تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

 [المجلد السابع (سنة 101- 120) ]
الطَّبَقَةُ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ
[حَوَادِثُ] سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
ذَكْوَانُ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ.
رِبْعِيُّ [1] بْنُ حِرَاشٍ [2] الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ.
عُمَارَةُ بْنُ أُكَيْمَةَ [3] اللَّيْثِيُّ شَيْخُ الزُّهْرِيِّ.
عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الأُمَوِيُّ.
الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمَرَةَ فِيهَا فِي قَوْلٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ وَالِدُ مَرْوَانَ الْحَمَّارُ.
مِقْسَمٌ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَفِيهَا استُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ عبد الملك بن مروان في رجب.
__________
[1] ربعي: بكسر أوله وسكون الباء الموحّدة.
[2] في الأصل «خراش» ، والتصويب من تقريب التهذيب 1/ 243.
[3] بهمزة مضمومة، وفتح الكاف، بالتصغير. (تقريب التهذيب 2/ 49) .

(7/7)


[حَوَادِثُ] سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ.
عَدِيُّ بْنُ أَرْطَأَةَ أَمِيرُ الْبَصْرَةِ.
مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِ جَمَاعَةٍ.
يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَمِيرُ.
يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ كَاتِبُ الْحَجَّاجِ.
أَبُو الْمُتَوَكِّلِ التَّاجِيُّ.
عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ.
وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةُ الْعَقْرِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بِقُرْبِ كَرْبَلاءَ مِنَ العراق بين يزيد ابن الْمُهَلَّبِ وَبَيْنَ مُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، قُتِلَ فِيهَا يَزِيدُ وَكُسِرَ جَيْشُهُ وَانْهَزَمَ آلُ الْمُهَلَّبِ، ثُمَّ ظَفَرَ بِهِمْ مُسْلِمَةُ فَقَتَلَ فِيهِمْ وَبَدَّعَ، وَقَلَّ مَنْ نَجَا مِنْهُمْ، وَكَانَ يَزِيدُ قَدْ خَرَجَ عَلَى الْخِلافَةِ لَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قَالَ الْكَلْبِيُّ: نَشَأْتُ وَهُمْ يَقُولُونَ ضَحَّى بَنُو أُمَيَّةَ يَوْمَ كَرْبَلاءَ بِالدِّينِ وَيَوْمَ الْعَقْرِ بِالْكَرَمِ.

(7/8)


قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ [1] : ثُمَّ بَعَثَ مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ هِلالَ بْنَ أَحْوَزَ الْمَازِنِيَّ إِلَى قَنْدَابِيلَ [2] فِي طَلَبِ آلِ الْمُهَلَّبِ فَالْتَقَوْا، فَقُتِلَ الْمُفَضَّلُ بْنُ الْمُهَلَّبِ وَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ وَخَدَمُهُ، وَقَتَلَ هِلالُ بْنُ أَحْوَزَ جَمَاعَةً مِنَ آلِ الْمُهَلَّبِ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِلنِّسَاءِ وَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَحَدَّثَنِي حَاتِمُ بْنُ مُسْلِمٍ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا قَدِمَ بِآلِ الْمُهَلَّبِ عَلَيْهِ قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ قِبَلَ آلِ الْمُهَلَّبِ دَمٌ فَلْيَقُمْ، فَقَامَ نَاسٌ، فَدَفَعَهُمْ إِلَيْهِمْ حَتَّى قُتِلَ نَحْوٌ مِنْ ثَمَانِينَ نَفْسًا.
وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ عَزَلَ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ عَنْ خُرَاسَانَ، وَكَتَبَ بِوِلايَتِهَا إِلَى الْمُفَضَّلِ بْنِ الْمُهَلَّبِ، فَوَلِيَهَا سَبْعَةَ أَشْهُرٍ، فَافْتَتَحَ بَاذَغِيسَ [3] وَغَيْرَهَا، وَقَسَّمَ الْغَنِيمَةَ بَيْنَ النَّاسِ، فَأَصَابَ الرَّجُلُ ثَمَانِمِائَةَ درهم.
قلت: وثق المفضّل، وله حديث عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِهِ حَاجِبِ عَنْهُ، وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَجَرِيرُ بْنُ حازم، وكان جوادا ممدّحا.
__________
[1] في التاريخ 326.
[2] قندابيل: بالفتح ثم السكون والدال المهملة. مدينة بالسند. (معجم البلدان 4/ 402) .
[3] باذغيس: بفتح الذال وكسر الغين المعجمة وياء ساكنة. ناحية تشمل على قرى من أعمال هراة ومروالروذ. (معجم البلدان 1/ 318) .

(7/9)


[حَوَادِثُ] سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ فِي قَوْلٍ.
عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ.
عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدَةَ، مِصْرِيٌّ مُقِلٌّ.
مُجَاهِدٌ، فِيهَا أَوْ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ.
مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله.
يحيى بن وثّاب مقريء الْكُوفَةَ.
يَزِيدُ [1] بْنُ الأَصَمِّ نَزِيلُ الرِّقَّةِ.
يَزِيدُ [2] بْنُ حُصَيْنٍ السَّكُونِيُّ.
وَفِيهَا قُتِلَ أَمِيرُ الأَنْدَلُسِ السَّمْحُ بْنُ مَالِكٍ الْخَوْلانِيُّ، قَتَلَتْهُ الرُّومُ يَوْمَ التّروية.
__________
[1] مهمل بالأصل، والتصويب من ترجمته الآتية.
[2] بالأصل «مزيد» ، والتصحيح من ترجمته المقبلة.

(7/10)


[حَوَادِثُ] سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ الْكُلاعِيُّ الْحِمْصِيُّ.
عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، فِيهَا، قِيلَ قَبْلَ الْمِائَةِ.
عَامِرُ الشَّعْبِيُّ عَالِمُ الْعِرَاقِ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو قِلابَةَ الْجَرْمِيُّ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الشَّاعِرُ.
عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَدِيٍّ الْبَهْرَانِيُّ [1] .
عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ هِلالٍ السَّلَمِيُّ أَبُو النَّضْرِ.
عُمَيْرٌ مَوْلَى آلِ الْعَبَّاسِ.
مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِ الْقَطَّانِ. وَابْنُ الْمَدِينِيِّ.
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ اللَّخْمِيُّ.
أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ.
أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فِيهَا في قول.
__________
[1] بفتح الباء وسكون الهاء ... نسبة إلى قبيلة من قضاعة ... (اللباب في الأنساب لابن الأثير) ج 1 ص 156.

(7/11)


وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةُ نَهْرِ الرَّانِ، فَالْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ، وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ الْجَرَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ، وَعَلَى أُولَئِكَ ابْنُ الْخَاقَانِ، وَذَلِكَ بِقُرْبِ بَابِ الأَبْوَابِ، وَنَصَرَ اللَّهُ الإِسْلامَ وَرَكَبَ الْمُسْلِمُونَ أقفية التّرك قتلا وأسرا وسبيا [1] .
__________
[1] انظر: تاريخ خليفة 329.

(7/12)


[حَوَادِثُ] سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي قَوْلٍ.
رُزَيْقُ بْنُ حَيَّانَ بْنِ الْفَزَارِيِّ مَوْلاهُمْ.
سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ. فِي قَوْلِ الْمَدَائِنِيِّ، وَالصَّحِيحُ سَنَةَ بِضْعٍ وَتِسْعِينَ كَمَا تَقَدَّمَ.
سُلَيْمَانُ بْنُ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيُّ.
سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ الدُّؤَلِيُّ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
عُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ الْمَدَنِيُّ.
عِمَارَةُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ.
وَالْمُسَيِّبُ بْنُ رَافِعٍ الأَسَدِيُّ.
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
وَفِيهَا زَحَفَ الْخَاقَانُ [1] وَخَرَجَ مِنَ الْبَابِ فِي جَمْعٍ عَظِيمٍ مِنَ التُّرْكِ وَقَصَدَ [2] أَرْمِينِيَّةَ، فَسَارَ إِلَيْهِ الْجَرَّاحُ الْحَكَمِيُّ فَاقْتَتَلُوا أَيَّامًا، ثُمَّ كَانَتِ الْهَزِيمَةُ على الكفّار، وذلك في شهر رمضان.
__________
[1] في تاريخ خليفة 331 «جابان» .
[2] في الأصل «قصر» وهو تصحيف.

(7/13)


[حَوَادِثُ] سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ فِي قَوْلٍ.
سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعَدَوِيُّ الْفَقِيهُ.
طَاوُسُ بْنُ كَيْسَانَ الْيَمَانِيُّ.
أَبُو مِجْلَزٍ لاحِقُ بْنُ حُمَيْدٍ السَّدُوسِيُّ.
وَفِيهَا عُزِلَ مُتَوَلِّي الْعِرَاقِ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ بِخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيِّ فَدَخَلَ خَالِدٌ وَاسِطَ بَغْتَةَ وَأَبُو الْمُثَنَّى عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ يَتَهَيَّأُ لِصَلاةِ الْجُمْعَةِ وَيُسَرِّحُ لِحْيَتَهُ، فَقَالَ عُمَرُ: هَكَذَا تَقُومُ السَّاعَةُ بَغْتَةً، فَقَيَّدَهُ خَالِدٌ وَأَلْبَسَهُ مِدْرَعَةَ صُوفٍ وَحَبَسَهُ، ثُمَّ إِنَّ غِلْمَانَ ابْنِ هُبَيْرَةَ اكْتَرَوْا دَارًا إِلَى جَانِبِ السِّجْنِ فَنَقَّبُوا سَرَبًا إِلَى السِّجْنِ وَأَخْرَجُوهُ مِنْهُ، فَهَرَبَ إِلَى الشَّامِ، وَاسْتَجَارَ بِالأَمِيرِ مَسْلَمَةَ أَخِي الْخَلِيفَةِ، فَأَجَارَهُ، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ أَنْ مَاتَ، وَقَدْ وُلِّيَ الْعِرَاقَ ثَلاثَةَ أَعْوَامٍ.
وَفِيهَا غَزَا مُسْلِمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَسْلَمَ فَرْغَانَةَ، فَلَقِيَهُ ابْنُ خَاقَانَ فِي جَمْعٍ كبير من تركستان، فَقُتِلَ ابْنُ [أَخِي] [1] خَاقَانَ فِي طَائِفَةٍ كَبِيرَةٍ.
__________
[1] إضافة من تاريخ خليفة 336.

(7/14)


وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ خَالِدٌ الْقَسْرِيُّ عَلَى إِقْلِيمِ خُرَاسَانَ أَخَاهُ أَسَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ نِيَابَةً عَنْهُ.
وَفِيهَا دَخَلَ الْجَرَّاحُ الْحَكَمِيُّ وَغَوَّرَ فِي أَرْضِ الْخَزَرِ، فَصَالَحَتْهُ اللانُ، وَأَعْطُوهُ الْجِزْيَةَ وَخَرَاجَ أَرْضِهِمْ.
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ خَلِيفَةُ الْوَقْتِ هِشَامٌ، وَاللَّهُ أعلم.

(7/15)


[حَوَادِثُ] سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ الْمَدَنِيُّ.
وعِكْرِمَةُ الْبَرْبَرِيُّ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَأَبُو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ بخُلْفٍ فِيهِ.
وَالْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
وَكُثَيِّرُ عَزَّةَ الْخُزَاعِيُّ.
وَفِيهَا عُزِلَ الْجَرَّاحُ الْحَكَمِيّ عَنْ إِمْرَةِ أَذْرَبَيْجَانَ وَأَرْمِينِيَّةَ بِمُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَنَهَضَ مُسْلِمَةُ فَغَزَا قَيْصَرِيَّةَ الرُّومِ وَافْتَتَحَهَا بِالسَّيْفِ [1] .
وَفِيهَا غَزَا أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ مُتَوَلِّي خُرَاسَانَ بِلادِ غَرْشِسْتَانَ [2] ، فَانْكَسَرَ الْمُسْلِمُونَ وَاسْتُشْهِدَ طَائِفَةٌ، وَرَجَعَ الْجَيْشُ مجهودين جائعين [3] .
__________
[1] تاريخ خليفة 337.
[2] غرشستان: بالفتح ثم السكون، وشين معجمة مكسورة وسين مهملة. ولاية، تقع هراة في غربيّها، والغور في شرقيّها، ومروالروذ عن شماليّها، وغزنة عن جنوبيها، (معجم البلدان 4/ 193) .
[3] تاريخ خليفة 336.

(7/16)


[حَوَادِثُ] سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ فِي قَوْلٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقَرَظِيُّ الْمَدَنِيُّ.
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشِّخِّيرُ أَبُو الْعَلاءِ.
أَبُو نَضْرَةَ الْعَبْدِيُّ الْمُنْذِرُ [1] .
وَفِيهَا غَزَا أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ بِلادَ الْغُورِ، فَالْتَقُوهُ فِي جَيْشٍ لَجْبٍ، فَهَزَمَهُمْ أَسَدٌ [2] .
وَفِيهَا زَحَفَ ابْنُ الْخَاقَانِ إِلَى أذربيجان ونازل مدينة ورثان [3] ، ورماها بِالْمَجَانِيقِ، فَسَارَ إِلَيْهِ مُتَوَلِّي تِلْكَ النَّاحِيَةِ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو، فَالْتَقَوْا، فَانْهَزَمَ ابْنُ الْخَاقَانِ، وقُتِلَ خَلْقٌ مِنْ جَيْشِهِ، وَاسْتُشْهِدَ أَيْضًا الْحَارِثُ بْنُ عمرو [4] .
__________
[1] في الأصل: «أبو نضرة العبد بن المنذر» والتصويب من: تقريب التهذيب 2/ 275.
[2] تاريخ خليفة 338.
[3] ورثان: بالفتح ثم السكون. بلد في آخر حدود أذربيجان. (ياقوت 5/ 370) .
[4] تاريخ خليفة 338.

(7/17)


وَفِيهَا غَزَا وَلَدُ الْخَلِيفَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ أَرْضَ الرُّومِ، فَجَهَّزَ بَيْنَ يَدَيْهِ الْبِطَّالَ إِلَى خنجرة [1] فافتتحها [2] .
__________
[1] خنجرة: ناحية من بلاد الروم. (ياقوت 2/ 392) .
[2] تاريخ خليفة 338.

(7/18)


[حَوَادِثُ] سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
بِشْرُ بْنُ صَفْوَانَ الْكَلْبِيُّ أَمِيرُ الْمَغْرِبِ.
سَعْدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ.
أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيُّ.
أَبُو نَجِيحٍ يَسَارٌ الْمَكِّيُّ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ.
وَفِيهَا غَزَا فِي الصَّيْفِ مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَافْتَتَحَ حِصْنًا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ، وَغَزَا أَيْضًا مُسْلِمَةُ فَجَهَّزَ جيشا شتّوا بأذربيجان [1] .
__________
[1] تاريخ خليفة 339.

(7/19)


[حَوَادِثُ] سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ
تُوُفِّيَ فِيهَا:
إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ الأَعْرَجُ.
جَرِيرٌ التّيمي الشَّاعِرُ.
الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ سَيِّدُ زَمَانِهِ.
أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ فِي قَوْلٍ.
عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْمَذْبُوحُ فِي قَوْلِ.
الْفَرَزْدَقِ وَهُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ الْبَصْرِيُّ.
وَنُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيُّ.
وَفِيهَا غَزَا مُسْلَمَةُ بِلادَ الْخَزَرِ، وَتُسَمَّى غَزْوَةُ الطِّينِ [1] ، الْتَقَى هو وملك الخزر وَاقْتَتَلُوا أَيَّامًا، وَكَانَتْ مَلْحَمَةً مَشْهُورَةً هَزَمَ اللَّهُ فيها الكفّار في سابع جمادى الآخرة [2] .
__________
[1] سمّيت بذلك لأنّهم سلكوا مواضع غرق فيها دوابّ كثيرة، وتوحّل فيها خلق كثير، فما نجوا حتى قاسوا شدائد، كما في البداية والنهاية لابن كثير 9/ 259.
[2] تاريخ خليفة 339- 340.

(7/20)


وَفِيهَا افْتَتَحَ مُعَاوِيَةُ وَلَدُ هِشَامٍ حِصْنَيْنِ كَبِيرَيْنِ مِنْ أَرْضِ الرُّومِ [1] .
وَفِيهَا قَدِمَ إِلَى إِفْرِيقِيَةَ عُبَيْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الذَّكْوَانِيُّ أَمِيرًا عَلَيْهَا، فَجَهَّزَ وَلَدَهُ وَأَخَاهُ، فَالْتَقَوْا الْمُشْرِكِينَ، فَنَصَرَ اللَّهُ تعالى وأسر طاغية القوم وولّوا مدبرين. [2] .
__________
[1] تاريخ خليفة 340.
[2] تاريخ خليفة 340.

(7/21)


تَرَاجِمُ أَعْيَانِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ
[حَرْفُ الأَلِفِ]
1- (أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ) [1] م 4- بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُميَّةَ، أَبُو سَعِيدٍ [2] القرشيّ الأموي المدني، وَإِنَّمَا أَعَدْتُهُ لِلْخُلْفِ فِي مَوْتِهِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَنَبِيهُ بْنُ وَهْبٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ أَحَدُ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ الثِّقَاتُ.
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 151- 153، الطبقات لخليفة 240، تاريخ خليفة 185 و 276 و 279 و 280 و 288 و 293 و 296 و 299 و 336، المحبّر لابن حبيب 25 و 235 و 301 و 303 و 382، نسب قريش 42- 43 و 110، التاريخ لابن معين 2/ 5 رقم 1232، التاريخ الكبير 1/ 450- 451 رقم 1440، تاريخ الثّقات للعجلي 51 رقم 16، المعارف 198 و 201 و 207 و 307 و 578، المعرفة والتاريخ 1/ 360 و 426 و 643، تاريخ أبي زرعة 1/ 508- 509، أخبار القضاة 15/ 129- 130، الكنى والأسماء 1/ 188، الجرح والتعديل 2/ 295 رقم 1084، المراسيل 16 رقم 19، مشاهير علماء الأمصار 67 رقم 454، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 134- 135، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 97 رقم 31، تهذيب الكمال 2/ 16- 19 رقم 141 (طبعة د. بشار) ، تحفة الأشراف 13/ 134 رقم 987، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 42، الكاشف 1/ 31 رقم 108، سير أعلام النبلاء 4/ 351- 353 رقم 133، العبر 1/ 129، البداية والنهاية 9/ 233، الوافي بالوفيات 5/ 301 رقم 2363، جامع التحصيل 165 رقم 1، تهذيب التهذيب 1/ 97 رقم 173، تقريب التهذيب 1/ 31 رقم 163، النجوم الزاهرة 1/ 253، شذرات الذهب 1/ 131.
[2] ويقال: أبو سعد (سير أعلام النبلاء) ويقال: أبو عبد الله.

(7/22)


قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ بِهِ وَضَحٌ كَثِيرٌ وَصَمَمٌ وَأَصَابَهُ الْفَالِجُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ.
تُوُفِّيَ أَبَانٌ بِالْمَدِينَةِ فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ [2] سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: مَاتَ قَبْلَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، فاللَّه أَعْلَمُ.
2- (إبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن حنين) [3] ع- أبو إسحاق المدني مَوْلَى آلِ الْعَبَّاسِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَرْسَلَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَعَنْهُ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَاللَّيْثِيُّ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ثِقَةً.
3- (إِبْرَاهِيمُ بْنُ عبد الله) [4] م د ن- بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 152 والعبارة عنده: «كان بأبان وضح كثير فكان يخضب مواضعه من يده ولا يخضبه في وجهه. وكان به صمم شديد..» .
وذكره ابن حبيب البغدادي في الحولان الأشراف (المحبّر 303) . وقال الجاحظ: «ولذلك قال الشاعر في أبان بن عثمان بن عفّان في أول ما ظهر به البياض، قال:
له شفة قد حمّم الدهر بطنها ... وعين يغمّ الناظرين احولاؤها
وكان أحول أبرص أعرج، وبفالج أبان يضرب أهل المدينة المثل. (انظر: البرصان والعرجان والعميان والحولان للجاحظ- تحقيق د. محمد مرسي الخولي- طبعة مؤسسة الرسالة 1981- ص 55 و 56، وفيه بيتان أيضا عن أبان، والمعارف لابن قتيبة 578) .
[2] الطبقات لخليفة 240 وفي تاريخه 336 قال: «وفي ولاية يزيد بن عبد الملك مات أبان بن عثمان» .
[3] التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 299- 300 رقم 953، المعارف 590، المعرفة والتاريخ 1/ 415- 416، الكنى والأسماء 1/ 99، الجرح والتعديل 2/ 108 رقم 312، مشاهير علماء الأمصار 129 رقم 1013، تهذيب الكمال 2/ 124 رقم 192، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 16، الكاشف 1/ 39- 40 رقم 153، سير أعلام النبلاء 4/ 604- 605 رقم 243، العبر 1/ 122، الوافي بالوفيات 6/ 30 رقم 2462، تهذيب التهذيب 1/ 133- 134 رقم 237، تقريب التهذيب 1/ 37 رقم 221 خلاصة تذهيب التهذيب 18، شذرات الذهب 1/ 122.
[4] التاريخ الكبير 1/ 302- 303 رقم 958، الجرح والتعديل 2/ 108 رقم 311، مشاهير علماء الأمصار 143 رقم 1124، تهذيب الكمال 2/ 130 رقم 198، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 22، الكاشف 1/ 41 رقم 159، الوافي بالوفيات 6/ 30 رقم 2461، تهذيب التهذيب 1/ 137 رقم 243، تقريب التهذيب 1/ 38 رقم 227.

(7/23)


الهاشميّ المدني.
سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَمَيْمُونَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ، وَنَافِعٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ.
وَكَانَ ثِقَةً.
4- (إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن طلحة) [1] بخ م 4- بْن عُبَيْد الله القرشي التيمي المدني أَبُو إسحاق.
رَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وأبي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعِدَّةٍ، وَكَانَ مِنْ سَادَةِ التَّابِعِينَ قَوَّالا بِالْحَقِّ بَلِيغًا وَقُورًا كَبِيرَ الْقَدْرِ.
رَوَى عَنْهُ: سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَاضِي، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ، وَطَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى أَحَدُ بَنِي عَمِّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّلْحِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَوَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَجْلَسَهُ عَلَى فَرْشِهِ فَنَصَحَهُ وَوَعَظَهُ.
قَالَ الْعِجْلِيُّ [2] : تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ رَجُلٌ صَالِحٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ يُسَمَّى أَسَدُ قُرَيْشٍ، كَانَ شَرِيفًا صَبَّارًا [4] أَعْرَجَ [5] وُلِّيَ خَرَاجُ الْعِرَاقِ لابن الزّبير.
توفّي سنة عشر ومائة.
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 52 (في ترجمة محمد بن طلحة) ، نسب قريش 283- 286، تاريخ خليفة 259 و 340، الطبقات لخليفة 255، المحبّر 378، التاريخ الكبير 1/ 315- 316 رقم 993، تاريخ الثقات 54 رقم 35، المعارف 112 و 232 و 573، الجرح والتعديل 2/ 124 رقم 385، الثقات لابن حبّان 4/ 5، مشاهير علماء الأمصار 66 رقم 448، تهذيب الكمال 2/ 172- 174 رقم 229، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 260- 266، الكاشف 1/ 45 رقم 189، سير أعلام النبلاء 4/ 562- 563 رقم 222، العبر 1/ 135، تهذيب التهذيب 1/ 153- 154 رقم 275، تقريب التهذيب 1/ 41 رقم 260، خلاصة تذهيب التهذيب 21، شذرات الذهب 1/ 136.
[2] تاريخ الثقات 54.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 52.
[4] في (الطبقات) «صارما» بدل «صبارا» .
[5] انظر: البرصان والعرجان والعميان والحولان- ص 137 و 199.

(7/24)


5- الأَحْوَصُ الشَّاعِرُ [1] أَبُو عَاصِمٍ، وَيُقَالُ أَبُو عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ الأَنْصَارِيَّ.
نَفَاهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى دَهْلَكَ [2] لِكَثْرَةِ هِجَائِهِ.
قَالَ عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَلَطَمَ عِرَاكَ بْنَ مَالِكٍ الْغِفَارِيَّ وَجَرَّ بِرِجْلِهِ، وَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى مَرْكَبٍ فِي الْبَحْرِ، فَنَفَاهُ إِلَى دَهْلَكَ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا الأَحْوَصَ، فَكَانَ أَهْلُهَا يَقُولُونَ: جَزَى اللَّهُ عَنَّا يَزِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ خَيْرًا، أَخَذَ عَنَّا رَجُلا عَلَّمَ أَوْلادَنَا الْبَاطِلَ وَأَقْدَمَ عَلَيْنَا رَجُلًا علَّمَنَا الْخَيْرَ [3] .
وَالْحَوْصُ هُوَ ضِيقٌ فِي آخِرِ الْعَيْنِ.
وَقِيلَ: بَلِ الَّذِي نَفَاهُ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
وَكَانَ يُشَبِّبُ بِعَاتِكَةَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ إِذْ يَقُولُ.
__________
[1] طبقات ابن سلّام 655، الشعر والشعراء 1/ 424- 426 رقم 93، البرصان والعرجان 127، أنساب الأشراف ق 3/ 47 و 211 و 309 وق 4 ج 1/ 158 رقم 442 (وقد أورد قصيدة لم ترد في ديوانه) ، الكامل في الأدب 1/ 394- 395، تاريخ الرسل والملوك 8/ 85، العقد الفريد 2/ 86 و 91 و 4/ 48 و 455- 456 و 5/ 110- 111 و 372 و 6/ 24- 25، الأغاني 4/ 224- 268 و 21/ 95- 112، الموشح 231، ثمار القلوب 64 و 302 و 316 و 317 و 587 و 588، المبهج 23، أمالي المرتضى 1/ 135 و 2/ 60- 61 و 65- 66، سمط اللآلئ 1/ 259، وفيات الأعيان 1/ 429- 430 (في ترجمة جرير) و 2/ 297، سير أعلام النبلاء 4/ 593 رقم 230، المؤتلف 48، فوات الوفيات 2/ 217- 219 رقم 230، الوافي بالوفيات 17/ 436- 438 رقم 375، خزانة الأدب 2/ 16، ذيل زهر الآداب للحصري 59- 60، الحماسة البصرية 1/ 128، معجم الشعراء في لسان العرب 38 رقم 13، بروكلمن 1/ 196، شرح شواهد المغني 260، مختار الأغاني 521- 542.
وقد جمع شعر الأحوص مرّتين، مرّة بعناية الدكتور إبراهيم السامرائي (طبعة النجف 1969) وثانية بعناية عادل سليمان جمال (طبعة القاهرة 1970) .
[2] في الأصل «أدهلك» والتصحيح من: المؤتلف والمختلف للآمدي 48، فوات الوفيات 2/ 218، أمالي المرتضى 2/ 65.
ودهلك: جزيرة في بحر اليمن، وهو مرسى بين بلاد اليمن والحبشة، (معجم البلدان 2/ 492) .
[3] انظر: الأغاني 4/ 246 و 255.

(7/25)


يَا بَيْتَ عَاتِكَةَ الَّتِي أَتَغَزَّلُ [1] ... حَذَرَ الْعِدَى وَبِهِ الْفُؤَادُ مُوَكَّلُ
إنِّي لأَمْنَحُكَ الصُّدُودَ وَإِنَّنِي ... قَسَمًا إِلَيْكَ مَعَ الصُّدُودِ لأَمْيَلُ
وَلَقَدْ نَزَلْتَ مِنَ الْفُؤَادِ بِمَنْزِلٍ ... مَا كَانَ غَيْرُكَ وَالأَمَانَةُ يُنْزَلُ
وَلَقَدْ شَكَوْتُ إِلَيْكَ بَعْضَ صَبَابَتِي ... وَلِمَا كَتَمْتُ مِنَ الصَّبَابَةِ أَطْوَلُ
هَلْ عَيْشُنَا بِكَ فِي زَمَانِكَ رَاجِعٌ ... فَلَقَدْ تَفَحَّشَ [2] بُعْدُكَ الْمُتَعَلِّلُ
أَعْرَضْتُ عَنْكَ وَلَيْسَ ذَاكَ لِبُغْضَةٍ [3] ... أَخْشَى مَقَالَةَ كَاشِحٍ لا يَعْقِلُ
[4] 6- (إِسْحَاقُ [5] بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [6] د- بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، أَبُو يَعْقُوبَ الْهَاشِمِيُّ البصري.
عَنْ: أَبِيهِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَحُمَيْدٌ الّطَوِيلُ، وَعَوْفٌ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [7] .
7- (إِسْحَاقُ بن قبيصة) [8] ق- بن ذؤيب الخزاعيّ الدمشقيّ.
__________
[1] وفي رواية: «أتعزّل» بالعين المهملة. وهو الأكثر.
[2] في الأغاني 21/ 98 «تفاحش» .
[3] ورد هذا الشطر في الأغاني 21/ 98:
«فصددت عنك وما صددت لبغضه»
[4] راجع بعضها في: الأغاني 21/ 95 و 98- 101، أنساب الأشراف 3/ 211، أمالي المرتضى 1/ 135، خزانة الأدب 1/ 248، ثمار القلوب 316 رقم 475، وص 317، وفيات الأعيان 2/ 297، سير أعلام النبلاء 4/ 593.
[5] الطبقات لخليفة 211، التاريخ لابن معين 2/ 26، التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 394- 395 رقم 1258، تاريخ الثقات للعجلي 61 رقم 66، الجرح والتعديل 2/ 227 رقم 790، الثقات لابن حبّان 6/ 46، تحفة الأشراف 13/ 143 رقم 994، تهذيب الكمال 2/ 442- 443 رقم 365، الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 233، الكاشف 1/ 63 رقم 305، تهذيب التهذيب 1/ 239 رقم 447، تقريب التهذيب 1/ 58 رقم 412، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 446.
[6] في طبعة القدسي 4/ 92 «الملك» وهو غلط واضح، والتصويب من مصادر ترجمته.
[7] تاريخ الثقات 61 رقم 66.
[8] التاريخ الكبير 1/ 400 رقم 1274، تاريخ أبي زرعة 1/ 225، الجرح والتعديل 2/ 231-

(7/26)


عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ نَاظِرَ دِيوَانِ الزَّمْنَى [1] بِدِمَشْقَ، لَهُ حديث واحد عند ابن ماجة.
8- (إسحاق مولى زائدة) [2] م د ن- رَوَى عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْه: ابْنُهُ عُمَرُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَنِيُّ، وأسامة بن زيد اللّيثي، وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَالْعَلاءُ بن عبد الرحمن، وآخرون.
وثّقه ابن معين [3] .
9- (أسلم العجلي) [4] د ت ن [5]- عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَبِشْرِ بْنِ شَغَافٍ [6] ، وَأَبِي مُرَايَةَ [7] العجليّ.
__________
[232] رقم 812، تهذيب تاريخ دمشق 2/ 542- 543، تهذيب الكمال 2/ 468- 469 رقم 738، الكاشف 1/ 64 رقم 316، تهذيب التهذيب 1/ 427 رقم 414، تقريب التهذيب 1/ 60 رقم 429.
[1] الزّمنى: أي المرضى.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 306، التاريخ الكبير 1/ 396- 397 رقم 1162، تاريخ الثقات 62 رقم 74، الكنى والأسماء 2/ 53، الجرح والتعديل 2/ 238- 239 رقم 843، الثقات لابن حبّان 4/ 23، تهذيب الكمال 2/ 500- 501 رقم 396، الكاشف 1/ 66 رقم 334، تهذيب التهذيب 1/ 258 رقم 487، تقريب التهذيب 1/ 63 رقم 451.
[3] لم يذكره في تاريخه.
[4] التاريخ الكبير 2/ 24 رقم 2567، تاريخ الثقات للعجلي 63 رقم 80، الجرح والتعديل 2/ 306- 307 رقم 1144 وص 307 رقم 1147، الثقات لابن حبّان 6/ 46، تهذيب الكمال 2/ 529 رقم 406، الكاشف 1/ 68 رقم 342 (ذكر اسمه دون أن ينسبه) ، تهذيب التهذيب 1/ 265- 266 رقم 500، تقريب التهذيب 1/ 64 رقم 464.
[5] في الأصل «ق» بدل «ن» والتصويب من مصادر ترجمته.
[6] شغاف: بفتح الشين والغين المعجمتين. (تقريب التهذيب 1/ 99) .
[7] مراية: بضمّ الميم وفتح الراء. (المشتبه للذهبي 2/ 582) .

(7/27)


وَعَنْهُ: ابْنُهُ أَشْعَثُ، وَشُمَيْطُ [1] بْنُ عَجْلانَ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [2] .
10- (الأَسْوَدُ بْنُ سَعِيدٍ الهمذاني) [3] د- الكوفي، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ، وَمَعْنُ بْنُ يَزِيدَ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ.
لَهُ حَدِيثٌ فِي الْمَلاحِمِ.
11- أَصْبَغُ بن نباتة) [4] ق- الدّارميّ ثم المجاشعيّ الكوفي، أبو القاسم، عَنْ: عَلِيٍّ، وَعُمَرَ، وَعَمَّارٍ، وَأَبِي أَيُّوبَ.
وَعَنْهُ: ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَالأَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَآخَرُونَ.
__________
[1] شميط: بضمّ الشين المعجمة وفتح الميم وسكون الياء. وقد وهم القدسي في طبعته 4/ 92 أنّ الصحيح هو «سميط» بالسين المهملة واعتمد على نسخة خلاصة التذهيب للخزرجي، والصحيح هو ما أثبتناه كما في الأصل، وقد أكّد ذلك الأمير ابن ماكولا في الإكمال 4/ 361 وقال: «ذكره البخاري في باب الشين المعجمة، وهو الصحيح، وأخرجه في باب السين المهملة، وهما واحد» ، وقال الذهبي في المشتبه 2/ 401 «شميط بن عجلان» معروف. غير أن ابن حجر شك فيه فقال: شميط أو سميط بالشكّ. (تهذيب التهذيب 4/ 366 رقم 618) ولم يترجم له.
[2] لم يذكره في تاريخه.
[3] التاريخ الكبير 1/ 446 رقم 1426، الجرح والتعديل 2/ 292- 293 رقم 1070، تهذيب الكمال 3/ 223- 224 رقم 501، الكاشف 1/ 79 رقم 423، تهذيب التهذيب 1/ 339 رقم 617، تقريب التهذيب 1/ 76 رقم 571.
[4] تاريخ خليفة 200، التاريخ لابن معين 1/ 41- 42، التاريخ الكبير 2/ 35 رقم 1495، تاريخ الثقات 71 رقم 109، المعارف 624، المعرفة والتاريخ 3/ 39 و 66 و 190، الكنى والأسماء 2/ 84، الجرح والتعديل 2/ 319، 320 رقم 1213، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 398، المجروحين لابن حبّان 1/ 173، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 129، رجال الطوسي 34 رقم 2، الفهرست للطوسي 66 رقم 119، تهذيب الكمال 3/ 308- 311 رقم 537، الكاشف 1/ 84 رقم 456، ميزان الاعتدال 1/ 271 رقم 1014، المغني في الضعفاء 1/ 93 رقم 771، الكشف الحثيث للحلبي 106- 107 رقم 159، تهذيب التهذيب 1/ 362- 363 رقم 658، تقريب التهذيب 1/ 81 رقم 613، أعيان الشيعة 3/ 464- 466.

(7/28)


قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [1] : لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ [2] : متروك.
وقال الدّار الدَّارَقُطْنِيُّ [3] : منُكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ [4] : كَانَ يَقُولُ بِالرَّجْعَةِ.
12- (أَيْفَعُ بْنُ عَبْدِ الْكَلاعِيِّ) [5] شَامِيٌّ أَظُنُّهُ خَطَبَ بِحِمْصَ.
رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَأَرْسَلَ حَدِيثَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
رَوَى عَنْهُ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو وَقَالَ: أُمِّرَ عَلَيْنَا مَرَّةً فِي الْغَزْوِ، وَسَمِعْتُهُ مَرَّةً يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ حِمْصٍ، قَدْ غَلَطَ غَيْرَ وَاحِدٍ وَعَدَّهُ فِي الصَّحَابَةِ، مِنْهُمْ عَبْدَانُ الْمَرْوَزِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ، وَأَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ، وَاغْتَرُّوا بِمَا أَرْسَلَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: تُوُفِّيَ سَنَةَ ستّ.
13- (أيّوب بن بشير) [6] د- بن كعب العدوي البصري.
له وفادة على سليمان بن عبد الملك.
روى عن رجل تابعيّ.
__________
[1] التاريخ 1/ 42.
[2] في الضعفاء والمتروكين 286 رقم 64.
[3] في الضعفاء والمتروكين 67 رقم 118.
[4] في الضعفاء الكبير 1/ 129، 130 رقم 160.
[5] التاريخ الكبير 2/ 63- 64 رقم 1696، تاريخ أبي زرعة 1/ 353، الجرح والتعديل 2/ 341 رقم 1290، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 410، تهذيب الكمال 3/ 442 رقم 596 (وفيه قال: غير منسوب) ، الكاشف 1/ 91 رقم 509، ميزان الاعتدال 1/ 283 رقم 1056، المغني في الضعفاء 1/ 95 رقم 798، تهذيب التهذيب 1/ 391- 392 رقم 722، تقريب التهذيب 1/ 88 رقم 677.
[6] التاريخ الكبير 1/ 409 رقم 1306، الجرح والتعديل 2/ 242 رقم 859، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 204- 205، تهذيب الكمال 3/ 456- 457 رقم 606، الكاشف 1/ 92 رقم 516، ميزان الاعتدال 1/ 285 رقم 1066، المغني في الضعفاء 1/ 95 رقم 803، تهذيب التهذيب 1/ 397 رقم 732، تقريب التهذيب 1/ 88 رقم 687.
وبشير: بضم الباء وفتح الشين المعجمة. (الإكمال لابن ماكولا 1/ 298) .

(7/29)


وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ ذَكْوَانَ، وَقَتَادَةُ، وَسِمَاكٌ الْمِرْبَدِيُّ [1] .
وَهُوَ مُقِلّ لا يَكَادُ يُعْرَفُ.
14- (أَيُّوبُ بْنُ شُرَحْبِيلِ) [2] بْنِ أكْسُومِ [3] بْنِ أَبْرَهَةَ بْنِ الصَّبَّاحِ الأَصْبَحِيُّ الْحِمْيَرِيُّ، وَأُمُّهُ أُمُّ أيُّوبَ بِنْتُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ.
وُلِّيَ مِصْرُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
رَوَى عَنْه أَبُو قَبِيلٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِهْرَانَ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي رمضان سنة إحدى ومائة.
__________
[1] المربدي: بكسر الميم وسكون الراء وفتح الياء الموحّدة، نسبة إلى المربد، وهو موضع بالبصرة. (اللباب 3/ 192) وهي مهملة بالأصل.
[2] كتاب الولاة وكتاب القضاة للكندي 67- 69، النجوم الزاهرة 1/ 237.
[3] في النجوم (أكشوم) بالشين المعجمة.

(7/30)


[حرف الباء]
15- (بسر بن عبيد الله) [1] ع- الحضرميّ الشامي.
عَنْ: وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَرُوَيْفِعِ بْنِ ثَابِتٍ، وَغَيْرِهِمَا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَزَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ثِقَةً جَلِيلَ الْقَدْرِ.
قَالَ أَبُو مِسْهَرٍ: هُوَ أَحْفَظُ أَصْحَابِ أَبِي إِدْرِيسَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
16- (بِشْرُ بْنُ صَفْوَانَ الْكَلْبِيُّ) [2] أَمِيرُ إِفْرِيقِيَةَ.
وُلِّيَ الْمَغْرِبَ سَبْعَةَ أَعْوَامٍ، وَلَمَّا احْتَضَرَ وُلِّيَ عَلَى النَّاسِ قعاس بن قرط الكلبي.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 124 رقم 1916، تاريخ الثقات 79 رقم 146 (وفيه: ابن عبد الله) ، المعرفة والتاريخ 2/ 386، تاريخ أبي زرعة 1/ 344- 345. الجرح والتعديل 2/ 423 رقم 1681، مشاهير علماء الأمصار 179 رقم 1414 (وفيه: بشر بن عبد الله الحضرميّ) وهو تحريف، الثقات لابن حبّان 6/ 109، أسماء التابعين 1/ 432 رقم 139، تهذيب الكمال 4/ 75- 77 رقم 669، تاريخ واسط لبحشل 106 و 224، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 56، المشتبه 1/ 79، الكاشف 1/ 100 رقم 569، الوافي بالوفيات 10/ 133 رقم 4593، تهذيب التهذيب 1/ 438 رقم 805، تقريب التهذيب 1/ 97 رقم 36، سير أعلام النبلاء 4/ 592 رقم 229، خلاصة تذهيب الكمال 47.
[2] كتاب الولاة وكتاب القضاة للكندي 69- 71، النجوم الزاهرة 1/ ج 244- 245.

(7/31)


تُوُفِّي بِشْرُ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ.
17- (بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ الْمَدَنِيُّ) [1] ع- مَوْلَى الأَنْصَارِ.
عَنْ: رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَسَهْلِ بْنِ أَبِي حَثَمَةَ [2] ، وَسُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ، وَمُحَيَّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] : ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ فَقِيهًا أَدْرَكَ عَامَّةَ الصَّحَابَةِ.
قلت: وليس هُوَ أخا لسليمان بْن يسار [5] .
18- (بَعْجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [6] خ م ت ن ق- بن بدر الجهنيّ، مِنْ بَادِيَةِ الْحِجَازِ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 303، التاريخ لابن معين 2/ 61 رقم 663، الطبقات لخليفة 249 و 254، التاريخ الكبير 2/ 132 رقم 1945، المعرفة والتاريخ 2/ 772- 774، الجرح والتعديل 2/ 394- 395 رقم 1540، أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ 1/ 432 رقم 143، تهذيب الكمال 4/ 187- 188 رقم 734، تحفة الأشراف 13/ 149 رقم 1007، موضح أوهام الجمع للخطيب 2/ 6- 7، الإكمال لابن ماكولا 1/ 298، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 55، الكاشف 1/ 106 رقم 622، سير أعلام النبلاء 4/ 591- 592 رقم 228، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 134- 135 رقم 84، العبر 1/ 123، تهذيب التهذيب 1/ 472 رقم 874، تقريب التهذيب 1/ 104 رقم 104، خلاصة تذهيب التهذيب 51.
[2] في المطبوع من تاريخ الإسلام 4/ 93 «خيثمة» .
[3] التاريخ 2/ 61.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 303.
[5] قال ذلك يحيى بن معين في تاريخه 2/ 61.
[6] التاريخ الكبير 2/ 149 رقم 2010، الجرح والتعديل 2/ 437 رقم 1734، مشاهير علماء الأمصار 79 رقم 573، تهذيب الكمال 4/ 190- 191 رقم 737، التاريخ الصغير 115، الإكمال لابن ماكولا 1/ 336، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 62، أسد الغابة 1/ 202، تحفة الأشراف 13/ 149 رقم 1008، الكاشف 1/ 106 رقم 625، تهذيب التهذيب 1/ 473 رقم 877، تقريب التهذيب 1/ 105 رقم 107، الإصابة 1/ 182 رقم 824.

(7/32)


وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَبُو حَازِمٍ الْمَدِينِيُّ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
19- بَكْرُ بْنُ عبد الله [1] ع ابْنِ عَمْرٍو الْمُزَنِيُّ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ، أَحَدُ الأَعْلامِ.
عَنْ: الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَابْنِ عبّاس، وابن عمر، وأنس، وَابْنِ رَافِعٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَحَبِيبٌ الْعَجَمِيُّ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ، وَأَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ، وَغَالِبٌ الْقَطَّانُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً فَقِيهًا.
قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ: الْحَسَنُ شَيْخُ الْبَصْرَةِ، وَبَكْرٌ الْمُزَنِيُّ فَتَاهَا [3] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ الْمُزَنِيُّ: حَدَّثَتْنِي أُخْتِي أَنَّهَا سَمِعَتْ أَبَانَا يَقُولُ:
عَزَمْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لا أَسْمَعَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ الْقَدَرَ إلّا قمت فصلّيت ركعتين [4] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 209- 211، التاريخ لابن معين 2/ 62 رقم 4570، تاريخ خليفة 339، الطبقات لخليفة 207، التاريخ الكبير 2/ 90- 91 رقم 1795، تاريخ الثقات 84 رقم 162، المعارف 457، الجرح والتعديل 2/ 388 رقم 1507، المراسيل 18/ رقم 27، مشاهير علماء الأمصار 90 رقم 655، الثقات لابن حبّان 4/ 74، أسماء التابعين للدارقطنيّ 1/ 431 رقم 133، حلية الأولياء 2/ 224- 232 رقم 181، التاريخ الصغير 120، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 57، تهذيب الكمال 4/ 216- 218 رقم 747، تحفة الأشراف 13/ 150 رقم 1009، الكاشف 1/ 108 رقم 635، سير أعلام النبلاء 4/ 532- 536 رقم 215، العبر 1/ 133، البداية والنهاية 9/ 256، الوافي بالوفيات 10/ 207 رقم 4693، جامع التحصيل لابن كيكلدي 179 رقم 65، الكنى والأسماء للدولابي 2/ 53، تهذيب التهذيب 1/ 484 رقم 889، تقريب التهذيب 1/ 106 رقم 117، خلاصة تذهيب التهذيب 51، شذرات الذهب 1/ 135.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 209.
[3] الطبقات 7/ 209.
[4] الطبقات 7، 209، حلية الأولياء 2/ 225.

(7/33)


وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ أَيْضًا: سَمِعْتُ فُلانًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أَنَّهُ كَانَ وَاقِفًا بِعَرَفَةَ فَرَقَّ فَقَالَ: لَوْلا أَنِّي فِيهِمْ لَقُلْتُ: قَدْ غُفِرَ لَهُمْ [1] .
أَبُو هِلالٍ، عَنْ غَالِبٍ، عَنْ بَكْرٍ أَنَّهُ لَمَّا ذُهِبَ بِهِ لِلْقَضَاءِ قَالَ: إِنِّي سَأُخْبِرُكَ عَنِّي أَنِّي لا عِلْمَ لِي وَاللَّهِ بِالْقَضَاءِ، فَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِي، وَإِنْ كُنْتُ كَاذِبًا فَمَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَ كَاذِبًا [2] .
حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرٍ قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَعِيشَ عَيْشَ الأَغْنِيَاءِ وَأَمُوتَ مَوْتَ الْفُقَرَاءِ، فَكَانَ لِذَلِكَ يَلْبَسُ كِسْوَتَهُ ثُمَّ يَجِيءُ إِلَى الْمَسَاكِينَ فَيَجْلِسُ مَعَهُمْ يُحَدِّثُهُمْ وَيَقُولُ: إِنَّهُمْ يَفْرَحُونَ بِذَلِكَ [3] .
مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ أَنَّ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ قِيمَةُ كِسْوَتِهِ أَرْبَعَةَ آلافٍ، وَكَانَتْ أُمُّهُ ذَاتَ مَيْسَرَةٍ، وكَانَ لَهَا زَوْجٌ كَثِيرُ الْمَالِ [4] .
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو التَّقِيُّ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَوْشَنٍ قَالَ: اشْتَرَى بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ طَيْلَسَانًا بِأَرْبَعِمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَأَرَادَ الْخَيَّاطُ أَنْ يَقْطَعَهُ، فَذَهَبَ لِيَذُرَّ [5] عَلَيْهِ تُرَابًا، فَقَالَ لَهُ بَكْرٌ: كَمَا أَنْتَ، فَأَمَرَ بِكَافُورٍ فَسُحِقَ، ثُمَّ ذَرَّهُ [6] عَلَيْهِ [7] .
عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ: ثَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ: سَمِعْتُ بَكْرًا الْمُزَنِيَّ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: أَصْبَحْتُ لا أَمْلِكُ مَا أَرْجُو وَلا أَدْفَعُ عَنْ نَفْسِي مَا أَكْرَهُ، أَمْرِي بِيَدِ غيري، ولا فقير أفقر مني [8] .
__________
[1] الطبقات 7/ 209.
[2] الطبقات 7/ 210.
[3] الطبقات 7/ 210، حلية الأولياء 2/ 227.
[4] الطبقات 7/ 210 وفيه زيادة: «وكان يكره أن يردّ عليها شيئا» .
[5] في الأصل «ليدر» .
[6] في الأصل «دره» .
[7] الطبقات 7/ 210.
[8] الطبقات 7/ 210- 211 وأضاف: «يا ابن آدم أرجو رجاء لا يؤمنك مكر الله وأشفق شفقة لا تؤيسك من رحمة الله» . 9

(7/34)


أَبُو الأَشْهَبِ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: اللَّهمّ ارْزُقْنَا رِزْقًا يَزِيدُ لَكَ شُكْرًا، وَإِلَيْكَ فَاقَةً وَفَقْرًا، وبك عَمَّنْ سِوَاكَ غِنًى [1] مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ: حَضَرَ الْحَسَنُ جَنَازَةَ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى حِمَارٍ، فَرَأَى النَّاسَ يَزْدَحِمُونَ فَقَالَ: مَا يُؤْزِرُونَ أَكْثَرُ مِمَّا يُؤْجَرُونَ، كَانَ الْقَوْمُ يَنْظُرُونَ، فَإِنْ قَدِرُوا عَلَى عَمَلِ الْجَنَازَةِ أَعْقَبُوا إِخْوَانَهُمْ [2] .
قَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: تُوُفِّيَ بَكْرٌ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. وَأَظُنُّهُ أَصَحُّ [3] .
20- (بَكْرُ بْنُ مَاعِزٍ) [4] أَبُو حَمْزَةَ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الأَنْصَارِيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ.
وَعَنْهُ: يونس بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَنُسَيْرُ بْنُ ذُعْلُوقٍ، وَسَعْدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الكوفي، وغيرهم.
وثّقه يحيى بن معين [5] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 211، حلية الأولياء 2/ 225.
[2] الطبقات 7/ 211.
[3] وقال ابن سعد: «وهو أثبت عندنا» (7/ 211) .
[4] الطبقات الكبرى 6/ 310، التاريخ الكبير 2/ 94 رقم 1809، تاريخ الثقات للعجلي 85 رقم 164، المعرفة والتاريخ 2/ 566- 570، الجرح والتعديل 2/ 392 رقم 1527، الثقات لابن حبّان 6/ 102، تهذيب الكمال 4/ 226- 227 رقم 754، الكاشف 1/ 108 رقم 641، تهذيب التهذيب 1/ 486- 487 رقم 897، تقريب التهذيب 1/ 106 رقم 125.
[5] لم يذكره في تاريخه.

(7/35)


[حرف التَّاءِ]
21- (تُبَيْعُ بْنُ عَامِرٍ الْحِمْيَرِيّ) [1] ن- ابْنِ امْرَأَةِ كَعْبٍ الأَحْبَارِ. نَزَلَ الشَّامَ.
يُقَالُ إِنَّهُ أَسْلَمَ زَمَنَ الصِّدِّيقِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَكَعْبٍ.
وعنه: مجاهد، وعطاء، وأبو قبيل المصري، وحكيم بن عمير الحمصي، وحيان أبو النضر، وغيرهم.
وكان يقال له تبيع صَاحِبُ الْمَلاحِمِ، قَرَأَ الْكُتُبَ وَنَظَرَ فِي سِيَرِ الأَوَّلِينَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ.
يُكْنَى أَبَا غُطَيْفٍ، قَالَهُ ابْنُ يُونُسَ وَإِنَّهُ كَلَاعِيٌّ مِنْ أُلْهَانَ [2] .
وكنّاه البخاريّ أبا عبيد.
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 452، الطبقات لخليفة 308 (وفيه: تبيع أو عتبة بن زيد السلمي ابن امرأة كعب) ، التاريخ الكبير 2/ 159 رقم 2051، المعرفة والتاريخ 3/ 323- 324، الجرح والتعديل 2/ 447 رقم 1796، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 323- 324، تهذيب الكمال 4/ 312- 318 رقم 796، الكاشف 1/ 113 رقم 675، الإصابة 1/ 187 رقم 860، تهذيب التهذيب 1/ 508- 509 رقم 945، تقريب التهذيب 1/ 112 رقم 3، سير أعلام النبلاء 4/ 413- 414 رقم 162، خلاصة تذهيب الكمال 55، تاريخ دمشق (تحقيق دهمان 10/ 431- 432) .
[2] ألهان: هو ابن مالك أخو همدان بن مالك. بفتح الألف وسكون اللام. (اللباب 1/ 83) .

(7/36)


وكنّاه صَاحِبُ تَارِيخِ حِمْصٍ: أَبَا عُبَيْدَةَ، مَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ.
22- (تَمِيمُ بْنُ نُذَيْرٍ) [1] أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.
وَعَنْهُ: حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ، وإسحاق بن سويد.
وثّقه ابن معين [2] .
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 151 رقم 2018، المعرفة والتاريخ 3/ 69 و 200، الكنى والأسماء 2/ 88، الجرح والتعديل 2/ 441 رقم 1759، المراسيل 20 رقم 30، الوافي بالوفيات 10/ 409 رقم 4914، الإصابة 1/ 188 رقم 863 (وفيه: تميم بن بدير العدوي) .
[2] لم يذكره في تاريخه.

(7/37)


[حرف الثاء]
23- (ثمامة [1] بن حزن) [2] م ت س [3]- القشيري البصري. مُخَضْرَمٌ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ وَلَهُ خَمْسٌ وَثَلاثُونَ سنة.
وثّقه ابن مَعِينٍ.
وَرَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَائِشَةَ، وَغَلَطَ مَنْ قَالَ لَهُ صُحْبَةٌ.
رَوَى عَنْهُ: الْجُرَيْرِيُّ، وَالأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الفضل الحرّاني.
وثّقه ابن مَعِينٍ، وَحَدِيثُهُ مِنْ أَعْلَى شَيْءٍ فِي «صَحِيحِ مسلم» .
__________
[1] الطبقات لخليفة 197، التاريخ الكبير 2/ 176- 177 رقم 2114، الجرح والتعديل 2/ 465 رقم 1891، مشاهير علماء الأمصار 92 رقم 675، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 379- 380، تهذيب الكمال 4/ 401- 403 رقم 851، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 68، أسد الغابة 1/ 248، الكاشف 1/ 118 رقم 720، تهذيب التهذيب 2/ 27 رقم 45، تقريب التهذيب 1/ 119 رقم 43.
[2] في طبعة القدسي 4/ 95 «حزين» وهو غلط. وقد قيّده ابن حجر: بفتح المهملة وسكون الزاي ثم نون. (التقريب 1/ 119) .
[3] في طبعة القدسي 4/ 95 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر ترجمته.

(7/38)


[حرف الْجِيمِ]
24- (جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ) [1] أَبُو الشَّعْثَاءِ، فَقِيهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قَدْ مَرَّ.
وَقَالَ ابْنُ سعد [2] : توفّي سنة ثلاث ومائة.
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 179- 182، الطبقات لخليفة 210، تاريخ خليفة 306، التاريخ الكبير 2/ 204 رقم 2202، التاريخ لابن معين 2/ 73، تاريخ الثقات للعجلي 93 رقم 194، المعارف 453، المعرفة والتاريخ 2/ 12، تاريخ أبي زرعة 1/ 511، الكنى والأسماء 2/ 5، الجرح والتعديل 2/ 494- 495 رقم 2032، أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ 1/ 437 رقم 174، حلية الأولياء 3/ 85- 91 رقم 213، طبقات الفقهاء للشيرازي 88، أخبار القضاة 1/ 22- 23، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 141- 142 رقم 98، وج 2/ 244 رقم 365، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 73، الكامل في التاريخ 4/ 578، تحفة الأشراف 13/ 154 رقم 1017 وص 435 رقم 1017، تهذيب الكمال 4/ 434- 436 رقم 866، العلل لأحمد 1/ 48 و 82 و 163 و 231 و 242 و 283 و 321 و 352 و 353 و 387، التاريخ الصغير 80، الأنساب واللباب (مادة الجوفي) ، الكاشف 1/ 121 رقم 735، العبر 1/ 108، سير أعلام النبلاء 4/ 481- 483 رقم 184، تذكرة الحفاظ 1/ 72- 73 رقم 67، البداية والنهاية 9/ 93، غاية النهاية رقم 868، تهذيب التهذيب 2/ 38- 39 رقم 61، تقريب التهذيب 1/ 122 رقم 3، النجوم الزاهرة 1/ 252، طبقات الحفاظ للسيوطي 28، خلاصة تذهيب التهذيب 59، شذرات الذهب 1/ 101، مروج الذهب 3/ 214.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 182 وقال: «مجمع عليه» .

(7/39)


25- جَرِيرُ بْنُ الْخَطَفَى [1] وَهُوَ جَرِيرُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرِ بْنِ سَلَمَةَ، أَبُو حَزْرَةَ التَّمِيمِيُّ الْبَصْرِيُّ الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ.
مَدَحَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ وَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الأُمَوِيِّينَ، وَإِلَيْهِ الْمُنْتَهَى وَإِلَى الْفَرَزْدَقِ فِي حُسْنِ النَّظْمِ.
فَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ عُثْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ جَرِيرًا وَمَا يَضُمُّ شَفَتَيْهِ مِنَ التَّسْبِيحِ، فَقُلْتُ: مَا يَنْفَعُكَ هَذَا وَأَنْتَ تَقْذِفُ الْمُحْصَنَاتِ! فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّه وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ 11: 114 [2] وعد من الله حقّ.
وعن بشّار قَالَ: كَانَ جَرِيرٌ يُحْسِنُ ضُرُوبًا مِنَ الشِّعْرِ لا يُحْسِنُهَا الْفَرَزْدَقُ.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ عَنْ يُونُسَ قَالَ: كَانَ الْفَرَزْدَقُ يَتَضَوَّرُ
__________
[1] طبقات ابن سلام 1/ 75 تحقيق الأستاذ محمود شاكر، المحبّر لابن حبيب 146 و 340، الشعر والشعراء 1/ 374- 380 رقم 85، عيون الأخبار (راجع فهرس أسماء الشعراء 4/ 172) ، الأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 209 و 360 و 537، الكامل في الأدب للمبرّد (راجع الفهرس) ، الزاهر للأنباري (راجع فهرس الأعلام 2/ 635) ، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 90 و 122، ثمار القلوب للثعالبي (راجع فهرس الأعلام) ، العقد الفريد لابن عبد ربه (راجع فهرس الأعلام 7/ 103) ، الأغاني 8/ 1- 89، تاريخ الرسل والملوك للطبري (راجع فهرس الأعلام 10/ 207) ، الكامل في التاريخ 5/ 155، الفرج بعد الشدّة للتنوخي 5/ 8، أمالي المرتضى (راجع فهرس الأعلام 2/ 569) ، لباب الآداب لأسامة بن منقذ 37، سمط اللآلئ 292، بدائع البدائه لابن ظافر 18- 25 وانظر فهرس الأعلام ص 419، شرح المقامات الحريرية 2/ 349، وفيات الأعيان 1/ 321- 327 رقم 130، سير أعلام النبلاء 4/ 590- 591 رقم 227، مرآة الجنان 1/ 234- 238، البداية والنهاية 9/ 260- 265، الوافي بالوفيات 11/ 79- 81 رقم 132، النجوم الزاهرة 1/ 211، شرح شواهد المغني 1/ 45 و 2/ 762، معاهد التنصيص 2/ 262- 269، شذرات الذهب 1/ 140، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 75، بروكلمان 1/ 215، الأعلام 2/ 11، الجليس الصالح 2/ 90- 92.
[2] سورة هود، الآية 115.

(7/40)


وَيَجْزَعُ إِذَا أَنْشَدَ لِجَرِيرٍ، وَكَانَ جَرِيرٌ أَصْبَرَهُمَا.
قَالَ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ: أَجْمَعَ أَهْلُ الشَّامِ عَلَى جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ وَالأَخْطَلِ، وَالأَخْطَلُ دُونَهُمَا، وَمِمَّنْ فَضَّلَ جَرِيرًا عَلَى الْفَرَزْدَقِ: ابْنُ هَرِمَةَ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ هِلالٍ.
قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ: قَالَ الْفَرَزْدَقُ لامْرَأَتِهِ النَّوَّارِ: أَنَا أَشْعَرُ أَمِ ابْنُ الْمَرَاغَةِ [1] ؟ قَالَتْ: غَلَبَكَ عَلَى حُلْوِهِ وَشَرِكَكَ فِي مُرِّهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ: ذَاكَرْتُ مَرْوَانَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ فَقَالَ:
ذَهَبَ الْفَرَزْدَقُ بِالْفَخَارِ وَإِنَّمَا ... حُلْوُ الْقرِيضِ وَمُرُّهُ لِجَرِيرٍ
هِشَامُ بْنُ الْكَلْبِيِّ، عَنِ أَبِيهِ، أَنَّ أَعْرَابيًّا مَدَحَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ فَأَحْسَنَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ: تَعْرِفُ أَهْجَى بَيْتٍ فِي الإِسْلامِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَوْلُ جَرِيرٍ:
فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ... فَلا كَعْبًا بَلَغْتَ وَلا كِلَابَا
[2] قَالَ: أَصَبْتَ، فَهَلْ تَعْرِفُ أَرَقَّ بَيْتٍ قِيلَ فِي الإِسْلامِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَوْلُ جَرِيرٍ:
إِنَّ الْعُيُونَ الَّتِي فِي طَرْفِهَا مَرَضٌ [3] ... قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِينَ قَتْلانَا
يَصْرَعْنَ ذَا اللُّبِّ حَتَّى لا حَرَاكَ بِهِ ... وَهُنَّ أَضْعَفُ خَلْقِ اللَّهِ أَرْكَانَا
قَالَ: أَحْسَنْتَ، فَهَلْ تَعِرفُ جَرِيرًا؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ وَإِنِّي إِلَى رُؤْيَتِهِ لَمُشْتَاقٌ، قَالَ: فَهَذَا جَرِيرٌ، وَهَذَا الأَخْطَلُ، وَهَذَا الْفَرَزْدَقُ، فَأَنْشَأَ الأَعْرَابِيُّ يقول:
__________
[1] المراغة: بفتح الميم وبعدها راء وبعد الألف غين معجمة وهاء. وهو لقب لأم جرير هجاه به الأخطل. (وفيات الأعيان 1/ 325) .
[2] انظر مناسبة البيت في الأغاني 8/ 20 و 30- 32.
[3] المشهور «حور» بدل «مرض» .

(7/41)


فَحَيَّا الإِلَهُ أَبَا حَزْرَةٍ ... وَأَرْغَمَ أَنْفَكَ يَا أخْطَلُ
فَأَنْشَأَ الْفَرَزْدَقَ يَقُولُ:
بَلْ أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفًا أَنْتَ حَامِلُهُ ... يَا ذَا الْخَنَا وَمَقَالِ الزُّورِ والْخَطَلِ
مَا أَنْتَ بِالْحَكَمِ لِتَرْضَى حُكُومَتَهُ ... وَلا الأَصِيلُ وَلا ذِي الرَّأْيِ وَالْجَدَلِ
فَغَضِبَ جَرِيرٌ وَقَالَ أَبْيَاتًا، ثُمَّ وَثَبَ فَقَبَّلَ رَأْسَ الأَعْرَابِيِّ وَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَائِزَتِي لَهُ- وَكَانَتْ كُلَّ سَنَةٍ خَمْسَةُ عَشْرَ أَلْفًا- فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: وَلَهُ مِثْلُهَا مِنِّي.
قَالَ نَفْطَوَيْهِ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ [1] بْنُ أَحْمَدَ الْمُزَنِيُّ أَنَّ جَارِيَةً قَالَتْ لِلْحَجَّاجِ: يَدْخُلُ عَلَيْكَ جَرِيرٌ فَيُشَبِّبُ بِالْحُرُمِ، قَالَ: مَا عَلِمْتُهُ إِلا عَفِيفًا، قَالَتْ: فَأَخْلِنِي وَإِيَّاهُ، فأخلاهما، فقالت: يا جرير، فنكس رأسه، وقال:
ها أنا ذا، قالت: باللَّه أنشدني قولك:
أو انس أَمَّا مَنْ أَرَدْنَ عَنَاءَهُ [2] ... فَعَانٍ وَمَنْ أَطْلَقْنَ فَهُوَ طَلِيقُ
دَعَوْنَ الْهَوَى ثُمَّ ارْتَمَيْنَ قُلُوبَنَا ... بِأَسْهُمِ أَعْدَاءٍ وَهُنَّ صَدِيقُ
فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ هَذَا وَلَكِنِّي الْقَائِلُ:
وَمَنْ يَأْمَنُ الْحَجَّاجَ أَمَّا نَكَالُهُ ... فَصَعْبٌ وَأَمَّا عَهْدُهُ [3] فَوَثِيقُ
يُسِرُّ لَكَ الْبَغْضَاءَ كُلُّ مُنافِقٍ ... كَمَا كُلُّ ذِي دِينٍ عليك شفيق
[4] ولجرير:
__________
[1] في: الجليس الصالح 2/ 90 «عبيد» .
[2] في: الجليس الصالح 2/ 90 «عفاء» بالفاء.
[3] في: الجليس الصالح 2/ 90 «عقده» .
[4] البيتان في ديوان جرير- ص 315، وكرّرهما الجريريّ في: الجليس الصالح بألفاظ مختلفة (2/ 92) .

(7/42)


يَا أُمَّ نَاجِيَةَ السَّلامُ عَلَيْكُمُ ... قَبْلَ الرَّحِيلِ وَقَبْلَ يَوْمِ الْمَعْدَلِ
لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ آخِرَ عَهْدِكُمْ ... يَوْمَ الرَّحِيلِ فَعَلْتُ مَا لَمْ أَفْعَلِ
تُوُفِّيَ جَرِيرٌ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ بَعْدَ الْفَرَزْدَقِ بِشَهْرٍ.
26- (جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ) [1] م د ن ق- أبو عون المخزومي الكوفي.
عَنْ: أَبِيهِ وَعَنْ جَدِّهِ لِأُمِّهِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ.
وَعَنْهُ: مُسَاوِرٌ الْوَرَّاقُ، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَمَعْنٌ أَبُو الْقَاسِمِ الْمَسْعُودِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ جَدُّ الْمُحَدِّثِ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ الْعُمَرِيِّ.
27- (جُمَيْعُ بْنُ عُمَيْرٍ) [2] 4- أَبُو الأَسْوَدِ التَّيْمِيُّ تَيْمُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ، كُوفِيٌّ جَلِيلٌ.
عَنْ: عَائِشَةَ: وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: صَدَقَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَكَثِيرٌ النَّوَّاءُ، وَحَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَأَبُو الْجَحَّافِ دَاودُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ، وَالصَّلْتُ بْنُ بِهْرَامَ، وَآخَرُونَ.
[قَالَ] أَبُو حَاتِمٍ [3] : كُوفِيٌّ مِنْ عُتَقِ الشِّيعَةِ مَحَلُّهُ الصَدْقُ.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 193 رقم 2166، الجرح والتعديل 2/ 4584 رقم 1975، تهذيب الكمال 1/ 198 (المصوّرة) الكاشف 1/ 130 رقم 804، تهذيب التهذيب 2/ 101 رقم 151، تقريب التهذيب 1/ 131 رقم 88، خلاصة تذهيب التهذيب 63.
[2] التاريخ الكبير 2/ 242 رقم 2328، الجرح والتعديل 2/ 532 رقم 2208، الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 588، المجروحين لابن حبّان 1/ 218، تهذيب الكمال 1/ 204، الكاشف 1/ 131 رقم 819، المغني في الضعفاء 1/ 136 رقم 1178، ميزان الاعتدال 1/ 421- 422 رقم 1552، الكشف الحثيث 128 رقم 201، تهذيب التهذيب 2/ 111- 112 رقم 177 تقريب التهذيب 1/ 133 رقم 111، خلاصة تذهيب التهذيب 64، أعيان الشيعة 4/ 220.
[3] الجرح والتعديل 2/ 532.

(7/43)


وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: هُوَ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ، كَانَ يَقُولُ الْكَرَاكِيُّ تَفْرِخُ فِي السَّمَاءِ وَلا تَقَعُ فِرَاخُهَا [2] .
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [3] : رَافِضِيٌّ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
__________
[1] الكامل في ضعفاء الرجال 3/ 588.
[2] المجروحين لابن حبّان 1/ 218.
[3] المجروحين 1/ 218.

(7/44)


[حرف الْحَاءِ]
28- (الْحَارِثُ بْنُ مِخْمَرٍ) [1] أَبُو حَبِيبٍ الظَّهْرَانِيُّ الْحِمْصِيُّ، وُلِّيَ قَضَاءُ حِمْصَ وَقَضَاءُ دِمَشْقَ زَمَنَ الْوَلِيدِ.
وَرِوَايَتُهُ عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ مُنْقَطِعَةٌ، وَسَمِعَ مِنَ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ.
وَعَنْهُ: الْقَاسِمُ بْنُ مُخَيْمِرَةَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [2] .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِخْمَرٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قال: الإيمان ينقص ويزداد.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 281 رقم 2466، الجرح والتعديل 3/ 89- 90 رقم 415، الإكمال 7/ 227، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 460.
وفي ضبط اسم أبيه مخمر أقوال: قال ابن ماكولا: أما مخمر بكسر الميم الأولى وسكون الخاء المعجمة وفتح الميم الثانية. وابن يونس يقول: مخمر بضم الميم الأولى وكسر الميم الثانية.
وقال العسكري: وأما مخمر فقد رأيت من أصحاب الحديث الحفاظ من يقول بكسر الميم، وفيهم من يقوله بفتح الميم الأولى وكسر الثانية والخاء ساكنة. (انظر: الإكمال وتهذيب تاريخ دمشق) .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 460.

(7/45)


29- (حِبَّانُ [1] بْنُ رُفَيْدَةَ الْكُوفِيُّ) [2] عَنِ الْحَسَنِ، وَمَسْرُوقٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، ابْنُهُ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، وَيَحْيَى الْجَابِرُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [3] ثِقَةٌ.
30- (حِبَّانُ بْنُ جَزِيءٍ [4] السَّلَمِيُّ) [5] ت ق- عَنْ أَخِيهِ خُزَيْمَةَ وَأَبِيهِ- وَلَهُمَا صُحْبَةٌ- وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِقِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي طَلِيقٍ، وَآخَرُونَ.
لَهُ حديث عِنْدَ الترمذي، وابن ماجه.
31- (حَبِيبُ بْنُ سَالِمٍ) [6] م 4- كَاتِبُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ وَمَوْلاهُ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هريرة، والنّعمان بن بشير.
__________
[1] في طبعة القدسي 4/ 98 «حيان» وهو غلط. والتصويب من مصادر ترجمته.
[2] التاريخ الكبير 3/ 132- 133 رقم 448، تاريخ الثقات للعجلي 104 رقم 240، الثقات لابن حبان 4/ 193، المشتبه في الرجال 1/ 208، ميزان الاعتدال 1/ 448 رقم 1678، لسان الميزان 2/ 165 رقم 735.
[3] لم يذكره في تاريخه.
[4] في طبعة القدسي 4/ 98 «جزء» ، والصواب جزيء بفتح فكسر فياء ساكنة فهمزة، وقد تسهّل الهمزة فتصير الياء مشدّدة مثل بريء وبريء. (انظر التعليق في التاريخ الكبير) .
[5] التاريخ الكبير 3/ 89- 90 رقم 311، الجرح والتعديل 3/ 268 رقم 1198، تهذيب الكمال 1/ 224، الكاشف 1/ 143 رقم 904 وفيه «جزء» المشتبه 1/ 153، تهذيب التهذيب 2/ 171 رقم 310، تقريب التهذيب 1/ 147 رقم 94، خلاصة تذهيب التهذيب 70.
[6] التاريخ لابن معين 2/ 98، التاريخ الكبير 2/ 318 رقم 2606، المعرفة والتاريخ 3/ 10، الجرح والتعديل 3/ 102 رقم 471، تهذيب الكمال 1/ 227، ميزان الاعتدال 1/ 455 رقم 1705، الكاشف 1/ 145 رقم 918، تهذيب التهذيب 2/ 184 رقم 332، تقريب التهذيب 1/ 149 رقم 115، خلاصة تذهيب التهذيب 71، الوافي بالوفيات 11/ 291 رقم 433.

(7/46)


وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ عَرْفَطَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْتَشِرِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَهُوَ ثِقَةٌ.
32- (حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ) [1] أَبُو مَرْزُوقٍ التُّجِيبِيُّ، شَيْخٌ مِصْرِيٌّ وَلَيْسَ بِالْبَصْريِّ.
وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] ، وَهُوَ مَشْهُورٌ بِالْكُنِّيَةِ، وَكَانَ يَنْزِلُ بِطَرَابُلُسَ الْمَغْرِبِ، وَكَانَ فَقِيهًا.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ.
33- (حَبِيبُ بْنُ يَسَارٍ) [3] ت ن- الكندي الكوفي.
عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى.
وَعَنْهُ: زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْكِنْدِيُّ، وَأَبُو الْجَارُودِ زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَيُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [4] وغيره، وحديثه قليل.
__________
[1] التاريخ الكبير 9/ 72 رقم 676، تاريخ الثقات للعجلي 510 رقم 2036، الكنى والأسماء 1/ 111، الجرح والتعديل 9/ 442 رقم 2232، تهذيب الكمال 3/ 1646، ميزان الاعتدال 3/ 572 رقم 10592، الكاشف 3/ 332 رقم 373، تهذيب التهذيب 12/ 228- 229 رقم 1040، تقريب التهذيب 2/ 270- 271 رقم 42، خلاصة تذهيب التهذيب 459.
[2] تاريخ الثقات 510.
[3] التاريخ الكبير 2/ 327 رقم 2641، المعرفة والتاريخ 3/ 233، الجرح والتعديل 3/ 110- 111 رقم 508، تهذيب الكمال 1/ 230- 231، الكاشف 1/ 146 رقم 930، تهذيب التهذيب 2/ 192 رقم 354، تقريب التهذيب 1/ 151 رقم 135.
[4] لم يذكره في تاريخه.

(7/47)


34- الحسن البصريّ [1] ع ابن أبي الحسن يسار، أبو سعيد مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَيُقَالُ: مَوْلَى جَمِيلِ بْنِ قُطْبَةَ، إِمَامُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ بَلْ إِمَامُ أَهْلِ الْعَصْرِ، وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنَ الْهِجْرَةِ فِي خِلافَةِ عُمَرَ، وَكَانَتْ أُمُّهُ خَيِّرَةُ مَوْلاةً لأُمِّ سَلَمَةَ، فَكَانَتْ تَذْهَبُ لأُمِّ سَلَمَةَ فِي الْحَاجَةِ وَتُشَاغِلُهُ أُمُّ سَلَمَةَ بَثْدَيِهَا، فَرُبَّمَا دَرَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَشَأَ بِوَادِي الْقُرَى [2] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 156- 178، الطبقات لخليفة 210، تاريخ خليفة 149 و 205 و 287 و 324 و 340، الزهد لأحمد 258، الزهد لابن المبارك (راجع فهرس الأعلام- ط) التاريخ الكبير 2/ 289- 290 رقم 1503، التاريخ لابن معين 2/ 108- 113، المحبّر 235 و 378، تاريخ الثقات 113 رقم 275، المعارف 440، المعرفة والتاريخ 2/ 32 و 338، أخبار القضاة لوكيع 2/ 3- 15، ذيل المذيل للطبري 636، تاريخ أبي زرعة 1/ 151، الكنى والأسماء 1/ 187- 189، كتاب المراسيل 31- 46 رقم 54، الجرح والتعديل 3/ 40- 42 رقم 177، أسماء التابعين للدار للدّارقطنيّ 1/ 440 رقم 188، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 515 (فهرس الأعلام) ، الأخبار الموفقيات لابن بكار 104 و 106 و 192 و 311 و 479 و 574، البرصان والعرجان 40، الكامل في الأدب للمبرّد 1/ 59 و 338، ثمار القلوب 32 و 35 و 90 و 186 و 506، 507، البيان والتبيين 3/ 114 و 118- 125 و 128- 130 و 134 و 141 و 142، مروج الذهب 3/ 214، تاريخ الرسل والملوك (راجع فهرس الأعلام 10/ 221) ، الكامل في التاريخ 5/ 44، أمالي المرتضى 1/ 157- 162 و 165- 167، ذكر أخبار أصبهان 1/ 254، حلية الأولياء 2/ 131- 161 رقم 169، فهرست ابن النديم 202، طبقات الفقهاء 87، الحسن البصري لابن الجوزي، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 161- 162 رقم 122، وفيات الأعيان 2/ 69- 73 رقم 156، صفة الصفوة 3/ 233- 237 رقم 500، تهذيب الكمال 1/ 255- 259، تحفة الأشراف 13/ 161- 176 رقم 1033، خلاصة الذهب المسبوك 35، سير أعلام النبلاء 4/ 563- 588 رقم 223، تذكرة الحفاظ 1/ 71- 72 رقم 66، الكاشف 1/ 160 رقم 1029، ميزان الاعتدال 1/ 527 رقم 1968، دول الإسلام 1/ 77، البداية والنهاية 9/ 266- 267 و 269- 274، مرآة الجنان 1/ 229- 232، الوافي بالوفيات 12/ 306- 308 رقم 278، غاية النهاية 1/ 235 رقم 1074، الوفيات لابن قنفذ 109 رقم 110، جامع التحصيل 194- 199 رقم 135، تهذيب التهذيب 2/ 263- 270 رقم 488، تقريب التهذيب 1/ 165 رقم 263، النجوم الزاهرة 1/ 267، طبقات الحفاظ 28، خلاصة تذهيب التهذيب 77، طبقات المفسّرين 1/ 147 رقم 144، شذرات الذهب 1/ 136- 138، تاريخ الخميس 2/ 356، روضات الجنات 207.
[2] المعارف 440.

(7/48)


وَقَدْ سَمِعَ عَنْ عُثْمَانَ وَهُوَ يَخْطُبُ، وَشَهَد يَوْمَ الدَّارِ، وَرَأَى طَلْحَةَ وَعَلِيًّا.
وَرَوَى عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، وَأَبِي بَكْرَةَ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ، وَعَمْرِو بْنِ ثَعْلَبٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَالأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَكِبَارِ التَّابِعِينَ كَالأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، وَحِطَّانَ الرَّقَاشِيِّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ، وَصَارَ كَاتِبًا فِي إِمْرَةِ مُعَاوِيَةَ لِلرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ مُتَوَلِّي خُرَاسَانَ.
رَوَى عَنْهُ: أَيُّوبُ، وَثَابِتٌ، وَيُونُسُ بْنُ عَوْنٍ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، وَالرَّبِيعُ [1] بْنُ صَبِيحٍ، وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ جَابِرٍ، وَأَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَشَبِيبُ بْنُ شَيْبَةَ، وَحَزْمٌ الْقُطَعِيُّ [2] ، وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، وَشُمَيْطُ [3] بْنُ عَجْلانَ، وَأُمَمٌ لا يُحْصَوْنَ.
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْكِبَارِ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ وَلا مِنْ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبٍ وَلا مِنَ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ وَلا مِنْ عِمْرَانَ وَلا مِنْ أَبِي بَكْرَةَ.
قُلْتُ: وَكَانَ يُدَلِّسُ وَيُرْسِلُ وَيُحَدِّثُ بِالْمَعَانِي. وَمَنَاقِبُهُ كَثِيرَةٌ وَمَحَاسِنُهُ غَزِيرَةٌ، كَانَ رَأْسًا فِي الْعِلْمِ وَالْحَدِيثِ، إِمَامًا مجتهدا كثير الاطّلاع، رأسا في
__________
[1] مصحّف في الأصل والتصحيح من تقريب التهذيب 1/ 245.
[2] القطعي: بضم القاف وفتح الطاء وبعدها عين مهملة. نسبة إلى قطيعة، وهو بطن من زبيد، وزبيد من مذحج. (اللباب 3/ 45- 46) .
[3] في نسخة القدسي 4/ 99 «سميط» بالسين المهملة، وقد مرّ تصويب الاسم وضبطه في ترجمة «أسلم العجليّ» في وفيات هذه الطبقة.

(7/49)


الْقُرْآنِ وَتَفْسِيرِهِ، رَأْسًا فِي الْوَعْظِ وَالتَّذْكِيرِ، رَأْسًا فِي الْحِلْمِ وَالْعِبَادَةِ، رَأْسًا فِي الزُّهْدِ وَالصِّدْقِ، رَأْسًا فِي الْفَصَاحَةِ وَالْبَلاغَةِ، رَأْسًا فِي الأَيْدِ وَالشَّجَاعَةِ.
رَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ زَنْدًا أَعْرَضَ مِنْ زَنْدِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، كَانَ عَرْضُهُ شِبْرًا [1] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: أَصْلُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ مِنْ مَيْسَانَ [2] .
وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ، يَعْنِي الْحَسَنَ [3] .
وَرَوَى جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ: الْزَمُوا هَذَا الشَّيْخَ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ بِعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْهُ، يَعْنِي الْحَسَنَ [4] .
وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَلُوا الْحَسَنَ فَإِنَّهُ حَفِظَ وَنَسِينَا.
وَقَالَ [5] مَطَرٌ الْوَرَّاقُ: لَمَّا ظَهَرَ الْحَسَنُ جَاءَ كَأَنَّمَا كَانَ فِي الآخِرَةِ، فَهُوَ يُخْبِرُ عَمَّا عَايَنَ [6] .
وَرَوَى ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: مَا أُشَبِّهُ الْحَسَنَ إِلا بِنَبِيٍّ أَقَامَ فِي قَوْمِهِ سِتِّينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الفضيل أبي محمد: سمعت الحسن
__________
[1] المعارف 441.
[2] ميسان: بالفتح ثم السكون، وسين مهملة، اسم كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط قصبتها ميسان. (معجم البلدان 5/ 242) .
[3] الطبقات الكبرى 7/ 162، أخبار القضاة 2/ 7.
[4] الطبقات الكبرى 7/ 161، وانظر: المعرفة والتاريخ 2/ 47- 48. أخبار القضاة 25/ 13.
[5] في طبعة القدسي 4/ 99 «وكان» والتصويب من: المعرفة والتاريخ 2/ 48. وسير أعلام النبلاء 4/ 573.
[6] التذكرة الحمدونية 1/ 160 رقم 354.

(7/50)


يَقُولُ: أَنَا يَوْمَ الدَّارِ ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةٍ جَمَعْتُ الْقُرْآنَ، فَأَنْظُرُ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَذَكَرَ قِصَّةً.
وَقَالَ غَالِبٌ الْقَطَّانُ، عَنْ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَفْقَهِ مَنْ رَأَيْنَا فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحَسَنِ.
مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ الَّذِي كَانَ أَسْوَدَ مِنَ الْحَسَنِ.
قَالَ الْحَسَنُ: احتملت سَنَةَ صِفِّينَ [1] .
وَعَنْ أَمَةَ الْحَكَمِ قَالَتْ: كَانَ الْحَسَنُ يَجِيءُ إِلَى حَطَّانَ الرِّقَاشِيِّ، فَمَا رَأَيْتُ شَابًا قَطُّ كَانَ أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْهُ.
غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ وَعَلَيْهِ عُمَامَةً سَوْدَاءَ [2] .
وَقَالَ سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ طَيْلَسَانًا كَأَنَّمَا يَجْرِي فِيهِ الْمَاءُ. وَخَمِيصَةً كَأَنَّهَا خَزٌّ [3] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [4] : ذُكِرَ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ: كَانَ أَبَوَايَ لِرَجُلٍ مِنَ التُّجَّارِ، فَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي سَلَمَةَ مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَاقَهُمَا إِلَى الْمَرْأَةِ مِنْ مَهْرِهَا فَأَعْتَقَتْهُمَا، وَيُقَالُ بَلْ كَانَتْ أُمُّهُ مَوْلاةً لأُمِّ سلمة، فولد الْحَسَنِ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ، قَالَ: فَيَذْكُرُونَ أَنَّ أُمَّهُ رُبَّمَا غَابَتْ فَيَبْكِي، فَتُعْطِيهِ أُمُّ سَلَمَةَ ثَدْيَهَا تُعلِّلُهُ بِهِ إِلَى أَنْ تَجِيءَ أُمُّهُ، فَدَرَّ عَلَيْهِ ثَدْيُهَا فَشَرِبَهُ، فَيَرَوْنَ أَنَّ تِلْكَ الْحِكْمَةَ وَالْفَصَاحَةَ مِنْ بَرَكَةِ ذَلِكَ.
أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُكَيْرٍ، ثَنَا الْحَسَنُ قَالَ:
رَأَيْتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ وَأَنَا ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً قَائِمًا وَقَاعِدًا [5] .
مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: سَمِعْتُ
__________
[1] في الطبقات لابن سعد 7/ 157 «بعد صفّين عاما» .
[2] انظر الطبقات 7/ 160.
[3] قارن بالطبقات 7/ 160.
[4] الطبقات الكبرى 7/ 156- 157.
[5] الطبقات الكبرى 7/ 157.

(7/51)


أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: الْوُضُوءُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، قَالَ الْحَسَنُ: فَلا أَدَعُهُ أَبَدًا [1] .
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثَنَا هِلالٌ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: كَانَ مُوسَى لا يَغْتَسِلُ إِلا مُسْتَتِرًا، فَقِيلَ لَهُ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [2] .
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومٍ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: ثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثًا: الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمْعَةِ، وَالْوِتْرُ قَبْلَ النَّوْمِ، وَصِيَامُ ثَلاثَةٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ [3] .
وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لَمْ يَسْمَعِ الْحَسَنُ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَالَ مِثْلَهُ حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بن زيد [4] .
حمّاد بن سلمة، عن حميد قال: كان علم الحسن في صحيفة مثل هذه، وعقد عفّان [5] بالإبهامين والسّبّابتين.
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ عَلَى الْقَضَاءِ [6] .
عُمَرُ بْنُ [أَبِي] [7] زَائِدَةَ قَالَ: جِئْتُ بِكِتَابٍ مِنْ قَاضِي الْكُوفَةِ إِلَى إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَجِئْتُ وَقَدْ عُزِلَ وَاسْتُقْضِيَ الْحَسَنُ [8] .
قَالَ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصفِّرُ لِحْيَتَهُ [9] .
وَقَالَ جُرْثُومَةُ مَوْلَى بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ في كلّ جمعة.
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 158.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 158.
[3] رواه ابن سعد في طبقاته 7/ 158 ورجاله ثقات، وأخرجه أحمد في مسندة 2/ 254 من طريق: أسود بن عامر، عن جرير بن حازم قال: سمعت الحسن قال: قال أبو هريرة.
[4] الطبقات الكرى 7/ 158.
[5] هو عفان بن مسلم. ذكره ابن سعد 7/ 159.
[6] الطبقات الكبرى 7/ 159.
[7] في طبعة القدسي 4/ 100 «عمر بن زائدة» بإسقاط «أبي» والتصويب من التاريخ لابن معين 2/ 429، والطبقات لابن سعد 7/ 159، وتقريب التهذيب 2/ 55 وغيره.
[8] في الطبقات 7/ 159 تكملة: «فدفعت كتابي إليه فقبله ولم يسألني عليه بيّنة» .
[9] الطبقات الكبرى 7/ 160.

(7/52)


وَقَالَ أَبُو خُلْدَةَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ [1] .
وَقَالَ عَفَّانُ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْحَسَنِ ثَوْبًا سَعِيدِيًا مُصَلَّبًا وَعُمَامَةً سَوْدَاءَ [2] .
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، ثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ مَرْخِيَّةً مِنْ وَرَائِهِ، وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ وَبُرْدٌ صَغِيرٌ مُرْتَدِيًا بِهِ [3] .
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالا: قَدْ رَأَيْنَا الْفُقَهَاءَ، فَمَا رَأَيْنَا أَجْمَعَ من الحسن [4] .
حمّاد بن زيد، عَنْ أيُّوبَ قَالَ: قِيلَ لابْنِ الأَشْعَثِ: إِنَّ سَرَّكَ أَنْ يُقْتَلُوا حَوْلَكَ كَمَا قُتِلُوا حَوْلَ عَائِشَةَ فأَخْرِجِ الْحَسَنَ فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ فأَكْرِهْهُ [5] .
عَفَّانُ: ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ: ثَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: قَالُوا لابْنِ الأَشْعَثِ:
أَخْرِجْ هَذَا الشَّيْخَ، يَعْنِي الْحَسَنَ، قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ بَيْنَ الْجِسْرَيْنِ عَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ، فَغَفِلُوا عَنْه، فَأَلْقَى نَفْسَهُ فِي بَعْضِ تِلْكَ الأَنْهَارِ حَتَّى نجا منهم، وكاد يهلك يومئذ [6] .
سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ الرَّبْعِيُّ قَالَ: لَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الأَشْعَثِ، إِذْ قَاتَلَ الْحَجَّاجَ، انْطَلَقَ عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ، وَأَبُو الْجَوْزَاءِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ فِي طَائِفَةٍ فَدَخَلُوا عَلَى الْحَسَنِ، فَقَالُوا: يَا أَبَا سَعِيدٍ مَا تَقُولُ فِي قِتَالِ هَذَا الطَّاغِيَةِ الَّذِي سَفَكَ الدَّمَ الْحَرَامَ، وَأَخَذَ الْمَالَ الحرام، وترك
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 160.
[2] الطبقات 7/ 160.
[3] الطبقات 1/ 161 وفيه: «برد صغير مجفر» .
[4] الطبقات 7/ 162.
[5] الطبقات 7/ 163.
[6] الطبقات 7/ 163.

(7/53)


الصَّلاةَ وَفَعَلَ وَفَعَلَ؟ قَالَ: أَرَى أَنْ لا تُقَاتِلُوهُ فَإِنَّهَا إِنْ تَكُنْ عُقُوبَةً مِنَ اللَّهِ، فَمَا أَنْتُمْ بِرَادِّي عُقُوبَةَ اللَّهِ بِأَسْيَافِكُمْ، وَإِنْ يَكُنْ بَلاءً فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ، فَخَرَجُوا وَهُمَ يَقُولُونَ: نَطْرَحُ هَذَا الْعلْجَ. قَالَ: وَهُمْ قَوْمٌ عَرَبٌ، وَخَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ فَقُتِلُوا [1] .
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: وَاللَّهِ مَا سُلِّطَ الْحَجَّاجُ إِلا عُقُوبَةَ فَلا تَعْتَرِضُوا عُقُوبَةَ اللَّهِ بِالسَّيْفِ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ وَالتَّضَرُّعِ [2] .
رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: ثَنَا حجاج الأسود قال: تمنى رجل فقال، ليتني بزهد الحسن، وورع ابن سيرين، وعبادة عامر بن عبد قيس، وفقه سعيد بن المسيب، وذكر مطرفا بشيء، فنظروا فوجدوا ذلك كاملا كُلَّهُ فِي الْحَسَنِ [3] .
روح بن عبادة: ثنا حجاج الأسود قال: تمنى رجل فقال: ليتني بزهد الحسن، وورع ابن سيرين، وعبادة عامر بن عبد قيس، وفقه سعيد بن المسيب، وذكر مطرفا بشيء، فنظروا فوجدوا ذلك كاملا كله في الحسن [4] .
رَوْحٌ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْريِّ، أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ لِلْحَسَنِ: أَرَأَيْتَ مَا تُفْتِي النَّاسَ، أَشَيْئًا سَمِعتَهُ أَمْ بِرَأْيِكَ؟ فَقَالَ: لا وَاللَّهِ مَا كُلُّ مَا نُفْتِي بِهِ سَمِعْنَاهُ، وَلَكِنَّ رُأْيَنَا لَهُمْ خَيْرٌ مِنْ رُأْيِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ [5] .
قَالَ يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي قَصَصِهِ فِي الدُّعَاءِ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ [6] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْدٍ: كَانَ الْحَسَنُ يَشْتَرِي كُلَّ يَوْمٍ لَحْمًا بِنِصْفِ درهم [7] .
__________
[1] الطبقات 7/ 163، 164.
[2] الطبقات 7/ 164.
[3] الطبقات 7/ 165.
[4] قارن بثمار القلوب للثعالبي- ص 90 رقم 132.
[5] الطبقات 7/ 165.
[6] الطبقات الكبرى 7/ 167.
[7] الطبقات 7/ 167.

(7/54)


وَقَالَ سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: أهينوا هذه الدنيا، فو الله لأَهْنَأُ مَا تَكُونُ إِذَا أَهَنْتُمُوهَا [1] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامٍ، أَنَّ عَطَاءً سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: لا أَدْرِي فَقِيلَ: إِنَّ الْحَسَنَ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: إِنَّهُ وَاللَّهِ لَيْسَ بَيْنَ جَنْبَيَّ مِثْلُ قَلْبِ الْحَسَنِ [2] .
وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ابْنَ آدَمَ لَمْ تَكُنْ فَكُوِّنْتَ، وَسَأَلْتَ فَأُعْطِيتَ، وَسُئِلْتَ فَمَنَعْتَ، فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ [3] .
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: ثَنَا يُونُسُ أَنَّ الْحَسَنَ أَخَذَ عَطَاءَهُ فَجَعَلَ يُقَسِّمُهُ، فَذَكَرَ أَهْلُهُ حَاجَةً، فَقَالَ: دُونَكُمْ بَقِيَّةَ الْعَطَاءِ، أَمَا إِنَّهُ لا خَيْرَ فِيهِ إِنْ لَمْ يُصْنَعْ بِهِ هَكَذَا [4] .
وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَثْرَةُ الضَّحِكِ مِمَّا يُمِيتُ الْقَلْبَ [5] .
قَالَ أَبُو حُرَّةَ: وَكَانَ الْحَسَنُ لا يَأْخُذُ عَلَى قَضَائِهِ [6] .
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ: ثَنَا عُقْبَة بْنُ خَالِدٍ الْعَبْدِيُّ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: ذَهَبَ النَّاسُ وَالنَّسْنَاسُ، نَسْمَعُ صَوْتًا وَلا نَرَى أَنِيسًا [7] .
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنْبَأَ هِشَامٌ قَالَ: بَعَثَ مُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الْحَسَنِ بُجبَّةٍ وَخَمِيصَةٍ فَقَبِلَهُمَا، فَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ وَقَدْ سَدَلَ الْخَمِيصَةَ عَلَى الْجُبَّةِ [8] .
وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: ثَنَا أَبِي: رَأَيْتُ الْحَسَنَ يصلّي وعليه خميصة
__________
[1] الطبقات 7/ 167.
[2] الطبقات 3/ 168.
[3] الطبقات 7/ 170.
[4] الطبقات 7/ 171.
[5] الطبقات 7/ 171.
[6] الطبقات 7/ 173، حلية الأولياء 2/ 152.
[7] الطبقات 7/ 172.
[8] الطبقات 7/ 173.

(7/55)


كَثِيرَةُ الْأَعْلَامِ، فَلا يُخْرِجُ يَدَهُ مِنْهَا إِذَا سَجَدَ [1] .
وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: لَمْ يَحُجَّ الْحَسَنُ إِلا حَجَّتَيْنِ [2] .
وَقَالَ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ الْحَسَنِ عَلَى الْبَوَادِي، وَكَانَ الْحَسَنُ يَحْلِقُ رَأْسَهُ كُلَّ عَامٍ يَوْمَ النَّحْرِ [3] .
وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ: ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا فَرْقَدٌ وَهُوَ يَأْكُلُ خَبِيصًا فَقَالَ: تَعَالَ فَكُلْ، فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ لا أُؤَدِّي شُكْرَهُ، قَالَ الْحَسَنُ: وَيْحَكَ وَتُؤَدِّي شُكْرَ الْمَاءِ الْبَارِدِ [4] .
قَالَ حَجَّاجٌ، وَثَنَا عُمَارَةُ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ الْأَصْوَاتَ بِالْقُرْآنِ هَذَا التَّطْرِيبَ [5] .
وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ قَالَ: لَوْ رَأَيْتَ الْحَسَنَ لَقُلْتَ إِنَّكَ لَمْ تُجَالِسْ فَقِيهًا قَطُّ [6] .
وَعَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: مَا زَالَ الْحَسَنُ يَعِي الْحِكْمَةَ حَتَّى نَطَقَ بِهَا وَقِيلَ:
كَانَ الْحَسَنُ إِذَا ذُكِرَ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ قَالَ: ذَاكَ الَّذِي يُشْبِهُ كَلامُهُ كَلامَ الأَنْبِيَاءِ [7] .
وَعَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: ابْنُ آدَمَ إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُكَ [8] .
وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: فَضَحَ الْمَوْتُ الدُّنْيَا فَلَمْ يترك فيها لذي لبّ فرحا [9] .
__________
[1] الطبقات 7/ 173.
[2] الطبقات 7/ 175.
[3] الطبقات 7/ 176.
[4] الطبقات 7/ 176.
[5] الطبقات 7/ 177.
[6] حلية الأولياء 2/ 147.
[7] حلية الأولياء 2/ 147 وانظر: المعرفة والتاريخ 2/ 45.
[8] حلية الأولياء 2/ 148.
[9] الزهد لأحمد 258، حلية الأولياء 2/ 149.

(7/56)


قَالَ قَتَادَةُ: مَا جَمَعْتُ عِلْمَ الْحَسَنِ إِلَى عِلْمِ أَحَدٍ إِلا وَجَدْتُ لَهُ عَلَيْهِ فَضْلا، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أُشْكِلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ كَتَبَ فِيهِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ يَسْأَلُهُ [1] .
وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ: كَانَ الرَّجُلُ يَجْلِسُ إِلَى الْحَسَنِ ثَلاثَ حِجَجٍ مَا يَسْأَلُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ هَيْبَةً لَهُ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: قُلْتُ لِأَشْعَثَ: قَدْ لَقِيتَ عَطَاءً وَعِنْدَكَ مَسَائِلُ، أَفَلا سَأَلْتَهُ؟ قَالَ: مَا لَقِيتُ أَحَدًا، يَعْنِي بَعْدَ الْحَسَنِ، إِلا صَغُرَ فِي عَيْنِي [2] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: يُقَالُ: مَا خَلَتِ الأَرْضُ قَطُّ مِنْ سَبْعَةِ رَهْطٍ بِهِمْ يُسْقَوْنَ وَبِهِمْ يُدْفَعُ عَنْهُمْ، وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَكُونَ الْحَسَنُ أَحَدَ السَّبْعَةِ [3] .
وَقَالَ قَتَادَةُ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَكْمَلَ مُرُوءَةً مِنَ الْحَسَنِ [4] .
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: لَمْ أَرَ أَقْرَبَ قَوْلًا مِنْ فِعْلٍ مِنَ الْحَسَنِ [5] .
وقال أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أَنَسٍ قَالَ: اخْتَلَفْتُ إِلَى الْحَسَنِ عَشْرَ سِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ يَوْمٍ إِلا أَسْمَعُ مِنْهُ مَا لَمْ أَسْمَعْ قَبْلَ ذَلِكَ [6] .
رَوَى حَوْشبٌ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ وَاللَّهِ إِنْ قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ثُمَّ آمَنْتَ بِهِ لَيَطُولَنَّ فِي الدُّنْيَا حُزْنُكَ وَلَيَشْتَدَّنَّ خَوْفُكَ وَلَيَكْثُرَنَّ بُكَاؤُكَ [7] .
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِيسَى الْيَشْكُرِيُّ: مَا رَأَيْتَ أَحَدًا أَطْوَلَ حُزْنًا مِنَ الْحَسَنِ، وَمَا رَأَيْتُهُ إِلا حسبته حديث عهد بمصيبة [8] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 4/ 573.
[2] سير أعلام النبلاء 4/ 573.
[3] السير 4/ 574.
[4] السير 4/ 574.
[5] انظر الطبقات الكبرى 7/ 176.
[6] سير أعلام النبلاء 4/ 574- 575.
[7] الزهد لأحمد 259، حلية الأولياء 2/ 133- 134.
[8] الزهد لأحمد 259، حلية الأولياء 2/ 133.

(7/57)


وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَصِيرِ قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنْ شَيْءٍ فَقُلْتُ: إِنَّ الْفُقَهَاءَ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهًا بِعَيْنِكَ، إِنَّمَا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا الْبَصِيرُ بِدِينِهِ، الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ [1] .
وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ قَالَ: لَقِيتُ مُسْلِمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ حَسَنِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، أُخْبِرُكَ عَنْهُ بِعِلْمٍ أَنَا جَارُهُ إِلَى جَنْبِهِ وَجَلِيسُهُ فِي مَجْلِسِهِ، أَشْبَهُ النَّاسِ سَرِيرَةً بِعَلانِيَةٍ وَأَشْبَهُ قَوْلا بفِعْلٍ، إِنْ قَعَدَ عَلَى أَمْرٍ قَامَ بِهِ، وَإِنْ قَامَ عَلَى أَمْرٍ قَعَدَ بِهِ، وَإِنْ أَمَرَ بِأَمْرٍ كَانَ أَعْمَلَ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ نَهَى عَنْ شَيْءٍ كَانَ أتْرَكَ النَّاسِ لَهُ، رَأَيْتُهُ مُسْتَغْنِيًا عَنِ النَّاسِ، وَرَأَيْتُ النَّاسَ مُحْتَاجِينَ إِلَيْهِ، قَالَ: حَسْبُكَ يَا خَالِدُ، كَيْفَ يُضِلُّ قَوْمٌ هَذَا فِيهِمْ [2] .
قَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَحْلِفُ باللَّه مَا أَعَزَّ أَحَدٌ الدِّرْهَمَ إِلا ذَلَّ [3] .
وَقَالَ حَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: بِئْسَ الرَّفِيقَانِ: الدِّرْهَمُ وَالدِّينَارُ لا يَنْفَعَانَكَ حَتَّى يُفَارِقَانَكَ [4] .
قَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ فِي كِتَابِ «سُؤَالاتِ الْآجُرِيِّ» لَهُ: كَانَ الْحَسَنُ يَكُونُ بِخُرَاسَانَ، وَكَانَ يُرَافِقُ مِثْلَ قَطَرِيِّ بْنِ الْفُجَاءَةِ [5] ، وَالْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، كَانَ مِنَ الشُّجْعَانِ.
قَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: كَانَ الْحَسَنُ أَشْجَعَ أَهْلِ زَمَانِهِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ: مَا رَأَيْتُ أَفْصَحَ مِنَ الْحَسَنِ.
__________
[1] الزهد لأحمد 267 و 279 وفيه «البصير بذنبه» حلية الأولياء 2/ 147.
[2] المعرفة والتاريخ 2/ 51- 52، حلية الأولياء 2/ 147- 148.
[3] انظر حلية الأولياء 2/ 152.
[4] حلية الأولياء 2/ 155.
[5] هو: أبو نعامة، خرج زمن مصعب بن الزبير لما ولي العراق فبقي عشرين سنة يقاتل ويسلّم عليه بالخلافة، وكان الحجّاج بن يوسف الثقفي يسيّر إليه جيشا بعد جيش وهو يستظهر عليهم. قتل في سنة 78 هـ. (وفيات الأعيان 4/ 93 وانظر في الحاشية مصادر ترجمته) .

(7/58)


وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ، وَكَانَ الْمُهَلَّبُ إِذَا قَاتَلَ الْمُشْرِكِينَ يُقَدِّمُهُ [1] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: لَمَّا وُلِّيَ الْحَسَنُ الْقَضَاءَ كَلَّمَنِي رَجُلٌ أَنْ أُكَلِّمَهُ فِي مَالِ يَتِيمٍ يُدْفَعُ إِلَيْهِ وَيَضُمُّهُ قَالَ: فَكَلَّمْتُهُ، فَقَالَ: أَتَعْرِفُهُ؟
قُلْتُ: نَعَمْ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ [2] .
قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ: كَلَّمْتُ مَطَرًا الْوَرَّاقَ فِي بَيْعِ الْمَصَاحِفِ، فَقَالَ: خُذْ: كَانَ حَبْرَا الأُمَّةِ- أَوْ قَالَ فَقِيهَا الأُمَّةِ- لا يَرَيَانِ بِهِ بَأْسًا: الْحَسَنُ وَالشَّعْبِيُّ [3] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ نَعُودُهُ فَمَا كَانَ فِي الْبَيْتِ شَيْءٌ لا فِرَاشٌ وَلا بِسَاطٌ وَلا حَصِيرٌ إِلا سَرِيرٌ مَرْمُولٌ هُوَ عَلَيْهِ [4] .
ذِكْرُ غَلَطِ مَنْ نَسَبَهُ إِلَى الْقَدَرِ قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعِيبَ الْحَسَنَ إِلا بِهِ- يَعْنِي الْقَدَرَ- أَنَا نَازَلْتُهُ فِي الْقَدَرِ غَيْرَ مَرَّةٍ حَتَّى خَوَّفْتُهُ السُّلْطَانَ فَقَالَ: لا أَعُودُ فِيهِ بَعْدَ الْيَوْمِ، وَقَدْ أَدْرَكْتُ الْحَسَنَ وَاللَّهِ مَا يَقُولُهُ [5] .
وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ: ثَنَا أَبُو هِلالٍ، سَمِعْتُ حُمَيْدًا وَأَيُّوبَ يَقُولانِ، فَسَمِعْتُ حُمَيْدًا يَقُولُ لِأَيُّوبَ: لَوَدِدْتُ أَنَّهُ قُسِّمَ عَلَيْنَا غُرْمٌ، وَأَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يتكلّم بالذي تكلّم به [6] .
__________
[1] انظر: المعرفة والتاريخ 2/ 49 ففيه خبر مطوّل.
[2] راجع أخبار القضاة 2/ 7.
[3] المعرفة والتاريخ 2/ 48.
[4] في طبعة القدسي 4/ 104 «مرموك» بالكاف، والتصويب من المعرفة والتاريخ 2/ 48 فالسرير المرمول: الّذي نسج وجهه بالسّعف ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير. (لسان العرب- مادة: رمل) .
[5] الطبقات الكبرى 7/ 167.
[6] الطبقات 7/ 167 وفيه زيادة.

(7/59)


وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَيْضًا، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ: كَذَبَ عَلَى الْحَسَنِ ضَرْبَانِ مِنَ النَّاسِ: قَوْمٌ الْقَدَرُ رَأْيُهُمْ ليُنْفِقُوهُ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَسَنِ، وَقَوْمٌ فِي صُدُورِهِمْ شَنَآنٌ وَبُغْضٌ لِلْحَسَنِ، وَأَنَا نَازَلْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي الْقَدَرِ حَتَّى خَوَّفْتُهُ بِالسُّلْطَانِ، فَقَالَ:
لا أَعُودُ [1) .] وَقَالَ حَمَّادُ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: اللَّهُ خَلَقَ الشَّيْطَانَ وَخَلَقَ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ [2] .
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ 34: 54 [3] . قال حيل بينهم وبين الإيمان [4] .
قال حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ كُلَّهُ عَلَى الْحَسَنِ، فَفَسَّرَهُ لِي أَجْمَعَ عَلَى الإِثْبَاتِ، وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ 26: 200 [5] . قَالَ: الشِّرْكُ سَلَكَهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمْ [6] . وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ: وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ 23: 63 [7] . قَالَ: أَعْمَالٌ سَيَعْمَلُونَهَا لَمْ يَعْمَلُوهَا.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ الْحَسَنَ فَقَالَ:
وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ 11: 118- 119 [8] . قَالَ: أَهْلُ رَحْمَتِهِ لا يَخْتَلِفُونَ:
وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ 11: 119 [9] . فَخَلَقَ هَؤُلاءِ لِجَنَّتِهِ وَهَؤُلاءِ لِنَارِهِ. قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ:
فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ آدَمُ خُلِقَ لِلسَّمَاءِ أَمْ لِلأَرْضِ؟ قَالَ: لِلأَرْضِ خُلِقَ. قُلْتُ:
أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ منها،
__________
[1] قارن بالطبقات 7/ 167 والرواية في: المعرفة والتاريخ 2/ 34.
[2] راجع: سير أعلام النبلاء 4/ 580.
[3] سورة سبإ، الآية 54.
[4] المعرفة والتاريخ 2/ 40 وراجع ص 39 منه.
[5] سورة الشعراء، الآية 200.
[6] المعرفة والتاريخ 2/ 40.
[7] سورة المؤمنون، الآية 63.
[8] سورة هود، الآيتان 118 و 119.
[9] سورة هود، الآية 119.

(7/60)


فَقُلْتُ: مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ. إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ 37: 162- 163 [1] . قَالَ: نَعَمْ، الشَّيَاطِينُ لا يُضِلُّونَ إِلا مَنْ أَحَبَّ اللَّهُ لَهُ أَنْ يَصْلَى الْجَحِيمَ [2] .
قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثَنَا أَبُو هِلالٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ يَوْمَ جُمُعَةٍ وَلَمْ يَكُنْ جَمَّعَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَمَا جَمَّعْتَ؟ قَالَ: أَرَدْتُ ذَاكَ وَلَكِنْ مَنَعَنِي قَضَاءُ اللَّهِ [3] .
قَالَ سُلَيْمَانُ، وَثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، وَمَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، قَالا:
سَأَلْنَا الْحَسَنَ عَنْ مَا بَيْنَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ 1: 2 [4] ، إلى قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ 114: 1 [5] . فَفَسَّرَهُ عَلَى الإِثْبَاتِ.
قُلْتُ: عَلَى إِثْبَاتِ أَنَّ الْأَقْدَارَ للَّه.
وَقَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَنْ كَذَّبَ بِالْقَدَرِ فَقَدْ كَفَرَ [6] .
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ فِي الْحَسَنِ وَمَا كَانَ يَنْحَلُ إِلَيْهِ أَهْلُ الْقَدَرِ فَقَالَ: كَانُوا يَأْتُونَ الشَّيْخَ بِكَلامٍ مُجْمَلٍ لَوْ فَسَّرَهُ لَهُمْ لَسَاءَهُمْ [7] .
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ [8] فِي كِتَابِ «طَبَقَاتِ النُّسَّاكِ» : كَانَ يَجْلِسُ إِلَى الْحَسَنِ طَائِفَةٌ مِنْ هَؤُلاءِ، وَكَانَ هُوَ يَتَكَلَّمُ فِي الْخُصُوصِ حَتَّى نَسَبَتْهُ الْقَدَرِيَّةُ إِلَى الْجَبْرِ، وَتَكَلَّمَ فِي الاكْتِسَابِ حَتَّى نَسَبَتْهُ السُّنَّةُ إِلَى الْقَدَرِ، كُلُّ ذَلِكَ لِافْتِنَانِهِ وَتَفَاوُتِ النَّاسِ عِنْدَهُ، وَتَفَاوتِهِمْ فِي الأَخْذِ عَنْهُ، وَهُوَ بَرِيءٌ من
__________
[1] سورة الصافات، الآيتان 162 و 163.
[2] المعرفة والتاريخ 2/ 41 وراجع- ص 38 و 39 منه.
[3] المعرفة والتاريخ 2/ 36.
[4] فاتحة الكتاب.
[5] سورة الناس آخر سورة في القرآن.
[6] الزهد لأحمد 185، المعرفة والتاريخ 2/ 44.
[7] المعرفة والتاريخ 2/ 47.
[8] هو: أحمد بن محمد بن زياد أبو سعيد بن الأعرابي البصري الصوفي المتوفى سنة 340 هـ. (سير أعلام النبلاء 15/ 407 وفيه مصادر ترجمته) .

(7/61)


الْقَدَرِ، وَمِنْ كُلِّ بِدْعَةٍ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ تَكَشَّفَتْ أَصْحَابُهُ وَبَانَتْ سَرَائِرُهُمْ وَمَا كَانُوا يَتَوَهَّمُونَهُ مِنْ قَوْلِهِ بِدَلائِلَ يُلْزِمُونَهُ بِهَا لا نَصًّا مِنْ قَوْلِهِ، فَأَمَّا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَأَظْهَرَ الْقَدَرَ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: الْخَيْرُ بِقَدَرٍ وَالشَّرُّ لَيْسَ بِقَدَرٍ، هَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارِ في تاريخه، قال: ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قُلْتُ: هَذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَهَا الْحَسَنُ ثُمَّ أَفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ وَرَجَعَ عَنْهَا وَتَابَ مِنْهَا.
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ أَيْضًا: كَانَ عَامَّةُ نُسَّاكِ الْبَصْرَةِ يَأْتُونَهُ وَيَسْمَعُونَ كَلامَهُ، وَكَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ مِنَ الْمُلازِمِينَ لَهُ، وَكَانَ لِلْحَسَنِ مَجْلِسٌ خَاصٌّ فِي مَنْزِلِهِ، لا يَكَادُ يَتَكَلَّمُ فِيهِ إِلا فِي مَعَانِي الزُّهْدِ وَالنُّسُكِ وَعُلُومِ الْبَاطِنِ، فَإِنْ سَأَلَهُ إِنْسَانٌ غَيْرَهَا تَبَرَّمَ [1] بِهِ، وَقَالَ: إِنَّمَا خَلَوْنَا مَعَ إِخْوَانِنَا نَتَذَاكَرُ، فَأَمَّا حَلَقَتُهُ فِي الْمَسْجِدِ فَكَانَ يَمُرُّ فِيهَا الْحَدِيثُ، وَالْفِقْهُ، وَعُلُومُ الْقُرْآنِ، وَاللُّغَةِ، وَسَائِرُ الْعُلُومِ، وَكَانَ رُبَّمَا يُسْأَلُ عَنِ التَّصَوُّفِ فَيُجِيبُ، وَكَانَ مِنْهُمْ مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْحَدِيثِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْقُرْآنِ وَالْبَيَانِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْبَلاغَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَصْحَبُهُ لِلْإِخْلَاصِ وَعِلْمِ الْخُصُوصِ [2] .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِي: كُلُّ شَيْءٍ قَالَ الْحَسَنُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدْتُ لَهُ أَصْلا ثَابِتًا مَا خَلا أَرْبَعَةُ أَحَادِيثَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : كَانَ الْحَسَنُ جَامِعًا عَالِمًا رَفِيعًا حُجَّةً ثِقَةً عَابِدًا كَثِيرَ الْعِلْمِ فَصِيحًا جَمِيلا وَسِيمًا، وَمَا أَرْسَلَهُ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ.
قَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: تُوُفِّيَ الْحَسَنُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ عَارِمٌ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَاتَ الْحَسَنُ لَيْلَةَ الجمعة، وغسّله
__________
[1] في طبعة القدسي 4/ 106 «يبرم» .
[2] انظر سير أعلام النبلاء 4/ 579 وفيه زيادة.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 157- 158.

(7/62)


أَيُّوبُ، وَحُمَيْدٌ، وَأُخْرِجَ حِينَ انْصَرَفَ النَّاسُ، وَذَهَبَ بِي أَبِي مَعَهُ [1] .
وَقِيلَ: تُوُفِّي فِي أَوَّلِ رَجَبٍ، فَصَلُّوا عَلَيْهِ عَقِيبَ الْجُمْعَةِ وَازْدَحَمُوا عَلَيْهِ، حَتَّى أَنَّ صَلاةَ الْعَصْرِ لَمْ تُقَمْ فِي جامع البصرة.
35- (الحسن بن مسلم) [2] سوى ت- بن ينّاق [3] المكّي، كَهْلٌ ثِقَةٌ، تُوُفِّيَ فِي حَيَاةِ وَالِدِهِ.
حَدَّثَ عَنْ: صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، وَطَاوُوسٍ، وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ، وَعَمْرَةُ بْنُ مُرَّةَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ مِنْ أَعْلَى أَصْحَابِ طَاوُسَ، وَمَاتَ قَبْلَ طَاوُسَ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عَنْ طاوس بحضرته، وقد بقي أَبُوهُ حَتَّى سَمِعَ مِنْهُ شُعْبَةُ.
36- (الْحُصَيْنُ بْنُ مَالِكِ) [4] بْنِ الْخَشْخَاشِ [5] ، أَبُو الْقَلُوصِ [6] الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ، جَدُّ قَاضِي الْبَصْرَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَجَدِّهِ- وَلَهُمَا صُحْبَةٌ- وَعِمْرَانَ بن حصين، وسمرة.
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 177- 178.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 479، التاريخ لابن معين 2/ 116، المعرفة والتاريخ 1/ 436 و 2/ 20، التاريخ الكبير 2/ 306 رقم 2565، الجرح والتعديل 3/ 36 رقم 155، مشاهير الأمصار 143 رقم 1126، الكاشف 1/ 167 رقم 1074، تهذيب التهذيب 2/ 322 رقم 558، تقريب التهذيب 1/ 171 رقم 321، خلاصة تذهيب التهذيب 81.
[3] مهمل بالأصل، والتصحيح من مصادر ترجمته.
[4] الطبقات الكبرى 7/ 125 وفيه (حصين بن أبي الحر بن مالك) ، الطبقات لخليفة 202 (وفيه يكنى أبو القموص) ، التاريخ الكبير 3/ 9 رقم 30، تاريخ الثقات 123 رقم 302، المعارف 337، الجرح والتعديل 3/ 195 رقم 848 (وفيه) : حصين بن مالك العنبري) ، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 374، الكاشف 1/ 75 رقم 1138، جمهرة أنساب العرب 209 (وفيه:: الحصين بن الحرّ بن مالك) ، تهذيب الكمال 1/ 297- 199 (وفيه: حصين بن أبي الحر التميمي العنبري) ، الوافي بالوفيات 13/ 91 رقم 85، تهذيب التهذيب 2/ 388 رقم 675، تقريب التهذيب 1/ 183 رقم 418، خلاصة تذهيب التهذيب 86، الثقات لابن حبان 4/ 156.
[5] في طبعة القدسي 4/ 106 (الحسحاس) بالمهملات، والتصحيح من مصادر ترجمته.
[6] في الطبقات لخليفة 202 «القموص» بالميم بدل اللام.

(7/63)


وَعَنْهُ: ابْنُهُ الْحَسَنُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ.
وَهُوَ الْحُصَيْنُ بْنُ أَبِي الْحُرِّ، وَقِيلَ إِنَّهُ كَبِيرُ السِّنِّ، وُلِّيَ عِمَالَةَ مَيْسَانَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَامْتَدَّتْ حَيَاتُهُ، وَيُقَالُ: مَاتَ فِي سِجْنِ الْحَجَّاجِ.
37- (حِطَّانُ [1] بْنُ خُفَافٍ [2] الجرميّ) [3] أبو الجويرية، وهو بكنيته أشهر.
روى عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
38- (حَفْصَةُ بِنْتُ سِيرِينَ) [4] ع- أمّ الهذيل البصريّة.
رَوَتْ عَنْ: أُمِّ عَطِيَّةَ، وَأُمِّ الرَّائِحِ الرَّبَابِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَوْلاهَا مِنْ أَعْلَى، وَأَبِي الْعَالِيَةِ.
وَعَنْهَا: أَخُوهَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، وَقَتَادَةُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَعَنْ إِيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: مَا أدركت أحدا أفضّله على حفصة بنت
__________
[1] حطان: بكسر الحاء المهملة وتشديد الطاء المهملة أيضا.
[2] خفاف: بضم الخاء المعجمة، وفتح الفاء المخفّفة.
[3] الطبقات الكبرى 6/ 322، التاريخ الكبير 3/ 118 رقم 395، المعرفة والتاريخ 2/ 260 و 815 و 3/ 67 و 104 و 210 و 376، الكنى والأسماء 1/ 139، الجرح والتعديل 3/ 304 رقم 1355، تهذيب الكمال 1/ 301، الكاشف 1/ 177 رقم 1151، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 112 رقم 435، الوافي بالوفيات 13/ 96 رقم 94، تهذيب التهذيب 2/ 396 رقم 691، تقريب التهذيب 1/ 185 رقم 435، خلاصة تذهيب التهذيب 87.
[4] الطبقات الكبرى 8/ 484، تاريخ الثقات 518 رقم 2089، المعارف 442، المعرفة والتاريخ 2/ 58 و 115 و 284 و 3/ 21 و 27 و 405، تهذيب الكمال 3/ 1679، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 604 رقم 2358، سير أعلام النبلاء 4/ 507 رقم 198، العبر 1/ 123، الكاشف 3/ 423 رقم 32، مرآة الجنان 1/ 211، الوافي بالوفيات 13/ 106 رقم 112، تهذيب التهذيب 12/ 409 رقم 2762، تقريب التهذيب 2/ 594 رقم 7، النجوم الزاهرة 1/ 275، خلاصة تذهيب التهذيب 490، شذرات الذهب 1/ 122، أعلام النساء لكحّالة 1/ 272.

(7/64)


سِيرِينَ، قَرَأَتِ الْقُرْآنَ وَلَهَا اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً، وَعَاشَتْ سَبْعِينَ سَنَةً، فَذَكَرُوا لَهُ الْحَسَنَ وَابْنَ سيرين فقال: أمّا أَنَا فَلا أُفَضِّلُ عَلَيْهَا أَحَدًا.
وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: مَكَثَتْ حَفْصَةُ ثَلاثِينَ سَنَةً لا تَخْرُجُ مِنْ مُصَلاهَا إِلا قَائِلَةً أَوْ لِأَجْلِ حَاجَةٍ.
قُلْتُ: كَانَتْ عَدِيمَةَ النَّظِيرِ فِي نِسَاءِ وَقْتِهَا، فَقِيهَةً صَادِقَةً فَاضِلَةً كَبِيرَةَ الْقَدْرِ، تُوُفِّيَتْ بَعْدَ الْمِائَةِ.
39- (الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ) [1] م د ت ن- الأعرج.
رَوَى عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَمَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ، أَبُو خُشَيْنَةَ [2] حَاجِبُ بْنُ عَمْرٍو، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ.
40- (الْحَكَمُ بْنُ عَبْدَلٍ الأَسَدِيُّ) [3] الشَّاعِرُ، شَاعِرٌ مُفْلِقٌ خَبِيثُ الْهِجَاءِ، مَدَحَ الْكِبَارَ، وَوَفَدَ مِنَ الْكُوفَةِ عَلَى عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ بِوَاسِطٍ. وَشِعْرُهُ سَائِرٌ مَذْكُورٌ فِي كِتَابِ «الْأَغَانِي» لِأَبِي الْفَرَجِ الْأَصْفَهَانِيِّ، مَا عِنْدِي الآنَ من شعره ما أورده.
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 213، التاريخ الكبير 2/ 332 رقم 2653، تاريخ الثقات 126 رقم 313، المعرفة والتاريخ 3/ 106 و 114، الجرح والتعديل 3/ 120 رقم 557، الثقات لابن حبّان 6/ 186، ميزان الاعتدال 1/ 576 رقم 2185، الكاشف 1/ 182 رقم 1187، تهذيب التهذيب 2/ 428- 429 رقم 748، تقريب التهذيب 1/ 191 رقم 486، خلاصة تذهيب التهذيب 89.
[2] مصحّف في الأصل، والتصويب من تهذيب التهذيب 2/ 429.
[3] الأغاني 2/ 404- 427، الأمالي للقالي 2/ 260 و 3/ 46، ديوان الحماسة، شرح التبريزي 517، أمالي المرتضى 1/ 633- 634، الحيوان 1/ 247 وراجع الفهرس، المؤتلف والمختلف للآمدي 242، ثمار القلوب للثعالبي 418، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 399- 402، اللباب 2/ 372، معجم الأدباء 10/ 228- 239 رقم 27، سمط اللآلئ 899، الوافي بالوفيات 13/ 114- 117 رقم 126، فوات الوفيات 1/ 390- 392، وفيات الأعيان 2/ 201- 204 رقم 203، دائرة المعارف الإسلامية 3/ 72- 73، دائرة معارف البستاني 3/ 344، الأعلام 2/ 267. معجم الشعراء في لسان العرب 128 رقم 273.

(7/65)


41- (الْحَكَمُ بْنُ مِينَا الأَنْصَارِيُّ) [1]- م ن ق- رَأَى بِلالا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَتَوَضَّأُ بِدِمَشْقَ.
وَرَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وعنه: سعد بن إبراهيم، والضحاك بن عثمان الحزامي، وأبو سلام ممطور، وحجاج بن أرطأة، وابنه شبيب بن الحكم.
وثقه أبو زرعة.
42- (حكيم بن أبي حرّة) [2]- خ ق- الأسلمي المدني.
عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَسِنَانِ بْنِ سَنَّةَ [3] .
وَعَنْهُ: ابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَابْنُ حِبَّانَ.
43- (حَكِيمُ بْنُ حَكِيمِ) [4]- 4- بْنِ عَبَّادِ بْنِ حُنَيْفٍ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: ابْنِ عَمِّهِمْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، وَمَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ الزُّرَقِيِّ [5] ،
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 126، التاريخ الكبير 2/ 343 رقم 2686، الجرح والتعديل 3/ 127- 128 رقم 578، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 412، الكاشف 1/ 184 رقم 1201، تهذيب التهذيب 2/ 440 رقم 767، تقريب التهذيب 1/ 193 رقم 504، خلاصة تذهيب التهذيب 90، تهذيب الكمال 1/ 314- 315.
[2] التاريخ الكبير 3/ 14 رقم 54، الجرح والتعديل 3/ 203 رقم 879، الكاشف 1/ 185 رقم 1207، تهذيب التهذيب 2/ 446 رقم 774، تقريب التهذيب 1/ 194، تهذيب الكمال 1/ 317، خلاصة تذهيب التهذيب 90، أسماء التابعين 1/ 445 رقم 226 وحرّة: بضم الحاء المهملة.
[3] سنّة: بفتح السين المهملة، وتشديد النون المفتوحة. (تقريب التهذيب 1/ 334) .
[4] التاريخ الكبير 3/ 17 رقم 69، تاريخ الثقات 129 رقم 321، الجرح والتعديل 3/ 202 رقم 877، الثقات لابن حبّان 6/ 214، مشاهير علماء الأمصار 129 رقم 1015، ميزان الاعتدال 1/ 584 رقم 2216، الكاشف 1/ 185 رقم 1209، تهذيب التهذيب 2/ 448 رقم 776، تقريب التهذيب 1/ 194 رقم 513، تهذيب الكمال 1/ 320، المغني في الضعفاء 1/ 186 رقم 1686.
[5] مهملة في الأصل، وهو بضمّ الزاي المشدّدة وفتح الراء. (تقريب التهذيب 2/ 243) .

(7/66)


وَنَافِعِ [1] بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ عُثْمَانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاشٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ [2] .
44- (حَكِيمُ بْنُ عُمَيْرِ) [3] د ق- بن الأحوص الحمصيّ.
عن: العرباض بن سارية، وعتبة بن عبد، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَرْسَلَ عَنْ عُمَرَ وَغَيْرِهِ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ، وَأَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، وَأَبُو بكر بن أبي مريم، ومعاوية بن صالح، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ فِي جَبْهَتِهِ أَثَرَ السُّجُودِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
45- (حَكِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ) [5] 4- بْنِ حَيْدَةَ [6] الْقُشَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَبُو بَهْزٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَعَنْهُ: بَنُوهُ بَهْزٌ، وَسَعِيدٌ، وَمِهْرَانُ، وَسَعِيدٌ وَالْجُرَيْرِيُّ، وَأَبُو قُزْعَةَ سويد بن حجير.
__________
[1] في طبعة القدسي 4/ 108 «يافع» وهو تحريف. والتصحيح من التقريب 2/ 295.
[2] الثقات 6/ 214.
[3] التاريخ الكبير 3/ 16 رقم 64 (وفيه: حكيم بن عمر أبو الأحوص، وانظر التعليق في الحاشية) ، الجرح والتعديل 3/ 206 رقم 895، مشاهير علماء الأمصار 114 رقم 873، تهذيب الكمال 1/ 320، الكاشف 1/ 185 رقم 1213، تهذيب التهذيب 2/ 450 رقم 781، تقريب التهذيب 1/ 194 رقم 518، الكنى والأسماء 1/ 111، خلاصة تذهيب التهذيب 91.
[4] الجرح والتعديل 3/ 206.
[5] التاريخ الكبير 3/ 12 رقم 45، مشاهير علماء الأمصار 96 رقم 703، تهذيب الكمال 1/ 321، الكاشف 1/ 186 رقم 1215، تهذيب التهذيب 2/ 451 رقم 783، تقريب التهذيب 1/ 194 رقم 520، خلاصة تذهيب التهذيب 91.
[6] حيدة: بفتح الحاء المهملة وسكون الياء وفتح الدال.

(7/67)


قَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، خَرَّجَ لَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ، وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ.
46-[حَمَّادٌ [1] الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ] عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو الْعُمَيْسِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيُّ، وَهُوَ مُقِلٌّ.
47- (حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [2] بْنِ الْخَطَّابِ) ع- العدوي المدني.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَمَّتِهِ حَفْصَةَ، وَعَائِشَةَ أُمَّيِ الْمُؤْمِنِينَ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ التَّابِعِينَ وَفُقَهَائِهِمْ، وَسَالِمٌ أَجَلُّ مِنْهُ.
48- (حَمْزَةُ بْنُ أَبِي أُسَيْدٍ) [3] مَالِكُ بْنُ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيُّ المدني.
روى عن: أبيه، والحارث الصّدائيّ.
__________
[1] في طبعة القدسي 4/ 108 «حمار» وهو تصحيف، ولم أقف على مصادره.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 203، الطبقات لخليفة 246، التاريخ لابن معين 2/ 135، التاريخ الكبير 3/ 47- 48 رقم 178، تاريخ الثقات 133 رقم 334، المعرفة والتاريخ 1/ 370، الجرح والتعديل 3/ 212 رقم 930، الثقات لابن حبّان 4/ 6، مشاهير علماء الأمصار 83/ 507، تهذيب الكمال 1/ 333، الكاشف 1/ 190 رقم 1246، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 105 رقم 408، تعجيل المنفعة 104 رقم 229، تهذيب التهذيب 3/ 30 رقم 43، تقريب التهذيب 1/ 199 رقم 570، خلاصة تذهيب التهذيب 93، الوافي بالوفيات 13/ 174 رقم 197.
[3] أسيد: بضم الهمزة، وترجمة حمزة في:
الطبقات الكبرى 5/ 271- 272، الطبقات لخليفة 254، التاريخ الكبير 3/ 46- 47 رقم 175، المعرفة والتاريخ 1/ 344 و 387، الجرح والتعديل 3/ 214 رقم 940، مشاهير علماء الأمصار 76 رقم 547 (وفيه كنيته أبو مالك الساعدي ومات في ولاية الوليد بن عبد الملك) ، تهذيب الكمال 1/ 331، الكاشف 1/ 190 رقم 1240، الوافي بالوفيات 13/ 176 رقم 201، الإصابة 1/ 352 رقم 1823، تهذيب التهذيب 3/ 26 رقم 35، تقريب التهذيب 1/ 199 رقم 562، خلاصة تذهيب التهذيب 93.

(7/68)


وعنه: ابنه مالك، والزهري، ومحمد بن عمرو، وعبد الرحمن بن الغسيل، وغيرهم.
قال الهيثم: توفي في أيام الوليد، وقيل: تأخر.
49- (حميد بن عقبة) [1] أبو سنان الدمشقي.
روى عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيُّ [2] ، وَالْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ.
عِدَادُهُ فِي أَهْلِ فِلَسْطِينَ، وَلَهُ حَدِيثَانِ.
50- (حُمَيْدُ بْنُ مَالِكِ) [3] بْنِ خُثَمَّ [4] ، مَدَنِيٌّ.
عَنْ: سَعْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: بُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ.
لَهُ فِي «الْمُوَطَّأِ» وَفِي أَدَبِ الْبُخَارِيِّ حَدِيثٌ، وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
51- (حَوْطُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [5] بْنِ رَافِعٍ الْعَبْدِيُّ) عَنْ: ابْنِ مَسْعُودٍ- وَأَرَاهُ مُنْقَطِعًا- وَعَنْ: تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، وَأَبِي الشَّعْثَاءِ.
وَعَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَمِسْعَرٌ، وَالصَّلْتُ بن بهرام.
__________
[1] التاريخ الكبير 2/ 349- 350 رقم 2709، الجرح والتعديل 3/ 226 رقم 995، تهذيب تاريخ دمشق 4/ 464- 465.
[2] في طبعة القدسي 4/ 109 «الشيبانيّ» بالشين المعجمة، وهو تحريف، والتصويب من تقريب التهذيب 2/ 355.
[3] التاريخ الكبير 2/ 347- 348 رقم 2703، تاريخ الثقات 135 رقم 343، الجرح والتعديل 3/ 228 رقم 1002، الثقات لابن حبان 4/ 148، تهذيب التهذيب 3/ 47- 48 رقم 81، تقريب التهذيب 1/ 203 رقم 609، تهذيب الكمال 1/ 338.
[4] هكذا ضبطه في: الجرح والتعديل 3/ 228 وانظر التعليق في: التاريخ الكبير، بالحاشية 2/ 347- 348، وفي بقيّة المصادر «خثيم» .
[5] التاريخ الكبير 3/ 91- 92 رقم 317، المعرفة والتاريخ 2/ 585 (وفيه: دحوط بن رافع) ، الجرح والتعديل 3/ 288 رقم 1286.

(7/69)


وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] وَلَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ.
52- (حَيَّانُ بن عمير) [2] م د ن- الجريريّ البصري.
عَنْ: سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وسليمان التّيمي، وعوف بن أبي جميلة.
له حديث واحد في الكتب، حديث الكسوف.
__________
[1] لم يذكره في تاريخه.
[2] التاريخ لابن معين 2/ 141، التاريخ الكبير 3/ 54 رقم 205، الجرح والتعديل 3/ 244 رقم 1085، تهذيب الكمال 1/ 346، الكاشف 1/ 197 رقم 1297، تهذيب التهذيب 3/ 67- 68 رقم 130، تقريب التهذيب 1/ 208 رقم 310.

(7/70)


[حرف الخاء]
53- خالد بن معدان [1] ع ابْنِ أَبِي كَرْبٍ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكَلاعِيُّ الحمصيّ.
عَنْ: ثَوْبَانَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَجُبَيْرِ بْنِ نفير، وكثير بن مرّة، والمقدام بن معديكرب، وطائفة.
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 455، الطبقات لخليفة 310، تاريخ خليفة 339، التاريخ لابن معين 2/ 145، التاريخ الكبير 3/ 176 رقم 601، تاريخ الثقات للعجلي 142 رقم 370، المعارف 625، المعرفة والتاريخ 1/ 152 و 700 و 701 و 2/ 332 و 385 و 399، تاريخ أبي زرعة 1/ 243، الكنى والأسماء 2/ 55، الجرح والتعديل 3/ 351 رقم 1584، كتاب المراسيل 52- 53 رقم 71، مشاهير علماء الأمصار 113 رقم 865، أسماء التابعين 1/ 452 رقم 274، ذيل المذيل 632، فتوح مصر وأخبارها لابن عبد الحكم 39 و 304، حلية الأولياء 5/ 210- 221 رقم 318، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 120 رقم 467، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 89- 91، تحفة الأشراف 13/ 184- 185 رقم 1052، تهذيب الكمال 1/ 363، الكاشف 1/ 208 رقم 1364، دول الإسلام 1/ 73، سير أعلام النبلاء 4/ 536- 541 رقم 216، تذكرة الحفاظ 1/ 93 رقم 84، جامع التحصيل 206 رقم 167، الوافي بالوفيات 13/ 263 رقم 323، البداية والنهاية 9/ 230، مرآة الجنان 1/ 219، الكامل في التاريخ 5/ 27 و 217، تهذيب التهذيب 3/ 118 رقم 222، تقريب التهذيب 1/ 218 رقم 80، طبقات الحفاظ 1/ 36 رقم 82 (وفيه: ابن أبي كريب) ، النجوم الزاهرة 1/ 252، خلاصة تذهيب التهذيب 103، شذرات الذهب 1/ 126.

(7/71)


وَعَنْهُ: بَحِيرُ [1] بْنُ سَعْدٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَجَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَبِنْتُهُ عَبْدَةُ ابْنَةُ خَالِدٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ صَفْوَانُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَقِيتُ سَبْعِينَ صَحَابِيًّا.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَمَّا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ فَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ [2] : لَمْ يَصِحَّ سَمَاعُهُ مِنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، فَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُتَّصِلٌ قَدْ أَدْرَكَهُ.
وَقَالَ بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ: مَا رَأَيْتُ أحدا ألزم للعلم منه، وكان علمه في مصحف له أزرار وعرى [3] .
وعن حبيب بن صالح قَالَ: مَا خِفْنَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ مَا خِفْنَا خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ [4] .
وَقَالَ صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو: رَأَيْتُ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ إِذَا عَظُمَتْ حَلَقَتُهُ قَامَ كَرَاهِيَةَ الشُّهْرَةِ.
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: مَا أُقَدِّمُ عَلَى خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَحَدًا.
وَعَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ- وَكَانَ مِنْ سَادَةِ التَّابِعِينَ- قَالَ: لَوْ كَانَ لِلْمَوْتِ غَايَةٌ تُعْرَفُ مَا سَبَقَنِي أَحَدٌ إِلَيْهِ، إِلا بِفَضْلِ قُوَّةٍ [5] .
وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يُسَبِّحُ فِي الْيَوْمِ أَرْبَعِينَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ [6] .
وَبَلَغَنَا أَنَّهُ مَاتَ صَائِمًا [7] ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ خالد بن معدان سنة ثلاث ومائة [8] .
__________
[1] مهمل في الأصل، والتصويب من: تقريب التهذيب 1/ 93.
[2] ما قاله أبو حاتم غير موجود في الجرح والتعديل.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 90.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 90.
[5] قارن عبارته بحلية الأولياء 5/ 210، الطبقات الكبرى 7/ 455.
[6] حلية الأولياء 5/ 210 وفيه زيادة «سوى ما يقرأ من القرآن» ، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 91.
[7] حلية الأولياء 5/ 210، الطبقات الكبرى 7/ 455، تهذيب تاريخ دمشق 975.
[8] الطبقات الكبرى 7/ 255.

(7/72)


وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْحِمْصِيِّينَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ، وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ، وَكَانَ كَثِيرَ الْجِهَادِ.
54- (خُلَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [1] الْعَصَرِيُّ) [2] أَبُو سُلَيْمَانَ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ [3] .
وَكَأَنَّهُ قَدْ تَقَدَّمَ، فَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ قَالَ: كَانَ خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ يَصُومُ الدَّهْرَ [4] .
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ شِهَابٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خُلَيْدٍ قَالَ: أَلا إِنَّ كُلَّ حَبِيبٍ يُحِبُّ أَنْ يَلْقَى حَبِيبَهُ فَأَحِبُّوا اللَّهَ وسيروا إليه [5] .
__________
[1] الطبقات لخليفة 209، التاريخ لابن معين 2/ 149، التاريخ الكبير 3/ 198 رقم 673، الكنى والأسماء 1/ 193، الجرح والتعديل 3/ 383 رقم 1754، المراسيل 55 رقم 78، تهذيب الكمال 1/ 377، الكاشف 1/ 216 رقم 1418، جامع التحصيل 207- 208 رقم 173، تهذيب التهذيب 3/ 159 رقم 302، تقريب التهذيب 1/ 227 رقم 150، خلاصة تذهيب التهذيب 106، حلية الأولياء 2/ 232- 234 رقم 182.
[2] العصري: بفتح العين والصاد المهملتين. نسبة إلى عصر، وهو بطن من عبد القيس. (اللباب 2/ 343) .
[3] العطاردي: بضم العين وفتح الطاء المهملتين وبعد الألف راء ودال مهملتان مكسورتان. نسبة إلى عطارد، وهو اسم لجدّ المنتسب إليه. (اللباب 2/ 345) .
[4] حلية الأولياء 2/ 233.
[5] حلية الأولياء 2/ 232.

(7/73)


[حرف الدَّالِ]
55- (دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَاصِمِ) [1] بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ الطَّائِفِيُّ ثُمَّ الْمَكِّيُّ.
رَوَى عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ قَتَادَةُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ.
عَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ.
56- (دِينَارُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظُ) [2] م ن- مَدَنِيٌّ جَلِيلٌ.
رَوَى عَنْ: سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: عُمَرُ بْنُ نُبَيْهٍ الْكَعْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُوسَى بْنُ عبيدة، وأسامة بن زيد اللّيثي، وآخرون.
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 488، الطبقات لخليفة 286، التاريخ الكبير 3/ 230 رقم 776، المعرفة والتاريخ 1/ 401- 402، الجرح والتعديل 3/ 421 رقم 1921، المراسيل 56 رقم 80، تهذيب الكمال 1/ 386، الكاشف 1/ 222 رقم 1458، جامع التحصيل 209 رقم 177، تهذيب التهذيب 3/ 189 رقم 361، تقريب التهذيب 1/ 232 رقم 20، خلاصة تذهيب التهذيب 110.
[2] التاريخ لابن معين 2/ 157، التاريخ الكبير 3/ 244 رقم 839، الكنى والأسماء 2/ 55، الجرح والتعديل 3/ 430 رقم 1954، تهذيب الكمال 1/ 395، الكاشف 1/ 227 رقم 1498، تهذيب التهذيب 3/ 217 رقم 411، تقريب التهذيب 1/ 237 رقم 68، خلاصة تذهيب التهذيب 111.

(7/74)


وكان ذال صَلاحٍ وَوَقَارٍ وَفَضْلٍ.
57- (دِينَارُ عقيصا) [1] أَبُو سَعِيدٍ.
عَنْ: عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَعَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جِحَادَةَ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
قال ابن معين [2] : ليس بشيء.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 247 رقم 854، الكنى والأسماء 1/ 188، الجرح والتعديل 3/ 430- 431 رقم 1958، ميزان الاعتدال 2/ 30 رقم 2689.
[2] لم ترد هذه العبارة في التاريخ لابن معين. (انظر 2/ 707) .

(7/75)


[حرف الذَّالِ]
58- (ذَفِيفٌ [1] مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ) .
عَنِ: ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ: حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ الْمَكِّيُّ وَحْدُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ، وَلَهُ حَدِيثٌ أَوْ حَدِيثَانِ.
- (ذكوان) هُوَ أَبُو صالح السمان، يأتي فِي الكني.
59- (ذَيَّالُ بْنُ حَرْمَلَةَ الأَسَدِيُّ) [2] عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرٍ.
وَعَنْهُ: حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وحصين بن عبد الرحمن وآخرون.
__________
[1] في طبعة القدسي 4/ 110 «دفيف» بالدال المهملة، وكذا ورد في الجرح والتعديل 3/ 443 رقم 2011، وجاء في الحاشية: المعروف أن هذا «ذفيف» أوّله ذال معجمة مفتوحة، وفي باب الذال المعجمة، ذكره البخاري في التاريخ (3/ 267 رقم 912) وابن حبّان في الثقات، وابن حجر في التعجيل، ووقع في التعجيل أنه مات سنة تسع ومائة. (انظر تعجيل المنفعة 121 وقال: وهو بوزن عظيم) ، والّذي في الثقات سنة سبع ومائة، وهكذا نقله شارح القاموس عن الثقات.
وجاء في حاشية التاريخ الكبير 3/ 267: «زاد ابن حبّان في الثقات: (مولى ابن عباس) وأثره في الموطّأ في الأبواب التي تلي الطلاق باب العزل» . وذكره ابن خياط في طبقاته- ص 280.
[2] التاريخ الكبير 3/ 261 رقم 897، الجرح والتعديل 3/ 451 رقم 2041.

(7/76)


[حرف الرَّاءِ]
60- (رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ الْحِمْصِيُّ) [1] 4- يُقَالُ فِيهَا وَقِيلَ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ.
61- الرَّاعِي الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ [2] هُوَ أَبُو جَنْدَلٍ عُبَيْدُ بْنُ حُصَيْنٍ النّميريّ الّذي هجاه جرير، حيث يقول:
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 456، الطبقات لخليفة 310، التاريخ الكبير 3/ 292 رقم 994، تاريخ الثقات 151 رقم 408، المعرفة والتاريخ 2/ 332 و 385 و 429، تاريخ أبي زرعة 1/ 601، الجرح والتعديل 3/ 483 رقم 2178، المراسيل 59 رقم 86، مشاهير علماء الأمصار 114 رقم 868، الثقات لابن حبّان 4/ 233، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 292- 293، تهذيب الكمال 1/ 398، تحفة الأشراف 13/ 189 رقم 1062، ميزان الاعتدال 2/ 35 رقم 7206، الكاشف 1/ 231 رقم 1511، جامع التحصيل 210 رقم 181، الوافي بالوفيات 14/ 62 رقم 57، تهذيب التهذيب 3/ 225- 226 رقم 432، تقريب التهذيب 1/ 240 رقم 3، خلاصة تذهيب التهذيب 113.
[2] طبقات فحول الشعراء 693، الشعر والشعراء 1/ 327- 330 رقم 68 (وفيه اسمه: حصين بن معاوية) ، نسب قريش 194- 196، الكامل في الأدب 1/ 165 و 377 و 2/ 97، عيون الأخبار 1/ 319، المؤتلف والمختلف للآمدي 122، جمهرة أنساب العرب لابن حزم 279، ثمار القلوب للثعالبي 413 و 496، الحيوان 5/ 309 و 7/ 210، الأغاني 24/ 205- 217، أمالي المرتضى (راجع فهرس الأعلام- مادة الراعي النميري 2/ 577، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 11/ 6 آ، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 152- 153 (في ترجمة سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب) ، تهذيب الألفاظ لابن السكيت 399 (طبعة بيروت 1895) ، لسان العرب 6/ 164 ومواضع أخرى كثيرة، انظر: معجم الشعراء في لسان العرب للدكتور ياسين الأيوبي 167 رقم 368 وقد أشار إلى بعض مصادر ترجمته، وله قصيدة طويلة في جمهرة أشعار العرب

(7/77)


فَغُضَّ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ ... فَلا كَعْبًا [1] بَلَغْتَ وَلا كِلَابَا
وَلُقِّبَ بِالرَّاعِي لِكَثْرَةِ وَصْفِهِ لِلْإِبِلِ فِي نَظْمِهِ، وَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَللرَّاعِي تَرْجَمَةٌ فِي «تَارِيخِ دِمَشْقَ» .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: وَلَقَدْ هَجَا الرّاعي فأوجع، وهو القائل في ابن الرِّقَاعِ الْعَامِلِيِّ الشَّاعِرِ:
لَوْ كُنْتَ مِنْ أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوْتُكُمْ ... يَا بْنَ الرِّقَاعِ وَلَكِنْ لَسْتَ مِنْ أَحَدٍ
تَأْبَى قُضَاعَةُ أَنْ يُعْزَى لَكُمْ نَسَبًا ... وَابْنَا نِزَارٍ فَأَنْتُمْ بَيْضَةُ الْبَلَدِ
[2] وَأَوَّلُ قَصِيدَةِ جَرِيرٍ الَّتِي هَجَاهُ بِهَا:
أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلٌ وَالْعَتَابَا ... وَقُولِي إِنْ أَصَبْتُ لَقَدْ أَصَابَا
إِذَا غَضِبَتْ عَلَيَّ بَنُو تَمِيمٍ ... حَسِبْتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ غِضَابَا
أَلَمْ تَرَ أَنَّ كَلْبَ بَنِي كليب ... أراد حياض [3] دجلة ثم هابا
[4]
__________
[ () ] لابن دريد 337، وشعر في حماسة الشجري، وسمط اللآلئ 50، معجم البلدان 3/ 251، وفيات الأعيان 3/ 171 و 5/ 240 و 383، لباب الأدب لابن منقذ 89- 90 و 105 و 268، سير أعلام النبلاء 4/ 597- 598 رقم 237، شرح شواهد المغني 336، شرح النقائض (في أماكن متفرقة) ، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 504، وتراجع ترجمة جرير فحيثما وردت ترجمته يرد ذكر الراعي النميري، وقد أصدر الدكتور ناصر الحاني بدمشق 1964 «شعر الراعي النميري وأخباره» ، كما جمع الدكتور نوري حمودي القيسي والأستاذ هلال ناجي شعر الراعي النميري في كتاب صدر ببغداد، وانظر: البرصان والعرجان للجاحظ (فهرس الأعلام- ص 404) .
[1] في الأصل «سعدا» ، وما أثبتناه هو المشهور. وقد ورد البيت في ديوان جرير 821، الكامل في الأدب 1/ 340، الأغاني 8/ 20 و 30- 32، خزانة الأدب للبغدادي 4/ 595، وغيره.
[2] ورد البيتان في ديوانه 64 وفيه «أن ترضى لكم نسبا» ، وفي سير أعلام النبلاء 4/ 598 «أن تعرف لكم نسبا» ، وانظر: طبقات ابن سلام 503- 504، الأغاني 24/ 215 وفيه «لم تعرف لكم نسبا» ، لسان العرب، مادّة بيض.
[3] في طبعة القدسي 4/ 111 «خياض» بالخاء المعجمة، وهو تحريف.
[4] وورد هذا البيت في شعر الراعي:
رأيت الجحش جحش بني كليب ... تيمّم حوض دجلة ثم هابا
(الأغاني 24/ 210) وانظر ديوان جرير 72.

(7/78)


62- ربعيّ بن حراش [1] ع ابْنِ جَحْشِ بْنِ عَمْرٍو الْغَطَفَانِيُّ ثُمَّ الْعَبْسِيُّ الكوفي، أَحَدُ كِبَارِ التَّابِعِينَ الْمُعَمَّرِينَ، وَهُوَ أَخُو الرَّجُلِ الصَّالِحِ مَسْعُودِ بْنُ حِرَاشٍ الَّذِي تَكَلَّمَ بَعْدَ الْمَوْتِ.
سَمِعَ: عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ، وَعَلِيًّا، وَحُذَيْفَةَ، وَأَبَا مُوسَى، وَأَبَا مَسْعُودٍ الْبَدْرِيَّ، وَأَبَا بَكْرَةَ الثَّقَفِيَّ، وَجَمَاعَةً.
وَعَنْهُ: أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، وَمَنْصُورٌ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: ثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ قَالَ: خَطبَنَا عُمَرُ بِالْجَابِيَةِ [2] .
وَعَنِ الْكَلْبِيِّ قَالَ: وَكَتَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حِرَاشِ بْنِ جَحْشٍ فَمَزَّقَ كِتَابَهُ [3] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ: رَأَيْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ وَمَرَّ بِعَشَّارٍ وَمَعَهُ مَالٌ، فَوَضَعَهُ عَلَى قَرَبُوسِ سرجه ثم غطّاه ومرّ [4] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 127، الطبقات لخليفة 154، تاريخ خليفة 288، التاريخ لابن معين 2/ 159- 160، التاريخ الكبير 3/ 327 رقم 1106، تاريخ الثقات 152 رقم 415، المعرفة والتاريخ 3/ 107 و 338، الجرح والتعديل 3/ 509 رقم 2307، المراسيل 59 رقم 87، تاريخ أبي زرعة 1/ 294، مشاهير علماء الأمصار 102 رقم 760، تاريخ بغداد 8/ 433- 434 رقم 4540، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 300- 301، تحفة الأشراف 13/ 189 رقم 1063، تهذيب الكمال 1/ 401، حلية الأولياء 4/ 367- 371 رقم 281 (وفيه: «خراش» بالخاء المعجمة، وهو تحريف) ، صفة الصفوة 3/ 36 رقم 391، الكاشف 1/ 234 رقم 1534، سير أعلام النبلاء 4/ 359- 362 رقم 139، تذكرة الحفاظ 1/ 69 رقم 65، العبر 1/ 121، أسد الغابة 2/ 162 (وفيه: «خراش» بالخاء المعجمة، وهو تحريف) ، وفيات الأعيان 2/ 300- 301 رقم 236، الوافي بالوفيات 14/ 78 رقم 89، الإصابة 1/ 525 رقم 2721، تهذيب التهذيب 3/ 236- 237 رقم 458، تقريب التهذيب 1/ 243 رقم 28، جامع التحصيل 210 رقم 182، النجوم الزاهرة 1/ 253، طبقات الحفاظ 27، خلاصة تذهيب التهذيب 114، شذرات الذهب 1/ 121، مرآة الجنان 1/ 211.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 300.
[3] الطبقات لابن سعد 6/ 127 وفيه «خرّق» بدل «مزّق» .
[4] تاريخ دمشق (المخطوط) 6/ 101 ب، والقربوس: حنو السّرج.

(7/79)


وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَتَى رَجُلٌ الْحَجَّاجَ فَقَالَ: إِنَّ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ زَعَمُوا لا يَكْذِبُ، وَقَدْ قَدِمَ ابْنَاهُ عَاصِيَيْنِ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ فَقَالَ: مَا فَعَلَ ابْنَاكَ؟
قَالَ: هُمَا فِي الْبَيْتِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: هُمَا لَكَ. وَأَعْجَبَهُ صِدْقَهُ [1] .
رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، فَزَادَ: قَالُوا مَنْ ذَكَرْتَ يَا أَبَا سُفْيَانَ قَالَ:
ذَكَرْتُ رِبْعِيًّا وَتَدْرُونَ مَنْ رِبْعِيٍّ! كَانَ رِبْعِيٌّ مِنْ أَشْجَعَ [2] ، زَعَمَ قَوْمُهُ أَنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ قَطُّ [3] .
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حِرَاشٍ: رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ صَدُوقٌ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: [4] : ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْبُرْجُلَانِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَوْنٍ، أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَابِدُ، عَنِ الْحَارِثِ الْغَنَوِيِّ قَالَ: آلَى رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ أَلا تَفْتَرَّ أَسْنَانُهُ ضَاحِكًا حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ مَصِيرُهُ، قَالَ الْحَارِثُ فَأَخْبَرَ غَاسِلُهُ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُبْتَسِمًا عَلَى سَرِيرِهِ وَنَحْنُ نُغَسِّلُهُ، حَتَّى فَرَغْنَا مِنْهُ [5] .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: بَنُو حِرَاشٍ ثَلاثَةٌ: رِبْعِيٌّ، وَرَبِيعٌ، وَمَسْعُودٌ.
قَالَ هَارُونُ بْنُ حَاتِمٍ: ثَنَا أَصْحَابُنَا أَنَّ رِبْعِيًّا تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ [6] : تُوُفِّيَ بَعْدَ الْجَمَاجِمِ، سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَغَيْرُهُمَا: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ سَنَةَ مِائَةٍ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: سَنَةَ أربع ومائة.
__________
[1] انظر تاريخ الثقات للعجلي 153.
[2] يريد: أشجع بن ريث بن غطفان.. قبيلة مشهورة. (اللباب 1/ 64) .
[3] تهذيب تاريخ دمشق 5/ 301.
[4] تاريخ الثقات 152.
[5] تاريخ دمشق (المخطوط) 6/ 102 أ.
[6] تاريخ خليفة 288، الطبقات 154.

(7/80)


63- (رزيق بن حبّان) [1] م- أبو المقدام الفزاريّ، مَوْلاهُمْ كَاتِبُ دِيوَانِ الْعُشْرِ بِدِمَشْقَ.
رَوَى عَنْ: مُسْلِمِ بْنِ قُرْظَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وعنه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأخوه [2] يزيد بن يزيد، ويحيى بن حمزة، فتحرر وفاة هذا الشيخ، ورواية يحيى عنه.
قال يحيى: إنما كتب العلم في أول دولة بني العباس. وورد أَنَّهُ وُلِّيَ دِيوَانَ الْعُشْرِ بِمِصْرَ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ [3] .
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: تُوُفِّيَ فِي إِمَارَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِأَرْضِ الرُّومِ مِنْ سَهْمٍ أَصَابَهُ فِي الْغَزَاةِ [4] .
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْن مَنْدَه: تُوُفّي سنة خمس ومائة.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 318 رقم 1082، الكنى والأسماء 2/ 127، الجرح والتعديل 3/ 505 رقم 2286، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 324، تهذيب الكمال 1/ 413، الكاشف 1/ 240 رقم 1583، تهذيب التهذيب 3/ 273- 274 رقم 516، تقريب التهذيب 1/ 250 رقم 85، خلاصة تذهيب التهذيب 117.
وذكره أبو زرعة في تاريخه 1/ 243 و 2/ 694 باسم «زريق» بتقديم الزاي. وقال: كان اسمه سعيد بن حيّان: فلقّبه عبد الملك (بن مروان) : زريق.
[2] في طبعة القدسي 4/ 112 «أخره» وهو تصحيف.
[3] تهذيب الكمال 1/ 413 وفي تهذيب تاريخ دمشق 5/ 324 ولّاه الوليد بن سليمان.
[4] تاريخ أبي زرعة 1/ 243 و 2/ 694، تهذيب الكمال 1/ 413.

(7/81)


[حرف الزاي]
64- (زهير بن سالم) [1] د ق- العنسيّ- بِالنُّونِ- أَبُو الْمُخَارِقِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَغَيْرِهِ، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو وَهْبٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ الْكَلاعِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وهو مقلّ.
__________
[1] التاريخ الكبير 3/ 427 رقم 1417، المعرفة والتاريخ 3/ 224- 225، الكنى والأسماء 2/ 108، الجرح والتعديل 3/ 587- 588 رقم 2673، تهذيب الكمال 1/ 434، الكاشف 1/ 255 رقم 1677، ميزان الاعتدال 2/ 83 رقم 2913، المغني في الضعفاء 1/ 241 رقم 2214، تهذيب التهذيب 3/ 344 رقم 638، تقريب التهذيب 1/ 264 رقم 74، خلاصة تذهيب التهذيب 123،

(7/82)


65- زياد الأعجم [1] د ن ق وهو زياد بن سليم [2] ، أبو أمامة مولى عبد القيس، كانت فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ، وَقَدْ شَهِدَ فَتْحَ إِصْطَخْرَ مَعَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَطَالَ عُمْرُهُ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي مُوسَى وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وَعَنْهُ: طَاوُسُ، وَهِشَامُ بْنُ قَحْذَمٍ، وَأَخُوهُ الْمُحَبَّرُ بْنُ قَحْذَمٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَلَهُ وِفَادَةٌ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَهُوَ أَحَدُ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ. امْتَدَحَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَغَيْرَهُ، وَلَهُ فِي الْمُغِيرَةِ مَدَائِحُ، وَهُوَ الْقَائِلُ يُرْثِي الْمُهَلَّبَ [3] بْنَ أَبِي صُفْرَةَ بِأَبْيَاتٍ سَائِرَةٍ، مِنْهَا:
مَاتَ الْمُهَلَّبُ [4] بَعْدَ طُولِ تَعَرُّضٍ ... لِلْمَوْتِ بَيْنَ أَسِنَّةٍ وَصَفَائِحِ
فَإِذَا مَرَرْتَ بِقَبْرِهِ فَاعْقِرْ بِهِ ... كُومَ الْهِجَانِ [5] وَكُلَّ طَرْفٍ سَابِحِ
__________
[1] طبقات فحول الشعراء 693، الشعر والشعراء 1/ 343- 345 رقم 76، ذيل الأمالي والنوادر 3/ 6- 11، العقد الفريد 2/ 478، عيون الأخبار 3/ 6- 7 و 146 و 152 و 242 و 4/ 66، الأغاني 15/ 380- 394 (وفيه زياد بن سليمان، وكذلك في: المؤتلف والمختلف للآمدي 122، الأخبار الموفقيات 475، ربيع الأبرار 4/ 228 و 277، ثمار القلوب، 237، 238 و 258، أمالي المرتضى 1/ 72 و 2/ 199 و 301، لباب الآداب 264، بدائع البدائه 31، البرصان والعرجان 26، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 404- 406، وفيات الأعيان 2/ 235 و 486 و 5/ 354- 356 و 6/ 279- 280، معجم الأدباء 11/ 168- 171 رقم 46، سير أعلام النبلاء 4/ 597 رقم 236، الكاشف 1/ 259 رقم 1708، تهذيب الكمال 1/ 441- 442، فوات الوفيات 2/ 29- 31 رقم 157، الوافي بالوفيات 14/ 244- 245 رقم 321، أمالي اليزيدي 1- 7، سمط اللآلئ 50، شرح شواهد المغني 336، تهذيب التهذيب 3/ 370- 373 رقم 679، تقريب التهذيب 1/ 268 رقم 113، معاهد التنصيص 2/ 173 أ، مرآة الجنان 1/ 212، خزانة الأدب 1/ 504، معجم الشعراء في لسان العرب 195 رقم 435، نقد الشعر 104.
[2] وقيل: «ابن سلمى» ، وقيل «ابن سليمان» .
[3] وقيل: يرثي المغيرة بن المهلّب. (انظر المصادر) .
[4] وفي أمالي المرتضى 2/ 301 وذيل أمالي القالي 3/ 9، وفوات الوفيات 2/ 30 ومعجم الأدباء 11/ 170، ووفيات الأعيان 5/ 355، 6/ 235 وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 405 وغيره: «المغيرة» .
[5] وفي: أمالي المرتضى 2/ 199 وذيل أمالي القالي 3/ 9: «كوم الجلاد» ، وقيل: «كوم المطيّ» . (أمالي المرتضى 2/ 301) . والكوم: جمع كوماء، وهي الناقة العظيمة السنام.

(7/83)


وَانْضِحْ جَوَانِبَ قَبْرِهِ بِدِمَائِهَا ... فَلَقَدْ يَكُونُ أَخَا دم وذبائح
[1] 66- (زياد بن جبير) [2] ع- بن حيّة [3] الثقفيّ البصريّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَالْمُغِيرةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: ابْنَا أَخِيهِ سَعِيدٌ، وَمُغِيرَةُ ابْنَا عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَالْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
67- (زِيَادُ بن الحصين) [4] م ن ق- بن قيس الحنظليّ [5] البصري.
عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي الْعَالِيَةِ.
وَعَنْهُ: الأَعْمَشُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَآخَرُونَ.
وَقِيلَ: لَمْ يَلْقَ ابْنَ عبّاس، كناه بعضهم أبا جهمة.
__________
[1] الأبيات من أصل قصيدة في 57 بيتا، وردت في: ذيل أمالي القالي 3/ 8- 10، وأمالي المرتضى 2/ 199 و 301 والأغاني 15/ 381 وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 405- 406 ووفيات الأعيان 2/ 235 و 5/ 354- 355 ومعجم الأدباء 11/ 170، وفوات الوفيات 2/ 30، والوافي بالوفيات 14/ 245 وغيره.
[2] الطبقات لخليفة 208، التاريخ الكبير 3/ 347 رقم 1175، تاريخ الثقات 167 رقم 466، المراسيل 61 رقم 92، الجرح والتعديل 3/ 526- 527 رقم 2379، تهذيب الكمال 1/ 441، سير أعلام النبلاء 4/ 516 رقم 207، وص 605 رقم 245، الكاشف 1/ 257 رقم 1690، جامع التحصيل 214 رقم 204، تهذيب التهذيب 3/ 357- 358 رقم 658، تقريب التهذيب 1/ 266 رقم 92، خلاصة تذهيب التهذيب 124.
[3] في الكاشف للذهبي 1/ 257 «دحية» وهو خطأ.
[4] التاريخ الكبير 3/ 349 رقم 1181، تاريخ الثقات 167 رقم 467، المعرفة والتاريخ 1/ 494 و 3/ 221، الكنى والأسماء 1/ 137، الجرح والتعديل 3/ 529 رقم 2378، الثقات لابن حبّان 6/ 319، تهذيب الكمال 1/ 439- 440، الكاشف 1/ 258 رقم 1699، تهذيب التهذيب 3/ 363- 364 رقم 667، تقريب التهذيب 1/ 267 رقم 101، خلاصة تذهيب التهذيب 124.
[5] وهو: اليربوعي، وهو: الرياحي، ويكنى: أبو جهمة، وأبو خزيمة. (انظر مصادر ترجمته) .

(7/84)


قال أبو حاتم [1] : أبو جهمة، عن ابن عَبَّاسٍ مُرْسَلٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [2] : ثِقَةٌ.
68- زَيْدُ بْنُ الْحَسَنِ [3] ابْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيِّ، وَالِدُ أَمِيرِ الْمَدِينَةِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَابْنَ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ حَسَنٌ- وَالِدُ السَّيِّدَةِ [4] نَفِيسَةَ- وَيَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ، وَأَبُو مَعْشَرٍ السِّنْدِيُّ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «الثِّقَاتِ» [5] .
وَقَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ فِي حَقِّهِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ زَيْدَ بْنَ الْحَسَنِ شَرِيفُ بَنِي هَاشِمٍ، فَأَدُّوا إِلَيْهِ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعِنْهُ يَا هَذَا عَلَى مَا اسْتَعَانَكَ عَلَيْهِ.
وَلِزَيْدٍ وِفَادَةٌ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ أَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ: رَأَيْتُهُ أَتَى الْجُمْعَةَ مِنْ ثَمَانِيَةِ أَمْيَالٍ إِلَى الْمَدِينَةِ.
وَقِيلَ: كَانَ النَّاسُ يعجبون من عظم خلقته [6] .
__________
[1] الجرح والتعديل 3/ 529.
[2] تاريخ الثقات 167.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 318- 319، التاريخ الكبير 3/ 392 رقم 1305، المعارف 212، المعرفة والتاريخ 1/ 554- 555، الجرح والتعديل 3/ 560 رقم 2532، مشاهير علماء الأمصار 63 رقم 424، مقاتل الطالبيين 119، رجال الطوسي 89 رقم 2، تهذيب الكمال 1/ 451- 452، سير أعلام النبلاء 4/ 487 رقم 186، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 462- 467، الوافي بالوفيات 15/ 30- 31 رقم 33، تهذيب التهذيب 3/ 406 رقم 742، تقريب التهذيب 1/ 274 رقم 172، خلاصة تذهيب التهذيب 127، أعيان الشيعة 7/ 95- 96.
[4] في الأصل «الست» بدل «السيدة» .
[5] ج 4/ 245.
[6] الطبقات الكبرى 5/ 318، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 465.

(7/85)


وَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَزَلَهُ عَنْ صَدَقَاتِ آلِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ.
مَاتَ بِالْبَطْحَاءِ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنَ الْمَدِينَةِ [1] وَشَيَّعَهُ الْخَلْقُ، وَكَانَ جَوَّادًا مُمَدَّحًا، عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً، وَقَلَّمَا رَوَى.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الْوَلِيدَ كَتَبَ إِلَى زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ يَسْأَلُهُ أَنْ يُبَايِعَ لابْنِهِ، وَيَخْلَعَ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ، فَفَرَّقَ زَيْدٌ، وَأَجَابَ الْوَلِيدَ [2] ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ سُلَيْمَانُ، وَجَدَ كِتَابَ زَيْدٍ بِذَلِكَ إِلَى الْوَلِيدِ، فَكَتَبَ سُلَيْمَانُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ:
ادْعُ زَيْدًا فَأَقْرِئْهُ هَذَا الْكِتَابَ، فَإِنْ عَرَفَهُ فَاكْتُبْ إِلَيَّ، وَإِنْ هُوَ نَكَلَ فَحَلِّفْهُ، قَالَ: فَخَافَ اللَّهَ وَاعْتَرَفَ، وَبِذَلِكَ أَشَارَ عَلَيْهِ الْقَاسِمُ، فَكَتَبَ بِذَلِكَ ابْنُ حَزْمٍ، فَكَانَ جَوَابُ سُلَيْمَانَ أَنِ اضْرِبْهُ مِائَةَ سَوْطٍ وَدَرِّعْهُ عَبَاءَةً وَمَشِّهِ حَافِيًا، قَالَ:
فَحَبَسَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّسُولَ فِي [3] عَسْكَرِ سُلَيْمَانَ، وَقَالَ: حَتَّى أُكَلِّمَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا كَتَبَ بِهِ، وَمَرِضَ سُلَيْمَانُ، ثُمَّ مَاتَ، فَحَرَّقَ عُمَرُ الْكِتَابَ [4] .
وَلِلشُّعَرَاءِ فِي زَيْدٍ مَدَائِحُ.
69- (زَيْدُ بن علي [5] أبو القموص) [6] العبديّ البصري.
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 318- 319، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 465.
[2] في المعرفة والتاريخ وتهذيب تاريخ دمشق: «ففرّق زيد من الوليد» .
[3] في المعرفة والتاريخ «من» .
[4] المعرفة والتاريخ 1/ 554- 555، تهذيب تاريخ دمشق 5/ 465، سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم 119- 120، تهذيب الكمال 1/ 452.
[5] الطبقات لخليفة 204 و 322، التاريخ الكبير 3/ 403 رقم 1340، المعرفة والتاريخ 1/ 297، الجرح والتعديل 3/ 568 رقم 2577، التاريخ لابن معين 2/ 184، الكنى والأسماء 2/ 85، تهذيب الكمال 1/ 456، الكاشف 1/ 268 رقم 1768، تهذيب التهذيب 3/ 420- 423 رقم 772، تقريب التهذيب 1/ 276 رقم 202، خلاصة تذهيب التهذيب 129.
[6] القموص: بفتح القاف وضمّ الميم، وفي طبعة القدسي 4/ 114 «القمرص» بالراء بدل الواو، وهو خطأ، وفي الخلاصة «القلوص» باللام بدل الميم.

(7/86)


رَوَى عَنْ: طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَقَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْجَارُودِ بْنِ الْمُعَلَّى الْعَبْدِيِّ.
وعنه: قتادة، وعوف الأعرابي، وغيرهما.

(7/87)


[حرف السين]
70- (سالم [1] بن أبي سالم الجيشاني) [2] م د ن- واسم سُفْيَانُ بْنُ هَانِئٍ الْمَصْرِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وعنه: ابنه عبد الله بن سالم، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أبي جعفر، وغيرهم.
له حديث واحد في الكتب.
71- سالم بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ [3] ع الْعَدَوِيُّ، أَبُو عُمَرَ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ، أَحَدُ الأَعْلامِ.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 111 رقم 2138، المعرفة والتاريخ 2/ 463، الجرح والتعديل 4/ 182 رقم 790، تهذيب الكمال 1/ 460، الكاشف 1/ 271 رقم 1788، تهذيب التهذيب 3/ 435 رقم 804، تقريب التهذيب 1/ 279 رقم 8، خلاصة تذهيب التهذيب 131.
[2] الجيشانيّ: بفتح الجيم وسكون الياء المثنّاة من تحتها وفتح الشين المعجمة، نسبة إلى جيشان بن عيدان بن حجر.. (اللباب 1/ 323) .
[3] الطبقات الكبرى 5/ 195- 201، نسب قريش 351، تاريخ خليفة 338، الطبقات لخليفة 246، التاريخ لابن معين 2/ 187، التاريخ الكبير 4/ 115 رقم 2155، التاريخ الصغير 115، تاريخ الثقات 174 رقم 499، المعارف 186- 187، المعرفة والتاريخ 1/ 353 و 389 و 469 و 471 و 554- 556 و 2/ 226 و 667 و 772 و 821، الكنى والأسماء 2/ 40، المراسيل 81 رقم 127، الجرح والتعديل 4/ 184 رقم 797، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 438، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 52- 57، تهذيب الكمال 1/ 460، تحفة الأشراف

(7/88)


سَمِعَ: أَبَاهُ، وَعَائِشَةَ، وَرَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَفِينَةَ، وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَغَيْرَهُمْ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَابْنُ شِهَابٍ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَقَدِمَ الشَّامَ وَافِدًا عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بِبَيْعَةِ وَالِدِهِ لَهُ، ثُمَّ عَلَى الْوَلِيدِ، وَعَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] .
عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ، ثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ لَمْ يُرْسِلْهُمَا حَتَّى يَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ [2] . تَفَرَّدَ بِهِ جَمَاعَةٌ، وَهُوَ شَيْخٌ صَالِحٌ لَيِّنٌ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: تَدْرِي لِمَ سَمَّيْتُهُ سَالِمًا؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: بِاسْمِ سَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ [3] .
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [4] : كَانَ سَالِمُ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، عَالِيًا مِنَ الرِّجَالِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ يُشْبِهُ أَبَاهُ، وَكَانَ سالم بن عبد الله يشبه أباه [5] .
__________
[13] / 199 رقم 1080، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 207- 208، الكاشف 1/ 271 رقم 1791، دول الإسلام 1/ 75، سير أعلام النبلاء 4/ 457- 467 رقم 176، جمهرة أنساب العرب 152 و 154، طبقات الفقهاء 62، وفيات الأعيان 2/ 349- 350 رقم 252، تذكرة الحفاظ 1/ 88 رقم 77، العبر 1/ 130، البداية والنهاية 9/ 234، غاية النهاية 1/ 301 رقم 1315، حلية الأولياء 2/ 193- 198 رقم 177، صفة الصفوة 2/ 163 رقم 90، جامع التحصيل 218 رقم 219، الوافي بالوفيات 5/ 83- 85 رقم 110، تهذيب التهذيب 3/ 436- 438 رقم 807، تقريب التهذيب 1/ 280 رقم 11، الوفيات لابن قنفذ 107، النجوم الزاهرة 1/ 256، مرآة الجنان 1/ 227، طبقات الحفاظ 33، خلاصة تذهيب التهذيب 131، شذرات الذهب 1/ 133، خلاصة الذهب المسبوك 33- 34.
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 52.
[2] أخرجه الترمذي (3383) من طريق حمّاد بن عيسى، وله شاهد عند أبي داود (1485) في حديث ابن عباس، وانظر: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 52.
[3] تهذيب تاريخ دمشق.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 200.
[5] قارن بطبقات ابن سعد 5/ 195- 196.

(7/89)


وَقَالَ أَشْهَبُ، عَنْ مَالِكٍ قَالَ: وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي زَمَانِ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَشْبَهَ بِمَنْ مَضَى مِنَ الصَّالِحِينَ فِي الزُّهْدِ وَالْقَصْدِ وَالْعَيْشِ مِنْهُ، كَانَ يَلْبِسُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمَيْنِ، وَيَشْتَرِي الشِّمَالَ [1] يَحْمِلُهَا.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لِسَالِمٍ، وَرَآهُ خَشِنَ السِّحْنَةِ: أَيُّ شَيْءٍ تَأْكُلُ؟ قَالَ: الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ، وَإِذَا وَجَدْتُ اللَّحْمَ أَكَلْتُهُ [2] .
وَرَوَى زَيْدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَلْقَى وَلَدَهُ سَالِمًا، فَيُقَبِّلُهُ وَيَقُولُ: شَيْخٌ يُقَبِّلُ شَيْخًا [3] .
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُلامُ فِي حُبِّ سَالِمٍ، فَيَقُولُ:
يَلُومُونَنِي فِي سَالِمٍ وَأَلُومُهُمْ ... وَجِلْدَةُ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالأَنْفِ سَالِمُ
[4] مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: قُلْتُ لِسَالِمٍ: أَسَمِعْتَ كَذَا مِنَ ابْنِ عُمَرَ؟ فَقَالَ: مَرَّةً وَاحِدَةً! أَكْثَر مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ [5] .
وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَكْرَهُونَ اتِّخَاذَ الإِمَاءِ حَتَّى نَشَأَ فِيهِمْ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، وَالْقَاسِمُ، وَسَالِمٌ فُقَهَاءٌ، فَفَاقُوا أَهْلَ الْمَدِينَةِ عِلْمًا وَتُقًى وَعِبَادَةً، فَرَغِبُوا حِينَئِذٍ فِي السَّرَارِيِّ [6] .
وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: فُقَهَاءُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِينَ يُصْدِرُونَ عَنْ رَأْيِهِمْ سَبْعَةٌ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْقَاسِمُ، وَعُرْوَةُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، لا يَقْضِي الْقَاضِي حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْهِمْ. رَوَاهَا يعقوب الفسوي [7] عن عليّ بن الحسن العسقلاني،
__________
[1] الشّمال: مفردها شملة، وهي كساء دون القطيفة يشتمل به. وقد أثبتها القدسي في طبعته 4/ 115 «السمال» اعتمادا على تهذيب تاريخ دمشق، وقال: لعلّ الصواب «الأسمال» .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 52- 53، وفيه تكملة، وانظر طبقات ابن سعد 5/ 200.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 53.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 196، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 53، تهذيب الكمال 1/ 461، الوافي بالوفيات 15/ 84.
[5] المعرفة والتاريخ 1/ 554.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 53، تهذيب الكمال 1/ 461.
[7] المعرفة والتاريخ 1/ 477، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 53، تهذيب الكمال 1/ 461.

(7/90)


عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: فُقَهَاءُ أَهْلِ المدينة هؤلاء- فسمّى المذكورين- وعليّ ابن الْحُسَيْنِ، وَأَبَا سَلَمَةَ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ، وَعُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَأَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ [1] .
وَقَالَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ: أَصَحُّ الأَسَانِيدِ كُلِّهَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ [2] .
هَمَّام بْن يَحْيَى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: دَفَعَ الْحَجَّاجُ إِلَى سَالِمِ بن عبد الله رجلا ليقتله، فقال للرجل: أَمُسْلِمٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:
فَصَلَّيْتَ الْيَوْمَ الصُّبْحَ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَرَدَّهُ إِلَى الْحَجَّاجِ، فَرَمَى بِالسَّيْفِ وَقَالَ:
ذَكَرَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ، وَأَنَّهُ صَلَّى الصُّبْحَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ» [3] ، فَقَالَ: لَسْنَا نَقْتُلُهُ عَلَى صَلاةٍ، وَلَكِنَّهُ مِمَّنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ، فَقَالَ: هاهنا مَنْ هُوَ أَوْلَى بِعُثْمَانَ مِنِّي، قَالَ: فَبَلَغَ ذلك ابن عمر، فقال: مكيس مِكْيَسٌ [4] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ: دَخَلْتُ عَلَى سَالِمٍ، وَكَانَ لا يَأْكُلُ إِلا وَمَعَهُ مِسْكِينٌ [5] .
وَقَالَ ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ قَالَ: كَانَ لِسَالِمٍ حِمَارٌ هَرِمٌ، فَنَهَاهُ بَنُوهُ عَنْ رُكُوبِهِ، فَأَبَى، فَجَدَعُوا أُذُنَهُ، فَأَبَى أَنْ يَدَعَ رُكُوبَهُ، فَقَطَعُوا ذَنَبَهُ، فَأَبَى أَنْ يَدَعَهُ، وَرَكِبَهُ أَجْدَعَ الأُذُنَيْنِ مَقْطُوعَ الذَّنَبِ [6] .
وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيِّ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ، فَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ قَضَاهُ، ثُمَّ يَصِلُ منه ويتصدّق [7] .
__________
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 53.
[2] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 54.
[3] أخرجه مسلم (657) من حديث جندب بن عبد الله، وبقيّته: «فلا يطلبنّكم الله من ذمّته بشيء، فيدركه فيكبّه في نار جهنم» ، والترمذي (2164) من حديث أبي هريرة.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 196، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 54 وفيه (ملبس، ملبس) .
[5] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 54.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 55.
[7] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 55 وفيه تكملة.

(7/91)


سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ: حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: رَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدُ اللَّهِ يَلْبِسُ الصُّوفَ، وَكَانَ عَلِجَ الْخَلْقُ [1] يُعَالِجُ بِيَدَيْهِ وَيَعْمَلُ [2] .
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: دَخَلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا هُوَ بِسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: سَلْنِي حَاجَةً، قَالَ: إِنِّي أَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ أَنْ أَسْأَلَ فِي بَيْتِهِ غَيْرَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ خَرَجَ فِي أَثَرِهِ، فَقَالَ: الآنَ قَدْ خَرَجْتَ فَسَلْنِي حَاجَةً، فَقَالَ:
وَاللَّهِ مَا سَأَلْتُ الدُّنْيَا مَنْ يَمْلِكُهَا، فَكَيْفَ أَسْأَلُهَا مَنْ لا يَمْلِكُهَا؟ [3] .
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ إِذَا خَلا حَدَّثَنَا حَدِيثَ الْفِتْيَانِ [4] .
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ غَلِيظًا، كَأَنَّهُ جَمَّالٌ، سُئِلَ: مَا أُدَامُكَ؟
قَالَ: الْخَلُّ وَالزَّيْتُ، قِيلَ: فَإِنْ لَمْ تَشْتَهْهُ؟ قَالَ: أَدَعُهُ حَتَّى أَشْتَهِيَهُ [5] .
وَعَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كَانَ سَالِمٌ عَلَى سَمْتِ وَالِدِهِ عَبْدِ اللَّهِ فِي عَدَمِ الرَّفَاهِيَةِ.
الْعُتْبِيُّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ سَالِمًا دَخَلَ فِي هَيْئَةٍ رَثَّةٍ وَثِيَابٍ غَلِيظَةٍ، فَرَحَّبَ بِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ [6] .
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [7] : سَالِمٌ ثِقَةٌ وَرِعٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ. رَوَى لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ وَابْنُ شَوْذَبٍ، وَطَائِفَةٌ أَنَّ سَالِمًا تُوُفِّي سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ، زَادَ ابْنُ سَعْدٍ [8] :
وَهِشَامُ يومئذ بالمدينة، وكان حجّ تلك السَّنَةَ، فَوَافَقَ مَوْتَ سَالِمٍ.
وَعَنْ أَفْلَحَ وَغَيْرِهِ، أَنَّ هِشَامًا صَلَّى عَلَى سَالِمٍ بِالْبَقِيعِ، لِكَثْرَةِ النّاس،
__________
[1] علج الخلق: شديد معالج للأمور، (التاريخ لابن معين 2/ 187) .
[2] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 55، تهذيب الكمال 1/ 461.
[3] راجع تهذيب تاريخ دمشق 6/ 56.
[4] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 56.
[5] راجع تهذيب تاريخ دمشق 6/ 52- 53، الطبقات الكبرى 5/ 200- 201.
[6] راجع تهذيب تاريخ دمشق 6/ 55 ففيه زيادة.
[7] الطبقات الكبرى 5/ 200.
[8] الطبقات الكبرى 5/ 201.

(7/92)


فَلَمَّا رَأَى هِشَامُ كَثْرَتَهُمْ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ هشام المخزوميّ: اضرب على أهل الْمَدِينَةِ بَعَثَ أَرْبَعَةَ آلافٍ، فَكَانَ النَّاسُ إِذَا دَخَلُوا الصَّائِفَةَ، خَرَجَ أَرْبَعَةُ آلافٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ إِلَى السَّوَاحِلِ، فَكَانُوا هُنَاكَ إِلَى قُفُولِ النَّاسِ وَمَجِيئِهِمْ مِنَ الصَّائِفَةَ [1] .
قَالَ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ: حَجَّ هِشَامٌ، فَأَعْجَبَتْهُ سِحْنَةَ سَالِمٍ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَأْكُلْ؟ قَالَ: الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ، قَالَ: فَإِذَا لَمْ تَشْتَهِهُ؟ قَالَ: أَدَعُهُ حَتَّى أَشْتَهِيهِ، فَعَانَهُ هِشَامٌ- أَيْ أَصَابَهُ بِالْعَيْنِ- فَمَرِضَ وَمَاتَ، فَشَهِدَهُ هِشَامٌ، وَازْدَحَمَ النَّاسُ فِي جِنَازَتِهِ، فَقَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْمَدِينَةِ لَكَثيِرٌ، فَضَرَبَ عَلَيْهِمْ بَعْثًا خرج فيه جَمَاعَةٌ لَمْ يَرْجِعُوا، فَتَشَاءَمَ بِهِشَامٍ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، فَقَالُوا عَانَ فَقِيهَنَا، وَعَانَ بَلَدَنَا وَأَهْلَهُ [2] .
وَقَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: حَدَّثَنِي أَشْعَبُ [3] قَالَ: قَالَ لِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: لا تَسْأَلْ أَحَدًا غَيْرَ اللَّهِ.
وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ سَالِمٌ فِي أَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ.
72- (سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الله [4] النّصري) [5] م د ن ق- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ، وَهُوَ سَالِمٌ سَبَلانُ، وَهُوَ سَالِمٌ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ [6] وَهُوَ سَالِمٌ السَّدُوسِيُّ مَوْلاهُمْ، وَهُوَ سالم
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 201.
[2] راجع الطبقات الكبرى 5/ 201.
[3] هو أشعب الطّمع، كما في: سير أعلام النبلاء 4/ 463.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 310، التاريخ الكبير 4/ 109- 110 رقم 2136، تاريخ الثقات للعجلي 174 رقم 498، الجرح والتعديل 4/ 184 رقم 798، الطبقات لخليفة 249، الثقات لابن حبّان 4/ 307- 308، تهذيب الكمال 1/ 464، سير أعلام النبلاء 4/ 595- 596، رقم 234، الكاشف 1/ 271 رقم 1892، المشتبه 351، تهذيب التهذيب 3/ 438- 439 رقم 808، تقريب التهذيب 1/ 280 رقم 12، خلاصة تذهيب التهذيب 131.
[5] في طبعة القدسي 4/ 117 «النضري» بالضاد المعجمة، اعتمادا على الخلاصة، والصحيح ما أثبتناه عن أكثر مصادر ترجمته.
[6] في طبعة القدسي 4/ 117 «المهدي» وهو تصحيف، والتصحيح من تهذيب التهذيب.

(7/93)


مَوْلَى أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيِّ. وَهُوَ سَالِمٌ مَوْلَى شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ.
عُمِّرَ دَهْرًا، وَرَوَى عَنْ: سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَأَبُو الأَسْوَدِ يَتِيمُ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَآخَرُونَ.
لَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ، وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ.
73- (سَالِمُ أَبُو الزُّعَيْزَعَةِ [1] الدِّمَشْقِيُّ) مَوْلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَكَاتِبُهُ، وَكَاتِبُ ابْنِهِ عَبْدِ الملك، وصاحب حرسه.
روى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْه: عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، والنضر بن محرز، وعمرو بن عبيد.
وهو مقل.
74- (سعد بن عبيدة) [2] ع- أبو حمزة السّلمي الكوفي، زَوْجُ ابْنَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ.
حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَالْمُسْتَوْرِدِ بْنِ الأَحْنَفِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ، وَمَنْصُورُ بن المعتمر، وزبيد اليامي،
__________
[1] مهمل في الأصل، والتصحيح من تهذيب تاريخ دمشق 6/ 59، والكنى والأسماء للدولابي 1/ 183 وفيه: أبو الزعبرة، أو زعيزعة، أو زعزعة» .
[2] الطبقات الكبرى 6/ 298، الطبقات لخليفة 155، تاريخ خليفة 335، التاريخ لابن معين 2/ 192، التاريخ الكبير 4/ 60 رقم 1962، تاريخ الثقات 180 رقم 525، المعرفة والتاريخ 2/ 229 و 775 و 146- 147 وفيه كنيته «أبو ضمرة» وهو تصحيف، تاريخ أبي زرعة 1/ 626- 627، الكنى والأسماء 1/ 157، الجرح والتعديل 4/ 89 رقم 388، تهذيب الكمال 1/ 474، الكاشف 1/ 279 رقم 1855، سير أعلام النبلاء 5/ 9 رقم 5 (وفيه: «سعد بن عبيد» ) بحذف التاء المربوطة في آخره، وهو تصحيف، تهذيب التهذيب 4/ 478 رقم 889 (وفيه: أبو ضمرة) ، تقريب التهذيب 1/ 288 رقم 96، خلاصة تذهيب الكمال 135.

(7/94)


وَالأَعْمَشُ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
75- (سَعْدٌ أَبُو هَاشِمٍ السِّنْجَارِيُّ) [1] حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ.
وعنه: علي بن بذيمة، وخصيف، وعبد الكريم الجزري، وهلال بن خباب، وإسماعيل بن سالم.
وثقه ابن معين، وقيل: هو بصري نزل سنجار.
76- سعيد بن سليمان [2] ابن زيد بن ثابت الأنصاري، قاضي المدينة، قال مَالِكٌ: كَانَ فَاضِلا عَابِدًا، أُرِيدَ عَلَى الْقَضَاءِ فَامْتَنَعَ، فَكَلَّمَهُ إِخْوَانُهُ مِنَ الْفُقَهَاءِ، وَقَالُوا: الْقَضِيَّةُ تَقْضِيهَا بِحَقٍّ أَفْضَلُ مِنْ كَذَا وَكَذَا مِنَ التَّطَوُّعِ، فَلَمْ يُجِبْ، فَأُكْرِهَ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ قَضَى بِهِ عَلَى الأَمِيرِ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّصْرِيِّ مُتَوَلِّي الْمَدِينَةِ، أَخْرَجَ مِنْ يَدِهِ مَالا عَظِيمًا لِلْفُقَرَاءِ فَقَسَّمَهُ، وَبِذَلِكَ السَّبَبِ عُزِلَ عَبْدُ الْوَاحِدِ [3] .
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ عَبْدُ الْوَاحِدِ صَالِحًا بَارِزًا لِلأُمَرَاءِ، لا يَسْتُرُ شَيْئًا، وَكَانَ إِذَا أَتَى بِرِزْقِهِ فِي الشَّهْرِ، وَهُوَ ثَلاثُمِائَةَ دِينَارٍ يَقُولُ: إِنَّ الَّذِي يَخُونُ بَعْدَكَ لخائن.
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 193، التاريخ الكبير 4/ 66- 67 رقم 1981، تاريخ الثقات 180 رقم 529، المعرفة والتاريخ 2/ 460، الكنى والأسماء 2/ 149، الجرح والتعديل 4/ 98 رقم 436، الثقات لابن حبان 4/ 296. والسّنجاري: بكسر السين المهملة وسكون النون وفتح الجيم وبعد الألف راء. نسبة إلى مدينة سنجار من بلاد الجزيرة. (اللباب 2/ 145) .
[2] التاريخ الكبير 3/ 481 رقم 1607، تاريخ خليفة 334 و 405، الطبقات لخليفة 265 و 327، المعرفة والتاريخ 1/ 377، أخبار القضاة 1/ 151 و 164 و 167- 168، الجرح والتعديل 4/ 25 رقم 103، مشاهير علماء الأمصار 129 رقم 1008، تهذيب الكمال 1/ 492، تهذيب التهذيب 4/ 42- 43 رقم 68، تقريب التهذيب 1/ 298 رقم 186، خلاصة تذهيب التهذيب 139، الكامل في التاريخ 5/ 446.
[3] انظر: أخبار القضاة لوكيع 1/ 167- 168.

(7/95)


وَرُوِيَ أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ تَوَجَّعَ لِعَزْلِ عَبْدِ الْوَاحِدِ وَجَزَعَ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: لَمْ يُقْدِمْ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَالٍ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّصْرِيِّ، كَانَ لا يُوصِلُ أَمْرًا إِلا اسْتَشَارَ الْقَاسِمَ وَسَالِمًا.
77- (سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ) ع- تَقَدَّمَ [1] ، وَقَدْ قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، وَهِيَ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، وَمَالَ إِلَى هَذَا الْحَاكِمِ.
78- (سَعِيدُ بْنُ أَبِي هند) [2] ع- مَوْلَى سَمُرَةَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيِّ، ومطرف بن عبد الله بن الشخير.
وعنه: ابنه عبد الله بن سعيد، ويزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن أبي إسحاق، ونافع بن عمر الجمحي، وآخرون.
كان ثقة فاضلا، قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ هِشَامٍ.
79- سعيد بن أبي الحسن [3] خ م يسار، أخو الحسن البصري.
__________
[1] في الطبقة الماضية.
[2] الطبقات لخليفة 264، التاريخ الكبير 3/ 518- 519 رقم 1735، المعرفة والتاريخ 1/ 347 و 647 و 3/ 402، تاريخ أبي زرعة 1/ 424، الجرح والتعديل 4/ 71 رقم 302، المراسيل 75 رقم 120، تهذيب الكمال 1/ 509، الكاشف 1/ 297 رقم 1988، سير أعلام النبلاء 5/ 9- 10 رقم 6، العبر 1/ 116، جامع التحصيل 224 رقم 246، تهذيب التهذيب 4/ 93- 94 رقم 158، تقريب التهذيب 1/ 307 رقم 273، خلاصة تذهيب التهذيب 143، شذرات الذهب 1/ 123.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 178- 179، الطبقات لخليفة 210، تاريخ خليفة 339، التاريخ الكبير 3/ 462- 463 رقم 1538، الزهد لأحمد 287، تاريخ الثقات 182 رقم 536، المعرفة والتاريخ 3/ 213، الجرح والتعديل 4/ 72- 73 رقم 306، مشاهير علماء الأمصار 90 رقم 657، تهذيب الكمال 1/ 486، تحفة الأشراف 13/ 203 رقم 1086، الكاشف 1/ 283 رقم 1885، سير أعلام النبلاء 4/ 588 رقم 224، الوافي بالوفيات 15/ 274 رقم 385، تهذيب التهذيب 4/ 16 رقم 21، تقريب التهذيب 1/ 293 رقم 140، خلاصة تذهيب التهذيب 137.

(7/96)


رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.
وعنه: قتادة، وعوف الأعرابي، ويحيى بن أبي إسحاق، وعلي بن علي الرفاعي، وآخرون.
وثقه أبو زرعة وغيره.
قال ابن حبان: مات بفارس سنة ثمان، وقيل: سنة تسع ومائة، وقيل:
سنة مائة.
ابن علية، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ طَالَ حُزْنُ الْحَسَنِ عَلَيْهِ وَبَكَى، فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّكَ إِمَامٌ يُقْتَدَى بِكَ! فَقَالَ: دَعُونِي، فَمَا رَأَيْتُ اللَّهَ تَعَالَى عَابَ عَلَى يَعْقُوبَ طُولَ الْحُزْنِ.
قَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ: دَخَلَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى الْحَسَنِ وَهُوَ يَبْكِي عَلَى أَخِيهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا سعيد، إنّك تعلّم النّاس ويحتجّون ببكائك عند الْمُصِيبَةِ! فَحَمَدَ اللَّهَ، وَقَدْ خَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ وَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ هَذِهِ الرَّحْمَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، وَإِنَّمَا الْجَزَعُ مَا كَانَ بِاللِّسَانِ أَوِ الْيَدِ، فَرَحِمَ اللَّهُ سَعِيدًا مَا عَلِمْتُ فِي الأَرْضِ مِنْ شِدَّةٍ كَانَتْ تَنْزِلُ بِي إِلا يَوَدُّ أَنَّهُ وَقَى ذَلِكَ بِنَفْسِهِ.
80- (سُلَيْمَانُ بْنُ بريدة) [1] م 4- بن الحصيب [2] الأسلميّ، وُلِدَ هُوَ وَأَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ في بطن في خِلافَةِ عُمَرَ، وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُفَضِّلُهُ عَلَى أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعِمْرَانَ بن حصين، وعائشة.
__________
[1] الطبقات لخليفة 322، التاريخ الكبير 4/ 4 رقم 1761، تاريخ الثقات 200 رقم 604، المعرفة والتاريخ 2/ 175- 176، الجرح والتعديل 4/ 102 رقم 458، مشاهير علماء الأمصار 125 رقم 986، تحفة الأشراف 13/ 224 رقم 1097، تهذيب الكمال 1/ 532، ميزان الاعتدال 2/ 197 رقم 3430، الكاشف 1/ 311 رقم 2092، تهذيب التهذيب 4/ 174 رقم 303، تقريب التهذيب 1/ 321 رقم 415، خلاصة تذهيب التهذيب 150.
[2] في طبعة القدسي 4/ 119 «الخصيب» بالخاء المعجمة، وما أثبتناه عن مصادر ترجمته، بضم الحاء المهملة وفتح الصاد المهملة وسكون الياء.

(7/97)


وعنه: علقمة بن مرثد، ومحارب بْنُ دَثَّارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةِ [1] ، وَجَمَاعَةٌ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
81- (سُلَيْمَانُ بْنُ سَعْدٍ [2] الْخُشَنِيُّ) [3] مَوْلاهُمُ الْكَاتِبُ، قِيلَ: إِنَّ هَذَا هُوَ أَوَّلُ مَنْ نَقَلَ حِسَابَ الدِّيوَانِ مِنَ الرُّومِيَّةِ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ [4] . وَكَانَ مِنْ نُبَلاءِ الرِّجَالِ، وَكَانَ كَاتِبَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَالْوَلِيدِ، وَسُلَيْمَانَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
حَكَى عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَلا رِوَايَةَ لَهُ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمَلَةَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِسُلَيْمَانَ بْنِ سَعْدٍ:
بَلَغَنِي أَنَّ فُلانًا عَامِلَنَا زِنْدِيقٌ، قَالَ: وَمَا يَضُرُّكَ؟ كَانَ أَبُو النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَافِرًا، فَمَا ضَرَّهُ ذَلِكَ، فَغَضِبَ عُمَرُ وَقَالَ: مَا وَجَدْتَ مَثَلا إِلا ذَا، فَعَزَلَهُ [5] .
82- (سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [6] مَوْلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَقَائِدُهَا، وَيُقَالُ لَهُ:
سُلَيْمٌ، يُكْنَى أَبَا عِمْرَانَ.
حَدَّثَ عَنْهَا، وَعَنْ ذِي الأَصَابِعِ الصَّحَابِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ.
وَعَنْهُ: عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيَوَةَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وغيرهم.
قال أبو حاتم: صالح الحديث [7] .
__________
[1] في الأصل «حجارة» والتصحيح من المصادر المذكورة.
[2] تاريخ خليفة 299 و 312 و 319، تاريخ الرسل والملوك 6/ 180- 181، الوزراء والكتّاب للجهشياريّ 40، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 278، الوافي بالوفيات 15/ 390 رقم 534.
[3] الخشنيّ: بضم الخاء وفتح الشين. نسبة إلى قبيلة من قضاعة. (اللباب 1/ 446) .
[4] تاريخ خليفة 299، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 278، الوزراء والكتّاب 40.
[5] انظر: تهذيب تاريخ دمشق، والوافي بالوفيات.
[6] التاريخ الكبير 4/ 22 رقم 1830، تاريخ أبي زرعة 1/ 392، الجرح والتعديل 4/ 125 رقم 540 وص 151 رقم 650.
[7] الجرح والتعديل 4/ 125.

(7/98)


83- (سليمان بن عتيق المكي) [1] م د س ق [2]- عَنْ: جَابِرٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَطَلَقِ بْنِ حَبِيبٍ.
وَعَنْهُ: حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ الأَعْرَجُ، وَزِيَادُ بْنُ سَعدٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صِرْمَا، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، قَالا: أَنْبَأَ أبو الفضل الأرمويّ [3] ، أنبأ أبو الحسن بن النّقور، أنبأ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرَمِيّ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ معين، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُتَيْقٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِوَضْعِ الْجَوَائِحِ، وَنَهَى عَنْ بيع السّنين» [4] .
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 29 رقم 1857، المعرفة والتاريخ 2/ 205، الجرح والتعديل 4/ 133 رقم 581، تهذيب الكمال 1/ 543- 544، الكاشف 1/ 318 رقم 2137، ميزان الاعتدال 2/ 214 رقم 3490، المغني في الضعفاء 1/ 281 رقم 2606، تهذيب التهذيب 4/ 210 رقم 359، تقريب التهذيب 1/ 328 رقم 472 وفيه «المدني» بدل «المكيّ» وهو سبق قلم، وكذا في خلاصة تذهيب التهذيب 153.
[2] في طبعة القدسي 4/ 120 «ن» بدل «س» ، وما أثبتناه هو الصحيح نقلا عن المغني والتهذيب والتقريب وغيره.
[3] الأرموي: بضم الألف وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها الواو. نسبة إلى أرمية، وهي من بلاد آذربيجان. (اللباب 1/ 44) .
[4] رواه مسلم «1554» في باب وضع الجوائح، كتاب المساقاة، دون النهي عن بيع السنين، وبالسند نفسه، وأبو داود «3374» باب في بيع السنين، والنسائي 7/ 264- 265 في:
وضع الجوائح، وهو يفسّر ما قبله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن بعت من أخيك ثمرا فأصابته جائحة فلا يحلّ لك أن تأخذ منه شيئا، بم تأخذ مال أخيك بغير حق؟» ، وأخرجه الإمام مالك في الموطأ «1306» قال: إنّ عمر بن عبد العزيز قضى بوضع الجائحة. قال مالك:
وعلى ذلك الأمر عندنا، ورواه أحمد في مسندة 3/ 309 بتقديم النهي عن بيع السنين على وضع الجوائح. وبيع السنين: هو أن يبيع الإنسان ما تحمله هذه الشجرة سنة أو أكثر، وهو بيع المعاومة أيضا، والمعاومة مأخوذة من العام الّذي هو السنة. والجوائح: جمع جائحة، وهي الآفة التي تصيب الثمار فتهلكها.

(7/99)


84- (سُلَيْمَانُ بْنُ قَتَّةَ [1] الْبَصْرِيُّ) [2] مَوْلَى بَنِي تَيْمٍ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَرَضًا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَمِعَ مِنْهُ وَمِنْ مُعَاوِيَةُ، وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ [3] ، وَحَدَّثَ عَنْهُ مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَأَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ شُعَرَاءِ وَقْتِهِ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَقَتَّةُ هِيَ أُمُّهُ.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
وَقَدْ يَحْرِمُ اللَّهُ الْفَتَى وَهُوَ عَاقِلٌ ... وَيُعْطِي الْفَتَى مَالا وَلَيْسَ لَهُ عَقْلُ
[4] 85- سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ الْمَدَنِيُّ [5] ع أَخُو عَطَاءِ بن يسار، وعبد الله، وعبد الملك.
__________
[1] قتة: مهمل في الأصل، والتصويب من مصادر ترجمته الآتية، وهو مصحف في تعجيل المنفعة إلى «قنة» بالنون بدل التاء، وكذا صحّف في: المعرفة والتاريخ.
[2] التاريخ لابن معين 2/ 233، التاريخ الكبير 4/ 32 رقم 1870، المعارف 487 و 598، المعرفة والتاريخ 2/ 692، العلل لابن المديني 76، الجرح والتعديل 4/ 136 رقم 595، المبهج لابن جني 57، غاية النهاية لابن الجزري 1/ 314 رقم 1385، سير أعلام النبلاء 4/ 596 رقم 235، تعجيل المنفعة لابن حجر 167، تبصير المنتبه 1122، القاموس المحيط، مادة (ق ت ت) ، لسان العرب، مادّة (قتت) .
[3] الجحدري: بفتح الجيم وسكون الحاء وفتح الدال المهملتين. نسبة إلى جحدر، وهو اسم رجل. (اللباب 1/ 260) .
[4] البيت في: المعارف 487.
[5] الطبقات الكبرى 5/ 174- 175، الطبقات لخليفة 247، تاريخ خليفة 330 و 340، التاريخ لابن معين 2/ 237 رقم 253 و 505 و 662، التاريخ الكبير 4/ 41- 42 رقم 1901، تاريخ الثقات 207 رقم 620، المعارف 456، المعرفة والتاريخ 1/ 141 و 353 و 426 و 477 و 549 و 550 و 559 و 572 و 714 و 2/ 372 و 668، تاريخ أبي زرعة 1/ 381، الكنى والأسماء 1/ 102، الجرح والتعديل 4/ 149 رقم 643، المراسيل 81- 82 رقم 129، مشاهير علماء الأمصار 64 رقم 432، الثقات لابن حبّان 6/ 394، مروج الذهب 3/ 214، ثمار القلوب 87 رقم 124، طبقات الفقهاء للشيرازي 60، الكامل في التاريخ 5/ 138، حلية الأولياء 2/ 190- 193 رقم 176، صفة الصفوة 2/ 82- 85 رقم 160، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 234- 235 رقم 233، وفيات الأعيان 2/ 399

(7/100)


كَاتَبَ سُلَيْمَانُ أُمَّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَرَوَى عَنْهَا، وَعَنْ عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمَيْمُونَةَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي رَافِعٍ، وَالْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَسَالِمُ أَبُو النَّضْرِ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ فَقِيهًا إِمَامًا مُجْتَهِدًا، رَفِيقَ الذِّكْرِ.
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: سُلَيْمَانُ عِنْدَنَا أَفْهَمُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ [1] .
وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ فَرَاوَدَتْهُ، فَامْتَنَعَ، فَقَالَتْ: إِذًا أَفْضَحُكَ، فَتَرَكَهَا فِي مَنْزِلِهِ وَهَرَبَ، فَحُكِيَ أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمِ يُوسُفَ الصِّدِّيقَ عَلَيْهِ السَّلامُ يَقُولُ: أَنَا يُوسُفُ الَّذِي هَمَمْتُ، وَأَنْتَ سُلَيْمَانُ الَّذِي لَمْ تَهِمَّ [2] .
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: رَأَيْتُ السَّائِلَ يَأْتِي سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَيَقُولُ: اذْهَبْ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ فَإِنَّهُ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ [3] .
وَقَالَ مَالِكٌ: كَانَ سُلَيْمَانُ من علماء النّاس بعد ابن المسيّب [4] .
__________
[ () ] رقم 270، تهذيب الكمال 1/ 548، تحفة الأشراف 13/ 227 رقم 1102، الكاشف 1/ 321 رقم 2157، العبر 1/ 131، تذكرة الحفاظ 1/ 91 رقم 81، دول الإسلام 1/ 75، سير أعلام النبلاء 4/ 444- 448 رقم 173، البداية والنهاية 9/ 244، غاية النهاية لابن الجزري رقم 1396، مرآة الجنان 1/ 228، جامع التحصيل 231- 232 رقم 263، الوافي بالوفيات 15/ 443- 444 رقم 593، الوفيات لابن قنفذ 91 رقم 107، تهذيب التهذيب 4/ 228- 230 رقم 381، تقريب التهذيب 1/ 331 رقم 505، النجوم الزاهرة 1/ 252، طبقات الحفاظ 35، تاريخ الخلفاء 248، تاريخ الخميس 2/ 356، خلاصة تذهيب التهذيب 155، شذرات الذهب 1/ 134.
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 174، المعرفة والتاريخ 1/ 549، تاريخ الثقات 207.
[2] حلية الأولياء 2/ 190- 191، صفة الصفوة 2/ 82، تهذيب الكمال 1/ 548.
[3] تهذيب الكمال 1/ 548.
[4] المعرفة والتاريخ 1/ 549.

(7/101)


وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : كَانَ ثِقَةً عَالِمًا [2] فَقِيهًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنْبَأَ ابْنُ خليل، أنا أبو المكارم اللّبّان، أنبأ أو عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ، ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، ثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلٌ [3] أَخُو أَهْلِ الشَّامِ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، حَدِّثْنَا حَدِيثًا سَمِعْتُهُ من رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوَّلُ النَّاسِ يُقْضَى فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثَلاثَةٌ:
رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ بِهِ، فَعَرَّفَهُ اللَّهُ نِعْمَةً فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: مَا عَمِلْتَ فِيهَا؟
قَالَ: قَاتَلْتُ فِي سَبِيلٍ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ فُلانٌ جَرِيءٌ، وَقَدْ قِيلَ، فَأَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ.
وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ. وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ هُوَ قَارِئٌ فَقَدْ قِيلَ [4] .
فَأَمَرَ بِهِ، فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ إِلَى النَّارِ. وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْمَالِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نعمة، فعرفها، فقال: ما عملت فيها؟ قال: مَا تَرَكْتُ مِنْ شَيْءٍ يَجِبُ أَنْ يُنْفَقَ فِيهِ إِلا أَنْفَقْتُ فِيهِ لَكَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ، إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلانٌ جَوَّادٌ، فَقَدْ قِيلَ، فَأَمَرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى ألقي في النّار» . هذا حديث صحيح [5] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 175.
[2] اللفظ في الطبقات «عاليا» .
[3] هو ناتل بن قيس الخرامي الشامي من أهل فلسطين، وهو تابعي، وكان أبوه صحابيا، وكان ناتل كبير قومه. (انظر التاريخ لابن معين 2/ 601 وتهذيب الكمال 3/ 1401) .
[4] الجملة المحصورة بين حاصرتين ساقطة من الأصل. والاستدراك من صحيح مسلم.
[5] أخرجه مسلم في صحيحه (1905) في الإمارة، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، وأحمد في مسندة 2/ 322 من طريق ابن جريج، عن يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ. وانظر: حلية الأولياء 2/ 192.

(7/102)


قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] ، وَابْنُ مَعِينٍ [2] : ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ دِمَشْقَ، فَدَعَاهُ أَبِي إِلَى الْحَمَّامِ، وَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا [3] .
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمَصْرِيُّ: كَانَ أَبُوهُ يَسَارٌ فَارِسِيًّا.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: يُكْنَى أَبَا أَيُّوبَ. وَقَدْ وُلِّيَ سُوقَ الْمَدِينَةِ لِأَمِيرِهَا عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [4] .
وقال ابن الْمَدِينِيِّ، وَالْبُخَارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، وَآخَرُونَ: كُنْيَتُهُ أَبُو أَيُّوبَ [5] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقَدِّمِيُّ: يُكْنَى أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَعْلَمَ أَهْلِهَا بِالطَّلاقِ، فَقِيلَ: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ [6] .
وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ يَصُومُ الدَّهْرَ، وَكَانَ أَخُوهُ عَطَاءٌ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا [7] .
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَابْنُ سَعْدٍ [8] ، وَمُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْفَلَّاسُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، وَالْبُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ، وَقَالَ خَلِيفَةُ [9] : سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، وَهُوَ غَلَطٌ، تُوُفِّيَ فِي عُشْرِ الثَّمَانِينَ.
86- (سَلامَانُ بْنُ عَامِرٍ الشَّعْبَانِيُّ الْمَصْرِيُّ) [10] عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عبيد،
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 175.
[2] التاريخ 2/ 237.
[3] التاريخ الكبير 4/ 41- 42، تاريخ أبي زرعة 1/ 381 رقم 837.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 175.
[5] انظر الكنى والأسماء للدولابي.
[6] سير أعلام النبلاء 4/ 448.
[7] صفة الصفوة 2/ 84.
[8] الطبقات الكبرى 5/ 175.
[9] الطبقات لخليفة 247، تاريخ خليفة 330.
[10] التاريخ الكبير 4/ 213 رقم 2542، الجرح والتعديل 4/ 322 رقم 1407.

(7/103)


وَأَبِي عُثْمَانَ صَاحِبٍ لِأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ، وَابْنُ لَهِيعَةَ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ رَجُلا صَالِحًا، تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
87- (سِنَانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ) [1] خ م ت ن- الدّيلي المدني.
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، وَجَابِرٍ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ.
وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ [2] .
88- (سَوَادَةُ بْنُ عَاصِمٍ) [3] 4- أَبُو حَاجِبٍ الْعنَزَيُّ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: الْحَكَمِ بْنِ الأَقْرَعِ الْغِفَارِيِّ- وَاسْمُ أَبِيهِ عَمْرٌو-، وَعَائِذِ بْنِ عَمْرٍو الْمُزَنِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ.
وَعَنْهُ: عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَعِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ.
وَهُوَ ثِقَةٌ.
89- (سَيَّارٌ مَوْلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ) [4] نَزَلَ الْبَصْرَةَ، وَرَوَى عن أبي
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 249، الطبقات لخليفة 248، تاريخ خليفة 336، تاريخ الثقات 208 رقم 627، المعرفة والتاريخ 1/ 390، التاريخ الكبير 4/ 162- 163 رقم 2338، المعارف 274، الجرح والتعديل 4/ 250- 251 رقم 1080، مشاهير علماء الأمصار 70 رقم 487، الكاشف 1/ 323 رقم 2177، الوافي بالوفيات 15/ 459 رقم 619، تهذيب التهذيب 4/ 242 رقم 413، تقريب التهذيب 21/ 334 رقم 537، الثقات 4/ 336، خلاصة تذهيب التهذيب 156.
[2] تاريخ الثقات 208.
[3] التاريخ لابن معين 2/ 243، الطبقات لخليفة 211، التاريخ الكبير 4/ 184- 185 رقم 2419، المعرفة والتاريخ 3/ 200، تاريخ أبي زرعة 1/ 480، الكنى والأسماء 1/ 142، الجرح والتعديل 4/ 292 رقم 1266، تهذيب الكمال 1/ 559، الكاشف 1/ 328 رقم 2210، تهذيب التهذيب 4/ 267 رقم 460، تقريب التهذيب 1/ 339 رقم 587، خلاصة تذهيب التهذيب 158.
[4] التاريخ الكبير 4/ 160 رقم 2328، الجرح والتعديل 4/ 254 رقم 1102، تهذيب الكمال

(7/104)


أُمَامَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُحَيْرٍ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَآخَرُونَ.
وَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا تَكَلَّمَ فيه.
__________
[1] / 565، الكاشف 1/ 332 رقم 2241، تهذيب التهذيب 4/ 293 رقم 503، تقريب التهذيب 1/ 344، رقم 629، خلاصة تذهيب الكمال 161.

(7/105)


[حرف الشين]
90- (شرحبيل بن شفعة [1] ت- أبو يزيد الشامي.
عَنْ: شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وُعُتْبَةَ بْنِ الْعَاصِ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، وَأَبِي عُتْبَةَ الْخَوْلانِيِّ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ، وَحَرِيزُ [2] بْنُ عُثْمَانَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدُ: شُيُوخُ حَرِيزٍ [2] كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ.
91- (شُعْبَةُ بْنُ دِينَارٍ) [3] د- مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ بُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَدَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ [4] : لَيْسَ بِهِ بأس، وضعّفه غيره.
__________
[1] الطبقات لخليفة 311، التاريخ الكبير 4/ 250 رقم 2695، المعرفة والتاريخ 2/ 343 و 430، تاريخ أبي زرعة 1/ 595، الكنى والأسماء 2/ 162، الجرح والتعديل 4/ 339 رقم 1487 وفيه «سفعة» بالسين المهملة، تهذيب الكمال 2/ 576 وفيه «سعفه» مهملة، الكاشف 2/ 7 رقم 2281، تهذيب التهذيب 4/ 324 رقم 557، تقريب التهذيب وشفعة: بالضم ثم سكون الفاء وفتح العين.
[2] في طبعة القدسي 4/ 123 «جرير» وهو تحريف، والتصويب عن الجرح والتعديل وتهذيب التهذيب.
[3] التاريخ لابن معين 2/ 256- 257، الطبقات لخليفة 281، التاريخ الكبير 4/ 244 رقم 2676، تاريخ الثقات 220 رقم 666، الضعفاء والمتروكين للنسائي 293، المعرفة والتاريخ 2/ 706، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1339- 1345، الجرح والتعديل 4/ 368 رقم 1606، المجروحين لابن حبّان 1/ 361، تهذيب الكمال 2/ 583- 584، الكاشف 2/ 10 رقم 2302، تهذيب التهذيب 4/ 346- 347 رقم 582، تقريب التهذيب 1/ 351 رقم 68، خلاصة تذهيب التهذيب 166.
[4] التاريخ 2/ 257 رقم 1114.

(7/106)


قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [1] : أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ به.
92- شفيّ بن ماتع [2] د ت ن الأصبحي [3] المصري.
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ حُسَيْنٌ، وَأَبُو قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيُّ، وَأَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ، وَعَنْهُ ابْنُ مُسْلِمٍ، وَقَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَرَبِيعَةُ بْنُ سَيْفٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ فِي تَارِيخِهِ: كَانَ شُفَيُّ عَالِمًا حَكِيمًا، ثُمَّ سَاقَ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ شُفَيٍّ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَأَقْبَلَ شَفَيٌّ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: جَاءَكُمْ أَعْلَمُ مَنْ عَلَيْهَا، فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: أَخْبِرْنَا يَا أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ، مَا الْخَيْرَاتُ الثَّلاثُ، وَمَا الشَّرَّاتُ الثَّلاثُ؟ قَالَ: الْخَيْرَاتُ الثَّلاث:
لِسَانٌ صَدُوقٌ، وَقَلْبٌ تَقِيٌّ، وامرأة صالحة. والشّرّات الثَّلاثُ: لِسَانٌ كَاذِبٌ، وَقَلْبٌ كَافِرٌ، وَامْرَأَةُ سُوءٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَدْ قُلْتُ لَكُمْ.
وَرَوَى أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ، عَنْ شُفَيٍّ قَالَ: مَنْ كثر كلامه كثرت خطاياه [4] .
__________
[1] الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1339.
[2] الطبقات لخليفة 294 و 311، التاريخ الكبير 4/ 266 رقم 2753، تاريخ الثقات 221 رقم 671 و 672، المعرفة والتاريخ 2/ 531، تاريخ أبي زرعة 1/ 386، الجرح والتعديل 4/ 389- 390 رقم 1704، مشاهير علماء الأمصار 121 رقم 940، الثقات لابن حبّان 4/ 371، المعجم الكبير للطبراني 7/ 372 رقم 700، حلية الأولياء 5/ 166- 169 رقم 314، أسد الغابة 2/ 399، تهذيب الكمال 2/ 587، المشتبه في الرجال 2/ 399، الكاشف 2/ 13 رقم 2322، جامع التحصيل 238 رقم 288، الوافي بالوفيات 16/ 170 رقم 201، الإصابة 2/ 173 رقم 4017، تهذيب التهذيب 4/ 360 رقم 606، تقريب التهذيب 1/ 353 رقم 93، حسن المحاضرة 1/ 99.
[3] الأصبحي: بفتح الألف وسكون الصاد المهملة وفتح الباء المنقوطة بواحدة. نسبة إلى ذي أصبح وهو الحارث بن عوف بن مالك ... من يعرب بن قحطان.. وأصبح صارت قبيلة.
(اللباب 1/ 69) .
[4] حلية الأولياء 5/ 167.

(7/107)


قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
93- (شَقِيقُ بْنُ عُقْبَةَ الْكُوفِيُّ) [1] م- عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ.
وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ بْنُ قَيْسٍ، وَفُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، وَمِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ.
94- (شُيَيْمُ [2] بْنُ بَيْتَانَ [3] الْقِتْبَانِيُّ [4] الْمَصْرِيُّ) [5] د ت ن- عن أبيه، وجنادة ابن أَبِي أُمَيَّةَ، ورويفع بن ثابت، وأبي سالم الجيشاني، وغيرهم.
وعنه: خير بن نعيم، وعياش بن عباس القتباني [6] .
وثقه يحيى بن معين [7] .
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 247 رقم 2686، الجرح والتعديل 4/ 371 رقم 1614، تهذيب الكمال 2/ 588، الكاشف 2/ 14 رقم 2326، تهذيب التهذيب 4/ 363 رقم 611، تقريب التهذيب 1/ 354 رقم 98، خلاصة تذهيب التهذيب 167.
[2] شييم: في القاموس المحيط، بالضم ويكسر.
[3] بيتان: بلفظ تثنية بيت.
[4] القتباني: بكسر القاف وسكون المثناة. (تقريب التهذيب) ، في الأصل: الفتياني، بالفاء.
[5] الطبقات لخليفة 294، التاريخ الكبير 4/ 260 رقم 2735، الجرح والتعديل 4/ 384 رقم 1676، مشاهير علماء الأمصار 121 رقم 941، تهذيب الكمال 2/ 593، المشتبه 2/ 392، الكاشف 2/ 16 رقم 2344، تهذيب التهذيب 4/ 379 رقم 637، تقريب التهذيب 1/ 357، حسن المحاضرة 1/ 106، خلاصة تذهيب التهذيب 169.
[6] في الأصل «الفتياني» .
[7] لم يذكره في تاريخه.

(7/108)


[حرف الصاد]
95- (صالح بن أبي حسان الدني) [1] ت ن- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ الْغَسِيلِ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ الْيَاسَ، وَبَكِيرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ.
وَثَّقَهُ الْبُخَارِيُّ وَقَالَ: صَالِحُ بْنُ حَسَّانَ [2] مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: يَجِيءُ [3] هَذَا بَعْدَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
96- (صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ ذكوان) [4] م ن- السّمّان المدني، أبو عبد الرحمن، موته قريب من موت والده.
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 275 رقم 2792، الجرح والتعديل 4/ 399 رقم 1744، تاريخ بغداد 9/ 301 (في ترجمة صالح بن حسان) ، تهذيب الكمال 2/ 595، الكاشف 2/ 18 رقم 2352، ميزان الاعتدال 2/ 292 رقم 3781، تهذيب التهذيب 4/ 385- 386 رقم 646، تقريب التهذيب 1/ 358 رقم 9، خلاصة تذهيب التهذيب 170، تحفة الأشراف 13/ 232 رقم 1111.
[2] هو غير صاحب الترجمة صالح بن أبي حسان.
[3] في طبعة القدسي 4/ 124 «يحيى» وهو غلط بيّن. والمراد أن صالح بن حسان تأتي ترجمته بعد سنة 150 هـ. وهو غير ابن أبي حسّان.
[4] التاريخ الكبير 4/ 279 رقم 2802، الجرح والتعديل 4/ 400- 401 رقم 1756، مشاهير علماء الأمصار 134 رقم 1059، تحفة الأشراف 13/ 233 رقم 1113، تهذيب الكمال 2/ 597، الكاشف 2/ 20 رقم 2365، تهذيب التهذيب 4/ 394 رقم 664، تقريب التهذيب 1/ 360 رقم 28، خلاصة تذهيب التهذيب 171.

(7/109)


سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ [1] . وَهُوَ مُقِلٌّ.
97- (صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) [2] أَبُو الْوَلِيدِ الْكَاتِبُ.
كَانَ فَصِيحًا جَمِيلا مِنْ سَبْيِ سِجِسْتَانَ، سَرِيعَ الْحِفْظِ، عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ نَقَلَ الدِّيوَانَ مِنَ الْفَارِسِيَّةِ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ.
وَيُقَالُ: بَذَلَ لَهُ كُتَّابُ الْفُرْسِ ثَلاثَمِائَةَ أَلْفٍ عَلَى أَنْ لا يَفْعَلُ ذَلِكَ فَأَبَى، وَبِهِ تَخَرَّجَ أَهْلُ الْعِرَاقِ فِي كِتَابَةِ الدِّيوَانِ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَدْ وَلاهُ خَرَاجَ الْعِرَاقِ، ثُمَّ وَلاهُ يَزِيدُ، فَتَعَقَّبَهُ أَمِيرُ الْعِرَاقِ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْفَزَارِيُّ فَقَتَلَهُ [3] .
98- (صَخْرُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَزَارِيُّ) [4] أَعْرَابِيٌّ.
رَوَى عَنْ: ابْنِ ضَلِيعٍ وَجَزِيِّ [5] بْنِ بُكَيْرٍ.
رَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، وَالْحَارِثُ بْنُ حصيرة، وإسماعيل بن خالد، وغيرهم.
__________
[1] لم يذكره في تاريخه.
[2] تاريخ خليفة 313 و 318 و 319، تاريخ الرسل والملوك 6/ 506 و 508 و 522 و 523 و 525، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 373، الكامل في التاريخ 5/ 11 و 20 و 23.
[3] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 373.
[4] التاريخ الكبير 4/ 311- 312 رقم 2946، الجرح والتعديل 4/ 426 رقم 1872، تهذيب التهذيب 4/ 413- 414 رقم 713.
[5] في طبعة القدسي 4/ 124 «جري» بالراء، وهو تحريف، والتصويب من المشتبه للذهبي 1/ 153.

(7/110)


[حرف الضاد]
99- (الضّحّاك بن عبد الرحمن) [1] ت ق- بْنِ عَرْزَبٍ [2] ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْعَرِيُّ الشَّامِيُّ الطبراني، وَلِيَ إِمْرَةَ دِمَشْقَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ [3] الأَشْعَرِيِّ، ووالده عبد الرحمن.
وعنه: مكحول، ومحمد بن زياد الألهاني، وأبو طلحة [4] الخولاني، وعبد الله بن العلاء بن زبر، وحريز بن عثمان، والأوزاعي، وآخرون.
وثقه أحمد العجلي [5] وغيره.
قال أبو مسهر: كان من خير الولاة [6] .
__________
[1] التاريخ الكبير 4/ 333 رقم 3021، تاريخ الثقات 231 رقم 708، تاريخ أبي زرعة 1/ 57 و 2/ 720، الجرح والتعديل 4/ 459 رقم 2027، مشاهير علماء الأمصار 115 رقم 886، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 6- 7، تهذيب الكمال 2/ 616، سير أعلام النبلاء 4/ 603- 604 رقم 240، ميزان الاعتدال 2/ 324 رقم 3935، الكاشف 2/ 32 رقم 2455، الإصابة 2/ 217 رقم 4215، تهذيب التهذيب 4/ 446 رقم 776، تقريب التهذيب 1/ 372- 373 رقم 10، الوافي بالوفيات 16/ 355 رقم 387، أمراء دمشق في الإسلام 44، خلاصة تذهيب التهذيب 176.
[2] ويقال: عرزم، بالميم.
[3] غنم: بفتح الغين المعجمة، وسكون النون، (تقريب التهذيب 1/ 494) .
[4] في طبعة القدسي 4/ 124 «أبو طلى» وهو خطأ واضح، والتصحيح من تهذيب التهذيب 12/ 139.
[5] تاريخ الثقات 231.
[6] تهذيب تاريخ دمشق 7/ 7.

(7/111)


وقال عبد الله بن العلاء: سمعته يَقُولُ عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يُقَالَ: أَلَمْ أُصِحَّ جِسْمَكَ وَأُرْوِكَ مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ» [1] . وَعَرْزَبُ بِالْبَاءِ أَصَحُّ.
100- الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْهِلالِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ [2] 4 أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقِيلَ: أَبُو الْقَاسِمِ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ، وَلَهُ أَخَوَانِ: مُحَمَّدٌ، وَمُسْلِمٌ، كَانَ يكون بسمرقند وببلخ.
حدّث عن: ابن عباس، وابن عمر، وأبي سعيد الْخُدْرِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَالأَسْوَدِ، وَعَطَاءٍ، وَطَاوُسٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: جُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَأَبُو سَعْدٍ البقّال سعيد
__________
[1] أخرجه النسائي 1/ 223 باب المحاسبة على الصلاة، وابن ماجة (1425) باب ما جاء في أول ما يحاسب به العبد الصلاة، وأحمد في مسندة 3/ 290 و 425 و 4/ 65 و 103 و 5/ 72 و 377.
[2] الطبقات الكبرى 6/ 300- 302 و 7/ 369، التاريخ لابن معين 2/ 272، الطبقات لخليفة 311 و 322، تاريخ خليفة 336، التاريخ الكبير 4/ 332- 333، التاريخ الصغير 116، المعارف 457- 458 و 547 و 594، المعرفة والتاريخ 2/ 108 و 143 و 148 و 174 و 198 و 684 و 3/ 19 و 111 و 121 و 209 و 226 و 345، الكنى والأسماء 2/ 98، المحبّر 475، تاريخ أبي زرعة 1/ 306- 307، الجرح والتعديل 4/ 458 رقم 2024، المراسيل 94- 97 رقم 152، مشاهير علماء الأمصار 194 رقم 1562، تاريخ بغداد 13/ 165 (في ترجمة:
مقاتل بن سليمان البلخي) ، موضح أوهام الجمع للخطيب 1/ 226، تهذيب الكمال 2/ 618، تحفة الأشراف 13/ 235- 236 رقم 1118، الكامل في التاريخ 5/ 126- 127، ربيع الأبرار 4/ 57، دول الإسلام 1/ 72، الكاشف 2/ 33 رقم 2460، سير أعلام النبلاء 4/ 598- 600 رقم 238، ميزان الاعتدال 2/ 325- 326 رقم 3942، المغني في الضعفاء 1/ 312 رقم 2912، العبر 1/ 124، مرآة الجنان 1/ 213، البداية والنهاية 9/ 223، جامع التحصيل 242 رقم 304، الوافي بالوفيات 16/ 359 رقم 390، معجم الأدباء 12/ 15- 16 رقم 6، غاية النهاية 1/ 337 رقم 1467، تهذيب التهذيب 4/ 453- 454 رقم 784، تقريب التهذيب 1/ 373 رقم 17، النجوم الزاهرة 1/ 248، خلاصة تذهيب التهذيب 177، طبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 216 رقم 211، شذرات الذهب 1/ 124، تاريخ الخميس 2/ 318، البيان والتبيين 1/ 251، العقد الفريد 6/ 234، تحسين القبيح للثعالبي 117- 118، معرفة الرجال لابن معين 2/ 70.

(7/112)


بْنُ الْمَرْزُبَانِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَعُمَرُ بْنُ الرَّمَّاحِ، وَنَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُقَاتِلٌ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، وَأَبُو رَوْقٍ عَطِيَّةُ، وَأَبُو جَنَابِ [1] يَحْيَى بْنُ أَبِي حِيَّةَ الْكَلْبِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَضَعَّفَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَغَيْرُهُ، وَاحْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ، وَكَانَ مُدَلِّسًا، وَوَرَدَ أَنَّهُ كَانَ فَقِيهَ مَكْتَبٍ فِيهِ ثَلاثَةُ آلافِ صَبِيٍّ، وَكَانَ يَرْكَبُ حِمَارًا وَيَدُورُ عَلَيْهِمْ [2] وَلَهُ يَدٌ طُولَى فِي التَّفْسِيرِ وَالْقَصَصِ.
قَالَ الثَّوْرِيُّ: كَانَ الضَّحَّاكُ يُعَلِّمُ وَلا يَأْخُذُ أَجْرًا [3] . وَرَوَى شُعْبَةُ، عَنْ مُشَاشٍ قَالَ: سَأَلْتُ الضَّحَّاكَ: هَلْ لَقِيتَ ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: لا [4] . وَقَالَ شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ: لَمْ يَلْقَ الضّحّاك ابن عبّاس، إنّما لقي سعيد ابن جُبَيْرٍ بِالرَّيِّ فَأَخَذ عَنْهُ التَّفْسِيرَ [5] . قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: كَانَ شُعْبَةُ يُنْكِرُ أَنْ يَكُونَ الضَّحَّاكُ لَقِيَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَطُّ [6] ، ثُمَّ قَالَ يَحْيَى: وَالضَّحَّاكُ عِنْدَنَا ضَعِيفٌ. وَرَوَى أَبُو جَنَابٍ [7] الْكَلْبِيُّ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: جَاوَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ سَبْعَ سِنِينَ [8] . وَقَالَ قَبِيصَةُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ: كَانَ الضَّحَّاكُ إِذَا أَمْسَى [9] بَكَى، فَيُقَالُ لَهُ! فَيَقُولُ: لا أَدْرِي مَا صَعَدَ الْيَوْمَ مِنْ عَمَلِي. وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ قَالَ: أَدْرَكْتُهُمْ وَمَا يَتَعَلَّمُونَ إلّا الورع [10] .
__________
[1] في طبعة القدسي 4/ 125 «خباب» وهو تحريف، والتصويب من تهذيب التهذيب.
[2] انظر: تهذيب الكمال 2/ 618.
[3] المعارف 547، مشاهير علماء الأمصار 194.
[4] انظر: المعرفة والتاريخ 2/ 108، الطبقات الكبرى 6/ 301.
[5] الطبقات الكبرى 6/ 301، المعرفة والتاريخ 3/ 209- 210، مشاهير علماء الأمصار، معرفة الرجال لابن معين 2/ 70.
[6] انظر: المعرفة والتاريخ 2/ 143 و 148.
[7] في طبعة القدسي 4/ 125 «خباب» وقد سبق الإشارة إلى الصواب.
[8] تهذيب الكمال 2/ 618.
[9] في تهذيب الكمال 2/ 618 «مشى» .
[10] الطبقات الكبرى 6/ 301، تهذيب الكمال 2/ 618.

(7/113)


وَقَالَ قُرَّةُ: كَانَ هِجِّيرُ [1] الضَّحَّاكِ إِذَا سَكَتَ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه [2] وَرَوَى مَيْمُونٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: حَقٌّ عَلَى كُلِّ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، أَنْ يَكُونَ فَقِيهًا، وَتَلا قَوْلَهُ تَعَالَى: كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ 3: 79 [3] . وَرَوَى زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ بَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الضَّحَّاكِ: كُنْتُ ابْنَ ثَمَانِينَ جَلْدًا غَزَّاءً [4] .
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: تُوُفِّيَ الضَّحَّاكُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْكُوفِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْوَلِيدِ: سنة ستّ ومائة.
101- (الضّحّاك [5] المشرقي) [6] خ م- أبو سعيد الكوفي، وَمِشْرَقٌ بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ. حَدَّثَ عَنْ: أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وَعَنْهُ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، والزهري، والأعمش، وآخرون.
قيل: اسم أبيه: شراحيل، وقيل: شرحبيل.
102- (ضمضم [7] بن جوس [8]
__________
[1] هجّير: بكسر الهاء والجيم المشدّدة، أي: دأبه وعادته وديدنه.
[2] تهذيب الكمال 2/ 618.
[3] سورة آل عمران، الآية 79، والقول في: تهذيب الكمال.
[4] تهذيب الكمال 2/ 618.
[5] التاريخ الكبير 4/ 335 رقم 3033، الجرح والتعديل 4/ 461 رقم 2032، تهذيب الكمال 2/ 615، ميزان الاعتدال 2/ 324 رقم 3934، مشتبه النسبة 592، الكاشف 2/ 32 رقم 2452، سير أعلام النبلاء 4/ 604 رقم 241، اللباب 3/ 216، تهذيب التهذيب 4/ 444- 445 رقم 773، تقريب التهذيب 2/ 372 رقم 7، خلاصة تذهيب التهذيب 176.
[6] المشرقي: بكسر الميم وسكون الشين وفتح الراء، وفي آخرها قاف (وليس: فاء كما في اللباب 3/ 216) انظر مادة: مشرفي.
وقد ذكره ثانية في «المشرقي» بفتح الميم وكسر الراء. (3/ 216) .
[7] الطبقات لخليفة 290، التاريخ الكبير 4/ 337- 338 رقم 3046، تاريخ الثقات 232 رقم 714، الجرح والتعديل 4/ 467- 468 رقم 2053، الثقات لابن حبّان 4/ 389، الإكمال 2/ 164، تهذيب الكمال 2/ 620- 621، الكاشف 2/ 35 رقم 2469، تهذيب التهذيب 4/ 462 رقم 797، تقريب التهذيب 1/ 375 رقم 30، خلاصة تذهيب التهذيب 177.
[8] في الأصل «جرس» وفي طبعة القدسي 4/ 126 «جوش» بالشين المعجمة نقلا عن خلاصة التذهيب، وما أثبتناه عن مصادر ترجمته الأخرى، وعن الإكمال لابن ماكولا 2/ 164 حيث

(7/114)


الهفاني [1] اليمامي) 4- عن أبى هريرة، وعبد الله بن حنظلة الغسيل.
وعَنْه: يحيى بْن أَبِي كثير [2] ، وعِكْرِمة بْن عمّار [3] .
وثّقه يحيى بن معين [4] وغيره.
__________
[ () ] قال: جوس، بجيم مفتوحة بعدها سين مهملة.
[1] الهفّاني: بكسر الهاء وفتح الهاء المشدّدة. نسبة إلى هفّان، وهو في حنيفة، وهو هفّان بن الحارث بن ذهل بن الدؤل بن حنيفة، (اللباب 3/ 389) .
[2] في الأصل «كبير» والتصحيح من تقريب التهذيب 2/ 356 وهو أبو نصر الطائي اليمامي.
[3] في الأصل «عمان» والتصحيح من تقريب التهذيب 2/ 30.
[4] لم يذكره في تاريخه وهو في معرفة الرجال لابن معين 2/ 70.

(7/115)


[حرف الطاء]
103- طاوس بن كيسان [1] ع أبو عبد الرحمن اليماني الجندي [2] أحد الأعلام، كان من أبناء الفرس الذين سَيَّرهُمْ كِسْرَى إِلَى الْيَمَنِ، مِنْ مَوَالِي بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ [3] الْحِمْيَرِيِّ، وَقِيلَ: هُوَ مَوْلَى لِهَمْدَانَ [4]
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 537- 542، تاريخ خليفة 336، الطبقات لخليفة 287، التاريخ لابن معين 2/ 275- 276، الأخبار الموفقيات 82، التاريخ الكبير 4/ 365 رقم 3165، التاريخ الصغير 115، تاريخ الثقات 234 رقم 720، المعارف 455 و 478 و 507 و 550 و 624، المعرفة والتاريخ 1/ 425 و 524 و 525 و 527 و 702 و 705 و 711 و 714 و 2/ 7 و 8 و 11 و 250 و 672 و 700 و 713 و 757 و 3/ 119 و 214 و 370، تاريخ أبي زرعة 1/ 515، 516 و 547، ذيل المذيل للطبري 636، الكنى والأسماء 2/ 67، الجرح والتعديل 4/ 500- 501 رقم 2203، المراسيل 99- 100 رقم 154، مشاهير علماء الأمصار 122 رقم 955، ربيع الأبرار 1/ 126 و 4/ 8 و 210 و 222 و 283 و 332، حلية الأولياء 4/ 3- 23 رقم 249، صفة الصفوة 2/ 284- 290 رقم 243، طبقات الفقهاء للشيرازي 73، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 235، الزيارات للهروي 88، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 251 رقم 269، وفيات الأعيان 2/ 509- 511 رقم 306، تهذيب الكمال 2/ 623، اللباب 1/ 241، تحفة الأشراف 13/ 236- 239 رقم 1119، تذكرة الحفاظ 1/ 90 رقم 79، سير أعلام النبلاء 5/ 38- 49 رقم 13، دول الإسلام 1/ 75، الكاشف 2/ 37 رقم 2484، خلاصة الذهب المسبوك 34، العبر 1/ 130، مرآة الجنان 1/ 227- 228، البداية والنهاية 9/ 235- 244، غاية النهاية لابن الجزري 1/ 339، جامع التحصيل 244 رقم 307، الوفيات لابن قنفذ 107 رقم 106، تهذيب التهذيب 5/ 8- 10 رقم 14، تقريب التهذيب 1/ 377 رقم 14، الوافي بالوفيات 16/ 412 رقم 451، النجوم الزاهرة 1/ 260، طبقات الشعراني 1/ 43، طبقات الحفاظ 34، خلاصة تذهيب الكمال 181، العقد الثمين 5/ 58، مجمع الرجال 3/ 227، شذرات الذهب 1/ 133.
[2] الجندي: بفتح الجيم والنون. نسبة إلى الجند، وهي بلدة مشهورة باليمن. (اللباب 1/ 297) .
[3] في الأصل «بحير أبي رساه» بإهمال الاسمين.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 537.

(7/116)


سَمِعَ: زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وابن عباس، وزيد بن أرقم، وطائفة.
وعنه: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نُجَيْحٍ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ يَنَّاقٍ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى الدِّمَشْقِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ، وَعِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ عَمْرُو بْنُ دينار: ما رأيت أحدا مثل طاوس. وَرَوَى عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنِّي لأَظُنُّ طَاوُسًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. وَقَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ طَاوُسٌ فِينَا مِثْلَ ابْنِ سِيرِينَ فِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ [1] . وَرَوَى ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن ابن أَبِي نُجَيْحٍ، قَالَ مُجَاهِدٌ لِطَاوُسٍ: رَأَيْتُكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُصَلِّي فِي الْكَعْبَةِ وَالنَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَابِهَا يَقُولُ لَكَ: «اكْشِفْ قِنَاعَكَ وَبَيِّنْ قِرَاءَتَكَ» ، قَالَ: أَسْكُتْ لا يَسْمَعُ هَذَا مِنْكَ أَحَدٌ، ثُمَّ خُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّهُ انْبَسَطَ فِي الْكَلامِ، يَعْنِي فَرَحًا بِالْمَنَامِ [2] . رَوَى هِشَامُ بْنُ حُجَيْرٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: لا يَتِمُّ نُسُكُ الشَّابِّ حَتَّى يَتَزَوَّجَ [3] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: إِنَّ الأَسَدَ حَبَسَ لَيْلَةً النَّاسَ فِي طَرِيقِ الْحَجِّ، فَدَقَّ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ ذَهَبَ عَنْهُمْ، فَنَزَلُوا وَنَامُوا [4] وَقَامَ طَاوُسُ يُصَلِّي، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ أَلا تَنَامُ؟ قَالَ: وَهَلْ يَنَامُ أَحَدٌ السَّحَرَ! [5] .
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: وَسَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ الزُّبَيْرِ الصَّنْعَانِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّ أَمِيرَ الْيَمَنِ بَعَثَ إِلَى طَاوُسٍ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ، فَلَمْ يَقْبَلْهَا [6] . وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِطَاوُسٍ: ارْفَعْ حَاجَتَكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: مَا لِي إِلَيْهِ مِنْ حَاجَةٍ [6] ، فكأنّه عجب من
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 541.
[2] حلية الأولياء 4/ 5.
[3] حلية الأولياء 4/ 6.
[4] في الأصل «قاموا» وما أثبتناه يتّفق مع السياق.
[5] حلية الأولياء 4/ 6، صفة الصفوة 2/ 285.
[6] انظر: حلية الأولياء 4/ 3، صفة الصفوة 2/ 287.

(7/117)


ذَلِكَ، قَالَ: ابْنُ عُيَيْنَةُ: فَحَلِفَ لَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا، الشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةٍ إِلا طَاوُسًا [1] . قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَجَاءَ وَلَدُ سُلَيْمَانَ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ طَاوُسٍ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: ابْنُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ، ثُمّ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ للَّه عِبَادًا يَزْهَدُونَ فِيمَا فِي يَدَيْهِ [2] .
وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ قَالَ: كُنْتُ لا أَزَالُ أَقُولُ لِأَبِي: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُخْرَجَ عَلَى هَذَا السُّلْطَانِ وَأَنْ يُفْعَلَ بِهِ، قَالَ: فَخَرَجْنَا حُجَّاجًا فَنَزَلْنَا فِي بَعْضِ الْقُرَى وَفِيهَا عَامِلٌ لِنَائِبِ الْيَمَنِ، يُقَالُ لَهُ أَبُو [3] نُجَيْحٍ، وَكَانَ مِنْ أَخْبَثَ عُمَّالِهِمْ، فَشَهِدْنَا الصُّبْحَ فِي الْمَسْجِدِ، فَإِذَا أَبُو نُجَيْحٍ قَدْ عَلِمَ بِطَاوُسٍ، فَجَاءَ فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ كَلَّمَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ عَدَلَ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ مَا بِهِ قُمْتُ إِلَيْهِ، فَمَدَدْتُ بِيَدِهِ، وَجَعَلْتُ أُسَائِلُهُ، وَقلُتُ: إِنَّ أَبَا عبد الرحمن لم يعرفك، فَقَالَ: بَلَى مَعْرِفَتُهُ بِي فَعَلَتْ بِي مَا رَأَيْتَ، قَالَ: فَمَضَى وَهُوَ سَاكِتٌ، فَلَمَّا دَخَلْنَا الْمَنْزِلَ قَالَ لِي: يَا لُكَعُ، بَيْنَمَا أَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ عَلَيْهِمْ بِسَيْفِكَ، لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَحْبِسَ عَنْهُمْ لِسَانَكَ [4] .
حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ لَيْثٍ قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ إِذَا تَشَدَّدَ النَّاسُ فِي شَيْءٍ رَخَّصَ فِيهِ، وَإِذَا رَخَّصَ النَّاسُ فِي شَيْءٍ شَدَّدَ فِيهِ، قَالَ لَيْثٌ: وَذَلِكَ الْعِلْمُ.
عنبسة بن عبد الواحد، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ عَالِمًا قَطُّ يَقُولُ لا أَدْرِي أَكْثَرَ مِنْ طَاوُسٍ. وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: كَانَ طَاوُسُ يَتَشَيَّعُ [5] . وَقَالَ مَعْمَرٌ: أَقَامَ طَاوُسٌ عَلَى رَقِيقٍ لَهُ حَتَّى فَاتَهُ الْحَجُّ. قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: رَأَيْتُ
__________
[1] المعرفة والتاريخ 1/ 705، حلية الأولياء 4/ 14 و 16.
[2] حلية الأولياء 4/ 16.
[3] في الحلية «ابن» .
[4] الحلية 4/ 16.
[5] ذيل المذيل 636.

(7/118)


طَاوُسًا يَخْضِبُ بِحِنَّاءٍ شَدِيدِ الْحُمْرَةِ [1] . وَقَالَ فِطْرٌ: كَانَ طَاوُسُ يَتَقَنَّعُ وَيَصْبِغُ بِالْحِنَّاءِ [2] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُلَيْكِيُّ: رَأَيْتُ طَاوُسًا وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ أثَرُ السُّجُودِ [3] . وَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ طَاوُسٍ:
اللَّهمّ احْرِمْنِي الْمَالَ وَالْوَلَدَ، وَارْزُقْنِي الإِيمَانَ وَالْعَمَلَ [4] . وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَجِبْتُ لِإِخَوَتِنَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ يُسَمُّونَ الْحَجَّاجَ مُؤْمِنًا [5] .
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ اسْتَعْمَلَ طَاوُسًا عَلَى بَعْضِ الصَّدَقَةِ، فَسَأَلْتُ طَاوُسًا: كَيْفَ صَنَعْتَ؟ قَالَ: كُنَّا نَقُولُ لِلرَّجُلِ: تَزَكَّى رَحِمَكَ اللَّهُ بِمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ، فَإِنْ أَعْطَانَا أَخَذْنَا، وَإِنْ تَوَلَّى لَمْ نَقُلْ تَعَالَ [6] . وَرَوَى عَبْدُ السَّلامِ بْنُ هِشَامٍ، عَنِ الْحُرِّ بْنِ أَبِي الْحُصَيْنِ الْعَنْبَرِيِّ، أَنَّ طَاوُسًا مَرَّ بِرَآسٍ [7] قَدْ أَخْرَجَ رَأْسًا فَغُشِيَ عَلَيْهِ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ قَالَ: كَانَ طَاوُسٌ إِذَا رَآى تِلْكَ الرُّءُوسَ الْمَشْوِيَّةَ لَمْ يَتَعَشَّ [8] تِلْكَ اللَّيْلَةَ. عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، أَنَّ رَجُلا كَانَ يَسِيرُ مَعَ طَاوُسٍ، فَسَمِعَ غُرَابًا فَقَالَ:
خَيْرٌ، فَقَالَ طَاوُسٌ: أَيُّ خَيْرٍ عِنْدَ هَذَا، أَوْ شَرٌّ، لا تَصْحَبْنِي [9] . ابْنُ أَبِي نُجَيْحٍ: إِنَّ طَاوُسًا قَالَ لِأَبِي: مَنْ قَالَ وَاتَّقَى اللَّهَ خَيْرٌ مِمَّنْ صَمَتَ وَاتَّقى اللَّهَ [10] .
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ خمسين [11] من
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 538.
[2] الطبقات 5/ 538.
[3] الطبقات 5/ 539.
[4] الطبقات 5/ 540.
[5] الطبقات 5/ 540.
[6] الطبقات 5/ 541.
[7] الرءّاس: كشدّاد: بائع الرءوس. (القاموس المحيط) .
[8] في حلية الأولياء 4/ 4 «ينعس» ، وانظر: صفة الصفوة 2/ 284 و 285 ففيه الروايتان.
[9] حلية الأولياء 4/ 4، 5.
[10] حلية الأولياء 4/ 5.
[11] حلية الأولياء 4/ 10 وفي ذيل المذيل للطبري: سبعين من الصحابة (636) .

(7/119)


أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أُنْبِئْتُ عَنِ اللَّبَانِ، أَنْبَأَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ، أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا إِسْحَاقُ، ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ الزُّبَيْرِ الصَّنْعَانِيِّ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ، أَوْ أَيُّوبَ بْنَ يَحْيَى بَعَثَ إِلَى طَاوُسٍ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ، وَقِيلَ لِلرَّسُولِ: إِنْ أَخَذَهَا مِنْكَ فَإِنَّ الأَمِيرَ سَيُحْسِنُ إِلَيْكَ، فَقَدِمَ بِهَا عَلَى طَاوُسٍ الْجَنَدِ [1] ، فَأَرَادَهُ عَلَى أَخْذِهَا فَأَبَى، فَغَفِلَ طَاوُسٌ، فَرَمَى بِهَا الرَّجُلُ فِي كَوَّةِ الْبَيْتِ، ثُمَّ ذَهَبَ، وَقَالَ: أَخَذَهَا، ثُمَّ بَلَغَهُمْ عَنْ طاوس شيء يَكْرَهُونَهُ، فَقَالَ: ابْعَثُوا إِلَيْهِ، فَلْيَبْعَثْ إِلَيْنَا بِمَالِنَا، فَجَاءَهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: الْمَالُ الَّذِي بَعَثَ بِهِ الأَمِيرُ، قَالَ: مَا قَبَضْتَ مِنْهُ شَيْئًا، فَرَجَعَ الرَّسُولُ، وَعَرَفُوا أَنَّهُ صَادِقٌ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ الرَّجُلَ الأَوَّلَ، فَقَالَ لَهُ: الْمَالُ الَّذِي جِئْتُكَ بِهِ، قَالَ: هَلْ قَبَضْتُ مِنْكَ شَيْئًا؟! قَالَ: لا. قَالَ: فَانْظُرْ حَيْثُ وَضَعْتَهُ، فَمَدَّ يَدَهُ، فَإِذَا بِالصُّرَّةِ قَدْ نَبَتَ [2] عَلَيْهَا الْعَنْكَبُوتُ، فَأَخَذَهَا [3] .
رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ، تُوُفِّيَ طَاوُسٌ بِمُزْدَلِفَةَ، أَوْ بِمِنًى، فَلَمَّا حُمِلَ أَخَذَ عَبْدُ الله ابن الْحَسَنِ [4] بِقَائِمَةِ السَّرِيرِ، فَمَا زَايَلَهُ حَتَّى بَلَغَ الْقَبْرَ [5] .
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ: شَهِدْتُ جَنَازَةَ طَاوُسٍ بِمَكَّةَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ بِضْعَ عَشْرَةَ، وَهُوَ غَلَطٌ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الْخَلِيفَةُ هِشَامٌ، ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ صَلَّى هِشَامٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَأَخْبَارُهُ مُسْتَوْفَاةٌ فِي «التهذيب» [6] .
__________
[1] الجند: بلد طاوس في اليمن (اللباب 1/ 241) .
[2] هكذا في الأصل وفي المعرفة والتاريخ، وفي حلية الأولياء وصفة الصفوة «بنت» بتقديم الباء، وفي سير أعلام النبلاء «بنى» .
[3] المعرفة والتاريخ 1/ 709، حلية الأولياء 4/ 14- 15، صفة الصفوة 286، تهذيب الكمال 2/ 625.
[4] في الأصل «عبد الله بن حسين بن حسن» ، والتصويب من حلية الأولياء.
[5] حلية الأولياء 4/ 3، البداية والنهاية 9/ 235، ذخائر العقبي للمحب الطبري 143.
[6] تهذيب الكمال للمزّي 2/ 623- 625.

(7/120)


104- طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ الْعَنَزِيُّ الْبَصْرِيُّ [1] م 4 عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَسٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ، وَالأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ.
وَعَنْهُ: مَنْصُورٌ، والأعمش، وسليمان التّيمي، وعوف الأعرابيّ، ومصعب ابن شَيْبَةَ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ صَالِحًا عَابِدًا شَدِيدَ الْبِرِّ بِأُمِّهِ طَيِّبَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ. فَعَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا مِنْهُ، وَكَانَ مِمَّنْ يَخْشَى اللَّهَ.
وَرَوَى عَاصِمٌ الأَحْوَلٌ، عَنْ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: لَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الأَشْعَثِ، قَالَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ: اتَّقُوهَا بِالتَّقْوَى، فَقِيلَ لَهُ صِفْ لَنَا التَّقْوَى، قَالَ: الْعَمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ، رَجَاءَ ثَوَابِ اللَّهِ، وَتَرْكُ مَعَاصِي اللَّهِ، عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ، مَخَافَةَ عَذَابِ اللَّهِ [2] . وَرَوَى سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ، عَنْ طَلْقٍ قَالَ: إِنَّ حُقُوقَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَقُومَ بِهَا الْعِبَادُ، وَإِنَّ نِعَمَ اللَّهِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى، وَلَكِنْ أَصْبِحُوا تَائِبِينَ وَأَمْسُوا تَائِبِينَ [3] . وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ:
كَانَ يُقَالُ: فِقْهُ الْحَسَنِ، وَوَرَعُ ابْنِ سِيرِينَ، وَحِلْمُ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ، وَعُبَادَةُ طَلْقٌ [4] . وَكَانَ طَلْقٌ يَتَكَلَّمُ عَلَى النَّاسِ وَيَعِظُ.
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 227- 228، الطبقات لخليفة 210، التاريخ الكبير 4/ 359 رقم 3138، الضعفاء الصغير 265، تاريخ الثقات 237 رقم 729، المعارف 468 و 625، المعرفة والتاريخ 2/ 24- 25 و 793، الجرح والتعديل 4/ 490- 491، المراسيل 101 رقم 158، الثقات لابن حبّان 4/ 396، حلية الأولياء 3/ 63- 66 رقم 209، تهذيب الكمال 2/ 632، ميزان الاعتدال 2/ 345 رقم 4024، تحفة الأشراف 13/ 241 رقم 1124، المغني في الضعفاء 1/ 318 رقم 2968، الكاشف 2/ 41 رقم 2509، سير أعلام النبلاء 4/ 601- 603 رقم 239، البداية والنهاية 9/ 101، جامع التحصيل 346 رقم 315، تهذيب التهذيب 5/ 31- 32، رقم 49، تقريب التهذيب 1/ 380 رقم 47، خلاصة تذهيب التهذيب 181.
[2] حلية الأولياء 3/ 64.
[3] حلية الأولياء 3/ 65.
[4] انظر حلية الأولياء 3/ 64.

(7/121)


قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْبَدَ مِنْ طَلْقِ بْنِ حبيب.
قيل إنّ الحجّاج قتل طلب بْنَ حَبِيبٍ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَهَذَا لَمْ يَصِحَّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [1] : طَلْقٌ صَدُوقٌ، كَانَ يَرَى الإِرْجَاءَ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْكَرِيمِ يَقُولُ: كَانَ طَلْقٌ لا يَرْكَعُ إِذَا افْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، حَتَّى يَبْلُغَ الْعَنْكَبُوتَ، وَكَانَ يَقُولُ: كَانَ طَلْقٌ لا يَرْكَعُ إِذَا افْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، حَتَّى يَبْلُغَ الْعَنْكَبُوتَ، وَكَانَ يَقُولُ: أَشْتَهِي أَنْ أَقُومَ حَتَّى يَشْتَكِي صُلْبِي [2] .
قَالَ غُنْدَرٌ: ثَنَا عَوْفٌ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهمّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمَ الْخَائِفِينَ لَكَ، وَخَوْفَ الْعَالِمِينَ بِكَ، وَيَقِينَ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ، وَتَوَكُّلَ الْمُوقِنِينَ بِكَ، وَإِنَابَةَ الْمُخْبَتِينَ إِلَيْكَ، وَإِخْبَاتَ الْمُنِيبِينَ إِلَيْكَ، وَشُكْرَ الصَّابِرِينَ لَكَ، وَصَبْرَ الشَّاكِرِينَ لَكَ، وَلِحَاقًا بِالأَحْيَاءِ الْمَرْزُوقِينَ عندك [3] .
__________
[1] الجرح والتعديل 4/ 491.
[2] حلية الأولياء 4/ 64 وفي صفة الصفوة 3/ 258 «حتى أشتكي ظهري» .
[3] حلية الأولياء 3/ 63- 64 وفيه «نجاة الأحباء المرزوقين عندك» .

(7/122)


[حرف الْعَيْنِ]
105- (عَامِرُ بْنُ سَعْد بْنِ أَبِي وقّاص) [1] ع- الزّهري المدني، وَلَهُ ثَمَانِيَةُ إِخْوَةٍ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَجَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ دَاوُدُ، وَابْنَا أَخَوَيْهِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ثقة شريفا، كثير الحديث. توفّي سنة أربع ومائة.
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 167، الطبقات لخليفة 243، التاريخ الكبير 6/ 449 رقم 2956، تاريخ الثقات 243 رقم 750، المعارف 44 و 343، المعرفة والتاريخ 1/ 368- 369 و 419 و 657، تاريخ أبي زرعة 1/ 649، الجرح والتعديل 6/ 321 رقم 1794، مشاهير علماء الأمصار 66 رقم 449، الثقات 5/ 186، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 256 رقم 278، تهذيب الكمال 2/ 641، تحفة الأشراف 13/ 242 رقم 1126، العبر 1/ 127، سير أعلام النبلاء 4/ 349 رقم 122، الكاشف 2/ 49 رقم 2553، الوافي بالوفيات 16/ 586- 587 رقم 627، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 376، البداية والنهاية 9/ 230، تهذيب التهذيب 5/ 63- 64 رقم 106، تقريب التهذيب 1/ 387 رقم 42، خلاصة تذهيب التهذيب 184، شذرات الذهب 1/ 126.

(7/123)


106- عامر بن شراحيل [1] ع الشّعبي، شَعْبُ هَمْدَانَ، أَبُو عَمْرٍو، عَلامَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زِمَانَةَ، وُلِدَ فِي وَسَطِ خِلافَةِ عُمَرَ. وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ يَسِيرًا، وَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَرِيرِ الْبَجَلِيِّ، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَمَسْرُوقٍ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَلْقَمَةَ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَرَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَالأَعْمَشُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَمُجَالِدٌ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُورُ بْنُ عبد الرحمن، وخالق كثير.
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 246- 256، تاريخ خليفة 330، الطبقات لخليفة 156، التاريخ لابن معين 2/ 285- 287، التاريخ الكبير 6/ 450- 451 رقم 2961، التاريخ الصغير 115- 116، تاريخ الثقات 243 رقم 751، المعارف 152 و 395 و 398 و 449 و 451 و 473 و 479 و 486 و 537 و 583 و 595، المعرفة والتاريخ 1/ 440 و 457 و 483 و 2/ 30 و 31 و 32 و 48 و 108 و 152 و 156 و 176 و 189 و 255 و 277 و 362 و 368 و 577 و 581 و 592 و 604، المنتخب من ذيل المذيل 635، أخبار القضاة 2/ 413- 428، الكنى والأسماء 2/ 43، الجرح والتعديل 6/ 322- 323، المراسيل 159- 160 رقم 300، الكامل في التاريخ 5/ 44، حلية الأولياء 4/ 310- 238 رقم 276، الإكليل 8/ 145، طبقات الشافعية للعبادي 58، تاريخ بغداد 12/ 227- 233 رقم 6680، طبقات الفقهاء 81، سمط اللآلئ 751، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 377، نور القبس 237، جمهرة أنساب العرب 433، صفة الصفوة 3/ 75- 77 رقم 410، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 138- 247 رقم 42، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 141- 158، الزيارات 79، قلائد العقيان 40، طبقات فقهاء اليمن 70، شرح الشريشي 2/ 245، معجم البلدان 3/ 348 (مادّة شعب) ، اللباب 2/ 198 (الشّعبي) ، وفيات الأعيان 3/ 12- 16 رقم 317، ربيع الأبرار 1/ 219- 220 و 4/ 100 و 184 و 260 و 266 و 269 و 334، تهذيب الكمال 2/ 643- 644، عيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام 4/ 203) ، تحفة الأشراف 13/ 242- 247 رقم 1127، العبر 1/ 127، سير أعلام النبلاء 4/ 294- 319 رقم 113، تذكرة الحفاظ 1/ 79- 88 رقم 76، الكاشف 2/ 49 رقم 2556، غاية النهاية 1/ 350، طبقات المعتزلة 130 و 139، البداية والنهاية 9/ 230- 231، مرآة الجنان 1/ 215- 219، مروج الذهب 4/ 212، دول الإسلام 1/ 73، جامع التحصيل 248 رقم 322، الوفيات لابن قنفذ 105 رقم 105، الوافي بالوفيات 16/ 587- 589 رقم 629، تهذيب التهذيب 5/ 65- 69 رقم 110، تقريب

(7/124)


قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [1] : مُرْسَلُ الشَّعْبِيِّ صَحِيحٌ، لا يَكَادُ يُرْسِلُ إِلا صَحِيحًا [2] . قَالَ الشَّعْبِيُّ: وُلِدْتُ عَامَ جَلُولَاءِ [3] ، قَالَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَحَدُ الضُّعَفَاءِ، وَجَلُولَاءُ كَانَتْ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ [4] . وَقَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلِ: كَانَ الشَّعْبِيُّ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنَ الْحَسَنِ، وَأَكْبَرَ مِنْهُ بِسَنَتَيْنِ [5] ، وُلِدَ لِأَرْبَعٍ بَقَيْنَ مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ [6] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [7] : وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وعشرين، وقيل غَيْرُ ذَلِكَ. شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغُدَانِيِّ [8] ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:
أَدْرَكْتُ خَمْسَمِائَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَكْثَرَ [9] . وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ:
سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ إِلَى يَوْمِي هَذَا، وَلا حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيثٍ قَطُّ إِلا حَفِظْتُهُ، وَلا أَحْبَبْتُ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيَّ. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فَضْلٍ عَنْهُ [10] ، وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ، سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يقول: ما
__________
[ () ] التهذيب 1/ 387 رقم 46، طبقات الشعراني 1/ 47، النجوم الزاهرة 1/ 239 و 246 و 253، خلاصة تذهيب التهذيب 184، طبقات الحفاظ 32، شذرات الذهب 1/ 126- 128، مجمع الرجال 3/ 238، خلاصة الذهب المسبوك 29- 30، تاريخ الخميس 2/ 355، إيضاح المكنون 2/ 373، هدية العارفين 1/ 435.
[1] تاريخ الثقات 244.
[2] في تاريخ الثقات تكرّرت كلمة «صحيحا» .
[3] الطبقات الكبرى 6/ 248، تاريخ دمشق 141 وجلولاء: قرية بناحية فارس كانت بها الوقعة المشهورة التي انتصر فيها المسلمون على الفرس، وهي في العراق اليوم تسمّى «السعدية» وانظر: أخبار القضاة 2/ 425.
[4] تاريخ خليفة 137.
[5] الطبقات الكبرى 6/ 238.
[6] تاريخ دمشق 142.
[7] تاريخ خليفة 149.
[8] الغداني: بضم الغين وفتح الدال المخفّفة. نسبة إلى غدانة بن يربوع بن حنظلة.. (اللباب 2/ 167) .
[9] قال ابن الجوزي في (صفة الصفوة 3/ 76) : وإنّما أشار بهذا إلى معاصرتهم لا إلى الأخذ عنهم.
وانظر الخبر في: أخبار القضاة 25/ 426 و 428 وتاريخ دمشق 156، التاريخ الكبير 6/ 451، حلية الأولياء 4/ 323.
[10] تاريخ دمشق 157، حلية الأولياء 4/ 321 وفيهما «ابن فضيل» ، صفة الصفوة 3/ 75.

(7/125)


سَمِعْتُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً رَجُلا يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلا وَأَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ، وَلَقَدْ نَسِيتُ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَوْ حَفِظَهُ رَجُلٌ لَكَانَ بِهِ عَالِمًا [1] .
وَقَالَ نُوحُ بْنُ قَيْسٍ الطَّامِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ وَادِعٍ الرَّاسِبِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا أَرْوِي شَيْئًا أَقَلَّ مِنَ الشِّعْرِ، وَلَوْ شِئْتُ لأَنْشَدْتُكُمَ شَهْرًا لا أُعِيدُ [2] . رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، عَنْ نُوحٍ أيضا، لكنّه قَالَ: عَنْ يُونُسَ، وَوَادِعٍ، كِلاهُمَا عَنِ الشَّعْبِيِّ. قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: كَانَ عُمَرُ فِي زَمَانِهِ، وكان بعده ابن عبّاس، وكان بعده الشّعبيّ، وكان بعده الثّوريّ في زمانه [3] . قال محمود ابن غِيلانَ: وَكَانَ بَعْدَ الثَّوْرِيِّ يَحْيَى بْنِ آدَمَ. وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِالشَّعْبِيِّ وَهُوَ يَقْرَأُ الْمَغَازِي، فَقَالَ: كَأَنَّهُ كَانَ شَاهِدًا مَعَنَا، وَلَهُوَ أَحْفَظُ لَهَا مِنِّي وَأَعْلَمُ [4] .
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ [5] ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنَ الشَّعْبِيِّ [6] . قُلْتُ: وَلا شُرَيْحَ، قَالَ: تُرِيدُ أَنْ تُكَذِّبَنِي [7] . وَقَالَ أَشْعَثُ بْنُ سوار، عن ابن سيرين، قال: قدمت الكوفة وَلِلشَّعْبِيِّ حَلَقَةٌ عَظِيمَةٌ، وَالصَّحَابَةُ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ [8] . وَرَوَى سليمان التّيمي، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَفْقَهَ مِنَ الشَّعْبِيِّ [9] . وَقَالَ مَكْحُولٌ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ بِسُنَّةِ مَاضِيَةٍ مِنَ الشَّعْبِيِّ [10] . وَقَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ [11] . وقال داود بن أبي هند:
__________
[1] المعرفة والتاريخ 3/ 372، تاريخ بغداد 12/ 229، تاريخ دمشق 158.
[2] أخبار القضاة 2/ 420، تاريخ بغداد 12/ 229، تاريخ دمشق 160.
[3] التاريخ الكبير 6/ 451، تاريخ بغداد 9/ 154، تاريخ دمشق 160 و 161.
[4] تاريخ بغداد 12/ 232، تاريخ دمشق 164.
[5] مهمل في الأصل.
[6] تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 165.
[7] تاريخ دمشق 170.
[8] أخبار القضاة 2/ 421.
[9] تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 167.
[10] تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 167.
[11] تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 168.

(7/126)


مَا جَالَسْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ [1] . وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الأَعْوَرِ، يَأْتِينِي بِاللَّيْلِ فَيَسْأَلُنِي، وَيُفْتِي بِالنَّهَارِ، يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ [2] . وَرَوَى أَبُو شِهَابٍ الْخَيَّاطُ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بِهْرَامَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا بَلَغَ مَبْلَغَ الشَّعْبِيِّ أَكْثَرَ مِنْهُ، يَقُولُ: لا أَدْرِي [3] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا جَاءَهُ شَيْءٌ اتَّقَاهُ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ وَيَقُولُ، وَكَانَ مُنْقَبِضًا، وَكَانَ الشَّعْبِيُّ مُنْبَسِطًا، إِلا فِي الْفَتْوَى [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: كَانَ الشَّعْبِيّ صَاحِبُ آثَارٍ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ صَاحِبُ قِيَاسٍ [5] . وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ: مَا اجْتَمَعَ الشَّعْبِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ إِلا سَكَتَ إِبْرَاهِيمُ [6] . وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: سُئِلَ الشَّعْبِيّ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْ، فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: أَبُو عَمْرٍو يَقُولُ فِيهِ كَذَا، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: هَذَا فِي الْمَحْيَا، فَأَنْتَ فِي الْمَمَاتِ أَكْذَبُ عَلَيَّ! [7] .
قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: وَجَّهَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِالشَّعْبِيِّ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: تَدْرِي يَا شَعْبِيُّ مَا كَتَبَ بِهِ مَلِكُ الرُّومِ؟ قُلْتُ: وَمَا كَتَبَ؟ قَالَ كَتَبَ: الْعَجَبُ لِأَهْلِ دِينِكَ كَيْفَ لَمْ يَسْتَخْلِفُوا رَسُولَكَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لِأَنَّهُ رَآنِي وَلَمْ يَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. رَوَاهَا الأَصْمَعِيُّ، وَفِيهَا: يَا شَعْبِيُّ إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يُغْرِينِي بِقَتْلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مَلِكَ الرُّومِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلا ذَلِكَ [8] .
جَابِرُ بْنُ نُوحٍ الْحِمَّانِيُّ: حَدَّثَنِي مُجَالِدٌ، عن الشّعبيّ قال: لما قدم
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 169.
[2] تاريخ دمشق 174، المعرفة والتاريخ 2/ 603.
[3] الطبقات الكبرى 6/ 250، تاريخ دمشق 175.
[4] تاريخ دمشق 177.
[5] تاريخ دمشق 177.
[6] تاريخ دمشق 177.
[7] تاريخ دمشق 179، وانظر: المعرفة والتاريخ 2/ 594.
[8] تاريخ بغداد 12/ 231، تاريخ دمشق 199، الكامل في الأدب 1/ 307.

(7/127)


الْحَجَّاجُ الْعِرَاقَ سَأَلَنِي عَنْ أَشْيَاءٍ مِنَ الْعِلْمِ فَوَجَدَنِي بِهَا عَارِفًا، فَجَعَلَنِي عَرِّيفًا عَلَى الشَّعْبِيِّينَ وَمُنْكَبًا [1] عَلَى جَمِيعِ هَمْدَانَ، وَفَرَضَ لِي، فَلَمْ أَزَلْ عِنْدَهُ بِأَشْرَفِ مَنْزِلَةٍ، حَتَّى كَانَ ابْنُ الأَشْعَثِ، فَأَتَانِي قُرَّاءُ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَقَالُوا: يَا أَبَا عَمْرٍو إِنَّكَ زَعِيمُ الْقُرَّاءِ، فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى خَرَجْتُ مَعَهُمْ، فَقُمْتُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ أَذْكُرُ الْحَجَّاجَ وَأَعِيبُهُ بِأَشْيَاءَ، فَبَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ: أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الشَّعْبِيِّ الْخَبِيثِ، أَمَا لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ لأَجْعَلَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْهِ أَضْيَقَ مِنْ مَسْكِ [2] حَمَلٍ [3] ، قَالَ: فَمَا لَبِثْنَا أَنْ هُزِمْنَا، فَجِئْتُ إِلَى بَيْتِي وَأَغْلَقْتُ عَلَيَّ فَمَكَثْتُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، فَنُدِبَ النَّاسُ لِخُرَاسَانَ، فَقَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَنَا لَهَا، فَوَلاهُ خُرَاسَانَ، وَنَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ لَحِقَ بِقُتَيْبَةَ فَهُوَ آمِنٌ، فَاشْتَرَى مَوْلَى لِي حِمَارًا وَزَوَّدَنِي، فخرجت، فكنت في العسكر، فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة [4] ، فجلس ذات يوم وقد سر [5] ، فنظرت إليه فقلت: أيها الأمير، عندي علم، قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أُعِيذُكَ، لا تَسْأَلْ عَنْ ذَلِكَ، فَعَرِفَ أَنِّي مِمَّنْ يَخْتَفِي [6] ، فَدَعَا بِكِتَابٍ وَقَالَ: اكْتُبْ نُسْخَةً، قُلْتُ: لَسْتَ تَحْتَاجُ إِلَى ذلك، فجعلت أملّ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَنْظُرُ، حتى فرغ من كتاب الفتح، قَالَ: فَحَمَلَنِي عَلَى بَغْلَةٍ، وَبَعَثَ إِلَيَّ بِسَرَقٍ [7] مِنْ حَرِيرٍ، وَكُنْتُ عِنْدَهُ فِي أَحْسَنِ منزلة، فإنّي ليلة أتعشّى معه، إذا أَنَا بِرَسُولِ الْحَجَّاجِ بِكِتَابٍ فِيهِ: إِذَا نَظَرْتَ فِي كِتَابِي هَذَا، فَإِنّ صَاحِبَ كِتَابِكَ الشَّعْبِيُّ، فإن فَاتَكَ قَطَعْتُ يَدَكَ عَلَى رِجْلِكَ وَعَزَلْتُكَ، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِليَّ وَقَالَ: مَا عَرَفْتُكَ قَبْلَ السَّاعَةِ، فاذهب حيث شئت
__________
[1] قال الزبيدي في تاج العروس: ومن المجاز: المنكب عريف القوم أو عونهم. وقال الليث:
رأس العرفاء.
[2] المسك: الجلد.
[3] هكذا في الأصل، وفي تاريخ دمشق، وهي «جمل» في سير أعلام النبلاء 4/ 304.
[4] بالفتح ثم السكون وغين معجمة. مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان..
على يمين القاصد لبلاد الترك. (معجم البلدان 4/ 253) .
[5] في تاريخ دمشق 209 وسير أعلام 4/ 305 «برق» .
[6] في تاريخ دمشق والسير «يخفي نفسه» .
[7] سرق: جمع سرقة، وهي القطعة من جيّد الحرير (لسان العرب- مادة: سرق) .

(7/128)


من الأرض، فو الله لأَحْلِفَنَّ لَهُ بِكُلِّ مُمْكِنٍ [1] يَمِينٍ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الأَمِيرُ، إِنَّ مِثْلِي لا يَخْفَى، قَالَ: فَأَنْتَ أَعْلَمُ، وَبَعَثَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ: إِذَا وَصَلْتُمْ إِلَى خَضْرَاءِ وَاسِطٍ فَقَيِّدُوهُ، ثُمَّ أَدْخِلُوهُ عَلَى الْحَجَّاجِ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْ وَاسِطَ اسْتَقْبَلَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَرَ إِنِّي أَضِنُّ بِكَ عَلَى الْقَتْلِ، إِذَا دَخَلْتَ، فَقُلْ: كذا وكذا، فلما دخلت قَالَ: لا مَرْحَبًا وَلا أَهْلا، فَعَلْتُ بِكَ وَفَعَلْتُ، ثُمَّ خَرَجْتَ عَلَيَّ! وَأَنَا سَاكِتٌ، فَقَالَ: تَكَلَّمْ. قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، كُلُّ مَا قُلْتَهُ حَقٌّ، وَلَكِنَّا قَدِ اكْتَحَلْنَا بَعْدَكَ السَّهَرَ وَتَحَلَّسْنَا [2] الْخَوْفَ، وَلَمْ نَكُنْ مَعَ ذَلِكَ بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ، وَلا فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ، وَهَذَا أَوَانُ حَقَنْتَ لِي دَمِي، وَاسْتَقْبَلْتَ بِي التَّوْبَةَ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ [3] .
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمَّا أُدْخِلَ الشَّعْبِيُّ عَلَى الْحَجَّاجِ قَالَ: هِيهْ يَا شَعْبِيُّ، فَقَالَ: أَحْزَنَ بِنَا الْمَبْرَكَ [4] وَاكْتَحَلْنَا السَّهَرَ، وَاسْتَحْلَسْنَا الْخَوْفَ، فَلَمْ نَكُنْ فِيمَا فَعَلْنَا بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ، وَلا فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ، قَالَ: للَّه دَرُّكَ [5] . وَقَالَ جَهْمُ بْنُ وَاقِدٍ:
رَأَيْتُ الشَّعْبيَّ يَقْضِي فِي أَيَّامِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [6] . مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا بَكَيْتُ مِنْ زَمَانٍ إِلا بَكَيْتُ عَلَيْهِ [7] . مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ رَجُلا لَقِيَهُ وَامْرَأَةٌ، فقال: أيكما الشعبي، فقلت: هذه [8] . وقيل: كان الشعبي ضئيلا نحيفا، فقيل له في ذلك، فقال: زوحمت في الرحم، وكان توأما [9] .
مجالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: فَاخَرْتُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ فَغَلَبْتُهُمْ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ، وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ، فَلَمَّا رَآنِي قَدْ غَلَبْتُهُمْ، أَرْسَلَ غُلامًا لَهُ، فجاءه بكتاب فقال
__________
[1] ممكن: غير موجودة في تاريخ دمشق والسير.
[2] تحلّس، واستحلس الخوف بفلان، إذا لم يفارقه الخوف.
[3] راجع الخبر في تاريخ دمشق 208- 210، وبعضه في: المعرفة والتاريخ 2/ 598.
[4] في تاريخ دمشق والسير 4/ 306 «المنزل» .
[5] انظر حلية الأولياء 4/ 325، تاريخ دمشق 210 و 211، لسان العرب (مادة: حلس) .
[6] أخبار القضاة 2/ 413، تاريخ دمشق 218.
[7] حلية الأولياء 4/ 323، تاريخ دمشق 225.
[8] تاريخ دمشق 233 وهي من دعابات الشعبي.
[9] الطبقات الكبرى 6/ 247، أخبار القضاة 2/ 424.

(7/129)


لِي: هَاكَ اقْرَأْ، فَقَرَأْتُهُ، فَإِذَا فِيهِ مِنَ الْمُخْتَارِ إِلَيْهِ يَذْكُرُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَقَالَ الأَحْنَفُ: أَفِيهَا مِثْلُ هَذَا؟ رَوَاهَا الْفَسَوِيُّ [1] عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ. وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يَذُمُّ الرأي ويفتي بالنّصّ، قال مجالد: سمعت الشّعبيّ يقول: لعن الله رأيت [2] .
وروى الثّوريّ، عمّن سمع الشَّعْبِيُّ يَقُولُ: لَيْتَنِي أَنْفَلِتُ مِنْ عِلْمِي كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِي [3] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٍ، فَقِيلَ لَهُ: قُلْ فِيهِ بِرَأْيِكَ، فَقَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِرَأْيِي، بَلْ عَلَى رَأْيِي [4] . رَوَى سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا أَنَا بِعَالِمٍ، وَمَا أَتْرُكُ عَالِمًا [5] .
قَالَ أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَلْبِسُ الْخَزَّ، وَيُجَالِسُ الشُّعَرَاءَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ مُسْلِمَةَ فَقَالَ: مَا يَقُولُ فِيهَا بَنُو اسْتَهَا، يَعْنِي الْمَوَالِيَ [6] . وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ عِمَامَةً بَيْضَاءَ، قَدْ أَرْخَى طَرَفَهَا وَلَمْ يَرُدَّهَا [7] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَقُولُ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ وَمَا أَدْرِي مِلْحَفَتَهُ أَشَدَّ حُمْرَةً أَوْ لِحْيَتَهُ [8] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الزَّيَّاتُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِطْرَفَ خَزٍّ أَصْفَرَ [9] . وَقَالَ رَوْحٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قُلُنْسُوَةَ خَزٍّ خَضْرَاءَ [10] . وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ: كَانَ يَلْبِسُ المعصفر [11] . وقال عبيد بن عبد
__________
[1] المعرفة والتاريخ 2/ 31 و 32 و 255.
[2] هكذا في الأصل، وفي حلية، الأولياء 4/ 320 «أرأيت» .
[3] الطبقات الكبرى 6/ 250، تاريخ دمشق 175، المعرفة والتاريخ 2/ 602.
[4] الطبقات الكبرى 6/ 250.
[5] الطبقات الكبرى 6/ 250 وله تكملة، المعرفة والتاريخ 2/ 592.
[6] الطبقات الكبرى 6/ 251.
[7] الطبقات 6/ 252.
[8] الطبقات 6/ 252.
[9] الطبقات 6/ 253.
[10] الطبقات 6/ 253.
[11] الطبقات 6/ 253.

(7/130)


الْمَلَكِ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ جَالِسًا عَلَى جِلْدِ أَسَدٍ [1] . وَرَوَى قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قِبَاءَ سِنَّوْرٍ [2] .
جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلا ظَهَرَ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا [3] .
قُتَيْبَةُ: ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:
رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يُسَلِّمُ عَلَى مُوسَى النَّصْرَانِيِّ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَوَلَيْسَ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ، لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي رَحْمَتِهِ هَلَكَ [4] .
الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ قُتِلَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، وَقُتِلَ طِفْلٌ، أَكَانَتْ دِيَتُهُمَا سَوَاءً، أَمْ يُفَضَّلُ الأَحْنَفُ لِعَقْلِهِ وَحِلْمِهِ؟ قُلْتُ: بَلْ سَوَاءً، قَالَ: فَلَيْسَ الْقِيَاسُ بِشَيْءٍ [5] . أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي:
ثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: نِعْمَ الشيء الغوغاء يسدّون السّبل، ويطفئون الْحَرِيقَ، وَيَشْغَبُونَ عَلَى وُلاةِ السَّوْءِ [6] . ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: وَلَّى ابْنُ هُبَيْرَةَ الشَّعْبِيَّ الْقَضَاءَ، وَكَلَّفَهُ أَنْ يُسَامِرَهُ فَقَالَ: لا أَسْتَطِيعُ، فَأَفْرِدْنِي بِأَحَدِهِمَا [7] .
إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنِ الأَعْمَشِ: سَأَلَ رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ فَقَالَ: مَا اسْمُ امْرَأَةِ إِبْلِيسَ؟ قَالَ: ذَاكَ عُرْسٌ مَا شَهِدْتُهُ [8] . سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ وَغَيْرُهُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَلَدَ شِرَاحَةَ يَوْمِ الْخَمِيسِ، وَرَجَمَهَا مِنَ الْغَدِ، وَقَالَ: جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
__________
[1] الطبقات 6/ 253.
[2] في طبقات ابن سعد 6/ 254 «سمّور» .
[3] حلية الأولياء 4/ 313.
[4] هذا يخالف حديث مسلم في صحيحه (2167) عن أبي هريرة مرفوعا: «لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام» .
[5] حلية الأولياء 4/ 320.
[6] حلية الأولياء 4/ 324.
[7] المعرفة والتاريخ 2/ 593، أخبار القضاة 2/ 414.
[8] تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 232.

(7/131)


قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سَنَةً. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْفَلاسُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
(عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ) أَبُو الطُّفَيْلِ الْكِنَانِيُّ.
107- (عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ) [1] وَيُقَالُ ابْنُ عَوْفٍ. هُوَ أَحَدُ مَنْ قَدِمَ مَعَ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ إِلَى عَذْرَاءَ فَسَلِمَ وَأُطْلِقَ. رَوَى عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَفَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ [2] ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صدوق.
108- (عبادة بن الوليد) [4] سوى ت- بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو الصّامت، وَهُوَ أَخُو يَحْيَى. رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَأَبِيهِ، وَالرُّبَيْعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ.
وعنه: أبو حزرة يعقوب بن مجاهد، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وعبيد
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 284، تاريخ خليفة 358، التاريخ الكبير 6/ 483- 484 رقم 3055، تاريخ الرسل والملوك 5/ 271، الجرح والتعديل 6/ 348 رقم 1921، المراسيل 153 رقم 287، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 75- 84 رقم 15، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 131- 132، تهذيب الكمال 2/ 639، ميزان الاعتدال 2/ 356 رقم 4063، الكاشف 2/ 47 رقم 2538، جامع التحصيل 347 رقم 319، لسان الميزان 7/ 253 رقم 3416، تهذيب التهذيب 5/ 54- 55 رقم 87، تقريب التهذيب 1/ 385 رقم 23، خلاصة تذهيب التهذيب 183.
[2] في الأصل «السبخي» والتصويب من اللباب 2/ 99 بفتح السين والباء.
[3] الجرح والتعديل 6/ 348.
[4] التاريخ الكبير 6/ 94 رقم 1812، المعرفة والتاريخ 1/ 316، الكنى والأسماء 2/ 11، الجرح والتعديل 6/ 96 رقم 496، تهذيب الكمال 2/ 655، الكاشف 2/ 58 رقم 2613، سير أعلام النبلاء 5/ 107 رقم 42، تهذيب التهذيب 5/ 114 رقم 194، تقريب التهذيب 1/ 396 رقم 129، خلاصة تذهيب التهذيب 188.

(7/132)


الله بن عمر، وابن إسحاق، وآخرون.
وثقه أبو زرعة.
109- عائشة بنت طلحة [1] ع ابن عبيد الله التّيمي، وأمها أُمُّ كُلْثُومٍ ابْنَةُ الصَّدِّيقِ، تَزَوَّجَتْ بِابْنِ خَالِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَبَعْدَهُ بِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَصْدَقَهَا مُصْعَبٌ مِائَةَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَكَانَتْ أَجْمَلَ أَهْلِ زَمَانِهَا وَأَحْسَنَهُنَّ وَأَرْأَسَهُنَّ، فَلَمَّا قُتِلَ مُصْعَبٌ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَصْدَقَهَا أَيْضًا أَلْفَ أَلْفٍ، حَتَّى قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
بُضْعُ الْفَتَاةِ بِأَلْفِ أَلْفٍ كَامِلٍ ... وَتَبِيتُ سَادَاتُ الْجُيُوشِ جِيَاعُ
[2] حَدَّثَتْ عَنْ خَالَتِهَا عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا.
وَعَنْهَا: حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، وَابْنُ أَخِيهَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، وَابْنُ أَخِيهَا الآخَرُ مُعَاوِيَةُ بن إسحاق، وابن ابن أَخِيهَا مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ،
__________
[1] الطبقات الكبرى 8/ 467، نسب قريش 314، حذف من نسب قريش 70، أنساب الأشراف 1/ 244 و 421، المحبّر 442 وغيرها، تاريخ الثقات 521 رقم 2102، المعارف 174 و 233، الأغاني 11/ 176- 194، جمهرة أنساب العرب 137، ربيع الأبرار 4/ 50، تاريخ دمشق (تراجم النساء) 207- 220 رقم 61، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 609، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 352 رقم 754، تهذيب الكمال 3/ 1690، سير أعلام النبلاء 4/ 369- 370 رقم 147، الكاشف 3/ 430 رقم 99، العبر 1/ 123، الوافي بالوفيات 16/ 599- 603 رقم 646، البداية والنهاية 9/ 302، تهذيب التهذيب 12/ 436- 437 رقم 2844، تقريب التهذيب 2/ 606 رقم 5، النجوم الزاهرة 1/ 290، خلاصة تذهيب التهذيب 493، شذرات الذهب 1/ 122، الحدائق الغناء 54، تاريخ أبي زرعة 1/ 476 و 639، مصارع العشاق 260، عيون الأخبار 4/ 21، الأمالي 3/ 189، العقد الفريد 4/ 12، نهاية الأرب 4/ 272.
[2] البيت لأنس بن زنيم الديليّ. انظر: المعارف 233، الأغاني 3/ 361 (طبعة دار الكتب المصرية) والبيت الّذي قبله:
أبلغ أمير المؤمنين رسالة من ناصح لك لا يريد خداعا والبضع: بضم الباء، المهر.

(7/133)


وَفُضَيْلٌ الْفُقَيْمِيُّ [1] وَغَيْرُهُمْ.
وَفَدَتْ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَكْرَمَهَا وَاحْتَرَمَهَا. وَثَّقَهَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَمِنْ أَعْجَبِ مَا تَمَّ لَهَا، مَا روى هشيم قال: أنا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ قَالَتْ: إِنْ تَزَوَّجَتْ مُصْعَبًا فَهُوَ عَلَيْهَا كَظَهْرِ أُمِّهَا، فَتَزَوَّجَتْهُ، فَسَأَلَتْ عَنْ ذَلِكَ، فَأُمِرَتْ أَنْ تُكَفِّرَ، فَأَعْتَقَتْ غُلامًا لَهَا، ثَمَنُهُ أَلْفَانِ.
رَوَاهُ سَعِيدٌ [2] فِي سُنَنِهِ.
110- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أمامة) [3] د ق- بن ثعلبة الأنصاريّ البلوي المدني.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ.
وَعَنْهُ: صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُهَاجِرٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
111- (عَبْدُ الله بن باباه) [4] م 4 [5]- ويقال ابن بابيه المكيّ.
لَهُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَيَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
وعنه: حبيب بن أبي ثابت.
__________
[1] الفقيمي: مهملة في الأصل، والتصحيح من (اللباب 2/ 437) بضم الفاء وفتح القاف وسكون الياء. نسبة إلى فقيم بن دارم بن مالك.
[2] هو: سعيد بن منصور المروزي المتوفى سنة 227 هـ. وسننه يغلب عليها المعضل والمنقطع والمرسل. (الرسالة المستطرفة 34) .
[3] التاريخ الكبير 5/ 45 رقم 92، الجرح والتعديل 5/ 10 رقم 47، تهذيب الكمال 2/ 666، الكاشف 2/ 65 رقم 2659، تهذيب التهذيب 5/ 149 رقم 255، تقريب التهذيب 1/ 402 رقم 188، خلاصة تذهيب التهذيب 191.
[4] التاريخ لابن معين 2/ 297، التاريخ الكبير 5/ 48 رقم 101، تاريخ الثقات 250 رقم 780، المعرفة والتاريخ 2/ 27 و 205- 207، الجرح والتعديل 5/ 12 رقم 58، مشاهير علماء الأمصار 86 رقم 630، موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 306- 312، الإكمال 1/ 162، تهذيب الكمال 2/ 667، المشتبه 1/ 38، الكاشف 2/ 65 رقم 2665، تهذيب التهذيب 5/ 152- 153 رقم 261، تقريب التهذيب 1/ 403 رقم 194، خلاصة تذهيب التهذيب 191.
[5] الرمز في الأصل خطأ، والتصحيح من الكاشف والخلاصة.

(7/134)


112- (عبد الله بن حنين) [1] ع- المدني، مولى العبّاس، ويقال: مولى عليّ ابن أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ وَالِدُ إِبْرَاهِيمَ الْمَذْكُورِ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ.
وعنه: ابنه إبراهيم، ومحمد بن المنكدر، وشريك بن أبي نمر، وأسامة بن زيد، وآخرون.
حديثه في الأصول الستة.
113- (عبد الله بن رافع) [2] م 4- أبو رافع المدني، مولى أُمِّ سَلَمَةَ. عَنْ: أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَأَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَأَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ، وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
114- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعٍ [3] أَبُو سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيُّ الْمَصْرِيُّ. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَمْرِو بْنِ معديكرب، وَابْنِ جُزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ.
وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وعيّاش [4] ابن عبّاس، وسعيد بن أبي هلال،
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 286، التاريخ الكبير 5/ 69- 70 رقم 173، تاريخ الثقات 253 رقم 795، المعرفة والتاريخ 3/ 180، الجرح والتعديل 5/ 40 رقم 177، تهذيب الكمال 2/ 676، سير أعلام النبلاء 4/ 604 رقم 242، الكاشف 2/ 73 رقم 2723، تهذيب التهذيب 5/ 193- 194 رقم 333، تقريب التهذيب 1/ 411 رقم 267، خلاصة تذهيب التهذيب 195.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 297، التاريخ لابن معين 2/ 305، الطبقات لخليفة 246، التاريخ الكبير 5/ 90 رقم 244، تاريخ الثقات 255 رقم 802، تاريخ أبي زرعة 1/ 430، الكنى والأسماء 1/ 175، الجرح والتعديل 5/ 53 رقم 247، الثقات لابن حبّان 5/ 30، تهذيب الكمال 2/ 680، الكاشف 2/ 76 رقم 2738، تهذيب التهذيب 5/ 206 رقم 355، تقريب التهذيب 1/ 413 رقم 289، خلاصة تذهيب التهذيب 196.
[3] التاريخ الكبير 5/ 90 رقم 245، تاريخ الثقات 255 رقم 803، الجرح والتعديل 5/ 53- 54 رقم 249، تهذيب الكمال 2/ 680، تهذيب التهذيب 5/ 206 رقم 356، تقريب التهذيب 1/ 414 رقم 290، حسن المحاضرة 1/ 106، خلاصة تذهيب التهذيب 196.
[4] مهمل في الأصل.

(7/135)


وَسُلَيْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، وَعَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ.
115- (عبد الله بن زيد) [1] ت ق [2]- أو ابن يزيد الدمشقيّ الأزرق القاصّ، كَانَ يَقُصُّ فِي غَزْوِ الرُّومِ مَعَ مُسْلِمَةَ. رَوَى عَنْ: عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
وَعَنْهُ: بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَأَخُوهُ يَعْقُوبُ، وَأَبُو سَلامٍ مَمْطُورٌ، وَزَيْدُ بْنُ سَلامٍ، وَابْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَآخَرُونَ.
116- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ الْكُوفِيّ) [3] خ م ت ن- أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ.
سَمِعَ أَبَاهُ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ السَّبِيعِيُّ، وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ [4] .
قَالَ السِّخْتِيَانِيُّ: كَانُوا يَعُدُّونَهُ أَفْضَلَ مِنْ أَبِيهِ، يعني فِي الْعِبَادَةِ.
117- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ) [5] م د ن- مَوْلَى آلِ الْمُنْكَدِرِ.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 93 رقم 256 و 257، الجرح والتعديل 5/ 58 رقم 269 و 270، تاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 569- 574 رقم 297، تهذيب الكمال 2/ 685، ميزان الاعتدال 2/ 426 رقم 4335، الكاشف 2/ 80 رقم 2763، تهذيب التهذيب 5/ 226- 227 رقم 388، تقريب التهذيب 1/ 417 رقم 320، خلاصة تذهيب التهذيب 198.
[2] الرمز من مصادر الترجمة.
[3] التاريخ لابن معين 2/ 311، التاريخ الكبير 5/ 103 رقم 299، الجرح والتعديل 5/ 70 رقم 333، مشاهير علماء الأمصار 145 رقم 1141، تهذيب الكمال 2/ 688، الكاشف 2/ 82 رقم 2779، تهذيب التهذيب 5/ 236 رقم 409، تقريب التهذيب 1/ 419 رقم 341، خلاصة تذهيب التهذيب 199.
[4] الطبقات لخليفة 268، التاريخ لابن معين 2/ 312، التاريخ الكبير 5/ 100 رقم 287، المعرفة والتاريخ 1/ 429 و 573 و 578، المراسيل 112 رقم 182، الجرح والتعديل 5/ 70 رقم 331، مشاهير علماء الأمصار 137 رقم 1087، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 271 رقم 305، تهذيب الكمال 2/ 690، الكاشف 2/ 83 رقم 2790، جامع التحصيل 258 رقم 365، تهذيب التهذيب 5/ 343 رقم 421، تقريب التهذيب 1/ 420 رقم 354، خلاصة تذهيب التهذيب 200.
[5] الماجشون: بفتح الجيم وضم الشين، كما في المغني، وهو معرّب: ماه كون أي: شبه

(7/136)


رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عُمَرَ- فقيل لم يلقهم-، وعن عبد الله بن عبد الله بن عمر، والنعمان بن أبي عياش، وعمرو بن قيس الزرقيين، وجماعة.
وعنه: ابنه عبد العزيز، وحكيم بن عبد الله بن قيس، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن إسحاق، وآخرون.
وثقه النسائي. وَقَالَ حَفِيدُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: تُوُفِّيَ جَدِّي سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ.
118- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ) [1] م 4- رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ وَعَائِشَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ سِيرِينَ، وَقَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَعُمِّرَ دَهْرًا. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: ثقة. وكان سليمان التّيميّ سيّئ الرَّأْيِ فِيهِ [2] لِكَوْنِهِ كَانَ يَنَالُ مِنْ عَلِيٍّ بَعْضَ الشَّيْءِ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ.
119- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) [3] سوى ق- العدوي
__________
[ () ] القمر، وقيل: شبه الورد، سمّي به لحمرة وجنتيه، وحكي فيه تثليث الجيم.
[1] الطبقات الكبرى 7/ 126، التاريخ الكبير 116 رقم 345، الطبقات لخليفة 197 و 208، تاريخ الثقات 261 رقم 824، تاريخ خليفة 339، المعرفة والتاريخ 2/ 88 و 128، الجرح والتعديل 5/ 81 رقم 376، مشاهير علماء الأمصار 94 رقم 691، الثقات 5/ 10، تهذيب الكمال 2/ 693، ميزان الاعتدال 2/ 439 رقم 4380، الكاشف 2/ 86 رقم 2807، تهذيب التهذيب 5/ 253- 254 رقم 444، تقريب التهذيب 1/ 423 رقم 378، خلاصة تذهيب التهذيب 201.
[2] الجرح والتعديل 5/ 81.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 201- 202، الطبقات لخليفة 246، تاريخ خليفة 214، التاريخ الكبير 5/ 125 رقم 368 (وفيه: عبد الله بن عمر بن الخطاب) ، تاريخ الثقات 266 رقم 840، المعارف 186، المعرفة والتاريخ 1/ 374 و 2/ 737، الجرح والتعديل 5/ 90 رقم 411، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 439، الثقات 5/ 6، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/

(7/137)


المدني، وَصِيُّ أَبِيهِ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَسْمَاءَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَغَيْرُهُمْ.
وثقه وكيع. تُوُفِّيَ سنة خمس، قبل أخيه سالم بعام.
120- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزّبير) [1] سوى د- بن العوّام، أبو بكر الأسديّ المدني، لَهُ جَمَاعَةٌ إِخْوَةٌ، وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ، وَأَبُوهُ أَكْبَرُ مِنْهُ بِخَمْسِ عَشْرَةَ سَنَةً.
رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَجَدَّتِهِ أَسْمَاءَ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ هِشَامٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ الْحِزَامِيُّ [2] ، وَنَافِعٌ الْقَارِئُ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ الَّذِي خَرَجَ رَسُولا مِنْ عَمِّهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ إِلَى حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ السَّكُونِيِّ. وَكَانَ سَيِّدًا نَبِيلا فَصِيحًا، يُشَبَّهُ بِعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ فِي بَيَانِهِ، وَبَنُو عُرْوَةَ، هُوَ، وَيَحْيَى، وَمُحَمَّدٌ، وَعُثْمَانُ، وَهِشَامٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ.
121- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ) [3] أَبُو الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ الشَّامِيُّ. رَأَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَرَوَى عَنْ: أَبِي جُمْعَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَبَشِيرِ بْنِ عقربة، وكعب الأحبار.
__________
[276- 277] رقم 314، تهذيب الكمال 2/ 701، الكاشف 2/ 91 رقم 2840، الوافي بالوفيات 17/ 296 رقم 249، العبر 1/ 129، تهذيب التهذيب 5/ 285- 286 رقم 483، تقريب التهذيب 426 رقم 413، أسد الغابة 3/ 199، خلاصة تذهيب التهذيب 203.
[1] الطبقات الكبرى 167، التاريخ الكبير 5/ 163 رقم 513، المعارف 222، المعرفة والتاريخ 1/ 550، - 551، الجرح والتعديل 5/ 133 رقم 618، تاريخ أبي زرعة 1/ 496- 497، تهذيب الكمال 711، الكاشف 2/ 98 رقم 2888، جامع التحصيل 261 رقم 383، تهذيب التهذيب 5/ 319- 320 رقم 546، تقريب التهذيب 1/ 433 رقم 475، خلاصة تذهيب التهذيب 206- 207.
[2] في طبعة القدسي 4/ 138 «الحرامي» والتصويب من: تقريب التهذيب.
[3] التاريخ الكبير 5/ 156 رقم 479، تاريخ الثقات 270 رقم 858، المعارف 235، المعرفة والتاريخ 1/ 402 و 607 و 2/ 299 و 366 و 373، تاريخ أبي زرعة 1/ 68، الجرح والتعديل 5/ 125 رقم 577، الثقات لابن معين 5/ 42، الوافي بالوفيات 17/ 391 رقم 321، تعجيل المنفعة لابن حجر 231.

(7/138)


وعنه: الزهري، وحجر بن الحارث، ورجاء بن أبي سلمة.
وقد ولي خراج فلسطين، لعمر بن عبد العزيز.
122- (عبد الله بن غابر) [1] ن ق- أبو عامر الألهاني الحمصيّ. أَدْرَكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَحدَّثَ عَنْ: ثَوْبَانَ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ.
وعنه: أرطأة بن المنذر، وثور بن يزيد، وحريز بن عثمان، ومعاوية بن صالح.
123- (عبد الله بن أبي قيس النّصريّ) [2] م 4- أبو الأسود الحمصي.
روى عن: عمر، وأبي ذرّ، وأبي الدرداء- وَأَرَى ذَلِكَ مُنْقَطِعًا- وَرَوَى عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ.
وعنه: محمد بن زياد الألهاني، ويزيد بن خمير، ومعاوية بن صالح.
وثقه النسائي.
124- (عبد الله بن قدامة) [3] أبو سوار العنقري، قاضي البصرة، وأبو قاضيها. روى عَنْ: أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ. وَعَنْهُ: تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ. ذَكَرَهُ أَبُو حاتم الرازيّ ولم يضعفه.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 167 رقم 529، تاريخ أبي زرعة 1/ 391، الجرح والتعديل 5/ 135 رقم 629، تهذيب الكمال 2/ 721، الكاشف 2/ 104 رقم 2937، تهذيب التهذيب 5/ 354 رقم 606، تقريب التهذيب 1/ 440 رقم 532، خلاصة تذهيب التهذيب 209 (وفيه «عبد الله بن غالب» ) .
[2] التاريخ الكبير 5/ 172- 173 رقم 549، تاريخ الثقات 273 رقم 869، المعرفة والتاريخ 2/ 311، الكنى والأسماء 1/ 107، الجرح والتعديل 5/ 140 رقم 653، تهذيب الكمال 2/ 725، الكاشف 2/ 107 رقم 2958، الوافي بالوفيات 17/ 408 رقم 345، تهذيب التهذيب 5/ 365- 366 رقم 231، تقريب التهذيب 1/ 442 رقم 557، الثقات لابن حبّان 5/ 44، خلاصة تذهيب التهذيب 210.
[3] الطبقات لخليفة 212، التاريخ الكبير 5/ 176 رقم 556، أخبار القضاة 2/ 57، الكنى والأسماء 1/ 201، الجرح والتعديل 5/ 141 رقم 661، تهذيب الكمال 2/ 723، الكاشف 2/ 106 رقم 2951، تهذيب التهذيب 5/ 361 رقم 621، تقريب التهذيب 1/ 441 رقم 547، خلاصة تذهيب التهذيب 210.

(7/139)


125- عبد الله بن أبي عتيق [1] خ م ن ق مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ الصّدّيق التّيمي، وَالِدُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ.
عَنْ: أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، وَخَالِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ أَمْرَأً صَالِحًا، وَفِيهِ دُعَابَةٌ. مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مَعَهُ كَلْبٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: وَثَّابٌ. قَالَ: فَمَا اسْمُ كلبك؟ قال عمرو:
فقال: وا خلافاه.
وَحَكَى مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: لَقِيَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ إِنْسَانًا هَجَانِي، فَقَالَ:
أَذْهَبْتَ مَالَكَ غَيْرَ مُتْرَكٍ ... فِي كُلِّ مُومِسَةٍ وَفِي الْخَمْرِ
ذَهَبَ الإِلَهُ بِمَا تَعِيشُ بِهِ ... فَبَقِيتَ وَحْدَكَ غَيْرَ ذِي وَفْرِ
فَقَالَ لَهُ: أَرَى أَنْ تَصْفَحَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَفْعَلَنَّ بِهِ- لا يُكَنَّى- فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سُبْحَانَ اللَّهِ لا تَتْرُكِ الْهَزْلَ، وَافْتَرَقَا، ثُمَّ لَقِيَهُ فَقَالَ: قَدْ أَوْلَجْتُ فِيهِ.
فَأَعْظَمَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ وَتَأَلَّمَ! فَقَالَ: امْرَأَتِي وَاللَّهِ الَّتِي قَالَتِ الْبَيْتَيْنِ. قَالَ مُصْعَبٌ: وَامْرَأَتُهُ هِيَ أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَتْ قَدْ غَارَتْ عَلَيْهِ، وَلَهُ مُزَاحٌ وَنَوَادِرُ.
126- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهِبٍ الشَّامِيُّ) [2] 4- وُلِّيَ قَضَاءَ فلسطين لعمر بن عبد
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 194، الطبقات لخليفة 269، تاريخ خليفة 242، التاريخ الكبير 5/ 184- 185 رقم 577، المحبّر 66 و 442، تاريخ الثقات 277 رقم 879، المعارف 233، الجرح والتعديل 5- 154 رقم 707، الثقات 5/ 7، تهذيب الكمال 2/ 735- 736، الكاشف 2/ 113 رقم 2997، الوافي بالوفيات 17/ 425- 426 رقم 364، تهذيب التهذيب 6/ 11 رقم 15، تقريب التهذيب 1/ 447 رقم 603، خلاصة تذهيب التهذيب 212.
[2] التاريخ الكبير 5/ 198- 199 رقم 625، تاريخ الثقات 281 رقم 895، المعرفة والتاريخ 2/ 369 و 373 و 439، تاريخ أبي زرعة 1/ 569- 570، الجرح والتعديل 5/ 174 رقم

(7/140)


الْعَزِيزِ. وَحَدَّثَ عَنْ: تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمْ، وَعَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ يَزِيدُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، وَعَبْدُ العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ، وَآخَرُونَ.
وَالأَصَحُّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْ تَمِيمًا، وَإِنَّمَا هُوَ: ابْنُ مَوْهِبٍ عَنْ قَبِيصَةَ عَنْ تَمِيمٍ.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ أَبِي غِيلانَ الْفِلَسْطِينِيُّ، قَالَ: ثَلاثٌ إِذَا لَمْ تَكُنْ فِي الْقَاضِي فَلَيْسَ بِقَاضٍ: يَسْأَلُ وَإِنْ كَانَ عَالِمًا، وَلا يَسْمَعُ مِنْ أَحَدٍ دَعْوَى إِلا مَعَ خَصْمِهِ، وَلا يَقْضِي إِلا بَعْدَ أَنْ يَفْهَمَ.
127- (عبد الله بن واقد) [1] م د ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
عن: جده، وعائشة.
وعنه: الزهري، وفضيل بن غَزْوَانَ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَرَآهُ مَالِكٌ.
ثُمّ وَجَدْتُ وَفَاتَهُ سَنَةَ سبع عشرة وَمِائَةٍ، وَرَّخَهُ ابْنُ سَعْدٍ فَيُؤَخَّرُ.
128- (عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ) [2] د ن- شَيْخُ مُعَمَّرٍ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ صرد، وغيرهم.
__________
[812،) ] تهذيب الكمال 2/ 746- 747، الكاشف 2/ 121 رقم 3049، جامع التحصيل 264 رقم 399، تهذيب التهذيب 6/ 47 رقم 87، تقريب التهذيب 1/ 455 رقم 675، خلاصة تذهيب التهذيب 216، أخبار القضاة 15/ 23 و 3/ 213- 214 و 324.
[1] الطبقات لخليفة 256، تاريخ خليفة 350، التاريخ الكبير 5/ 219 رقم 712، المعارف 187، المعرفة والتاريخ 1/ 375 و 2/ 459، الجرح والتعديل 5/ 190 رقم 881، تهذيب الكمال 2/ 751، الكاشف 2/ 124 رقم 3077، تهذيب التهذيب 6/ 65 رقم 129، تقريب التهذيب 1/ 459 رقم 717، خلاصة تذهيب التهذيب 218، تحفة الأشراف 13/ 266 رقم 1153.
[2] التاريخ الكبير 5/ 234 رقم 771، المعرفة والتاريخ 3/ 223، الجرح والتعديل 5/ 202 رقم 943، المراسيل 105- 106 رقم 166، تهذيب الكمال 2/ 758، الكاشف 2/ 128 رقم 3104، تهذيب التهذيب 6/ 84- 85 رقم 368، تقريب التهذيب 1/ 462 رقم 755، خلاصة تذهيب التهذيب 219.

(7/141)


وَعَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَشْوَعَ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
129- (عَبْدُ اللَّهِ الهيّ) [1] م 4- مَوْلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. رَوَى عَنْ:
عَائِشَةَ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وعروة بن الزبير.
وعنه: أبو إسحاق السبيعي، وإسماعيل السدي، وإسماعيل بن أبي خالد، والعباس بن ذريح، والصلت بن بهرام، وآخرون. وهو من تابعي أهل الكوفة وثقاتهم.
130- (عبد الأعلى بن عدي) [2] ن ق- البهراني الحمصي القاضي. عَنْ ثَوْبَانَ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعَنْهُ: أَحْوَصُ بْنُ حُكَيْمٍ، وَلُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، وَحَرِيزُ [3] بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبَّهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
131- (عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ هِلالٍ) [4] أَبُو النَّضْرِ السَّلَمِيُّ الحمصي. روى عن:
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 339، التاريخ الكبير 5/ 56 رقم 124، المعارف 226، المراسيل 115 رقم 193، تهذيب الكمال 759، تحفة الأشراف 13/ 267 رقم 1155، الكاشف 2/ 130 رقم 3112، تهذيب التهذيب 6/ 89- 90 رقم 171، تقريب التهذيب 1/ 463 رقم 764، جامع التحصيل 266 رقم 408.
[2] التاريخ الكبير 6/ 72- 73 رقم 1747، تاريخ أبي زرعة 1/ 243 و 2/ 694، الجرح والتعديل 6/ 25 رقم 131، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 894، تهذيب الكمال 2/ 761، تحفة الأشراف 13/ 267 رقم 1156، الكاشف 2/ 130 رقم 3119، تهذيب التهذيب 6/ 97 رقم 200، تقريب التهذيب 1/ 465 رقم 785، خلاصة تذهيب التهذيب 220، التاريخ الصغير 118.
[3] محرّف في الأصل، والتصويب من تقريب التهذيب 1/ 159.
[4] التاريخ الكبير 6/ 68- 69 رقم 1736، المعرفة والتاريخ 2/ 345، تاريخ أبي زرعة 1/ 68، الكنى والأسماء 2/ 137، الجرح والتعديل 6/ 25 رقم 129.

(7/142)


الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَأَبِي أُمَامَةَ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ الأَيْهَمِ [1] .
وَرِوَايَتُهُ فِي مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا.
132- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَانٍ) [2] 4- بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الأُمَوِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَحَدُ سَادَاتِ بَنِي أُمَيَّةَ وَكُبَرَائِهِمْ. سَمِعَ أَبَاهُ.
رَوَى عَنْه: عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعُمَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ ابْنَا أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحْمَدَ لِلدِّينِ وَالْحِكْمَةِ وَالشَّرَفِ مِنْهُ. وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ [3] : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَانٍ يَشْتَرِي أَهْلَ الْبَيْتِ، ثُمَّ يَكْسُوهُمْ، ثُمَّ يَعْرِضُهُمْ عَلَيْهِ وَيُعْتِقَهُمْ، وَيَقُولُ: أَنْتُمْ أَحْرَارٌ أَسْتَعِينُ بِكُمْ عَلَى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ، فَمَاتَ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَسْجِدِهِ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ [4] : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ، كَانَ كَثِيرَ الصَّلاةِ، فَرَآهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَأَعْجَبَهُ هَدْيُهُ وَنُسْكُهُ وَقَالَ: أَنَا أَقْرَبُ رَحِمًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ، وَأَوْلَى بِهَذِهِ [5] الْحَالِ، فَمَا زَالَ مُجْتَهِدًا حَتَّى مَاتَ.
133- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ [6] الثقفي) [7] ع- أول مولود ولد بالبصرة.
__________
[1] مهمل في الأصل، والتصويب من: تقريب التهذيب 2/ 362 حيث قال: بتحتانية، وزن أحمر..
[2] الطبقات لخليفة 259، نسب قريش 120، التاريخ الكبير 5/ 254 رقم 820، المعارف 201، الجرح والتعديل 5/ 210 رقم 991، تهذيب الكمال 2/ 771، سير أعلام النبلاء 5/ 10- 11 رقم 7، الكاشف 2/ 137 رقم 3171، تهذيب التهذيب 6/ 130- 131 رقم 273، تقريب التهذيب 1/ 471 رقم 855، خلاصة تذهيب التهذيب 223، وانظر: جمهرة أنساب العرب 78.
[3] نسب قريش 120.
[4] نسب قريش 120.
[5] في الأصل «بهذا» ، وفي القاموس للفيروزآبادي: «ويذكر» .
[6] في طبعة القدسي 4/ 141 «بكر» ، والتصويب من مصادر ترجمته.
[7] الطبقات الكبرى 7/ 190، الطبقات لخليفة 203، تاريخ خليفة 129 و 165 و 212 و 303،

(7/143)


رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، وَعَنْ عَلِيٍّ إِنْ صَحَّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سويد، آخرون. وَكَانَ ثِقَةً كَبِيرَ الْقَدْرِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : نَحَرُوا جَزُورًا يَوْمَ مَوْلِدِهِ وَهُمْ بِالْخُرَيْبَةَ، فَكَفَتَهُمْ، وَكَانُوا قَدْرَ ثَلاثِمِائَةِ رَجُلٍ.
قُلْتُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا ضَبَطَ وَفَاتَهُ، وَهِيَ بَعْدَ الْمِائَةِ بِقَلِيلٍ [2] .
134- (عبد الرحمن بن جابر) [3] ع- بن عبد الله الأنصاري. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ [4] .
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَمُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَحِزَامُ بْنُ عُثْمَانَ، وَآخَرُونَ.
وكان ثقة، قاله الْعِجْلِيُّ وَالنَّسَائِيُّ. وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : لا يُحْتَجُّ به.
__________
[ () ] التاريخ لابن معين 2/ 345، التاريخ الكبير 5/ 260 رقم 738، تاريخ الثقات 289 رقم 935، المعارف 288- 289، المعرفة والتاريخ 3/ 355، الثقات لابن حبّان 5/ 77، مشاهير علماء الأمصار 98 رقم 723، تهذيب الكمال 2/ 779، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 195 رقم 345، الكاشف 2/ 140 رقم 3195، سير أعلام النبلاء 4/ 319- 320 رقم 114، وص 411- 413 رقم 161، العبر 1/ 123، الإصابة 3/ 147 رقم 6678، تهذيب التهذيب 6/ 148- 149 رقم 300، تقريب التهذيب 1/ 474 رقم 882، خلاصة تذهيب التهذيب 224، شذرات الذهب 1/ 122.
[1] الطبقات الكبرى 7/ 190.
[2] وقيل توفي سنة 96 هـ. (انظر تهذيب التهذيب) ، وقال خليفة: مات بعد الثمانين (الطبقات 203) .
[3] الطبقات الكبرى 5/ 275، الطبقات لخليفة 249، التاريخ الكبير 5/ 266 رقم 861، تاريخ الثقات 290 رقم 939، المعارف 307، الجرح والتعديل 5/ 220 رقم 1036، المحبّر لابن حبيب 413 و 415، الثقات لابن حبّان 5/ 77، تهذيب الكمال 2/ 779، المغني في الضعفاء 2/ 377 رقم 3541، ميزان الاعتدال 2/ 553 رقم 4835، الكاشف 2/ 141 رقم 3203، تهذيب التهذيب 6/ 153 رقم 309، تقريب التهذيب 1/ 475 رقم 891، خلاصة تذهيب التهذيب 225.
[4] نيار: بكسر النون، وياء مخفّفة.
[5] الطبقات الكبرى 5/ 275.

(7/144)


135- عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت [1] ق الأنصاريّ المدنيّ، الشَّاعِرُ ابْنُ الشَّاعِرِ، الْمُؤَيَّدُ بُرُوحِ الْقُدُسِ، وَهُوَ ابن خالة إبراهيم ابن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رَوَى عَنْ: أُمِّهِ سِيرِينَ الْقِبْطِيَّةِ، وَعَنْ أَبِيهِ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُهْمَانَ. لَهُ حَدِيثٌ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَحِبَ عُمَرَ.
وَفِي «مُسْنَدِ أَحْمَدَ» [2] مِنْ حَدِيثِ بهمان، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ، وَلَكِنَّ ابْنَ بُهْمَانَ لا يُعْرَفُ.
رَوَى مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، لَقِيَهُ أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: تَلَقَّانِي النَّاسُ كُلُّهُمْ غَيْرَكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! قَالَ: لَمْ يَكُنْ لَنَا دَوَابٌّ، قَالَ: فَأَيْنَ النَّوَاضِحُ؟ قَالَ:
عَقَرْنَاهَا فِي طَلَبِكَ وَطَلَبِ أَبِيكَ يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 266، الأخبار الموفقيات (انظر فهرس الأعلام- ص 671) . الطبقات لخليفة 251، الكامل في الأدب 1/ 154 و 174 و 300، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام- ج 7/ 123) ، التاريخ الكبير 5/ 270 رقم 871، المعرفة والتاريخ 1/ 235 و 2/ 462، المحبّر لابن حبيب 76 و 98 و 110، المعارف 143 و 312، البرصان والعرجان 69 و 156 و 276 و 350، أنساب الأشراف 1/ 45 و 151 و 452، الروض الأنف للسهيلي 1/ 72، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 17 و 59 و 299، الأمالي 2/ 221 و 3/ 188 و 216، عيون الأخبار 1/ 321 و 2/ 198 و 3/ 172، تاريخ الرسل والملوك 2/ 619 و 3/ 22 و 172، جمهرة أنساب العرب 347، الأغاني 15/ 110- 121 و 157- 173 و 21/ 269، الجرح والتعديل 5/ 222 رقم 1047، الكامل في التاريخ 5/ 117، وفيات الأعيان 5/ 193 (في ترجمة مروان بن أبي حفصة) ، معجم الشعراء في لسان العرب 258 رقم 634، تهذيب الكمال 2/ 783- 784، الكاشف 2/ 144 رقم 3218، سير أعلام النبلاء 5- 64- 65 رقم 22، تهذيب التهذيب 6/ 162- 163 رقم 329، تقريب التهذيب 1/ 477 رقم 912، الإصابة 3/ 67 رقم 6203، خلاصة تذهيب التهذيب 226.
[2] 2/ 337 (مكرّر) قال: حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن إسحاق، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبيه، عن أبي هريرة. وهو أيضا في 2/ 356، أما رواية عبد الرحمن بن بهمان فهي في 3/ 442- 443.

(7/145)


قَالَ لَنَا: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً» [1] قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا أَمَرَكُمْ؟ قَالَ: أَمَرَنَا بِأَنْ نَصْبِرُ، قَالَ: فَاصْبِرُوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، فَقَالَ:
أَلا أَبْلِغْ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ ... أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَثَا كَلامِي
فَإِنَّا صَابِرُونَ وَمُنْظِرُوكُمْ ... إِلَى يَوْمِ التَّغَابُنِ وَالْخِصَامِ
أَبُو عُبَيْدٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، أَنَّ يَزِيدَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: أَلا تَرَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ يُشَبِّبُ بِابْنَتِكَ وَيَقُولُ:
هِيَ زَهْرَاءُ مِثْلَ لُؤْلُؤَةِ ... الْغَوَّاصِ مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ
فَقَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَإِنَّهُ يَقُولَ:
فإذا مَا نسبتها لَمْ تجدها ... فِي سناء من المكارم دون
فَقَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَإِنَّهُ يَقُولَ:
ثُمَّ خَاصَرْتُهَا إِلَى القبّة الخضراء ... نَمْشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ
[2] فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كَذَبَ. قَوْلُهُ خَاصَرْتُهَا: أَخَذْتُ بِيَدِهَا.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
136- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ) [3] م د ق- رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ.
وَرَوَى عن: أبي هريرة، وأبي سعيد.
__________
[1] أخرجه البخاري في كتاب الفتن 8/ 87 و 3/ 80 في كتاب المساقاة، باب كتابة القطائع، و 4/ 225 كتاب مناقب الأنصار، باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض، ومسلم (1845) في الإمارة، باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة، والترمذي (2190) في الفتن، باب ما جاء في الأثرة، والنسائي 8/ 224 و 225 في القضاة، باب ترك استعمال من يحرّض على القضاء.
[2] راجع الأبيات مع أبيات أخرى في: الكامل في الأدب 1/ 174 و 175، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 18، ذيل الأمالي 3/ 188، الأغاني 15/ 110، سير أعلام النبلاء 5/ 65.
[3] التاريخ الكبير 5/ 287 رقم 930، الجرح والتعديل 5/ 237 رقم 1121، تاريخ الثقات 292 رقم 955، تهذيب الكمال 2/ 790، الكاشف 2/ 147 رقم 3246، تهذيب التهذيب 6/ 184 رقم 370، تقريب التهذيب 1/ 481 رقم 952، خلاصة تذهيب التهذيب 227.

(7/146)


وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُو مَوْلَى الأَسْوَدِ بْنِ نُفَيْلٍ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
137- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ الْكُوفِيُّ) [1] مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ، وَعَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَأَبُو شَيْبَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ. ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
138- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ) [2] أَبُو مُحَمَّدٍ، عَاشَ ثمانين سنة. روى عَنْ: أَبِيهِ حَدِيثًا، وَعَنْ عُثْمَانَ.
وَعَنْهُ: أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَحَفِيدَاهُ: عَمْرٌو، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا [3] عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَهُوَ مُقِلٌّ.
139- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ [4] الْمَهْرِيُّ [5] الْمَصْرِيّ) [6] م 4- عن:
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 287 رقم 931، الجرح والتعديل 5/ 237 رقم 1122، تهذيب التهذيب 6/ 186 رقم 373، تقريب التهذيب 1/ 481 رقم 955، خلاصة تذهيب التهذيب 228.
[2] الطبقات لخليفة 247، تاريخ خليفة 339 و 350، التاريخ الكبير 5/ 288- 289 رقم 948، الجرح والتعديل 5/ 239 رقم 1131، مشاهير علماء الأمصار 86 رقم 629، تهذيب الكمال 2/ 791، الكاشف 2/ 148 رقم 3249، تهذيب التهذيب 6/ 187 رقم 376، تقريب التهذيب 1/ 482 رقم 958، خلاصة تذهيب التهذيب 228.
[3] في الأصل «ابن» والتصحيح من السياق.
[4] شماسة: بكسر الشين المعجمة.
[5] في طبعة القدسي 4/ 142 «المهدي» بالدال، وهو تصحيف، والتصويب من: تقريب التهذيب وقال: بفتح الميم وسكون الهاء (1/ 484) .
[6] التاريخ الكبير 5/ 295- 296 رقم 964، تاريخ الثقات 293 رقم 958، المعرفة والتاريخ 1/ 148 و 2/ 301 و 500 و 3/ 358، الجرح والتعديل 5/ 243 رقم 1158، مشاهير علماء الأمصار 119 رقم 924، تهذيب الكمال 2/ 794، الكاشف 2/ 149- 150 رقم 3261، تهذيب التهذيب 6/ 195 رقم 393، تقريب التهذيب 1/ 484 رقم 974، خلاصة تذهيب التهذيب 228.

(7/147)


زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَرَوَى عَنْ أَبِي ذَرٍّ، فَلَعَلَّهُ مُرْسَلٌ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَكَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، وَآخَرُونَ.
تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ.
140- (عبد الرحمن بن الضّحّاك) [1] بن قَيْسٍ الْفِهْرِيُّ، أَحَدُ أَشْرَافِ الْعَرَبِ، وُلِّيَ إِمْرَةَ الْمَدِينَةِ، فَأَحْسَنَ إِلَى أَهْلِهَا. رَوَى الْوَاقِدِيُّ أَنَّهُ خَطَبَ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَأَبَتْ، فَأَلَحَّ عَلَيْهَا، فَشَكَتْهُ إِلَى الْخَلِيفَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَغَضِبَ لَهَا وَعَزَلَهُ، وَغَرَّمَهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَطَوَّفَ بِهِ في جبّة صوف [2] ، وأبوه المقتول يوم مرج راهط [3] .
141- (عبد الرحمن لن عبد الله بن كعب) [4] خ م د ن- بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ السَّلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ. وَرَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَعَمِّهِ عُبَيْدِ الله بن كعب، وأبي هريرة، وجابر.
وعنه: الزهري، ومحمد بن أبي أمامة بن سهل، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وكان أحد الفقهاء بالمدينة.
142- (عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عمّار) [5] م 4- القرشيّ المكّي،
__________
[1] تاريخ خليفة 325 و 327 و 328 و 332 و 334 و 335، نسب قريش 447، المحبّر لابن حبيب 28، المعارف 412، المعرفة والتاريخ 2/ 820- 821، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 607، تاريخ الرسل والملوك 5/ 535 و 6/ 574 و 575 و 589 و 617 و 618 و 620 و 7/ 12- 14، الكامل في التاريخ 5/ 67 و 77 و 101 و 105 و 113 و 114.
[2] انظر تفصيل ذلك عند الطبري في تاريخ الرسل والملوك 7/ 12- 14.
[3] نسب قريش، المعارف.
[4] الطبقات لخليفة 257، التاريخ الكبير 5/ 303- 304 رقم 991، المعرفة والتاريخ 1/ 318 و 378 و 3/ 257- 258، تاريخ أبي زرعة 1/ 618، الجرح والتعديل 5/ 249 رقم 1187، تهذيب الكمال 2/ 800، الكاشف 2/ 153 رقم 3285، تهذيب التهذيب 6/ 214- 215 رقم 432، تقريب التهذيب 1/ 488 رقم 1013، خلاصة تذهيب التهذيب 230.
[5] التاريخ الكبير 5/ 301 رقم 982، عيون الأخبار 4/ 134- 135، الجرح والتعديل 5/ 249

(7/148)


الملقّب بالقسّ، لِعِبَادَتِهِ وَدِينِهِ، وَهُوَ صَاحِبُ سَلامَةَ وَلَهُ مَعَهَا أَخْبَارٌ، وَكَانَ قَدْ هَوِيَهَا.
روى عَن: أبي هُرَيْرَةَ، وجابر، وشداد بْن الهاد، وعبد الله بْن بابيه، وجماعة.
وَعَنْهُ: عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ.
143- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عبسة) [1] د ت ق- السّلميّ الشّامي.
عن: العرباض بن سارية، وعتبة بن عبد.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ جَابِرٌ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ صَدُوقٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
144- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الأنصاريّ) [2] ع- المدني القاصّ، فِي اسْمِ أَبِيهِ أَقْوَالٌ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ- وَلَهُ صُحْبَةٌ- وَعَنْ عُثْمَانَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، وَرِوَايَتُهُ عَنْ عُثْمَانَ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» .
رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَشَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَهِلالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي الموال.
وثّقه محمد بن سعد.
__________
[ () ] رقم 1186، الكاشف 2/ 152 رقم 3283، تهذيب التهذيب 6/ 213 رقم 430، تقريب التهذيب 1/ 487 رقم 1011، خلاصة تذهيب التهذيب 230.
[1] التاريخ الكبير 5/ 325 رقم 1032، تاريخ أبي زرعة 1/ 606، تهذيب الكمال 2/ 807، الكاشف 2/ 158 رقم 3320، تهذيب التهذيب 6/ 237- 238 رقم 483، تقريب التهذيب 1/ 493 رقم 1063، خلاصة تذهيب التهذيب 232.
[2] الطبقات لخليفة 39 و 251، التاريخ الكبير 5/ 327 رقم 1036، الجرح والتعديل 5/ 273 رقم 1297، تهذيب الكمال 2/ 808، الكاشف 2/ 159 رقم 3323، الإصابة 3/ 72 رقم 6227، تهذيب التهذيب 6/ 243 رقم 487، تقريب التهذيب 1/ 493 رقم 1067، خلاصة تذهيب التهذيب 232، جامع التحصيل 274 رقم 447، المراسيل 121 رقم 205، تحفة الأشراف 13/ 274 رقم 1169.

(7/149)


145- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرْشِيّ) [1] د ن- قاي حمص. روى عن: مرو بْنِ الْعَاصِ، وَأَبِي هِنْدٍ الْبَجَلِيِّ، وَالْمِقْدَامِ بْنِ معديكرب.
وَعَنْهُ: ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو.
146- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كعب) [2] ع- بن مالك الأنصاري السّلميّ المدني.
عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَأَبُو عَامِرٍ صَالِحُ بْنُ رستم الخزّاز [3] ، وَابْنَاهُ: كَعْبٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ.
147- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مطعم) [4] ع- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو الْمِنْهَالِ الْبُنَانِيُّ [5] الْبَصْرِيُّ، وقيل الكوفي، نَزِيلُ مَكَّةَ. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ.
وعنه: حبيب بن أبي ثابت- م ن- وَسُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ- خ- وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ- ع- وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ- ع.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 336 رقم 1071، تاريخ الثقات 297 رقم 973، المعرفة والتاريخ 2/ 343 و 349 و 427 و 430 و 3/ 400، تاريخ أبي زرعة 1/ 601، الجرح والتعديل 5/ 274 رقم 1299، الثقات لابن حبّان 5/ 104، تهذيب الكمال 2/ 809، الكاشف 2/ 159 رقم 3327، تهذيب التهذيب 6/ 246 رقم 491، تقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1071، خلاصة تذهيب التهذيب 233.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 274، تاريخ خليفة 316، الطبقات لخليفة 252، التاريخ الكبير 5/ 432 رقم 1091، تاريخ الثقات 298 رقم. 976، المعرفة والتاريخ 3/ 336 و 380، تاريخ أبي زرعة 1/ 568 و 618، الجرح والتعديل 5/ 280 رقم 1329، مشاهير علماء الأمصار 70 رقم 481، تهذيب الكمال 2/ 813، الكاشف 2/ 162 رقم 3342، تهذيب التهذيب 6/ 259 رقم 512، تقريب التهذيب 1/ 496 رقم 1091، خلاصة تذهيب التهذيب 234، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 303 رقم 360.
[3] في الأصل «الحزازة» ، والتصحيح من: تقريب التهذيب 1/ 360 حيث قيّده بمعجمات.
[4] التاريخ لابن معين 2/ 357- 358، التاريخ الكبير 5/ 352 رقم 1118، المعرفة والتاريخ 3/ 200، الكنى والأسماء 2/ 129، الجرح والتعديل 5/ 284 رقم 1354، تهذيب الكمال 2/ 817، الكاشف 2/ 164 رقم 3358، تهذيب التهذيب 6/ 270 رقم 535، تقريب التهذيب 1/ 498 رقم 1112، خلاصة تذهيب التهذيب 234.
[5] البناني: بضم الباء.

(7/150)


148- عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي [1] ع أبو الحكم الكوفي. عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ.
عَنْهُ: ابْنُهُ الْحَكَمُ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، وَصَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، وَعِمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، وَفَضْلُ بْنُ غَزْوَانَ، وَفُضَيلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، وَيَزِيدُ بْنُ مِرْدَانُبَةَ [2] .
وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ الْعَابِدِينَ.
قَالَ بُكَيْرُ بْنُ عَامِرٍ: كَانَ لَوْ قِيلَ لَهُ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْكَ مَلَكُ الْمَوْتِ، مَا كَانَ عِنْدَهُ زِيَادَةٌ. وَكَانَ يَمْكُثُ نِصْفَ شَهْرٍ لا يَأْكُلُ [3] .
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ يُحْرِمُ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ، وَيَقُولُ: لَبَّيْكَ، لَوْ كَانَ رِيَاءً لاضْمَحَلَّ [4] . وَقِيلَ:
إِنَّهُ أَنْكَرَ عَلَى الْحَجَّاجِ كَثْرَةَ سَفْكِهِ لِلدِّمَاءِ، فَهَمَّ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ فِي بَطْنِهَا أَكْثَرُ مِمَّنْ عَلَى ظَهْرِهَا، رَوَاهَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيرَةَ [5] .
وَرَوَى حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: كُنَّا نَجْمَعُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، وَهُوَ يُلَبِّي بِصَوْتٍ حَزِينٍ، ثُمَّ يَأْتِي خُرَاسَانَ وَأَطْرَافَ الأَرْضِ، ثُمَّ يُوَافِي مَكَّةَ وَهُوَ محرّم، وكان يفطر في الشّهر مرّتين [6] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 298، التاريخ لابن معين 2/ 360، التاريخ الكبير 5/ 356 رقم 1130، الكنى والأسماء 1/ 154، الجرح والتعديل 5/ 295 رقم 1400، مشاهير علماء الأمصار 102 رقم 759، حلية الأولياء 5/ 69- 73 رقم 290، تهذيب الكمال 2/ 822، سير أعلام النبلاء 5/ 62- 63 رقم 20، ميزان الاعتدال 2/ 595 رقم 4992، الكاشف 2/ 166 رقم 3375، تهذيب التهذيب 6/ 286 رقم 560، تقريب التهذيب 1/ 500 رقم 1136، خلاصة تذهيب التهذيب 235.
[2] مردانبة: بضم النون وفتح الباء الموحّدة. (انظر تقريب التهذيب 2/ 370) .
[3] حلية الأولياء 5/ 69.
[4] حلية الأولياء 5/ 70.
[5] حلية الأولياء 5/ 70.
[6] حلية الأولياء 5/ 69.

(7/151)


أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أَنَا اللَّبَّانِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْدَانُبَةَ، وَالْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» [1] . 149- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هِلالٍ [2] الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ) م د س ق [3]- عَنْ:
جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [4] .
وَعَنْهُ تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
150- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ [5] ابْنُ أَبِي سفيان الأموي الدمشقيّ، كان مِنْ خِيَارِ بَنِي أُمَيَّةَ وَصُلَحَائِهِمْ.
سَمِعَ ثَوْبَانَ.
وَعَنْهُ: أَبُو طُوَالَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِر، وغيرهم.
__________
[1] أخرجه الترمذي رقم 3778 في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذيّ: هذا حديث صحيح حسن.
[2] ويقال: ابن أبي هلال، انظر: المعرفة والتاريخ 3/ 218، ترتيب الثقات 300 رقم 989، الجرح والتعديل 5/ 297 رقم 1411، تهذيب الكمال 2/ 824، الكاشف 2/ 167 رقم 3382، تهذيب التهذيب 6/ 292 رقم 570، تقريب التهذيب 1/ 501 رقم 1145، خلاصة تذهيب التهذيب 236.
[3] في طبعة القدسي 4/ 145 «ن» بدل «س» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[4] في طبعة القدسي «عبد الحميد» والتصويب من الجرح والتعديل وتهذيب الكمال.
[5] نسب قريش 130، التاريخ الكبير 5/ 364 رقم 1154، المعارف 351، تاريخ أبي زرعة 1/ 358، المعرفة والتاريخ 1/ 576، الجرح والتعديل 5/ 299 رقم 1419، الكامل في التاريخ 5/ 372، تهذيب الكمال 2/ 826، الكاشف 2/ 169 رقم 3391، سير أعلام النبلاء 4/ 49 رقم 14، تهذيب التهذيب 6/ 300 رقم 581، تقريب التهذيب 1/ 502 رقم 1156، خلاصة تذهيب التهذيب 237، معجم بني أمية 98- 99 رقم 188.

(7/152)


رَوَى رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرِقُّ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، لِمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ النُّسُكِ [1] ، فَرَفَعَ دَيْنًا عَلَيْهِ إِلَى عُمَرَ، وَهُوَ أَرْبَعَةُ آلافٍ، فَوَعَدَهُ أَنْ يَقْضِيَ عَنْهُ وَقَالَ: وَكِّلْ أَخَاكَ الْوَلِيدَ، فَوَكَّلَهُ، وَقَالَ عُمَرُ لِلْوَلِيدِ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَقْضِيَ عَنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ، وَإِنْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَنْفَقَهَا فِي حَقٍّ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يُقَالُ: مِنْ أَخْلاقِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُنْجِزَ مَا وَعَدَ، قَالَ: وَيْحُكَ، وَضَعْتَنِي هَذَا الْمَوْضِعَ، فَلَمْ يَقْضِ عَنْهُ شَيْئًا.
قَالَ الْمُفَضَّلُ الْغَلابِيُّ: كَانَ يُقَالُ: جَمَاعَةٌ كلُّهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَكُلُّهُمْ عَابِدٌ قُرَشِيٌّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زياد بن أبي سفيان، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وعبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: اجْتَهَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ فِي الْعِبَادَةِ حَتَّى صَارَ كالشّنّ [2] .
قلت لعلّ هذا الرجل أفضل عند اللَّهِ مِنْ آبَائِهِ.
151- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُهَنِيُّ) [3] م 4- مَوْلَى الْحَرَقَةَ [4] . أَكْثَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرحمن، وابن عجلان، وسالم أبو النّضر، ومحمد بن عمرو بن علقمة.
قال أبو عبد الرحمن النّسائيّ: ليس به بأس.
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 10/ 127 ب.
[2] في سير أعلام النبلاء 4/ 50 «كالشّنّ البالي» .
[3] التاريخ الكبير 5/ 366 رقم 1158، الطبقات لخليفة 249، ترتيب الثقات للعجلي 301 رقم 994، الجرح والتعديل 5/ 301 رقم 1428، الثقات لابن حبّان 5/ 108، تهذيب الكمال 826، الكاشف 2/ 169 رقم 3393، تهذيب التهذيب 6/ 301 رقم 584، تقريب التهذيب 1/ 503 رقم 1159، خلاصة تذهيب التهذيب 237.
[4] الحرقة: بفتح الحاء المهملة، وفتح الراء والقاف.

(7/153)


152- (عبد العزيز بن أبي بكرة) [1] د ت ق- الثقفي البصري. رَوَى عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ، وَأَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ [2] ، وَاسْمُهُ عَبْدُ رَبِّهِ، وَبَحْرُ [3] بْنُ كَنِيزٍ السَّقَّاءُ.
153- (عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جُرَيْجٍ الْمَكِّيُّ) [4] مَوْلَى قُرَيْشٍ. عَنْ: عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ أبي مليكة، وسعيد بن كثير، وروى عَنْ أُمِّ حُمَيْدٍ أيضا، عن عَائِشَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ شَيْخُ مَكَّةَ، وخصيف الجزري.
قال البخاري [5] : لا يتابع في حديثه. وذكره ابن حبّان في «الثقات» . وفي رواية أحمد في مسندة [6] : ثنا محمد بن سلمة، عن خصيف، عن عبد العزيز بن جريج: سألت عائشة عن الوتر. حسّنه التّرمذيّ [7] .
154- (عبد العزيز بن عبد الله) [8] د ت ن- بن خالد بن أسيد بن
__________
[1] الطبقات لخليفة 203، التاريخ الكبير 6/ 9 رقم 1515، المعارف 288، الجرح والتعديل 5/ 398 رقم 1842، ترتيب الثقات للعجلي 304 رقم 1006، الثقات لابن حبّان 5/ 122، تهذيب الكمال 2/ 835، الكاشف 2/ 173 رقم 3426، تهذيب التهذيب 6/ 332 رقم 638، تقريب التهذيب 1/ 508 رقم 1209، خلاصة تذهيب التهذيب 239.
[2] مهمل في الأصل. والتصحيح من خلاصة التذهيب 223.
[3] مهمل في الأصل، والتصحيح من تقريب التهذيب 1/ 93.
[4] التاريخ لابن معين 2/ 365، التاريخ الكبير 6/ 23 رقم 1564، ترتيب الثقات 304 رقم 1007، الجرح والتعديل 5/ 379 رقم 1772، مشاهير علماء 145 رقم 1145، تهذيب الكمال 2/ 835، المغني في الضعفاء 2/ 397 رقم 3730، ميزان الاعتدال 2/ 624 رقم 5091، الكاشف 2/ 174 رقم 3427، تهذيب التهذيب 6/ 333 رقم 640، تقريب التهذيب 1/ 508 رقم 1211، خلاصة تذهيب التهذيب 239.
[5] التاريخ الكبير 6/ 23.
[6] مسند أحمد 1/ 300 و 305 و 316 و 372.
[7] الترمذي 1/ 286- 287 رقم 458 في باب: ما جاء في الوتر بثلاث.
[8] نسب قريش 191 و 202، المحبّر 26، التاريخ الكبير 6/ 11- 12 رقم 1524 وفيه: عبد العزيز بن خالد بن عبد الله بن أسيد، المعارف 462 و 488، تاريخ الرسل والملوك 6/ 168- 170 وما بعدها، الجرح والتعديل 5/ 386 رقم 1799 و 1800، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 10/ 181 ب، الكامل في التاريخ 5/ 20 و 26 و 36 و 43 و 77 و 102 و 105

(7/154)


أبي العيص ابن أميّة الأموي المكّي [1] أَمِيرُ مَكَّةَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ مُحَرِّشٍ [2] الْكَعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَمُزَاحِمٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَدْ حَجَّ فَأَقَامَ الْمَوْسِمَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ.
وَحَكَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا حَجَّ فِي خِلافَتِهِ قَالَ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ مَكَّةَ؟ قَالُوا لَهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ يَتَنَازَعَانِ الشَّرَفَ، فَقَالَ: مَا سُوِّيَ عَمْرُو بِعَبْدِ الْعَزِيزِ فِي سُلْطَانِنَا وَهُوَ ابْنُ عَمِّنَا [3] ، أَلا وَهُوَ أَشْرَفُ مِنْهُ، ثُمَّ خَطَبَ ابْنَةَ عَمْروٍ وَتَزَوَّجَ بِهَا، وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ جَوَّادًا مُمَدَّحًا.
تُوُفِّيَ بِرُصَافَةَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ زَائِرًا لَهُ، فَرَثَاهُ أَبُو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ بِأَبْيَاتٍ [4] .
155- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ [5] ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الأَمِيرُ أَبُو الأَصْبَغِ الأُمَوِيُّ. وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، سَعَى أَبُوهُ الْوَلِيدُ فِي خَلْعِ سليمان من العهد وتولية عبد
__________
[ () ] تهذيب الكمال 2/ 838 الكاشف 2/ 176 رقم 3442، تهذيب التهذيب 6/ 342- 343 رقم 659، تقريب التهذيب 1/ 510 رقم 1230، خلاصة تذهيب التهذيب 240، معجم بني أميّة 101- 102 رقم 197.
[1] في طبعة القدسي 4/ 146 «عبد العيص» والتصحيح من: نسب قريش 187 وتهذيب التهذيب، وتاريخ دمشق.
[2] محرّش: بكسر الراء المشدّدة مثل معلّم.
[3] تاريخ دمشق 10/ 181 ب.
[4] الأبيات في نسب قريش 191.
[5] نسب قريش 165، تاريخ خليفة 305 و 306 و 311 و 312 المحبّر 26 و 445 و 448 و 449 و 477، الأخبار الموفقيات 353، المعرفة والتاريخ 1/ 554، تاريخ أبي زرعة 1/ 519، جمهرة أنساب العرب 89 و 92، تاريخ الرسل والملوك 6/ 454، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 10/ 200 أ- 201 ب، الكامل في التاريخ 4/ 555 و 578 و 582 و 5/ 41 و 91 و 6/ 438، سير أعلام النبلاء 5/ 148- 149 رقم 50، معجم بني أمية 106- 107 رقم 204.

(7/155)


الْعَزِيزِ هَذَا فَلَمْ يَتِمَّ لَهُ مَا رَامَهُ، وَقَدْ وُلِّيَ نِيَابَةَ دِمَشْقَ لِأَبِيهِ، وَدَارُهُ بِنَاحِيَةِ الْكُشْكِ قِبْلِيِّ دَارِ الْبِطِّيخِ الْعَتِيقَةِ، وَلَهُ ذُرَّيَّةٌ بِالْمَرْجِ بِقَرْيَةِ الْجَامِعِ.
وَرُوِيَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: أَرَادَ الْوَلِيدُ أَنْ يُبَايِعَ لابْنِهِ، فَأَرَادَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: لِسُلَيْمَانَ بَيْعَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا، فَأَخَذَهُ الْوَلِيدُ وَطَيَّنَ عَلَيْهِ، ثُمَّ فَتَحَ عَنْهُ بَعْدَ ثَلاثٍ فَأَدْرَكُوهُ وَقَدْ مَالَتْ عُنُقُهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: فَكَانَ ذَلِكَ الْمَيْلُ فِيهِ حَتَّى مَاتَ. وَحَكَى نَحْوَ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ لَكِنَّهُ قَالَ: خُنِقَ بِمِنْدِيلٍ حَتَّى صَاحَتْ أُخْتُهُ أُمُّ الْبَنِينِ، فَشَكَرَ سُلَيْمَانُ لِعُمَرَ ذَلِكَ وَعَهِدَ إِلَيْهِ بِالْخِلافَةِ. وَقَدْ حَجَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بِالنَّاسِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَغَزَا الرُّومَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ [1] ، وَكَانَ مِنْ أَلِبَّاءِ بَنِي أُمَيَّةَ وَعُقَلائِهِمْ.
رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شِبْلٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: يا بن أُخْتِي، بَلَغَنِي أَنَّكَ سِرْتَ إِلَى دِمَشْقَ تَدْعُو إِلَى نَفْسِكَ، وَلَوْ فَعَلْتَ مَا نَازَعْتُكَ. قَالَ عَامِرُ بْنُ شِبْلٍ: أَنَا مِمَّنْ سَارَ مَعَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى دِمَشْقَ، فَجَاءَنَا الْخَبَرُ بِأَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدْ بُوِيعَ وَنَحْنُ بِدِيرِ الْجُلْجُلِ، فَانْصَرَفْنَا.
156- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بكر) [2] ع- بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ بن المغيرة المخزومي المدني، أَخُو الْحَارِثِ وَعُمَرَ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَخَلادِ بْنِ السَّائِبِ، وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، وقيل: إنه روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ وَآخَرُونَ. وَكَانَ
__________
[1] تاريخ خليفة 306.
[2] التاريخ الكبير 5/ 407- 408 رقم 1318، ترتيب الثقات للعجلي 308 رقم 1028، الثقات لابن حبّان 7/ 93، التاريخ لابن معين 2/ 370، تاريخ أبي زرعة 1/ 591، الجرح والتعديل 5/ 344 رقم 1626، مشاهير علماء الأمصار 132 رقم 1037، تهذيب الكمال 2/ 851، الكاشف 2/ 183 رقم 3489، تهذيب التهذيب 6/ 387 رقم 729، تقريب التهذيب 1/ 517 رقم 1297، خلاصة تذهيب التهذيب 243.

(7/156)


جَوَّادًا سَخِيًّا سَرِيًّا. قَرَنَهُ الْبُخَارِيُّ بِغَيْرِهِ.
157- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ رِفَاعَةَ) [1] بْنِ خَالِدٍ الْفَهْمِيُّ الْمَصْرِيُّ الأَمِيرُ. وُلِّيَ مِصْرَ لِلْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَزَلَهُ بِأَيُّوبَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، ثُمَّ إِنَّهُ وُلِّيَ مِصْرَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فِي أَوَّلِ سَنَةِ تِسْعٍ، فَمَاتَ بَعْدَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَوُلِّيَ مِصْرَ بَعْدَهُ أَخُوهُ الْوَلِيدُ بْنُ رِفَاعَةَ.
158- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيُّ) [2] رَوَى عَنْ: عَبَّاسٍ، وَأَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ.
وَعَنْهُ: حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَعُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الْبُسْتِيُّ، وَلَمْ يُخَرِّجْ لَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ السّتّة.
159- (عبد الملك بن المغيرة) [3] ق- بْن نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم أبو محمد الهاشمي المدنيّ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وما أحسبه أدرك عليا.
روى عنه: ابنه يزيد بن عبد الملك النوفلي، وبكير بن عبد الله بن الأشج، والزهري، ومحمد بن عمرو بن علقمة.
وثّقه يحيى بْن معين.
160- (عَبْد الملك بْن نافع الشيباني الكوفي) [4] قيل هو عبد الملك بن أبي
__________
[1] الولاة وكتاب القضاة للكندي 64- 67، النجوم الزاهرة 1/ 265- 266، حسن المحاضرة 2/ 7.
[2] التاريخ الكبير 5/ 433 رقم 1411، الجرح والتعديل 5/ 365 رقم 1715، تهذيب الكمال 2/ 863، الكاشف 2/ 189 رقم 3532، تهذيب التهذيب 6/ 426 رقم 884، تقريب التهذيب 1/ 523 رقم 1355، خلاصة تذهيب التهذيب 246.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 222، الطبقات لخليفة 239 و 255، التاريخ الكبير 5/ 433 رقم 1410، المعارف 127، المعرفة والتاريخ 1/ 363، الجرح والتعديل 5/ 365 رقم 1716، تهذيب الكمال 2/ 863، الكاشف 2/ 189 رقم 3531، تهذيب التهذيب 6/ 425- 426 رقم 883، تقريب التهذيب 1/ 523 رقم 1354، خلاصة تذهيب التهذيب 246.
[4] التاريخ الكبير 5/ 433- 434 رقم 1413، الجرح والتعديل 5/ 371- 372 رقم 1739،

(7/157)


القعقاع [1] . روى عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: أُبو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَالْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ. لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ يُسْتَغْرَبُ.
161- (عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَسَارٍ) [2] [س [3]-] مَوْلَى مَيْمُونَةَ، أَخُو عَطَاءٍ، وَسُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ اللَّهِ، مَدَنِيُّونَ. رَوَى عَنْهُ أَخُوهُ سُلَيْمَانُ.
162- (عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ) [4] خ 4- بن بسر، أبو بسر [5] النّصري [6] الشامي. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، وَوَاثِلَةَ بْنِ الأسقع.
__________
[ () ] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 36 رقم 991، المجروحين لابن حبّان 2/ 132، الكامل في الضعفاء 5/ 1944، تهذيب الكمال 2/ 863، الكاشف 2/ 189 رقم 3534، ميزان الاعتدال 2/ 665- 666 رقم 5257، المغني في الضعفاء 2/ 408 رقم 3849 تهذيب التهذيب 9/ 427 رقم 889، تقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1360، خلاصة تذهيب التهذيب 246.
[1] في طبعة القدسي 4/ 147 «أبي» والتصويب من مصادر الترجمة.
[2] الطبقات لخليفة 247، تاريخ خليفة 340، التاريخ الكبير 5/ 437- 438 رقم 1426، المعارف 226، الجرح والتعديل 5/ 375، رقم 1751، مشاهير علماء الأمصار 69 رقم 475، تهذيب الكمال 2/ 864، ميزان الاعتدال 2/ 668 رقم 5264، الكاشف 2/ 190 رقم 3539، تهذيب التهذيب 6/ 429 رقم 894، تقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1365، خلاصة تذهيب التهذيب 246.
[3] ما بين الحاصرتين إضافة من مصادر الترجمة.
[4] في الأصل «عبيد الله» والتصويب من مصادر الترجمة وهي:
تاريخ خليفة 330 و 334 و 335، الطبقات لخليفة 314 المحبّر 263، التاريخ الكبير 6/ 55 رقم 1690، ترتيب الثقات للعجلي 313 رقم 1043، المعرفة والتاريخ 2/ 336، تاريخ أبي زرعة 1/ 19- 21، تاريخ الرسل والملوك 7/ 12- 14 و 20 و 28، الجرح والتعديل 6/ 22 رقم 115، الكامل في التاريخ 5/ 105 و 114 و 116 و 126 و 133، الثقات لابن حبّان 5/ 127، المغني في الضعفاء 2/ 411 رقم 3873، الكاشف 2/ 191 رقم 3552، تهذيب التهذيب 6/ 436- 437 رقم 916، تقريب التهذيب 1/ 526 رقم 1388، خلاصة تذهيب التهذيب 247.
[5] بسر: بضم الباء وسكون السين المهملة. وقيل: بشر: بالشين المعجمة. (خلاصة التذهيب) .
[6] وحرّفت إلى «النضري» بالضاد المعجمة في: الطبقات لخليفة، وتاريخ الطبري، والكامل لابن الأثير.

(7/158)


وَعَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ رُؤْبَةَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
قَالَ أَبُو زرعة الدمشقي [1] : هُوَ جدنا، وَلِيَ إمرة حمص وإمرة المدينة، وكان محمود السيرة.
163- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الأَرْقَمِ) [2] بْنِ أَبِي الأَرْقَمِ الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ، مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ. وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَخَرَجَ إِلَى الْغَزْوِ، فَاسْتُشْهِدَ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. لا أَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً.
164- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) [3] ع- العدويّ المدنيّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَصُمَيْتَةَ [4] اللَّيْثِيَّةَ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَآخَرُونَ.
يُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
165- (عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مِقْسَمٍ الْقُرَشِيُّ) [5] سِوَى ت- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو حَازِمٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَآخَرُونَ.
__________
[1] تاريخ أبي زرعة 1/ 19.
[2] لم أجد له ترجمة.
[3] نسب قريش 357، الطبقات لخليفة 246، التاريخ الكبير 5/ 387 رقم 1241، المعرفة والتاريخ 1/ 263 و 374، ترتيب الثقات للعجلي 317 رقم 1060، الجرح والتعديل 320 رقم 1520، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 440، تهذيب الكمال 2/ 880، تحفة الأشراف 13/ 282 رقم 1184، الكاشف 2/ 200 رقم 3613، تهذيب التهذيب 7/ 25 رقم 52، تقريب التهذيب 1/ 535 رقم 1471، خلاصة تذهيب التهذيب 251.
[4] في الأصل «الصميتة» ، والتصويب من مصادر الترجمة.
[5] التاريخ الكبير 5/ 397 رقم 1282، المعرفة والتاريخ 2/ 472، الجرح والتعديل 5/ 333 رقم 1574، تهذيب الكمال 2/ 889، الكاشف 2/ 205 رقم 3642، تهذيب التهذيب 7/ 50 رقم 96، تقريب التهذيب 1/ 539 رقم 1511، خلاصة تذهيب التهذيب 253.

(7/159)


وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
166- (عُبَيْدُ بْنُ جُرَيْجٍ التَّيْمِيُّ) [1] سِوَى ت- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
167- (عُبَيْدُ بْنُ حُصَيْنٍ النُّمَيْرِيُّ) [2] الشَّاعِرُ، هُوَ الْمَشْهُورُ بِالرَّاعِي. قَدْ ذُكِرَ وَمِنْ شِعْرِهِ:
إِنَّ الزَّمَانَ الَّذِي تَرْجُو هَوَادِيَهُ [3] ... يَأْتِي عَلَى الْحَجَرِ الْقَاسِي فَيَنْفَلِقُ
مَا الدَّهْرُ وَالنَّاسُ إِلا مِثْلُ وَارِدِهِ [4] ... إِذَا مَضَى [5] عُنُقٌ مِنْهَا بَدَا [6] عُنُقُ
[7] 168- (عُبَيْدُ بن حنين المدني) [8] ع- أبو عبد الله، مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ. عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عبّاس، وجماعة. وعنه سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَأَبُو طَوَالَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَآخَرُونَ. وَلَهُ أَخَوَانِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
__________
[1] التاريخ الكبير 5/ 444 رقم 1446، ترتيب الثقات للعجلي 320 رقم 1075، الجرح والتعديل 5/ 403 رقم 1868، الثقات لابن حبّان 5/ 133، الكاشف 2/ 207 رقم 3662، تهذيب التهذيب 7/ 62 رقم 125، تقريب التهذيب 1/ 542 رقم 538، خلاصة تذهيب التهذيب 254.
[2] ترجم له المؤلّف قبل الآن، وقد ذكرت مصادر ترجمته في موضعها.
[3] في طبعة القدسي 4/ 148 «هوادته» والتصويب من ديوانه 226.
[4] في طبعة القدسي 4/ 149 «دائرة» والتصويب من الديوان.
[5] الديوان «قضى» .
[6] في الديوان «أتى» وكذا عند الثعالبي.
[7] البيتان في خاصّ الخاصّ للثعالبي 106- 107، والإيجاز والإعجاز له 43، وديوان النميري الّذي نشره د. نوري حمّودي القيسي والأستاذ هلال ناجي ص 226 رقم 135 طبعة المجمع العلمي العراقي 1400 هـ. / 1980 م.
[8] الطبقات لخليفة 267، التاريخ الكبير 5/ 446 رقم 1451، الجرح و

(7/160)


169- (عبيدة بن سفيان) [1] م 4- بن الحارث الحضرميّ المدنيّ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ. وعنه: بسر بن سعيد، وإسماعيل بن أبي حكيم، ومحمد بن عمرو بن علقمة وكان ثقة قليل الحديث.
170- (عبيدة بن أبي المهاجر) [2] سمع من: معاوية، وأرسل عَنْ حُذَيْفَةَ، وَكَعْبٍ الأَحْبَارِ. وعنه: ابنه يزيد بن عبيدة، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
171- (عثمان بن حيّان) [3] م ن- بن معبد المزني مَوْلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ أَوْ مَوْلَى عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. غَزَا الرُّومَ فِي سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ [4] ، وَحَدَّثَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. وَهُوَ الَّذِي كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ، وَكَانَ ظَلُومًا عَسَّافًا جَائِرًا، كَانَ يَرْوِي فِي خُطَبِهِ الشِّعْرَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: الْوَلِيدُ بِالشَّامِ، وَالْحَجَّاجُ بِالْعِرَاقِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بِالْيَمَنِ، وعثمان بن حيّان بالحجاز، وقرّة بن
__________
[ () ] التعديل 5/ 404 رقم 1872، مشاهير علماء الأمصار 73 رقم 515، تهذيب الكمال 2/ 892، الكاشف 2/ 207 رقم 3664، تهذيب التهذيب 7/ 63 رقم 129، تقريب التهذيب 1/ 542 رقم 1541، خلاصة تذهيب التهذيب 254.
[1] التاريخ الكبير 6/ 82 رقم 1778، ترتيب الثقات للعجلي 325 رقم 1092، تهذيب الكمال 2/ 898، الكاشف 2/ 211 رقم 3699، تهذيب التهذيب 7/ 83- 84 رقم 184، تقريب التهذيب 1/ 547 رقم 1597، خلاصة تذهيب التهذيب 256.
[2] التاريخ الكبير 6/ 83 رقم 1781، الجرح والتعديل 6/ 91 رقم 468.
[3] «حيان» مهملة في الأصل، والتصحيح من مصادر ترجمته وهي: تاريخ خليفة 311 و 312 و 317 و 328 و 330، التاريخ الكبير 6/ 217 رقم 2210، المعارف 622، المعرفة والتاريخ 1/ 575 و 590 و 609 و 660، الجرح والتعديل 6/ ج 148 رقم 805، تهذيب الكمال 2/ 907، الكاشف 2/ 217 رقم 3744، تهذيب التهذيب 7/ 113- 114 رقم 242، تقريب التهذيب 2/ 8 رقم 50، خلاصة تذهيب التهذيب 259.
[4] تاريخ خليفة 330.

(7/161)


شريك بمصر، امتلأت والله الأرض جورا. قال ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ أَنَّ ابْنَ حَيَّانَ الْمُرِّيَّ إِذْ كَانَ أَمِيرًا) عَلَى الْمَدِينَةِ: وَعَظَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ نَفَرًا فِي شَيْءٍ، وَكَانَ فِيهِمْ مَوْلًى لابْنِ حَيَّانَ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى ابْنِ حَيَّانَ فَضَرَبَ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابَهُ لِإِنْكَارِهِمْ وَقَالَ: تَتَكَلَّمُونَ فِي مِثْلِ هَذَا!.
172- (عَجْلَانُ الْمَدَنِيُّ) [1] م ن- رَوَى عَنْ مَوْلاتِهِ فَاطِمَةَ بنت عتبة بن ربيعة، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، قَالَ النَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ.
173- عَدِيُّ بْنُ أَرْطَأَةَ الْفَزَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [2] أَخُو زَيْدٍ، وُلِّيَ الْبَصْرَةَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ، وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَبُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعُرْوَةُ بْنُ قُبَيْصَةَ.
قَالَ عبّاد بن منصور: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَأَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ الْمَدَائِنِ، فَوَعَظَ حَتَّى بَكَى وَأَبْكَانَا، ثُمَّ قَالَ: كُونُوا كَرَجُلٍ قَالَ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ لا تُصَلِّ صَلاةً إِلا ظَنَنْتَ أَنَّكَ لا تُصَلِّي بعدها غيرها.
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 397، التاريخ الكبير 7/ 61 رقم 277، الجرح والتعديل 7/ 18 رقم 90، تهذيب الكمال 2/ 922، الكاشف 2/ 226 رقم 3809، تهذيب التهذيب 7/ 162 رقم 324، تقريب التهذيب 2/ 16 رقم 130، خلاصة تذهيب التهذيب 263.
[2] الطبقات لخليفة 312، تاريخ خليفة 322 و 325، التاريخ الكبير 7/ 44 رقم 194، المعارف 83 و 363 و 364 و 400 و 408 و 417 و 601، تاريخ أبي زرعة 1/ 58، تاريخ الرسل والملوك 6/ 554 و 556 و 578 و 584 و 600، الجرح والتعديل 7/ 3 رقم 8 الكامل في التاريخ 5/ 43 و 44 و 49 و 71 و 85 و 99، تهذيب الكمال 2/ 923، المغني في الضعفاء 2/ 431 رقم 4083، ميزان الاعتدال 3/ 61 رقم 5590، سير أعلام النبلاء 5/ 53 رقم 17، العبر 1/ 124، تهذيب التهذيب 7/ 164 رقم 164 رقم 328، تقريب التهذيب 2/ 16 رقم 134، خلاصة تذهيب التهذيب 263، شذرات الذهب 1/ 124، رغبة الآمل 2/ 76 و 7/ 159، التذكرة الحمدونية 425.

(7/162)


وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَنْبَأَ مَعْمَرٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ: «أَمَّا بَعْدَ، فَإِنَّكَ غَرَرْتَنِي بِعِمَامَتِكَ السَّوْدَاءِ، وَمُجَالَسَتِكَ الْقُرَّاءِ، وَإِرْسَالِكَ الْعِمَامَةِ مِنْ وَرَائِكَ، وَأَظْهَرْتَ لِي الْخَيْرَ، وَقَدْ أَظْهَرَنَا اللَّهُ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّا تَكْتُمُونَ» . زَادَ غَيْرُهُ: قَاتَلَكُمُ اللَّهُ، أَمَا تَمْشُونَ بَيْنَ الْقُبُورِ» . قَالَ خَلِيفَةُ [1] :
وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ قَدِمَ عَدِيٌّ وَالِيًا مِنْ قِبَلِ عُمَرَ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَأَتَى يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَيَّدَهُ عَدِيٌّ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَحَبَسَهُ.
قُلْتُ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ انْفَلَتَ يَزِيدُ مِنَ الْحَبْسِ، وَقَصَدَ الْبَصْرَةَ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَتَسَمَّى بِالْقَحْطَانِيِّ، وَنَصَبَ رَايَاتٍ سَوْدَاءَ، وَقَالَ: أَدْعُو إِلَى سِيرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَامَ الْحَسَنُ البصريُّ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، فَذَمَّ يَزِيدَ وَخُرُوجَهُ، فَأَرْسَلَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَخَاهُ مُسْلِمَةَ فِي جَيْشٍ، فَحَارَبَ ابْنَ الْمُهَلَّبِ، فَظَفَرَ بِهِ فَقَتَلَهُ، فَوَثَبَ ابْنُه مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ، فَقَتَلَ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَأَةَ وجماعة صبرا.
قال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: عَدِيٌّ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ.
قُلْتُ: قُتِلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ.
174- عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَامِلِيُّ الشَّاعِرُ [2] الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الرِّقَاعِ، مَدَحَ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الملك وغيره، وهاجى
__________
[1] تاريخ خليفة 320.
[2] طبقات الشعراء لابن سلّام 31، تاريخ خليفة 482- 483، الشعر والشعراء 1/ 515- 518 رقم 114، البرصان والعرجان للجاحظ 263، الأغاني 9/ 307- 317، المؤتلف والمختلف للآمدي 116، سمط اللآلئ 309، معجم الشعراء للمرزباني 253، تاريخ الرسل والملوك 6/ 151، ثمار القلوب 299 و 408 و 409، الكامل 2/ 109، الأمالي 1/ 100 و 228 و 2/ 61، أمالي المرتضى 1/ 103 و 277 و 511 و 567 و 2/ 11 و 12 و 32 و 124 و 303، ربيع الأبرار 4/ 288 و 291، جمهرة أنساب العرب 300، بدائع البدائه 18- 19، وفيات الأعيان 2/ 426 و 6/ 312، نهاية الأرب للنويري 4/ 236، الاشتقاق لابن دريد 225، الزاهر للأنباري 2/ 255، سير أعلام النبلاء 5/ 110 رقم 45، شرح الشواهد 168، خزانة الأدب

(7/163)


جَرِيرًا، وَكَانَ أَبْرَصَ. وَفِيهِ يَقُولُ الرَّاعِي [1] :
لَوْ كُنْتَ مِنْ أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوْتُكُمْ ... يَا بْنَ الرِّقَاعِ وَلَكِنْ لَسْتَ مِنْ أَحَدٍ
تَأْبَى قُضَاعَةُ أَنْ تَعْرِفَ لَكُمْ نَسَبًا [2] ... وَابْنَا نِزَارٍ فَأَنْتُمْ بِيضَةُ الْبَلَدِ
[3] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ [4] : ثَنَا أَبُو الْغَرَّافِ قَالَ: دَخَلَ جَرِيرٌ عَلَى الْوَلِيدِ وَعِنْدَهُ ابْنُ الرِّقَاعِ، فَقَالَ لِجَرِيرٍ: أَتَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: لا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: هَذَا رَجُلُ مِنْ عَامِلَةَ، قَالَ: الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ تعالى: عامِلَةٌ ناصِبَةٌ. تَصْلى ناراً حامِيَةً 88: 3- 4 [5] ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
يَقْصُرُ بَاعُ الْعَامِلِيِّ عَنِ الْعُلا ... وَلَكِنَّ أَيْرَ الْعَامِلِيَّ طَوِيلُ
فَقَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ:
أَأُمُّكَ [6] يَا ذَا خَبَّرَتْكَ [7] بِطُولِهِ ... أَمْ أَنْتَ امْرِؤٌ لَمْ تَدْرِ كَيْفَ تَقُولُ
فَقَالَ: لا، بَلْ لَمْ أَدْرِ كَيْفَ أَقُولُ، فَوَثَبَ ابْنُ الرِّقَاعِ إِلَى الْوَلِيدِ فَقَبَّلَ رِجْلَهُ وَقَالَ أَجِرْنِي مِنْهُ، فَقَالَ الْوَلِيدُ: لَئِنْ سَمَّيْتَهُ لَأُسْرِجَنَّكَ ولألجمنّك وليركبنّك فتعيّرك الشعراء بذلك [8] .
__________
[4] / 470، الطرائف الأدبية 81- 97، ونشر الأستاذ خليل مردم بك شعره في مجلّة المجمع العلمي العربيّ 15/ 340- 350، معجم الشعراء في لسان العرب 279 رقم 692، وقد ورد في مواضع كثيرة من العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 132) .
[1] أي الراعي النّميري الّذي مرّ ذكره قبل قليل.
[2] في ديوان الراعي:
تأبى قضاعة أن ترضى دعاوتكم
[3] البيتان من جملة أبيات في ديوان النميري 202- 203 رقم 54.
[4] طبقات الشعراء 31.
[5] سورة الغاشية، الآيتان 3 و 4.
[6] في الأصل «أآمل» والتصحيح من طبقات الشعراء لابن سلّام، والأغاني 9/ 308.
[7] في الطبقات والأغاني «أأمّك كانت أخبرتك» .
[8] طبقات الشعراء 31، الأغاني 9/ 307، 308.

(7/164)


175- عَدِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَمَّارِ [1] الْعَبَّادِيُّ التَّمِيمِيُّ الشَّاعِرُ: جَاهِلِيٌّ نَصْرَانِيٌّ مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ، ذَكَرْتُهُ هُنَا تَمْيِيزًا لَهُ مِنَ ابْنِ الرِّقَاعِ الْعَامِلِيِّ، وَأَظُنُّهُ مَاتَ قَبْلَ الإِسْلامِ أَوْ فِي زَمَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ. ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ [2] فِي الطَّبَقَةِ الرَّابِعَةِ مِنْ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالَ: هُمْ أَرْبَعَةُ فُحُولٍ: طُرْفَةُ بْنُ الْعَبْدِ، وَعُبَيْدُ بْنُ الأَبْرَصِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَةَ، وَعَدِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحِمَارِ. وَأَمَّا أَبُو الْفَرَجِ صَاحِبُ «الْأَغَانِي» فَقَالَ: ابْنُ الْخُمَارِ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ مَضْمُومَةٍ [3] .
رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ خَالِد بْنِ صَفْوَانَ قَالَ:
أَوْفَدَنِي يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ فِي وَفْدِ الْعِرَاقِ إِلَى هِشَامِ بن عبد الملك فقال: هات يا بن صَفْوَانَ، قُلْتُ: إِنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ خَرَجَ مُتَنَزِّهًا فِي عَامٍ مِثْلَ عَامِنَا هَذَا إِلَى الْخَوَرْنَقِ، وَكَانَ ذَا عِلْمٍ مَعَ الْكَثْرَةِ وَالْغَلَبَةِ، فَنَظَرَ وَقَالَ لِجُلَسَائِهِ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِلْمَلِكِ، قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتُمْ أَحَدًا أُعْطِيَ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ؟ قَالَ:
وَكَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَقَايَا حَمَلَةِ الْحُجَّةِ، فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ أَفَتَأْذَنُ [4] لِي بِالْجَوَابِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَرَأَيْتَ مَا أَنْتَ فِيهِ، أَشَيْءٌ لَمْ تَزَلْ
__________
[1] تاريخ خليفة 482، 483، المحبّر 304، الشعر والشعراء 1/ 150- 156 رقم 15، طبقات الشعراء لابن سلام 117، طبقات الشعراء للمرزباني 242، المعارف 76 و 649، تاريخ الرسل والملوك 1/ 623 و 625 و 2/ 50 و 67 و 193- 200 و 206، الأغاني 2/ 95- 154، الأمالي للقالي 1/ 60 و 171 و 3/ 5، العقد الفريد 2/ 269، الزاهر للأنباري 1/ 153 و 156 و 219 و 250 و 344 و 500 و 539 و 572 و 576 و 625 و 2/ 7 و 21 و 45 و 87 و 97 و 111 و 238 و 267 و 275 و 299 و 379 و 411، ثمار القلوب 611، أمالي المرتضى 1/ 33 و 39 و 56، لباب الآداب 392، التذكرة الحمدونية 1/ 155 و 280 و 2/ 217 و 334، الموشح 72، معاهد التنصيص 1/ 315، خزانة الأدب 1/ 184، معجم الشعراء في لسان العرب 280 رقم 693.
[2] طبقات الشعراء 117.
[3] هذه العبارة من المؤلّف الذهبي، إذ ليس في الأغاني هذا الضبط، حيث قيّده «حمّاد» بالدال، وجاء في حاشية الأغاني 2/ 97 أنه كذا في أغلب النسخ، ويروى: خمار وحماد وحماز.
[4] في الأصل «فتأذن» والإضافة من الأغاني.

(7/165)


فِيهِ، أَمْ شَيْءٌ صَارَ إِلَيْكَ مِيرَاثًا، وَهُوَ زَائِلٌ عَنْكَ إِلَى غَيْرِكَ، كَمَا صَارَ إِلَيْكَ؟
قَالَ: كَذَا هُوَ، قَالَ: فَتَعَجَّبَ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ لا تَكُونُ فِيهِ إِلا قَلِيلا وَتُنْقَلُ عَنْهُ طَوِيلا، فَيَكُونُ عَلَيْكَ حِسَابًا [1] ، قَالَ: وَيْحُكَ، فَأَيْنَ الْمَهْرَبُ، وَأَيْنَ الْمَطْلَبُ؟
وَأَخَذَتْهُ قَشْعَرِيرَةٌ. قَالَ: إِمَّا أَنْ تُقِيمَ فِي مُلْكِكَ فَتَعْمَلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَلَى مَا سَاءَكَ وَسَرَّكَ، وَإِمَّا أَنْ تَنْخَلِعَ مِنْ مُلْكِكَ وَتَضَعَ تَاجَكَ وَتُلْقِي عَلَيْكَ أَطْمَارَكَ وَتَعْبُدَ رَبَّكَ، قَالَ: إِنِّي مُفَكِّرٌ اللَّيْلَةَ وَأُوَافِيكَ السَّحَرَ، فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ قَرَعَ عَلَيْهِ بَابَهُ فَقَالَ: إِنِّي اخْتَرْتُ هَذَا الْجَبَلَ وَفَلَوَاتِ الأَرْضِ، وَقَدْ لَبِسْتُ عَلَيَّ أَمْسَاحِي [2] فَإِنْ كُنْتَ لِي رَفِيقًا لا تُخَالِفْ، فَلَزِمَا وَاللَّهِ الْجَبَلَ حَتَّى مَاتَا.
وَفِيهِ يَقُولُ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعِبَادِيُّ:
أَيُّهَا الشَّامِتُ الْمُعَيِّرُ بِالدَّهْرِ ... أَأَنْتَ الْمُبَرَّأُ الْمَوْفُورُ
أَمْ لَدَيْكَ الْعَهْدُ الْوَثِيقُ مِنَ الأَيَّامِ ... بَلْ أَنْتَ جَاهِلٌ مَغْرُورُ
مَنْ رَأَيْتَ الْمَنُونَ خَلَّدْنَ أَمْ مَنْ ... ذَا عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يُضَامَ خَفِيرُ
أَيْنَ كِسْرَى كِسْرَى الْمُلُوكِ أَبُو سَاسَانَ ... [3] أَمْ أَيْنَ قَبْلَهُ سَابُورُ
وَبَنُو الأَصْفَرِ الْكِرَامُ مُلُوكُ ... الرُّومِ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمُ مَذْكُورُ
وَأَخُو الْحَضْرِ [4] إِذْ بَنَاهُ وَإِذْ دِجْلَةُ ... تُجْبَى إِلَيْهِ وَالْخَابُورُ
شَادَ مَرْمَرًا وَجلَّلَه كِلْسًا ... فَلِلطَّيْرِ فِي ذُرَاهُ وَكُورُ
لَمْ يَهَبْهُ رَيْبَ الْمَنُونِ فَبَادَ ... الْمُلْكُ عَنْهُ فَبَابُهُ مَهْجُورُ
وَتَذَكَّرْ رَبَّ الخورنق إذ أشرف ... يوما وللهدى تذكير
[5]
__________
[1] العبارة في الأغاني: «فلا أراك إلّا عجبت بشيء يسير تكون فيه قليلا وتغيب عنه طويلا، وتكون غدا بحسابه مرتهنا» .
[2] في الأصل «أمساجي» ، والتصحيح من الأغاني حيث قال: ولبس أمساحه» .
[3] ويقال: «أنوشروان» ، انظر الشعر والشعراء، والأغاني.
[4] قال الزبيدي في تاج العروس 11/ 40 الحضر: بفتح فسكون، قديم مذكور في شعر القدماء بإزاء مسكن. قال محمد بن جرير الطبري: بحيال تكريت بين دجلة والفرات.
[5] في الأغاني «تفكير» .

(7/166)


سرّه حاله [1] وكثرة ما يم ... لك وَالْبَحْرُ مُعْرِضٌ [2] وَالسَّدِيرُ
فَارْعَوَى قَلْبُهُ وَقَالَ: وَمَا غِبْطَةُ ... حَيٍّ إِلَى الْمَمَاتِ يَصِيرُ
وَزَادَ بَعْضُهُمْ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ:
ثُمَّ بَعْدُ الْفَلاحِ وَالْمُلْكِ وَالإِمَّةِ ... [3] وَارَتْهُمُ هُنَاكَ الْقُبُورُ
ثُمَّ صَارُوا [4] كَأَنَّهُمْ وَرَقٌ ... جَفَّ فَأَلْوَتْ بِهِ الصِّبَا وَالدَّبُورُ
[5] وَزِدْتُ أَنَا [6] :
فَافْعَلِ الْخَيْرَ مَا اسْتَطَعْتَ وَلا تَبْغِ ... فَكُلٌّ بِبَغْيهِ مَأْسُورُ
وَاتَّقِ اللَّهَ حَيْثُ كُنْتَ وأتبع ... سيّئ الْفِعْلَ صَالِحًا فَهُوَ نُورُ
قَالَ: فَبَكَى هِشَامٌ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَأَمَرَ بِنَزْعِ [7] أَبْنِيَتِهُ، وَطَيِّ فَرْشِهِ، وَلَزِمَ قَصْرَهُ، فَأَقْبَلَتِ الْمَوَالِي وَالْحَشَمُ عَلَى خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ الأَهْتَمِ وَقَالُوا:
مَاذَا أَرَدْتَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ لَذَّتَهُ؟! فَقَالَ: إِلَيْكُمْ عَنِّي فَإِنِّي عَاهَدْتُ اللَّهَ أَنْ لا أَخْلُو بِمَلِكٍ إِلا ذَكَّرْتُهُ اللَّهَ تَعَالَى، قَالَ: فَبَعَثَ هِشَامٌ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْوَفْدِ بِجَائِزَةٍ، وَكَانُوا عَشَرَةَ أَنْفُسٍ، وَبَعَثَ إِلَى خَالِدٍ بِمِثْلِ جَمِيعِ مَا وَجَّهَ إِلَيْهِمْ. رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ بُهْلُولِ بْنِ حَسَّانَ الأَنْبَارِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ بِنَحْوِهِ.
وَمِنْ شِعْرِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ هَذِهِ الْكَلِمَةُ السَّائِرَةُ، رَوَاهَا أبو بكر الهذلي وخلف الأحمر:
__________
[1] في الأغاني «ماله» .
[2] في الأغاني «معرضا» ، بمعنى متّسع، ومنه أعرض الثوب أي اتسع وعرض.
[3] الإمّة: بالكسر النعمة.
[4] في معجم الشعراء للمرزباني 249، ومعاهد التنصيص «ثم أضحوا» .
[5] الأبيات في معجم الشعراء للمرزباني، ومعاهد التنصيص، والأغاني 2/ 138- 139، والشعر والشعراء، وأمالي الشجري 1/ 91 وحماسة البحتري 86، والشريشي 2/ 86، وسلوان المطاع 91، وشرح شواهد المغني 160 وبعضها في الغفران 518 والحور العين 311.
[6] أي المؤلّف الذهبي.
[7] كلمة «نزع» ساقطة من الأصل، استدركتها من الأغاني 2/ 140.

(7/167)


أَيْنَ أَهْلُ الدِّيَارِ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ ... ثُمَّ عَادٍ مِنْ بَعْدِهِمْ وَثَمُودُ
أَيْنَ آبَاؤُنَا وَأَيْنَ بَنُوهُمْ ... أَيْنَ آبَاؤُهُمْ وَأَيْنَ الْجُدُودُ
سَلَكُوا مَنْهَجَ الْمَنَايَا فَبَادُوا ... وَأَرَانَا قَدْ حَانَ مِنَّا وُرُودُ
بَيْنَمَا هُمْ عَلَى الأَسِرَّةِ وَالأَنْمَاطِ ... أَفْضَتْ إِلَى التُّرَابِ الْخُدُودُ
ثُمَّ لَمْ يَنْقَضِ الْحَدِيثُ وَلَكِنَّ ... بَعْدَ ذَاكَ الْوَعِيدُ وَالْمَوْعُودُ
وَأَطِبَّاءُ بَعْدَهُمْ لَحِقُوهُمْ ... ضَلَّ عَنْهُمْ سُعُوطُهُمْ وَاللَّدُودُ
وَصَحِيحٌ أَضْحَى يَعُودُ مَرِيضًا ... هُوَ أَدْنَى لِلْمَوْتِ مِمَّنْ يَعُودُ
176- الْعُرْيَانُ بن الهيثم) [1] س [2]- بن الأسود النّخعي الكوفي. رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ قَدْ وَفَدَ مَعَ وَالِدِهِ الْهَيْثَمِ عَلَى يَزِيدَ.
وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ، وَقُبَيْصَةَ بْنِ جَابِرٍ.
وعنه: عبد الملك بن عمير، وعلي بن زيد بن جدعان. وولي شرطة الكوفة في أيام خالد القسري، وكان شريفا مطاعا في قومه. خرج له النسائي.
177- عراك بن مالك الغفاري المدني) [3] ع- الْفَقِيهُ الصَّالِحُ مِنْ جلّة
__________
[1] تاريخ خليفة 328 و 351، الطبقات لخليفة 148، المحبّر 305 و 444، التاريخ الكبير 7/ 85 رقم 379، تاريخ الرسل والملوك 6/ 60 و 61 و 599 و 7/ 152، الجرح والتعديل 7/ 38 رقم 202،. الكامل في التاريخ 4/ 241 و 5/ 84 و 220، تهذيب الكمال 2/ 931، الكاشف 2/ 230 رقم 3840، تهذيب التهذيب 7/ 19- 191 رقم 362، تقريب التهذيب 2/ 20 رقم 168، خلاصة تذهيب التهذيب 305.
[2] في طبعة القدسي 4/ 153 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.
[3] الطبقات لخليفة 248، التاريخ الصغير 1/ 248، ترتيب الثقات للعجلي 330 رقم 1118، المعرفة والتاريخ 1/ 396، تاريخ أبي زرعة 1/ 420- 421 و 713- 714، الجرح والتعديل 7/ 38 رقم 204، المراسيل 162- 163 رقم 310، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 891، تهذيب الكمال 2/ 927، تحفة الأشراف 13/ 287 رقم 1196، ميزان الاعتدال 3/ 63 رقم 5598، المغني في الضعفاء 2/ 431 رقم 4088، العبر 1/ 122، سير أعلام النبلاء 5/ 63- 64 رقم 21، الكاشف 2/ 227 رقم 3820، جامع التحصيل 288 رقم 511، تهذيب التهذيب 7/ 172- 174 رقم 339، تقريب التهذيب 2/ 17 رقم 145، خلاصة تذهيب التهذيب 264، شذرات الذهب 1/ 122.

(7/168)


التَّابِعِينَ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وجعفر بن ربيعة، وآخروه.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] وَغَيْرُهُ، وَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ.
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَكْثَرَ صَلاةً مِنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ.
وَكَانَ عِرَاكٌ يُحَرِّضُ عُمَرَ عَلَى انْتِزَاعِ مَا بِأَيْدِي بَنِي أُمَيَّةَ مِنَ الْمَظَالِمِ، فَوَجَدُوا عَلَيْهِ، فَلَمَّا استُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ نَفَاهُ إِلَى دَهْلَكَ [2] ، فَلَمْ يَطُلْ مَقَامُهُ بِهَا، وَانْتَقَلَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي أَيَّامِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
178- (عُرْوَةُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ) [3] مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقِيهٌ فَاضِلٌ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.
وعنه: بكير بن الأشج، وعبيد الله بن أبي جعفر، وسعيد بن راشد، وعبد العزيز بن صالح، وآخرون.
قال أبو سعيد بن يونس: توفي قريبا من سنة عشر ومائة.
179- (عروة بن عياض القرشي القاري) [4] م س [5]- أَمِيرُ مَكَّةَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وعنه: عمرو بن دينار، وسعيد بن حسان، وابن جريج. وهو ثقة غزير الحديث.
__________
[1] الجرح والتعديل 7/ 38.
[2] دهلك: جزيرة في بحر اليمن، ضيّقة حرجة حارّة، كان بنو أميّة إذا سخطوا على أحد نفوه إليها. (معجم البلدان) .
[3] التاريخ الكبير 7/ 43 رقم 149، الجرح والتعديل 6/ 397 رقم 2214.
[4] التاريخ الكبير 7/ 32- 33 رقم 140، الجرح والتعديل 6/ 396 رقم 2208، تهذيب الكمال 2/ 929، الكاشف 2/ 229 رقم 3834، تهذيب التهذيب 7/ 186- 187 رقم 356، تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 162، خلاصة تذهيب التهذيب 265.
[5] في طبعة القدسي 4/ 154 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.

(7/169)


180- عروة بن محمد بن عطيّة السّعديّ) [1] د- الأمير. رَوَى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.
وَعَنْهُ: رَجَاءُ بن أبي سلمة، وحنظلة بن أبي سُفْيَانَ، وَأَبُو وَائِلٍ الْقَاصُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ. وَوُلِّيَ إِمْرَةَ الْيَمَنِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز وقبله. وكان ذَا زُهْدٍ وَصَلاحٍ. وَلَمَّا اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ عَزَلَهُ، فَخَرَجَ عَنِ الْيَمَنِ بِسَيْفِهِ وَرُمْحِهِ وَمُصْحَفِهِ فَقَطْ رَاكِبًا رَاحِلَتَهُ. وَرَوَى حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْيَمَنِ، قَالَ لِي أَبِي: إِذَا غَضِبْتَ فَانْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ فوقك والأرض تحتك، ثم أعظم خالقهما.
181- (عزرة بن عبد الرحمن) [2] م د ت س [3]- بن زرارة الخزاعيّ الكوفيّ الأعور. عَنْ عَائِشَةَ مُرَسَّلا، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَالْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ عَلِيُّ بْنُ المديني، ويحيى.
182- (عطاء بن يزيد اللّيثي) [4] ع- أبو محمد الجندعي المدني. نزل
__________
[1] تاريخ خليفة 318 و 323 و 332، التاريخ الكبير 7/ 34 رقم 147، المعرفة والتاريخ 1/ 593 و 2/ 30 و 370 و 3/ 345، الجرح والتعديل 6/ 397 رقم 2217، تهذيب الكمال 2/ 929، الكاشف 2/ 229 رقم 3834، تهذيب التهذيب 7/ 187- 188 رقم 357، تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 163، خلاصة تذهيب التهذيب 265.
[2] التاريخ الكبير 7/ 65 رقم 302، ترتيب الثقات للعجلي 331 رقم 1124 (ذكر اسمه فقط) ، المعرفة والتاريخ 3/ 213، الجرح والتعديل 7/ 21 رقم 112، الثقات لابن حبّان 7/ 300، تهذيب الكمال 2/ 931، الكاشف 2/ 231 رقم 3844، تهذيب التهذيب 7/ 192- 193 رقم 368، تقريب التهذيب 2/ 20 رقم 173، خلاصة تذهيب التهذيب 265.
[3] في طبعة القدسي 4/ 154 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.
[4] تاريخ خليفة 338، الطبقات لخليفة 248، التاريخ الكبير 6/ 459- 461 رقم 2990، ترتيب الثقات للعجلي 334 رقم 1134، المعارف 443، المعرفة والتاريخ 2/ 725- 726، تاريخ أبي زرعة 1/ 347 و 524، الجرح والتعديل 6/ 338 رقم 1866، مشاهير علماء الأمصار 113 رقم 858، الثقات لابن حبّان 5/ 200، تهذيب الكمال 2/ 938، ميزان الاعتدال 3/ 77 رقم 5653، الكاشف 2/ 233 رقم 3864، تهذيب التهذيب 7/ 217 رقم 398، تقريب التهذيب 2/ 23 رقم 203، خلاصة تذهيب التهذيب 267.

(7/170)


الشَّامَ، وَحَدَّثَ عَنْ تَمِيمِيٍّ الدَّارِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَابْنُهُ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ الْحَاجِبُ، وَآخَرُونَ. وَعُمِّرَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ وَثِقَاتِهِمْ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
183- عَطَاءُ بْنُ يسار [1] ع أبو محمد المدني الفقيه، مَوْلَى مَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ أَخُو سُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ قَاصًّا وَاعِظًا ثقة جليل القدر. أرسل عن أبيّ ابن كَعْبٍ وَغَيْرِهِ، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَهِلالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ- عَلَى الأَرْجَحِ- وَشَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ.
قَالَ ابْنُ وهب: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا كَانَ أَلْزَمَ لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ أَبِي: كان عطاء يحدّثنا حتى يبكينا أنا
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 173، طبقات خليفة 247، تاريخ خليفة 329 و 340، التاريخ لابن معين 2/ 406، التاريخ الكبير 6/ 461 رقم 2992، المعارف 459، ترتيب الثقات 334 رقم 1135، المعرفة والتاريخ 1/ 564، تاريخ أبي زرعة 1/ 631 و 726- 727، الجرح والتعديل 6/ 338 رقم 1867، المراسيل 156 رقم 293، مشاهير علماء الأمصار 69 رقم 474، الثقات لابن حبّان 5/ 199، طبقات الفقهاء 60، الكنى والأسماء 2/ 100، الكامل في التاريخ 5/ 26 و 106، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 335 رقم 411، تهذيب الكمال 2/ 938، تحفة الأشراف 13/ 306 رقم 1203، تذكرة الحفاظ 1/ 90 رقم 80، سير أعلام النبلاء 4/ 448- 449، ميزان الاعتدال 3/ 77 رقم 5654، الكاشف 2/ 233 رقم 3865، العبر 1/ 125، جامع التحصيل 291 رقم 524، غاية النهاية رقم 2122، تهذيب التهذيب 7/ 217- 218 رقم 399، تقريب التهذيب 2/ 23 رقم 204، النجوم الزاهرة 1/ 229، طبقات الحفاظ للسيوطي 34، خلاصة تذهيب التهذيب 267، خلاصة الذهب المسبوك 28، الوفيات لابن قنفذ 104 رقم 103، شذرات الذهب 1/ 125.

(7/171)


وَأَبُو حَازِمٍ، ثُمَّ يُحَدِّثُنَا حَتَّى يُضْحِكُنَا، وَيَقُولُ: مَرَّةً هَكَذَا، وَمَرَّةً هَكَذَا.
ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرٍ. وَكَانَ ثِقَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ قَبْلُ الْمِائَةِ.
رَوَى ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أزين لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدْ سَمِعَ مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ.
184- عَطِيَّةُ بْنُ قيس [1] م 4 أبو يحيى الكلبي مَوْلاهُمُ الْحِمْصِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْمُقْرِئُ، وَيُعْرَفُ بِالْمَذْبُوحِ [2] . قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَأَرْسَلَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحَدَّثَ عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ سَعْدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ الْعَسْقَلانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي حملة- وقرءوا عَلَيْهِ [3]- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَآخَرُونَ. وَسَأُعِيدُهُ لاخْتِلافِهِمْ فِي مَوْتِهِ. رَوَى سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْهُ قَالَ:
غَزَوْتُ فَارِسًا زَمَنَ مُعَاوِيَةَ، فَبَلَغَ نَفْلِي مِائَتَيْ دِينَارٍ، فَتَحْنَا شَمَّاسَةَ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ذَكَرْتُ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قِدَمَ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ غَزَا القُسْطَنْطِينِيَّةَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: كَانَ هُوَ وإسماعيل بْنُ عُبَيْدِ [4] اللَّهِ قَارِئَ الْجُنْدِ. وَقَالَ عَبْدُ
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 460، طبقات خليفة 311، التاريخ لابن معين 2/ 407، التاريخ الكبير 7/ 9 رقم 37، التاريخ الصغير 1/ 307، المعرفة والتاريخ 2/ 332 و 397، تاريخ أبي زرعة 1/ 166 و 234 و 345- 348، الجرح والتعديل 6/ 383- 384 رقم 2131، مشاهير علماء الأمصار 115 رقم 877، الكنى والأسماء 2/ 165، تهذيب الكمال 2/ 942، تحفة الأشراف 13/ 307 رقم 1205، الكاشف 2/ 235 رقم 3881، سير أعلام النبلاء 5/ 324- 325 رقم 158، جامع التحصيل 292 رقم 527، تهذيب التهذيب 7/ 228 رقم 418، تقريب التهذيب 2/ 25 رقم 222، خلاصة تذهيب التهذيب 268.
[2] قال ابن حجر في «نزهة الألقاب» : شهد اليرموك فأصابه سهم فنحره ولم يقطع الأوداج فعاش دهرا.
[3] في غاية النهاية: «وفيه نظر» .
[4] في طبعة القدسي 4/ 156 «عبد» والتصحيح من سير أعلام النبلاء 5/ 325، وهو المعروف

(7/172)


الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ: كَانَ النَّاسُ يُصْلِحُونَ مَصَاحِفَهُمْ عَلَى قِرَاءَةِ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ وَهُمْ جُلُوسٌ عَلَى دَرَجِ الْكَنِيسَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا كَانَ أَحَدٌ يَطْمَعُ أَنْ يَفْتَحَ فِي مَجْلِسِهِ ذِكْرَ الدُّنْيَا.
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: كَانَ مَوْلِدُ عَطِيَّةَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَةَ سَبْعٍ، وَمَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ [1] فَقَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: أَنْبَأَ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عَطِيَّةَ أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَأَرْبَعِ سِنِينَ. وَكَذَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ مُسْهِرٍ.
185- (عَطِيَّةُ مَوْلَى سَلَمِ بْنِ زِيَادٍ الدِّمَشْقِيُّ) [2] عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَانِقٍ الأَشْعَرِيِّ.
وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي مَيْسَرَةَ، وَبُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [3] : ثِقَةٌ.
186- (عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرحمن) [4] خ م د س [5]- بن الحرث بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المخزومي، أَخُو أَبِي بَكْرٍ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو.
وعنه: ابناه عبد الله، ومحمد، والزهري، ويحيى بن محمد بن صيفي.
__________
[ () ] بابن أبي المهاجر.
[1] التاريخ الكبير 7/ 9.
[2] التاريخ الكبير 7/ 12 رقم 53 وفيه «مولى السلام» ، الجرح والتعديل 6/ 384 رقم 2136، ترتيب الثقات للعجلي 336 رقم 1144، الثقات لابن حبّان 7/ 277.
[3] ترتيب الثقات 336.
[4] الطبقات لخليفة 245، تاريخ خليفة 330، التاريخ الكبير 7/ 50 رقم 225، تاريخ أبي زرعة 1/ 591، المعرفة والتاريخ 1/ 372 و 633، الجرح والتعديل 7/ 10 رقم 37، مشاهير علماء الأمصار 83 رقم 601، تهذيب الكمال 2/ 949، الكاشف 2/ 240 رقم 3922، تهذيب التهذيب 7/ 260- 261 رقم 473، تقريب التهذيب 2/ 30 رقم 275، خلاصة تذهيب التهذيب 270.
[5] في طبعة القدسي 4/ 156 «ن» بدل «س» والتصحيح من مصادر الترجمة.

(7/173)


قال ابن سعد [1] : ثقة. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : توفّي سنة ثلاث ومائة.
187- عكرمة البربريّ [3] ع ثم المدني، أبو عبد الله مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانِييِّنَ. رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- وَذَلِكَ فِي «سُنَنِ النَّسَائِيِّ» - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ عَمْرٍو. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ الدِّيلِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَأَفْتَى فِي حَيَاةِ مَوْلاهُ، وَقَالَ: طَلَبْتُ الْعِلْمَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. مَلَكَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، إِذْ وُلِّيَ الْبَصْرَةَ، لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَلا يَبْعُدُ سَمَاعُهُ مِنْ عَلِيٍّ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: كَانَ عِكْرِمَةُ بَرْبَرِيًّا لِلْحُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ الْعَنْبَرِيِّ، فوهبه لابن
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 209.
[2] مشاهير علماء الأمصار 83.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 287، تاريخ خليفة 336، الطبقات لخليفة 280، التاريخ الكبير 7/ 49 رقم 219، التاريخ الصغير 1/ 257- 258، و 2/ 119، التاريخ لابن معين 2/ 412- 413، ترتيب الثقات للعجلي 339 رقم 1160، المعارف 438 و 455 و 457، مقدّمة فتح الباري 2/ 5- 12، تاريخ أبي زرعة 1/ 167، المراسيل 158 رقم 297، الجرح والتعديل 7/ 7- 9 رقم 32، طبقات الفقهاء 49 و 70، المنتخب من ذيل المذيل 633، مشاهير علماء الأمصار 82 رقم 593، حلية الأولياء 3/ 326- 347، صفة الصفوة 2/ 103- 105 رقم 168، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 340- 341 رقم 421، وفيات الأعيان 3/ 265، تهذيب الكمال 2/ 950- 952، تحفة الأشراف 13/ 308 رقم 1209، خلاصة الذهب المسبوك 31، تذكرة الحفاظ 1/ 95- 96 رقم 87، المغني في الضعفاء 2/ 438- 439 رقم 4169، سير أعلام النبلاء 5/ 12- 36 رقم 9، ميزان الاعتدال 3/ 93- 97 رقم 5716، العبر 1/ 131، دول الإسلام 1/ 75، العقد الثمين 6/ 123- 125، جامع التحصيل 292- 293 رقم 532، الكاشف 2/ 241 رقم 3924، مرآة الجنان 1/ 226، البداية والنهاية 9/ 244- 250، الوفيات لابن قنفذ 106، تهذيب التهذيب 7/ 263- 273 رقم 475، تقريب التهذيب 2/ 30 رقم 277، النكت الظراف 13/ 309، النجوم الزاهرة 1/ 163، طبقات الحفّاظ 37، خلاصة تذهيب التهذيب 270، طبقات المفسّرين 1/ 380، شذرات الذهب 1/ 130، شرح العلل 1/ 325- 326.

(7/174)


عَبَّاسٍ حِينَ وُلِّيَ الْبَصْرَةَ.
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو: سَمِعَ أَبَا الشَّعْثَاءِ يَقُولُ: هَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا أَعْلَمُ النَّاسِ [1] .
ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: وَفَدَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَكَانَا يَسْمُرَانِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ أَوْ أَكْثَرَ، فَرَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ. قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ، عَلَيْهِ عِمَامَةٌ بَيْضَاءُ، طَرَفُهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَدْ أَدَارَهَا تَحْتَ حَنَكِهِ، وَقَمِيصُهُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَرِدَاؤُهُ أَبْيَضٌ، قَدِمَ عَلَى بِلالِ بْنِ مِرْدَاسٍ الْفَزَارِيِّ وَالِي الْمَدَائِنِ فَأَجَازَهُ بِثَلاثَةِ آلافٍ.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، [عَنِ الزُّبَيْرِ] [2] بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ فِي رِجْلِي الْكَبْلَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَالْفِقْهِ وَالسُّنَنِ [3] .
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً الله مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ 7: 164 [4] . فَقَالَ: لَمْ أَدْرِ، أَنَجُوا أَمْ هَلَكُوا، فَمَا زِلْتُ أُبَيِّنُ لَهُ أَبَصِّرُهُ حَتَّى عَرِفَ أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا، فَكَسَانِي حُلَّةً [5] .
أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:
انْطَلِقْ فَأَفْتِ، فَمَنْ جَاءَكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا يَعْنِيهِ فَأَفْتِهِ [6] .
ابْنُ سَعْدٍ [7] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ: بَاعَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عِكْرِمَةَ مِنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ معاوية بأربعة آلاف
__________
[1] حلية الأولياء 3/ 327.
[2] ما بين القوسين ساقط من طبعة القدسي 4/ 157 والتصويب من طبقات ابن سعد 5/ 287.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 287، حلية الأولياء 3/ 326 وفيه: الزبير بن الحارث.
[4] سورة الأعراف، الآية 164.
[5] في حلية الأولياء 3/ 331 «فكساني ابن عباس ثوبين» ، وراجع الموضوع فيه مفصّلا، وانظر:
الطبقات الكبرى 5/ 287- 288.
[6] حلية الأولياء 3/ 327، الجرح والتعديل 7/ 8.
[7] الطبقات الكبرى 5/ 287.

(7/175)


دِينَارٍ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: مَا خِيرَ لَكَ، بِعْتَ عِلْمَ أَبِيكَ [1] ! فَاسْتَقَالَ خَالِدًا، فَأَقَالَهُ وَأَعْتَقَ عِكْرِمةَ. رَوَى أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ مِثْلَهُ. وَعَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: عِكْرِمَةُ حَبْرُ الأُمَّةِ.
وَقَالَ مُغِيرَةُ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، عِكْرِمَةُ [2] . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ عِكْرِمَةَ [3] . وَقَالَ قَتَادَةُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِالتَّفْسِيرِ عِكْرِمَةُ [4] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنْهُمْ كَأَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَيْهِمْ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ [5] . قَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ:
قَالَ عِكْرِمَةُ: إِنِّي لأَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ فَأَسْمَعُ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، فَيَنْفَتِحُ لِي خَمْسُونَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ [6] . وَقَالَ لَنَا عِكْرِمَةُ مَرَّةً: أَيُحْسِنُ حَسَنُكُمْ مِثْلَ هَذَا [7] ؟
قُلْتُ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ كَثِيرَ التَّطواف، كَثِيرَ الْعِلْمِ وَيَأْخُذُ جَوَائِزَ الأُمَرَاءِ.
قَالَ شَبَابَةُ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ يَسَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ قَادِمًا مِنْ سَمَرْقَنْدَ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ تَحْتَهُ جوالقان حَرِيرٌ، أَجَازَهُ بِذَلِكَ عَامِلُ سَمَرْقَنْدَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ إِلَى هُنَا؟ قَالَ: الْحَاجَةُ [8] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ الْجَنَدَ، فَحَمَلَهُ طَاوُسُ عَلَى نَجِيبٍ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي ابْتَعْتُ عِلْمَهُ بِهَذَا الْجَمَلِ [9] . قَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: إنّي لفي سوق البصرة إذا رجل
__________
[1] في الطبقات: «بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار» وانظر: صفة الصفوة 2/ 103، والتاريخ لابن معين 2/ 412.
[2] حلية الأولياء 3/ 326.
[3] حلية الأولياء 3/ 326.
[4] حلية الأولياء 3/ 326.
[5] العبارة في حلية الأولياء 3/ 327- 328: «كنت إذا سمعت من عكرمة يحدّث عن المغازي، كأنّه مشرف عليهم ينظر كيف كانوا يصنعون ويقتتلون» .
[6] الطبقات الكبرى 5/ 288.
[7] الطبقات الكبرى 5/ 289، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1909.
[8] الطبقات الكبرى 5/ 291.
[9] العبارة في الطبقات الكبرى 5/ 279 «فحمله على نجيب ثمن ستين دينارا وقال: ألا نشتري علم هذا العبد بستّين دينارا» . وفي حلية الأولياء 3/ 327 بلفظ «هذا العالم» .

(7/176)


عَلَى حِمَارٍ فَقِيلَ لِي: هَذَا عِكْرِمَةُ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَمَا قَدِرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَسْأَلُهُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ وَأَنَا أَحْفَظُ [1] . قِيلَ لِأَيُّوبَ: كَانُوا يَتَّهِمُونَهُ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَّا فَلَمْ أَكُنْ أَتَّهِمُهُ [2] .
ابْنُ لَهِيعَةَ: قَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: هَيَّجْتُ عِكْرِمَةَ عَلَى السَّيْرِ إِلَى إِفْرِيقِيَةَ، فَلَمَّا قَدِمَهَا اتَّهَمُوهُ، قَالَ: وَكَانَ قَلِيلَ الْعَقْلِ خَفِيفًا، كَانَ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ ذَا وَمِنْ ذَا، فَيُحَدِّثُ بِهِ مَرَّةً عَنْ هَذَا وَمَرَّةً عَنْ هَذَا، فَيَقُولُونَ: مَا أَكْذَبَهُ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَكَانَ يُحَدِّثُ بِرَأْيِ نَجْدَةَ الْحَرُورِيِّ، أَتَاهُ فَأَقَامَ عِنْدَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ جَاءَ الْخَبِيثُ.
الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَدَّانِيُّ: ثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ قَالَ كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الْمُرِّيِّ: سَلْ عِكْرِمَةَ عَنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَمِنَ الدُّنْيَا هُوَ أَوْ مِنَ الآخِرَةِ.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ: سَمِعْتُ رَجُلا قَالَ لِعِكْرِمَةَ: فُلانٌ سَبَّنِي فِي النَّوْمِ، قَالَ: اضْرِبْ ظِلَّهُ ثَمَانِينَ.
أَيُّوبُ: بَلَغَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَوْ كَفَّ عِكْرِمَةُ عَنْ بَعْضِ حَدِيثِهِ لشدّت إليه المطايا [3] . وقال طاوس: لو ترك مِنْ حَدِيثِهِ وَاتَّقَى اللَّهَ لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الرِّحَالُ. وَمِنْ كَلامِهِمْ فِي عِكْرِمَةَ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [4] وَغَيْرُهُ، وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيُّ وَالْجُمْهُورُ يَحْتَجُّونَ [5] بِهِ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [6] : يحتجّ به
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 289، حلية الأولياء 3/ 328.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 289.
[3] الكامل في الضعفاء 5/ 1905.
[4] قال يحيى بن معين في تاريخه 2/ 412: «وبلغنا عن عكرمة أنّه كان لا يقول هذا (أي قول الخوارج) وهذا باطل» .
[5] قال ابن الجزري في غاية النهاية: «قد تكلّم فيه لرأيه لا لروايته فإنّه اتهم بأنّه كان يرى رأي الخوارج» . وقال الذهبي في تذكرة الحفّاظ: «قد تكلّم فيه بأنّه على رأي الخوارج، ومن ثمّ أعرض عنه مالك الإمام ومسلم» .
[6] الجرح والتعديل 7/ 8.

(7/177)


إِذَا كَانَ عَنْ ثِقَةٍ، أَصْحَابُ ابْنُ عَبَّاسٍ عِيَالٌ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى عِكْرِمَةَ [1] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ فَهُوَ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ، وَلا بَأْسَ بِهِ.
رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُرَّةَ: قُلْتُ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: كَيْفَ تَرَى فِي هَذِهِ الأَوْعِيَةِ، فَإِنَّ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّمَ النَّقِيرَ [3] وَالدُّبَّاءَ وَالْحَنْتَمَ [4] ، فَقَالَ: عِكْرِمَةُ كَذَّابٌ.
ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ لِنَافِعٍ: لا تَكْذِبْ [عَلَيَّ] [5] كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. هَذَا ضَعِيفُ السَّنَدِ، وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُهُ.
أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ قَالَ لِغُلامِهِ بُرْدٍ: لا تكذب عليّ كما كذب عبد ابن عبّاس. رواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ [6] عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ المسيّب أنّه قال لبرد: لا تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَمَّنْ مَشَى بَيْنَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ فِي رَجُلٍ نَذَرَ نَذْرًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَقَالَ سَعِيد يُوفِي بِهِ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: لا يُوفِي بِهِ، فَأَخْبَرَ الرَّجُلُ سَعِيدًا بِقَوْلِ عِكْرِمَةَ، فَقَالَ سَعِيدٌ: لا يَنْتَهِي عِكْرِمَةُ حَتَّى يُلْقَى فِي عُنُقِهِ حَبْلٌ وَيُطَافُ بِهِ، فَجَاءَ الرَّجُلُ إلى عكرمة فأبلغه، فقال: أنت
__________
[1] الجرح والتعديل 7/ 9.
[2] الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1910.
[3] في طبعة القدسي 4/ 159 «المقير» وهو تصحيف.
[4] رواه أبو جمرة نصر بن عمران عن ابن عباس، انظر صحيح البخاري 1/ 120 و 125 و 166 و 6/ 146 و 8/ 67، ومسلم (17) وأبو داود (3692) ومسند أحمد 1/ 228 و 274.
والنّقير: أصل خشبة تنقر، وقيل: أصل نخلة.
والدّباء: القرع، واحدها: دبّاءة.
والحنتم: جرار خضر كانوا يخزنون فيها الخمر.
[5] ما بين الحاصرتين إضافة من سير أعلام النبلاء 5/ 23.
[6] في طبعة القدسي 4/ 159 والتصحيح من سير أعلام النبلاء 5/ 22.

(7/178)


رَجُلُ سُوءٍ كَمَا أَبْلَغْتَنِي عَنْهُ، فَأَبْلِغْهُ عَنِّي، قُلْ لَهُ: هَذَا النَّذْرُ للَّه أَمْ لِلشيَّطَانِ، وَاللَّهِ لَئِنْ قَالَ: للَّه لَيَكْذِبَنَّ، وَإِنْ قَالَ: لِلشَّيْطَانِ، لَيَكْفُرَنَّ، وَلَئِنْ زَعَمَ أَنَّهُ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَا فِيهِ وَفَاءٌ.
هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا فِطْرُ [1] بْنُ خَلِيفَةَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ:
إِنَّ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَ الْكِتَابَ الْمَسْحَ [2] ، فَقَالَ: كَذِبَ عِكْرِمَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لا بَأْسَ بِالْمَسْحِ، ثُمَّ قَالَ عَطَاءٌ: وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ لَيَرَى أَنَّ الْمَسْحَ عَلَى الْقَدَمَيْنِ يُجزِئُ [3] . رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ فِطْرٍ مِثْلَهُ.
جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَةُ مُقَيَّدٌ، قُلْتُ: مَا هَذَا! قَالَ: إِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَى أَبِي.
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثَنَا الصَّلْتُ أَبُو شُعَيْبَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: مَا يَسُوؤُنِي أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلَكِنَّهُ كَذَّابٌ [4] .
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيّ [5] : ثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، ثَنَا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: كَانَ عِكْرِمَةُ مِنْ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُ يَرَى رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ، وَلَمْ يَدَعْ مَوْضِعًا إِلا خَرَجَ إِلَيْهِ: خُرَاسَانَ، وَالشَّامِ، وَالْيَمَنِ، وَمِصْرَ، وَإِفْرِيقِيَةَ، كَانَ يَأْتِي الأُمَرَاءَ فَيَطْلُبُ جَوَائِزَهُمْ. وَيُقَالُ: إِنَّمَا أَخَذَ أَهْلُ إِفْرِيقِيَةَ رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ [6] مِنْ عِكْرِمَةَ. قَالَ وُهَيْبٌ: شَهِدْتُ يَحْيَى بن
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 5/ 24 «مطر» وهو تصحيف..
[2] في سير أعلام النبلاء: «سبق الكتاب المسح على الخفّين» .
[3] الكامل في الضعفاء 5/ 1905.
[4] الكامل في الضعفاء 5/ 1905.
[5] الكامل في الضعفاء 5/ 1905- 1906.
[6] في طبعة القدسي 4/ 159 «عن» والتصحيح عن الكامل لابن عديّ، والصّفرية: فرقة من الخوارج.

(7/179)


سَعِيدٍ الأَنْصَارِيَّ وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ فَذَكَرَا عِكْرِمَةَ، فَقَالَ يَحْيَى: كَانَ كَذَّابًا، وَقَالَ أَيُّوبُ: لا.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَكْرَهُ أَنْ يَذْكُرَ عِكْرِمَةَ وَلا يَرَى أَنْ يُرْوَى عَنْهُ [1] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا عَلِمْتُ أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَ فَسَمَّى عِكْرِمَةَ إِلا فِي حَدِيثٍ [1] ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: لا أَرَى لِأَحَدٍ أَنْ يَقْبَلَ حَدِيثَ عِكْرِمَةَ.
يَحْيَى الْقَطَّانُ: حَدَّثُونِي وَاللَّهِ عَنْ أَيُّوبَ أَنَّهُ ذُكِرَ لَهُ عِكْرِمَةُ، وَأَنَّهُ لا يُحْسِنُ الصَّلاةَ، فَقَالَ أَيُّوبُ: وَكَانَ يُصَلِّي. الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، عَنْ رِشْدِينٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ قَدْ أُقِيمَ فِي لَعِبِ النَّرْدِ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ، فَأَتَاهُ أَيُّوبُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَيُونُسُ، فَبَيْنَا هُوَ يُحَدِّثُهُمْ، إِذْ سَمِعَ صَوْتَ غِنَاءٍ فَقَالَ: اسْكُتُوا، ثُمَّ قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ أَجَادَ، فَأَمَّا سُلَيْمَانُ وَيُونُسُ فَمَا عَادَا إِلَيْهِ.
عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ: ثَنَا خَلادُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: كُنَّا بِالْمَغْرِبِ وَعِنْدَنَا عِكْرِمَةُ فِي وَقْتِ الْمَوْسِمِ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ:
وَدِدْتُ أَنَّ بِيَدِي حَرْبَةٌ أَعْتَرِضُ بِهَا مَنْ شَهِدَ الْمَوْسِمَ، قَالَ: فَرَفَضَهُ أَهْلُ إِفْرِيقِيَةَ.
عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ، وَقَفَ عِكْرِمَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: مَا فِيهِ إِلا كَافِرٌ، قَالَ: وَكَانَ يَرَى رَأْيَ الإِبَاضِيَّةِ [2] ، قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يَرَى رَأْيَ نَجْدَةَ [3] . وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كان يرى
__________
[1] الكامل في الضعفاء 5/ 1908.
[2] انظر عنهم: الملل والنّحل للشهرستاني 1/ 134.
[3] هو نجدة بن عامر الحروري الحنفي رأس الفرقة النجدية، انفرد عن سائر الخوارج بآراء.
(لسان الميزان 6/ 148، شذرات الذهب 1/ 76) .
والحروراء: موضع على ميلين من الكوفة، كان أول اجتماع الخوارج به. وقد برّأ العجليّ في ثقاته 339 عكرمة من التّهم التي الصقت به فقال إنّه: ثقة، وهو بريء مما يرميه الناس به من الحرورية.

(7/180)


رأي الخوارج، وادّعى على ابن عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ. نَقَلَهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُصْعَبٍ.
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّ عِكْرِمَةَ كَانَ إِبَاضِيًّا.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُتِيَ بِجِنَازَةِ عِكْرِمَةَ وَكُثَيْرِ عَزَّةَ بَعْدَ الْعَصْرِ [1] ، فَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ حَلَّ حَبْوَتَهُ إِلَيْهِمَا. قَالَ الدَّرَاوَرْدِيُّ: مَاتَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَمَا شَهِدَهُمَا إِلا سُودَانُ الْمَدِينَةِ [2] . قَالَ جَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَغَيْرُهُ:
سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ سبع، وقال يحيى بن معين والمدائني: سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَأَظُنُّ هَذَا الْقَوْلَ غَلَطًا، لَمْ يَبْقَ إِلَى هَذَا التَّارِيخِ قَطُّ.
188- (عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيُّ الْبَصْرِيُّ) [3] م ت ن ق- رَوَى عَنْ:
أَبِي زَيْدٍ عَمْرِو بْنِ أَحْطَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَعَنْ عِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ: عُزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، وَحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَحُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ الرَّحْبِيُّ. [2] وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
189- (عَمَّارُ بن سعد القرظ) [4] ق- بن عائذ المؤذّن. عن أبيه، وأبي هريرة.
__________
[1] في سير أعلام النبلاء 5/ 33 «بعد الظهر» .
[2] قال ابن سعد في طبقاته 5/ 262: «أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني خالد بن القاسم البياضي قال: مات عكرمة وكثيّر عزّة الشاعر في يوم واحد سنة خمس ومائة فرأيتهما جميعا صلّي عليهما في موضع واحد بعد الظهر في موضع الجنائز فقال الناس: مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس. قال: وقال غير خالد بن القاسم: وعجب الناس من اجتماعهما في الموت واختلاف رأيهما، عكرمة يظنّ أنه يرى رأي الخوارج، يكفّر بالنظرة، وكثيّر شيعيّ يؤمن بالرجعة» .
[3] المعرفة والتاريخ 1/ 331، الجرح والتعديل 7/ 28 رقم 151، مشاهير علماء الأمصار 125 رقم 985، تهذيب الكمال 2/ 953، الكاشف 2/ 241 رقم 3925، تهذيب التهذيب 7/ 273- 274، تقريب التهذيب 2/ 30 رقم 278، خلاصة تذهيب التهذيب 270.
[4] التاريخ الكبير 7/ 26 رقم 110، المعرفة والتاريخ 1/ 281، الجرح والتعديل 6/ 390 رقم

(7/181)


وَعَنْهُ ابْنُهُ سَعْدٍ، وَابْنُ أَخِيهِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ.
190- (عَمَّارُ بْنُ سَعْدٍ التُّجِيبِيُّ) [1] أَحَدُ مَنْ شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وَعُمِّرَ دَهْرًا. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
وعنه: الضحاك بن شرحبيل، وعطاء بن دينار. توفي سنة خمس ومائة.
191- (عمارة [2] بن أكيمة) [3] الليثي ثم الجندعي [4] ، حجازي. روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غير الزّهري. حديثه في السّنن.
192- (عمارة بن خزيمة) [5] 4- بن ثابت الأنصاري. روى عَنْ: أَبِيهِ ذِي الشَّهَادَتَيْنِ، وَعَمِّهِ، وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، وَعَمْرُو بْنُ خُزَيْمَةَ الْمُزَنِيُّ، وَأَبُو جعفر
__________
[2172،) ] تهذيب الكمال 2/ 996، المغني في الضعفاء 2/ 459 رقم 4376، ميزان الاعتدال 3/ 165 رقم 5988، الكاشف 2/ 260 رقم 4051، جامع التحصيل 295 رقم 548، تهذيب التهذيب 7/ 401 رقم 649، تقريب التهذيب 2/ 47 رقم 440، خلاصة تذهيب التهذيب 279.
[1] التاريخ الكبير 7/ 27 رقم 112 (وفيه: ابن سعيد) ، الجرح والتعديل 6/ 390 رقم 2170، تهذيب الكمال 2/ 996، تهذيب التهذيب 7/ 401- 402 رقم 450، تقريب التهذيب 2/ 47 رقم 442، خلاصة تذهيب التهذيب 279.
[2] التاريخ الكبير 498 رقم 3101، المعرفة والتاريخ 1/ 393 و 680 و 2/ 216 و 3/ 169 و 379، الجرح والتعديل 6/ 362 رقم 2002، تهذيب الكمال 2/ 999، الكاشف 2/ 262 رقم 4062، ميزان الاعتدال 3/ 173 رقم 6014، تهذيب التهذيب 7/ 410- 411 رقم 667، تقريب التهذيب 2/ 49 رقم 457، خلاصة تذهيب التهذيب 280.
[3] بضم الألف وفتح الكاف وسكون الياء وفتح الميم.
[4] الجندعي: بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة وكسر العين المهملة نسبة إلى جندع، وهو بطن من ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. (اللباب 1/ 295) .
[5] تاريخ خليفة 336، التاريخ الكبير 6/ 498 رقم 3103، تاريخ الثقات 353 رقم 1211، المعرفة والتاريخ 1/ 380 و 3/ 371، الجرح والتعديل 6/ 365 رقم 2011، مشاهير علماء الأمصار 69 رقم 478، تهذيب الكمال 2/ 1000، الكاشف 2/ 262 رقم 4068، تهذيب التهذيب 7/ 416 رقم 674، تقريب التهذيب 2/ 49 رقم 364، خلاصة تذهيب التهذيب 280.

(7/182)


الْخَطْمِيُّ [1] عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
193- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ [2] عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، أَحَدُ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ بِالْحِجَازِ.
وَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَامْتَدَحَهُ، فَوَصَلَهُ بِمَالٍ عَظِيمٍ لِشَرَفِهِ وَبَلاغَةِ نَظْمِهِ، وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَحدث عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ وُلِدَ فِي زَمَنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَى عَنْهُ: مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ، وَعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَخْشَى أَنْ تَكُونَ رِوَايَةُ عَطَّافٍ عَنْهُ مُنْقَطِعَةٌ، فَمَا أَرَاهُ بَقِيَ إِلَى حُدُودِ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِنَّهُ مِنْ طَبَقَةِ جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الرُّقَيَّاتِ.
حَكَى الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ، وَإِلَى جَمِيلِ بْنِ مَعْمَرٍ الْعُذْرِيِّ، وَإِلَى كُثَيِّرِ عَزَّةَ، وَأَوْقَرَ نَاقَةً
__________
[1] الخطميّ: بفتح الخاء وسكون الطاء المهملة. نسبة إلى بطن من الأنصار، هم بنو خطمة بن جشم بن مالك. (اللباب 1/ 453) .
[2] الشعر والشعراء 2/ 457- 462 رقم 99، عيون الأخبار 4/ 109، الكامل في الأدب 1/ 172 و 378 و 2/ 168، نسب قريش 319، المعارف 73، الأخبار الموفقيات 283، أنساب الأشراف 1/ 421 و 433 وق 3/ 47 وق 4 ج 1/ 578 و 608، الأمالي، انظر فهرس الأعلام 4/ 170) ، الزاهر للأنباري (انظر فهرس الأعلام 2/ 647) ، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 136) ، ثمار القلوب 223 و 508 و 617، الأغاني 1/ 61- 248، الفرج بعد الشدة 3/ 10 و 147 و 4/ 402 و 407 و 408 و 410، ربيع الأبرار 1/ 156 و 4/ 54 و 259 و 265 و 273 و 291 و 334 و 405 و 422 و 460، أمالي المرتضى (راجع فهرس الشعراء 2/ 592) ، وفيات الأعيان 3/ 436- 439 رقم 490، الموشح 201، سرح العيون 198، زهر الآداب 246- 257، شرح شواهد المغني 11، معاهد التنصيص 3/ 172، خزانة الأدب 1/ 240، شذرات الذهب 1/ 101، معجم الشعراء في لسان العرب 295 رقم 743، الجرح والتعديل 6/ 119، العقد الثمين 6/ 311- 329، النجوم الزاهرة 1/ 247، البداية والنهاية 9/ 92، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 15، الوافي بالوفيات 22/ 492- 501 رقم 350، حذف من نسب قريش 70، الجرح والتعديل 6/ 119، بدائع البدائه 26 و 62 المقاصد النحويّة 1/ 314، حاشية على شرح بانت سعاد 1/ 369.

(7/183)


ذَهَبًا وَفِضَّةً، ثُمّ قَالَ: لَيُنْشِدَنِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ثَلاثَةَ أَبْيَاتٍ، فَأَيُّكُمْ كَانَ أَغْزَلَ شِعْرًا، فَلَهُ النَّاقَةُ وَمَا عَلَيْهَا. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ:
فَيَا لَيْتَ أَنِّي حَيْثُ تَدْنُو مَنِيَّتِي ... شَمَمْتُ الَّذِي مَا بَيْنَ عَيْنَيْكِ وَالْفَمِ
وَلَيْتَ طَهُورِي كَانَ رِيقُكِ كُلَّهُ ... وَلَيْتَ حَنُوطِي مِنْ مُشَاشِكِ وَالدَّمِ
وَلَيْتَ سُلَيْمَى فِي الْمَنَامِ ضَجِيعَتِي ... لَدَى الْجَنَّةِ الْخَضْرَاءِ أَوْ فِي جَهَنَّمَ [1]
وَقَالَ جَمِيلٌ:
حَلَفْتُ يَمِينًا يَا بُثَيْنَةُ صَادِقًا ... فَإِنْ كُنْتُ فِيهَا كَاذِبًا فَعَمِيتُ
حَلَفْتُ لَهَا بِالْبُدْنِ تُدْمِي نُحُورَهَا ... لَقَدْ شَقِيَتْ نَفْسِي بِكُمْ وَعَيِيتُ
وَلَوْ أَنَّ رَاقِي الْمَوْتِ يَرْقِي جَنَازَتِي ... بِمَنْطِقِهَا فِي النَّاطِقِينَ حَيِيتُ [2]
فَقَالَ كُثَيِّرٌ:
بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتِ مِنْ مَعْشُوقَةٍ [3] ... ظَفِرَ الْعَدُوُّ بِهَا [4] فَغَيَّرَ حَالَهَا
وَمَشَى إِلَيَّ بِبَيْنِ [5] عَزَّةَ نِسْوَةٌ ... جَعَلَ الْمَلِيكُ خُدُودَهُنَّ نِعَالَهَا
لَوْ أَنَّ عَزَّةَ خَاصَمَتْ شَمْسَ الضُّحَى ... فِي الْحُسْنِ عِنْدَ مُوَفَّقٍ لَقَضَى لَهَا [6]
فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: خُذِ النَّاقَةَ يَا صَاحِبَ جَهَنَّمَ. وَكَانَ يُقَالُ: مَنْ أَرَادَ رِقَّةَ الْغَزَلِ وَالنَّسِيبِ فَعَلَيْهِ بِشِعْرِ عُمَرَ بْنِ أبي ربيعة. ومن شعره رَوَاهُ الأَنْبَارِيُّ:
لَبِثُوا ثَلاثَ مِنًى بِمَنْزِلِ قَلْعَةٍ [7] ... وَهُمُ عَلَى عَرَضٍ [8] لَعَمْرُكَ مَا هُمُ
مُتَجَاوِرِينَ بِغَيْرِ دَارِ إِقَامَةٍ ... لَوْ قَدْ أَجَدَّ رَحِيلُهُمْ [9] لم يندموا
__________
[1] راجع الاختلاف في الأبيات، في الأمالي 3/ 67.
[2] راجع الأمالي 3/ 66 ففيه البيت الثاني غير المذكور هنا.
[3] في الأمالي وديوان ابن أبي ربيعة «مظلومة» .
[4] في الأمالي والديوان: «طبن العدوّ لها» .
[5] في الأمالي والديوان: «سعى إليّ بصرم.
[6] في الأمالي قدّم الثالث على الثاني.
[7] في الأغاني 1/ 277 «غيطة» .
[8] في الأغاني 1/ «سفر» .
[9] في الأصل «أجرر حبلهم» ، وفي الأغاني «أجدّ تفرّق» .

(7/184)


وَلَهُنَّ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ لُبَانَةٌ ... وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُنّ لَوْ يتكلم
لو كان حيا قبلهن ظعائنا ... حيا الْحَطِيمُ وُجُوهَهُنَّ وَزَمْزَمُ [1]
لَكِنَّهُ مِمَّا يَطِيفُ بِرُكْنِهِ ... مِنْهُنَّ صَمَّاءُ الصَّدَا مُسْتَعْجَمُ
وَكَأَنَّهُنَّ وَقَدْ صَدَرْنَ عَشِيَّةً ... بِيضٌ بِأَكْنَافِ الْخِيَامِ مُنَظَّمُ [2]
وَفِي كِتَابِ النَّسَبِ لِلزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ:
نَظَرْتُ إِلَيْهَا بِالْمُحَصِّبِ مِنْ مِنَى ... وَلِي نَظَرٌ لَوْلا التَّحَرُّجُ عَارِمُ
فَقُلْتُ: أَشُمُسٌ أَمْ مَصَابِيحُ بَيْعَةٍ ... بَدَتْ لَكَ تَحْتَ [3] السِّجْفِ أَمْ أَنْتَ حَالِمُ
بَعِيدَةُ مَهْوَى الْقُرْطِ إِمَّا لَنَوْفَلٌ ... أَبُوهَا وَإِمَّا عَبْدُ شَمْسٍ وَهَاشِمٌ
فَلَمْ أَسْتَطِعْهَا غَيْرَ أَنْ قَدْ بَدَا لَنَا ... عَشِيَّةَ رَاحَتْ وَجْهُهَا وَالْمَعَاصِمُ [4]
قَالَ الزُّبَيْرُ: وَثَنَا سَلَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَنْشَدَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَوْلَ عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ:
أَيُّهَا الرَّاكِبُ الْمُجِدُّ ابْتِكَارَا ... قَدْ قَضَى مِنْ تِهَامَةَ الأَوْطَارَا
إِنْ يَكُنْ قَلْبُكَ الْغَدَاةَ جَلِيدَا ... فَفُؤَادِي بِالْحُبِّ أَمْسَى مُعَارَا [5]
لَيْتَ ذَا الدَّهْرِ كَانَ حَتْمًا عَلَيْنَا ... كُلَّ يَوْمَيْنِ حِجَّةً وَاعْتِمَارَا
فَقَالَ سَعِيدٌ: لَقْد كَلَّفَ الْمُسْلِمِينَ شَطَطًا. وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ: إِنِّي قَدْ أَنْشَدْتُ مِنَ الشِّعْرِ مَا بَلَغَكَ، وَرَبُّ هَذِهِ الْبُنَيَّةِ مَا حَلَلْتُ إِزَارِي عَلَى فَرْجٍ حَرَامٍ قَطُّ. وَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ غَزَا الْبَحْرَ، فَاحْتَرَقَتْ سَفِينَتُهُ وَاحْتَرَقَ، رَحِمَهُ الله.
__________
[1] الأبيات الأربعة في الأغاني بتقديم وتأخير (1/ 277) وانظر 1/ 281- 282، والبيتان 3 و 4 في سير أعلام النبلاء 5/ 150.
[2] البيت في الأغاني 1/ 281.
وكأنّهنّ وقد حسرن لواغبا ... بيض بأكناف الحطيم مركّم
[3] في الأغاني 1/ 127 «خلف» .
[4] الأبيات مع غيرها في الأغاني 1/ 127.
[5] البيت في الأغاني 1/ 167.
من يكن قلبه صحيحا سليما ... ففؤادي بالخيف أمسى معارا

(7/185)


194- (عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ) [1] قَاضِي الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ، لِهِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ أَمِيرِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ رَجُلا مَهِيبًا عَفِيفًا، لَمْ يَرْتَزِقْ عَلَى الْقَضَاءِ شَيْئًا [2] . قَالَ رَبِيعَةُ الرَّأْيُ: كَانَ يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ [3] . وَقَالَ مَالِكٌ:
كَانَ ابْنُ خَلْدَةَ قَاضِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرُه يَقْضُونَ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ ابْنُ خَلْدَةَ يَجْلِسُ مَعَ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَمَعَ رَبِيعَةَ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: آذَيْتَنَا وَأَبْرَمْتَنَا، فَيَقُولُ: لا تُقِيمُونِي مِنْ عِنْدِكُمْ دَعُونِي أَتَحَدَّثُ مَعَكُمْ، فَإِذَا جَاءَ الْخَصْمَانِ تَحَوَّلْتُ إِلَيْهِمَا ثُمَّ عُدْتُ [4] . وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنِ ابن أبي ذِئْبٍ قَالَ:
حَضَرْتُ عُمَرَ بْنَ خَلْدَةَ يَقُولُ لِخَصْمٍ: اذْهَبْ يَا خَبِيثُ فَاسْجُنْ نَفْسَكَ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ وَلَيْسَ مَعَهُ حَرَسِيٌّ، وَتَبِعْنَاهُ وَنَحْنُ صِبْيَانُ حَتَّى أَتَى السَّجَّانَ فَحَبَسَ نَفْسَهُ [5] .
195- (عُمَرُ بْنُ عبد الله بن عروة) [6] خ م ن- بن الزّبير، تُوُفِّيَ شَابًّا.
رَوَى الْقَلِيلَ عَنْ جَدِّهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ.
وكان ثقة خيارا.
__________
[1] الطبقات لخليفة 257، التاريخ الكبير 6/ 152 رقم 1999، المعرفة والتاريخ 1/ 556 و 671، تاريخ أبي زرعة 1/ 427، الجرح والتعديل 6/ 106 رقم 559، تهذيب الكمال 2/ 1008، ميزان الاعتدال 3/ 192 رقم 6094، الكاشف 2/ 268 رقم 4110، تهذيب التهذيب 7/ 442- 443 رقم 728، تقريب التهذيب 2/ 54 رقم 417، خلاصة تذهيب التهذيب 282، الطبقات الكبرى 5/ 279، الفقيه والمتفقه 2/ 269.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 279.
[3] الطبقات.
[4] انظر: المعرفة والتاريخ 1/ 671.
[5] الطبقات الكبرى 5/ 279.
[6] الطبقات لخليفة 267، التاريخ الكبير 6/ 167 رقم 2056، المعرفة والتاريخ 1/ 436، الجرح والتعديل 6/ 117 رقم 634، تهذيب الكمال 2/ 1015، الكاشف 2/ 273 رقم 4145، تهذيب التهذيب 7/ 469 رقم 780، تقريب التهذيب 2/ 58 رقم 466، خلاصة تذهيب التهذيب 284، جمهرة نسب قريش 273- 274.

(7/186)


196- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] ابْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شَمْسِ بْن عَبْد مَناف بْن قُصَيِّ بْنِ كِلابٍ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ. وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سِتِّينَ، عام تُوُفِّيَ مُعَاويَة أو بعده بسنة، وَأُمُّهُ هِيَ أُمُّ عَاصِمِ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأنس،
__________
[1] سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم، الطبقات الكبرى 5/ 330- 408، نسب قريش (انظر فهرس الأعلام 461) ، تاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام 569) ، التاريخ الكبير 6/ 174- 175 رقم 2079، المعارف (انظر فهرس الأعلام 751) ، المعرفة والتاريخ 1/ 568- 620، تاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام 2/ 949- 950) ، التاريخ لابن معين 2/ 432، المحبّر لابن حبيب (انظر فهرس الأعلام 678) ، التاريخ الصغير 117، الكنى والأسماء 1/ 151، تاريخ اليعقوبي 2/ 301- 302، أنساب الأشراف 1/ 16 و 561 و 576، جمهرة أنساب العرب 105- 106، العيون والحدائق 3/ 37- 64، الكامل في الأدب 1/ 87- 91 و 123 و 139- 141 و 214 و 268 و 305 و 375 و 401- 404 و 2/ 380، الأخبار الموفقيات (انظر فهرس الأعلام 676) ، تاريخ الرسل والملوك 6/ 565- 573، الجرح والتعديل 6/ 122 رقم 663، المراسيل 136- 137 رقم 242، مشاهير علماء الأمصار 178 رقم 1411، الأغاني 9/ 254- 268، ثمار القلوب 74 و 96 و 494، ربيع الأبرار (انظر فهرس الأعلام 4/ 538) ، الفخري في الآداب السلطانية 129- 130، أمالي المرتضى (انظر فهرس الأعلام 2/ 592) ، مروج الذهب 4/ 192- 205، البدء والتاريخ 6/ 45- 47، العنوان للمنبجي 2/ 357- 358، حلية الأولياء 5/ 253- 353 رقم 323، التذكرة الحمدونية 1/ 145- 152، الكامل في التاريخ 5/ 54- 67، طبقات الفقهاء 64، سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي، تهذيب الكمال 2/ 1016- 1018، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 17- 24 رقم 8، تحفة الأشراف 13/ 319- 321 رقم 1220، صفة الصفوة 2/ 113- 127 رقم 172، خلاصة الذهب المسبوك 18- 25، نهاية الأرب 21/ 355- 365، دول الإسلام 1/ 69- 71، الكاشف 2/ 275 رقم 4154، تذكرة الحفّاظ 1/ 118- 121 رقم 104، سير أعلام النبلاء 5/ 114- 148 رقم 48، العبر 1/ 120، فوات الوفيات 3/ 133- 135 رقم 375، جامع التحصيل 297 رقم 559، البداية والنهاية 9/ 192- 219، مرآة الجنان 1/ 208- 211، الوفيات لابن قنفذ 103 رقم 101، سيرة عمر بن عبد العزيز للآجري، العقد الثمين 6/ 331، غاية النهاية 1/ 593، تهذيب التهذيب 7/ 475- 478 رقم 790، تقريب التهذيب 2/ 59- 60 رقم 476، النجوم الزاهرة 1/ 246، تاريخ الخلفاء 228- 246، خلاصة تذهيب التهذيب 284، شذرات الذهب 1/ 119- 121، شفاء الغرام 2/ 420، تاريخ الخميس 2/ 354- 355، أخبار الدول 138- 140.

(7/187)


وعبد الله بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب، وابن قارظ، وأرسل عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَخَوْلَةَ بِنْتِ حُكَيْمٍ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، وَيُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحَدُ شُيُوخِهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَيْدٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَوَلَدَاهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَتْ خِلافَتُهُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ شَهْرًا، كَأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
قَالَ الْخُرَيْبِيُّ: وُلِدَ عَامَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ: رَأَيْتُ صِفَتَهُ فِي كِتَابٍ: أَبْيَضَ، رَقِيقَ الْوَجْهِ، جَمِيلا، نَحِيفَ الْجِسْمِ، حَسَنَ اللِّحْيَةِ، غَائِرَ الْعَيْنَيْنِ، بِجَبْهَتِهِ أَثَرٌ حَافِرِ دَابَّةٍ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَشَجُّ بَنِي أُمَيَّةَ، وَقَدْ وَخَطَّهُ الشَّيْبُ. قَالَ ثَرْوَانُ مَوْلَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّهُ دَخَلَ إِلَى إِصْطَبْلِ أَبِيهِ وَهُوَ غُلامٌ، فَضَرَبَهُ فَرَسُهُ فَشَجَّهُ، فَجَعَلَ أَبُوهُ يَمْسَحُ عَنْهُ الدَّمَ وَيَقُولُ: إِنْ كُنْتَ أَشَجَّ بَنِي أُمَيَّةَ إِنَّكَ لَسَعِيدٌ [1] .
رَوَاهُ ضَمْرَةُ عَنْهُ.
نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَكَى وَهُوَ غُلامٌ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: ذِكْرُ الْمَوْتِ- وَكَانَ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَهُوَ غُلامٌ صَغِيرٌ- فَبَكَتْ أُمُّهُ.
سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ أَمِيرَ مِصْرَ بَعَثَ ابْنَهُ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَتَأَدَّبُ بِهَا، وَكَتَبَ إِلَى صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ أَنْ يَتَعَاهَدَهُ، وَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَسْمَعُ مِنْهُ الْعِلْمَ، فَبَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ يَنْتَقِصُ عَلِيًّا، فَقَالَ لَهُ: مَتَى بَلَغَكَ أَنَّ اللَّهَ سَخَطَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ بَعْدَ أَنْ رَضِيَ عَنْهُمْ! فَفَهِمَ، وَقَالَ: مَعْذِرَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكَ لا أَعُودُ [2] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 331.
[2] المعرفة والتاريخ 1/ 568.

(7/188)


وَقَالَ غَيْرَهُ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ الْعَزِيزِ، طَلَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى دِمَشْقَ، فَزَوَّجُوهُ بِابْنَتِهِ فَاطِمَةَ، وَكَانَ الَّذِينَ يَعِيبُونَ عُمَرَ مِنْ حُسَّادِهِ لا يَعِيبُونَهُ إِلا بِالإِفْرَاطِ فِي التَّنَعُّمِ وَالاخْتِيَالِ فِي الْمِشْيَةِ، هَذَا قَبْلَ الإِمَرَةِ، فَلَمَّا وُلِّيَ الْوَلِيدُ الْخِلافَةَ، أَمَّرَ عُمَرَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَوُلِيَهَا مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، إِلَى سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَعُزِلَ، فَقَدِمَ الشَّامَ، ثُمَّ إِنَّ الْوَلِيدَ عَزَمَ عَلَى أَنْ يَعْزِلَ أَخَاهُ سُلَيْمَانَ مِنَ الْعَهْدِ وَأَنْ يَجْعَلَ وَلِيَّ عَهْدِهِ وَلَدَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْوَلِيدِ، فَأَطَاعَهُ كَثِيرٌ مِنَ الأَشْرَافِ طَوْعًا وَكَرْهًا، وَصَمَّمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَامْتَنَعَ، فَطَيَّنَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ، كَمَا ذَكَرْنَا فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الأَحَدِ بْنُ اللَّيْثِ الْفِتْيَانِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: أَتَى فَتَيَانِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالُوا: إِنَّ أَبَانَا تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالا عِنْدَ عَمِّنَا حُمَيْدٍ الأَمَجِيِّ [1] ، فَأَحْضَرَهُ عُمَرُ، وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الْقَائِلُ:
حُمَيْدٌ الَّذِي أَمَجٌ دَارُهُ ... أَخُو الْخَمْرِ ذُو الشَّيْبَةِ الأَصْلَعُ [2]
أَتَاهُ الْمَشِيبُ عَلَى شُرْبِهَا ... فَكَانَ كَرِيمًا فَلَمْ يَنْزَعُ [3]
قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَرَانِي إِلا حَادُّكَ، أَقْرَرْتُ بِشُرْبِهَا، وَأَنَّكَ لَنْ تَنْزَعَ عَنْهَا، قَالَ: أَيْنَ يُذْهَبُ بِكَ، أَلَمْ تَسْمَعِ اللَّهَ يَقُولُ: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ. أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ. وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ 26: 224- 226 [4] قَالَ: أَوْلَى لَكَ يَا حُمَيْدُ مَا أَرَاكَ إِلا قَدْ أُفْلِتَّ، وَيْحَكَ يَا حُمَيْدُ، كَانَ أَبُوكَ رَجُلا صَالِحًا وَأَنْتَ رَجُلُ سَوْءٍ، قَالَ: أصلحك الله وأيّنا يشبه أباه، كان أبوك
__________
[1] الأمجي: بفتح الألف والميم. والأمج في اللغة: العطش. وهو بلد من أعراض المدينة بينها وبين مكة على أميال من قديد. (معجم ما استعجم 1/ 190، معجم البلدان 1/ 249، الروض المعطار 30) .
[2] أورد المبرّد هذا البيت في الكامل في الأدب بضم العين في آخره (1/ 148) .
[3] البيتان في معجم ما استعجم للبكري 1/ 191 بالضمّ في الآخر، وأوردهما ياقوت مع بيت ثالث بكسر الآخر (معجم البلدان 1/ 250) ، والبيتان أيضا في الروض المعطار 30 (انظر في المصادر مادّة «أمج» ) وفيها «علاه» بدل «أتاه» .
[4] سورة الشعراء، الآية 224- 226.

(7/189)


رجل سوء، وأنت رجل صالح، قَالَ: إِنَّ هَؤُلاءِ زَعَمُوا أَنَّ أَبَاهُمْ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالا عِنْدَكَ، قَالَ: صَدَقُوا، وَأَحْضَرَهُ بِخَتْمِ أَبِيهِمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَبَاهُمْ مَاتَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَكُنْتُ أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِي، وَهَذَا مَالُهُمْ، قَالَ: مَا أَحَدٌ أَحَقُّ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ مِنْكَ، فَامْتَنَعَ [1] .
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْبَهَ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ مِنْ هَذَا الْفَتَى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ عُمَرَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: فَكَانَ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، وَيُخَفِّفُ الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ. رَوَاهُ الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ [2] .
قَالَ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ: سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: هُوَ نَجِيبُ بَنِي أُمَيَّةَ، وَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ [3] . قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانَتِ الْعُلَمَاءُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ تَلامِذَةً [4] . أَبُو مُصْعَبٍ، عَنْ مَالِكٍ:
بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، الْتَفَتَ إِلَيْهَا وَبَكَى، ثُمّ قَالَ: يَا مُزَاحِمُ أَتَخْشَى أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ نَفَتْهُ الْمَدِينَةُ؟
مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمَرْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً فَقَالَ: كُلُّ مَا حُدِّثْتُ اللَّيْلَةَ قَدْ سَمِعْتُهُ، وَلَكِنَّكَ حَفِظْتَ وَنَسِيتُ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بن
__________
[1] راجع الخبر في: معجم ما استعجم 1/ 190- 191، معجم البلدان 1/ 250، الروض المعطار 30- 31.
[2] أخرجه النسائي 2/ 166 في الافتتاح، باب تخفيف القيام والقراءة من طريق قتيبة، عن الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قال: دخلنا على أنس بن مالك، فقال: صلّيتم؟ قلنا:
نعم، قال: يا جارية هلمّي إليّ وضوءا، ما صلّيت وراء إمام أشبه صلاته بِرَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إمامكم هذا، قال زيد: وكان عمر بن عبد العزيز يتم الركوع والسجود، ويخفف القيام والقعود. إسناده حسن.
[3] انظر: حلية الأولياء 5/ 254.
[4] المعرفة والتاريخ 1/ 607، سيرة عمر لابن الجوزي 27.

(7/190)


الْمَاجِشُونِ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: يَا آلِ عُمَرَ، كُنَّا نَتَحَدَّثُ- وَفِي لَفْظٍ: يَزْعَمُ النَّاسُ- أَنَّ الدُّنْيَا لا تَنْقَضِي حَتَّى يَلِي رَجُلٌ مِنْ آلِ عُمَرَ، يَعْمَلُ مِثْلَ عَمَلِ عُمَرَ، قَالَ: فَكَانَ بِلالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِوَجْهِهِ شَامَةٌ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ هُوَ، حَتَّى جَاءَ اللَّهُ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أُمُّهُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي تَارِيخِهِ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ عُثْمَانُ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ لاحِقٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ مِنْ وَلَدِي رَجُلا بِوَجْهِهِ شَيْنٌ، يَلِي فَيَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلا، قَالَ نَافِعٌ: فَلا أَحْسِبُهُ إِلا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: لَيْتَ شِعْرِي مَنْ هَذَا الَّذِي مِنْ وَلَدِ عُمَرَ فِي وَجْهِهِ عَلامَةٌ، يَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلا [1] !.
أيّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالا: ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الصَّلاةِ، وَشَيْخٌ مُتَوَكِّئٌ عَلَى يَدِهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنَّ هَذَا لَشَيْخٌ جَافٍ، فَلَمَّا صَلَّى وَدَخَلَ لَحِقْتُهُ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، مِنَ الشَّيْخِ الّذي كان يتّكئ عَلَى يَدِكَ؟ قَالَ: يَا رِيَاحُ رَأَيْتَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَحْسِبُكَ إِلا رَجُلا صَالِحًا، ذاك أخي الخضر، أتاني فأعلمني أنّي سَأَلِي أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأَنِّي سَأَعْدِلُ فِيهَا [2] . رواته ثقات [3] .
__________
[1] حلية الأولياء 5/ 254.
[2] المعرفة والتاريخ 1/ 577، حلية الأولياء 5/ 254، سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 32- 33، وفيه أن المتحدّث هو «مزاحم» وليس «رياح بن عبيدة» ، والخبر أيضا في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي- ص 43، والبداية والنهاية 1/ 333- 334، الإصابة 1/ 446 وسيرة عمر للآجريّ- ورقة 3 ب.
[3] إلّا أن «محمد بن عبد العزيز» المعروف بالرملي، فمجروح عند العلماء كما يقول ابن الجوزي، فهو يروي عن القاسم بن غصن الّذي يروي أيضا المناكير عن المشاهير ويقلب.

(7/191)


جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ هَزَّانَ بْنِ سَعِيدٍ: حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ قَالَ: لَمَا ثَقُلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، رَآنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الدَّارِ فَقَالَ: يَا رَجَاءُ، أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُذَكِّرَنِي أَوْ تُشِيرَ بِي، فو الله مَا أَقْدَرُ عَلَى هَذَا الأَمْرِ، فَانْتَهَرْتُهُ وَقُلْتُ: إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الْخِلافَةِ، أَتَطْمَعُ أَنْ أُشِيرَ عَلَيْهِ بِكَ، فَاسْتَحْيَا، وَدَخَلْتُ، فَقَالَ لِي سُلَيْمَانُ: يَا رَجَاءُ، مَنْ تَرَى لِهَذَا الأَمْرِ؟ قُلْتُ:
اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّكَ قَادِمٌ عَلَى رَبِّكَ وَسَائِلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ، وَمَا صَنَعْتَ فِيهِ، قَالَ: فَمَنْ تَرَى؟ قُلْتُ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِعَهْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَيَّ، وَإِلَى الْوَلِيدِ فِي ابْنَيْ عَاتِكَةٌ، أَيُّهُمَا بَقِيَ؟ قُلْتُ تَجْعَلُهُ مِنْ بَعْدِهِ، قَالَ: أَصَبْتَ، هَاتِ صَحِيفَةً، فَكَتَبَ عَهْدَ عُمَرَ، وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ دَعَوْتُ رِجَالا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: عَهْدِي فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ مَعَ رَجَاءٍ، اشْهَدُوا وَاخْتُمُوا الصَّحِيفَةَ، فَمَا لَبَثَ أَنْ مَاتَ، فَكَفَفْتُ النِّسَاءَ عَنِ الصِّيَاحِ، وَخَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ، فَقَالُوا: كَيْفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهُ السَّاعَةَ، قَالُوا: للَّه الْحَمْدُ.
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حسان الكناني قال: لما مرض سليمان بدابق، قال لرجاء بن حيوة: من لِلأَمْرِ أَسْتَخْلِفُ ابْنَيْ؟ قَالَ: ابْنُكَ غَائِبٌ، قَالَ: فَالآخَرُ، قَالَ: صَغِيرٌ، قَالَ: فَمَنْ تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَسْتَخْلِفَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: أَتَخَوَّفُ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ! قَالَ: وَلِّ عُمَرَ، وَمِنْ بَعْدِهِ يَزِيدَ، وَاخْتُمِ الْكِتَابَ، وَتَدْعُوهُمْ إِلَى بَيْعَتِهِ مَخْتُومًا، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتَ، ائْتِنِي بِقِرْطَاسٍ، فَدَعَا بِقِرْطَاسٍ، وَكَتَبَ الْعَهْدَ، وَدَفَعَهُ إِلَى رجاء، وقال:
اخرج إلى الناس فليبايعوا على مَا فِيهِ مَخْتُومًا، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَامْتَنَعُوا، فَقَالَ:
انْطَلِقْ إِلَى صَاحِبِ الْحَرَسِ وَالشُّرَطِ فَاجْمَعِ النَّاسَ وَمُرْهُمْ بِالْبَيْعَةِ، فَمَنْ أَبَى فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَفَعَلَ، فَبَايَعُوا عَلَى مَا فِي الْكِتَابِ، قَالَ رَجَاءٌ: فَبَيْنَا أَنَا رَاجِعٌ إِذَا بِمَوْكِبِ هِشَامٍ، فَقَالَ: تَعْلَمُ مَوْقِعَكَ مِنَّا، وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ صنع شيئا
__________
[ () ] الأسانيد. (المجروحين لابن حبان 2/ 213) .

(7/192)


مَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَزَالَهَا عَنِّي، فَإِنْ يَكُنْ عَدَلَهَا عني فأعلمني ما دام في الأمر نفس، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، يَسْتَكْتِمُنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَمْرًا أطلعك عليه، لا يكون ذا أبدا! قال: فَأَدَارَنِي وَأَلاحَنِي، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، وَانْصَرَفَ، فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ، إِذْ سَمِعْتُ جَلَبَةً خَلْفِي، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ لِي: يَا رَجَاءُ إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَمْرٌ كَبِيرٌ أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الرَّجُلُ قَدْ جَعَلَهَا إلي، ولست أقوم بهذا الشأن، فأعلمني ما دام في الأمر نفس، لعلي أتخلص منه مَا دَامَ حَيًّا، قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ، يَسْتَكْتِمُنِي أمير المؤمنين أمرا أطلعك عليه! فأدارني وَأَلاحَنِي، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، وَثَقُلَ سُلَيْمَانُ، وَحُجِبَ النَّاسُ، فَلَمَّا مَاتَ أَجْلَسْتُهُ وَسَنَّدْتُهُ وَهَيَّأْتُهُ، وَخَرَجْتُ إِلَى الناس، فقالوا: كيف أصبح أمير المؤمنين؟ قلت: أَصْبَحَ سَاكِنًا، وَقَدْ أَحَبَّ أَنْ تُسَلِّمُوا عَلَيْهِ وَتُبَايِعُوا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَذِنْتُ لِلنَّاسِ، فَدَخَلُوا، وَقُمْتُ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكُمْ بِالْوُقُوفِ، ثم أخذت الكتاب من عنده، وتقدّمت إليهم، وَقُلْتُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُبَايِعُوا عَلَى مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ، فَبَايَعُوا وَبَسَطُوا أَيْدِيهِمْ، فَلَمَّا بَايَعْتُهُمْ وَفَرَغْتُ، قُلْتُ لَهُمْ: آجَرَكُمُ اللَّهُ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالُوا: فَمَنْ؟ فَفَتَحْتُ الْكِتَابَ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَتَغَيَّرَتْ وجوه بني عبد الملك، فلما قرءوا: «بَعْدَهُ يَزِيدُ» فَكَأَنَّهُمْ تَرَاجَعُوا، فَقَالُوا: أَيْنَ عُمَرُ؟
فَطَلَبُوهُ، فَإِذَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَتَوْا فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ، فَعُقِرَ بِهِ فَلَمْ يَسْتَطِعِ النُّهُوضَ، حَتَّى أَخَذُوا بِضَبْعَيْهِ فَأَصْعَدُوهُ الْمِنْبَرَ، فَجَلَسَ طَوِيلا لا يَتَكَلَّمُ، فَلَمَّا رَآهُمْ رَجَاءُ جَالِسِينَ، قَالَ: أَلا تَقُومُونَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَتُبَايِعُونَهُ، فَنَهَضُوا إليه فبايعوه رجلا رجلا، ومد يده إليهم، فَصَعَدَ إِلَيْهِ هِشَامٌ، فَلَمَّا مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ قَالَ: يَقُولُ هِشَامٌ إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون، فقال: عمر إنّا للَّه حِينَ صَارَ يَلِي هَذَا الأَمْرَ أَنَا وَأَنْتَ، ثُمَّ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَسْتُ بِقَاضٍ وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ، وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ، وَإِنَّ مَنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَمْصَارِ إِنْ أَطَاعُوا كَمَا أَطَعْتُمْ فَأَنَا وَالِيكُمْ، وَإِنْ أَبَوْا فَلَسْتُ لَكُمْ بِوَالٍ، ثُمَّ نَزَلَ يَمْشِي، فَأَتَاهُ صَاحِبُ الْمَرَاكِبِ، فَقَالَ: مَا هَذَا! قَالَ: مَرْكَبُ

(7/193)


الْخِلافَةِ، قَالَ: لا، ائْتُونِي بِدَابَّتِي، ثُمَّ إِنَّهُ كَتَبَ إِلَى الْعُمَّالِ فِي الأَمْصَارِ، قَالَ رَجَاءٌ: كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّهُ سَيَضْعُفُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ صُنْعَهُ فِي الْكِتَابِ عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيَقْوَى [1] .
قَالَ عُمَرُ بْنُ مُهَاجِرٍ: صَلَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ صَلَّى عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ: وَذَلِكَ يَوْمُ الْجُمْعَةِ عَاشِرُ صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ.
قُلْتُ: وَكَانَ عُمَرُ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ كَالْوَزِيرِ لَهُ.
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ دَابِقَ، وَكَانَ مُجْتَمَعَ غَزْوِ النَّاسِ، فَمَاتَ سُلَيْمَانُ، وَكَانَ رَجَاءٌ صَاحِبَ مَشُورَتِهِ وَأَمْرِهِ، فَأَعْلَمَ النَّاسَ بِمَوْتِهِ، وَصَعَدَ الْمِنْبَرَ، وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ كِتَابًا وَعَهِدَ عَهْدًا وَمَاتَ، أَفَسَامِعُونَ أَنْتُمْ مُطِيعُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: نَسْمَعُ وَنُطِيعُ إِنْ كَانَ فِيهِ اسْتِخْلافُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: فَجَذَبَهُ النَّاسُ حَتَّى سَقَطَ وَقَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، فَقَالَ رَجَاءٌ: قُمْ يَا عُمَرُ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إنّ هذا لأمر مَا سَأَلْتُهُ اللَّهَ قَطُّ. وَعَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ عُمَرُ عَنْ قَبْرِ سُلَيْمَانَ، قَدَّمُوا لَهُ مَرَاكِبَ سُلَيْمَانَ، فَقَالَ:
فَلَوْلا التُّقَى ثُمَّ النُّهَى خشْيَةَ الرَّدَى ... لَعَاصَيْتُ فِي حُبِّ الصِّبَى كُلَّ زَاجِرِ
قَضَى مَا قَضَى فيما مضى ثُمَّ لا تُرَى ... لَهُ صَبْوَةٌ أُخْرَى اللَّيَالِي الْغَوَابِرِ
لا قُوَّةَ إِلا باللَّه، قَدِّمُوا بَغْلَتِي [2] خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ جَاءَهُ أَصْحَابُ الْمَرَاكِبِ يَسْأَلُونَهُ الْعُلُوفَةَ وَرِزْقَ خَدَمِها، قال: ابعث بها
__________
[1] راجع تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 550- 553، وانظر بعض خطبة عمر في حلية الأولياء 5/ 295- 296، والطبقات الكبرى 250- 251، المعرفة والتاريخ 1/ 574- 575، سيرة عمر لابن الجوزي- ص 56، وسيرة عمر للآجرّي- ورقة 8 ب.
[2] صفة الصفوة 2/ 113، والبيتان في الطبقات لابن سعد 5/ 340.

(7/194)


إِلَى أَمْصَارِ الشَّامِ يَبِيعُونَهَا فِيمَنْ يَزِيدُ، وَاجْعَلْ أَثْمَانَهَا فِي مَالِ اللَّهِ، تَكْفِينِي بَغْلَتِي هَذِهِ الشَّهْبَاءُ.
سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عمرو بن زاذان مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ، إذا رجع من جنازة سليمان: ما لي أَرَاكَ مُغْتَمًّا؟ قَالَ: لَمِثْلُ مَا أَنَا فِيهِ فَلْيُغْتَمُّ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الأُمَّةِ إِلا وَأَنَا أُرِيدَ أَنْ أُوصِلَ إِلَيْهِ حَقَّهُ غَيْرَ كَاتِبٍ إِلَيَّ فِيهِ، وَلا طَالِبَهُ مِنِّي.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، أَنَّ عُمَرَ بن عبد العزيز لما استخلف قام في النَّاسِ، فَحَمَدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لا كِتَابَ بَعْدَ الْقُرْآنِ، ولا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَلا وَإِنِّي لَسْتُ بِقَاضٍ، وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ، وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ، إِنَّ الرَّجُلَ الْهَارِبَ مِنَ الإِمَامِ الظَّالِمِ لَيْسَ بِظَالِمٍ، أَلا لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ. رَوَاهُ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَزَادَ فِيهِ: لَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ، وَلَكِنِّي أَثْقَلُكُمْ حِمْلا.
أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ: ثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، يَكْتُبُ إِلَيْهِ بِسِيرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الصَّدَقَاتِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِالَّذِي سَأَلَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّكَ إِنْ عَمِلْتَ بِمِثْلِ عَمَلِ عُمَرَ فِي زَمَانِهِ، وَرِجَالِهِ فِي مِثْلِ زَمَانِكَ وَرِجَالِكَ، كُنْتَ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا مِنْ عُمَرَ.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَإِذَا رَجُلانِ يَخْتَصِمَانِ، وَأَنْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ جَالِسٌ، فَقَالَ لَكَ: يَا عُمَرُ إِذَا عَمِلْتَ فَاعْمَلْ بِعَمَلِ هَذَيْنِ- لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ- فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ باللَّه لَرَأَيْتَ هَذَا؟
فَحَلَفَ لَهُ، فَبَكَى. وَرُوِيَتْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وَأَنَّ الرَّائِيَ عُمَرَ نَفْسَهُ. قال ميمون ابن مِهْرَانَ: إِنَّ اللَّهَ يَتَعَاهَدُ النَّاسَ بِنَبِيٍّ بَعْدَ نَبِيٍّ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَاهَدَ النَّاسَ

(7/195)


بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا اسْتُخْلِفَ بَكَى، فَقَالَ: يَا أَبَا فُلانُ أَتَخْشَى عَلَيَّ؟ قَالَ: كَيْفَ حُبُّكَ لِلدِّرْهَمِ؟ قَالَ: لا أُحِبُّهُ، قَالَ: لا تَخَفْ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُعِينُكَ [1] .
جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: جَمَعَ عُمَرُ بن عبد العزيز بني مَرْوَانَ حِينَ اسْتُخْلِفَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَهُ فَدَكٌ [2] يُنْفِقُ مِنْهَا، وَيَعُودُ مِنْهَا عَلَى صَغِيرِ بَنِيهِمْ، وَيُزَوِّجُ مِنْهَا أَيِّمَهُمْ، وَإِنَّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سَأَلَتْهُ أَنْ يَجْعَلَهَا لَهَا، فَأَبَى، فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَيَاةُ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ، قَالَ: ثُمَّ أَقْطَعَهَا مَرْوَانُ، ثُمَّ صَارَتْ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَرَأَيْتُ أَمْرًا مَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ، لَيْسَ لِي بِحَقٍّ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ إِنِّي قَدْ رَدَدْتُهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاطِمَةَ، لَيْسَ لِي بِحَقٍّ، وإنّي أشهدكم أنّي رَدَدْتُهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: فَلَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَدَأَ بِلُحْمَتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَأَخَذَ مَا بِأَيْدِيهِمْ، وَسَمَّى أَمْوَالَهُمْ مَظَالِمَ، فَفَزَعَتْ بَنُو أُمَيَّةَ إِلَى عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مَرْوَانَ، فَأَتَتْهُ لَيْلا، فَأَنْزَلَهَا عَنْ دَابَّتِهَا، فلما أخذت مجلسها قالت: يَا عَمَّةُ أَنْتِ أَوْلَى بِالْكَلامِ فَتَكَلَّمِي، قَالَتْ: تَكَلَّمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ نَبِيَّهُ رَحْمَةً، ثُمَّ اخْتَارَ لَهُ مَا عِنْدَهُ، فَقَبَضَهُ اللَّهُ، وَتَرَكَ لَهُمْ نَهْرًا شُرْبُهُمْ سَوَاءٌ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَتَرَكَ النَّهْرَ عَلَى حَالِهِ، ثُمَّ وُلِّيَ عُمَرُ، فَعَمِلَ عَمَلَ صَاحبِهِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلِ النَّهْرُ يَشُقُّ مِنْهُ يَزِيدُ، وَمَرْوَانُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ، وَالْوَلِيدُ، وَسُلَيْمَانُ، حَتَّى أَفْضَى الأَمْرُ إِلَيَّ، وَقَدْ يَبِسَ النَّهْرُ الأَعْظَمُ، وَلَنْ يُرْوَى أَصْحَابُ النَّهْرِ الأَعْظَمِ حَتَّى يَعُودَ النّهر إلى ما كان عليه،
__________
[1] في سيرة عمر لابن الجوزي 180 «سيغيثك» .
[2] فدك: بالتحريك. قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة، في عصر ياقوت.
(معجم البلدان 4/ 238) .

(7/196)


فَقَالَتْ: حَسْبُكَ قَدْ أَرَدْتُ كَلامَكَ وَمُذَاكَرَتَكَ، فَأَمَّا إِذَا كَانَتْ مَقَالَتُكَ هَذِهِ، فَلَسْتُ بِذَاكِرَةٍ لَكَ شَيْئًا، فَرَجَعْت إِلَيْهِمْ فَأَبْلَغَتْهُمْ كَلامَهُ.
هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ فُرَاتِ بن سليمان، عن ميمون ابن مِهْرَانَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: لَوْ أَقَمْتُ فِيكُمْ خَمْسِينَ عَامًا مَا اسْتَكْمَلْتُ فِيكُمُ الْعَدْلَ، إِنِّي لَأُرِيدُ الأَمْرَ فَأَخَافُ أَنْ لا تَحْمِلَهُ قُلُوبُكُمْ، فَأُخْرِجُ مِنْهُ طَمَعًا مِنْ طَمَعِ الدُّنْيَا، فَإِنْ أَنْكَرَتْ قُلُوبُكُمْ هَذَا سَكَنَتْ إِلَى هَذَا.
ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قُلْتُ لِطَاوُسٍ: هُوَ الْمَهْدِيُّ؟ يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: هُوَ مَهْدِيٌّ وَلَيْسَ بِهِ، إِنَّهُ لَمْ يَسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ كُلَّهُ. ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الطَّلَاءِ قَالَ: نَهَى عَنْه إِمَامُ هُدًى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: الْخُلَفَاءُ خَمْسَةً: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَدْ وَرَدَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ نَحْوُهُ.
ابن وهب: حدّثني ابن زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلَ يَجِيءُ بِالْمَالِ الْعَظِيمِ فَيَقُولُ: اجْعَلُوا هَذَا حَيْثُ تَرَوْنَ، فَمَا يَبْرَحُ حَتَّى يَرْجِعَ بِمَالِهِ كُلِّهِ، قَدْ أَغْنَى عُمَرُ النَّاسَ.
سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: ثَنَا جُوَيْرِيَةُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى فَاطِمَةَ ابْنَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَثْنَتْ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَتْ: لَوْ كَانَ بَقِيَ لَنَا مَا احْتَجْنَا بَعْدُ إِلَى أَحَدٍ.
إِبْرَاهِيمُ الْجَوْزَجَانِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي مُصَلاهُ تَسِيلُ دُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِه، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلِشَيءٍ حَدَثَ؟ قَالَ: يَا فَاطِمَةُ إِنِّي تَقَلَّدْتُ مِنْ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْوَدَهَا وَأَحْمَرَهَا، فَتَفَكَّرْتُ فِي الْفَقِيرِ الْجَائِعِ، وَالْمَرِيضِ الضَّائِعِ، وَالْعَارِي

(7/197)


الْمَجْهُودِ [1] ، وَالْمَظْلُومِ الْمَقْهُورِ، وَالْغَرِيبِ الأَسِيرِ، وَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَذِي الْعِيَالِ الْكَثِيرِ، وَالْمَالِ الْقَلِيلِ، وَأَشْبَاهِهِمْ فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ وَأَطْرَافِ الْبِلادِ، فَعَلِمْتُ أَنَّ رَبِّي سَائِلِي عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَخَشِيتُ أَنْ لا تَثْبُتُ لِي حُجَّةً، فَبَكَيْتُ..
الْفِرْيَابِيُّ: ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ، وَعِنْدَهُ أَشْرَافُ بَنِي أُمَيَّةَ، فَقَالَ: تُحِبُّونَ أَنْ أُوَلِّيَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ جُنْدًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: لِمَ تَعْرِضْ عَلَيْنَا مَا لا تَفْعَلُهُ! قَالَ: تَرَوْنَ بِسَاطِي هَذَا، إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّهُ يَصِيرُ إِلَى بِلًى وَفَنَاءٍ، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُدَنِّسُوهُ بِأَرْجُلِكُمْ، فَكَيْفَ أُوَلِّيكُمْ دَيْنِي، أُوَلِّيكُمْ أَعْرَاضَ الْمُسْلِمِينَ وَأَبْشَارَهُمْ، هَيْهَاتَ لَكُمْ هَيْهَاتَ! فَقَالُوا لَهُ:
لِمَ، أَمَا لَنَا حَقٌّ؟ قَالَ: مَا أَنْتُمْ وَأَقْصَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عِنْدِي فِي هَذَا الأَمْرِ إِلا سَوَاءَ، إِلا رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَبَسَهُ عَنِّي طُولُ شُقَّتِهِ [2] .
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَ حُمَيْدٌ قَالَ: أَمَلَّ عَلَيْنَا الْحَسَنُ رِسَالَةً إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَبْلَغَ، ثُمَّ شَكَا الْحَاجَةَ وَالْعِيَالَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ لا تُهَجِّنْ هَذَا الْكِتَابَ بِالْمَسْأَلَةِ، اكْتُبْ هَذَا فِي غَيْرِ ذَا، قَالَ: دَعْنَا مِنْكَ، فَأَمَرَ بِعَطَائِهِ، قَالَ:
قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ اكْتُبْ إِلَيْهِ فِي الْمَشُورَةِ فَإِنَّ أَبَا قِلابَةَ قَالَ: كَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْوَحْيِ، فَمَا مَنَعَهُ ذَلِكَ أَنْ أَمَرَهُ اللَّهُ بِالْمَشُورَةِ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَكَتَبَ بِالْمَشُورَةِ، فَأَبْلَغَ فِيهَا أَيْضًا.
أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَاقِبَ رَجُلا حَبَسَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ عَاقَبَهُ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَعْجَلَ فِي أَوَّلِ غَضَبِهِ.
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ صَلَّى بِهُمُ الْجُمْعَةَ، ثُمَّ جَلَسَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مَرْقُوعُ الْجَيْبِ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَاكَ، فَلَوْ لبست،
__________
[1] في البداية والنهاية زيادة: «واليتيم المكسور والأرملة الوحيدة» .
[2] راجع حلية الأولياء 5/ 270- 271.

(7/198)


فَنَكَّسَ مَلِيًّا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: أُفَضِّلُ الْقَصْدَ عِنْدَ الْجِدَّةِ، وَأُفَضِّلُ الْعَفْوَ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ [1] .
سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ:
إِنَّ نَفْسِي نَفْسٌ تَوَّاقَةٌ، لَمْ تُعْطَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا إِلا تَاقَتْ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ.
قَالَ سَعِيدٌ: يُرِيدُ الْجَنَّةَ [2] .
حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: النَّاسُ يَقُولُونَ: إِنِّي زَاهِدٌ، إِنَّمَا الزَّاهِدُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الَّذِي أَتَتْهُ الدُّنْيَا فَتَرَكَهَا.
الَفِسَوِيُّ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَعَانِي الْمَنْصُورُ قَالَ: كَمْ كَانَتْ غَلَّةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ أَفْضَتْ إِلَيْهِ الْخِلافَةُ؟ قُلْتُ: خَمْسُونَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَالَ: كَمْ كَانَتْ غَلَّتُهُ يَوْمَ مَاتَ؟ قُلْتُ: مَا زَالَ يَرُدُّهَا حَتَّى كَانَتْ مِائَتَيْ دِينَارٍ [3] . وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَسِخٌ فَقُلْتُ لامْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ، وَهِيَ أُخْتُ مُسْلِمَةَ، اغْسِلُوا قَمِيصَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَتْ: نَفْعَلُ [4] ، ثُمَّ عُدْتُ فَإِذَا الْقَمِيصُ عَلَى حَالِهِ، فَقُلْتُ لَهَا! فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لَهُ قَمِيصٌ غَيْرُهُ [5] .
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، قَالَ: كَانَتْ نَفَقَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَمَيْنِ.
سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 402.
[2] قال في سير أعلام النبلاء 5/ 134: «فلما أعطيت مالا أفضل منه في الدنيا، تاقت إلى ما هو أفضل منه، يعني الجنّة» .
[3] قارن الخبر بما في حلية الأولياء 5/ 257، ففيه أن غلّة عمر كانت أربعين ألف دينار، ثم قلّت إلى أربعمائة دينار. وانظر ج 5/ 258، وفي المعرفة والتاريخ 1/ 605 رواية- أخرى.
[4] في الأصل «نقعد» وهو تصحيف.
[5] الطبقات الكبرى 5/ 297، سيرة عمر لابن عبد الحكم 50، المعرفة والتاريخ 1/ 600، سيرة عمر لابن الجوزي 153، صفة الصفوة 2/ 120.

(7/199)


عَلَى زَوْجَتِهِ فَقَالَ: عِنْدَكِ دِرْهَمٌ نَشْتَرِي بِهِ عِنَبًا؟ قَالَتْ: لا، أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لا تَقْدِرُ عَلَى دِرْهَمٍ! قَالَ: هَذَا أَهْوَنُ مِنْ مُعَالَجَةِ الْأَغْلَالِ فِي جَهَنَّمَ [1] .
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكَاهِلِيُّ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَلْبِسُ الْفَرْوَةَ الْكُبُلَ [2] ، وَكَانَ سِرَاجُ بَيْتَهُ عَلَى ثَلاثِ قَصَبَاتٍ، فَوْقَهُنَّ طِينٌ. وَعَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: أَمَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ غُلامَهَ أَنْ يُسَخِّنَ لَهُ مَاءً، فَانْطَلَقَ فَسَخَّنَ قُمْقُمًا فِي مَطْبَخِ الْعَامَّةِ، فَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَأْخُذَ بِدِرْهَمٍ حَطَبًا يَضَعَهُ فِي الْمَطْبَخِ [3] .
ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي «الزُّهْدِ» [4] : أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ: ثنا سليمان بن حميد، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهَا: أَخْبِرِينِي عَنْ عُمَرَ، قَالَتْ: مَا اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ مُنْذُ اسْتُخْلِفَ [5] .
يَحْيَى بْنُ حمزة: ثنا عمرو بن مهاجر أن عمر بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يُسْرِجُ عَلَيْهِ الشَّمْعَةَ مَا كَانَ فِي حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَوَائِجِهِمْ أَطْفَأَهَا، ثُمَّ أَسْرَجَ عَلَيْهِ سِرَاجَهُ [6] .
خالد بن مرداس: ثَنَا الْحَكَمُ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَلاثُمِائَةُ حَرَسِيٍّ، وَثَلاثُمِائَةُ شُرَطِيٍّ، فَشَهِدْتُهُ يَقُولُ لِحَرَسِهِ: إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ بِالْقَدَرِ حَاجِزًا، وَبِالأَجَلِ حَارِسًا، مَنْ أَقَامَ مِنْكُمْ فَلَهُ عَشَرَةُ دَنَانِيرَ، ومن شاء فليلحق بأهله.
__________
[1] حلية الأولياء 5/ 259.
[2] في: النهاية في غريب الحديث: الكبل: فرو كبير. وفي البداية والنهاية: كان يلبس الفروة الغليظة.
[3] انظر الخبر مطوّلا في: المعرفة والتاريخ 1/ 579.
[4] ص 311 رقم 890.
[5] والخبر في حلية الأولياء 5/ 259، وسيرة عمر لابن عبد الحكم 52، ولابن الجوزي 58.
[6] المعرفة والتاريخ 1/ 579.

(7/200)


إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: اشْتَهَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ تُفَّاحًا، فَأَهْدَى لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ تُفَّاحًا، فَقَالَ: مَا أَطْيَبَ رِيحَهُ وَأَحْسَنَهُ، ارْفَعْهُ يَا غُلامُ لِلَّذِي أَتَى بِهِ، وَأَقْرِئْ فُلانًا السَّلامَ، وَقُلْ لَهُ: إِنَّ هَدِيَّتَكَ وَقَعَتْ عِنْدَنَا بِحَيْثُ نُحِبُّ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ابْنُ عَمِّكَ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، وَقَدْ بَلَغَكَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنَّ الْهَدِيَّةَ كَانَتِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَدِيَّةً، وَهِيَ الْيَوْمِ لَنَا رِشْوَةٌ.
ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ لِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ أَبِيكَ، سَمُرْتُ عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَعَشِي السِّرَاجُ، فَقَالَ لِي: مَا تَرَى السِّرَاجَ قَدْ عَشِيَ، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: وَإِلَى جَانِبِه وَصِيفٌ رَاقِدٌ، قُلْتُ: أَلا أُنَبِّهُهُ؟ قَالَ: لا، قُلْتُ: أَفَلا أَقُومُ؟ قَالَ: لَيْسَ مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ اسْتِخْدَامُهُ ضَيْفَهُ، فَقَامَ إِلَى بَطَّةِ الزَّيْتِ وَأَصْلَحَ السِّرَاجَ، ثُمَّ رَجَعَ، وَقَالَ: قُمْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَرَجَعْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] .
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ رَجَاءٍ أَبِي الْمِقْدَامِ الرَّمْلِيِّ، عَنْ نُعَيْمٍ كَاتِبِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْكَلامِ مَخَافَةُ الْمُبَاهَاةِ [2] .
سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ حُكَيْمٍ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِنَّهُ يَكُونُ فِي النَّاسِ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ صَلاةً وَصِيَامًا مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَشَدَّ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِ مِنْ عُمَرَ، كَانَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ قَعَدَ فِي مَسْجِدِهِ، ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ، ثُمَّ يَنْتَبِهُ، فَلا يَزَالُ يَدْعُو رَافِعًا يَدَيْهِ يَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ [3] . رَوَى مثله
__________
[1] المعرفة والتاريخ 1/ 577- 578.
[2] الزهد لابن المبارك 44 رقم 137.
[3] حلية الأولياء 5/ 260، المعرفة والتاريخ 1/ 571 وفيه «حتى تغلبه عينه» .

(7/201)


ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَزَادَ: يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ لَيْلَةِ أَجْمَعَ [1] .
هِشَامُ بْنُ الْغَازِ [2] ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: لَوْ حَلَفْتُ لَصَدَقْتُ، مَا رَأَيْتُ أَزْهَدَ وَلا أَخْوَفَ للَّه مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
أَبُو جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ: ثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٌّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَكَانَ لا يَكَادُ يَبْكِي، إِنَّمَا هُوَ يَنْتَفِضُ أَبَدًا، كَأَنَّ عَلَيْهِ حُزْنُ الْخَلْقِ.
الْفَسَوِيُّ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حَدِّثْنِي، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثًا بَكَى مِنْهُ بُكَاءً شَدِيدًا، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ عَلِمْتُ لَحَدَّثْتُكَ حَدِيثًا أَلْيَنَ مِنْهُ. قَالَ: يَا مَيْمُونُ إِنَّا نَأْكُلُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ الْعَدَسَ، وَهِيَ مَا عَلِمْتَ، مُرِقَّةٌ لِلْقَلْبِ مُعْزِرَةٌ لِلدَّمْعَةِ، مُذِلَّةٌ لِلْجَسَدِ.
عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَجْمَعُ كُلَّ لَيْلَةٍ الْفُقَهَاءَ، فَيَتَذَاكَرُونَ الْمَوْتَ وَالْقِيَامَةَ، ثُمَّ يَبْكُونَ، حَتَّى كَأَنَّ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ جَنَازَةً.
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ وَغَيْرِهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ اضْطَرَبَتْ أَوْصَالُهُ.
قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى [3] : حَدَّثَنِي أَرْطَأَةُ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ:
لَوْ جَعَلْتَ عَلَى طَعَامِكَ أَمِينًا لا تُغْتَالُ، وَحَرَسًا إِذَا صَلَّيْتَ، وَتَنَحَّ عَنِ الطَّاعُونَ، قَالَ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ إِنِّي أَخَافُ يَوْمًا دُونَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فلا تؤمّن خوفي.
__________
[1] العبارة في: الزهد لابن المبارك 308 رقم 884: «فيفعل مثل ذلك ليلته أجمع» ، وانظر حلية الأولياء 5/ 260.
[2] في الأصل «الغار» ، وهو: هشام بن الغاز بن ربيعة. أبو العباس الصيداوي المتوفى سنة 153 هـ. وكان على بيت مال أبي جعفر المنصور. (انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا:
«موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- ق 1 ج 5/ 146- 148 رقم 1771 طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء ببيروت 1984) .
[3] هو: أبو مطيع الأطرابلسي، من أهل طرابلس الشام المتوفى بعد سنة 170 هـ. (انظر عن ترجمته ومصادرها في موسوعة علماء المسلمين ... ق 1 ج 5/ 77- 85 رقم 1692) .

(7/202)


رَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: لَقِيَنِي يَهُودِيٌّ فَقَالَ:
إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَيَلِي، ثُمَّ لَقِيَنِي آخِرَ وِلايَةِ عُمَرَ، فَقَالَ: صَاحِبُكَ قَدْ سُقِيَ فَمُرْهُ فَلْيَتَدَارَكْ، فَأَعْلَمْتُ عُمَرَ، فَقَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، مَا أَعْلَمَهُ؟ لَقَدْ عَلِمْتُ السَّاعَةَ الَّتِي سُقِيتُ فِيهَا، وَلَوْ كَانَ شِفَائِي أَنْ أَمْسَحَ شَحْمَةَ أُذُنِي وَأُوتَى بِطِيبٍ فَارْفَعْهُ إِلَى أَنْفِي مَا فَعَلْتُ. رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْهُ، وَلَكِنَّ بَعْضُهُمْ قَالَ:
عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ، بَدَلَ الْوَلِيدِ [1] .
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ مُشْكَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا يَقُولُ النَّاسُ فِيَّ؟ قُلْتُ: يَقُولُونَ مَسْحُورٌ، قَالَ: مَا أَنَا بِمَسْحُورٍ، ثُمَّ دَعَا غُلامًا لَهُ فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُسْقِينِي السُّمَّ؟
قَالَ: أَلْفُ دِينَارٍ أُعْطِيتُهَا، عَلَى أَنْ أُعْتَقَ، قَالَ: هَاتِهَا، فَجَاءَ بِهَا، فَأَلْقَاهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ، وَقَالَ: اذْهَبْ حَيْثُ لا يَرَاكَ أَحَدٌ.
قُلْتُ: كَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ قَدْ تَبَرَّمَتْ بِعُمَرَ، لِكَوْنِهِ شَدَّدَ عَلَيْهِمْ، وَانْتَزَعَ كَثِيرًا مِمَّا فِي أَيْدِيهِمْ مِمَّا قَدْ غَصَبُوهُ، وَكَانَ قَدْ أَهْمَلَ التَّحَرُّزَ، فَسَقَوْهُ السُّمَّ.
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَبُوكَ عِنْدَ مَوْتِهِ؟ فَقَالَ: كَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ أَنَا، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَعَاصِمٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَكُنَّا أُغَيْلِمَةً، فَجِئْنَا كَالْمُسَلِّمِينَ عَلَيْهِ وَالْمُوَدِّعِينَ لَهُ، فَقِيلَ لَهُ:
تَرَكْتَ وَلَدَكَ لَيْسَ لَهُمْ مَالٌ، وَلَمْ تُؤْوِهِمْ إِلَى أَحَدٍ! فَقَالَ: مَا كُنْتُ لَأُعْطِيَهُمْ مَا لَيْسَ لَهُمْ، وَمَا كُنْتُ لِآخُذَ مِنْهُمْ حَقًّا هُوَ لَهُمْ، وَإِنَّ وَلِيِّي فِيهِمُ اللَّهُ الَّذِي يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، وَإِنَّمَا هُمْ أَحَدُ رَجُلَيْنِ، رَجُلٌ صَالِحٌ أَوْ فَاسِقٌ، وَقِيلَ إِنَّ الَّذِي كَلَّمَهُ فِيهِ خَالُهُمْ مُسْلِمَةُ [2] .
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عبد العزيز: يا أمير المؤمنين،
__________
[1] المعرفة والتاريخ 1/ 605.
[2] صفة الصفوة 2/ 125 وفيه العبارة مختلفة، وانظر سيرة عمر لابن الجوزي 319، والمعرفة والتاريخ 1/ 620.

(7/203)


لَوْ أَتَيْتَ الْمَدِينَةَ، فَإِنْ مُتَّ دُفِنْتَ فِي مَوْضِعِ الْقَبْرِ الرَّابِعِ، مَوْضِعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لِأَنْ يُعَذِّبَنِي اللَّهُ بِكُلِّ عَذَابٍ إِلا النَّارَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنِّي أَنِّي أَرَانِي لِذَلِكَ الْمَوْضِعِ أَهْلا [1] . رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ مِثْلَهُ.
جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ حُكَيْمٍ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُمَرَ فِي مَرَضِهِ يَقُولُ: اللَّهمّ أَخْفِ عَلَيْهِمْ أَمْرِي وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: أَلا أَخْرُجُ عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَمْ تَنَمْ، فَخَرَجْتُ عَنْهُ، فَجَعَلْتُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 28: 83 [2] . مِرَارًا، ثُمَّ أَطْرَقَ فَلَبِثَ طَوِيلا لا يُسْمَعُ لَهُ حِسٌّ، فَقُلْتُ لِوَصِيفٍ: وَيْحَكَ انْظُرْ، فَلَمَّا دَخَلَ صَاحَ، فَدَخَلْتُ فَوَجَدْتُهُ مَيِّتًا، قَدْ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقِبْلَةِ، وَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى فِيهِ، وَالأُخْرَى عَلَى عَيْنَيْهِ [3] .
هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ الرَّقِّيُّ: ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: اخْرُجُوا عَنِّي، فَقَعَدَ مُسْلِمَةُ، وَفَاطِمَةُ عَلَى الْبَابِ، فَسَمِعُوهُ يَقُولُ: مَرْحَبًا بِهَذِهِ الْوُجُوهِ، لَيْسَتْ بِوُجُوهِ إِنْسٍ وَلا جَانٍّ، ثُمَّ قَالَ: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ 28: 83 الآيَةَ، ثُمَّ هَدَأَ الصَّوْتُ، فَقَالَ مُسْلِمَةُ لِفَاطِمَةَ: قَدْ قُبِضَ صَاحِبُكِ، فَدَخَلُوا فَوَجَدُوهُ قَدْ قُبِضَ [4] .
رَوَى هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ خَالِدٍ الرَّبَعِيِّ قال: إنّا نجد في التّوراة أنّ
__________
[1] سيرة عمر لابن الجوزي 323، الطبقات الكبرى 5/ 404، المعرفة والتاريخ 1/ 608.
[2] سورة القصص، الآية 83.
[3] حلية الأولياء 5/ 335، سيرة عمر لابن الجوزي 325- 326، وسيرته للآجري 83، الطبقات الكبرى 5/ 407.
[4] راجع المصادر السابقة.

(7/204)


السّماوات وَالأَرْضَ تَبْكِي عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أربعين صَبَاحًا [1] . جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مَاتَ خَيْرُ النَّاسِ [2] . سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الأَقْطَعِ: ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الْخَصِيُّ غُلامُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: بَعَثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِدِينَارَيْنِ إِلَى أَهْلِ الدَّيْرِ، فَقَالَ: إِنْ بِعْتُمُونِي مَوْضِعَ قَبْرِي، وَإِلا تَحَوَّلْتُ عَنْكُمْ [3] .
ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، أَنَّ صَالِحَ بْنَ عَلِيٍّ لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ سَأَلَ عَنْ قَبْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُهُ، حَتَّى دُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَقَالَ: قَبْرُ الصِّدِّيقِ تُرِيدُونَ، هُوَ فِي تِلْكَ الْمَزْرَعَةِ [4] .
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ» [5] وَغَيْرُهُ: أَنَا عَبَّادُ بْنُ عَمْرٍو الْوَاشِجِيُّ:
ثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ- لَقِيتُهُ مِنْ نَحْوِ خَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَ فَاضِلا خَيِّرًا- عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نُسَوِّي التُّرَابَ عَلَى قَبْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، إِذْ سَقَطَ عَلَيْنَا كِتَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَانٌ مِنَ اللَّهِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنَ النَّارِ [6] .
الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْذَمِيُّ [7] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ عُمَرَ تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، بِدَيْرِ سَمْعَانَ، مِنْ أَعْمَالِ حِمْصٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ يَزِيدُ [8] بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وهو ابن تسع وثلاثين سنة وستّة
__________
[1] وفي سيرة عمر لابن الجوزي 329 رواية فيها «أربعين سنة» .
[2] وفي السيرة لابن الجوزي 329 قال: «إنا للَّه وإنا إليه راجعون، يا صاحب كل خير» .
[3] السير 323، الطبقات الكبرى 5/ 404- 405.
[4] السيرة 331.
[5] ج 5/ 407.
[6] السيرة 328، وفي سير أعلام النبلاء للمؤلّف 5/ 144 قوله: «قلت» مثل هذه الآية لو تمّت لنقلها أهل ذاك الجمع، ولما انفرد بنقلها مجهول، مع أن قلبي منشرح للشهادة للعمر أنه من أهل الجنة» .
[7] القحذمي: بفتح القاف وسكون الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة. نسبة إلى جدّ أبي عبد الرحمن الوليد بن هشام بن قحذم القحذمي البصري. (اللباب 3/ 16) .
[8] ويقال: مسلمة بن عبد الملك. (انظر سيرة عمر لابن الجوزي 328، سير أعلام النبلاء

(7/205)


أَشْهُرٍ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ: تُوُفِّيَ بِدَيْرِ سَمْعَانَ، لِعَشْر بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ، وَآخَرُونَ قَالُوا: فِي رَجَبٍ، وَلَمْ يُؤَرِّخُوا الْيَوْمَ.
وَمَنَاقِبُهُ طَوِيلَةٌ اكْتَفَيْنَا بِهَذَا.
197- (عُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ) [1] خ م- مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ.
عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَسَفِينَةَ، وَابْنِ سَفِينَةَ، وَنَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأَخُوهُ سَعْدِ بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
198- عُمَرُ بْنُ عُبَيْرَةَ [2] ابْنِ مُعَيَّةَ [3] بْنِ سُكَيْنٍ، أَبُو الْمُثَنَّى الْفَزَارِيُّ أَمِيرُ الْعِرَاقَيْنِ، وليهما ليزيد ابن عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ هِشَامٌ عَزَلَهُ. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ غَزَا مُسْلِمَةُ الْقُسْطَنْطِينِيَةَ، وَكَانَ عَلَى أَهْلِ الْبَحْرِ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ.
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: وَجُمِعَتْ إِمْرَةُ الْعِرَاقِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ لابْنِ هُبَيْرَةَ، فرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ جَمَعَ فُقَهَاءَ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَكْتُبُ إِلَيَّ فِي أُمُورٍ أَعْمَلُ بها؟
__________
[5] / 144) .
[1] الطبقات لخليفة 265، التاريخ الكبير 6/ 188 رقم 2126، تاريخ الثقات 360 رقم 1245، الجرح والتعديل 6/ 130 رقم 706، مشاهير علماء الأمصار 133 رقم 1043، تهذيب الكمال 2/ 1022، الكاشف 2/ 277 رقم 4169، تهذيب التهذيب 7/ 493 رقم 816، تقريب التهذيب 2/ 62 رقم 499، خلاصة تذهيب التهذيب 285- 286.
[2] تاريخ اليعقوبي 2/ 299، تاريخ خليفة 314- 315، المعارف 408، مروج الذهب 4/ 37، تاريخ الرسل والملوك 6/ 523 و 530، العيون والحدائق 3/ 31 و 75 و 81- 87، تاريخ دمشق 36/ 195- 198 (مخطوطة التيمورية) ، الكامل في التاريخ 5/ 97- 98 و 103، وفيات الأعيان 2/ 71 و 72 و 203 و 204 و 229 و 3/ 203 و 204 و 229 و 3/ 15 و 488 و 6/ 243 و 280- 282 و 313، خزانة الأدب 3/ 144، سير أعلام النبلاء 4/ 562 رقم 221.
[3] في الأصل، وفي سير أعلام النبلاء 4/ 562 «معاوية» ، وما أثبتناه عن وفيات الأعيان 6/ 313 في ترجمة ابنه يزيد. وهو تصغير معاوية.

(7/206)


فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: أَنْتَ مَأْمُورٌ، وَالتَّبِعَةُ عَلَى مَنْ أَمَرَكَ، فَأَقْبَلَ ابْنُ هُبَيْرَةَ عَلَى الْحَسَنِ فَقَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قَدْ قَالَ هَذَا، قَالَ: فَقُلْ أَنْتَ، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَكَأَنَّكَ بِمَلَكِ الْمَوْتِ قَدْ أَتَاكَ فَاسْتَنْزَلَكَ عَنْ سَرِيرِكَ هَذَا، وَأَخْرَجَكَ مِنْ سَعَةِ قَصْرِكَ إِلَى ضِيقِ قَبْرِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ يُنَجِّيكَ مِنْ يَزِيدَ، وَلا يُنَجِّيكَ يَزِيدُ مِنَ اللَّهِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تعرض للَّه بِالْمَعَاصِي، فَإِنَّهُ لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ، قَالَ: فَخَرَجَ عَطَاؤُهُمْ وَفَضَلَ الْحَسَنُ [1] .
قال ابن عون: أرسل عمر بن هبيرة إلى ابن سيرين، فأتاه فقال: كيف تركت أهل مصر؟ قَالَ: تَرَكْتُهُمْ وَالظُّلْمُ فِيهِمْ فَاشٍ، فَغَضِبَ، وَأَبُو الزِّنَادِ حَاضِرٌ، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنَّهُ شَيْخٌ، إِنَّهُ شَيْخٌ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: لَمَّا استُخْلِفَ هِشَامٌ بَعَثَ عَلَى الْعِرَاقِ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيَّ، فَدَخَلَ وَاسِطَ، وَقَدْ تَهَيَّأَ ابْنُ هُبَيْرَةَ لِلْجُمُعَةِ، وَالْمِرْآةُ فِي يَدِهِ يُسَوِّي عِمَّتَهُ، إِذْ قِيلَ: هَذَا خَالِدُ قَدْ دَخَلَ، فَقَالَ: هَكَذَا تَقُومُ السَّاعَةُ بَغْتَةً، فَأَخَذَهُ خَالِدٌ فَقَيَّدَهُ وَأَلْبَسَهُ عَبَاءَةً، فَقَالَ: بِئْسَ مَا سَنَنْتَ عَلَى أَهْلِ الْعِرَاقِ، أَمَا تَخَافُ أَنْ تُؤْخَذَ بِمِثْلِ هَذَا! قَالَ: فَاكْتَرَى مَوَالِي ابْنِ هُبَيْرَةَ دَارًا نَقَّبُوا مِنْهَا سَرَبًا إِلَى السِّجْنِ، كَمَا ذَكَرْنَا فِي الْحَوَادِثِ. وَقَدْ تَوَلَّى الْعِرَاقَيْنِ أَيْضًا وَلَدُهُ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ.
199- (عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ) [2] بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ. كَانَ لَعَّابًا مُتَنَعِّمًا، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ فَحْلُ بَنِي مَرْوَانَ، لِأَنَّهُ كَانَ يَرْكَبُ مَعَهُ سِتُّونَ ابْنًا لِصُلْبِهِ [3] .
__________
[1] انظر: حلية الأولياء 2/ 149- 150، عيون الأخبار 2/ 141، الإمامة والسياسية 343- 344، التذكرة الحمدونية 1/ 158- 159 رقم 352، محاضرات الأبرار 1/ 117، شرح النهج 16/ 158.
[2] تاريخ خليفة 302 و 311 و 312، المحبّر 25- 26، المعرفة والتاريخ 1/ 575، تاريخ الرسل والملوك 6/ 468 و 496 و 498 و 7/ 169 و 232، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية 13/ 184) معجم بني أميّة 135- 136 رقم 266.
[3] انظر الخبر في: المعارف 359.

(7/207)


200- (عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَدَةَ الْمَصْرِيُّ) [1] ق- مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.
عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ فَقَطْ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ مائة.
201- (عَمْرُو بْنُ هَرِمٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيّ) [2] م ت ن ق- عَنْ: أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْجَرْمِيُّ، وَسَالِمٌ الْمُرَادِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ.
202- (عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) [3] ابْنِ الأَمِيرِ شُرَحْبِيل بْن حَسَنة الكِندي الْمَصْريّ القاضي، أَبُو شُرَحبِيلٍ. رَوَى عَنْ أَبِي خِرَاشٍ، صَحَابِيٌّ.
وَعَنْهُ: عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، وَمُوسَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ قَاضِي مِصْرَ وَصَاحِبَ شُرَطِهَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَقَبْلَهَا، ثُمَّ وُلِّيَ مِصْرَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ.
(عِمْرَانُ بْنُ مِلْحَانَ) ع- هُوَ أَبُو رَجَاءٍ. سَيَأْتِي.
__________
[1] التاريخ الكبير 6/ 378 رقم 2694، المعرفة والتاريخ 2/ 473 و 519، الجرح والتعديل 6/ 266 رقم 1471، تهذيب الكمال 2/ 1054، ميزان الاعتدال 3/ 292 رقم 6467، الكاشف 2/ 298 رقم 4315، المغني في الضعفاء 2/ 491 رقم 4724، تهذيب التهذيب 8/ 116- 117 رقم 192، تقريب التهذيب 2/ 81 رقم 701، خلاصة تذهيب التهذيب 294، حسن المحاضرة 1/ 106.
[2] التاريخ الكبير 6/ 380 رقم 2700، تاريخ الثقات 372 رقم 1292، الجرح والتعديل 6/ 267 رقم 1476، ميزان الاعتدال 3/ 291 رقم 6464، المغني في الضعفاء 2/ 491 رقم 4721، الكاشف 2/ 297 رقم 4310، تهذيب الكمال 2/ 1053، تهذيب التهذيب 8/ 113 رقم 186، تقريب التهذيب 2/ 80 رقم 696، خلاصة تذهيب التهذيب 294.
[3] التاريخ الكبير 6/ 420 رقم 2848، الجرح والتعديل 6/ 301 رقم 1673، الولاة وكتاب القضاة 326- 329.

(7/208)


203- (عمير مولى أمّ الفضل) [1] خ م د ن- وَقِيلَ مَوْلَى ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. عن: ابن عبّاس، وأسامة بن زيد، وأبو جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةَ، وَأُمِّ الْفَضْلِ ابْنَةِ الْحَارِثِ.
وَعَنْهُ سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَالأَعْرَجُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
204- (عَنْبَسَةُ بْنُ سُحَيْمٍ الْكَلْبِيُّ) [2] الأَمِيرُ، مُتَوَلِّي بِلادِ الأَنْدَلُسِ مِنْ قِبَلِ بَنِي أميّة. قال ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ.
205- (عِيَاضُ بن عبد الله) [3] ع- بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ الْعَامِرِيُّ الْحِجَازِيُّ، وَلَدُ أَمِيرِ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ لِعُثْمَانَ، نَشَأَ بِمِصْرَ، الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ.
حَدَّثَ بِمِصْرَ وَالْحِجَازِ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ عُمَرَ.
وعنه: بكير بن الأشج، وزيد بن أسلم، وسعيد المقبري- وهو من أقرانه- وابن عجلان، وإسماعيل بن أمية، وداود بن قيس، وعبيد الله بن عمر، وآخرون.
ثقة حجة.
206- (عيسى بن عاصم الكوفي) [4] د ن ق- عَنِ: الْقَاضِي شُرَيْحٍ،
__________
[1] الطبقات لخليفة 248، التاريخ الكبير 6/ 532 رقم 3227، الجرح والتعديل 6/ 380 رقم 2105، تهذيب الكمال 2/ 1062.
[2] الكامل في التاريخ 5/ 136 و 490، البيان المغرب 1/ 49.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 242، التاريخ الكبير 8/ 21 رقم 94، تاريخ الثقات 378، رقم 1328، الجرح والتعديل 6/ 408 رقم 2284، الثقات لابن حبّان 5/ 264. تهذيب الكمال 2/ 1076، الكاشف 2/ 312- 313 رقم 4425، سير أعلام النبلاء 4/ 516 رقم 208، تهذيب التهذيب 8/ 200- 201 رقم 369، تقريب التهذيب 2/ 96 رقم 857، خلاصة تذهيب التهذيب 301.
[4] التاريخ الكبير 6/ 395 رقم 2756، التاريخ لابن معين 2/ 463، المعرفة والتاريخ 2/ 666، الجرح والتعديل 6/ 283 رقم 1568، تهذيب الكمال 2/ 1080، الكاشف 2/ 315 رقم 4448، تهذيب التهذيب 8/ 216- 217 رقم 399، تقريب التهذيب 2/ 99 رقم 888، خلاصة تذهيب التهذيب 302.

(7/209)


وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وَعَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ.
وَعَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَغَيْرُهُمْ وَكَانَ صَدُوقًا نَزَلَ أَرْمِينِيَّةَ.

(7/210)


[حرف الْفَاءِ]
207- الْفَرَزْدَقُ [1] مُقدَّمُ شُعَرَاءِ الْعَصْرِ: أَبُو فِرَاسٍ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ ناجية
__________
[1] طبقات ابن سلام 1/ 299، الشعر والشعراء 1/ 381- 392 رقم 86، عيون الأخبار 1/ 69 و 124 و 226 و 316 و 318 و 3/ 198 و 4/ 107 و 108 و 110 و 126، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام) 7/ 142) ، الكامل في الأدب 1/ 51 و 70- 72 و 83 و 106 و 129 و 131 و 137 و 216 و 283 و 299 و 262 و 394 و 2/ 49 و 72 و 73 و 77 و 321، معجم الشعراء للمرزباني 465، الأغاني 9/ 324، إلى آخر الجزء، 20/ 109 و 205 و 207 و 211 و 295، و 296 و 365 و 396 و 397 و 21/ 275- 403 و 22/ 16- 17، 19- 21 و 340 و 343، المبهج 64، سمط اللآلئ 44، الموشح 99، معجم الأدباء 19/ 297- 303 رقم 117، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 280 رقم 481، وفيات الأعيان 6/ 86- 100 رقم 784، المعارف 37 و 197 و 337 و 408 و 447 و 536 و 540 و 541 و 557، المعرفة والتاريخ 1/ 596 و 2/ 673، ثمار القلوب 70 و 71 و 73 و 108 و 134 و 136 و 142 و 216 و 217 و 220- 222 و 295 و 279 و 379 و 389 و 411 و 432 و 442 و 452 و 466 و 476 و 495 و 514 و 637 و 665، نزهة الألباء 23 و 27 و 28 و 31 و 65 و 97 و 135 و 265، بدائع البدائه 19- 21 و 24، 25، 63- 65، 89، 288، 328، 330، 353، الفرج بعد الشدة 2/ 166 و 3/ 10 و 283 و 5/ 12، أمالي المرتضى 1/ 58- 69 وانظر فهرس الأعلام 2/ 595، معاهد التنصيص 1/ 45- 56، الأخبار الموفقيات 70 و 227 و 561 و 626، ربيع الأبرار 4/ 110 و 163 و 260 و 348، لباب الآداب 95 و 108 و 267 و 364، الشريشي 1/ 142، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 217، الجمهرة لابن دريد 162، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام 13/ 274) ، الزاهر (انظر فهرس الأعلام) 2/ 649، سير أعلام النبلاء 4/ 590 رقم 226، العبر 1/ 236، خلاصة الذهب المسبوك 37- 40، البداية والنهاية 9/ 265- 266، مرآة الجنان 1/ 238- 242، معجم الشعراء في لسان العرب 319 رقم 822، النجوم الزاهرة 1/ 268، شذرات الذهب 1/ 141، أمالي القالي 2/ 141 و 235، 236 و 307 و 3/ 40 و 76- 77 و 119، الذيل 101 و 120 و 121 و 123.

(7/211)


بْنِ عِقَالٍ التَّمِيمِيُّ [1] الْبَصْرِيُّ. رَوَى عَنْ: عَليّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- وَكَأَنَّهُ مُرْسَلٌ- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَالْحُسَيْنِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَالطِّرِمَّاحِ الشَّاعِرِ.
وَعَنْهُ الْكُمَيْتُ الشَّاعِرُ، وَمَرْوَانُ الأَصْغَرُ، وَخَالِدٌ الحذّاء، وأشعث بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَالصَّعْقُ بْنُ ثَابِتٍ، وَآخَرُونَ، وَابْنُ لَبَطَةَ بْنِ الْفَرَزْدَقِ، وَحَفِيدُهُ أَعْيَنُ بْنُ لَبَطَةَ. وَوَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ، وَسُلَيْمَانَ، وَمَدَحَهُمَا، وَلَمْ أَرَ لَهُ وِفَادَةً عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ. وَذَكَرَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، وَلَمْ يَصِحَّ.
قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ [2] : كَانَ غَلِيظَ الْوَجْهِ جَهْمًا، لُقِّبَ بِالْفَرَزْدَقِ، وَهُوَ الرَّغِيفُ الضَّخْمُ، شُبِّهَ وَجْهُهُ بِذَلِكَ.
قَالَ مُسَدَّدٌ: ثَنَا رِبْعِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعَ الْجَارُودُ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي رِيَاحٍ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ وَثِيلٍ [2] الْفَرَزْدَقُ بِمَاءٍ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ، عَلَى أَنْ يَعْقِرَ هَذَا مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَهَذَا مِائَةً مِنَ الإِبِلِ إِذَا وَرَدْتُ الْمَاءَ، فَلَمَّا وَرَدَتْ قَامَا إِلَيْهَا بِالسُّيُوف يَكْسَعَانِ عَرَاقِيبَهَا، فَخَرَجَ النَّاسُ عَلَى الْحَمِيرِ وَالْبِغَالِ يُرِيدُونَ اللَّحْمَ، وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْكُوفَةِ، فَخَرَجَ عَلَى بَغْلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُنَادِي: لا تَأْكُلُوا مِنْ لُحُومِهَا فَإِنَّهُ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ [3] .
قَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ بِالْبَادِيَةِ أَحْسَنَ دِينًا مِنْ صَعْصَعَةَ جَدِّ الْفَرَزْدَقِ، وَلَمْ يُهَاجِرْ، وَهُوَ الَّذِي أَحْيَا الْوَئِيدَةَ، وَبِهِ يَفْتَخِرُ الْفَرَزْدَقُ حَيْثُ يَقُولُ:
وَجَدِّي الَّذِي مَنَعَ الْوَائِدَاتِ ... فَأَحْيَا الْوَئِيدَ فَلَمْ يُوأَدْ
فَقِيلَ: إِنَّهُ أَحْيَا أَلْفَ مَوْءُودَةٍ، وحمل على ألف فرس [4] . وقد روى
__________
[1] الجمهرة 162.
[2] في الأصل: أثال، والتصويب من: معجم ما استعجم 3/ 845، ومعجم البلدان 3/ 431 (في مادّة صوأر) ، ووفيات الأعيان 6/ 86، والأصمعيّات 73 (طبعة ليبزغ 1902) ، وأمالي القالي 2/ 120 و 3/ 52- 54، وذيل الأمالي 103.
واسمه: سحيم بن وثيل الرياحي. والوثيل: الرشاء الضعيف.
[3] الحكاية في النقائض 414 (طبعة ليدن 1070) ، أمالي القالي 3/ 52- 54، معجم البلدان 3/ 431، خزانة الأدب 1/ 461.
[4] وفيات الأعيان 6/ 89، الأغاني 21/ 280.

(7/212)


الرُّويَانِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ» حَدِيثَ وِفَادَةِ صَعْصَعَةَ بْنِ نَاجِيَةَ الْمُجَاشِعِيِّ، وَأَنَّهُ جَدُّ الْفَرَزْدَقِ.
رَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْفَرَزْدَقِ، فَتَحَرَّكَ، فَإِذَا فِي رِجْلَيْهِ قَيْدٌ، قُلْتُ: مَا هَذَا يَا أَبَا فِرَاسٍ؟ قَالَ: حَلَفْتُ أَنْ لا أُخْرِجُهُ مِنْ رِجْلِي حَتَّى أَحْفَظَ الْقُرْآنَ [1] .
وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ: لَمْ أَرَ بَدَوِيًّا أَقَامَ بِالْحَضَرِ إِلا فَسَدَ لِسَانُهُ غَيْرُ رُؤْبَةَ وَالْفَرَزْدَقِ. وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: كَانَ الْفَرَزْدَقُ أَشْعَرَ النَّاسِ. وَقَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ النَّحْوِيُّ: مَا شَهِدْتُ مَشْهَدًا قَطُّ، وَذُكِرَ فِيهِ جَرِيرٌ وَالْفَرَزْدَقُ فَأَجْمَعَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ وَأَهْلُهُ عَلَى أَحَدِهِمَا، وَكَانَ يُونُسُ يُقَدِّمُ الْفَرَزْدَقَ بِغَيْرِ إِفْرَاطٍ.
وَقَالَ ابْنُ دَابٍ: الْفَرَزْدَقُ أَشْعَرُ عَامَّةً، وَجَرِيرُ أَشْعَرُ خَاصَّةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: أَتَى الْفَرَزْدَقُ الْحَسَنَ فَقَالَ: إِنِّي هَجَوْتُ إبليس، فاسمع. قال: لا حاجة لنا بما تَقُولُ، قَالَ: لَتَسْمَعَنَّ أَوْ لأَخْرُجَنَّ فَلأَقُولَنَّ لِلنَّاسِ: إِنَّ الْحَسَنَ يَنْهَى عَنْ هِجَاءِ إِبْلِيسَ، قَالَ: اسْكُتْ فَإِنَّكَ عَنْ لِسَانِهِ تَنْطِقُ.
وَقِيلَ لابْنِ هُبَيْرَةَ: مَن سَيِّدُ أَهْلِ الْعِرَاقِ؟ قَالَ: الْفَرَزْدَقُ هَجَانِي مَلِكًا، وَمَدَحَنِي سُوقَةً [2] .
رَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو قَالَ: دَخَلَ الْفَرَزْدَقُ عَلَى بِلالِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ فَقَالَ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لِلْيَمَنِ إِلا أَبُو مُوسَى حَجَمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَمَ بِلالُ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ: تَرَى أَنَّهُ ذَهَبَ عَلَى هَذَا، أَوَلَيْسَ كَثِيرٌ لِأَبِي مُوسَى أَنْ يَحْجِمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَا فَعَلَ هَذَا قَبْلَ ذَلِكَ وَلا بَعْدَهُ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ: أَبُو مُوسَى كَانَ أَعْلَمَ باللَّه مِنْ أَنْ يُجَرِّبَ الْحِجَامَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
__________
[1] جاء في معجم الشعراء للمرزباني 486: «وفد غالب على علي بن أبي طالب ومعه ابنه الفرزدق.. ثم قال له: من هذا الفتى؟ قال: ابني الفرزدق، وهو شاعر، قال: علّمه القرآن فإنه خير له من الشعر، فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيّد نفسه..» .
[2] ربيع الأبرار 4/ 163- 164، الأغاني 20/ 397 وفيه: «هجاني أميرا، ومدحني أسيرا» .

(7/213)


وَكَانَ الْفَرَزْدَقُ زِيرَ نِسَاءٍ وَصَاحِبَ زِيٍّ عَلَى مَا ذَكَرَ الْجَاحِظُ، وَقَالَ:
وَكَانَ لا يُحْسِنُ بَيْتًا وَاحِدًا فِي صِفَاتِهِنَّ وَاسْتِمَالَةِ أَهْوَائِهِنَّ، وَلا فِي صِفَّةِ عِشْقٍ وَتَبَارِيحِ حُبٍّ، وَجَرِيرٌ ضِدَّهُ فِي إِرَادَتِهِنَّ، وَخِلافَهُ فِي وَصْفِهِنَّ، أَحْسَنُ خَلْقِ اللَّهِ تَشْبِيبًا، وَأَجْوَدُهُمْ نَسِيبًا، وَهَذَا ظَاهِرٌ مَعْرُوفٌ.
الأصمعيّ: ثنا أبو مودود، ثنا شفقل راوية الْفَرَزْدَقِ قَالَ: طَلَّقَ الْفَرَزْدَقُ امْرَأَتَهُ النَّوَّارَ ثَلاثًا، وَقَالَ لِي: يَا شَفْقَلُ، امْضِ بِنَا إِلَى الْحَسَنِ [1] حَتَّى نُشْهِدَهُ عَلَى طَلاقِ نَوَّارٍ، قُلْتُ: أَخْشَى أَنْ يَبْدُو لَكَ فِيهَا، فَيَشْهَدُ عَلَيْكَ الْحَسَنُ فَتُجْلَدُ وَيُفَرِّقُ بَيْنَكُمَا، فَقَالَ: لا بدَ مِنْهُ، فَمَضَيْنَا إِلَى الْحَسَنِ فِي حَلَقَتِهِ، فَقَالَ لَهُ الْفَرَزْدَقُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، عَلِمْتَ أَنِّي قَدْ طَلَّقْتُ النَّوَّارَ ثَلاثًا، فَقَالَ: قَدْ شَهِدْنَا عَلَيْكَ، ثُمَّ بَدَا لَهُ بَعْدَ فَأَعَادَهَا، فَشَهِدَ عَلَيْهِ الْحَسَنُ، فَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا، فَأَنْشَأَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ:
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الْكُسَعِيِّ لَمَّا ... مَضَتْ [2] مِنِّي مُطَلَّقَةً نَوَّارُ
وَكَانَتْ جَنَّتِي فَخَرَجْتُ مِنْهَا ... كَآدَمَ حِينَ أَخْرَجَهُ الضِّرَارُ
فَلَوْ أَنِّي مَلَكْتُ يَدِي وَقَلْبِي [3] ... لَكَانَ عَلَيَّ لِلْقَدَرِ الْخِيَارُ
[4] وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ النَّوَّارَ مَاتَتْ، فَخَرَجَ الْحَسَنُ فِي جَنَازَتِهَا، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، يَقُولُ النَّاسُ حَضَرَ هَذِهِ الْجَنَازَةَ خَيْرُ النَّاسِ وَشَرُّ النَّاسِ، فقال الحسن: لست بخير الناس ولست بشرهم، مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ يَا أَبَا فِرَاسٍ؟ قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُنْذُ ثَمَانِينَ سَنَةً، وَفِي رِوَايَةٍ:
مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً، قَالَ الْحَسَنُ: نَعَمِ الْعُدَّةُ، ثُمَّ أَنْشَأَ الْفَرَزْدَقُ يَقُولُ:
أَخَافُ وَرَاءَ الْقَبْرِ إِنْ لَمْ يُعَافِنِي ... أَشَدَّ مِنَ الْقَبْرِ الْتِهَابًا وَأَضْيَقَا
إِذَا جَاءَنِي يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَائِدٌ ... عَنِيفٌ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ [5] الفرزدقا
__________
[1] أي الحسن البصري المشهور.
[2] في طبقات الشعراء لابن سلّام ووفيات الأعيان: «غدت» .
[3] في طبقات الشعراء ولو ضنّت يداي بها ونفسي.
[4] والأبيات الثلاثة في الأغاني 21/ 290 بتقديم وتأخير.
[5] في الأغاني 21/ 392 «يقود» .

(7/214)


لَقَدْ خَابَ مِنْ أَوْلادِ آدَمَ [1] مَنْ مَشَى ... إِلَى النَّارِ مَشْدُودَ الْقِلادَةِ أَزْرَقَا
[2] وَفِي رِوَايَةٍ:
يُسَاقُ إِلَى نَارٍ الْجَحِيمِ مُسَرْبَلا ... سَرَابِيلَ قَطِرَانٍ لِبَاسًا مُحْرِقَا
إِذَا شَرِبُوا فِيهَا الْحَمِيمَ [3] رَأَيْتَهُمْ ... يَذُوبُونَ مِنْ حَرِّ الصَّدِيدِ تُمَزَّقَا
قَالَ: فَأَبْكَى الناس. وللفرزدق مما رَوَاهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ قُتَيْبَةَ:
إِنَّ الْمَهَالِبَةَ الْكِرَامَ تَحَمَّلُوا ... دَفْعَ الْمَكَارِهِ عَنْ ذَوِي الْمَكْرُوهِ
زَانُوا قَدِيمَهُمْ بِحُسْنِ حَدِيثِهِمْ ... وَكَرِيمَ أَخْلاقٍ بِحُسْنِ وُجُوهِ
أَبُو الْعَيْنَاءِ: ثَنَا أَبُو زَيْدٍ النَّحْوِيُّ، عن أبي عمرو بن العلاء قال:
حضرت الفرزدق وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ ثِقَةً باللَّه منه، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَمَا أَنْشَدَهُمْ وَلا وَجَدُوهُ كَمَا عَهِدُوهُ، فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ:
أَطْفَأَ وَاللَّهِ الْفَرَزْدَقُ جَمْرَتِي، وَأَسَالَ عَبْرَتِي، وَقَرَّبَ مَنِيَّتِي، ثُمَّ رَدَّ إِلَى الْيَمَامَةِ، فَنُعِيَ لَنَا فِي رَمَضَانَ مِنَ السَّنَةِ.
قُلْتُ: وَكِتَابُ مُنَاقَضَاتِ جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ مَشْهُورٌ، وَفِيهِ كَثِيرٌ مِنْ شِعْرِهِمَا.
208- (فُضَيْلُ بْنُ عَمْرٍو [4] الْفُقَيْمِيُّ) [5] م ت ن ق- أحد علماء الكوفة. روى
__________
[1] هكذا في الأصل وفي الأغاني، أما في معجم الشعراء للمرزباني والبداية والنهاية لابن كثير وطبعة القدسي 4/ 181 نقلا عنهما «دارم» .
[2] الأبيات في الأغاني 21/ 391- 392 بتقديم وتأخير.
[3] في البداية والنهاية 9/ 266 «الصديد» .
[4] الطبقات الكبرى 6/ 334، التاريخ الكبير 7/ 120 رقم 537، تاريخ الثقات 384 رقم 1356، المعرفة والتاريخ 3/ 12 و 109، تاريخ أبي زرعة 1/ 629، الجرح والتعديل 7/ 73 رقم 415، الثقات لابن حبّان 7/ 314، مشاهير علماء الأمصار 165 رقم 1313، تهذيب الكمال 2/ 1102- 1103، الكاشف 2/ 331 رقم 4557، جامع التحصيل 309 رقم 622 (وفيه: الفضل- وهو تصحيف) تهذيب التهذيب 8/ 293 رقم 537، تقريب التهذيب 2/ 113 رقم 66، خلاصة تذهيب التهذيب 310.
[5] الفقيمي: بضم الفاء وفتح القاف وسكون الياء. نسبة إلى فقيم بن جرير بن دارم، بطن من

(7/215)


عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، وَمُجَاهِدٍ، وَمَاتَ شَابًا قَبْلَ أَنْ يَتَكَهَّلَ.
رَوَى عَنْهُ أَخُوهُ الْحَسَنُ، وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَالْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيفَةَ الْمُلائِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ حُجَّةٌ [1] .
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ.
209- (فُضَيْلُ بْنُ فَضَالَةَ الْهَوْزَنِيُّ الشَّامِيُّ) [2] ن- أَرْسَلَ عَنْ:
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وكان ثقة.
__________
[ () ] تميم. (اللباب 2/ 437- 438) .
[1] لم يذكره ابن معين في تاريخه.
[2] التاريخ الكبير 7/ 120 رقم 538، الجرح والتعديل 7/ 74 رقم 420، تهذيب الكمال 2/ 1105، تحفة الأشراف 13/ 331 رقم 1240، الكاشف 2/ 332 رقم 4560، جامع التحصيل 309 رقم 623، تهذيب التهذيب 8/ 298 رقم 543، تقريب التهذيب 2/ 113 رقم 71، خلاصة تذهيب التهذيب 310.

(7/216)


[حرف الْقَافِ]
210- الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر الصِّدّيق [1] ع عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْن عَامِرِ بْن عمرو بْن كعب بن سعد بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ، أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقِيلَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَحَدُ الْأَعْلَامِ. وُلِدَ فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، وَكَانَ خَيْرًا مِنْ أَبِيهِ بِكَثِيرٍ، نَشَأَ بَعْدَ قَتْلِ أَبِيهِ فِي حِجْرِ عَمَّتِهِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَسَمِعَ مِنْهَا، وَمِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَصَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، وَفَاطِمَةَ بنت قيس، وطائفة.
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 187- 194، تاريخ خليفة 338، الطبقات لخليفة 244، التاريخ الكبير 7/ 157 رقم 705، التاريخ الصغير 1/ 241 و 253، التاريخ لابن معين 2/ 482، تاريخ الثقات 387 رقم 1370، المعارف 175 و 178 و 588، المعرفة والتاريخ 1/ 545- 548، تاريخ أبي زرعة 1/ 229، الكنى والأسماء 2/ 101، الجرح والتعديل 7/ 118 رقم 675، المراسيل 176 رقم 323، مشاهير علماء الأمصار 63- 64 رقم 427، حلية الأولياء 2/ 183- 187 رقم 172، طبقات الفقهاء للشيرازي 59، صفة الصفوة 2/ 88- 90 رقم 162، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 55 رقم 62، تهذيب الكمال 2/ 115، تحفة الأشراف 13/ 335 رقم 1245، وفيات الأعيان 4/ 59- 60 رقم 533، سير أعلام النبلاء 5/ 53- 60 رقم 18، تذكرة الحفاظ 1/ 96 رقم 88، الكاشف 2/ 338 رقم 4598، دول الإسلام 1/ 75- 76، العبر 1/ 132، جامع التحصيل 310 رقم 626، نكت الهميان 230، البداية والنهاية 9/ 250، مرآة الجنان 1/ 228- 229، تهذيب التهذيب 8/ 333- 335 رقم 601، تقريب التهذيب 2/ 120 رقم 48، الوفيات لابن قنفذ 90 رقم 101، طبقات الحفاظ 38، خلاصة تذهيب التهذيب 313، شذرات الذهب 1/ 135.

(7/217)


رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَرَبِيعَةُ، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَأَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَآخَرُونَ. وَحَدِيثُهُ أَعْلَى شَيْءٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ، فَإِنَّهُ رَوَى فِي صَحِيحِهِ عَنِ الْقَعْنَبِيِّ، عَنْ أَفْلَحَ عَنْهُ أَحَادِيثَ، وَكَانَ فَقِيهًا إِمَامًا مُجْتَهِدًا وَرِعًا عَابِدًا ثِقَةً حُجَّةً. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: مَا أَدْرَكْنَا أَحَدًا بِالْمَدِينَةِ نُفَضِّلُهُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ [1] .
وَقَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَفْضَلَ مِنَ الْقَاسِمِ، لَقَدْ تَرَكَ مِائَةَ أَلْفٍ هِيَ لَهُ حَلالٌ، وَرَأَيْتُ عَلَيْهِ قَلَنْسُوَةَ خَزٍّ. رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ وُهَيْبٍ، سَمِعَ أَيُّوبَ يَقُولُ ذَلِكَ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ ثَلاثَةٌ: الْقَاسِمُ، وَعُرْوَةُ، وعمرة. وقال عليّ بن الْمَدِينِيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ- وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ- أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ- وَكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ- فَذَكَرَ حَدِيثًا.
وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَعْلَمَ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ [2] .
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أبيه قال: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالسُّنَةِ مِنَ الْقَاسِمِ بن محمد [3] . وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ تَرْجَمَةً مُشَبَّكَةً بِالذَّهَبِ.
ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قال: سَبْعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ نُظَرَاءُ، إِذَا اخْتَلَفُوا أُخِذَ بِقَوْلِ أَحَدِهِمْ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَالْقَاسِمُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ. وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: صَارَت الفتوى إلى أبي
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 184.
[2] حلية الأولياء 2/ 184 وفيه «أفضل من..» .
[3] صفة الصفوة 2/ 89.

(7/218)


سَلَمَةَ، وَالْقَاسِمِ، وَسَالِمٍ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: فُقَهَاءُ الْمَدِينَةِ عَشَرَةٌ، فَذَكَرَ مِنْهُمُ الْقَاسِمَ.
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ: ثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ أَمْ سَالِمٌ؟ قَالَ: ذَاكَ مَنْزِلُ [1] سَالِمٍ، لَمْ يَزِدْهُ عَلَى ذَا.
ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحَدَّ ذِهْنًا مِنَ الْقَاسِمِ، إِنْ كَانَ لَيَضْحَكُ مِنْ أَصْحَابِ الشُّبَهِ كَمَا يَضْحَكُ الْفَتَى. خَالِدُ بْنُ خِرَاشٍ: ثَنَا مَالِكٌ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ رَجُلا عَاقِلا، وَكَانَ ابْنُهُ يُحَدِّثُ عَنْهُ أَنَّ الذُّنُوبَ لاحِقَةٌ بِأَهْلِهَا.
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ: سَمِعْتُ يَحْيَى يَسْأَلُ الْقَاسِمَ فَيَقُولُ: لا أَدْرِي، لا أَعْلَمُ. فَلَمَّا أَكْثَرَ قَالَ: وَاللَّهِ لا نَعْلَمُ كُلَّ مَا تَسْأَلُونَا عَنْهُ [2] .
حَمَّادٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: لِأَنْ يَعِيشُ الرَّجُلُ جَاهِلا بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ حَقَّ اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَقُولَ مَا لا يَعْلَمُ [3] . قَالَ مَالِكٌ: مَا حَدَّثَ الْقَاسِمُ مِائَةَ حَدِيثٍ. قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: لَوْ كَانَ لِي فِي الأَمْرِ شَيْءٌ لَوَلَّيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْخِلافَةِ [4] .
قُلْتُ: إِنَّمَا بَايَعُوا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِالْخِلافَةِ مَشْرُوطًا بِأَنَّ الأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ لِيَزِيدَ، فَلِهَذَا قَالَ: لَوْ كَانَ لِي مِنَ الأَمْرِ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَوْ كَانَ إِلَيَّ أَنْ أَعْهَدَ مَا عَدَوْتُ أَحَدَ رَجُلَيْنِ: صَاحِبُ الأَحْوَصِ، يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ بْنَ أُمَّيَةَ، وَكَانَ خيارا، أو أعيمش بني تيم، يعني
__________
[1] في الأصل «متروك» ، والتصويب من: صفة الصفوة 89، حلية الأولياء 2/ 184.
[2] حلية الأولياء 2/ 184، صفة الصفوة 2/ 89.
[3] حلية الأولياء 2/ 184، صفة الصفوة 2/ 89.
[4] صفة الصفوة 2/ 88.

(7/219)


الْقَاسِمَ. قَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: فَبَلَغَتِ الْقَاسِمَ فَقَالَ: إِنَّ الْقَاسِمَ لَيَضْعُفُ عَنْ أَهْلِيهِ فَكَيْفَ بِأَمْرِ الأُمَّةِ.
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ الْقَاسِمُ مِمَّنْ يَأْتِي بِالْحَدِيثِ بِحُرُوفِهِ [1] . ابْنُ وَهْبٍ:
ثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ لا يَكَادُ يَرُدُّ عَلَى أَحَدٍ وَلا يَعِيبُ عَلَيْهِ، فَتَكَلَّمَ رَبِيعَةُ يوما فأكثر، فلما قام القاسم وهو متّكئ عَلَيَّ قَالَ لِي: لا أَبًا لِغَيْرِكَ، أَتَرَى النَّاسَ كَانُوا غَافِلِينَ عَمَّا يَقُولُ صَاحِبُنَا؟.
حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ [2] قَالَ: أَرْسَلَنِي عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ إِلَى الْقَاسِمِ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ لا يُفَسِّرُ، يَعْنِي الْقُرْآنَ [3] . وَعَنْ أَبِي الزِّنَادِ قَالَ: مَا كَانَ الْقَاسِمُ يُجِيبُ إِلا فِي الشَّيْءِ الظَّاهِرِ [4] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: إِنَّ الْقَاسِمَ قَالَ فِي شَيْءٍ: أَرَى وَلا أَقُولُ إِنَّهُ الْحَقُّ [5] .
وَقَالَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ، وَسَالِمًا يَلْعَنَانِ الْقَدَرِيَّةُ [6] .
قَالَ زَيْدُ بْنُ يَحْيَى الدِّمَشْقِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ يُمْلِي عَلَيَّ أَحَادِيثَ، فَقَالَ: إِنَّ الأَحَادِيثَ كَثُرَتْ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَأَنْشَدَ النَّاسَ أَنْ يَأْتُوهُ بِهَا، فَلَمَّا أَتَوْهُ بِهَا أَمَرَ بِتَحْرِيقِهَا، ثم قال: مثناة
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 187.
[2] في طبعة القدسي 4/ 184 «قنة» بالنون، والتصحيح من: تبصير المنتبه 1122.
[3] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 187.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 187.
[5] المصدر نفسه.
[6] الطبقات الكبرى 5/ 188.

(7/220)


كَمَثْنَاةِ [1] أَهْلِ الْكِتَابِ! قَالَ: فَمَنَعَنِي الْقَاسِمُ يَوْمَئِذٍ أَنْ أَكْتُبَ حَدِيثًا [2] .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ مَجْلِسُ الْقَاسِمِ وَسَالِمٍ فِي الْمَسْجِدِ وَاحِدًا، ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ بَعْدَهُمَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثُمَّ جَلَسَ فِيهِ بَعْدَهُمَا مَالِكٌ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ [3] .
أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: اخْتِلافُ الصُّحْبَةِ رَحْمَةٌ [4] . مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ، ابْنُ أَبِي الْمَوَّالِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ يَأْتِي الْمَسْجِدَ أَوَّلَ النَّهَارِ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَجْلِسُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَسْأَلُونَهُ [5] .
سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ رَبِيعَةَ، قَالَ: كَانَ الْقَاسِمُ قَدْ ضَعُفَ جِدًّا، فَكَانَ يَرْكَبُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى يَأْتِيَ مَسْجِدَ مِنًى، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَسْجِدِ، فَيَمْشِي مِنْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ إِلَى الْجِمَارِ وَيَرْمِيهَا [6] .
قَالَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ خَاتَمًا مِنْ وَرِقٍ حَلَقَةً فِيهَا اسْمُهُ، فِي خِنْصَرِه الْيُسْرَى [7] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ هلال: رأيت القاسم لا يخفي شَارِبَهُ جِدًّا [8] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا خَالِدُ بن إلياس قال: رأيت على القاسم جُبَّةَ خَزٍّ، وَكِسَاءَ خَزٍّ، وَعِمَامَةَ خَزٍّ [9] . وَقَالَ أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ: كَانَ الْقَاسِمُ يَلْبِسُ جُبَّةَ خَزٍّ [10] . وَقَالَ الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ وعليه جبّة خزّ صفراء، ورداء مقبّب [11] .
__________
[1] المثناة: كتاب وضعه أحبار بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 188.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 188.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 189.
[5] المصدر نفسه.
[6] المصدر 5/ 190.
[7] المصدر 5/ 190.
[8] المصدر 5/ 190.
[9] المصدر 5/ 191.
[10] المصدر نفسه.
[11] وفي الطبقات 5/ 191 «مبتّت» .

(7/221)


وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْعَلاءِ قَالَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَرَأَيْتُ عَلَى رَحْلِهِ قَطِيفَةً مِنْ خَزٍّ، غَبْرَاءَ، وَعَلَيْهِ رِدَاءٌ مُعَصْفَرٌ [1] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَيْدٍ: دَخَلْتُ عَلَى الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ فِي قَبَّوَةٍ [2] مُعَصْفَرةٍ، وَتَحْتَهُ فِرَاشٌ مُعَصْفَرٌ. وَقَالَ مَعْنٌ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الْقَاسِمِ، عِمَامَةً بَيْضَاءَ، قَدْ سَدَلَ خَلْفَهُ مِنْهَا أَكْثَرَ مِنْ شِبْرٍ [3] .
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ الْقَاسِمُ يَخْضِبُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِالْحِنَّاءِ [4] . وَقَالَ آخَرُ: لَمْ أَرَهُ يَخْضِبُ [5] . وَقَالَ فِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ: رَأَيْتُ الْقَاسِمَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ [6] . وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ [7] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: مَاتَ الْقَاسِمُ بِقُدَيْدٍ، فَقَالَ: كَفِّنُونِي فِي ثِيَابِي الَّتِي كُنْتُ أُصَلِّي فِيهَا، قَمِيصِي وَإِزَارِي وَرِدَائِي، هَكَذَا كُفِّنَ أَبُو بَكْرٍ، وَالْحَيُّ أَحْوَجُ إِلَى الْجَدِيدِ [8] .
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: أَوْصَى الْقَاسِمُ أَنْ لا يُبْنَى [9] عَلَى قَبْرِهِ. وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ: مَاتَ بِقُدَيْدٍ [10] وَدُفِنَ بِالْمُشَلَّلِ [11] ، وَبَيْنَهُمَا ثَلاثَةُ أَمْيَالٍ [12] .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ، وَكَانَ قَدْ ذهب بصره [13] . وقال خليفة [14] :
__________
[1] الطبقات 5/ 191.
[2] في الطبقات 5/ 192 «قبّة» .
[3] الطبقات الكبرى 5/ 192.
[4] الطبقات 5/ 193.
[5] الطبقات 5/ 192.
[6] الطبقات 5/ 193.
[7] القعنبيّ: بفتح القاف وسكون العين وفتح النون. نسبة إلى جدّ أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي من أهل المدينة. (اللباب 3/ 50) .
[8] الطبقات لابن سعد 5/ 193 وفيه تكملة: «والحيّ أحوج إلى الجديد من الميت» .
[9] في الطبقات 5/ 193 «يثني» .
[10] قديد: اسم موضع قرب مكة. (معجم البلدان 4/ 313) .
[11] المشلّل: بالضم ثم الفتح. جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر. (معجم البلدان 5/ 136) .
[12] الطبقات الكبرى 5/ 193- 194.
[13] الطبقات 5/ 194.
[14] الطبقات لخليفة 244.

(7/222)


مَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ، أَوْ أَوَّلِ سَنَةِ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ، وَابْنُ بُكَيْرٍ: سَنَةَ سَبْعٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ، وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ ثَمَانٍ.
وَقِيلَ: سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشَرَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ قَوْلٌ شَاذٌّ.
211- (الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ الشَّامِيُّ) [1] عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ.
وَعَنْهُ: قَيْسُ بْنُ الأَحْنَفِ، وَعُثْمَانُ بْنُ الأَحْنَفِ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي رَوَى عَنْ مُعَاوِيَةَ هُوَ الْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرحمن.
(القاسم بن مخيمرة) في الطبقة الآتية.
212- الْقُطَامِيُّ [2] الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ [3] عَمْرُو [4] بْنُ شُيَيْمٍ، وَيُقَالُ شييم بن عمرو التّغلبي [5] . كان نصرانيا
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 157- 158 رقم 706، المعارف 570، الجرح والتعديل 7/ 118 رقم 676.
[2] القطامي: بضم القاف وفتح الطاء. (اللباب 3/ 44) وقيل: بفتح القاف وضمّها. (معاهد التنصيص 1/ 180) المبهج 28.
[3] الشعر والشعراء 2/ 609- 612 رقم 167، الكامل في الأدب 1/ 37، أمالي القالي 1/ 29 و 176 و 2/ 201 و 211 و 259 و 264 و 295، ذيل الأمالي 128، الأغاني 24/ 16- 50، المؤتلف والمختلف للآمدي 166، معجم الشعراء للمرزباني 244، طبقات الشعراء لابن سلام 452- 457، ثمار القلوب 582، الحيوان للجاحظ 4/ 487، الفرج بعد الشدّة 4/ 73 رقم 388، ربيع الأبرار 4/ 408، جمهرة أنساب العرب 305، أمالي المرتضى 1/ 203 و 361 و 418 و 2/ 18، جمهرة الأشعار 316، لباب الآداب 426، المبهج 28، تهذيب الأغاني 4/ 41- 55، معاهد التنصيص 1/ 180- 184، خزانة الأدب 2/ 370، معجم الشعراء في لسان العرب 329 رقم 850، بروكلمن 1/ 236- 237، ديوان القطامي- نشره د. إبراهيم السامرائي وأحمد مطلوب دار الثقافة، بيروت، ونشر الديوان أيضا بارت- طبعة ليدان 1902.
[4] هكذا في الأصل، وفي جمهرة أنساب العرب 305، أما في بقية مصادر ترجمته فهو «عمير» بالتصغير.
[5] في الأصل «الثعلبي» ، والتصويب من مصادر ترجمته.

(7/223)


فَأَسْلَمَ، وَمَدَحَ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَغَيْرَهُ، وَهُوَ صَاحِبُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ السَّائِرَةِ الَّتِي أَوَّلِهَا:
إِنَّا مُحَيُّوكَ فَاسْلَمْ أَيُّهَا الطُّلَلُ ... وَإِنْ بَلِيتَ وَإِنْ طَالَتْ بِكَ الطِّيَلُ
وَمَا هَدَانِي لِتَسْلِيمٍ عَلَى دِمَنٍ ... بِالْعُمْرِ غَيْرُهُنَّ الأَعْصَرُ الأَوَّلُ
وَالنَّاسُ مَنْ يَلْقَ خَيْرًا قَائِلُونَ لَهُ ... مَا يَشْتَهِي وَلأُمِّ الْمُخْطِئِ الْهَبَلُ
قَدْ يُدْرِكُ الْمُتَأَنِّي بَعْضَ حَاجَتِهِ ... وَقَدْ يَكُونُ مَعَ الْمُسْتَعْجِلِ الزَّلَلُ
وَرُبَّمَا فَاتَ قَوْمًا بَعْضَ أَمْرِهِمْ ... مِنَ التَّأَنِّي وَكَانَ الْحَزْمُ لَوْ عَجَلُوا
وَالْعَيْشُ لا عَيْشَ إِلا مَا تَقَرُّ بِهِ ... عَيْنٌ وَلا حَالَ إِلا سَوْفَ تَنْتَقِلُ
أَمَّا قُرَيْشٌ فَلَنْ تَلْقَاهُمُ أَبَدًا ... إِلا وَهُمْ خَيْرُ مَنْ يَحْفَى وَيَنْتَعِلُ
قَوْمٌ هُمْ أُمَرَاءُ الْمُؤْمِنِينَ وَهُمْ ... رَهْطُ الرَّسُولِ فَمَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلُ
[1] (الْقَعْقَاعُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَنِيُّ) [2] م 4- عَنْ: عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سُمَيٌّ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَابْنُ عَجْلانَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ.
214- (قَيْسُ بْنُ الْحَارِثِ) [3] د- عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الخدريّ، وغيرهما.
__________
[1] الأبيات من أول قصائد ديوان القطاميّ، وهي 42 بيتا، وفي جمهرة أشعار العرب 151، وبعضها في الأغاني 24/ 45- 46، والشعر والشعراء 2/ 612، ومعاهد التنصيص 1/ 183.
[2] الطبقات لخليفة 249، التاريخ الكبير 7/ 188 رقم 835، المعارف 66، المعرفة والتاريخ 2/ 706، الجرح والتعديل 7/ 136 رقم 764، مشاهير علماء الأمصار 77 رقم 548، تهذيب الكمال 2/ 1131، الكاشف 2/ 346 رقم 4659، جامع التحصيل 315 رقم 637، تهذيب التهذيب 8/ 383 رقم 679، تقريب التهذيب 2/ 127 رقم 123، خلاصة تذهيب التهذيب 319.
[3] التاريخ الكبير 7/ 151- 152 رقم 676، تاريخ الثقات 392 رقم 1390، المعرفة والتاريخ 2/ 220 و 222 و 359 و 360، تاريخ أبي زرعة 1/ 62، الجرح والتعديل 7/ 95 رقم 541، تهذيب الكمال 2/ 1132، الكاشف 2/ 346 رقم 4665، تهذيب التهذيب 8/ 386 رقم 687، تقريب التهذيب 2/ 127 رقم 131، خلاصة تذهيب التهذيب 317.

(7/224)


وَعَنْهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَيَحْيَى بْنُ يحيى الغسّاني، وإسماعيل ابن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ.
215- (قَيْسُ بْنُ عَبَايَةَ) [1] 4- أَبُو نَعَامَةَ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ.
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ.
وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَسَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَعُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ بِالْكُنْيَةِ أَشْهَرُ، وَثَّقَهُ غَيْرُ واحد.
__________
[1] مهمل بالأصل، والتصحيح من مصادر ترجمته حيث قيّدته بفتح أوّله والموحّدة. وهي:
الطبقات لخليفة 214، التاريخ لابن معين 2/ 491، التاريخ الكبير 7/ 156 رقم 700، المعرفة والتاريخ 2/ 110 و 3/ 68 و 204، تاريخ أبي زرعة 1/ 483، الكنى والأسماء 2/ 136، الجرح والتعديل 7/ 102 رقم 580، تهذيب الكمال 2/ 1137، ميزان الاعتدال 3/ 397 رقم 6917، الكاشف 2/ 349 رقم 4680، تهذيب التهذيب 8/ 400- 401 رقم 712، تقريب التهذيب 2/ 129 رقم 153، خلاصة تذهيب التهذيب 318.

(7/225)


[حرف الْكَافِ]
216- (كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ) [1] د- مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.
عَنْ عَائِشَةَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ سَعِيدٌ، وَحَفِيدُهُ عَنْبَسَةُ، عَنْ سَعِيدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، ومجالد بن سعيد.
__________
[1] التاريخ الكبير 7/ 206 رقم 901، الجرح والتعديل 7/ 155 رقم 863، تهذيب الكمال 3/ 1144، الكاشف 3/ 5 رقم 4710، تهذيب التهذيب 8/ 423- 424 رقم 751، تقريب التهذيب 132 رقم 19، خلاصة تذهيب التهذيب 320.

(7/226)


217- كثيّر عزّة الشاعرة المشهور [1] هو كثير [2] بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي، أبو صخر المدني، قدم الشام، ومدح عبد الملك بن مروان وغيره.
قال الزبير بن بكار: كان شيعيا يَقُولُ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ، وَيَقْرَأُ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شاءَ رَكَّبَكَ 82: 8 [3] ، قَالَ: وَكَانَ خَشَبِيًّا [4] يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ، يَعْنِي رَجْعَةَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى الدُّنْيَا [5] . قَالَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ: ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ جَعُونَةَ قَالَ: كَانَ لا يَقُومُ خَلِيفَةٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ إِلا سَبَّ عَلِيًّا، فَلَمْ يَسُبُّهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ استخلف، فقال كثيّر:
__________
[1] طبقات الشعراء لابن سلام 457، الشعر والشعراء 1/ 410- 423 رقم 91، الكامل في الأدب 1/ 333 و 2/ 151، الأغاني 9/ 3- 39 و 12/ 174- 191، معجم المرزباني 250، المؤتلف والمختلف 169، الموشّح 143، ثمار القلوب 295 و 414 و 464، تاريخ أبي زرعة 1/ 661، أمالي القالي 1/ 13 و 19 و 30 و 38 و 46 و 60 و 177 و 178 و 2/ 5 و 56 و 62 و 107 و 110 و 129 و 205 و 227 و 291 و 3/ 67 و 119 و 130 و 220، ذيل الأمالي 118، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 144) ، عيون الأخبار (انظر فهرس أسماء الشعراء 4/ 177) ، الفرج بعد الشدّة 5/ 10، المعارف 355 و 456، ربيع الأبرار 1/ 37 و 4/ 90 و 207 و 258، سمط اللآلئ 61، شرح ديوان الحماسة 3/ 140، شرح شواهد المغني 24، مروج الذهب 3/ 401، وفيات الأعيان 4/ 106- 113 رقم 546، أمالي المرتضى 1/ 414 و 2/ 33 و 178، جمهرة أنساب العرب 12 و 186 و 238 و 239 و 276، الأخبار الموفقيات 546، المعرفة والتاريخ 2/ 6، التذكرة الحمدونية 1/ 401، لباب الآداب 372- 373 و 388 و 419، زهر الآداب 4/ 92، سير أعلام النبلاء 5/ 152- 153 رقم 54، معاهد التنصيص 2/ 36، تزيين الأسواق 1/ 43، شذرات الذهب 1/ 131، خزانة الأدب 2/ 381، معجم الشعراء في لسان العرب 344 رقم 883، بروكلمن 1/ 194، خلاصة الذهب المسبوك 31- 33، مرآة الجنان 1/ 220- 224.
[2] لقّب بذلك لشدّة قصره. (شذرات الذهب 1/ 131) .
[3] سورة الانفطار، الآية 8.
[4] انظر عن الخشبيّة: مقالات الإسلاميين 1/ 92- 93، الفرق بين الفرق للبغدادي 28- 29، الملل والنحل للشهرستاني 2/ 150، شرح القاموس 1/ 234، وقال أبو الفرج في الأغاني 12/ 177 أن خندقا الأسدي هو الّذي أدخل كثيّرا في الخشبية.
[5] قال ابن كثير في البداية والنهاية 9/ 250: «وكان يحتجّ على ذلك من جهله وقلّة عقله إن صحّ النقل عنه» .

(7/227)


وُلِّيتَ فَلَمْ تَشْتُمْ عَلِيًّا وَلَمْ تُخِفْ ... بَنِيهِ وَلَمْ تَتْبَعْ سَجِيَّةَ مُجْرِمِ
وَقُلْتَ فَصَدَّقْتَ الَّذِي قُلْتَ بِالَّذِي ... فَعَلْتَ فَأَضْحَى رَاضِيًا كُلُّ مُسْلِمِ
[1] وَكَانَ قَدْ أَحَبَّ عَزَّةَ وَشَبَّبَ بِهَا، فَمِنْ ذَلِكَ:
وَإِنِّي وَتَهْيَامِي [2] بِعَزَّةَ بَعْدَ مَا ... تَخَلَّيْتُ مِمَّا بَيْنَنَا وَتَخَلَّتِ
لَكَالْمُرْتَجِي ظِلَّ الْغَمَامَةِ كُلَّمَا ... تَبَوَّأَ مِنْهَا لِلْمَقِيلِ اضْمَحَلَّتِ
وَقُلْتُ لَهَا: يَا عَزُّ كلُّ مُصِيبَةٍ ... إِذَا ذُلِّلَتْ يَوْمًا لَهَا النَّفْسُ ذَلَّتِ
[3] قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ النَّحْوِيُّ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ يَقُولُ: كُثَيِّرٌ أَشْعَرُ أَهْلِ الإِسْلامِ، وَرَأَيْتُ ابْنَ أَبِي حَفْصَةَ يُعْجِبُهُ مَذْهَبُهُ فِي الْمَدِيحِ جِدًّا، يَقُولُ: كَانَ يَسْتَقْصِي الْمَدِيحَ، وَكَانَ فِيهِ خَطَلٌ وَعُجْبٌ [4] ، وَكَانَتْ لَهُ عِنْدَ قُرَيْشٍ مَنْزِلَةٌ وَقَدْرٌ.
وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقِيَتِ امْرَأَةٌ كُثَيِّرَ عَزَّةَ- وَكَانَ قَلِيلا دَمِيمًا- فَقَالَتْ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: كُثَيِّرُ عَزَّة، فَقَالَتْ: تَسْمَعُ بِالْمُعَيْدِيِّ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَرَاهُ، قَالَ: مَهٍ أَنَا الَّذِي أَقُولُ:
فَإِنْ أَكُ مَعْرُوقَ الْعِظَامِ [5] فَإِنَّنِي ... إِذَا مَا وَزَنْتُ الْقَوْمَ بِالْقَوْمِ وَازِنُ
قَالَتْ: وَكَيْفَ تَكُونُ بِالْقَوْمِ وَازِنًا وَأَنْتَ لا تُعْرَفُ إِلا بِعَزَّةَ! قَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ قُلْتُ ذَاكَ لَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ بِهَا قَدْرِي، وَزَيَّنَ بِهَا شِعْرِي، وَإِنَّهَا لَكُمَا قُلْتُ:
وَمَا رَوْضَةٌ بِالْحُزْنِ طَاهِرَةُ الثَّرَى ... يَمُجُّ النَّدَى جَثْجَاثُهَا وَعَرَارُهَا
بِأَطْيَبَ مِنْ أَرْدَانِ عَزَّةَ مَوْهِنًا ... وَقَدْ أُوقِدَتْ بالمندل الرّطب نارها
__________
[1] البيتان من جملة قصيدة، انظر: الشعر والشعراء 1/ 413- 414، والبداية والنهاية 9/ 252- 253، والعقد الفريد 2/ 88 وغيره، مع اختلاف في الألفاظ وتقديم وتأخير.
[2] في الأصل «إنّي لتهيامي» والتصحيح من: الشعر والشعراء ووفيات الأعيان.
[3] الأبيات من جملة قصيدة، ومناسبتها في: الأغاني 9/ 29- 30، الشعر والشعراء 1/ 421- 422، وفيات الأعيان 4/ 111، البداية والنهاية 9/ 255.
[4] الأغاني 9/ 6.
[5] في الأصل «معروف الفطام» .

(7/228)


مِنَ الْخَفِرَاتِ الْبِيضِ لَمْ تَلْقَ شِقْوَةً ... وَبِالْحَسَبِ الْمَكْنُونِ صَافٍ نَجَارُهَا
فَإِنْ بَرَزَتْ كَانَتْ لِعَيْنِكَ قرّة ... وإنّ غِبْتَ عَنْهَا لَمْ يَعْمَمْكَ عَارُهَا
[1] قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنِّي لأَعْرِفُ صَلاحَ بَنِي هَاشِمٍ وَفَسَادَهُمْ بِحُبِّ كُثَيِّرٍ، فَمَنْ أَحَبَّهُ مِنْهُمْ فَهُوَ فَاسِدٌ، وَمَنْ أَبْغَضَهُ فَهُوَ صَالِحٌ، لِأَنَّهُ كَانَ خَشَبِيًّا يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ.
قَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ: مَاتَ كُثَيِّرٌ وَعِكْرِمَةُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَاحْتَفَلَتْ قُرَيْشٌ فِي جَنَازَةِ كُثَيِّرٍ، وَلَمْ يُوجَدْ لِعِكْرِمَةَ مَنْ يَحْمِلُهُ. قَالَ الْغَلابِيُّ: مَاتَا فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ جَمَاعَةٌ: سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ.
218- (كُرْدُوسٌ الثَّعْلَبِيُّ) [2] د ن- الكوفي القاصّ.
رَوَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَحُذَيْفَةَ، وَأَبِي مُوسَى، وَعَائِشَةَ.
وعنه: عبد الملك بن عمير، وابن عون، ومنصور بن المعتمر، وآخرون.
__________
[1] الشعر والشعراء 1/ 415، وفيات الأعيان 4/ 110.
[2] ويقال: «التغلبي» ، التاريخ الكبير 7/ 242- 243 رقم 1035، المعرفة والتاريخ 2/ 112 و 583، الجرح والتعديل 7/ 175 رقم 996، تهذيب الكمال 3/ 1146، الكاشف 3/ 7 رقم 4723، تهذيب التهذيب 8/ 431- 432 رقم 779، تقريب التهذيب 2/ 134 رقم 40، خلاصة تذهيب التهذيب 322، تعجيل المنفعة 351 رقم 907.

(7/229)


[حرف اللام]
219- (لِمَازَةُ بْنُ زَبَّارٍ) [1] أَبو لَبِيدٍ الْجَهْضَمِيَّ الْبَصْرِيَّ.
روى عَنْ عُمَرَ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ.
وَعَنْهُ: الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، وَيَعْلَى بْنُ حُكَيْمٍ، وَجَمَاعَةٌ.
حَضَرَ وَقْعَةَ الْجَمَلِ مَعَ عَائِشَةَ، وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ [2] ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: رَأَيْتُ أَبَا لَبِيدٍ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ، وَكَانَتْ تَبْلُغُ سرّته [3] .
وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي لبيد، وكان شتّاما، قال ابن
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 500 وفيه «لمازة بن زياد» بضم اللام، وفي آخره دال بدل الزاي، التاريخ الكبير 7/ 251 رقم 1069 بضم اللام، تاريخ أبي زرعة 1/ 484، الكنى والأسماء 2/ 92 وفيه «زياد» بالدال، والجرح والتعديل 7/ 182 رقم 1033، الإكمال 7/ 192، تهذيب الكمال 3/ 1172، الكاشف 3/ 12 رقم 4758 وفيه «زنار» ، ميزان الاعتدال 3/ 419 رقم 6989، تبصير المنتبه، وفيه بضم اللام، لسان الميزان 4/ 492 رقم 1566، تهذيب التهذيب 8/ 457- 458 رقم 829، تقريب التهذيب 2/ 138 رقم 5 وقيّده: بكسر اللام وتخفيف الميم وبالزاي، ابن زبّار: بفتح الزاي وتثقيل الموحّدة، وآخره راء، فتح المغيث 422 وفيه بضم اللام، خلاصة تذهيب التهذيب 323.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 213.
[3] تهذيب الكمال 3/ 1152.

(7/230)


معين [1] : نَرَى [2] أَنَّهُ كَانَ يَشْتُمُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ الْخِرِّيتِ، عَنْ أَبِي لَبِيدٍ قَالَ: وَفَدْنَا إِلَى يَزِيدَ فَقَالُوا:
هُوَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ، فَهَاجَتْ رِيحٌ فَأَلْقَتْ خَيْمَتَهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ نَشَرَ الْمُصْحَفَ وَهُوَ يَقْرَأُ.
قُلْتُ: مَا يُلامُ الشِّيعِيُّ عَلَى بُغْضِ هَذَا النَّاصِبِيِّ اليزيديّ الّذي ينال من عليّ ويروي مناقب يزيد.
__________
[1] التاريخ 2/ 500.
[2] في طبعة القدسي 4/ 188 «يرى» والتصويب من تاريخ ابن معين.

(7/231)


[حرف الْمِيمِ]
220- مَالِكُ بْنُ أَسْمَاءَ [1] ابْنِ خَارِجَةَ الْفَزَارِيُّ الشَّاعِرُ، وَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَحَكَى الْعُتْبِيُّ، أَنَّهُ كَانَ عَامِلا لِلْحَجَّاجِ عَلَى الْحِيرَةِ، وَكَانَ صِهْرًا لَهُ، فَبلَغَهُ عَنْهُ شَيْءٌ فَعَزَلَهُ، فَلَمَّا وَرَدَ عَلَيْهِ قَالَ: أَنْتَ الْقَائِلُ:
حَبَّذَا لَيْلَتِي بِحَيْثُ نُسَقَّى ... قَهْوَةً مِنْ شَرَابِنَا وَنُغَنَّى [2]
حَيْثُ دَارَتْ بِنَا الزُّجَاجَةُ حَتَّى ... حَسِبَ الْجَاهِلُونَ أَنَّا جُنِنَّا
وَنَزَلْنَا [3] بِنِسْوَةٍ عَطِرَاتٍ ... وسماع وقرقف [4] فنزلنا [5]
__________
[1] الشعر والشعراء 2/ 666- 667 رقم 189، الأغاني 17/ 229- 239، معجم الشعراء للمرزباني 266، أمالي المرتضى 1/ 14 و 435، ثمار القلوب 393، الأخبار الموفقيات 522، الزاهر 1/ 408، العقد الفريد 3/ 49 و 4/ 41، عيون الأخبار 1/ 337، و 2/ 161، الأمالي للقالي 1/ 221 و 2/ 195 و 3/ 90 ز 111، الذيل 110- 111، سمط اللآلئ 15، سير أعلام النبلاء 4/ 357 رقم 137، لسان الميزان 5/ 2.
[2] البيت في: الشعر والشعراء 2/ 666، والأغاني 17/ 229 و 235 و 237، ومعجم البلدان 2/ 40 وهو مختلف عمّا هنا:
حبّذا ليلتي بتلّ بونا ... حيث نسقي شرابنا ونغنّى
وتلّ بونّا: من قرى الكوفة.
[3] في الشعر والشعراء 2/ 666، ومعجم البلدان 2/ 40 «مررنا» .
[4] القرقف: الخمر.
[5] راجع: الشعر والشعراء، والأغاني، ومعجم البلدان، ففيها اختلاف في الألفاظ، وتقديم

(7/232)


فَقَالَ: بَلْ أَنَا الْقَائِلُ:
رُبَّمَا قَدْ لُقِيتُ أَمْسِ كَئِيبًا ... أَقْطَعُ اللَّيْلَ عَبْرَةً وَنَحِيبَا
أَيُّهَا الْمُشْفِقُ الْمُلِحُّ حِذَارًا ... إِنَّ لِلْمَوْتِ طَالِبًا وَرَقِيبَا
فَصْلُ مَا بَيْنَ ذِي الْغِنَى وَأَخِيهِ ... أَنْ يُعَارَ الْغَنِيُّ ثَوْبًا قَشِيبَا
[1] فَرَقَّ الْحَجَّاجُ وَدَمَعَتْ عَيْنُهُ، ثُمَّ حَبَسَهُ، وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِ عَمَلِهِ يَكْشِفُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا بَيْنَهُمْ: هَذَا صِهْرُ الأَمِيرِ، يَغْضَبُ عَلَيْهِ الْيَوْمَ، وَيَرْضَى عَنْهُ غَدًا، فَلَمَّا دَخَلُوا قَالَ كَبِيرُهُمْ: مَا وَلِيَنَا أَحَدٌ قَطُّ أَعَفَّ مِنْهُ، فَأَمَرَ بِضَرْبِ الْكَبِيرِ ثَلاثَمِائَةَ سَوْطٍ، ثُمَّ سَأَلَ أَصْحَابَهُ، فَرَفَعُوا كلَّ شَيْءٍ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: مَا تَقُولُ يَا مَالِكُ؟ قَالَ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، مِثْلِي وَمِثْلُكَ وَمِثْلُ هَؤُلاءِ، وَالْمَضْرُوبُ مِثْلُ أَسَدٍ كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّيْدِ فَيَصْحَبَهُ ذِئْبٌ وثَعْلَبٌ، فَاصْطَادُوا حِمَارَ وَحْشٍ وَتَيْسًا وَأَرْنَبًا، فَقَالَ الأَسَدُ لِلذِّئْبِ: مَنْ يَكُونُ الْقَاضِي؟ فَقَالَ: وَمَا الْحَاجَةُ إِلَيْهِ! الْحِمَارُ لَكَ، وَالتَّيْسُ لِي، وَالأَرْنَبُ لِلثَّعْلَبِ، فَضَرَبَهُ الأَسَدُ ضَرْبَةً وَضَعَ رَأْسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لِلثَّعْلَبِ: مَنْ يُقَسِّمُ هَذَا؟ قَالَ: أَنْتَ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ، قَالَ: بَلْ أَنْتَ، أَنَا الأَمِيرُ، وَأَنْتَ الْقَاضِي، قَالَ: فَالْحِمَارُ لِغَدَائِكَ، وَالتَّيْسُ لِعَشَائِكَ، وَالأَرْنَبُ تَتَفَكَّهُ بِهِ، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا أَبَا الْحُصَيْنِ، مَا أَعْدَلَكَ مَنْ عَلَّمَكَ الْقَضَاءَ؟ قَالَ: عَلَّمَنِيهِ رَأْسُ الذِّئْبِ، فَالشَّيْخُ الْمَضْرُوبُ هُوَ الَّذِي عَلَّمَ هَؤُلاءِ. فَضَحِكَ الْحَجَّاجُ، وَوَصَلَ الْمَضْرُوبَ، وَخَلَّى سَبِيلَ مَالِكٍ.
رَوَاهَا أَيْضًا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الضَّبِّيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَمَّنْ شَهِدَ الْحَجَّاجَ.
وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ بِإِسْنَادٍ قَالَ: كَانَ الْحَجَّاجُ يُنْشِدُ قَوْلَ مالك بن أسماء:
__________
[ () ] وتأخير.
[1] البيتان الأوّلان في: سير أعلام النبلاء 4/ 357.

(7/233)


يا منزل الغيث بعد ما قَنِطُوا ... وَيَا وَلِيَّ النَّعْمَاءِ وَالْمِنَنِ
يَكُونُ مَا شَئْتَ أَنْ يَكُونَ وَمَا ... قَدَّرْتَ أَنْ لا يَكُونَ لَمْ يَكُنِ
لَوْ شِئْتَ إِذْ كَانَ حُبُّهَا عَرَضًا [1] ... لَمْ تَرَنِي وَجْهَهَا وَلَمْ تَرَنِي
يَا جَارَةَ الْحَيِّ كُنْتِ لِي سَكَنًا ... وَلَيْسَ [2] بَعْضُ الْجِيرَانِ بِالسَّكَنِ
أَذْكُرُ مِنْ جَارَتِي وَمَجْلِسِهَا ... طَرَائِفًا مِنْ حَدِيثِهَا الْحَسَنِ
وَمِنْ حَدِيثِ يَزِيدُنِي مِقَةً ... مَا لِحَدِيثِ الْمَحْبُوبِ مِنْ ثَمَنِ
ثُمَّ يَقُولُ الْحَجَّاجُ: فَضَّ اللَّهُ فَاهُ مَا أَشْعَرَهُ [3] .
قَالَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ وَغَيْرُهُ: رَأَى ابْنُ أَبِي رَبِيعَةَ رَجُلا فِي الطَّوَافِ قَدْ بَهَرَ النَّاسَ بِحُسْنِهِ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقِيلَ: هُوَ مَالِكُ بْنُ أَسْمَاءَ الْفَزَارِيُّ، فَجَاءَهُ وَعَانَقَهُ وَقَالَ: أَنْتَ أَخِي، قَالَ: فَمَنْ أَنَا وَمَنْ أَنْتَ.
رَوَى عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ [4] عَنْ رَجُلٍ، لِمَالِكِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ:
أَمُغَطَّى مِنِّي عَلَى بَصَرِي بِالْحُبِّ ... أَمْ أَنْتِ أَكْمَلُ النَّاسِ حُسْنَا
وَحَدِيثٍ أَلَذَّهُ هُوَ مِمَّا ... تَشْتَهِيهِ النُّفُوسُ يُوزَنُ وَزْنَا [5]
مَنْطِقٌ صائب وتلحن أحيانا ... وخير [6] الحديث ما كان لحنا
[7]
__________
[1] في المطبوع من تاريخ الإسلام 4/ 190 «غرضا» بالغين المعجمة.
[2] في الأمالي 3/ 90 «إذ ليس» .
[3] الأمالي للقالي 3/ 90.
[4] في الأصل «شيبة» والتصحيح: من تقريب التهذيب 2/ 57 رقم 452.
[5] وهكذا في: الزاهر لابن الأنباري 1/ 408، والتنبيه على حدوث التصحيف 92 والتصحيف والتحريف 91.
أما في: الشعر والشعراء 2/ 666، وعيون الأخبار 2/ 162:
يشتهي الناعتون يوزن وزنا
وفي الأغاني 17/ 236، وأمالي المرتضى 1/ 14، والبيان والتبيين 1/ 82 و 127.
ينعت الناعتون يوزن وزنا
[6] في الشعر والشعراء، والأغاني، والأمالي «وأحلى» .
[7] قال ابن دريد: استثقل منها الإعراب. (عيون الأخبار 2/ 162) ، وقال ابن الأعرابيّ: يقال:

(7/234)


221- مجاهد بن جبر [1] ع أبو الحجّاج المكّي الْمُقرِئُ الْمُفَسِّرُ، أَحَدُ الأَعْلامِ، مَوْلَى السَّائِبِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْمَخْزُومِيِّ، وَوُلِدَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ. وَسَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَعَائِشَةَ، وَأُمَّ هَانِئٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَأُسَيْدَ بْنَ ظُهَيْرٍ، وَابْنَ عَبَّاسٍ- وَلَزِمَهُ مُدَّةً طَوِيلَةً- وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، وَرَافِعَ بْنَ خُديْجٍ، وَابْنَ عُمَرَ، وَخَلْقًا سواهم.
__________
[ () ] قد لحن الرجل يلحن لحنا إذا أخطأ، وقد يلحن لحنا إذا أصاب وفطن. ثم ذكر البيت، وقال:
معناه: يصيب أحيانا. (الزاهر 1/ 408) وقال الشريف المرتضى: لم يرد اللحن في الإعراب الّذي هو ضدّ الصواب، وإنّما أراد الكناية عن الشيء والتعريض بذكره والعدول عن الإفصاح عنه، على معنى قوله تعالى: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ في لَحْنِ الْقَوْلِ 47: 30 [سورة محمد: 30] (الأمالي 1/ 14) .
وانظر تعليق الجاحظ حول اللحن في: البيان والتبيين 1/ 82، والأغاني 17/ 236.
[1] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 466- 467، الطبقات لخليفة 280، تاريخ خليفة 330، التاريخ الكبير 7/ 411- 412 رقم 1805، تاريخ الثقات 420- 421 رقم 1538، التاريخ لابن معين 2/ 549- 551، المعارف 444، المعرفة والتاريخ 1/ 711، الكنى والأسماء 1/ 144، الجرح والتعديل 8/ 319 رقم 1469، المراسيل 203- 206 رقم 373، الثقات لابن حبّان 5/ 419، مشاهير علماء الأمصار 82 رقم 590، حلية الأولياء 3/ 279- 310 رقم 243، فتوح البلدان 1/ 279، أنساب الأشراف 1/ (فهرس الأعلام- ص 683) ، التاريخ الصغير 115، تاريخ الرسل والملوك (انظر فهرس الأعلام 10/ 389) ، مروج الذهب 3/ 214، الكامل في التاريخ 5/ 78، طبقات الفقهاء 69، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 83 رقم 114، خلاصة الذهب المسبوك 30، تهذيب الكمال 3/ 1305، دول الإسلام 1/ 72- 73، الكاشف 3/ 106 رقم 5387، ميزان الاعتدال 3/ 439- 440 رقم 7072، العبر 1/ 125، سير أعلام النبلاء 4/ 449- 457 رقم 175، تذكرة الحفّاظ 92- 93 رقم 83، معرفة القراء الكبار 1/ 66- 67 رقم 23 (تحقيق د. بشّار عوّاد معروف وغيره) ، غاية النهاية 2/ 41- 42، الجمع بين رجال الصحيحين 510، معجم الأدباء 18/ 77- 80 رقم 26، تحفة الأشراف 13/ 349- 353 رقم 1261، جامع التحصيل 336- 337 رقم 736، وفيات الأعيان (انظر فهرس الأعلام 8/ 195) ، البداية والنهاية 9/ 224، الوفيات لابن قنفذ 102 رقم 100، العقد الثمين 7/ 132 الإصابة 3/ 485- 486 رقم 8363، النكت الظراف 13/ 349، تهذيب التهذيب 10/ 42- 44 رقم 68، تقريب التهذيب 2/ 229 رقم 922، طبقات الحفّاظ للسيوطي 35، تاريخ الخميس 2/ 355، خلاصة تذهيب التهذيب 369، شذرات الذهب 1/ 125، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 305- 308 رقم 617، صفة الصفوة 2/ 208- 211 رقم 208.

(7/235)


وَعَنْهُ: عِكْرِمَةُ، وَطَاوُسُ، وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَقَتَادَةُ، وَمْنَصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَعُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَمَعْرُوفُ بْنُ مِشْكَانَ، وَخَلْقٌ.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: ثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مَيْمُونٍ، سَمِعَ مُجَاهِدًا يَقُولُ: عَرَضْتُ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلاثِينَ مَرَّةً [1] . مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: عَرَضْتُ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ثَلاثَ عَرْضَاتٍ، أَقِفُ [2] عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ، أَسْأَلُهُ فِيمَ نَزَلَتْ وَكَيْفَ كَانَتْ [3] .
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ: ثَنَا الشَّافِعِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسْطَنْطِينَ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ، وَقَرَأَ عَلَى ابْنِ كَثِيرٍ، وَأَخْبَرَهُ ابْنُ كَثِيرٍ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ، وَقَرَأَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ الثَّوْرِيُّ: خُذُوا التَّفْسِيرَ، عَنْ أَرْبَعَةٍ: مُجَاهِدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةُ، وَالضَّحَّاكُ. وَقَالَ خُصَيْفٌ: كَانَ مُجَاهِدٌ أَعْلَمَهُمْ بِالتَّفْسِيرِ. وَقَالَ قَتَادَةُ: أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالتَّفْسِيرِ مُجَاهِدٌ. قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ: مَا لَهُمْ يَتَّقُونَ تَفْسِيرَ مُجَاهِدٍ؟
قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَسْأَلُ أَهْلَ الْكِتَابِ [4] . قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: سَمِعَ مُجَاهِدٌ عَائِشَةَ، وَقَالَ الْقَطَّانُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنْهَا [5] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: لِأَنْ أَكُونَ سَمِعْتُ مِنْ مُجَاهِدٍ فَأَقُولُ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَهْلِي وَمَا لِي. قال ابن
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 266، حلية الأولياء 3/ 280، معجم الأدباء 17/ 78 واللفظ: «ثلاثين عرضة» .
[2] كذا في الأصل، وفي صفة الصفوة وغاية النهاية ومعرفة القراء وسير أعلام النبلاء: «أقفه» .
وفي الحلية «أفقه» وهو تصحيف.
[3] حلية الأولياء 3/ 279- 280، صفة الصفوة 2/ 209، غاية النهاية 1/ 609.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 467.
[5] انظر: التاريخ لابن معين 2/ 550.

(7/236)


مَعِينٍ [1] وَجَمَاعَةٌ: مُجَاهِدٌ ثِقَةٌ. وَقِيلَ: سَكَنَ الْكُوفَةَ بِأَخَرَةَ. قَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يُرِيدُ بِهَذَا الْعِلْمِ وَجْهَ اللَّهِ إِلا هَؤُلاءِ الثَّلاثَةُ: عَطَاءٌ، وَمُجَاهًد، وَطَاوُسٌ.
بَقِيَّةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ: سَمِعْتُ مُجَاهِدًا يَقُولُ: اسْتَفْرَغَ عِلْمِي الْقُرْآنَ [2] .
شُعْبَةُ، عَنْ رَجُلٍ سَمِعَ مُجَاهِدًا يَقُولُ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْدِمَهُ، فَكَانَ يَخْدِمُنِي [3] .
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: رُبَّمَا أَخَذَ لِي ابْنُ عُمَرَ بِالرِّكَابِ [4] . وَقَالَ الأَعْمَشُ: كُنْتُ إِذَا رَأَيْتُ مُجَاهِدًا ازْدَرَيْتُهُ مُبْتَذِلا، كَأَنَّهُ خَرْبَنْدَجٌ [5] ضَلَّ حِمَارُهُ وَهُوَ مُهْتَمٌّ [6] .
الأَجْلَحُ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: طَلَبْنَا هَذَا الْعِلْمَ وَمَا لَنَا فِيهِ نِيَّةٌ، ثُمَّ رَزَقَ اللَّهُ النِّيَّةَ بَعْدَ [7] . وَقَالَ مَنْصُورٌ: قَالَ مُجَاهِدٌ: لا تُنَوِّهُوا بِي فِي الْخَلْقِ.
وَقَالَ حُصَيْنٌ، عَنْ مُجَاهِدٍ: بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي، إِذْ قَامَ مِثْلُ الْغُلامِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَشَدَدْتُ عَلَيْهِ لِآخُذَهُ، فَوَثَبَ، فَوَقَعَ خَلْفَ الْحَائِطِ، حَتَّى سَمِعْتُ وَقْعَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُمْ يَهَابُونَكُمْ كَمَا تَهَابُونَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُلْكِ سُلَيْمَانَ. وَعَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: كُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَى مُجَاهِدٍ كَأَنَّهُ جَمَّالٌ [8] فإذا نطق خرج من فيه اللؤلؤ.
__________
[1] التاريخ 2/ 550.
[2] المعرفة والتاريخ 1/ 712 وفي غاية النهاية 1/ 609 «استفرغ علمي التفسير» .
[3] حلية الأولياء 3/ 285- 286.
[4] انظر: معجم الأدباء 17/ 78.
[5] في حلية الأولياء «خربنده» وهو حارس الحمار أو مؤجّره، واللفظة فارسية.
[6] قارن بالطبقات الكبرى 5/ 466- 467، حلية الأولياء 3/ 279، المعرفة والتاريخ 1/ 711- 712.
[7] المعرفة والتاريخ 1/ 712.
[8] في سير أعلام النبلاء 4/ 453 «حمّال» بالحاء.

(7/237)


قَالَ حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ: كَانَ مُجَاهِدٌ يُكَبِّرُ مِنْ: (وَالضُّحَى) [1] .
وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: بَلَغَ مُجَاهِدٌ ثَلاثًا وَثَمَانِينَ سَنَةً [2] .
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ، سَمِعْتُ شُيُوخَنَا يَقُولُونَ: تُوُفِّيَ مُجَاهِدٌ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ، وَكَذَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ، عَنْ سَيْفِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَتَبِعَهُ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَأَبُو عُبَيْدٍ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، وَالْمَدَائِنِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَآخَرُونَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ [3] ، زَادَ بَعْضُهُمْ: تُوُفِّيَ وَهُوَ سَاجِدٌ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ الْقَطَّانِ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
222- (مُحَمَّدُ بْنُ أَوْسِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيُّ) [4] عن أبي هريرة. وعنه: الحارث ابن يَزِيدَ، وَأَبُو الأَسْوَدِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَغَزَا مَعَ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ، وَكَانَ عَلَى بَحْرِ تُونُسَ، وَلِيَهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ، وَلَمَّا قُتِلَ أَمِيرُ إِفْرِيقِيَةَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ اجْتَمَعَ أَهْلُهَا فَأَمَّرُوا عَلَيْهِمْ مُحَمَّدَ بْنَ أَوْسٍ، رحمه الله.
223- (محمد بن زيد) [5] ع- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ العدوي. رَوَى عَنْ: سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَدِّهِ.
وعنه بنوه الخمسة: عاصم، وعمر، وواقد، وزيد، وأبو بكر، والأعمش، وغيرهم. وله وفادة على هشام بن عبد الملك. وثقه أبو حازم وغيره.
224- (محمد بن سويد) [6]- ن- بن كلثوم القرشيّ الفهريّ. ولّي إمرة
__________
[1] أي يكبّر عند كل سورة ابتداء من سورة الضحى حتى يختم القرآن.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 467.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 467.
[4] تاريخ خليفة 326: الكامل في التاريخ 4/ 108.
[5] الطبقات لخليفة 262، التاريخ الكبير 1/ 84 رقم 230، الجرح والتعديل 7/ 256 رقم 1402، تحفة الأشراف 13/ 355 رقم 1265، تهذيب الكمال 3/ 1199، الكاشف 3/ 39 رقم 4932، الوافي بالوفيات 3/ 81 رقم 996، تهذيب التهذيب 9/ 172- 173 رقم 255، تقريب التهذيب 2/ 162 رقم 230، خلاصة تذهيب التهذيب 337.
[6] التاريخ الكبير 1/ 107 رقم 304، تاريخ الثقات للعجلي 405 رقم 1463، المعرفة والتاريخ

(7/238)


دِمَشْقَ لِسُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ إِمْرَةَ الطَّائِفِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَوَى عَنْ عَمِّ أَبِيهِ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ. وَعَنْهُ: مَكْحُولٌ، وَالزُّهْرِيُّ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [1] .
225- مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ [2] أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ الْبَصْرِيُّ، الإِمَامُ الرَّبَّانِيُّ، صَاحِبُ التَّعْبِيرِ، مَوْلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. كَانَ سِيرِينُ مِنْ سَبْيِ جَرْجَرَايَا، فَكَاتَبَ أَنَسًا عَلَى مَالٍ جَلِيلٍ فَوَفَّاهُ. قَالَ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ: وُلِدَ أخي محمد لسنتين بقيتا في خِلافَةِ عُثْمَانَ [3] ، وَوُلِدْتُ بَعْدَهُ بِسَنَةٍ. سَمِعَ: أَبَا هريرة، وعمران بن حصين، وابن
__________
[1] / 375، الجرح والتعديل 7/ 278- 279 رقم 1512، تهذيب الكمال 3/ 1208، الكاشف 3/ 45 رقم 4972، تهذيب التهذيب 9/ 210- 211 رقم 331، تقريب التهذيب 2/ 168 رقم 291، خلاصة تذهيب التهذيب 340.
[1] تاريخ الثقات 405.
[2] الطبقات الكبرى لابن سعد 7/ 193- 206، الزهد لأحمد 372- 410، الطبقات لخليفة 210، تاريخ خليفة 118 و 340، التاريخ لابن معين 2/ 520- 521، التاريخ الكبير 1/ 90- 92، رقم 251، تاريخ الثقات للعجلي 405 رقم 1464، المعارف 309 و 425 و 440 و 443 و 550 و 576 و 584 و 614، المعرفة والتاريخ 2/ 54- 64، تاريخ أبي زرعة 1/ 155، ذيل المذيّل 640، التاريخ الصغير 116، المحبّر 379، مروج الذهب 3/ 214- 215، الكامل في التاريخ 5/ 155، الجرح والتعديل 7/ 280- 281 رقم 1518، المراسيل 186- 188 رقم 343، مشاهير علماء الأمصار 88 رقم 643، حلية الأولياء 2/ ج 263- 282 رقم 193، تاريخ بغداد 5/ 331- 338 رقم 2857، السابق واللاحق 141، طبقات الفقهاء 88، تاريخ دمشق 15/ 210، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 82- 84 رقم 11، صفة الصفوة 3/ 241- 248 رقم 504، وفيات الأعيان 4/ 181- 183 رقم 565، تهذيب الكمال 3/ 1208- 1209، تحفة الأشراف 13/ 355- 358 رقم 1267، خلاصة الذهب المسبوك 35، التذكرة الحمدونية 1/ 160 رقم 356، سير أعلام النبلاء 4/ 606- 623 رقم 246، العبر 1/ 135، الكاشف 3/ 46 رقم 4975، دول الإسلام 1/ 77، تذكرة الحفّاظ 1/ 77- 78 رقم 74، الكنى والأسماء 1/ 122، مرآة الجنان 1/ 232- 234، البداية والنهاية 9/ 267 و 274- 276، جامع التحصيل 324- 325 رقم 683، الوافي بالوفيات 3/ 146 رقم 1095، غاية النهاية رقم 3057، الوفيات لابن قنفذ 108 رقم 110، تهذيب التهذيب 9/ 214- 217 رقم 336، تقريب التهذيب 2/ 169 رقم 295، النجوم الزاهرة 1/ 268، طبقات الحفّاظ للسيوطي 31، تاريخ الخميس 2/ 356، خلاصة تذهيب التهذيب 340، شذرات الذهب 1/ 138.
[3] في الأصل «عمر» وما أثبتناه عن الحاشية، وهو الأصحّ لأنّ ابن سيرين ولد سنة 33 وقتل

(7/239)


عَبَّاسٍ، وَابْنَ عُمَرَ، وَعَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ، وَأَنَسًا، وَعُبَيْدَةَ السَّلْمَانِيَّ، وَشُرَيْحًا، وَطَائِفَةً.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَعَوْفٌ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَبُو هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعُقْبَةُ الأَصَمُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَجَّ بِنَا وَنَحْنُ سَبْعَةُ وَلَدُ سِيرِينَ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قِيلَ لَهُ: هَؤُلاءِ بَنُو سِيرِينَ، فَقَالَ: هَذَانِ لأُمٍّ، وَهَذَانِ لأُمٍّ [وَهَذَانِ لأُمٍّ] [1] . وَهَذَا لأُمٍّ، فَمَا أَخْطَأَ وَاحِدًا، وَكَانَ مَعْبَدٌ أَخَا مُحَمَّدٍ لِأَبَوَيْهِ [2] .
قَالَ هِشَامٌ: أَدْرَكَ مُحَمَّدُ بن سيرين ثلاثين صحابيّا.
قال عمر بن شبّة: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، وَكَانَ قَصِيرًا، عَظِيمَ الْبَطْنِ، لَهُ وَفْرَةٌ، يَفْرُقُ شَعْرَهُ، كَثِيرَ الْمِزَاحِ وَالضَّحِكِ، يَخْضِبُ بِالْحِنَّاءِ [3] .
قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ مُحَمَّدٌ يَأْتِي بِالْحَدِيثِ عَلَى حُرُوفِهِ [4] ، وَكَانَ الْحَسَنُ صَاحِبُ مَعْنًى. وَقَالَ عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ: ثَنَا هِشَامُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَصْدَقُ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنَ الْبَشَرِ مُحَمَّدُ بْنُ سِيريِنَ [5] . وَقَالَ حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ: كُنْتُ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَ طَاوُسٍ قَطُّ، فَقَالَ أَيُّوبُ- وَكَانَ جَالِسًا-: وَاللَّهِ لَوْ رَأَى مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ لَمْ يَقُلْهُ. وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: سمعت
__________
[ () ] عثمان رضي الله عنه سنة 35 هـ.
[1] إضافة على الأصل استدركتها من: المعرفة والتاريخ 2/ 58 وتاريخ بغداد 5/ 232- 233، وسير أعلام النبلاء 4/ 607، وانظر: الطبقات الكبرى 193.
[2] في: المعرفة والتاريخ، وتاريخ بغداد، وسير أعلام النبلاء «لأمّه» .
[3] زاد ابن عساكر في تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 15/ 213 أ «وافر اللحية» .
[4] الطبقات الكبرى 7/ 194.
[5] المعرفة والتاريخ 2/ 59، تاريخ بغداد 5/ 334.

(7/240)


ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ. وَعَنْ خُلَيْفِ بْنِ عُقْبَةَ قَالَ:
كَانَ ابْنُ سِيرِينَ نَسِيجَ وَحَدَهُ. وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ: كَانَ الشَّعْبِيّ يَقُولُ لَنَا: عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ الأَصَمِّ، يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ [1] .
وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ أَفْطَنَ مِنَ الْحَسَنِ فِي أَشْيَاءٍ. وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَوْفٍ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ حَسُنَ الْعِلْمِ بِالْفَرَائِضِ وَالْقَضَاءِ وَالْحِسَابِ [2] ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ كَانَ أَدْرَكَ عَلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ مِنَ الْحَسَنِ. وَقَالَ أَشْعَثُ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ حَتَّى يَكُونَ كَأَنَّهُ لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ [3] . وَقَالَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَفْقَهَ فِي وَرَعِهِ وَلا أَوْرَعَ فِي فِقْهِهِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ [4] . وَقَالَ أَبُو قِلابَةَ: مَنْ يَسْتَطِيعُ مَا يَطِيقُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَرْكَبُ مِثْلَ حَدِّ السِّنَانِ [5] . وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ مَرَّ فِي السُّوقِ، فَمَا رَآهُ أَحَدٌ إِلا ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى [6] .
وَرَوَى الثَّوْرِيُّ، عَنْ زُهَيْرٍ الأَقْطَعِ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ مَاتَ كُلُّ عُضْوٍ مِنْهُ عَلَى حِدَتِهِ [7] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا كَانَ أَعْظَمَ رَجَاءً لِأَهْلِ الإِسْلامِ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَلا رَأَيْتُ أَسْخَى مِنْهُ. وَقَالَ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ: رَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَتَكَلَّمُ بِأَحَادِيثَ النَّاسِ وَيُنْشِدُ الشِّعْرَ وَيَضْحَكُ حَتَّى يَمِيلَ، فَإِذَا جاء الحديث من السّنّة كلح وتقبّض [8] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 195، تاريخ دمشق 15/ 217 ب، 218 أ، الجرح والتعديل 7/ 280، التاريخ الكبير 1/ 91.
[2] الطبقات الكبرى 1/ 91، الجرح والتعديل 7/ 280.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 195.
[4] الطبقات الكبرى 7/ 196، تاريخ بغداد 5/ 334، حلية الأولياء 2/ 266.
[5] تاريخ بغداد 5/ 377، الحلية 2/ 267.
[6] تاريخ بغداد 5/ 337.
[7] الزهد لابن حنبل 374، المعرفة والتاريخ 2/ 59، حلية الأولياء 2/ 272.
[8] حلية الأولياء 2/ 274.

(7/241)


وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: قَالَ لِي مُحَمَّدٌ: لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ مُجَالَسَتِكُمْ إِلا خَوْفَ الشُّهْرَةِ، فَلَمْ يَزَلْ بِي الْبَلاءُ حَتَّى أَخَذَ بِلِحْيَتِي، فَأَقَمْتُ عَلَى الْمَصْطَبَةِ، فَقِيلَ: هَذَا ابْنُ سِيرِينَ أَكَلَ أَمْوَالَ النَّاسِ، قَالَ: وَكَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ كَثِيرٌ [1] .
وَذَكَرَ الْمَدَائِنِيُّ أَنَّهُ اشْتَرَى زَيْتًا بِأَرْبَعِينَ أَلْفًا، فَوَجَدَ فِيهِ فَأْرَةً فَبَدَرَهُ [2] .
قُلْتُ: شَكٌّ، لِأَنَّهُ وَجَدَ الْفَأْرَةَ فِي زِقٍّ وَقَالَ: الْفَأْرَةُ كَانَتْ فِي الْمَعْصَرَةِ.
قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ صَاحِبُ ضَحِكٍ وَمِزَاحٍ [3] . وَقَالَ هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَضْحَكُ حَتَّى تَدْمَعَ عَيْنَاهُ، وَكَانَ الْحَسَنُ يُحَدِّثُنَا وَيَبْكِي.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثَنَا عُمَارَةُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَةِ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، فَوُضِعَتِ الْجَنَازَةُ وَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ صِهْرِيجًا يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ الْحَسَنُ: أَيْنَ هُوَ؟ قَالُوا: يَتَوَضَّأُ، قَالَ: صَبًّا صَبًّا، دَلْكًا دلْكًا، عَذَابٌ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى أَهْلِهِ [4] .
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: أَنْبَأَ ابْنُ عَوْنٍ: سَمِعْتُ ابْنَ سِيرِينَ يَنْهَى عَنِ الْجِدَالِ إِلا رَجَاءً إِنْ كَلَّمْتَهُ أَنْ يَرْجِعَ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: كَاتَبَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَبِي أَبَا عَمْرَةَ عَلَى أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَأَدَّاهَا.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ: هَذِهِ مُكَاتَبَةُ سِيرِينَ عِنْدَنَا، وَكَانَ قِنًّا [5] . قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بِوَاسِطٍ، فَلَمْ أَرَ أَجْبَنَ عَنْ فُتْيَا وَلا أَجْرَأَ عَلَى رُؤْيَا مِنْهُ [6] . قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: لَمْ يَكُنْ يعرض
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 271، المعرفة والتاريخ 2/ 61، الطبقات الكبرى 199، تاريخ بغداد 5/ 335.
[2] انظر حلية الأولياء 2/ 266.
[3] حلية الأولياء 2/ 274 من رواية أبي سهيل يوسف بن عطية. وانظر الزهد لابن حنبل 373.
[4] المعرفة والتاريخ 2/ 58.
[5] المعرفة والتاريخ 2/ 57، تاريخ بغداد 5/ 332- 333، تاريخ دمشق 15/ 212 ب.
[6] تاريخ دمشق 15/ 218 أ.

(7/242)


لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ أَمْرَانِ فِي دِينِهِ إِلا أَخَذَ بِأَوْثَقِهِمَا [1] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَتَّجِرُ، فَإِذَا ارْتَابَ فِي شَيْءٍ تَرَكَهُ [2] . وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ مُحَمَّدٌ مِنْ أَشَدَّ النَّاسِ إِزْرَاءً عَلَى نَفْسِهِ [3] . وَقَالَ غَالِبٌ الْقَطَّانُ: خُذُوا بِحِلْمِ ابْنِ سِيرِينَ، وَلا تَأْخُذُوا بِغَضَبِ الْحَسَنِ [4] .
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا [5] .
وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ يَصُومُ مُحَمَّدٌ عَاشُورَاءَ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ يُفْطِرُ بَعْدَ ذَلِكَ يَوْمَيْنِ [6] . وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ سِيرِينَ فَذَكَرَ رَجُلا فَقَالَ: ذَاكَ الأَسْوَدُ، ثُمَّ قَالَ: إنّا للَّه، أَرَانِي قَدِ اغْتَبْتُهُ [7] .
وَقَالَ مُعَاذٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَعَثَ إِلَى الْحَسَنِ فَقَبِلَ، وَبَعَثَ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ فَلَمْ يَقْبَلْ [8] . وَقَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ رَجَاءٍ قَالَ:
كَانَ الْحَسَنُ يَجِيءُ إِلَى السُّلْطَانِ وَيَعِيبُهُمْ، وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ لا يَجِيءُ إِلَيْهِمْ وَلا يَعِيبُهُمْ [9] . وَقَالَ هِشَامٌ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا عِنْدَ سُلْطَانٍ أَصْلَبَ مِنَ ابْنِ سِيرِينَ [10] . وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ فِي الْمَنَامِ مُقَيَّدًا، وَرَأَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ فِي النَّوْمِ مُقَيَّدًا [11] .
أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ، عَنْ هِشَامٍ: أَنَّ ابْنَ سِيرِينَ اشْتَرَى طَعَامًا بَيْعًا منونيّا [12]
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 268، تاريخ دمشق 15/ 219 أ.
[2] انظر الطبقات الكبرى 7/ 197.
[3] تاريخ بغداد 5/ 335، تاريخ دمشق 15/ 220 أ.
[4] الطبقات الكبرى 7/ 195.
[5] الطبقات الكبرى 7/ 200، الزهد لابن حنبل 373، تاريخ دمشق 15/ 221 أ.
[6] تاريخ دمشق 15/ 221 أ.
[7] الطبقات الكبرى 7/ 196.
[8] الطبقات الكبرى 7/ 202، تاريخ دمشق 15/ 224 أ.
[9] المعرفة والتاريخ 2/ 64، تاريخ دمشق 15/ 224 أ.
[10] تاريخ دمشق 15/ 224 أ.
[11] الطبقات الكبرى 7/ 197، تاريخ بغداد 5/ 336، تاريخ دمشق 15/ 224 ب.
[12] في الأصل «اشترى بيعا من منونيا» والتصحيح من الطبقات الكبرى 7/ 199.

(7/243)


فَأَشْرَفَ فِيهِ عَلَى رِبْحِ ثَمَانِينَ أَلْفًا، فَعَرَضَ فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ فَتَرَكَهُ، قَالَ هِشَامٌ وَاللَّهِ مَا هُوَ بِرِبًا. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : سَأَلْتُ مُحَمَّد بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيّ عَنْ سَبَبِ الدَّيْنِ الَّذِي رَكِبَ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ حَتَّى حُبِسَ، قَالَ: اشتري طعامًا بأربعين ألف درهم، فأخبر عَن أصل الطعام بشيءٍ فكرهه فتركه، أَوْ تَصَدَّقَ بِهِ، فَحُبِسَ عَلَى الْمَالِ، حَبَسَهُ مَالِكُ بْنُ الْمُنْذِرِ. قَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: تَرَكَ مُحَمَّدٌ أَرْبَعِينَ أَلْفًا فِي شَيْءٍ مَا تَرَوْنَ بِهِ الْيَوْمَ بَأْسًا [2] .
وَيُرْوَى عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: إِنِّي لأَعْرِفُ الَّذِي حَمَلَ عَلَيَّ الدَّيْنَ، قُلْتُ لِرَجُلٍ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً: يَا مُفْلِسُ. قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ وَقَدْ بَلَغَهُ هَذَا:
قَلَّتْ ذُنُوبُهُمْ فَعَرَفُوا مِنْ أَيْنَ أَتَوْا، وكثرت ذنوبنا فلم ندر من أين نؤتى [3] . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ عَيَّرَ مَرَّةً رَجُلا بِالْفَقْرِ، فَابْتُلِيَ بِهِ [4] . وَقَالَ قُرَيْشُ [5] بْنُ أَنَسٍ: ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، بْنِ [6] مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ السَّجَّانَ قَالَ لابْنِ سِيرِينَ: إِذَا كَانَ اللَّيْلُ فَاذْهَبْ إِلَى أَهْلِكَ، فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَتَعَالَ، قَالَ: لا وَاللَّهِ لا أُعِينُكَ عَلَى خِيَانَةِ السُّلْطَانِ [7] .
وَقَالَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى: تَرَكَ مُحَمَّدٌ رِبْحَ أَرْبَعِينَ أَلْفًا، قَالَ لِي التَّيْمِيُّ:
وَاللَّهِ لَقَدْ تَرَكَهَا فِي شَيْءٍ مَا يَخْتَلِفُ فِيهِ الْعُلَمَاءُ أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
قَالَ مَعْمَرٌ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ حَمَامَةً الْتَقَمَتْ لُؤْلُؤَةً فَخَرَجَتْ مِنْهَا أَعْظَمَ مِمَّا كَانَتْ، وَرَأَيْتُ حَمَامَةً أُخْرَى الْتَقَمَتْ لُؤْلُؤَةً، فَخَرَجَتْ أَصْغَرَ مِمَّا دَخَلَتْ، وَرَأَيْتُ حَمَامَةً أُخْرَى الْتَقَمَتْ لُؤْلُؤَةً، فَخَرَجَتْ مِنْهَا كَمَا دَخَلَتْ سَوَاءُ، فَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ: أمّا التي خرجت أعظم ممّا دخلت،
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 198.
[2] المعرفة والتاريخ 2/ 64.
[3] حلية الأولياء 2/ 271.
[4] نحوه في تاريخ بغداد 5/ 335.
[5] مهمل في الأصل، والتصحيح من تاريخ بغداد.
[6] في طبعة القدسي 4/ 195 «عن» والتصحيح من تاريخ بغداد.
[7] تاريخ بغداد 5/ 334.

(7/244)


فَذَاكَ الْحَسَنُ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَيُجَوِّدُهُ بِمَنْطِقِهِ، وَيَصِلُ فِيهِ مِنْ مَوَاعِظِهِ، وَأَمَّا الَّتِي خَرَجَتْ أَصْغَرَ مِمَّا دَخَلَتْ، فَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ فَيُنْقِصُ مِنْهُ، وَأَمَّا الَّتِي خَرَجَتْ كَمَا دَخَلَتْ، فَهُوَ قَتَادَةُ، فَهُوَ أَحْفَظُ النَّاسِ.
ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَرْوَزِيِّ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ ابْنَ سِيرِينَ فَتَرَكْتُهُ وَجَالَسْتُ الإِبَاضِيَّةَ، فَرَأَيْتُ كَأَنِّي مَعَ قَوْمٍ يَحْمِلُونَ جَنَازَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ فَذَكَرْتُهُ لَهُ فَقَالَ: مَالَكَ جَالَسْتَ أَقْوَامًا يُرِيدُونَ أَنْ يَدْفِنُوا مَا جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: قَصَّ رَجُلٌ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَّ بِيَدِي قَدَحًا مِنْ زُجَاجٍ فيه ماء، فانكسر القدح وَبَقِيَ الْمَاءُ، فَقَالَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّكَ لَمْ تَرَ شَيْئًا، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: فَمَنْ كَذِبَ فَمَا عَلَيَّ سَتَلِدُ امرأتك وتموت ويبقى ولدها، فلما خرج الرجل قَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا، فَمَا لَبِثَ أَنْ وُلِدَ لَهُ وَمَاتَتِ امْرَأَتُهُ. قَالَ: وَدَخَلَ آخَرُ فَقَالَ: رَأَيْتُ كَأَنِّي وَجَارِيَةً سَوْدَاءُ، نَأْكُلُ فِي قَصْعَةٍ سَمَكَةً، قَالَ: أَتُهَيِّئُ لِي طَعَامًا وَتَدْعُونِي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَفَعَلَ، فَلَمَّا وُضِعَتِ الْمَائِدَةُ، إِذَا جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ سِيرِينَ: هَلْ أَصَبْتَ هَذِهِ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَادْخُلْ بِهَا الْمَخْدَعَ، فَدَخَلَ بِهَا، فَصَاحَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، رَجُلٌ وَاللَّهِ! قَالَ: هَذَا الَّذِي شَارَكَكَ فِي أَهْلِكَ.
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ سِيرِينَ فَقَالَ:
رَأَيْتُ كَأَنَّ الْجَوْزَاءَ تَقَدَّمَتِ الثُّرَيَّا، فَقَالَ: هَذَا الْحَسَنُ يَمُوتُ قَبْلِي ثُمَّ أَتْبَعُهُ، وَهُوَ أَرْفَعُ مِنِّي [1] .
وَقَدْ جَاءَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ فِي التَّفْسِيرِ عَجَائِبُ يَطُولُ الْكِتَابُ بِذِكْرِهَا، وَكَانَ لَهُ فِي ذَلِكَ تَأْيِيدٌ إِلَهِيٌّ. قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: ثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ:
كَانَ لِمُحَمَّدٍ سَبْعَةُ أَوْرَادٍ، فَإِذَا فَاتَهُ شَيْءٌ مِنَ اللَّيْلِ قَرَأَهُ بِالنَّهَارِ.
وَقَالَ حَمَّادٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا كَانَ يَغْتَسِلُ كُلَّ يوم.
__________
[1] حلية الأولياء 2/ 277.

(7/245)


قلت: كَانَ عنده وسواس، وقد ذكرنا تطويله فِي الوضوء يوم وفاة أخته.
قَالَ مهدي بْن ميمون: رأيت مُحَمَّدًا إذا توضأ فغسل رجليه بلغ عضلة ساقيه [1] .
وقَالَ قرة بْن خَالِد وغيره: كَانَ نقش خاتم ابن سيرين كنيته أَبُو بَكْر.
قَالَ مهدي: رأيته يتختم في الشّمال [2] . وقال مُحَمَّدً بْن عَمْرو: سَمِعْتُ ابن سيرين يَقُولُ: عققت عَن نفسي بختية [3] . وقَالَ مهدي بْن ميمون: رأيت ابن سيرين يلبس طيلسانا ويلبس كساء أبيض فِي الشتاء وعمامة بيضاء وفروة [4] . وقَالَ سُلَيْمَان بْن المغيرة: رأيت ابن سيرين يلبس الثياب الثمينة والطيالس [5] والعمائم. وقَالَ يَحْيَى بْن خليف: ثَنَا أَبُو خلدة قَالَ: رأيت ابن سيرين يتعمم بعمامة بيضاء لاطية، قد أرخى ذوائبها من خلفه، ورأيته يخضب بالصّفرة [6] .
وقال أَبُو الأشهب: رأيت عَلَيْهِ ثياب كتان [7] . وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرو: رأيت ابن سيرين خضب بحناء وكتم، ورأيته لا يحفي شاربه [8] . وقَالَ حميد الطويل: أمر ابن سيرين سويدا أن يجعل لَهُ حلة حبرة يكفن فيها [9] .
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: حدّثتني حفصة بنت سيرين قالت: كانت أم
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 203.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 203.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 204. والعقيقة: هي الشاة التي تذبح يوم أسبوع الابن. والبختيّة:
الأنثى من الجمال البخت طوال الأعناق.
[4] الطبقات الكبرى 7/ 204.
[5] في الطبقات الكبرى 7/ 204 «الثياب اليمنة والطيالسة» .
[6] الطبقات الكبرى 7/ 204.
[7] الطبقات الكبرى 7/ 204.
[8] الطبقات الكبرى 7/ 204- 205.
[9] الطبقات الكبرى 7/ 205.

(7/246)


مُحَمَّدٍ حِجَازِيَّةٌ، وَكَانَ يُعْجِبُهَا الصَّبْغَ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ إِذَا اشْتَرَى لَهَا ثَوْبًا اشْتَرَى أَلْيَنَ مَا يَجِدُ، فَإِذَا كَانَ عِيدٌ صَبَغَ لَهَا ثِيَابًا، وَمَا رَأَيْتُهُ رَافِعًا صَوْتَهُ عَلَيْهَا، كَانَ إِذَا كَلَّمَهَا كَالْمُصْغِي إِلَيْهَا [1] .
قَالَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ إِنَّ مُحَمَّدًا كَانَ إِذَا كَانَ عِنْدَ أُمِّهِ لَوْ رَآهُ رَجُلٌ لا يَعْرِفُهُ، ظَنَّ أَنَّ بِهِ مَرَضًا مِنْ خَفْضِ كَلامِهِ عِنْدَهَا [2] .
أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانُوا إِذَا ذَكَرُوا عِنْدَ مُحَمَّدٍ رَجُلا بِسَيِّئَةٍ ذَكَرَهُ هُوَ بِأَحْسَنَ مَا يَعْلَمُ، وَجَاءَهُ نَاسٌ فَقَالُوا: إِنَّا نِلْنَا مِنْكَ، فَاجْعَلْنَا فِي حِلٍّ، فَقَالَ: لا أُحِلُّ لَكُمْ شَيْئًا حَرَّمَهُ اللَّهُ [3] .
قَالَ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ: ثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَشْتَرِيَ الْبَزَّ، فَأَتَيْتُ ابْنَ سِيرِينَ بِالْكُوفَةِ، فَسَاوَمْتُهُ، فَجَعَلَ إِذَا بَاعَنِي صِنْفًا مِنْ أَصْنَافِ الْبَزِّ قَالَ: هَلْ رَضِيتَ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيُعِيدُ ذَلِكَ عَلَيَّ ثَلاثَ مِرَارٍ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلَيْنِ فَيُشْهِدُهُمَا، وَكَانَ لا يَشْتَرِي وَلا يَبِيعُ بِهَذِهِ الدَّرَاهِمِ الْحَجَّاجِيَّةِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ وَرَعَهُ مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ حَاجَتِي أَجِدُهُ عِنْدَهُ إِلا اشْتَرَيْتُهُ، حَتَّى لَفَائِفِ الْبَزِّ [4] .
أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا وَقَعَ عِنْدَهُ دِرْهَمٌ زَيْفٌ أَوْ سَتُّوقٌ لَمْ يَشْتَرِ بِهِ، فَمَاتَ يَوْمَ مَاتَ وَعِنْدَهُ خَمْسُمِائَةُ سَتُّوقَةٍ وَزُيُوفٍ [5] .
عَارِمٌ [6] : ثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ غَالِبٍ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدًا [7]- وَذُكِرَ مِزَاحُهُ- فَسَأَلْتُهُ عَنْ هِشَامٍ فَقَالَ: توفّي البارحة، أما شعرت؟ فقلت: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون [8] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 198 وفيه «كالمصغي إليها بالشيء» .
[2] الطبقات الكبرى 7/ 198.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 200.
[4] الطبقات الكبرى 7/ 202.
[5] الطبقات الكبرى 7/ 201- 202.
[6] هو عارم بن الفضل.
[7] في الطبقات «رأيت» .
[8] الطبقات الكبرى 7/ 202- 203 وفي آخر العبارة: «فضحك» .

(7/247)


(ذِكْرُ وَفَاتِهِ) قَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ: أَنَا ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَتْ وَصِيَّةُ ابْنِ سِيرِينَ:
«ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ بَنِيهِ وَأَهْلَهُ، أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِمْ، وَأَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ، وَأُوصِيهُمْ [1] بِمَا أَوْصَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ: يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 2: 132 [2] وَأُوصِيهُمْ [3] أَنْ لا يَدَّعُوا أَنْ يَكُونُوا إِخْوَانَ الأَنْصَارِ وَمَوالِيَهُمْ فِي الدِّينِ، فَإِنَّ الْعَفَافَ وَالصِّدْقَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَأَكَرْمُ مِنَ الزِّنَا وَالْكَذِبِ، وَأُوصِي فِيمَا أَتْرُكُ [4] إِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ قَبْلَ أن أغيّر وصيّتي» [5] .
قال ابن سَعْدٍ [6] : أَنْبَأَ بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا ضَمَنْتُ عَنْ أَبِي دَيْنَهُ قَالَ: بِالْوَفَاءِ، قُلْتُ: بِالْوَفَاءِ، فَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، فَقَضَى عَبْدُ اللَّهِ عَنْهُ ثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَمَا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ حَتَّى قَوَّمْنَا مَالَهُ ثَلاثَمِائَةَ أَلْفَ دِرْهَمٍ أَوْ نَحْوَهَا [7] .
وَقَالَ أَيُّوبُ: أَنَا زَرَرْتُ [8] عَلَى مُحَمَّدٍ، يَعْنِي الْقَمِيصَ لَمَّا كَفَّنَهُ. وَرَوَى أَيُّوبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ أَنْ يُجْعَلَ لِقَمِيصِ الْمَيِّتِ أَزْرَارٌ وَيُكَفُّ [9] .
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: مَاتَ ابْنُ سِيرِينَ بَعْدَ الْحَسَنِ بِمِائَةِ يَوْمٍ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَمِائَةٍ، وَعَاشَ بِضْعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً [10] ، وَقَدْ مَرَّ مولده أنّه في خلافة عمر.
__________
[1] في الطبقات «وأوصاهم» .
[2] سورة البقرة، الآية 132.
[3] في الطبقات «أوصاهم» .
[4] في الطبقات «وأوصى فيما ترك» .
[5] الطبقات الكبرى 7/ 205.
[6] الطبقات الكبرى 7/ 205.
[7] الطبقات الكبرى 7/ 205.
[8] في طبعة القدسي 4/ 198 «ندرت» ، والتصويب من طبقات ابن سعد 7/ 206.
[9] الطبقات الكبرى 7/ 205.
[10] الطبقات الكبرى 7/ 206.

(7/248)


قَالَ خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: مَاتَ ابْنُ سِيرِينَ لِتِسْعٍ مَضَيْنَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ: حَدَّثَنِي يحيى بْنُ أَيُّوبَ أَنَّ رَجُلَيْنِ تَوَاخَيَا فَتَعَاهَدَا إِنْ مَاتَ أَحَدُهُمَا قَبْلَ صَاحِبِهِ أَنْ يُخْبِرَهُ بِمَا وَجَدَ، فَمَاتَ أَحَدُهُمَا فَرَآهُ صَاحِبُهُ فِي النَّوْمِ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: ذَاكَ مَلَكٌ فِي الْجَنَّةِ لا يَعْصِي، قَالَ: فَابْنُ سِيرِينَ قَالَ: ذَاكَ فِيمَا شَاءَ وَاشْتَهَى، وَشَتَّانَ مَا بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَبِأَيِّ شَيْءٍ أَدْرَكَ الْحَسَنُ؟ قَالَ: بِشِدَّةِ الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ [1] .
وَقَالَ الْمُحَارِبِيُّ: ثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: كَانَ الْحَكَمُ بْنُ جَحْلٍ [2] صَدِيقًا لابْنِ سِيرِينَ، فَحَزَنَ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ حَتَّى كَانَ يُعَادُ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ:
رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ فِي حَالِ كَذَا وَكَذَا، فَسَأَلْتُهُ لَمَّا سَرَّنِي: فَمَا صَنَعَ الْحَسَنُ؟
قَالَ: رُفِعَ فَوْقِي بِسَبْعِينَ دَرَجَةً، قُلْتُ: بِمَ، فَقَدْ كُنَّا نَرَى أَنَّكَ فَوْقَهُ؟ قَالَ:
بِطُولِ الْحُزْنِ. رَوَاهُمَا جَمَاعَةٌ عَنِ المحاربيّ [3] .
223- (محمد بن طلحة) [4] د ق [5]- بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ الْقُرَشِيُّ الْمُطَّلِبِيُّ الْمَكِّيُّ، ثم المدني. عَنْ: إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وعكرمة، وسالم ابن عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ مَعَ تَقَدُّمِهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَجَمَاعَةٌ. قِيلَ:
تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ هِشَامٍ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَتُوُفِّيَ أَخُوهُ يَزِيدُ بْنُ طَلْحَةَ بَعْدَهُ بيسير.
__________
[1] تاريخ دمشق 15/ 230 ب.
[2] في الأصل «حجل» ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 4/ 622.
[3] تاريخ دمشق 15/ 230 ب.
[4] الطبقات لخليفة 240، تاريخ خليفة 338، التاريخ الكبير 1/ 120 رقم 353، الجرح والتعديل 7/ 291 رقم 1578، تهذيب الكمال 3/ 1214- 1215، تحفة الأشراف 13/ 358 رقم 1268، الكاشف 3/ 50 رقم 5003، جامع التحصيل 325 رقم 687، تهذيب التهذيب 9/ 239- 240 رقم 381، تقريب التهذيب 2/ 173 رقم 338، خلاصة تهذيب التهذيب 343.
[5] في الأصل تحريف في الرمز، وما أثبتناه عن الكاشف، وفي المصادر الأخرى «د ص ق» .

(7/249)


227- (محمد بن عبّاد) [1] ع- بن جعفر القرشي المخزومي المكّي.
عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: زِيَادُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ثِقَةً نَبِيلا.
228- مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ [2] ع أَبُو حَمْزَةَ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبِ بْنِ حَيَّانَ [3] بْنِ سُلَيْمٍ. كَانَ أَبُوهُ مِنْ سَبْيِ بَنِي قُرَيْظَةَ فَنَزَلَ الْكُوفَةَ، وَوُلِدَ بِهَا مُحَمَّدٌ فِيمَا قِيلَ.
وَقَدْ أخبرنا محمد بن قايماز وغيره قالوا: أَنْبَأَ ابْنُ اللُّتِّيِّ [4] ، أَنَا أَبُو الْوَقْتِ، أَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْحَافِظُ، أَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْجَرَّاحِ، أَنْبَأَ ابْنُ مَحْبُوبٍ، ثَنَا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ قُتَيْبَةَ يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [5] .
وَقِيلَ: نَشَأَ مُحَمَّدٌ بِالْكُوفَةِ، ثُمَّ تَحَوَّلَ بِهِ أَبُوهُ إِلَى الْمَدِينَةِ، واشترى بها
__________
[1] الطبقات لخليفة 245 و 281، التاريخ الكبير 1/ 175 رقم 528، المعرفة والتاريخ 1/ 270 و 374 و 3/ 236، تاريخ أبي زرعة 2/ 720، الجرح والتعديل 8/ 13- 14 رقم 56، تهذيب الكمال 3/ 1215- 1216، الكاشف 3/ 51 رقم 5009، تهذيب التهذيب 9/ 243 رقم 391، تقريب التهذيب 2/ 174 رقم 347، خلاصة تذهيب التهذيب 343.
[2] تاريخ خليفة 348، الطبقات لخليفة 264، التاريخ لابن معين 2/ 536، التاريخ الكبير 1/ 216 رقم 679، التاريخ الصغير 243 و 255، ترتيب الثقات للعجلي 411 رقم 1495، المعارف 458- 459 و 486، المعرفة والتاريخ 1/ 563- 565، تاريخ أبي زرعة 1/ 245، الجرح والتعديل 8/ 67 رقم 303، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 436، الثقات لابن حبّان 5/ 351، حلية الأولياء 3/ 212- 221 رقم 238، الكنى والأسماء 1/ 156، التذكرة الحمدونية 1/ 184، تهذيب الكمال 3/ 1262- 1263، تحفة الأشراف 13/ 366 رقم 1279، الكاشف 3/ 81 رقم 5214، سير أعلام النبلاء 5/ 65- 68 رقم 23، جامع التحصيل 329، رقم 707، تهذيب التهذيب 9/ 420- 422 رقم 689، تقريب التهذيب 2/ 203 رقم 659، البداية والنهاية 9/ 257، خلاصة تذهيب التهذيب 357، شذرات الذهب 1/ 136، الكامل في التاريخ 5/ 141، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 90.
[3] في طبعة القدسي 4/ 199 «حبان» بالباء الموحّدة، والتصحيح من مصادر الترجمة.
[4] في طبعة القدسي 4/ 199 «الليثي» وهو تصحيف.
[5] قال المؤلّف في سير أعلام النبلاء 5/ 65 «ولم يصحّ ذلك» .

(7/250)


أَمْلاكًا. رَوَى عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٍ، وَشَبْثِ بْنِ رِبْعِيٍّ، وَأَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَغَيْرِهِمْ، وَأَحْسِبُ رِوَايَتَهُ عَنْ عَلِيٍّ وَذَوِيهِ مُرْسَلَةٌ. وَقَدْ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعَ مِنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زيد اللّيثي، وعاصم بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، وَأَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، وَأَبُو مَعْشَرٍ نَجِيحٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي، وَآخَرُونَ.
رَوَى عَنْهُ أَبُو الْمِقْدَامِ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِخُنَاصِرَةَ [1] وَكَانَ عَهْدِي بِهِ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى الْمَدِينَةِ حَسَنُ الْجِسْمِ وَالشَّعْرِ، وَقَدْ حَالَ لَوْنُهُ وَنَحُلَ جِسْمُهُ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ ثِقَةً عَالِمًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَرَعًا مِنْ حُلَفَاءِ الأَوْسِ.
وَذَكَرَ الْبُخَارِيُّ [2] أَنَّ أَبَاهُ كَعْبًا كَانَ مِمَّنْ لَمْ يُنْبِتْ يَوْمَ قُرَيْظَةَ فَتُرِكَ. وَثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ [3] ثَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ» [4] . الْفَسَوِيُّ [5] : ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، ثَنَا أبو صخر،
__________
[1] خناصرة: بليدة من أعمال حلب تحاذي قنّسرين نحو البادية. (معجم البلدان 2/ 390) .
[2] التاريخ الكبير 1/ 216.
[3] في طبعة القدسي 4/ 199 «يسار» والتصحيح من التاريخ الكبير.
[4] أخرجه الترمذي 2912 في ثواب القرآن من طريق ابن بشار، عن أبي بكر الحنفي، عن الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عَنِ ابْنِ مسعود..
وقال: هذا حديث حسن صحيح. وانظر: التاريخ الكبير 1/ 216 ورجاله ثقات.
[5] المعرفة والتاريخ 1/ 563- 564.

(7/251)


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَخْرُجُ مِنْ أَحَدِ الْكَاهِنَيْنِ رَجُلٌ يَدْرُسُ الْقُرْآنَ دِرَاسَةً لا يَدْرُسُهَا أَحَدٌ بَعْدَهُ» [1] . قَالَ نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ: قَالَ رَبِيعَةُ: فَكُنَّا نَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ.
وَالْكَاهِنَانِ: قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ. رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ بِنَحْوِهِ.
يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ: سَمِعْتُ عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ مِنَ الْقُرَظِيِّ [2] .
زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ: حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ قَالَ: قَالَتْ أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: يَا بُنَيَّ لَوْلا أَنِّي أَعْرِفُكَ صَغِيرًا طَيِّبًا وَكَبِيرًا طَيِّبًا لَظَنَنْتُ أَنَّكَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا مُوبِقًا لِمَا أَرَاكَ تَصْنَعُ بِنَفْسِكَ! قَالَ: يَا أَمَتَاهُ، وَمَا يُؤَمِّنُنِي [3] أَنْ يَكُونَ اللَّهُ تَعَالَى قَدِ اطَّلَعَ عَلَيَّ وَأَنَا فِي بَعْضِ ذُنُوبِي فَمَقَتَنِي فَقَالَ: اذْهَبْ فَلا أَغْفِرُ لَكَ، مَعَ أَنَّ عَجَائِبَ الْقُرْآنِ تُورِدُنِي عَلَى أُمُورٍ حَتَّى إِنَّهُ لَيَنْقَضِي اللَّيْلُ وَلَمْ أَفْرُغْ مِنْ حَاجَتِي [4] .
ابْنُ الْمُبَارَكِ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهِبٍ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ يَقُولُ: لأَنْ أَقْرَأُ فِي لَيْلَتِي حَتَّى أُصْبِحَ بِإِذَا زُلْزِلَتْ، وَالْقَارِعَةُ، وَأَتَرَدَّدُ وَأَتَفَكَّرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَهَذَّ [5] الْقُرْآنَ لَيْلَتِي هذّا، أو قال: أنثره نثرا [6] .
__________
[1] الحديث ضعيف رواه الإمام أحمد في مسندة 6/ 11 من طريق ابن وهب، وقد تحرّف فيه «معتب» إلى «معقب» ، ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 563- 564 وفيه: «عبد الله بن معتب بن مغيث بن أبي برده ... سيخرج من أحد الكاهنين رجل يدرس القرآن لا يدرسه أحد بعده» .
ورواه ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي بردة الظفري، ونسبه للإمام أحمد والبغوي.
[2] المعرفة والتاريخ 1/ 564.
[3] محرّفة في الأصل، والتصحيح من: صفة الصفوة 2/ 132 وسير أعلام النبلاء 5/ 5 د.
[4] صفة الصفوة 2/ 133، حلية الأولياء 3/ 14 و 52.
[5] أهذّ، من هذّ، والهذ: سرعة القطع وسرعة القراءة. وهذّ القرآن هذّا إذا أسرع فيه وتابعه وهو مجاز، وكذا هذّ الحديث إذا سرده. (تاج العروس 9/ 498) .
[6] حلية الأولياء 3/ 214- 215 وفيه «أهدر القرآن هدرا» ، صفة الصفوة 2/ 133.

(7/252)


بسرة بن صَفْوَانَ: ثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: رَجَعَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ إِلَى مَنْزِلِهِ مِنَ الْجُمْعَةِ، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ جَلَسَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا تَتَمَنَّوْنَ أَنْ تُفْطِرُوا عَلَيْهِ؟ قَالُوا كُلُّهُمْ: طَبِيخٌ، قَالَ: تَعَالَوْا نَدْعُوا اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنَا طَبِيخًا، فَدَعُوا اللَّهَ، فَإِذَا خَلْفَهُمْ مِثْلُ رَأْسِ الْجَزُورِ يَفُورُ، فَأَكَلُوا.
مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا زَهَّدَهُ فِي الدُّنْيَا وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ وَبَصَّرَهُ بِعُيُوبِهِ [1] .
نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَصَابَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ مَالا، فَقِيلَ لَهُ: ادَّخِرْ لِوَلَدِكَ، قَالَ: لا، وَلَكِنْ أَدَّخِرُهُ لِنَفْسِي عِنْدَ رَبِّي، وَأَدَّخِرُ رَبِّي لِوَلَدِي.
أَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عَلامَةِ الْخُذْلانَ، قَالَ: أَنْ يَسْتَقْبِحَ الرَّجُلُ مَا كَانَ يَسْتَحْسِنُ، وَيَسْتَحْسِنُ مَا كَانَ قَبِيحًا [2] .
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ قَالَ: كَانَ لِمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ جُلَسَاءُ كَانُوا مِنْ أَعْلَمَ النَّاسِ بِالتَّفْسِيرِ، وَكَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِي مَسْجِدِ الرَّبَذَةِ [3] ، فَجَاءَتْ زَلْزَلَةٌ، فَسَقَطَ عَلَيْهِمُ الْمَسْجِدُ، فَمَاتُوا جَمِيعًا تَحْتَهُ [4] .
قَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَأَبُو مَعْشَرٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَقَعْنَبٌ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَمِ، وَالْفَلاسُ، وَخَلِيفَةُ، وَأَبُو عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ: سَنَةَ سَبْعٍ عشرة ومائة. وَرَوَى هَذَا ابْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ فَقَالَ أحمد بن أبي خيثمة، عن ابن مَعِينٍ: سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ قَوْلٌ عَنِ الهيثم
__________
[1] انظر: حلية الأولياء 3/ 213.
[2] حلية الأولياء 3/ 214.
[3] الرّبذة: بفتح أوله وثانيه. من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة. (معجم البلدان 3/ 24) .
[4] المعرفة والتاريخ 1/ 564.

(7/253)


أَيْضًا. وَغَلَطَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ فَقَالَ: سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَسَأُعِيدُهُ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ مُخْتَصَرًا.
229- مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ [1] ابْنِ أَبِي الْعَاصِ الأُمَوِيُّ الأمير. سَمِعَ أَبَاهُ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وُلِّيَ الْجَزِيرَةَ لِأَخِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ.
رَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ قَوِيًّا فِي بَدَنِهِ، شَدِيدَ الْبَأْسِ، فَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ يَحْسِدُهُ عَلَى ذَلِكَ، وَكَانَ يَفْعَلُ أَشْيَاءَ لا يَزَالُ يَرَاهَا مِنْهُ، فَلَمَّا اسْتَوْثَقَ الأَمْرُ بَعْدَ الْمُلْكِ جَعَلَ يُبْدِي لَهُ الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ مِمَّا فِي نَفْسِهِ، وَيُقَابِلُهُ بِمَا يَكْرَهُ، فَلَمَّا رَأَى مُحَمَّدٌ ذَلِكَ تَهَيَّأَ لِلرَّحِيلِ إِلَى أَرْمِينِيَّةَ، وَأَصْلَحَ جِهَازَهُ، وَرَحَلَتْ إِبِلُهُ، وَدَخَلَ يُوَدِّعُ أَخَاهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا بَعَثَكَ عَلَى ذَلِكَ! فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
وَإِنَّكَ لا تَرَى طَرْدًا لِحُرٍّ ... كَالصَّاقِ بِهِ بَعْضَ الْهَوَانِ
فَلَوْ كُنَّا بِمَنْزِلَةٍ جَمِيعًا ... جَرَيْتَ وَأَنْتَ مُضْطَرِبُ الْعَنَانِ
فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عليك إلّا ما أقمت، فو الله لا رَأَيْتَ مَكْرُوهًا بَعْدَهَا، فَأَقَامَ.
وَلِمُحَمَّدٍ عِدَّةُ وَقَعَاتٍ وَمُصَافَّاتٍ مَعَ الرُّومِ لَعَنَهُمُ اللَّهُ، ذَكَرَهَا ابْنُ عَائِذٍ وَغَيْرُهُ. وَهُوَ وَالِدُ مَرْوَانَ الْخَلِيفَةِ.
قال خليفة [2] : توفّي سنة إحدى ومائة.
__________
[1] تاريخ خليفة 270 و 271 و 274 و 275 و 288 و 289 و 290 و 291 و 298 و 302 و 303 و 311 و 326 و 328 و 380، المعارف 224 و 354- 355، المعرفة والتاريخ 3/ 241، تاريخ الرسل والملوك 5/ 622 و 6/ 156 و 157 و 159 و 194 و 202 و 220 و 221 و 348 و 349 و 364 و 7/ 298 و 300 و 442، جمهرة أنساب العرب 107- 110، العيون والحدائق 3/ 155، تاريخ دمشق 15/ 473 ب- 475 أ، الكامل في التاريخ 4/ 323- 327 و 391- 395 و 5/ 66 و 70 و 310 و 428، معجم بني أميّة 154- 155 رقم 321.
[2] تاريخ خليفة 325.

(7/254)


230- (محمد بن المنتشر) [1] ع- بن الأجذع الهمدانيّ الكوفي. عَنْ:
أَبِيهِ وَعَمِّهِ مَسْرُوقٍ، وَأُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَآخَرُونَ.
231- (مُحَمَّدُ بْنُ نَشْرٍ [2] الْهَمَدَانِيُّ) مُؤَذِّنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ. رَوَى عَنْ: ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمَسْرُوقٍ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ الْحَزَوَّرِ [3] ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَكَثِيرُ النَّوَا، وَمُجَالِدٌ.
خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الأَدَبِ خَارِجَ الصَّحِيحِ.
232- (مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ مَوْلَى الأَنْصَارِ) [4] مِنْ صَحَابَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
رَوَى عَنْهُ: دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ. وَلَمَّا قَتَلَ أَهْلُ إِفْرِيقِيَةِ مُتَوَلِّيهِمْ يَزِيدَ بْنَ أَبِي مُسْلِمٍ لِعَسَفِهِ أَخْرَجُوا مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ مِنْ سِجْنِهِ وَأَمَّرُوهُ عَلَيْهِمْ، فَأَقَرَّهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ قَدْ كَتَبَ الرَّسَائِلَ لعبد الملك بن مروان، وقلّما روى.
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 219 رقم 690، ترتيب الثقات 414 رقم 1505، الجرح والتعديل 8/ 425، الثقات لابن حبّان 7/ 399، تهذيب الكمال 3/ 1275- 1276، الكاشف 3/ 87 رقم 5253، تهذيب التهذيب 9/ 471 رقم 764، تقريب التهذيب 2/ 210 رقم 733، خلاصة تذهيب التهذيب 360.
[2] نشر: بفتح النون وسكون الشين.
وترجمته في: 1/ 253 رقم 803، الجرح والتعديل 8/ 108- 109 رقم 472، المغني في الضعفاء 2/ 639 رقم 6038، المشتبه في الرجال 1/ 80، ميزان الاعتدال 4/ 55 رقم 8257، تهذيب التهذيب 9/ 488 رقم 796، تقريب التهذيب 2/ 213 رقم 765، خلاصة تذهيب التهذيب 361، تهذيب الكمال 3/ 1280.
[3] في الأصل «الجزور» ، والتصحيح من الخلاصة 272 حيث ضبطه بفتح الحاء والزاي والواو الثقيلة.
[4] في البيان المغرب 1/ 49 إن أهل إفريقية تراضوا بالمغيرة بن أبي بردة، وكان شجاعا كبيرا.
فقال له ابنه عبد الله: «إنّ يزيد بن أبي مسلم قتل بحضرتك، فإن قمت بهذا الأمر اتّهمت بقتله، ولكن الرأي أن نتراضى ل «محمد بن أوس الأنصاري» ، وكان غازيا بصقلّية، فلم يلبث إلّا يسيرا حتى قدم بغنائم قد أصابها. فقلّدوه أمر إفريقية. فكتب إلى يزيد بن عبد الملك يخبره بما حدث من الأمر. فاستعمل على إفريقية بشر بن صفوان.

(7/255)


233- (محمد بن يوسف) [1] ت- بن عبد الله بن سلّام المدني. رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
وعنه: عثمان بن الضحاك، وعبد الملك بن عمير، ومحمد بن عجلان.
234- (مسافع بن عبد الله) [2] م د ت- بْنِ شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ الْعَبْدَرِيُّ الْحَجَبِيُّ المكّي، أبو سليمان. عَنْ: أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ الأَكْبَرِ، وَعَمَّتِهِ صَفِيَّةَ، والحسين ابن عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَدِّهِ شَيْبَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَمِّهِ مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ، وَابْنُ عَمَّتِهِ مَنْصُورُ بْنُ صَفِيَّةَ، وَالزُّهْرِيُّ، وَجُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ.
وثقه العجلي [3] وغيره.
235- مسلم بن جندب الهذلي [4] ت أبو عبد الله قَاصُّ [5] أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَقَارِئُهُمْ. قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشٍ الْقَارِئِ، وَابْنِ عُمَرَ، وَرَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَابْنِ عُمَرَ. قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ نَافِعٌ، وَهُوَ أَحَدُ شُيُوخِهِ الْخَمْسَةِ، وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ
__________
[1] التاريخ الكبير 1/ 262- 263 رقم 839، الجرح والتعديل 8/ 118 رقم 528، تهذيب الكمال 3/ 1294، الكاشف 3/ 97 رقم 5321، تهذيب التهذيب 9/ 534 رقم 876، تقريب التهذيب 2/ 221 رقم 842، خلاصة تذهيب التهذيب 365.
[2] التاريخ الكبير 8/ 70 رقم 2196، الجرح والتعديل 8/ 432 رقم 1975، تهذيب الكمال 3/ 1318، الكاشف 3/ 118 رقم 5475، تهذيب التهذيب 10/ 102 رقم 189، تقريب التهذيب 2/ 241 رقم 1039، الثقات لابن حبّان 5/ 464.
[3] ترتيب الثقات 424 رقم 1557.
[4] تاريخ خليفة 337- 338، طبقات خليفة 256، التاريخ الكبير 7/ 258 رقم 1088، ترتيب الثقات للعجلي 428 رقم 1569، تاريخ أبي زرعة 1/ 568 و 620، الجرح والتعديل 8/ 182 رقم 793، مشاهير علماء الأمصار 75 رقم 538، الكامل في التاريخ 6/ 90، تهذيب الكمال 3/ 1324، معرفة القراء الكبار 1/ 80- 82 رقم 32، الكاشف 3/ 123 رقم 5506، إنباه الرواة 3/ 261، غاية النهاية 2/ 297، تهذيب التهذيب 10/ 124 رقم 223، تقريب التهذيب 2/ 244 رقم 1074، خلاصة تذهيب التهذيب 375.
[5] في الأصل «قاضي» والتصحيح من مصادر الترجمة.

(7/256)


اللَّهِ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَآخَرُونَ. رَزَقَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ دِينَارَيْنِ فِي الشَّهْرِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَقُصُّ بِلا رِزْقٍ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ جُنْدَبٍ مِنْ فُصَحَاءِ النَّاسِ. قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْمَعَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْمَعْ قِرَاءَةَ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدَبٍ [1] .
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يَزِيدَ الْحُلْوَانِيُّ، عَنْ قَالُونَ: كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لا يَهْمِزُونَ، حَتَّى هَمَزَ ابْنُ جُنْدَبٍ فهمزوا قوله (مستهزون) و (يستهزي) .
قُلْتُ: ذَكَرَهُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى غَيْرِ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ «الثِّقَاتِ» [2] : تُوُفِّيَ مُسْلِمُ بْنُ جُنْدَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تُوُفِّيَ فِي خِلافَةِ هِشَامٍ.
236- (مُسْلِمُ بْنُ مِشْكَمٍ الْخُزَاعِيُّ) [3] د س ق- أبو عبيد الله الدمشقيّ كَاتِبُ أَبِي الدَّرْدَاءِ. رَوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، وَعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وعمرو بن غيلان الثقفي. وقيل: إنه قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ.
رَوَى عَنْهُ: زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَبْرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ، وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ طويل العمر.
__________
[1] في غاية النهاية 2/ 297 لابن الجزري: من سرّه أن يقرأ القرآن غضّا فليقرأه على قراءة مسلم بن جندب.
[2] ج 5/ 393.
[3] الطبقات لخليفة 311، التاريخ لابن معين 2/ 563، التاريخ الكبير 7/ 272 رقم 1150، تاريخ أبي زرعة 1/ 56 و 388 و 2/ 700، المعرفة والتاريخ 2/ 454- 455، الكنى والأسماء 2/ 64، تهذيب الكمال 3/ 1328، الكاشف 3/ 126 رقم 5528، تهذيب التهذيب 10/ 138- 139 رقم 254، تقريب التهذيب 2/ 247 رقم 1104، خلاصة تذهيب التهذيب 376.

(7/257)


237- (مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ) [1] عَابِدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَعَالِمُهُمْ مَعَ الْحَسَنِ، وَمَنْ كَانَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي صَلاتِهِ وَخُشُوعِهِ، وَمَنْ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ لما توفّي: وا معلّماه.
قَدْ ذُكِرَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ. قَالَ خَلِيفَةُ والفلاس: مات سنة مائة. وقال الهيثم: سنة إِحْدَى وَمِائَةٍ.
238- (مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ) رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: عُمَرُ بْنُ دِينَارٍ. هَذَا حِجَازِيٌّ.
239- (مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ) [2] أَبُو عُثْمَانَ الطِّنْبِذِيُّ [3] . رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: عمرو بن أبي نعيمة، وغيره. وكان رضيع عبد الملك بن مروان.
240- (المسيّب بن رافع) [4] ع- أبو العلاء الأسدي الكاهلي الكوفي.
رَوَى عَنْ: جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، وأبو إسحاق السّبيعي، ومنصور، والأعمش، وآخرون. قال ابن معين: لم يسمع أحدا من
__________
[1] مرّت ترجمته ومصادرها في الطبقة الماضية.
[2] الطبقات لخليفة 296، التاريخ لابن معين 2/ 564، الكنى والأسماء 2/ 27، الجرح والتعديل 8/ 199 رقم 872، تهذيب الكمال 3/ 1328، الكاشف 3/ 126 رقم 5532، تهذيب التهذيب 10/ 141- 142 رقم 261، تقريب التهذيب 2/ 247 رقم 1111، خلاصة تذهيب التهذيب 376.
[3] الطنبذي: بكسر المهملة والموحّدة بينهما نون ساكنة آخره معجمة. (الخلاصة 376) نسبة إلى طنبذة بلدة في مصر.
[4] الطبقات الكبرى 6/ 293، الطبقات لخليفة 155، تاريخ خليفة 336، التاريخ لابن معين 2/ 566، التاريخ الكبير 7/ 407- 408 رقم 1787، المعرفة والتاريخ 2/ 765 و 3/ 122، ترتيب الثقات 429 رقم 1575، الكنى والأسماء 2/ 49، المراسيل 207- 208 رقم 376، الجرح والتعديل 8/ 293 رقم 1348، مشاهير علماء الأمصار 108 رقم 820، تهذيب الكمال 3/ 1330- 1331، الكاشف 3/ 129 رقم 5549، سير أعلام النبلاء 5/ 102- 103، تهذيب التهذيب 10/ 153 رقم 291، تقريب التهذيب 2/ 250 رقم 1139، خلاصة تذهيب التهذيب 377، شذرات الذهب 1/ 131.

(7/258)


الصَّحَابَةِ إِلا الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، وَأَبَا إياس عَامِرِ بْنَ عَبْدَةَ.
قَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى الْقَزَّازُ: حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ دَعَا الْمُسَيِّبَ بْنَ رَافِعٍ لِيُوَلِّيهِ الْقَضَاءَ، فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنِّي وُلِّيتُ الْقَضَاءَ وَأَنَّ لِي سَوَارِيَّ مَسْجِدِكُمْ هَذَا ذَهَبًا.
ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ [1] فَقَالَ: قَالُوا: توفِّي الْمُسَيِّبُ بْنُ رَافِعٍ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.
241- (مُصْعَبُ بن سعد) [2] ع- بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَبُو زُرَارَةَ الزُّهري الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبِيهِ، وَعَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَصُهَيْبٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَآخَرِينَ.
وَعَنْهُ: سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَالْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّدّي، وَمُوسَى الْجُهَنِيُّ، والزُّبير بْنُ عَدِيٍّ، وَجَمَاعَةٌ.
ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ [3] وَقَالَ: كَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ، توفِّي رَحِمَهُ اللَّهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ.
242- (مُضَارِبُ بْنُ حزن) [4] ق- التيمي المجاشعي البصري. عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَأُمِّ الدَّرْدَاءِ. وَعَنْهُ قتادة، والجريريّ، وغيرهما.
وثّقه العجليّ [5] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 293.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 350- 351 رقم 1514، ترتيب الثقات 429 رقم 1578، المعارف 243- 244، المعرفة والتاريخ 2/ 159 و 188، الكنى والأسماء 1/ 182، المراسيل 206 رقم 374، الجرح والتعديل 8/ 303 رقم 1403، مشاهير علماء الأمصار 68 رقم 463، تهذيب الكمال 3/ 3132، الكاشف 3/ 130 رقم 5559، تهذيب التهذيب 10/ 160 رقم 304، تقريب التهذيب 2/ 251 رقم 1152، خلاصة تذهيب التهذيب 377.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 169.
[4] الطبقات لخليفة 195، التاريخ الكبير 8/ 19 رقم 1995، ترتيب الثقات 430 رقم 1583، الجرح والتعديل 8/ 393 رقم 1801، تهذيب الكمال 3/ 1334، الكاشف 3/ 131 رقم 5567، تهذيب التهذيب 10/ 166- 167 رقم 314، تقريب التهذيب 2/ 252 رقم 1162، خلاصة تذهيب التهذيب 397.
[5] ترتيب الثقات 430.

(7/259)


243- (معاذ بن رفاعة) [1] خ د ت س [2]- بن رافع الزُّرقي المدني أَخُو عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ، وجابر بن عبد الله.
وعنه: ابن ابن أخيه رفاعة بن يحيى، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَمُحَمَّدُ بن إسحاق، وآخرون. ثقة.
244- (معاوية بن عبد الله) [3] س ق [4]- بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ المطّلب الهاشمي المدني. وَفَدَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاويَة، وطالت حياته إلى أن وفد على يزيد بن عبد الْمَلِكِ، فيحوَّل مِنَ الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ إِلَى هُنَا. رَوَى عَنْ:
أَبِيهِ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، وَالسَّائِبِ بن يزد.
روى عنه: ابنه عبد الله، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، والزُّهري، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، وآخرون. وهو قليل الحديث، نبيل فاضل، وفد على يزيد بن معاوية، وبقي إلى أَنْ وَفَدَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ صَدِيقًا لِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ خَاصًّا بِهِ. وَذَكَرَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ أَنَّ معاوية وفَّى عن أبيه عبد الله بن جَعْفَرٍ مِنَ الدُّيُونِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
245- (مَعْبَدُ بن كعب) [5] خ م س ق [6]- بن مالك الأنصاري السَّلميّ
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 571، التاريخ الكبير 7/ 361 رقم 1559، الجرح والتعديل 8/ 247 رقم 1119، تهذيب الكمال 3/ 1339، الكاشف 3/ 135 رقم 5598، تهذيب التهذيب 10/ 190 رقم 353، تقريب التهذيب 2/ 256 رقم 1197، خلاصة تذهيب التهذيب 380.
[2] في طبعة القدسي 4/ 204 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.
[3] الطبقات الكبرى 5/ 329، التاريخ الكبير 7/ 331 رقم 1416، ترتيب الثقات 432 رقم 1595، المعارف 207، المعرفة والتاريخ 1/ 360- 361، الجرح والتعديل 8/ 377 رقم 1726، الثقات لابن حبّان 5/ 412، تهذيب الكمال 3/ 1346، الكاشف 3/ 139 رقم 5627، تهذيب التهذيب 10/ 212- 213 رقم 391، تقريب التهذيب 2/ 260 رقم 1234، خلاصة تذهيب التهذيب 381.
[4] في طبعة القدسي 4/ 204 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.
[5] الطبقات لخليفة 25، ترتيب الثقات 433 رقم 1601، تاريخ أبي زرعة 1/ 618، الجرح والتعديل 8/ 279 رقم 1279، الثقات لابن حبّان 5/ 432، تهذيب الكمال 3/ 1349، الكاشف 3/ 141 رقم 5640، تهذيب التهذيب 10/ 224 رقم 410، تقريب التهذيب 2/ 262 رقم 1255، خلاصة تذهيب التهذيب 382.
[6] في طبعة القدسي 4/ 204 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.

(7/260)


المدني. عَنْ: أَبِي قَتَادَةَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَلَمْ يَرْوِ عَنْ أَبِيهِ بَلْ عَنْ أَخَوَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِمَا.
وَعَنْهُ الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَوَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ. وَقَعَ لَنَا حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي الدَّارَمِيِّ وهُوَ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ، ثَنَا ابْنُ إِسْحَاقَ عَنْه، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ حَدِيثَ «مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ» .
246- (مُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ الأَوْزَاعِيُّ الشَّامِيُّ) [1] ق- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَمْرٍو، وَابْنِ الزُّبير، وَابْنِ عُمَرَ، وَكَعْبٍ الأَحْبَارِ.
وَعَنْهُ: عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجود، وَزَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَغَيْرُهُمْ. وَيُقَالُ إِنَّهُ أَدْرَكَ أَلْفًا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَكَانَ إِخْبَارِيًّا صَاحِبَ كُتُبٍ كَوَهْبٍ، وَأَبِي الْجَلَدِ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
247- (الْمُغِيرَةُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ) [2] 4- وَيُقَالُ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ. حِجَازِيٌّ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَزِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، وَمُوسَى بن أشعث البلوي.
248- (المغيرة بن سبيع العجليّ) [3] ت س ق [4]- عن عمرو بن
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 579، التاريخ الكبير 8/ 24 رقم 2020، المعرفة والتاريخ 2/ 523- 524، تاريخ أبي زرعة 1/ 319، الجرح والتعديل 8/ 391 رقم 1792، مشاهير علماء الأمصار 114 رقم 869، تهذيب الكمال 3/ 1359، الكاشف 3/ 147 رقم 5681، تهذيب التهذيب 10/ 255 رقم 458، تقريب التهذيب 2/ 268 رقم 1304. خلاصة تذهيب التهذيب 384.
[2] تاريخ خليفة 288 و 292، التاريخ الكبير 7/ 323 رقم 1389، المعرفة والتاريخ 1/ 563 و 3/ 338، الجرح والتعديل 8/ 219 رقم 983، تهذيب الكمال 3/ 1359، ميزان الاعتدال 4/ 159 رقم 8703، الكاشف 3/ 147 رقم 5682، تهذيب التهذيب 10/ 256- 257 رقم 460، تقريب التهذيب 2/ 268 رقم 1306، خلاصة تذهيب التهذيب 384.
[3] التاريخ الكبير 7/ 319 رقم 1362، ترتيب الثقات للعجلي 437 رقم 1617، الجرح والتعديل 8/ 222 رقم 999، تهذيب الكمال 3/ 1360، الكاشف 3/ 148 رقم 5686، تهذيب التهذيب 10/ 260 رقم 466، تقريب التهذيب 2/ 269 رقم 1312، خلاصة تذهيب التهذيب 385.
[4] في طبعة القدسي 4/ 205 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.

(7/261)


حُرَيْثٍ، وَابْنِ بُرَيْدَةَ. لَهُ حَدِيثَانِ. رَوَى عَنْهُ: أَبُو فَرْوَةَ الْهَمَدَانِيُّ، وَأَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وَأَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ [1] الْكَبِيرُ.
249- (الْمُغِيرَةُ بْنُ شُبَيْلٍ [2] الأَحْمَسِيُّ الْكُوفِيُّ) [3] 4- عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، وَطَارِقِ بْن شِهَابٍ، وَقَيْسِ بْن أَبِي حَازِمٍ.
وَعَنْهُ: جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ. وَكَانَ ثِقَةً.
250- مَمْطُورٌ أَبُو سلّام الدمشقيّ [4] م 4 الأعرج الأسود الحبشي، وَهَذِهِ نِسْبَتُهُ إِلَى حَيٍّ مِنْ حِمْيَرٍ لا إِلَى الْحَبَشَةِ. مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ وَعُلَمَائِهِمُ الأَعْلامِ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَثَوْبَانَ، وَعَمْرِو بْنِ عبسة، والنُّعمان ابن بَشِيرٍ، وأبي أمامة، وَأَبِي أَسْمَاءَ الرَّحْبِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ غَنْمٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ حَفِيدَاهُ: زَيْدٌ، وَمُعَاوِيَةُ ابْنَا سَلامِ بْنِ أَبِي سَلامٍ، وَمَكْحُولٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَابْنُ زَبْرٍ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَآخَرُونَ. رَوَى عَنْهُ بِالإِجَازَةِ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ جَمَاعَةَ أَحَادِيثَ. وَقَدِ اسْتَقْدَمَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ مِنْ دِمَشْقَ إِلَى خُنَاصِرَةَ لِيُشَافِهَهُ بِمَا سَمِعَ فِي ذكر الحوض من
__________
[1] في طبعة القدسي «السابى» والتصحيح من تهذيب التهذيب 2 پ/ 121 واسمه ضرار.
[2] ويقال «شبل» .
[3] التاريخ الكبير 7/ 317 رقم 1350، ترتيب الثقات للعجلي 437 رقم 1619، المعرفة والتاريخ 1/ 297، الجرح والتعديل 8/ 224 رقم 1006، مشاهير علماء الأمصار 107 رقم 806، تهذيب الكمال 3/ 1361، الكاشف 3/ 148 رقم 5690، تهذيب التهذيب 10/ 261- 262 رقم 470، تقريب التهذيب 2/ 269 رقم 1316، خلاصة تذهيب التهذيب 385 وفيه «الأخنسي» .
[4] التاريخ لابن معين 2/ 585، التاريخ الكبير 8/ 57- 58 رقم 2133، المعرفة والتاريخ 2/ 340- 341 و 501- 502، تاريخ أبي زرعة 1/ 225، الكنى والأسماء 1/ 193، المراسيل 215- 216 رقم 388، الجرح والتعديل 8/ 431 رقم 1972، تهذيب الكمال 1371 و 1617، الكاشف 3/ 153 رقم 5723، سير أعلام النبلاء 4/ 355- 357، تهذيب التهذيب 10/ 296 رقم 514، تقريب التهذيب 2/ 273 رقم 1359، خلاصة تذهيب التهذيب 398، شذرات الذهب 1/ 124.

(7/262)


ثَوْبَانَ، فَقَالَ لِعُمَرَ: شَقَقْتَ عَلَيَّ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [1] . وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ الدِّمَشْقِيُّ: سَمِعَ أَبُو سَلامٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ.
قُلْتُ: وَهُوَ بكنيته أشهر.
251- (منذر بن يعلى) [2] ع- أبو يعلى النّوري الكوفي. لازَمَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِيَّةِ، وَحَفِظَ عَنْهُ، وَعَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيُّ، وَالأَعْمَشُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معين.
252- (مهاجر بن عكرمة) [3] د ت س [4]- بن عبد الرحمن المخزومي المدني. عن: جابر بن عبد الله، وعن ابن عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ.
عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ حُجَيْرٍ.
253- (مُهَاجِرُ بْنُ عَمْرٍو النَّيَّالُ) [5] د ت ق- عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ:
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ الثَّقَفِيُّ، وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَصَفْوَانُ بن عمرو الحمصي.
__________
[1] ترتيب الثقات 499 رقم 1959.
[2] التاريخ الكبير 7/ 357 رقم 1540، ترتيب الثقات للعجلي 440 رقم 1634، المعرفة والتاريخ 3/ 219- 220، الكنى والأسماء 2/ 169، الجرح والتعديل 8/ 242 رقم 1093، الثقات لابن حبّان 5/ 518، تهذيب الكمال 3/ 1374، الكاشف 3/ 154 رقم 5734، تهذيب التهذيب 10/ 304- 305 رقم 531، تقريب التهذيب 2/ 275 رقم 1376، خلاصة تذهيب التهذيب 387.
[3] التاريخ الكبير 7/ 380 رقم 1639، المعرفة والتاريخ 2/ 117، الجرح والتعديل 8/ 260 رقم 1179، تهذيب الكمال 3/ 1379، الكاشف 3/ 157 رقم 5755، تهذيب التهذيب 10/ 322 رقم 560، تقريب التهذيب 2/ 278 رقم 1407، خلاصة تذهيب التهذيب 388.
[4] في طبعة القدسي 4/ 206 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.
[5] التاريخ الكبير 7/ 380 رقم 1640، الجرح والتعديل 8/ 261 رقم 1184، تهذيب الكمال 3/ 157 رقم 5756، تهذيب التهذيب 1/ 322 رقم 561، تقريب التهذيب 2/ 278 رقم 1408، خلاصة تذهيب التهذيب 388.

(7/263)


لَهُ فِيمَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ.
254- مورِّق الْعِجْلِيُّ [1] ع أبو المعتمر، بَصْرِيٌّ كَبِيرُ الْقَدْرِ، وَأَظُنُّهُ تُوُفِّيَ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ. رَوَى عَنْ عُمَرَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَأَبِي ذرّ، وَابْنِ عُمَرَ، وجندب، وعبد الله بن جعفر، وجماعة.
وعنه: توبة العنبري، وقتادة، وعاصم الأحول، وحميد الطويل، وإسماعيل بن أبي خالد.
قال ابن سعيد: كان ثقة عابدا، توفي في ولاية عمر بن هبيرة على العراق.
قال يوسف بن عطية: ثَنَا مُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ الْعِجْلِيُّ: مَا مِنْ أَمْرٍ يَبْلُغُنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَوْتِ أَحَبَّ أَهْلِي إِلَيَّ، وَقَالَ: تَعَلَّمْتُ الصَّمْتَ فِي عَشْرِ سِنِينَ وَمَا قُلْتُ شَيْئًا قَطُّ إِذَا غَضِبْتُ أَنْدَمُ عَلَيْهِ إِذَا زَالَ غَضَبِي [2] .
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ مُرَّةَ قَالَ: كَانَ مُوَرِّقٌ يَجِيئُنَا فَيَقُولُ:
أَمْسِكُوا لَنَا هَذِهِ الصُّرَّةَ فَإِنِ احْتَجْتُمْ فَأَنْفِقُوهَا، فَيَكُونُ آخِرَ عَهْدِهِ بِهَا [3] . قَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ مُوَرِّقٌ يَتَّجِرُ فَيُصِيبُ الْمَالَ، فَلا تَأْتِي عَلَيْهِ جُمُعَةُ وَعِنْدَهُ منه شيء [4] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 213- 216، الزهد لابن حنبل 371، الطبقات لخليفة 209، تاريخ خليفة 335، التاريخ الكبير 8/ 51 رقم 2117، ترتيب الثقات للعجلي 443 رقم 1650، المعارف 47، المعرفة والتاريخ 2/ 51 و 56 و 252، الكنى والأسماء 2/ 119، الجرح والتعديل 8/ 403- 404 رقم 1851، المراسيل 216 رقم 390، مشاهير علماء الأمصار 90 رقم 654. الثقات لابن حبّان 5/ 446، حلية الأولياء 2/ 234- 237 رقم 183، الكامل في التاريخ 5/ 126، تهذيب الكمال 3/ 1382، سير أعلام النبلاء 4/ 353- 355 رقم 135، العبر 1/ 122، الكاشف 3/ 159 رقم 5773، تهذيب التهذيب 10/ 331- 332 رقم 581، تقريب التهذيب 2/ 280 رقم 1428، خلاصة تذهيب التهذيب 398.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 213- 214.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 215.
[4] الطبقات الكبرى 7/ 215.

(7/264)


255- موسى بن طلحة [1] ع ابن عبيد الله، أبو عيسى القرشي التّيمي المدني نَزِيلُ الْكُوفَةِ. رَوَى عَنْ:
أَبِيهِ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ عِمْرَانُ، وَحَفِيدُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ عِيسَى، وَبَنُو إِخْوَتِهِ مُعَاوِيَةُ، وَمُوسَى ابْنَا إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَةَ، وَطَلْحَةُ، وَإِسْحَاقُ ابْنَا يَحْيَى، وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ، وَبَيَانُ بْنُ [2] بِشْرٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبٍ، وولداه محمد، وعمرو ابنا عثمان، وآخرون.
قَالَ أَبُو حاتم الرازي [3] : هُوَ أفضل ولد طلحة بعد مُحَمَّدً.
قلت: ولد لطلحة جماعة أولاد، فأجلهم مُحَمَّدً، وقد قتل مَعَ أَبِيهِ يوم الجمل، ثُمَّ أفضلهم مُوسَى، ثُمَّ عيسى، وقد مر سنة مائة، وأخوتهم يَحْيَى وله عدة بنين، وَيَعْقُوب كَانَ أحد الأجواد قتل يوم الحرة، وزكريا وهو ابن أم كلثوم بِنْت الصديق، وإسحاق وله عدة أولاد بالكوفة، وعمران وكان لَهُ أولاد انقرضوا. ذكر ذَلِكَ ابن سعد [4] بعد ترجمة مُوسَى بْن طلحة. ويقال: كَانَ يسمَّى المهدي. وثقه أَحْمَد العجلي [5] وغيره.
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 161 و 6/ 211، نسب قريش 281، الطبقات لخليفة 154 و 244، تاريخ خليفة 275 و 330، التاريخ الكبير 7/ 286 رقم 1221، ترتيب الثقات 444 رقم 1660، المعارف 230 و 233 و 410، المعرفة والتاريخ 1/ 301 و 483 و 3/ 89، تاريخ أبي زرعة 1/ 163، الكنى والأسماء 2/ 51، الجرح والتعديل 8/ 147- 148 رقم 667، المراسيل 209 رقم 379، مشاهير علماء الأمصار 75- 76 رقم 539، حلية الأولياء 4/ 371- 375، رقم 282، الكامل في التاريخ 5/ 117، تاريخ دمشق 17/ 137 ب، تهذيب الكمال 3/ 1387- 1388، تحفة الأشراف 13/ 403 رقم 1306، العبر 1/ 126، سير أعلام النبلاء 4/ 364- 367 رقم 143، الكاشف 3/ 163 رقم 5805، غاية النهاية رقم 3683، تهذيب التهذيب 10/ 350- 351، رقم 625، تقريب التهذيب 2/ 284 رقم 1472، جامع التحصيل 356 رقم 811، خلاصة تذهيب التهذيب 391.
[2] (بن) ساقطة من الأصل.
[3] الجرح والتعديل 8/ 147.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 162.
[5] ترتيب الثقات 444.

(7/265)


وقَالَ الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُمَيْرٍ [1] قَالَ: لَمَّا ظهر المختار الكذاب بالكوفة هرب منه ناس، فقدموا علينا البصرة، فكان منهم مُوسَى بْن طلحة، وكان فِي زمانه يرون أَنَّهُ المهدي فغشيناه، فإذا هُوَ رَجُل طويل السُّكوت شديد الكآبة والحزن إلى أن رفع رأسه فَقَالَ: والله لأن اعلم أنَّها فتنة لَهَا انقضاء أحب إليَّ من كذا وكذا وأعظم الخطر! فَقَالَ لَهُ رَجُل: يا أبا مُحَمَّدً، وما الَّذِي ترهب أن يكون أعظم من الفتنة؟ قَالَ: الهرج، قَالُوا: وما الهرج؟ قَالَ: الَّذِي كَانَ أصحاب رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّم يحدثونا القتل القتل حتى تقوم الساعة وهم عَلَى ذَلِكَ [2] .
وروى صالح بْن مُوسَى الطلحي، عَن عَاصِم بْن أبي النَّجود قَالَ:
فصحاء النَّاس ثلاثة: مُوسَى بْن طلحة التَّيمي، وقبيصة بْن جَابِر الأسدي، ويحيى بْن يعمر، وقَالَ مثل ذَلِكَ عَبْد الملك بْن عمير [3] . وعن مُوسَى بْن طلحة قَالَ: صحبت عثمان رضي الله عَنْهُ ثنتي عشرة سنة. وقَالَ ابن موهب:
رأيت مُوسَى بْن طلحة يخضب بالسّواد [4] . وقال عيسى بن عَبْد الرَّحْمَن:
رأيت عَلَى مُوسَى بْن طلحة برنس خز [5] .
تُوُفِّيَ آخِرَ سَنَةِ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ على الصَّحيح.
__________
[1] في الأصل «سحر» ، والتقييد من الإكمال لابن ماكولا وتبصير المنتبه لابن حجر، وورد مصحّفا بالشين المعجمة في خلاصة تذهيب التهذيب 101 وتهذيب التهذيب لابن حجر.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 162- 163، حلية الأولياء 4/ 371- 372.
[3] حلية الأولياء 4/ 371.
[4] الطبقات الكبرى 6/ 212.
[5] الطبقات الكبرى 5/ 163، حلية الأولياء 4/ 371.

(7/266)


[حرف النُّونِ]
256- (نَافِعٌ أَبُو مُحَمَّدٍ الْغِفَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الأقرع) [1] روى عن أبي قتادة الحارث ابن رِبْعِيٍّ مَوْلاهُ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْهُ: الزُّهري، وَسَالِمٌ أَبُو النَّضر، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَعُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي سَالِمٍ الْبَرَّادُ.
وَقِيلَ: وَلاؤُهُ لِعُقَيْلَةَ الغفاريّة.
257- (النَّضر بن أنس بن مالك) [2] ع- بن النَّضر الأنصاري البصري. عَنْ أَبِيهِ وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، وَبَشِيرِ بْنِ نُهَيْكٍ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وسعيد بن أبي عروبة، وحرب [3] بن
__________
[1] الطبقات الكبرى 253، التاريخ الكبير 8/ 83 رقم 2259، ترتيب الثقات للعجلي 447 رقم 1680، المعرفة والتاريخ 1/ 414، الجرح والتعديل 8/ 453 رقم 2073، الكاشف 3/ 173.
رقم 5882، تهذيب التهذيب 10/ 405- 406 دون رقم، تقريب التهذيب 2/ 295 رقم 18، خلاصة تذهيب التهذيب 399.
[2] تاريخ خليفة 284 و 286 و 334، الطبقات لخليفة 210، التاريخ الكبير 8/ 87 رقم 1284، ترتيب الثقات للعجلي 449 رقم 1691، المعارف 309، المعرفة والتاريخ 1/ 222 و 3/ 255، الجرح والتعديل 8/ 473 رقم 2172، تهذيب الكمال 3/ 1411، الكاشف 3/ 179 رقم 5931، تهذيب التهذيب 10/ 435- 436 رقم 792، تقريب التهذيب 2/ 301 رقم 83، خلاصة تذهيب التهذيب 401.
[3] مهمل في الأصل، والتحرير من خلاصة تذهيب الكمال للخزرجي 74.

(7/267)


مَيْمُونٍ. وثَّقه النَّسَائِيُّ.
258- (نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ الأَشْجَعِيُّ الْكُوفِيّ) [1] م ت س ق [2]- وَاسْمُ أَبِيهِ النُّعمان بْنُ أَشْيَمَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، وَابْنُ عَمِّ أَبِي مالك الأشجعي. وَلِأَبِيهِ صُحْبَةٌ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ وَنُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ، وَسُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ، وَأَبِي وَائِلٍ، وَرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، وَآخَرِينَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَمِّهِ أَبُو مَالِكٍ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ، وشعبة، وشيبان النّحوي، وهما آخر من حَدَّثَ عَنْهُ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ الْفَلاسُ: تُوُفِّيَ سنة عشر ومائة.
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 306، تاريخ خليفة 351، الطبقات لخليفة 155، التاريخ لابن معين 2/ 610، التاريخ الكبير 8/ 96 رقم 2313، ترتيب الثقات 452 رقم 1702، المعرفة والتاريخ 1/ 446- 447 و 453- 454، تاريخ أبي زرعة 1/ 560، الجرح والتعديل 8/ 460 رقم 2109، الثقات لابن حبّان 7/ 536، مشاهير علماء الأمصار 166 رقم 1319، تهذيب الكمال 3/ 1423، تحفة الأشراف 13/ 406 رقم 1311، ميزان الاعتدال 4/ 271 رقم 9112، الكاشف 3/ 184 رقم 5971، تهذيب التهذيب 10/ 468 رقم 844، تقريب التهذيب 2/ 306 رقم 137، خلاصة تذهيب التهذيب 403.
[2] في طبعة القدسي 4/ 208 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.

(7/268)


[حرف الْهَاءِ]
259- (هِلالُ بْنُ سِرَاجٍ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ) [1] رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَالدَّخِيلُ [2] بْنُ إِيَاسٍ، وَيَحْيَى بْنُ مَطَرٍ، وَغَيْرُهُمْ.
260- (هِلالُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمَصْرِيُّ) [3] مولى قريش. عن:
عبد الله بن عمرو، وَمُسْلِمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُلَيْلٍ.
وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَذَا ابْنُ سِرَاجٍ لَهُ وفادة.
__________
[1] الطبقات لخليفة 290، التاريخ الكبير 8/ 208 رقم 2734، الجرح والتعديل 9/ 73 رقم 285، تهذيب الكمال 3/ 1452، الكاشف 3/ 201 رقم 5. 61، تهذيب التهذيب 11/ 80- 81 رقم 128، تقريب التهذيب 2/ 323 رقم 134، خلاصة تذهيب التهذيب 411.
[2] مهمل في الأصل، والتحرير من الخلاصة 411 فقال: كعظيم.
[3] التاريخ الكبير 8/ 211 رقم 2751.

(7/269)


261- الْهَيْثَمُ بْنُ الأَسْوَدِ [1] أَبُو الْعُرْيَانِ الْمَذْحِجِيُّ الْكُوفِيُّ أَحَدُ الْمُعَمَّرِينَ الشُّعَرَاءِ، وَلَهُ شَرَفٌ وَبَلاغَةٌ وَفَصَاحَةٌ. أَدْرَكَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وسمع عَبْد الله بْن عَمْرو، وغزا القسطنطينية سنة ثمان وتسعين مع مسلمة.
روى عنه: ابنه العريان، والأعمش، وغيرهما.
وهو صاحب الأبيات المشهورة الرجز فِي الكبر [2] .
قَالَ أَحْمَد العجلي [3] : ثقة من خيار التابعين.
قَالَ مُحَمَّدً بْن زياد بْن الأعرابي: قَالَ عَبْد الملك بْن مروان للهيثم بْن الأسود: ما مالك؟ قَالَ: الغني عَن النَّاس والبلغة الجميلة، فقيل له: لِمَ لَمْ تخبره؟ قَالَ: إني إن أخبرته أنني غني حسدني، وإن أخبرته أنني فقير حقَّرني.
حبان بْن عَليّ العنزي، عَن عَبْد الملك بْن عمير، عَن عَمْرو بْن حريث قَالَ: دخل رَجُل عَلَى الهيثم بْن الأسود فَقَالَ: كيف تجدك يا أَبَا العريان؟
فقال: أجدني والله قد اسود مني ما أحب أن يبيض، وابيض مني ما أحب أن يسودَّ، واشتد مني ما أحب أن يلين، ولان مني ما أحب أن يشتد، وسأنبئك عَن آيات الكبر:
تقارب الخطو وضعف فِي البصر ... وقلة الطَّعم إذا الزاد حضر
وقلة النوم إذا الليل اعتكر ... وكثرة النسيان فِي ما يدَّكر
__________
[1] الأخبار الموفقيّات 550، التاريخ الكبير 8/ 211- 212 رقم 2753، ترتيب الثقات 461 رقم 1753، الكنى والأسماء 2/ 30، الأمالي 1/ 181 و 221، الثقات لابن حبّان 5/ 507، أمالي المرتضى 1/ 291، تاريخ الرسل والملوك 5/ 270 و 289 و 526 و 6/ 60، الكامل في التاريخ 4/ 241، تهذيب التهذيب 11/ 89- 90 رقم 149، تقريب التهذيب 2/ 325 رقم 159.
[2] مهمل في الأصل.
[3] ترتيب الثقات 461.

(7/270)


وتركي الحسناء من قبل الطَّهر ... والناس يبلون كَمَا تبلى الشَّجر
262- (الْهَيْثَمُ بْنُ مَالِكٍ الطَّائِيُّ الشَّامِيُّ) [1] الأَعْمَى. عَنْ: النُّعمان بْنِ بَشِيرٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَيْهَمَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّونَ.
لَهُ فِي الأَدَبِ للبخاريّ.
__________
[1] التاريخ الكبير 8/ 314 رقم 2761، المعرفة والتاريخ 2/ 446 و 3/ 174، الجرح والتعديل 9/ 80 رقم 323، تهذيب الكمال 3/ 1456، تهذيب التهذيب 11/ 98- 99 رقم 167، تقريب التهذيب 2/ 327 رقم 178، خلاصة تذهيب التهذيب 413.

(7/271)


[حرف الْوَاوِ]
263- (وَضَّاحٌ الْيَمَنِ) [1] لقِّب بِالْوَضَّاحِ لِحُسْنِهِ، وَاسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ كَلالٍ. قِيلَ: إِنَّهُ وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَحْسَنَ صِلَتَهُ. لَهُ حِكَايَةٌ فِي اعْتِلالِ الْقُلُوبِ لِلْخَرَائِطِيِّ فِي مَحَبَّتِهِ لأُمِّ الْبَنِينِ، وله أشعار مليحة.
__________
[1] الأخبار الموفقيات 209، ثمار القلوب 96 و 109 و 110، ذيل الأمالي 3/ 100، الأغاني 6/ 209- 241، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 298- 301، وفيات الأعيان 2/ 45- 46 و 7/ 69، فوات الوفيات 2/ 272- 275 رقم 252، النجوم الزاهرة 1/ 226، معجم شعراء لسان العرب 443 رقم 1146، الزاهر 1/ 541.

(7/272)


[حرف الياء]
264- (يحيى بن عبد الرحمن) [1] م 4- بْنِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ اللَّخمي، أَبُو محمد المدني، حَلِيفُ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العزَّى. رَوَى عَنْ:
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وعثمان بن عبد الرحمن التَّيمي.
وعنه: أسامة بن زيد اللَّيثي، وبكير بن الأشج، ومحمد بن عمرو، وهشام بن عروة.
وثقه النسائي وغيره. ولد في إمرة عثمان، وتوفي سنة أربع ومائة.
265- (يحيى بن أبي المطاع الأردنيّ) [2] ق- هو ابن أخت بلال بن رباح. رَوَى عَنْ: الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
وعنه: عطاء الخراساني، وعبيد الله بن العلاء بن زبر، والوليد بن سليمان بن أبي السّائب.
وثّقه دحيم.
__________
[1] الطبقات الكبرى 5/ 250، الطبقات لخليفة 242، التاريخ لابن معين 2/ 650، التاريخ الكبير 8/ 289 رقم 3031، تاريخ الثقات 474 رقم 1815، تاريخ أبي زرعة 1/ 576، الجرح والتعديل 9/ 165- 166 رقم 685، المراسيل 246 رقم 450، الثقات لابن حبّان 5/ 523، مشاهير علماء الأمصار 85 رقم 625، تهذيب الكمال 3/ 1509، الكاشف 3/ 229 رقم 6312، تهذيب التهذيب 11/ 249- 250 رقم 399، تقريب التهذيب 2/ 352 رقم 117، خلاصة تذهيب التهذيب 425.
[2] التاريخ الكبير 8/ 306 رقم 3111، تاريخ أبي زرعة 1/ 605- 606، الجرح والتعديل 9/ 192 رقم 802، تهذيب الكمال 3/ 1518، الكاشف 3/ 235 رقم 6360، تهذيب التهذيب 11/ 279- 280 رقم 559، تقريب التهذيب 2/ 358 رقم 179، خلاصة تذهيب التهذيب 428.

(7/273)


266- يحيى بن وثاب الأسدي [1] خ م ت س ق [2] مولاهم قارئ أهل الكوفة. أخذ القراءة عرضا عَنْ عَلْقَمَةَ، وَالأَسْوَدِ، وَعُبَيْدَةَ، وَمَسْرُوقٍ، وزرّ، وأبي عمرو الشَّيباني، وأبي عبد الرحمن السُّلمي.
روى عنه القراءة عرضا: طلحة بن مصرِّف، والأعمش، وأبو حصين، وحمران بن أعين. قاله أبو عمرو الداني.
وقال محمد بن جرير الطبري: كان مقريء أهل الكوفة في زمانه. قَالَ الأعمش: كَانَ يَحْيَى بْن وثاب لا يقرأ: بسم الله الرَّحْمَن الرحيم، فِي عرض ولا فِي غيره. وقال أبو بكر بن عياش: كنت إذا قرأت عَلَى عَاصِم قَالَ: اقرأ قراءة يَحْيَى بْن وثاب، فإنه قرأ عَلَى عُبَيْد بْن نضيلة كل يوم آية [3] .
وروى يَحْيَى بْن عيسى، عَن الأعمش قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْن وثاب من أحسن [4] النَّاس قراءة، وكان إذا قرأ لم تحس فِي المسجد حركة، كأن لَيْسَ فِي المسجد أحد. وقَالَ عُبَيْد الله بْن مُوسَى: كَانَ الأعمش يَقُولُ: يَحْيَى بْن وثاب أقرأ من بال عَلَى التراب. وعن غير واحد قَالُوا: قرأ يَحْيَى بْن وثاب عَلَى عُبَيْد بْن نضيلة. وقَالَ أَحْمَد بْن جُبَيْر الأنطاكي: ثَنَا الكسائي ثَنَا زائدة قَالَ: قلت للأعمش: عَلَى من قرأ يَحْيَى؟ قَالَ: على علقمة، والأسود، ومسروق.
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 299، تاريخ خليفة 329، التاريخ الكبير 8/ 308 رقم 3121، تاريخ الثقات 476 رقم 1828، الجرح والتعديل 9/ 193 رقم 806، تاريخ أبي زرعة 1/ 652، الثقات لابن حبان 5/ 520، المعارف 529، ذكر أخبار أصبهان 2/ 356، المعرفة والتاريخ 2/ 174، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 159 رقم 247، تهذيب الكمال 3/ 1524، سير أعلام النبلاء 4/ 379- 381 رقم 153، دول الإسلام 1/ 73، معرفة القراء الكبار 1/ 62- 65 رقم 20، الكاشف 3/ 327 رقم 6373، العبر 1/ 126، تذكرة الحفاظ 1/ 106، غاية النهاية 2/ 380 رقم 3871، مرآة الجنان 1/ 214، تهذيب التهذيب 12/ 294- 295 رقم 574، تقريب التهذيب 2/ 359 رقم 194، النجوم الزاهرة 1/ 252، خلاصة تذهيب التهذيب 429، شذرات الذهب 1/ 125.
[2] في طبعة القدسي 4/ 209 «ن» بدل «س» . والتصحيح من مصادر ترجمته.
[3] الطبقات الكبرى 6/ 299.
[4] «أحسن» ساقطة من الأصل.

(7/274)


وقال يحيى بن آدم: حدَّثَنِي حسن بْن صالح قَالَ: قرأ يَحْيَى عَلَى علقمة، وقرأ علقمة عَلَى ابن مَسْعُود.
قلت: وحدث عَن ابن عَبَّاس، وابن عُمَر، ومسروق، وأبي عَبْد الرَّحْمَن السُّلمي. وعنه: الأعمش، وَعَاصِم بْن أبي النَّجود، وأبو العميس، وأبو حصين عثمان بْن عَاصِم، وآخرون. وكان من جلَّة العلماء، لَهُ قدر وفضل وعبادة. قَالَ الأعمش: كنت إذا رأيت يَحْيَى بْن وثاب قلت: هذا قد وقف للحساب، وإذا كَانَ فِي الصلاة كأنما يخاطب رجلا [1] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ [2] : كَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ، صَاحِبَ قُرْآنٍ.
توفِّي بِالْكُوفَةِ سنة ثلاث ومائة.
267- يزيد بن الأصمّ [3] م 4 أبو عوف العامري البكّائي الكوفي، نَزِيلُ الرِّقَّةِ. رَوَى عَنْ: خَالَتِهِ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ، وَعَنِ ابْنِ خَالَتِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ.
وَعَنْهُ: ابْنَا أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ، والزُّهري، وَجَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ سُلَيْمَانُ. وَكَانَ ثِقَةً إِمَامًا، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، وَأُمُّهُ هي برزة بنت الحارث الهلالية [4] .
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 299.
[2] الطبقات 6/ 299.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 479، تاريخ خليفة 330، التاريخ الكبير 8/ 318 رقم 3157، تاريخ الثقات 477 رقم 1832، المعرفة والتاريخ 1/ 396، الكنى والأسماء 2/ 47، الجرح والتعديل 9/ 252 رقم 1055، الثقات لابن حبّان 5/ 531، مشاهير علماء الأمصار 74 رقم 524، حلية الأولياء 4/ 97- 100 رقم 252، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 18/ 124 أ، أسد الغابة 5/ 104، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 161 رقم 253، تهذيب الكمال 3/ 1532، العبر 1/ 126، الكاشف 3/ 240 رقم 6392، سير أعلام النبلاء 4/ 517- 519 رقم 211، العقد الثمين 7/ 460، الإصابة 3/ 672 رقم 9381، تهذيب التهذيب 11/ 313- 314 رقم 600، تقريب التهذيب 2/ 362 رقم 222، العقد الثمين 7/ 460، خلاصة تذهيب التهذيب 430.
[4] في الأصل «الهدالية» ، والتصحيح من أسد الغابة.

(7/275)


عَن عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن الأَصَمِّ، عَن عمه قَالَ: دخلت عَلَى خالتي ميمونة، فوقفت فِي مسجد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصلى [1] فبينا أَنَا كذلك، إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فاستحيت خالتي، لوقوفي فِي مسجده، فقالت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هذا الغلام وريائه، فَقَالَ: دعيه، فلأن يرائي بالخير، خير من أن يرائي بالشر. هذا حديث منكر لا يصح بوجه. وقد أخرج ابن منده يزيد فِي الصحابة معتمدا عَلَى هذا الخبر الساقط، وقَالَ: اسم الأصم عَمْرو، وقيل يزيد بْن عَبْد [2] عُمَرو.
توفِّي يَزِيد بْنُ الأَصَمِّ سنة ثلاث ومائة. قاله الْوَاقِدِيُّ وَأَبُو عُبَيْدَةَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ [3] : سَنَةَ أَرْبَعٍ.
268- (يزيد بن حصين) [4] بن نُمَيْرٍ السَّكوني الْحِمْصِيُّ، مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَرَوَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ.
وَكَانَ مِنْ أُمَرَاءِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَبَنِيهِ.
حَكَى عَنْهُ عَلاءُ بْنُ رَبَاحٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ.
توفِّي سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ.
269- يَزِيدُ بْنُ الْحَكَمِ [5] ابْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ الشَّاعِرُ، لَهُ نَظْمٌ فَائِقٌ وَشِعْرٌ سَائِرٌ.
مَدَحَ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ وَغَيْرَهُ، وَرَوَى عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ.
وَعَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، وَعَبْدُ الرحمن بن إسحاق القرشي. وقد ولّاه
__________
[1] «أصلي» مستدركة من أسد الغابة.
[2] «عبد» مستدركة من أسد الغابة.
[3] تاريخ خليفة 330.
[4] تاريخ خليفة 323، الجرح والتعديل 9/ 255 رقم 1073 وفيه «المصري» بدل الحمصي.
[5] أمالي القالي 1/ 68، المعرفة والتاريخ 1/ 273، الجرح والتعديل 9/ 257 رقم 1080، الأغاني 12/ 286- 296، سمط اللآلئ 238، تاريخ ابن عساكر 21/ 234 ب، لباب الآداب 396- 399، سير أعلام النبلاء 4/ 519- 520 رقم 212. خزانة الأدب 1/ 113، رغبة الآمل 8/ 40- 48، معجم الشعراء في لسان العرب 447 رقم 1158.

(7/276)


الْحَجَّاجُ [1] لِشَرَفِهِ وَقَرَابَتِهِ مِنْهُ مَمْلَكَةَ فَارِسٍ، فَلَمَّا دَخَلَ ليودِّعه أَنْشَدَ أَبْيَاتًا يَفْتَخِرُ فِيهَا، مِنْهَا:
وأبي الَّذِي سلب ابن كسرى راية ... بيضاء تخفق كالعقاب الطائر
فغضب الحجاج من فخره وعزله، فهجاه، ولحق بسليمان بْن عَبْد الملك، فقال له سُلَيْمَان: كم كَانَ الحجاج جعل لك عَلَى ولاية فارس؟ قَالَ:
عشرين ألفا، قَالَ: هي لك ما عشت [2] . ومن شعره:
شريت الصِّبا والجهل بالحلم والتُّقى ... وراجعت عقلي والحليم [3] يراجع
أبى الشَّيب والإسلام أن أتبع الهوى ... وفي الشَّيب والإسلام للمرء وازع
[4] 270- (يزيد بْن حبان التَّيمي الْكُوفيّ) [5] م د ت ن- عَن زيد بْن أرقم وغيره.
وعنه: ابن أخيه أَبُو حيان يَحْيَى بْن سَعِيد التَّيمي، وسعيد بْن مسروق، وفطر بْن خليفة. وثقه النَّسائيّ.
271- (يَزِيدُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ) [6] د ت ق- عن عائشة، وثوبان ويبي أُمَامَةَ وَكَعْبٍ، وَأَبِي حَيٍّ الْمُؤَذِّنِ شَدَّادِ بْنِ حَيٍّ.
وَعَنْهُ: حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ، وَيَحْيَى بْنُ جَابِرٍ الطَّائِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الوليد الزبيدي، وآخرون.
__________
[1] في الأصل «الحجاز» وهو تصحيف.
[2] الأغاني 12/ 287.
[3] في طبعة القدسي 4/ 212 «الحكيم» بالكاف، والتصويب من سير أعلام النبلاء 4/ 419.
[4] البيت الثاني في حماسة ابن الشجري 139.
[5] التاريخ الكبير 8/ 324- 325 رقم 3182، المعرفة والتاريخ 1/ 103 و 189 و 536، الجرح والتعديل 9/ 256 رقم 1075، تهذيب الكمال 3/ 1532، الكاشف 3/ 242 رقم 6406، تهذيب التهذيب 11/ 331- 332 رقم 619، تقريب التهذيب 2/ 363 رقم 242 وفيه «حبّان» بالباء الموحَّدة، خلاصة تذهيب التهذيب 431.
[6] التاريخ الكبير 8/ 341 رقم 3245، المعرفة والتاريخ 2/ 355، الجرح والتعديل 9/ 271 رقم 1138، المراسيل 238 رقم 437، تحفة الأشراف 13/ 419 رقم 1339، تهذيب الكمال 3/ 1535، الكاشف 3/ 244 رقم 6428، تهذيب التهذيب 11/ 336- 337 رقم 642، تقريب التهذيب 2/ 366 رقم 267، خلاصة تذهيب التهذيب 432.

(7/277)


قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.
272- (يَزِيدُ بْنُ صُهَيْبٍ الفقير) [1] سوى ت- أبو عثمان الكوفي. رَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ بَرْقَانَ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَمِسْعَرٌ، وَآخَرُونَ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: صَدُوقٌ.
273- (يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّير) [2] ع- أبو العلاء العامري البصري، أَحَدُ الأَئِمَةِ. عَنْ: أَبِيهِ، وَأَخِيهِ مطرِّف، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعَائِشَةَ، وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعِيَاضِ بْنِ حَمَّادٍ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَالْحَذَّاءُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيمي، وَكَهْمَسٌ، وقرَّة بْنُ خَالِدٍ. وَكَانَ يَقُولُ: أَنَا أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ بِعَشْرِ سِنِينَ. وَكَانَ ثِقَةً فَاضِلا، وَرَدَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ.
توفِّي سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ إحدى عشرة.
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 305، التاريخ لابن معين 2/ 673، التاريخ الكبير 8/ 432- 343 رقم 3251، المعرفة والتاريخ 2/ 209 و 659، الجرح والتعديل 9/ 272 رقم 1144، تهذيب الكمال 3/ 1536، الكاشف 3/ 245 رقم 4633، تهذيب التهذيب 11/ 338 رقم 648، تقريب التهذيب 2/ 366 رقم 272، خلاصة تذهيب التهذيب 432.
[2] الطبقات الكبرى 7/ 155، 156، الطبقات لخليفة 208، تاريخ خليفة 338، التاريخ لابن معين 2/ 674، التاريخ الكبير 8/ 345 رقم 3264، تاريخ الثقات 479 رقم 1847، المعرفة والتاريخ 2/ 83- 84 و 469، 470، المعارف 436، الجرح والتعديل 9/ 274 رقم 1154، المراسيل 239 رقم 440، مشاهير علماء الأمصار 91 رقم 663، حلية الأولياء 2/ 212، 213 رقم 178، صفة الصفوة 3/ 232 رقم 499، أسد الغابة 5/ 116، تهذيب الكمال 3/ 1537، تحفة الأشراف 13/ 420 رقم 1340، دول الإسلام 1/ 76، الكاشف 3/ 246 رقم 6440، العبر 1/ 133، سير أعلام النبلاء 4/ 493- 494 رقم 193، الإصابة 3/ 682 رقم 9445، تهذيب التهذيب 11/ 341- 342 رقم 654، تقريب التهذيب 2/ 367 رقم 280، خلاصة تذهيب التهذيب 432، النجوم الزاهرة 1/ 270، شذرات الذهب 1/ 135، جامع التحصيل 373 رقم 898.

(7/278)


274- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ [1] ابْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، أَبُو خَالِدٍ الأُمَوِيُّ الدِّمَشْقِيُّ. وَلِيَ الْخِلافَةَ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِعَهْدٍ مِنْ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ، مَعْقُودٌ فِي تَوْلِيَةِ عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ كَمَا ذَكَرْنَا، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ. وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ. قَالَ سَعِيد بْن عفير: كَانَ جسيما أبيض مدوَّر الوجه أفقم [2] لم يشب. قَالَ عَبْد العزيز، عَن ابن جَابِر: بيَّنَّا نَحْنُ عِنْدَ مكحول: إذ أقبل يزيد بْن عَبْد الملك، فهممنا أن نوسع لَهُ، فَقَالَ مكحول: دعوه يجلس حيث انتهى به المجلس، يتعلم التواضع.
أَبُو ضمرة، عَن مُحَمَّدً بْن مُوسَى بْن عَبْد الله بْن بشار قَالَ: إني لجالس فِي مسجد النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد حج يزيد بْن عَبْد الملك قبل أن يكون خليفة، فجلس مَعَ المقبري، وابن أبي الغياث، إذ جاء أَبُو عَبْد الله القراظ [3] ، فوقف عَلَيْهِ فَقَالَ: أنت يزيد بْن عَبْد الملك؟ فالتفت يزيد إلى الشيخين فَقَالَ:
أمجنون هذا! فذكروا لَهُ فضله وصلاحه وقالوا: هذا أَبُو عَبْد الله القراظ صاحب أَبِي هُرَيْرَةَ، حتى رق لَهُ ولان، فَقَالَ: نعم أَنَا يزيد، فَقَالَ لَهُ: ما أجملك، إنك تشبه أباك إن ولِّيت من أمر النَّاس شيئا، فاستوص بأهل المدينة خيرا، فأشهد عَلَى أبي هُرَيْرَةَ لحدَّثني عَن حبّه وحبّه صاحب هذا البيت- وأشار إلى الحجرة- أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم خرج إلى ناحية من المدينة، يقال لها بيوت السُّقيا، وخرجت معه، فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال: «إنّ إبراهيم
__________
[1] تاريخ خليفة 331، المعارف 364- 365 و 408، 409، تاريخ اليعقوبي 2/ 310 وما بعدها، الفخري 131، تاريخ الرسل والملوك 7/ 21، مروج الذهب 3/ 207 وما بعدها، الكامل في التاريخ 5/ 120، تاريخ دمشق 18/ 169 ب- 173 ب، العبر 1/ 128، سير أعلام النبلاء 5/ 150- 152 رقم 53، فوات الوفيات 4/ 322- 323 رقم 577، البداية والنهاية 9/ 231، شذرات الذهب 1/ 128، خلاصة الذهب المسبوك 30- 31، معجم بني أميّة 201 رقم 419.
[2] الفقم: محرّكة، تقدُّم الثنايا العليا فلا تقع على السفلى. (القاموس المحيط) .
[3] بالأصل «القراط» ، والتصحيح من (اللباب في الأنساب) ج 2 ص 250.

(7/279)


خليلك دعاك لأهل مكة، وأنا نبيُّك ورسولك أدعوك لأهل المدينة، اللَّهمَّ بارك لهم فِي مدِّهم وصاعهم وقليلهم وكثيرهم، ضعفي ما باركت لأهل مكة، اللَّهمَّ ارزقهم من هاهنا وهاهنا- وأشار إلى نواحي الأرض كلّها- اللَّهمَّ من أرادهم بسوء فأذبه كَمَا يذوب الملح فِي الماء» [1] . ثُمَّ التفت إلى الشيخين فَقَالَ: ما تقولان؟ قالا: حديث معروف مروي، وقد سمعنا أيضًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ: من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين هذين [2] . وأشار كلُّ واحد منهما إلى قلبه. رَوَاهُ ابن أَبِي خيثمة فِي تاريخه عَن الحزامي عَنْهُ. قَالَ ابن وهب: ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن زيد بْن أسلم قَالَ: لَمَّا توفِّي عُمَر ابن عَبْد العزيز وولى يزيد قَالَ: سيروا بسيرة عُمَر بْن عَبْد العزيز، قَالَ: فأتى بأربعين شيخا فشهدوا لَهُ: ما عَلَى الخلفاء حساب ولا عذاب. وقَالَ روح بْن عبادة: ثَنَا حجَّاج بْن حسان التَّيمي، ثَنَا سليم بْن بشير قَالَ: كتب عُمَر بْن عَبْد العزيز إلى يزيد بْن عَبْد الملك حين احتضر: سلام عليك، أما بعد فإنّي لا أرى إلّا ملما بي، فاللَّه، الله، فِي أمة مُحَمَّدً فإنك تدع الدُّنْيَا لمن لا يحمدك، وتفضي إلى من لا يعذرك، والسلام.
قَالَ الزُّبير بْن بكار: ثَنَا هَارُونَ الفروي، حدَّثَنِي مُوسَى بن جعفر بن أبي كثير، وابن الماجشون قالا: لَمَّا مات عُمَر بْن عَبْد العزيز قَالَ يزيد: والله ما عُمَر بأحوج إلى الله مني، فأقام أربعين يوما يسير بسيرة عُمَر، فَقَالَت حبابة لخصي لَهُ- كَانَ صاحب أمره: ويحك قرِّبني منه حَيْثُ يسمع كلامي، ولك عشرة آلاف درهم، ففعل، فلما مر يزيد بِهَا قَالَتْ:
بكيت الصبا جهدا فمن شاء لامني ... ومن شاء آسى في البكاء وأسعدا
__________
[1] أخرجه البخاري 4/ 290 في البيوع، باب: بركة صاع النبيّ صلى الله عليه وسلم ومدّه. وفي: الأيمان والنذور باب: صاع المدينة، ومدّ النبي صلى الله عليه وسلم وبركته، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحضّ على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم 1368 في الحج، باب فضل المدينة، والموطأ 2/ 884 و 885 في الجامع، باب الدعاء للمدينة وأهلها.
[2] له شاهد في مسند أحمد 4/ 55 و 56، المعجم الكبير للطبراني 7/ 169 رقم 6631.

(7/280)


ألا لا تلمه اليوم أن يتبلدا [1] ... فقد منع المحزون أن يتجلدا
والشعر للأحوص، فلما سمعها قَالَ: ويحك قل لصاحب الشُّرط يصلي بالناس. وقَالَ يوما: والله إني لأشتهي أن أخلو بِهَا فلا أرى غيرها، فأمر ببستان لَهُ فهيئ، وأمر حاجبه أن لا يعلمه بأحد، قَالَ: فبينما هُوَ معها أسر شيء بِهَا، إذ حذفها بحبة رمان أو بعنبة، وهي تضحك، فوقعت فِي فيها، فشرقت فماتت، فأقامت عنده فِي البيت حتى جيفت أو كادت، واغتمّ لَهَا، وأقام أياما، ثُمَّ إنَّه خرج إلى قبرها فَقَالَ:
فإن تسل عنك النفس أو تدع البكا ... فباليأس أسلو [2] عنك لا بالتجلّد
وكلّ خليل زارني فهو قائل ... من أجلك هذا هامة [3] اليوم أو غد
ثُمَّ رجع، فما خرج من منزله إلا عَلَى النَّعش. قَالَ الهيثم بْن عِمْرَانَ العبسي: مات يزيد بْن عَبْد الملك بسواد الأردنّ، مرض بطرف من السُّلّ.
وقَالَ أَبُو مسهر: مات يزيد بأربد. وقَالَ غير واحد: مات لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة، وكانت خلافته أربع سنين وشهرا.
(يَزِيدُ بْنُ مَرْثَدٍ [4] الْهَمْدَانِيُّ) [5] الصَّنعاني الدِّمَشْقِيُّ. أرسل عَنْ: مُعَاذٍ وَأَبِي ذَرٍّ، وَأَدْرَكَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامت، وَشَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ [6] . وعنه خالد بن
__________
[1] في البداية والنهاية 9/ 233 «الصبا» .
[2] في البداية والنهاية «تسلو» .
[3] قال الزمخشريّ في: أساس البلاغة: هو هامة اليوم أو غد: مشف على الموت.
[4] في الأصل «مرية» والتصحيح من مصادر ترجمته. وهو بفتح الميم والثاء، وسكون الراء بينهما.
[5] التاريخ الكبير 8/ 357- 358 رقم 3322، المعرفة والتاريخ 2/ 357 و 378، تاريخ أبي زرعة 1/ 391، الجرح والتعديل 9/ 288 رقم 1225، مشاهير علماء الأمصار 183 رقم 1457، تهذيب الكمال 3/ 1542، تحفة الأشراف 13/ 420 رقم 1341، جامع التحصيل 374 رقم 903، تهذيب التهذيب 11/ 358- 359 رقم 693، تقريب التهذيب 2/ 370 رقم 321، خلاصة تذهيب التهذيب 434.
[6] أوس: ساقطة من الأصل، والاستدراك من مصادر الترجمة.

(7/281)


مَعْدَانَ، وَالْوَضِينُ [1] بْنُ عَطَاءٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. وَكَانَ خَاشِعًا بَكَّاءً عَابِدًا عَالِمًا، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْ أَنْ تُوَاعِدَنِي إِنْ أَنَا عَصَيْتُهُ أَنْ يَسْجِنَنِي فِي الحمَّام لَكَانَ حَرِيًّا أَنْ لا تَنْقَطِعَ دُمُوعُ عَيْنِي.
وَقِيلَ: إِنَّهُ طُلِبَ لِلْقَضَاءِ، فَقَعَدَ يَأْكُلُ فِي الطَّرِيقِ، فَتَخَلَّصَ بِذَلِكَ، وَرَغِبُوا عَنْهُ. وَقَدْ أرسل عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْعَنْكَبُوتُ شَيْطَانٌ فَاقْتُلُوهُ [2] . 276- (يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ) [3] أَبُو الْعَلاءِ الثَّقَفِيُّ، مَوْلاهُمُ الأَمِيرُ، كَاتِبُ الحجَّاج وَوَزِيرُهُ وَخَلِيفَتُهُ بَعْدَ مَوْتِهِ عَلَى الْعِرَاقِ. أقرَّه الوليد عَلَى إمرة العراق أربعة أشهر، ومات الوليد، فعزله سُلَيْمَان، وكان رأسا فِي الكتابة، فهمَّ سُلَيْمَان أن يجعله كاتبه، فَقَالَ عُمَر: نشدتك الله يا أمير المؤمنين أن تحيي ذكر الحجَّاج، قَالَ: إني قد كشفت عَلَيْهِ فلم أجد عَلَيْهِ خيانة، فَقَالَ عُمَر بْن عَبْد العزيز: إبليس أعفُّ منه عَن الدينار والدِّرهم، وقد أهلك الخلق، فترك ذَلِكَ، ثُمَّ ولاه إفريقية، فبقي عَلَى المغرب سنة، وفتكوا بِهِ، لأنه أساء السيرة وظلم- وفي المغاربة زعارة ويبس- فقتلوه وأراح الله منه فِي سنة اثنتين ومائة.
وكان قصيرا قبيح الوجه، ذا بطن، ثُمَّ ولُّوا عليهم مُحَمَّدً بْن يزيد مولى الأنصار، وقد ذكرناه.
277- (يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ) [4] بْنِ أَبِي صُفْرَةَ الأَزْدِيُّ الأَمِيرُ. قتل في صفر سنة
__________
[1] في الأصل «الرضين» والتصحيح من تقريب التهذيب 2/ 331.
[2] أخرجه أبو داود 3/ 89 في المراسيل، وهو عن ابن المصفّى، عن بقية، عن الوضين بن عطاء، عن يزيد بن مرثد. وانظر: تحفة الأشراف 19550.
[3] تاريخ خليفة 308 و 326 و 334، المعرفة والتاريخ 1/ 607 و 609 و 614 و 2/ 482 و 598، حلية الأولياء 5/ 315، عيون الأخبار 3/ 130، مروج الذهب 3/ 186، تاريخ الرسل والملوك 8/ 96، الحلّة السيراء 2/ 336، الكامل في التاريخ 4/ 584 و 5/ 77 و 88، سيرة عمر بن عبد العزيز 88، بغية الطلب في تاريخ حلب (مصوّر بدار الكتب المصرية) 8/ 174، البيان المغرب 1/ 48- 49، تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- للمحقّق د.
عمر عبد السلام تدمري- طبعة ثانية 1/ 157- 158.
[4] تاريخ خليفة 215 و 284 و 295 و 313 و 322، الأخبار الموفقيات 373 و 497- 500، المعارف 400، المعرفة والتاريخ 2/ 265 و 390 و 482، فتوح البلدان 1/ 198 و 283

(7/282)


اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ كَمَا مَرَّ فِي تَرْجَمَةِ عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ. وَكَانَ شَرِيفًا جَوَّادًا بَطَلا شُجَاعًا، مِنْ جِلَّةِ أُمَرَاءِ زَمَانِهِ، وَلَكِنَّهُ تَحَرَّكَ بِحَرَكَةٍ نَاقِصَةٍ أَفْضَتْ إِلَى اسْتِئْصَالِ شَأْفَةِ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَعْضُ ذَلِكَ فِي الْحَوَادِثِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
278- (يَزِيدُ بْنُ نِمْرَانَ الدِّمَشْقِيُّ) [1] وَيُقَالُ يَزِيدُ بْنُ غَزْوَانَ الْمَذْحِجِيُّ. رَوَى عَنْ: عُمَرَ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ. وَعَنْهُ: مَوْلاهُ سَعِيدٌ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. وقد شهد مرج راهط مع مروان.
__________
[ () ] و 2/ 412- 414، تاريخ الرسل والملوك 6/ 523 وما بعدها، التنبيه والإشراف 277، ثمار القلوب 113 و 119، معجم ما استعجم 3/ 950، الكامل في التاريخ 5/ 23 وما بعدها، وفيات الأعيان 6/ 278- 309، العبر 1/ 125، سير أعلام النبلاء 4/ 503- 506 رقم 197، شذرات الذهب 1/ 124، خزانة الأدب 1/ 105، رغبة الآمل 4/ 189.
[1] التاريخ الكبير 8/ 365- 366 رقم 3349، المعرفة والتاريخ 1/ 222 و 2/ 384، تاريخ أبي زرعة 1/ 235، تهذيب الكمال 3/ 1544، الكاشف 3/ 251 رقم 6478، تهذيب التهذيب 11/ 365 رقم 709، تقريب التهذيب 2/ 372، خلاصة تذهيب التهذيب 434- 435.

(7/283)


[الكنى]
- (أبو الأشعث الصَّنعاني الدمشقي) م 4- أصح ما قيل إنّ اسمه شراحيل ابن آذة. تَقَدَّمَ.
279- أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيُّ [1] ع الفقيه، قَاضِي الْكُوفَةِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، والزُّبير بْنِ الْعَوَّامِ، وَحُذَيْفَةَ، وَعَبْدِ الله بن سلّام، وأبي هريرة، وغيرهم.
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 268- 269، الطبقات لخليفة 158، تاريخ خليفة 296 و 330، التاريخ الكبير 447- 448 رقم 2949، التاريخ لابن معين 2/ 694، المعارف 445- 446 و 544 و 589، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 158 رقم 883، التاريخ الصغير 119، المعرفة والتاريخ 1/ 262 و 267 و 270 و 440 و 451 و 2/ 555 و 624 و 695 و 706 و 3/ 690، تاريخ أبي زرعة 1/ 294 و 555، أخبار القضاة 2/ 408- 413، الكنى والأسماء 1/ 126، الجرح والتعديل 6/ 325 رقم 1809، المراسيل 161 رقم 302، مشاهير علماء الأمصار 104 رقم 776، الإكليل 10/ 46، مروج الذهب 3/ 214، تاريخ الثقات 491 رقم 1903، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 371- 392 رقم 48، تهذيب الأسماء واللغات ق 1/ 2/ 178- 179 رقم 284، وفيات الأعيان 3/ 10- 12 رقم 316، تهذيب الكمال 3/ 1578 تحفة الأشراف 13/ 425 رقم 1349، العبر 1/ 28، تجريد التمهيد 2/ 151، دول الإسلام 1/ 73، سير أعلام النبلاء 4/ 343- 346 رقم 118، تذكرة الحفاظ 1/ 95 رقم 86، الكاشف 3/ 273 رقم 31، البداية والنهاية 9/ 231، جامع التحصيل 248- 249 رقم 323، تهذيب التهذيب 12/ 18، 19 رقم 95، تقريب التهذيب 2/ 294، خلاصة تذهيب التهذيب 443، النجوم الزاهرة 1/ 199 و 252، شذرات الذهب 1/ 126.

(7/284)


وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، وَابْنُهُ بِلالٌ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَخَلْقٌ كثَيِرٌ.
وَكَانَ إِمَامًا ثِقَةً وَاسِعَ الْعِلْمِ، قِيلَ اسْمُهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ حِضَارٍ. وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ بَعْدَ شُرَيْحٍ مُدَّةً [1] ، ثُمَّ عَزَلَهُ الْحَجَّاجُ وولّى أخاه أبا بكر. قال الرُّويانيّ: ثنا أحمد ابن أَخِي ابْنِ وَهْبٍ، ثَنَا عَمِّي، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ الْمُهَلَّبِ ولِّي خُرَاسَانَ فَقَالَ: دلُّوني عَلَى رَجُلٍ كَامِلٍ بِخِصَالِ الْخَيْرِ، فدلَّ عَلَى أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى، فَلَمَّا رَآهُ رَأَى رَجُلا فَائِقًا، فَلَمَّا كلَّمه رَأَى مِنْ مَخْبَرَتِهِ أَفْضَلَ مِنْ مَرْآتِهِ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي ولَّيتك كذا وكذا من عملي، فاستعفاه، فأبى، فقال: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَوَلَّى عَمَلا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ، فليتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» [2] . وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ أَتَعَلَّمُ مِنْهُ. قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
وقَالَ الواقدي: توفِّي سنة ثلاث ومائة.
280- (أَبُو بَكْرِ بْنُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ) [3] م- سَمِعَ أَبَاهُ، وَعُتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ، وَمَحْمُودَ بْنَ الرَّبِيعِ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، ويونس ابن عُبَيْدٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.
281- (أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي موسى الأشعريّ) [4] ع- الكوفي. عن: يبي
__________
[1] الطبقات الكبرى 6/ 268.
[2] تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 387.
[3] التاريخ الكبير 9/ 12 رقم 73، تاريخ الثقات 492 رقم 1907، الجرح والتعديل 9/ 340 رقم 1510، الثقات لابن حبّان 5/ 574، تهذيب الكمال 3/ 1581، الكاشف 3/ 274 رقم 40، تهذيب التهذيب 12/ 23 رقم 118، تقريب التهذيب 2/ 396 رقم 30، خلاصة تذهيب التهذيب 444.
[4] التاريخ لابن معين 2/ 696، الطبقات لخليفة 158، تاريخ خليفة 296، التاريخ الكبير

(7/285)


هُرَيْرَةَ، وَأَبِيهِ أَبِي مُوسَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. وَعَنْهُ: أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ الضُّبعي، وحجَّاج بْنُ أَرْطَأَةَ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَآخَرُونَ، وَكَانَ كُوفِيًّا عُثْمَانِيًّا وُلِّيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ فِي زَمَنِ الحجَّاج [1] .
282- (أَبُو بَكْرِ بن عمارة) [2] م د ت- بن رويبة [3] الثقفي البصري. رَوَى عَنْ:
أَبِيهِ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَمِسْعَرُ بْنُ كدام.
283- (أبو بكر أخو عبد الله) [4] خ- بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ التَّيمي الْمَكِّيُّ. عَنْ: عَائِشَةَ، وَعُثْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيمي، وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ. وَعَنْهُ:
ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَغَيْرُهُمْ. خرَّج لَهُ الْبُخَارِيُّ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ، وما علمت بِهِ بَأْسًا.
- (أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ) فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
284- (أَبُو حَاجِبٍ) [5] هُوَ سَوَادَةُ بْنُ عَاصِمٍ الْعَنَزِيُّ، مِنْ رِجَالِ السُّنن.
285- (أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلي) [6] م د ت ق- عَنْ أَبِيهِ،
__________
[9] / 12 رقم 75، تاريخ الثقات 492 رقم 1914، المعارف 266 و 584 و 599، الجرح والتعديل 9/ 340 رقم 1512، الثقات لابن حبّان 5/ 592، تهذيب الكمال 3/ 1588، الكاشف 3/ 277 رقم 62، تهذيب التهذيب 12/ 40- 41 رقم 159، تقريب التهذيب 2/ 400 رقم 74، خلاصة تذهيب التهذيب 445.
[1] أخبار القضاة 2/ 412- 413.
[2] الكنى والأسماء 1/ 124، تهذيب الكمال 3/ 1585، الكاشف 3/ 276 رقم 56، تقريب التهذيب 2/ 399 رقم 63، خلاصة تذهيب التهذيب 445.
[3] مهمل في الأصل، والتقييد من مصادر الترجمة.
[4] الطبقات الكبرى 5/ 573، تهذيب الكمال 3/ 1585، الكاشف 3/ 276 رقم 53، تهذيب التهذيب 12/ 32 رقم 146، تقريب التهذيب 2/ 398 رقم 59، خلاصة تذهيب التهذيب 444.
[5] التاريخ لابن معين 2/ 243، التاريخ الكبير 4/ 184- 185 رقم 2419، الكنى والأسماء 1/ 142، الجرح والتعديل 4/ 292 رقم 1266، تهذيب الكمال 3/ 1595، الكاشف 3/ 328 رقم 2210، تهذيب التهذيب 4/ 267 رقم 360، تقريب التهذيب 1/ 339 رقم 587، خلاصة تذهيب التهذيب 158.
[6] الطبقات الكبرى 7/ 226، الطبقات لخليفة 206، تاريخ خليفة 339، التاريخ الكبير 9/ 23

(7/286)


وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَزَاذَانَ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَأَبُو الْيَقْظَانِ عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ. وَهُوَ بَصْرِيٌّ مَشْهُورٌ صَدُوقٌ، لَهُ أَحَادِيثُ. وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى وَالِدِهِ. قَرَأَ عَلَيْهِ حُمْرَانُ بْنُ أعين، وغيره.
286- أبو رجاء العطاري [1] ع هُوَ عِمْرَانُ بْنُ مِلْحَانَ، وَقِيلَ ابْنُ تَيْمٍ. مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الْجَاهِلِيَّةَ، أَسْلَمَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَمْ يَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْرَجَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي كِتَابِ الصَّحَابَةِ [2] .
وَقِيلَ: إِنَّهُ رَأَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيق. حَدَّثَ عَنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَسَمُرَةَ، وَتَلَقَّنَ الْقُرْآنَ مِنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَعَرَضَهُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكَانَ تَلاءً لِكِتَابِ اللَّهِ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: أَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ وَغَيْرُهُ، وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَسَلَمُ بْنُ زرير، وصخر ابن جُوَيْرِيَةَ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. سَمِعَهُ جرير بن حازم يقول:
__________
[ () ] رقم 181، المعارف 434- 435، المعرفة والتاريخ 1/ 277 و 341 و 2/ 149 و 621 و 633 و 3/ 69 و 222، الكنى والأسماء 1/ 142، الجرح والتعديل 9/ 358- 359 رقم 1626، تهذيب الكمال 3/ 1597، الكاشف 3/ 286 رقم 102، تهذيب التهذيب 12/ 69- 70 رقم 275، تقريب التهذيب 2/ 410 رقم 22، خلاصة تذهيب التهذيب 447.
[1] الطبقات الكبرى 7/ 138- 140، الطبقات لخليفة 196، تاريخ خليفة 190 و 336، التاريخ لابن معين 704، التاريخ الكبير 6/ 410 رقم 2811، تاريخ الثقات 498 رقم 1949، المعارف 427، المعرفة والتاريخ 1/ 238 و 3/ 214، تاريخ أبي زرعة 1/ 658، الجرح والتعديل 6/ 303- 304 رقم 1687، الكنى والأسماء 1/ 70 و 173، مشاهير علماء الأمصار 87 رقم 640، حلية الأولياء 2/ 304- 309 رقم 195، الاستيعاب 3/ 23، أسد الغابة 4/ 136 و 5/ 191، تهذيب الكمال 3/ 1604، الكاشف 2/ 301 رقم 4343، سير أعلام النبلاء 4/ 253- 257 رقم 92، العبر 1/ 129، تذكرة الحفّاظ 1/ 66 رقم 57، جامع التحصيل 303 رقم 591، تهذيب التهذيب 8/ 140- 141 رقم 243، تقريب التهذيب 2/ 85 رقم 743، خلاصة تذهيب التهذيب 296، الإصابة 4/ 74 رقم 433، النجوم الزاهرة 1/ 243، طبقات الحفاظ 25، الشذرات 1/ 130.
[2] الاستيعاب 3/ 23 رقم 1971.

(7/287)


بَلَغَنَا أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ عَلَى مَاءٍ لَنَا، فَانْطَلَقْنَا نَحْوَ الشَّجَرَةِ هَارِبِينَ بِعِيَالِنَا، فَبَيْنَا أَنَا أَسُوقُ بِالْقَوْمِ، إِذْ وَجَدْتُ كُرَاعَ ظَبْيٍ طَرِيٍّ فَأَخَذْتُهُ فَأَتَيْتُ الْمَرْأَةَ فَقُلْتُ: هَلْ عِنْدَكِ شَعِيرٌ؟ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ فِي وِعَاءٍ لَنَا عَامَ أَوَّلِ شَيْءٍ مِنْ شَعِيرٍ، فَمَا أَدْرِي بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لا، فَأَخَذَتْهُ فَنَفَضَتْهُ، فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهُ مِلْءَ كفّ من شَعِيرٍ، فَرَضَخْتُهُ بَيْنَ حَجَرَيْنِ، ثُمَّ أَلْقَيْتُهُ وَالْكُرَاعَ فِي بُرْمَةٍ، ثُمَّ قُمْتُ إِلَى بَعِيرٍ فَفَصَدْتُهُ إِنَاءً مِنْ دَمٍ، ثُمَّ أَوْقَدْتُ تَحْتَهُ، ثُمَّ أَخَذْتُ عُودًا، فَلَبَكْتُهُ بِهِ لَبْكًا شَدِيدًا حَتَّى أَنْضَجْتُهُ، ثُمَّ أَكَلْنَا [1] .
فَقُلْتُ لَهُ: مَا طَعْمَ الدَّمِ؟ قَالَ: حُلْوٌ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: ثَنَا أَبُو عَمْرٍو قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي رَجَاءٍ: مَا تَذْكُرُ؟ قَالَ: أَذْكُرُ قَتْلَ بَسْطَامٍ، ثُمَّ أَنْشَدَ:
وخزَّ عَلَى الأَلاءَةِ [2] لَمْ يوسَّد كَأَنَّ جَبِينَهُ سَيْفٌ صَقِيلُ قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَتْلُ بَسْطَامٍ قَبْلَ الإِسْلامِ بِقَلِيلٍ. أَبُو سَلَمَةَ التَّبوذكيّ: ثَنَا أَبُو الْحَارِثِ الْكَرْمَانِيُّ- ثِقَةٌ- قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ يَقُولُ: أَدْرَكْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا شَابٌّ أَمْرَدُ [3] وَلَمْ أَرَ نَاسًا كَانُوا أضلَّ مِنَ الْعَرَبِ، كَانُوا يَجِيئُونَ بِالشَّاةِ الْبَيْضَاءِ فَيُقَيِّدُونَهَا، فَيَخْتَلِسُهَا الذِّئْبُ، فَيَأْخُذُونَ أُخْرَى مَكَانَها فَيُقَيِّدُونَهَا، وَإِذَا رَأَوْا صَخْرَةً حَسَنَةً جَاءُوا بِهَا وصلُّوا إِلَيْهَا، فَإِذَا رَأَوْا أَحْسَنَ مِنْهَا رَمَوْهَا، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَرْعَى الإِبِلَ عَلَى أَهْلِي، فَلَمَّا سَمِعْنَا بِخُرُوجِهِ لَحِقْنَا بِمُسَيْلِمَةَ [4] .
وَقِيلَ اسْمُ أَبِي رَجَاءٍ: عُثْمَانُ بْنُ تَيْمٍ، وَبَنُو عُطَارِدٍ بَطْنٌ مِنْ تَمِيمٍ، وَبَلَغَنَا أَنَّ أَبَا رَجَاءٍ كَانَ يَخْضِبُ رَأْسَهُ دُونَ لِحْيَتِهِ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ: كَانَ أَبُو رَجَاءٍ عَابِدًا، كَثِيرَ الصَّلاةِ وَتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، كَانَ يَقُولُ: مَا آسَى عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلا أَنْ أُعَفِّرَ فِي التُّرَابِ وَجْهِي كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ
__________
[1] العبارة ما بين الحاصرتين كلّها إضافة من حلية الأولياء 2/ 305.
[2] بالأصل «الآلاة» ، والتصحيح من طبقات ابن سعد 7/ 138.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 138.
[4] قارن بالطبقات.

(7/288)


الْبَرِّ [1] : كَانَ أَبُو رَجَاءٍ رَجُلا فِيهِ غَفْلَةٌ وَلَهُ عِبَادَةٌ، عمِّر طَوِيلا أَزْيَدَ مِنْ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ مِائَةٍ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ [2] : ذَكَرَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ قَالَ: اجْتَمَعَ فِي جَنَازَةِ أَبِي رَجَاءٍ: الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، وَالْفَرَزْدَقُ، فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، يَقُولُ النَّاسُ: اجْتَمَعَ فِي هَذِهِ الْجَنَازَةِ خَيْرُ النَّاسِ وشرُّهم، فَقَالَ الْحَسَنُ: لَسْتَ بِخَيْرِ النَّاسِ وَلَسْتُ بشرِّهم، لَكِنَّ مَا أَعْدَدْتَ لِهَذَا الْيَوْمِ يَا أَبَا فِرَاسٍ؟ قَالَ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالَ:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ النَّاسَ مَاتَ كَبِيرُهُمْ ... وَقَدْ كَانَ قَبْلُ الْبَعْثِ بَعْثُ مُحَمَّدِ
وَلَمْ يُغْنِ عَنْهُ الْيَوْمَ سَبْعُونَ حجَّة ... وستُّون لَمَّا بَاتَ غَيْرَ موسَّد
إِلَى حُفْرَةٍ غَبْرَاءَ يَكْرَهُ وِرْدَهَا ... سِوَى أَنَّهَا مَثْوَى وَضِيعٍ وَسَيِّدِ
وَلَوْ كَانَ طُولُ الْعُمْرِ يُخَلِّدُ وَاحِدًا ... وَيَدْفَعُ عَنْهُ عَيْبَ عُمْرِ مُمَرِّدِ [3]
لَكَانَ الَّذِي رَاحُوا بِهِ يَحْمِلُونَهُ ... مُقِيمًا وَلَكِنْ لَيْسَ حَيٌّ بِمُخَلَّدِ
نَرُوحُ وَنَغْدُو وَالْحُتُوفُ أَمَامَنَا ... يَضَعْنَ لَنَا حَتْفَ الرَّدى كُلُّ مرصَّد
287- (أَبُو السَّلِيلِ) [4] م 4- ضريب بن نقير- وقيل ابن نفير بِالْفَاءِ- الْجُرَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ. رَوَى عَنْ: أَبِي ذَرٍّ، وأبى هريرة- ولم
__________
[1] الاستيعاب 3/ 23، أهل المائة فصاعدا 116.
[2] الاستيعاب 3/ 23- 24.
[3] في المطبوع من التاريخ للقدسي 4/ 219 «عمرو» وهو تصحيف، والتصحيح من الاستيعاب.
[4] الطبقات الكبرى 7/ 222، التاريخ لابن معين 2/ 274، الطبقات لخليفة 213، تاريخ خليفة 335، التاريخ الكبير 4/ 342 رقم 3063، المعرفة والتاريخ 2/ 211، تاريخ أبي زرعة 1/ 482، الكنى والأسماء 1/ 193، الجرح والتعديل 4/ 470 رقم 2066، مشاهير علماء الأمصار 97 رقم 718، تهذيب الكمال 3/ 1612، الكاشف 2/ 34 رقم 2464، تهذيب التهذيب 4/ 457- 458 رقم 790، تقريب التهذيب 1/ 374 رقم 23، خلاصة تذهيب التهذيب 178.

(7/289)


يَلْقَهُمَا- وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَبَاحٍ، وَزَهْدَمِ الْجَرْمِيِّ. وعنه سليمان التّميم، وَسَعِيدٌ وَالْجُرَيْرِيُّ، وَكَهْمَسٌ، وَآخَرُونَ. وَثَّقُوهُ.
- (أَبُو سَلامٍ الْحَبَشِيُّ، مَمْطُورٌ) قَدْ ذُكِرَ.
- (أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ) قَدْ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ كَمَا أَوْرَدْنَاهُ.
288- (أَبُو السَّوَّارِ) الْعَدَوِيُّ) [1] خ م ن- بَصْرِيٌ نَبِيلٌ، اسْمُهُ حَسَّانُ بْنُ حُرَيْثٍ. رَوَى عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَجُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ. وَثَّقُوهُ.
289- أبو صالح السّمّان [2] ع ذكوان مَوْلَى جُوَيْرِيَة الْغَطَفَانِيَّةِ. مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، كَانَ يَجْلِبُ السَّمْنَ وَالزَّيْتَ إِلَى الْكُوفَةِ. قِيلَ إِنَّهُ شَهِدَ حِصَارَ يَوْمِ الدَّارِ. وَسَمِعَ:
سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وابن عبّاس، وأبا سعيد، وابن
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 151، التاريخ لابن معين 2/ 709، الطبقات لخليفة 202 و 207، تاريخ خليفة 303، التاريخ الكبير 3/ 30 رقم 124، المعرفة والتاريخ 3/ 213، الكنى والأسماء 1/ 201، الجرح والتعديل 3/ 233 رقم 1029، مشاهير علماء الأمصار 96 رقم 705، تهذيب الكمال 3/ 1612 و 1613، الكاشف 3/ 303 رقم 205، تهذيب التهذيب 12/ 123 رقم 569، تقريب التهذيب 2/ 432 رقم 95، خلاصة تذهيب التهذيب 451 (وفيه: أبو السواد، بالدال) . وهو تصحيف.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 301- 301، الطبقات لخليفة 248، تاريخ خليفة 325، التاريخ الكبير 3/ 260- 261 رقم 895، تاريخ الثقات 150 رقم 404، المعارف 478، المعرفة والتاريخ 1/ 415 و 3/ 248، 249، التاريخ لابن معين 2/ 158، تاريخ أبي زرعة 1/ 479، الكنى والأسماء 2/ 9، الجرح والتعديل 3/ 450- 451 رقم 2039، المراسيل 57 رقم 82، مشاهير علماء الأمصار 75 رقم 530، تهذيب الكمال 1/ 400، سير أعلام النبلاء 5/ 36- 37 رقم 10، الكاشف 1/ 229 رقم 1502، العبر 1/ 121، تذكرة الحفّاظ 1/ 89 رقم 78، تحفة الأشراف 13/ 188 رقم 1061، جامع التحصيل 209 رقم 180، تهذيب التهذيب 3/ 219- 220 رقم 917، تقريب التهذيب 1/ 238 رقم 2، خلاصة تذهيب التهذيب 112.

(7/290)


عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ: ابْنُهُ سُهَيْلٌ، والأَعْمَش، وَسُمَيٌّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَابْنُ شِهَابٍ، وَخَلْقٌ.
ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ، مِنْ أَجَلَّ النَّاسِ وَأَوْثَقَهُمْ. وَقِيلَ:
كَانَ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ. وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: كَانَتْ لِأَبِي صَالِحٍ لِحْيَةٌ طَوِيلَةٌ، فَإِذَا ذُكِرَ عُثْمَانُ بَكَى، فَارْتَجَّتْ لِحْيَتُهُ وَقَالَ: هَاهْ هَاهْ، وَذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مِنْ فَضْلِهِ. وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الأَعْمَشِ: كَانَ أَبُو صَالِحٍ مُؤَذِّنًا فَأَبْطَأَ الإِمَامُ، فَأَمَّنَا، فَكَانَ لا يَكَادُ يُجِيزُهَا مِنَ الرِّقَّةِ وَالْبُكَاءِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : ثِقَةٌ، صَالِحُ الْحَدِيثِ، يُحتَجُّ بِحَدِيثِهِ. وَقِيلَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ إِذَا رَآهُ قَالَ: مَا عَلَى هَذَا أَلا يَكُونُ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ. وَقَالَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ أَلْفَ حَدِيثٍ.
قلت: تُوُفِّيَ سنة إحدى ومائة، رحمه الله.
290- (أَبُو السَّائِبِ) [2] م 4- مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ، مَدَنِيٌّ مَشْهُورٌ لَمْ يُسَمَّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ. وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَالْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَشَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، وَآخَرُونَ. وَهُوَ ثِقَةٌ مُكْثِرٌ.
291- (أبو سبرة النّخعي الكوفي) [3] د ت ق- قيل اسمه عبد الله بن عابس.
رَوَى عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ، وَغَيْرِهِ، وَأَرْسَلَ عَنْ عُمَرَ. وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ النَّخَعِيُّ، والأعمش، وغيرهما.
__________
[1] الجرح والتعديل 3/ 451.
[2] الطبقات الكبرى 5/ 307، التاريخ الكبير 9/ 38 رقم 331، مشاهير علماء الأمصار 71 رقم 497، تهذيب الكمال 3/ 1607.
[3] التاريخ الكبير 9/ 40 رقم 349، المعرفة والتاريخ 3/ 224، الجرح والتعديل 9/ 385 رقم 1802، تهذيب الكمال 3/ 1607، الكاشف 3/ 299 رقم 172، تهذيب التهذيب 12/ 105 رقم 483، تقريب التهذيب 2/ 426 رقم 6، خلاصة تذهيب التهذيب 450.

(7/291)


(أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر) [1] م ت ق- بْنِ كُرَيْزٍ الْقُرَشِيِّ الْمَدَنِيِّ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَدَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
293- (أَبُو شَيْخٍ الْهُنَائِيّ) [2] د ن- حَيْوَانُ، وَقِيلَ خَيْوَانُ الْمُقْرِئُ. قَالَ: أَتَانَا كِتَابُ عُمَرَ، وَقَرَأَ عَلَى أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَمُعَاوِيَةَ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَيُونُسُ بْنُ مِهْرَانَ.
قَالَ شَبَابٌ: هُوَ بَصْرِيٌّ، مَاتَ بَعْدَ الْمِائَةِ.
294- (أبو صادق الأزدي الكوفي) [3] ق- مُسْلِمُ بْنُ يَزِيدَ، وَقِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ناجذ أَخُو رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ. عَنْ: رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ، وَعَنْ عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ مُرْسَلا، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ: الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، وَالْحَكَمُ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حاتم [4] : هو بابة أبي البختريّ.
__________
[1] التاريخ الكبير 9/ 34 رقم 297، الجرح والتعديل 9/ 376 رقم 1740، تهذيب الكمال 3/ 1609، الكاشف 3/ 301 رقم 188، تهذيب التهذيب 12/ 111 رقم 515، تقريب التهذيب 2/ 428 رقم 41، خلاصة تذهيب التهذيب 451.
[2] الطبقات لخليفة 206 و 211، تاريخ خليفة 287 و 339، التاريخ لابن معين 2/ 710، المعرفة والتاريخ 3/ 67 (باسم: خيوان، بالمعجمة) التاريخ الكبير 3/ 130 رقم 436 (باسم: حيوان، بالمهملة) ، الكنى والأسماء 2/ 6، الجرح والتعديل 3/ 401 رقم 1842 (باسم: خيوان، بالمعجمة) ، تهذيب الكمال 3/ 1614، الكاشف 3/ 306 رقم 219، تهذيب التهذيب 12/ 129 رقم 605، تقريب التهذيب 2/ 435 رقم 27، خلاصة تذهيب التهذيب 452.
[3] التاريخ لابن معين 2/ 710، التاريخ الكبير 7/ 277 رقم 1172، المعرفة والتاريخ 2/ 305، الكنى والأسماء 2/ 14، الجرح والتعديل 8/ 199 رقم 875، تهذيب الكمال 3/ 1614، الكاشف 3/ 307 رقم 220، تهذيب التهذيب 12/ 130 رقم 606، تقريب التهذيب 2/ 436 رقم 1، خلاصة تذهيب التهذيب 452.
[4] الجرح والتعديل 8/ 200.

(7/292)


295- (أبو الصّدّيق النّاجي البصري) [1] ع- بكر بن عمرو، وقيل ابن قيس.
سَمِعَ: عَائِشَةَ، وَأَبَا سَعِيدٍ، وَابْنَ عُمَرَ. وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَصْرِيُّ، وَقَتَادَةُ، وَزَيْدٌ الْعَمِّيُّ، وَعَامِرٌ الأَحْوَلُ، وَآخَرُونَ. مُجْمَعٌ عَلَى ثِقَتِهِ.
- (أَبُو الطّفيل: قد ذكر.
296- (أبو العالية البصري) [2] خ م- البرّاء، قِيلَ اسْمُهُ زِيَادُ، وَقِيلَ: كُلْثُومٌ.
حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيَّ، وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ.
- (أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْقَرَّاظُ) دِينَارٌ. قد تَقَدَّمَ.
297- أَبُو الْعَلاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ [3] ع هُوَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ العامري البصري، أخو مطرّف. روى
__________
[1] الطبقات لخليفة 206، تاريخ خليفة 339، المعرفة والتاريخ 3/ 67 و 79 و 203، تاريخ أبي زرعة 1/ 669، الكنى والأسماء 2/ 14، الجرح والتعديل 3/ 390 رقم 1518، مشاهير علماء الأمصار 93 رقم 680، تهذيب الكمال 3/ 1616، تهذيب التهذيب 1/ 486 رقم 894، تقريب التهذيب 1/ 106 رقم 122، خلاصة تذهيب التهذيب 51.
[2] الكنى والأسماء 2/ 21، تهذيب الكمال 3/ 1619، الكاشف 3/ 311 رقم 242، تهذيب التهذيب 12/ 143- 144 رقم 685، تقريب التهذيب 2/ 443 رقم 10، خلاصة تذهيب التهذيب 453.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 155- 156، الطبقات لخليفة 208، تاريخ خليفة 338، التاريخ لابن معين 2/ 674، التاريخ الكبير 8/ 345 رقم 3264، المعارف 436، تاريخ الثقات 479 رقم 1847، المعرفة والتاريخ 2/ 530، الكنى والأسماء 2/ 49، الجرح والتعديل 9/ 274 رقم 1154، المراسيل 239 رقم 440، مشاهير علماء الأمصار 91 رقم 663، تهذيب الكمال 3/ 1540، حلية الأولياء 2/ 212- 213 رقم 178، أسد الغابة 5/ 116، صفة الصفوة 232 رقم 499، العبر 1/ 133، سير أعلام النبلاء 4/ 493- 494 رقم 193، الكاشف 3/ 246 رقم 6440، تحفة الأشراف 13/ 420 رقم 1340، جامع التحصيل 373 رقم 898، تهذيب التهذيب 11/ 341 رقم 654، الإصابة 3/ 682 رقم 9445، تقريب التهذيب 2/ 367 رقم 280، النجوم الزاهرة 1/ 270، خلاصة تذهيب التهذيب 432، شذرات الذهب 1/ 135.

(7/293)


عَنْ: أَبِيهِ، وَأَخِيهِ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعِيَاضِ بْنِ حَمَّادٍ، وَأَحْنَفَ بْنِ قَيْسٍ. وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَكَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، وَقُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ أَحَدَ الْعُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ، ذُكِرَ أَنَّهُ أَكْبَرُ مِنَ الْحَسَنِ بِعَشْرِ سِنِينَ [1] ، فَلَعَلَّهُ وُلِدَ فِي خِلافَةِ الصِّدِّيقِ. قَالَ أَبُو هِلالٍ: ثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْعُقَيْلِيُّ قَالَ: كَانَ يَزِيدُ بْنُ الشِّخِّيرِ يَقْرَأُ فِي الْمُصْحَفِ حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ [2] . وَقَالَ أَبُو خَلْدَةَ:
رَأَيْتُ أَبَا الْعَلاءِ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ [3] . وَعَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ فِي مَجْلِسٍ، فَقِيلَ لِأَبِي الْعَلاءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ: تَكَلَّمْ، فَقَالَ: أَوْ هُنَاكَ أَنَا، ثُمَّ ذَكَرَ الْكَلامَ وَمُؤْنَتَهُ وَتَبِعَتَهُ [4] .
تُوُفِّيَ أَبُو الْعَلاءِ يَزِيدُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ.
(أَبُو عَلْقَمَةَ) [5] م 4- مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. سَكَنَ مِصْرَ. وَحَدَّثَ عَنْ:
عُثْمَانَ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ: أَبُو الْخَلِيلِ صَالِحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ، وَيَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ الإِفْرِيقِيُّ، وَغَيْرُهُمْ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَحَادِيثُهُ صِحَاحٌ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: أَبُو عَلْقَمَةَ الْفَارِسِيُّ مَوْلَى لابْنِ عَبَّاسٍ، وُلِّيَ قَضَاءَ إِفْرِيقِيَةَ، وَكَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ.
(أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ) اسْمُهُ تَمِيمٌ. قَدْ ذُكِرَ.
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 155.
[2] الطبقات 7/ 155.
[3] الطبقات 7/ 156.
[4] حلية الأولياء 2/ 213.
[5] التاريخ الكبير 9/ 59 رقم 513، تاريخ الثقات 506 رقم 2005، الجرح والتعديل 9/ 419 رقم 2048، تهذيب الكمال 3/ 1628، الكاشف 3/ 317 رقم 288، تهذيب التهذيب 12/ 173 رقم 817، تقريب التهذيب 2/ 452 رقم 144، خلاصة تذهيب التهذيب 455.

(7/294)


299- أبو قلابة [1] ع هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَحَدُ أَعْلامِ التَّابِعِينَ. رَوَى عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَمَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، وَعَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ، وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وَثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِيِّ، وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، وَزَهْدَمٍ الْجَرْمِيِّ، وَخَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ، وَأَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ- رَضِيعُ عَائِشَةَ- وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَقُبَيْصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، وَقُبَيْصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ، وَأَبِي الْمُلَيْحِ الْهُذَلِيِّ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَحَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَآخَرُونَ.
وَرِوَايَتُهُ عَنْ عَائِشَةَ مُرْسَلَةٌ [2] ، وَقَدْ أَخْرَجَهَا مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.
وَرَوَى عَنْ حُذَيْفَةَ، وَأَخْرَجَ ذَلِكَ أَبُو دَاوُدَ، وَهُوَ مُرْسَلٌ أَيْضًا.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ وَغَيْرُهُ: قيل لعبد الملك بن مروان:
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 183- 185، الطبقات لخليفة 211، التاريخ الكبير 5/ 92 رقم 255، تاريخ الثقات 257 رقم 813، التاريخ لابن معين 2/ 309، تاريخ أبي زرعة 1/ 501 و 502، المعارف 446، المعرفة والتاريخ 2/ 65، الكنى والأسماء 2/ 84، الجرح والتعديل 5/ 57- 58 رقم 268، المراسيل 109- 110 رقم 173، تاريخ داريّا 60، مشاهير علماء الأمصار 89 رقم 649، حلية الأولياء 2/ 282- 289 رقم 192، طبقات الفقهاء 89، تاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 535- 568 رقم 296، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 251، الأنساب (مادّة الجرمي) ، تهذيب الكمال 2/ 685 و 3/ 1645، اللباب 1/ 222، تذكرة الحفاظ 1/ 94 رقم 85، سير أعلام النبلاء 4/ 468- 475 رقم 178، العبر 1/ 127، ميزان الاعتدال 2/ 425- 429، الكاشف 2/ 79 رقم 2762، البداية والنهاية 9/ 231، الوافي بالوفيات 17/ 185- 186 رقم 168، الثقات لابن حبّان 126، صفة الصفوة 3/ 159، 160، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 426، 427، تهذيب التهذيب 5/ 224- 226 رقم 387، تقريب التهذيب 1/ 417 رقم 319، النجوم الزاهرة 1/ 254، طبقات الحفاظ 36، خلاصة تذهيب التهذيب 198، شذرات الذهب 1/ 126.
[2] تاريخ دمشق 543.

(7/295)


هذا أبو قلابة قدم، قَالَ: مَا أَقْدَمَهُ؟ قَالَ: مُتَعَوِّذًا مِنَ الْحَجَّاجِ، أَرَادَهُ عَلَى الْقَضَاءِ، فَكَتَبَ لَهُ إِلَى الْحَجَّاجِ بِالْوِصَاةِ، فَقَالَ أَبُو قِلابَةَ: لَنْ أَخْرُجَ مِنَ الشَّامِ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : ثِقَةٌ كَثِيرُ الْحَدِيثِ، دِيوَانُهُ بِالشَّامِ. قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْخَوْلانِيُّ: قُلْتُ لِأَبِي قِلابَةَ مَا هَذِهِ الصَّلاةِ الَّتِي يُصَلِّيهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنِي عَشَرَةٌ مِنْ أَفْضَلِ مَنْ أَدْرَكْتُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا صَلاةُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقِرَاءَتُهُ وَرُكُوعُهُ وَسُجُودُهُ [2] .
قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ: مَاتَ أَبُو قِلابَةَ، فَبَلَغَنِي أَنَّهُ تَرَكَ حِمْلَ بَغْلٍ كُتُبًا [3] .
وَقَالَ أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ مَوْلَى أَبِي قِلابَةَ، إِنَّ عَنْبَسَةَ بْنَ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ لِأَبِي قِلابَةَ: لا يَزَالُ هَذَا الْجُنْدُ بِخَيْرِ مَا أَبْقَاكَ اللَّهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ [4] . قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ:
ذَكَرَ أَيُّوبُ أَبَا قِلابَةَ فَقَالَ: كَانَ وَاللَّهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ ذَوِي الأَلْبَابِ [5] .
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [6] : لا يُعْرَفُ لِأَبِي قِلابَةَ تَدْلِيسٌ. وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا قِلابَةَ خَرَجَ حَاجًّا، فَتَقَدَّمَ أَصْحَابَهُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَصَابَهُ عَطَشٌ شَدِيدٌ، فَقَالَ: اللَّهمّ إِنَّكَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ تُذْهِبَ عَطَشِي مِنْ غَيْرِ فِطْرٍ، فَأَظَلَّتْهُ سَحَابَةٌ فَأَمْطَرَتْ عَلَيْهِ، حَتَّى بَلَّتْ ثَوْبَيْهِ، وَذَهَبَ عَنْهُ الْعَطَشُ [7] . وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: كُنَّا نَأْتِي أَبَا قِلابَةَ، فَإِذَا حَدَّثَنَا بِثَلاثَةِ أَحَادِيثَ قَالَ: قَدْ أَكْثَرْتُ [8] . قَالَ أيّوب السّختياني: لم يكن هاهنا أعلم بالقضاء من أبي قِلابَةَ، لا أَدْرِي مَا مُحَمَّدٌ [9] . وَقَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أُذَيْنَةَ الْقَاضِي ذُكِرَ أبو قلابة
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 183.
[2] تاريخ دمشق 546.
[3] المعرفة والتاريخ 1/ 478.
[4] حلية الأولياء 2/ 284.
[5] الطبقات الكبرى 7/ 183.
[6] الجرح والتعديل 5/ 58.
[7] تاريخ دمشق 556.
[8] حلية الأولياء 2/ 287، تاريخ دمشق 557.
[9] في طبقات ابن سعد 7/ 183: «ما أدري ما محمد لو خبر» ، وفي أخبار القضاة لوكيع 1/ 23: «ما أدري ما محمد لو أكره عليه» ، وفي تاريخ دمشق 558: «ما أدري ما محمد لو

(7/296)


للقضاء، فهرب حتى يأتى الْيَمَامَةَ، فَلَقِيتُهُ بَعْدُ فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ! فَقَالَ: مَا وَجَدْتُ مِثْلَ الْقَاضِي الْعَالِمِ إِلا مِثْلَ رَجُلٍ وقع فِي بَحْرٍ فَمَا عَسَى أَنْ يَسْبَحَ حَتَّى يَغْرَقَ [1] .
قَالَ أَيُّوبُ: كَانَ يُرَادُ عَلَى الْقَضَاءِ، فَيَفِرُّ، مَرَّةً إِلَى الشَّامِ، وَمَرَّةً إِلَى الْيَمَامَةِ، وَكَانَ إِذَا قَدِمَ الْبَصْرَةَ كَانَ يَخْتَفِي [2] .
عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ: لا تُجَالِسُوا أَهْلَ الأَهْوَاءِ، فَإِنِّي لا آمَنُ أَنْ يَغْمِسُوكُمْ فِي ضَلالَتِهِمْ أَوْ يُلْبِسُوا عَلَيْكُمْ بَعْضَ مَا تَعْرِفُونَ. وَقَالَ صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ: قَالَ أَبُو قِلابَةَ لِأَيُّوبَ: يَا أَيُّوبُ، إِذَا أَحْدَثَ اللَّهُ لَكَ عِلْمًا فَأَحْدِثْ لَهُ عِبَادَةُ، وَلا يَكُنْ هَمُّكَ أَنْ تُحَدِّثَ بِهِ النّاسَ [3] .
أَيُّوبُ قَالَ: مَرِضَ أَبُو قِلابَةَ، فَعَادَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَالَ: تَشَدَّدْ يَا أَبَا قِلابَةَ، لا يَشْمَتُ بِنَا الْمُنَافِقُونَ [4] . قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَرِضَ أبو قِلابَةَ بِالشَّامِ، فَأَوْصَى بِكُتُبِهِ لِأَيُّوبَ وَقَالَ: إِنْ كَانَ حَيًّا وَإِلا فَأَحْرِقُوهَا [5] فَأَرْسَلَ أَيُّوبُ فَجِيءَ بِهَا عَدْلَ رَاحِلَةٍ.
شَبَابَةُ: ثَنَا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ أَنَّهُ كَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ [6] .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمَلَةَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ دِمَشْقَ، فَقُلْنَا لَهُ: لَوْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ بِالْعِرَاقِ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْكَ لَجَاءَنَا بِهِ، فَقَالَ: كَيْفَ لَوْ رَأَيْتُمْ أَبَا قِلابَةَ! فَمَا لَبِثْنَا أَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا أَبُو قِلابَةَ. وَقَالَ أَيُّوبُ: رَآنِي أبو قلابة وقد
__________
[ () ] جبر عليه» . والمراد هو محمد بن سيرين.
[1] انظر: الطبقات لابن سعد 7/ 183، تاريخ دمشق 558.
[2] المعرفة والتاريخ 2/ 67، تاريخ دمشق 559.
[3] تاريخ دمشق 562.
[4] طبقات ابن سعد 7/ 185، المعرفة والتاريخ 2/ 67.
[5] الطبقات الكبرى 7/ 158.
[6] الطبقات 7/ 185.

(7/297)


اشْتَرَيْتُ تَمْرًا رَدِيئًا، فَقَالَ: مَا عَلِمْتَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ نَزَعَ مِنْ كُلِّ رَدِيءٍ بَرَكَتَهُ! وَعَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ أَطْيَبَ مِنَ الرَّوْحِ، مَا انْتُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلا أَنْتَنَ. وَعَنْ أَبِي قِلابَةَ قَالَ: إِذَا حَدَّثْتَ الرَّجُلَ بِالسُّنَّة فَقَالَ: دَعْنَا مِنْ هَذَا وَهَاتِ كِتَابَ اللَّهِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ ضَالٌّ [1] .
قُلْتُ: وَإِذَا رَأَيْتَ الْمُتَكَلِّمَ يَقُولُ: دَعْنَا مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَهَاتِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الْعَقْلُ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ أَبُو جَهْلٍ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْعَارِفَ يَقُولُ: دَعْنَا مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْعَقْلِ، وَهَاتِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ الذَّوْقُ وَالْوَجْدُ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ شَرٌّ مِنْ إِبْلِيسَ، وَأَنَّهُ ذُو اتِّحَادٍ وَتَلْبِيسٍ [2] .
قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيُّ: يُقَالُ: رَجُلُ قِلابَةَ، إِذَا كَانَ أَحْمَرَ الْوَجْهِ [3] . وَقِيلَ:
إِنَّ أَبَا قِلابَةَ كَانَ يَسْكُنُ دَارِيَا.
قَالَ خَلِيفَةُ [4] : تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَنَةَ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: سَنَةَ سِتٍّ أَوْ سَبْعٍ وَمِائَةٍ، رحمه الله [5] .
300- (أبو المتوكّل النّاجي البصريّ) [6] ع- اسمه علي بن دؤاد. حَدَّثَ عَنْ:
عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله.
__________
[1] الطبقات 7/ 184.
[2] انظر العبارة مختلفة في سير أعلام النبلاء 4/ 472.
[3] تاريخ دمشق 546.
[4] تاريخ 211.
[5] قال ابن الأثير في: اللباب 1/ 222: توفي بعريش مصر وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره، وهو مع ذلك يحمد الله ويشكره.
[6] الطبقات الكبرى 7/ 225. تاريخ خليفة 339، الطبقات لخليفة 206، التاريخ لابن معين 2/ 417، تاريخ الثقات 346 رقم 1183، المعرفة والتاريخ 3/ 69 و 210، تاريخ أبي زرعة 1/ 482، التاريخ الكبير 6/ 273 رقم 2384، الكنى والأسماء 2/ 105، الجرح والتعديل 6/ 184 رقم 1014، المراسيل 139 رقم 249، مشاهير علماء الأمصار 91 رقم 666، تهذيب الكمال 2/ 966، الكاشف 2/ 247 رقم 3971، تهذيب التهذيب 7/ 318 رقم 539، تقريب التهذيب 2/ 36 رقم 338، خلاصة تذهيب التهذيب 273، سير أعلام النبلاء 5/ 8- 9 رقم 4.

(7/298)


وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَحُمَيْدٌ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْعَبْدِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ الرِّفَاعِيُّ، وَأَبُو عَقِيلٍ بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ. وَكَانَ ثِقَةً نَبِيلا مِنْ جِلَّةِ التَّابِعِينَ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ.
301- أبو مجلز [1] ع هُوَ لاحِقُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ السَّدُوسِيُّ البصري الأعور. سمع: جندب ابن عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيَّ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنَ عَبَّاسٍ، وَسَمُرَةَ بْنَ جُنْدَبٍ، وَأَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَأَرْسَلَ عَنْ عُمَرَ، وَحُذَيْفَةَ، وَالْكِبَارِ. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، وَأَبُو هَاشِمٍ الرَّمَانِيُّ يَحْيَى بْنُ دِينَارٍ، وَآخَرُونَ. وَقَدْ دَخَلَ خُرَاسَانَ صُحْبَةَ أَمِيرِهَا قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ. وَكَانَ أَحَدَ عُلَمَاءِ زَمَانِهِ.
قَالَ شُعْبَةُ: لم يسمع أبو مجلز من حذيفة. وَقَالَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ: كَانَ أَبُو مِجْلَزٍ قَصِيرًا قَلِيلا، فَإِذَا تَكَلَّمَ كَانَ مِنَ الرِّجَالِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ:
ثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: هَذَا أَبُو مِجْلَزٍ تَجِيئُنَا عَنْهُ أَحَادِيثُ كَأَنَّهُ شِيعِيٌّ، وَتَجِيئُنَا عَنْهُ أَحَادِيثُ كَأَنَّهُ عُثْمَانِيٌّ.
وَرَوَى عمْران بْنُ حُدَير [2] ، عَن أَبِي مِجْلَز قَالَ: شهدت بشهادة عند زرارة
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 216، تاريخ خليفة 335، الطبقات لخليفة 209 و 322، التاريخ لابن معين 2/ 499، التاريخ الكبير 8/ 258- 259 رقم 2911، تاريخ الثقات 399 رقم 1427، المعارف 466، المعرفة والتاريخ 1/ 445 و 2/ 128 و 145 و 812 و 826 و 3/ 211 و 315، تاريخ أبي زرعة 1/ 546، الكنى والأسماء 2/ 106، الجرح والتعديل 9/ 124 رقم 526، المراسيل 233 رقم 427، مشاهير علماء الأمصار 91 رقم 661، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 266 رقم 416، الكاشف 3/ 217 رقم 6230، تحفة الأشراف 13/ 413 رقم 1328، تهذيب الكمال 3/ 1484، جامع التحصيل 366 رقم 864، تهذيب التهذيب 11/ 171- 172 رقم 293، تقريب التهذيب 2/ 340 رقم 1، خلاصة تذهيب التهذيب 420.
[2] في الأصل «حذير» بالذال المعجمة.

(7/299)


ابن أَوْفَى وَحْدِي، فَقَضَى بِهَا وَبِئْسَ مَا صَنَعَ.
302- (أبو مصبح [1] المقرئيّ) [2] د- الأوزاعيّ الحمصي. عن: ثوبان، وشدّاد ابن أَوْسٍ، وَجَابِرٍ، وَكَعْبٍ الأَحْبَارِ، وَوَاثِلَةَ، وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ صُبَيْحُ بْنُ مُحْرِزٍ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَالأَوْزَاعِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ.
(أَبُو مَرْزُوقٍ التُّجِيبِيُّ) [3] د ق- مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ، حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ.
عَنْ: حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ، وَمُغِيرَةَ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ. وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ. وَكَانَ أَحَدَ الْفُقَهَاءِ، نَزَلَ إِفْرِيقِيَةَ فَانْتَفَعُوا بِهِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ.
- (أَبُو الْمَلِيحِ الْهُذْلِيُّ) ع- وَرَّخَهُ خَلِيفَةُ سَنَةَ ثَمَانٍ ومائة، وسيأتي.
أبو المنيب الحرشيّ [4] الدمشقيّ) [5] د- الأحدب. أَرْسَلَ عَنْ مُعَاذٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَمَاعَةٍ، وَرَوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَطَائِفَةٌ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
__________
[1] مصبح: بضم الميم وسكون الصاد المهملة، بعدها باء مكسورة.
[2] المقرئي: بفتح الميم وسكون القاف وفتح الراء. وترجمته في:
التاريخ الكبير 9/ 74 رقم 700، الجرح والتعديل 9/ 445 رقم 2252، تهذيب الكمال 3/ 1648، الكاشف 3/ 334 رقم 388، تهذيب التهذيب 12/ 237 رقم 1073، تقريب التهذيب 2/ 473 رقم 76، خلاصة تذهيب التهذيب 460.
[3] التاريخ الكبير 9/ 72 رقم 676، تاريخ الثقات. 51 رقم 2036، الكنى والأسماء 1/ 112، الجرح والتعديل 9/ 442 رقم 2232، تهذيب الكمال 3/ 1646، الكاشف 3/ 332 رقم 373، تهذيب التهذيب 12/ 228، 229 رقم 1040، تقريب التهذيب 2/ 470، 471، رقم 42، خلاصة تذهيب التهذيب 459.
[4] في طبعة القدسي 4/ 224 «الخرشي» بالخاء.
[5] التاريخ الكبير 9/ 70 رقم 657 و 658، تاريخ الثقات 512 رقم 2052، تاريخ أبي زرعة 2/ 712، الجرح والتعديل 9/ 440 رقم 2213 و 2214، تهذيب الكمال 3/ 1651، الكاشف 3/ 337 رقم 408، تهذيب التهذيب 12/ 248 رقم 1138، تقريب التهذيب 2/ 477 رقم 143، خلاصة تذهيب التهذيب 461.

(7/300)


305- (أبو نضرة العبديّ) [1] م 4- المنذر بن مالك بن قطعة [2] العوقي، وَالْعُوقَةُ بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ. بَصْرِيٌّ كَبِيرٌ أَدْرَكَ طَلْحَةَ أَحَدَ الْعَشْرَةِ. وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي مُوسَى، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَكَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ، وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، وَابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَدَّانِيُّ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو زُرْعَةَ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [3] : ثِقَةٌ، وَلَيْسَ كُلُّ أَحَدٍ يَحْتَجُّ بِهِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان ومائة.
306- (أبو نهيك الأزدي) [4] د- الفراهيدي البصري، صَاحِبُ الْقِرَاءَاتِ. يُقَالُ اسْمُهُ عُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ. رَوَى عَنْ: أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وعنه: قتادة، وزيادة بن سعد، وحسين بن واقد، وآخرون. وحدّث بمرو.
__________
[1] الطبقات الكبرى 7/ 208، الطبقات لخليفة 209، التاريخ الكبير 7/ 355- 356 رقم 1535، تاريخ الثقات 439 رقم 1633، المعارف 449، المعرفة والتاريخ 3/ 11، 12، تاريخ أبي زرعة 1/ 539، الكنى والأسماء 2/ 137، الجرح والتعديل 8/ 241 رقم 1088، الثقات لابن حبّان 5/ 420، مشاهير علماء الأمصار 96 رقم 709، حلية الأولياء 3/ 97- 101 رقم 215، تهذيب الكمال 3/ 1375، تحفة الأشراف 13/ 402 رقم 1304، الكاشف 3/ 154 رقم 5731، العبر 1/ 133، سير أعلام النبلاء 4/ 529- 532 رقم 214، جامع التحصيل 354 رقم 800، البداية والنهاية 9/ 259، تهذيب التهذيب 10/ 302- 303 رقم 527، تقريب التهذيب 2/ 275 رقم 1372، خلاصة تذهيب التهذيب 387، شذرات الذهب 1/ 135.
[2] مهمل بالأصل، والتصويب من: اللباب 2/ 158.
[3] الطبقات الكبرى 7/ 208.
[4] تاريخ خليفة 436، التاريخ لابن معين 2/ 728، التاريخ الكبير 9/ 76 رقم 721، المعرفة والتاريخ 1/ 331، تاريخ أبي زرعة 1/ 559، تهذيب الكمال 3/ 1654، الكاشف 3/ 340 رقم 427، تهذيب التهذيب 12/ 259 رقم 1199، تقريب التهذيب 2/ 482 رقم 32، خلاصة تذهيب التهذيب 462.

(7/301)


307- (أبو يزيد المديني) [1] خ ن- حَدَّثَ بِالْبَصْرَةِ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأُمِّ أَيْمَنَ مُرْسَلا، وَأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ، وَرَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ، وَذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ، وَهُمَا مِنْ طَبَقَتِهِ.
وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.
تَمَّتِ الطَّبَقَةُ الْحَادِيَةُ عَشْرَةُ، وَالْحَمْدُ للَّه.
__________
[1] التاريخ لابن معين 2/ 732، التاريخ الكبير 9/ 81 رقم 784، المعرفة والتاريخ 2/ 129، الكنى والأسماء 2/ 164، تهذيب الكمال 3/ 1659، الكاشف 3/ 347 رقم 454، تهذيب التهذيب 12/ 280 رقم 1283، تقريب التهذيب 2/ 490 رقم 20، خلاصة تذهيب التهذيب 463.

(7/302)