/ 93 و 3/ 268 و 5/
19 و 146، 147، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 285، ووفيات
الأعيان 6/ 366، والكاشف 3/ 181 رقم 5946، والمعين في طبقات
المحدّثين 27 رقم 128، وتحفة الأشراف 9/ 9- 14 رقم 551، وتهذيب
الكمال 3/ 1414 و 1580، والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 91، وسير
أعلام النبلاء 3/ 40- 43 رقم 11، وتهذيب التهذيب 10/ 446، 447 رقم
815، وتقريب التهذيب 2/ 303 رقم 106، والإصابة 3/ 556، 557 رقم
8716 و 4/ 19 رقم 121 (وفيه: أبو بردة) ، والنكت الظراف 9/ 11 و
14، وخلاصة تذهيب التهذيب 348.
[3] هو: عبد الله بن خطل (انظر: سيرة ابن هشام- بتحقيقنا- 4/ 52) .
[4] في الأصل «يمنية» ، والتصويب من (خلاصة تذهيب التهذيب 496) حيث
قال: «منية: بنون ثم تحتانية، بنت عبيد الأسلمية» .
(4/331)
والأزرق بن قيس، وأَبُو المنْهال سيار بن
سلامة، وأَبُو الرضى عباد بن نسيب، وكنانة بن نعيم العدوي، وجماعة.
سكن البصرة، وتوفي غازيًا بخُراسان.
وقيل: اسمه نضلة بن عُمَرو، وقيل: ابن عائذ، وقيل ابن عَبْد
اللَّهِ، وقيل: اسمه عَبْد اللَّهِ بن نضلة، وقيل: خَالِد بن نضلة.
وَكَانَ مع مُعَاوِيَة بالشَّام، وقيل: شهد صِفين مع عَلِيّ رضي
اللَّه عَنْهُ.
وَعَن أَبِي برزة قَالَ: كُنَّا نقول في الجاهلية: من أكل الخمير
[1] سمن، فأجْهَضْنا [2] ، القوم يَوْم خيبر عَن خبرة لهم، فجعل
أحدنا يأكل في الكسْرة ثُمَّ يَمَسُّ عِطْفَةً، هَلْ سَمِن [3] ؟.
وقيل: إن أَبَا بْرزَة كَانَ يقوم الليل، وله بر ومعروف.
تُوُفِّيَ سَنَة ستين قبل مُعَاوِيَة.
وَقَالَ الحاكم: تُوُفِّيَ سَنَة أربع وستين، فاللَّه أعلم.
(فائدة) تدل عَلَى بقاء أَبِي بَرْزة بَعْدَ هَذَا الْوَقت:
قال الأنصاري: ثَنَا عوف، حدثني أَبُو المنْهال سيار بن سلامة
قَالَ: لَمَّا خرج ابن زياد، ووثب ابن مروان بالشَّام، وابن الزبير
بمكة، اغتَم أَبِي فَقَالَ:
انطلق معي إِلَى أَبِي بَرْزة الأسلمي، فانطلقنا إليه في داره،
فإذا هُوَ قاعد في ظلّ، فقال له أبي: يا أَبَا بَرْزَة ألا ترى!
فكان أول شيء تكلم بِهِ أنْ قَالَ:
إني أحتسب عند اللَّه أني أصبحت ساخطًا عَلَى أحياء قريش- وذكر
الحديث [4] .
__________
[1] في (المطالب العالية) : «الخبر» .
[2] يقال: أجهضته عن مكانه، أي: أزلته.
[3] المطالب العالية لابن حجر 3/ 165.
[4] الخبر ناقص عند ابن سعد 4/ 300، وهو في حلية الأولياء 2/ 32 من
طريق: الحارث بن أبي أسامة، حدّثنا هوذة بن خليفة، حدّثنا عوف
الأعرابي، عن أبي المنهال.. وذكر الحديث، وبقيّته: «وأنكم معشر
العرب كنتم على الحال الّذي قد علمتم من جهالتكم والقلّة
(4/332)
قَالَ ابن سعد [1] : مات أَبُو بَرْزَة
بَمْرو، ثُمَّ رَوَى ابن سعد أنْ أَبَا بَرْزَة وأبا بكرة كانا
متآخيين.
وَقَالَ بعضهم: رَأَيْت أَبَا برزة أبيض الرأس واللحية.
أَبُو بَكْرة الثقفي [2] ، - ع- اسمه نُفَيع بن الحارث بن كلدة بن
عمرو.
__________
[ () ] والذلّة والضلالة، وأنّ الله عزّ وجلّ نعشكم بالإسلام،
وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم خير الأنام، حتى بلغ بكم ما ترون
وأن هذه الدنيا هي التي أفسدت بينكم، وأنّ ذاك الّذي بالشام والله
إن يقاتل إلا على الدنيا، وأن الّذي حولكم الذين تدعونهم قراءكم
والله لن يقاتلوا إلّا على الدنيا. قال: فلما لم يدع أحدا، قال له
أبي: بما تأمر إذن؟ قال: لا أرى خير الناس اليوم إلا عصابة ملبدة،
خماص البطون من أموال الناس، خفاف الظهور من دمائهم» .
[1] هذا الخبر ساقط من النسخة المطبوعة من طبقات ابن سعد 4/ 300.
[2] انظر عن (أبي بكرة الثقفي) في:
طبقات ابن سعد 7/ 15، 16، والمغازي للواقدي 931، 932، والتاريخ
الكبير 8/ 112، 113 رقم 2388، والتاريخ الصغير 54، ومقدّمة مسند
بقيّ بن مخلد 82 رقم 32، والمعارف 288، والمحبّر 129 و 189، وتاريخ
اليعقوبي 2/ 146 و 157 و 230، والمعرفة والتاريخ 1/ 214 و 2/ 151 و
720 و 776 و 3/ 72 و 169، وتاريخ أبي زرعة 1/ 477، وطبقات خليفة 54
و 140 و 183، وتاريخ خليفة 116، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 18،
والجرح والتعديل 8/ 489 رقم 2239، ومسند أحمد 5/ 35، والأسامي
والكنى للحاكم، ورقة 88، وترتيب الثقات للعجلي 452 رقم 1703،
والثقات لابن حبان 3/ 411، وفتوح البلدان 65 و 423، ومشاهير علماء
الأمصار 38 رقم 220، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1783،
والتاريخ لابن معين 2/ 698، والعقد الفريد 5/ 856- 11 و 6/ 133 و
299، وأنساب الأشراف 1/ 490- 492، وق 4 ج 1/ 180 و 187 و 189 و 200
و 210- 212 و 225، والخراج وصناعة الكتابة 269، والاستيعاب 4/ 23،
والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 532، وأسد الغابة 5/ 151، والكامل في
التاريخ 3/ 443، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 198 رقم 303،
وتحفة الأشراف 9/ 35- 58 رقم 557، وتهذيب الكمال 3/ 1422، والعبر
1/ 58 وسير أعلام النبلاء 3/ 5- 10 رقم 1، والكاشف 3/ 184 رقم
5972، والمعين في طبقات المحدّثين 27 رقم 131، ووفيات الأعيان 2/
300 و 400 و 6/ 347 و 356 و 358 و 362- 366، والبداية والنهاية 8/
57، ومرآة الجنان 1/ 125، وتاريخ الإسلام (السيرة النبويّة-
بتحقيقنا) 28 و 395، والمغازي 509 و 591، وعهد الخلفاء الراشدين
166 و 243، ودول الإسلام 1/ 39، والزيارات 81، والعقد الثمين 7/
347 و 8/ 729 وتهذيب التهذيب 10/ 469، 470 رقم 846، وتقريب التهذيب
2/ 306 رقم 139، والنكت الظراف 9/ 36- 57، والإصابة 3/ 571، 572
رقم 8793، وخلاصة
(4/333)
وقيل: نفيع بن مسروح.
وقيل: كَانَ عَبْدًا للحارث فاستلحقه، وَهُوَ أخو زياد بن أَبِيهِ
لأمه، واسمها سُمَيَة مولاة الحارث بن كَلَدَة. وقد كَانَ تدلى
يَوْم الطائف من الحصن ببكرة، وأتى إِلَى بَيْنَ يدي النَّبِيّ
صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فأسلم، وكُني يومئذ بأبي بكْرة.
وله أحاديث، رَوَى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَنِ، وعَبْد العزيز،
ومسلم، وروّاد، وعَبْد اللَّهِ، وكبشة أولاده، والأحنف بن قيس،
وأَبُو عُثْمَان النَّهدي، وربعي بن حراش [1] ، والحسن، وابن
سيرين.
وسكن الْبَصْرَةَ، فعن الْحَسَن قَالَ: لَمْ ينزل الْبَصْرَةَ أفضل
مِنْهُ ومن عِمران بن حُصَيْن.
وَكَانَ أَبُو بَكْرة ممن شهد عَلَى المغيرة، فحده عُمَر لعدم
تكميل أربعة شهداء، وأبطل شهادته، ثُمَّ قَالَ لَهُ: تُبْ لنقبل
شهادتك، فَقَالَ: لَا أشهد بَيْنَ اثنين أبدًا.
وَكَانَ أَبُو بَكْرة كثير العبادة. وَكَانَ أولاده رؤساء
الْبَصْرَةِ شرفًا وعلما وولاية.
مُغِيرَةُ بْنُ مُقْسِمٍ، عَنْ شِبَاكٍ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّ
ثَقِيفًا سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلم أن
يردّ إليهم أَبَا بَكْرَةَ عَبْدًا، فَقَالَ: «لَا، هُوَ طَلِيقُ
اللَّهِ وَطَلِيقُ رَسُولِهِ» [2] .
يزيد بن هارون: أنبأ عُيَيْنة بن عَبْد الرَّحْمَنِ، أخبرني أَبِي،
أَنَّهُ رأي أَبَا بَكْرَة عَلَيْهِ مِطْرفُ خَز سُدَاهُ حرير [3]
.
قَالَ خَلِيفَة [4] : تُوُفِّيَ سَنَة اثنتين وخمسين، وقال غيره:
سنة إحدى وخمسين.
__________
[ () ] تذهيب التهذيب 346، وشذرات الذهب 1/ 58، والزهد لابن
المبارك 252 و 428.
[1] بكسر الحاء المهملة.
[2] أخرجه أحمد في المسند 4/ 168 من طريق: يحيى بن آدم، عن مفضّل
بن مهلهل، عن مغيرة، وأخرجه ابن سعد في الطبقات 7/ 15 من طريق:
الفضل بن دكين، عن أبي الأحوص، عن مغيرة.
[3] طبقات ابن سعد 7/ 16.
[4] في تاريخه 218.
(4/334)
أَبُو بَصْرة الغفَاري [1]- م د ن-.
اسمه حُمَيْلُ [2] بن بَصْرة، لَهُ صُحْبة ورواية، وَرَوَى عَن
أَبِي ذَر أيضًا.
وعنه أَبُو هُرَيْرَةَ- وَهُوَ من طبقته-، وأَبُو تميم الجَيْشاني،
وعَبْد الرَّحْمَنِ ابن شماسة، وأَبُو الخير مَرْثد اليزَني،
وأَبُو الهيثم سُلَيْمَان بن عُمَرو العُتْواري [3] .
وشهد فَتَحَ مصر، وسكنها، وبها تُوُفِّيَ.
أَبُو جهم بن حذيفة [4] ، بن غانم القرشي العدوي.
__________
[1] انظر عن (أبي بصرة الغفاريّ) في:
طبقات ابن سعد 7/ 500، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 95 رقم 166،
والتاريخ الصغير 63، والمغازي للواقدي 695، ومشاهير علماء الأمصار
57 رقم 395، والجرح والتعديل 2/ 517 رقم 2136، والمعجم الكبير 2/
276- 280 رقم 213، وتحفة الأشراف 3/ 84، 85 رقم 118، وتهذيب الكمال
7/ 423، 424 رقم 1551، وطبقات خليفة 32 و 291، ومسند أحمد 6/ 7 و
396، والتاريخ الكبير 3/ 123، 124 رقم 414، والثقات لابن حبان 3/
93، والمعرفة والتاريخ 2/ 294، والاستيعاب 1/ 405، والإكمال لابن
ماكولا 2/ 126، 127، والجمع بين رجال الصحيحين 1/ 117، وأسد الغابة
2/ 55، والكاشف 1/ 11/ 182 رقم 270، وتهذيب التهذيب 3/ 56 رقم 98،
والإصابة 4/ 21 رقم 137، وتقريب التهذيب 1/ 205 رقم 626، والنجوم
الزاهرة 1/ 21، وخلاصة تذهيب التهذيب 98.
[2] في اسمه اختلاف، قال الدراوَرْديّ في روايته: حميل بفتح الحاء،
وذكر ابن المديني عن بعض الغفاريّين إنه تصحيف، وذكر البخاري أنه
وهم، وحميل بالضمّ، وعليه الأكثر، وصحّحه ابن المديني، وابن حبّان،
وابن عبد البر، وابن ماكولا، ونقل الاتفاق عليه وغيرهم، وجميل
بالجيم، قاله مالك في حديث أبي هريرة حين خرج إلى الطور، وذكر
البخاري وابن حبّان أنه وهم، وقيل اسمه زيد حكاه البارودي. وقد قيل
فيه: بصرة بن أبي بصرة، كأنّه قلب، والله أعلم. (تهذيب التهذيب 3/
56) .
[3] العتواري: قال ابن الأثير في (اللباب 2/ 322) : بضمّ العين
وسكون التاء وفتح الواو وبعد الألف راء، هذه النسبة إلى عتوارة،
ووهم السمعاني فقال: وظنّي أنه بطن من الأزد.
[4] انظر عن (أبي جهم بن حذيفة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 451، والتاريخ لابن معين 2/ 700، وتاريخ خليفة
227، والمحبّر 298 و 474، والاستيعاب 4/ 32، وأسد الغابة 5/ 451،
وسيرة ابن هشام 1/ 172 و 199 و 3/ 273 و 4/ 134، وتاريخ الإسلام
(السيرة النبويّة) 501، والمغازي 512، وعهد الخلفاء
(4/335)
اسمه عُبَيْد، أسلم في الفتح، وابتنى دارًا
بالمدينة، وَهُوَ صاحب الأنبجانية [1] .
تُوُفِّيَ في آخر خلافة مُعَاوِيَة.
وَيُقَالُ: اسمه عامر، أسلم يَوْم الفتح، وشهد اليرموك، وحضر يَوْم
الحَكَمين بدُوَمة الجندل، واستعمله النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ عَلَى الصدقة، وَكَانَ من مشيخة قريش ونَسابهم.
والأصح أَنَّهُ بقي بَعْدَ مُعَاوِيَة. فسيُعاد.
أَبُو جهم بن الحارث [2] ، - ع- بن الصمّة الأنصاري.
__________
[ () ] الراشدين 460 و 481، وسير أعلام النبلاء 2/ 556، 557 رقم
117، والتذكرة الحمدونية 2/ 268 و 383، ووفيات الأعيان 2/ 535،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 206 رقم 314، وجمهرة أنساب العرب
5 و 156، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1607، ونسب قريش
369، والعقد الفريد 4/ 286، وعيون الأخبار 1/ 283، وأنساب الأشراف
1/ 57 وق 4 ج 1/ 21 و 55 و 67 و 551 لأ 575 و 577 و 578 و 593،
والبرصان والعرجان 98، والمغازي للواقدي 513، والزهد لابن المبارك
185، وتاريخ الطبري 4/ 198 و 359 و 413 و 5/ 67، والأسامي والكنى
للحاكم، ورقة 108، والإصابة 4/ 35 رقم 207، والأخبار الطوال 198.
[1] انظر الحديث عنها في: صحيح البخاري 1/ 406، 407 في الصلاة، باب
إذا صلّى في ثوب له أعلام، وفي صفة الصلاة، باب الالتفات في
الصلاة، وفي اللباس: باب الأكسية والخمائص. وصحيح مسلم، في المساجد
(62/ 565) باب: كراهية الصلاة في ثوب له أعلام. وسنن أبي داود
(914) ، وسنن النسائي 2/ 72، ومسند أحمد 6/ 37 و 199، وسنن ابن
ماجة (3550) ، وهو من حديث عائشة أن النبيّ صلى الله عليه وآله
وسلم صلّى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف،
قال: اذهبوا بخميصتي هذه، وائتوني بأنبجانية أبي جهم، فإنّها
ألهتني آنفا عن صلاتي.
[2] انظر عن (أبي جهم بن الحارث) في:
مسند أحمد 4/ 169، والتاريخ الكبير 9/ 20 رقم 155، وطبقات خليفة
101، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 23، والأسامي والكنى للحاكم،
ورقة 117، والاستيعاب 4/ 36، والجرح والتعديل 9/ 355 رقم 1599،
وأسد الغابة 5/ 163، 164، وتحفة الأشراف 9/ 140، 141 رقم 607،
وتهذيب الكمال 3/ 1594، 1595، والكاشف 3/ 284 رقم 93، وتهذيب
التهذيب 12/ 61 رقم 240، وتقريب التهذيب 2/ 407 رقم 39، والإصابة
4/ 36 رقم 208، وخلاصة تذهيب التهذيب 447.
وهو: أبو جهم، وأبو جهيم، بالتصغير.
(4/336)
ابن أخت أَبِي بن كعب، لَهُ صحبة ورواية.
وعنه: بسر بن سَعِيد، وعُمَير مولى ابن عَبَّاس، وعَبْد اللَّهِ بن
يَسَار مولى ميمونة.
تُوُفِّيَ في أواخر زمن مُعَاوِيَة.
أم حبيبة [1] ، - ع- رملة بِنْت أَبِي سُفْيَان، قَدْ تقدمت سَنَة
أربع وَأَرْبَعِينَ.
وَقَالَ أَحْمَد بن أَبِي خيثمة: تُوفيت قبل أخيها مُعَاوِيَة
بعام.
أَبُو حُمَيْد الساعدي [2] ، - ع- الْأَنْصَارِيّ المدَنِيّ، اسمه
عَبْد الرَّحْمَنِ، وقيل: المنذر بن سعد.
من فقهاء الصحابة.
رَوَى عَنْهُ: جَابِر بن عَبْد اللَّهِ، وعُرْوة بن الزُبير، وعمرو
[3] بن سُلَيم الزرقي، وعباس بن سهل بن سعد، وخارجة بن زيد، ومحمد
بن عمرو بن عطاء.
__________
[1] انظر عن (أم حبيبة- رملة) في ترجمتها التي مرّت في وفيات سنة
44 هـ. وقد حشدنا لها مصادر الترجمة، فلتراجع هناك.
[2] انظر عن (أبي حميد الساعدي) في:
مسند أحمد 5/ 423، وطبقات خليفة 98، وتاريخ خليفة 227، والمغازي
للواقدي 1005 و 1038، والتاريخ لابن معين 2/ 702، والجرح والتعديل
5/ 237 رقم 1120، (عبد الرحمن بن سعد بن المنذر) ، والاستبصار 105،
وتاريخ الطبري 4/ 359، وأنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 594 و 551،
والاستيعاب 4/ 42، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 215، 216 رقم
330، وأسد الغابة 5/ 174، وتحفة الأشراف 9/ 144- 151 رقم 613،
وتهذيب الكمال 3/ 1599، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 89 رقم 103،
والمعرفة والتاريخ 3/ 169، والكامل في التاريخ 3/ 162 و 184،
ومشاهير علماء الأمصار 20 رقم 77، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 24،
والأسامي والكنى للحاكم، ورقة 158، ومرآة الجنان 1/ 131، والعبر 1/
65، والكاشف 3/ 289 رقم 126، وتاريخ الإسلام: (المغازي) 637،
والسيرة النبويّة 519، وعهد الخلفاء الراشدين 480، وسير أعلام
النبلاء 2/ 481 رقم 97، 80 رقم 339، وتقريب التهذيب 2/ 86، والنكت
الظراف 9/ 145- 151، والإصابة 4/ 46 رقم 303، وخلاصة تذهيب التهذيب
448، وشذرات الذهب 1/ 65.
[3] في الأصل «عمر» والتصويب من (خلاصة تذهيب التهذيب 289) .
(4/337)
تُوُفِّيَ سَنَة ستين، وقيل تُوُفِّيَ
قبلها بقليل.
أَبُو زيد عمرو بن أخطب الْأَنْصَارِيّ [1] ، - م 4-.
جد عُرْوة بن ثابت، قَالَ: مسح رَسُول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ عَلَى رأسي ودعا لي [2] .
وَيُقَالُ: أَنَّهُ عاش مائة وعشرين سَنَة.
رَوَى عَنْهُ: علباء بن أحمر، والحسن الْبَصْرِيُّ.
وقيل لَهُ أنصاري تجوّزا، لأنه من غير ذرّيّة الأوس والخزرج، بل من
ولد أخيهما عدي. وأَبُوهم هُوَ حارثه بن ثعلبة.
أم شريك [3] ، - سوى د-.
__________
[1] انظر عن (أبي زيد عمرو بن أخطب) في:
طبقات ابن سعد 7/ 28، وتاريخ الطبري 3/ 180، ومسند أحمد 5/ 77 و
340، والتاريخ لابن معين 2/ 440، وطبقات خليفة 104 و 187، والتاريخ
الكبير 6/ 309 رقم 2488، والجرح والتعديل 6/ 220 رقم 1215،
والمعرفة والتاريخ 1/ 331، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 32،
والأسامي والكنى للحاكم، الورقة 202، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد
108 رقم 326، والاستيعاب 4/ 77، 78، وأسد الغابة 5/ 204، وتحفة
الأشراف 8/ 133، 134 رقم 398، وتهذيب الكمال 2/ 1027، والجمع بين
رجال الصحيحين 1/ 372، والبداية والنهاية 8/ 324، وسير أعلام
النبلاء 3/ 473، 474 رقم 100، وتاريخ الإسلام (السيرة النبويّة)
221 و 366 و 367 و 373، وعهد الخلفاء الراشدين 400، والكاشف 2/ 280
رقم 4191، وتهذيب التهذيب 8/ 4 رقم 4، وتقريب التهذيب 2/ 65 رقم
534، وفتوح البلدان 92، 93، وتاريخ أبي زرعة 1/ 207 و 559، 560،
ومشاهير علماء الأمصار 40 رقم 240، والإصابة 2/ 522 رقم 57559، و
4/ 78 رقم 461، وخلاصة تذهيب التهذيب 243.
[2] أخرجه الترمذي في المناقب (3629) من طريق: محمد بن بشار، عن
أبي عاصم النبيل، عن عزرة بن ثابت، عن علباء بن أحمر، حدّثنا أبو
زيد بن أخطب، قال: مسح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده على
وجهي ودعا لي. قال عزرة: إنه عاش مائة وعشرين سنة، وليس في رأسه
إلّا شعرات بيض. وأخرجه أحمد في المسند 5/ 77 و 340 و 341، وصحّحه
ابن حبّان (2273) و (2274) .
[3] انظر عن (أم شريك) في:
طبقات ابن سعد 8/ 154، ومسند أحمد 6/ 441، والتاريخ لابن معين 2/
742، وطبقات خليفة 335، والجرح والتعديل 9/ 464 رقم 2377، والسير
والمغازي لابن إسحاق 269 و 284، والبرصان والعرجان 262، والمحبّر
81 و 92 و 411، وتسمية أزواج النبي لأبي عبيدة
(4/338)
هِيَ التي وهبت نَفْسَهَا للنبي صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ. مختلفٌ في اسمها ونسبها، ولها
أحاديث.
رَوَى عَنْهَا: جَابِر بْنِ عَبْد اللَّهِ، وسَعِيد بْنِ
الْمُسَيِّبِ، وعُرْوة، وشهر بن حَوْشَب، وغيرهم.
وَهِيَ من بني عامر بن لُؤي، وفي ذلك اضطراب.
أَبُو ضُبيس الجُهني [1] .
كَانَ يلزم، البادية، وبايع تحت الشجرة، وشهد الفتح.
تُوُفِّيَ في آخر خلافة مُعَاوِيَة. قَالَه ابن سعد.
أَبُو عياش الزرقي [2] .
قيل: عُبَيْد بن الصامت، وقيل: عبيد بن معاوية، الأنصاري
__________
[73،) ] وأنساب الأشراف 1/ 422، والمعارف 141، وتاريخ اليعقوبي 2/
784 ومختصر التاريخ لابن الكازروني 50، والمنتخب من ذيل المذيّل
625، والبدء والتاريخ 5/ 15، والمستدرك 4/ 34، والمعجم الكبير 24/
351، والاستيعاب 4/ 464- 467، وأسد الغابة 5/ 595 و 595، وسيرة ابن
هشام 4/ 295، والكاشف 3/ 442 رقم 185، وتاريخ الإسلام (السيرة
النبويّة) 598، وسير أعلام النبلاء 2/ 255، 256 رقم 33، وتهذيب
الكمال 3/ 1703، وتحفة الأشراف 13/ 86- 89 رقم 938، وتهذيب التهذيب
12/ 471 رقم 2956، وتقريب التهذيب 2/ 622 رقم 48، والنكت الظراف
13/ 87- 89، والإصابة 4/ 465 و 466 رقم 1346 و 1347، وخلاصة تذهيب
التهذيب 498.
[1] انظر عن (أبي ضبيس الجهنيّ) في:
طبقات ابن سعد 4/ 348، والإصابة 4/ 111 رقم 664، وأسد الغابة 5/
231، 232.
[2] انظر عن (أبي عيّاش الزرقيّ) في:
مسند أحمد 4/ 76 و 5/ 68، والتاريخ الصغير 106، والمغازي للواقدي
341 و 498 و 541 و 542 و 574، وطبقات خليفة 100، والتاريخ لابن
معين 2/ 718، وتاريخ الطبري 2/ 601، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 103
رقم 267، وتاريخ أبي زرعة 1/ 477 (زيد بن النعمان) ، ومشاهير علماء
الأمصار 17 رقم 61، والاستيعاب 4/ 130، والكنى والأسماء للدولابي
1/ 46 و 47، وأسد الغابة 5/ 266، وتهذيب الكمال 3/ 1635، وتحفة
الأشراف 9/ 237 رقم 170، والكاشف 3/ 321 رقم 314، وتاريخ الإسلام
(المغازي) 246 و 334، و (المغازي) 246 و 334، وعهد الخلفاء
الراشدين 545، وتهذيب التهذيب 12/ 193 رقم 895، وتقريب التهذيب 2/
458 رقم 220، والإصابة 4/ 142، 143 رقم 825، وخلاصة تذهيب التهذيب
456.
(4/339)
الخزرجي، وَهُوَ والد النعمان بن أَبِي
عياش.
رَوَى عَنْهُ: مجاهد، وأَبُو صالح السمان، وقبلهما أنس بن مالك.
وَهُوَ فارس «حلَوة» ، وحلَوة فَرس كانت لَهُ [1] ، لَهُ غزوات مع
النَّبِيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
وتوفي في زمن مُعَاوِيَة بَعْدَ الخمسين، وقيل قبلها.
أَبُو قَتَادة الْأَنْصَارِيّ السلمي [2] ، - ع- فارس النبيّ صلى
الله عليه وآله وَسَلَّمَ. اسمه عَلَى الصحيح الحارث بن ربعي، وقيل
النعمان، وقيل عمرو، شهد أُحُدًا وَمَا
__________
[1] انظر عن الفرس (حلوة) في:
الحلبة في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام- لمحمد بن
كامل التاجي الصاحبي (من أهل القرن السابع الهجريّ) - تحقيق عبد
الله الجبوري- طبعة النادي الأدبي بالرياض 1401 هـ/ 1981 م. - ص
63.
[2] انظر عن (أبي قتادة الأنصاري) في:
طبقات ابن سعد 6/ 15، ومسند أحمد 4/ 383 و 5/ 295، والتاريخ لابن
معين 2/ 720، وتاريخ خليفة 99 و 105 و 201 و 223، وطبقات خليفة
139، وتاريخ أبي زرعة 1/ 477، والتاريخ الكبير 2/ 258، 259 رقم
2387، والتاريخ الصغير 221، والجرح والتعديل 3/ 74 رقم 340، وفتوح
الشام للأزدي 20، والأخبار الطوال 210، والمغازي للواقدي (انظر
فهرس الأعلام) 3/ 1222، 1223، والمحبّر 122 و 124 و 282، وربيع
الأبرار 4/ 67، وتاريخ اليعقوبي 2/ 78 و 131، والمعرفة والتاريخ 1/
214، 215 و 2/ 48 و 51 و 448 و 724، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 82
رقم 22، والمعجم الكبير للطبراني 3/ 270- 273 رقم 269، وتاريخ
الطبري 2/ 293 و 495 و 496 و 498 و 598 و 600 و 603 و 3/ 34 و 35 و
40 و 247 و 263 و 278 و 280 و 4/ 401 و 5/ 85، وفتوح البلدان 117،
والمستدرك 3/ 480، وجمهرة أنساب العرب 360، وسيرة ابن هشام 91 و
178، ومشاهير علماء الأمصار 14 رقم 39، ومروج الذهب (طبعة الجامعة
اللبنانية) 1631، والاستيعاب 4/ 161، 162، والكنى والأسماء 1/ 48،
والاستبصار 146، وأسد الغابة 5/ 274، 275، وجامع الأصول 9/ 77،
وتحفة الأشراف 9/ 240- 272 رقم 794 وصفة الصفوة 1/ 647، 648 رقم 8،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 265 رقم 410، ووفيات الأعيان 6/
14، ومرآة الجنان 1/ 128، والبداية والنهاية 8/ 68، ودول الإسلام
1/ 40، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 149، والكاشف 3/ 325 رقم
334، والعبر 1/ 60، وسير أعلام النبلاء 2/ 449- 456 رقم 87،
والمغازي (من تاريخ الإسلام) 185 و 335 و 338 و 339 و 342 و 443 و
454 و 485 و 519 و 584، والسيرة النبويّة 25 و 362، وعهد الخلفاء
الراشدين 602، والنكت الظراف 9/ 241- 272، والإصابة 4/ 158، 159
رقم 921، وتهذيب التهذيب 12/ 204، 205 رقم 646، وتقريب التهذيب 2/
463 رقم 5، وخلاصة تذهيب التهذيب 457، وكنز العمال 13/ 617.
(4/340)
بَعْدَها، وَكَانَ من فضلاء الصحابة.
رَوَى عَنْهُ: أنس، وسَعِيد بن المسيب، وعطاء بن يَسَار، وعَبْد
اللَّهِ بن رباح الْأَنْصَارِيّ، وعلي بن رباح، وعَبْد اللَّهِ بن
معَبْد الزماني [1] ، وعمرو بن سليم الزرقي، وأَبُو سلمة بن عَبْد
الرَّحْمَنِ، وابنه عَبْد اللَّهِ بن أَبِي قتادة، ونافع مولاه،
وآخرون.
وَقَالَ الْوَاقدي: اسم أَبِي قتادة النعمان.
وَقَالَ الهيثم بن عدي: عُمَر.
وَقَالَ ابن مَعِين [2] وَالْبُخَارِيُّ [3] وغيرهما: الحارث بن
ربعي.
وَفِي حَدِيثِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ فِي مسيرهم إعوازهم الماء، وأنّ
النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ نَعَسَ، فَدَعَمْتُهُ غَيْرَ
مَرَّةٍ، فَقَالَ لَهُ النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ:
«حَفِظَكَ اللَّهُ بِمَا حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ» [4] .
وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، إِنَّ أَبَا
قَتَادَةَ قَتَلَ مَسْعَدَةَ رَأْسَ الْمُشْرِكِينَ [5] .
وَقَالَ إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «خَيْرُ
فُرْسَانِنَا أَبُو قَتَادَةَ، وَخَيْرُ رَجَّالَتِنَا سلمة بن
الأكوع» [6] .
__________
[1] في الأصل «الرمّاني» والتصحيح من (اللباب 2/ 73) حيث قيّده:
بكسر الزاي وتشديد الميم المفتوحة وفي آخرها نون.. نسبة إلى زمّان
بن مالك بن صعب.. بطن من ربيعة.. إلخ.
[2] في التاريخ 720.
[3] في التاريخ الكبير 2/ 258.
[4] أخرجه مسلم في المساجد مطوّلا (861) باب قضاء الصلاة الفائتة،
من طريق سليمان بن المغيرة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي قتادة. وأحمد في المسند 5/ 302 من طريق:
محمد بن جعفر، عن شعبة، عن قتادة، والطبراني في المعجم الكبير 3
رقم (3271) من طريق عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنِ عبد الله بن رباح.
[5] الخبر في: سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 91، 92، والمغازي
للواقدي 2/ 544، 545، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 152، والمستدرك
للحاكم 3/ 480، والاستيعاب 4/ 161، والمغازي للذهبي (بتحقيقنا)
584، 585.
[6] أخرجه مسلم في حديث مطوّل (1807) في غزوة ذي قرد، من طرق، عن
عكرمة بن عمار،
(4/341)
تُوُفِّيَ سَنَة أربع وخمسين، وقيل سَنَة
اثنتين وخمسين، وشهد مع علِيّ مشاهده كلها.
أم قيس بِنْت مِحْصَن [1] ، - ع-.
أخت عُكَاشة، من المهاجرات الأُوَلِ، رضي اللَّه عَنْهَا.
رَوَى عَنْهَا: مولاها عدي بن دينار، ووابصة بن مَعَبْد، وعبيد
الله بن عبد الله بن عتبة، وعَمْرة، ونافع موليا حمنة، وغيرهم.
تأخرت وفاتها.
أم كُرْز الكعبية [2] ، - ع- الخُزَاعية المكْيَة.
لها صحبة ورواية.
__________
[ () ] وأحمد في المسند 4/ 52، 53، والطبراني في المعجم الكبير 3/
رقم (3270) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن عكرمة بن عمّار، بهذا
الإسناد، وهو حسن.
[1] انظر عن (أم قيس بنت محصن) في:
طبقات ابن سعد 8/ 242، وطبقات خليفة 336، ومسند أحمد 6/ 355،
والمستدرك 4/ 68، والمعجم الكبير 25/ 177، وسيرة ابن هشام 2/ 113،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 90 رقم 117، والاستيعاب 4/ 485، 486،
وأسد الغابة 5/ 609، 610، وتاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين)
50، والمعارف 273، والكاشف 3/ 443 رقم 200، وتهذيب التهذيب 12/ 476
رقم 2976، وتقريب التهذيب 2/ 623 رقم 70، والإصابة 4/ 485، 486 رقم
1457، وخلاصة تذهيب التهذيب 499، وتحفة الأشراف 13/ 96- 98 رقم
946، وتهذيب الكمال 3/ 1705، والنكت الظراف 13/ 96، 97.
[2] انظر عن (أم كرز الكعبية) في:
طبقات ابن سعد 8/ 294، والمغازي للواقدي 614، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 97 رقم 188، وفتوح البلدان 328، والمعجم الكبير 25/ 164- 168،
ومسند أحمد 6/ 381 و 422 و 464، والتاريخ لابن معين 2/ 742، وطبقات
خليفة 404، والكاشف 3/ 443 رقم 201، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج
2/ 365 رقم 776، والخراج وصناعة الكتابة 363، وأسد الغابة 5/ 611،
والاستيعاب 4/ 493، وتحفة الأشراف 13/ 98- 102 رقم 947، وتهذيب
الكمال 3/ 1705، والإصابة 4/ 488، 489 رقم 1467، والنكت الظراف 13/
101، وتهذيب التهذيب 12/ 477 رقم 2977، وتقريب التهذيب 2/ 623 رقم
71، وخلاصة تذهيب التهذيب 499.
(4/342)
رَوَى عَنْهَا: سماع بن ثابت، وطاووس،
وعرْوة، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح.
وتأخّرت وفاتها.
أَبُو لبابة [1] ، - خ م د ق- بن عَبْد المنذر الْأَنْصَارِيّ
المدَنِيّ.
قَدْ ذكرنا في خلافة عُثْمَان أيضًا لَهُ ترجمة [2] ، وإِنَّمَا
ذَكَرْتُهُ هنا لرواية سالم بن عُبَيْد اللَّه، ونافع، وعبيد
اللَّه بن أَبِي يزيد، عَنْهُ.
أَبُو محذورة [3] ، - م 4- الجمحيّ المكّي المؤذّن.
__________
[1] اسمه: بشير أو رفاعة. انظر عنه في:
مسند أحمد 3/ 430 و 452 و 453 و 502، والمغازي للواقدي. و 101 و
115 و 159 و 180 و 182 و 281 و 303 و 505- 509 و 800 و 896 و 1047
و 1072، وطبقات ابن سعد 3/ 456، 457، والتاريخ لابن معين 2/ 723،
وطبقات خليفة 84، وتاريخ أبي زرعة 1/ 477، وتاريخ خليفة 96، وسيرة
ابن هشام (بتحقيقنا) 2/ 255 و 330، 331 و 3/ 181، 182 و 4/ 172،
وتهذيب سيرة ابن هشام 138 و 200 و 201، والمعرفة والتاريخ 2/ 703،
والمعارف 154 و 325 و 597، والتاريخ الكبير 3/ 322 رقم 1092،
والجرح والتعديل 3/ 491 رقم 2227، وتاريخ الطبري 1/ 113 و 2/ 478 و
481 و 485 و 583- 585 و 3/ 111، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 51،
ومشاهير علماء الأمصار 17 رقم 56، وجمهرة أنساب العرب 334،
والاستيعاب 4/ 168- 170، والمعجم الكبير 5/ 42 رقم 438، والمستدرك
3/ 632، ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 93 رقم 145، والإكمال لابن
ماكولا 4/ 167، وأسد الغابة 5/ 284، 285، وتحفة الأشراف 9/ 275-
278، رقم 653، وتهذيب الكمال 3/ 1641 و 1642، وتلخيص المستدرك 3/
632، والكاشف 3/ 329 رقم 350، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم
150، ووفيات الأعيان 1/ 190، والوافي بالوفيات 10/ 164 رقم 4638،
والبداية والنهاية 7/ 223، وتهذيب التهذيب 12/ 214 رقم 990، وتقريب
التهذيب 2/ 467 رقم 1، والنكت الظراف 9/ 375، 376، والإصابة 4/ 168
رقم 981، وخلاصة تذهيب التهذيب 458، وعيون الأخبار 1/ 141، وأنساب
الأشراف 1/ 241 و 294.
[2] انظر الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين من هذا التاريخ
بتحقيقنا- ص 361 و 668.
[3] انظر عن (أبي محذورة) في:
طبقات ابن سعد 5/ 450، وطبقات خليفة (أوس بن معير) 24 و 278،
ومقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 97 رقم 194، والمعرفة والتاريخ 2/ 23 و
3/ 85 و 356، والمحبّر 161، والمغازي للواقدي 151 (أوس بن المعير)
والتاريخ لابن معين 2/ 724، والمعارف 301
(4/343)
لَهُ صُحْبة ورواية، اختلفوا في اسمه وفي
نسبه، وَهُوَ أوس بن معير عَلَى الصحيح. وهو من مسلمة الفتح.
روى عنه: ابنه عَبْد الملك، وزوجته، والأسود بن يزيد، وابن أَبِي
مُلَيْكة، وعَبْد اللَّهِ بن مُحَيْريز الجُمَحي، وغيرهم.
وَكَانَ من أحسن النَّاس وأنداهم صوتًا. قاله الزبير بن بكار،
قَالَ:
وأنشدني عمي لبعضهم:
أما وربُ الكعبةِ المستورهْ ... وَمَا تلا محمد من سوره
والنّغمات من أَبِي محذُورَهْ ... لأفعلنَّ فِعلةً مذكُورَهْ
[1] تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين، وَكَانَ مؤذن المسجد الحرام،
علّمه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الأذان [2] .
أبو مسعود الأنصاري [3] .
__________
[ () ] و 305 و 561، ومسند أحمد 3/ 408 و 6/ 401، والمستدرك 4/
514، 515، والتاريخ الصغير 57 و 64، وتاريخ أبي زرعة 1/ 476 و 602
(سمرة بن معير) ، والاستيعاب 4/ 177- 180، وأسد الغابة 5/ 292،
والمعجم الكبير 7/ 203- 211 رقم 680/ (سمرة بن معير) ، والتاريخ
الكبير 4/ 177، 178 رقم 2403، والجرح والتعديل 4/ 155 رقم 680،
والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 151، والكاشف 3/ 331 رقم 363،
وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 266، 267 رقم 417، ومختصر التاريخ
لابن الكازروني 56، 57، والكامل في التاريخ 3/ 526، والوافي
بالوفيات 9/ 451، 452 رقم 4404 و 15/ 456 رقم 613، وسيرة ابن هشام
2/ 352، وأنساب الأشراف 1/ 300، ومشاهير علماء الأمصار 31 رقم 160،
وجمهرة أنساب العرب 162 وق 4 ج 1/ 211، 212، وتحفة الأشراف 9/ 285-
287 رقم 656، وتهذيب الكمال 3/ 1644، والكنى والأسماء 1/ 52،
والنكت الظراف 9/ 285، والإصابة 4/ 176 رقم 1018، وتهذيب التهذيب
12/ 222 رقم 1019، وتقريب التهذيب 2/ 469 رقم 22، وخلاصة تذهيب
التهذيب 459، والمنتخب من ذيل المذيل 564.
[1] الرجز في: الاستيعاب 4/ 178، والوافي بالوفيات 9/ 451.
[2] انظر: طبقات ابن سعد 5/ 450.
[3] هو أبو مسعود البدريّ. انظر عنه في:
المغازي للواقدي 295 و 331 و 724، وطبقات ابن سعد 6/ 16، وطبقات
خليفة 96
(4/344)
مر سَنَة أَرْبَعِينَ [1] ، وَقَالَ
الْوَاقدي: مات في آخر خلافة مُعَاوِيَة بالمدينة.
أم هانئ [2] ، - ع- بِنْت أَبِي طَالِب الهاشمية، اسمها فاختة،
وقيل هند.
__________
[ () ] و 136، وتاريخ خليفة 202، والمحبّر لابن حبيب 290، والتاريخ
لابن معين 2/ 410، والزهد لأحمد 235، والمسند له 4/ 118- 122، و 5/
272- 275، والتاريخ الكبير 6/ 429 رقم 2884، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 83 رقم 37، والمعرفة والتاريخ 1/ 449، 450، وتاريخ أبي زرعة
1/ 576، وأنساب الأشراف 1/ 245، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 54،
وتاريخ الطبري 4/ 129 و 335 و 352 و 422 و 5/ 38 و 93، والجرح
والتعديل 6/ 313 رقم 1740، والاستبصار 130، والاستيعاب 3/ 105،
وجمهرة أنساب العرب 362، ومشاهير علماء الأمصار 44 رقم 270، وأمالي
المرتضى 1/ 75، ولباب الآداب لابن منقذ 13 و 281، وأسد الغابة 5/
296، 297، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 267 رقم 424، ووفيات
الأعيان 2/ 479، وتهذيب الكمال 2/ 948، وتحفة الأشراف 7/ 325- 342
رقم 380، والعبر 1/ 46، والكاشف 2/ 238 رقم 3902، والمعين في طبقات
المحدّثين 24 رقم 91، وسير أعلام النبلاء 2/ 493- 496 رقم 103،
ومرآة الجنان 1/ 107، والنكت الظراف 7/ 326- 342، وتهذيب التهذيب
7/ 247- 249 رقم 446، وتقريب التهذيب 1/ 27 رقم 249، والإصابة 2/
490، 491 رقم 5606، وخلاصة تذهيب التهذيب 269.
[1] انظر ترجمته في الجزء الخاص بالخلفاء الراشدين من هذا التاريخ-
ص 657- 659.
[2] انظر عن (أم هانئ) في:
طبقات ابن سعد 8/ 47 و 151، وطبقات خليفة 330، ومسند أحمد 6/ 340 و
423، والمعارف 39 و 120 و 203 و 479، والجرح والتعديل 9/ 467 رقم
2383، وسيرة ابن هشام 1/ 169، و 2/ 47 و 52 و 53 و 4/ 37 و 53 و
62، والمغازي للواقدي 694 و 829 و 830 و 847 و 848 و 868 و 1099،
والمحبّر لابن حبيب 64 و 97 و 396 و 406، وتاريخ اليعقوبي 1/ 240 و
2/ 26 و 59، والمعرفة والتاريخ 3/ 222، 223، ومقدّمة مسند بقيّ بن
مخلد 86 رقم 70، وتاريخ الطبري 1/ 295 و 296 و 3/ 64 و 169 و 183 و
214 و 5/ 92 و 6/ 84، والمعجم الكبير 24/ 405- 439 و 25/ 136، 137،
والتذكرة الحمدونية 2/ 466، وتحفة الأشراف 12/ 449- 459 رقم 904،
وتهذيب الكمال 3/ 1690، وفتوح البلدان 35، والعقد الفريد 6/ 89،
وأنساب الأشراف 1/ 362 و 459، وق 4 ج 1/ 31، وجمهرة أنساب العرب 14
و 141، والمستدرك 4/ 52، والاستبصار 359، والاستيعاب 4/ 503، 504،
والأخبار الطوال 173، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1 2/ 366 رقم 782،
ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1613 و 1615 و 2323، ونسب
قريش 39، والمنتخب من ذيل المذيّل 619، وأسد الغابة 5/ 624،
والكاشف 3/ 444 رقم 213،
(4/345)
أَسْلَمَتْ عَامَ الْفَتْحِ، وَصَلَّى
ابْنُ عَمِّهَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فِي
بَيْتِهَا يَوْمَ الْفَتْحِ صَلَاةَ الضُّحَى، وَقَالَ لَهَا:
«قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ» ، وَكَانَتْ
قَدْ أَجَارَتْ رَجُلًا [1] .
رَوَى عَنْهَا: حفيدها يحيي بن جعدة، ومولاها أَبُو صالح باذام،
وكُرَيْب مولى ابن عَبَّاس، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبِي ليلى،
وعُرْوة، ومجاهد، وعطاء، وآخرون.
لها عدة أحاديث، وتأخر موتها إِلَى بَعْدَ الخمسين، وكانت تحت
هُبيرة ابن عمرو بن عائذ المخزومي، فهرب يَوْم الفتح إِلَى نجران،
وولدت لَهُ:
عمرو بن هُبيرة وهانئًا، ويوسف، وجَعْدة.
قَالَ ابن إِسْحَاق: لَمَّا بلغ هُبيرة إسلام أم هانئ قَالَ
أبياتًا منها:
وعاذلةٍ هبّتْ بلَيْلٍ تلَوْمُني ... وتعذلني بالليل ضَلَّ ضَلالها
وتزْعُمُ أني إنْ [2] أطعتُ عشيرتي ... سَأرْدَى وهل يُردِيني [3]
إِلَّا زوالُها
[4]
فإنْ كنتِ قَدْ تابعتِ دِينَ مُحَمَّد ... وقطعتِ [5] الأرحَامَ
منك حبالُها
فكُوني عَلَى أعلى سحيقٍ بهضْبةٍ ... ململمةٍ غبراءَ يبس اختلفوا
بلالها
[6]
__________
[ () ] والمغازي (من تاريخ الإسلام) 555، والسيرة النبويّة 245 و
271 و 272 و 318 و 422 و 599، والمعين في طبقات المحدّثين 31 رقم
181، وسير أعلام النبلاء 2/ 311- 314 رقم 56، وتهذيب التهذيب 12/
481 رقم 2995، وتقريب التهذيب 2/ 625 رقم 95، والإصابة 4/ 503 رقم
1533، وخلاصة تذهيب التهذيب 500، والنكت الظراف 12/ 451- 458.
[1] أخرجه البخاري في الجهاد 6/ 195، 196 باب أمان النساء وجوارهن،
ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها (82/ 336) باب استحباب صلاة الضحى،
ومالك في الموطّأ 1/ 152 في قصر الصلاة، باب صلاة الضحى.
[2] في الاستيعاب 4/ 503 «لئن» .
[3] كذا في سيرة ابن هشام، وأسد الغابة، وفي الأصل «سأوذي وهل
يؤذيني» .
[4] في السيرة «زيالها» .
[5] في السيرة، والاستيعاب «وعطّفت» .
[6] في المغازي للواقدي «يبس تلالها» . وفي الاستيعاب:
(4/346)
أَبُو هُريرة الدوْسي رضي اللَّه عَنْهُ
[1]- ع- ودَوْس قبيلة من الأزد، اختلفوا في اسمه، واسمه عبد شمس.
__________
[ () ] «ممنّعة لا تستطاع قلاعها» .
وانظر الأبيات من جملة أبيات في سيرة ابن هشام (بتحقيقنا) 4/ 62،
63، والمغازي للواقدي 2/ 849، والاستيعاب 4/ 503، 504، والاشتقاق
لابن دريد 152، ونسب قريش 39، وأسد الغابة 5/ 624، وسير أعلام
النبلاء 2/ 313.
[1] انظر عن (أبي هريرة) في:
مسند أحمد 2/ 228 و 5/ 114، وطبقات ابن سعد 2/ 362- 364 و 4/ 325-
341، وطبقات خليفة 114، وتاريخ خليفة 225 و 227، والمعارف 277 و
278 و 285، وسيرة ابن هشام 1/ 22 و 93 و 2/ 177 و 205 و 213 و 279
و 298 و 3/ 5 و 38 و 52 و 61 و 68 و 171 و 179 و 266 و 288 و 4/ 9
و 17 و 18 و 47 و 242 و 284 و 306 و 307، والمعرفة والتاريخ 1/ 486
و 3/ 160- 162، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 111، 112، والبرصان
والعرجان 31 و 79 و 137 و 171 و 177 و 284 و 308 و 340 و 358،
وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 442، ومقدمة مسند بقيّ بن
مخلد 9، رقم 1، وتاريخ اليعقوبي 2/ 153 و 157 و 161 و 199 و 238،
وربيع الأبرار (انظر فهرس الأعلام) 4/ 505، والمحبّر 81 و 85،
والسير والمغازي لابن إسحاق 147 و 219 و 281 و 282 و 284 و 286،
والمغازي للواقدي (انظر فهرس الأعلام) 3/ 1247، وترتيب الثقات
للعجلي 513 رقم 2061، وحلية الأولياء 1/ 376- 385 رقم 85، والتاريخ
لابن معين 2/ 728، 729، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 1213
و 1479 و 1485، والزيارات 19 و 33 و 65 و 92، والعقد الفريد (انظر
فهرس الأعلام) 7/ 95، وأنساب الأشراف 1/ 136 و 272 و 383 و 412 و
420 و 421 و 428 و 432، و 3/ 4 و 301 وق 4 ج 1/ 127 و 212 و 563 و
593 و 597، وفتوح البلدان 15 و 99- 101، والخراج وصناعة الكتابة
264 و 280، والمستدرك 3/ 506- 514، والاستبصار 291، وفتوح الشام
للأزدي 16، وثمار القلوب 22 و 96 و 111 و 112 و 289، والتذكرة
الحمدونية 1/ 137 و 426، و 2/ 36 و 175 و 215، والكامل في التاريخ
3/ 21 و 30، وأسد الغابة 5/ 315- 317، وتهذيب الأسماء واللغات ق 1
ج 2/ 270 رقم 436، ووفيات الأعيان 2/ 242 و 375 و 399 و 509 و 3/
115 و 265 و 4/ 181 و 6/ 35 و 164 و 274، وجمهرة أنساب العرب 381،
382، ومشاهير علماء الأمصار 15 رقم 46، وتاريخ أبي زرعة (انظر فهرس
الأعلام) 2/ 1024، 1025، وعيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام) 4/
188، والبدء والتاريخ 5/ 113، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 61،
والاستيعاب 4/ 202- 210، وتحفة الأشراف 9/ 292- 505، وكامل الجزء
العاشر من التحفة، و 11/ 3- 109 رقم 663، وتهذيب الكمال 3/ 1654،
والوفيات لابن قنفذ 71، والزاهر للأنباري (انظر فهرس الأعلام) 2/
628، وصفة الصفوة 1/ 685- 694 رقم 97، والزيارات 19 و 33 و 65 و
92، وآثار البلاد 71 و 108 و 377، والزهد لأحمد 221- 223، والزهد
لابن المبارك (انظر فهرس الأعلام) (ح) و (ع) ، ومعرفة القراء
الكبار 1/ 43، 44 رقم 8،
(4/347)
وَقَالَ: كناني أَبِي بأبي هُرَيْرَةَ،
لأني كنت أرعى غنمًا فوجدت أولاد هِرّ وحشي، فأخذتهم، فلما رآهم
أخبرته، فَقَالَ: أنت أَبُو هِرّ.
قَالَ: وَكَانَ اسمي في الجاهلية عَبْد شمس.
وَقَالَ المحرر بن أَبِي هُرَيْرَةَ: اسم أَبِي: عُمَرو بن عَبْد
غَنْم.
وساق ابن خُزَيْمة من حديث مُحَمَّد بن عُمَرو بن أَبِي سلمة، عن
أبي هريرة عبد شمس، وقال: هَذِهِ دلالة واضحة أن اسمه كَانَ عَبْد
شمس، فإِنَّهُ إسناد متصل، وَهُوَ أحسن إسنادًا من سُفْيَان بن
حسين، عَن الزّهري، عَن المحرر، اللَّهمّ إِلَّا أن يكون كَانَ
لَهُ اسمان قبل الإسلام.
وَقَالَ أَحْمَد بن حَنْبَلٍ: اسمه عَبْد شمس، وَيُقَالُ: عَبْد
غَنْم، وَيُقَالُ سكين.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ [1] : اسمه عَبْد شمس، وَيُقَالُ
عَبْد غَنْم، وَيُقَالُ عامر، قَالَ: وسُمي في الْإِسْلَام عَبْد
اللَّهِ، وَيُقَالُ عَبْد الرَّحْمَنِ.
وقد استوعب الحافظ ابن عساكر أكثر مَا ورد في اسمه. وَكَانَ أحد
الحُفْاظ المعدودين في الصحابة.
رَوَى عَنْهُ: ابن عَبَّاس، وأنس، وجابر، وسَعِيد بن المسيب، وعلي
بن
__________
[ () ] والعبر 1/ 63، وسير أعلام النبلاء 2/ 578- 632 رقم 126،
والكاشف 3/ 341 رقم 433، وتاريخ الإسلام (المغازي) (انظر فهرس
الأعلام) 769 و (السيرة النبويّة) (انظر فهرس الأعلام) 636، و (عهد
الخلفاء الراشدين) (انظر فهرس الأعلام) 720، 721، ودول الإسلام 1/
42، والمعين في طبقات المحدّثين 28 رقم 152، وتلخيص المستدرك 3/
506- 514، والتاريخ الكبير 6/ 132، 133 رقم 1938، وجامع الأصول 9/
95، والجرح والتعديل 6/ 49، 50 رقم 264، والبداية والنهاية 8/ 103،
ومرآة الجنان 1/ 130، ومجمع الزوائد 9/ 361، وغاية النهاية 1/ 370
رقم 1574، والنكت الظراف 9/ 296- 504 وكامل الجزء العاشر، و 11/ 7-
109، والإصابة 4/ 202- 211 رقم 1190، وتهذيب التهذيب 12/ 262- 267
رقم 1216، وتقريب التهذيب 2/ 484 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب
462، وحسن المحاضرة 1/ 250، وطبقات الحفّاظ 9، وتدريب الراويّ
للسيوطي 2/ 216، وشذرات الذهب 1/ 63.
[1] الجرح والتعديل 6/ 49.
(4/348)
الْحُسَيْن، وعُرْوة، والقاسم، وسالم،
وعُبَيد اللَّه بن عَبْد اللَّهِ، والأعرج، وهمام بن منبه، وابن
سِيرين، وحُمَيد بن عَبْد الرَّحْمَنِ الزّهري، وحُمَيْد بن عَبْد
الرَّحْمَنِ الحِمْيَري، وأَبُو صالح السمان، وزُرارة بن أوفي،
وسَعِيد بن أَبِي سَعِيد المَقْبُرِيّ [1] ، وأَبُوه، وسَعِيد بن
مرجانة، وشهر بن حَوْشب، وأَبُو عُثْمَان النهدي، وعطاء بن أَبِي
رباح، وخلق كثير.
قدِم من أَرْضِ دَوْسٍ مسلما هُوَ وأمه وقت فَتَحَ خَيْبَر.
قَالَ البخاري [2] : روى عنه ثمانمائة رَجُلٌ أَوْ أكثر.
قلت: يُرْوَى لَهُ نَحْو من خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وسبعين
حديثا، في الصحيحين، منها ثلاثمائة وخمسة وعشرون حديثًا، وانفرد
الْبُخَارِيُّ أيضًا لَهُ بثلاثة وتسعين، ومسلم بمائة وتسعين [3] .
وبَلغنا أَنَّهُ كَانَ رجلًا آدم، بعيد مَا بَيْنَ المنكبين، ذا
ضفيرتين، أفرق الثنيتين، يَخضِب شيبته بالحُمْرة، وَلَمَّا أسلم
كَانَ فقيرًا من أصحاب الصفة، ذاق جُوعًا وفاقة، ثُمَّ استعمله
عُمَر وغيره، وولي إمرة المدينة في زمن مُعَاوِيَة، فمر في السوق
يحمل حزمة حطب، وَهُوَ يقول: أوسِعوا الطريق للأمير.
وَقَالَ أسامة بن زيد، عَن عَبْد اللَّهِ بن رافع: قلت لأبي
هُرَيْرَةَ: لَم اكتنيتَ بأبي هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: أما تَفْرُق مني!
قلت: بلى واللَّه إني لأهابُك، قَالَ:
كنت أرعى غنم أَهْلِي، وكانت لي هُريرة صغيرة، فكنت أضعها في شجرة
بالليل، فإذا كَانَ النهار ذهبتُ بِهَا معي، فلُقبت بِهَا، وَكَانَ
من أصحاب الصفة.
أَخْرَجَهُ الترمذي [4] .
وَقَالَ المقْبُري، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قلت: يَا رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم، أسمع منك
__________
[1] في الأصل «المقري» .
[2] التاريخ الكبير 6/ 132 وليس في ترجمته ما جاء هنا، والنص في
(البداية والنهاية) .
[3] في (خلاصة التذهيب 462) : «انفرد (خ) بتسعة وسبعين، و (م)
بثلاثة وتسعين» .
[4] في المناقب (3840) ، وابن سعد في الطبقات 4/ 329، وقد حسّنه
الترمذي.
(4/349)
أشياء فلا احفظها، فَقَالَ: «أبسط رداءك» ،
فبسطته، فحدث حديثًا كثيرًا، فما نسيت شيئًا حدثني بِهِ [1] .
وَقَالَ الْوَليد بن عَبْد الرَّحْمَنِ «عَن ابن عُمَر» أَنَّهُ
قَالَ لأبي هُرَيْرَةَ: أنت كنتَ ألزمنا لرَسُول اللَّهِ واحفظنا
لحديثه [2] .
وَقَالَ الْأَعْرَجُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
إِنَّكُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أُكْثِرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ، وَاللَّهُ الْمُوعِدُ، كُنْتُ
رَجُلًا مِسْكِينًا أَخْدُمُ رسول الله صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ
يَشْغَلُهُمُ الصَّفَقُ بِالْأَسْوَاقِ، وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ
يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامَ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، وَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ «يَوْمًا: «مَن
بَسَطَ ثَوْبَهُ فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي» ،
فَبَسَطْتُ ثَوْبِي، حَتَّى قَضَى حَدِيثَهُ، ضَمَمْتُهُ إِلَيَّ
فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ بَعْدُ [3] .
وَقَالَ أَبُو مَعْشَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كَانَ
أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: لَا تُكْنُونِي أَبَا هُرَيْرَةَ،
كَنَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: أَبَا
هِرٍّ، قَالَ لِي: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ أَبَا هِرٍّ» ، وَالذَّكَرُ
خَيْرٌ مِنَ الْأُنْثَى [4] .
وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ: شهدت خيبر مع
رسول الله صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ.
وَقَالَ قيس بن أَبِي حازم عَنْهُ: جئت يوم خيبر بعد ما فرغوا من
القتال.
وَقَالَ ابن سيرين، عَنْهُ: لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من
الجوع، حَتَّى يقول النَّاس: مجنون [5] .
__________
[1] أخرجه البخاري في كتاب العلم 1/ 38 باب: حفظ العلم، والترمذي
في المناقب (3923) باب: مناقب أبي هريرة رضي الله عنه. وقال: هذا
حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة.
[2] إسناده صحيح، أخرجه الترمذي في المناقب (3925) وحسّنه، وأحمد
في المسند 2/ 3 ذكره مطوّلا.
[3] أخرجه البخاري 1/ 190 و 5/ 21 و 13/ 271، ومسلم (2294) من طريق
الزهري، عن الأعرج.
[4] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 19/ 109 ب.
[5] حلية الأولياء 1/ 378، صفة الصفوة 1/ 691.
(4/350)
وتمخّط مرّة فقال: الحمد للَّه الَّذِي
تمخط أَبُو هُرَيْرَةَ في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخر من الجوع،
فيجلس الرجل عَلَى صدري، فأرفع رأسي، فأقول: ليس الَّذِي ترى،
إِنَّمَا هُوَ الجوع [1] .
وَقَالَ أَبُو كَثِيرٍ السُّحَيْمِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو
هُرَيْرَةَ قَالَ: وَاللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ مُؤْمِنًا
يَسْمَعُ بِي إِلَّا أَحَبَّنِي، قلت: وما علمك بذاك؟ قَالَ: إِنَّ
أُمِّيَ كَانَتْ مُشْرِكَةً، وَكُنْتُ أَدْعُوهَا إِلَى
الْإِسْلَامِ، وَكَانَتْ تَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا،
فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ، فَأَتَيْتُهُ أَبْكِي، وَسَأَلْتُهُ أَنْ
يَدْعُوَ لَهَا، فَقَالَ: «اللَّهمّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ»
، فَخَرَجْتُ أَعْدُو أُبَشِّرُهَا، فَأَتَيْتُ فَإِذَا الْبَابُ
مُجَافٌ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ، وَسَمِعَتْ حِسِّي
فَقَالَتْ: كَمَا أَنْتَ، ثُمَّ فَتَحَتْ، وَقَدْ لَبِسَتْ
دِرْعَهَا، وَعَجَّلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَقَالَتْ: أَشْهَدُ
أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ،
فَأَخْبَرْتُهُ فَقُلْتُ: ادْعُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ
يُحَبِّبَنِي وَأُمِّيَ إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ:
اللَّهمّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ
الْمُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْهُمْ إِلَيْهِمَا» . هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ، أَظُنُّهُ فِي مُسْلِمٍ [2] .
أَيوب، عَن مُحَمَّد قَالَ: تمخط أَبُو هُرَيْرَةَ وعليه ثوب من
كتان ممشق، فتمخط فِيهِ، وَقَالَ: بخٍ بخٍ، يتمخط أَبُو هُرَيْرَةَ
في الكتان، لقد رأيتني أخِر فيما بَيْنَ منبر رَسُول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وحجرة عائشة، يجيء الجائي يظنّ بي جنونًا [3] .
شُعْبة، عَن مُحَمَّد بن زياد قَالَ: رَأَيْت عَلَى أَبِي
هُرَيْرَةَ كساء خزّ [4] .
وَقَالَ قتادة وغير واحد: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يلبس الخزّ.
__________
[1] أخرجه البخاري في الاعتصام 13/ 258 باب ما ذكر النبي صلى الله
عليه وآله وسلم وحضّ على اتفاق أهل العلم ... ، والترمذي في الزهد
(2367) باب ما جاء في معيشة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم، وابن سعد في الطبقات 4/ 327.
[2] أقول: هو كما ظنّ المؤلّف- رحمه الله- في فضائل الصحابة (2491)
، وفي مسند أحمد 2/ 219، 220، وتاريخ دمشق 19/ 112 ب، وصفة الصفوة
1/ 687.
[3] ذكر نحوه ابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 691.
[4] طبقات ابن سعد 4/ 333.
(4/351)
قيس بن الربيع، عَن أَبِي حُصين، عَن
خَبْاب بن عُرْوة قَالَ: رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَيْهِ عِمامة
سوداء [1] .
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ قَالَ: هَاجَرْتُ، فَأَبَقَ مِنِّي غُلَامٌ فِي
الطَّرِيقِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ على النبيّ صلى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ بَايَعْتُهُ، وَجَاءَ الْغُلَامُ، فَقَالَ لِيَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ
هَذَا غُلَامُكَ» ، قُلْتُ: هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ،
فَأَعْتَقْتُهُ [2] .
عَفَّانُ: ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ حَيَّانَ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ
أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَشَأْتُ يَتِيمًا، وَهَاجَرْتُ
مِسْكِينًا، وَكُنْتُ أَجِيرًا لِبُسْرَةَ بِنْتِ غَزَوَانَ،
بِطَعَامِ بَطْنِي وَعُقْبَةَ رجلي، وكنت أخدم إذا نزلوا، وأحدو
إِذَا رَكِبُوا، فَزَوَّجَنِيهَا اللَّهُ، فَالْحَمْدُ للَّه
الَّذِي جَعَلَ الدِّينَ قِوَامًا، وَجَعَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ
إِمَامًا [3] .
ابن سيرين، عن أبي هريرة، أكريت نفسي من ابْنَة غزوان بطعام بطني
وعُقْبة رِجلي، فقالت لي: لتردن حافيًا، ولتركبن قائمًا، ثُمَّ
زوجنيها اللَّه بَعْدَ [4] .
وقد دعا لِنَفْسِهِ، وأمّن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
عَلَى دعائه.
فَقَالَ النَّسَائِيُّ: أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ صَدْرَانَ: ثَنَا
الْفَضْلُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ
زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: عَلَيْكَ
بِأَبِي هُرَيْرَةَ، بَيْنَمَا أَنَا وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَفُلَانٌ
ذَاتَ يَوْمٍ فِي الْمَسْجِدِ نَدْعُو وَنَذْكُرُ رَبَّنَا، إِذْ
خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْنَا فَسَكَتْنَا، فَقَالَ: «عُودُوا
للذي كنتم فيه» ، فدعوت أنا وصاحبي،
__________
[1] طبقات ابن سعد 4/ 333.
[2] أخرجه البخاري في العتق (5/ 117) باب إذا قال لعبده: هو للَّه
ونوى العتق، وأحمد في المسند 2/ 286، وابن سعد في الطبقات 4/ 325،
وأبو نعيم في الحلية 1/ 379، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 686.
[3] أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 379، وابن عساكر في تاريخ دمشق
19/ 123 أ، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 686.
[4] انظر حلية الأولياء 1/ 380.
(4/352)
فأمّن النبيّ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ
عَلَى دُعَائِنَا، ثُمَّ دَعَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ: اللَّهمّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ مِثْلَ صَاحِبِي، وَأَسْأَلُكَ عِلْمًا لَا
يُنْسَى، فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ:
«آمِينَ» ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله
وَسَلَّمَ نَحْنُ نَسْأَلُكَ كَذَلِكَ، فَقَالَ: «سَبقَكُمَا بِهَا
الْغُلَامُ الدَّوْسِيُّ» [1] .
قَالَ الطبراني: لَا يُرْوَى إِلَّا بِهَذَا الإسناد.
وَقَالَ أَبُو نَضْرة [2] العَبْدي، عَن الطفاوي قَالَ: قرأت عَلَى
أَبِي هُرَيْرَةَ بالمدينة ستة أشهر، فلم أر مِنْ أَصْحَابِ رَسُول
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ رجلًا أشد تشميرًا
وَلَا أقَوم عَلَى ضيفٍ مِنْهُ، فَدَخَلَت عَلَيْهِ ذات يَوْم ومعه
كيس فِيهِ نوى أَوْ حصى يسبح بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الأَصْبَحِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا أَبَا
مُحَمَّدٍ أَرَأَيْتَ هَذَا الْيَمَانِيَّ- يَعْنِي أَبَا
هُرَيْرَةَ- لَهُوَ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ مِنْكُمْ،
مِنْهُ أَشْيَاءُ لَا نَسْمَعُهَا مِنْكُمْ، أَمْ يَقُولُ عَلَى
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ مَا لَمْ
يَقُلْ؟ قَالَ: أَمَّا أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ مَا لَمْ نَسْمَعْ فَلا
أَشُكُّ، كُنَّا أَهْلَ بُيُوتَاتٍ وَعَمَلٍ وَغَنَمٍ، فَنَأْتِي
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَسَلَّمَ طَرْفي النَّهَارِ،
وَكَانَ مِسْكِينًا لا مَالَ لَهُ، ضَيْفًا عَلَى بَابِ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ، يَدُهُ مَعَ يَدِهِ،
وَلا أَجِدُ أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ، يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ مَا لَمْ يَقُلْ [3] .
وَقَالَ مُحَمَّد بن سعد [4] : ثنا محمد بن عمر: ثنا عبد الحميد بن
جعفر، عن أبيه، عن زياد بن مينا قال: كان ابن عباس، وابن عُمَر،
وأَبُو سَعِيد، وأَبُو هُرَيْرَةَ، وجابر يفتون بالمدينة، ويحدثون
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من لدن توفّي
__________
[1] أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 508، وابن عساكر في تاريخ دمشق
19/ 115 أب.
[2] في الأصل «أبو نصرة» والتصويب من (خلاصة التذهيب 471) واسمه:
المنذر بن مالك.
[3] أخرجه الترمذي (3926) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلّا
من حديث محمد بن إسحاق، وقد رواه يونس بن بكير وغيره عن محمد بن
إسحاق. وصحّحه الحاكم في المستدرك 3/ 511، و 512 ووافقه الذهبي في
تلخيصه، وابن عساكر في تاريخ دمشق 19/ 121 أ، وابن كثير في البداية
والنهاية 8/ 109.
[4] في طبقاته 2/ 372.
(4/353)
عُثْمَان إِلَى أن تُوفُوا، وهؤلاء الخمسة،
إليهم صارت الفتوى.
وَقَالَ أَبُو سعد السمعاني: سمعت أَبَا القاسم المعمر المبارك بن
أَحْمَد الأرحبي يقول: سمعت أَبَا القاسم يوسف بن عَلِيّ الزنجاني
الفقيه: سمعتُ أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ
الفيروزآباذي، سمعت أَبَا الطيب الطبري يقول:
كُنَّا في حلقة النظر بجامع المنصور، فجاء شاب خُرَاساني، فسأل عَن
مسألة المصَراة [1] ، فطالب بالدليل، فاحتج المستدل بحديث أَبِي
هُرَيْرَةَ الْوَارد فِيهَا [2] ، فَقَالَ الشابَ- وَكَانَ
حنفيًا-: أَبُو هُرَيْرَةَ غير مقبول الحديث، فما استتمٌ كلامه
حَتَّى سقطت عَلَيْهِ حيّة عظيمة من سقف الجامع، فوثب النَّاس من
أجلها، وهرب الشابَ وَهِيَ تتبعه، فقيل لَهُ: تُب تُب، فغابت
الحيّة، فلم يُر لها أثر [3] .
الزنجاني ممّن برع في الفقه على أبي إسحاق، توفي سنة خمسمائة.
وَقَالَ حَمَدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ فَرُّوخٍ
الْحَرِيرِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ قَالَ:
تَضَيَّفَ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعًا، فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ
وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُونَ اللَّيْلَ أَثْلاثًا، يُصَلِّي هَذَا،
ثُمَّ يُوقِظُ هَذَا هَذَا وَيُصَلِّي، فَقُلْتُ: يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ كَيْفَ تَصُومُ؟ قَالَ: أَصُومُ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ
ثَلاثًا [4] .
قَالَ الداني: عرض أَبُو هُرَيْرَةَ القرآن عَلَى أُبَيّ بن كعب
قرأ عَلَيْهِ من
__________
[1] المصرّاة: هي الناقة أو البقرة أو الشاة التي يحبس البائع
لبنها في ضرعها أياما ليظنّ المشتري أنها غزيرة اللبن.
[2] الحديث في الموطأ 2/ 683، 684 في البيع، باب ما ينهى عنه من
المساومة والمبايعة.
وأخرجه البخاري 4/ 309، ومسلم (11/ 1515) عن: يحيى بن يحيى، عن
مالك، عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وسلم
قال: «ولا تصرّوا الإبل والغنم، فمن ابتاعها بعد ذلك، فهو بخير
النظرين بعد أن يحلبها، إن رضيها أمسكها، وان سخطها ردّها، وصاعا
من تمر» .
[3] قال الحافظ- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 2/ 619: «وأبو
هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول عليه السلام وأدائه
بحروفه. وقد أدّى حديث المصرّاة بألفاظ، فوجب علينا العلم به، وهو
أصل برأسه» .
[4] أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/ 382، وابن عساكر في تاريخ دمشق
19/ 122 ب، وأحمد في الزهد 221، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 692،
وابن حجر في الإصابة.
(4/354)
التابعين: عَبْد الرَّحْمَنِ بن هرمز.
وَقَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ مِهْرَانَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
مُسْلِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَحْكِي لَنَا قِرَاءَةَ أَبِي
هُرَيْرَةَ في: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ 81: 1 [1] يَحْزنُهَا
شَبَهُ الرِّثَاءِ.
وَرَوَى عُمَر بن أَبِي زائدة، عَن أَبِي خَالِد الْوَالبي،
أَنَّهُ كَانَ إذا قرأ بالليل خَفَضَ طَوْرًا ورفع طورًا، وذكر
أنَّهَا قراءة رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم.
قلت: وكان أبو هريرة ممّن يجهر «ببسم اللَّه» في الصلاة [2] .
وَفِي «الْبُخَارِيِّ» مِنْ حَدِيثِ الْمَقْبُرِيِّ: مَرَّ أَبُو
هُرَيْرَةَ بِقَوْمٍ، بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ،
فَدَعُوهُ أَنْ يَأْكُلَ، فَأَبَى وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا
وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ.
وَعَن شراحبيل أن أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يصوم الخميس والاثنين [3]
.
وَقَالَ خَالِد الحذاء [4] عَن عكرمة إنّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ
يسبِّح كل يَوْم اثني عشر ألف تسبيحة، ويقول: أسبّح بقدر ذنبي [5]
.
هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي طُلَيْحَةَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: كَيْفَ
وَجَدْتَ الإِمَارَةَ؟ قَالَ: بَعَثْتَنِي وَأَنَا كَارِهٌ،
وَنَزَعْتَنِي وَقَدْ أَحْبَبْتُهَا، وَأَتَاهُ بِأَرْبَعِمِائَةِ
أَلْفٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ قَالَ: أَظَلَمْتَ أَحَدًا؟ قَالَ: لَا،
قَالَ: فَمَا جِئْتَ به لنفسك؟ قَالَ: عِشْرِينَ أَلْفًا، قَالَ:
مِنْ أَيْنَ أَصَبْتَهَا؟ قال:
__________
[1] أول سورة التكوير.
[2] الثابت عن أبي هريرة أنه لم يجهر بها، مثل أبي بكر وعمر
وعثمان. انظر: مسلم (399) ، وأحمد في المسند 3/ 264، وابن خزيمة
(498) ، والترمذي (246) ، والنسائي 2/ 135، والدار الدّارقطنيّ
119، وفتح الباري 2/ 188، فقد روى أحمد 4/ 85، والترمذي (244)
والنسائي 2/ 135 عن ابن عبد الله بن مغفل قال: سمعني أبي وأنا
أقول: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: أي بنيّ إياك والحدث، قد صليت
مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومع أبي بكر ومع عمر ومع عثمان،
فلم أسمع أحدا منهم يقولها، فلا تقلها، إذا أنت صلّيت فقل: الحمد
للَّه رب العالمين.
[3] تاريخ دمشق 19/ 122 ب.
[4] هو: خالد بن مهران الحذّاء أبو المنازل البصري. (انظر: تهذيب
التهذيب 3/ 120) .
[5] تاريخ دمشق 19/ 122 ب.
(4/355)
كُنْتُ أَتَّجِرُ، قَالَ: انْظُرْ رَأْسَ
مَالِكَ وَرَزْقَكَ فَخُذْهُ، وَاجْعَلِ الآخَرَ فِي بَيْتِ
الْمَالِ [1] .
وَقَالَ مُحَمَّد بن سيرين: استعمل عُمَر أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى
البحرين، فقدم بعشرة آلاف، فَقَالَ لَهُ عُمَر: استأثرت بهَذِهِ
الأموال يَا عدو اللَّه وعدو كتابه، قَالَ: لست بَعْدَوّ اللَّه
وَلَا عدوّ كتابه، ولكني عدوّ مَن عاداهما، قَالَ: فمن أَيْنَ
هَذَا؟ قَالَ: خيل نتجت لي وغلة رقيق، وأعطية تتابعت عَلِيّ،
فنظروا فوجدوه كما قَالَ [2] . ثُمَّ بَعْدَ ذلك دعاه عُمَر
ليستعمله فأبى.
وَرَوَى مَعْمَر، عَن مُحَمَّد بن زياد قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَة
يبعث أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى المدينة، فإذا غضب عَلَيْهِ بَعَثَ
مروان وعزل أَبَا هُرَيْرَةَ، فلم يلبث أن نزِع مروان وبعث أَبَا
هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لغلام أسود: قف عَلَى الباب، فلا تمنع أحدًا
إِلَّا مروان، ففعل الغلام، وَدَخَلَ النَّاس، ومنع مروان، ثُمَّ
جاء نوبة فَدَخَلَ وَقَالَ: حجبنا منك، فقال: إنّ أحقّ من لَا
يُنكر هَذَا لأنت [3] .
قلت: كأَنَّهُ بدا مِنْهُ نَحْوَ هَذَا في حقّ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَقَالَ ثابت البُناني، عَن أَبِي رافع قَالَ: كَانَ مروان [4]
ربما استخلف أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى المدينة، فيركب حمارًا ببردعة،
وخطامه ليف، فيسير فيلقي الرجل فيقول: الطريق، قَدْ جاء الأمير.
وربما أتى الصبيانَ وهم يلعبون بالليل لُعْبة الأعراب، فلا يشعرون
بشيء حَتَّى يلقي نَفْسَهُ بينهم، ويضرب برجليه، فيفزع الصبيان
ويفرّون [5] .
وَعَن ثعلبة بن أَبِي مالك قَالَ: أقبل أَبُو هُرَيْرَةَ في السوق
يحمل حزمة حطب، وَهُوَ يومئذ خَلِيفَة لمروان، فَقَالَ: أوسِع
الطريق للأمير [6] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 4/ 335، 336.
[2] أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 335، وابن كثير في البداية
والنهاية 8/ 113.
[3] تاريخ دمشق 19/ 125 أ.
[4] «مروان» ساقطة من الأصل، والاستدراك من (البداية والنهاية 8/
113) .
[5] تاريخ دمشق 19/ 125 أ.
[6] حلية الأولياء 1/ 384، تاريخ دمشق 19/ 125 أ.
(4/356)
وَقَالَ سَعِيد المقْبُري: دَخَلَ مروان
عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ في شكواه فَقَالَ:
شفاك اللَّه يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: اللَّهمّ إني أحب
لقاءك فأحبّ لقائي قَالَ: فما بلغ مروان القطانين حَتَّى مات [1] .
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ
عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: اللَّهمّ
لَا تُدْرِكَنِي سَنَةَ سِتِّينَ، فَتُوفِّيَ فِيهَا أَوْ
قَبْلَهَا بِسَنَةٍ [2] .
قَالَ الْوَاقدي: تُوُفِّيَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَة تسع وخمسين،
وله ثمان وسبعون سَنَة. وَهُوَ الَّذِي صَلَّى عَلَى عَائِشَةَ في
رمضان سَنَة ثمان وخمسين [3] .
وَقَالَ هشام بن عُرْوة: مات أَبُو هُرَيْرَةَ وعائشة سَنَة سبع
وخمسين، تابعه المدائني، وعلي بن المديني، وغيرهما [4] .
وَقَالَ أبو معشر [5] ، وحمزة، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن مغراء،
والهيثم بن عديّ، ويحيى بن بكير: تُوُفِّيَ سَنَة ثمان وخمسين.
وَقَالَ الْوَاقدي: وقبله مُحَمَّد بن إِسْحَاق، وبَعْدَه أَبُو
عُبيد، وأَبُو عُمَر الضرير، ومحمد بن عَبْد اللَّهِ بن نُمَير:
تُوُفِّيَ سَنَة تسع وخمسين [6] .
وقيل صَلَّى عَلَيْهِ الْوَليد بن عُتْبة بالمدينة، ثُمَّ كتب
إِلَى مُعَاوِيَة بوفاته، فكتب إلي الْوَليد: ادفع إِلَى ورثته
عشرة آلاف درهم، وأحسِنْ جوارهم، فإِنَّهُ كَانَ مِمن ينصر
عُثْمَان، وَكَانَ معه في الدار.
وقيل: كَانَ الذين تولوا حمل سريره ولد عثمان [7] .
__________
[1] طبقات ابن سعد 4/ 339 وفيه «فما بلغ مروان وسط السوق حتى مات»
، وتاريخ دمشق 19/ 128 ى.
[2] فتح الباري 13/ 8.
[3] طبقات ابن سعد 4/ 340، 341.
[4] وهو المعتمد، كما قال ابن حجر في الإصابة.
[5] «معشر» ساقطة من الأصل، والتصحيح من (شذرات الذهب ج 1 ص 63) .
[6] قال الحافظ في الإصابة 4/ 211: والمعتمد قول هشام بن عروة.
[7] طبقات ابن سعد 4/ 340، المستدرك 3/ 508.
(4/357)
أَبُو اليسر السلمي [1]- م 4- من أعيان
الأنصار، اسمه كعب بن عمرو، وشهد العقبة [2] وله عشرون سَنَة،
وَهُوَ الَّذِي أسر [ابن] الْعَبَّاس يَوْم بدر [3] .
رَوَى عَنْهُ: صيفيّ مولى أَبِي أيّوب الْأَنْصَارِيّ، وعْبادة بن
الْوَليد الصامتي، وموسى بن طلحة بن عُبيد اللَّه، وحنظلة بن قيس
الزّرقي، وغيرهم.
وَكَانَ دحداحًا قصيرًا، ذا بطن، وَهُوَ الَّذِي انتزع راية
المشركين يَوْم بدر [4] ، وقد شهد صِفّين مع عَلِيّ.
وتوفي بالمدينة سَنَة خمسة وخمسين، وَقَالَ بعضهم: وهو آخر من مات
من البدريين.
آخر هذه الطبقة، والحمد للَّه وحده دائمًا.
قال المؤلف، رحمه الله: فرغت منها في صفر سنة اثنتي عشرة.
__________
[1] انظر عن (أبي اليسر السلمي) في:
طبقات ابن سعد 3/ 581، وسيرة ابن هشام 2/ 105 و 287 و 351 و 352 و
3/ 285، وتاريخ أبي زرعة 1/ 476، والمعرفة والتاريخ 1/ 319، ومسند
أحمد 3/ 427، والمغازي للواقدي 140 و 149 و 151 و 170 و 247 و 296
و 660 و 839 و 856، وأنساب الأشراف 1/ 144 و 147 و 298 و 300 و 302
و 321 و 358، ومشاهير علماء الأمصار 18 رقم 69، والمنتخب من ذيل
المذيّل 574، وجمهرة أنساب العرب 360، وطبقات خليفة 102، وتاريخ
خليفة 223، وأسد الغابة 5/ 323، والكامل في التاريخ 2/ 128، والكنى
والأسماء للدولابي 1/ 62، ومقدمة مسند بقي بن مخلد 96 رقم 180،
والاستيعاب 4/ 219، ومقاتل الطالبيين 65، وتاريخ الطبري 2/ 463،
والمعارف 155 و 327، وتحفة الأشراف 8/ 306- 308 رقم 461، وتهذيب
الكمال 3/ 1147، والبداية والنهاية 8/ 78، ومرآة الجنان 1/ 128،
وتاريخ الإسلام (المغازي) 117 و 125، و (السيرة النبويّة) 307، و
(عهد الخلفاء الراشدين) 545 و 578 و 585، والمعين في طبقات
المحدّثين 26 رقم 111، ودول الإسلام 1/ 41، وتهذيب التهذيب 8/ 437،
438 رقم 791، وتقريب التهذيب 2/ 135 رقم 51، والإصابة 4/ 221 رقم
1254، وخلاصة تذهيب التهذيب 321.
[2] سيرة ابن هشام 2/ 105.
[3] هو عبد الله بن العباس. انظر: مقاتل الطالبيين 65.
[4] سيرة ابن هشام 2/ 287.
(4/358)
(بعون الله وتوفيقه تمّ تحقيق هذا الجزء من
«تاريخ الإسلام» للحافظ الذهبيّ، على يد الفقير إليه تعالى، خادم
العلم «عمر بن عبد السلام التدمريّ الطرابلسيّ» ، الأستاذ الدكتور،
ووافق ذلك يوم الجمعة الثالث من شهر شعبان سنة 1407 هـ. الموافق
الثالث من نيسان 1987، بمنزله بساحة النجمة، بمدينة طرابلس الشام،
حرسها الله. والحمد للَّه ربّ العالمين) .
(4/359)
|