تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

 [المجلد الثاني والعشرون (سنة 291- 300) ]
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الطبقة الثلاثون
سنة إحدى وتسعين ومائتين
تُوفّي فيها: أبو العباس ثَعلب، وعبد الرحمن بن محمد بن سَلْم الرّازي، وقُنْبُل المقرئ، ومحمد بن أحمد بن عبد الله العُبَيْديّ، ومحمد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية، ومحمد بن إبراهيم البُوشنجيّ الفقيه، ومحمد بن علي الصّائغ المكّيّ، وهارون بن موسى الأخفش المقرئ.
[مقتل الحسين بن زكرويه]
وفيها قُتِل الحسين بن زَكرَوَيْه المدَّعي أنّه أحمد بن عبد الله صاحب الشّامة [1] .
[زواج ابن المكتفي]
وفيها زوّج المكتفي ولَدَه أبا أحمد بابنة الوزير عبيد الله، وخطب أبو عمر
__________
[1] انظر عن قتل ابن زكرويه في:
تاريخ الطبري 10/ 114، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 323، وتاريخ أخبار القرامطة لثابت بن سنان 25 و 90، والعيون والحدائق لمجهول ج 4 ق 1/ 189، وتاريخ حلب للعظيميّ 274، والمنتظم 6/ 43، والكامل لابن الأثير 7/ 530، 531، وتاريخ ابن الوردي 1/ 247، والبداية والنهاية 11/ 97، وتاريخ الخميس 2/ 385، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 270، والنجوم الزاهرة 3/ 131، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 377.

(22/5)


القاضي، وخلع القاسم أربعمائة خَلْعة. وكان الصَّدَاق مائة ألف دينار [1] .
[خروج الترك إلى بلاد المسلمين] .
وفيها خرجت الترْك إلى بلاد المسلمين في جيوشٍ عظيمة، يقال: كان معهم سبعمائة خركاه [2] ، ولا يكون الخركاه إلّا الأمير. فنادى إسماعيل بن أحمد في خُراسان، وسِجِسْتان، وطَبَرِستان، بالنّفير، وجهّز جيشه، فوافوا الترْكَ على عِدَّةٍ سَحَرًا، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وانهزم من بقي. وغنِم المسلمون، وعادوا منصورين [3] .
[وصول الروم إلى الحَدَث]
وفيها بعث صاحب الرُّوم جيشًا مبلغه مائة ألف، فوصلوا إلى الحَدَث [4] ، فنهبوا وسَبَوْا وأحرقوا [5] .
[غزوة غُلام زُرَافة]
وفيها غزا غُلام زُرافة [6] من طَرَسُوس إلى الرّوم، فوصل إلى،
__________
[1] خبر زواج ابن المكتفي في:
تاريخ الطبري 10/ 115، والنجوم الزاهرة 3/ 131.
[2] خركاه: بكسر الخاء المعجمة، وسكون الراء، فارسية، بمعنى القبّة أو الخيمة.
[3] انظر تفاصيل هذا الخبر في: تاريخ الطبري 10/ 116، والمنتظم 6/ 43، 44، والكامل في التاريخ 7/ 533، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 154، والعبر للذهبي 2/ 87، ودول الإسلام 1/ 175، والبداية والنهاية 11/ 98، والنجوم الزاهرة 3/ 131، 132.
[4] الحدث: بالتحريك. مدينة صغيرة من ثغور الشام. وهي ثغر في نحر العدوّ، بينها وبين أنطاكية 78 ميلا. (الخراج لقدامة 216) .
[5] الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 116، وتاريخ حلب للعظيميّ 274، والمنتظم 6/ 44، والكامل في التاريخ 7/ 533، وتاريخ مختصر الدول 154، والعبر 2/ 87، ودول الإسلام 1/ 176، والبداية والنهاية 11/ 98، وتاريخ ابن خلدون 3/ 357، والنجوم الزاهرة 3/ 132.
[6] غلام زرافة، هو أمير البحر المسلم «ليو الطرابلسيّ «
Loeoftripoli أصله يونانيّ، اعتنق الإسلام، ونسب إلى طرابلس الشام حيث تولّى إمرتها، وقد التقى به المسعودي في رحلته ببحر الشام وقال إنه صاحب طرابلس بعد سنة 300 هـ. وقد ورد اسمه معرّبا: «لاوي» و «لاو» و «لاون» و «لاوي الطرابلسي» و «لاوي الزّرافيّ» ، ويكنّى أبا الحرث أو أبا الحرب. وهو «رشيق

(22/6)


أَنْطَالية [1] ، قريبًا من قسطنطينية، فنازلها إلى أن فتحها عَنْوَةً، وقتل نحوًا من خمسة آلاف، وأسر أضعافهم، واستنقذ مِن الأسر أربعة آلاف مسلم، وغنم مِن الأموال ما لا يُحْصَى، بحيث أنّه أصاب سهمُ الفارس ألفَ دينار [2] .
[مسير محمد بن سليمان إلى الرملة]
وفيها جهّز المكتفي محمد بن سليمان في جيشٍ، فسار إلى دمشق، وكان بها بدْر الحَمّاميّ، فتلقّاه فقلّده دمشق، وسار محمد إلى الرَّمْلَةِ [3] .
__________
[ () ] الوردامي» كما يسمّيه «الكندي» في «ولاة مصر» . وقيل له: «غلام زرافة» لأنه كان مملوكا لزرافة حاجب المتوكّل العباسي. (انظر عنه وعن أفراد أسرته في كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور- ج 1/ 207- 215، وكتابنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي- لبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية- الجزء الثاني» .
[1] في الأصل «أنطاكية» (بالكاف) وهو غلط، لأنّ «أنطاكية» كانت بيد المسلمين في ذلك الوقت، والصحيح «أنطالية» (باللام) وهي ميناء «أتاليا» أو «أضاليا» بمقاطعة «بامفيليا» أو «أضاليا» بمقاطعة «بامفيليا» على الساحل الجنوبي لآسية الصغرى. (انظر تاريخ الطبري 10/ 117، الكامل في التاريخ لابن الأثير 7/ 533، وتاريخ الخلفاء القائمين بأمر الله للسيوطي 151) وهي: «أنطالية» بالعربية، و «أتّاليا
Attaleia «بالإنكليزية، و «ستاليا Satalia «باليونانية، و «أضالية» بالتركية. تقع على خليج يسمّى باسمها وتقوم على صخرة وعرة ترتفع عن سطح البحر، وهي شبيهة بحدوة الفرس.
تحيط بها أسوار ثلاثة، بعضها وراء بعض، بناها الرومان. (دائرة المعارف الإسلامية- مادّة:
أنطالية) .
وممّن أخطأ في تسميتها بأنطاكيّة (بالكاف) : المسالك والممالك للإصطخري 50، وتاريخ حلب للعظيميّ 274، والعبر في خبر من غبر 2/ 87، والبداية والنهاية 11/ 98، ومشارع الأشواق إلى مصارع الأشواق لابن النحاس 2/ 930، 931، والنجوم الزاهرة 3/ 132 وفيه نبّه محقّقه بالحاشية إلى هذا الخطأ، ومرآة الجنان 2/ 218.
[2] غزوة «غلام زرافة» هذه لم تقتصر على مدينة «أنطالية» ، بل تعدّتها إلى مدينة «سالونيكا» باليونان، ثانية مدن الإمبراطورية البيزنطية حجما وسكانا. (انظر عن هذه الغزوة الكبرى في كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ- ج 1/ 215- 238، وكتابنا: دراسات في تاريخ الساحل الشامي ج 2 «لبنان من قيام الدولة العباسية حتى سقوط الدولة الإخشيدية، وتاريخ البيزنطيين لفنلاي
CH.IS 2. -A.D.886 -912 -P.P.317 -331 ryoftheByzantine -GeorgeFinlay -FromDccxviMlvll -Book 11 -ومواقف حاسمة في تاريخ الإسلام، لمحمد عبد الله عنان- الطبعة الرابعة- ص 93) .
وقد تتبّعت في كتابيّ: تاريخ طرابلس، ودراسات في الساحل الشامي، جميع المصادر والمراجع التي تناولت هذه الغزوة، من عربية وأجنبية.
[3] انظر: تاريخ الطبري 10/ 115، 116.

(22/7)


[ذكر ما فعله صاحب الشامة ببلاد الشام]
وكان الحسين بن زَكْرَوَيْه صاحب الشّامة قد قويت شوكته، وعَظُمَت أذِيّتُه، فصالحه أهل دمشق على أموال، فانصرف عنها إلى حمص، فمَلَكَها وآمن أهلَها، وتسمّى بالمهديّ. وسار إلى المعرَّة، وحماة، فقتل وسبى النساء، وجاء إلى بَعْلَبَكّ، فقتل عامَّةَ أهلها، وسار إلى سَلَمْيَة، فدخلها بعد مُمَانَعَة، وقَتَلَ مَن بها مِن بني هاشم، وقتل الصّبْيان والدّوابّ، حتّى ما خرج منها وبها عين تَطْرُف [1] .
[هزيمة صاحب الشّامة وقتله]
ثم إنّ محمد بن سليمان الكاتب- لما سيّره المكتفي- التقى هو وهذا الكلب بقرب حمص، فهزمهم محمد، وأسر منهم خلقًا. وركب صاحب الشامة وابن عمّه المدّثّر وغلامه، واخترق البِّريَّة نحو الكوفة، فمرُّوا على الفُرات بدالِيَّة ابن طوق [2] ، فأنكروا زِيَّهم، فتهدّدهم والي ذلك الموضع، فاعترف أنّ صاحب الشّامة خلْف تِلْكَ الرابية، فجاء الوالي فأخذهم، وحملهم إلى المكتفي بالرَّقَّة.
ثمّ أُدْخُلُوا إلى بغداد بين يديه، فعذبَّهم، وقطع أيديهم، ثمّ أحرقهم [3] ، وللَّه الحمد.
__________
[1] انظر هذا الخبر في حوادث سنة 290 هـ. في:
تاريخ الطبري 10/ 100، وتاريخ أخبار القرامطة 20، 21، والكامل في التاريخ 7/ 523، 524، وكنز الدرر (الدرّة المضية) 72، ودول الإسلام 1/ 176 (حوادث 291 هـ.) ، ومرآة الجنان 2/ 218، وتاريخ الخميس 2/ 385.
[2] داليّة ابن طوق: مدينة صغيرة على شاطئ الفرات في غربيّه بين عانة والرحبة (رحبة مالك بن طوق) .
[3] انظر تفاصل هذا الخبر فيه:
تاريخ الطبري 10/ 108- 114، تاريخ أخبار القرامطة 22- 25، كنز الدرر (الدرّة المضيّة) 73- 75، العبر 2/ 87، 88. دول الإسلام 1/ 176، مرآة الجنان 2/ 218، وتاريخ الخميس 2/ 385.

(22/8)


سنة اثنتين وتسعين ومائتين
تُوُفّي فيها: أحمد بن الحَسَن المصريّ الأيْليّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ بن سعيد قاضي حمص، وأحمد بن عَمْرو أبو بكر البزّار، وأبو مسلم الكَجّيّ، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأسلم بن سهل الواسطيّ بَحْشَل، وأبو حامد القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز، وعليّ بن محمد بن عيسى الجكانيّ، وعليّ بن جبلة الأصبهاني.
[عودة مصر إلى العباسيّين]
وفي صَفَر سار محمد بن سليمان إلى مصر، لحرب صاحبها هارون بن خُمَارَوَيْه فجرت بينهما وقعات، ثمّ وقع بين أصحاب هارون اختلاف، فاقتتلوا، فخرج هارون ليُسَكِّنَهم، فرماه بعضُ المغاربة بسهمٍ قتله، وهربوا، فدخل محمد بن سليمان مصر، واحتوى على خزائن آل طولون، وقيَّد منهم بضعة عشر نفْسًا، وحبسهم. وكتب بالفتح إلى المكتفي [1] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 118، 119، وتفاصيله في: ولاة مصر للكندي 268، 269، والولاة والقضاة، له 245- 247 وقد أسهم بإسقاط الدولة الطولونية بمصر: «دميان الصوري» ، و «ليو الطرابلسي» المعروف برشيق الوردامي غلام زرافة، وانظر: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 190،

(22/9)


وَرُوِيَ أنّ محمد بن سليمان لما قرُب من مصر، أرسل إلى هارون يقول:
إن الخليفة قد ولّاني مصر، ورسم أن تسير إلى بابه إنْ كنت مطيعًا. فشاور قوّاده، فأبوا عليه، فخرج هارون. فصاح: المكتفي يا منصور، فقال القّواد: هذا يريد هَلَاكَنا. فدُّسوا خادمًا، فقتله على فراشه، وأقاموا مكانه شيبان بن أحمد بن طولون. ثمّ خرج شَيبان إلى محمد مستأمنًا. ثمّ سُيِّر آل طولون إلى بغداد، فحُبِسوا بها [1] .
قال نِفْطَوَيْه: ظهر من شجاعة محمد بن سليمان، وإقدامه على النَّهْب، وضرب الأعناق، وإباحة الأموال الطُّولونية، ما لم يُرَ مثله. ثمّ اجتبى الخراج.
وكان يركب بالسُّيوف المُسلَّلة والسّلاح [2] .
[القبض على محمد بن سليمان]
وفيها وافى طُغْجُ بنُ جُفٍّ وأخوه بدْرُ بغدادَ، ودخل بدْر الحمّاميّ، فوجّه يومئذٍ مائتي جَمّازة إلى عسكر محمد بن سليمان، لأن العباس بن الحَسَن الوزير ساء ظنه بمحمد بن سليمان، وخاف أن يغلب على مصر، وبلغه عنه كلام، فكتب إلى القُوّاد الّذين مع محمد بالقبض عليه، ففعل ذلك جماعة منهم وقيَّدوه.
[زيادة دجلة]
وفي جُمادَى الأولى زادت دِجْلة زيادةً لم يُرَ مثلها، حتّى خربت بغداد، وبلغت الزّيادة إحدى وعشرين ذراعا [3] .
__________
[191،) ] والمنتظم 6/ 50، والكامل في التاريخ 7/ 535، 536، وزبدة الحلب 1/ 90، ونهاية الأرب 23/ 17، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، وتاريخ مختصر الدول 154، والعبر 2/ 91، ودول الإسلام 1/ 177، ومرآة الجنان 2/ 220، والبداية والنهاية 11/ 99، وتاريخ ابن خلدون 3/ 355، ومآثر الإنافة 1/ 270، 271، و 272، وصبح الأعشى 3/ 429، والنجوم الزاهرة 3/ 136- 138.
[1] ولاة مصر 270، 271، الولاة والقضاة 246، 247، الكامل في التاريخ 7/ 536، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 174.
[2] انظر: النجوم الزاهرة 3/ 138 و 139.
[3] الخبر في المنتظم 6/ 50 هكذا: «وزادت في هذه السنة دجلة زيادة مفرطة، فتهدّمت المنازل

(22/10)


[استيلاء الخليجي على مصر]
وفيها خرج الخليجيّ القائد بنواحي مصر، فسار من بغداد فاتك المعتضديّ لمحاربته، واستولى الخليجيّ على مصر [1] .
[تكريم المكتفي لبدر الحمّامي]
وفيها قدِم بدر الحمّاميّ على المكتفي، فبالغ في إكرامه وحَبَائه، وتلقّته الدّولة، وطُوِّق وسُوِّر، وجهز مع فاتك في جيشٍ كثيفٍ لحرب الخليجيّ [2] .
[وصول تَقَادُم إسماعيل بن أحمد]
وفيها وصلت تَقَادُم إسماعيل بن أحمد من خراسان على ثلاثمائة جمل، ومائة مملوك [3] .
__________
[ () ] على شاطئها من الجانبين، ونبعت المياه من المواضع القريبة منها» ، والكامل في التاريخ 7/ 537.
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 119، ومروج الذهب 4/ 286، وولاة مصر 279 (بالحاشية) ، ومثله في الولاة والقضاة 259، والكامل في التاريخ 7/ 536، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 1/ 327، ونهاية الأرب 23/ 17، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، والعبر 2/ 91، ودول الإسلام 1/ 177، وتاريخ ابن خلدون 3/ 355، 356، والنجوم الزاهرة 3/ 147.
[2] الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 119، 120.
[3] النجوم الزاهرة 3/ 156، وسيأتي مثل هذا الخبر فيما بعد.

(22/11)


سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين
فيها تُوُفي: إبراهيم بن عليّ الذُّهَليّ، وداود بن الحسين البَيْهَقيّ، وعبدان المروزيّ، وعيسى بن محمد الطّهمانيّ المَرْوَزِيّ، والفضل بن العبّاس بن مِهران الأصبهاني، ومحمد بن أسد المَدِينيّ، ومحمد بن عَبْدُوس بن كامل السّرّاج، وهميم بن همّام الطَّبَريّ الأَيْليّ.
[تغلُّب الخليجيّ على جيش المكتفي]
وفي أولها: واقع الخليجيّ المتغلّب على مصر المكتفي على العريش، فهزمهم أقبح هزيمة [1] .
[ظهور أخي الحسين بن زكرويه]
وفيها ظهر أخو الحسين بن زَكْرَوَيْه، فندب المكتفي لحربه الحسين بن
__________
[1] هكذا ورد هذا الخبر في الأصل، وهو غلط، والصحيح: أنّ الخليجيّ المتغلّب على مصر واقع أحمد بن كيغلغ وجماعة من القوّاد بالقرب من العريش، فهزمهم أقبح هزيمة.
والخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 121، وتاريخ حلب للعظيميّ 275، والكامل في التاريخ 7/ 540 وفيه:
«الخلنجي» ، والعبر للذهبي 2/ 94، ودول الإسلام 1/ 177، والبداية والنهاية 11/ 100، والنجوم الزاهرة 3/ 148.

(22/12)


حمدان، وصار ابن زَكْرَوَيْه إلى دمشق، فحارب أهلها، ثم مضى إلى طَبَرّية وحارب مَن بها، ودخلها، فقتل عامّة أهلها الرّجال والنساء، وانصرف إلى البادية [1] .
[استغواء القرامطة لبعض بطون كلب]
وقيل: لمّا قُتِل صاحب الشّامة وكان أبوه حيًّا، نفَّذ رجلًا يقال له أبو غانم عبد الله بن سعيد، كان يؤدِّب الصِّبْيان، فتسمَّى نصرًا ليُعْمي أمرَه، فدار على أحياء كلْب يدعوهم إلى رأيه، فلم يقبله سوى رجل يُسمَّى المقدام بن الكيّال، فاستغوى له طوائف من بُطُونِ كلْب، وقدم الشّامَ، وعامل دمشق أحمد بن كَيَغْلَغ، وهو بأرض مصر يحارب الخليجيّ.
[مسير القرمطي ببلاد الشام]
فسار عبد الله بن سعيد إلى بُصْرَى وأذْرِعات، فحارب أهلها، ثمّ أمَّنهم وغدر بهم، فقتل وسبى ونهب، وجاء إلى دمشق، فخرج إليه صالح بن الفضل، فقتله القَرْمَطي وهزم جُنْده، ودافَعَه أهلُ دمشق، فلم يقدر عليهم، فمضى إلى طَبَريّة، فقتل عاملها يوسف بن إبراهيم، ونهب وسبى، فَوَرد الحسين بن حَمْدان دمشق والقَرْمَطيُّ بطَبَريّة، فعطفوا نحو السَّمَاوَة [2] ، فتبعهم ابن حمدان، فلجَّجُوا في البَرِّيَّة، ووصلوا إلى هِيت [3] في شَعْبان، فقتلوا عامّة أهلها ونهبوها، فجهَّز المكتفي إلى هِيت محمد بن إسحاق بن كُنْداجيق، فهربوا منه [4] .
__________
[1] انظر هذا الخبر فيه:
تاريخ الطبري 10/ 121، 122، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 191، 192، والمنتظم 6/ 56، ودول الإسلام 1/ 177، ومرآة الجنان 2/ 421، والنجوم الزاهرة 3/ 158.
[2] السّماوة: بفتح أوله. هي بادية بين الكوفة والشام. ويقال: السّماوة: ماء لكلب. (معجم البلدان 3/ 245) .
[3] هيت: بالكسر. بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ذات نخل وخيرات واسعة، وهي مجاورة للبرّيّة. (معجم البلدان 5/ 420، 421) .
[4] الخبر إلى هنا في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 191- 193.

(22/13)


 [مقتل أبي غانم القرمطي]
ووصل الحسين بن حمدان إلى الرَّحْبَةِ، فلّما أحسّ الكلبيون بالجيش ائتمروا بأبي غانم المذكور، فوثب عليه رجل فقتله، ونهبوا ما معه، وظفرت طلائع ابن كُنْداجيق بالقَرْمَطيّ مقتولًا، فاحتزُّوا رأسه [1] .
[مهاجمة القرامطة الكوفة]
ثمّ إنّ زَكْرَوَيْه بن مهْرَوَيْه جمع جُموعًا، وتَواعَد هو ومن أطاعه، فصبَّحوا الكوفة يوم النَّحْر، فقاتلهم أهلها عامّة النّهار، وانصرفوا إلى القادسيّة، وقد استعدّ لهم أهل الكوفة، وكتب عاملها إسحاق بن عمران إلى الخليفة يستمدّه، فبعث إليه جيشًا كثيفًا، فنزلوا بقرب القادسيّة، وجاءهم زَكروَيْه، فالتقوا في العشرين من ذي الحجّة. وكمَّن زَكروَيْه كمينًا، فلما انتصف النّهار خرج الكمين، فانهزم أصحاب الخليفة أقبح هزيمة، واستباحتهم القرامطة. وكان معهم القاسم بن أحمد داعي زَكروَيْه، فضربوا عليه قُبَّة وَقَالُوا: هَذَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثمّ هجموا الكوفةَ وهم يصيحون: يا ثارات الحسين. وهي كلمة تفرح بها الرّافضة، والقرامطة إنّما يعنون ابن زَكْرَوَيْه. وأظهروا الأعلام البيض ليَسْتَغْوُوا رُعاع الكوفيّين، فخرج إليهم إسحاق بن عِمران في طائفة، فأخرجوهم عن البلد [2] .
[القبض على الخليجيّ]
وفيها زحف فاتك المعتضديّ على الخليجيّ، فانهزم إلى مصر، ودخل
__________
[1] انظر تفاصيل هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 122- 124، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 324، 325، وتاريخ أخبار القرامطة 26- 28، وتاريخ حلب للعظيميّ 275، والمنتظم 6/ 57، والكامل في التاريخ 7/ 541- 543، وكنز الدرر (الدرّة المضيّة) 79- 82، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، ودول الإسلام 1/ 177، ومرآة الجنان 2/ 221، والبداية والنهاية 11/ 100.
[2] انظر تفاصيل هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 124، 1325، وتاريخ أخبار القرامطة 28، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 193، والمنتظم 6/ 57، والكامل في التاريخ 7/ 543، 544، وكنز الدرر (الدرّة المضيّة) 83- 85، والعبر 2/ 94، 95، ومرآة الجنان 2/ 221، والبداية والنهاية 11/ 100.

(22/14)


الفُسْطاط، وقُتِل أكثر أصحابه، وانهزم الباقون، واحتوى فاتك على عسكره، فاستتر الخليجيّ عند رجل من أهل الفسطاط، فدلّ عليه، فأُخِذَ في جماعةٍ من أصحابه، وبعث به فاتك إلى بغداد، فوصلها في نصف شَعْبان، فأُدْخِل هو وأصحابه على الجمال فحبسوا [1] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 128، 129، والولاة والقضاة للكندي 280- 282، ولاة مصر 261- 263، والعبر للذهبي 2/ 95، ودول الإسلام 1/ 177، والبداية والنهاية 11/ 100، والنجوم الزاهرة 3/ 154، 155.

(22/15)


سنة أربعٍ وتسعين ومائتين
تُوُفي فيها: الحسن بن المُثَنَّى العنبريّ، وأبو عليّ صالح بن محمد جَزَرَة، وعُبَيْد العِجْل، ومحمد بن إسحاق بن راهويه الفقيه، ومحمد بن أيّوب بن الضّريس الرّازيّ، ومحمد بن مُعَاذ دران، ومحمد بن نصر الفقيه المَرْوَزِيّ، وموسى بن هارون الحافظ.
[اعتراض القرامطة قافلة الحاجّ]
وفي المحرّم خرج زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ من بلاد القَطيف يريد قافلة الحاجّ، فجاء إلى واقصة [1] ، ثمّ اعترض قافلة خُراسان، عند عَقَبَة الشّيطان، فحاربوه وترجلُّوا، فقال لهم: أَمَعَكُم من عساكر السلطان أحد؟ قالوا: لا. قال: فامضُوا لشأنكم فلست أريدكم. فساروا، فأوقع بهم، وقتل الرجال، وسبى الحريم، وحاز على القافلة. وكانت نساء القرامطة يُجْهِزْن على الْجَرْحَى، فيقال: قتلوا عشرين ألفًا، وأخذوا ما قيمته ألف ألف دينار [2] .
__________
[1] واقصة: بصاد مهملة، ماء لبني كلب، يسمّى الخوف وواقصة. وهي من عمل المدينة. (معجم ما استعجم 4/ 1365) .
[2] المنتظم 6/ 59، 60 وفيه: «ألفي ألف دينار» ، وانظر: الكامل في التاريخ 7/ 548، 549، والعبر 92/ 96، ودول الإسلام 1/ 178، ومرآة الجنان 2/ 222، والبداية والنهاية 11/ 101 وفيه

(22/16)


وجاء الخبر إلى بغداد، فعظُم ذلك على المكتفي والمسلمين، ووقع النَّوْح والبُكاء، وانتُدِب جيشٌ لقتالهم، فساروا، وسار زَكْرَوَيْه- لعنه الله- إلى زُبَالة [1] فنزلها، وكانت قد تأخرّت القافلة الثّالثة، وهي معظم الحجّاج، فسار زَكْرَوَيْه ينتظرها، وكان في القافلة أعيان أصحاب السّلطان، ومعهم الخزائن والأموال، وشَمْسَة [2] الخليفة، فوصلوا إلى فَيْد [3] ، وبلغهم الخبر، فأقاموا ينتظرون عسكر السّلطان، فلم يَرِدْ إليهم أحد، فساروا، فوافاهم الملعون بالهَبِير [4] ، وقاتلهم يومًا إلى الليل، ثم عاودهم الحرب في اليوم الثّاني، فعِطشُوا واستسلموا، فوضع فيهم السّيف، فلم يُفْلِت منهم إلا اليسير، وأخذ الحريم والأموال [5] .
[الحرب بين وصيف والقرمطي]
فندب المكتفي لقتاله وَصيف بن صُوارتكين ومعه الجيوش، فكتب إلى بني شيبان أن يُوَافوه، فجاءوا في ألفَيْن ومائتي فارس، فلقيه وصيفُ يوم السَّبت رابع ربيع الأوّل، فاقتتلوا حتّى حجز بينهم اللّيل، وأصبحوا على القتال، فنصر الله تعالى وصيفًا، وقتل عامّة أصحاب زَكْرَوَيْه، الرّجال والنّساء، وخلّصوا النّساء والأموال وخلُص بعضُ الْجُنْد إلى زَكْرَوَيْه فضربه، وهو مُوَلّي، على قفاه.
ثمّ أسروه، وأسروا خليفته وخواصُه وأقرباءه، وابنه، وكاتبه، وامرأته. وعاش زَكْرَوَيْه خمسة أيّام، ومات في الضّرْبة. فشقُّوا بطنه، وحمل إلى بغداد، فَقُتِل الأسارى وأحرقوا [6] .
__________
[ () ] «ألفي ألف دينار» .
[1] زبالة: بضم أوله. منزل معروف بطريق مكة من الكوفة، وهي قرية عامرة بها أسواق بين واقصة والثعلبية. (معجم البلدان 3/ 129) .
[2] هكذا في الأصل، وتاريخ الطبري. وفي: التنبيه والإشراف 325 «الشمسيّة» .
[3] فيد: بالفتح ثم السكون. بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة. (معجم البلدان 4/ 282) .
[4] الهبير: بفتح أوله وكسر ثانيه، رمل زرود في طريق مكة. (معجم البلدان 5/ 392) .
[5] قال المسعودي: وكان عدّة من قتل في هذه القافلة الأخيرة أكثر من خمسين ألفا. (التنبيه والإشراف 326) .
[6] انظر تفاصيل هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 130- 134، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 325، 326، وتاريخ أخبار القرامطة 28- 36، وهو باختصار في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 194، وبالتفصيل،

(22/17)


وقيل: إنّ الّذي جرح زَكْرَوَيْه وصيفٌ نفسه. وتمزّق أصحابه في البرّيّة، وهلكوا عَطَشًا [1] ، وللَّه الحمد.
__________
[ () ] ص 197- 201، وباختصار في: تاريخ حلب للعظيميّ 276، وهو في: المنتظم لابن الجوزي 6/ 60، والكامل في التاريخ 7/ 548- 551، وكنز الدرر (الدرّة المضيّة) 85- 89، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، 249، والعبر للذهبي 2/ 96، 97، ودول الإسلام 1/ 178، ومرآة الجنان 2/ 222، والبداية والنهاية 11/ 101، وتاريخ ابن خلدون 4/ 87، 788 والنجوم الزاهرة 3/ 160.
[1] النجوم الزاهرة 3/ 161.

(22/18)


سنة خمسٍ وتسعين ومائتين
تُوُفي فيها: أبو الحسين النّوريّ شيخ الصّوفية أحمد بن محمد، وإبراهيم بن أبي طالب الحافظ، وإبراهيم بن معقل قاضي نسف، والحسن بن عليّ المعمريّ، والحكم بن مَعْبَد الخُزاعيّ، وأبو شُعَيْب الحرّانيّ، والمكتفي باللَّه ابن المعتضد، وأبو جعفر محمد بن أحمد التِّرْمِذِيّ الفقيه.
[الفِداء بين المسلمين والروم]
وفيها كان الفداء بين المسلمين والرُّوم. فكان عدّة من فُودِيَ ثلاثة آلاف نفْس [1] .
[خروج خاقان المفلحي لحرب ابن أبي الساج]
وبعث المكتفي لحرب يوسف بن أبي السّاج خاقانَ المفلحيّ في أربعة آلاف مقاتل [2] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 138 وفيه: «وكانت عدّة من فودي به من الرجال والنساء ثلاثمائة آلاف نفس» ! وهو وهم، والصحيح «ثلاثة آلاف» . وتاريخ حلب للعظيميّ 276، والمنتظم 6/ 66، والكامل في التاريخ 8/ 13، والبداية والنهاية 11/ 103، والنجوم الزاهرة 3/ 162.
[2] انظر هذا الخبر في:

(22/19)


[وفاة الخليفة المكتفي]
ومات المكتفي باللَّه في ذي القِعْدَة، فبُويع أخوه جعفر المقتدر وهو صبيّ، وأُمُّه روميّة، وقيل: تُرْكية، أخوها غريب المعروف بغريب الخال [1] . أدركت خلافته، وَسُمِّيَتِ السّيّدة [2] .
وُلِد جعفر في رمضان سنة اثنتين وثمانين، وكان معتدل القامة جميلًا، أبيض بحُمْرة، مدوَّر الوجّه، مليحًا [3] . ولمّا اشتدّت علّة المكتفي سأل عنه، فصحّ عنده أنّه بالِغٌ، فأُحضِر في يوم الجمعة لإحدى عشرةٍ من ذي القَعدة القضاةُ، وأشهدهم أنّه جعل العهدَ إليه [4] .
وتُوُفّي المكتفي ليلة الأحد، لاثنتي عشرة من ذي القعدة [5] .
[خلافة المقتدر]
ولم يل الخلافةَ قبل المقتدر أصغر منه، فإنّه وَلِيَها وله ثلاث عشرة سنة وأربعون يوما [6] . واستوزر وزير أخيه العباس بن الحسن [7] ، ولم يكن مؤنس
__________
[ () ] تاريخ الطبري 10/ 138، وتاريخ حلب للعظيميّ 276، والنجوم الزاهرة 3/ 162.
[1] في الأصل «الحال» والتصويب من: تجارب الأمم 1/ 6، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 210، والوزراء للصابي 28.
[2] المنتظم 6/ 67.
[3] المنتظم 6/ 67.
[4] مروج الذهب 4/ 291، المنتظم 6/ 67.
[5] تاريخ الطبري 10/ 138، المنتظم 6/ 67 وفيه: «سحرة يوم الأحد لأربع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة» .
[6] في تاريخ الطبري 10/ 139 «هو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة وشهر وأحد وعشرين يوما» . وفي:
التنبيه والإشراف قال المسعودي (ص 328) : «ولم يل أحد قبله من الخلفاء وملوك الإسلام في مثل سنّه، لأن الأمر أفضى إليه وله ثلاث عشرة سنة وشهران وثلاثة أيام» .
وقال ابن الكازروني في «مختصر التاريخ» ص 172: «ولم يل الخلافة أصغر سنّا منه ولم يكن بالغا، وعمل الصولي كتابا في جواز ولايته، واستدلّ بأنّ الله تعالى بعث يحيى بن زكريا- عليهما السلام- نبيّا ولم يكن بالغا، وذكر من استعمله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو غير بالغ» . خلاصة الذهب المسبوك للإربلي ص 239، ونقل الديار بكري قول المؤلّف الذهبي، في «تاريخ الخميس» 2/ 385.
[7] التنبيه والإشراف للمسعوديّ 329، مروج الذهب 4/ 293، الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن

(22/20)


الخادم حاضرًا، لأن المعتضد كان قد أخرجه إلى مكّة مُكْرَهًا، وكان يبغضه.
فاستدعاه المقتدر ورفع منزلته. ومات صافي بعد بيعة المقتدر، فاختصّ مؤنس بالأمور كلّها.
[بيت المال]
وكان في بيت المال يوم بُويع المقتدر خمسة عشر ألف ألف دينار [1] أموال المعتضد، وزاد المكتفي أمثالها [2] .
__________
[ () ] العمراني 153، مختصر التاريخ لابن الكازروني 175.
[1] انظر هذا الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 139، والمنتظم 6/ 67، والبداية والنهاية 11/ 105 وفيه زيادة: «وفي بيت مال العامّة ستمائة ألف دينار ونيّف، وكانت الجواهر الثمينة في الحواصل من لدن بني أميّة وأيام بني العباس، قد تناهى جمعها، فما زال يفرّقها في حظاياه وأصحابه حتى أنفدها، وهذا حال الصبيان وسفهاء الولاة» ، وتاريخ ابن خلدون 3/ 358.
[2] النجوم الزاهرة 3/ 162، 163.

(22/21)


سنة ستٍّ وتسعين ومائتين
تُوُفي فيها: أحمد بن حمّاد التُّجَيْبيّ أخو زُغْبَة، وأحمد بن نَجْده الهَرويّ، وأحمد بن يحيى الحُلْوانيّ، وخَلَف بن عَمْرو العُكْبُريّ، وعبد الله بن المُعْتَزّ، وأبو حُصَيْن الوادعيّ محمد بن الحسين، ومَعْمَر بن محمد أبو شِهاب البلْخيّ، ويوسف بن موسى القطّان الصّغير.
[موت محمد بن المعتضد]
قال محمد بن يوسف القاضي: لمّا تمّ أمر المقتدر استصباه الوزير، وكثر خَوْضُ النّاس في صِغَره، فعمِل العبّاس على خلْعه بمحمد بن المعتضد. ثمّ اجتمع محمد بن المعتضد وصاحب الّشرطة في مجلس العبّاس يومًا، فتنازعا، فأربى عليه صاحب الشّرطة في الكلام ولم يدرِ ما قد رُشّح له، ولم يتمكن محمد من الانتصاف منه، فاغتاظ غيظًا عظيمًا كظمه، فَفُلِج في المجلس، فاستدعى العّباس عماريّة فحمله فيها، فلم يلبث أن مات [1] .
__________
[1] انظر هذا الخبر في:
العيون والحدائق لمؤرّخ مجهول ج 4 ق 1/ 207، 208، وتجارب الأمم لمسكويه 1/ 4، والكامل في التاريخ 8/ 11.

(22/22)


[خلع المقتدر وتولية ابن المعتز]
ثمّ اتفق جماعة على خلع المقتدر وتولية عبد الله بن المعتزّ، فأجابهم بشرط أن لا يكون فيها دم. فأجابوه، وكان رأسهم محمد بنُ داود بن الجرّاح، وأبو المُثَنَّى أحمد بن يعقوب القاضي، والحسين بن حَمْدان، واتّفقوا على قتْل المقتدر، ووزيره العبّاس، وفاتك [1] .
فلمّا كان يوم العشرين من ربيع الأوّل ركب الحسين بن حمدان والقُوّاد والوزير، فشدّ ابن حمدان على الوزير فقتله، فأنكر عليه فاتك، فعطف على فاتك فقتله [2] ، ثمّ شدّ على المقتدر- وكان يلعب بالصَّوالجة [3]- فسمع الهَيْعَة، فدخل وأُغلقت الأبواب، فعاد ابن حمدان إلى المُخَرَّم، فنزل بدار سليمان بن وهْب، وأرسل إلى ابن المعتزّ فأتاه، وحضر القُوّاد والقُضاة والأعيان، سوى خواصّ المقتدر، وأبي الحسين بن الفُرات، فبايعوه بالخلافة، ولقّبوه بالغالب للَّه [4] .
__________
[1] وفيات الأعيان 3/ 426.
[2] مروج الذهب 4/ 293، تجارب الأمم لمسكويه 1/ 5، العيون والحدائق ج 4/ ق 1/ 209، المنتظم 6/ 80، 81، الكامل في التاريخ 8/ 14، تاريخ الخميس 2/ 386.
[3] الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 153، المنتظم 6/ 81، الكامل في التاريخ 8/ 14، 15 وفيه: «يلعب هناك بالبكرة» ، نهاية الأرب 23/ 27، والعبر 2/ 104، دول الإسلام 1/ 179، مرآة الجنان 2/ 225، تاريخ ابن خلدون 3/ 359، تاريخ الخميس 2/ 386، النجوم الزاهرة 3/ 165، تاريخ الخلفاء 378.
[4] في تاريخ الطبري 10/ 140: ولقّبوه «الراضي باللَّه» ، وفي: تجارب الأمم لمسكويه 1/ 5 ولقّب «المرتضى باللَّه» ، وفي العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 210 «المرتضى» ، وواضح أن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ينقل هذا الخبر عن: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 209، 210، وفي تاريخ حلب للعظيميّ 277 «الراضي» . وفي الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 154 «المنتصف باللَّه» . والمنتظم 6/ 81 وفيه: لقّب بالمرتضى باللَّه، وقال الصولي: «المنتصف باللَّه» . وفي تاريخ ابن الوردي 1/ 249 «الراضي باللَّه» ، العبر 2/ 104، دول الإسلام 1/ 179، 180، البداية والنهاية 11/ 107 وفيه: لقّب بالمرتضى، تاريخ الخميس 2/ 386 «الغالب باللَّه» ، مآثر الإنافة 1/ 276 «الراضي» .
وذكر ابن تغري بردي عدّة ألقاب في «النجوم الزاهرة 3/ 165» فقال: لقّبوه بالمنصف باللَّه، وقيل: بالغالب باللَّه، وقيل: بالراضي باللَّه، وقيل: بالمرتضى، وفي: تاريخ الخلفاء للسيوطي 378 «الغالب باللَّه» وهو ينقل عن المؤلّف الذهبي. ووفيات الأعيان 3/ 426 وفيه «الراضي باللَّه» .

(22/23)


وقيل غير ذلك.
[وزارة ابن الجراح]
واستوزر محمد بن داود بن الجرّاح، وجعل يُمْنَ الخادم حاجِبَه، فغضب سَوْسَن الخادم [1] ، وعاد إلى دار المقتدر، ونفذت الكُتُب بخلافة ابن المعتزّ وتمّ أمره ليلة الأحد [2] .
[مقتل العبّاس الوزير]
قال الصُّوليّ: كان العبّاس الوزير قد دبّر خلْع المقتدر مع الحسين بن حمدان، ومبايعة ابن المعتزّ، ووافَقَهُما وصيف، فبلغ المقتدر، فأصلح حال العبّاس، ودفع إليه أموالًا أرضَتْه، فرجع عن رأيه، فعلم ابن حمدان، فقتله لذلك.
[قول الطبري في خلافة ابن المعتز]
وقال المُعَافي بن زكريّا الجريريّ: حُدِّثت أنّ المقتدر لما خُلِع وبويع ابن المعتزّ، دخلوا على شيخنا محمد بن جرير، فقال: ما الخبر؟
قيل: بويع ابن المعتزّ.
فقال: فمن رُشِّح للوزارة؟
قيل: محمد بن داود.
قال: فمن ذُكر للقضاء؟
قيل: الحسن بن المُثَنَّى.
فأطرق ثمّ قال: هذا أمرٌ لا يتمّ.
قيل له: وكيف؟ قال: كلّ واحدٍ ممّن سمّيتم متقدّم في معناه على الرّتبة،
__________
[1] كان خادما لأبي عبد الله بن الجصّاص. (تجارب الأمم 1/ 8) ولهذا يقال له: «سوسن الجصّاصي» (الوزراء للصابي 101) .
[2] الخبر باختصار في:
تاريخ الطبري 10/ 140، وبالتفصيل في: تجارب الأمم لمسكويه 1/ 5، 6، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 210، وانظر: الوزراء للصابي 29، والنجوم الزاهرة 3/ 165، وتاريخ الخلفاء 378.

(22/24)


والزّمان مُدْبِرٌ، والدُّنيا مُوَلِّيَة [1] ، وما أرى هذا إلّا إلى اضْمحلال، وما أرى لمدّته طُول [2] .
[مهاجمة ابن حمدان دار الخلافة]
وبعث ابن المعتزّ إلى المقتدر يأمره بالانصراف إلى دار محمد بن طاهر، لكي ينتقل ابن المعتزّ إلى دار الخلافة، فأجاب، ولم يكن بقي معه غير مؤنس الخادم، وغريب خاله، وجماعة من الخَدَم. فباكر الحسين بن حمدان دارَ الخلافة فقاتلها [3] ، فاجتمع الخَدَم، فدفعوه عنها بعد أن حمل ما قدر عليه من المال، وسار إلى المَوْصل، ثمّ قال الّذين عند المقتدر: يا قوم نسلِّم هذا الأمر ولا نجرّب [4] نفوسنا في دفع ما نزل بنا؟ فنزلوا في الشذاءات [5] ، وألبسوا جماعة منهم السّلاح، وقصدوا المُخَرَّم، وبه ابن المعتزّ، فلمّا رآهم من حول ابن المعتزّ أوقع الله في قلوبهم الرُّعب، فانصرفوا منهزمين بلا حرب [6] .
وخرج ابن المعتز فركب فرسًا، ومعه وزيره ابن داود، وحاجبه يُمْن، وقد شَهَر سَيفَه وهو ينادي: معاشر العامة، ادْعُوا لخليفتكم. وأشاروا إلى الجيش أن يتبعوهم ألى سامرّاء، ليثبّت أمرهم، فلم يتبعهم أحد من الجيش، فنزل ابن المعتزّ عن دابّته ودخل دارَ ابنِ الْجَصّاص [7] ، واختفى الوزير ابن داود،
__________
[1] حتى هنا ينقل ابن تغري بردي في: النجوم الزاهرة 3/ 165 عن المؤلّف هنا.
[2] تاريخ الخلفاء 379.
[3] الخبر باختصار في:
تاريخ الطبري 10/ 140، وبالتفصيل في: الإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 155، والمنتظم 6/ 81، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 155، ووفيات الأعيان 3/ 426، ودول الإسلام 1/ 180، والبداية والنهاية 11/ 107، وتاريخ ابن خلدون 3/ 359، وتاريخ الخميس 2/ 386.
[4] في المنتظم 6/ 81 «لولا نتجرد» ، والمثبت عن: الأصل، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 379.
[5] في الأصل: «الشذا» ، والتحرير من: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 211، وهي: «الشذوات» أي المراكب. (وفيات الأعيان 3/ 426) .
[6] الخبر في:
تجارب الأمم 1/ 6، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 211، والكامل في التاريخ 8/ 15، 16، ونهاية الأرب 23/ 28، ووفيات الأعيان 3/ 426.
[7] المنتظم 6/ 81، البداية والنهاية 11/ 107، تاريخ الخلفاء 379.

(22/25)


وأبو المُثَنَّى القاضي، ونُهِبَت دُورُهما، ووقع النَّهْب والقتْل في بغداد، واختفى علّي بن عيسى بن داود، ومحمد بن عَبْدُون في دار بقّالٍ، فَبَدَرَتْهُما العامّة، فأخرجوهما إلى حضرة المقتدر [1] .
[عودة المقتدر إلى الخلافة]
وقبض المقتدر على وصيف، وعلى يُمْن الخادم، وأبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وأبي المُثَنَّى القاضي، وأبي المُثَنَّى أحمد بن يعقوب، ومحمد بن خَلَف القاضي، والفقهاء والأمراء الذين خلعوه، وسُلِّموا إلى مؤنس الخادم فقتلهم، إلا عليّ بن عيسى، وابن عَبْدُون، والقاضيَيْن أبا عمر، ومحمد بن خَلَف، فإنهم سَلِمُوا من القتْل، وكان قَتْلُ الباقين في وسط ربيع الآخر [2] .
[وزارة ابن الفرات]
واستقام الأمر للمقتدر، فاستوزر أبا الحسن عليّ بن محمد بن الفُرات [3] .
[حبْس ابن المعتزّ]
ثمّ بعث جماعة فكبسوا دار ابن الجصّاص، وأخذوا ابن المعتزّ،
__________
[1] الخبر باختصار في:
تاريخ الطبري 10/ 140، 141، وهو بالتفصيل في: تجارب الأمم 1/ 6، 7، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 211، 212، والكامل في التاريخ 8/ 16، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 155، والعبر 2/ 104، 105، ودول الإسلام 1/ 180، ومرآة الجنان 2/ 225، 226، وتاريخ ابن خلدون 3/ 359.
[2] الخبر باختصار في:
تاريخ الطبري 10/ 141، وهو في: تجارب الأمم لمسكويه 1/ 7، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 213، والوزراء للصابي 29 و 32، والمنتظم 6/ 81، 82.
[3] التنبيه والإشراف للمسعوديّ 329، تجارب الأمم 1/ 8، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 213، الوزراء للصابي 28، الإنباء في تاريخ الخلفاء 156، المنتظم 6/ 81، الكامل في التاريخ 8/ 17، ووفيات الأعيان 3/ 427، نهاية الأرب 23/ 30، مرآة الجنان 2/ 226، تاريخ ابن خلدون 3/ 360، تاريخ الخميس 2/ 386، النجوم الزاهرة 3/ 165، تاريخ الخلفاء 379.

(22/26)


وابنَ الجصّاص، فصُودر ابنُ الجصّاص، وحُبس ابن المعتزّ، ثمّ أُخْرِج فيما بعد ميتًا [1] .
[الأمر بعدم استخدام اليهود والنصارى]
وفيها أمر المقتدر بأن لا تُسْتَخْدَم اليهود وَالنَّصَارَى، وأن يركبوا بالأُكُف [2] .
[تفويض المقتدر الأمر لابن الفرات]
وسار ابن الفُرَات أحسن سيرة، وكشف المظالم، وحضَّ المقتدر على العدل، ففوَّض إليه الأمور لصغره، واشتغل بالأمر، واطّرح النّدماء والمغنّين، وعاشر النّساء، وغلب أمر الحُرَم والخَدَم على الدّولة، وأتلف الخزائن [3] .
[تقليد المقتدر لابن حمدان قمّ وقاشان]
ثمّ إنّ الحسين بن حمدان قدِم بغداد، لأنَّ المقتدر كتب إلى أخيه أبي الهَيْجاء عبد الله بن حمدان في قصْد أخيه، وبعث إليه جيشًا. فالتقى الأَخَوان، فانهزم أبو الهيجاء، فسار أخوهما إبراهيم ألى بغداد، فأصلح أمر الحسين. فكتب له المقتدر أمانًا، فقدِم في جُمَادَى الآخرة، فَقُلِّدَ قُمّ، وقاشان، فسار إليهما مسرعا [4] .
__________
[1] تجارب الأمم 1/ 8، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 214، الإنباء في تاريخ الخلفاء 156، المنتظم 6/ 82، الكامل في التاريخ 8/ 18، ووفيات الأعيان 3/ 426، والمختصر في أخبار البشر 2/ 62، وتاريخ الزمان لابن العبري 50، والعبر 2/ 105، والبداية والنهاية 11/ 107، وتاريخ ابن خلدون 3/ 359، وتاريخ الخميس 2/ 386.
[2] في تجارب الأمم 1/ 7 «الأكاف» ، والمثبت عن الأصل وتاريخ الخلفاء 379، والخبر في:
المنتظم لابن الجوزي 6/ 82 وفيه: «وأن تكون ركبهم خشبا» ، ونهاية الأرب 23/ 32 «أن يكون ركبهم خشنا» ، والبداية والنهاية 11/ 108، والنجوم الزاهرة 3/ 165.
[3] الخبر بتقديم وتأخير في:
تجارب الأمم 1/ 13، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 215، وانظر: الوزراء للصابي 28.
[4] انظر الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 141، وتجارب الأمم 1/ 14، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 216، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 155، والعبر 2/ 105، ودول الإسلام 1/ 180، مرآة الجنان 2/ 226.

(22/27)


[وقوع الثلج ببغداد]
وفي كانون وقع ببغداد ثلج كثير، وأقام أيامًا حتى ذاب [1]
[هرب زيادة الله بن الأغلب من إفريقية إلى مصر]
وفيها قدم زيادة الله بن عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أمير أفريقية إلى الجيزة، هاربًا من المغرب من أبي عبد الله الّداعي. وكانت بين زيادة الله وبين جُنْد مصر هَوْشة، ومنعوه من الدّخول إلى الفسطاط. ثمّ أذنوا له، فدخل مصر وتوجّه إلى العراق [2]
[خروج المهدي عبيد الله من السجن وإظهار أمره]
وفيها انصرف أبو عبد الله الدّاعي إلى سِجِلْماسَة، وافتتحها [3] ، وأخرج من الحبس المهديّ عُبَيْد الله ووَلَده من حبس اليسع [4] . وأظهر أمره، وأعلم أصحابه أنّه صاحب دعوته، وسلم عليه بالإمامة. وذلك في سابع ذي الحجّة سنة ستِّ.
فأقام بسِجِلْماسَةَ أربعين يومًا، ثم قصد إفريقيّة [5] ، وأظهر التّواضع والخشوع، والإنعام والعدل، والإحسان إلى النّاس، فانحرف النّاس إليه، ولم يجعل لأبي عبد الله كلامًا [6] . فلامه أبو العبّاس، وعرّفه سابقةَ أبي عبد الله.
[تخلُّص المهديّ من أبي عبد الله الشيعيّ وأخيه]
ثمّ أراد أبو عبد الله استدراك ما فات، فقال على سبيل التنصّح للمهديّ:
__________
[1] الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 141، وتاريخ حلب للعظيميّ 277، والبداية والنهاية 11/ 107.
[2] انظر: الكامل في التاريخ 8/ 20- 22 و 40 وما بعدها، والمختصر في أخبار البشر 2/ 63، والعبر 2/ 105، ودول الإسلام 1/ 180، ومآثر الإنافة 1/ 274، وتاريخ الخلفاء 379.
[3] انظر إشارة لهذا الخبر في:
العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 220، وهو في: تاريخ ابن خلدون 3/ 364، والنجوم الزاهرة 3/ 166، ورسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان 153 و 236.
[4] هو: اليسع بن مدرار.
[5] رسالة افتتاح الدعوة 241.
[6] الرسالة 248.

(22/28)


أنا أخبر منك بهؤلاء، فاترك مباشرتهم إلي، فإنه أمكن لجبروتك، وأعظم لك.
فتوحَّش من كلامه، وساء به ظنّه، فحبّب أبو العبّاس نفوس جماعة من الأعيان، وشكَّكهم في المهديّ، حتى جاهره مقدّمهم بذلك فقتله، وتأكدت الوحشة بين المهدي وبين الأَخَوَيْن، وجماعة من كُتَامة، وقصدوا إهلاك المهديّ، فتلطّف حتى فرّقهم في الأعمال، ورتب من يقتل الأَخَوَيْن، فعسكرا بمن معهما وخرجا، فَقُتِلا سنة ثمان وتسعين، وقتل معهما خلق [1] .
__________
[1] انظر: الكامل في التاريخ 8/ 47- 50، ورسالة افتتاح الدعوة 267، وصلة عريب 28 وما بعدها، والعبر 2/ 37، والمواعظ والاعتبار 1/ 351 و 2/ 11، واتعاظ الحنفا 1/ 68، والبيان المغرب 1/ 298.

(22/29)


سنة سبْعٍ وتسعين ومائتين
تُوُفي فيها: إبراهيم بن هاشم البَغَويّ، وإسماعيل بن محمد بن قيراط، وعبد الرحمن بن القاسم الرّاوي الهاشمي، وعُبَيْد بن غنام، ومحمد بن عبد الله مُطَيَّن، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، ومحمد بن داود الظّاهريّ، ويوسف بن يعقوب القاضي.
[دخول ابني ابن الليث بغدادَ أسيرين]
وفيها دخل طاهر ويعقوب ابنا محمد بن عَمْرو بن الليث الصّفّار بغدادَ أسيرَيْن [1]
[بناء المهديّة بالمغرب]
وفيها وصل الخبر إلى العراق بظهور عُبيد الله المسمَّى بالمهديّ، وأخرج ابنَ الأغلب وبَنى المَهْدِيّة. وخرجت المغرب عن أمر بني العبّاس من هذا التاريخ [2] .
__________
[1] انظر في: تاريخ الطبري 10/ 143 ما يتعلّق بإرسال طاهر بن محمد إلى السلطان أسيرا، فقط.
والخبر في: تجارب الأمم لمسكويه 1/ 16، وتاريخ حلب للعظيميّ 277، والكامل في التاريخ 8/ 54 (في حوادث سنة 296 هـ.) ، وتاريخ ابن خلدون 3/ 365، والنجوم الزاهرة 3/ 168.
[2] انظر نحو هذا الخبر في:

(22/30)


[إقامة ابن الأغلب بالرّقّة]
وهرب ابن الأغلب وقصد العراق، فكتب إليه أن يصير إلى الرَّقَّةِ ويقيم بها [1] .
[وفاة النوشَريّ وابن بسطام]
وتُوُفي نائبه عيسى النوشَريّ، وعاملُ خَرَاجها أحمد بن محمد بن بِسْطام، فقلّد تكين أبو منصور الخاصّة مصر، فوصلها في ذي الحجّة [2] ، واستعمل على الخراج عليّ بن أحمد بن بسطام [3] .
__________
[ () ] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 230، تاريخ حلب للعظيميّ 277، والبيان المغرب لابن عذاري 1/ 150، والنجوم الزاهرة 3/ 168، وتاريخ ابن خلدون 3/ 364، 365.
[1] نهاية الأرب 24/ 152، تاريخ ابن الوردي 1/ 250.
[2] ولاة مصر للكندي 293، 294، والولاة والقضاة، له 267، 268، والكامل في التاريخ 8/ 58، 59، نهاية الأرب 23/ 32، المواعظ والاعتبار 1/ 328، النجوم الزاهرة 3/ 171 و 3/ 195، حسن المحاضرة 2/ 13، مآثر الإنافة 1/ 280، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 175.
[3] وصرف ابن بسطام عن الخراج سنة 300 هـ. (العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 244) .

(22/31)


[سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين]
فيها تُوُفي: أبو العبّاس أحمد بن محمد بن مسروق، وبُهْلُول بن إسحاق الأنباريّ، والْجُنَيْد شيّخ الطائفة، والحَسَن بن عَلُّويَة القطّان، وأبو عثمان الحِبَرِيّ الزّاهد سعد بن إسماعيل، وسمنون المُحِب، ومحمد بن عليّ بن طرْخان البلْخيّ الحافظ، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزِيّ، ومحمد بن طاهر الأمير، ويوسف بن عاصم.
[إصابة القاضي ابن أبي الشوارب بالفالج]
وفيها فُلِجَ القاضي عبد الله بن عليّ بن أبي الشوارب، وكان على قضاء الجانب الشرقيّ، فأُسْكِت من الفالج، فاستخلف ابنه محمدا [1] ، وبقي إلى سنة إحدى وثلاثمائة.
__________
[1] في: العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 231 «الأحنف» ، والخبر فيه، وفي الصلة للقرطبي 35، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 97، 98، والبداية والنهاية 11/ 112، والنجوم الزاهرة 3/ 174.

(22/32)


[ولاية ابن حمدان ديار بكر وربيعة]
وفيها قدِم الحسين بن حمدان من قُمّ، فولّاه المقتدر ديار بكر، وربيعة [1] .
[وفاة ابن عمرو ابن عمرويه]
وفيها تُوُفي محمد بن عَمْرَوَيْه صاحب الشرطة، تُوُفّي بآمد، وحُمِل إلى بغداد.
[وفاة صافي الحرمي]
وفيها توفّي صافي الحرميّ [2] ، فقلّد مكانه مؤنس الخادم.
[استتار الخاقاني]
وفيها استتر أبو عليّ محمد بن عُبَيْد الله الخاقانيّ، لوصول رُقْعة له إلى المقتدر يطلب فيها الوزارة، فبعث بها إلى ابن الفرات. فاتّهم ابن الفُرات عبد الله بن الحسن بن زوزان بأنّه يسعى لأبي عليّ في الوزارة، فنفاه إلى الرَّقَّةِ.
[هبوب الريح بالموصل]
وفيها أُخِذَ من بغداد أربعةٌ، ذُكِرَ أنهم من أصحاب محمد بن بِشْر، وأنّه يدَّعي الرُّبُوبيّة [3] .
وهبّت بحديثة الموصل ريحٌ حارّة، فمات من حَرِّها جماعة [4] .
[قتل المهديّ للداعيين الشيعيين]
وفيها كانت وقعة بين أبي محمد عُبَيْد الله المهديّ وبين داعيه أبي
__________
[1] العبر 2/ 109، دول الإسلام 1/ 181.
[2] سيأتي في التراجم، برقم (221) .
[3] الخبر في: المنتظم 6/ 98: «وفي شعبان أخذ رجلان من باب محوّل يقال لأحدهما أبو كثيرة والآخر يعرف بالشمري فذكرا أنهما أصحاب رجل يعرف بمحمد بن بشر يدّعي الربوبية» .
وانظر: الكامل في التاريخ 8/ 62، والبداية والنهاية 11/ 112.
[4] الخبر في:
تاريخ حلب للعظيميّ 278، والمنتظم 6/ 98، والكامل في التاريخ 8/ 62، والبداية والنهاية 11/ 112.

(22/33)


عبد الله، وأبي العبّاس بإفريقّية في جُمَادى الآخرة، فَقُتِل الدّاعيّان وجُنْدهما، فخالف على المهديّ أهلُ طرابُلُس، فجهَّز إليهم ابنه أبا القاسم القائم، فأخذها عنوة في سنة ثلاثمائة، وتمهّدت له المغرب [1] .
__________
[1] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 243 و 252، البيان المغرب 1/ 166، المختصر في أخبار البشر 2/ 66، نهاية الأرب 24/ 154، العبر 2/ 109، 110، دول الإسلام 1/ 181، والنجوم الزاهرة 3/ 174.

(22/34)


سنة تسعٍ وتسعين ومائتين
فيها تُوُفي: أحمد بن أنس بن مالك الدِّمشقيّ، وأبو عَمْرو الخفاف الزّاهد أحمد بن نصر الحافظ، والحسين بن عبد الله الخرقيّ الفقيه والد مصنّف الخِرَقيّ، وعليّ بن سعيد بن بشير الرّازيّ، ومحمد بن يزيد بن عبد الصّمد، وجُمشاد الدَّينَورِيّ الزاهد.
[القبض على الوزير ابن الفرات]
وفيها قبض المقتدر على وزيره أبي الحسن بن الفُرات، ونُهِبَتْ دُورُه، وهُتِك حُرَمُه [1] .
وقيل: إنه ادُّعي عليه أنّه كاتَبَ الأعراب أن يكبسوا بغداد. ونهبت بعض بغداد عند قبضه.
__________
[1] الخبر في:
تاريخ الطبري 10/ 145، وتجارب الأمم 1/ 20، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 235، وتاريخ حلب للعظيميّ 278، والمنتظم 6/ 109، والكامل في التاريخ 8/ 63، والمختصر في أخبار البشر 2/ 766 ونهاية الأرب 23/ 34، وتاريخ ابن الوردي 1/ 253، والعبر 2/ 112، ودول الإسلام 1/ 182، والبداية والنهاية 11 ج 116، وتاريخ ابن خلدون 3/ 366، والنجوم الزاهرة 3/ 177.

(22/35)


[وزارة ابن خاقان]
واستوزر أبا عليّ محمد بن عُبَيْد الله بن يحيى بن خاقان [1] .
[ورود هدايا مصر على المقتدر]
وفيها وردت هدايا مصر، فيها خمسمائة ألف دينار، وضلع إنسان عرض شبْر، في طول أربعة عشر شِبْرًا، وتَيْس له ضرْع يحلب لبنًا [2] .
[ورود هدايا أمير خُراسان]
ووردت هدايا أحمد بن إسماعيل بن أحمد أمير خُراسان، فيها جواهر ويواقيت لا تُقَوَّم [3]
[ورود هدايا ابن أبي السّاج]
ووردت هدايا يوسف بن أبي السّاج، فكانت خمسمائة رأس من الخيل والبغال، وثمانون ألف دينار، وبساط روميّ طولُه سبعون ذراعًا، في عرض ستّين ذراعًا، نُسِجَ في عشر سنين، وغير ذلك [4] .
[الدعوة للمهديّ بالخلافة]
وفيها سار المسمّى بالمهديّ إلى المهديّة بالمغرب، وَدُعِيَ له بالخلافة برَقّادة والقيروان وتلك النواحي، وعظم مُلْكُه [5] ، والله أعلم.
__________
[1] تاريخ الطبري 10/ 145، تجارب الأمم 1/ 20، 21، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 235، 236، تاريخ حلب للعظيميّ 278، المنتظم 6/ 109، الكامل في التاريخ 8/ 63، المختصر في أخبار البشر 2/ 66، تاريخ ابن الوردي 1/ 253، والبداية والنهاية 11/ 116، وتاريخ ابن خلدون 3/ 366، والنجوم الزاهرة 3/ 177.
[2] الخبر في: المنتظم 6/ 109 ونقله النويري في نهاية الأرب 23/ 36، والبداية والنهاية 11/ 116.
[3] الصلة للقرطبي 35، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 232، 233 (في حوادث 298 هـ.) ، المنتظم 6/ 98 (حوادث 298 هـ.) و 110 (حوادث 299 هـ.) ، والبداية والنهاية 11/ 112 و 116.
[4] الخبر في: المنتظم 6/ 110، وعنه ينقل النويري في نهاية الأرب 23/ 36.
[5] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 251 (حوادث سنة 300 هـ.) ، النجوم الزاهرة 3/ 177.

(22/36)


سنة ثلاثمائة
وفيها تُوُفي: أبو العبّاس أحمد بن محمد البراثيّ، وأبو أُمية أحْوَص بن المفضَّل الغَلابي، والحسين بن عمر بن أبي الأَحْوَص، وعليّ بن سعيد العسْكريّ الحافظ، وعبد الله بن عبد الله بن طاهر الأمير، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأمويّ صاحب الأندلس، وعليّ بن طَيْفُور النَّسَويّ، ومحمد بن أحمد بن جعفر أبو العلاء الوَكِيعيّ، ومسدَّد بن قَطَن، ومحمد بن الحَسَن بن سَمَاعَة.
[مقتل الحسيني بأعمال دمشق]
وفيها ظهر محمد بن جعفر بن عليّ الحسينيّ بأعمال دمشق، فخرج إليه أميرها أحمد بن كَيْغَلَغ، فقُتل محمد في المعركة [1] .
[الوباء بالعراق]
وفيها كان وباء شديد بالعراق، وأهلك الخلق [2] .
__________
[1] الخبر في: النجوم الزاهرة 3/ 180.
[2] البداية والنهاية 11/ 118، النجوم الزاهرة 3/ 180.

(22/37)


[سَيْح جبل بالديّنور]
وساح جبل بالدينَوَر في الأرض، وخرج من تحته ماء كثير غَرّق القرى [1] .
[مصادرة ابن الفرات وأصحابه]
وفيها تُتُبِّع أصحاب أبي الحَسَن بن الفُرات وصُودروا، وأُخْرِبت ديارُهم، وضُربوا، وعُذِّب ابن الفُرات حتى كاد يتلف، ثمّ رَفَقُوا به بعد أن أُخِذت أمواله [2] .
[وزارة عليّ بن عيسى]
ثمّ عزل الخاقاني عن الوزارة [3] ، ورُشّح لها عليّ بن عيسى [4] .
[ولادة بغلة]
ويقال وُلِدت فيها بغلة [5] ، فسبحان القادر على كلّ شيء.
__________
[1] المنتظم 6/ 115، نهاية الأرب 23/ 38، البداية والنهاية 11/ 118، النجوم الزاهرة 3/ 180، تاريخ الخلفاء 380.
[2] العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 247، النجوم الزاهرة 3/ 179.
[3] تجارب الأمم 1/ 26، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 249، نهاية الأرب 23/ 37، النجوم الزاهرة 3/ 180.
[4] الكامل في التاريخ 8/ 68، النجوم الزاهرة 3/ 180.
[5] الخبر في المنتظم 6/ 115: «ورد كتاب من صاحب البريد يذكر أن بغلة وضعت فلوة» ، وفي:
تاريخ الزمان لابن العبري 51: «ولدت في بلاد الهند بغلة شاهد الكثيرون جحشها» .

(22/38)


تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ
- حَرْفُ الألف-
1- أحمد بن إبراهيم بن عُبَيْد الله بن كَيْسان الثقفيّ المَدِينيّ [1] .
شادَوَيْه.
عن: إسماعيل بن عمرو البجلي.
وعنه: الطبراني.
قال أبو الشّيخ: ليس بالقويّ.
تُوُفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
2- أحمد بن إبراهيم بن الحَكَم.
أبو دُجَانة القرافيّ، مولاهم. والقرافة بطن من المَعَافر، نزلوا بظاهر مصر.
يروي عن: عيسى بن حمّاد، وحَرْمَلَة، وغيرهما.
تُوُفي سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
3- أحمد بن إبراهيم بن أيّوب.
أبو بكر الحَوْرانيّ.
عن: عثمان بن أبي شَيْبة، وعُقْبة بن مُكْرَم.
وعنه: أبو بكر بن أبي دُجَانة، وأخوه أبو زُرْعة بن أبي دُجَانة.
وتُوُفي سنة تسعٍ وتسعين.
4- أحمد بن إسحاق الأصبهانيّ.
ويعرف بحمويه الثّقفيّ الجوهريّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن إبراهيم بن عبيد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 64، 65 وفيه «أحمد بن إبراهيم بن عبد الله» .

(22/39)


عن: لُوَيْن، وإسماعيل بن زُرَارة، وأبي مروان العثمانيّ.
وعنه: أبو الشيَّخ، والقاضي أبو أحمد العسّال.
توفّي سنة ثلاثمائة.
5- أحمد بن أنَس بن مالك [1] .
أبو الحَسَن الدّمشقيّ المقرئ.
عن: صَفْوان بن صالح، وهشام بن عمّار، ودُحَيْم، ومحمد بن الخليل البلاطيّ، وطائفة.
وقرأ القرآن على ابن ذَكْوان.
وذكر أبو بكر النّقّاش أنه أخذ عنه حرف ابن ذَكْوان.
وروى عنه: ابن جَوْصا، وولده الحَسَن بن أحمد بن جوصا، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، والطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن النّاصح، وجماعة.
وكان من ثقات الدّمشقيّين.
توفّي سنة تسعٍ وتسعين.
6- أحمد بن بِشْر [2] .
أبو أيّوب الطَّيالِسيّ.
عن: أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعِين.
وعنه: أبو بكر الخلال الخُتُّليّ، وعمر بن مسلم.
تُوُفي سنة خمسٍ وتسعين [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أنس) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 10، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 17/ 320، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 40 رقم 165، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) 1/ 281 رقم 88.
[2] انظر عن (أحمد بن بشر الطيالسي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 35 وفيه: «أحمد بن بشر بن أيوب الطيالسي» ، وتاريخ بغداد 4/ 54، 55 رقم 1662 وفيه: «أحمد بن بشر بن سعد بن أيوب الطيالسي» ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 22 رقم 5.
[3] ورّخه الخطيب (4/ 55) وقال: «كان قليل العلم بالحديث، محمقا، ولم يطعن عليه في السماع» .

(22/40)


7- أحمد بن بِشْر الهَرَويّ.
عن: عليّ بن حُجْر، وغيره.
تُوُفي سنة ستٍّ.
8- أحمد بن بِشْر بن حبيب الصُّوريّ البيروتيّ المؤدِّب [1] .
عن: صَفْوان بن صالح، وعبد الحميد بن بكّار، ومحمد بن مُصَفَّى، وغيرهم.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، وجُمَح بن القاسم، وآخرون.
وقد مر:
- أحمد بن بِشْر بن عبد الوهاب.
- وأحمد بن بِشْر المَرْثَديّ.
9- أحمد بن تميم بن ( ... ) [2] المُرُوذِيّ.
ومُرْذ: بالضّمّ من قرى مَرْو.
وسمع: عليَّ بن حُجْر، وأحمد بن منيع، وجماعة.
توفّي سنة ثلاثمائة، في صَفَر.
10- أحمد بن حاتم ماهان السّامُرِّيّ الْمُعَدَّلُ [3] .
عن: عبد الأعلى بن حمّاد، ويحيى بن أيّوب العابد، وعدّة.
وعنه: عبد الله الخراسانيّ، والطّبرانيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن بشر بن حبيب الصوري) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 16، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 22/ 169 و 36/ 472، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 282، 283 رقم 90.
[2] بياض في الأصل.
[3] انظر عن (أحمد بن حاتم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 66 وفيه: «أحمد بن حاتم السّرمريّ» ، وتاريخ بغداد 4/ 114، 115 رقم 1776.
[4] قال الخطيب (4/ 114) : «ما علمت من حاله إلا خيرا» .

(22/41)


11- أحمد بن الحسن بن أبان بن مُضَر [1] .
المصري [2] الأَيْليّ.
عن: أبي عاصم النّبيل، وعبد الصمد بن حسّان، وحَجّاج بن منهال، وغيرهم.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازيّ، والطّبرانيّ، وجماعة.
قال ابن حِبّان [3] ، وابن الرّبيع: كذّاب.
وقال أبو يَعْلَى الخليليّ: كذاب يضع الحديث.
قلت: تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
أورد له ابن عديّ حديثين باطلين [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن أبان) في:
المجروحين لابن حبّان 1/ 149، 150، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 200، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 53، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 67، 68 رقم 165 وفيه «بصري من أهل الأبلة» بالموحّدة، وهو غلط، فهو: مصري من أيلة (العقبة) ، وميزان الاعتدال 1/ 89 رقم 330، والمغني في الضعفاء 1/ 36 رقم 261 وفيه «المضري» بمعجمة، ولسان الميزان 1/ 150 رقم 480 وفيه «الآملي» بدل «الأيلي» .
[2] في الأصل «المضري» بمعجمة، والتحرير من أكثر المصادر.
[3] في: المجروحين 1/ 149، 150 وقوله: «كذّاب دجّال يضع الحديث عن الثقات وضعا، كتب عنه أصحابنا، كان قد مات قبل دخول الأيلة، لا يجوز الاحتجاج به بحال» .
[4] الصحيح أنّ ابن عديّ أورد له ثلاثة أحاديث باطلة في: الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 200 وقال:
«حدّث عن أبي عاصم بأحاديث مناكير عن ابن عون، وعن الصوري، وشعبة، ويسرق الحديث، ضعيف» .
والحديث الأول عن المصري: حدّثنا أبو عاصم، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من أتى الجمعة فليغتسل» . قال ابن عديّ: وهذا حديث الرمادي، وكان يحلف باللَّه في هذا أنّ أبا عاصم حدّثهم، ثم حدّث به محمد بن يحيى أيضا، وأحمد بن الحسن سرقه منهما.
والحديث الثاني: عن المصري، ثنا أبو عاصم، ثنا ابن عون، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم «نهى عن تجصيص القبور» . وقال ابن عديّ: قال لنا محمد بن الحسين: وهذا الحديث باطل.
والحديث الثالث: عن المصري: ثنا أبو عاصم، ثنا سفيان وشعبة، عن سلمة بن كهيل، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الهوى والبلاء والشهوة معجونة بطين آدم» . قال ابن عديّ: وله غير هذا من المناكير، وهو بيّن الأمر في الضّعف، وهذا أيضا حديث باطل

(22/42)


12- أحمد بْن الحُسين بْن نصر [1] .
أبو جعفر البغداديّ الحذّاء.
عن: عليّ بن المَدِينيّ، وغيره.
وعنه: ابن قانع، وعيسى الرُّخَّجيّ، وآخرون.
وثّقه الدّار الدّارَقُطْنيّ [2] .
وتوفي سنة تسعٍ وتسعين [3] .
13- أحمد بن الحسين.
أبو بكر الباغَنْديّ.
عن: محمد بن منصور الجزّار، وعيسى بن يونس الفاخوريّ، والحسين بن حسن المَرْوَزِيّ، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.
روى عنه: يزيد بن محمد الأزْديّ.
14- أحمد بن حفص السَّعْديّ الْجُرْجانيّ [4] .
حَمْدان. محدِّث، عالم، ضعيف.
يروي عَنْ: عليّ بْن الْجَعْد، وأحمد بْن حنبل، وطبقتهما.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأهل جُرْجان.
__________
[ () ] بهذا الإسناد.
وقال الدارقطنيّ: حدّثونا عنه وهو كذّاب.
[1] انظر عن (أحمد بن الحسين بن نصر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 41 وفيه يروي عن: شباب العصفري، وتاريخ بغداد 4/ 97، 98 رقم 1748 وفيه: مولى همدان.
[2] تاريخ بغداد 4/ 98.
[3] في يوم الأحد غرة ذي الحجّة منها، وكان مولده في سنة ثمان ومائتين، وكان من أهل سرّ من رأى فسكن بغداد إلى أن مات بها. (4/ 97 و 98) .
[4] انظر عن (أحمد بن حفص) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 202، 203، وتاريخ جرجان للسهمي 71، 72 رقم 17، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 70 رقم 173، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 14 رقم 17، وميزان الاعتدال 1/ 94 رقم 353، والمغني في الضعفاء 1/ 37 رقم 273، ولسان الميزان 1/ 162، 163 رقم 515.

(22/43)


تُوُفي سنة ثلاث أو أربعٍ وتسعين [1] .
قال ابن عديّ [2] : أحمد بن حفص بن عمر بن حاتم بن النجم بن ماهان [3] أبو محمد السَّعْديّ [4] ، تردَّد إلى العراق وأكثر [5] ، وحدَّث بأحاديث مناكير لا يُتابَع عليها. وهو عندي ممّن لا يتعمَّد الكذب. وهو ممّن يُشَبَّه عليه فيغلط ويحِّدث من حفظه [6] .
قلت: روى له ابن عديّ خمسة [7] أحاديث، كلّها لهشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مناكير مُرَّة. يسقط حديث الرّجل بدونها.
ثمّ إنّه حدَّث عن سعيد بن عُقْبة الكوفيّ قال: ثنا الأعمش، وثنا جعفر الصّادق. وسأل ابن عديّ الحافظ ابن عُقْدة، عن ابن عُقْبة هذا فقال: لم أسمع به قط.
ثمّ إنّ الّذي عن جعفر بن محمد، هو من أبيه، عن جدّه، عن بَحِيرا الراهب في الزَّجْر عن الخمر. فانظر إلى هذا الإفْك المبين، وبَحِيرا لم يُدْرِك المَبْعَث. وما أشكّ أنّ سعيد بن عُقْبة هذا شيء اختلقه أحمد بن حفص. فإنّ
__________
[1] تاريخ جرجان 71.
[2] في الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 202.
[3] في: الكامل: «هامان» . والمثبت هنا يتّفق مع ما في: تاريخ جرجان 71، ولسان الميزان 1/ 163.
[4] الموجود في الكامل: «أبو السعدي الجرجاني» . والمثبت هنا يتفق مع ما في: لسان الميزان، مما يعني أنّ الحافظ ابن حجر ينقل عن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- من كتابه هذا. وقال السهميّ: «يعرف بحمدان» . (تاريخ جرجان 71) .
[5] عبارة ابن عديّ في: الكامل: «تردّد إلى العراق مرارا كثيرة، وكتب فأكثر، حدّث بأحاديث منكرة لم يتابع عليه» . وانظر: تاريخ جرجان 71.
[6] الكامل 1/ 203.
[7] هكذا في الأصل، والصحيح: «أربعة أحاديث» ، فهي التي ذكرها ابن عديّ:
1- حديث: ما يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يحوّل الله رأسه رأس حمار.
2- حديث: إن في الجنة دارا يقال لها الفرح، لا يدخلها إلّا من فرح الصبيان.
3- حديث: من أدخل على أهل بيت سرورا لم يرض الله له ثوابا دون الجنّة.
4- حديث: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يرى بالأرحام والجيرة، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا معشر قريش، أيّ مجاورة هذه؟

(22/44)


مثل هذا يُروى عن جعفر، ويتأخّر إلى حدود سنة ثلاثين ومائتين، ولا يعرفه ابن عُقْدة؟ هذا معدوم قَطْعًا [1] .
15- أحمد بن حمَاد بن مسلم [2] .
أبو جعفر التُّجَيْبيّ المصريّ بن زُغْبَة [3] .
عن: سعيد بن أبي مريم، وسعيد بن عُفَيْر، وأخيه عيسى بن حمَاد، وطائفة.
وعنه: ن. [4] ، وأبو سعيد بن يونس، وعبد المؤمن بن خَلَف النَّسَفيّ، والحسن بن رشيق، والطبراني، وجماعة.
وبلغ أربعا وتسعين سنة [5] .
توفي بمصر في جمادى الأولى سنة ست وتسعين [6] .
16- أحمد بن حمّاد بن سفيان [7] .
__________
[1] قال السهمي في (تاريخ جرجان 71) : «سمعت الإمام أبا بكر الإسماعيلي يقول: كان يعرف الحديث صدوقا، وكان ممرورا» .
وقال ابن عديّ: حدّثنا أحمد بن حفص بن عمر السعدي سنة إحدى وتسعين ومائتين، (تاريخ جرجان 71) .
وقال الإسماعيلي أيضا: ممرور يكون أحيانا أشبه، فأشار إليه أنه كان أحيانا يغيب عقله.
والممرور هو الّذي يصيبه الخلط من المرّة فيخلط. (لسان الميزان 1/ 163) .
[2] انظر عن (أحمد بن حمّاد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 21، 22، والإكمال لابن ماكولا 4/ 81، والمعجم المشتمل لابن عساكر 43 رقم 22، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 296- 298 رقم 28، وسير أعلام النبلاء 13/ 533 رقم 265، والعبر 2/ 105، 106، والكاشف 1/ 16/ 23، وتهذيب التهذيب 1/ 25، 26 رقم 36، وتقريب التهذيب 1/ 13 رقم 29، وخلاصة تذهيب التهذيب 5، وشذرات الذهب 2/ 224.
[3] زغبة: بزاي مضمومة وغين ساكنة معجمة وباء معجمة بواحدة. قاله ابن ماكولا في (الإكمال 4/ 81) .
[4] وقال: هو صالح. (المعجم المشتمل 43 رقم 22) .
[5] قاله أبو سعيد بن يونس. (تهذيب الكمال 1/ 297، 298) .
[6] وقال ابن يونس: وكان ثقة مأمونا.
[7] انظر عن (أحمد بن حمّاد بن سفيان) في:
تاريخ بغداد 4/ 124.

(22/45)


أبو عبد الرحمن الكوفي.
ولي قضاء المصيصة، فتوفي بها.
سمع: أبا بلال الأشعري، وأبا كريب.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، ومحمد بن علي بن حبيش، وجماعة، وأبو عمرو السّمّاك.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: لا بأس به [1] .
17- أحمد بن داود بن أبي نصر [2] .
أبو بكر السّمْنانيّ القُومِسيّ.
عن: سُفْيان، وهُدْبَة بن خالد، وصَفْوان بن صالح المؤذّن، وخلْق.
وعنه: ابن عُقْدَةَ، وإسماعيل بن نُجَيْد، وأبو عَمْرو بن مَطَر.
تُوُفي سنة خمسٍ وتسعين [3] .
18- أحمد بن رُسْتَة الأصبهانيّ [4] .
عن: جده لأمّه محمد بن المغيرة، وسليمان الشاذكوني، وإبراهيم بن عبد الله الهروي.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ، وأبو أحمد الْعَسَّالُ.
تُوُفي سنة ثلاثٍ وتسعين [5] .
19- أحمد بن أبي يحيى زكير الحضرميّ [6] .
__________
[1] المصدر نفسه، وقال أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد: توفي أبو عبد الرحمن أحمد بن حمّاد بن سفيان بالمصّيصة ليومين بقيا من المحرّم سنة سبع وتسعين ومائتين.
[2] انظر عن (أحمد بن داود) في:
تاريخ بغداد 4/ 141 رقم 1824.
[3] قال ابن سعيد: أحمد بن داود بن أبي نصر القومسي صاحب حديث، فهم. سمعت محمد بن عبد الله بن سليمان يثني عليه وعلى أخيه.
[4] انظر عن (أحمد بن رستة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 63، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 105، 106.
[5] ورّخه أبو نعيم 1/ 105.
[6] انظر عن (أحمد بن أبي يحيى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 49.

(22/46)


مولاهم المصريّ أبو الحَسَن الملقَّب بيزيد بن أبي حبيب.
يروي عن: حَرْمَلَة، وعافية بن أيّوب، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفي سنة ثمانٍ وتسعين.
قال ابن يونس: لم يكن بذاك، فيه نُكْرة.
20- أحمد بن زيد بن الحُرَيْش الأهوازيّ [1] .
أبو الفضل.
عن: أبيه، وأبي حاتم السجِسْتانيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفي في صفر سنة أربعٍ وتسعين.
21- أحمد بن سعيد بن شاهين البغداديّ [2] .
عن: شَيْبان، ومُصْعَب بن عبد الله.
وعنه: دَعْلَج، والطَّبَرانيّ.
وكان ثقة [3] .
تُوفي سنة ثلاثٍ أيضًا [4] .
22- أحمد بن سعيد [5] .
أبو جعفر النَّيْسابوريّ الحبريّ [6] .
عن: عليّ بن حُجْر، وأحمد بن صالح المصريّ، وخلق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن زيد الأهوازي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 28.
[2] انظر عن (أحمد بن سعيد بن شاهين) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 63، وتاريخ بغداد 4/ 171 رقم 1849.
[3] وثّقه الخطيب.
[4] قال ابن يونس: يكنى أبا العباس، بغداديّ قدم مصر، حدّث بها وبها توفّي.
[5] انظر من (أحمد بن سعيد النيسابورىّ) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 755 وفي الحاشية قال محقّقه: «لم نظفر به» .
[6] في الثقات: «الحيريّ» ، وفي الفهرس (9/ 239) «الحبري» .

(22/47)


وسكن الشاش. وكان حافظًا نبيلًا.
تُوُفي بالشّاش في ذي القعدة سنة ثلاثٍ أيضًا [1] .
23- أحمد بن سعيد بن عُرْوَة الصَّفّار [2] .
عن: عبد الواحد بن غِياث، وإسحاق بن موسى الخَطْميّ، وأحمد بن عَبْدة.
وعنه: أبو الشيخ، والطَّبَرانيُّ.
توُفّي سنة خمسٍ.
24- أحمد بن الحافظ سعيد بن مسعود المَرْوَزِيّ [3] .
من كُبراء مَرْو، وأَجِلّائها، وعُقَلائها.
عن: أبيه، وعليّ بن حُجْر.
وعنه: أبو العبّاس الساريّ، ويحيى العَنْبَريّ.
توُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
25- أحمد بن سليمان بن أيوب [4] .
أبو محمد المَدِينيّ الأصبهانيّ الوَشّاء.
أحد الأثبات.
سمع: الوليد بن شجاع، وسوّار بن عبد الله العَنْبَريّ، والطبقة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ، وأبو إسحاق بن حمزة.
وتُوُفّي سنة تسع وتسعين [5] .
__________
[1] وقال ابن حبّان: «كان يحفظ» .
[2] انظر عن (أحمد بن سعيد بن عروة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 62.
[3] انظر عن (أحمد بن سعيد بن مسعود) في:
الكامل في التاريخ 8/ 62 وفيه كنيته: أبو العباس.
[4] انظر عن (أحمد بن سليمان بن أيوب) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 109، 110.
[5] في شهر جمادى الأولى. وهو يروي عن العراقيين الحديث الكثير.

(22/48)


26- أحمد بن سهل بن أيّوب [1] .
أبو الفضل الأهوازيّ.
عن: عليّ بن بحر القطّان.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وغيره.
تُوُفّي في يوم التَّرْوِية سنة إحدى وتسعين بالأهواز.
27- أحمد بن سهل بن مالك [2] .
أبو بكر النَّيْسابوريّ.
عن: أحمد بن حنبل، وابن راهَوَيْه.
وعنه: الحافظان ابن عُقْدة، وابن الأخرم.
تُوُفّي سنة تسعين.
28- أحمد بن صنا.
ويقال: أحمد بن صنا أبو الحَسَن الدّمشقيّ المَرَوِيّ.
روى عن: أبي الجماهر الكَفَرْسوسيّ، وغيره.
وعنه: أبو الطّيّب بن الخَوْلانيّ، وأبو عليّ بن آدم، وأبو عَمْرو بن فَضَالَةَ.
29- أحمد بن طاهر بن حَرْمَلةَ بن يحيى التّجيبيّ المصريّ [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سهل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 31 وفيه: «أحمد بن سهل بن الوليد السكّري الأهوازي أبو غسّان» ، وهذا يروي عن: خالد بن يوسف بن خالد السمعي.
[2] في: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 47 رقم 31 يوجد: «أحمد بن سهل أبو حامد. سمع من إمامنا فيما أنبأنا أبو الغنائم الكوفي. حدّثنا أبو حامد أحمد بن سهل قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: أصول الإسلام على ثلاثة أحاديث «الأعمال بالنّيّات» و «الحلال بيّن والحرام بيّن» و «من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو ردّ» .
أقول: بهذا يكون هو صاحب الترجمة، لأنه يروي عن الإمام أحمد، وحدّث عن ابن عقدة.
والاختلاف فقط في الكنية، فهو هنا أبو بكر، وفي «طبقات الحنابلة» . أبو حامد. فليراجع.
[3] انظر عن (أحمد بن طاهر بن حرملة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 22، والمجروحين لابن حبّان 1/ 151، 152، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 199، 200، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 74 رقم 190، وميزان الاعتدال 1/ 105 رقم 414، والمغني في الضعفاء 1/ 42 رقم 314، ولسان الميزان 1/ 189 رقم 599.

(22/49)


عن: جدّه.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأحمد بن عليّ المَدِينيّ.
قال ابن عديّ [1] : ضعيف يكذب في الحديث وغيره. سمعت أحمد بن علي يقول: سمعت أحمد بن طاهر يقول: رأيت بالرملة قردا يصوغ [2] ، فإذا أراد أن ينفخ أشار إلي رجل [حتى] ينفخ له.
توفي سنة اثنتين وتسعين [3] .
30- أحمد بن العباس بن أشرس [4] .
عن: أحمد بن حنبل، وأبي إبراهيم الترجماني.
توفي ببغداد سنة ثلاث وتسعين.
31- أحمد بن العبّاس بن الوليد بْن مُزْيَد [5] .
أبو العبّاس العُذْريّ البَيْروتيّ.
روى عن: هشام بن عمّار، ولُوَيْن، وحامد بن يحيى البْلخيّ.
وعنه: محمد بن يوسف الهَرَويّ، وموسى الصّبّاغ إمام مسجد بيروت [6] ،
__________
[1] في الكامل 1/ 199. وعبارته: «ضعيف جدّا يكذب فِي حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ روى، ويكذب في حديث الناس إذا حدّث عنهم» .
[2] في: ميزان الاعتدال: «يضوع» بالضاد المعجمة والعين المهملة، والمثبت يتفق مع: المجروحين لابن حبّان، والكامل لابن عديّ، ولسان الميزان لابن حجر، وهو من صياغة الذّهب وغيره.
[3] قال الدار الدّارقطنيّ: كذّاب.
وقال ابن حبّان: سمعت أحمد بن الحسن المدائني بمصر يقول: كان أكذب البريّة. وذكر حكاية القرد وحكايات أخر تشبهها ظاهرة البطلان، وقال ابن حبّان: وأمّا أحاديثه عن حرملة، عن الشافعيّ فهي صحيحة مخرجة من المبسوط. (لسان الميزان 1/ 189) .
أما ابن عديّ فقال: وحدّث أحمد هذا عن جدّه حرملة، عن الشافعيّ بحكايات بواطيل يطول ذكرها، وروى أحاديث مناكير. (الكامل 1/ 200) .
[4] انظر عن (أحمد بن العباس بن أشرس) في:
طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 52، 53 رقم 46 وفيه كنيته: أبو العباس، وقيل: أبو جعفر.
[5] انظر عن (أحمد بن العباس بن الوليد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 192 و 36/ 511 و 40/ 282، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 305، 306 رقم 305.
[6] مسجد بيروت كان يعرف بمسجد أو جامع ورد.

(22/50)


وأبو عبد الله بن مروان [1] ، وآخرون.
ذكره ابن منده بالفضل والصَّلاح.
32- أحمد بن عَبْدان بن سِنان الزَّعْفرانيّ.
عن: عبد الله بن عمر أخو رُسْتَة، وطبقته من الأصبهانيّين.
وعنه: أبو الشَّيخ.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
33- أحمد بن عبد الله الخُتُّليّ [2] .
عن: أبي بكر بن أبي شَيْبة [3] ، وأبي همّام السَّكونيّ، وطبقتهما.
وعنه: أبو بكر الجعابي، والإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة ثلاثمائة.
وثَّقه الخطيب.
34- أحمد بن عبد الله القَرْمَطيّ [4] .
__________
[1] هو: محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الملك بن مروان القرشي المتوفى سنة 358 هـ.
(تاريخ دمشق 36/ 511) .
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الله الختّليّ) في:
تاريخ بغداد 4/ 221، 222، والأنساب لابن السمعاني 5/ 45. و «الختّليّ» : قال ابن السمعاني:
اختلف مشايخنا في هذه النسبة، بعضهم يقول: هي نسبة إلى ختلان، وهي بلاد مجتمعة وراء بلخ، وهي بضم الخاء والتاء المثنّاة من فوقها المشدّدة، حتى رأيت الختل بضم الخاء والتاء، وهي قرية على طريق خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الدسكرة.
وقال ابن الأثير: الصحيح أن النسبة إلى الولاية التي بخراسان هو المراد متى أطلق، ولا يناقضه كون بعض من ينسب الختّليّ أن يقال: بغداديّ، فإنه يكون أصله ختليّا من خراسان، ثم أقام ببغداد أو ولد بها، أو بالعكس، وهذا كثير الوقوع جدّا. (اللباب 1/ 421) .
واسم صاحب الترجمة بالكامل: أحمد بن عبد الله بن محمد بن زيد بن عبد الحميد بن حسان، وكنيته: أبو بكر.
[3] في الأصل: «أبيّ بن أبي شيبة» .
وفي الأنساب لابن السمعاني: «ابني بن أبي شيبة» ، وما أثبتناه عن «تاريخ بغداد» .
[4] انظر عن (أحمد بن عبد الله القرمطي) في:
تاريخ الطبري 10/ 100- 114، وتاريخ أخبار القرامطة لابن سنان 20- 25، والمنتظم 6/ 43،

(22/51)


صاحب الخال. رأس القرامطة وطاغيتهم. هو سمّى نفسه هكذا. وهو حسين بن زَكْرَوَيْه. بعث المكتفي باللَّه عسكرًا لحربه في سنة إحدى وتسعين، فالتقوا، فقُتِل خلْق من أصحابه، ثمّ انهزم، فَمُسِكَ وأُتِيَ به، وطِيف به في بغداد في جماعة، ثمّ قُتِل هو وهم تحت العذاب.
وكان قد بايعه القرامطة بعد قتل أخيه، ولقَّبوه بالمهدي. وكان شجاعًا فاتكًا شاعرًا. ومن شعره يقول:
متى أرى الدنيا بلا كاذبِ ... ولا حَرُوري ولا ناصبي
متى أرى السَّيْفَ على كلِّ مَن ... عادى عليَّ بنَ أبي طالبِ [1]
ولما قُتِلَ خرج بعده أبوه زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ يأخذ بالثّأر، فاعترض الرّكَب العراقيّ في سنة أربعٍ وتسعين في المحرَّم، فقتلهم قتلًا ذريعًا، وبدَّعَ فيهم.
قال أبو الشَّيخ الأصبهانيّ: حزروا أنّ زَكْرَوَيْه القَرْمَطيّ قتل من الحاجّ وغيرهم خمسين ألف رجل [2] ، ثمّ لقِيه العسكر بظاهر الكوفة، فهزم العسكر وأخذ سلاحهم وثقلهم، فتقوّى بذلك، واستفحل أمره، وأجلبت معه كلْب وأَسَد، ولقَّبوه السيّد، وكان يُدْعى زَكْرَوَيْه.
ثمّ سار إليه جيش عظيم، فالتقوه بين البصْرة والكوفة، فكُسِر جيشه وأسر جريحًا، ثمّ مات في ربيع الأول من سنة أربع، وطيف به ببغداد ميتا [3] ، لا
__________
[ () ] والكامل في التاريخ 7/ 523، 524، والدرّة المضيّة (من كنز الدرر) 72- 75، ودول الإسلام 1/ 176، ومرآة الجنان 2/ 218، وتاريخ الخميس للدياربكري 385، والوافي بالوفيات 7/ 119، 120 رقم 3051.
[1] تاريخ أخبار القرامطة 87، والوافي بالوفيات 7/ 120 وفيهما بيتان آخران:
متى يقول الحقّ أهل النّهى ... وينصف المغلوب من غالب
هل لبغاة الخير من ناصر ... هل لكؤوس العدل من شارب؟
[2] وقال المسعودي: وكان عدّة من قتل في هذه القافلة الأخيرة أكثر من خمسين ألفا. (التنبيه والإشراف 326) .
[3] انظر التفاصيل في:
تاريخ الطبري 10/ 130- 134، والتنبيه والإشراف 325، 326، وتاريخ أخبار القرامطة 28- 36، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 194، و 197- 201، وتاريخ حلب للعظيميّ 276،

(22/52)


رحمه الله تعالى.
وقد مرّت أخبارهم في الحوادث [1] .
قال إسماعيل الخُطَبيّ: خرج بالشّام في خلافة المكتفي رجل يُعرف بابن المهزول، انتمى إلى جعفر بن محمد، فعاث وأفسد.
قال المَرْزبانيّ: عليّ بن عبد الله بن المهزول الخارج بالشّام مع أخيه أحمد بن عبد الله صاحب الخال، وهو صاحب الشّامة، وكانا ينتميان إلى الطّالبيِّين، ويشك في نَسَبِهما فكانت الرئاسة لعليّ بن عبد الله، فقُتِل، ثمّ قام أخوه إلى أن قُتِل. ولعليّ شِعْر جيّد.
قلت: ويُسمى أيضًا يحيى بن زَكْرَوَيْه.
قال الخُطَبيّ: ثمّ حاصر ابن المهزول دمشقَ فلم يدخلْها، وتمّت له وقائع مع عسكر مصر، وقُتِل في المعركة. وكان يُعرف بصاحب الجمل، فقام بعده أخوه صاحب الخال، وفي اسمه خلف.
35- أحمد بن عبد الرحمن السقطي [2] .
عن: يزيد بن هارون.
مجهول.
تفرد عنه: محمد بن أحمد المفيد الضعيف وقال: سمعت منه سنة خمس وتسعين [3] .
__________
[ () ] والمنتظم لابن الجوزي 6/ 60، والكامل في التاريخ 7/ 548- 551، والدرّة المضيّة (من كنز الدرر) 85- 89، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، 249، والعبر 2/ 96، 97، ودول الإسلام 1/ 178، ومرآة الجنان 2/ 222، والبداية والنهاية 11/ 101، وتاريخ ابن خلدون 4/ 87، 88، والنجوم الزاهرة 3/ 160.
[1] راجع حوادث سنة 291 و 294 هـ. من هذا الجزء.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن السقطي) في:
تاريخ بغداد 4/ 244 رقم 1970، والمنتظم 6/ 90- 92 رقم 121، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 75، 76 رقم 198، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 51 رقم 41، وميزان الاعتدال 1/ 116 رقم 448، والمغني في الضعفاء 1/ 46 رقم 34، ولسان الميزان 1/ 211، 212 رقم 653.
[3] قال عبد العزيز بن علي الورّاق: سئل أبو بكر المفيد- وأنا حاضر- عن سماعه من أبي العباس

(22/53)


36- أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق [1] .
أبو عبد الله بن أبي عَوْف البغداديّ البُزُوريّ [2] .
رئيس نبيل صدوق.
سمع: سويد بن سعيد، ولُوَيّنًا [3] ، وعثمان بن أبي شَيْبة، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بن الصّوّاف، وعبد الله بن إبراهيم الزَّيْنبيّ، ومحمد بن عليّ بن حُبَيْش، وآخرون.
توفّي سنة سبع وتسعين [4] .
وثّقه الدّار الدارَقُطْنيّ [5] .
ومولده سنة أربع عشرة ومائتين [6] .
قال الخطيب [7] : كان ثقة نبيلًا رفيعًا [جليلًا] [8] ، ذا منزلة من السلطان وأموال [9] .
قال ابن الحربيّ: هو أحد عجائب الدُّنيا [10] .
__________
[ () ] أحمد بن عبد الرحمن السقطي صاحب يزيد بن هارون، فذكر أنه سمع منه سنة خمس وتسعين ومائتين. قال: وكان سنّي في ذلك الوقت إحدى عشر سنة، ومولدي سنة أربع وثمانين ومائتين، وكان سنّ أحمد بن عبد الرحمن السقطي وقت سماعي منه مائة سنة وخمس سنين.
قال الخطيب: إن أحمد بن عبد الرحمن ممّن تفرّد المفيد بالرواية عنه، وليس بمعروف عند أهل النقل، والله أعلم.
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق) في:
تاريخ بغداد 4/ 245- 249 رقم 1973، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 51 رقم 41، وميزان الاعتدال 1/ 116 رقم 448، ولسان الميزان 1/ 211 رقم 653.
[2] وقع في: طبقات الحنابلة: «الزوري المعدّل» ، والصحيح «البزوري» كما أثبتناه.
[3] لوين: هو محمد بن سليمان.
[4] يوم الإثنين لليلتين بقيتا من شوّال.
[5] فقال: ثقة هو وأبوه وعمّه، إنما يحكى عنه حكاية. (تاريخ بغداد 4/ 246) .
[6] تاريخ بغداد 4/ 249.
[7] في تاريخ بغداد 4/ 246.
[8] إضافة من: تاريخ بغداد.
[9] عبارته في تاريخ بغداد: «له منزلة من السلطان، ومودّة في أنفس العوامّ، وحال من الدنيا واسعة، وطريق في الخير محمودة، وإليه ينسب شارع ابن أبي عوف المسلوك فيه إلى نهر القلّايين وما قاربه من المواضيع» .
[10] تاريخ بغداد 4/ 246، طبقات الحنابلة 1/ 51 وذكر الخطيب عنه عدّة حكايات في ترجمته

(22/54)


37- أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن عقال [1] .
أبو الفوارس التّميميّ الحَرّانيّ.
عن: أبي جعفر النُّفَيليّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن عديّ.
قال أبو عَرُوبَة: لم يكن يؤتَمَن على نفسه ولا دينه [2] .
وقال ابن عديّ [3] : يكتب حديثه [4] .
قلت: توفّي سنة ثلاثمائة.
38- أحمد بن عُبَيْد الله بن جرير بن جَبَلَة بن أبي رَوّاد العَتَكيّ البصْريّ القاضي [5] .
عن: أبيه، وغيره.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
39- أحمد بن عُبَيْد.
أبو بكر الشّيرازيّ.
__________
[ () ] المطوّلة. وقال ابن المنادي: حمل الناس عنه حديثا ليس بالكثير على ستر وأمانة.
وقال ابن الحربيّ أيضا: ابن أبي عوف: عفيف اللسان، عفيف الفرج، عفيف الكفّ. (طبقات الحنابلة 1/ 51) .
وقال ابن أبي يعلى: نقل عن إمامنا مسائل.
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن بن يزيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 14، 15، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 206، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 76 رقم 200، وميزان الاعتدال 1/ 116 رقم 451، والمغني في الضعفاء 1/ 46 رقم 346، ولسان الميزان 1/ 213 رقم 659.
[2] وزاد: وكان يذكر أنّ أبا جعفر النفيلي أيام المحنة توارى من بينهم، فذكرت هذا الكلام لأبي عروبة، فقال: والّذي قال في ذلك محتمل، وأظنّ أنّ أبا عروبة قال: كان أبو جعفر جاره.
(الكامل لابن عديّ 1/ 206) .
[3] في الكامل.
[4] وقال أيضا: كتبت عنه بها انتقاء أبي زرعة الرازيّ على أبي جعفر النفيلي.
[5] انظر عن (أحمد بن عبيد الله بن جرير) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 37.

(22/55)


روى عنه: محمد بن بكّار بن الرّيّان، وداود بن الرشيد.
وعنه: أبو بكر عبد العزيز شيخ الحنابلة، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
40- أحمد بن على بن إسماعيل القطّان [1] .
بغداديّ.
روى عن: أبي مروان العثمانيّ [2] .
وعنه: الطَّبَرانيّ.
41- أحمد بن على بن إسماعيل الرّازيّ [3] .
عن: سهل بن عثمان، ومحمد بن مَهران الجمّال، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي في صفر سنة إحدى وتسعين ببغداد [4] .
42- أحمد بن عليّ بن سعيد [5] .
__________
[1] انظر عن أحمد بن علي القطان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 35، وتاريخ بغداد 4/ 305 رقم 2089.
[2] هو: محمد بن عثمان.
[3] انظر عن (أحمد بن علي الرازيّ) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 27، 28، وتاريخ بغداد 4/ 207 رقم 2094 وفيه اسمه:
«أحمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن أبي بكر بن سليمان بن نفيع بن عبد الله أبو العباس الكندي مولاهم، يعرف بالإسفذني» .
[4] قال الخطيب: هو من أهل الريّ، قدم بغداد حاجّا وحدّث ... وكان ثقة.
وقال أبو العباس بن سعيد: معروف الحديث، توفي ببغداد راجعا من الحج
[5] انظر عن (أحمد بن علي بن سعيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 13 وفيه «أحمد بن علي بن سعد» ، وتاريخ بغداد 4/ 304، 305 رقم 2088، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 52 رقم 44، والمعجم المشتمل لابن عساكر 54، 55 رقم 66، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2 ورقة 14، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 62، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 407- 411 رقم 82، والكاشف 1/ 24 رقم 65، والعبر 2/ 92، وتهذيب التهذيب 1/ 62 رقم 107، وتقريب التهذيب 1/ 22 رقم 92، وخلاصة تذهيب التهذيب 10، وقضاة دمشق لابن طولون 21.

(22/56)


القاضي أبو بكر المَرْوَزِيّ مولى بن أُميّة.
ولي نيابة الحُكْم بدمشق، وولي قضاء حمص.
وكان محدّثًا ثقة، مُكْثِرًا عالمًا.
سمع: عليّ بن الجعد، وسويد بن سعيد، ويحيى بن مَعِين، وكامل بن طلحة، وأبا نصر التّمّار، وخلقا من طبقتهم.
وعنه: ن. وقال: لَا بأس بِهِ [1] ، وأبو عَوَانة، وابن جَوْصا، وأبو عليّ بن معروف، والطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن الناصّح.
تُوُفّي في نصف ذي الحجّة سنة اثنتين وتسعين [2] .
43- أحمد بن عليّ بن حسن [3] .
أبو الصَّقر التَّميميّ البغداديّ الضّرير.
روى عن: عليّ بن عثمان اللّاحقيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
44- أحمد بن عليّ بن محمد بن الجارود الحافظ [4] .
أبو جعفر الجاروديّ الأصبهانيّ.
رحل وطوَّف وصنَّف التّصانيف.
وحدَّث عن: أبي سعيد الأشَجّ، وعمر بن رُسْتَة، وهارون بن إسحاق، وخلق من الأصبهانيين.
__________
[1] المعجم المشتمل 55، وفي موضع آخر قال: ثقة. (المعجم، وتاريخ بغداد 4/ 305) ، وكان يقول في روايته عنه: «حدّثنا أبو بكر بن علي» . (تاريخ بغداد 4/ 350) .
[2] قال الخطيب: أصله من مرو، وذكر لي من أثق به من العلماء أنه بغداديّ، ولي قضاء حمص ونزلها، وحدّث بها عن: عليّ بن المَدِينيّ، وأحمد بن حنبل، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن أبي بكر المقدّميّ، وصالح بن مالك الخوارزمي، وإبراهيم بن محمد بن عرعرة، وعبد الجبّار بن عاصم، والحكم بن موسى، وأبي خيثمة زهير بن حرب. (تاريخ بغداد 4/ 304) .
[3] انظر عن (أحمد بن علي بن حسن) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 47 وفيه «الحسين» بدل «حسن» ، وتاريخ بغداد 4/ 305، 306 رقم 2091 وهو: المؤدّب.
[4] انظر عن (أحمد بن علي الجارودي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 63، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 117، 118.

(22/57)


وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو إسحاق بن حمزة، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو الشيخ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين [1] ، وقيل سنة ثمانٍ [2] .
45- أحمد بن عمرو بن عبد الخالق [3] .
أبو بكر البزار الحافظ، صاحب «المسند» المشهور.
سمع: هُدْبَةَ بن خالد، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ، والحسن بن عليّ بن راشد، وإبراهيم بن سعيد الْجَوْهريّ، وعبد الله بن معاوية الْجُمحيّ، ومحمد بن يحيى الرُّمّانيّ، وخلْقًا.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ، وعُبَيْد الله بن الحَسَن، وأهل أصبهان، فإنّه رحل إليها في آخر عمره، وروى بها الكثير [4] .
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: ثقة يخطئ [كثيرًا] [5] ويتّكل على حِفْظه [6] .
__________
[1] أرّخه بها أبو نعيم 1/ 117 وقال: «صنّف المسند والشيوخ. يروي عن العراقيّين، أخو رسته، علّامة بالحديث، متقن، صحيح الكتابة» .
[2] وجاء في وفيات سنة 300 هـ. في الكامل في التاريخ 8/ 75: وفيها توفي أحمد بن علي الحدّاد، وقيل سنة تسع وتسعين ومائتين.
فلعلّه صاحب الترجمة، ووقع التحريف في «الجارود» فجاء «الحدّاد» ، والله أعلم.
[3] انظر عن (أحمد بن عمرو البزّار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 51، 52، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 104، 105، وتاريخ بغداد 4/ 334، 335 رقم 2157، والمنتظم 6/ 50 رقم 73، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1193، وتذكرة الحفاظ 2/ 653، 654، والعبر 2/ 92، وسير أعلام النبلاء 13/ 554- 557 رقم 281، والمغني في الضعفاء 1/ 51 رقم 392، وميزان الاعتدال 1/ 124، 125 رقم 505 والوافي بالوفيات 7/ 268 رقم 3236، ولسان الميزان 1/ 237- 239 رقم 750، والنجوم الزاهرة 3/ 157، 158، وطبقات الحفاظ 285، وشذرات الذهب 2/ 209.
[4] قال أبو نعيم: قدم أصبهان مرتين، القدمة الثانية سنة ستّ وثمانين ومائتين. (ذكر أخبار أصبهان 1/ 104) .
[5] إضافة من: تاريخ بغداد.
[6] تاريخ بغداد 4/ 335، وذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيّع أنه سمع الدار الدّارقطنيّ يقول: أحمد بن عمرو بن عبد الخالق يخطئ في الإسناد والمتن، حدّث بالمسند بمصر حفظا ينظر في كتب الناس ويحدّث من حفظه، ولم تكن معه كتب، فأخطأ في أحاديث كثيرة يتكلّمون فيه. جرّحه أبو

(22/58)


قلت: تُوُفّي بالرَّملة في ربيع الأوّل سنة اثنتين وتسعين [1] . وقد حدَّث ببغداد أيضًا فروى عنه من أهلها: محمد بن العبّاس بن نجيح، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الخُتَّليّ، وغيرهم.
وحدَّث بمصر وبالحَرَم. وكان يرحل في أواخر عُمره، وثبت علْمُهُ [2] .
46- أحمد بن عَمْرو بن مسلم [3] .
أبو بكر المكّيّ الخلّال.
عن: يعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وعبد الله بن عِمران العابديّ، ومحمد بن يحيى العُرَنيّ، وطائفة.
وعنه: الطَّبَراني، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
47- أحمد بن عَمْرو بن حفص بن عُمَر بن يَمَان بن عبد الرحمن القرمعيّ [4] .
أبو بكر البصْريّ القَطَرانيّ.
عن: عمرو بن مرزوق، وسليمان بن حرب، وهُدْبة بن خالد، والقَعْنَبِيّ، وأبي الوليد، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الطاهر الذُّهَليّ قاضي مصر، وآخرون.
تُوُفّي في شوّال سنة خمس وتسعين.
وذكره ابن حِبّان في «الثّقات» [5] .
__________
[ () ] عبد الرحمن النسائي.
[1] ذكر أخبار أصبهان 1/ 104، تاريخ بغداد 4/ 335، وقال ابن قانع: سنة إحدى وتسعين ومائتين.
[2] قال الخطيب: وكان ثقة حافظا، صنّف المسند، وتكلّم على الأحاديث وبيّن عللها، وقدم بغداد وحدّث بها.
[3] انظر عن (أحمد بن عمرو بن مسلم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 26.
[4] انظر عن (أحمد بن عمرو بن حفص) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 51، والثقات لابن حبّان 8/ 55 وفيه قال محقّقه (بالحاشية) : «لم نظفر به» .
[5] ج 8/ 55 وقال: «كتب عنه كهولنا» .

(22/59)


48- أحمد بن فَيّاض [1] .
أبو جعفر الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن مُصَفَّى.
وعنه: أبو عليّ بن شُعَيب، وجماعة.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
49- أحمد بن القاسم بن مُسَاوِر البغداديّ [2] .
أبو جعفر الْجَوْهريّ.
عن: عفّان، وخالد بن خِداش، وعلى بن الْجَعْد.
وعنه: ابن قانع، وأحمد بن كامل، ومحمد بن عليّ بن حُبيَش، والطَّبَرانيّ.
وكان ثقة [3] صاحب حديث.
قال أحمد بن المُنادي: قال لي إنّه كتب عن عليّ بن الْجَعْد خمسة عشر ألف حديث [4] .
قال: ومات في المحرّم سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
50- أحمد بن القاسم السُّلَيمانّيّ الأغرّ [5] .
عن: سَجّادة، وعبد الرحمن بن صالح.
وعنه: ابن مَخْلَد، وابن قانع.
51- أحمد بن القاسم بن نصر بن دوست [6] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن فيّاض) في:
تاريخ مولد العلماء ووفاتهم لابن زبر، ورقة 91، وتاريخ دمشق (طبعة مجمع اللغة بدمشق) 143 رقم 81، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 439.
[2] انظر عن (أحمد بن القاسم بن مساور) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 34، وتاريخ بغداد 4/ 349، 350 رقم 2190.
[3] تاريخ بغداد 4/ 349.
[4] تاريخ بغداد 4/ 350.
[5] انظر عن (أحمد بن القاسم السليماني) في:
تاريخ بغداد 4/ 351 رقم 2193.
[6] انظر عن (أحمد بن القاسم بن نصر) في:

(22/60)


أبو عبد الله البغداديّ.
عن: سُوَيْد بن سعيد، وغيره.
وعنه: جعفر الخالديّ، وبكّار بن أحمد.
قال الخطيب [1] : كان ثقة صالحًا [2] .
مات سنة ستٍ وتسعين.
52- أحمد بن القاسم [3] .
أبو الحَسَن الطّائيّ البِرْتيّ [4] .
عن: بِشْر بن الوليد، وأبي بكر بن أبي شَيْبة، وجماعة.
وعنه: أحمد بن خُزَيْمة، وابن قانع، والطَّبَراني، وجماعة.
وثّقه الخطيب [5] .
وتوفّي سنة ست أيضا.
53- أحمد بْن محمد بْن الحَسَن بْن بِسْطام.
أبو العبّاس البغداديّ الكاتب. أحد الفُضَلاء الأعيان، ولي المناصب الكِبار.
وقد أخذ عن: يعقوب بن السِّكّيت.
روى عنه: الأخفش الصغير، ومحمد بن هارون المجدَّر.
تُوُفّي بمصر في رجب.
54- أحمد بن محمد بن منصور [6] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 4/ 350، 351 رقم 2192.
[1] في تاريخه 4/ 350.
[2] عبارته: «وكان ثقة موصوفا بالصلاح والعبادة، وكذلك أبوه من قبله» .
[3] انظر عن (أحمد بن القاسم الطائي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 37، وتاريخ بغداد 4/ 350 رقم 2191، والإكمال لابن ماكولا 1/ 410 (بالحاشية) ، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 58، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 415.
[4] البرتي: بكسر أوله، وسكون الراء، وكسر المثنّاة فوق. وبرت: مدينة بنواحي بغداد.
[5] في تاريخه 4/ 350.
[6] انظر عن (أحمد بن محمد بن منصور) في:

(22/61)


أبو بكر البغداديّ الحاسب الضّرير.
سمع: عليَّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ.
روى عنه: أبو بكر القطِيعيّ، وأبو بكر بن الْجِعَابي، ومَخْلَد الباقَرْحيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وثّقه الدّار الدّارَقُطْنيّ [1] .
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين [2] .
55- أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عليّ بن أُسَيْد [3] .
أبو العبّاس الخُزَاعيّ الأصبهانيّ.
عن: مسلم بن إبراهيم، والقَعْنَبِيّ، وَقُرَّةَ بن حبيب، وأبي عمر الحَوْضيّ، وأبي الوليد الطَّيالِسيّ، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد العسّال، وأبو الشيَّخ بن حبّان، وعبد الرحمن بن سِياه، وجماعة من الأصبهانيّين.
وقال أبو الشيَّخ [4] : ثقة مأمون.
تُوُفّي في صفر سنة إحدى وتسعين [5] .
56- أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن الْحَسَن بْن الفرات [6] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 5/ 97 رقم 2495.
[1] المصدر نفسه.
[2] وقال الخطيب: وكان شيخا صالحا.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن علي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 61، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 106، 107 وفيه ذكر اسمه ونسبه بطوله: «أحمد بن محمد بن عليّ بن أُسَيْد بن عبد الله بن الأحجم بن أسد بن أسيد بن الأحجم بن دندنة بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعيد بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي أبو العبّاس، من أهل المدينة انتقل إلى اليهودية» .
[4] في: طبقات المحدّثين بأصبهان. (الجزء الّذي لم ينشر بعد) .
[5] وكان مولده سنة مائتين. (ذكر أخبار أصبهان 1/ 106) .
[6] انظر عن (أحمد بن محمد بن موسى) في:
تاريخ الطبري 10/ 23، 73، ومروج الذهب (طبعة الجامعة اللبنانية) 2987، 2988، والوزراء للصابي 12- 14 و 86- 88 و 147- 152 و 189- 193 و 199- 232 و 275- 278 ومواضع أخرى، والهفوات النادرة 159، 198، 204، 205، 207، والوافي بالوفيات 8/ 131- 133

(22/62)


أبو العبّاس الكاتب. أخو الوزير عليّ، وعمّ ابن خَيْزُران.
من بيت الحشمة والوزارة. وكان أَكْتَبَ أهل زمانه وأقومهم للآداب والفضائل والفِقْه، بل مدحه البُحْتُريّ الشاعر [1] .
وتُوُفّي سنة إحدى وتسعين ببغداد، ولم يخلِّف بعده مثله في التّصرّف.
57- أحمد بْن محمد بْن الحَجّاج بْن رِشْدِين بن سعد [2] .
أبو جعفر المِهْريّ المقرئ الحافظ.
قرأ القرآن على: أحمد بن صالح الطَّبَريّ.
وسمع: سعيد بن عُفَيْر، ويحيى بن سليمان الْجُعْفيّ، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن جعفر بن الورد، وعمر بن دينار، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وآخرون.
قال ابن عدي [3] : له مناكير ويُكْتَب حديثه. وهو كثير الحديث من الحفّاظ لحديث مصر.
قرأ عليه: ابن شَنَبُوذ، وأحمد بن بَهْزاد السِّيرافيّ.
وقال ابن يونس: مات في يوم عاشوراء سنة اثنتين وتسعين.
__________
[ () ] رقم 3553، وإعتاب الكتّاب 180- 182، والأعلام 1/ 196.
[1] انظر: ديوان البحتري 1/ 569 حيث مدحه بقصيدة أولها:
بتّ أبدي وجدا وأكتم وجدا ... لخيال قد بات لي منك يهدى
[2] انظر عن (أحمد بن محمد بن الحجّاج) في:
الجرح والتعديل 2/ 75 رقم 153، والمعجم الصغير للطبراني 1/ 22، 23 وفيه: «أحمد بن رشدين المصري» ، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 201، وتاريخ بغداد 4/ 297، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 204 و 15/ 593، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 455، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 84 رقم 239، والعبر 2/ 92، وميزان الاعتدال 1/ رقم 538، والمغني في الضعفاء 1/ 54 رقم 413، وغاية النهاية 1/ 109 رقم 502، ولسان الميزان 1/ 257 رقم 804، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 391، 392 رقم 207.
[3] في الكامل 1/ 201.

(22/63)


قال ابن عديّ [1] : هو، وأبوه، وجدّه، وجدّ أبيه، أربعتهم ضُعفاء [2] .
58- أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة [3] .
أبو بكر البغداديّ الحافظ. سال الإمام أحمد مسائل مدوّنة.
وسمع من: إسماعيل بن مسعود الْجُحْدُريّ، ومحمد بن مسكين اليَمَاميّ، ومحمد بن حرب النَّسائيّ، وغيرهم.
وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشافعي، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ.
وكان موصوفًا بالضَّبْط والإتقان [4] .
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين [5] .
وأخذ عنه: أبو بكر الخلّال، وغيره.
__________
[1] في الكامل ذكر ابن عديّ عن أحمد بن محمد بن الحجّاج بمصر، ثنا يعقوب أبو عبد الرحمن بن يعقوب بن إسحاق بن كبير بن سَفِينَةُ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال- واسم سفينة رومان البجلي- وسمّاه جبريل عن الله تبارك وتعالى سفينة- عن أبيه، عن جدّه، عن أبي جدّه، عَنْ سَفِينَةَ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «المستشار مؤتمن» . قال ابن عديّ: وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس بمحفوظ، وهو محتمل.
[2] وقال ابن عديّ أيضا: «سمعت محمد بن سعد السعدي يقول: سمعت أحمد بن شعيب النسائي يقول: كان عندي أخو ميمون وعدّة، فدخل ابن رشدين هذا، فصعقوا به، وقالوا له: يا كذّاب، فقال لي ابن رشدين: ألا ترى ما يقولون لي؟ فقال له أخو ميمون: أليس أحمد بن صالح إمامك؟ قال: نعم. فقال: سمعت علي بن سهل يقول: سمعت أحمد بن صالح يقول: إنك كذّاب. (الكامل 1/ 201) .
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه بمصر ولم أحدّث عنه لما تكلموا فيه. (الجرح والتعديل) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن عبد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 34، وتاريخ بغداد 5/ 40، 41 رقم 2395، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 64، 65 رقم 53، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ ورقة 9 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 58، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 119 رقم 552، وتذكرة الحفاظ 2/ 745، 746، وسير أعلام النبلاء 14/ 83، 84 رقم 43، وطبقات الحفاظ 314، وشذرات الذهب 2/ 215.
[4] قال الدار الدّارقطنيّ: ثقة ثقة.
وذكر ابن المنادي في كتاب «أفواج القرّاء» فقال: كان من الحذق والضبط على نهاية ترضى بين أهل الحديث، كأبي القاسم بن الجبليّ ونظرائه.
[5] وقال عليّ بن المنادي: صلّينا عليه بالكناس، وحضر أبو محمد بن أبي العنبر جنازته والصلاة عليه، وهو ممّن كتب الناس عنه في آخر عمره.

(22/64)


وروى القراءات عن جماعة.
روي عنه: ابن مجاهد [1] .
59- أحمد بن محمد [2] .
أبو العباس المديني الأصبهانيّ البزّار.
ثقة فاضل، يروي عن: داود بن رُشَيْد، وعبد الله مُشْكِدَانَة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ أيضًا.
60- أحمد بن محمد بن سعيد [3] .
أبو سعيد الأصبهانيّ المَعينيّ [4] .
سمع: سهل بن عثمان، وعقبة بن مُكْرَم، وزيد بن الحَرَميّ، وطبقتهم.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ.
وثّقه أبو نُعَيْم الأصبهانيّ [5] .
وتوفي سنة خمسٍ وتسعين.
61- أحمد بن محمد بن حرب الْجُرْجانيّ المُلْحَميّ [6] .
__________
[1] وقال ابن أبي يعلى: «نقل عن إمامنا مسائل وأشياء كثيرة» ، أي الإمام أحمد. (طبقات الحنابلة 1/ 64) .
[2] انظر عن (أحمد بن أحمد البزّار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 61، 62.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن سعيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 62، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 108، 109.
[4] ضبطه محقّق ذكر أخبار أصبهان: «المعيّني» .
[5] قال: كتب مع جعفر بن أحمد بن فارس في رحلته. سمع بمكة والمدينة وأصبهان. خرج إلى كرمان وتوفي بها.
[6] انظر عن (أحمد بن محمد بن حرب) في:
المجروحين لابن حبّان 1/ 154، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 203- 205، وتاريخ جرجان للسهمي 72، 73 رقم 19 واسمه بطوله: أبو الحسن أحمد بن محمد بن حرب بن سعيد بن عمرو الملحمي مولى سليمان بن علي الهاشمي الجرجاني، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 54 رقم 62، والأنساب لابن السمعاني 11/ 467، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 85 رقم 240، وميزان الاعتدال 1/ 134

(22/65)


عن: عليّ بن الْجَعْد، وأبي مُصْعَب.
وعنه: ابن عديّ [1] .
وليس بثقة [2] .
62- أحمد بن محمد [3] .
أبو الحسين النّوريّ [4] الزّاهد شيخ الصّوفيّة.
__________
[ () ] رقم 539، والمغني في الضعفاء 1/ 53 رقم 409، ولسان الميزان 1/ 258 رقم 805.
والملحمي: بضم الميم، وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الميم. هذه النسبة إلى الملحم، وهي ثياب تنسج بمرو من الأبريسم قديما. (الأنساب 11/ 465) .
[1] وكناه أبا الحسن، وقال إنه مولى سليمان بن علي الهاشمي، يتعمّد الكذب ويلقّن فيتلقّن.
(1/ 203) وقال أيضا: ثنا أحمد بن محمد بن حرب، ثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان- زعم أنه كتب عنه بجرجان، وكذب، لأنّ إبراهيم ما دخل جرجان قطّ، ومات قبل أن يولد أحمد بن محمد بن حرب- عن أبيه، عن السّدّي، عن أبي الجلد قال: رأيت امرأة لوط قد مسخت حجرا تحيض عند رأس كل شهر. قال ابن عديّ: وأحمد بن محمد بن حرب هذا، هو مشهور بالكذب ووضع الحديث. (الكامل 1/ 204) .
[2] وقال ابن حبّان: كان في أيّامنا باقيا، أردت السماع منه للاختبار، فأخذت بعض الأجزاء من بعض من كان معنا بجرجان لأسمع منه بعض ما فيه، فرأيته حدّث عن عليّ بن الجعد، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس الخبر كالمعاينة» ، فعلمت أنه كذّاب يضع الحديث، فلم أشتغل به ولكنّي ذكرته ليعرف اسمه، لئلّا يحتجّ به مخالف أو موافق في شيء يرويه. (المجروحون 1/ 154) .
وقال الدار الدّارقطنيّ في «الضعفاء» 54 رقم 62: «حدّث عنه شيخنا الآبندوني» .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد النوري) في:
طبقات الصوفية للسلمي 164- 169 رقم 2، وحلية الأولياء 10/ 249- 255 رقم 570، وتاريخ بغداد 5/ 130- 136 رقم 2558، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 63، 64 رقم 51، وصفة الصفوة لابن الجوزي 2/ 439، 440 رقم 304، وفيه: «أبو الحسين النووي» !، والمنتظم، له 6/ 77 رقم 101، وسير أعلام النبلاء 14/ 70- 77 رقم 35، والعبر 2/ 138، والرسالة القشيرية 20، والأنساب 12/ 155، واللباب 3/ 330 والكامل في التاريخ 8/ 13، والبداية والنهاية 11/ 106، وطبقات الأولياء 62- 70 رقم 15، والنجوم الزاهرة 3/ 163، والأفكار القدسية 1/ 148، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 102، والكواكب الدريّة 1/ 194- 196.
[4] قال ابن السمعاني: قيل: إنما سمّي النوري لحسن وجهه ونور فيه. (الأنساب 12/ 155) وذكر جماعة من أهل العراق نسبتهم هكذا، وقال: ولا أدري لأيّ شيء قيل لهم النوريّ.
وفي طبقات الحنابلة 1/ 63 ورد: «النوراني» .

(22/66)


كان من أعلم العراقيين بلَطَائف القوم [1] .
صحب السَّريّ السَّقطيّ، وغيره. وكان أبو القاسم الْجُنَيْد يعظّمه ويحترمه.
وأصله خُراسانيّ بَغَويّ.
تُوُفّي أبو الحسين النّوريّ سنة خمس أيضًا.
وقد قدِم الشّامَ وأخذ عَنْ: أحمد بن أبي الحواري.
حكى ابنُ الأعرابي محنته وغَيبته في أيام محنة غلام خليل، وأنّه أقام بالكوفة مدّة سِنين متخلّيًا عن النّاس، ثمّ عاد إلى بغداد وقد فقد أُناسه وجُلّاسه وأشكاله، فانقبض عن الكلام لضعف قوّته، وضَعْف بَصَره [2] .
قال أبو نُعَيْم [3] : سمعت عمر البنّاء بمكة لمّا كانت محنة غلام خليل ونسبوا الصُّوفيّة إلى الزَّنْدَقة [4] ، أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأُخِذَ في جملتهم النُّوريّ إلى السَّيّاف ليضرب عُنُقَه، فقيل له في ذلك، فقال: آثرتُ حياتهم على نفسي [5] وهذه اللّحظة. فتوقَّف السَّياف، فردَّ الخليفة أمرهم إلى قاضي القُضاة إسماعيل بن إسحاق. فسأل إسماعيل القاضي أبا الحسين النُّوريّ عن مسائل في العبادات، فأجابه، ثمّ قال له: وبعد هذا فلله عِباد يسمعون باللَّه، وينطقون باللَّه [6] ، ويأكلون باللَّه [7] . فبكى القاضي، ودخل على الخليفة وقال: إن كان هؤلاء زنادقة فليس في الأرض موحِّد، فأطلقهم [8] .
حكاية نافعة قال أبو العبّاس بن عطاء: سمعت أبا الحسين النُّوريّ يقول: كان في نفسي من هذه الآيات، فأخذت من الصّبْيان قصبة، ثمّ قمت بين زورقين وقلت:
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 130.
[2] حلية الأولياء 10/ 249، 250، وسير أعلام النبلاء 14/ 71.
[3] في حلية الأولياء 10/ 250، 251، واقتبسه الخطيب في: تاريخ بغداد 5/ 134.
[4] في المطبوع من الحلية: «ونسب الصوفية إلا الزندقة» ! وهو غلط، فليصحّح.
[5] في الحلية: «على حياتي» .
[6] في الحلية (10/ 251) : «ويردّون باللَّه» .
[7] زاد في الحلية: «ويلبسون باللَّه» .
[8] وانظر الخبر في: طبقات الأولياء لابن الملقّن 64، 65.

(22/67)


وَعِزَّتِكَ، لئن لم تخرج لي سمكةٌ، فيها ثلاثة أرطال لأُغْرِقَنّ نفسي. قال:
فخرجت لي سمكة فيها ثلاثة أرطال.
فبلغ: ذلك الْجُنَيْد، فقال: كان حكمه أن تخرج له أَفْعَى فتَلْدَغْه [1] .
وعن أبي الحسين قال: سبيل الفانين الفناء في محبوبهم، وسبيل الباقينَ البقاءُ ببقائه. ومن ارتفع عن الفَناء والبَقاء، فحينئذٍ لا فناء ولا بقاء [2] .
وعن القنّاد قال: كتبت إلى النُّوريّ وأنا حَدَث:
وإذا كان كلّ المرء في الكُلّ فانيًا [3] ... أبنْ لي عن أيِّ الوجودَيْن يُخْبِرُ
[4] فأجاب لوقته:
إذا كنتَ فيما ليس بالوصف فانيًا ... فوقْتُكَ في الأوصافِ عندي تحيّر
[5] وقد ذكر ابن الأعرابي أبا الحسين النُّوريّ فقال: مضيت يومًا أنا ورُوَيْم بن أحمد، وأبو بكر العطّار نمشي على شاطئ نهر. فإذا نحن برجلٍ في مسجد بلا سقف. فقال رومي: ما أشبه هذا بأبي الحسين النُّوريّ.
فِمِلْنا إليه، فإذا هو هو، فسلَّمْنا، وَعَرَفَنَا، وذكر أنّه ضجر من الرَّقَّةِ فانحدر، وأنّه الآن قدِم، ولا يدري أين يتوجَّه. وكان قد غاب عن بغداد أربع عشرة سنة. فعرضنا عليه مسجَدنا، فقال: لا أريد موضعًا فيه الصّوفيّة، قد
__________
[1] حلية الأولياء 10/ 251، وانظر: تاريخ بغداد 5/ 132، 133.
[2] يسبق هذا القول في الحلية 10/ 253: «أعلى مقامات أهل الحقائق انقطاعهم عن الخلائق، وسبيل المحبّين التّلذّذ بمحبوبهم، وسبيل الراجين التأميل لمأمولهم، وسبيل الفانين ... » وقد علّق المؤلّف الذهبي- رحمه الله- على هذا القول في: «سير أعلام النبلاء» 13/ 72 بقوله:
«هذا يحتاج إلى شرح طويل، وتحرّز عن الفناء الكلبيّ، ومرادهم بالفناء، فناء الأوصاف النفسانية ونحوها، ونسيانها بالاشتغال باللَّه تعالى وبعبادته، فإنّ ذات العارف وجسده لا ينعدم ما عاش، والكون وما حوى فمخلوق، والله خالق كل شيء ومبدعه، أعاذنا الله وإيّاكم من قول «الاتّحاد، فإنّه زندقة» .
[3] في الحلية 10/ 253.
إذا كان الكلّ في النور فانيا.
[4] في: الحلية: «أخبر» .
[5] حلية الأولياء 10/ 254.

(22/68)


ضجرت منهم. فلم يزل يطلب إليه حتّى طابت نفسه، وكان قد غلبت عليه السَّوْداء وحديث النَّفس، ثمّ ضعُف بصرُهُ وانكسر قلبه، وفقد إخْوانه، فاستوحش من كلّ أحد، ثمّ إنّه تأنَّس [1] .
قال أبو نُعَيْم [2] : سمعت أبا الفرج الورثانيّ: سمعت عليّ بن عبد الرحيم يقول: دخلت على النُّوريّ، فرأيت رِجْليه منتفخَتْين، فسألته [3] ، فقال: طالبتني نفسي بأكْل التَّمْر، فجعلتُ أُدافَعُها، فتأبى عليَّ، فخرجت واشتريت، فلمّا أن أكلت قلت لها: قومي فَصَلِّي [4] . فأبت. فقلت: للَّه عليَّ [5] إنْ قعدت على الأرض أربعين يومًا، فما قعدت [6] .
وقال بعضهم عن النَّوريّ قال: من رأيته يدّعي مع الله حالةً تُخْرِجُ عن الشَّرع، فلا تقتربْ منه [7] .
قال ابن الأعرابي في ترجمة النُّوريّ: فسألنا أبو الحسين عن نصر بن رجاء، وعثمان، وكانا صديقين له، إلّا أنّ نصرًا تنكّر له، فقال: ما أخاف ببغداد إلّا من نصر فعرَّفوه أنّه بخلاف ما فارقه، فجاء معنا إلى نصر.
فلمّا دخل مسجده قام نصر، وما أبقى في إكرامه غاية، وبِتْنا عنده، ولمّا كان يوم الجمعة ركبنا مع نصر زورقًا من زوارقه إلى باب خراسان، ثمّ صرْنا إلى الجنيد، فقام القوم وخرجوا، وأقبل عليه الْجُنَيْد يذاكره ويمازحه، فسأله ابن مسروق مسألة، فقال: عليكم بأبي القاسم. فقال الجنيد: أجب يا أبا الحسين أرجو أن يسمعوا جوابك. فقال: أنا قادم، وأنا أحبّ أن أسمع.
فتكلم الْجُنَيْد والجماعة والنُّوريّ ساكت، فعرضوا عليه ليتكلّم فقال: لقد
__________
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 74.
[2] في الحلية 10/ 251.
[3] في الحلية: «فسألته عن أمره» .
[4] في الحلية: «قومي حتى تصلّي» .
[5] كرّرها في الحلية: «عليّ وعليّ» .
[6] الخبر أيضا في: تاريخ بغداد 5/ 132، وسير أعلام النبلاء 14/ 71 وفسّر قوله: «فما قعدت» - يعني إلّا في الصلاة.
[7] سير أعلام النبلاء 14/ 72.

(22/69)


لقيتم ألقابًا لا أعرفها، وكلامًا غير ما أعهد، فدعوني حتّى أسمع وأقف على مقصودكم.
فسألوه عن الفرق الّذي بعد الجمع ما علامته؟ وما الفرق بينه وبين الفرق الأوّل؟ ما أدري سألوه بهذا اللَّفْظ أو بمعناه، وكنت قد لقيته بالرَّقَّة سنة سبعين، فسألني عن الْجُنَيْد، فقلت: إنّهم يشيرون إلى شيء يسمّونه الفرق الثّاني والصَّحْوَ.
قال: اذكر لي شيئا منه. فذكرته فضحك وقال: ما يقول ابن الخَلَنْجيّ؟
قلت: ما يُجالسهم.
قال: فأبو أحمد القَلانِسيّ؟
قلت: مرّة يخالفهم، ومرّة يوافقهم.
قال: فما تقول أنت؟
قلت: ما عسى أن أقول أنا.
ثمّ قلت: أحسب أن هذا الذي يسمُّونه فرقًا ثانيًا هو عينٌ من عيون الجمع، يتوهَّمون به أنّهم قد خرجوا عن الجمع.
فقال: هو كذلك. أنت إنّما سمعت هذا من أبي أحمد القلانِسيّ.
فقلت: لا.
فلمّا قدِمت بغدادَ، حدَّثت أبا أحمد بذلك، فأعجبه قول النُّوريّ. وأمّا أبو أحمد فكان ربّما يقول: هو صَحْو وخُرُوج عن الجمع. وربّما قال: بل هو شيءٌ من الجمع.
ثمّ أنّ النُّوريّ لمّا شاهدهم قال: ليس هو عينٌ من عيون الجمع، ولا صَحْوٌ من الجمع. ولكنّهم رجعوا إلى ما يعرفونه.
ثمّ بعد ذلك ذكر رُوَيْم، وابن عطاء أنّ النُّوريّ يقول الشّيءَ وضده، ولا يعرف هذا إلّا قول سُوفسطاء، ومن قال بقوله.
قال ابن الأعرابي: فكان بينهم وبين النُّوريّ وَحشة، وكان يُكثِر منهم التَّعجُّب.

(22/70)


وقالوا للجُنَيْد، فأنكر عليهم وقال: لا يقولوا مثل هذا لأبي الحسين، ولكنّه رجل لعلّه قد تغيَّر دماغه.
ثمّ إنّه انقبض عن جميعهم، وأظهر لمن لقيه منهم الْجَفَاء، وغلبت عليه العِلّة وَعَمِيَ، ولزم الصَّحارَى والمقابر. وكانت له في ذلك أحوال يطول شرحُها [1] .
وسمعت جماعة يقولون: من رأي النُّوريّ بعد قدومه من الرَّقَّةِ ولم يكن رآه قبلها، فكأنّه لم يره لتغيُّره، رحمه الله [2] .
قال ابن جهضم: حدَّثني أبو بكر الخلّال قال: كان أبو الحسين النُّوريّ إذا رأي منكرا غيّره، ولو كان فيه تَلَفُه. فنزل يومًا يتوضّأ، فرأى زورقًا فيه ثلاثون دَنًّا. فقال للملاح: ما هذه؟ فقال: ما يلزمك. فألحّ عليه فقال: أنت والله صُوفيّ كثير الفُضُول، هذا خمر للمعتضد.
فقال: أعطني ذلك المدرى، فاغتاط وقال لأَجِيره: ناولْه حتّى أُبْصِر ما يصنع. فأخذه، ولم يزل يكسرها دنّا دَنًّا، فلم يترك إلّا واحدًا، فأخذ النُّوريّ، وأُدْخِل إلى المعتضد، فقال: من أنت ويْلك؟
قال: قلت: محتسب.
قال: ومن ولّاك الحِسْبة؟
قلت: الذي ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين.
فأطرق ثم قال: ما حَمَلَكَ على ما صنعت؟
قلت: شفقة منّي عليك.
قال: كيف خلص هذا الدَّنّ؟
فذكر النُّوريّ ما معناه أنّه كان يكسر الدِّنان ونفسه مخلصة، فلمّا وصل إلى هذا الدن أعجبته نفسه، فارتاب في إخلاصه، فترك الدّنّ [3] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 74، 75.
[2] سير أعلام النبلاء 14/ 75.
[3] سير أعلام النبلاء 14/ 76.

(22/71)


وعن أبي أحمد المَغَازِليّ قال: ما رأيت أحدًا قطّ أعبد من النُّوريّ.
قيل: ولا الْجُنَيْد؟
قال: ولا الْجُنَيْد [1] .
وقيل: أن الْجُنَيْد مرض، فعاده النُّوريّ، فوضع يده عليه، فعُوفي لوقته [2] .
63- أحمد بْن محمد بْن عَبْد العزيز بْن رباح.
أبو جعفر المصريّ المؤدِّب، مولى آل مروان.
سمع: يوسف بن عدي، ويحيى بن بكير.
توفي في شوال سنة ست وتسعين.
روى عنه: الحَسَن بن رشيق، وغيره.
ويُعرف بابن الرَّقْراق.
64- أحمد بن محمد بن نافع [3] .
أبو بكر المصريّ الطَّحاويّ [4] الأصمّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، وإبراهيم بن المُنذر الحزَاميّ، وأبي مُصْعَب، وأحمد بن صالح، وجماعة.
وعنه: حمزة الكِنانيّ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة ستٍّ أيضًا.
65- أحمد بن محمد بن زكريّا [5] .
أبو بكر البغداديّ الحافظ المعروف بأخي ميمون.
عن: نصر بن عليّ الجهضميّ، وطبقته.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 131.
[2] صفة الصفوة 2/ 440، طبقات الأولياء لابن الملقّن 66، 67، الكواكب الدرّيّة 1/ 194.
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن نافع) في:
المعجم الكبير للطبراني 1/ 22.
[4] في المعجم الصغير: «الطحان» .
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن زكريا) في:
المعجم الكبير للطبراني 1/ 71، 72، وتاريخ بغداد 5/ 8 رقم 2355، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 82 رقم 108، والبداية والنهاية 11/ 108.

(22/72)


وعنه: الطَّبَرانيّ [1] ، وجماعة.
تُوُفّي بمصر [2] .
66- أحمد بن محمد بن يزيد بن الأشعث [3] .
أبو حسّان العَنَزِيّ البغداديّ القاضي المقرئ.
قرأ على: ابن نَشِيط، وعلى: أحمد بن زُرارة صاحب سليم [4] .
قرأ عليه: أبو الحسين بن بُويان [5] ، وابن شَنَبُوذ، وعلى بن سعيد بن الحسين [6] .
وكان من أعيان القرّاء [7] .
67- أحمد بن محمد بن الوليد [8] .
أبو بكر المُرِّيّ الدّمشقيّ المقرئ.
عن: أبي مُسهِر، وآدم بن أبي إياس، وأبي اليَمَان، وهشام بن عمّار، ومحمود بن خالد، وجماعة.
وقيل: في لُقِيّه لأبي مُسْهِر نظر.
وكان مقرئا فاضلا.
__________
[1] قال: حدّثنا مذاكرة بمصر.
[2] قال ابن يونس: كان حافظا للحديث، وكان يمتنع من أن يحدّث، حفظت عنه أحاديث في المذاكرة، وكانت وفاته بمصر في شوال سنة ست وتسعين ومائتين. (تاريخ بغداد) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن يزيد) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 237 رقم 137، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 133، 134 رقم 622.
[4] في الأصل: «سلم» والتصحيح من المصدرين.
[5] في الأصل: «ثوبان» والتصحيح من المصدرين.
[6] في المصدرين: «علي بن سعيد بن دوابة» .
[7] قال ابن الجزري: إمام ثقة ضابط في حرف قالون ماهر محرّر. وقال الذهبي: توفي قبل الثلاثمائة فيما أحسب.
[8] انظر عن (أحمد بن محمد بن الوليد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 13 وفيه «أحمد بن محمد بن الوليد بن سعد المري» ، وأضاف محقّقه بين حاصرتين (المسيري) كأنه شكّ في صحّة «المرّي» ، والإكمال لابن ماكولا 7/ 314، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 407- 409، و 38/ 473، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 81، 82، والأنساب لابن السمعاني 525، وسير أعلام النبلاء 14/ 81 رقم 40، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 423 رقم 249.

(22/73)


روى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن النّاصح، وأبو عمر بن فَضَالَةَ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
68- أحمد بن محمد بن مسروق [1] .
أبو العبّاس البغداديّ الزّاهد مصنِّف جزء «القناعة» .
كان من أعيان الصُّوفيّة وعُلمائهم.
روى عن: عليّ بن الْجَعْد، وعليّ بن المديني، وخَلَف بن هشام، وأحمد بن حنبل، وغيرهم.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وجعفر الخالديّ تلميذه، وحبيب القزّاز، ومَخْلَد بن جعفر الباقَرْحَيّ، وأبي عُبَيْد العسكريّ.
وكان الْجُنيد يحترمه ويعتقد فِيهِ.
وقال أبو نُعَيْم الحافظ [2] : صحِبَ الحارث المُحَاسبيّ، ومحمد بن مَنصور الطُّوسيّ، والسَّريَّ السَّقَطيّ.
ومن كلامه: التَّصوُّف خلْو الأسرار ممّا منه بُدّ، وتعلُّقها بما ليس منه بدّ [3] .
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ [4] .
قلت: تُوُفّي ابن مسروق في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين، وله أربعٌ وثمانون سنة، وهو من كبار شيوخ الإسماعيليّ الّذين أدركهم.
وقال له رجل: الضيافة ثلاث، فما زاد فهو صدقة منك عليّ [5] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن مسروق) في:
مروج الذهب 3430، وحلية الأولياء 10/ 88 و 10/ 213- 216 رقم 548، وتاريخ بغداد 5/ 100- 103 رقم 2502، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 89 رقم 258 والمنتظم، له 6/ 98، 99 رقم 137، وميزان الاعتدال 1/ 150 رقم 587، والمغني في الضعفاء 1/ 57 رقم 446، والعبر 2/ 110، ولسان الميزان 1/ 292 رقم 866، وشذرات الذهب 2/ 227.
[2] في الحلية 10/ 213.
[3] الحلية 10/ 214.
[4] تاريخ بغداد 5/ 103 وزاد: «يأتي بالمعضلات» .
[5] تاريخ بغداد 5/ 100، وقال الخطيب: «وكان معروفا بالخير، مذكورا بالصلاح» .

(22/74)


69- أحمد بن محمد بن خالد [1] .
أبو العبّاس البَرَاثي [2] البغداديّ.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وكامل بن طلحة، وسُرَيْج بن يونس، وغيرهم.
وعنه: مَخْلَد الباقَرْحِيّ، وأبو حفص بن الزّيّات، والجعابي، وأحمد بن جعفر بن سَلْم، وعدّة.
قال الدّار الدّارقطنيّ: ثقة مأمون [3] .
قلت: توفّي سنة ثلاثمائة [4] ، وهو من شيوخ الطَّبَرانيّ.
وقد قرأ على خَلَف بن هشام، وحدَّث عنه بالقراءة عبد الواحد بن أبي هاشم.
70- أحمد بن محمد بن دِلان [5] .
أبو بكر الخيشي.
عن: محمد بن بكّار بن الرّيّان، وعُبَيْد الله القواريريّ، وأبي بكر بن أبي شيبة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وإسحاق النّعاليّ.
وكان لا بأس به [6] . ودلان: بالكسر.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن خالد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 47، وتاريخ بغداد 5/ 43 رقم 2346، وطبقات الحنابلة 1/ 64 رقم 52، والإكمال 1/ 535، 536، والأنساب 2/ 118، واللباب 1/ 131، وسير أعلام النبلاء 14/ 92 رقم 51، وغاية النهاية 1/ 113 رقم 518، والنجوم الزاهرة 3/ 181.
[2] في: المعجم الصغير 1/ 47 «البرتي» ، وهو غلط، والمثبت يتفق مع ما جاء في: توضيح المشتبه 1/ 406 حيث قال: البراثي: بفتح أوله والراء وبعد الألف مثلّثة مكسورة. أبو العباس أحمد بن محمد بن خالد بن يزيد بن غزوان البغدادي، وبراثا: محلّة عتيقة بالجانب الغربي. سمع علي بن الجعد وطبقته، وعنه أبو حفص بن الزيات.
[3] تاريخ بغداد 5/ 3.
[4] هذا قول ابن قانع، (تاريخ بغداد 5/ 4) ، وقال عيسى بن حامد الرّخّجي: مات أبو العباس البراثي سنة اثنتين وثلاثمائة. (تاريخ بغداد 5/ 3) وهكذا أرّخه ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 1/ 407 وقال أرّخه الطبراني، وأبو الشيخ، وآخرون بها.
[5] انظر عن (أحمد بن محمد بن دلان) في:
تاريخ بغداد 5/ 5، 6 رقم 2352.
[6] قاله الدار الدّارقطنيّ.

(22/75)


مات سنة ثلاثمائة.
71- أحمد بن محمد بن ساكن [1] .
أبو عبد الله الزَّنْجانيّ الفقيه. من كبار الأئمّة. رحل إلى العراق ومصر، وتفقّه على: إبراهيم المُزَنيّ، وغيره.
وسمع: إسماعيل ابن بنت السُّدِّيّ، وأبا مُصْعَب الزُّهريّ، وأبا كُرَيْب، والحسن بن عليّ الحُلْوانيّ، وطبقتهم.
وعنه: عبد الرحمن بن أبي حاتم [2] ، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، ويوسف بن القاسم المَيَانِجيّ، وجماعة آخرهم إبراهيم بن أبي حمّاد الأبهريّ.
قال أبو يعلي الخليلي: تُوُفّي قبل الثلاثمائة.
بقي إلى سنة تسع وتسعين ومائتين.
72- أحمد بن موسى الجنبيّ [3] .
خطيب جُرْجان.
سمع: إبراهيم بن موسى الوَزْدُوليّ.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين [4] .
73- أحمد بن موسى بن مَخْلَد [5] .
الفقيه أبو العبّاس الغافقيّ المالكيّ.
أخذ عن: سحنون، والبرقيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن ساكن) في:
الجرح والتعديل 2/ 74، 75 رقم 150، والإكمال لابن ماكولا 4/ 244، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 344.
[2] وقال: سمعت منه بالكوفة مع أبي، وكان صدوقا. (الجرح والتعديل 2/ 75) .
[3] انظر عن (أحمد بن موسى الجنبي) في:
تاريخ جرجان للسهمي 78 رقم 27 وفيه «الجبنّيّ» بتقديم الباء على النون.
[4] يوم السبت في جمادى الآخرة.
[5] انظر عن (أحمد بن موسى بن مخلد) في:
الديباج المذهب 31، 32.

(22/76)


وكان ذا دِينٍ ووَرَع. طُلِبَ للقضاء فامتنع، وعاش ثمانيًا وثمانين سنة.
وتُوُفي سنة خمسِ وتسعين ومائتين [1] .
74- أحمد بن نَجْدة بن العُرْيان [2] .
أبو الفضل الهَرَويّ.
رحل وسمع: سعيد بن منصور، وسعيد بن سليمان الواسطيّ، وجماعة.
وعنه: أبو إسحاق البزّار، وأبو محمد المُزَنيّ المُغَفَّليّ.
وكان ثقة مُعَمَّرًا.
تُوُفّي بَهَراة سنة ست وتسعين.
75- أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر [3] .
أبو العبّاس الدّمشقيّ المقرئ المؤدِّب.
قرأ القرآن على: الحسين بن عليّ العِجْليّ صاحب يحيى بن آدم.
وقرأ بدمشق على الوليد بن عُتْبة.
قرأ عليه: عليّ بن أبي العَقِب، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وعبد الله بن عَبْدان الدّراوَرْديّ.
وقد روى الحديث عن: هشام، وصَفْوان بن صالح المؤذّن، وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغسّانيّ، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وخلق كثير.
__________
[1] قال ابن فرحون: «من العجم وينتهي إلى غافق، ويقال له عيشون كنيته أبو عاشر، شيخ صالح ثقة فقيه زاهد متعبّد فاضل ورع ضابط صحيح الكتاب حسن التقييد، عالم بكتبه، معدود في كبار أصحاب سحنون وعليه اعتمد ... وكان مجاب الدعوة» .
ومولده سنة سبع ومائتين.
[2] انظر عن (أحمد بن نجدة) في:
العبر 2/ 169، وسير أعلام النبلاء 13/ 571، وشذرات الذهب 2/ 224.
[3] انظر عن (أحمد بن أبي رجاء) في:
من حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 20 رقم 23، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 475، 3/ 476، وتهذيب تاريخ دمشق 1/ 86، وتهذيب الكمال للمزّي 1/ 503- 505 رقم 118، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 144 رقم 672، وتهذيب التهذيب 1/ 86، 87 رقم 149، وتقريب التهذيب 1/ 27 رقم 133، وخلاصة تذهيب التهذيب 13، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 1/ 434 رقم 262.

(22/77)


وعنه: أبو عبد الرحمن النَّسائيّ في الكني، وأبو عليّ الحَصَائريّ، وخيثمة الأَطْرَابُلسيّ، وأبو أحمد عبد الله بن ناصح، وآخرون.
تُوُفّي في المحرم سنة اثنتين وتسعين ومائتين [1] .
76- أحمد بن نصر بن إبراهيم [2] .
أبو عمرو النَّيْسابوريّ الخفّاف الحافظ.
قال أبو عبد الله الحاكم: هُوَ شيخ وحده جلالةً ورئاسة وَزُهْدًا وعبادةً وسخاء.
سمع بنَيْسابور: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارة، والحسين بن حُرَيْث، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزْمة، وأقرانهم.
وببغداد: إبراهيم بن المستمرّ، وأحمد بن منيع، وأبا همّام السَّكُونيّ، وأقرانهم.
وبالكوفة: أبا كُرَيْب، وعَبّاد بن يعقوب، وجماعة.
وبالحجاز: أبا مُصْعَب، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وعبد الله بن عمران العابديّ، وغيرهم.
وعنه: محمد بن سليمان بن فارس، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، والشيوخ.
وثنا عنه: أبو سعيد أحمد بن أبي بكر الحِيريّ، ومحمد بن أحمد بن
__________
[1] وقيل: سنة إحدى وثمانين ومائتين. (تاريخ دمشق- المخطوط) 3/ 475.
[2] انظر عن (أحمد بن نصر الخفّاف) في:
الجرح والتعديل 2/ 79 رقم 174، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 110 رقم 147، وسير أعلام النبلاء 13/ 560- 564 رقم 284، والعبر 2/ 112، 113، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1205، وتذكرة الحفاظ 2/ 654- 656، والبداية والنهاية 11/ 117، وطبقات الحفاظ للسيوطي 285، 286، وشذرات الذهب 2/ 231، 232.
وقد أضاف السيد علي أبو زيد في تحقيقه لسير أعلام النبلاء 13/ 560 بالحاشية إلى مصادر ترجمته كتاب: «طبقات الفقهاء» للشيرازي 114.
وأقول: الموجود في طبقات الفقهاء للشيرازي- ص 114 هو: «أبو بكر أحمد بن عمر الخفّاف» الّذي له كتاب «الخصال» . وهو غير صاحب الترجمة هنا فهذا اسمه: أحمد بن نصر، وكنيته أبو عمرو الخفّاف، فليراجع.

(22/78)


حمدون الذُّهَليّ، وأبو بكر الضُّبَعيّ، وأهل نيسابور.
وسمعت أبا زكريّا العَنْبريّ يقول: كان ابتداء حال أبي عَمْرو أحمد بن نصر الرئيس الزُّهد والورع وصُحْبة الأبدال، إلى أن بلغ مِن العِلْم والرئاسة والجلالة ما بلغ. ولم يكن يُعْقِب، فلمّا أيس من الولد تصدَّق بأموالٍ، كان يُقال: إنّ قيمتها خمسة آلاف درهم، على الأشراف والموالي والفقراء [1] .
سمعت أبا بكر- يعني الضُّبَعيّ- يقول: كنّا نقول إنّ أبا عَمْرو الخفّاف يفي بمذاكرة مائة ألف حديث [2] .
وصام الدهر نيفًا وثلاثين سنة [3] . سمعت أبا الطَّيِّب الكرابيسيّ: سمعت ابن خزيمة يقول على رءوس الملأ يوم مات أبو عَمْرو الخفّاف: لم يكن بخراسان أحفظ منه للحديث [4] .
سمعت أبا إسحاق المُزَكّي: سمعت السّرّاج يقول: ما رأيت أحفظ من أبي عَمْرو الخفّاف. كان يسرد الحديث سَرْدًا، حتّى المقاطيع والمراسيل [5] .
سمعت محمد بن المؤمِّل بن الحَسَن: سمعت أبا عَمْرو الخَفّاف، يقول:
كان عَمْرو بن اللَّيْث الصّفّار يقول لي: يا عمّ، متى ما عَمِلت [6] شيئًا لا يوافقك فاضْرِبْ رقبتي، إلى أن أرجع إلى هواك [7] .
سمعت محمد بن حمدون الواعظ يقول: مات أبو عَمْرو الرئيس الّذي كنّا نقول عنه زَيْن الأشراف أبو عمرو الخفَاف في شَعْبان سنة تسعٍ وتسعين ومائتين [8] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 13/ 561، 562، تذكرة الحفاظ 2/ 655.
[2] سير أعلام النبلاء 13/ 561، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1205.
[3] تذكرة الحفاظ 2/ 655، سير أعلام النبلاء 13/ 561.
[4] تذكرة الحفاظ 2/ 655، سير أعلام النبلاء 13/ 562.
[5] تذكرة الحفاظ 2/ 655، سير أعلام النبلاء 2/ 88،
[6] في سير أعلام النبلاء 13/ 562: «علمت» ، والمثبت أعلاه هو الأصحّ.
[7] تذكرة الحفاظ 2/ 656، سير أعلام النبلاء 13/ 562.
[8] وقال أبو حاتم، وأبو زرعة الرازيّان: «أدركناه ولم نكتب عنه» . (الجرح والتعديل 2/ 79) .

(22/79)


77- أحمد بن النَّضر بن عبد الوهاب [1] .
أبو الفضل النَّيسابوريّ، أحد أركان الحديث.
قال الحاكم: كان البخاريّ إذا ورد نيسابور كان ينزل عند الأخَوَيْن:
أحمد، ومحمد ابنَيِ النَّضْر.
قال: وقد روى عنهما في «الجامع الصّحيح» ، وإسنادهما وسماعهما معًا، وهما سِيَّان [2] .
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرارة، وهُدْبَة بن خالد، وعُبَيد الله بن مُعَاذ، وشَيْبان بن فَرُّوخ، وسهل بن عثمان العسكريُّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ، وخلْقًا سمّاهم الحاكم.
وقال: هو مجَّودٌ في البصْريّين.
روى عنه: خ.، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، ومحمد بن الأخرم، وأحمد بن إسحاق الصَّيْدلانيّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وغيرهم.
وروى خ. حديث الإفك عن الزهرانيّ وثبَّتني أحمد في بعضه [3] ، وأحمد هذا هو ابن النَّضْر، وما هو بابن حنبل، والله أعلم.
78- أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير الأسدي الدّمشقيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن النضر) في:
تهذيب الكمال للمزّي 1/ 515، 516 رقم 120، وسير أعلام النبلاء 13/ 564، 565 رقم 285، وتذكرة الحفاظ 2/ 645، 646، والكاشف 1/ 29 رقم 94 وفيه «أحمد بن النصر» ، وتهذيب التهذيب 1/ 87، 88 رقم 151 (في المطبوع غلط بالرقم) وفيه: «أحمد بن النصر» ، وتقريب التهذيب 1/ 27 رقم 135، وطبقات الحفاظ 282، وخلاصة تذهيب التهذيب 13، وشذرات الذهب 2/ 205 (في حوادث سنة 290 هـ) .
[2] تهذيب الكمال 1/ 516.
[3] في صحيح البخاري، كتاب الشهادات 5/ 199 باب تعديل النساء بعضهن بعضا، قال:
«وأفهمني بعضه أحمد» .
[4] انظر عن (أحمد بن هشام الدمشقيّ) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 111.

(22/80)


أبو الحَسَن القارئ.
عن: محمد بن مصفّى، ومحمود بن خالد.
وعنه: جُمَح بن القاسم، وأبو عُمَرو بن فَضَالَةَ [1] ، وجماعة.
79- أحمد بن وهب بن عمرو [2] .
أبو العباس المِصِّيصيّ، من ولد عُقْبَة بن أبي مُعَيْط.
له عن: حكيم بن سيف الرّقّيّ.
وعنه: مَخْلَد الباقَرْحِيّ [3] .
حدَّث ببغداد.
مات سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
80- أحمد بن يحيى بن يزيد [4] .
__________
[1] وهو قال: كان المترجم شيخا صالحا.
[2] انظر عن (أحمد بن وهب) في:
تاريخ بغداد 5/ 190، 191 رقم 2648.
[3] الباقرحي: بفتح القاف وسكون الراء المهملة وكسر الحاء المهملة. نسبة إلى: باقرح، وهي قرية من نواحي بغداد. (اللباب 1/ 112) .
[4] انظر عن (أحمد بن يحيى الشيبانيّ) في:
مروج الذهب 4/ 284، 285، وتاريخ بغداد 5/ 204- 212 رقم 2681، والأنساب 555 ب، والكامل في التاريخ 7/ 534، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 83، 84 رقم 80، وفيه:
«أحمد بن يحيى بن زيد» ، والفهرست لابن النديم 74، وتهذيب الأسماء واللغات 2/ 275 رقم 457، ووفيات الأعيان 1/ 84 رقم 42، وإنباه الرواة للقفطي 1/ 138- 151 رقم 86، وطبقات النحويين للزبيدي 155، ومعجم الأدباء 5/ 102، وتاريخ ابن الوردي 1/ 247، وتذكرة الحفّاظ 214، وسير أعلام النبلاء 14/ 5- 7 رقم 1، والعبر 2/ 88، ودول الإسلام 1/ 176، والوافي بالوفيات 8/ 243- 245 رقم 3678، ونزهة الألبّاء 157، ونور القبس للمرزباني 334، ومرآة الجنان 2/ 218- 220، والبداية والنهاية 11/ 98، والبلغة في تاريخ أئمّة اللغة 34، 35، والوفيات لابن قنفذ 194 رقم 391، وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 148، 149 رقم 692، والنجوم الزاهرة 3/ 133، وطبقات الحفاظ 290، وبغية الوعاة للسيوطي 1/ 396- 398 رقم 787 وفيه «أحمد بن يحيى بن يسار» ، ومراتب النحويين 96، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 145، 146، وشذرات الذهب 2/ 207، 208، وشرح أدب الكاتب للجواليقي 20، 25، 30، 766 83، 152، 240، 251، 232، وبدائع البدائه لابن ظافر الأزدي 245، 351، والمقرّب لابن عصفور 2/ 176، 202، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 292 و 3/ 93 و 4/ 72 و 123 و 5/ 11، 13، 14، 100، وأمالي المرتضى (انظر فهرس الأعلام) 2/ 563، والجامع

(22/81)


أبو العبّاس الشَّيْبانيّ، مولاهم النَّحْويّ ثعلب شيخ العربيّة ببغداد وإمام الكوفيّين في النَّحْو.
سمع: إبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ، ومحمد بن زياد بن الأعرابي، وعُبَيْد الله القواريريّ، ومحمد بن سلّام الْجُمَحيّ، وعليّ بن المغيرة، وَسَلَمَةَ بن عاصم، والزُّبَير بن بكّار.
وعنه: إبراهيم نِفْطَوَيْه، ومحمد بن العبّاس اليزيديّ، وعليّ الأخفش الصَّغير، وأبو بكر بن الأنباريّ، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو عمْرو الزّاهد غلام ثعلب، ومحمد بن مُقْسِم، وآخرون.
وُلِد سنة مائتين، وكان يقول: طلبت العربيّة سنة ستّ عشرة ومائتين، وابتدأت بالنَّظر وعُمري [1] ثمان عشرة سنة، ولمّا بلغت خمسًا وعشرين سنة ما بقي عليّ مسألة للفرّاء إلّا وأنا حفِظْتُها [2] . وسمعت من القواريريّ مائة ألف حديث [3] .
قال الخطيب [4] ، وغيره: كان ثقة [حجّة] ديّنا صالحا مشهورا بالحفظ.
__________
[ () ] الكبير لابن الأثير 27 و 29، والأمالي للقالي 1/ 23، 30، 31، 32، 44، والذيل 33، 36، 80744، والمثلّث لابن السيد البطليوسي 1/ 329، 331، 358، 377، 409، 455 و 2/ 10، 56، 162، 196، 370، 420، 463، 477، وتخليص الشواهد 66، 82، والخصائص لابن جني 3/ 284، ومجالس ثعلب بتحقيق عبد السلام هارون، طبعة مصر 1369 هـ.، والتذكرة الحمدونية لابن حمدون 2/ 347، 348، ونهاية الأرب 3/ 213، وأمالي اليزيدي (طبعة حيدرآباد 1938) 1- 7، والأذكياء لابن الجوزي 204، 205، وربيع الأبرار 4/ 134، 448، والمنتظم 6/ 44، 45 رقم 63 وفيه: «أحمد بن يحيى بن زيد بن يسار» ، والشوارد في اللغة للصغاني 364، وتاريخ الطبري 9/ 342، والمختصر في أخبار البشر 2/ 60، وتلخيص ابن مكتوم 24، 25، وسلّم الوصول 158، والمزهر 2/ 412.
[1] في تاريخ بغداد 5/ 205، وإنباه الرواة 1/ 139، وطبقات النحويين للزبيدي 100: «وابتدأت بالنظر في حدود الفرّاء وسنّي» .
[2] في تاريخ بغداد: «أحفظها» ، وزاد: وأحفظ موضعها من الكتاب، ولم يبق شيء من كتب الفرّاء في هذا الوقت إلّا قد حفظته. وانظر: إنباه الرواة، وطبقات النحويين.
[3] تاريخ بغداد 5/ 205.
[4] في تاريخ بغداد 5/ 205 والزيادة منه، ومن: إنباه الرواة للقفطي 1/ 139، ومراتب النحويين 156.

(22/82)


وقيل: كان ثعلب لا يتكلَّف إقامة الإعراب في حديثه.
وقال إبراهيم الحربيّ: قد تكلم النّاس في الاسم والمسمّى، وقد بلغني أنّ أبا العبّاس أحمد بن يحيى قد كره [الكلام] [1] في ذلك، وكرهت لكم ما كره العبّاس [2] .
وقال محمد بن عبد الملك التاريخيّ: سمعت المبرِّد يقول: أعلم الكوفيّين ثعلب. فذُكِر [له] الفرّاء، فقال: لا يَعْشِرُه [3] .
وقال ابن مجاهد المقرئ: قال لي ثعلب: أشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، وأشتغل أهل الفِقْه بالفقه ففازوا، واشتغلتُ أنا بزَيْدٍ وعَمْرو، فليت شعري، ماذا يكون حالي في الآخرة؟ فانصرفت من عنده، فرأيت تلك الليلة النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال لي: أَقْرِئ أبا العباس عني السّلام، وقل له: إنّه صاحب العلم المستطيل [4] . قال القفطي [5] : كان ثعلب يدرس كُتُب الكِسائيّ والفراء [6] درسًا، فلم يكن يدري مذهب البصريّين، ولا كان مستخرجًا للقياس، ولا طالبًا له، بل ينقل [7] .
فإذا سُئل عن الحُجَّة لم يأتِ بشيء.
وعن الرِّياشيّ- وَسُئِلَ لما رجع من بغداد- فقال: ما رأيت أعلم من الغلام المُنَبَّز [8] ، يعني ثعلبًا [9] .
وحكى أبو عليّ الدِّينَوَرِيّ خَتَن ثعلب أنّ المبرِّد كان أعلم بكتاب سيبويه
__________
[1] الزيادة من تاريخ بغداد.
[2] تاريخ بغداد 5/ 209، 210، إنباه الرواة 1/ 142.
[3] تاريخ بغداد 5/ 210 والزيادة منه، ومن: إنباه الرواة 1/ 142.
[4] تاريخ بغداد 5/ 211، إنباه الرواة 1/ 143، 144.
[5] في إنباه الرواة 1/ 138.
[6] في الإنباه: «كتب الفرّاء والكسائي» .
[7] العبارة عند القفطي: «فلم يكن يعلم مذهب البصريين، ولا مستخرجا للقياس، ولا طالبا له، وكان يقول: قال الفرّاء، وقال الكسائيّ» .
[8] المنبّز: الملقّب، يريد الملقّب بثعلب.
[9] إنباه الرواة 1/ 144.

(22/83)


من ثعلب، لأنّه قرأه على العُلماء، وثعلب قرأه على نفسه [1] .
وقيل: إنّ ثعلبًا كان بخيلًا [2] . وخلف ثلاثة آلاف دينار، ومُلْكًا بثلاثة آلاف دينار [3] . وكان قد صحِب محمد بن عبد الله بن طاهر، وعلَّم ابنه طاهرًا، فرتَّب له ألف درهم في كلّ شهر [4] .
وله من الكُتُب: كتاب «الفصيح» ، كتاب «المصون» ، كتاب «أخلاق النَّحْويّين» ، كتاب «معاني القرآن» ، كتاب «ما يَلْحَن فيه العامّة» ، كتاب «القراءات» ، كتاب «معاني الشِّعْر» ، كتاب «التَّصغُّر» ، كتاب «ما لا ينصرف» ، كتاب «الأمثال» ، كتاب «الوقف والابتداء» ، كتاب «إعراب القرآن» ، وأشياء أخرى [5] .
وطال عُمره وأصمّ، فرجع يومًا من الجامع مع أصحابه، فصدمته دابّةٌ، فوقع في حُفْرة، فلم يقدر على القيام، وحُمل إلى بيته يتأوّه من رأسه ومات منها في جُمَادَى الأولى سنة إحدى وتسعين ومائتين [6] .
81- أحمد بن يحيى بن إسحاق الرّاونديّ الملحد [7] .
__________
[1] إنباه الرواة 1/ 145.
[2] في الأصل: «بخيل» .
[3] قال القفطي: «خلّف ثعلب- رحمه الله- أحدا وعشرين ألف درهم وألفي دينار، ودكاكين بباب الشام، قيمتها يومئذ ثلاثة آلاف دينار، فردّ ماله على ابنه وابنته» . (إنباه الرواة 1/ 148) .
[4] إنباه الرواة 1/ 148.
[5] انظر قائمة أسماء كتبه في: الفهرست 74، وإنباه الرواة 1/ 150، 151، ومعجم الأدباء 5/ 102، وكشف الظنون 33، 123، 167، 201، 635، 1205، 1272، 1431، 1455، 1577، 1591، 1712، 1729، 1730.
[6] إنباه الرواة 1/ 150.
[7] انظر عن (أحمد بن يحيى الراونديّ) في:
مروج الذهب 2921، ومقالات الإسلاميين للأشعري 2/ 240، والفهرست 108، وتكملة الفهرست لابن النديم 4، 5، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 99- 105 رقم 138، وفيات الأعيان 1/ 94، 95 رقم 35، والإنتصار لابن الخياط (في كل الكتاب) ، ورسالة الغفران لأبي العلاء 461، والعبر 2/ 116، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61 وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، وسير أعلام النبلاء 14/ 59- 62 رقم 31، ودول الإسلام 1/ 182، والوافي بالوفيات 8/ 232- 238 رقم 3673، ومرآة الجنان 2/ 144، 145، و 237، 238، والبداية والنهاية 11/ 112، 113،

(22/84)


صاحب الزّندقة. كان حيّا إلى حدود الثلاثمائة. وكان يلازم الرّافضة والمُلْحِدَة، فإذا عُوتب قال: أنا أريد أن أعرف مذاهبهم، ثمّ كاشَف وناظر، وصنَّف في الزَّنْدقة [1] ، لعنه الله.
قال الإمام أبو الفرج بن الْجَوْزيّ [2] : كنت أسمع عنه بالعظائم، حتّى رأيت له ما لم يخطر [مثله] [3] على قلب [4] ، وَوَقَعَتْ إليَّ كُتُبُه، فمنها كتاب «نَعْت الحكمة» ، وكتاب «قضيب الذَّهَب» ، وكتاب «الزُّمُرُّدة» [5] ، وكتاب «الدّامغ» [6] ، الذي نقضه عليه أبو عليّ محمد بن إبراهيم [7] الْجُبَّائيّ، ونقض عليه أبو الحسين عبد الرّحيم بن محمد الخيّاط كتاب «الزُّمُرُّدَة» .
قال ابن عقيل: عجِبْتُ كيف لم يُقتل، وقد صنّف «الدّامغ» فدمغ به القرآن، و «الزّمرّدة» يُزْري فيه على النُّبُوّات [8] .
قال ابن الجوزي [9] : نظرت في «الزُّمُرُّدَة» فرأيت له فيه من الهَذَيان البارد الذي لا يتعلّق بشُبْهة. يقول فيه: إنّ كلام أَكْثَم بن صيفيّ فيه شيء أحسن ممّا في سورة «الكَوْثر» [10] . وإنّ الأنبياء وقعوا بطَلْسَمَات. وقد وضع كتابًا [11] لليهود
__________
[ () ] وطبقات المعتزلة لابن المرتضى 92، ولسان الميزان 1/ 323، 324 رقم 915، والنجوم الزاهرة 3/ 175- 177، وشذرات الذهب 2/ 235، 236.
ويرد: «الرّاونديّ» و «الرّيونديّ» ، وينسب إلى قرية راوند من قرى قاسان بنواحي أصبهان.
(وفيات الأعيان 1/ 94) وراوند أيضا ناحية ظاهر نيسابور.
[1] في المنتظم 6/ 99.
[2] في المنتظم 6/ 99، 100.
[3] زيادة من المنتظم.
[4] زاد في المنتظم: «أن يقوله عاقل» .
[5] في المنتظم: «الزّمرّد» بحذف التاء المربوطة.
[6] زاد ابن الجوزي في المنتظم: «كتاب التاج» وكتاب «الفريد» وكتاب «إمامة المفضول» .
[7] في المنتظم: «أبو علي محمد بن عبد الوهاب» .
[8] انظر عبارته في: المنتظم 6/ 100.
[9] في المنتظم 6/ 100 وفيه «الزّمرّد» .
[10] سورة مكّية، رقمها 108.
[11] في الأصل: «كتاب» .

(22/85)


والنَّصارى يحتجّ لهم في إبطال نُبُوَّة نبينا صلى الله عليه وسلم [1] .
وقال أبو عليّ الْجُبّائيّ: كان السّلطان قد طلب أبو عيسى الورّاق، وابن الراوندي، فأمّا الورّاق فحُبس حتى مات، وهرب ابن الراوَنْديّ إلى ابن لاوي اليهوديّ، ووضع له كتاب «الدّامغ» يطعن به على القرآن، وعلى النبي صلى الله عليه وسلم. ثمّ لم يلبث إلا أيّامًا حتّى مرض ومات إلى اللّعنة [2] . وعاش أكثر من ثمانين سنة.
وكان ابن عقيل عاش ستًّا وثلاثين سنة.
قلت: وقد سرد ابن الجوزيّ من زِنْدقيّته أكثر من ثلاث ورقاتٍ، صَدَفَ هذا الكتاب عنها. ثمّ رأيت ترجمته في تاريخه [3] فقال: أبو الحسين بن الرّاونديّ المتكلّم من أهل مروالرّوذ، سكن وكان من متكلّمي المعتزِلة، ثمّ فارقهم وتزندق.
وقيل: كان أبوه يهوديا، فأسلم هو، فكان بعض اليهود يقول، لبعض المسلمين: لَيُفْسِد هذا عليكم كتابَكُم كما أفسد أبوه علينا التّوراة [4] .
وذكر أحمد بن أحمد القاضي الطَّبَرانيّ [5] أنّ ابن الرّاوَنْديّ كان لا يستقرّ على مذهب، ولا يَثْبُت على انتحال، حتّى صنَّف لليهود كتاب «النُّصْرة على المسلمين» بأربعمائة دِرْهَم كما بَلَغَني، أخذها من يهود سامرّاء، فلمّا أخذ المال رام نَقْضَها، حتى أعطوه مائتي دِرْهَم، فسكت [6] .
قال البلْخيّ في مجالس خُراسان: أحمد بن يحيى الرَّاوَنْديّ المتكلّم، لم يكن في زمانه من نُظرائه أحذق منه في الكلام، ولا أعرفَ بدقيقه وجليله منه، وكان أوّل أمره حسن السيرة، جميل المذهب، كثير الحياء، ثمّ انسلخ من ذلك
__________
[1] المنتظم 6/ 101.
[2] المنتظم 6/ 102.
[3] في كتابه: «المنتظم» 6/ 99- 105 من المطبوع.
[4] المنتظم 6/ 99.
[5] هو أبو العباس بن القاصّ الفقيه، في: سير أعلام النبلاء 14/ 61.
[6] سير أعلام النبلاء 14/ 61.

(22/86)


بأثباتٍ عُرِفت له، ولأن علمه أكثر من عقله. وقد حُكى عن جماعة أنّه تاب عند موته [1] . وأكثر كُتُبه ألفها أبو عيسى اليهوديّ، وفي منزل أبي عيسى مات.
قال ابن النّجّار: ولأبي عليّ الْجُبّائيّ عليه رُدُودٌ كثيرة.
ومن قوله في حديث عمّار: «تقتلك الفئة الباغية» قال: المنجمون يقولون مثل هذا [2] .
وقال: في القرآن لحن [3] .
وله كتاب في قدم العالم وبقاء الصانع. وقال في القرآن: لا يأتي أحد بمثله؟ هذا كتاب إقليدس لا يأتي أحدٍ بمثله، وكذلك بطليموس، في أشياء جمعها لم يأت أحدٌ بمثلها [4] .
قلت: هذا ادعاء كاذب.
وعن الحسن بن علي الخيشي قال: قلت لأبي الحسين الراوندي: أنت أصدق الناس، فلو اختلفت معنا إلى المبرد.
فقال: نبهتني.
فكان بعدُ يختلف إلى المبرد، فسمعت أبا العبّاس المبرد يقول: هذا أبو الحسين يختلف إليّ منذ شهر، فلو اختلف سنة احتجت أن أقوم من مجلسي هذا وأجلسه فيه [5] .
قال ابن جميل: أنشدنا أبو الحسين بن يحيى الراوندي:
ليس عجبنا بأن امرأ لطيف ... الخصام دقيق الكلم
يموت وما حصلت نفسه ... سوى علمه ما علم
قال ابن النجار: بلغني أن ابن الراوندي هلك في سنة ثمان وتسعين
__________
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 61.
[2] المنتظم 6/ 101.
[3] المنتظم 6/ 101.
[4] المنتظم 6/ 101.
[5] سير أعلام النبلاء 14/ 61.

(22/87)


ومائتين، أبعده الله وأسحقه.
82- أحمد بن يحيى بن خالد بن حبان [1] .
أبو العباس الرَّقَّيّ ثمّ المصريّ الأصغر.
عن: يحيى بن سليمان الجعفي.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وغيره.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة أربعٍ وتسعين ومائتين [2] .
83- أحْمَد بْن يَحْيَى بْن إسحاق [3] .
أبو جعفر البجلي الحلواني ثم البغدادي.
عنه: أحمد بن يونس، وسعدويه، وفيض بن وثيق الثقفي، وأحمد بن حنبل، وجماعة.
وعنه: أبو عمرو السماك، وأبو بكر النجاد، وأبو سهل القطان، والطَّبَرانيّ، وأبو بكر الآجرّيّ.
قال الخطيب [4] : ثقة. يذكر عنه زهد ونسك وكثرة حديث [5] .
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين [6] ، وهو أخو حازم بن يحيى.
84- أحمد بن يحيى بن الإمام يحيى بن يحيى اللّيثيّ الأندلسيّ [7] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن يحيى بن خالد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 23، 24، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 84 رقم 81، وفيه «حيّان» بالياء المثنّاة.
[2] وقال ابن أبي يعلى: أحد من روى عن إمامنا أحمد فيما أخبرنا أحمد بن عبيد الله.
[3] انظر عن (أحمد بن يحيى الحلواني) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 34، 35، وتاريخ بغداد 5/ 212، 213 رقم 2683، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 83 رقم 79، ووفيات الأعيان 4/ 292، والعبر 2/ 106، والوافي بالوفيات 8/ 239 رقم 3674، وشذرات الذهب 2/ 224.
[4] في تاريخه 5/ 212 و 213.
[5] ووثّقه أحمد بن عبد الله بن علي الفرائضي.
[6] وسنه خمس وتسعون سنة. وقال ابن أبي يعلى في (طبقات الحنابلة 1/ 83) : ونقلته من «الأوراق» للصولي.
[7] انظر عن (أحمد بن يحيى الليثي) في:
تاريخ علماء الأندلس 1/ 24 رقم 61، وجذوة المقتبس للحميدي 149 رقم 256، وبغية

(22/88)


المعروف بالثائر.
فقيه بارع، وشاعر محسن.
تُوُفّي كهلًا، وقد روى عن: أبيه، ومحمد بن وضّاح.
ومات سنة سبْعٍ وتسعين [1] .
85- أحمد بن يحيى البلاذُريّ الكاتب [2] .
قد ذكرناه في عشر الثمانين على ما نقله بعضهم من أنه توفي في خلافة المعتمد. ثم وجدت أن أبا أحمد بن عدي قد روى عنه، على ما ذكره الحافظ ابن عساكر [3] ، فيجوز هنا.
86- أحمد بن يعقوب [4] .
أبو المثنى البغدادي القاضي. أحد من قام في خلع المقتدر قديما. قال أبو عمر محمد بن يوسف القاضي: حبسونا ويئسنا من الحياة، ثم أتوا- يعني أعوان المقتدر- فأضجعوا محمد بن داود بن الجراح، فذبحوه وذهبوا.
ثمّ عادوا بعد ساعة، فقالوا لأبي المثنى القاضي: يقول لك أمير المؤمنين بم استحللت، يا عدوّ الله، نكث بيعتي؟.
__________
[ () ] الملتمس للضبّي 210 رقم 477.
[1] وهو ابن سبع وأربعين سنة. (تاريخ علماء الأندلس) .
وقال الحميدي: وفي بعض النسخ بخط أبي عبد الله الصوري الحافظ أحمد بن يحيى بن يحيى بن يحيى ثلاث مرات، وقد أصلح على الثالث ضبة علّامة للشك، ولا نعلم ليحيى بن يحيى ولدا اسمه يحيى» . (جذوة المقتبس) و (بغية الملتمس) .
[2] انظر عن (أحمد بن يحيى البلاذري) في:
مروج الذهب 9، والفهرست لابن النديم 113، والهفوات النادرة للصابي 19، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 112، ومعجم الأدباء 5/ 89، والوافي بالوفيات 8/ 239- 241 رقم 3676، والأعلام 1/ 252.
[3] في تاريخ دمشق.
[4] انظر عن (أحمد بن يعقوب القاضي) في:
تاريخ الطبري 10/ 140، 141، وتجارب الأمم 1/ 7، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 70، 213، والمنتظم 6/ 81، 82، ووفيات الأعيان 3/ 426، 427، والعبر 1/ 104، 106، والوافي بالوفيات 8/ 275، 276 رقم 3699.

(22/89)


فقال: لعلمي أنه لا يصلح للأمة [1] .
فقالوا: قد أمرنا أن نستتيبك من هذا الكفر، فإن تبت، وإلا قتلناك.
فقال: أعوذ باللَّه من الكفر. فذبحوه وأخذوا رأسه. وأما أنا فاعترفت بالذنب، فصودرت.
قال: فأخذت المرآة فنظرت فيها، فإذا قد شابت لحيتي في ليلة. يعني من هول ما ورد عليه.
قتل أبو المثنى سنة ست وتسعين في ربيع الآخر.
87- أحمد بن مخلد [2] .
أبو الحسين الأصبهاني البزاز.
عن: محمد بن أبان البلخي، ومحمد بن مهران الجمال، ومحمد بن عمرو زُنَيْج.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
وقيل: سنة ثلاثمائة.
قال أبو نُعَيْم الأصبهاني: لا بأس به.
88- أحمد بن أحمد.
أبو اليسر الشيباني البغدادي اللّغويّ الأخباريّ الشّاعر المعروف بالرياض، نزيل القيروان.
أخذ عنه: ابن قتيبة، والمبرد، وثعلب.
ولقي: دعبل بن علي، وابن الجهم، وسعيد بن حميد الكاتب. وأدخل
__________
[1] وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» للمؤلف: «للإمامة» .
[2] لم أجده في: المعجم الصغير للطبراني، ولا في: ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم، والمذكور عنده: «أحمد بن مخلد بن يحيى القصّار، أبو سعيد من اليهودية، روى عن محمد بن بكير. حدّث عنه: القاسم بن عبد الله بن محمد الورّاق المديني» (1/ 103) وذكره ثانية وقال: «يروي عن محمد بن بكير الحضرميّ، ذكره أبو عبد الله الغزّال» . ولم يؤرّخ له. (1/ 115) .

(22/90)


إفريقية مراسيل المحدثين وطرقهم وأشعارهم. وكان كاتبًا مترسلًا، بليغًا، علّامة. له كتاب «لفظ المرجان في الأدب» ، وكتاب «سراج الهدى في معاني القرآن» ، وكتب الإنشاء لصاحب إفريقية إبراهيم بن أحمد بن الأغلب، ولأبنه.
توفي سنة ثمانٍ وتسعين.
89- إبراهيم بن أحمد [1] .
أبو إسحاق الخوّاص الزّاهد شيخ الصُّوفيّة بالرِّيّ. كان من كبار مشايخ الطريق.
أخذ عنه: جعفر الخالدي، وغيره.
وله تصانيف في التَّصُّوف.
وروى عنه قال: رأيت أسودًا يصلي في يوم شديد البرد، وأنّ العرق يسيل منه. فقلت: يا حبيبي ما هذه الشهرة؟
قال: أتراه يعريني ولا يدفّيني.
وعنه قال: من أراد الله للَّه بذل [له] نفسه وأدناه من قربه. ومن أراد الله لنفسه أشبعه من جنانه، ورواه من رضوانه [2] .
وقال جعفر الخالدي: سمعت إبراهيم الخواص يقول: من لم تبك الدنيا عليه لم تضحك الآخرة إليه [3] . وبت ليلة مع إبراهيم فانتبهت، فإذا هو يناجي إلى الصباح:
برح الخفاء [4] وفي التلاقي راحة ... هل يشتفي خلّ بغير خليله؟
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن أحمد الخوّاص) في:
طبقات الصوفية للسلمي 284- 287 رقم 7، وتاريخ بغداد 6/ 7- 10 رقم 3036، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 45 رقم 64، وحلية الأولياء 10/ 325- 331، وصفة الصفوة 4/ 80- 84، والرسالة القشيرية 31، والبداية والنهاية 11/ 120، والوافي بالوفيات 5/ 303، 304 رقم 2368، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 175، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 113- 115، وطبقات الصوفية للمناوي 1/ 184- 188.
[2] حلية الأولياء 10/ 327 والزيادة منه، وفيه: «أرواه» بدل «روّاه» .
[3] حلية الأولياء 10/ 327 وفيه: «له» بدل «إليه» ، والمثبت يتفق مع «طبقات الصوفية» 284.
[4] في الأصل: «الجفا» ، وما أثبتناه عن: طبقات الصوفية للسلمي 285، وحلية الأولياء 10/ 327.

(22/91)


وقال أبو نُعَيْم: أنا الخالدي في كتابه: سمعت إبراهيم الخوّاص يقول:
سلكت في البادية تسعة عشر طريقا، فيها طريق من ذهب، وطريق من فضة [1] .
وفي «تاريخ الصُّوفيّة» : عن عمر بن سنان المنبجي قال: مر بنا إبراهيم الخواص وقال: لقيني الخضر، فسألني الصحبة، فخشيت أن يفسد عليَّ سرَّ توكلي بسكوني إليه، ففارقته.
ويروى عن جمشاد الدينوري قال: خرجت فإذا بثلج عظيم يقع، فذهبت إلى تل النوبة، فإذا إنسان قاعد على رأس التل وحوله قدر خيمة، خال من الثلج، فإذا هو إبراهيم الخوّاص، فسلّمت عليه وجلست عنده، فقلت: بمَ نلت هذا؟
قال: بخدمة الفقراء.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين [2] ، وقيل: سنة أربعٍ وثمانين [3] .
من نظراء الْجُنَيْد.
90- إبراهيم بن إسحاق الأنصاري البغدادي [4] .
عن: لوين [5] ، وأحمد بن منيع، وجماعة.
وعنه: أبو حامد بن الشّرقيّ.
توفّي سنة ثلاث وتسعين [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 7.
[2] طبقات الصوفية للسلمي 284.
[3] تاريخ بغداد 6/ 10.
[4] انظر عن (إبراهيم بن إسحاق الأنصاري) في:
المجروحين لابن حبّان 1/ 119، 120، تاريخ بغداد 6/ 40، 41 رقم 3060، وهو يعرف بالغسيليّ لأنه من ولد حنظلة بن عبد الله غسيل الملائكة.
[5] هو: محمد بن سليمان.
[6] قال الخطيب: وكان غير ثقة، وهو: إبراهيم بن إسحاق بن عيسى بن سلمة بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ. هكذا نسبه أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ النيسابورىّ. (تاريخ بغداد) .
أما ابن حبّان فقال: إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى بن محمد بن مسلمة بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ الغسيل. يروي عن العراقيين بندار، وأبي موسى، وعمرو بن علي، وذويهم.
حدّث بخراسان. كان يقلب الأخبار ويسرق الحديث، فعمد إلى حديث تفرّد به رجل واحد لم

(22/92)


91- إبراهيم بن بندار بن عبدة الأصبهاني القطان [1] .
عن: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ، وغيره.
وعنه: أبو حامد العسّال، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة ستٍ وتسعين.
92- إبراهيم بن جعفر الأشعري الأصبهاني [2] .
استشهد في وقعة الهبير [3] .
روى عن: حميد بن مسعدة، وأبي عتبة الحمصي، وطائفة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ.
93- إبراهيم بن داود العنبري المصري.
عن: عيسى بن زغبة، وعبد الملك بن شعيب بن الليث.
تُوُفّي في جمادى الأولى سنة ثمانٍ وتسعين.
وثّقه ابن يونس.
94- إبراهيم بن درستويه [4] .
أبو إسحاق الشيرازي.
__________
[ () ] يره فجاء به عن شيخ آخر. (المجروحون 1/ 119) .
وقد حدّث إبراهيم بن إسحاق الغسيلي، عن لوين محمد بن سليمان المصّيصيّ، حدّثنا شريك، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبي موسى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم: «لا نكاح إلّا بوليّ» . قال ابن نعيم: سمعت محمد بن العباس الضبّي يذكر أنّ الغسيلي لما حدّث بهراة بهذا الحديث، شنّعوا عليه وأنكروه، وقالوا: هذا حديث علي بن حجر.
«قال محمد بن يحيى البوسنجي: خرج إبراهيم بن إسحاق الغسيلي من نيسابور فورد هراة وأقام بها مدّة، ثم جاءنا إلى بوسنج وأقام عندنا، فسمعنا منه كتبه المصنّفة» . (تاريخ بغداد) .
[1] انظر عن (إبراهيم بن بندار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 83، 84، وذكر أخبار أصبهان 1/ 188.
[2] انظر عن (إبراهيم بن جعفر الأشعري) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 192، 193.
[3] هي وقعة القرامطة بقافلة الحج، قال أبو نعيم: توفي في طريق الحج سنة أربع وتسعين. يروي عن: حميد بن مسعدة والعراقيّين حديثا كثيرا.
[4] انظر عن (إبراهيم بن درستويه) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 90، وتاريخ بغداد 6/ 71 رقم 3103.

(22/93)


حدّث ببغداد عن: لوين، ومحمد بن يحيى العدنيّ، ومحمد بن يحيى الكِنْديّ، والحَجْرِيّ.
وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، والطَّبَرانيّ.
95- إبراهيم بن الحسن الهمدانيّ الأرميّ.
ويُعرف بالصيمري.
عن: محمد بن حميد، وأبي كريب، وأبي عمار الحسين بن حارث.
وعنه: أبو القاسم بن عبيد، وأبو بكر خرجة النهاوندي، وأبو بكر الإسماعيليّ.
96- إبراهيم بن الحسين [1] .
أخواه بني ميسرة الهمدانيّ.
عن: سهل بن عثمان العسكري، وأبي مصعب، وعبد الحميد بن عصام الجرجاني.
وعنه: خرجة النهاوندي، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ [2] ، وآخرون.
97- إبراهيم بن سعيد بن مَعْدان الهمدانيّ البزّار.
عن: سُوَيْد بن سعيد، ويعقوب بن كاسب.
وعنه: أبو بكر خرجة النّهاونديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ.
98- إبراهيم بن أبي طالب محمد بن نوح بن عَبْدان بن خالد [3] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن الحسين الهمدانيّ) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 89 وهو: إبراهيم بن الحسين بن أبي العلاء الهمدانيّ.
[2] سمع منه ببغداد سنة 287 هـ.
[3] انظر عن (إبراهيم بن أبي طالب النيسابورىّ) في:
حلية الأولياء 9/ 328 و 10/ 188، والمنتظم 6/ 76، 77 رقم 100، وسير أعلام النبلاء 13/ 547- 552 رقم 277، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1200، وتذكرة الحفّاظ 2/ 638، والعبر 2/ 100، والبداية والنهاية 11/ 105، 106، وفيه: «إبراهيم بن محمد بن سختويه بن عبد الله أبو إسحاق المزكّي الحافظ الزاهد» ، والوافي بالوفيات 6/ 128 رقم 2564، وشذرات الذهب 2/ 218، وطبقات الحفاظ 279، 280.

(22/94)


أبو إسحاق النَّيْسابوري المُزَكّيّ الزّاهد، إمام عصره بنَيْسَابُور في معرفة الحديث والرجال، قاله الحاكم.
ثم قال: جمع الشيوخ والعلل، وسمع بنيسابور: إسحاق بن إبراهيم، وأبا قُدَامة، وعَمْرو بن زُرارة، والحسين بن الضّحّاك، وعبد الله بن الجرّاح، وعبد الله بن عمر بن الرّمّاح، ومحمد بن أبان البلْخيّ، وأقرانهم.
وبالرّي: محمد بن مِهْران، ومحمد بن عَمْرو زُنَيْج، ومحمد بن حُمَيْد، وأقرانهم. ودخل على أحمد بن حنبل، وذاكَرَه، واحتال في أخْذ حكايات من لفْظه، ولم يقدر على المسانيد [1] .
وسمع من: داود بن رُشَيْد، وأحمد بن منيع، وأقرانهم.
وبواسط من: بِشْر بن آدم، وإسحاق بن شاهين، وجماعة.
وبالبصرة: نصر بن عليّ، والفلّاس، وبُنْدار، وغيرهم.
وبالكوفة: أبا كُرَيْب، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وعبد الله بن عمر بن أبان، وأقرانهم.
وبالمدينة: أبا مُصْعَب، ويحيى بن سليمان بن فضلة، وإسماعيل بن أبي خبزة، وهارون بن موسى الفَرَويّ، وأقرانهم.
وبمكّة: محمد بن يحيى بن أبي عَمْرو، ومحمد بن عبّاد، وعبد الله بن عِمران، وجماعة.
وعنه: أبو يحيى الخفّاف، وابن خُزَيْمَة، وأكثر مشايخنا.
سمعت عبد الله بن سعيد يقول: ما رأيت مثل إبراهيم بن أبي طالب، ولا رأى مثل نفسه [2] .
سمعت أبا عليّ النَّيْسابُوريّ الحافظ يقول: كنت أختلف إلى الوليّ بباب معمر، فقال لي بعض مشايخنا: ألا تحضر مجلس إبراهيم بن أبي طالب، فترى
__________
[1] المنتظم 6/ 76، وتذكرة الحفاظ 2/ 638.
[2] سير أعلام النبلاء 13/ 548، وقال أبو علي الحسين بن علي الحافظ: لم تر عيناي مثل إبراهيم بن محمد. (المنتظم 6/ 77) .

(22/95)


شمائله ومَحَاسِنه، فأحضرني، فرأيت شيخًا لم ترَ عيناي مثله [1] .
سمعت محمد بن يعقوب الحافظ يقول: إنّما أخرجت مدينتنا هذه ثلاثة:
محمد بن يحيى، ومسلم بن الحَجّاج، وإبراهيم بن أبي طالب. كنّا نجلس بين يديه، كأنّ على رءوسنا الَّطيْر، بينا نحن بين يديه إذ عَطَسَ أبو زكريّا العَنْبريّ، فأخفى عُطاسه، فقلت له سرًّا: لا تُخْفي، فلسْتَ بين يدي الله تعالى [2] .
سمعت أبا عبد الله بن يعقوب: سمعت أبا حامد بن الشَّرْقيّ يقول: إنّما أخرجت خُراسان من أئمّة الحديث خمسة: محمد بن يحيى، والبخاريّ، والدّارِميّ، ومسلم، وإبراهيم بن أبي طالب [3] .
سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: قال لي محمد بن يحيى: مَن أحفظ مَن رأيت بالعراق؟
قلت: لم أر بعد أحمد بن حنبل مثل أبي كُرَيْب.
ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ محمد: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَقُولُ:
دَخَلْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ غَيْرَ مَرَّةٍ رَجَاءَ أَنْ آخُذَ عَنْهُ حَدِيثًا، فَقُلْتُ يَوْمًا حَدِيثَ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «امْرُؤُ الْقَيْسِ قَائِدُ لِوَاءِ الشُّعَرَاءِ إِلَى النَّارِ» [4] . فقال: قيل عن الزُّهْريّ عن أبي سَلِمَة. فقلت: من ذكره عن الزُّهْريّ؟
قال: أبو الْجَهْم. فقلت: من رواه عن أبي الجهْم؟ فسكت. فلمّا عاودته قال:
اللَّهمّ سلِّم. فسَكَتُّ [5] .
قلت: ترك الإمام أحمد التحديث للَّه لما في النّفس فيه من الحفْظ، فملأ الله البلاد بحديثه، وعاش ولده، وروى عنه شيئًا كثيرًا إلى الغاية، ونفع الله به
__________
[1] سير أعلام النبلاء 13/ 549، 550.
[2] تذكرة الحفاظ 2/ 638، سير أعلام النبلاء 13/ 548، 549 وفيه: «فقلت له: قليلا قليلا، لا تخف..» .
[3] تذكرة الحفاظ 2/ 638، 639، سير أعلام النبلاء 13/ 550.
[4] أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 228.
[5] سير أعلام النبلاء 13/ 549.

(22/96)


العلماء والفقهاء والمحدّثين. فلا مانع لِما أعطى، ولا مُعْطي لما منع.
قال الحاكم: وكان إبراهيم بن أبي طالب يعيش من كراء حانوت له في الشّهر بسبعة عشر دَرهمًا يتبلَّغ بها [1] . وقد أملى كتاب «العلل» وغير شيء.
وسمعت عبد الله بن سعيد يقول: تُوُفّي في ثاني رجب سنة خمسٍ وتسعين.
أَخْبَرَتْنَا زَيْنَبُ بِنْتُ عُمَرَ، عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ: أَنَا محمد بْنُ الْفَضْلِ، أَنَا عُمَرُ بْنُ مَسْرُورٍ، أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، ثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَلِيُّ سَلِ اللَّهَ الْهِدَايَةَ وَالسَّدَادَ. وَاذْكُرْ بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَبِالسَّدَادِ تَسْدِيدَكَ السَّهْمَ» [2] . 99- إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن المهاجر البصْريّ [3] .
أبو مسلم الكَجّيّ [4] صاحب السُّنَن ومُسْنِد زمانه.
وُلِد سنة بضْعٍ وتسعين ومائة.
وسمع: أبا عاصم النّبيل، ومحمد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ، وعبد الرَّحْمَن بن حمّاد الشُّعَيْثيّ، وعبد الملك الأصمعيّ، ومسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، ومُعاذ بن مُعاذ الله، وبدل بن المحبِّر، وحجّاج بن منهال،
__________
[1] المنتظم 6/ 76.
[2] أخرجه أحمد في المسند 1/ 88 و 134 و 138، والسيوطي في الجامع الكبير 969.
[3] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن مسلم) في:
الثقات لابن حبّان 8/ 89، ومروج الذهب للمسعوديّ 3386، والفهرست لابن النديم 324، وأخبار البحتري 123، 131، والسابق واللاحق 97، وتاريخ بغداد 6/ 120- 124 رقم 3151، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 50- 52 رقم 74، والأنساب 10/ 359، واللباب 3/ 85، وتذكرة الحفاظ 2/ 620، 621، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1194، والعبر 2/ 92، 93، وانظر فهرس الأعلام 376، وسير أعلام النبلاء 13/ 423- 425 رقم 209، والوافي بالوفيات 6/ 29، 30 رقم 2460، والبداية والنهاية 11/ 99، وطبقات الحفّاظ 273، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 11، وشذرات الذهب 2/ 210.
[4] قال ابن النديم إنّه لقّب بالكجّيّ لقوله لبنّائي دار له بالبصرة: «كج كج» أي استعملوا الجبص.

(22/97)


وسعيد بن سلّام العطّار، وحجّاج بن نُصَيْر، وأبا زيد سعيد بن أوس الأنصاريّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: إسماعيل الصّفّار، وأبو بكر النّجّاد، وفاروق الخطّابي، وحبيب القزّاز، وسليمان الطَّبَرانيّ، وأحمد بن جعفر الخُتُّليّ، وأحمد بن جعفر القطيعيّ، وأبو محمد بن ماسي، وآخرون.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ [1] ، وغيره.
وكان رئيسًا نبيلًا من سَرَوات بلده وأوُلي العِلم والأمانة، قدِم بغداد وروى الكثير [2] بِهَا.
قال أحمد بن جعفر الخُتُّليّ: لمّا قدِم علينا أبو مسلم الكَجّيّ أملى الحديث في رَحْبة غسّان، وكان في مجلسه سبعة مُسْتَمْلين، يبلِّغ كلُّ واحدٍ صاحبه الّذي يليه. وكتب الناس عنه قيامًا، [بأيديهم المحابر] [3] ، ثم مَسَحْتُ الرَّحْبة، وحُسِب من حضّر محبرةً، فبلغ ذلك نيّفًا وأربعين ألف محبرة، سوى النَّظّارة. هذه حكاية صحيحة رواها الخطيب في تاريخه [4] ، عن بِشْر [5] بن الرُّوميّ، قال: سمعت الخُتُّليّ، فذكرها.
وقال غُنْجار في «تاريخ بُخَارى» : ثنا أبو نصر أحمد بن محمد: سمعت جعفر بن الطَّبسيّ يقول: كنا ببغداد عند أبي مسلم الكَجّيّ، ومعنا عبد الله مُسْتَمْلِي صالح جزرة، فقيل لأبي مسلم: هذا مُسْتَمْلِي صالح. قال: من صالح؟
قال: صالح الْجَزَريّ. فقال: ويحكم ما أهونه عندكم، ألا تقولوا سيّد المسلمين؟
وكنّا في أُخريات النّاس، فقدَّمَنا وقال: كيف أخي وكبيري، ما تريدون؟
قلنا: أحاديث ابن عَرْعَرَة، وحكايات الأصمعيّ.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 121.
[2] تاريخ بغداد.
[3] ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل من: تاريخ بغداد 6/ 122.
[4] ج 6/ 121، 122.
[5] في تاريخ بغداد 6/ 121: «بشرى بن عبد الله الرومي» .

(22/98)


فأملى علينا من ظَهْر قلب. وكان ضريرًا، مخضوب اللّحْية.
وعن فاروق الخطابي قال: لمّا فرغنا مِن السُّنَن على أبي مسلم، عمل لنا مأدبة، أنفق فيها ألف دينار. وقد مدحه أبو عُبادة البُحْتُريّ الشّاعر [1] .
وبَلَغَنَا أنّه لمّا حدَّث تصدَّق بعشرة آلاف دِرهم شكرًا للَّه [2] .
وتُوُفّي ببغداد في سابع محرَّم سنة اثنتين وتسعين، ونقلوه إلى البصْرة، فدُفِن بها [3] .
100- إبراهيم بن عبد الله بن مَعْدان الأصبهانيّ [4] .
عن: محمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وأحمد بن سعيد الهمدانيّ، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشّيخ، وآخرون.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
101- إبراهيم بن عليّ بن محمد بن آدم.
أبو إسحاق الذُّهَليّ النَّيسابُوريّ.
سمع: يحيى بن يحيى، ويزيد بن صالح، وابن راهَوَيْه، وجماعة.
وفي الرّحلة: عليّ بن الجعْد، ويحيى الحِمّانيّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ.
وعنه: أبو عليّ محمد بن عبد الوهاب الثَّقفيّ، ومحمد بن صالح بن هانئ، وعليّ بن جُمْشاد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وبِشْر بن أحمد الإسفرائينيّ، وطائفة.
قال الحاكم: سألت أبا زكريّا العَنْبريّ وعلي بن جُمْشاد، عنه فوثّقاه.
تُوُفّي في شعبان سنة ثلاث وتسعين.
__________
[1] انظر: تاريخ ببغداد 6/ 123.
[2] تاريخ بغداد 6/ 122.
[3] ذكره ابن حبّان في الثقات 8/ 89 وقال: «كتب عنه أصحابنا، مات ببغداد بعد السبعين والمائتين» .
[4] انظر عن (إبراهيم بن عبد الله بن معدان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 85، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 190، 191 وفيه كنيته: أبو إسحاق المديني.

(22/99)


102- إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدّمشقيّ بن دُحيم [1] .
سمع: أباه، وهشام بن عمّار، وجماعة.
وعنه: ابن أخيه عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بن دُحَيْم، والطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن عديّ، وأبو عمرو بن مَطر، وخلْق كثير.
وكان ثقة.
بقي إلى حدود الثلاثمائة [2] .
103- إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون [3] .
أبو إسحاق الأصبهانيّ المعروف بابن نائلة، وهي أمّه.
سمع: إسماعيل بن عَمْرو البَجليّ.
وفي الرحلة: سعيد بن منصور، وعمّار بن هارون، وسعيد بن فلان، ورَوْح بن عبد المؤمن، ومحمد بن المغيرة الأصبهانيّ.
وعنه: أبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأحمد بن بنْدار، ومحمد بن إسحاق بن أيّوب، وآخرون.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
104- إبراهيم بن محمد بن الهيثم [4] .
أبو القاسم البغدادي صاحب الطّعام.
روى عن: محمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ.
وعنه: الطّبرانيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن عبد الرحمن) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 84، 85 وفيه: «إبراهيم بن دحيم الدمشقيّ» ، حدّث عن:
عمران بن أبي جميل، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 227.
[2] وقال ابن عساكر: «توفي المترجم في المحرّم سنة ثلاث وثلاثمائة» . (التهذيب 2/ 227) .
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن الحارث) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 81 وفيه: «إبراهيم بن نائلة» ، وقد ذكره مرّتين، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 188، 189.
[4] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن الهيثم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 82، 83، وتاريخ بغداد 6/ 154، 155 رقم 3194.
[5] قال الدار الدّارقطنيّ: ثقة صدوق.

(22/100)


105- إبراهيم بن محمد بن أبي الشّيوخ الأدميّ [1] .
صدوق.
عن: الوليد بن شجاع، وأحمد بن بُهْلُولٍ.
وعنه: أحمد بن المُنَادي وقال: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين [2] .
106- إبراهيم بن محمود بن حمزة [3] .
أبو إسحاق النَّيْسابُوريّ القطّان المالكيّ الفقيه.
رحل فتفقّه على: ابن عبد الحكم.
وسمع: أحمد بن منيع، وجماعة.
وعنه: حسّان بن محمد الفقيه، وأبو بكر النّقّاش.
وكان فقيهًا بارعًا صوامًا قوامًا مجاهدًا. وكان شيخ المالكيّة بنَيْسابور.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين. وقيل: تُوُفّي في سنة تسعٍ وتسعين.
قال الحاكم: سمعت محمود بن محمد يقول: قال لي عمّي إبراهيم: قال لي ابن عبد الحكم: ما قدِم علينا خُراسانيّ هو أعرف بطريقة مالك منك، فإذا رجعت فادع النّاس إلى رأي مالك [4] .
__________
[ () ] وقال ابنُ المنادى: مات فِي جُمَادَى الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة. كان حسن المعرفة بالحديث، وثقة متيقّظا، منزله في الجانب الغربي في قطيعة عيسى، كتب الناس عنه. (تاريخ بغداد 6/ 154 و 155) .
«أقول» : إن صحّ تاريخ وفاته بعد الثلاثمائة كما ذكر ابن المنادي، فمن حقّ هذه الترجمة أن تحوّل من هنا وتؤخّر إلى الطبقة التالية.
[1] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن أبي الشيوخ) في:
تاريخ بغداد 6/ 154 رقم 3192.
[2] هكذا في الأصل، والموجود في «تاريخ بغداد 6/ 154» قال علي بن المنادي: «ومات من جانبنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي الشّيوخ الأدميّ بعد الأضحى بيومين، سنة ست وتسعين ومائتين في يوم جمعة، كتب الناس عنه ووثّقوه، وكان قد شهد ثم امتنع بعد ذلك فترك الشهادة» .
[3] انظر عن (إبراهيم بن محمود) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 298، 299.
[4] المصدر نفسه:

(22/101)


قال: وكان عمّي يصوم النّهار ويقوم اللّيل، ولا يدع الجهاد في كلّ ثلاثة أعوام [1] .
107- إبراهيم بن معقل بن الحجاج [2] .
أبو إسحاق النَّسَفيّ قاضي نَسْف وعالمها. رحل وكتب الكثير.
وسمع: جُنَادة بن المُغَلِّس، وُقَتْيبة بن سعيد، وهشام بن عمّار، وأقرانهم.
وروي «الصّحيح» عن أبي عبد الله البخاريّ.
وكان فقيه النّفس، عارفًا باختلاف العلماء.
روى عنه: ابنه سعيد، وعبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريّا النَّسَفُّيون، وعليّ بن إبراهيم الطّعّان، وخَلَف بن محمد الخيّام، وخلْق سواهم.
صنَّف «المسند» و «التّفسير» وغير ذلك.
وتُوُفّي في ذي الحجّة سنة خمسٍ وتسعين.
108- إبراهيم بن موسى بن جميل [3] .
أبو إسحاق الأندلسيّ التُّدْمِيريّ مولى بني أمية.
رحل وأخذ عن: عمر بن شَبَّة، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه،
__________
[1] المصدر نفسه، وزاد: ولما مات لم يكن بعده بنيسابور للمالكية مدرّس، وتوفي سنة تسع وتسعين ومائتين.
[2] انظر عن (إبراهيم بن معقل) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 2/ ورقة 275 ب، وتهذيب تاريخ دمشق 2/ 300، وسير أعلام النبلاء 13/ 493 رقم 241، والعبر 2/ 100، 101، وتذكرة الحفّاظ 2/ 687، والوافي بالوفيات 6/ 149 رقم 2593، والنجوم الزاهرة 3/ 164، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 298، وطبقات المفسّرين للداوديّ 1/ 22، وشذرات الذهب 2/ 218.
[3] انظر عن (إبراهيم بن موسى بن جميل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 88، 89، وفيه «إبراهيم بن جميل الأندلسي» ، وتاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 13، 14 رقم 21، وجذوة المقتبس للحميدي 153 رقم 269، وبغية الملتمس للضبّي 224، 225 رقم 519، والمعجم المشتمل لابن عساكر 70 رقم 127، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 116 رقم 161 وفيه «إبراهيم بن موسى بن حميد» وهو تحريف، وتهذيب الكمال للمزّي 2/ 218 رقم 253، والمغني في الضعفاء 1/ 27 رقم 186، وميزان الاعتدال 1/ 69 رقم 230.

(22/102)


وأبي بكر بن أبي الدُّنيا، وعبد الله بن مسلم بن قُتَيْبة الدِّينَوَري، وأحمد بن أبي خيثمة، وطائفة.
وعنه: قاسم بن أبي الأصبغ، ومحمد بن عبد الملك بن أَعْيَن، وسعيد بن جابر، ومحمد بن قاسم الأندلسيّون، وأبو جعفر الطَّحاويّ، والطَّبَرانيّ [1] ، وابن يونس.
وقد روى عنه النَّسائيّ [2] شيئًا في «الكنى» عن رجلٍ، عن ابن المَدِينيّ.
قال ابن الفرضي [3] : كان كثير الغلط.
توفّي سنة ثلاثمائة بمصر [4] ، وكان قد سكنها.
وثّقه ابن يونس [5] .
109- إبراهيم بن هاشم بن الحسين البَغَويّ [6] .
سمع: عليّ بن الْجَعْد، وأحمد بن حنبل، وأُميّة بن بسطام، وجماعة.
__________
[1] في معجمه الصغير.
[2] وقال: هو صدوق. (بغية الملتمس 224، المعجم المشتمل 70) .
[3] عبارته في «تاريخ الأندلس» أن قاسم بن أصبغ قال: سمعت إبراهيم بن موسى بن جميل يقرأ الجزء السادس من «المعارف» لابن قتيبة، وقد قلبه بالتصحيف واللحن والخطأ، فشقّ ذلك عليه- حين رآنا- أشدّ المشقّة. قال قاسم: وكنّا نسخنا من كتابه بمصر كتاب البصريين من تاريخ ابن أبي خيثمة، فلما قدمنا بغداد، وشهدنا بنسختنا عند ابن أبي خيثمة، فقرأها علينا وجدناها مخطئة كلها، حتى أنكرها وقال: ما شأن كتابكم اليوم؟ فقلنا له: نسخناه من كتاب ابن جميل، وقد قرئ على أهل مصر. فقال: الحمد للَّه الّذي لم يدخل كتابي عندهم صحيحا، ما كان أهل مصر يستحقّون مثل هذا. ثم أخذنا كتابه، وقابلنا به، ولقد بقي علينا فيه بقايا لم تتمّ بعد، ولا تتمّ أبدا. (1/ 13، 14) .
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 14، المعجم المشتمل 70.
[5] فقال: كتبت عنه، وكان ثقة. (تاريخ علماء الأندلس 1/ 14) .
وقال الدار الدّارقطنيّ- فيما حكاه عنه أبو بكر المرداني- متأخّر. (بغية الملتمس 224) .
وقال ابن عساكر: وهو من أقران أبي عبد الرحمن النسائي. (المعجم المشتمل 70) .
وقال ابن الجوزي: وفي الحديث من اسمه «إبراهيم بن موسى» اثنا عشر، لا نعلم في أحد منهم طعنا. (الضعفاء والمتروكين 1/ 56) .
«أقول» : لقد طعن بعضهم في إبراهيم بن موسى هذا.
[6] انظر عن (إبراهيم بن هاشم) في:

(22/103)


وعنه: أبو بكر الّنجّاد، وابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، وعليّ بن لؤلؤ.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ [1] .
وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة سبْعٍ وتسعين.
في «مجالس الخلّال» ، روايته عن عليّ بن الحَسَن بن شقيق. وهذا وهْم، لم يدركه.
وكان مولده سنة سبْعٍ ومائتين.
110- إبراهيم بن الفضل بن غسّان.
أبو أُميّة الغلابي البغداديّ البزّاز القاضي.
حدَّث عن: أبيه بالتّاريخ، وعن: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وأحمد بن عَبْده الضَّبِّيِّ، وغيرهما.
قال الخطيب: كان بزّازا، فاستتر ابن الفُرات الوزير عنده في نكبة أصابته، فقال: إن ولّيت الوزارةَ ما تريد أن يفعل بك؟
قال: تُقلّدني شيئًا.
فلمّا وَزَرَ أحسن إليه وولّاه قضاء البصْرة والأهواز. وكان قليل العلم. فلمّا عزل ابنُ الفُرات قبض عليه متولّي البصرة وسجنه، إلى أن مات سنة ثلاثمائة.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ليس به بأس.
111- إدريس بن عبد الكريم [2] .
أبو الحَسَن البغداديّ الحدّاد المقرئ.
__________
[ () ] تاريخ بغداد 6/ 203، 204 رقم 326، وكنيته: أبو إسحاق البيّع، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 98 رقم 106، والوافي بالوفيات 6/ 156 رقم 2606 وفيه: إبراهيم بن هاشم بن الحسن.
[1] تاريخ بغداد 6/ 204.
[2] انظر عن (إدريس بن عبد الكريم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 103، وتاريخ بغداد 7/ 14، 15 رقم 3480، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 116، 117 رقم 135، والعبر 2/ 93، ومعرفة القراء الكبار 1/ 254، 255 رقم 162، وتذكرة الحفاظ 2/ 654، ومرآة الجنان 2/ 220، والوافي بالوفيات 8/ 317، 318 رقم 3742، وغاية النهاية 1/ 154، والنجوم الزاهرة 3/ 157، وشذرات الذهب 2/ 210.

(22/104)


قرأ على: خَلَف البزّار.
وسمع: عاصم بن عليّ، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين، ومُصْعَب بن عبد الله الُّزبَيْريّ، وجماعة.
قرأ عليه: أبو بكر محمد بن الحَسَن بن مقسم، وأبو الحسن أحمد بن ثوبان، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وأبو عليّ أحمد بن عبد الله بن حمدان بن صالح، وآخر من زعم أنّه قرأ عليه الحسن بن سعيد المطَّوِّعيّ.
وروى عنه: ابن مجاهد، وأبو بكر النّجّاد، وإسماعيل الخُطَبيّ، وأبو عليّ بن الصّوّاف، وأبو بكر القطيعيّ، وسليمان الطّبرانيّ، وخلق.
قال الدّار الدَّارقُطْنيّ: ثقة وفوق الثّقة بدرجة [1] .
تُوُفّي في يوم عيد النَّحْر سنة اثنتين وتسعين. وله ثلاثٌ وتسعون سنة [2] .
وقد قرأ عليه المُطَّوِّعيّ الكِسائيّ وقَالَ: قرأت عَلَى قُتَيْبَة بْن مهران، وقرأ عليّ الكسائي تابعه ابن شَنَبُوذ [3] .
112- إسحاق بن أحمد بن النضر العبقي الموصلي السماك.
عن: إسحاق بن إسرائيل، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وجماعة.
وعنه: يزيد بن محمد في تاريخه، وقال: تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
113- إسحاق بن إبراهيم بن جابر [4] .
أبو يعقوب التُّجَيْبيّ المصريّ القطّان.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 14.
[2] ذكر الدار الدّارقطنيّ أنه ولد في سنة تسع وتسعين ومائة. (تاريخ بغداد 7/ 15) وقيل: توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين. (غاية النهاية 1/ 154) .
[3] وقال ابن الجزري: إمام ضابط متقن ثقة ... وأما ما ورد في بعض أصول الكارزيني من أنه قرأ على قتيبة، عن الكسائي، فقال الحافظ أبو العلاء الهمدانيّ: ولو أقسم باللَّه مقسم أن إدريس لم يلق قتيبة، فضلا عن القراءة عليه لم يحنث. وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي- ومن خطّه نقلت- إنما قرأ إدريس على خلف، عن قتيبة، فسقط اسم خلف من كتاب الكارزيني، وقد بيّن ذلك صاحب المبهج أبو محمد. (غاية النهاية 1/ 154) .
[4] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم القطان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 98.

(22/105)


عن: سعيد بن أبي مريم.
وعنه: أبو سعيد بن يونس، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وتسعين.
وقال ابن يونس: ما علمت إلا خيرًا.
114- إسحاق بن إبراهيم المصريّ الجلّاب.
ويُعرف بِفُقَيْقِيعَة.
يروي عن: حَرْمَلَة، وغيره.
وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة ثمانٍ وتسعين.
115- إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن نفيس البغداديّ الهمدانيّ.
أبو العبّاس بن النّابتيّ.
ولي أبوه قضاء همدان مدّة.
وحدَّث عن: أبيه، وابن عمّار الحسين بن حارث، ومحمود بن غَيْلان، وجماعة.
وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بُنْدار، وأهل أصبهان.
116- إسحاق بن إبراهيم بن داود [1] .
أبو يعقوب الأصبهانيّ المؤدِّب.
عن: حُمَيْد بن مَسْعَدَة، وسعيد بن يحيى سَعْدُوَيْه.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأحمد بن بُنْدار.
117- إسحاق بن حاجب البغداديّ الْمُعَدَّلُ [2] .
عن: خليفة بن خيّاط، ومحمد بن بكّار بن الرّيّان.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، وعبد الصمد الطّسْتيّ، وغيرهما.
وتُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين. وقيل: سنة سبع.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم بن داود) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 220.
[2] انظر عن (إسحاق بن حاجب) في:
تاريخ بغداد 6/ 384 رقم 3419.

(22/106)


وثّقه أبو بكر الخطيب.
118- إسحاق بن حُنَين بن إسحاق [1] .
أبو يعقوب العبادي، نسبة إلى عِباد الحِيرة وهم من قبائل شتّى من النَّصارى، نزلوا الحِيرة، ولمّا بُنِيت الكوفة خربت الحِيرة. وكان هذا الكلب أوحد عصره في عِلْم الطِّبّ كأبيه. وكان يعرف الكُتُب اليونانية. وكان قد انقطع إلى الوزير أبي القاسم بن عُبَيْد الله، وقد ابتُلي بالفالج في آخر عُمره، وما أغنى عنه بَصَرُه بالطِّبّ، فنسأل الله العافية.
مات سنة ثمانٍ وتسعين.
119- إسحاق بن خَالوَيْه [2] .
أبو يعقوب الياسريّ الواسطيّ.
روى عن: عليّ بن بحر.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
120- إسحاق بن موسى [3] .
أبو يعقوب اليحمديّ الفقيه.
أوّل من كتب الشّافعيّ إلى بلد استراباذ. وكان صدوقًا عالمًا [4] محدّثًا.
سمع: قُتَيْبة، وابن راهوَيْه، وهشام بن عمّار، وحَرْمَلَة التُّجَيْبيّ، وخلقًا.
وعنه: محمد بن أحمد الغِطْرِيف، وجعفر بن شهرزيل.
__________
[1] انظر عن (إسحاق بن حنين) في:
مروج الذهب 1389، وعيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة 1/ 71، ووفيات الأعيان 1/ 158 رقم 85، والوافي بالوفيات 8/ 410، 411 رقم 3864، والمختصر في أخبار البشر 2/ 66، والبداية والنهاية 11/ 116.
[2] انظر عن (إسحاق بن خالويه) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 98.
[3] انظر عن (إسحاق بن موسى) في:
تهذيب تاريخ دمشق 2/ 453، والوافي بالوفيات 8/ 427 رقم 3900.
[4] في الوافي بالوفيات: «صالحا» .

(22/107)


121- أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الحَافِظ [1] .
أبو الحَسَن الواسطيّ الرّزّاز بَحْشَل صاحب «تاريخ واسط» [2] .
سمع: جدّه لأمه وهْب بن بقيّة، وسليمان بن أحمد الواسطيّ، ومحمد بن خالد بن عبد الله، وخلقًا بعد الثّلاثين ومائتين. وكان يفهم ويدري الفنّ.
روى عنه: محمد بن عثمان بن سمعان، ومحمد بن عبد الله بن يوسف، وإبراهيم بن يعقوب الهمدانيّ، وعليّ بن حميد البزّاز، ومحمد بن جعفر ابن اللّيث الواسطيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وقال خميس الحَوْزِيّ [3] : بَحْشَل الرّزّاز منسوب إلى محلّة الرّزّازين، ومسجده هناك، ثقة، ثبت، إمام، يصلح للصّحيح [4] .
122- إِسْمَاعِيل بْن أحْمَد بْن أسد بْن سامان بن نوح [5] .
__________
[1] انظر عن (أسلم بن سهل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 106، ومعجم الأدباء 6/ 127، 128، وسير أعلام النبلاء 13/ 553 رقم 279، والمغني في الضعفاء 1/ 77 رقم 615، وميزان الاعتدال 1/ 211 رقم 823، والعبر 2/ 93، والوافي بالوفيات 9/ 52 رقم 3960، ولسان الميزان 1/ 388 رقم 1217، وطبقات الحفّاظ 289، وشذرات الذهب 2/ 210.
[2] حققه كوركيس عواد وصدر عن مطبعة المعارف ببغداد سنة 1967.
[3] هو الحافظ الإمام أبو بكر الكرم خميس بن علي بن أحمد الواسطي المتوفى سنة 510 هـ. كان محدّث واسط، التقى به الحافظ السّلفيّ بها سنة 500 هـ. فسأله عن جماعة من أهل واسط ومن الغرباء الذين قدموا إليها، فأجابه عنهم، وسجّل إجاباته في جزء، حقّقه مطاع طرابيشي، وأصدره مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1976.
[4] سؤالات الحافظ السّلفي لخميس الحوزيّ- ص 111 رقم 98.
وقد ليّنه الدار الدّارقطنيّ. وقال أبو الحسن بن المنادي: كان مشهورا بالحفظ.
وقال أبو نعيم: كان من كبار الحفّاظ العلماء من أهل واسط. (لسان الميزان 1/ 388) .
[5] انظر عن (إسماعيل بن أحمد بن أسد) في:
تاريخ الطبري 10/ 30، 34، 67، 76، 77، 81، 83، 84، 88، 94، 96، 97، 116، 137، ومروج الذهب للمسعوديّ (طبعة الجامعة اللبنانية) 444، 3284، 3331، 3333، 334، 3350، وثمار القلوب للثعالبي 137، وتاريخ سنّى ملوك الأرض لحمزة الأصفهاني 171، 172، والكامل في التاريخ 7/ 192 و 8/ 4، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 77، 78 رقم 102، والأنساب 7/ 286، ووفيات الأعيان 5/ 161، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61،

(22/108)


أمير خُراسان أبو إبراهيم، وابن أميرها.
كان عالمًا فاضلًا عادلًا حَسَن السّيرة في الرّعيّة، مُكْرِمًا للعلماء، مشهورًا بالشّجاعة والإقدام، ميمون الفَقْه. جرت له واقعة غريبة فقال الحاكم: سمعت ابن قانع ببغداد يقول: سمعت عيسى بن محمد الطَّهْمانيّ يقول: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: جاءنا أبونا بمؤدِّب يعلِّمُنا الرَّفْض، فنمت، فرأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، وعُمَر، فقال: لم تَسُبّ صاحبَيَّ؟ فوقفت، فقال لي بيده هكذا، ونفضها في وجهي، فانتبهت فزِعًا أرتعد من الحُمَّى. فمكثت على الفراش سبعة أشهر، وسقط شَعْري، فدخل أخي فقال: أيش قصَّتُك؟ فحدَّثته.
فقال: اعتذر إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فاعتذرت وتبت، فما مرّ لي إلا جمعة حتّى نبت شَعْري [1] .
وقال أحمد بن سعيد بن مسعود المَرْوزيّ: لو لم يكن لآل سامان إلّا ما فتحوا من بلاد الكُفْر لَكَفَى، فإنّهم فتحوا مسيرة شهر. ولم يفتح بنو العباس منذ وُلُّوا مقدار شَبْر.
قال الحافظ أبو عبد الله الحاكم: ويقال له الأمير الماضي أبو إبراهيم.
سمع من الفقيه محمد بن نصر المَرْوزِيّ عامّة تصانيفه.
وسمع من ابنه أحمد بن راشد ومن: محمد بن الفضل.
أخذ عنه إمام الأئمة ابن خُزَيْمة، وغيره [2] .
وكانت مدّة سلطنته سبْعَ سنين، وقد ظفر بعَمْرو بن اللَّيْث الصّفّار، وأسره وبعث به إلى المعتضد، وكتب له بعهده على إقليم المشرق. وكذلك استعمله المكتفي، وكان يعتمد عليه ويركن إليه لِما يرى من كفاءته ويقول:
__________
[ () ] وتاريخ ابن الوردي 1/ 249 والعبر 2/ 102، ودول الإسلام 1/ 178، وسير أعلام النبلاء 14/ 154، 155 رقم 90، والوافي بالوفيات 9/ 88، 89 رقم 4005، والبداية والنهاية 11/ 106، وتاريخ ابن خلدون 4/ 334، والنجوم الزاهرة 3/ 163، وشذرات الذهب 2/ 219، والأعلام 1/ 303.
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 154، 155.
[2] سير أعلام النبلاء 14/ 154.

(22/109)


لن يُخلِّف الدّهْرُ مثلهم [1] أبدًا ... هَيْهات، هَيْهات شأنهم [2] عجبُ
[3] تُوُفّي في بُخارى في صفر سنة خمسٍ وتسعين، وولي بعده أبنه أحمد.
قال الحاكم: سمعت الأمير إبراهيم بن إبراهيم بن أحمد يقول: كَانَ جَدِّي كثير أصوله كلّها عندي.
وقال أبو عبد الله البوسنجيّ: سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِيم الأمير يَقُولُ: كنت أتناول أبا بكر وعُمَر، فرأيت النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وهو يقول: ما لك ولأصحابي؟.
قال: فمرضت سنة، ثم تُبْتُ من ذلك. 123- إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن عَبْدة [4] .
أبو الحَسَن الضَّبّي الأصبهانيّ. أحد الثقات.
سمع: محمد بن حُمَيْد، ومحمد بن عَمْرو زُنَيْج، وجماعة.
وعنه: أبو الشّيخ، وأبو أحمد العسّال، وآخرون.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
124- إسماعيل بن محمد بن وهب المصريّ [5] .
عن: دُحَيْم، وحَرْمَلَة، ويعقوب بن إسحاق الهاشميّ.
وعنه: أبو جعفر العُقَيْليّ، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
125- إسماعيل بن محمد بن قيراط [6] .
أبو عليّ العُذْريّ الدّمشقي.
__________
[1] في الوافي بالوفيات: «مثله» . (9/ 89) .
[2] في الوافي: «شأنه» . (9/ 89) .
[3] البيت في: المنتظم 6/ 78، والبداية والنهاية 11/ 16.
[4] انظر عن (إسماعيل بن عبد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 13، 214.
[5] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 95.
[6] انظر عن (إسماعيل بن محمد بن قيراط) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 95 وفيه كنيته: «أبو قصيّ» .

(22/110)


عن: صَفْوان بن صالح المؤذّن، وإبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وأحمد بن صالح، وسليمان بن بنت شُرَحْبِيل، وهشام بن عمّار، وطائفة.
وعنه: أبو عوانة، وخيثمة، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، والطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين ومائتين.
126- إسماعيل بن محمد المُزَنيّ الكوفيّ.
أبو محمد.
عن: أبي نُعَيْم.
وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وهو من كبار شيوخه.
تُوُفّي في نصف رمضان سنة ثمانٍ وتسعين. ورّخه ابن عُقْدة.

(22/111)


- حرف الباء-
127- البَخْتَريّ بن محمد بن صالح البغداديّ [1] .
عن: محمد بن سَمَاعة القاضي، وكامل بن طلحة الجحدريّ.
وعنه: الطّبرانيّ.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به [2] .
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
128- بِشْر بن عبد الملك الخُزَاعيّ [3] .
مولاهم الموصلي.
عن غسان بن الربيع، ومحمد بن سليمان لُوَيْن، وجماعة.
وكان أحد الصّالحين.
تُوُفّي سنة أربع.
روى عنه: الطَّبَرانيّ.
129- بُهْلُولُ بن إسحاق [4] .
أبو محمد التَّنُوخيّ الأَنباريّ، قاضي الأنبار وخطيبها المصقع البليغ.
__________
[1] انظر عن (البختري بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 112، وتاريخ بغداد 7/ 113 رقم 3573.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (بشر بن عبد الملك) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 110 وفيه «بشران» .
[4] انظر عن (بهلول بن إسحاق) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 111، وتاريخ بغداد 7/ 109، 110 رقم 3550، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 110، 111 رقم 148، والبداية والنهاية 11/ 117.

(22/112)


وكان ثقة كثير الحديث.
سمع: سعد بن منصور، وإسماعيل بن أبي أُوَيْس، وإبراهيم بن حمزة الزُّبَيْريّ، وأحمد بن حاتم الطَّويلَ، ومحمد بن معاوية النَّيْسابوريّ، وجماعة.
وعنه: أخوه أحمد بن إسحاق، وابنا أخيه يوسف الأزرق وإسماعيل ابنا يعقوب، وابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق، وابن أخيه أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق، وأبو بكر الشافعيّ، وأبو القاسم الطَّبِرانيّ، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر الإسماعيلي، وخلق من الرّحّالة.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ [1] .
مولده سنة أربع ومائتين، ومات في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين [2] .
وكان قاضي الأنبار وخطيبها، وأبوه حافظ كبير [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 110.
[2] قاله سليمان بن زبر. أما عَبْد اللَّه بْن محمد بْن جعْفَر بْن حيان فقال: مات سنة تسع وتسعين.
[3] قال ابن زبر: وكان قد تقلّد القضاء والخطبة على المنابر بالأنبار وأعمالها مدّة طويلة، قبل سنة سبعين ومائتين، وكان حسن البلاغة، مصقعا في خطبه، كثير الحديث ثقة فيه، ضابطا لما يرويه، وحدّث بالأنبار. (تاريخ بغداد) .

(22/113)


- حرف الجيم-
130- جبرون بن عيسى بن يزيد البَغَويّ المصريّ [1] .
عن: يحيى بن سليمان الحفريّ، وسَحْنُون بن سعيد الفقيه أخذ عنه بالمغرب.
وعنه: الطَّبَرانيّ، والمصريّون.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
131- جَبَلَة بن حمّود.
أبو يوسف الصّدفيّ الإفريقيّ.
يروي عن: الفقيه سَحْنُون، وغيره.
تُوُفّي بإفريقيّة سنة سبْعٍ وتسعين.
وكان زاهدًا قُدْوة.
132- جعفر بن أحمد بن عبد الرحمن.
أبو محمد النَّيْسابوريّ السَّلماني.
تفقّه بمصر على المُزَنيّ.
وسمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وعبد الله بن عِمران العابديّ، وأبا كُرَيْب، وإسماعيل بن موسى الفَزَاريّ، وأحمد بن عَبْدة الضَّبّيّ، ويونس بن عبد الأعلى، وخلقا كثيرا.
وعنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو الوليد
__________
[1] انظر عن (جبروت بن عيسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 123، 124 وفيه «المغربي» بدل «البغوي»

(22/114)


حسّان الفقيه، وآخرون.
تُوُفّي في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين.
133- جعفر بن أحمد بن مُضَر المُضَريّ المصري.
قال ابن يونس: هو عريف المؤذِّنين بمصر.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
134- جعفر بن شُعَيب الشّاشيّ [1] .
أبو محمد.
رحل وسمع: عيسى بن زغُبَةَ، ومحمد بن أبي عمر العَدَنيّ، وطبقتهما.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو محمد بن ماسي.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ببُخَارى [2] .
135- جعفر بن عبد الله الصّبّاح بن نَهْشَلٍ الأنصاريّ الأصبهانيّ [3] .
المقرئ إمام جامع أصبهان.
رحل وقرأ القرآن على أبي عمر الدُّوريّ.
وسمع من: إسماعيل بن موسى الفَزَاريّ، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَوِيّ، وجماعة.
وقرأ بأصبهان أيضًا على محمد بن عيسى.
وكان رأسًا في القرآن وعلومه [4] .
روى عنه: أبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأبو الشيّخ، وجماعة.
تُوُفّي سنة أربع وتسعين [5] .
__________
[1] انظر عن (جعفر بن شعيب) في:
تاريخ بغداد 7/ 195، 196 رقم 3657، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 61 رقم 89. ن
[2] في الأصل: «بخارا» .
وقال ابن الجوزي: وكان ثقة، وتوفي بالشاش.
[3] انظر عن (جعفر بن عبد الله الصبّاح) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 119، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 246، ومعرفة القراء الكبار 1/ 244 رقم 147 وغاية النهاية 1/ 192، 193 رقم 888.
[4] ذكر أخبار أصبهان.
[5] ذكر أخبار أصبهان. وقيل: سنة خمس وتسعين. (غاية النهاية 1/ 193) .

(22/115)


قرأ عليه جماعة منهم: محمد بن أحمد الكِسائيّ، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهّاب.
136- جعفر بن محمد بن الحسين بن عُبَيْد الله بن محمد بن طغان.
أبو الفضل النَّيْسابوريّ، ويُعرف بالتّرك.
قال الحاكم: شيخ عشيرته في عصره، من الثّقات الأثبات، ومن كبار أصحاب يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه.
وسمع أيضًا من: عَمْرو بن زُرَارة، ومحمد بن أبان المستملي، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن سعد، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو حامد بن الشّرقيّ الحافظ، وعدة.
تُوُفّي في ثامن عشر شعبان سنة خمسٍ وتسعين.
قال أبو الوليد الفقيه: سمعته يقول: كان إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ يرفعني على جماعة من الشيوخ في مجلسه ويقول: جدّهم أول من أظهر السنة بخُراسان.
137- جعفر بن محمد بن ماجد البغداديّ [1] .
عن: خلّاد بن أسلم، ومحمد بن عليّ بن شقيق [2] ، وجماعة.
ويُعرف بابن القتيل.
وعنه: حامد الرّفّاء، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين [3] .
138- جعفر بن محمد بن الفُرات.
أبو عبد الله الكاتب.
تُوُفّي سنة سبْعٍ أيضًا، وصلى عليه أخوه الوزير ابن الفرات.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد بن ماجد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 115، 116، وتاريخ بغداد 7/ 196، 19 رقم 3658.
[2] في تاريخ بغداد 7/ 196: «محمد بن الحسن بن شقيق المروزي» .
[3] وقّفه الخطيب.

(22/116)


وكان أسنّ من الوزير.
139- جعفر بن محمد بن الأزهر البغداديّ [1] .
عن: وهْب بن بقيّة، وغيره.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، والإسماعيليّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين [2] .
140- جعفر بن محمد بن يزيد.
أبو الفضل السوسيّ.
عن: عليّ بن بحر القطّان، وسهل بن عثمان العسكريّ، وسليمان بن عبد الرحمن الدّمشقيّ، وأبي الطّاهر بن السَّرْح، وخلْقٍ من الشّاميّين، والمصريّين، والرّازّيين.
وعنه: أبو جعفر العُقَيْليّ، وأبو سعيد الأعرابي، والحَسَن بن رشيق، وآخرون.
وجاور بمكة.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به.
141- جعفر بن محمد بن اللَّيث [3] .
أبو عبد الله الزّياديّ البصْريّ.
عن: مسلم، وعبد الله بن رجاء الغدانيّ، وغسّان بن مالك السّلميّ، وأبو حذيفة النّهديّ، وجماعة.
وعنه: الطّبرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو أحمد بن عديّ، وآخرون.
بقي إلى قريب الثلاثمائة.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن محمد بن الأزهر) في:
تاريخ بغداد 7/ 197 رقم 3660.
[2] في شهر رجب. وثّقه الخطيب.
[3] انظر عن (جعفر بن محمد بن العيث) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 115.

(22/117)


142- الْجُنَيْد بن خَلَف [1] .
الفقيه أبو يحيى السَّمَرقنْديّ.
سمع: إسحاق بن شاهين، وحَوْثَرَة بن أشرس.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وعليّ بن أبي العَقِب، وأبو أحمد بن النّاصح، وآخرون.
حدَّث بدمشق.
143- الْجُنَيْد بن محمد بن الْجُنَيْد [2] .
أبو القاسم النَّهاونديّ الأصل البغداديّ القواريريّ الخزّاز. وقيل كان أبوه قواريريًّا، يعني زَجّاجًا. وكان هو خزّازا [3] .
كان شيخ العارفين وقُدْوة السّائرين وعَلَم الأولياء في زمانه، رحمه الله عليه.
__________
[1] انظر عن (الجنيد بن خلف) في:
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 415.
[2] انظر عن (الجنيد بن محمد) في:
طبقات الصوفية للسلمي 155- 163 رقم 1، وحلية الأولياء 10/ 255- 287 رقم 571، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 19 و 20 و 97 و 175 و 183 و 324 و 416 و 429 و 446 و 491 و 697 و 731 و 748 و 753 و 770 و 771 و 761 و 769 و 785 و 945 و 949، والرسالة القشيرية 18، 19، وتاريخ بغداد 7/ 241- 249 رقم 3739، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 105، 106 رقم 139، والأنساب 464 أ، ووفيات الأعيان 1/ 373- 375 رقم 144، والكامل في التاريخ 8/ 62، وصفة الصفوة 2/ 416- 424 رقم 296، وطبقات الحنابلة 1/ 127- 129 رقم 157، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 28- 37، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 334، 335 رقم 302، وسير أعلام النبلاء 14/ 66- 70 رقم 34، والعبر 2/ 110، 111، ودول الإسلام 1/ 181، والمختصر في أخبار البشر 2/ 66، وتاريخ ابن الوردي 1/ 253، ومرآة الجنان 2/ 231- 235، والبداية والنهاية 11/ 113- 115، والوفيات لابن قنفذ 196 رقم 297، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 126- 136 رقم 31، والتعرف 11، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 98- 101، والنجوم الزاهرة 3/ 168- 170، وشذرات الذهب 2/ 228- 230، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 39، وروضات الجنات للخوانساري 164- 166، وكشف المحجوب 128- 130، والكواكب الدرّيّة 1/ 22، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 129- 144، ودائرة معارف البستاني 6/ 567، وزاد المسير 1/ 233، ولواقح الأنوار 1/ 84- 86، وآثار البلاد 322، 324، 329، 330، والروض المعطار 114.
[3] طبقات الصوفية 155.

(22/118)


وُلِد ببغداد بعد العشرين ومائتين، فيما أحسب أو قبلها.
وتفقّه على أبي ثور.
وسمع من: الحَسَن بن عَرَفَة، وغيره.
واختصّ بصُحبة السريّ السَّقطيّ، والحَرَميّ، وأبي حمزة البغدادي.
وأتقن العلم، ثمّ أقبل على شبابه، واشتغل بما خُلِق له، وحدَّث بشيء يسير.
روى عنه: جعفر الخُلْديّ، وأبو محمد الجريريّ، وأبو بكر الشّبليّ، ومحمد بن علي بن حُبَيْش، وعبد الواحد بن علوان، وطائفة من الصُّوفيّة.
وكان ممّن برز في العِلم والعمل.
قال أحمد بن جعفر بن المنادي في تاريخه: سمع الكثير [1] ، وشاهد الصّالحين وأهلَ المعرفة، ورزق من الذكاء وصواب الإجابات [2] في فنون العلم ما لم ير في زمانه مثله، عند أحد من أقرانه [3] ، ولا ممن أرفع سنا [منه] [4] ، ممن كان منهم ينسب إلى العلم الباطن، والعلم الظاهر في عفاف وعزوف عن الدّنيا وأبنائها.
لقد قيل لي إنّه قال ذات يوم: كنت أُفتي في حلقة أبي ثَوْر الكلبيّ ولي عشرون سنة [5] .
قال أحمد بن عطاء الرّوذباريّ: كان الْجُنَيْد يتفقّه لأبي ثَوْر، ويفتي في حلقته [6] .
وعن الْجُنَيْد قال: ما أخرج الله إلى الأرض عَلَمًا وجعل للخلْق إليه سبيلًا، إلّا وقد جعل لي فيه حظّا [7] .
__________
[1] في تاريخ بغداد: «سمع الحديث الكثير من الشيوخ» .
[2] في تاريخ بغداد: «الجوابات» .
[3] في تاريخ بغداد: «قرنائه» .
[4] الزيادة من تاريخ بغداد 7/ 242.
[5] تاريخ بغداد 7/ 242، طبقات الأولياء 126، الرسالة القشيرية 18.
[6] تاريخ بغداد 7/ 242.
[7] تاريخ بغداد 7/ 242 وزاد: «ونصيبا» ، وكذلك في: صفة الصفوة 2/ 416.

(22/119)


وقيل: إنه كان في سوقه. وكان وِرده كلّ يوم ثلاثمائة ركعة، وكذا ألف تسبيحة [1] .
وقال أبو نُعَيْم: نا عليّ بن هارون ومحمد بن أحمد بن يعقوب قالا: سمعنا الْجُنَيْد غير مرة يقول: علمنا مضبوطٌ بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقّه، لا يُقْتَدى به [2] .
وقال عبد الواحد بن علوان الرَّحْبيّ: سمعته يقول: عِلْمُنا هذا- يعني التصوّف-، مشبَّك بحديث رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ [3] .
وعن ابن سُرَيْج أنّه تكلّم يومًا، فأعجب به بعض الحاضرين، فقال ابن سُرَيْج: هذا بَرَكَة مُجالستي لأبي القاسم الْجُنَيْد [4] .
وعن أبي القاسم الكعبي أنه قال يومًا: رأيت لكم شيخًا ببغداد يقال له الْجُنَيْد، ما رأت عيناي مثله، كان الكَتَبَةُ يحضرون لألفاظه، والفلاسفة يحضرونه لدِقَّة معانيه، والمتكلّمون يحضرون لتمام علمه، وكلامه باين عن فهمهم [وكلامهم] وعِلْمهم [5] .
وقال الخُلْديّ: لم يُرَ في شيوخنا مَن اجتمع له علمٌ وحالٌ غير الْجُنَيْد، كانت له حالٌ خطيرة وعلمٌ غزير. فإذا رأيت حاله وحجَّته على علمه، وإذا رأيت علمه وحجّته على حاله [6] .
وقال أبو سهل الصُّعْلُوكيّ: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: قال الْجُنَيْد:
كنت بين يدي السَّريّ السَّقطيّ ألعب وأنا ابن سبْع سنين، وبين يديه جماعة
__________
[1] في تاريخ بغداد 7/ 242: «وثلاثين ألف تسبيحة» ، وكذلك في: المنتظم 6/ 106، وصفة الصفوة 2/ 416، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 28.
[2] حلية الأولياء 10/ 255، تاريخ بغداد 7/ 243.
[3] تاريخ بغداد 7/ 243.
[4] تاريخ بغداد 7/ 243، وفيات الأعيان 1/ 373، طبقات الأولياء 131، الرسالة القشيرية 19، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 28.
[5] تاريخ بغداد 7/ 243، والزيادة منه.
[6] تاريخ بغداد 7/ 244، صفة الصفوة 2/ 417، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 28.

(22/120)


يتكلّمون في الشُّكْر.
فقال: يا غلام ما الشُّكْر.
فقال: أن لا يُعْصَ الله بِنِعَمِهِ.
فقال: أخشى أن يكون حظك من الله لسانك.
قال الْجُنَيْد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة الّتي قالها لي [1] .
وقال السُّلَميّ: سمعت جدّي إسماعيل بن نُجَيْد يقول: كان الْجُنَيْد- يجيء فيفتح حانوته، وَيُسْبِلُ السّتْر، ويصلي أربعمائة ركعة [2] .
وعن الْجُنَيْد قال: أعلى درجة الكِبْر أن ترى نفسَك، وأدناها أن تخطر ببالك [3] ، يعني نفسك.
وقال الجريريّ [4] : سمعته يقول: ما أخذنا التصوّف عن القال والقيل، لكن عن الْجُوع، وتَرْك الدُّنيا، وقطْع المألوفات [5] .
وذكر أبو جعفر الفَرَغانيّ أنه سمع الْجُنَيْد يقول: أقلّ ما في الكلام سقوط هيبة الرّبّ جل جلاله من القلب، والقلب إذا عري من الهيبة عري من الإيمان.
ويقال: كان نقش خاتمه: إنْ كنت تَأْمَلْه فلا تَأْمَنْه.
وقال: من خالفت إشارته معاملته فهو مدَّعٍ كذاب.
وقال أبو عليّ الرّوذباريّ: قال الْجُنَيْد: سألت الله أن لا يعِّذبني بكلامي،
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 244، 245، صفة الصفوة 2/ 417، طبقات الأولياء 127، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 31، 32.
[2] تاريخ بغداد 7/ 245، صفة الصفوة 2/ 417، 418، الرسالة القشيرية 19، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 29.
[3] حلية الأولياء 10/ 273، تاريخ بغداد 7/ 245.
[4] في الأصل: الجوهري، وفي تاريخ بغداد: «الحريري» ، والمثبت عن طبقات الصوفية للسلمي، وحلية الأولياء.
[5] وتتمّة قوله: «والمستحسنات، لأنّ التصوّف هو صفاء المعاملة مع الله، وأصله التعزّف عن الدنيا، كما قال حارثة: عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري» .
(طبقات الصوفية للسلمي 158 رقم 7، حلية الأولياء 10/ 277، 278، تاريخ بغداد 7/ 246، الرسالة القشيرية 19) .

(22/121)


وربّما وقع في نفسي أنّ زعيم القوم أرذلهم [1] .
وعن الخُلْديّ، عن الْجُنَيْد قال: أعطي أهل بغداد الشّطح والعبارة و [أهل خراسان] [2] القلب والسّخاء، وأهل البصرة الزُّهْد والقناعة، وأهل الشّام الحِلْم والسّلامة، وأهل الحجاز الصَّبر والإنابة.
وقال إسماعيل بن نُجَيْد: هؤلاء لا رابع لهم: الْجُنَيْد ببغداد، وأبو عثمان بنَيْسابور، وأبو عبد الله بن الجلّاء بالشّام [3] .
وقال أبو بكر العَطَويّ: كنت عند الْجُنَيْد حين احتضر، فختم القرآن.
قال: ثم ابتدأ فقرأ من البَقَرة سبعين آية، ثمّ مات [4] .
وقال أبو نُعَيْم: أنا الخُلْدِيّ كتابة قال: رأيت الْجُنَيْد فِي النَّوم فقلتْ: ما فعل اللَّه بك؟ قال: طاحت تلك الإشارات، وغابت تلك العبارات، وفنيت تلك العلوم، ونفذت تلك الرُّسوم، وما نَفَعَنا إلا رَكَعات كنّا نركعها في الأسحار [5] .
قال أبو الحسين بن المنادي: مات الْجُنَيْد ليلة النَّيْروز في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين [6] .
قال: فذكر لي أنّهم حزروا الجمْع يومئذٍ الّذي صلّوا عليه نحو ستّين ألف إنسان. وما زالوا يأتون قبره في كلّ يوم نحو الشّهر. ودُفِنَ عند قبر السّريّ السَّقَطيّ [7] .
قلت: ورّخه بعضهم سنة سبع [8] ، فوهم.
__________
[1] انظر نحو هذا في: حلية الأولياء 10/ 263، وصفة الصفوة 2/ 420، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 30.
[2] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل استدركته من سير أعلام النبلاء 14/ 69.
[3] طبقات الصوفية 176، وتاريخ بغداد 7/ 246.
[4] حلية الأولياء 10/ 264، تاريخ بغداد 7/ 248.
[5] تاريخ بغداد 7/ 248، صفة الصفوة 2/ 424، وفيات الأعيان 1/ 374، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 32.
[6] تاريخ بغداد 7/ 248، وفيات الأعيان 1/ 374.
[7] تاريخ بغداد 7/ 248، المنتظم 6/ 106، صفة الصفوة 2/ 424، طبقات الأولياء 134.
[8] الرسالة القشيرية 18، وفيات الأعيان 1/ 374، طبقات الأولياء 134، الطبقات الكبرى للشعراني 1/ 84.

(22/122)


- حرف الحاء-
144- حامد بن سَعْدان بن يزيد البغداديّ [1] .
عن: أحمد بن صالح المصريّ، وجماعة.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ.
وثّقه الخطيب [2] .
وتُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
145- حامد بن سهل البخاريّ الدّهّان الحافظ.
صاحب «المُسْنَد» .
عن: قُتَيْبَة بن سعيد، ودُحَيْم، وحَرْمَلَة، وأبي مُصْعَب، وجماعة.
وعنه: سهل بن السَّريّ، وخَلَف الخيّام، وغيرها.
تُوُفّي سنة سبْعٍ أيضًا. ثقة.
146- الحرش بن أحمد بن حُرَيْش الرازي.
عن: محمد بن حميد، وغيره.
توفّي سنة ثلاثمائة.
147- حامد بن شاذي [3] .
__________
[1] انظر عن (حامد بن سعدان) في:
تاريخ بغداد 8/ 168، 169 رقم 4279، والمنتظم 6/ 92 رقم 125.
[2] الّذي وثّقه هو عليّ بن المنادي، وليس الخطيب.
وقال ابن الجوزي: كان مستورا صالحا ثقة.
[3] انظر عن (حامد بن شاذي) في:
تاريخ بغداد 8/ 168 رقم 4277.

(22/123)


أبو محمد الكشّيّ.
حدَّث ببغداد عن: إبراهيم بن يوسف البلخيّ، وقتيبة، وعليّ بن حُجْر، وجماعة.
مرّ.
148- الحَسَن بن أحمد بن سليمان.
أبو علّي بن الصّيقل المصريّ سَحْنُون أخو علّان بن الصَّيقل.
روى عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ، ومحمد بن رُمْح، وأحمد بن صالح.
وعنه: أبو سعيد بن يونس، وحمزة الكِنانيّ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وجماعة.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة تسعٍ وتسعين.
149- الحسن بن أحمد بن حبيب.
أبو علي الكرماني نزيل طرسوس.
عن: مسدد، وأبي الربيع الزهراني، ومحمد بن عبد الله الرقاشي، وجماعة.
وعنه: النسائي في «سننه» ، وأبو بكر الخلال الحنبلي.
150- الحسن بن إبراهيم بن حلقوم.
أبو علي الدمشقي المقرئ.
روى عن: صفوان بن صالح، وإبراهيم بن هشام الغسّانيّ، وهشام بن عمّار.
وعنه: أحمد بن محمد بن عُمَارة، والحسن بن حبيب الحصائريّ، وأحمد بن حميد بن أبي العجائز، وآخرون.
151- الحسن بن إدريس العسكري [1] .
حدث بأصبهان سنة إحدى وتسعين.
عن: أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد بن حنبل.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن إدريس) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 263، 264.

(22/124)


وعنه: أبو الشيخ، وأحمد بن بندار الشعار، ومحمد بن القاسم المديني.
قال ابن مردويه: كان يُحدِّث من حِفْظه ويخطئ.
152- الحَسَن بن تميم [1] .
أبو عليّ الأصبهانيّ الصّفّار النَّحْويّ.
عن: عبد الواحد بن غياث، وأبي مروان العثماني، وجماعة.
وعنه: أحمد بن إبراهيم بن أَفْرَجَةَ، وعبد الله بن محمد القبّاب.
153- الحَسَن بن سعيد بن مهران [2] .
أبو عليّ المَوْصِليّ الصَّفّار المقرئ.
عن: غسّان بن الربيع، وَمُعَلَّى بن مهدي، وإبراهيم بن حبّان.
وعنه: أحمد بن الفضل بن خُزَيْمة، وأبو بكر الشّافعيّ، ويزيد بن محمد الأزديّ.
وكان قانعًا متعفّفًا.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
154- الحَسَن بن عليّ بن المتوكّل [3] .
أبو محمد مولى بني هاشم. بغداديّ ثقة.
سمع: عفان، وعاصم بن عليّ، وشُرَيْح بن النُّعْمان، وجماعة.
وعنه: ابن قانع، وإسماعيل الخُطَبيّ، وجعفر بن محمد بن الحَكَم، والطَّبَرانيّ، ونَسَبه إلى جدّه.
تُوُفيّ سنة إحدى وتسعين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن تميم) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 264.
[2] انظر عن (الحسن بن سعيد) في:
تاريخ بغداد 7/ 324، 325 رقم 3835، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 52 رقم 76، وغاية النهاية 1/ 215 رقم 979.
[3] انظر عن (الحسن بن علي بن المتوكل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 125، 126، وتاريخ بغداد 7/ 369 رقم 3891، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 45 رقم 65.

(22/125)


155- الحَسَن بن عليّ بن شبيب [1] .
الحافظ أبو عليّ المَعْمَريّ البغداديّ.
سمع: خَلَف بن هشام، وشيبان بن فَرُّوخ، وهُدْبَة بن خالد، وسعيد بن عبد الجبّار، وسُويْد بن سعيد، وأبا نصر التّمّار، وعلي بن المَديِنيّ، وجُبَارة بن المغلِّس، وعيسى بن حمّاد بن زُغْبَة، وعبد الرحمن بن عبد الرحيم، ودُحَيْمًا، وخلْقًا كثيرًا بالعراق والشّام ومصر.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، وأبو سهل القطّان، وأحمد بن كامل، وأحمد بن عيسى التّمّار، والطَّبَراني، ومحمد بن أحمد المُفيد، وخلْق.
قَالَ الخطيب [2] : كان من أوعية العلم، يذكر بالفهم، ويوسف بالحفظ.
وفي حديثه غرائب وأشياء ينفرد بها.
وقال الدّار الدَّارَقُطنيّ: صدوق حافظ، جَرحه موسى بن هارون، وكانت العداوة بينهما. وكان أنكر [عليه] أحاديث أخرج أصولَه [العُتْق] بها، ثمّ ترك روايتها [3] .
وقال عبدان الأهوازيّ: ما رأيت صاحب حديث في الدّنيا مثل المَعْمَرِيّ [4] .
وقال موسى بن هارون: استَخَرْت الله سنتين حتى تكلَّمت في المَعْمَرِيّ، وذاك أني كتبت معه عن الشّيوخ، وما افترقنا، فلما رأيت تلك الأحاديث قلت:
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي بن شبيب) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 126، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 2/ 749، 750، وتاريخ بغداد 7/ 369- 372 رقم 3892، وتهذيب تاريخ دمشق 4/ 201، 202، والمنتظم 6/ 78، 79 رقم 103، واللباب لابن الأثير 3/ 236، 237، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1201، ودول الإسلام 1/ 178، والعبر 2/ 101، وتذكرة الحفاظ 2/ 667، وسير أعلام النبلاء 13/ 510- 514 رقم 254، وميزان الاعتدال 1/ 504 رقم 1894، والمغني في الضعفاء 3/ 162 رقم 1435، والبداية والنهاية 11/ 106، ولسان الميزان 2/ 221- 225 رقم 975، وطبقات الحفاظ 290، 291، وشذرات الذهب 2/ 218.
[2] في تاريخه 7/ 370.
[3] تاريخ بغداد 7/ 370 والزيادة منه.
[4] الكامل لابن عديّ 2/ 749، تاريخ بغداد 7/ 371.

(22/126)


من أين أتى بها؟ رواها أبو عَمْرو بن حمدان، عن أبي طاهر الجنابذيّ، عن موسى [1] .
ثمّ قَالَ أبو طاهر: وكان المَعْمَرِيّ يقول: كنت أتولّى لهم الانتخاب، فإذا مرّ حديث غريب قصدت الشَّيخ وحدي، فسألته عنه [2] .
قلت: لا جرم ما انتفع بتلك الغرائب وُجِدت إليه شرًّا.
وقال ابن عُرْوَة: سألت عبد الله بن أحمد بن المَعْمَرِيّ فَقَالَ: لا يتعمّد الكذِب، ولكنْ أحسب أنّه صحب قومًا يُوصِلُون [3] .
قَالَ الحاكم: سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ يقول: كنت ببغداد لمّا أنكر موسى بن هارون على المَعْمَرِيّ تلك الأحاديث، وأنهى أمرهم إلى يوسف القاضي بعد أن كان إسماعيل القاضي توسَّط بينهما، فَقَالَ موسى بن هارون:
هذه أحاديث شاذّة عن شيوخ ثقات لا بدّ من إخراج الأصول بها.
فَقَالَ المَعْمَرِيّ: قد عُرِفَ من عادتي أنّي كنت إذا رأيت حديثًا غريبًا عند شيخ ثقة لا أعلم عليه، إنما كنت أقرأ من كتاب الشّيخ وأحفظه، فلا سبيل إلى إخراج الأصول بها [4] .
وقال عليّ بن جمشاد: كنت ببغداد حينئذٍ فأخرج موسى نيفًا وسبعين حديثًا ذكر أنّه لم يشركْه فيها أحد، ورفض المَعْمَرِيّ مجلسه، فصار النّاس حزبين:
حزب للمعمري، وحزب لموسى. فكان من حجّة المَعْمَرِيّ أنّ هذه أحاديث حفظتها عن الشّيوخ لم أنسخها. ثمّ اتفقوا بأجمعهم على عدالة المَعْمَرِيِّ وتقدّمه [5] .
__________
[1] هو موسى بن هارون، والخبر في: تاريخ بغداد 7/ 371.
[2] تاريخ بغداد 7/ 371.
[3] أي يوصلون الحديث. (تاريخ بغداد 7/ 371) و (الكامل لابن عدي 2/ 750) .
[4] تاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية 4/ 243 ب) .
[5] تاريخ دمشق 4/ 244 ب، وفيه زيادة: «وعلى زيادة معرفته أبي عمران، وأنه لما رأى أحاديث شاذّة لم يتبعها إلّا أن يثبّتها ويبحث عنها» .

(22/127)


وقال ابن عديّ [1] : وكان المَعْمَرِيّ كثير الحديث صاحب حديث بحقّه، كما قَالَ عَبْدان إنّه لم يرَ مثله. وما ذُكِرَ [2] عنه أنّه رفع أحاديثَ، وزاد في مُتُون، فإنّ هذا موجود في البغداديّين خاصّة، وفي حديث ثقاتهم [3] ، وأنّهم يرفعون الموقوف، ويَصِلون [4] المُرْسَل، ويزيدون في الأسانيد.
وقال أحمد بن كامل القاضي: مات المَعْمَرِيّ لإحدى عشرة لَيْلَةٍ بقيت من المحرم سنة خمسٍ وتسعين [5] .
قَالَ: وكان في الحديث وجمْعه وتصنيفه إمامًا ربانيًا. وقد شدّ أسنانه بالذَّهَب ولم يُغيّر شيبه [6] .
وقيل: بلغ اثنتين وثمانين سنة.
وقد كان ولي القضاء للبرتي على القصر وأعمالها [7] .
قَالَ: وقيل له المَعْمَرِيّ، بأُمُّه أمّ الحَسَن بنت سُفْيان بن أبي سفيان المَعْمَرِيّ صاحب مَعْمَر بن راشد [8] .
156- الحَسَن بن عليّ بن الوليد [9] .
أبو جعفر الفارسيّ الفَسَويّ نزيل بغداد.
سمع: سَعْدَوَيْه، وعليّ بن الْجَعْد، وفيض بن وثيق البصْري، وإبراهيم بن مهديّ المصّيصيّ، وجماعة.
وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، وأبو عليّ بن الصّوّاف، ومحمد بن
__________
[1] في الكامل 2/ 750.
[2] في الكامل: «وأما ما ذكر» .
[3] في الكامل: «وفي حديثهم وفي حديث ثقاتهم» .
[4] في الكامل: «يوصلون» .
[5] تاريخ بغداد 7/ 372.
[6] تاريخ بغداد 7/ 372.
[7] تاريخ بغداد 7/ 372.
[8] تاريخ بغداد 7/ 372.
[9] انظر عن (الحسن بن علي بن الوليد) في:
تاريخ بغداد 7/ 372، 373 رقم 3893.

(22/128)


عليّ بن حبيش، والطّبرانيّ، وآخرون.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: لا بأس به [1] .
قلت: وُلِدَ سنة اثنتين ومائتين [2] ، وتُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين [3] .
157- الحَسَن بن عليّ بن شَهْرَيَار [4] .
أبو عليّ الرَّقِّيّ.
حدَّث ببغداد عن: محمد بن مُصْعَب القُرْقُساني، وعن: عليّ بن ميمون الرَّقِّيّ، وعامر بن سَيّار الحلبيّ، وغيرهم.
وعنه: محمد بن نَجيح، وابن زياد القطّان، والطّبرانيّ.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: ضعيف [5] .
وقال ابن يونس: تُوُفّي بمصر سنة سبْعٍ وتسعين، يُعْرف ويُنْكَر، ولم يكن بذاك [6] .
158- الحَسَن بن عليّ بن مَخْلَد النَّيْسابوريّ المُطّوّعيّ.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارة، وأحمد بن منيع، ويعقوب الدَّوْرَقيّ، وطائفة.
وعنه: أبو عبد الله بن الأخرم، وأبو زكريا العنْبَريّ، والمشايخ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
159- الحَسَن بن عليّ بْن محمد بْن سليمان [7] .
أبو محمد بْن عَلُّويَه القطّان، بغداديّ مشهور.
__________
[1] المصدر نفسه:
[2] قاله أبو جعفر الحسن بن علي الفسوي، وقال أيضا إنه مات سنة تسعين ومائتين.
[3] قاله ابن قانع.
[4] انظر عن (الحسن بن علي بن شهريار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 130، وتاريخ بغداد 7/ 373- 375 رقم 3896 «الحسن بن علي بن سعيد بن شهريار» .
[5] تاريخ بغداد 7/ 374.
[6] في تاريخ بغداد 7/ 375: لم يكن في الحديث بذاك، تعرف وتُنْكَر.
[7] انظر عن (الحسن بن علي بن علّويه) في:
تاريخ بغداد 7/ 375 رقم 3897.

(22/129)


سمع: عاصم بن عليّ، وبشار بن موسى، وبشْر بن الوليد الكِنْديّ، وإسماعيل بن عيسى العطّار، ومحمد بن الصّبّاح الجرجرائيّ، وعبد الله بن محمد العبْسيّ، وجماعة.
وعنه: البخاريّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وأحمد بن سِنْديّ الحدّاد، وأبو عليّ بن الصَّواف، وأبو بكر الآجُرّيّ، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، وأبو الحسين الزُّبَيْديّ، وطائفة.
وثّقه الخطيب [1] ، والدّار الدّارقطنيّ قبله [2] .
وُلِدَ سنة خمسٍ ومائتين في شوّال.
وقال الخُطَبيّ: مات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين [3] .
160- الحَسَن بن محمد بن أُسَيْد الثَّقَفيّ الأصبهانيّ [4] .
عن: لُوَيْن، وأبي حفص الفلّاس، وجماعة.
وعنه: أبو الشّيخ وقال: مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
161- الحَسَن بن محمد بن نصر [5] .
أبو سعيد البغدادي النّخّاس [6] ، بخاء مُعْجَمَةٍ.
عن: عبد الواحد بن غِياث، وَقُرَّةَ بن العلاء.
وعنه: عبد الصمد الطَّسْتيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وابن مَخْلَد العطّار.
162- الحَسَن بن محمد بن الجنيد [7] .
__________
[1] في تاريخه.
[2] المصدر نفسه.
[3] نفسه.
[4] انظر عن (الحسن بن محمد بن أسيد) في:
اذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 266، 267.
[5] انظر عن (الحسن بن محمد بن نصر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 129، وتاريخ بغداد 7/ 411 رقم 3958.
[6] في معجم الطبراني: «النحاس» بالحاء المهملة، والمثبت عن الأصل، وتاريخ بغداد.
[7] انظر عن (الحسن بن محمد بن الجنيد) في:
تاريخ بغداد 7/ 412 رقم 3961.

(22/130)


أبو عليّ الخُتُليّ.
عن: أبي مَعْمَر القَطِيعيّ، وغيره.
وعنه: أحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشّافعيّ.
163- الحَسَن بن محمد بن الحسين.
أبو عليّ المصريّ المعروف بالمَدِينيّ.
حدَّث عن: يحيى بن بُكَيْرة، وغيره.
تُوُفّي في شوّال سنة تسعٍ وتسعين.
164- الحَسَن بن محمد بن سليمان بن هشام [1] .
أبو عليّ البغداديّ الخزّاز ابن بنت مطر.
عن: أبيه، وعلي بن المَدِينيّ، وهشام بن عمّار، وجماعة.
وعنه: ابن قانع، وأبو عليّ بن الصّوّاف، والطّبرانيّ.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْني [2] .
وتُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
165- الحَسَن بن المُثَنَّى بن مُعَاذ بن مُعَاذ [3] .
أبو محمد العنْبريّ البصْريّ. شيخ نبيل من بيت العِلم والحديث.
سمع: أبا حُذَيْفة النَّهْدي، وعفّان بن مسلم.
وكان ديِّنًا خيِّرًا ورِعًا، لم يزل ممتنعًا من الرواية حتَّى أُمِر في النوم بالتّحديث، فحدَّث في أواخر عمره.
روى عنه: أبو القاسم الطّبرانيّ، ويوسف بن يعقوب البجيريّ، وجماعة.
وتُوُفّي في رجب سنة أربعٍ وتسعين عن سنٍّ عالية، فإنّه وُلِد سنة مائتين.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 127 وفيه: «الحسن بن محمد بن هشام الشطوي البغدادي» ، وتاريخ بغداد 7/ 413، 414 رقم 3965.
[2] قال: ثقة ليس به بأس. (تاريخ بغداد 7/ 414) .
[3] انظر عن (الحسن بن المثنّى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 134.

(22/131)


166- الحَسَن بن هارون بن سليمان الأصبهانيّ [1] .
عن: أبيه داود بن رُشَيْد، وعُبَيْد الله القواريريّ، وأبي مَعْمَر إسماعيل بن إبراهيم، وطائفة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
تُوُفّي في سنة اثنتين وتسعين.
167- الحَسَن بن يزداد.
أبو عليّ الهمدانيّ الخشّاب الْجُذُوعيّ. ويقال له حُسَيْنًا.
عن: سُوَيْد بن سعيد، وجُبَارة بن المُغَلِّس، وهنّاد بن السَّريّ، وطائفة.
وعنه: ابن خرجة النَّهَاوَنْديّ، والفضل بن الفضل الكِنْديّ، وبشْر بن أحمد الإسفرائينيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وكان صدوقًا عالمًا.
168- الحسين بن موسى بن عيسى الحافظ.
أبو عجيبة الحضرميّ، مولاهم المصريّ.
روى عن: عبد الملك، وَسَلَمَةَ بن شَبِيب، وطبقتهما.
روى عنه: حمزة، وغيره.
مات سنة ستٍّ وتسعين.
169- الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهْب [2] .
أبو عليّ الآمديّ من بني مالك بن حبيب.
عن: محمد بن عبد الرحمن بن سهم، ومحمد بن وهْب الحرّانيّ، وأبي نُعَيْم الحلبيّ، وطائفة.
وعنه: الطّسْتيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وعلي بن محمد بن معلّى الشّونيزيّ.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن هارون) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 132، 133، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 262.
[2] انظر عن (الحسن بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 8/ 4 رقم 4034.

(22/132)


170- الحسين بن أحمد بن منصور البغدادي سجادة [1] .
عن: عبيد الله بن عمر القواريريّ، وعبد الله بن داهر الرّازيّ.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ، والإسماعيليّ، والطَّبَرانيّ، وغيرهم.
صدوق [2] .
171- الحسين بن أحمد بن جيون الأنصاريّ الصّعيديّ.
عن: حرملة بن يحيى، وعبد الملك، وابن شبيب، وغيرهما.
وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: توفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
172- الحسين بن أحمد بْن محمد بْن زكريّا [3] .
أبو عبد الله الشِّيعيّ صاحب دعوة عُبَيْد الله المهديّ، والد الخلفاء المصريّين الباطنيّة.
سار من سَلَميَة من عند عُبَيْد الله داعيًا له في البلاد، وتنقّلت به الأحوال إلى أن دخل المغرب، واستجاب له خلْق، فظهر وحارب أمير القيروان، واستفحل أمره.
وكان من دهاة العالم، وأفراد بني آدم دهاءً ومَكْرًا ورأيًا. دخل إفريقيّة وحيدًا غريبًا فقيرًا. فلم يزل يسعى ويتحيّل ويستحوذ على النّفوس بإظهار
__________
[1] انظر عن (الحسن بن أحمد سجّادة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 139، 140، وتاريخ بغداد 8/ 3، 4 رقم 4033.
[2] قال الخطيب: وكان لا بأس به. (تاريخ بغداد 8/ 4) .
[3] انظر عن (الحسين بن أحمد الشيعي) في:
الكامل في التاريخ 8/ 21، 22، 31- 37، ووفيات الأعيان 2/ 192، 193 رقم 199، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 220، 243، 252، والمختصر في أخبار البشر 2/ 63، ونهاية الأرب 24/ 154، والعبر 2/ 109، 110، ودول الإسلام 1/ 181، وسير أعلام النبلاء 13/ 58، 59 رقم 30، والبيان المغرب لابن عذاري 1/ 137- 162، والبداية والنهاية 11/ 116، 180، والوافي بالوفيات 12/ 328، 329، وتاريخ ابن خلدون 3/ 364 و 4/ 31، والنجوم الزاهرة 3/ 166، وشذرات الذهب 2/ 227، وكنز الدرر (الدرّة المضيّة) 113، واتعاظ الحنفا للمقريزي 1/ 26- 28، 41- 43، 45، 50- 52، 55، 58- 68، 72، 75، ورسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان (انظر فهرس الأعلام) 294، 295، والروض المعطار 12/ 24، 126، 181، 306، 307، 318.

(22/133)


الزّهادة، والقيام للَّه، حتّى تبِعَه خلْقٌ وبايعوه، وحاربوا صاحب إفريقيّة مرّات.
وآل أمره إلى أن تملَّكَ القيروان، وهرب صاحبها زيادة الله الأغلبيّ. ولمّا استولى على أكثر المغرب عَلِمَ عُبَيْد الله، فسار متنكّرًا والعيون عليه إلى أن دخل المغرب، وما كاد، ثمّ أحس به صاحب سجلماسة، فقبض عليه وسجنه. فسار أبو عبد الله الشّيعيّ بالجيوش، وحارب اليسع صاحب سجلماسة وهزمه، واستولى على سجلماسة، وجرت له أمور عجيبة، ثمّ أخرج عُبَيْد الله من السّجن، وقبَّل يده، وسلَّم عليه بإمرة المؤمنين، وقال للأمراء: هذا إمامكم الّذي بايعتم له. وألقى إليه مقاليد الأمور، ووقف في خدمته. ثمّ اجتمع بأبي عبد الله أخوه أبو العبّاس ونَدَمه على ما فعل، لأنّ المهديّ أخذ يُزْويه عن الأمور ولا يلتفت إليه. فندم أبو عبد الله وقال للمهديّ: خَلِّ يا أمير المؤمنين الأمورَ إليّ، فأنا خبير بتدبير هذه الجيوش. فتخيّل منه المهديّ، وشرع يعمل الحيلة، ويسهر اللّيل في شأنه. وحاصل الأمر أنّه دسَّ على الأخوين الدّاعيَيْن له من قتلهما في ساعة واحدة، بعد محاربةٍ جرت بينهم، وتم ملْكه. وقُتِلا في نصف جُمَادَى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين بمدينة رَقّادة. وكانا من أهل اليمن، ولهما اعتقاد خبيث.
ذكر القفطيّ في «تاريخ بني عُبَيْد» أنّ أبا عبد الله الشِّيعيّ كوفيّ، وأنه رافق كتامة إلى مصر يصلّي بهم ويَتَزَهَد، فمالوا إليه، فأظهر أنه يريد أن يُقيم بمصر، فاغتمُّوا لذلك، وسألوه عن سبب إقامته، فَقَالَ: أُعَلِّم الصّبيان. فرغبوه في صُحْبتهم لِيُعلِّم أولادهم، فسارَ معهم إلى جبال كُتَامة، فأخذ في اجتلاب عقولهم ورَبْطها، ثمّ خاطب عُقَلائهم واستكتمهم، فأجابوه. فمن جُملة ما ربطهم قَالَ: نزلت فيكم آية فُغُيِّرت حسدًا لكم. قالوا: وما هي؟ قَالَ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ 3: 110 [1] .
قالوا: وَمَنْ غَيَّرها؟ قَالَ: وُلَاةُ أمركم اليوم.
قالوا: فكيف السّبيل إلى إظهارها؟ قَالَ: أن تدينوا بإمام معصوم يعلم الغيب.
__________
[1] سورة آل عمران، الآية 110.

(22/134)


قالوا: وَمَنْ لنا به؟
قَالَ: أنا رسولٌ إليكم، إذا طهّرتم له البلاد. فأجابوه.
وربط عقولهم بأنّه يعلم أسرار الصلاة والزّكاة والحجّ والصَّوم، وشوّقهم بما أمكنه، فلمّا استجابوا له بأجمعهم، جَيَّش الجيوش، وجرت له خطوب طويلة، ولزِم الوقار والسَّكينة والتَّزَهُّد وعدم الضّحك، ونحو ذلك.
قلت: يا ما لقي العلماء والصُّلَحاء بالمغرب من هذا الشِّيعيّ. قبّحه الله ولا رحمه. وقد كان أبو إسحاق بن البرذون المالكيّ الّذي ردّ على الحنفية ممّن انتصب لِذَمّ هذا الشّيعيّ، فسَعَوْا به وبأبي بكر بن هُذَيْل، وطائفة.
وكانت الشّيعة تميل إلى العراقيّين لأجل موافقتهم لهم في مسألة التّفضيل، فحبس هذين الرَّجُلين، ثمّ أمر الشّيعيّ أن يضرب عنق ابن البرذون وصاحبه.
وقيل: إنّ ابن البرذون لما جُرِّدَ للقتل قِيلَ له: ارجع عن مذهبك، فَقَالَ:
أرجع عن الإسلام؟ ثم صُلِبا، وكان ذلك في حدود الثّمانين ومائتين، أو بعد ذلك. ونادوا أيّام الشيعي أن لا يُفتى بمذهب مالك، وألّا يفتوا إلّا بمذهب جعفر بن محمد وأهل البيت، بزعمهم بسقوط طَلَاق البَتّة، وتوريث البنت الكُلّ، ونحو ذلك [1] ، والله أعلم.
173- الحسين بن أحمد بن عبد الله بن وهب.
أبو عليّ الآمديّ المالكيّ الفقيه.
عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكيّ، ويحيى بن أكثم، وطائفة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، والإسماعيليّ، وجماعة.
174- الحسين بن إبراهيم بن عامر [2] .
__________
[1] انظر أخباره مفصّلة في كتاب: «رسالة افتتاح الدعوة» للقاضي النعمان، بتحقيق الدكتورة وداد القاضي، طبعة دار الثقافة، بيروت. وقد مرّت بعض أخباره في الحوادث من هذا الجزء.
[2] انظر عن (الحسين بن إبراهيم) في:
غاية النهاية 1/ 237 رقم 1079.

(22/135)


أبو عجرم الأنطاكي المقرئ.
قرأ عَلَى: أحمد بْن جُبَيْر، عن الكِسائيّ.
روى عنه القراءة: محمد بن داود النَّيْسابوريّ، والحسين بن أحمد، وعبد الله بن عليّ [1] .
175- الحسين بن إسحاق التُّسْتَرِيّ الدَّقيقيّ [2] .
شيخ الطَّبَرانيّ.
الصَّحيح وفاته في المحرَّم سنة ثلاثٍ وتسعين. وقيل: سنة تسعٍ وثمانين، كما مرّ.
176- الحسين بن جعفر بن حبيب [3] .
أبو عليّ القُرَشيّ الكوفيّ القتات.
عن: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ [4] ، وغيره.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
177- الحسين بن أحمد بن موسى بن المبارك [5] .
أبو عليّ العكّيّ ثم المصريّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، ومحمد بْن هشام بْن أبي خيرة السُّدُوسيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن جعفر بن الورد، وإسحاق بن إبراهيم، وغيرهم.
__________
[1] قَالَ ابن الجزري: قرأ على أحمد بن جبير وهو من أشهر أصحابه وأضبطهم.
[2] انظر عن (الحسين بن إسحاق التستري) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 139.
[3] انظر عن (الحسين بن جعفر) في:
المعجم الصغير 1/ 140.
[4] هو: أحمد بن عبد الله بن يونس، كما في «المعجم الصغير» .
[5] انظر عن (الحسين بن أحمد بن موسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 138، 139 وفيه: «الحسين بن حميد» .

(22/136)


قَالَ ابن يونس: ليس بالقوي.
تُوُفّي في رجب سنة تسعٍ وتسعين عن اثنتين وتسعين سنة.
- الحسين بن زكرَوَيْه.
ذُكِر في الْأَحْمَدَيْن.
178- الحسين بن شُرَحْبيل.
أبو عليّ البَطَلْيُوسيّ الأندلسيّ المالكيّ الفقيه.
كان عليه مدار الفتوى ببَطَلْيُوس.
وتُوُفّي قريب الثلاثمائة. قَالَه القاضي عياض.
179- الحسين بن عبد الله بن أحمد [1] .
الفقيه أبو عليّ البغداديّ الخِرَقيّ الحنبليّ، والد الإمام صاحب المختصر في مذهب أحمد، أبي القاسم عمر بن الحسين.
حدَّث عن: أبي عمرو الدُّوريّ، وأبي حفص الفلّاس، ومحمد بن مرداس الأنصاري، وغيرهم.
وتفقه على أبي بكر المروزي وبرع في الفقه.
روى عنه: ابنه، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر عبد العزيز بن جعفر، وغيرهم.
توفي يوم عيد الفطر سنة تسع وتسعين ومائتين.
وكان يدعى خليفة المروزي للزومه إياه. اتفق أنّه صلى صلاة العيد، ورجع فتغدّى ونام، فوجده أهله ميتًا، رحمه الله تعالى.
180- الحسين بن عبد الله بن أبي زيد.
الفقيه أبو عبد الله النَّيْسابوريّ الحنفيّ، من كبار أئمّة أهل الرأي بخُراسان.
وكان صاحب حديث أيضا.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن عبد الله الخرقي) في:
تاريخ بغداد 8/ 59، 60 رقم 4133، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 111 رقم 150، والكامل في التاريخ 8/ 13، والبداية والنهاية 11/ 117.

(22/137)


سمع: إسحاق بن راهوَيْه، وأحمد بن حنبل، وجماعة.
وارتحل ولقي الكبار فسمع: جُبَارة بن المُغَلس، ومحمد بن حُميد الرازيّ، وحدَّث عن: محمد بن شُجاع بن الثَّلْجيّ بالمصنّفات.
روى عنه: أبو العبّاس أحمد بن هارون، وأبو عبد الله بن دينار، ومحمد بن أحمد بن سعيد الرازيّ، وغيرهم.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين، نقله الحاكم.
181- الحسين بن عبد الحميد [1] .
أبو عليّ المَوْصِليّ الخرقيّ.
عن: مُعَلَّى بن مهديّ، وعبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وهُدْبة بن عبد الوهاب المَرْوَزِيّ، ويعقوب بن حُمَيْد بن كاسب، وخلق كثير.
وعنه: ابن قانع، ويزيد بن محمد الأزديّ.
182- الحسين بن عُبَيْد الله بن الخصيب الأبزاريّ البغداديّ [2] .
ضعيف، متروك.
روى عَنْ: داود بن رشيد، وغيره.
وعنه: جعفر بن محمد المؤدّب، وإسماعيل الخُطَبيّ [3] .
183- الحسين بن عليّ بن مصعب [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد الحميد) في:
تاريخ بغداد 8/ 60، 61 رقم 4135.
[2] انظر عن (الحسين بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 8/ 56، 57 رقم 4124.
[3] قال أحمد بن كامل القاضي: كان الحسين بن عبيد الله الأبزاري ماجنا نادرا، كذّابا في تلك الأحاديث التي حدّث بها من الأحاديث المسندة عن الخلفاء، قال: ولم أكتبها عنه لهذه العلّة.
وقال ابن المنادي: مات أبو عبد الله بن الأبزاري المعروف بمنقار في جُمَادَى الأولى سنة خمسٍ وتسعين ومائتين. كتب عنه فريق من الناس، وأبى ذلك الأكثرون.
وذكر ابن مخلد أن ابن الأبزاري مات في يوم الخميس لخمس خلون من شهر ربيع الأول.
[4] انظر عن (الحسين بن علي بن مصعب) في:
تاريخ بغداد 8/ 69، 70 رقم 4144.

(22/138)


أبو عليّ النَّخعيّ البغداديّ.
عن: داود بن رُشَيْد، وسُوَيْد بن سعيد، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وخلْق.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشيَّخ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وآخرون.
184- الحسين بن عليّ بن حمّاد بن مهران الأزرق الجمّال المقرئ [1] .
صاحب أحمد بن يزيد الحُلْوانيّ. كان رفيق الحَسَن بن العبّاس بن مهران الرّازيّ في القراءة على الحُلْوانيّ.
وتصدَّر للإقراء، وَحَمَلَ الناس عَنْه الكثير.
سكن قزوين، وكنيته أبو عبد الله.
وقرأ أيضًا على محمد بن إدريس الزَّيْدانيّ.
قرأ عليه: أبو الحسن محمد بن أحمد بن شَنَبُوذ، وأحمد بن محمد الرازيّ، نزيل الأهواز، وأبو بكر محمد بن الحَسَن النّقّاش، والحَسَن بن سعيد المُطّوِّعيّ، وآخرون.
وكان محققًا لقراءة ابن عامر [2] .
185- الحسين بن عمر بن [أبي] الأحوص [3] .
أبو عبد الله الثَّقفيّ، مولاهم الكوفيّ.
عن: أحمد بن يونس، وسعيد بن عمرو الأشعثي.
وعنه: أبو بكر القَطيعيّ، وعبد الله بن إبراهيم الزينيّ، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان سنة ثلاثمائة ببغداد، وله عن: مِنْجاب بن الحارث، وحُبَارة بن المُغلِّس، وثابت بن موسى الضَّبّيّ، وأبو كُرَيْب.
وعنه أيضًا: ابن ماسي، وأبو الفَرَج صاحب «الأغاني» .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي بن حماد) في:
غاية النهاية 1/ 244 رقم 1113.
[2] قال ابن الجزري: توفي في حدود سنة ثلاثمائة.
[3] انظر عن (الحسين بن عمر) في:
تاريخ بغداد 8/ 81 رقم 4167.

(22/139)


وثّقه الخطيب [1] .
186- الحسين بن الكُمَيْت بن بُهْلُولٍ بن عمر [2] .
أبو عليّ المَوْصِليّ.
نزل بغداد، وحدَّث عن: غسّان بن الرّبيع، وَمُعَلَّى بن مهدي، ومحمد بْن عَبْد الله بْن عمار المَوَاصِلَة، وعليّ بن المَدِينيّ، ومحمد بن زياد بن فَرْوَةَ البلديّ، وجماعة.
وعنه: عبد الصَّمد الطَّستيّ، وحبيب القزّاز، وسليمان الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن ماسي، وآخرون.
وثّقه الخطيب [3] .
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
187- الحسين بن محمد بن جمعة [4] .
أبو جعفر الأَسَديّ الدّمشقيّ.
عن: سعيد بن منصور، لقِيه بمكّة.
وعنه: عليّ بن أبي العقب، وأبو عمرو بن فَضَالَةَ، وأبو عليّ بن آدم، وأبو زُرْعة محمد بن أبي دُجَانة، وجماعة.
188- الحَكَم بن مَعْبَد بن أحمد [5] .
أبو عبد الله الخزاعيّ الأديب، صاحب كتاب «السّنّة» .
__________
[1] في تاريخه.
[2] انظر عن (الحسين بن الكميت) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 143، وتاريخ بغداد 8/ 87، 88 رقم 4183، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 61 رقم 90.
[3] في تاريخه 8/ 88.
[4] انظر عن (الحسين بن محمد بن جمعة) في:
تهذيب تاريخ دمشق 4/ 359.
[5] انظر عن (الحكم بن معبد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 157، والعبر 2/ 101، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 298، ومرآة الجنان 2/ 223، والجواهر المضيّة 2/ 143 رقم 533، والطبقات السّنيّة، رقم 796

(22/140)


يروي عن: نصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، ومحمد بن المُثَنَّى الزَّمِن، ومحمد بن حُمَيْد الرازيّ، وخلْق.
وحدّث بأصبهان وبها تُوُفّي في سنة خمسٍ وتسعين.
روى عنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، والطّبرانيّ.
وكان من فقهاء الحنفيّة [1] .
189- حُوَيْت بن أحمد بن أبي حكيم [2] .
أبو سليمان القُرَشيّ الدّمشقيّ.
عن: أبي الجماهر محمد بن عثمان، وزُهَيْر بن عبّاد، ومحمد بن وهْب بن عطيّة، وجماعة.
وعنه: ابنه محمد، وأبو عليّ بن هارون، والطّبرانيّ، وعبد الله بن النّاصح.
__________
[1] قال أبو نعيم: يتفقّه على مذهب الكوفيين، وكان صاحب أدب وغريب، ثقة، كثير الحديث.
(أخبار أصبهان) .
[2] انظر عن (حويت بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 153 وفيه «حويث» بالمثلّثة» ، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 20.

(22/141)


- حرف الخاء-
190- خالد بن غسّان بن مالك [1] .
أبو عيسى الدّارميّ البصْريّ.
عن: أبيه، وأبوه صدوق، سمع حمّاد بن سَلَمَةَ.
وعن: مُعَاذ بن عيسى الضَّبّيّ، عن ابن عَجْلان.
وعن: مسلم بن إبراهيم، وأبي عمر الضَّرير.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ وقال: حدَّث عن أبيه بحديثين باطلين.
وكان أهل البصرة يقولون إنّه يسرق الحديث [2] .
191- خُشْناج بن أبي معروف بِشْر بن العنْبريّ النَّيسابوري.
رحل وسمع: عبد الأعلى بن حمّاد، وهشام بن عمّار، ومحمد بن رُمْح، وخلْقًا.
وعنه: أبو عمر بن مَطَر، وحسّان بن محمد الفقيه.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
قَالَ الحاكم: هو شيخ مفيد حَسَن الصَّوْت إلّا أنه قليل الحديث.
__________
[1] انظر عن (خالد بن غسّان) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 160، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 3/ 915، 916، وفيه أبو عبس، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 249 رقم 1081، والمغني في الضعفاء 1/ 205 رقم 1868، وميزان الاعتدال 1/ 637 رقم 2449 وفيه «أبو عبس» ، ولسان الميزان 2/ 383 رقم 1577 وفيه «أبو عبس» .
[2] قال ابن عديّ: «كتبت عنه بالبصرة، وكان أهل البصرة يقولون إنه يسرق حديث أبي خليفة فيحدّث به عن شيوخه على أنهم لا ينكرون لأبي عبس لقاء هؤلاء المشايخ الذين يحدّث عنهم، وحدّث عن أبيه بحديثين باطلين، وأبوه معروف لا بأس به» . (الكامل 3/ 915، 916) .

(22/142)


192- خَلَف بن سليمان النَّسَفيّ.
عن: دُحَيْم، وهشام بن عمّار.
وعنه: محمد بن محمد بن جابر البخاريّ، وغيره.
توفّي سنة ثلاثمائة.
193- خلف بن عمرو [1] .
أبو محمد العُكْبُريّ.
حجّ فسمع: الحُمَيْديّ، وسعيد بن منصور، وأظنه آخر من حدّث الحُمَيْديّ.
وحدَّث أيضًا عن: محمد بن معاوية النَّيْسابوريّ، وحَسَن بن الربيع.
وعنه: جعفر الخالديّ، والطَّسْتيّ، وأبو بكر الآجُرّيّ، وحبيب القزّاز، وسليمان الطَّبَرانيّ، وطائفة آخرهم وفاةً محمد بن عبد الله بن بخيت.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ [2] .
ونقل الخطيب [3] إنّه كان له ثلاثون خاتمًا، وثلاثون عكّازًا، يلبس كلّ يوم خاتمًا، ويأخذ عكّازًا.
وكان مِن ظُرفاء بغداد ومحتشميهم.
توفّي سنة ستّ وتسعين.
__________
[1] انظر عن (خلف بن عمرو) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 157، وتاريخ بغداد 8/ 331، 332 رقم 4423، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 84 رقم 114، والعبر 2/ 106، وسير أعلام النبلاء 13/ 577، 578 رقم 300، والبداية والنهاية 11/ 108 وفيه: «خلف بن عمرو بن عبد الرحمن بن عيسى» ، وشذرات الذهب 2/ 225.
[2] تاريخ بغداد 8/ 332.
[3] في تاريخه، وفيه زيادة.

(22/143)


- حرف الدال-
194- داود بن الحسين بن عُقَيل بن سعيد البَيْهَقيّ الخُسْرُوجِرْديّ [1] .
أبو سليمان.
سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفرّاء، وقُتَيْبة، وابن راهوَيْه، وعلي بن حُجْر، وطائفة.
وحجّ فسمع في الطّريق من: عبد الله بن معاوية الْجُمَحيّ، وجماعة بالعراق، وأبي مُصْعَب، ويعقوب بن كاسب بالمدينة، ومحمد بن رُمْح، وحَرْمَلَة، وطائفة بمصر، وأبي التُّقى هشام بن عبد الملك، وجماعة بالشّام.
وعنه: الحافظ أبو عليّ النَّيْسابوريّ، وأبو بكر بن عليّ، وعبد الله بن محمد بن مسلم، وبِشْر بن أحمد الأسفرائينيّ، وطائفة.
قال: ولدت سنة مائتين، ومات سنة ثلاثٍ وتسعين بخُسْرُوجِرْد.
195- داود بن وسيم [2] .
أبو سليمان البوسنجيّ [3] .
__________
[1] انظر عن (داود بن الحسين) في:
تهذيب تاريخ دمشق 5/ 199، والأنساب 5/ 116، واللباب 1/ 443، ومعجم البلدان 2/ 370.
والخسروجردي: بضم الخاء المعجمة وسكون السين المهملة وفتح الراء وسكون الواو وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى خسروجرد، وهي قرية من ناحية بيهق وكانت قصبتها ثم صارت القصبة سبزوار. (الأنساب) .
[2] انظر عن (داود بن وسيم) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 13/ 73، وتهذيب تاريخ دمشق 5/ 218، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 242 رقم 577.
[3] البوسنجي: نسبة إلى قرية من قرى ترمذ.

(22/144)


طوّف وصنّف وحدَّث عن: محمد بن هاشم البعلبكيّ، وكثير بن عبد الحمصيّ، وأبي سعيد الأشجّ، وجماعة.
وعنه: محمد بن الحَسَن البيذجانيّ [1] ، ومنصور بن العبّاس الفقيه شيخان لأبي المعالي، ومحمد بن محمد البوسنجيّ، وأبو بكر النّقّاش المقرئ [2] .
__________
[1] وهو قال: دخل داود العراق والشام، ومكث في كتابة العلم نيّفا وعشرين سنة، وهو من بوسنج.
[2] وقال ابن عساكر: مشهور ببلده له تصانيف معروفة رحل في طلب الحديث.

(22/145)


- حرف الراء-
196- رباح بن طَيْبان [1] .
قيّده ابن ماكولا [2] .
أبو رافع الأزديّ مولاهم المصري الأصفر.
عن: سلمة بن شبيب، وموسى بن الفقيه عبد الرحمن بن القاسم.
وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان فاضلًا أسود اللون.
توفّي سنة ثلاثمائة [3] .
__________
[1] انظر عن (رباح بن طيبان) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 10.
[2] وزاد: ابن عبد الرحمن. وقال: يكنى: أبا نافع.
[3] في شهر رمضان. وكتب عنه ابن يونس.

(22/146)


- حرف الزاي-
197- زكريّا بن دلوَيْه.
أبو يحيى النَّيْسابوريّ الواعظ، أحد الزُّهّاد.
سمع: ابن راهوَيْه، وأبا مُصْعَب، وطبقتهما.
وعنه: أحمد بن هارون الفقيه، وابن هانئ، وجماعة.
قَالَ السُّلَميّ: هو من تلامذة أحمد بن حرب، وكان يُفَضَّلُ على شيخه.
198- زكريّا بن عصام الكَرَجِيّ [1] .
حدَّث بأصبهان عن: سهل بن عثمان العسكريّ، ومحمد بن عُبَيْد الهَمْدانيّ [2] .
وعنه: أبو الشّيخ، وأبو أحمد العسّال، وجماعة.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين [3] .
199- زكريّا بن يحيى بن الحارث.
الإمام أبو يحيى النَّيْسابوريّ المُزَكّيّ البزّار الفقيه شيخ الحنفيّة بنيسابور.
ذكره الحاكم فَقَالَ: شيخ أهل الرأي وعصره. وله مصنّفات كثيرة في الحديث، وكان من العُبّاد.
سمع: إسحاق بن راهويه، والحسن بن عيسى بن ماسرجس، وأيّوب بن
__________
[1] انظر عن (زكريا بن عصام) في:
ذكر أخبار أصبهان 1/ 322، 323 وفيه اسمه، زكريا بن عصام بن زكريا بن شعيب بن يزيد بن قرّة بن خالد أبو يحيى الصيداوي الأسدي.
[2] في أخبار أصبهان: يروى عن: سهل بن عُثْمَان، وعبد الله بن عمران، ورسته.
[3] في شهر شعبان، كان من أهل الكرج قدم أصبهان ومات بها.

(22/147)


الحَسَن، وأقرانهم.
وبالعراق: أبا الربيع السَّمْتيّ، وعبد الله بن معاوية الجمحي، وأبا كريب، وبِشْر بن آدم، وطائفة.
وبالحجاز: أبا مُصْعَب، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، وعبد الجبّار العطّار، وأقرانهم.
وعنه: عبد الرحمن بن الحسين القاضي، والمشايخ.
وثنا عنه أبو عليّ الحافظ.
مات في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين، وصلّى عليه الأمير أبو صالح.
200- زُهْرة بن زُفَر المصريّ [1] .
عن: يحيى بن بُكَيْر، ومحمد بن مخلد الرّعينيّ.
وعنه: أبو القاسم الطّبرانيّ.
__________
[1] لم أجده في المعجم الصغير للطبراني.

(22/148)


- حرف السين-
201- السَّريّ بن مُكْرَم البغداديّ [1] .
من جلّة المقرءين.
قرأ على: أبي أيّوب الخيّاط صاحب اليزيديّ.
قرأ عليه: ابن شَنَبُوذ، وأحمد بن يوسف الأهوازيّ، وعليّ بن أحمد السّامريّ، وغيرهم.
202- سعيد بن إسحاق.
أبو عثمان الكلْبيّ المغربيّ.
مشهور بالصِّدق والصَّلاح.
أخذ عن: سَحْنُون، وغيره.
وحجّ فأخذ بمصر عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
حمل عنه بِشْر بالقيروان.
وعاش بضعًا وثمانين سنة.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين، رحمه الله.
203- سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور [2] .
__________
[1] انظر عن (السريّ بن مكرم) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 256 رقم 165، وغاية النهاية 1/ 302 رقم 1322.
[2] انظر عن (سعيد بن إسماعيل) في:
طبقات الصوفية للسلمي 170- 175 رقم 3، وحلية الأولياء 10/ 244- 246 رقم 568، وتاريخ بغداد 9/ 99- 102 رقم 4690، والزهد الكبير للبيهقي رقم 311، 333، 335، 779، والرسالة القشيرية 25، والمنتظم 6/ 106- 108 رقم 141، وصفة الصفوة 4/ 103- 107 رقم 677، ووفيات الأعيان 2/ 369، 370، رقم 260، والأنساب 184 أ، والعبر 2/ 111، ودول

(22/149)


الأستاذ أبو عثمان الحِيريّ النَّيْسابوريّ الواعظ. شيخ الصُّوفيّة وعَلَم الأولياء بخُراسان.
وُلَد سنة ثلاثٍ ومائتين بالرِّيّ.
وسمع بها من: محمد بن مقاتل، وموسى بن نصر، وغيرهما.
وبالعراق: حُمَيْد بن الربيع، ومحمد بن إسماعيل الأحْمَسيّ.
ولم يزل يسمع الحديث ويكتب إلى آخر شيء.
روى عنه: الرئيس أبو عَمْرو أحمد بن نصر، وابناه أبو بكر، وأبو الحَسَن، وأبو عَمْرو بن مَطَر بن نُجَيْد، وطائفة.
قَالَ الحاكم: كان وروده نَيْسابور لصُحبَةِ أبي حفص النّيسابوريّ الزّاهد، ولم يختلف مشايخنا أنّ أبا عثمان كان مُجاب الدَّعْوة، ومجمع العُبّاد والزُّهّاد، ولم يزل يسمع الحديث، ويُجِلَ العُلماء، ويعظّم قدرهم [1] .
سمع من: أبي جعفر أحمد بن حمدان الزّاهد كتابه المخرّج على مسلم، بلفظه من أوّله لآخره. وكان إذا بلغ موضعًا فيه سنة لم يستعملْها وقف عندها، حتّى يستعمل تلك السنة [2] .
قلت: وعن أبي عثمان أخذ صوفيّة نَيْسابور، وهو لهم كالْجُنَيْد للعراقيّين.
ومِن كلامه: سرورك بالدُّنيا أذهبَ سرورك باللَّه [عن قلبك] [3] .
وقال: الْعُجْبُ يتولّد من رؤية النّفس وذكرها، ورؤية النّاس [4] .
__________
[ () ] الإسلام 1/ 181، وسير أعلام النبلاء 14/ 62- 66 رقم 33، والوافي بالوفيات 15/ 200، ومرآة الجنان 2/ 236، والبداية والنهاية 11/ 115، والنجوم الزاهرة 3/ 177، وشذرات الذهب 2/ 230، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 239- 241 رقم 45، والتعرف 12، 70، 111- 113، وكشف المحجوب 132- 134، والكواكب الدريّة 1/ 233، ونفحات الأنس 76، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 144- 148، وجامع كرامات الأولياء 2/ 26، والطبقات الكبرى للشعراني 101.
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 63.
[2] سير أعلام النبلاء 14/ 63.
[3] حلية الأولياء 10/ 245 والزيادة منه.
[4] طبقات الصوفية 172 رقم 6 وفيه: «ورؤية الخلق وذكرهم» .

(22/150)


وقال ابن نُجَيْد: سمعته يقول: لا تَثِقَنَّ بمودّة مَن لا يحبّك إلّا معصومًا [1] .
قَالَ أبو عَمْرو بن حمدان: سمعته يقول: من أمرّ السّنّة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة، ومن أمرّ الهوى على نفسه نطقَ بالبدعة لقوله تعالى:
وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا 24: 54 [2] .
وعن أبي عثمان قَالَ: لا يكمل الرّجل حتى يستوي قلبه في المَنْع والعطاء وفي العِزّ والذُّلّ [3] .
وقال لأبي جعفر بن حمدان: ألستم تروون أنّ عند ذِكْر الصّالحين تنزل الرحمة؟ قَالَ: بلى.
قَالَ: فرسول الله صلى الله عليه وسلم وسيلة الصّالحين [4] .
قَالَ الحاكم: أخبرني سعيد بن عثمان السَّمَرْقَنْديّ العابد: سمعت أبا عثمان غير مرّة يقول: مَن طلب جِوَاري، ولم يوطّن نفسه على ثلاثة أشياء، فليس له في جواري موضع [5] .
- أولها: إلقاء العزّ، وَحَمْلُ الذُّلّ.
- الثاني: سكون قلبه على جوع ثلاثة أيّام.
- الثالث: أن لا يَغْتَمّ ولا يهتمّ إلّا لدينه أو طلب إصلاح دينه [6] .
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 100، وفيات الأعيان 2/ 369، صفة الصفوة 4/ 104.
[2] سورة النور، الآية 54، والقول في: صفة الصفوة 4/ 105، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 319 و 375.
[3] طبقات الصوفية 172 رقم 3، حلية الأولياء 10/ 244، 245، تاريخ بغداد 9/ 100، طبقات الأولياء 240 رقم 1، وفيات الأعيان 2/ 369.
[4] سير أعلام النبلاء 14/ 64.
[5] قال السيد أكرم البوشي في تحقيقه للجزء 14 من «سير أعلام النبلاء» - ص 64 بالحاشية: «لم يرد جواب الشرط في هذا الخبر، وربّما يكون في الكلام نقص، ولم نوفّق في العثور على هذا النص في المصادر التي ترجمت للحيري لنستكمله» .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : ها هو النص الكامل للمؤلّف في «تاريخ الإسلام» وفيه جواب الشرط، فليراجع.
[6] سير أعلام النبلاء 14/ 64.

(22/151)


وسمعتُ محمد بْن صالح بْن هانئ يَقُولُ لمّا قُتِل يحيى الذُّهَليّ: مُنِعَ النّاس من حضور مجالس الحديث، أشار بهذا على أحمد بن عبد الله الخُجُسْتانيّ [1] : شرويه، والعبّاسان، فلم يجسر أحد أن يحمل محبرةً، إلى أن وَرَدَ السَّرِيّ بن خُزَيْمة الأبيْوَرْديّ، فقام أبو عثمان الحِيريّ الزّاهد، وجمع المحدِّثين في مسجده، وأمرهم أن يُعلِّقوا المحابر في أصابعهم، وعلّق هو محبرةً بيده، وهو يتقدَّمهم إلى أن جاء إلى خان محمش، فأخرج السَّرِيّ، وأجلس المستملي بين يديه، فَحَزَرْنا في مجلسه زيادة على ألف محبرة. فلمّا فرغ قاموا، فقبّلوا رأس أبي عثمان رحمه الله، ونثر النّاس عليهم الدَّرَاهم والسُّكَّر. وذلك في سنة ثلاثٍ وسبعين ومائتين [2] .
قلت: ذكر الحاكم ترجمته في كَرَّاسَيْن ونصف، فأتى بأشياء نفيسة من كلامه، في اليقين وَالتَّوَكُّلِ والرِّضا.
قال الحاكم: سمعت أبي يقول: لمّا قتل أحمدُ بنُ عبد الله الخُجُسْتانيّ:
حَيْكانَ، يعني يحيى الذُّهليّ [3] ، أخذ في الظُّلْم والحَيْف، فأمر بحَرْبةٍ، فَرُكّزت على رأس المربّعة، وجمع أعيان التّجّار وحلف: إن لم تصبّوا الدّراهم حتّى تغيب رأس الحربة، فقد أحلَلْتُم دماءكم. فكانوا يقتسمون الدّراهم فيما بينهم، فخُصّ تاجرٌ بثلاثين ألف درهم، ولم يكن يقدر على ثلاثة آلاف درهم، فحملها إلى أبي عثمان، وقال: أيُّها الشيّخ قد حلف هذا كما علمت، وو الله لا أهتدي إلّا إلى هذه.
فَقَالَ له الشّيخ: تأذن أن أفعل فيها ما ينفعك؟ قَالَ: نعم. ففرّقها أبو عثمان، وقال للرّجل: امكث عندي. فما زال أبو عثمان يتردَّد بين السّكَّة والمسجد ليلةً حتّى أصبح وأذّن. ثمّ قَالَ للفرغاني خادمه: اذهب إلى السّوق، فانظر ما تسمع.
__________
[1] الخجستاني: بضم الخاء والجيم، نسبة إلى خجستان من جبال هراة.
[2] سير أعلام النبلاء 14/ 64، 65.
[3] حيكان: هو: الحافظ يحيى بْن محمد بْن يحيى بْن عَبْد الله الذهليّ شيخ نيسابور المتوفى سنة 267 هـ. ويلقّب «حيكان» .

(22/152)


فذهب ثم رجع فَقَالَ: لم أرَ شيئًا.
قَالَ: اذهب مرّةً أخرى.
قَالَ: وأبو عثمان يقول في مناجاته: وحقّك لا أقمت ما لم تُفْرِج عن المكروبين.
قَالَ: فأتى الفَرَغانيّ وهو يقول: وكفى الله المؤمنين القتال، شُقَّ بطْنُ أحمد بن عبد الله. فأخذ أبو عثمان في الإقامة [1] .
قَالَ أبو الحَسَن أحمد بن أبي عثمان: توفي أبي ليلة الثلاثاء لعَشرٍ بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين [2] : وصلى عليه الأمير أبو صالح.
204- سعيد بن سعد.
أبو عثمان النَّيْسابوري.
سمع: إسحاق بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وجماعة.
وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وأحمد بن إسحاق الصَّيْدلانيّ، وعبد الله بن سعد.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
205- سعيد بن سَلَمة [3] .
أبو عَمْرو التَّوَّزِيّ [4] .
حدَّث ببغداد عن: سُوَيْد بن سعيد، وعُبَيْد الله القواريريّ، وعثمان بن أبي شَيْبة.
وعنه: أبو عليّ الصّوّاف.
ووثّقه الخطيب [5] .
__________
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 65، 66.
[2] تاريخ بغداد 9/ 102، طبقات الصوفية 170، صفة الصفوة 4/ 107.
[3] انظر عن (سعيد بن سلمة) في:
تاريخ بغداد 9/ 103 رقم 4694.
[4] التّوّزي: بتشديد التاء والواو المفتوحين. نسبة إلى: توّز، موضع بفارس، عند بحر الهند، ويقال لها: توّج.
[5] في تاريخه.

(22/153)


206- سعيد بن سليمان بن داود.
أبو عثمان الشَّرْغبيّ. وشَرْغب قرية ببُخَارَى.
سمع: يحيى بن جعفر البيكنديّ، وهاني بن النَّضر.
وعنه: محمد بن نصر بن خَلَف، وخَلَف بن محمد الخيّام.
تُوُفّي سنة ثلاثمائة.
207- سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء بن عُجْب [1] .
أبو عثمان الأنباريّ.
رحل إلى الشّام ومصر.
وسمع: هشام بن عمّار، ودُحَيْمًا، وسُفْيان بن وكيع، وخلْقًا.
وعنه: أحمد بن كامل، وأبو القاسم الطَّبرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ومخلد الباقرحيّ، ومحمد بن أحمد بن المفيد، وطائفة.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: لا بأس به [2] .
وقال ابن عُقْدَةَ: تُوُفّي في جُمادَى الآخرة سنة ثمانٍ وتسعين.
208- سعيد بن عثمان الفندقيّ الصّوُفيّ الخياط.
سمع: أحمد بن أبي الحواري، وذا النون المصريّ، وجماعة.
وعنه: أبو عَمْرو غلام ثعلب، ومحمد بن حُمَيْد الحَوْرانيّ، وعبد الصمد الطَّسْتيّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
يُقال: كان دمشقيًّا.
209- سعيد بن عمرو بن عمّار [3] .
__________
[1] انظر عن (سعيد بن عبد الله) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 170، 171، وتاريخ بغداد 9/ 102، 103 رقم 4691، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 150، 151 وفيه «سعيد بن عبد الله بن محمد» ، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 108 رقم 142.
[2] تاريخ بغداد 9/ 102.
[3] انظر عن (سعيد بن عمرو) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 15/ 623، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 168، وموسوعة علماء

(22/154)


الحافظ أبو عثمان الأزْديّ البَرْدَعيّ.
رحل وطوّف وصنّف، وصحب أبا زُرْعة الرّازيّ، وأخذ عنه هذا الشّأن.
وسمع: أبا كُرَيْب، وأبا سعيد الأشجّ، وعَبدة بن عبد الله، ومحمد بن بشّار، وأحمد ابن أخي ابن وهْب، ومحمد بن يحيى الذُّهليّ، وأبا حفص الفلّاس، وإبراهيم بن يعقوب الْجَوْزَجانيّ، وأبا موسى الزَّمِن، وأحمد بن الفُرات، ومسلم بن الحَجَّاج، وابن وَارَةَ، وخلْقًا.
وعنه: حفص بن عمر الأَرْدَبِيليّ، وأحمد بن طاهر الميانجيّ، والحَسَن بن عليّ بن عبّاس، وإبراهيم بن أحمد المَيْمذيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن عُقْدَةَ: تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين [1] .
210- سليمان بن أحمد بن الوليد الأصبهانيّ [2] .
عن: لُوَيْن، وسهل بن عثمان.
وعنه: أبو الشيّخ. وقال: ثِقة [3] .
211- سليمان بن عزّام المَوْصِليّ الخيّاط.
عن: محمد بن عبد الله بن عمّار، وعبد الله بن محمد بن عبد الصّمد، وعبد الغفّار بن عُبَيْد الله.
وعنه: يزيد بن محمد بن إياس الأزْديّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
212- سليمان بن المعافى [4] .
__________
[ () ] المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 2/ 287، 288 رقم 629.
[1] قال ابن عساكر: وكان سعيد قد دخل منزله وأغلق عليه بابه وقال: ما أحدّث الناس، فإنّهم قد تغيّروا، فدخل عليه محمد بن مسلم الرازيّ، فما زال به حتى أجابه للتحديث.
[2] انظر عن (سليمان بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 1/ 335.
[3] ووثّقه أبو نعيم.
[4] انظر عن (سليمان بن المعافى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 175، 176.

(22/155)


أبو أيّوب الرَّسْعَنيّ.
عن: أبيه.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
وكان قاضي رأس العين.
قَالَ ابن عديّ: حمله ابن عيسى.
213- سليمان بن يحيى [1] .
أبو أيّوب الضَّبّيّ البغداديّ المقرئ.
قرأ على: رجاء بن عيسى، وأبي عمر الدُّوريْ، وتُرْك الحذَّاء، وغيرهم.
وروى عَنْ: أَبِي حَمْدُونَ الطَّيِّبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ.
روى عنه: أبو بكر الأنباريّ، وعبد الباقي بن قانع، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
وكان إمامًا صدوقًا موثَّقًا [2] .
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
قرأ عليه: النّقّاش، وأحمد بن محمد الآدَميّ.
214- سُمْنُون المحبّ بن حمزة [3] .
أبو القاسم البغداديّ الصُّوفيّ العارف.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن يحيى) في:
تاريخ بغداد 9/ 60 رقم 4641، والمنتظم 6/ 46 رقم 67، ومعرفة القراء الكبار 1/ 256، 257 رقم 166، وغاية النهاية 1/ 317 رقم 1394.
[2] وثّقه الخطيب.
وقال علي بن عمر الحافظ: كان شيخا صالحا يقرئ في مدينة أبي جعفر في الجامع بحرف حمزة، قرأ على ترك، وقرأ ترك على عبد الرحمن بن قلوقا، وقرأ عبد الرحمن على حمزة.
[3] انظر عن (سمنون المحبّ) في:
طبقات الصوفية للسلمي 195- 199 رقم 8، وحلية الأولياء 10/ 309- 314 رقم 581، والرسالة القشيرية 28، والمنتظم 6/ 108 رقم 143، وصفة الصفوة 2/ 426- 428 رقم 299، وتاريخ بغداد 9/ 234- 237 رقم 4809 (ولم يذكر في الفهرس) انظر فهرس الأعلام- ص 342، واللباب 3/ 204، والبداية والنهاية 11/ 115، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 159- 161، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 104، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 139، 165، 170، 244، والكواكب الدّريّة 1/ 226، وآثار البلاد 422، 423.

(22/156)


سمّى نفسه سُمْنُون الكذاب بسبب قوله:
فليس لي في سواك حظّ ... فكيف ما شئت فامْتحِنّي
فحصر بَوْلَه للوقت، فصار [يدور في المكاتب، ويقول للصبيان: ادعوا لعمّكم المبتلَى بلسانه] [1] ، وكاد يهلك. ثمّ سمّى نفسه: الكذاب [2] .
وله شِعْرٌ طيب. وقد وسوس في الآخرة.
وقيل كان ورده كل يوم خمسمائة رَكْعة [3] .
قَالَ أبو أحمد القلانسيّ: فرق رجلٌ على الفقراء أربعين ألف درهم، فَقَالَ لي سُمْنُون: ما ترى ما أنفق هذا وما عمل، ونحن ما نرجع إلى بيتي بنفقة، فامضِ بنا نُصلّي كلّ درهم رَكْعة. فذهب إلى المدائن، فصلَّينا أربعين ألف رَكْعة [4] .
ومن كلامه: إذا بسط الجليل غدًا بساط المجد دخل ذنوب الأوّلين والآخرين في [حاشية من] حواشيه. فإذا بدت عينٌ من عيون الْجُود ألحقت المسيءَ بالمحسن [5] .
وقال: من تفرَّس في نفسه فعرفها صحّت له الفراسة في غيرها [6] .
وكان سُمْنُون من أصحاب سَرِيّ السَّقَطيّ.
قَالَ ابن الجوزيّ في «المنتظم» [7] : تُوُفّي سنة ثمان وتسعين ومائتين.
215- سهل بْن شاذويه الباهلي البخاري.
عن: أحمد بن نصر السَّمَرْقَنْديّ، ومحمد بن سالم، وسعيد بن هاشم العتكيّ.
__________
[1] ما بين الحاصرتين من: المنتظم 6/ 108.
[2] المنتظم، نتائج الأفكار القدسية 1/ 160، تاريخ بغداد 9/ 235.
[3] تاريخ بغداد 9/ 236، صفة الصفوة 2/ 426، والمنتظم 6/ 108.
[4] صفة الصفوة 2/ 426، 427.
[5] طبقات الصوفية 196 والزيادة منه، وحلية الأولياء 10/ 311، وتاريخ بغداد 9/ 236.
[6] تاريخ بغداد 9/ 236 وفيه: «صحّت له الفراسة في غيره وأحكمها» .
[7] ج 6/ 108.

(22/157)


وعنه: خَلَف الخيّام، وغيره.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
ذكره السلَيمانيّ فوصفه بالحِفْظ والتَّصْنيف، وأنّه سمع علي بن حشرم، وطائفة سواه.
216- سهل بن أبي سهل الواسطيّ [1] .
عن: بشر بن مُعاذ، وعمرو بن الفلّاس.
وحدَّث ببغداد.
روى عنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وابن لؤلؤ، وآخرون.
وثّقه بعضهم [2] .
واسم أبيه: أحمد بن عثمان.
__________
[1] انظر عن (سهل بن أبي سهل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 172، وتاريخ بغداد 9/ 119 رقم 4731.
[2] وثّقه الخطيب.

(22/158)


- حرف الشين-
217- شاه بن شجاع [1] .
أبو الفوارس الكِرْمانيّ الزّاهد.
قَالَ السُّلَميّ [2] : كان من أولاد الملوك فتزهَّد، وصحب أبا تُراب النَّخَشبيّ وغيره. ومات قبل الثلاثمائة.
وقال أبو نُعَيْم [3] : كان من أبناء الملوك، فتشمّر للسُّلوك.
فَعنه قَالَ: من عرف ربّه طمع في عفوه، ورجاء فَضْله [4] .
وقال إسماعيل بن مَخْلَد: كان شاه بن شجاع حادّ الفِراسة، قلّ ما أخطأت فِراستُهُ [5] .
وعنه قَالَ: من نظر إلى الخلق بعينه طالت خصومته معهم. ومن نظر إليهم بعين الله عذرهم، وقلّ اشتغاله بهم [6] .
__________
[1] انظر عن (شاه بن شجاع) في:
طبقات الصوفية للسلمي 192- 194 رقم 7، وحلية الأولياء 10/ 237، 238 رقم 566، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 751 و 850، وصفة الصفوة 4/ 67، 68 رقم 647، والمنتظم 6/ 111، 112 رقم 151، والرسالة القشيرية 29، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 105، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 239، 244، 360، والوافي بالوفيات 16/ 91 رقم 105، وكنوز الأولياء 99- 101، وكشف المحجوب 132، 133 واللمع 96، 238، والنجوم الزاهرة 3/ 170، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 162، ونفحات الأنس 85، 86، وجامع كرامات الأولياء 2/ 36.
[2] في طبقات الصوفية 192.
[3] في حلية الأولياء 10/ 237.
[4] طبقات الصوفية 193 رقم 9، حلية الأولياء 10/ 237.
[5] حلية الأولياء 10/ 237، صفة الصفوة 4/ 67، طبقات الأولياء 360.
[6] حلية الأولياء 10/ 237.

(22/159)


قلت: كلامه هذا إن صحّ عنه فغير مسلّم إليه، بل ينبغي أن يرحمهم في خصومته، ومخاصمتهم في رحمته. وليس للعباد عُذْرٌ ولا حُجَّة بعد الرُّسُل.
قَالَ السُّلَميّ [1] : لِشاهٍ رسالاتٌ وَكُتُبٌ وكلامٌ كثير. وله كتاب «المثلَّثة» سمّاه «مرآة الحكماء» .
ويقال: مات بعد السّبعين ومائتين، وقيل: قبل ذلك، فاللَّه أعلم.
مات بكِرْمان، وكان يلبس القباء.
وقيل: إنه ترك النَّوم مدَّةً، ثمّ نعِس، فرأى الحقّ تعالى، فكان بعد ذلك يقصد النَّوْم.
218- شُعَيب بن عَمران العسكريّ [2] .
يروي عن: عَبْدان بن محمد العسكريّ الوكيل، وغيره.
روى عنه: الطَّبَرانيّ.
وتُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
219- شُرَيْح بن أبي عبد الله بن إسماعيل.
أبو النّضر النَّسَفيّ الزّاهد.
روى عن: عَبْد بن حُمَيْد، والدَّارِميّ، والبخاريّ، ورجاء بن مُرَجّا.
وعنه: محمد بن زكريّا بن حسين، وغيره.
توفّي سنة ثلاثمائة.
220- شُرَيْح بن عُقَيْل الإسفَرَايِنيّ.
عن: إسحاق بن راهوَيْه، وأبي مروان العثمانيّ.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
__________
[1] في طبقات الصوفية 192.
[2] انظر عن (شعيب بن عمران) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 178.

(22/160)


- حرف الصاد-
221- صافي الحُرَميّ [1] .
الأمير صاحب الدولة المكتفوية والمُقْتَدرية.
كان إليه دار الخلافة، ولما احتضر أشهد على نفسه أنّه ليس له عند مملوكه قاسم شيء. فلمّا مات، حمل قاسم إلى الوزير ابن الفرات مائة ألف دينار، وسبعمائة حِياصة، وقال: هذا كان له عندي.
تُوُفّي صافي ببغداد في شعبان سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
222- صالح بن محمد بن عَمْرو بن حبيب بن حسّان بن المُنْذر بن أبي الأبرش عمّار [2] .
__________
[1] انظر عن (صافي الحرمي) في:
تاريخ الطبري 10/ 88، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 4، 6، 9، ومروج الذهب 3233، وصلة تاريخ الطبري لعريب 19- 22، 28، 29، 31، 35، والفرج بعد الشدّة 2/ 137، وتجارب الأمم 1/ 3، 8، والإنباء في تاريخ الخلفاء لابن العمراني 153، 154، وثمار القلوب للثعالبي 191، 195، والوزراء للصابي 101، 156، 257، 325، والمنتظم 6/ 34، 54، 70، 81، (108 رقم 144) ، والكامل في التاريخ 7/ 516 و 8/ 10، 18، والوافي بالوفيات 16/ 245 رقم 266، والبداية والنهاية 11/ 115 وفيه «الحربي» وهو تحريف، وتبصير المنتبه 327.
[2] انظر عن (صالح بن محمد) في:
في ترجمة «بركة الحلبي» ، وتاريخ بغداد 9/ 322- 328 رقم 4862، والكامل في التاريخ 7/ 553، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 383- 385، والمنتظم 6/ 62 رقم 92، وسير أعلام النبلاء 14/ 23- 33 رقم 12، ودول الإسلام 1/ 178، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1195، والعبر 2/ 97، وتذكرة الحفاظ 2/ 641، 642، ومرآة الجنان 2/ 222، والبداية والنهاية 11/ 102، والوافي بالوفيات 16/ 269، 270 رقم 301، والنجوم الزاهرة 3/ 161، وطبقات الحفاظ 281، 282، وشذرات الذهب 2/ 216.

(22/161)


مولى أسَد بن خُزَيْمة الحافظ أبو عليّ الأَسَديّ البغداديّ جَزَرَة.
نزيل بُخَارَى.
وُلِد سنة خمس ومائتين ببغداد.
وسمع: سعيد بن سليمان سَعْدُوَيه، وخالد بن خِداش، وعلي بن الْجَعْد، وعُبَيْد الله بن عائشة، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ويحيى الحِمّانيّ، وهشام بن عمّار، ويحيى بن مَعين، والأزرق بن عليّ، وأبا نصر التّمّار، وأحمد بن حنبل، وهُدْبَة بن خالد، ومَنْجاب بن الحارث، وخلْقًا كثيرًا بالشّام، والعراق، وخراسان، ومصر، وما وراء النّهر.
وعنه: مسلم بن الحجّاج، وهو أكبر منه، وأحمد بن عليّ الجارود الأصبهانيّ، وأبو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه، وخَلَف بن محمد الخيّام، وأبو أحمد عليّ بن محمد الحبيبيّ، وبكر بن محمد الصّيرفيّ، وأحمد بن سهل، والهيثم بن كُلَيْب، ومحمد بن محمد بن جابر، وآخرون.
ودخل بُخَارَى سنة ستٍّ وستين ومائتين، فسكنها لمّا رأى من الإحسان من أمير بخارى.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: هو من ولد حبيب بن أبي الأشرس. أقام ببخارى وحديثه عندهم. وكان ثقة حافظًا عارفًا [1] .
وقال أبو سعيد الإدريسيّ: الحافظ صالح بن محمد جَزَرَة ما أعلم في عصره بالعراق وخُراسان في الحِفْظ مثله. دخل ما وراء النّهر، فحدَّث مدَّة من حِفْظه، وما أعلم أُخِذَ عليه ممّا حدَّث خطأ. ورأيت أبا أحمد بن عديّ يضخّم أمره ويعظّمه [2] .
وقال أحمد بن عبد الله الكِنانيّ: سمعته يقول: أنا صالح بن محمد بن عَمْرو بن حبيب بن حيّان بن المنذر بن أبي الأشرس عمّار الأسَديّ، أسد خزيمة مولاهم.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 324.
[2] تاريخ بغداد 9/ 324 وفيه زيادة.

(22/162)


وهكذا ساق نسبه الخطيب [1] وقال: حدَّث من حفظه دهرًا طويلًا ولم يكن يستصحب معه كتابًا. وكان صدوقًا ثبتًا ذا مِزَاحٍ ودُعابة، مشهورًا بذلك.
وقال أبو حامد بن الشَّرْقيّ: كان صالح بن محمد يقرأ على محمد بن يحيى الذُّهَليّ في الزُّهْريّات، فلمّا بلغ حديث عائشة أنّها كانت تسترقي من الْجَزَرة، قَالَ: من الْجَزَرَةِ. فلُقّب به. رواها الحاكم، عن يحيى بن محمد العنْبريّ، عنه [2] .
وقال الخطيب [3] : هذا غلط، لأنّه لُقِّبَ بجَزَرَة في حداثته. أخبرنا المالينيّ، ثنا ابن عديّ: سمعت محمد بن أحمد بن سعدان: سمعت صالح بن محمد يقول: قدِم علينا بعض الشّيوخ في الشّام، وكان عنده عن حُرَيْز بن عثمان، فقرأت عليه: حدَّثكم حُرَيْز قَالَ: كان لأبي أُمامة خَرزَة يرقي بها [المريض] ، فقلت: جَزَرَة. فلُقِّبَ: جَزَرَة [4] .
وقال أحمد بن سهل البخاريّ الفقيه: سمعت أبا عليّ- وَسُئِلَ- لِمَ لُقِّبَ بجَزَرَة؟ فَقَالَ: قدِم عمر بن زُرَارَة الحَدثيّ بغداد، فاجتمع عليه خلْق، فلمّا كان عند فراغ المجلس سُئِلتُ: من أين سمعت؟ فَقَلت: من حديث الْجَزَرَةِ، فبَقِيَتْ عَلَيّ.
وقال خَلَف الخيّام: ثنا سهل بن شاذُوَيْه أنّه سمع الأمير خالد بن أحمد يسأل أبا عليّ: لِمَ لُقبَ جَزَرَة، فَقَالَ: قدِم علينا عمر بن زُرَارَة فحدَّثهم حديثًا عن عبد الله بن بِشْر، أنّه كان له خرزَة للمريض، فجئت وقد تقدّم هذا الحديث، فرأيت في كتاب بعضهم، فصحْتُ بالشّيخ: يا أبا حفص، كيف حديث عبد الله أنّه كانت له جَزَرَة يداوي بها المرضى؟ فصاح المجّان، فبقي على حتّى السّاعة.
وقال البَرْقانيّ: ثنا أبو حاتم بن أبي الفضل الهرويّ قال: كان صالح ربّما
__________
[1] في تاريخ بغداد 9/ 322.
[2] تاريخ بغداد 9/ 322.
[3] في تاريخه 9/ 322، 323.
[4] تاريخ بغداد 9/ 323 والزيادة منه.

(22/163)


ينظر. كان ببُخَارى رجل حافظ يُلَقَّب بجَمَل، فكان يمشي مع صالح، فاستقبلهما جَمَلٌ عليه جَزَر فَقَالَ: ما هذا على البعير؟ قَالَ: أنا عليك [1] .
هذه حكاية منقطعة، وأصحّ منها ما روى الحاكم: ثنا بكر بن محمد الصَّيْرفيّ: سمعت صالح بن محمد قَالَ: كنت أساير الجمّال الشّاعر بمصر، فاستقبلنا: جمل عليه جَزَر فَقَالَ: يا أبا عليّ، ما هذا؟ قلت: أنا عليك.
وقال جعفر المُسْتَغْفِريّ: ثنا أحمد بن عبد العزيز، عن بعض شيوخه قَالَ:
كان محمد بن إبراهيم البوسنجيّ، وصالح جَزَرَة إذا اجتمعا في المذاكرة، كلّما روى البُوسَنْجيّ، عن يحيى بن بُكَيْر قَالَ: ثنا يحيى بن بكير، والحمد للَّه، يغيظ بذلك صالحًا لأنّه لم يدركه. فكان إذا روى عنه أحيانا، ولم يقل الحمد للَّه، قَالَ صالح: يا شيخ نسيت التحميد.
وقال خَلَف الخيّام: سمعته يقول: اختلف إليَّ عليّ بن الْجَعْد أربع سِنين، وكان لا يقرأ إلّا ثلاثة أحاديث كلّ يوم. أو كما قَالَ في رواية: كان يحدِّث لكلّ إنسان بثلاثة أحاديث، عن شُعْبة.
وعن جعفر الطَّسْتيّ أنّه سمع أبا مسلم الكَجّيّ يقول، وذُكِر عنده صالح جَزَرَة، فَقَالَ: ويَلَكْم ما أهْوَنَه عليكم، ألا تقولون سيّد المسلمين، سيد الدّنيا [2] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ لأَبِي زُرْعَةَ: حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَخَانَا صَالِحَ بْنَ محمد، لا يَزَالُ يُضْحِكُنَا شَاهِدًا أَوْ غَائِبًا. كَتَبَ إِلَيَّ يَذْكُرُ أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ محمد بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ أُجْلِسَ لِلتَّحْدِيثِ شَيْخٌ لَهُمْ يُعْرَفُ بِمحمد بْنِ يَزِيدَ مَحْمِشٌ، فَحَدَّثَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فِعْلُ الْبَعِيرِ؟» [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 323 وفيه: «أراد جزر على جمل» .
[2] تاريخ بغداد 9/ 325.
[3] هكذا، وهو محرّف عن «النّغير» ، تصغير: «النّغر» ، وهو طائر يشبه العصفور، أحمر المنقار، (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير) .
والحديث أخرجه البخاري في الأدب 10/ 436 باب: الانبساط إلى الناس، و 481 باب: الكنية للصبيّ، ومسلم في الآداب (2150) ، والترمذي (333) و (1989) وابن ماجة (3720) .

(22/164)


وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَصْحَبُ الْمَلائِكَةُ رِفْقَةً فِيهَا خُرْسٌ» [1] .
وروى البَرْقانيّ، عن أبي حاتم بن أبي الفضل الهَرَويّ قَالَ: بلغني أن صالحًا سمع بعض الشيوخ يقول: إنّ السين والصّاد يتعاقبان، فسأل عن كنيته فَقَالَ: أبو صالح.
قَالَ: فقلت للشيخ: يا أَبَا سالح، أسْلَحَك الله، هل يجوز أن تقرأ: «نَحُن نقسُّ عليك أحْصَن القَسَس» [2] ؟.
فقال لي بعض تلامذته: تواجه الشّيخ بهذا؟
فقلت: فلا يكذب، إنّما يتعاقبان السّين والصّاد في مواضع [3] .
وعن صالح جَزَرَة قَالَ: الأحوال في البيت مبارك، يروي الشّيء شيئين [4] .
وقال بكر بن محمد الصَّيْرفيّ: سمعته يقول: كان عبد الله بن عمر بن أبان يمتحن أصحاب الحديث، وكان غاليًا في التَّشَيُّع، فَقَالَ لي: من حفر بئر زمزم؟
قلت: معاوية.
قَالَ: فمن نقل تُرابها؟
قلت: عَمْرو بن العاص.
فصاح فيَّ وقام [5] .
وقال أبو النَّضْر الفقيه: كنّا نسمع على صالح بن محمد وهو عليل، فبدت عورته، فأشار إليه بعضنا بأن يتغطّى، فقال: رأيتَهُ، لا تَرْمَد [عينيك] أبدًا [6] .
وقال أبو أحمد عليّ بن محمد: سمعته يقول: كان هشام بن عمّار يأخذ
__________
[1] اللفظ تحريف عن «جرس» كما في الحديث.
وحديث الجرس أخرجه أحمد في المسند 2/ 311 و 327، و 6/ 327، ومسلم (2113) وأبو داود في الجهاد (2554) باب في تعليق الجرس، والدارميّ 2/ 288.
[2] يريد بذلك الآية الكريمة: «نحن نقصّ عليك أحسن القصص» ، من سورة يوسف، الآية 3.
[3] تاريخ بغداد 9/ 326.
[4] وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «يرى الشين سين» .
[5] تاريخ بغداد 9/ 326.
[6] تاريخ بغداد 9/ 326 والزيادة منه.

(22/165)


على الحديث، ولا يُحدّث ما لم يأخذ. فدخلت عليه يومًا فَقَالَ: يا أبا عليّ حدّثْني.
فقلت: نا عليّ بن الْجَعْد، نا أبو جعفر الرّازيّ، عن الربيع، عن أنس، عن أبي العالية قال: عَلِّم مجّانا كما تعلَّمت مَجّانًا.
فَقَالَ: تُعرِّض فيَّ؟
فقلت: لا، بل قصدتُك [1] .
وقال الحاكم: سمعت أبا النَّضْر الطُّوسيّ يقول: مرض صالح جَزَرَة، فكان الأطبّاء يختلفون إليه، فلمّا أعياه الأمر أخذ العسل والشّونيز، فزادت حمّاه، فدخلوا عليه وهو يرتعد ويقول: بأبي يا رسول الله، ما كان أقلّ بصرك بالطِّبّ.
قلت: هذا مزاح خبيث لا يجوز [2] .
وقال عليّ بن محمد المَرْوَزِيّ: سمعت صالح بن محمد يقول: سمعت عبّاد بن يعقوب يقول: اللَّه أعدل من أن يُدْخِل طلحةَ وَالزُّبَيْرَ الجنَّة.
قُلْت: ويْلك، ولِمَ؟
قَالَ: لأنهما قاتلا عليًّا بعد أن بايعاه [3] .
قَالَ ابن عديّ [4] : بَلَغني أنّ صالح بن محمد جَزَرَة وقف خلف [5] أبي الحسين عبد الله بن محمد السّمنانيّ وهو يحدث عن بركة الحلبيّ بتلك الأحاديث.
فَقَالَ صالح: يا أبا الحسين ليس ذا بَرَكة، ذا نِقْمة [6] .
قلت: وبَرَكَة مُتَّهم بالكذِب [7] .
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 326.
[2] انظر تعليق المؤلّف- رحمه الله- على هذا القول في: «سير أعلام النبلاء» 14/ 29.
[3] سير أعلام النبلاء 14/ 29.
[4] في الكامل 2/ 480.
[5] في الكامل: «وقف على حلقة» .
[6] في الكامل: «ليس ذي بركة ذي نقمة» .
[7] ميزان الاعتدال 1/ 303، 304.

(22/166)


وقال الحاكم: ثنا أحمد بن سهل الفقيه: سمعت أبا عليّ يقول: كان بالبصْرة أبو موسى الزَّمِن في عقله شيء، فكان يقول: ثنا عبد الوهاب، أعني ابن عبد الحميد، نا أيّوب، فدخل عليه أبو زُرْعة يومًا، فسأله عن حديثٍ فَقَالَ:
ثنا حجّاج. فقلت: يعني ابن المنهال. فَقَالَ أبو زُرْعَة: أيش يعذّب المسكين؟ [1] .
وقال: كنا في مجلس أبي عليّ، فلمّا قدِم قَالَ له رجل من المجلس: يا شيخ ما اسمك؟ قَالَ: واثلة بن الأسقع.
فكتب الرجل: ثنا واثلة بن الأسقع [2] .
وقال أبو الفضل بن إسحاق: كنت عند صالح بن محمد، ودخل عليه رجل من الرُّسْتاق، فأخذ يساله عن أحوال الشّيوخ، ويكتب جوابه، فَقَالَ: ما تقول في سُفْيان الثَّوريّ؟
فَقَالَ: ليس بثقة.
فكتب الرجل، فلُمْتُه، فَقَالَ: ما أعجبك. مَن يسأل مثلي عن سُفيان، لا تبالي، حكى عنّي أو لم يَحْكِ [3] .
وقال أحمد بن سهل: كنت مع صالح، إذ أقبل ابنه، عن يمينه رجل أقصر منه، وعن يساره صبيّ، فَقَالَ لي صالح: يا أبا نصر، تَبَّت [4] .
وقيل: كان ابن صالح مغفَّلًا، قَالَ: فقلت: سألت الله أن يرزقني ولدًا، فرزقني جَمَلًا [5] .
ولأبي عليَّ جزرة نوادر ومُجُون، والله يرحمه.
تُوُفّي في شهر ذي الحجّة، لثمان بقين منه سنة ثلاثٍ وتسعين، وله بضْعٌ وثمانون سنة.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 14/ 30.
[2] سير أعلام النبلاء 14/ 30.
[3] تاريخ بغداد 9/ 327 بلفظ مقارب.
[4] تاريخ بغداد 9/ 327، 328.
[5] سير أعلام النبلاء 14/ 31.

(22/167)


223- صبّاح بن عبد الرحمن بن الفضل [1] .
أبو الغُصْن العُتَقيّ الأندلسيّ المُرْسِي.
شيخ مُعَمَّر عالي الإسناد.
قال ابن الفَرَضيّ [2] : روى عن: يحيى بن يحيى الفقيه، ورحل فلقي بالقَيْروان: سَحْنُون بن سعيد، وبمصر: أصبغ بن الفَرَج، فسمع منه، وأقام عنده زمانًا، ثمّ انصرف.
وكان يُرْحل إليه للسّماع والتَّفَقُّه، وعمَّر عمرًا طويلًا.
بَلَغَني أنّه تُوُفّي وهو ابن مائة وثمانية عشر عامًا، ومات في عاشر محرَّم سنة أربعٍ وتسعين.
قلت: وروى أيضًا عن: يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر.
روى عنه: حفص بن محمد بن حفص، وغيره.
قِيلَ: بل عاش مائة وخمس سِنين، قَالَه ابن يونس، ومحمد بن الحارث الحشمي.
وسمع أيضًا أبا مصعب.
__________
[1] انظر عن (صبّاح بن عبد الرحمن) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 202، 203، وجذوة المقتبس للحميدي 245، وبغية الملتمس للضبّي 324، والعبر 2/ 97، 98، وسير أعلام النبلاء 14/ 12، 13 رقم 4، ودول الإسلام 1/ 178، والوافي بالوفيات 16/ 281 رقم 311، وشذرات الذهب 2/ 216.
[2] في تاريخ علماء الأندلس 1/ 202.

(22/168)


- حرف الطاء-
224- طالب بن قُرَّةَ الأَذَنيّ [1] .
رَوى الكثير عن: محمد بن عيسى الطّبّاع.
وأكثر عنه الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين بأَذَنَة من ثغرسيس [2] .
225- طاهر بن عيسى بن قيرَة [3] .
أبو الحسين المؤدّب.
عن: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، وأصْبَغ بن الفَرَج.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
226- طُغْجُ بنُ جُفّ الفَرَغاني التّركيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (طالب بن قرّة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 181.
[2] سيس: قاعدة أرمينية.
[3] انظر عن (طاهر بن عيسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 183، 84 وفيه «قيرس» بدل «قرّة» .
[4] انظر عن (طغج بن جفّ) في:
تاريخ الطبري 10/ 28، 29، 36، 44، 94، 95، 97، والتنبيه والإشراف للمسعوديّ 322، ومروج الذهب 3286، 3288، 3313، 3368، وولاة مصر للكندي 265، 270، 271، والولاة والقضاة، له 242، 246، 247، والفرج بعد الشدّة 2/ 311، وتاريخ حلب للعظيميّ 273، 274، 283، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 83، 178، 181، والكامل في التاريخ 7/ 467، 478، 488، 511، 523، وزبدة الحلب لابن العديم 1/ 84، 86، 90، 91، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 61، وتاريخ أخبار القرامطة 17- 19، 72، 73، 84، 101، ووفيات

(22/169)


نائب دمشق لخُمَارَوَيْه ولابنه هارون.
امتدت أيّامه، وحاصرته القرامطة بدمشق والتقاهم، ثمّ انصرف وولي بدر الحمّاميّ نيابة دمشق سنة تسعين. فمضي طُغج إلى مصر، ثمّ سار إلى المكتفي باللَّه، ومعه ولده الإخشيد محمد الَّذي ملك، فبقي طُغْج بالعراق مدّة يسيرة وهلك.
ثم قدِم ولده الإخشيد متوليًا على مصر والشّام كما في ترجمته.
__________
[ () ] الأعيان 5/ 57، والعبر 2/ 82، والوافي بالوفيات 16/ 453 رقم 487، وأمراء دمشق في الإسلام 46 رقم 148، وتاريخ ابن العميد 1/ 84، 86، 90، 91، والنجوم الزاهرة 2/ 86، 101، 104، 128، 130، 136.

(22/170)


- حرف العين-
227- عامر بن محمد بن يزيد البلاطيّ [1] .
روى عن: محمد بن الخليليّ البلاطيّ، ومحمد بن خزر بن السّاعي.
وعنه: عليّ بن محمد البلاطيّ، وأبو عليّ بن شعيب، ومحمد بن عُمَيْر الرّازيّ، وآخرون.
228- العبّاس بن أحمد بن الحَسَن الوشّاء [2] .
البغداديّ المعروف بالمحبّ.
سمع: إبراهيم التّرجمانيّ، وغيره.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو عليّ بن الصّوّاف.
مات سنة ثمانٍ وتسعين [3] .
229- العبّاس بن أحمد بن عقيل [4] .
روى عن: منصور بن مُزَاحم، وعبد الأعلى بن حمّاد.
وعنه: إسماعيل الخطبيّ، والطّبرانيّ.
230- العبّاس بن حمدان [5] .
__________
[1] انظر عن (عامر بن محمد) في:
تهذيب تاريخ دمشق 7/ 197، 198.
[2] انظر عن (العباس بن أحمد الوشّاء) في:
تاريخ بغداد 12/ 151 رقم 6613.
[3] وقال الخطيب: وكان أحد الشيوخ الصالحين.
[4] انظر عن (العباس بن أحمد بن عقيل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 209، 210 وفيه «ابن أبي عقيل» ، وستعاد ترجمته برقم (233) .
[5] انظر عن (العباس بن حمدان) في:

(22/171)


أبو الفضل الأصبهانيّ الحنفيّ.
سمع: محمد بن عيسى الدّامغانيّ، ويوسف بن محمد بن سابق، وحاتم بن بكر، وخلْقًا.
وصنَّف «المُسْنَد» ، وكان ثقة ثبتًا صالحًا عابدًا.
روى عنه: أحمد بن الْعَسَّالِ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الشيّخ، وآخرون.
ومات سنة أربعٍ وتسعين ومائتين.
231- العبّاس بن الحَسَن الوزير [1] .
وَلِيَ وزارة المكتفي باللَّه، ثم وزارة المقتدر، فأقام أشْهُرًا. فلمّا عمل الأمير الحسين وابن حمدان وابن الجرّاح على خلع المقتدر لصغَره، وإقامة ابن المُعْتَزّ، افتتحا، فقُتِل هذا الوزير، فوثب عليه ابن حمدان فضرب عُنقه وهو نازل من الخدمة، وقتل معه الأمير فاتك المُعْتَضديّ [2] ، ثمّ ساق إلى الميدان ليفتك بالمقتدر وهو في لعب الكُرة، فأحسّ بالبلاء، فأسرع وأغلق باب القصر.
__________
[ () ] المعجم الصغير للطبراني 1/ 211، 212، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 141 وفيه:
«العباس بن حمدان بن محمد بن سلم» .
[1] انظر عن (العباس بن الحسن الوزير) في:
تاريخ الطبري 10/ 140، 141، ومروج الذهب 3358، 3397، 3410، 3414، 3415، 3422، والتنبيه والإشراف 327، والهفوات النادرة 160، 161 رقم 162، والإنباء في تاريخ الخلفاء 151- 153، والفخري في الآداب السلطانية 258، 259، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 171، والوزراء للصابي 4، 10، 28، 29، 31، 33، 50، 80، 81، 90، 100، 102، 106، 109، 110، 130، 133، 143، 144، 153، 154، 185، 186، 188، 225، 242، 249، 258، 316، 317، 320، 387- 391، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 203، 204، 206- 209، 360، والفرج بعد الشدّة التنوخي 1/ 37، 143، 176 و 3/ 193، وثمار القلوب 195، 687، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 239، 240، ووفيات الأعيان 3/ 426، 427 و 5/ 57، والكامل في التاريخ 8/ 8، 14، وإعتاب الكتّاب 186، وسير أعلام النبلاء 14/ 51- 55 رقم 25، والوافي بالوفيات 16/ 648- 651 رقم 689، وانظر: صلة عريب 25- 33، وتكملة تاريخ الطبري للهمداني 191- 195، 398، 419، وتجارب الأمم 1/ 5، وتاريخ الخميس 2/ 386.
[2] مروج الذهب 4/ 293، تجارب الأمم 1/ 5، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 209، والمنتظم 6/ 80، 81، والكامل في التاريخ 8/ 14، وتاريخ الخميس 2/ 386.

(22/172)


فذهب ابن حمدان والأمراء، وبايعوا ابن المُعْتَزّ. ثمّ لم يتمّ أمره، فقتلوا ابن المُعْتَز [1] .
وذلك في سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
232- العبّاس بن الربيع بن ثعلب البغداديّ [2] .
عنه: أبيه.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
233- العبّاس بن أحمد بن عُقَيْل [3] .
عن: عبد الأعلى النَّرْسي، ومنصور بن أبي مُزَاحم.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، والطَّبَرانيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة بضعٍ وتسعين.
234- العبّاس بن محمد بن مُجَاشع [4] .
أبو الفضل الأصبهانيّ.
عن: محمد بن يعقوب [5] الكَرْمانيّ.
وعنه: ابن العسّال، والطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ.
وثَّقه أبو نعيم الحافظ [6] .
__________
[1] تجارب الأمم 1/ 8، العيون والحدائق ج 4 ق 1/ 214، الإنباء في تاريخ الخلفاء 156، المنتظم 6/ 82، الكامل في التاريخ 8/ 18، وفيات الأعيان 3/ 426، المختصر في أخبار البشر 2/ 62، تاريخ الزمان لابن العبري 50، العبر 2/ 105، البداية والنهاية 11/ 107، تاريخ ابن خلدون 3/ 359، تاريخ الخميس 2/ 386 وراجع الحوادث من هذا الجزء.
[2] انظر عن (العباس بن الربيع) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 209.
[3] تقدّمت ترجمة (العباس بن أحمد بن عقيل) قبل قليل، برقم (229) .
[4] انظر عن (العباس بن محمد بن مجاشع) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 210، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 142.
[5] في: المعجم: «محمد بن أبي يعقوب» .
[6] في ذكر أخبار أصبهان 2/ 142.

(22/173)


235- عَبَدان بن محمد بن عيسى [1] .
الفقيه أبو محمد المَرْوَزِيّ. زاهد نبيل ثقة، صاحب حديث.
سمع: قتيبة بن سعيد، وعبد الله بن منير، وأبا كُرَيْب، وإسماعيل بن مسعود، والْجُحْدريّ، وعبد الجبار بن العلاء، وبُنْدار، وعلي بن حُجْر، والربيع المُراديّ، وطائفة بخُراسان، والعراق، والحجاز.
وعنه: عمر بن علك، وأبو العبّاس الدّغُوليّ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو نُعَيْم عبد الرحمن بن محمد الغِفَاريّ، ويحيى بن محمد العنبريّ، وعليّ بن جمشاد، وأحمد بن العسّال، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وآخرون.
وكان إليه المرجوع في الفتوى بمَرْو بعد أحمد بن سيّار. وقد رحل أيضًا إلى مصر، وتفقّه على أصحاب الشّافعيّ، وبرع في المذهب. وكان يوصف بالحِفْظ والزُّهْد. وقد صنَّف «الموطأ» ، وغير ذلك.
قَالَ أبو نُعَيْم الغِفَاريّ: سمعته يقول: وُلَدْت سنة ثلاثٍ وتسعين.
قلت: وكان لقاء الطَّبَرانيّ له بمكّة [2] .
قَالَ ابن السَّمْعانيّ في «الأنساب» [3] : الْجُنُوجِرْدِيّ [4] نسبة إلى قرية من قرى مَرْو، اسمه عبد الله، وهو أحد من أظهر مذهب الشّافعيّ بخُراسان. وكان المرجوع إليه في الفتاوَى المُعْضلات بعد أحمد بن سيّار. وكان ابن سيّار قد حمل كُتُب الشّافعيّ إلى مَرْو، وأعجب بها النّاس، فأراد عبدان أن ينسخها، فمنعه ابن سيّار من ذلك. فباع ضيعةً له بجُنُوجِرْد، وسار إلى مصر، ونسخ كتب
__________
[1] انظر عن (عبدان بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 234، وتاريخ بغداد 11/ 135، 136 رقم 5828، والمنتظم 6/ 58 رقم 81، والأنساب 3/ 325، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 202 رقم 815، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 297، والعبر 2/ 95، وتذكرة الحفاظ 2/ 231، ومرآة الجنان 2/ 221.
[2] في سنة 287 هـ. (المعجم الصغير 1/ 234) .
[3] ج 3/ 325.
[4] الجنوجرديّ: بضم الجيم والنون وكسر الجيم الأخرى بعد الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.

(22/174)


الشّافعيّ على أكثر من وجهٍ، ورجع، فدخل أحمد بن سيّار عليه مسلِّمًا ومهنئًا، واعتذر من منع الكُتُب. فَقَالَ: لا تعتذر فإنّ بك عليَّ مِنَّةٌ في ذلك، فلو دفعتَ الكُتُب إليَّ لَمَّا رحلتُ إلى مصر.
236- عبد الله بن أحمد بن عبد السّلام [1] .
أبو محمد النيسابوري الخفاف الحافظ نزيل مصر.
روى عن: محمد بن رافع، وأبي عبد الله البُخَاريّ، وأحمد بن سعيد الرَّباطيّ، وخلْق من طبقتهم.
وعنه: أبو عبد الرحمن النَّسائيّ في كتاب «الكنَى» ، وأبو محمد عبد الله بن الورد، وأبو جعفر العُقَيْليّ، وطائفة.
تُوُفّي بمصر في ربيع الآخر سنة أربع وتسعين، وقد أسنّ.
لم يذكره الحاكم في «تاريخ نَيْسابور» .
وقال العُقَيْليّ: ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا البخاريّ قَالَ: قَالَ ابْن عُيَيْنة:
سَمِعْت مقاتلًا يَقُولُ: إن لم يخرج الدّجّال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا أنّي كذّاب.
237- عبد الله بن أحمد بن محمد بن هشام بن أبي وَارَةَ.
أبو عبد الرحمن. مَرْوَزِيّ له أربعون حديثًا مَرْوِيّة.
رواها عنه: عبد الله بن أحمد المَرْوَزِيّ.
يروي عنه: سعيد بن سعيد، وعليّ بن حُجْر، وداود بن رُشَيْد، وجُبَارة بن المُغلّس، وطبقتهم.
ولا أعلم متى كان، ثمّ ظفرت بموته سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
238- عبد الله بن إبراهيم الأزْديّ الضّرير.
عن: الحَسَن بن عليّ الحلوانيّ، وأحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن عبد السّلام) في:
سير أعلام النبلاء 14/ 788 89 رقم 47.

(22/175)


وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
239- عبد الله بن أبي الخوارزميّ القاضي.
عن: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وسعيد بن المنصور، وقُتَيْبَة، وابن راهوَيْه، وخلْق.
وعنه: أبو عبد الله البخاريّ، ومحمد بن عليّ الحسّانيّ الخوارزميّ، وأبو العبّاس محمد بن أحمد بن حمدان الحِيريّ شيخ البَرْقانيّ.
قِيلَ: إنّه الّذي قَالَ البخاريّ في «الصّحيح» : ثنا عبد الله، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدّمشقيّ.
وذلك يتوّجه، فإنّه روي في كتاب «الضّعفاء» عدّة أحاديث، عنه، عن سليمان بن عبد الرحمن، وعن غيره.
240- عبد الله بن أيّوب [1] .
أبو محمد البصْريّ القربيّ الضَّرير.
عن: أبي الوليد الطَّيالِسيّ، وأُميَّة بن بِسْطام، وأبي نصر التمّار، ويحيى الحِمّانيّ، وسهل بن بكّار، وجماعة.
وعنه: أبو سهل القطّان، وحبيب القزّاز، والذَّارِع، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
قَالَ الدّار الدَّارَقُطْنيّ: متروك [2] .
قلت: مات سنة اثنتين وتسعين.
241- عبد الله بن بُنْدار بن إبراهيم الضّبّيّ الأصبهانيّ [3] .
الباطرقانيّ الزّاهد:
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أيوب) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 214، وتاريخ بغداد 9/ 413 رقم 5024.
[2] تاريخ بغداد.
[3] انظر عن (عبد الله بن بندار) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 227.

(22/176)


سَمِعَ: إسْمَاعِيل بن عَمْرو البجلي، وسهل بن عثمان، ومحمد بن المغيرة، وغيرهم.
وعنه: أبو أحمد العسال، وأحمد بن بندار الشعار، والطبراني، وأبو الشيّخ، وغيرهم.
وكان من عُبّاد أصبهان.
قَالَ محمد بن يحيى بن مَنْدَه: ما خلّف بعده مثْلَه.
قلت: تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
242- عبد الله بن جعفر بن خاقان [1] .
أبو محمد السُّلَميّ المَرْوَزِيّ.
عن: إسحاق بن راهوَيْه، ومحمد بن حُمَيْد الرازيّ، وعليّ بن حُجْر، وأبي كُرَيْب، وأحمد بن منيع، وخلْق.
وعنه: أبو العبّاس الدّغُوليّ، وعمر بن علك الجوهريّ، وأبو زكريّا العنبريّ، وَمحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
قَالَ فيه الحاكم: محدِّث عصره، قدِم نَيْسابور حاجًّا سنة ثمانٍ وثمانين، فأكثروا عنه.
وتُوُفّي في صَفَر سنة ستٍّ.
243- عبد الله بن الحَسَن بن أحمد بن أبي شُعيب الأُمَويّ [2] .
مولاهم الحرّانيّ المؤدّب أبو شعيب نزيل بغداد.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن جعفر) في:
الكامل في التاريخ 8/ 55.
[2] انظر عن (عبد الله بن الحسن الحرّاني) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 213، 214، وتاريخ بغداد 9/ 435- 437 رقم 5052، والمنتظم 6/ 79 رقم 104، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 115 رقم 322، والعبر 2/ 101، وسير أعلام النبلاء 13/ 536، 537 رقم 270، وميزان الاعتدال 2/ 406 رقم 4266، والبداية والنهاية 11/ 107، والوافي بالوفيات 17/ 136 رقم 123، ولسان الميزان 3/ 271 رقم 1152، وشذرات الذهب 2/ 218، 219، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 199 في ترجمة «يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتّي» .

(22/177)


سمع: جدّه، وأباه، وأحمد بن عبد الملك بن واقد، ويحيى بن عبد الله البابْلُتّيّ، وعفّان بن مسلم، وجماعة.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وعليّ بن الصّوّاف، وأبو بكر الشّافعيّ، والطَّبَرانيّ، وأبو بكر الآجُرِّيّ، والحَسَن بن جعفر الخِرَقيّ، وخلْق.
قَالَ الهيثم بن خَلَف الدُّوريّ: وكان البابْلُتّيُّ زوجَ أم أبي شُعَيب الحرّانيّ، وكان الأوزاعيّ زوج أمّ البابْلُتّيّ [1] .
وقال أبو سعيد الإدريسيّ: كان مسلم وهو والد أبي شُعَيب عبد الله بن مسلم الحرّانيّ مِن سبْي سَمَرْقَنْد، وقع لعمر بن عبد العزيز فأعتقه. فلمّا وُلد له ولدٌ جاء به إلى عمر، فسمّاه عبد الله، وفرض له في الذُّرّيّة. فعاش مائة وعشرين سنة [2] .
قَالَ أحمد بن كامل: مات أبو شعيب في ذي الحجّة سنة خمسٍ وتسعين ومائتين، وكان يأخذ على الحديث [3] . أخبرني نصر الصّائغ: سألته أن يحدِّثني بحديثٍ عن عفّان. فَقَالَ: أعطِ السّقّاء ثمن الرواية، فأعطيته دانقًا، وحدّثني بالحديث [4] .
قَالَ ابن كامل: ومولده سنة ستٍّ ومائتين.
قَالَ الصّوّاف: سماعه سنة ثمان عشرة من البابْلُتّيّ.
قلت: سمع في صغَره من زوج أمّه، فلا يُسْتَنْكر ذلك.
قَالَ فيه الدّار الدّارقطنيّ: ثقة مأمون [5] .
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 435، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 297.
قال ابن أبي حاتم: هو من باب لتّ، وهو رازيّ قدِم حَرَّان فقيل لَهُ: من أين أنت؟ قَالَ: من الرّيّ من موضع يقال له باب لتّ، فقيل له: بابلتّي، فغلب عليه، (الجرح والتعديل 9/ 164) .
وقال ابن سعد: بابلت اسم جدّ أبيه وكان من الملوك. (طبقات ابن سعد 7/ 487) .
وقال الحاكم: بابلت قرية بين حرّان والرقّة.
[2] تاريخ بغداد 9/ 435، 436.
[3] تاريخ بغداد 9/ 436.
[4] تاريخ بغداد 9/ 436.
[5] تاريخ بغداد 9/ 436.

(22/178)


244- عبد الله بن حمدوَيْه النَّهْرَوانيّ [1] .
عن: أبي بكر بن أبي شيبة.
وعنه: عبد الصّمد الطَّسْتيّ، وقاضي مصر أبو الطّاهر الذُّهَليّ.
245- عبد الله بن سعيد بن عبد الرحمن الزُّهْريّ المصريّ.
سمع: عبد الله بن صالح، ويوسف بن عديّ، وأسد بن موسى السنة.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ.
246- عبد الله بن سَلَمَةَ بن يزيد القاضي.
أبو محمد بن سَلْمُوَيْه النَّيْسابوري الحنفيّ الفقيه. كان أستاذًا في الفرائض وعقْد الوثائق.
قَالَ الحاكم: سمع إسحاق بن راهوَيْه، ومحمد بن رافع.
وبالعراق: يحيى بن طلق اليَرْبُوعيّ، ومحمد بن شجاع.
روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وأحمد بن هارون.
وولي قضاء نَيْسابور بإشارة ابن خُزَيْمَة.
تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين.
247- عبد الله بن الصّبّاح الأصبهانيّ البزّار [2] .
عن: داود بن رُشَيْد، ولُوَيْن، ومحمد بن زَنْبُور، وهاشم بن الوليد الهَرَوِيّ.
وعنه: العسّال، وأبو الشيَّخ، وأحمد بن بُنْدار، والطَّبَرانيّ.
وكان صدوقا فيما بلغنا.
__________
[ () ] وقال موسى بن هارون: صدوق. وقال: السماع من أبي شعيب الحرّاني يفضل على السماع من غيره، فإنه المحدّث ابن المحدّث بن المحدّث.
وقال صالح بن محمد: ثقة.
وقال أحمد بن كامل القاضي: «وكان مسندا غير متّهم في روايته» .
[1] انظر عن (عبد الله بن حمدويه) في:
تاريخ بغداد 9/ 445، 446 رقم 5074.
[2] انظر عن (عبد الله بن الصباح) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 228.

(22/179)


توفي سنة أربع وتسعين.
248- عبد الله بن عبد الحميد بن عصام الْجُرْجانيّ الفقيه [1] .
عن: أبيه، وعليّ بن المَدِينيّ، ومحمد بن بكّار، وأبي بكر بن أبي شَيْبة، وطبقتهم.
وعنه: مأمون بن يحيى، ومحمد بن عبد الله بن برزة، وآخرون من الهَمْدَانيّين.
249- عبد الله بن عيسى بن حمّاد.
أبو محمد بن زُغْبَة المصري.
عن: أبيه، ويحيى بن عبد الله بن بُكَيْر.
تُوُفّي في صفر سنة ستٍّ وتسعين.
250- عبد الله بن القاسم بن هلال العَبْسيّ [2] .
أبو محمد الأندلُسيّ الفقيه الظّاهريّ، عالم مشهور بالرّحلة، والطَّلَب.
أثنى عليه أبو محمد بن حزم فَقَالَ: صحِب داود بن عليّ الأصبهانيّ وأخذ عنه [3] .
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
251- عبد الله بن قريش [4] .
__________
[1] لم يذكره السهمي في «تاريخ جرجان» .
[2] انظر عن (عبد الله بن القاسم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 219 رقم 655 وفيه «عَبْد الله بْن محمد بْن قاسم بن هلال» ، وجذوة المقتبس للحميدي 264، 265 رقم 563، وبغية الملتمس للضبّي 350 رقم 948.
[3] وقال ابن الفرضيّ: رحل ودخل العراق ولقي أبا سليمان داود بن سليمان القياسي، فكتب عنه كتبه كلها، وأدخلها الأندلس، فأخلّت به عند أهل وقته. وكان علم داود الأغلب عليه، ونظر في علم مالك نظرا حسنا غير أنه كان يميل إلى علم داود والحجّة، ولقي المزني وحدّث عنه، وكان نبيلا.
ووقع في تاريخ علماء الأندلس إنه توفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين! وهذا غلط، فهو توفي سنة 292 كما في جذوة المقتبس، وبغية الملتمس.
[4] انظر عن (عبد الله بن قريش) في:

(22/180)


أبو أحمد الأَسَديّ البغدادي ثمّ الهمدانيّ.
عن: خاله أبي بكر الأثرم، وزياد بن أيّوب، وأبي هشام الرفاعيّ.
وعنه: محمد بن عبد الله بن برزة الرُّوذباريّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
252- عبد الله بن محمد بن الوليد بن حازم البصْريّ الأصبهانيّ.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وكامل بن طلحة، وبسّام بن يزيد.
وعنه: أحمد بن بُنْدار، والشّعّار، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
253- عبد الله بن محمد بن سَلْم الهمدانيّ [1] .
ثقة. حدَّث بأصبهان عن: سهل بن بكّار، ومحمود بن غَيْلان.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشيّخ.
تُوُفّي سنة اربعٍ.
254- عبد الله بن محمد [2] .
أبو العبّاس النّاشئ المتكلّم الشّاعر المشهور.
أصله من الأنبار، سكن مصر. معدود في طبقة البُحْتُرِيّ، وابن الرّوميّ
__________
[ () ] تاريخ بغداد 10/ 43، 44 رقم 5173.
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن سلم) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 59.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد الناشيء الشاعر) في:
مروج الذهب 4/ 337، ومراتب النحويين 85، والفهرست لابن النديم 217، والأمالي للقالي 3/ 788 وتاريخ بغداد 10/ 92، 93 رقم 5212، والمنتظم 6/ 57، 58 رقم 79، والأنساب لابن السمعاني 551 أ، وتاريخ دمشق (مخطوطة المكتبة الأزهرية رقم 10170) 34 أ- 35 ب، وإنباه الرواة للقفطي 2/ 128، 129 رقم 341، والكامل في التاريخ 7/ 547، والتذكرة الفخرية للإربلي 321، 322 وطبقات المعتزلة لابن المرتضى 92، 93، ووفيات الأعيان 3/ 91- 93 رقم 345، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61، وتاريخ ابن الوردي 1/ 248، والعبر 2/ 95، وسير أعلام النبلاء 14/ 40، 41 رقم 14، والبداية والنهاية 11/ 101، والوافي بالوفيات 17/ 522- 525 رقم 442، ولسان الميزان 3/ 334 رقم 1381، والنجوم الزاهرة 3/ 158، 159، وحسن المحاضرة 1/ 7559 وشذرات الذهب 2/ 214، 215. وبدائع الزهور لابن إياس، ج 1 ق 1/ 174.

(22/181)


في الشُّعراء، وله قصيدة طويلة ألَّفها، فيها فنون من العلم.
وكان بصيرًا بالعربيّة قيّمًا، يعلم العَرُوض، كثير التّصانيف.
ومنهم من يلقّبه بابن شِرْشير.
قَالَ الطَّبَرانيّ أنشده الناشئ بمصر:
ليس شيء أحرق مهجة العاشق ... من هذه العيون المراض
ورنوّ الْجُفُون والغمز بالحاجب ... وقت [1] الصُّدود والإعراض
والخدود المضرَّجات اللّواتي ... شيب جريالها- يحسن البياض
وطروق الحبيب واللّيل داجٍ ... حين همّ السُّمّار بالإغماض [2]
تُوُفّي النّاشئ سنة ثلاثٍ وتسعين، وكان من كبار المعتزلة الأَرْعواء.
255- عبد الله بن محمد بن سَلْم الفريابيّ ثمّ المقدسيّ.
يأتي بعد الثّلاثمائة.
256- عبد الله بن محمد بن علي البلْخيّ الحافظ [3] .
أبو عليّ. محدِّث مصنِّف نبيل، لم تتصل أخباره بنا كما ينبغي.
سمع من: قتيبة، وطبقته.
حجّ فاستشهد يوم الهبير فيمن استشهد على يد القرامطة، لعنهم الله سنة أربعٍ.
وقال الحاكم: تُوُفّي ببلْخ سنة خمس وتسعين، وقد حدّث ببغداد، ونَيْسابور عن: قُتَيْبَة، وإبراهيم بن يوسف، وعليّ بن حُجْر، وهُدْبة بن عبد الوهّاب.
__________
[1] في تاريخ بغداد: «عند» .
[2] تاريخ بغداد 10/ 93.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد البلخي) في:
تاريخ بغداد 10/ 93، 94 رقم 5213، والمنتظم 6/ 79 رقم 105، وسير أعلام النبلاء 13/ 529، 530 رقم 261، والعبر 2/ 102، وتذكرة الحفاظ 2/ 190، وشذرات الذهب 2/ 219، ومشايخ بلخ من الحنفية 2/ 104، والأعلام 4/ 261، وهدية العارفين 1/ 442، ومعجم المؤلفين 6/ 132.

(22/182)


روى عنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، والجِعَابي.
صنَّف كتاب «التاريخ» وكتاب «العِلَل» [1] .
257- عبد الله بن محمد بن العبّاس [2] .
أبو محمد السَّهْميّ الأصبهانيّ.
عن: سهل بن عثمان العسكريّ، ومحمد بن المغيرة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الرحمن بن محمد بن سِياه، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وجماعة.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ [3] .
258- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن صالح [4] .
أبو محمد البكريّ السَّمَرْقَنْديّ الحافظ.
حدّث ببغداد عن: أبي محمد الدّارِميّ، ورجاء بن مُرَجّا.
وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، وغيرهما.
تُوُفّيّ سنة ثمانٍ وتسعين، وكان أحد من عُنِيَ بهذا الشّأن [5] .
259- عبد الله بن محمد بن حُمَيْد البغداديّ [6] .
الخيّاط المعروف بالإمام.
روى عن: عاصم بن عليّ، وغيره.
__________
[1] وقال الخطيب: وكان أحد أئمّة أهل الحديث حفظا وإثباتا وثقة وإكثارا.
[2] انظر عن (عبد الله بن محمد بن العبّاس) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 226، 227، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 62، 63.
[3] ورّخه أبو نعيم، وقال إنه صاحب أصول، وكان أبوه محمد بن العباس يروي «الموطّأ» عن القعنبي.
[4] انظر عن (عبد الله بن محمد بن صالح) في:
تاريخ بغداد 10/ 101، 102 رقم 5219، والمنتظم 6/ 108، 109 رقم 145.
[5] قال الخطيب: كان ممن عني بطلب الحديث والآثار، ورحل في ذلك، وجالس الحفّاظ، وكتب عنهم.
ثم قال: وكان ثقة.
[6] انظر عن (عبد الله بن محمد بن حميد) في:
تاريخ بغداد 10/ 102، 103 رقم 5220.

(22/183)


وعنه: مَخْلَد الباقَرْحَيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ومحمد بن حميد المخرّميّ.
حدّث قبل الثلاثمائة.
260- عبد الله بن محمد بن أبي كامل الفَزَاريّ البغداديّ [1] .
عن: هَوْذَة، وداود بن رُشَيْد.
وعنه: أبو بكر الْجِعابي، وأبو عليّ بن الصّوّاف [2] ، وعيسى الرّخجيّ.
توفّي سنة ثلاثمائة.
لم يتكلّم فيه ولا في الخيّاط أبو بكر الخطيب بشيء.
261- عبد الله بن محمد بن الْجَعد الأصبهانيّ الفُرْسانيّ [3] .
عن: سهل بن عثمان، وغيره.
وعنه: أبو أحمد العسّال.
262- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحَكَم بن هشام بن الداخل عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية بْن هشام بْن عبد الملك [4] .
الأمير أبو محمد الأُمويّ المروانيّ صاحب الأندلس. ولي الأمر بعد أخيه المنذر بن محمد في صفر سنة خمس وسبعين ومائتين، وطالت أيامه، وبقي في الملك خمسا وعشرين سنة، وكان من الأمراء العادلين الّذين يعزّ وجود مثلهم.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن محمد بن أبي كامل) في:
تاريخ بغداد 10/ 103، 104 رقم 5221.
[2] وهو قال: ذكر هذا الشيخ- أي ابن أبي كامل- أنه أتت له أربع وتسعون سنة.
[3] انظر عن (عبد الله بن محمد بن الجعد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 69.
[4] انظر عن (عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 6، وجذوة المقتبس للحميدي 12، والكامل في التاريخ 8/ 73، والحلّة السيراء 1/ 120- 124، والبيان المغرب 2/ 120، والمختصر في أخبار البشر 2/ 766 67، وتاريخ ابن الوردي 1/ 253، ونهاية الأرب 23/ 394- 396، والعبر 2/ 114، وسير أعلام النبلاء 14/ 155، 156 رقم 91، ودول الإسلام 1/ 182، ومرآة الجنان 2/ 236، والوافي بالوفيات 17/ 469- 471 رقم 390، وتاريخ ابن خلدون 4/ 132، والنجوم الزاهرة 3/ 181، وتاريخ الخلفاء 331، ونفح الطيب 1/ 352، 353، وشذرات الذهب 2/ 233.

(22/184)


كان صالحا تقيا، كثير العبادة والتلاوة، رافعا لعلم الجهاد، ملتزما للصلوات في الجامع، وله غزوات مشهودة، منها غزوة «بلي» [1] التي يضرب بها المثل. وذلك أنّ ابن حَفْصون حاصر حصن بلي في ثلاثين ألفًا، فخرج الأمير عبد الله من قُرْطُبَة في أربعة عشر ألف مقاتل، فهَزَم ابن حَفْصُون، وتبعه قتْلًا وأسرًا، حتّى قِيلَ: لم ينج من الثّلاثين ألفًا إلّا النّادر. وكان ابن حَفْصُون من الخوارج. وكان عبد الله أديبًا عالمًا.
ذكر ابن حزم قَالَ: ثنا محمد بن عبد الأعلى القاضي، وعليّ بن عبد الله الأديب قالا: كان الوزير سليمان بن وانسوس [2] جليلًا أديبًا، من رؤساء البربر، فدخل على الأمير عبد الله بن محمد يومًا، وكان عظيم اللّحْية، فلمّا رآه الأمير مقبلًا أنشد:
هِلَّوفة [3] كأنّها جوالق ... نكراء لا بارك فيها الخالقُ
للعمل في حافاتها نفائق ... فيها لباغي المتّكا مرافقُ
وفي احْتدام الصيّف ظلٌّ رائقُ ... إنّ الّذي يحملها لمائقُ
ثم قَالَ: اجلس يا بربريّ: فجلس مسالمًا [4] ، فَقَالَ: أيّها الأمير، إنما كان النّاس يرغبون في هذه المنزلة ليدفعوا عن أنفسهم الضيم. فأمّا إذا صارت جالبة للذُّلّ فلنا دُورٌ تُغْنينا عنكم، فإن حُلْتُم بيننا وبينها فلنا قبور [5] تَسَعنا.
ثم اعتمد على يده وقام ولم يسلِّم. فغضب الأمير وأمر بعزله، وبقي لذلك مدّة. ثمّ وَجَدَ الأمير لفْقده ونصيحته، فقال: لقد وَجَدْتُ لفقْد سليمان تأثيرًا، وإن استعطفته كان ذلك غضاضةً علينا، وَلَوَدِدْتُ أنّه ابتَدَأَنَا بالرَّغْبة.
__________
[1] انظر عنها في: البيان المغرب 2/ 123، وتاريخ ابن خلدون 4/ 135.
[2] انظر عن: سليمان بن وانسوس في: الحلّة السيراء 1/ 160- 161.
[3] الهلّوفة: اللحية الضخمة.
[4] في الحلّة السيراء: «فجلس وقد غضب» .
[5] في الحلّة السيراء 1/ 23 «فلنا دور» .

(22/185)


فَقَالَ له الوزير محمد بن الوليد بن غانم: أنا أكلّمه.
فذهب إليه، فأبطأ إذْنه عليه، ثمّ دخل فوجده قاعدًا لم يتزحزح، فَقَالَ: ما هذا الكِبْر؟ عهدي بك وأنت وزير السّلطان وفي أُبَّهَة رضاه تلقاني وتتزحزح لي في مجلسك.
فَقَالَ: نعم، كنت حينئذٍ عبدًا مثلك، وأنا اليوم حُرّ.
قَالَ: فيئِس ابن غانم نفسه منه فخرج ولم يكلِّمْه، ورجع فأخبر الأمير بالإرسال إليه، ثم ولّاه [1] .
وروى ابن حزم بسَنَدٍ له أنّ الأمير عبد الله استفتى تقيّ الدّين مَخْلَد في الزِّنْديق، فأفتاه، وذكر خبرًا.
تُوُفّيّ عبد الله في غُرّة ربيع الآخر سنة ثلاثمائة، وولي الأندلس بعده حفيده النّاصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد خمسين سنة.
263- عبد الله بن المُعْتَز باللَّه [2] محمد بن المتوكّل على الله جعفر بن
__________
[1] الحلّة السيراء 1/ 124.
[2] انظر عن (عبد الله بن المعتزّ باللَّه) في:
تاريخ الطبري 10/ 140، 141، والتنبيه والإشراف 327، ومروج الذهب 572، 2346، 3157، 3397، 3399- 3401، 3468، 3554، 3619، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 203، 204، 209- 214، 216، 228، والعقد الفريد 4/ 195 و 5/ 127، وربيع الأبرار 4/ 186، 191، 229، 236، 254، 271، وتحسين القبيح 77، 86، 91، 92، 96، 103- 106، 117، وثمار القلوب 43، 67، 178، 190- 193، 216، 227، 228، 264، 315، 323- 325، 327، 331، 333- 335، 337، 338، 340، 342، 343، 449، 460، 463، 464، 510، 514، 515، 562، 564، 566، 568، 578، 585، 586، 593، 597، 599، 619، 626، 632، 639، 647، 659، 665، 666، 677، 679، 682، والفرج بعد الشدّة 1/ 161، 206، 212 و 2/ 10، 45، 48، 54، 112، 131، 132، 308، 365 و 3/ 24، 199، 200 و 4/ 110، 111، 112، و 5/ 17، 26، 88، والوزراء للصابي 28، 29، 32، 33، 86، 90، 100- 102، 110، 130- 133، 135، 136، 154، 155، 166، 210، 211، 255، 256، 284، 287، والأغاني 10/ 274- 286، وأمالي المرتضى 1/ 438، 534، 588 و 2/ 42، 127، 130، وأمالي القالي 1/ 54، 110، 178- 180، 226، 227 و 3/ 99، وتاريخ حلب للعظيميّ 118،

(22/186)


المعتصم بن الرشيد.
الأمير أبو العبّاس العبّاسيّ الأديب صاحب الشّعر البديع والنّثر الفائق.
أخذ العربيّة والأدب عن: المبرِّد، وثعلب.
وعن: مؤدِّبه أحمد بن سعيد الدّمشقيّ.
وكان مولده في شَعْبان سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
روى عنه: مؤدِّبه أحمد، ومحمد بن يحيى الصُّوليّ، وغيرهما.
وقد قامت الدّولة وتوثّبوا على المقتدر، وأقاموا ابن المعتزّ في الخلافة فقال: بشرط أن لا يُقتل بسببي رجلٌ مسلم.
وكاد أمره يتمّ، ثمّ تفرّق عنه جمعه وقبض عليه، وقتل سرّا في ربيع الآخر
__________
[261، 277،) ] والبخلاء للخطيب 193، 195، وتاريخ بغداد 10/ 95- 101 رقم 5217، والإنباء في تاريخ الخلفاء 148، 149، والهفوات النادرة 157، 200، 205، 249، 261، ونزهة الألبّاء 176، 177، 189، والفهرست لابن النديم 168، والمنتظم 6/ 84- 88 رقم 115، والتذكرة الحمدونية 1/ 264، 445 و 2/ 55، 121، 207، ولباب الآداب 114، 351، 376، 383، 409، وبدائع البدائه 8، 96، 307، 345، والجامع الكبير لابن الأثير 22، 94، 190، ووفيات الأعيان 1/ 134 و 2/ 21، 59، 108 و 3/ 24، (76- 80) ، 120، 160، 214، 352، 353، 390، 425- 427 و 4/ 340، 406 و 5/ 31، 190، 191، 251، 306، 395، والتذكرة الفخرية 17، 69، 183، 280، 286، 309، 322، 323، 329- 333، 346، 348، 375، 387، 389، 393، 398، 408، 430، 436، 441، 444، 447، وخلاصة الذهب المسبوك 218، 231، والكامل في التاريخ 7/ 514 و 8/ 7، 9، 14- 16، 55، 83، ومعاهد التنصيص 1/ 146، والفخري 257، والعبر 2/ 104- 106، وسير أعلام النبلاء 14/ 42- 44 رقم 16، ودول الإسلام 1/ 179، 180، ومرآة الجنان 2/ 225- 227، والبداية والنهاية 11/ 108- 110، وأشعار أولاد الخلفاء 107- 296، والإيجاز والإعجاز 22، والوافي بالوفيات 17/ 447- 467 رقم 388، وتمام المتون 248، 249، وفوات الوفيات 2/ 239- 246 رقم 239، وتجارب الأمم 1/ 13، 14، والأذكياء 47، 48، والتمثيل والمحاضرة 412، والمستطرف 1/ 187، وبهجة المجالس 1/ 411، 412، والنجوم الزاهرة 3/ 165- 167، ومفتاح السعادة 1/ 199، 200، وشذرات الذهب 2/ 221- 224، وروضات الجنات 446، 447، وصلة تاريخ الطبري لعريب القرطبي 15، والعمدة لابن رشيق 1/ 64، والمختصر في أخبار البشر 2/ 66، وكشف الظنون 104، 233، 688، 960، 1102، 1387، 1402، وهدية العارفين 1/ 443، وإيضاح المكنون 2/ 193، 194، ومعجم المؤلفين 6/ 154، 155، ومقدّمة طبقات الشعراء لابن المعتزّ، لعبد الستار أحمد فراج، طبعة دار المعارف بمصر.

(22/187)


سنة ستٍّ وتسعين كما ذكرناه في الحوادث.
وقد رثاه عليّ بن محمد بن بسّام، فَقَالَ:
للَّه دَرُّك مِن مَلْك بمضْيعة ... ناهيك في العقل والآداب والحَسَب
ما فيه لولا ولا ليت فينقصه ... وإنّما أدْرَكَتْه حِرْفَةُ الأدب [1]
ومن شِعره:
مَنْ لي بقلبٍ صِيَغ من صخْرةٍ ... في جسدٍ من لؤلؤٍ رطبِ
جرحت خدِّيه بلَحْظي فما ... برحت حتّى اقتصّ من قلبي [2]
ومن شِعره:
وإني لَمَعْذُورٌ عَلَى طولِ حُبّها ... لأنَّ لها وجهًا يَدُلّ عَلَى عُذْري
إذا ما بَدَتْ والبدْرُ ليلةَ تَمِّهِ ... رأيتَ لها فَضْلا مُبينًا عَلَى البدرِ
وتهتزُّ مِن تحت الثّيابِ كأنَّها ... قَضِيبٌ مِنَ الرَّيْحانِ في الورقِ الخضرِ
أبى اللَّهُ إلَّا أَنْ أموتَ صَبَابَةً ... بِساحرةِ العينين طيِّبةِ النَّشْرِ
وله أيضًا:
أترى الجيرةَ الّذين تَدَاعَوْا ... عندَ سَيْرِ الحبيبِ قبل الزَّوَالِ
علِموا أنّني مُقِيمٌ وقلبي ... راحلٌ معهم أمام الْجِمَالِ
مثل صاعِ العَزِيز في أَرْحُلِ القوم ... ، ولا يعلمون ما في الرّحالِ
ما أَغَرَّ المعشوقِ ما أَهْون العاشقِ ... ، ما أقْتلَ الهوى للرّجالِ [3]
ومن نثره: من تجاوز الكَفَاف لم يُغْنِهِ الإكثار [4] .
وقال: كلّما عَظُمَ قدر المنافس، عظمت الفجيعة به.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 101، وفيات الأعيان 3/ 77، فوات الوفيات 2/ 240، الوافي بالوفيات 17/ 449، والمنتظم 6/ 88 وفيه: «ولا ليت منغصة» .
[2] البيتان في: المنتظم 6/ 86.
[3] المنتظم 6/ 87.
[4] أشعار أولاد الخلفاء 287.

(22/188)


وقال: ربّما أوردَ الطَّمعُ ولم يصدر.
ومن ارتحله الْحِرْصُ، أفضاه الطَّلَب.
وقال: الحظّ يأتي من لا يأتيه.
وقال: أشقى النّاس أقربهم من الّسّلطان، كما أنّ أقرب الأشياء من النّار أسرعه إلى الاحتراق.
وقال: من شارك السُّلطان في عِزِّ الدّنيا، شاركه في ذُلّ الآخرة.
وقال: يكفيك للحاسد غَمُّهُ وقتَ سرورك.
وقيل: إنّه قال هذه الأبيات عند ما سُلِّم لمؤنس ليهلكه:
يا نفسُ صَبْرًا لعلّ الخير عُقْبَاكَ ... خانَتْك مِنْ بعد طول الأمن دُنياكِ
مرَّت بنا سَحَرًا طيرٌ فقلت لها: ... طُوباك يا ليتني إيّاكِ طوباكِ
إن كان قصدُك شَرْقًا فالسَّلامُ على ... شاطئ الصَّراة ابلُغِي إنْ كان مَسْراكِ
من موثقٍ بالمنايا لا فكاكَ له ... يبكي الدّماء على ألْفٍ له باكي
أظنّه آخرَ يوم [1] مِنْ عمري ... وأوشك اليوم أن يبكي لي الباكي [2]
264- عبد الحميد بن عبد العزيز [3] .
القاضي أبو حازم [4] السَّكُونيّ البصريّ ثمّ البغداديّ الحنفيّ الفقيه.
__________
[1] في تاريخ بغداد 10/ 100 «آخر الأيام» .
[2] قبل هذا البيت أورد الخطيب بيتا هو:
فربّ آمنة حانت منيّتها ... وربّ مفلتة من بين أشراك
والأبيات أيضا في: «المنتظم» 6/ 88.
[3] انظر عن (عبد الحميد بن عبد العزيز) في:
طبقات الفقهاء للشيرازي 141، والفهرست لابن النديم 208، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 9/ 400 أ- 402 ب، والمنتظم 6/ 52- 56 رقم 77، والكامل في التاريخ 7/ 537، ودول الإسلام 1/ 177، وسير أعلام النبلاء 13/ 539- 541 رقم 272، والعبر 2/ 93، 94، والمشتبه 1/ 201، وتذكرة الحفاظ 2/ 654، والبداية والنهاية 11/ 99، 100، والجواهر المضيّة 2/ 366- 368 رقم 758، ومرآة الجنان 2/ 220، 221، وتبصير المنتبه 1/ 387، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 33، وأعلام الأخيار، رقم 144، والفوائد البهية 86، والطبقات السنية، رقم 1148، وشذرات الذهب 2/ 210، وكشف الظنون 1/ 46، 164، 569 و 2/ 1541.
[4] هكذا في الأصل بالحاء المهملة، وقال الكندي إن ابن الأثير ذكر في «جامع الأصول» في ترجمة

(22/189)


يروي عن: محمد بن بشّار بُنْدار، ومحمد بن المُثَنّى، وشُعَيب بن أيّوب الصّيرفيّ.
روى عنه: مُكْرَم بن أحمد، وأبو محمد بن زَبْر، وغيرهما.
وكان ثقة. ولي قضاء الشَّرقيّة.
قال طلحة الشّاهد: وكان دَيِّنًا، عالمًا بمذهب أهل العراق وبالفرائض والْجَبْر والمقابلة، وأحذق النّاس بعمل المحاضر والسّجلّات.
أخذ عن: هلال الرأي، وبكر العَمِّيّ، ومحمود الأنصاريّ أصحاب محمد بن شجاع البلْخيّ، وغيره. حتّى كان جماعة يفضّلونه على هؤلاء. فأمّا عقله فلا نعلم أنّ أحدًا رآه فَقَالَ إنّه رأى أعقل منه.
وقال أبو إسحاق الشّيرازيّ في «طبقات الحنفيّة» [1] : ومنهم أبو حازم القاضي أخذ العلم عن شيوخ البصْرة بكر العَمّيّ، وغيره، وولي القضاء بالشّام، وبالكوفة، والكَرْخ من بغداد.
قَالَ أبو عليّ التَّنُوخيّ: نا أبو عليّ التُّنُوخيّ، نا أبو بكر بن مروان القاضي:
حدَّثني مُكْرَم بن بُكَيْر قَالَ: كنت في مجلس أبي حازم القاضي، فتقدّم شيخ ومعه غلام حَدَث. فادَّعى الشّيخ عليه ألف دينار، فأقرَّ بها. فَقَالَ للشيخ: ما تشاء؟ فَقَالَ: حبْسه.
فَقَالَ للغلام: قد سمعت، فهل لك أن تُوفيه البعض، وتسأله انتظارَك.
فَقَالَ: لا.
فَقَالَ الشيّخ: احبسه.
فتفرَّس فيهما أبو حازم ساعة ثمّ قَالَ: تَلَازَما حتّى أنظر بينكما.
فقلت: لِمَ أخرَ القاضي حبْسه؟
قَالَ: ويحك، إنّي أعرف في أكثر الأحوال وجه المُحِقّ من المبطل. وقد
__________
[ () ] الطحاوي أن كنية عبد الحميد «أبو حازم» بالحاء المهملة والزاي، والله أعلم. (الفوائد البهية 86) وورد في أكثر المصادر «أبو خازم» بالخاء المعجمة.
[1] ص 141 وهو: طبقات الفقهاء.

(22/190)


وقع لي أنّ سماحة هذا بالإقرار عن أمرٍ بعيدٍ من الحقّ، لعله أن ينكشف لي أمرهما. أما رأيت قلّة تَغَاضِيهما في المحاورة وسكوتهما، مع عِظَم المال؟
فبينا نحن كذلك، إذ استأذن تاجر مُوسِر، فأذن له القاضي، فدخل وقال:
قد بُلِيتُ بابن لي حَدَث، يُتْلف مالي عند فُلان المُقَبِّن، فإذا منعته مالي احتال بِحِيَلٍ تُلْجئني إلى التزام غُرْمه. وأقْرَبُهُ أنّه قد نَصَّب المُقَبِّن اليوم يطالبه بألف دينار. وبلغني أنّه قدّمه إليك ليحبس، وأقع مع أُمّه في نَكَدٍ إلى أن أزِنَها عنه.
فتبسَّم القاضي وقال لي: كيف رأيت؟
قلت: لهذا ومثله فضَّل الله القاضي.
فَقَالَ: عليَّ بالغلام وبالشّيخ. فأُدْخِلا، فأرهب القاضي الشّيخ، ووعظ الغلام، فأقرَّ الشيخ وأخذ التّاجر بيد ابنه وانصرفوا. [1] وقال أبو بَرْزَة الحاسب: لا أعرف في الدُّنيا أحسب من أبي حازم القاضي.
وقال القاضي أبو الطّاهر الذُّهَليّ: بَلَغَني أنّ أبا حازم القاضي جلس بالشَّرْقيّة، فأدَّب خصْمًا لأمرِ، فمات. فكتب رُقعةً إلى المعتضد يقول: إنّ دِيَة هذا واجبةٌ في بيت المال، فإنْ رأى أمير المؤمنين أن يأمر بحملها إلى وَرَثَته فعل.
فحمل إليه عشرة آلاف درهم، فدفعها إلى ورثته [2] .
قلت: وكان المعتضد يجلّ أبا حازم ويُطيعه في الخير.
وبَلَغَنا أنّ أبا حازم لمّا احتضر جعل يبكي ويقول: يا ربّ مِنَ القضاء إلى القبر.
وله شِعرٌ رائقٌ، فمنه:
أَدَلَّ فأكرِم به من مدِلّ ... ومِن شادنٍ لدمي مستحلّ
إذا ما تعذَّر قابلتُه بذُلّ ... وذلك جَهْد المقلّ
__________
[1] تاريخ دمشق 9/ 402 أ.
[2] تاريخ دمشق 9/ 402 أ، المنتظم 6/ 54، 55.

(22/191)


وأسلمت خَدّي له خاضعًا ... ولولا ملاحَتَه لم أذلّ [1]
قَالَ محمد بن الفَيْض: لم يزل محمد بن إسماعيل بن عُلَيَّة على قضاء دمشق إلى أن قدِم المعتضد قبل الخلافة لحرب ابن طولون، فخرج أبو حازم معه إلى العراق، وولي بعده أبو زُرْعة محمد بن عثمان.
وقال الطَّحاويّ: مات ببغداد في جُمَادى الأولى سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وأما 265- أبو حازم القاضي أحمد بن محمد بن نصر [2] .
فآخر مِن أقرانه، لكنه تأخّرت وفاته إلى سنة ستّ عشرة وثلاثمائة.
266- وأبو حازم، بحاء، أحمد بن محمد بن نصر.
بغداديّ أكبر منهما، سمع: مَنْجاب بن الحارث، وجُبَارَة بن المُغَلِّس.
267- عبد الرحمن بن أحمد بن يزيد [3] .
أبو صالح الزُّهْريّ الأصبهاني الأعرج، أخو محمد بن أحمد الزُّهْريّ.
سمع: أبا كُرَيْب، وحُمَيْد بن مَسْعَدة، ومسلم بن شبيب، وجماعة.
وعنه: العسّال، وأبو الشّيخ، وأحمد بن بندار.
توفّي سنة ثلاثمائة.
268- عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الحميد بن فضالة الكنانيّ الدّمشقيّ [4] .
__________
[1] تاريخ دمشق 9/ 402 أ.
[2] انظر عن (أبي حازم القاضي) في:
تاريخ بغداد 5/ 108 رقم 2515.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 113، 114.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن إسحاق) في:
بغية الطلب لابن العديم (مصوّرة معهد المخطوطات) 5/ 247، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي (بتحقيقنا) 23 رقم 56 وهو: عبد الرحمن بن عبد الحميد.

(22/192)


روى عن: سليمان بن عبد الرحمن، ومحمد بن أبي السَّرِيّ العسقلانيّ.
وعنه: خَيْثَمة، وابن حَذْلَم، وأبو عبد الله بن مروان.
269- عبد الرحمن بن إسحاق الثّقفي الدّمشقيّ.
ويُعرف بابن الغامِديّ.
عن: هشام بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وجُمَح بن القاسم، وعبد الله بن عديّ، وعدّة.
وحدَّث سنة تسعٍ وتسعين ومائتين.
270- عبد الرحمن بن حاتم [1] .
أبو زيد المُرَاديّ المصريّ.
عن: عبد الله بن صالح، وأصبغ بن الفَرَج، وُنَعْيم بن حسّان.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وغيره.
قَالَ ابن يونس: تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
271- عبد الرحمن بن عبد الوارث.
أبو القاسم التُّجَيْبيّ المصريّ.
عن: يوسف بن عديّ، وغيره.
توفّي سنة تسعٍ وتسعين تقريبًا.
مات في عشر المائة.
272- عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ.
أبو عبد الله المَرْوَزِيّ الشاسجرديّ [2] .
سمع: عبد الله بن عثمان بن عَبْدان، وغيره.
وعنه: الفقيه محمد بن محمود المَرْوَزِيّ.
عاش إلى سنة خمسٍ وتسعين، وهو آخر أصحاب عَبْدان.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن حاتم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 241.
[2] لم أجد هذه النسبة في كتب الأنساب المتوفرة لديّ.

(22/193)


273- عبد الرحمن بن عبد الصّمد [1] .
أبو هشام السُّلَميّ الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمّار، وجُنَادة بن مروان، ومحمد بن عابد، وإبراهيم بن عبد الله بن العلّان.
وروى عنه: أحمد بن محمد بن عُمَارة، وأبو عَمْرو بن فَضَالَةَ، وجُمَح، وآخرون.
274- عبد الرحمن بن القاسم بن الفَرَج بن عبد الواحد [2] .
أبو بكر الهاشميّ الدّمشقيّ المعروف بابن الرّؤاسيّ.
عن: أبي مُسْهِر الغسّانيّ، ويحيى الوحاظي، وزهير بن عباد، وإبراهيم بن هشام الغسّانيّ، وطائفة.
وعنه: أبو عبد الله محمد بن مروان، وأبو بكر بن أبي دجانة، وأبو عمرو بن فضالة، وأبو عمر محمد بن كوذك، وجمح بن القاسم، وأبو أحمد بن عدي، وعبد الله بن الناصح، والفضل بن جعفر المؤذن، وآخرون.
وقال: سمعت من أبي مُسْهِر وأنا ابن إحدى عشرة سنة.
قلت: لم يورّخه، وقد بقي إلى سنة بضعٍ وتسعين.
وهو آخر من روى عن أبي مسهر، والوحاظيّ، وله عنهما نسخة آخر من رواها عنه الفضل بن جعفر، سمعناها من خلْق.
275- عبد الرحمن بن محمد بن سَلْم [3] .
أبو يحيى الرازيّ الحافظ، إمام جامع أصبهان. صنّف «المسند» و «التّفسير» ، وغير ذلك.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الصمد) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 52.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن القاسم) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 23/ 301.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 241، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 112، 113.

(22/194)


وكان من علماء أصبهان.
روى عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى، والحسين بن عيسى الزُّهْريّ، وطائفة.
وعنه: القاضي أبو أحمد، وأبو الشَّيخ، وعبد الرحمن بن سِيَاه، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين [1] .
276- عبد الرحمن بن معاوية [2] .
أبو القاسم الطَّبَريّ الأُمويّ العُتْبيّ المصريّ.
عن: سعيد بن عُفَيْر، ويحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، وروح بن صلاح، ويوسف بن عدي.
وعنه: الطبراني، وابن هارون، وغيرهما.
توفي في شعبان سنة اثنتين وتسعين.
277- عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق [3] .
الأنطاكي الوراق المقرئ.
روى الحروف عن: أحمد بن حبيب.
وعنه: ابنه إبراهيم بن عبد الرزّاق، وأحمد بن يعقوب النّائب، وأبو بكر النّقّاش، ومحمد بن أحمد الدّاجونيّ، وجماعة.
وقيل: قرأ على ابن ذَكْوان [4] .
__________
[1] ورّخه أبو نعيم، وقال: مقبول القول، حدّث عن العراقيين وغيرهم الكثير.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن معاوية) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 240 وفيه: «العقبي» ، ووضع ناشره «العتبي» بين حاصرتين.
[3] انظر عن (عبد الرزاق بن الحسن) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 257 رقم 167، وغاية النهاية 1/ 384 رقم 1639.
[4] قال الداجوني: إنه قرأ على عبد الله بن ذكوان، قال: وقد قرأ على أيوب القاري بعد قراءته على ابن ذكوان. قال أبو عمرو الحافظ: وهذا لا يصح لأن أيوب مات سنة ثمان وسبعين ومائة، ومات عبد الرزاق في عشر التسعين ومائتين.
وقال ابن الجزري: قد أسند قراءته على أيوب بن تميم غير واحد من الأئمة ومثل الحافظ أبي العلاء وغيره، والله أعلم.

(22/195)


278- عبد السلام بن أحمد بن سُهَيْل بن مالك.
أبو بكر البصْريّ نزيل مصر.
سمع: هشام بن عمّار، وعيسى بن زُغْبَة، وجماعة.
وعنه: حمزة الكِنَانيّ، وجعفر حيزان، وأبو سعيد بن يونس، وجماعة آخرهم موتًا الحسين بن رشيق.
قَالَ ابن يونس: كان صالحًا صدوقًا، تُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين.
279- عبد السّلام بن سهل البغداديّ السُّكَّريّ [1] .
نزيل مصر.
سمع: يحيى الحِمّانيّ، ومحمد بن عبد الله الأزديّ.
وعنه: ابن شَنَبُوذ المقرئ، والطَّبَرانيّ.
وتُوُفّي بمصر في ربيع الآخر أيضًا سنة ثمانٍ أيضًا. فقد اتفقا في أشياء.
280- عبد السّلام بن العبّاس الحمصيّ [2] .
عن: هشام بن عمّار، وعَمْرو بن عثمان، وطائفة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الصّمد بن سعيد الحمصيّ، وغيرهما.
281- عبد الصمد بن محمد بن أبي عِمران [3] .
أبو محمد العَيْنُونيّ [4] المقرئ.
قرأ على عَمْرو بن الصّبّاح صاحب حفص.
قرأ عليه: أبو بكر النّقّاش، ونظيف بن عبد الله، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق،
__________
[1] انظر عن (عبد السلام بن سهل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 248.
[2] انظر عن (عبد السلام بن العباس) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 248، 249.
[3] انظر عن (عبد الصمد بن محمد) في:
معجم البلدان 3/ 765، واللباب 2/ 370، ومعرفة القراء الكبار 1/ 263 رقم 179، وغاية النهاية 1/ 391 رقم 1666.
[4] العينوني: نسبة إلى عينون من قرى بيت المقدس.

(22/196)


وصالح بن أحمد، وغيرهم.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين بعَيْنُون.
282- عبد العزيز بن أحمد [1] .
أبو القاسم البغداديّ.
عن: أبي كامل الجحدريّ.
وعنه: محمد بن مَخْلد، والطَّبَرانيّ.
283- عبد العزيز بن محمد.
أبو عَمْرو الحارثيّ الهمدانيّ.
عن: محمد بن عُبَيْد الأَسَدي، وهنّاد بن السَّريّ، وَسَلَمَةَ بن شبيب، وطائفة.
وعنه: ابن خرجة، ومحمد بن مُعَاذ الشّعْرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
ويُعرف بَعْمرُون.
284- عبد الغفار بن أحمد [2] .
أبو الفوارس الحمصيّ.
حدَّث بأصبهان عن: محمد بن مُصَفَّى، والمسيّب بن واضح، وعَمْرو بن عثمان، وطائفة.
وعنه: أبو الشيخ، وعبد الله بن محمد بن عمر القاضي، وعبد الله بن محمود بن محمد الأصبهانيّون [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 254.
[2] انظر عن (عبد الغفّار بن أحمد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 132 وهو: عَبْد الغفّار بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله بن غبار.
[3] قال أبو نعيم: حدّث عنه القاضي والجماعة، قدم علينا سنة خمس وتسعين ومائتين، ورجع إلى حمص ومات بها.

(22/197)


285- عبد الكبير بن محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس [1] .
أبو عمر الأنصاريّ البخاريّ الأندلسيّ البصْريّ.
عن: أبيه.
وعن: سليمان الشّاذكونيّ.
وعنه: الطَّبَراني.
توفّي سنة إحدى وتسعين [2] .
286- عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر المخزوميّ المصري [3] .
عن: أبيه.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي في رمضان سنة سبْعٍ وتسعين.
287- عُبَيْد الله بن أحمد بن سليمان [4] .
أبو محمد بن الصّنّام القُرَشيّ الرّمْليّ.
عن: أبي عُمَيْر عيسى بن النّحّاس، وإبراهيم بْن سَعِيد الجوهريّ، وجماعة.
وعنه: أبو عمر بن فَضَالَةَ، والفضل بن جعفر المؤذّن، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة تسع وتسعين.
288- عُبَيْد الله بن طاهر بن الحسين [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الكبير بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 252 وفيه كنيته: «أبو عبيد» .
[2] لم يذكره أصحاب التراجم الأندلسية.
[3] انظر عن (عبد الملك بن يحيى) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 247.
[4] انظر عن (عبيد الله بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 227 وفيه «عبيد الله بن محمد» .
[5] انظر عن (عبيد الله بن طاهر) في:
تاريخ الطبري 9/ 258، 296، 310، 311، 313، 320، 323، 324، 342، 348، 376، 377، 380، 399- 401، 440، 549، 613 و 10/ 16، 41، 49، 119،

(22/198)


الأمير أبو أحمد الخُزَاعيّ الطّاهريّ الخُراسانيّ.
وُلِد سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وروى عن: أبي الصَّلْت الهَرَويّ، والزُّبَيْر بن بكّار.
وعنه: الصُّوليّ، وعمر بن الحَسَن الأشْنانيّ، والطَّبَرانيّ، وغيرهم. ولم يذكره الحاكم في تاريخه.
وكان أديبًا شاعرًا محسنًا فصيحًا.
ولي إمرة بغداد مدة، ومات في شوّال سنة ثلاثمائة.
وهذه الأبيات السّائرة له:
وَاحَزَنِي [1] من فِراق قومٍ ... هُم المصابيحُ وَالحُصُونُ
وَالأُسْدُ وَالْمُزْنُ الرّواسي ... والأَمنُ والحِرْص وَالرُّكُونُ [2]
لم تتغيّر بنا [3] اللّيالي ... حتّى توفّتهم المنون
__________
[ () ] والمعجم الصغير للطبراني 1/ 239، 240 وفيه: «عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بن طاهر» ، وتاريخ بغداد 10/ 340- 344 رقم 5479، ومروج الذهب 3060، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 151، 237، 353 و 2/ 104 و 3/ 105، 359، 362، 5/ 19، 34، 73، وثمار القلوب 209، 292، 576، 611، 634، 646، 666، 693، وخاص الخاص 105، ويتيمة الدهر للثعالبي 1/ 98، والمطرب، له 259، 262، 269، 285، وأحسن ما سمعت، له 60، 73، 144، وأشعار أولاد الخلفاء 37، 113، 132، والفهرست لابن النديم 170، والأغاني 9/ 40- 48، وتحسين القبيح 54، وربيع الأبرار 4/ 121، 146، والأمالي للقالي 1/ 180 و 3/ 99، وأمالي المرتضى 1/ 449 و 2/ 119، والجليس الصالح 3/ 146، والتذكرة الحمدونية 1/ 440، و 2/ 264، 270، وسراج الملوك 349، ونثر الدرّ للآبي 4/ 83 و 5/ 29، والبصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي 6، رقم 623، والبيان والتبيين 3/ 45، وكتاب العصا لابن منقذ 304، والكامل في التاريخ 8/ 75، والمنتظم 6/ 118، 283، والفخري 274، ونزهة الألبّاء 121، ووفيات الأعيان 2/ 418، 520 و 3/ 89 (120- 123) و 4/ 340 و 5/ 93 و 6/ 412، 413، 417، 430، وصلة تاريخ الطبري لعريب 22، والديارات للشابشتي 71- 79، وسير أعلام النبلاء 14/ 62 رقم 32، والبداية والنهاية 11/ 119، والنجوم الزاهرة 3/ 180، 181، والأعلام 4/ 250، والروض المعطار 217، 252، 311، 384، وآثار البلاد 315، 395، 396.
[1] في وفيات الأعيان: «واحربا» .
[2] في وفيات الأعيان: «والأمن والخفض والسكون» .
[3] في وفيات الأعيان «لم تتنكّر لنا» .

(22/199)


فكلُّ نارٍ لنا قلوبٌ ... وكلُّ ماءٍ لنا عُيُونُ [1]
ومن شعره:
سَقَتْني في لَيْلٍ شبيهٍ بشَعْرها ... شبيه بعين رقيب
فما زلت في ليلتي شعر ومن ... دُجى وشمسَيْن ووجه حبيب
وله:
ألم ترَ أنّ الدَّهر يهدم ما بنى ... ويأخذ ما أعطى ويفسد ما أَسْدى
فمن سَرَّه أنْ لا يرى من يَسُؤه ... فلا يتّخذ شيئًا يخاف له فَقْدا
وقد ولي الأمير عبيد الله إمرة بغداد مدة.
ومات في شوّال سنة ثلاثمائة.
289- عبيد الله بن المستملي أبي مسلم عبد الرحمن بن واقد [2] .
أبو شُبَيْلٍ البغداديّ.
عن: أبيه، وإسحاق بن أبي إسرائيل.
وعنه: أبو بكر بن الأنباريّ، وعثمان بن السمّاك، وأحمد بن كامل.
وثّقه الخطيب [3] .
وتُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين [4] .
290- عُبَيْد الله بن يحيى بن يحيى بن كثير [5] .
أبو مروان اللَّيْثيّ مولاهم الأندلسيّ القرطبيّ الفقيه.
__________
[1] الأبيات في: وفيات الأعيان 3/ 121.
[2] انظر عن (عبيد الله بن المستملي) في:
تاريخ بغداد 10/ 340 رقم 5478.
[3] في تاريخه.
[4] يوم الخميس لخمس ليال بقين من ذي القعدة.
[5] انظر عن (عبيد الله بن يحيى) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 250 رقم 764، وجذوة المقتبس للحميدي 261 رقم 581، وبغية الملتمس 355، وسير أعلام النبلاء 13/ 531- 533 رقم 264، والعبر 2/ 111، 112، والوفيات لابن قنفذ 197 رقم 298، وشذرات الذهب 2/ 231.

(22/200)


حمل عن أبيه العلم، وسمع منه «الموطأ» ، ورحل للحجّ والتّجارة بعد موت والده.
وسمع بمصر من: محمد بن عبد الرحيم بن البرقيّ شيئًا يسيرًا.
وببغداد من: أبي هشام الرِّفاعيّ.
وطال عُمره، وتنافس أهل الأندلس في الأخذ عنه.
وكان جليلًا نبيلًا كبير الشأن.
ذكره ابن الفرض في «تاريخه» [1] فَقَالَ: روى عن أبيه عِلْمه، ولم يسمع بالأندلس من غيره. وكان رجلًا كريمًا عاقلًا، عظيم الجاه والمال، مقدَّمًا في الشُّورَى، منفردًا برئاسة البلد، غير مُدَافَع.
روى عنه: أحمد بن خالد، ومحمد بن أعْيَن، وأحمد بن مُطَرِّف، وأحمد بن سعيد بن حزم الصَّدفي لا الأُمويّ، وابن أخيه يحيى بن عبد الله بن يحيى، وكان آخر من حدَّث عنه شيخنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، يعني ابن أخيه.
تُوُفّي في عاشر رمضان سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين، وصلّى عليه ابنه يحيى. وكانت جنازته مشهودة.
قَالَ ابن بَشْكُوال في غير «الصّلة» : كان مولى سمحا جوادا، كثير الصَّدقة والإحسان، كامل المروءة، رأى مرّةً شيخًا ضعيفًا، فأعطاه مائة دينار. ولقد قِيلَ إنّه شوهد يوم موته البواكي عليه من كلّ ضَرْب، حتّي اليهود والنَّصَارى. وما شوهد قطّ مثل جنازته، ولا سُمِع أحدٌ حكى أنَّه شهد بالأندلس مثلَها، رحمه الله.
291- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الرّحيم [2] .
أبو القاسم بن البَرْقيّ المصريّ.
__________
[1] ج 1/ 250
[2] انظر عن (عبيد الله بن محمد البرقي) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 236.

(22/201)


عن: ابنه، وعبد الرحمن بن يعقوب، ويحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد الحدّانيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة إحدى وتسعين.
قَالَ النَّسائيّ: صالح، ويقال: إنّه روى عنه.
292- عُبَيْد الله بن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه [1] .
القاضي أبو بكر العُمَريّ المدنيّ.
عن: إسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن حمزة الزُّهريّ، وأبي الطاهر بن السَّرح المصريّ، وغيرهم.
وعنه: خيثمة، وأبو علي بن هارون، والطَّبَرانيّ، وجماعة.
قَالَ النَّسائي: كذاب [2] .
وقال أبو القاسم بن عساكر [3] : ولي قضاء حمص وأنطاكية، وولى قضاء دمشق أيام خُمَارَوَيْه بن طولون.
قلت: حدَّث في سنة ثلاثٍ وتسعين.
قلت: حدَّث في سنة ثلاثٍ وتسعين.
293- عُبَيْد العِجْل [4] .
واسمه حسين بن محمد بن حاتم الحافظ أبو عليّ البغداديّ.
عن: داود بن رشيد، وإبراهيم بن عبد الله الهَرَويّ، ومحمد بن عبد الله بن عمار، والوليد بن شجاع السكوني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 235، 236، ومن حديث خيثمة الأطرابلسي 25 رقم 72، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 25/ 398، والمغني في الضعفاء 2/ 418 رقم 3948، وميزان الاعتدال 3/ 15 رقم 5392، والبداية والنهاية 3/ 29، ولسان الميزان 4/ 112 رقم 229.
[2] تاريخ دمشق.
[3] في تاريخ دمشق.
[4] انظر عن (عبيد العجل) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 140، وتاريخ بغداد 8/ 93، 94 رقم 4191.

(22/202)


وعنه: عبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وعثمان بن السنة، والطبراني، وآخرون.
قال الخطيب [1] : كان متقنا حافظا.
وقال ابن المنادي: كان من المتقدمين في حفظ «المسند» خاصة.
وقال ابن قانع: توفي في صفر سنة أربع وتسعين.
قلت: وكان من تلامذة ابن مَعين، وهو لقّبَه بعُبَيْد العِجْل.
قَالَ ابن عقْدَة، فيما رواه عنه ابن عديّ: كنّا نحضر مع عُبَيْد [عند الشيوخ وهو شاب] [2] فيتخّير لنا، فإذا أخذ الكتاب بيده طار ما في رأسه، فنكلِّمُه فلا يردّ، فإذا فرغ قلنا: كلّمناك فلم تُجِبْنا.
قَالَ: إذا أخذت الكتاب بيدي يطير عنّي ما في رأسي، يمّر بي حديث الصَّحابي، [فكيف أجيبكم] وأنا أحتاج أن أفكر في مُسْنَد ذلك الصَّحابي من أوله إلى آخره، هل الحديث فيه أم لا؟ أخاف أن أزلّ في الانتخاب، وأنتم شياطين قد قعدتم حولي [3] .
294- عثمان بن عَمْرو [4] أبو عَمْرو الضَّبّيّ البصْريّ.
عن: الوليد الطَّيالِسيّ، وعبد الله بن رجاء، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم.
وعنه: الطّبرانيّ.
__________
[1] في تاريخ بغداد 8/ 94 قال، «وكان ثقة حافظا متقنا» .
[2] في تاريخ بغداد «فينتخب» .
[3] تاريخ بغداد 8/ 94 والزيادة منه، وتتمّته: «تقولون: لم انتخبت هذا؟ وهذا حدّثناه فلان» .
[4] انظر عن (عثمان بن عمرو) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 189 وفيه «عثمان بن عمر» .

(22/203)


295- عليّ المكتفي باللَّه [1] .
أمير المؤمنين أبو محمد ابن الخليفة المعتضد باللَّه أبي العبّاس أحمد بن الموفّق أبي أحمد طلحة ابن الخليفة المتوكّل على الله جعفر بن المعتصم بن الرشيد العبّاسيّ.
__________
[1] انظر عن (المكتفي باللَّه الخليفة) في:
تاريخ الخلفاء لابن ماجة 50، وتاريخ الطبري 10/ 36، 37، 41، 47، 68، 71. 79، 87- 139، والتنبيه والإشراف 321- 326، ومروج الذهب 8، 32، 770، 1613، 3249، 3285، 3357- 3396، 3471، 3537، 3543، 3619، 3626، والعقد الفريد 4/ 166 و 5/ 126، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 79، 168، 207 و 2/ 9، 10، 174، 307، 310، 311، 395، و 3/ 109، 189، 193، 229، 233 و 4/ 370 و 5/ 24، ونشوار المحاضرة، له 1/ 75، 260، 288، 290، 316، و 2/ 24، 73، 316، 317 و 3/ 193، 260، 268، 269 و 4/ 72، 151، 179 و 5/ 42، 43، 64، 215 و 6/ 122، 133، 134 و 7/ 201، 202، 256، 275 و 8/ 38، 110، 156، 157، وأمالي المرتضى 1/ 593، 595، 596، وولاة مصر للكندي 267- 269، 271، 273، 277- 279، 285، والولاة والقضاة، له 243- 245، 247، 251، 258، 266، 518، وخلاصة الذهب المسبوك 237، 240، 177، وثمار القلوب 190، 513، 682، 687، وتاريخ أخبار القرامطة 22، 24، 28، 35، 70، 75، 82، 86، 87، 89، 91، 102، ونصوص ضائعة 9، 14، وتاريخ بغداد 11/ 316- 318 رقم 6121، والمنتظم 6/ 31- 33 و 79، 80 رقم 106، والكامل في التاريخ 7/ 516 و 8/ 8، وتاريخ حلب للعظيميّ 48، 89، 120، 138، 272، 274، 276، والإنباء في تاريخ الخلفاء 150- 152، وتاريخ سنيّ ملوك الأرض 172، وتاريخ الزمان 49، 50، وتاريخ مختصر الدول 15، 154، والفخري 258، 259، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 168، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61، 62، وتاريخ ابن الوردي 1/ 249، والعبر 2/ 102، وسير أعلام النبلاء 13/ 479- 485 رقم 231، ودول الإسلام 1/ 179، ومرآة الجنان 2/ 224، ووفيات الأعيان 1/ 405 و 2/ 114، 181، 249 و 3/ 362 و 4/ 356، 359، 360 و 5/ 57، 157 و 6/ 198- 200، 425، 429، 430، والبداية والنهاية 11/ 94، 95، 104، 105، والنجوم الزاهرة 3/ 183، ومآثر الإنافة 1/ 368- 374، وتجارب الأمم 1/ 2، وتحفة الوزراء، 44، 123، 124، والعيون والحدائق ج 154/ 137، 140، 158، والوزراء للصابي 29، 56، 80، 130، 143، 144، 148، 153، 154، 158، 162، 172، 210، 249- 252، 266، 268، 289، 308، 317، 387، وكنز الدرر (الدّرة المضيّة) 41، 42، 71، 73- 76، 80، 81، 86، 7.، وزبدة الحلب 1/ 85- 87، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) 2/ 302، ومقاتل الطالبيين 697، وآثار البلاد 453، 486، والأعلاق الخطيرة 126، وأخبار الدول 165، وشذرات الذهب 2/ 219، والروض المعطار 14، ونهاية الأرب 23/ 11- 23، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 174، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 600- 603.

(22/204)


وُلِد سنة أربعٍ وستّين ومائتين، وكان يُضْرَب المثل بحُسْنه في زمانه.
كان معتدل القامة، دُرّيّ اللون، أسود الشَّعر، حَسَن اللّحْية، جميل الصُّورة [1] .
بُويع بالخلافة عند موت والده في جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وثمانين، فكانت أيّامة ستّة أعوام ونصفًا. أخذ له أبوه الْبَيْعَةَ في مرضه، ونهض بأعبائها الوزير أبو الحسن القاسم بن عُبَيْد الله.
ومات شابًّا في ذي القعدة سنة خمسٍ وتسعين. بويع من بعده أخوه جعفر المقتدر، وقد دخل في أربع عشرة سنة، بتفويض المكتفي إليه في مرضه، بعد أن سأل وصحّ عنده أنه قد احتلم.
وذكر أبو منصور الثَّعالبي قَالَ: حكى إبراهيم بن نوح أنّ الّذي خلّفه المكتفي، مما جمعه هو وأبوه: مائة ألف ألف دينار عَيْن [2] ، وأمتعة وعقار وأواني، فكان من تلك الأمتعة، ثلاثٌ وستُّون ألف ثَوْب.
296- عليّ بن أحمد بن الصَبّاح القَزْوينيّ [3] .
الحافظ المعروف بابن أبي طاهر.
روى عنه: ابن أبي حاتم بالإجازة في تصانيفه [4] .
ثقة، سمع بقزوين: إسماعيل بن توبة.
وفي رحلته من: بُنْدار، وطبقته بالعراق.
ومن: دُحَيْم، وهشام بن عمّار بالشّام.
وثّقه الخليليّ قَالَ: سمعت الحَسَن بن أحمد بن صالح يحكي عن سليمان بن يزيد، أنّ عليّ بن أبي طاهر لمّا دخل الشام وكتب الحديث، جعل
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 318.
[2] قال المؤلّف- رحمه الله-: «هو بعيد جدّا» . (سير أعلام النبلاء 13/ 484) .
[3] انظر عن (علي بن أحمد بن الصبّاح) في:
التدوين في أخبار قزوين للرافعي 3/ 329، 330، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 9/ 21.
[4] التدوين 3/ 330.

(22/205)


كُتُبَه في صندوق وعمله بالقبر، وركب البحر، فاضطّربت السّفينة وماجت بهم، فألقى الصَّنْدوق في البحر ثمّ سكنت السّفينة، فلمّا خرج منها أقام على السّاحل ثلاث ليالٍ يدعو الله، ثم سجد في الليلة الثّالثة، وقال: إنْ كان طلبي ذلك لوجهك وحبّ رسولك فأغِثْني بردّ ذلك. فرفع رأسه، فإذا بالصندوق مُلْقى عنده [1] .
قَالَ: فرجع، وأتى على ذلك بُرْهة من الدَّهْر، فقصدوه لسماع الحديث، فامتنع منه.
قَالَ: فرأيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي منامي، ومعه عليّ رضي الله عنه، فَقَالَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم لي: يا عليّ من عامل الله بما عاملك على شطّ البحر، لا يمتنع من رواية أحاديثي.
فقلت: قد تبت إلى الله، فدعا لي وحثني على الرّواية.
ذكرها الخليليّ في مشايخ أبي الحَسَن القطّان.
وقال: مات سنة نيِّفٍ [2] وتسعين ومائتين.
297- عليّ بن أحمد بن النَّضر أبو غالب الأزْدي البغداديّ [3] .
أخو محمد.
عن: عاصم بن عليّ، وسَعْدُوَيه الواسطيّ، ويحيى بن يوسف الزّمن، وعليّ بن المدينيّ، وعبيد الله العبْسيّ.
وعنه: جعفر الخالديّ، وابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ، والطّبرانيّ، وطائفة.
قال الدّار الدّارقطنيّ: ضعيف [4] .
__________
[1] في نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «ملقى عند رأسه» .
[2] في: التدوين في أخبار قزوين 3/ 330: «توفي سنة ست وتسعين ومائتين» .
[3] انظر عن (علي بن أحمد بن النضر) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 193، وتاريخ بغداد 11/ 316 رقم 6120.
[4] تاريخ بغداد.

(22/206)


وقال أحمد بن كامل: تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين وقال: لا أعلمه ذُمَّ في الحديث [1] .
298- عليّ بن إسحاق بن إبراهيم [2] .
أبو الحَسَن الأصبهانيّ الملقَّب بالوزير.
سمع: إسماعيل بن موسى الفرّاء، وأبا كُرَيْب، والحَسَن بن قَزَعَة، وعبد الجبار بن العلاء المكّيّ، وطائفة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأحمد بن بُنْدار، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين، وقيل: سنة ثمانٍ.
وقيل له: الوزير، لأنه كان يقوم بمصالح أحمد بن الفُرات الحافظ [3] .
قَالَ أبو الشّيخ: كان حَسَن الحديث.
299- عليّ بن جَبَلَة بن رُسْتَة بن زيد بن جَبَلَة [4] .
أبو الحَسَن التميميّ الأصبهانيّ.
سمع: الحسين بن حفص، وإسماعيل بن أبي أُوَيْس.
وعنه: الطَّبَراني، ومحمد بن أحمد بن عبد الوهّاب، وأبو الشَّيخ، وآخرون.
تُوُفّي سنة إحدى أو اثنتين وتسعين على قولين.
300- عليّ بن الحسين بن شَهْرَيار الرّازيّ.
نزل نَيْسابُور، وحدَّث عن: سهل بن عثمان، وعبد العزيز بن يحيى المدنّي.
وعنه: محمد بن داود بن سليمان، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن
__________
[1] تاريخ بغداد.
[2] انظر عن (علي بن إسحاق) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 198، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 11، 12.
[3] وقال أبو نعيم: كان يقوم بحوائج أبي مسعود الرازيّ.
[4] انظر عن (علي بن جبلة) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 197، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 8.

(22/207)


مهران، وأحمد بن منيع، وخلْق.
وهو والد الحافظ أبي بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين، قاله حفيده أبو الحَسَن.
وفي بعض النُّسَخ اسم أبيه: الحَسَن [1] .
301- على بن الحسين بن الْجُنَيْد [2] .
أبو الحسن الرّازيّ الحافظ، ويُعرف ببلده بالمالكيّ، لجَمْعه حديثَ مالك. وكان واسع الرّحلة، بصيرًا بهذا الفنّ، خبيرًا بالرّجال والعِلَل.
سمع: أبا جعفر النُّفَيْليّ، والمعافي بن سليمان، وجماعة بالجزيرة.
وصفوان بْن صالح، وهشام بْن عمّار، وجماعة بدمشق.
وأبا مصعب الزُّهْريّ، وجماعة بالحجاز.
وأحمد بن صالح، وطائفة بمصر.
ومحمد بن عبد الله بن نُمَير، وغيره بالكوفة.
وعنه: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حاتم، وأَحْمَد بْن إسحاق الضُّبَعيّ الفقيه، ودَعْلَج السّجْزيّ، وأبو أحمد العسّال، وإسماعيل بن نُجَيْد، وأحمد بن الحَسَن بن ماجة، وطائفة.
وقع لي حديثه بعُلُوّ، وكان يحفظ حديث مالك وحديث الزُّهْريّ.
وتُوُفّي في آخر سنة إحدى وتسعين.
قَالَ ابن أبي حاتم [3] : صدوق ثقة.
وأرّخه الخليليّ سنة ثمانٍ وثمانين.
__________
[1] وهو غير «علي بن الحسين بن شهريار» وكنيته أبو الحسن البغدادي، الّذي في: تاريخ بغداد 11/ 394 رقم 6270.
[2] انظر عن (علي بن الحسين بن الجنيد) في:
الجرح والتعديل 6/ 179 رقم 981، والعبر 2/ 89، ودول الإسلام 2/ 176، وسير أعلام النبلاء 14/ 16، 17 رقم 7، وتذكرة الحفّاظ 2/ 671، 672، وطبقات الحفّاظ 392، 293، وشذرات الذهب 2/ 208.
[3] في الجرح والتعديل 6/ 179.

(22/208)


وقال: هو حافظ علم مالك بن أَنَس صاحبه.
302- عليّ بن الحسين بن عبد الرّحيم [1] .
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ.
حدَّث عن: بِشْر بن الحَكَم، وإسحاق بن راهَوَيْه.
وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وغيره بجُرْجان.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
303- عليّ بن الحسين بن مِهْران.
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ الصّفّار. آخر من مات من أصحاب يحيى بن يحيى التّميميّ. أثنى عليه إبراهيم بن أبي طالب.
روى عنه: أبو الفضل محمد بن إبراهيم، وأبو عليّ النَّيْسابوريّ الحافظ.
تُوُفّي في رجب سنة خمس وتسعين.
وروى أيضا عن: إسحاق بن راهوَيْه، وعلي بن حُجْر.
304- عليّ بْن حسنوية البغدادي القطان [2] .
عَنْ: محمد بن زياد الزّياديّ، وحَوْثَرة المقرئ، والحَسَن بن عرفة، وطبقتهم.
وعنه: أبو الحسن الزَّيْنبيّ، وعليّ الرّزّاز.
ورّخه الخطيب ووثَّقه.
305- عليّ بن حماد بن هشام العسكريّ الخشّاب [3] .
عن: عليّ بن المدينيّ، وعبد الأعلى الذّمّيّ، وطبقتهما.
وعنه: مخْلَد الباقرحيّ، ومحمد بن أحمد العطشي، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسين بن عبد الرحيم) في:
تاريخ جرجان للسهمي 423.
[2] انظر عن (علي بن حسنويه) في:
تاريخ بغداد 11/ 421، 422 رقم 6300.
[3] انظر عن (علي بن حمّاد) في:
تاريخ بغداد 11/ 420، 421 رقم 6298.

(22/209)


توفّي سنة ثلاثمائة أيضًا.
306- عليّ بن رازح بن رجب الخَوْلانيّ.
المصريّ.
عن: حَرْمَلَة، ومحمد بن رُمْح.
وعنه: أبو سعيد بن يونس وقال: مات سنة سبْعٍ وتسعين.
307- عليّ بن سعيد بن بشير بن مهران [1] .
أبو الحَسَن الرّازيّ الحافظ نزيل مصر.
عن: عبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسي، وجُبَارَة بن المُغَلِّس، وعبد الرحمن بن خالد بن نجِيح المصريّ، وبِشْر بن مُعَاذ العَقَديّ، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكيّ، ونوح بن عَمْرو السَّكْسكيّ، وخلْق كثير.
وعنه: أبو سعيد بن الأَعرابي، وعَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن الورد، ومُحَمَّد بن أحمد بن خَرُوف، وسليمان الطَّبَرانيّ، والحَسَن بن رشيق، وآخرون.
قَالَ حمزة السَّهْميّ: سألت الدّار الدَّارَقُطْنيّ عنه، فَقَالَ: لم يكن في حديثه بذلك. سمعت بمصر أنّه كان والي قرية، وكان يطالبهم بالخراج فَيُمَاطَلُونَه، فجمع الخنازير في المسجد، فقلت: كيف هو بالحديث؟
قَالَ: حدَّث بأحاديث لم يُتَابَع عليها.
وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ، ومات في ذي القعدة سنة تسع وتسعين.
قلت: وكان يُعرف بعُلَيْك. والعجم إذا أرادوا أن يصغّروا اسمًا زادوه كافًا، فهو علامة التّصغير في لسانهم.
__________
[1] انظر عن (علي بن سعيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 195، 196، وتاريخ جرجان للسهمي 267، وسير أعلام النبلاء 14/ 145، 146 رقم 80، والعبر 2/ 120، وتذكرة الحفاظ 2/ 747، 748، والوافي بالوفيات 3/ 190، 191، وطبقات الحفاظ 315، والنجوم الزاهرة 3/ 184، وشذرات الذهب 2/ 234، 235.

(22/210)


308- عليّ بن سعيد العسكريّ [1] .
الحافظ. صاحب كتاب «السّرائر» .
سيأتي سنة ثلاث عشر وثلاثمائة.
309- عليّ بن طَيْفور بن غالب النَّشَويّ [2] .
أبو الحَسَن نزيل بغداد.
سمع: قُتَيبة بن سعيد.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو بكر القَطِيعيّ، وعمر بن نوح البجليّ، وجماعة.
توفّي سنة ثلاثمائة، في صَفَر.
وثّقه أبو بكر الخطيب [3] .
310- عليّ بن عمر بن توبة الخَولانيّ المَوْصليّ.
عن: عليّ بن المَدينيّ، وأبي بكر بن أبي شَيْبة، وجماعة.
وعنه: يزيد الأزديّ في تاريخه.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
311- عليّ بن غالب بن سلام.
أبو الحَسَن السَّكْسكيّ البَتَلْهيّ [4] .
عن: عليّ بن المدينيّ، وعبد الأعلى النّرسيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (علي بن سعيد العسكري) في:
تاريخ جرجان للسهمي 303 رقم 520، والأنساب 391 ب، وتذكرة الحفاظ 2/ 749، وسير أعلام النبلاء 14/ 463، 464 رقم 253، والعبر 2/ 114، ومرآة الجنان 2/ 236، وطبقات الحفاظ 315، وشذرات الذهب 2/ 246، والرسالة المستطرفة 55، وإيضاح المكنون 2/ 302، ومعجم المؤلفين 7/ 99 وفيه: «علي بن سعد» .
[2] انظر عن (علي بن طيفور) في:
تاريخ بغداد 11/ 442 رقم 6344، والمنتظم 6/ 119 رقم 167، والكامل في التاريخ 8/ 75.
[3] في تاريخه.
[4] البتلهي: بفتح الباء والتاء فوقها نقتطان وتسكين اللام ثم الهاء، نسبة إلى بيت لهيا من أعمال دمشق بالغوطة.
وهذه النسبة استدركها ابن الأثير (في اللباب 1/ 119) ولم يذكرها ابن السمعاني في «الأنساب» .

(22/211)


وعنه: أحمد بن محمد بن فُطَيْس، وأبو عليّ بن آدم، وأبو عليّ بن هارون، وأحمد بن سعيد بن أبي العجائز، وعبد الله بن الناصح، وآخرون.
وقع لنا نسخة عليّ بن المَدِينيّ من طريقه، وقد حدَّث ببيت لهيا في ذي العقدة سنة إحدى تسعين.
312- عليّ بن القاسم الضّبّيّ البغدادي [1] .
عن: العلاء بن مَسَلْمَة، وحَجّاج بن الشّاعر.
وعنه: أبو عمر بن السّمّاك، وأبو عليّ بن الصّوّاف.
مات سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
313- عليّ بن محمد بن عبد الوهّاب بن جَبَلة [2] .
أبو أحمد المروزيّ الكاتب.
حدّث بأصبهان في سنة إحدى أيضا.
عن: يحيى بن هاشم السّمسار، وعبد الله بن صالح العِجْليّ، وأبي بلال الأشعريّ، والحَسَن بن بشير البَجَليّ.
وعنه: أحمد بن بُنْدار الشّعّار، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
قَالَ الخطيب [3] : تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
314- عليّ بن محمد بن عيسى [4] .
أبو الحَسَن الخُزَاعيّ الهَرَويّ الْجَكّانيّ [5] . وجَكّان: محّلة على باب هَرَاة.
كان مُسْنَد وقته ببلده،
__________
[1] انظر عن علي بن القاسم) في:
تاريخ بغداد 12/ 52 رقم 6432.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن عبد الوهاب) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 197، وتاريخ بغداد 12/ 61، 62 رقم 6448.
[3] في تاريخه 12/ 62.
[4] انظر عن (علي بن محمد بن عيسى) في:
معجم البلدان 2/ 148.
[5] الجكّانيّ: بفتح الجيم، وتشديد الكاف.

(22/212)


رحل وسمع: أبا اليمان، وآدم بن أبي إياس، ويحيى بن صالح الوُحَاظيّ، ومحمد بن وهْب بن عطية، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ الرّخّاء، وأبو محمد أحمد بن عبد الله المُزَنيّ، وأبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خَمْرُوَيْه، وطائفة.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين وقد وُثِّق [1] .
315- عليّ بن أحمد بن يزيد بن عُلَيْل.
أبو الحسن المصريّ.
عن: محمد بن رُمْح، وحَرْمَلَة، وجماعة.
وعنه: ابن يونس، والمصريّون.
توفّي سنة ثلاثمائة.
316- عِمران بن موسى بن حُمَيْد.
أبو القاسم المصريّ، ابن الطّبيب.
عن: يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، وجماعة.
وعنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو بكر النّقّاش صاحب «التّفسير» ، وحمزة الكِنانيّ.
توفي في شوّال سنة خمس.
__________
[1] وقال أبو نراب محمد بن إسحاق الموصلي: كنا في مجلس عبد الله بن حنبل ببغداد، فحدّثنا عن أبيه، عن أبي اليمان بحديث، وإلى جنبي رجل هروي لم يكتب ذلك الحديث، فقلت له: لم لم تكتب؟ فقال: حدّثنا شيخ لنا ثقة مأمون بهراة، عن أبي اليمان، وهو حيّ يقال له علي بن محمد بن عيسى الجكّانيّ، فكان ذلك سبب خروجي إلى خراسان، فلما دخلت هراة سألت عن منزل علي بن محمد الجكّانيّ، فدلّوني على منزله، فبقيت أستأذن كل يوم ولا يأذن لي، إلى أن قعدت يوما على بابه، فأذن لجماعة من جيرانه، فدخلت معهم، فكلّموه، فلما قاموا التفت إليّ فقال: لم دخلت داري بغير إذني؟ فقلت: قد استأذنت غير مرة فلم يؤذن لي، فلما أذن للقوم دخلت معهم، قال: وكان على فراش وتحته من التراب ما الله به عليم، فقال: ولم جلست على تكرمتي بغير إذني؟ فمددت يدي وقلبتها على الفراش ونثرت من ذلك التراب عليه وقلت:
هذه تكرمة؟! فوجد عليّ وأسمعني، فاستشفعت إليه بأبي الفضل بن أبي سعد، فقال: ليس له عندي إلا طبق واحد فليجمع فيه ما شاء من حديثي، فكتب لي أبو الفضل بخط يده طبقا من حديثه على الورق الجيهاني الكبير جمع فيه كل حديث كبير، فأتيته به، فقال: هه، اقرأ، فكنت أقرأ عليه وهو ينقطع إلى أن قرأته، فقال: قم الآن ولا أراك بعدها.

(22/213)


317- عمر بن أحمد بن بشر [1] .
أبو الحسين، وقيل أبو بكر بن السني البغدادي.
حدث بأصبهان [2] عَنْ: محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، وعبد الحميد بن بَيَان، وغيرهما.
وعنه: أحمد بن جعفر السّمسار، وأبو بكر القبّاب.
بقي إلى سنة ستٍّ وتسعين.
وقال الخطيب أبو بكر [3] : عامة أحاديثه مستقيمة.
318- عمر بن حفص السَّدُوسيّ البصْريّ [4] .
أبو بكر.
سمع: عاصم بن عليّ، وكامل بن طلحة، وأبا بلال الأشعريّ.
وعنه: جعفر الخُلْديّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وحبيب القزّاز، وسليمان الطّبَرانيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب [5] .
وتُوُفّي في صفر سنة ثلاثٍ وتسعين.
319- عمر بن حفص الهَمداني البُخاريّ [6] السّبيريّ [7] .
__________
[1] انظر عن (عمر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 217، 218 رقم 5932، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 30/ 466، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 3/ 374 رقم 1141.
[2] في سنة ست وتسعين ومائتين. (تاريخ دمشق) .
[3] في تاريخ بغداد 11/ 217.
[4] انظر عن (عمر بن حفص) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 185، وتاريخ بغداد 11/ 216، 217 رقم 5930.
[5] في تاريخه.
[6] انظر عن (عمر بن حفص الهمدانيّ) في:
الأنساب لابن السمعاني 7/ 38، واللباب 2/ 102، ومعجم البلدان 3/ 187.
[7] السّبيريّ: بفتح السين المهملة، بعدها باء منقوطة بواحدة مكسورة، ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الراء.

(22/214)


نسبة إلى قرية ببُخَارى [1] .
سمع: عليّ بن حُجْر، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ.
وعنه: محمد بن محمد بن صابر، وغيره.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين في صَفَر، وله مائة سنة.
ويُعرف بالرّباطيّ.
320- عَمْرو بن بحر الأَسَديّ الصُّوفيّ.
أكْثَرَ من التَّطْواف، وصحِب ذا النون المصريّ.
وسمع من: هشام بن عمّار، ودُحَيْم.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، والأصبهانيّون.
321- عَمْرو بن حازم القُرَشيّ [2] .
عن: صفوان بن صالح الدّمشقيّ، ومحمد بن رُمْح، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر النّقّاش، وأبو عمر بن فَضَالَةَ، وغيرهم.
توفّي قبل الثلاثمائة.
322- عَمْرو بن الحافظ أبي زُرْعة عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو النَّصْريّ الدّمشقيّ [3] .
عن: سليمان ابن بنت شُرَحْبِيل، وهشام بن عمّار، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح.
حدَّث سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
323- عَمْرو بن عبد الله بن عبد الوهّاب.
أبو الحَسَن الصَّدَفيّ، مولاهم المصريّ.
روى عن: أحمد بن صالح المصريّ، وغيره.
__________
[1] اسمها: «سبيرى» .
[2] انظر الّذي بعده.
[3] الموجود في: المعجم الصغير للطبراني 1/ 258: «عمرو بن حازم أبو الجهم الدمشقيّ» ، حدّث عن: سُلَيْمَان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل.
وليس فيه: عَمْرو بن الحافظ أبي زُرْعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقيّ، فليراجع.

(22/215)


قَالَ ابن يونس: كان يَغْشَى والدي، وكان صالحا.
توفّي في ذي العقدة سنة ... [1] وتسعين، وكان مُوَثَّقًا.
324- عَمْرو بن عثمان المكّيّ الزّاهد [2] .
شيخ الصُّوفيّة.
قِيلَ: تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين، وقيل: غير ذلك.
وسيأتي بعد الثلاثمائة.
وذكر السُّلميّ أنه مات ببغداد [3] ، وكان قد قدِم من مكّة. وقد ولي قضاء جَدّة، فما عاده الجنيد في مرضه [4] .
__________
[1] في الأصل بياض، ولم نعرف سنة وفاته.
[2] انظر عن (عمرو بن عثمان المكيّ) في:
طبقات الصوفية للسلمي 200- 205، وحلية الأولياء 10/ 291- 296 رقم 573، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 33، والرسالة القشيرية 28، وتاريخ بغداد 12/ 223- 225، رقم 6673، والمنتظم 6/ 93 رقم 126، وصفة الصفوة 2/ 440- 442 رقم 305، ودول الإسلام 1/ 181، والعبر 2/ 107، 140، ومرآة الجنان 2/ 227، 228، وشذرات الذهب 2/ 225، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 157- 159، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 104، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 149، 158، (343، 344 رقم 84) ، ونفحات الأنس 84، والنجوم الزاهرة 3/ 180، 184، 308، وكشف المحجوب 309، والتعرف 12، وهدية العارفين 1/ 803، والفتوى الحموية الكبرى 49- 51.
[3] قال السلمي: مات ببغداد سنة إحدى وتسعين ومائتين، ويقال: سبع وتسعين، والأول أصحّ، وروى الحديث. (طبقات الصوفية 201) وقال: كان ينتسب إلى الجنيد في الصحبة، وهو عالم بعلوم الأصول، وله كلام حسن.
[4] تاريخ بغداد 12/ 224.
وقال أبو نعيم: «من أئمة المتصوّفة، قدم أصبهان زائرا لعليّ بن سهل، له المصنّفات الكثيرة في علم المعاملات والأجوبة اللطيفة في العبارات والإشارات. سمع يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان. وقال أبو محمد بن حبّان: قدم سنة ست وتسعين ومائتين. توفي بمكة بعد الثلاثمائة، وقيل: قبل الثلاثمائة، وقيل: قدم أصبهان سنة إحدى وتسعين» . (ذكر أخبار أصبهان 2/ 33) .
وقال الخطيب: الصحيح أنه مات ببغداد قبل سنة ثلاثمائة.
ونقل الخطيب قول السلمي في طبقات الصوفية من أن المكيّ «مات سنة سبع وتسعين ومائتين، ويقال سنة إحدى وتسعين ومائتين، وهذا أصح» ، فقال الخطيب: بل سنة سبع وتسعين أصح لأن أبا محمد بن حبّان ذكر قدومه أصبهان في سنة ست وتسعين، وكان ابن حبّان حافظا ثبتا ضابطا متقنا. (تاريخ بغداد 12/ 225) .

(22/216)


325- عيسى بن خدابنده.
أبو موسى الأزديّ.
عن: موسى بن عامر، وصالح بن حكيم.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وأبو القاسم بن أبي العقب، وجماعة.
توفّي سنة ثلاثمائة.
326- عيّاش بن محمد بن عيسى البغداديّ الجوهريّ [1] .
عن: سُرَيْج بن النعمان [2] ، وأحمد بن حنبل.
وعنه: أبو بكر الْجِعابي، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
وثّقه الخطيب [3] ، وتُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين [4] .
327- عيسى بن محمد بن عيسى [5] .
أبو العبّاس الطَّهْمانيّ المَرْوَزِيّ الكاتب اللُّغَويّ، إمام أهل اللُّغَة في زمانه.
سمع: إسحاق بن راهويه، وعليّ بن حجر، وعليّ بن خَشْرَم، وطائفة.
وعنه: أحمد بن الخضر، ويحيى بن محمد العنْبريّ، وعمر بن علك الجوهريّ.
وكان رئيسا نبيلا كثير الفضائل [6] .
__________
[1] انظر عن (عيّاش بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 256، وفيه: «عباس بن محمد» ، وتاريخ بغداد 12/ 279 رقم 6719.
ولم يذكره ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة مع أنه يروي عن الإمام أحمد.
[2] في المعجم الصغير: «شريح بن يونس» ، وفي تاريخ بغداد: «سريج بن يونس» وهو الصحيح.
[3] في تاريخه.
[4] في شهر جمادى الآخرة.
[5] انظر عن (عيسى بن محمد) في:
تاريخ بغداد 11/ 170، 171 رقم 5870، واللباب 2/ 291، 292، والعبر 2/ 96، وسير أعلام النبلاء 13/ 571، 572 رقم 295، ومرآة الجنان 2/ 221، وشذرات الذهب 2/ 210، 211.
[6] وثّقه الخطيب.

(22/217)


سمع الحاكم والده يقول: سمعتُ أبا العباس عيسى الطَّهْمانيّ يقول:
رأيت بخوارزم امرأة لا تأكل ولا تشرب ولا تَرُوث.
وقال: أبو صالح محمد بن عيسى: تُوُفّي في صفر سنة ثلاث وتسعين.
قال الحاكم: سمعتُ أبا زكريّا العنْبريّ يقول: سمعتُ أبا العبّاس، فذكر قصّة المرأة التي لا تأكل ولا تشرب، وأنها عاشت كذلك نيّفًا وعشرين سنة.
فَقَالَ: إنّ الله مُظْهِرًا ما شاء من آياته، فيزيد الإسلام بها عزًا وقوّة، وإنّ ممّا أدركنا عيانا، وشاهدناه في زماننا أنْ وردتُ عان [1] مدينةً من مدائن خوارزم، بينها وبين المدينة العظمى نصف يوم، فأُخبرت أنّ بها امرأة من نساء الشُّهداء رأت رؤيا كأنها أطْعمت في منامها شيئًا، فهي لا تأكل ولا تشرب منذ عهد عبد الله بن طاهر، ثمّ مررت بها سنة اثنتين وأربعين، فرأيتها وحدَّثتني بحديثها، ثمّ رأيتها بعد عشر سنين مشْيَتُها قوية، وإذا هي امرأة نَصَف، جيدة القامة، حَسنة البِنْية، متورِّدة الخَدين، فسايرتني وأنا راكب. فعرضت عليها مركبًا، فأبت وَبَقِيَتْ تمشي معي.
وحضر مجلس محمد بن حَمْدَوَيْه الحارثيّ، وهو فقيه قد كتب عنه موسى بن هارون، وَكَهْلٌ له عبارة وبيان يُسَمّى عبد الله بن عبد الرحمن، وكان قد تخلّف أصحاب في ناحيته، فسألتهم عنها، فأحسنوا القول فيها، وأثنوا عليها، وقالوا: أمرُها ظاهر، ليس فينا من يختلف فيه.
قال عبد الله: أنا أسمع أمرها من أيّام الحداثة، وقد فرَّغْت بالي لها، فلم أر إلّا ستْرًا وعَفَافًا. ولم أعثر على كذب في دعواها. وذكر أنّ من كان يلي خوارزم كانوا يُحْضِرونها الشَّهر والشَّهْرين في بيتٍ، ويُغلقون عليها.
قَالَ: فلمّا تواطأ أهل النّاحية على تصديقها سالتها، فقالت: اسمي رَحْمة بنت إبراهيم، كان لي زوج نجّار يأتيه رزقه يومًا فيومًا. وأنّها ولدت عدّة أولاد.
وجاء الأقطع ملك التُّرْك الغَزّيّة، فعبر الوادي عند جموده إلينا في زهاء ثلاثة آلاف فارس.
__________
[1] لم أتبيّنها في المعاجم.

(22/218)


قَالَ الطَّهْمانيّ: والأقطع هذا كان كافرًا عاتيًا، شديد العداوة للمسلمين، قد أثّر على أهل الثُّغور، وألح عن أهل خُوارزم، وكان وُلاةُ خُوارزم يتألّفونه، ويبعثون إليه بمالٍ وأَلْطاف. وأنه أقبل مرّةً في خيوله، فعاثَ وأفسدَ وقتل، فأنهض إليه ابن طاهر أربعةً من القُوّاد. وأنّ وادي جَيْحُون، وهو الّذي في أعلى نهر بلْخ، وهو وادي عظيم، شديد الطُّغْيان، كثير الآفات، وإذا امتدَّ كان عرضه نحوًا من فرسخ، وإذا جمد انطبق، فلم يوصل منه إلى شيء، حتّى يُحْفَر فيه، كما تُحْفر الآبار في الصُّخور. وقد رأيت كثف الْجَمَد عشرة أشبار. فَأخْبِرْتُ أنّه كان فيما خلا يزيد على عشرين شِبْرًا، وإذا هو انطبق صار الجمد جسرا لأهل البلد، يسير على القوافل وَالْعِجْلِ، وربّما بقي الْجَمَدْ مائةً وعشرين يومًا، وأقلّه سبعون يومًا.
قالت المرأة: فعبر الكافر، وصار إلى باب الحُصَيْن، فأراد النّاس الخروجَ لقتاله، فمنعهم العامل دون أن يَتَوَافَى العسكر. فشدّ طائفة من شُبّان الناس، فتقاربوا من السُّور، وحملوا على الكَفَرَة، فتهازموا، واسْتَجَرُّوهم بين البيوت، ثمّ كَرُّوا عليهم، وصار المسلمون في مثل الحَرجَة فحاربوا أشدّ حرب، وثبتوا حتّى تقطّعت الأوتار، وأدركهم اللُّغوب والجوع والعَطَش، وقُتِل عامَّتُهم، وأُثْخِن من بقي. فلمّا جنّ عليهم اللّيل، تحاجز الفريقان.
قالت: ورفعت النّيران من المناظر ساعة عُبُور الكافر، فاتّصلت بجُرْجَانية خُوارزم، وكان بها ميكال مولى طاهر في عسكر، فخفّ وركض إلى حصننا في يومٍ وليلة أربعين فرسخًا، وغدا الترْك للفراغ من أمر أولئك، فبينا هم كذلك إذا ارتفعت بهم الأعلام السُّود، وسمعوا الطُّبول، فأفرجوا عن القوم، ووافى ميكال موضعَ المعركة، فارتَثّ القتلى، وحمل الجرحى، ودخل الحصن عشيّئذ زهاء أربعمائة جَنَازة، وارتجَّت الناحية بالبكاء والنَّوْح، ووضع زوجي بين يدي قتيلًا، فأدركني من الجزع والهلع عليه ما يُدرك المرأة الشّابّة المسكينة، على زوج أبي أولاد، وكاسب عيال. فاجتمع النّاس من قراباتي والجيران، وجاء الصِّبْيان، وهم أطفال يطلبون الخُبز، وليس عندي ما أعطيهم، فَضِقْتُ صَدْرًا، فنمت، فرأيت كأنّي في أرض حسناء ذات حجارة وشَوْك، أهيم فيها وَالِهَةً حُزْنًا أطلب زوجي،

(22/219)


فناداني رجل: خذي ذات اليمين.
فأخذت، فَرُفِعَتْ لي أرض سهلة الثّرى، طيّبة العُشْب، وإذا قصور وأبنيةٌ لا أُحْسِنُ أن أصفها، وأنهار تجري من غير أخاديد، فانتهيت إلى قوم جُلُوس حِلَقًا، عليهم ثيابٌ خُضْر، قد علاهم النُّور، فإذا همُ الّذين قُتِلوا، يأكلون على موائد. فجعلت أبغي زوجي، فناداني: يا رَحْمة، يا رَحْمة. فيمَّمْت الصَّوت، فإذا به في مثل حال الشُّهداء، ووجهه مثل القمر ليلة البدْر، وهو يأكل مع رفْقة.
فَقَالَ لهم: إنّ هذه البائسة جائعة منذ اليوم، فتأذنون أن أناولها؟
فأذنوا له، فناولني كِسْرةً أبيضَ من الثّلج، وأحلى من العَسَل، وألْين من الزّبد، فأكلتها. فلمّا استقرّت في جوفي قَالَ: اذهبي. فقد كفاك الله مئونة الطّعام والشّراب ما حييت.
فانتبهت وأنا شَبْعَى رَيًّا، لا أحتاج إلى طعام ولا إلى شرابٍ، فما ذقتهما إلى الآن.
قَالَ الطَّهْمانيّ: وكانت تحضُرنا، وكنّا نأكل، فتتنحّى، وتأخذ على أنفها، تزعم أنّها تتأذى برائحة الطّعام، فسألتها: هل يخرج منك رِيح؟ قالت: لا.
قلت: والحيض؟، أظنها قالت: انقطع.
قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجّال؟
قالت: أما تستحي منّي، تسألني عن مثل هذا؟
قلت: لعلِّي أحدِّث النّاس عنكِ.
قالت: لا أحتاج.
قلت: فتنامين؟ قالت: نعم.
قلت: فما تَرين في منامك؟
قالت: مثل النّاس.
قلت: فتَجِدين لفَقْد الطّعام وَهَنًا في نفسك؟
قالت: ما أحسست بالجوع منذ طَعِمْتُ ذلك الطّعام.
وكانت تَقْبل الصَّدَقة، فقلت: ما تصنعين بها؟
قالت: أكتسي وأكسي ولدي.

(22/220)


قلت: فهل تجدين البْرد؟
قالت: نعم.
قلت: فهل يدركك اللُّغُوب والإعياء إذا مشيتِ؟
قالت: نعم، ألست من البشر؟
قلت: فتتوضّين للصّلوات؟
قالت: نعم.
قلت: ولِمَ؟
قالت: تأمرني بذلك الفقهاء، معتق للنّوم.
وذُكِر أنّ بطنها لاصِق بظهرها، فأمرت امرأةً من نسائنا، فنظَرَتْ، فإذا بطنها كما وصفت، وإذا قد اتّخذت كيسا وشدّته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مَشَت.
قَالَ: ثمَ لم أزل اختلف إلى هُزَارسْف، يعني تلميذتها، فأعيد مسألتها، وهي تتكلم بلغة أهل خُوارزم، فلا تزيد في الحديث، ولا تنقص منه.
فعرضت كلامها كله على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه، قَالَ: أنا أسمع هذا الحديث منذ نشأت، فلا أرى من يدفعه.
وأجريت ذِكْرها لأبي العبّاس أحمد بن محمد بن طَلْحة بن طاهر والي خُوارزم في سنة ستِّ وستّين، فَقَالَ: هذا غير كائِن.
قلت: فالأمر سهل، والمسافة قريبة. فَأمُر بها، فَتُحْمَلُ إليك، وتمتحنها بنفسك.
فأمرني، فكتبت عنه إلى العامل، فَأَشْخَصها على رفق. فأخبرني أبو العبّاس أحمد أنّه وكّل أُمَّه دون النّاس بمُرَاعاتها، وسألها أن تستقصي عليها، وتتفقّدها في ساعات الغَفلات. وأنّها بقيت عند أمّه نحوًا من شهرين، في بيتٍ لا تخرج منه، فلم يروها تأكل ولا تشرب. وكثُر من ذلك تَعَجُّبُه، وقال: لا ينكر الله قدره.
وَبَرَّها وصرفها، فلم يأتِ عليها إلّا القليل حتّى ماتت، رحمها الله.

(22/221)


قلت: حدّثني غيرُ واحدٍ أثق به، أنّ امرأة كانت بالأندلس مثل هذه كانت في حدود السّبعمائة، بقيت نحوًا من عشرين سنة لا تأكل شيئًا، وأمرها مشهور.
وذكر علاء الدّين الكِنْديّ في تَذكِرته عن الفاروثيّ مثل ذلك، عند رجل كان بالعراق بعد السّتّمائة [1] .
328- عيسى بن محمد [2] .
ويقال عيسى بن موسى، الأمير أبو موسى النُّوشَرِيّ.
من كبار القُوّاد المشهورين. ولي إمرة أصبهان، وولي شرطة بغداد، وانتُدِبَ لقتال أمير أصبهان أبي ليلى، وغيره. فظهرت شهامته وشجاعته.
وولى إمرة مصر للمكتفي باللَّه بعد السّبعين ومائتين، عند زوال الدّولة الطُّولونيّة، وطال عُمره، وعظُمت حُرْمته.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين في شَعْبان.
329- عيسى بن مسكين بن منصور بن جُرَيْج بن محمد [3] .
الفقيه أبو محمد الإفريقيّ المغربيّ، عالم إفريقيه وشيخها.
أخذ عن: سَحْنُون بن سعيد الفقيه، وغيره.
وعنه: تميم بن محمد القَرويّ، وحمدون بن مجاهد الكلبيّ الفقيه، ولُقْمان بن يوسف، وعبد الله بن مسرور بن الحجّام، وطائفة كثيرة. كان إماما
__________
[1] سير أعلام النبلاء 13/ 572.
[2] انظر عن (عيسى بن محمد النوشري) في:
تاريخ الطبري 3/ 47، 119، والولاة والقضاة للكندي 258، 262، 267، وولاة مصر، له 278، 279، 281، 285، 286، ومروج الذهب 3321، والكامل في التاريخ 8/ 58، ونهاية الأرب للنويري 23/ 32، وسير أعلام النبلاء 14/ 46 رقم 19، والمواعظ والاعتبار للمقريزي 1/ 328، والنجوم الزاهرة 3/ 171، 195، ومآثر الإنافة للقلقشندي 1/ 280، وحسن المحاضرة 2/ 13، وبدائع الزهور لابن إياس ج 1 ق 1/ 175.
[3] انظر عن (عيسى بن مسكين) في:
سير أعلام النبلاء 13/ 573 رقم 296، والعبر 2/ 102، 103، ودول الإسلام 1/ 179، ومرآة الجنان 2/ 224، والديباج المذهب لابن فرحون 2/ 66- 70، وشذرات الذهب 2/ 220.

(22/222)


ورعًا ثقة، متمكّنًا من الفقه والآثار، صاحب خشوع وعبادة، وكان يشبّه بسحنون في سمعته وهيبته.
وقيل: كان مستجاب الدعوة، رحمه الله.
بلغنا أن بعض ملوك بني الأغلب قَالَ له: لئن لم تَلِ القضاء لأقتُلنَّك.
وأغلَظ له. فتولّى القضاء. ولم يأخذ رِزقًا.
وكان يستقي بالْجَرّة، ويركب الحمار، ويترك التّكلُّف.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين.
330- عيسى بن هارون الزّاهد.
أبو أحمد الهَمْدانيّ.
رحل وكتب العِلم عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ، وهَنّاد بن السَّرِيّ، وطائفة.
وعنه: الفضل بن الفضل الكِنْديّ، وأبو بكر بن خارجة النَّهَاونْديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وغيرهم.
331- عيسى بن يزيد بن خالد بن ... [1] المصريّ المَعَافِريّ.
أبو عقِب.
روى عن: أبيه.
وعنه: هارون بن سعيد كان بالإسكندريّة.
__________
[1] بياض في الأصل.

(22/223)


- حرف الفاء-
332- فاتك بن عبد الله [1] .
مولى المعتضد.
كان من كبار الأمراء. وتَرَقَّت سعادته في أيّام المكتفي. ذكرنا أنّه قُتِلَ مع العبّاس الوزير.
333- الفضل بن أحمد الأصبهانيّ [2] .
عن: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ: خَلَطَ، فَتُرِكَ حديثُه [3] .
334- الفضل بن صالح الهاشميّ المنصوريّ [4] .
عن: هُدْبَةَ بن خالد، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر القَطِيعيّ.
__________
[1] انظر عن (فاتك بن عبد الله) في:
تاريخ الطبري 10/ 68، 120، 129، ومروج الذهب 3358، 3363، 3397، والتنبيه والإشراف 327، وتجارب الأمم 1/ 5، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 209، والمنتظم 6/ 80، 81، والكامل في التاريخ 8/ 14، وتاريخ الخميس 2/ 386، والإنباء في تاريخ الخلفاء 154، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 172، والوزراء للصابي 100، 258.
[2] انظر عن (الفضل بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 263، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 155!.
[3] قوله هذا ليس في: ذكر أخبار أصبهان.
[4] انظر عن (الفضل بن صالح) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 263، وتاريخ بغداد 12/ 374، 375 رقم 6821.

(22/224)


وكان ثقة [1] .
توفّي سنة ثلاثمائة.
335- الفضل بن عبد الله بن مَخْلَد [2] .
أبو نُعَيْم التَّميميّ الْجُرْجانيّ القاضي.
رحّال جوّال.
سمع: قُتَيْبة بن سعيد، وهشام بن خالد الدّمشقيّ، ومحمد بن مُصَفَّى، وعيسى بن زُغْبَة، وأبا الطاهر بن السَّرْح، وخلْقًا.
وعنه: أبو جعفر العُقَيْليّ، والزبير بن عبد الواحد الاستراباذيّ، وأبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وآخرون.
قَالَ الإسماعيليّ: صدوق، جليل [3] .
وقال حمزة السَّهْميّ [4] : تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاثٍ وتسعين.
336- الفضل بن العبّاس بن مِهْران [5] .
أبو العبّاس.
عن: ابنُ بُكَيْر، وبشّار بن موسى، وداود بن عَمْرو الضّبّيّ، وجماعة.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشَّيخ، وآخرون.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ أيضا.
قال أبو نعيم: ثقة مأمون [6] .
__________
[1] وثّقه الخطيب.
[2] انظر عن (الفضل بن عبد الله) في:
تاريخ جرجان للسهمي 186، 234، 304، 324 (329 رقم 600) ، 417، 449، 501، 540.
[3] تاريخ جرجان 329.
[4] في تاريخ جرجان.
[5] انظر عن (الفضل بن العباس بن مهران) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 152، 153،
[6] وزاد: صاحب أصول.

(22/225)


337- الفضل بن العبّاس بن الوليد البغداديّ البُزُوريّ [1] .
ويقال: السَّقَطيّ.
ويقال: [حدّث عن يحيى بن عثمان] [2] الحربيّ، وسُوَيْد بن سعيد، وداود بن رُشَيْد.
وعنه: عبد الباقي بن قانع، والطَّبَرانيّ.
وتوفّي سنة إحدى وتسعين [3] .
338- الفضل بن محمد [4] .
أبو برزة الحاسب. كان حيسوب بغداد.
روى عن: ابن يونس اليَرْبُوعيّ، ويحيى الحِمّانيّ، ومحمد بن سَمَاعَة.
وعنه: ابن قانع، وأحمد بن محمد السَّقَطيّ، وأبو محمد [بن ماسي] [5] .
تُوُفّي في صَفَر سنة ثمانٍ وتسعين [6] .
وثّقه الخطيب [7] .
339- الفضل بن هارون الفقيه [8] .
__________
[1] انظر عن (الفضل بن العباس البزوري) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 262 وفيه «الفضل بن العباس القرطبي البغدادي» ، وتاريخ بغداد 12/ 372 رقم 6815.
[2] في الأصل بياض، استدركته من المصدرين المذكورين.
[3] جاء في: تاريخ بغداد 12/ 371 رقم 6814: «الفضل بن العباس القرطمي. حدّث عن يحيى بن عثمان الحربي، روى عنه أبو القاسم الطبراني» .
ثم ذكر الخطيب: الفضل بن العباس بن الوليد أبو القاسم البزوري، ويقال: السقطي، وذكر شيوخه وتلاميذه، ولم يذكر بينهم: الطبراني. ثم قال: «وأخاف أن يكون القرطبي الّذي ذكرناه آنفا، والله أعلم» . (تاريخ بغداد 12/ 372) .
ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : الأرجح أنهما واحد.
[4] انظر عن (الفضل بن محمد الحاسب) في:
تاريخ بغداد 12/ 373 رقم 6817، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 56 رقم 78، والكامل في التاريخ 8/ 62.
[5] في الأصل بياض، وما بين القوسين استدركته من «تاريخ بغداد» .
[6] فيها أرّخه الخطيب، وابن الأثير. أما ابن الجوزي فذكر وفاته في سنة 292 هـ. (المنتظم) .
[7] في تاريخه. وقال ابن الجوزي: كان ثقة جليل القدر.
[8] انظر عن (الفضل بن هارون) في:

(22/226)


تلميذ أبي ثَوْر.
حدّث عن: داود بن رُشَيْد، ومحمد بن أبي مَعْشَر، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيْم بن عديّ، والطَّبرانيّ.
وتُوُفّي سنة نيِّفٍ وتسعين.
ذكره الخطيب.
340- الفَيْض بن الخَضِر [1] .
أبو الحارث الأَوْلاسيّ [2] الزّاهد. نزيل طَرَسُوس.
حكى عن: عبد الله بن خبيق الأنطاكيّ.
وعنه: أبو عَوَانة الإسفرائينيّ، ومحمد بن سهل الفَرَغَانيّ [3] ، ومحمد بن المنذر شُكر، وغيرهم.
وتُوُفّي بطَرَسوس سنة تسع وتسعين ومائتين [4] .
المعجم الصغير للطبراني 1/ 261، وتاريخ بغداد 12/ 372، 473 رقم 6816.
__________
[1] انظر عن (الفيض بن الخضر) في:
المنتظم 6/ 93 رقم 127، والكامل في التاريخ 8/ 59، والرسالة القشيرية 2/ 682، والأنساب لابن السمعاني 1/ 388، واللباب 1/ 94، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) : 35/ 45، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 19، 20 رقم 1211.
[2] الأولاسي: بفتح الألف، وسكون الواو: نسبة إلى: أولاس، بلدة على ساحل بحر الشام: قال ياقوت: بالقرب من طرسوس، وفيها حصن يسمّى حصن الزهّاد.
[3] وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «محمد بن إسماعيل الفرغاني» .
[4] قال ابن السمعاني: كان من المشايخ الكبار وله آيات وكرامات وعجائب.

(22/227)


- حرف القاف-
341- القاسم بن أحمد بن يوسف [1] .
أبو محمد التَّميميّ الكوفيّ المعروف بالخيّاط. شيخ القراء في وقته.
قرأ على: أبي جعفر محمد بن حبيب الشّمونيّ ختما.
أخذ عنه: سعد بن أحمد الإسكافيّ، والحسين بن داود النّقّار، وابن شَنَبُوذ، ومحمد بن أحمد بن الضّحّاك، وأبو بكر محمد بن الحَسَن النّقّاش، وآخرون.
قَالَ النّقّار: قرأت عليه أربعين ختْمه [2] .
وقال النّقّاش: قرأت عليه بمسجده في الكوفة سنة تسعٍ وثمانين.
قَالَ النّقّار: سمعت إجماع النّاس على تفضيل قاسم في قراءة عاصم [3] .
قَالَ الدّانيّ: تُوُفّي بعد التّسعين [4] .
342- القاسم بن أبي حرب البصريّ.
__________
[1] انظر عن (القاسم بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 12/ 438 رقم 6902، ومعرفة القراء الكبار 1/ 251، 252 رقم 157، وغاية النهاية 2/ 16، 17 رقم 2585.
[2] غاية النهاية 2/ 17.
[3] غاية النهاية 2/ 17.
[4] وقال الخطيب: كان صاحب قرآن، ورواية حروف. (تاريخ بغداد 12/ 438) . وقال محمد بن عبد الله الكسائي: كنت أقرأ برواية عاصم رواية عبد الجبار بن محمد العطار، فلما سمعت إجماع الناس على تفضيل قاسم ورأيت ذوي الأسنان وأهل المعارف يقرءون عليه لازمته حتى قرأت عليه وأتقنت قراءته. (غاية النهاية 2/ 16، 17) .
وقال أحمد بن محمد بن سعيد: توفي ودفن غداة الجمعة لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد. (تاريخ بغداد) .

(22/228)


أبو سعيد.
حدَّث في سنة ثلاثّ وتسعين عن: هُدْبَةَ بن خالد، وعبد الله بن مُعَاذ، وجماعة.
343- القاسم بن خالد بن قَطَن [1] .
أبو سهل المَرْوَزِيّ الحافظ محدّث مَرْو.
سمع: حَبّان بن موسى، وإسحاق بن راهَوَيْه، وعليّ بن حُجْر، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن المَدِينيّ، ويحيى بن معين، وأبا بكر بن أبي شَيْبة، وابن نُمَيْر، وأبا كامل الْجَحْدَريّ، وأبا مُصْعَب الزُّهْريّ، وعبد الوهّاب بن نَجْدة الحَوْطيّ، ومحمد بن عبد الله بن عمّار، وخلْقًا بالشّام، والعراق، والجزيرة، وخُراسان.
وعنه: أبو العبّاس الدّغوليّ، وعمر بن على الْجَوْهريّ، وأبو بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ، وأبو عبد الله بن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وآخرون.
تُوُفّي في شوّال سنة سبّعٍ وتسعين ومائتين.
344- القاسم بن عاصم المُراديّ الأندلسيّ [2] .
التّاجر.
سمع ببغداد من: أحمد بن مُلاعب، وغيره.
وعنه: قاسم بن أصبغ.
توفّي سنة ثلاثمائة [3] .
345- القاسم بن عبد الواحد بن حمزة [4] .
__________
[1] انظر عن (القاسم بن خالد بن قطن) في:
سير أعلام النبلاء 13/ 544 رقم 274.
[2] انظر عن (القاسم بن عاصم) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 358، 359 رقم 1055.
[3] وقال ابن الفرضيّ: من أهل بجانة يكنّى أبا محمد، وكان أحد التجار، ودخل بغداد.
[4] انظر عن (القاسم بن عبد الواحد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 1/ 358 رقم 1054.

(22/229)


أبو بكر البكريّ العجليّ القُرْطُبيّ.
عن: بقيّة بن مَخْلَد، وغيره.
وسمع بمكّة من: محمد بن إسماعيل الصّائغ، وابن أبي مَيْسَرة.
وببغداد من: أحمد بن خَيْثَمَة، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي دُلَيْم، وغيره.
تُوُفّي سنة بضعٍ وتسعين [1] .
346- القاسم بن عبد الوارث الوراق [2] .
عن: أبي الربيع الزّهْرانيّ، وغيره.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ.
347- القاسم بن عُبَيْد الله بن سليمان بن وهْب بن سعيد الحارثيّ [3] .
__________
[1] قال الرازيّ: قتل العجليّ فيما بين عقب سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وصدر أربع وتسعين.
وألفي بعد أيام وقد تغيّر، فدفن في داره ولم يصلّ عليه، ثم تكلّم الفقهاء في خبره، فأفتى محمد بن عمر بن لبابة أن يصلّى على قبره.
[2] انظر عن (القاسم بن عبد الوارث) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 267.
[3] انظر عن (القاسم بن عبيد الله الوزير) في:
تاريخ الطبري 10/ 49، 52، 86، 88، 89، 91، 98، 99، 103، 104، 107، 108، 112، 115، ومروج الذهب 3247، 3264- 3266، 3307، 3340، 3355، 3357- 3361، 3372- 3376، 3380، 3413، 3420، والوزراء للصابي 4، 25، 124، 144، 145، 148، 149، 151، 152، 162، 174، 207، 208، 210، 211، 249، 250- 253، 278، 279، 293، 311، 382- 385، 387- 391، وتحفة الوزراء للثعالبي 44، 123، والعيون والحدائق ج 4 ق 1/ 171، 173، 175، 186، 188، 206، والعقد الفريد 4/ 166، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 1/ 221، 303 و 2/ 9، 85، 86، 89، 91، 96، 172، 174، 307، 311، 395، والإنباء في تاريخ الخلفاء 149، 150، والفخري 257، 258، والكامل في التاريخ 7/ 533، 534، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 167، 171، وخلاصة الذهب المسبوك 227، 239، ووفيات الأعيان 1/ 50، 205 و 2/ 181 و (3/ 361، 362) ، 364 و 4/ 43. 340 و 6/ 200، 201، 430، وصلة تاريخ الطبري لعريب 11/ 12، والمنتظم 6/ 32، 34، 38، 177، وإعتاب الكتّاب 182- 185، والعبر 2/ 89، وسير أعلام النبلاء 14/ 18- 20 رقم 9، ودول الإسلام 1/ 176، والبداية والنهاية 11/ 98، والنجوم الزاهرة 3/ 133.

(22/230)


البغداديّ الوزير. ولي الوزارة للمعتضد بعد موت والده الوزير عُبَيْد الله سنة ثمانٍ وثمانين.
وَنَهَضَ القاسم بأعباء الأمور عند موت المعتضد، فأخذ البيعة للمكتفي.
ومات القاسم في تاسع ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. فكانت وزارته ثلاث سنين ونصفًا وأيّامًا. وولى بعده العبّاس بن الحسين بن أيّوب الوزير الّذي قُتِل مع ابن المعتزّ.
وكان القاسم من ظَلَمَة الوزراء ومُتَموِّليهم. بَلَغَنَا أنه كان يدخله في السّنة من أملاكه سبعمائة ألف دينار. ولعِزَّة أبيه على المعتضد استوزر وَلَدَه هذا بعده، وكان شابًا غِرًّا بالأمور، قليل التَّقْوَى، وإنما أنفق على المكتفي لأنّه خدمه، وثبّت له الأمور، وكان مع قلّة خبرته سفّاكًا للدّماء، حَمَلَ المكتفي على قتْل بَدْر [1] ، وعلى قتل عبد الواحد بن الموفّق ابن عم المكتفي. ولمّا مات أظهر النّاس الشَّماتَةَ بموته.
وقال الصُّوليّ: قَالَ أبو الحارث النَّوْفَليّ: كنت أبغض القاسم بن عُبَيْد الله لكُفْره، ولمكْروهٍ نالني منه.
قَالَ ابن النّجّار: وأخذ البيعة للمكتفي، وكان غائبًا بالرَّقَّة، وضبط له الخزائن، فعظُم عنده، ولقّبه والي الدولة، فسأل المكتفي أن يزوّج ولده محمد بابنة القاسم، فأجابه، وأمهرها مائة ألف دينار.
قَالَ ابن النّجّار: كان جوادًا ممدَّحًا إلّا أنّه كان زِنْديقًا، فاسد الاعتقاد.
وكان أبو إسحاق الزّجّاج مؤدّبه، فنال في وزارته منه مالًا جزيلًا. كان يقضي أشغالًا كبارًا عنه، فيأخذ عليها، حتّى حصّل نحوًا من أربعين ألف دينار.
وقد أعطاه في دفعة واحدة ثلاثة آلاف دينار.
لم يُكمل القاسم ثلاثًا وثلاثين سنة، لا رحمه الله، فقد كان لعينًا، قَالَ الصُّوليّ: ثنا شاذي المُغَنّي قَالَ: كنت يومًا عند القاسم بن عُبَيْد الله وهو يشرب،
__________
[1] أي بدر الحمامي.

(22/231)


فدخل ابن فِراس، فقرأ عليه شيئًا من عهد أزْدَشير، فأعجب القاسم، فَقَالَ له ابن فِراس: هذا واللهِ، وأومأ إليّ، أَحْسَنُ مِنْ بقرة هؤلاء وآل عِمْرانهم. وجعلا يتضاحكان.
وقال الصّوليّ: نا ابن عَبْدُون: حدَّثني الوزير عبّاس بن الحَسَن قَالَ: كنت عند القاسم بن عُبَيْد الله، فقرأ قارئ: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ 3: 110 [1] فَقَالَ ابن فِراس: بنقصان «يا» . فوثبت فزِعًا، فرآني الوزير وغَمزه، فسكت.
الصُّوليّ: نا عليّ بن العبّاس النُّوبَخْتيّ قَالَ: انصرف ابن الرُّوميّ الشّاعر من عند القاسم بن عُبَيْد الله، فَقَالَ لي: ما رأيت مثل حُجّة أوردها اليوم الوزير في قِدَم العالم. وذكر أبياتًا.
قلت: فهذه الأمور دالّة على خِلالِ هذا المُغْتَرّ.
348- القاسم بن محمد بن حمّاد الكوفيّ الدّلّال [2] .
عن: أبي بلال الأشعريّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، والخالديّ، وابن عُقْدَةَ.
وهو ضعيف.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين، وقيل: سنة تسعٍ.
ومن شيوخه قطبة بن العلاء، ومخوّل.
349- قنبل [3] .
مقريء أهل مكّة.
هو أبو عُمَر محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد بْن خالد بن سعيد بن جرحة
__________
[1] سورة آل عمران الآية 110.
[2] انظر عن (القاسم بن محمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 266، 267.
[3] انظر عن (قنبل المقرئ) في:
معجم الأدباء 6/ 206، 207، ودول الإسلام 1/ 176، ومعرفة القراء الكبار 1/ 230 رقم 129، وتذكرة الحفّاظ 2/ 659، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 536، ومرآة الجنان 2/ 220، والبداية والنهاية 11/ 99، والوافي بالوفيات 3/ 226، 227، والعقد الثمين 2/ 109، 110، والوفيات لابن قنفذ 190، وغاية النهاية 2/ 165، 166 رقم 3115.

(22/232)


المخزوميّ المكّيّ.
وُلِد سنة خمس وتسعين ومائة.
وقرأ على: أبي الحَسَن أحمد بن محمد النّبّال القوّاس صاحب أبي الإخريط، وَخَلَفَهُ في الإقراء بعد موته.
وله رواية عن: أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بَرَّة أيضًا.
وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز.
قرأ عليه خلق منهم: أبو بكر بن مجاهد، وأبو ربيعة محمد بن إسحاق، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكيّ عرض الحروف فقط، وأبو الحَسَن بن شَنَبُوذ، وأبو بكر محمد بن عيسى الجصّاص، وأبو بكر بن موسى الهاشمي النَّرْسي، ونظيف بن عبد الله.
وإنّما لُقِّب قُنْبُلًا لاستعمالهِ دواءً يُقال له قُنْبِيل يُسْقى للبقر. فلمّا أكثر من استعماله عُرِف به، ثم خُفِّفَ، وقيل قُنْبُل.
وقيل: بل هو من قوم مكّة يقال لهم: القُنابلة.
وكان قُنْبُل قد ولي الشرطة وإقامة الحدود بمكّة، وطال عُمره وضعُف، وقطع الإقراء قبل موته بسبعة أعوام [1] .
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
350- قيس بن مسلم البخاريّ الأزرق [2] .
عن: عليّ بن حجر، وعليّ بن خَشْرَم.
وعنه: ابن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ [3] ، وغيرهما.
__________
[1] وقيل: بعشر سنين. (غاية النهاية 2/ 166) .
[2] انظر عن (قيس بن مسلم) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 270.
[3] سمع منه ببغداد في سنة 287 هـ.

(22/233)


- حرف اللام-
351- اللَّيْث بن غَشُوم.
أبو الحارث المصريّ.
روى عن: يحيى بن بُكَيْر، وغيره.
وتُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.

(22/234)


- حرف الميم-
352- محمد بن أبان [1] .
أبو مسلم المَدِينيّ الأصبهانيّ.
ثقةُ مكْثِر.
سمع: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وسليمان الشّاذكونيّ.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، وجماعة.
وكان أحد الفقهاء [2] .
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
353- محمد بن إبراهيم بن سعيد [3] .
الإمام الكبير أبو عبد الله العبديّ، الفقيه المالكيّ البوشنجيّ [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 49، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 234.
[2] وقال أبو نعيم: «كتب بالعراق بفائدة إبراهيم بن أورمة» .
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم البوشنجي) في:
الجرح والتعديل 7/ 187 رقم 1065، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلي 1/ 264، 265 رقم 375، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 48 رقم 71، والكامل في التاريخ 7/ 534، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1156، وطبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 47، ودول الإسلام 1/ 176، والعبر 11/ 99، وطبقات الشافعية للسبكي 2/ 189، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 188- 190 رقم 164، وتذكرة الحفاظ 2/ 207، ودول الإسلام 1/ 176، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 100، والوافي بالوفيات 1/ 342، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين 1/ 648، وتهذيب التهذيب 9/ 1008 رقم 12، وتقريب التهذيب 2/ 140 رقم 6، والنجوم الزاهرة 3/ 133، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 286، 287، وخلاصة تذهيب التهذيب 324، وشذرات الذهب 2/ 205، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 8.
[4] هكذا بالشين المعجمة في كل المصادر، إلّا في «الإكمال لابن ماكولا» فقيّده: «البوسنجي»

(22/235)


شيخ أهل الحديث في زمانه بنَيْسابور.
رحل وطوّف وصنّف، وسمع: يحيى بن بُكَيْر، ويوسف بن عديّ، ورَوْح بن صلاح، وجماعة بمصر، ومحمد بن سِنان العَوفيّ، وأُمية بن بِسْطام، ومسدِّدًا، وعبد الله بن محمد بن أسماء، ومحمد بن المِنْهال الضّرير، وعُبَيْد الله بن عائشة، وهُدْبة بْن خالد بالبصرة، وإسماعيل بن أبي أُوَيْس، وإبراهيم بن حمزة، وجماعة بالمدينة، وسعيد بن منصور بمكّة، وأحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وجماعة بالكوفة، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وجماعة بدمشق، وأبا نصر التّمّار، وطبقته ببغداد.
ذكره السُّليمانيّ فَقَالَ: أحد أئمّة أصحاب مالك، ثمّ سمّى شيوخه.
وعنه: محمد بن إسحاق الصَّغانيّ، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ وهما أكبر منه، وابن خزيمة، وأبو العبّاس الدّغُوليّ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصِّبْغيّ، ودَعْلَج، ويحيى بن محمد العَنْبريّ، وإسماعيل بن نُجَيْد، وخلْق كثير آخرهم موتًا أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة المُتَوَفَّى سنة ستٍّ وستّين وثلاثمائة.
قَالَ دَعْلَج: حدَّثني فقيه من أصحاب داود بن عليّ أنّ أبا عبد الله دخل عليهم يومًا، وجلس آخر النّاس. ثمّ إنّه تكلم مع داود، فأُعجب به وقال: لعلّك أبو عبد الله البُوشَنجيّ؟
قَالَ: نعم.
فَقَامَ إليه وأجلسه إلى جنبه، وقال لأصحابه: قد حضركم من يفيد ولا يستفيد.
__________
[ () ] بالسين المهملة (1/ 424) .

(22/236)


وقال يحيى العَنْبريّ: شهدت جنازة الحسين القَبَّانيّ، فصلّى عليه أبو عبد الله البُوشَنْجيّ، فلمّا أراد الانصراف قُدِّمت دابَّته، وأخذ أبو عَمْرو الخَفّاف بِلِجَامه، وأخذ ابن خُزَيْمة برِكابه، وأبو بكر الجاروديّ، وإبراهيم بن أبي طالب يُسَوّيَان عليه ثيابه، فمضى ولم يكلِّم واحدًا منهم.
وقال ابن حمدان: سمعت ابن خزَيْمة يقول: لو لم يكن في أبي عبد الله من البُخْل بالعِلم ما كان، ما خرجت إلى مصر.
وقال منصور بن الهَرَويّ: صحّ عندي أنّ اليوم الّذي تُوُفّي فيه البوشنجيّ سُئِل ابن خُزَيْمة عن مسألةٍ، فَقَالَ: لا أُفتي حتَّى يُوَارَى أبو [1] عبد الله لَحْدَه.
وقال أبو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه: سمعت أبا عبد الله البُوشَنجيّ يقول: مَنْ أراد الفِقْه والعِلم بغير أدب، فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله.
قلت: وكان أبو عبد الله إمامًا في اللُّغة وكلام العرب.
قَالَ أبو عبد الله الحاكم: سمعت أبا بكر بن جعفر: سمعت أبا عبد الله البُوشَنْجيّ يقول لِلْمُسْتَمْلي: الزَم لفظي.
وقال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: عبد العزيز بن محمد الأندراوَرْديّ.
وقال عبد الله بن الأخرم: سمعت أبا عبد الله البُوشَنْجيّ غير مرة يقول: ثنا يحيى بن عبد الله بن بُكَيْر، وذكر بملء الفم.
وقال أبو عبد الله: ثنا أبو جعفر النُّفَيْليّ، ثنا عِكْرِمة بن إبراهيم قاضي الرَّيّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بن طلحة قَالَ: ما رأيت أحدًا أخطب ولا أعرب من عائشة.
وقال الحاكم: ثنا محمد بن أحمد بن موسى الأديب: ثنا أبو عبد الله البُوشَنْجيّ: ثنا عبد الله بن يزيد الدِّمَشْقِيُّ، ثَنَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: رأيت في المقسلاط صَنَمًا من نحاس، إذا عطش نزل فشرب. فسمعت
__________
[1] في الأصل: «أبا» .

(22/237)


البُوشَنْجيّ يقول: ربّما تكلمت العلماء بالكلمة على المعارضة، وعلى سبيل تفقُّدهم علومَ حاضريهم، ومقدار أفهامهم، تأديبًا لهم، وامتحانًا لأوهامهم. هذا عبد الرحمن وهو أحد علماء الشام، وله كُتُب في العلم قال: رأيت على المقسلاط، وهو موضع بدمشق، وهو سوق الرَّقيق، قَالَ: رأيت عليه صَنَمًا، وهو عامود طويل، إذا عطش نزل فشرب، يريد أنّه لا يعطش. ولو عطش نزل، يريد أنّه لا ينزل. فهو ينفي عنه النُّزُولَ والْعَطَشَ.
وقال أبو زكريّا العَنْبريّ: سمعت أبا عبد الله البُوشَنْجيّ يقول: محمد بن إسحاق بن سيّار عندنا ثقة.
قَالَ الحاكم: كان والد أبي زكريّا قد تكفّل بأسباب أبي عبد الله البُوشَنجيّ، فسمع منه أبو زكريّا الكثير وقال: قَالَ لي مرّة: أحسنت. ثمّ التفت إلى أبي فَقَالَ: قد قلت لابنك أحسنت، ولو قلت هذا لأبي عُبَيْد لَفَرِح.
وقال الحَسَن بن يعقوب: كان مُقام أبي عبد الله بنَيْسابور على اللَّيْثيّة، فلمّا انقضت أيّامهم خرج إلى بُخارَى، إلى حضرة إسماعيل الأمير، فالتمس منه بعد أن أقام عنده بُرْهةً أنْ يكتب أرزاقه بنَيْسابور.
وقال الحاكم: سمعت الحسين بن الحسن الطُّوسيّ: سمعت أبا عبد الله البوشنجيّ يقول: أخذت من اللّيثيّة سبعمائة ألف درهم.
وقال دعلج: سمعت أبا عبد الله يقول، وأشار إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمة فَقَالَ: محمد بن إسحاق كيّس، ولا أقول هذا لأبي ثور.
وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ: روى البخاريّ، عن أبي عبد الله البوُشَنْجيّ حديثًا في «الصّحيح» .
قُلْتُ: فِي «الصَّحِيحِ» لِلْبُخَارِيِّ: ثنا محمد، نا النُّفَيْلِيُّ، فإنْ لَمْ يَكُنْ البُوشَنْجِيَّ وَإِلا فَهُوَ محمد بْنُ يحيى، والأغلب أنّه البوشنجيّ في تفسير سورة البَقَرة [1] . فإن الحديث بعَينه رواه الحاكم عن أبي بكر بن أبي نصر: نا
__________
[1] ج 8/ 153، 154 باب: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ.

(22/238)


البُوشَنجيّ، نا النُّفَيْليّ: ثنا مسكين بن بُكَيْر: ثنا شُعْبة، عن خالد الخُزَاعيّ الأصغر، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وهو ابن عمر: أنّها نسخت إِنْ تُبْدُوا ما في أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ 2: 284 [1] الآية.
وقال الحاكم: ثنا الأصمّ، ثنا الصَّغَانيّ: أخبرني محمد بن إبراهيم، ثنا النُّفَيليّ، فذكر حديثا. ثمّ قال الحاكم: ثناه محمد بن جعفر، ثنا البُوشَنْجيّ وقال: ثنا عنه بسَرْخَس: عبد الله بن المغيرة المُهَلَّبيّ، وبمَرْو: محمد بن أحمد بن حاتم، وجماعة، وبِتِرْمِذ: أبو نصر محمد بن محمد، وبِبُخارَى:
أحمد بن سهل الفقيه، وبسَمَرْقَنْد: عبد الله بن محمد الثّقفيّ، وبنَسْف:
أحمد بن جمعة.
قلت: وقد وقع لي حديثه عاليًا: أَخْبَرَنِي محمد بْنُ عَبْدِ السَّلامِ، وَأَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ كِنْدِيٍّ، قِرَاءَةً عَنِ الْمُؤَيَّدِ الطُّوسِيِّ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيَّ، أَخْبَرَهُ عَنْ عَبْدِ الْمُعِزِّ الْهَرَوِيِّ، أَنَّ تَمِيمًا الْمُؤَدِّبَ أَخْبَرَهُ عَنْ زَيْنَبَ الشَّعْرِيَّةِ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ أَخْبَرَهَا قَالَ: أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَسْرُورٍ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ الزَّاهِدُ سنة أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِمِائَةٍ: ثَنَا محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ صَلاحٍ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَسَدُ فِي اثْنَتَيْنِ:
رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَقَامَ بِهِ، وَأَحَلَّ حَلالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالا، فَوَصَلَ رَحِمَهُ، وَعَمِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ، تَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِثْلَهُ.
وَمَنْ يَكُنْ فِيهِ أَرْبَعٌ فَلا يَضُرُّهُ مَا زَوَى عَنْهُ مِنَ الدُّنْيَا: حُسْنُ خَلِيقَةٍ، وَعَفَافٍ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحِفْظُ أَمَانَةٍ» [2] . تُوُفّي أبو عبد الله في غرّة المُحَرَّم سنة إحدى وتسعين، ودُفِن من الغد، ومولده سنة أربع ومائتين [3] .
__________
[1] سورة البقرة، الآية 284.
[2] ذكره السبكي في طبقات الشافعية الكبرى 2/ 192، والسيوطي في الجامع الصغير، ونسبه إلى ابن عساكر.
[3] ذكره ابن أبي حاتم في: الجرح والتعديل 7/ 187 وقال: «كتب إليّ ببعض فوائده» .

(22/239)


354- محمد بن إبراهيم بن سعد بن قُطْبَةَ.
أبو عبد الله القَيْسيّ النَّيْسابوريّ.
سمع: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه، وجماعة.
وعنه: أحمد بن أبي عثمان الحِيريّ، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى أيضًا، وقد تردَّد أيضًا إلى أحمد بن حرب الزّاهد.
355- محمد بن إبراهيم بن شبيب [1] .
أبو عبد الله الأصبهاني العسّال.
سمع: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وحبّان بن بشْر القاضي، ومحمد بن المغيرة.
وعنه: أبو الشَّيْخ، وأبو أحمد العسّال، وأحمد بن بُنْدار، والطَّبَرانيّ، وغيرهم.
وكان أحد الثّقات ببلده [2] .
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
وَقَالَ أبو عبد الله بْنُ مَنْدَهْ: حَدَّثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمْرٍو [الْبَجَلِيِّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ الله رأسه رأس حمار» ] [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن شبيب) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 51، 52، وفيه تحرّف «شبيب» إلى «حبيب» ، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 217، 218.
[2] وثّقه أبو نعيم.
[3] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من (ذكر أخبار أصبهان 2/ 218) والحديث رواه البخاري في صلاة الجماعة 2/ 153 باب: إثم من رفع رأسه قبل الإمام، ومسلم في الصلاة (رقم 623) باب: التشديد في الّذي يرفع رأسه قبل الإمام، والنسائي 2/ 96 في الإمامة، باب:
مبادرة الإمام، والطبراني في معجمه الصغير 1/ 110.
وفي رواية لأبي هريرة، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإمام أن يحوّل الله رأسه رأس شيطان» . (معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي- بتحقيقنا- 147 رقم 102) . وفي رواية أخرى قال: «الّذي يرفع رأسه ويخفضه قبل الإمام فإنما ناصيته بيد شيطان» . (أخرجه الإمام مالك في الموطّأ 1/ 92 في الصلاة، باب: ما يفعل من رفع رأسه قبل الإمام) .

(22/240)


356- محمد بن إبراهيم بن بُكَيْر بن حبيب الطَّيَالِسيّ [1] .
عن: أبي الوليد الطَّيَالِسيّ، وغيره.
وعنه: الحسين بن أحمد السَّرِيّ، والطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
357- محمد بن إبراهيم بن خليل الفقيه.
أبو عبد الله مفتي هَمَدان وعالمها.
وروى عن: أحمد بن بُدَيْل، وإبراهيم بن أحمد بن يعيش.
وعنه: موسى بن سعيد الفرّاء، وأحمد بن محمد بن صالح، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
358- محمد بن إبراهيم بن سعيد الأصبهانيّ الوشّاء [2] .
عَنْ: طالوت بْن عَبَّاد، وعبد الواحد بْن غياث، وجماعة.
وعنه: أبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الشَّيخ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين، وهو صدوق.
359- محمد بن أحمد بن البراء [3] .
القاضي أبو الحَسَن العَبْديّ البغداديّ.
سمع: عليّ بن المَدِينيّ، وَخَلَفَ بن هشام، والمعَافَى بن سليمان، وجماعة.
وعنه: عثمان بن السّمّاك، وابن قانع، والطَّبَرانيّ، وعبد الرحمن والد المخلّص، ومحمد بن إسحاق بن أيّوب، ومحمد بن عليّ بن سهل الأصبهانيّان، وآخرون.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن بكير) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 34، 35 وفيه: «محمد بن بكير الطيالسي» .
[2] انظر عن (محمد بن إبراهيم الوشّاء) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 49، 550.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن البراء) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 13، 14، وتاريخ بغداد 1/ 281، 282 رقم 123، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 47 رقم 69، وغاية النهاية 2/ 56 رقم 2709، وتذكرة الحفاظ 2/ 659.

(22/241)


وقرأ على خَلَف وهشام ختمات، وأقرا فَعَرَض عليه: أحمد بن محمد الدّيباجيّ، وعلي بن سعيد، وعثمان بن السّمّاك، وأبو بكر النّقّاش.
وثّقه الخطيب [1] .
ومات في شوّال سنة إحدى وتسعين ومائتين.
360- محمد بن أحمد بن عياض [2] .
أبو عُلاثَة المصريّ.
عن: محمد بن رُمْح، وحَرْمَلة.
وعنه: على بن محمد المصريّ، والطَّبَرانيّ، ومحمد بن أحمد الصّفّار، وحُمَيْد بن يونس، وجماعة.
وتفرد عن أبيه أبي غسّان أحمد بن عِياض بن أبي طيبة بما يُنْكَر.
وروى أيضًا عن: عبد الله بن يحيى بن مَعْبَد المراديّ، ومكّيّ بن عبد الله الرُّعَيْنيّ، ومحمد بن سَلَمة المُراديّ.
كنّاه الطَّبَرانيّ، وابن يونس.
مات من ضرب الدّولة في رمضان سنة إحدى وتسعين، شهد عليه عَوَامُّ بأمورٍ، ثمّ تبيّن أنّه مظلوم.
وكان بارعًا في الفرائض.
361- محمد بن أحمد بن النَّضْر [3] .
أبو بكر البغداديّ النَّضْريّ الأزْدي.
سمع: جدّه معاوية بن عمرو الأزْديّ، والقَعْنَبيّ، وأبا غسان النّهديّ،
__________
[1] في تاريخه 1/ 281.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن عياض) في:
ميزان الاعتدال 3/ 465، وسير أعلام النبلاء 13/ 554 رقم 280، ولسان الميزان 5/ 57، 58.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن النضر) في:
تاريخ بغداد 2/ 364 رقم 306، والمنتظم 6/ 47، 48 رقم 70، والعبر 2/ 90.

(22/242)


وسَعْدُوَيْه، وابن الأصبهاني.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر النّجّاد، والشّافعيّ، وأبو سهل القطّان، والطَّبَرانيّ، وخلْق.
وعاش خمسًا وتسعين سنة.
وثّقه عبد الله بن أحمد بن حنبل [1] .
ومات في صَفَر سنة إحدى أيضًا [2] .
362- محمد بن أحمد بن سليمان [3] .
أبو العبّاس الهَرَويّ الفقيه الحافظ.
رحل إلى الشّام، وسمع: أبا عُمَيْر عيسى بن النّحّاس، وموسى بن عامر، والهيثم بن مروان، وأبا حفص الفلّاس، وطبقتهم.
وعنه: شيوخ أصبهان عبد الرحمن بن سِياه، وأحمد بن بُنْدار، وأبو الشّيخ، ومحمد بن إسحاق بن أيّوب، وغيرهم.
وله تصانيف.
مات ببَرُوجِرْد سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
363- محمد بن أحمد داود [4] .
أبو بكر المؤَدّب.
عن: أبي كامل الجحدريّ، وهشام بن عمّار، وجماعة.
وعنه: محمد بن مَعْمَر الأصبهانيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة أربع وتسعين.
وقال الدّار الدّارقطنيّ: لا بأس به [5] .
__________
[1] قال هو ومحمد بن عبدوس: ثقة لا بأس به.
[2] وكانت ولادته سنة ست وتسعين ومائة.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن سليمان) في:
العبر 2/ 94، ومرآة الجنان 2/ 221.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد بن داود) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 19، وتاريخ بغداد 1/ 301 رقم 165.
[5] تاريخ بغداد.

(22/243)


364- محمد بن إبراهيم بن حمدون [1] .
أبو الحَسَن الكوفيّ الخزّازّ.
سمع: أبا كُرَيْب، وعيسى بن الْجَهْم، وجماعة.
وعنه: أبو محمد بن ماسي، وعثمان بن أحمد الرّزّاز.
تُوُفّي سنة سَبْعٍ وتسعين.
365- محمد بن أحمد بن نصر الفقيه [2] .
أبو جعفر التِّرْمِذيّ، شيخ الشّافعية بالعراق.
قَالَ ابن شُرَيْح: رحل وسمع: يحيى بن بُكَيْر، ويوسف بن عدي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، و ( ... ) [3] بن إبراهيم الطيبي القواريري، وطبقتهم، وتفقه على أصحاب الشافعي، وهو صاحب [ذلك] [4] المذهب.
روى عنه: عبد الباقي بن قانع، وأحمد بن كامل، وأحمد بن يوسف بن خلّاد، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ.
وكان إمامًا قُدْوة، زاهدًا ورعا، قانعا باليسير، كبير القدر.
قال الدّار الدّارقطنيّ: ثقة مأمون [5] .
حكى أبو إسحاق إبراهيم بن السَّرِيّ الزَّجّاج أنّه كان يُجْري عليه في الشّهر
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم بن حمدون) في:
تاريخ بغداد 1/ 399 رقم 372.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن نصر) في:
تاريخ بغداد 1/ 365، 366 رقم 307، والمنتظم 6/ 80 رقم 107، والكامل في التاريخ 8/ 13، ووفيات الأعيان 2/ 334 رقم 544، وتهذيب الأسماء واللغات 1/ 92- 94 رقم 26، وطبقات الفقهاء للشيرازي 86، والمختصر في أخبار البشر 2/ 62، وطبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 56، وتاريخ ابن الوردي 1/ 249، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 1/ 288، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 298، 299 رقم 273، والعبر 2/ 103، ودول الإسلام 1/ 179، وتذكرة الحفاظ 2/ 639، ومرآة الجنان 2/ 224، والوافي بالوفيات 2/ 70، والبداية والنهاية 11/ 107 وفيه «محمد بن محمد بن نصر» ، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 37، 38، وشذرات الذهب 2/ 220 وفيه: «محمد بن أحمد بن جعفر» .
[3] في الأصل بياض، ولم أعثر على اسمه في كتب التراجم والأنساب.
[4] في الأصل بياض.
[5] المنتظم 6/ 80 وزاد: «ناسك» .

(22/244)


أربع تمرات [1] .
قَالَ: وكان لا يسأل أحدًا شيئًا.
وقال محمد بن موسى بن حمّاد: أخبرني أنّه تَقَوَّت بضعة عشر يومًا بخمس حبّاتٍ وقال: لم أكن أملك غيرها، فاشتريت بها لِفْتًا، وكنت [آكل كلَّ يومٍ واحدة] [2] .
وقال الإمام أبو زكريّا النَّوَويّ: أبى أبو [3] جعفر الْجَزْم بطهارة شِعْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ خالف في هذه المسألة جمهور الأصحاب.
قلت: يجب على كلّ مسلم الاعتقاد بطهارة رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ لمّا حلق رأسه [فرّق] [4] شَعْرَه [الطاهر] [5] المطهَّر على أصحابه [6] ، ولم يكن ليفرّق عليهم شيئًا نجِسًا.
قَالَ أحمد بن عثمان [السِّمسار والد أبي] [7] حفص: حضرت عند أبي جعفر التِّرْمِذيّ، فسُئِل عن حديث « [إن الله تعالى ينزل إلى سماء] [8] الدُّنيا» فالنُّزول كيف يكون يبقى فوقه عُلُوّ؟ فَقَالَ: النُّزول معقول، والْكَيْفُ مجهولُ، والإيمان به واجب، والسُّؤال عنه بِدْعة.
قَالَ أحمد بن كامل: لم يكن للشّافعية بالعراق أرأس منه ولا أورع، ولا أكثر تقلّلا.
__________
[1] هكذا في الأصل، والمرجّح أن في الأصل نقصا، تدلّ عليه رواية ابن السريّ الزجّاج، في:
تاريخ بغداد 1/ 366 فقال: «إنه كان يجري عليه أربعة دراهم في الشهر، وكان لا يسأل أحدا شيئا» .
[2] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد 1/ 366.
[3] في الأصل: «أبا» .
[4] في الأصل بياض.
[5] في الأصل بياض.
[6] وقد صحّ أن أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والحلّاق يحلقه، وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلّا في يد رجل» . أخرجه مسلم في الفضائل و 2325) باب:
قرب النبي عليه السلام من الناس.
[7] في الأصل بياض، والّذي بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد 1/ 365.
[8] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من تاريخ بغداد.

(22/245)


توفّي أبو جعفر، رحمه الله، في المحرَّم سنة خمسٍ وتسعين، وقد أكمل أربعًا وتسعين سنة.
ونُقِل أنّه اختلط بآخره.
366- محمد بن أحمد بن بالويه [1] .
أبو العبّاس النَّيْسابوريّ، صدر محشم يُلَقَّب: عصيدة.
حدَّث عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وغيره.
وروى الحديث عنه جماعة.
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
367- محمد بن أحمد بن خُزَيْمة.
أبو مَعْمَر البصْريّ.
تُوُفّي بمصر سنة ستٍّ أيضًا.
وروى عنه: أبو سعيد بن يونس.
368- محمد بن أحمد بن الضّحّاك.
أبو بكر الْجَدَليّ إمام جامع دمشق، وابنه إمام جامع دمشق.
روى عن: هشام بن عمّار، ومحمد بن رُمْح المصريّ، وجماعة.
وعنه: أبو عليّ بنٍّ هارون، وأبو أحمد بن النّاصح المفسّر.
بقي إلى سنة ستٍّ وتسعين.
369- محمد بن أحمد بن أبي خَيْثَمة زُهَيْر بن حرب [2] .
الحافظ أبو عبد الله بن الحافظ أبي بكر ابن الحافظ أبي خيثمة النّسائيّ ثمّ البغداديّ.
__________
[1] هو غير «محمد بن أحمد بن بالويه» الّذي يكنى أبا عليّ النيسابورىّ، فذاك مات سنة 374، وذكره الخطيب في: تاريخ بغداد 1/ 282 رقم 125.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي خيثمة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 16، وتاريخ بغداد 1/ 303، 304 رقم 172، والمنتظم 6/ 113، 114 رقم 157، والعبر 2/ 107، وتذكرة الحفاظ 2/ 742، ومرآة الجنان 2/ 227، والبداية والنهاية 11/ 117.

(22/246)


سمع: أباه، ونصر بن عليّ الْجَهْضَميّ، وعَبّاد بن يعقوب الرَّوَاجِنيّ، وأبا حفص الفلّاس، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن كامل، وابن مُقْسم، والطَّبَرانيّ، وغيرهم.
قَالَ ابن كامل: أربعة كنت أحب بقاءهم: أبو جعفر الطَّبَريّ، ومحمد بن البربريّ، وأبو عبد الله بن أبي خَيْثَمة، والمَعْمَريّ، فما رأيت أحفظ منهم [1] .
وقال الخطيب [2] : كان أبوه أبو بكر يستعين به في عمل التّاريخ.
ومات في ذي العقدة سنة سبع وتسعين.
370- محمد بن أحمد بن يحيى بن قضاء، بالقاف.
أبو جعفر البصّريّ الْجَوْهريّ.
عن: هُدْبة بن خالد، وعبد الواحد بن غياث، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وأبو الطَّاهر الذُّهَليّ قاضي مصر. وربّما نسبوه إلى جدّه، فقيل: محمد بن قضاء الْجَوْهريّ الرّاوي عن سليمان الشَّاذكونيّ، وغيره.
أمّا:
محمد بن فَضاء، بالفاء.
فقد مرّ في عَشْر السّتّين ومائة.
371- محمد بن أحمد بن كيسان [3] .
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 304 وفيه: «فما رأيت أفهم منهم ولا أحفظ» .
[2] القول ليس للخطيب، بل لأبي عبد الله محمد بن الحسين الزعفرانيّ، وهو ذكره في تاريخه 1/ 304.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن كيسان) في:
الفهرست لابن النديم 1/ 81، وتاريخ بغداد 1/ 335 رقم 244، والمنتظم 6/ 114 رقم 158، والكامل في التاريخ 8/ 67، ومعجم الأدباء 17/ 137- 141، ونزهة الألبّاء 301، 302، والمختصر في أخبار البشر 2/ 66، وتاريخ ابن الوردي 1/ 253، والعبر 2/ 113، ومرآة الجنان 2/ 236، والبداية والنهاية 11/ 117، والوافي بالوفيات 2/ 31، 32، وشذرات الذهب

(22/247)


أبو الحَسَن البغداديّ النَّحْويّ.
أخذ عن: البصْريّ، والكوفيين، وبرع في العربية وصنّف التّصانيف.
وكان أبو بكر بن مجاهد المقرئ يقول: هو أنحى من الشّيخين، يعني: ثعلبًا، والمبرَّد [1] .
وصنّف كتاب «غريب الحديث» ، وكتابًا في القراءات، وكتاب «الوقف والابتداء» ، وكتاب «المهذَّب في النَّحْو» ، وغير ذلك [2] .
وتُوُفّي في ذي القعدة سنة تسعٍ وتسعين.
قَالَ ابن بُرْهان [3] : قصدت ابن كَيْسان لأقرا عليه كتاب سِيبَويْه، فقال:
اذهب به إلى أهله. يعني الزَّجّاج، وابن السّرّاج.
372- محمد بن أحمد بن جعفر بن أبي جميلة [4] .
أبو العلاء الذُّهَليّ الوَكِيعيّ الكوفيّ.
نزل مصر.
سمع: عاصم بن عليّ، وعليَّ بنَ الْجَعْد، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن الصّبّاح الدّولابيّ، وعليّ بن المدينيّ، وأحمد بن صالح المصريّ، وطبقتهم.
روى عنه: أبو سعيد بن يونس وقال: كان ثقة ثبتًا، وحمزة الكِنانيّ، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، والحسن بن رشيق، وعبد الله بن عديّ الحافظ، والحسين بن الأخضر الأسيوطيّ، ومحمد بن عبد الله بن حيّويه صاحب النّسائيّ، وأبو
__________
[2] / 232، ومفتاح السعادة 1/ 138، وكشف الظنون 480، 1160، 1205، 1455، 1703، 1730، 1914، وهدية العارفين 2/ 23، ومعجم المؤلفين 8/ 311.
[1] المنتظم 6/ 114.
[2] الفهرست 1/ 81.
[3] هو: أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان، كما في: تاريخ بغداد 1/ 335.
[4] انظر عن (محمد بن أحمد الوكيعي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 79، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 14/ 338 ب، وتهذيب الكمال (المصوّر) 1159، والعبر 2/ 115، وسير أعلام النبلاء 14/ 138، 139 رقم 71.
وتهذيب التهذيب 9/ 21 رقم 30، وتقريب التهذيب 2/ 142 رقم 24، وخلاصة تذهيب التهذيب 325، والنجوم الزاهرة 3/ 181، وحسن المحاضرة 1/ 294.

(22/248)


إسحاق محمد بن القاسم بن شعْبان القُرْطُبيّ، وأبو بكر محمد بن عليّ التِّنِّيسيّ، وجماعة.
توفّي في جمادى الآخرة سنة ثلاثمائة، وعاش ستًّا وستّين سنة.
373- محمد بن أحمد بن عبد الله العبيدي المصريّ.
عُرِف بابن العُرَيْنيّ.
عن: زُهير بن عَبّاد.
وعنه: حمزة في «مجلس البطاقة» .
وتُوُفّي في ربيع الآخر سنة ثلاثمائة.
374- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد.
أبو عبد الله بن كَيْسان الواسطيّ.
سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْمًا، وأحمد بن صالح، والعلاء بن مسلم.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، وأبو محمد بن السّقّاء، وأبو بكر الإسماعيليّ، وغيرهم.
375- محمد بن أحمد بن خالد الزُّرَيْقيّ البصْريّ.
عن: عبد الله بن مَسْلَمَة القَعْنَبيّ.
وعنه: هلال بن محمد، وعبد الله بن عديّ الحافظ.
376- محمد بن أحمد بن مهديّ [1] .
أبو عُمارة البغداديّ.
عن: أبي بكر بن أبي شيبة، ولُوَيْن.
وفي حديثه مناكير [2] .
روى عنه: ابن السّمّاك، وأبو بكر الشّافعيّ، ودعلج.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن مهدي) في:
تاريخ بغداد 1/ 360، 361 رقم 296.
[2] تاريخ بغداد، وزاد: «وغرائب» .

(22/249)


ضعّفه الدّار الدّارَقُطْنيّ جدًّا [1] .
377- محمد بن أحمد بن المُثَنَّى.
أبو عبد الله النَّيْسابوريّ الحافظ.
سمع: ابن راهَوَيْه، ومحمد بن إبراهيم بن الفُضَيْل، والفلّاس، وعبد الجبّار بن العلاء، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن إسحاق بن إبراهيم.
378- محمد بن أحمد بن سُفْيان التِّرْمِذيّ.
عن: عُبَيْد الله القواريريّ، وغيره.
379- محمد بن إسحاق بن أَعْيَن [2] .
أبو ربيعة الرّبعيّ المكّيّ المؤذّن بالمسجد الحرام، المقرئ.
قرأ على: البزّيّ، وقُنْبُل.
وصنَّف قراءة ابن كثير. وكان من جلّة المقرءين.
أقرأ في حياة شيخيه.
عرض عليه: محمد بن الصّبّاح، ومحمد بن عيسى بُنْدار، وعبد الله بن أحمد البلْخيّ، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق، ومحمد بن الحَسَن النّقّاش، وآخرون.
وقال ابن بُنْدار: مات في رمضان سنة أربعٍ وتسعين [3] .
380- محمد بْن إسحاق بْن إِبْرَاهِيم الْبَيْهَقِيُّ.
أبو العبّاس الزاهد.
عن: محمد بن حُمَيْد، وأحمد بن منيع.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 361.
[2] انظر عن (محمد بن إسحاق بن أعين) في:
غاية النهاية 2/ 99 رقم 2849 وفيه: «محمد بن إسحاق بن وهب بن أعين بن سنان» .
[3] وقال الوافي: أخذ القراءة عرضا عن البزّ، وقنبل، وضبط عنهما روايتهما وصنّف ذلك في كتاب أخذه الناس عنه وسمعوه منه، وهو من كبار أصحابهما وقدمائهم من أهل الضبط والإتقان والثقة والعدالة وأقرأ الناس في حياتهما.

(22/250)


وعنه: أبو حامد الخطيب، ومحمد بن محمد الْجُرْجانيّ، وجماعة.
381- محمد بن إسحاق المستملي النَّيْسابوريّ.
عُرِفَ بالمسوّف.
سمع: إسحاق بن أبي شيبة، وطبقته.
وعنه: محمد بْن صالح بْن هانئ، وأبو الفضل بن إبراهيم.
382- محمد بن إسحاق بن الصّبّاح النَّيْسابوريّ التّاجر.
عن: ابن راهَوَيْه، وعمرو بن زرارة.
وعن: ابن الأخرم، ومحمد بن صالح بن هانئ، وقاسم بن غانم.
383- محمد بن أحمد بن عَبْدُوس [1] .
أبو عبد الملك الرَّبْعيّ، الصُّوريّ.
عن: إِبْرَاهِيم بْن هشام الغسّانيّ، وصَفْوان بْن صالح، وسُليمان ابن بِنْت شُرَحْبيل.
وعنه: أبو علي بن هارون الأنصاريّ، والطَّبَرانيّ، وابن عديّ.
384- محمد بن أسد بن يزيد [2] .
الزَّاهد المُعَمَّر أبو عبد الله المَدِينيّ الأصبهانيّ.
سمع: مجلسًا من أبي داود الطَّيَالِسي، وتفرّد في الدُّنيا بالسَّماع منه.
وروى حديثًا واحدًا عن هزيمة بن عبد الأعلى.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبدوس) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 41، والأنساب 357 ب، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 370 و 4/ 41 و 11/ 274 و 29/ 109 و 36/ 338 و 510 و 40/ 554 و (43/ 572) وفيه:
«محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس بن جرير» . ويقال: ابن عبد القدوس، و 46/ 20، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 4/ 77، 78 رقم 1286.
وفي المعجم الصغير للطبراني أيضا 2/ 10: «محمد بن عبدوس بن كامل السرّاج» ، وهو غيره.
[2] انظر عن (محمد بن أسد) في:
المعجم الصغير للطبراني 1/ 251، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 232، 233، وسير أعلام النبلاء 13/ 534، 535 رقم 267، وتذكرة الحفاظ 2/ 643، وميزان الاعتدال 3/ 480، والعبر 2/ 96، ومرآة الجنان 2/ 22، والوافي بالوفيات 2/ 201، ولسان الميزان 5/ 73، وشذرات الذهب 2/ 215.

(22/251)


وعاش نحو المائة أو جاوزها، وَأُقْعِدَ.
وكان ممّن طال عمره وحسُن عمله.
وقيل: كان مُجاب الدَّعوة [1] .
روى عنه: أبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ، وأحمد بن بُنْدار، وأبو الشَّيخ.
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين [2] . وهو ممّن عاش بعد تاريخ سماعه تسعين سنة، وَهُمْ قليل.
قَالَ أبو عبد الله بن مَنْدَه: محمد بن أسد الأصبهانيّ، حدَّث عن الطَّيَالِسيّ بمناكير [3] .
385- محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مَخْلَد المَرْوَزِيّ [4] .
القاضي أبو الحَسَن بن راهوَيْه.
سمع: أباه، وعلي بن حُجْر، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المَدِينيّ، وأبا مُصْعَب، وطائفة.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وابن قانع، وأحمد بن خُزَيْمة، وأحمد بن جعفر بن مسلم، وسليمان الطَّبَرانيّ.
وكان من الفقهاء والعلماء.
ولي قضاء مَرْو، ثم قضاء نَيْسابور. وقد تُوُفّي والده وهو غائب في الرّحلة.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 232.
[2] ولكن الطبراني يقول إنه سمع من محمد بن أسد بمدينة أصبهان سنة 295 هـ.
[3] وقال أبو نعيم: كان من المعمّرين مستجاب الدعوة، توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين، سمع من أبي داود الطيالسي مجلسا. وسمع من هريم بن عبد الأعلى الأسدي حديثا واحدا، وكان مقعدا.
[4] انظر عن (محمد بن إسحاق بن إبراهيم) في:
الجرح والتعديل 7/ 169 رقم 1104، والمعجم الصغير للطبراني 2/ 27، 28، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 269 رقم 383، والمنتظم 6/ 63 رقم 94، والكامل في التاريخ 7/ 553، والعبر 2/ 98، وميزان الاعتدال 3/ 476، وسير أعلام النبلاء 13/ 544، 545 رقم 275، والوافي بالوفيات 2/ 196، والبداية والنهاية 11/ 102، ولسان الميزان 5/ 65، 66، وشذرات الذهب 2/ 216.

(22/252)


قَالَ أبو عبد الله بن الأخرم الحافظ: سمعته يقول: دخلتُ على أحمد بْن حنبل فَقَالَ: أنت ابن أبي يعقوب؟ قلت: نعم.
قَالَ: أما إنّك لو لزِمْتَه كان أكثر لفائدتك. فإنك لن ترى مثله [1] .
يقول الحاكم إن أبا الحسن تُوُفّي بمَرْو، وهذا وهْم. فإنّ ابن المنادي، وابن قانع قَالَ: قَتَلَتْه القَرَامطة بطريق مكّة سنة أربعٍ وتسعين [2] .
386- محمد بن إسحاق بن مَلَّة [3] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ المسوحيّ.
سمع الكثير من: لُوَيْن، وطبقته.
وعنه: أبو أحمد العسال، وأبو الشيخ [4] ، 387- ومحمد بن إسحاق المسوحي [5] .
آخر أَقْدَمُ من هذا.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد، وعَمْرو بن مرزوق، والقَعْنَبيّ، وأبا سَلَمَةَ التَّبُوذكيّ، وسهل بن عثمان، وعدّة، وكان من الحُفّاظ المشهورين.
روى عنه ابن أبي حاتم وقال: هو صدوق.
388- محمد بن إسماعيل المقرئ الزّاهد [6] .
__________
[1] طبقات الحنابلة 1/ 269 وفيه: «فإنك لم تر مثله» .
[2] المنتظم 6/ 63، وقال ابن الجوزي: وكان عالما بالفقه مستقيم الحديث جيد الطريقة.
[3] انظر عن (محمد بن إسحاق بن ملّة) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 222.
[4] قال أبو نعيم: توفي سنة تسع وتسعين ومائتين، من الثقات، حدّث عن لوين، والرازيين، والأصبهانيّين.
[5] انظر عن (محمد بن إسحاق المسوحي) في:
الجرح والتعديل 7/ 169 رقم 1102.
[6] انظر عن (محمد بن إسماعيل المقرئ) في:
المنتظم 6/ 113 رقم 156، والبداية والنهاية 11/ 117 وقد ذكره بكنيته فقال: أبو عبد الله المغربي.

(22/253)


أحد مشايخ الصُّوفيّة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين ومائتين ودُفِن مع شيخه عليّ بن رَزِين الزّاهد الصُّوفيّ على طُور سَيْناء [1] .
389- محمد بن إسماعيل بن مِهْران [2] .
الحافظ أبو بكر الإسماعيليّ النَّيْسابوريّ لا الْجُرْجانيّ.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وعبد الله بن الجرّاح، وهشام بن عمّار، وطبقتهم.
وعنه: عبد الله بن صالح، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
وكان أحد أركان الحديث بنَيْسابور.
له مصنَّفات مُجَوَّدة.
قَالَ الحاكم: جمع حديث الزُّهْريّ وجَوَّده، وكذلك حديث مالك، ويحيى بن سعيد، وموسى بن عُقْبة. وبقي مريضًا ستّ سنين. عهِدْتُ مشايخَنا لا يصحّحون سماعَ مَنْ سَمِع منه في المرض، فإنه كان لا يقدر أن يحرِّك لسانه إلّا بلا. فكان إنْ قِيلَ له: كما قرأنا عليك، قَالَ: لا لا لا، ويُحرِّك رأسه بنعم.
وأمّا عبد الله بن سعد، فحدَّثني أنّه كان ما يقدر أن يحرّك رأسه، وقال: لم يصحّ عنه إلّا حديث واحد، فإنّي قرأته عليه غير مرّة، إلى أن أشار بعينه إشارةً، فهمتها عنه أَنْ نعم.
قَالَ الحاكم: تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين في ذي الحجّة.
390- محمد بن إسماعيل بن عامر [3] .
__________
[1] قال ابن الجوزي: هو أستاذ إبراهيم الخوّاص، حجّ على قدميه سبعا وتسعين حجّة.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل بن مهران) في:
الكامل في التاريخ 8/ 13، والأنساب 36 ب، والعبر 2/ 103، وميزان الاعتدال 3/ 485، وسير أعلام النبلاء 14/ 117، 118 رقم 60، وتذكرة الحفاظ 2/ 682، 683، ومرآة الجنان 2/ 225، ولسان الميزان 5/ 81، 82، وطبقات الحفاظ 296، 297، وشذرات الذهب 2/ 221.
[3] انظر عن (محمد بن إسماعيل بن عامر) في:

(22/254)


أبو بكر الرُّقّيّ التّمّار.
سكن بغداد، وروى عن: أحمد بن سِنان الواسطيّ، والسَّرِيّ السَّقَطيّ.
وعنه: أبو عمرو بن السّمّاك.
بقي إلى بعد التّسعين ومائتين [1] .
391- محمد بن إسماعيل التَّميمي الأصبهانيّ [2] .
عن: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، وغيره.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
392- محمد بن أسلم [3] .
أبو عبد الله اللّارديّ [4] الأندلسيّ.
رحل وسمع: يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان الجيزيّ، ومحمد بن عزيز.
تُوُفّي بالأندلس سنة خمسٍ وتسعين [5] .
393- محمد بن أيّوب بن ضريس [6] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 2/ 45، 46 رقم 437.
[1] قال عثمان بن أحمد: سألت محمد بن إسماعيل أبا بكر ونحن نسمع منه في سنة اثنتين وتسعين ومائتين، فقلت: كم أتى لك من السّنّ؟ فقال: أمّا أمّي فإنّها كانت تقول: ولدت في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وقال لي بعض أصحابنا: لا، أنا أعلم بهذا منها، ولدت في سنة ثلاثين ومائتين. قال أبو عمرو الدّقّاق: وكأنه كان له من السنّ إلى وقت كنّا نسمع منه على قول والدته ستين سنة، وعلى قول صاحبه اثنتين وستين سنة، وكان أسود اللحية.
[2] انظر عن (محمد بن إسماعيل التميمي) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 275.
[3] انظر عن (محمد بن أسلم) في:
تاريخ علماء الأندلس 2/ 20 رقم 1947، وجذوة المقتبس 42 رقم 24.
[4] في الأصل «الأزدي» وهو تصحيف. واللّارديّ: نسبة إلى مدينة لاردة بالأندلس.
[5] ورّخه بها ابن الفرضيّ. أما الحميدي فورّخه بسنة 300 هـ. (جدوة المقتبس) .
[6] انظر عن (محمد بن أيوب) في:
الجرح والتعديل 7/ 198 رقم 1114، ودول الإسلام 1/ 178، والعبر 2/ 98، وسير أعلام النبلاء 13/ 449- 453 رقم 222، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1196، والوافي بالوفيات 2/ 234، وطبقات الحفاظ 283، وشذرات الذهب 2/ 216، وذكره ابن الجوزي في ترجمة (محمد بن إبراهيم العسال) في: المنتظم 6/ 398 رقم 676.

(22/255)


أبو عبد الله البَجَليّ الرّازيّ.
شيخ الرَّيّ ومُسْنِدُها.
وُلِد في حدود المائتين.
وسمع: مسلم بن إبراهيم، والقعنبيّ، ومحمد بن كثير العَبْديّ، وموسى بن إسماعيل، وأبا الوليد، وطبقتهم.
وعنه: ابن أبي حاتم ووثَّقه [1] ، وعلى بن شَهْريار، وأحمد بن إسحاق بن مِنْجاب الطّيّبيّ، وإسماعيل بن نُجَيْد، وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وخلْق كثير.
تُوُفّي في يوم عاشوراء سنة أربعٍ وتسعين بالرّيّ.
وله كتاب «فضائل القرآن» في أربعة أجزاء سمعناه. وآخر من روى حديثه عاليًا أبو الرَّوْح الهَرَويّ، وكان ذا معرفة وحِفْظ، وعُلُوّ رواية.
وقد أورد ابن عُقْدة وفاته في يوم عاشوراء سنة خمسٍ، والأوّل أصحّ.
وثّقه الخليليّ، وقال: هو محدِّث. وجَده يَحْيَى، من أصحاب سُفْيان الثَّوريّ.
394- محمد بن بُنْدار بن سهل الأستراباذيّ.
عن: أبي مُصْعَب الزُّهْريّ.
وعنه: أبو بكر الإسماعيليّ.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
395- محمد بن جعفر بن أعين [2] .
أبو بكر البغداديّ.
__________
[1] فقال: كتبنا عنه وكان ثقة صدوقا. (الجرح والتعديل) .
[2] انظر عن (محمد بن جعفر بن أعين) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 85، وتاريخ بغداد 2/ 128، 129 رقم 521، والمنتظم 6/ 59، وسير أعلام النبلاء 13/ 566، 567 رقم 287.

(22/256)


عن: عفّان، وعاصم بن أبي عليّ، وأبي بكر بن أبي شيبة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، ومحمد بن عبد الله بن حَيَّوَة النَّيسابوريّ، وجماعة من المصريّين.
وكان ثقة. قاله الخطيب [1] .
وتُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
396- محمد بن جعفر بن محمد [2] .
أبو بكر بن الأمام الرَّبَعيّ الحنفيّ البغداديّ. نزيل دِمياط.
سمع: إسماعيل بن أبي أويس، وأحمد بن يونس اليربوعيّ، وغيرها، وعلي بن المَدِينيّ، وهذه الطبقة.
وعنه: ن. وقال: ثقة [3] ، وأبو عليّ بن هارون، وأبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر بن عليّ النّقّاش، وأبو القاسم الطّبرانيّ، وآخرون.
توفّي سنة ثلاثمائة يوم عيد النحر [4] .
397- محمد بن جعفر [5] .
أبو عمر الكوفيّ القتّات.
__________
[1] في تاريخه 2/ 129.
[2] انظر عن (محمد بن جعفر الربعي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 90، وتاريخ بغداد 2/ 130، 131 رقم 523، والمعجم المشتمل لابن عساكر 230، 231 رقم 781، والمنتظم 6/ 120، وتهذيب الكمال (المصوّر) 3/ 1182، والعبر 2/ 115، وسير أعلام النبلاء 13/ 568 رقم 290، والكاشف 3/ 25 رقم 4841، وتهذيب التهذيب 9/ 95 رقم 127، وتقريب التهذيب 2/ 150 رقم 106، وخلاصة تذهيب التهذيب 330، وشذرات الذهب 2/ 236.
[3] المعجم المشتمل 231.
[4] وثّقه ابن يونس، وقال: قدم مصر، وكان تاجرا وسكن دمياط وحدّث بها.
وقال ابن الإمام الدمياطيّ عن نفسه لأبي عبد الرحمن النسائي: ولدت في سنة أربع عشرة ومائتين. (تاريخ بغداد) :
[5] انظر عن (محمد بن جعفر القتّات) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 23، 24، وتاريخ بغداد 2/ 129، 130 رقم 522، والمنتظم 6/ 120 رقم 169، والعبر 2/ 115، 382، 348، وميزان الاعتدال 3/ 501، وسير أعلام النبلاء 13/ 567 رقم 288، ولسان الميزان 5/ 106، وشذرات الذهب 2/ 236.

(22/257)


سمع: أبا نعيم، وأحمد بن يونس، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الشافعي، ومحمد بن عمر الجعابي، والحسن بن جعفر الخرقي السمسار، وسليمان الطبراني.
قَالَ الخطيب [1] : كان ضعيفًا، تكلّموا في سماعه من أبي نُعَيْم.
تُوُفّي ببغداد في جمادى الأولى سنة ثلاثمائة.
وهو أخو الحسين بن جعفر بن محمد بن حبيب.
398- محمد بن جُنَادة بن عبد الله الإلهانيّ الأندلسيّ الإشْبيليّ [2] .
روى عن: يحيى بن يحيى، وعثمان بن أيّوب.
ورحل فسمع من: أبي الطّاهر أحمد بن السَّرْح، وَسَلَمَةَ بن شبيب، ويونس بن عبد الأعلى.
وولي قضاء إشبيلية، وطال عمره ورحلوا إليه.
روى عنه: محمد بن قاسم [3] ، وغيره.
تُوُفّي في سنة ستٍّ وتسعين.
399- محمد بن حاتم بن نُعَيْم المَرْوَزِيّ ثم المِصِّيصيّ [4] .
عن: نُعَيْم بن حمّاد، وسُوَيْد بن نصر، وحيّان بن موسى، وإسحاق بن يونس المَرْوَزِيّين، ومحمد بن يحيى العدنيّ.
__________
[1] في تاريخ بغداد 2/ 129 و 130.
[2] انظر عن (محمد بن جنادة) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 21، 22 رقم 1150، وجذوة المقتبس للحميدي 45 رقم 32، وبغية الملتمس للضبيّ 65 رقم 75.
[3] وهو كان يوثّقه، ويثني عليه، وكان يخبر أنه كان صاحب أبيه في المشرق عند أبي الطاهر وغيره.
قال محمد: ورحلت إليه إلى إشبيلية وسمعت منه.
وأثنى عليه الباجي. (ابن الفرضيّ) .
[4] انظر عن (محمد بن حاتم بن نعيم) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 5، 6، وتاريخ بغداد 2/ 269 رقم 739، والمعجم المشتمل لابن عساكر 232 رقم 788، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1184، وتذكرة الحفاظ 2/ 456، والكاشف 3/ 27 رقم 4850، وتهذيب التهذيب 9/ 102، 103 رقم 136، وتقريب التهذيب 2/ 152 رقم 115، وخلاصة تذهيب التهذيب 331.

(22/258)


وعنه: ن.، وَالعَقِيلِيُّ، وابن عَدِيّ، والطبراني، وآخرون.
وثقه النسائي.
400- محمد بن حامد بن السري.
أبو الحسين المروزي خال السني.
قدم دمشق وحدَّث بها عن: نصر بن عليّ الْجَهْضَمي، وأبي حفص الفلّاس، والحسن بن عَرَفة، وطبقتهم.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وعبد الله بن النّاصح.
وكان ثقة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين. له كتاب في السنة وَقَعَ لنا.
401- محمد بن حبيب [1] .
أبو عبد الله البزّار.
عن: أحمد بن حنبل، وشجاع بن مَخْلَد.
وعنه: الحَسَن بن أبي العنْبر، وغيره.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
وقد أثنى عليه أبو بكر الخلّال الحنبليّ، وروى عن رجل، عنه.
وكان أحد الفقهاء.
وآخر من روى عنه أبو جعفر بن ثرية الهاشميّ.
402- محمد بن الحسن [2] .
أبو الحسين الخُوارزميّ صاحب الفرس.
حدَّث بالموصل عن: يحيى بن هاشم السّمسار، وعليّ بن الْجَعْد.
وعنه: مُكْرَم القاضي، ويزيد بن محمد بن إياس وقال: فيه لِين [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن حبيب البزّار) في:
طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 293، 204 رقم 402.
[2] انظر عن (محمد بن الحسن الخوارزمي) في:
تاريخ بغداد 2/ 186 رقم 603.
[3] تاريخ بغداد.

(22/259)


تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
403- محمد بن الحَسَن بن سماعة الحضرميّ الكوفيّ [1] .
عن: أبي نُعَيْم.
وعنه: محمد بن عمر الْجِعابي، وأبو بكر الإسماعيليّ، والحَسَن بن جعفر الرَّقّيّ، وجماعة.
قَالَ الدّار الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ [2] .
قلت: تُوُفّي في جُمادَى الأولى سنة ثلاثمائة. وبينه وبين القبّاب في الوفاة أيّام. وهو أسن من القبّاب.
404- محمد بن الحَسَن بن الفَرَج الهَمْدانيّ [3] .
عن: عبد الحميد بن عاصم، وكامل بن طلحة، وشيبان بن فَرُّوخ، وله مُسْنَد.
وعنه: جعفر الخُلْديّ، والجِعَابي، وابن قانع، وعبد الرحمن بن عُبَيْد.
وكان حافظًا نبيلًا [4] .
405- محمد بن الحسين بن عُمارة النَّيْسابوريّ المقرئ.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وغيره.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
406- محمد بن الحسين [5] .
أبو العبّاس البغداديّ الأنماطيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن بن سماعة) في:
تاريخ بغداد 2/ 188، 189 رقم 607.
[2] تاريخ بغداد 2/ 189.
[3] انظر عن (محمد بن الحسن بن الفرج) في:
تاريخ بغداد 2/ 186، 187 رقم 604، وكنيته: أبو بكر المعدّل.
[4] وقال الخطيب: وهو صدوق.
[5] انظر عن (محمد بن الحسين الأنماطي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 9، وتاريخ بغداد 2/ 227، 228 رقم 678، والمنتظم 6/ 41 رقم 59.

(22/260)


عن: سَعْدُوَيْه، ويحيى بن مَعِين.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وابن خلّاد النَّصِيبيّ، والطَّبَرانيّ، وآخرون.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين [1] .
407- محمد بن الحسين بن حبيب القاضي [2] .
أبو حُصَيْن الوادعيّ الكوفيّ.
سمع: أحمد بن يونس، وجَنْدل بن وَالق، ويحيى الحِمّانيّ، وعَوْن بن سلّام، وطبقتهم.
طال عُمره، وصنّف «المُسْنَد» .
روى عنه: عثمان بن السّمّاك، وأبو بكر النّجّاد، وجعفر بن محمد بن عَمْرو، وأبو بكر عبد الله الطّلْحيّ، وأبو القاسم الطّبرانيّ، وطائفة.
وثّقه الدّار الدَّارَقُطْنيّ [3] .
ومات بالكوفة في رمضان سنة ستٍّ وتسعين.
408- محمد بن الحسين [4] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ الخُشُوعيّ الزّاهد، شيخ الوَرِعين والقرّاء.
كتب الكثير من العلم، وروى اليسير.
وعنه: أبو مسلم محمد بن بكر الغزّال، وعبد الرحمن بن محمد بن سياه الواعظ.
__________
[1] وقال ابن المنادي: حمل الناس عنه لثقته وصلاحه.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين الوادعي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 21، وتاريخ بغداد 2/ 229 رقم 680، والمنتظم 6/ 88 رقم 116، واللباب 3/ 344، 345، والعبر 2/ 106، وسير أعلام النبلاء 13/ 569 رقم 291، والوافي بالوفيات 2/ 372، والبداية والنهاية 11/ 110، وشذرات الذهب 2/ 225.
[3] تاريخ بغداد 2/ 229، المنتظم 6/ 88.
وقال إبراهيم بن إسحاق الصواف: أبو حصين صدوق معروف بالطلب، ثقة.
وقال ابن المنادي: وقد كان قاضيا كتبنا عنه بالكوفة في سنة ثمانين ومائتين. ثم قدم إلى مدينتنا، ولم أكتب هاهنا عنه شيئا.
[4] انظر عن (محمد بن الحسين الخشوعي) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 236، وحلية الأولياء 10/ 406، 407 رقم 689.

(22/261)


قَالَ أبو نُعَيْم الحافظ [1] : كانت العبادة حِرْفَتُه، والتَّلَذُّذ بالعَبْرة شَهْوَتُه، وله الكلام البليغ في تأديب النُّسّاك.
تخرَّج به أبو الحَسَن عليّ بن أحمد الأسواريّ، وأبو بكر محمد بن عُبَيْد الله بن المَرْزُبان الواعظ، ومن بعدهما.
ثمّ ذكر شيئًا مِن مَوَاعِظه.
409- محمد بن حنيفة بن ماهان [2] .
أبو حنيفة القَصَبيّ الواسطيّ. نزل بغداد وحدَّث.
عن: خالد بن يوسف السَّمْتيّ، وجماعة.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، ومحمد الباقرحيّ، وجماعة.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ [3] : حدَّث سنة سبْعٍ وتسعين.
310- محمد بن حيان [4] .
أبو العباس المازني البصري.
عن: عَمْرو بن مرزوق، وأبي الوليد، ومسدَّد، وجماعة.
وعنه: فاروق الخطابي، ودَعْلَج، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
411- محمد بن خُشْنام.
أبو بكر البلْخيّ.
عن: قُتَيْبة بن سعيد.
تُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
412- محمد بن داود بن بُنْدار.
أبو عبد الله الفارسيّ.
__________
[1] في الحلية 10/ 406.
[2] انظر عن (محمد بن حنيفة) في:
تاريخ بغداد 2/ 296 رقم 786.
[3] المصدر نفسه.
[4] انظر عن (محمد بن حيّان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 30 وفيه: «محمد بن حسان المصري» .

(22/262)


سمع: قُتَيْبَة بن سعيد، وغيره.
وروى بجُرْجان.
سمع منه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، ونُعَيْم بن عبد الملك، وآخرون.
حدَّث سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وهو صدوق.
413- محمد بن داود بن الجرّاح [1] .
أبو عبد الله.
من سَرَوَات البغداديّين، وهو عمّ الوزير عليّ بن عيسى.
كان كاتبًا عارفًا بالأخبار وأيّام النّاس ودُوَل الملوك، لَهُ في ذلك مصنَّفات.
روى عن: عَمْر بن شَبَّة، وعُبَيْد الله بن سعْد الزُّهْريّ، وطبقتهما.
وعنه: عمر بن الحَسَن الأشْنانيّ القاضي، وسليمان الطَّبَرانيّ.
وقُتل كما تقدّم مع ابن المعتزّ سنة ستٍّ.
414- محمد بن داود بن عليّ بن خَلَف [2] .
الإمام البارع أبو بكر بن الإمام أبي سليمان الأصبهانيّ، ثمّ البغداديّ الظّاهريّ الفقيه الأديب، مصنِّف كتاب «الزّهرة» .
__________
[1] انظر عن (محمد بن داود بن الجرّاح) في:
مروج الذهب 12، 723، وتاريخ بغداد 5/ 255 رقم 2749، والفهرست 1/ 128، والمنتظم 6/ 80، (89 رقم 119) ، والكامل في التاريخ 8/ 55، والعبر 2/ 104، 106، ومرآة الجنان 2/ 227، والبداية والنهاية 11/ 110، وفوات الوفيات 2/ 202، ودول الإسلام 1/ 143، والوافي بالوفيات 3/ 61، 63، وشذرات الذهب 2/ 225، وهدية العارفين 2/ 22، ومعجم المؤلفين 9/ 295، 296.
[2] انظر عن (محمد بن داود بن علي) في:
مروج الذهب 3404، 3405، 3430، 3397، وتاريخ بغداد 5/ 256- 263 رقم 2750، والمنتظم 6/ 93- 95 رقم 128، والفهرست لابن النديم 1/ 217، وطبقات الفقهاء للشيرازي 175، 176، والكامل في التاريخ 8/ 59، ووفيات الأعيان 4/ 259- 261، وتذكرة الحفاظ 2/ 209، والعبر 2/ 108، وسير أعلام النبلاء 13/ 109- 116 رقم 56، والوافي بالوفيات 3/ 58- 61، ومرآة الجنان 2/ 228- 230، والبداية والنهاية 11/ 110، 111، وشذرات الذهب 2/ 226، وكشف الظنون 173، 962، 1394، 1399، 1423، 2014، وإيضاح المكنون 1/ 620، والأعلام 6/ 355، ومعجم المؤلفين 9/ 297.

(22/263)


يروي عن: أبيه، وعبّاس الدّوريّ، وغيرها.
وعنه: نِفْطَوَيْه، والقاضي أبو عَمْرو محمد بن يوسف، وجماعة.
وكان من أذكياء العالم. جليس للْفُتْيا بعد والده، وناظَرَ أبا العبّاس بن سُرَيْج.
قَالَ القاضي أبو الحَسن الدّاوُديّ: لمّا جلس محمد بن داود للفتوى بعد وفاة والده استصغروه، فدسّوا عليه من سأله عن حَدِّ السُّكْر ما هو؟ ومتى يكون الإنسان سَكْران؟ فَقَالَ: إذا غَرُبَتْ عنه الهُموم، وباحَ بِسِرِّه المكتوم. فَاسْتُحْسِنَ ذلك منه.
وقال محمد بن يوسف القاضي: كنت أساير محمد بن داود، فإذا بجارية تغنّي بشيء من شِعْره هو:
أشكو غليل فؤاد أنت مُتْلِفُهُ ... شكوي عَليلٍ إلى إلفٍ يُعَلِّلُهُ
سُقْمي تزيدُ مع الأيامِ [1] كَثْرَتُهُ ... وأنت في عُظم ما أَلْقَى تُقَلِّلُه
الله حرَّم قَتْلِي في الهوى سَفَهًا [2] ... وأنت يا قاتِلِي ظُلْمًا تُحَلِّلُهُ [3]
وعن عبيد الله بن عبد الكريم قَالَ: كان محمد بن داود خصمًا لابن سُرَيْج، وكانا يتناظران ويترادَّان في الكُتُب، فلمّا بلغ ابنَ سُرَيْج موتُ محمد، نحَّى سجّاده وجلس للتعزية وقال: ما آسي إلّا على ترابٍ أكل لسان محمد بن داود [4] .
وقال محمد بن إبراهيم بن سُكَّرَة القاضي: كان محمد بن جامع الصَّيْدلانيّ محبوب محمد بن داود ينفق على محمد بن داود، وما عُرِف معشوق يُنْفِقُ على معشوقه سواه [5] .
__________
[1] في: تاريخ بغداد، والمنتظم، والبداية والنهاية: «على الأيام» .
[2] في نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «عبثا» ، وفي: البداية والنهاية: «أسفا» .
[3] تاريخ بغداد 5/ 258، المنتظم 6/ 94، الوافي بالوفيات 3/ 58، 59، البداية والنهاية 11/ 111.
[4] تاريخ بغداد 5/ 259.
[5] تاريخ بغداد 5/ 260.

(22/264)


ومن شِعره:
حملتُ جبال الحبّ فوقي [1] وإنّني ... لأعجز عن حمل القميص وأضعف
وما الحبّ من حُسْن ولا من سَمَاجة ... ولكنه شيء به الرّوح تكلف [2]
وقال نِفْطَوَيْه النَّحْويّ: دخلت على محمد بن داود في مرضه، فقلت:
كيف تجدك؟ قَالَ: حُبَّ من تعلم أورثني ما ترى.
فقلت: ما منعك من الاستمتاع به، مع القدرة عليه؟
فَقَالَ: الاستمتاع على وجهين: أحدهما النّظر، وهو أورثني ما ترى.
فقلت: ما منعك من الاستمتاع به، مع القدرة عليه؟
فقال: الاستماع على وجهين: أحدهما النَّظَر، وهو أورثني ما ترى.
والثاني اللّذّة المحظورة، ومنعني منها مَا حَدَّثَنِي بِهِ أَبِي: ثَنَا سُوَيْدٌ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَفَعَهُ قَالَ: «مَنْ عَشِقَ وَكَتَمَ وَعَفَّ وَصَبَرَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ» . ثمّ أنشدَنا لنفسه:
أنْظُر إلى السِّحْر يجري في لَوَاحِظِه ... وانْظُر إلى دَعَجٍ في طَرَفِه السّاجي
وانْظُر إلى شَعَراتٍ فوق عارِضِهِ ... كأنّهنّ نِمالٌ دَبَّ في عاجِ [3]
قَالَ نِفْطَوَيْه: ومات في ليلته أو في اليوم الثّاني.
رواها جماعة عن نِفْطَوَيْه.
قَالَ أبو زيد عليّ بن محمد: كنت عند ابن مَعِين، فذكرتُ له حديثًا سمعته عن سُوَيْد بن سعيد، فذكر الحديث المذكور. فَقَالَ: والله لو كان عندي فَرَسٌ لَغَزَوْتُ سُوَيْدًا في هذا الحديث [4] .
تُوُفّي في رمضان سنة سبْعٍ وتسعين كَهْلًا.
وقال ابن حزم: تُوُفّي عاشر رمضان، وله ثلاثٌ وأربعون سنة.
قَالَ: وكان من أجمل النّاس وأكرمهم خُلُقًا، وأبلغهم لسانًا، وأنظفهم
__________
[1] في تاريخ بغداد: «فيك» .
[2] تاريخ بغداد 5/ 260.
[3] تاريخ بغداد 5/ 262.
[4] سير أعلام النبلاء 13/ 113.

(22/265)


هيئة، مع الدِّين والوَرَع، وكل خلّة محمودة. مُحَبَّبًا إلى النّاس، حفظ القرآن وله سبْع سِنين، وذكر الرّجال بالأدب والشِّعر، وله عشر سنين. وكان يشاهد في مجلسه أربعمائة مَحْبَرة.
وله من التّواليف: كتاب «الإنذار والأعذار» ، و «النّقض» في الفقه، وكتاب «الإيجاز» ، مات ولم يُكمله، وكتاب «الإنتصار من محمد بن جرير الطَّبَريّ» ، وكتاب «الوصول إلى معرفة الأصول» ، وكتاب «اختلاف مصاحب الصّحابة» ، وكتاب «الفرائض والمناسك» . رحمه الله.
وقال أبو عليّ التّنُوخيّ: حدَّثني أبو العبّاس أحمد بن عبد الله بن البَخْتَريّ الدّاوديّ: حدَّثني أبو الحَسَن بن المُغَلِّس الدّاوديّ قَالَ: كان محمد بن داود، وابن سُرَيْج إذا حضرا مجلس أبي عمر القاضي لم يجرِ بين اثنين فيما يتفاوضانه أحسن ممّا يجري بينهما. فسأل أبا بكر حَدَثٌ من الشّافعية عن العَوْد المُوجِب للكَفّارة في الظِّهار، ما هو؟
فَقَالَ: إعادة القول ثانيًا، وهو مذهبه ومذهب أبيه. فطالبه بالدّليل، فشرع فيه. فَقَالَ ابن سُريج: هذا قولُ مَنْ مِنَ المسلمين؟ فاستشاط أبو بكر وقال:
أتظنّ أنّ من اعتقدت قولهم إجماعًا في هذه المسألة، عندي إجماع؟ أحسنُ أحوالهم أن أعدهم خلافًا.
فغضب وقال: أنت بكتاب «الزّهرة» أمهر منك بهذه الطّريقة.
قَالَ: والله ما تُحسن تَسْتَتم قراءته، قراءة من يفهم، وإنّه لمِن أحد المناقب [لي] [1] إذ أقول فيه:
أكرّرُ في رَوْض المحاسن مُقْلَتي ... وأمنع نفْسي أن تنال مُحَرَّمًا
وَيَنْطِقُ سِرّي عن مُتَرْجَم خاطري ... فَلَوْلا اخْتلاسي ردَّه لَتَكَلَّما
رأيت الهوى دعْوى من النّاس كلِّهِم ... فما إنْ أرى حُبًّا صحيحًا مُسلَّما
فَقَالَ ابن سريج: فأنا الّذي أقول:
__________
[1] زيادة من: سير أعلام النبلاء 13/ 111.

(22/266)


ومشاهدٍ [1] بالغُنْج من لحَظَاته ... قد بِتُّ أمنعُهُ لَذيذَ سُباتِهِ
ضَنًّا بحُسْن حديثه وعِتابِهِ ... وأكرّر اللَّحَظَاتِ في وجَناته
حتّى إذا ما الصُّبح لاح عَمُودُهُ ... وَلَّى بخاتم رَبِّه وبراتِهِ
فَقَالَ أبو بكر: أيّد الله القاضي، قد أقرّ بحالٍ، ثمّ ادعى البراءة ممّا تُوجبه، فعليه البَيِّنَة.
قَالَ ابن سُرَيْج: مذهبي المُقِرُّ إذا أقرّ بصفةٍ كان إقراره موكولًا إلى صفته [2] .
وقد روى عن ابن البَخْتَريّ المذكور أيضًا: إسماعيل بن عبّاد، وكان قاضيًا عالمًا.
415- محمد بن داود بن عثمان بن سعيد [3] .
أبو عبد الله الصَّدَفيّ، مولاهم المصريّ.
عن: أبي شَرِيك يحيى بن يزيد المِراديّ، ومحمد بن رُمْح، وجماعة.
وعنه: حمزة الكِنانيّ، وسليمان الطَّبَراني.
تُوُفّي في ربيع الأوّل سنة سبْعٍ أيضًا.
416- محمد بن داود بن مالك [4] .
أبو بكر الشُّعَيْريّ الحافظ.
عن: عبد الملك بن عبد ربّه، وهارون بن سُفيان المستملي.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وجماعة.
مات بطريق مكّة سنة سبع أيضا.
__________
[1] في تاريخ بغداد: «ومساهر» .
[2] تاريخ بغداد 5/ 261.
[3] انظر عن (محمد بن داود بن عثمان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 82 وفيه: «محمد بن داود بن أسلم» .
[4] انظر عن (محمد بن داود بن مالك) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 18، وتاريخ بغداد 3/ 307، 308 رقم 1399 وقد قلب أباه وجدّه فقال: «محمد بن مالك بن داود» ، و 5/ 264 رقم 2753.
ولهذا سيعيده المؤلّف- رحمه الله ثانية، برقم (480) .

(22/267)


417- محمد بن رزين بن جامع [1] .
أبو عبد الله الأمويّ، مولاهم العدْل المصريّ.
عن: سعيد بن منصور، والهيثم بن حبيب، وسُفيان بن بِشْر، وإبراهيم بن المنذر الحِزاميّ، وأبي مُصْعَب الزُّهْريّ، وطائفة.
وعنه: عليّ بن محمد الواعظ والطَّبَرانيّ، والحَسَن بن رشيق.
418- محمد بن رَوْح بن شِبْل.
أبو الفضل المصريّ الْجَوْهريّ الأحوْل.
روى عن: محمد بن رمْح، وجماعة.
وعنه: ابن يونس وقال: مات في شوّال سنة ثلاثمائة.
419- محمد بن السَّرِيّ بن سهل [2] .
أبو بكر البزّاز السّامريّ.
عن: بِشْر بن الوليد، وغيره.
وعنه: ابن قانع، والطَّبَرانيّ.
وكان ثقة [3] .
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين بسامرّاء.
420- محمد بن السَّريّ بن سهل [4] .
أبو بكر القنطريّ.
عن: محمد بن بكّار بن الرَّيّان، وعثمان بن أبي شيبة.
وعنه: أحمد بن جعفر بن سُلَيْم، ومَخْلَد بن جعفر، وجماعة.
توفّي سنة تسع وتسعين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن رزين) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 71.
[2] انظر عن (محمد بن السريّ البزّاز) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 16، 17، وتاريخ بغداد 5/ 317، 318 رقم 2837.
[3] وثّقه الخطيب.
[4] انظر عن (محمد بن السريّ بن سهل) في:
تاريخ بغداد 5/ 318 رقم 2838، والمنتظم 6/ 114 رقم 159، والكامل في التاريخ 8/ 67.

(22/268)


421- محمد بن السَّريّ بن مِهران النّاقد [1] .
بغداديّ، ثقة [2] .
سمع: إبراهيم بن زياد، ويوسف بن موسى القطّان.
وعنه: ابن قانع، والطَّبَرانيّ، وغيرهما.
422- محمد بن سعد بن مُقَرِّن [3] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ الْمُعَدَّلُ.
سمع: سليمان الشّاذكُونيّ، وسهل بن عثمان العسكريّ، وأبا الرّبيع الزُّهْرانيّ.
وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، ومحمد بن عُبَيْد الله بن المرزبان.
حدّث سنة ثلاثمائة [4] .
423- محمد بن سعيد الطَّبَريّ الأزرق [5] .
عن: هُدْبَةَ، وسُرَيج بن يونس، وغيرهما.
قَالَ ابن عديّ [6] : كان يضع الحديث.
مات سنة تسعين.
424- محمد بن سعيد بن غالب الإفريقيّ.
يروى عن: سحنون بن سعيد الفقيه، وغيره.
__________
[1] انظر عن (محمد بن السريّ بن مهران) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 16، وتاريخ بغداد 5/ 318، 319 رقم 2839.
[2] وثّقه الخطيب.
[3] انظر عن (محمد بن سعد بن مقرن) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 250.
[4] كان قليل الحديث.
[5] انظر عن (محمد بن سعيد الطبري) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2296، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 64 رقم 3009، والمغني في الضعفاء 2/ 586 رقم 5565، وميزان الاعتدال 3/ 565 رقم 7603، والكشف الحثيث 376 رقم 670، ولسان الميزان 5/ 177، 178 رقم 619 وفيه: «محمد بن سعيد الملي الطبري، لا يدرى من هو، عن محمد بن عمرو البجلي، مجهول مثله» .
[6] في: الكامل 6/ 2296 قال: وهذا الأزرق لم يمرّ قطّ بجنبات الحديث.

(22/269)


تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
425- محمد بن سليمان بن حمّاد.
أبو نصر الأسْتَرَاباذيّ. شيعيّ صَدُوق.
رحل وروى عن: يونس بن عبد الأعلى، وطبقته.
وعنه: أبو نُعَيْم بن عديّ، ومحمد بن إبراهيم بن زَكْرُوَيْه.
مات سنة تسعٍ وتسعين.
426- محمد بن سليمان بن خالد النّيْسابوريّ.
عن: عليّ بن حُجْر، ومحمد بن زُنْبُور المكّيّ.
تُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين.
427- محمد بن سليمان بن تَلِيد [1] .
أبو عبد الله المَعَافِريّ الأندلسيّ الوَشْقيّ [2] .
عن: سَحْنُون بن سعيد، ومحمد بن أحمد العُتْبيّ، وابن مَطْرُوح، وجماعة. وكان مفتيا فاضلا مالكيّا، إلّا أنّه كان يذهب في الأشربة مذهب الكوفيّين. وولى قضاء مدّة.
تُوُفّي سنة ستٍّ.
428- محمد بن سِنان بن سَرْج، بالجيم [3] .
القاضي أبو جعفر الشّيزريّ [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن سليمان) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 21 رقم 1149، وجذوة المقتبس للحميدي 57 رقم 58، وبغية الملتمس للضبيّ 77 رقم 123،
[2] الوشقيّ: بفتح الواو وسكون الشين المعجمة، نسبة إلى مدينة وشقة بالأندلس.
[3] انظر عن (محمد بن سنان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 44، 45، ومعرفة القراء الكبار 1/ 260 رقم 173، وغاية النهاية 2/ 150، 151 رقم 3051.
[4] الشّيزريّ: بفتح الشين المعجمة وسكون الياء، وفتح الزاي، وراء، نسبة إلى شيزر، حصن بين حمص وحماة.

(22/270)


عن: عبد الوهّاب بن نَجْدَة، وهشام بن عمّار، وأبي نُعَيْم الحلبيّ، وجماعة. وقرأ بحرف شَيْبة بن نصاح، على عيسى بن سليمان الشّيرازيّ صاحب الكِسائيّ.
قرأ عليه: أبو الحسن بن شَنَبُوذ، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكيّ، ومحمد بن عبد الله الرّازيّ.
وحدَّث عنه: ابنه إسماعيل، وأبو جعفر الطَّحَاويّ، وأبو عليّ بن هارون، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
429- محمد بن شُعَيب الأصبهانيّ التّاجر [1] .
عن: عبد الرحمن بن سَلَمَةَ، وعبّاس بن إسماعيل، وأحمد بن إبراهيم الزَّمعيّ، والثلاثة لا أعرفهم.
وعنه: أبو أحمد العسّال، وأبو إسحاق بن حمزة، والطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ.
تُوُفّي سنة ثلاثمائة [2] .
430- محمد بن شَيْبَة بن الوليد الدّمشقي [3] .
عن: هشام بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي دجانة، وجُمَح بن القاسم المؤذِّن.
431- محمد بن صالح بن يونس النَّيْسابوريّ.
عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وجماعة.
توفّي سنة ثلاثمائة.
432- محمد بن الصّبّاح النّيسابوريّ الخيّاط.
__________
[1] انظر عن (محمد بن شعيب) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 50، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 252.
[2] وقال أبو نعيم: يروي عن الرازيين بغرائب.
[3] انظر عن (محمد بن شيبة) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 87.

(22/271)


عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وبِشْر بن الحَكَم.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
433- محمد بن طاهر بن الحسين بن مُصْعَب [1] .
الأمير أبو عبد الله الخُزَاعيّ الطّاهريّ النَّيْسابوريّ، وقيل: كنيته أبو العبّاس.
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، ومحمد بن يحيى.
وولى إمرة خُراسان بعد والده سنة ثمانٍ أربعين إلى أن خرج عليه يعقوب بن اللَّيْث الصَّفَّار فحاربه، فظفر به يعقوب سنة تسعٍ وخمسين وأسره.
وبقي معه في الأسر إلى سنة اثنتين وستّين. فلمّا كانت وقعة الهَرَوايات نجا محمد بن طاهر، ولم يزل مقيمًا ببغداد خاملًا إلى أن مات سنة ثمانٍ وتسعين.
ودُفِنَ بجنب عمه محمد بن عبد الله الأمير [2] .
ولا أعلم للبغداديّين عنه روايةً، ولا لغيرهم.
ولعلّه جاوز الثّمانين.
434- محمد بن عاصم بن يحيى [3] .
أبو عبد الله الأصبهانيّ الفقيه الشّافعيّ، وابن وهْب.
وعن: عليّ بن حرب، وَسَلَمَةَ بن شبيب.
وعنه: أحمد بن بُنْدار، وأبو أحمد العسّال، والطَّبَرانيّ.
قَالَ أبو الشّيخ: صنَّف كُتُبًا كثيرة، وتفقه على مذهب الشّافعيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن طاهر) في:
مروج الذهب 2914، 3158، 3160، وتاريخ بغداد 5/ 377 رقم 2902، والمنتظم 6/ 96 رقم 133، والكامل في التاريخ 8/ 55، ودول الإسلام 1/ 181، والعبر 2/ 112، والوافي بالوفيات 3/ 165، والبداية والنهاية 11/ 111، والنجوم الزاهرة 2/ 328 و 3/ 65، وشذرات الذهب 2/ 231.
[2] تاريخ بغداد 5/ 377.
[3] انظر عن (محمد بن عاصم) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 52، 54، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 233، 234 وفيه:
«كاتب القاضي» .

(22/272)


تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
435- محمد بن العبّاس بن الوليد [1] .
أبو سعيد الدّمشقيّ الخيّاط، نزيل جُرْجان.
عن: هشام بن عمّار، وجماعة.
وعنه: أبو حاتم بن حبّان، وأبو بكر الإسماعيليّ، وأبو أحمد بن عديّ.
قَالَ حمزة السَّهْميّ: تُوُفّي بعد التّسعين ومائتين.
436- محمد بن العبّاس الْجُمحيّ البْصريّ [2] .
لما عُزِل أبو زُرْعة محمد بن عثمان عن قضاء دمشق، ولى هذا القضاء، وَشُكِرَتْ سيرته. ولما تُوُفّي أعيد إلى القضاء أبا زُرْعة.
تُوُفّي الْجُمَحّي سنة سبْعٍ وتسعين.
قَالَ ابن عساكر [3] : بَلَغَني أنّ أبا الحَسَن محمد بن عليّ الماوَرْديّ كتب إلى الْجُمَحّي يُعاتبه بهذه الأبيات:
عزيزٌ على مُشفِقٍ أن يراك ... قريبًا لمن لستَ من شَكْلِهِ
وأنت الّذي لو تأمَّلْتَهُ ... لأكْبَرْتَ قَدْرك عن مثلهِ
فهَبْكَ رَضِيتَ قضاءَ الشّام ... وصرت رئيسًا على أهلهِ
ألست تعلم بأنّ الْفَنَاءَ ... على آدم وعلى نَسْلِهِ
فماذا تقول إذا ما دُعيتَ ... إلى مَجْمَعٍ ماجَ من حَفْلهِ
وقيل: هلمّوا بأشياعكم ... وبالجمحيّ على رسله [4]
__________
[1] انظر عن (محمد بن العباس) في:
تاريخ جرجان للسهمي 413 رقم 722.
[2] انظر عن (محمد بن العباس الجمحيّ) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 155، 156 وهو: محمد بن العباس بن محمد بن عمرو بن الحارث الجمحيّ القاضي.
[3] في تاريخ دمشق 38/ 155.
[4] وقال ابن عساكر: ولي قضاء دمشق بعد سنة 290، ونفذ إلى طرسوس فحضر الفداء ثم رجع في سنة 296، ونفذ إلى صور، وولي غزاة المراكب، أغزاه المقتدر، فكانت غزاة النصر المذكورة على يديه، ثم نفذ إلى الرملة وعاد إلى دمشق فأقام بها أربعين يوما، ثم توفي ليلة الأحد لثمان

(22/273)


437- محمد بن عبد الله بن مصعب الخطيب الأصبهاني [1] .
أبو عبد الله المقرئ. أحد الموصوفين بحُسْن الصَّوت وتجويد القرآن، وأَمَّ مدّةً بجامع أصبهان.
وروى عن: مقريء أصبهان محمد بن عيسى.
وحدَّث عن: عبد الله بن عِمران العابديّ، ومحمد بن يحيى العَدَنيّ، وعبد الجبّار بن العلاء.
وعنه: عبد الرحمن بن محمد بن سياه، وأبو الشيخ.
وتُوُفّي سنة إحدى وتسعين.
438- محمد بن عبد الله بن سليمان [2] .
الحافظ أبو جعفر الحضرميّ الكوفيّ مُطَيَّن.
دخل على أبي نُعَيْم وهو صبيّ، وكان جارهم بالكوفة.
وسمع من: أحمد بن يونس الحريريّ، وعلي بن حكيم الأَوْديّ، وسعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، وخلْق كثير.
وكان أحد أوعية العلم.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، والطَّبرانيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وعلي بن عبد الرحمن البكّائي، وعلي بن حسّان الزّمّميّ، وطائفة.
__________
[ () ] بقين من ربيع الآخر سنة 297.
وانظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ بمر العصور (الطبعة الثانية) 1/ 279.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله بن مصعب) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 219، 220.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله: مطيّن) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 21، والفهرست لابن النديم 323، 324، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 300، 301، والأنساب لابن السمعاني 534 ب، ودول الإسلام 1/ 181، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1203، والعبر 2/ 108، وسير أعلام النبلاء 14/ 41، 42 رقم 15، وتذكرة الحفاظ 2/ 662، 663، وميزان الاعتدال 3/ 607 رقم 7801، والوافي بالوفيات 3/ 345، ولسان الميزان 5/ 233، 234، والنجوم الزاهرة 3/ 171، وطبقات الحفاظ 288، وشذرات الذهب 2/ 226، والرسالة المستطرفة 63، وهدية العارفين 2/ 23، ومعجم المؤلّفين 10/ 218.

(22/274)


سئل عنه الدّار الدّارَقُطْنيّ فَقَالَ: ثقة جَبَل.
قلت: تُوُفّي في ربيع الأول سنة سبْعٍ وتسعين.
ووُلِد سنة اثنتين ومائتين، وقد صنّف «المسند» و «التّاريخ» ، وغير ذلك.
قَالَ أبو بكر بن أبي آدم الحافظ: كتبت عن مُطَين مائة ألف حديث.
قَالَ الخليليّ، وذكر مُطَيَّنًا في شيوخ القطّان: حافظ ثقة. سمعت جماعة يقولون: سمعنا جعفر بن محمد الخُلْديّ يقول: قلت لأبي جعفر الحضرميّ: لِم سُمِّيت [مُطَيِّنًا] [1] ؟
قَالَ: كنت صبيًا ألعب مع الصّبيان، وكنت أطْوَلَهم، فندخل الماء ونخوض، فيُطَيِّنون ظَهْري. فبصرني يومًا أبو نُعَيْم، فلمّا رآني قَالَ: يا مُطَيِّن، لِمَ لا تحضر مجلس العلم؟
قَالَ: فاشتهر ذلك. فلمّا اشتغلت بالحديث مات أبو نُعَيْم، ففاتني، ولكنّني كتبت عن نحو خمسمائة شيخ.
439- محمد بن عبد الله بن بكّار بن أبي هُرَيرة [2] .
أبو بكر السُّلَميّ الدّمشقيّ.
عن: هشام بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وأبو أحمد عبد الله بن النّاصح.
440- محمد بن عبد الله بن الْجَعْد الهَمْدانيّ البزّيّ.
عن: عبد الله بن حمّاد، وعثمان بن أبي شَيْبَة، وسَهْل بن عثمان.
وعنه: أحمد بن محمد بن صالح، والهمدانيّون.
441- محمد بن عبد الله القرمطيّ [3] .
__________
[1] زيادة على الأصل. وفي سير أعلام النبلاء 14/ 42، «لم لقّبت بهذا» .
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن بكار) في:
تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 38/ 185.
[3] انظر عن (محمد بن عبد الله القرمطي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 73- 75.

(22/275)


عن: يحيى بن سليمان بن نَضْلة، وبكر بن عبد الوهّاب.
وعنه: الطَّبَرانيّ [1] ، والْجَعابي.
442- محمد بن عبد الله بن الغاز بن قيس. [2] أبو عبد الله القُرْطُبيّ.
روى عن: أبيه، ورحل فأخذ شيئًا كثيرًا من العربيّة والأخبار عن: أبي حاتم السَّجِسْتاني، وأبي الفضل العبّاس بن الفَرَج الرّياشيّ، وعبد الله بن شبيب الربعي، وجماعة.
وجلب إلى الأندلس علما كثيرا من الغرائب والشعر، وقد حج في سنة خمس وتسعين، وتوفي فيها أو بعدها.
443- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن معاوية الكلاعي التميمي.
روى عن: إسحاق بن محمد الفَرَويّ.
تُوُفّي سنة.... [3] وتسعين.
444- محمد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن شبيب [4] .
أبو بكر الأصبهانيّ المقرئ.
سمع: عثمان بن أبي شيبة، وداود بن رُشَيْد، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأبا هَمَّام السَّكُونيّ، وعبد الله بن عمر مُشْكدانة.
وقرأ لِوَرْش على: عامر الحرشيّ، وسليمان ابن أخي الرشديين، وعبد الله بن داود بن أبي طيبة، وجماعة.
وتصدَّر للإقراء مدّة، فقرأ عليه جماعة.
__________
[1] وقال هو من ولد عامر بن ربيعة. سمعه ببغداد.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن الغاز) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 22، 23 رقم 1152.
[3] بياض في الأصل، ولهذا لم نتبيّن سنة وفاة صاحب الترجمة.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الرحيم) في:
غاية النهاية 2/ 169، 170 رقم 3129.

(22/276)


وسمع القراءة منه آخرون.
ولقد بالغ في تعظيمه أبو عَمْرو الدّانيّ فَقَالَ: هو إمام عصره في رواية وَرْش. لَم ينازعه في ذلك أحدٌ من نُظَرائه.
وحدَّثني فارس بن أحمد: سمعت عبد الباقي بن الحسن يقول: قَالَ محمد بن عبد الرحيم: رحلت إلى مصر ومعي ثمانون ألف درهم، فأنفقتها على ثمانين ألف خَتْمَةٍ. وسمعت القراءة على يونس بن عبد الأعلى.
قَالَ الدّانيّ: روى عنه القراءة: ابن مجاهد، وعبد الله بن أحمد البلخيّ، ومحمد بن يونس، وإبراهيم بن جعفر الباطَرْقانيّ، وإبراهيم بن عبد العزيز الفارسيّ، وعبد الله بن أحمد المطرِّز.
قَالَ: ومات ببغداد.
قلت: وممّن قرأ عليه هبة الله بن جعفر شيخ الحَمّاميّ. وكان من أئمّة القرّاء بأصبهان.
روى عنه: أبو أحمد العسّال، وأبو الشّيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ.
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
وقد تقدَّم ذِكر محمد بن إبراهيم بن شبيب الأصبهانيّ [1] ، وكان عَمّهُ.
445- محمد بن عبد العزيز بن ربيعة.
أبو مُلَيْك الكِلابي الكوفيّ.
عن: أبي كُرَيْب، وغيره.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، وجماعة.
وثّقه الدّار الدَّارقُطْنيّ وحده.
وهو محمد بن ربيعة مشهور، من طبقة وكيع.
روى عن أبي مُلَيْك شيوخ قزوين.
__________
[1] برقم (355) من هذا الجزء.

(22/277)


446- محمد بن عبد بن عامر [1] .
أبو بكر التّميميّ السَّمَرْقَنْديّ. أحد المتروكين.
روى عن: يحيى بن يحيى، ومحمد بن سلام البيكَنْديّ، وقُتَيْبة، وعصام بن يوسف أحاديث باطلة.
روى عنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وجماعة.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: كان يكذب ويضع [2] .
447- محمد بن عبد الملك [3] .
__________
[1] وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «محمد بن أبي عامر» .
انظر عنه في:
الضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 155 رقم 486، وتاريخ بغداد 2/ 386- 390 رقم 905، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 73 رقم 3054 وفيه «محمد بن عامر بن مرداس السمرقندي» ، والمغني في الضعفاء 2/ 610 رقم 5787، وميزان الاعتدال 3/ 633، 634 رقم 7900، والكشف الحثيث 389 رقم 699، ولسان الميزان 5/ 217، 272 رقم 931.
[2] تاريخ بغداد 2/ 389، وقال أيضا: لم يكن مرضيّا في الحديث.
وقال السهمي:
سمعت أبا الحسين يعقوب بن موسى الفقيه ببغداد يقول: لقيت جماعة يحدّثون عن محمد بن عبد السمرقندي أحاديث موضوعة قد حدّث بها في بلدان شتّى،. فسألت جعفر بن محمد بن الحجاج المعروف ببكار الموصلي بها عنه، قال: قدم علينا الموصل وحدّث بأحاديث مناكير، فاجتمع جماعة من الشيوخ وصرنا لننكر عليه، فإذا هو جالس في مسجد يعرف بمسجد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وله مجلس، وعنده خلق من كتبة الحديث ومن العامّة. قال: فلما بصر بنا من بعيد علم أنّا قد اجتمعنا للإنكار عليه، فقال قبل أن نصل إليه: حدّثنا قتيبة بن سعيد، عن ابن لهيعة، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: «القرآن كلام الله غير مخلوق» . قال: فوقفنا ولم نجسر أن نقوم عليه خوفا من العلماء، قال: فرجعنا ولم نجسر أن نكلّمه.
وقال أبو سعيد بن يونس: لم يكن بالمحمود في الحديث. وقال لنا: ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وقال القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابيّ: كانوا يذمّونه في سماعه.
وقال: عبد الرحمن بن محمد الإدريسي: يقال إنه من سغد سمرقند، وقد قيل إنه بلخيّ، والأصح أنه سمرقندي حدّث بالعراق، وخراسان، ولم أر لأهل بلده عنه شيئا، يحدّث المناكير على الثقات، يتّهم بالكذب، وكأنه كان يسرق الأحاديث والإفرادات يحدّث بها ويتابع الضعفاء والكذّابين في رواياتهم عن الثقات بالأباطيل. (تاريخ بغداد 2/ 389، 390) .
[3] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في:
تاريخ دمشق 2/ 349 رقم 850.

(22/278)


أبو بكر التّاريخيّ السّرّاج.
كان ذا عناية زائدة بالتّواريخ، وحدَّث عن: الحَسَن الزَّعْفَرانيّ، وأحمد بن منصور الرّماديّ.
روى عنه: أبو طاهر الذُّهْليّ قاضي مصر [1] .
وسأكرره.
448- محمد بن عَبْدُوس بن كامل [2] .
أبو أحمد السُّلَميّ السّرّاج البغداديّ الحافظ.
سمع: عليّ بن الْجَعْد، وداود بن عَمْرو الضَّبّيّ، وأبا بكر بن أبي شيبة، وأبا معمر الهُذَليّ، ومحمد بن حُمَيْد الرّازيّ، وخلْقًا كثيرًا.
وعنه: رفيقه أبو القاسم البَغَويّ، وأبو بكر النّجّاد، وجعفر الخُلْديّ، ودَعْلَج، والطَّبَرانيّ، وابن ماسيّ، وطائفة.
قَالَ ابن المنادى: كان كالأخ لعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومن المعدودين في الحفظ أَكْثَرَ عنه النّاس لدقّته وضبطه [3] .
قَالَ: وتُوُفّي في آخر رجب سنة ثلاثٍ وتسعين [4] .
449- محمد بن عُبَيْد الله بن مرزوق [5] .
أبو بكر البغداديّ الخطيب الخلّال القاضي.
__________
[1] قال الخطيب: وكان فاضلا أديبا حسن الأخبار كان مليح الروايات.
[2] انظر عن (محمد بن عبدوس) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 10، وتاريخ بغداد 2/ 380، 381 رقم 893، والمنتظم 6/ 48 في ترجمة «محمد بن أحمد بن النضر» ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 314 رقم 438، والعبر 2/ 96، وسير أعلام النبلاء 13/ 531 رقم 263، وتذكرة الحفاظ 2/ 683، ومرآة الجنان 2/ 322، وطبقات الحفاظ 297، وشذرات الذهب 2/ 215.
[3] تاريخ بغداد 2/ 382.
[4] وقال الخطيب: وكان من أهل العلم والمعرفة والفضل ... وكان حسن الحديث كثيره، ثبتا.
(تاريخ بغداد 2/ 381 و 382) .
[5] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في:
تاريخ بغداد 2/ 329، 330 رقم 817.

(22/279)


روى عن: عفّان بن مسلم أحاديث مستقيمة سوى حديثٍ واحد تفرَّد به عن عفّان، وهو موضوع.
وعنه: سبطه عمر بن محمد بن حاتم، وإسماعيل الخُطَبيّ.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
450- محمد بن عُبَيْد الله بن سُرَيْج بن حُجْر [1] .
أبو عُبَيْدة الذُّهَليّ الشَّيْبانيّ البخاريّ.
محدِّث رحَّال.
سمع: عَبّاد بن يعقوب الرَّواجنيّ، ومحمد بن سهل بن عساكر، ومحمد بن عبد الله المُخَرّميّ الحافظ.
وعنه: خَلَف الخيّام، وأحمد بن سهل بن حَمْدَوَيْه.
وتُوُفّي في سَمَرْقَنْد سنة سبْعٍ وتسعين.
وكان أبوه حافظًا يذاكر بأكثر من ثلاثين ألف حديث. قاله ابن ماكولا [2] .
451- محمد بن عبيد الله الحافظ.
المعروف بختن أبو الآذان.
سمع: أبا زُرْعة الدّمشقيّ، وعثمان بن خُرَّزاذ، وهذه الطبقة.
وعنه: أبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الجعابيّ.
452- محمد بن عثمان بن أبي شيبة [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله بن سريج) في:
الإكمال لابن ماكولا 4/ 275، 276.
[2] في المصدر نفسه.
[3] انظر عن (محمد بن عثمان بن أبي شيبة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 2، 21، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2297، والفهرست لابن النديم 1/ 229، وتاريخ بغداد 3/ 42- 47 رقم 979، والمنتظم 6/ 124، 372، 393، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 84، 85 رقم 3119، والأنساب 382 أ، واللباب 2/ 115، ودول الإسلام 1/ 181، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1202، والعبر 2/ 108، وسير أعلام النبلاء 13/ 21- 23 رقم 11، وتذكرة الحفاظ 2/ 661، 662، والمغني في الضعفاء 2/ 613 رقم 5813، وميزان الاعتدال 3/ 642، 643، والوافي بالوفيات

(22/280)


الحافظ أبو جعفر العبْسيّ الكوفيّ، نزيل بغداد.
سمع: أباه، وعَميه أبا [1] بكر، والقاسم، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وعلي بن المَدِينيّ، ويحيى بن عبد الحميد الحِمّانيّ، ويحيى بن مَعِين، وسعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، ومِنْجاب بن الحارث، والعلاء بن عَمْرو الحنفيّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: ابن صاعد، وعثمان بن السّمّاك، وإسماعيل الخُطَبيّ، وجعفر الخُلْديّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وأبو عليّ بن الصّوّاف، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، والحسين بن عُبَيْد الدّقاق، وسعد النّاقد، وآخرون.
وكان محدِّثًا فَهْمًا واسع الرواية، صاحب غرائب، وله تاريخ كبير [2] لم أره.
قَالَ صالح بن محمد جَزَرَة: ثقة [3] .
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا منكرا فأذكره، وهو على ما وصفه لي عَبْدان، لا بأس به.
وأمّا عبد الله بن أحمد بن حنبل فَقَالَ: كذّاب [5] .
وقال عبد الرحمن بن خِرَاش: كان يضع الحديث [6] .
وقال مُطَيَّن: هو عصا موسى يَتَلَقَّف ما يأفكون [7] .
وقال الدّار الدَارَقُطْنيّ: يقال إنّه أخذ كتاب غير محدِّث [8] .
__________
[4] / 82، ومرآة الجنان 2/ 230، والبداية والنهاية 11/ 111، ولسان الميزان 5/ 280، 281، والنجوم الزاهرة 3/ 171، وطبقات الحفّاظ 287، 288، وطبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 192، 193، وشذرات الذهب 2/ 226، وكشف الظنون 276، 1438، ومعجم المؤلّفين 10/ 285.
[1] في الأصل: «أبو» .
[2] تاريخ بغداد 3/ 42.
[3] تاريخ بغداد 3/ 42.
[4] في الكامل 6/ 2297.
[5] تاريخ بغداد 3/ 46 وزاد: «بيّن الأمر يقلب هذا على هذا، ويعجب ممن يكتب عنه» .
[6] في تاريخ بغداد: «كذّاب بيّن الأمر يزيد في الأسانيد ويوصل ويضع الحديث» .
[7] الكامل لابن عديّ 6/ 2297 وفيه «تلقف» .
[8] تاريخ بغداد 3/ 46.

(22/281)


وقال البرقانيّ: لم أزل أسمع الشيوخ يذكرون أنّه مقدوحٌ فيه [1] .
تُوُفّي في جُمَادى الأولى سنة سبْعٍ وتسعين [2] .
453- محمد بن عثمان بن سعيد بن عبد السلام بن أبي السِّوار.
أبو الحسن المصريّ.
سمع: عبد الله بن صالح الكاتب.
وعنه: حمزة الكِنانيّ، والحَسَن بن رشيق، وأبو سعيد بن يونس.
وقال: لم يكن ثقة.
تُوُفّي سنة سبْعٍ أيضًا.
454- محمد بن عثمان بن أبي سُوَيْد البصْري الذارع [3] .
عن: عثمان بن الهيثم المؤذنّ، وسعيد بن سلّام العطّار، والقَعْنَبيّ، ومسلم بن إبراهيم السِّيرينيّ، وجماعة.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الطّاهر الذُّهَليّ، وجماعة.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 46.
[2] وقال أبو نعيم عبد الملك بن عديّ: وذكرت لمحمد بن عثمان شيئا من ذكر مطيّن، فذكر أحاديث عن مطيّن مما ينكر عليه، وقد كنت وقفت على تعصّب وقع بينهما بالكوفة سنة سبعين، وعلى أحاديث ينكر كل واحد منهما على صاحبه، ثم ظهر أنّ الصواب الإمساك عن القبول عن كل واحد منهما في صاحبه، قال أبو نعيم: ورأيت موسى بن إسحاق الأنصاري يميل إلى مطيّن في هذا المعنى حين ذكر عنده، ولا يطعن على محمد بن عثمان ويثني على مطيّن ثناء حسنا.
وقال عبد الله بن أسامة الكلبي: محمد بن عثمان كذّاب، أخذ كتب ابن عبدوس الرازيّ، ما زلنا نعرفه بالكذب.
وقال إبراهيم بن إسحاق الصوّاف: كذّاب يسرق حديث الناس ويحيل على أقوام بأشياء ليست من حديثهم.
وقال داود بن يحيى نحو قول الصوّاف.
وقال جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي: ابن عثمان هذا كذّاب يجيء عن قوم بأحاديث ما حدّثوا بها قطّ، متى سمع؟ أنا عارف به جدا. (تاريخ بغداد 3/ 45 و 46) .
[3] انظر عن (محمد بن عثمان بن أبي سويد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 28. والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2305، 2306، والمغني في الضعفاء 2/ 612 رقم 5812. وميزان الاعتدال 3/ 641، 642 رقم 7932، ولسان الميزان 5/ 279 رقم 963.

(22/282)


كنيته أبو عثمان، وهو من كبار شيوخ أبي أحمد بن عديّ، وقد ضعّفه [1] .
وقال: أُصيب بكتبه فكان مشتبه [2] عليه، وأرجو أنّه لا يتعمَّد الكذِب [3] .
وكان لا يُنْكِر له [4] .
455- محمد بن عليّ بن زيد [5] .
أبو عبد الله المكّيّ الصّائغ.
سمع: القَعْنَبيّ، وحفص ابن عمّ الحَوْضيّ، وسعيد بن منصور، ومحمد بن معاوية النيسابوري، وطائفة.
وعنه: دعلج السجزي، والطبراني، وجماعة كثيرة.
توفي بمكة في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. وكان محدث مكة في وقته، مع الصدق والمعرفة.
روى أيضا عن: خالد بن يزيد العمريّ، وإبراهيم بن المنذر، وابن كاسب.
أَكْثَرَ عنه الرَّحَّالون.
ورّخه الخليليّ سنة سبْعٍ وثمانين، والأوّل أصحّ.
456- محمد بن عليّ بن سهل [6] .
أبو بكر الأنصاريّ. ومن ولد رافع بن خديج.
__________
[1] فقال: حدّث عن الثقات ما لم يتابع عليه، وكان يقرأ عليه من نسخة له ما ليس من حديثه عن قوم رآهم أو لم يرهم، ويقلب الأسانيد عليه فيقربه. (الكامل 1/ 2305) .
[2] في الكامل «يشبّه» .
[3] الكامل 6/ 2306.
[4] وقال ابن عديّ: سمعت الفضل بن الحباب يثني عليه ويذكر أنه كان سمع معهم.
وأثنى عليه أبو خليفة لأنه عرفه في أيامه فسمع معه.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن زيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 39، وتذكرة الحفاظ 2/ 659، والبداية والنهاية 11/ 99.
[6] انظر عن (محمد بن علي بن سهل) في:
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 6/ 2298، وتاريخ جرجان للسهمي 396 رقم 666.
وميزان الاعتدال 3/ 652، 653 رقم 7568، ولسان الميزان 5/ 295 رقم 1002.

(22/283)


وُلِد ببغداد، ونشأ بمَرْو، ومات ببُخارَى عن ثلاثٍ وتسعين سنة.
حدَّث عن: عمْرو بن مرزوق، وأبي عمر الحَوْضيّ، وعلي بن الحَسَن، ويحيى بن يحيى، ومُسدَّد، وعلي بن الْجَعْد، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن سعيد بن نصر، ومحمد بن يوسف البُخَاريّان، وأبو أحمد بن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
ضعّفه ابن عديّ [1] ، ثمّ قَالَ: أرجو أنّه لا بأس به [2] .
قلت: كان إمامًا في التّفسير.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين فيما قِيلَ، وهو غلط، فإنّ ابن عديّ قَالَ [3] : قَدِم علينا جُرْجان سنة خمسٍ وتسعين.
ثمّ وجدت وفاته في «تاريخ أبي الحسن الزّنْجيّ» في سنة ستٍّ وتسعين ومائتين، وهذا أصحّ من الأول [4] .
457- محمد بن علي بن حسن [5] .
أبو بكر [6] البغداديّ.
عن: محمود بن خِداش.
وعنه: أحمد بن كامل القاضي، وجماعة.
توفّي سنة ثلاثمائة [7] .
458- محمد بن عليّ بن علّويه [8] .
__________
[1] في الكامل 6/ 2298.
[2] وقال أيضا: ما كتبناه عنه مستقيم، وسألت عنه بمرو فأثنوا عليه خيرا.
[3] في الكامل.
[4] وقال أبو بكر الإسماعيلي: لم يكن بذاك- يعني ثقة. (تاريخ جرجان 396) .
[5] انظر عن (محمد بن علي بن حسن) في:
تاريخ بغداد 3/ 68، 69 رقم 1030.
[6] في الأصل: «أبو حرب» ، والتصحيح من تاريخ بغداد.
[7] في شهر شوّال.
[8] انظر عن (محمد بن علي بن علّويه) في:

(22/284)


الفقيه أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الشّافعيّ. أحد الأئمّة.
تفقَّه على: المُزَنيّ، وصار من كبار الأئمّة.
وحدَّث عن: هشام بن عمّار، وأبي كُرَيْب، وجماعة.
وعنه: أبو زكريّا يحيى العَنْبريّ، وأبو عبد الله بن الأخرم، وجماعة.
توفي سنة ثلاثمائة [1] .
459- محمد بن عليّ بن طَرْخان بن جبّاش [2] .
كذا ضبطه ابن ماكولا. أبو عبد الله، وأبو بكر البلْخيّ الحافظ، ثمّ البيكَنْديّ.
سمع: قُتَيْبة، ولُوَيْنًا، وهشام بن عمّار، وطبقتهم وأكثر التِّرحال.
قَالَ ابن ماكولا: كان حافظًا [للحديث] [3] حَسَن التّصنيف.
تُوُفّي في رجب سنة ثمانٍ وتسعين [4] .
روى عنه: ابنه أبو بكر، والحَسَن بن عليّ الطُّوسيّ، وأبو حرب محمد بن أحمد الحافظ، وجماعة.
460- محمد بن عمر بن العلاء [5] .
أبو عبد الله الْجُرْجانيّ الصَّيْرفيّ.
رحل وسمع: هُدْبَةَ بن خالد، وأبا الرّبيع الزّهرانيّ، وجماعة.
__________
[ () ] تاريخ جرجان للسهمي 389 رقم 647 وفيه: أبو عبد الله محمد بن علوية بن الحسين الفقيه الرزّاز.
[1] لثلاث خلون من شهر ربيع الأول.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن طرخان) في:
الإكمال لابن ماكولا 2/ 348، والأنساب 8/ 229 (الطرخاني) ، ومعجم البلدان 1/ 480 وفيه «جيّاش» بالياء المثنّاة، وهو تحريف، وتذكرة الحفاظ 2/ 694، والمشتبه في أسماء الرجال 1/ 207.
و «جيّاش» : أوّله جيم مفتوحة، وبعدها باء معجمة بواحدة مشدّدة، وآخره شين معجمة.
[3] الزيادة من «الإكمال» .
[4] الإكمال. وفي معجم البلدان 1/ 480 توفي سنة 278.
[5] انظر عن (محمد بن عمر بن العلاء) في:
تاريخ جرجان للسهمي 390 رقم 649 وص 469، 423، 540.

(22/285)


وعنه: ابن عديّ، والإسماعيليّ.
تُوُفّي في ربيع الأول سنة ثلاثٍ وتسعين [1] .
461- محمد بن عمر بن أبان المصريّ.
أبو الطّاهر.
يروي عن: يحيى بن بكير.
توفي في شوال سنة خمسٍ وتسعين.
462- محمد بن عِمران الْجُرْجانيّ [2] .
أبو عبد الله الزّاهد، المعروف المقابريّ.
سمع: أحمد بن يونس اليَرْبُوعيّ، وسعيد بن منصور، ويحيى بن عبد الحميد الحِمّانيّ.
وعنه: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيليّ.
تُوُفّي في صَفَر سنة إحدى وتسعين.
463- محمد بن عَمْرو بن خالد الحَرانيّ [3] .
ثمّ المصريّ، أبو علاثة.
__________
[1] قال السهمي: حكى لنا بعض مشايخنا من أهل جرجان عن أبي عمر ومحمد بن الطيب الجرجاني قال: كان خالي محمد بن عمر بن العلاء فصيحا جوادا مقداما، وكان المحارب عن أهل جرجان حين ورد عليهم أحمد بن عبد الله الخجستاني، فهزمه الخجستاني وقبضوا عليه وحملوه إلى بين يديه وقد بحّ حلقه من كثرة الصياح، فقال له الخجستاني: لم بحّ حلقك ولم يبحّ حلقي، وكنت صاحب جيش مثلي؟ فقال محمد بن عمر: لأن أصحابك كانوا مطيعين مفوّضين مرتاضين فكفوك الصياح، وكان أصحابي رعاعا غاغة لم يكن لهم أدب الخدمة، ولا هداية المناصحة، ولا معرفة باللقاء والمكافحة، فأبحّوني لكثرة المصايحة، فتبسّم الخجستاني وقال: صدقت، ثم التفت إلى أصحابه فقال: ما ترون عنه؟ فقال بعضهم: نحب أن تجعله عبرة لغيره لتكفى مئونة أمثاله ممن يتجرّأ عليك ويوجّه بالغاغة إليك. فقال محمد بن عمر: إن صاحبك هذا لا يعرف شروط المروءة، قال: ولم؟ قال: لأنه ليس من الفتوّة أن يساء المحضر لمثلي من دون الخطّاء عند مثلك من الأمراء والعظماء، قال: صدقت، فأمر بتخليته، وذلك في شهر رمضان سنة خمس وستين ومائتين.
[2] انظر عن (محمد بن عمران) في:
تاريخ جرجان للسهمي 97، 139، 205، 304، 326 (391 رقم 650) 496، 523.
[3] انظر عن (محمد بن عمرو بن خالد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 39.

(22/286)


عن: أبيه.
وعنه: الطَّبرانيّ، وغيره.
وتُوُفّي سنة اثنتين وتسعين.
464- محمد بن عُمَيْر بن هشام.
أبو بكر الرّازيّ المعروف بالقماطيريّ [1] الحافظ.
سمع: محمد بن مِهران الجمّال، وأحمد بن منيع، وجماعة.
وعنه: أبو زكريّا العنْبريّ، وأبو بكر الإسماعيليّ، والحَسن بن مهديّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين.
465- محمد بن عيسى [2] .
أبو عليّ الهاشميّ البغداديّ المعروف بالبياضيّ [3] .
قتلته القرامطة بطريق الحجّ سنة أربعٍ.
روى عنه: محمد بن يحيى القَطِيعيّ.
وعنه: أبو بكر بن مُقْسِم في القراءات [4] .
466- محمد بن عيسى بن شَيْبة بن الصلت بن عُصْفور السَّدُوسيّ البصْريّ [5] .
__________
[1] القماطيري: بفتح القاف والميم وكسر الطاء المهملة، نسبة إلى القماطر، وهي جمع القمطر.
[2] انظر عن (محمد بن عيسى البياضي) في:
تاريخ بغداد 2/ 401 رقم 924، والمنتظم 6/ 62 رقم 93، والبداية والنهاية 11/ 102، وغاية النهاية 2/ 225 رقم 3347.
[3] قال الخطيب: سمعت القاضي أبا القاسم التنوخي يسأل بعض ولد البياضي عن سبب هذه التسمية. فقال: إنّ جدّي حضر مع جماعة من العباسيين يوما فجلس الخليفة، وكانوا كلهم قد لبسوا السواد غير جدّي، فإن لباسه كان بياضا، فلما رآها الخليفة قال: من ذلك البياضي؟ فثبت ذلك الاسم عليه، فلم يعرف بعد إلّا به.
[4] وثّقه الخطيب.
[5] انظر عن (محمد بن عيسى بن شيبة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 87 وفيه «محمد بن علي بن شيبة المصري» ، والمعجم المشتمل لابن عساكر 266 رقم 933، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1256، وذيل الكاشف للعراقي 255 رقم 1385، وتهذيب التهذيب 9/ 389، 390 رقم 637، وتقريب التهذيب 2/ 198 رقم 604، وخلاصة تذهيب التهذيب 355 وفيه: «محمد بن عيسى بن شبه» .

(22/287)


نزيل مصر.
روى عن: عمِّه يعقوب بن شَيْبة، ومحمد بن وزير الواسطيّ، وسعيد بن يحيى بن سعيد الأُمويّ، ومحمد بن أبي مَعْشَر نَجِيح، وأبي المسكين زكريّا بن يحيى.
وعنه: النَّسَائيّ في حديث مالك [1] ، وأبو هُرَيْرَةَ أحمد بْن عَبْد الله بْن أَبِي عصام العَدَويّ، وعبد الله بن عديّ في مُعْجَمه، وسليمان الطَّبَرانيّ، وآخرون.
تُوُفّي في خامس جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثمائة.
467- محمد بن عيسى بن تميم المِصِّيصيّ [2] .
نزيل إخميم [3] .
يروي عن: لوين، وغيره.
وهو كذّاب.
توفّي سنة ثلاثمائة أيضًا [4] .
468- محمد بن غالب [5] .
أبو عبد الله القُرْطُبيّ الفقيه ابن الصّفّار المالكيّ. أحد الأئمّة.
أخذ عن: سَحْنُون، وأحمد بن صالح المصريّ، وأحمد بن أخي ابن
__________
[1] المعجم المشتمل 266.
[2] انظر عن (محمد بن عيسى بن تميم) في:
المغني في الضعفاء 2/ 622 رقم 5886، ولسان الميزان 5/ 335 رقم 1107 وفيه: «محمد بن عيسى بن عيسى بن تميم» .
[3] إخميم: بالكسر ثم السكون وكسر الميم وياء ساكنة، وميم أخرى. بلد بالصعيد من مصر على شاطئ النيل.
[4] ذكره الحافظ ابن حجر فقال: قال ابن يونس: لم يكن بشيء نزل اخميم، انتهى. وهذا انصراف عجيب في كلام ابن يونس فقال فيه: من سكان المصّيصة. قدم مصر، يروي عن لوين، وكان منكر الحديث ولم يكن بشيء، وكان عند أصحاب الحديث يكذب، وأرانا كتبنا عنه سنة تسع وتسعين ومائتين. (لسان الميزان) .
[5] انظر عن (محمد بن غالب) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 20، 21 رقم 1148، وجذوة المقتبس للحميدي 81 رقم 127، وبغية الملتمس للضبيّ 119 رقم 249.

(22/288)


وهْب، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.
تُوُفّي في سنة خمسٍ وتسعين [1] .
469- محمد بن الفَرَج بن هاشم.
أبو عليّ السَّمَرْقَنْديّ.
عن: عبد بن حميد، وموسى بن مخارق الحلْوانيّ.
وعنه: محمد بن غالب بن جُمْهُور، ومحمد بن أحمد الذَّهَبيّ، وعَمْرو بن محمد الكرابيسيّ السَّمَرْقَنْديّ.
470- محمد بن الفضل بن سَلَمَةَ [2] .
أبو عمر البغداديّ الوَصِيفيّ.
عن: سعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وحبّان بن موسى، وإسماعيل بن أُوَيْس.
وعنه: أحمد بن جعفر بن سَلْم.
تُوُفّي في رجب [3] .
قال الخطيب [4] : ثقة.
وروى عنه أيضا: أبو بكر النّقّاش، وإسماعيل الخُطَبيّ، وآخرون.
471- محمد بن الفضل.
أبو عيسى المَوْصِليّ.
عن: هشام بن عمّار، ودُحَيْم، ولُوَيْن، وسأل أحمد بن حنبل.
وعنه: يزيد بن محمد الأزديّ، وغيره.
تُوُفّي سنة ستٍّ وتسعين.
472- محمد بن فَوْر بن عبد الله بن مهديّ.
__________
[1] وقيل: سبعين ومائتين.
[2] انظر عن (محمد بن الفضل بن سلمة) في:
تاريخ بغداد 3/ 153، 154 رقم 1185.
[3] سنة إحدى وتسعين ومائتين.
[4] في تاريخه.

(22/289)


أبو بكر العامريّ النَّيْسابوريّ.
عن: يحيى بن يحيى، وإسحاق بن راهَوَيْه، وعبد الأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ.
وعنه: أبو الطَّيّب محمد بن عبد الله الشُّعَيْريّ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم.
تُوُفّي في ذي الحجّة سنة تسعٍ وتسعين.
473- محمد بن القاسم بن هلال الأندلسيّ [1] .
عن: أحمد بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، ويونس بن عبد الأعلى.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين [2] .
474- محمد بن اللَّيث [3] .
أبو بكر الجوهريّ. بغداديّ ثقة.
عن: جُبَارة بن المُغَلّس، وغيره.
وعنه: أبو عليّ الصّوّاف، وأبو بكر القَطِيعيّ.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
475- محمد بن محمد بن إسماعيل بن شدّاد [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن القاسم بن هلال) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 18، 19 رقم 1142، وجذوة المقتبس للحميدي 87 رقم 133، وبغية الملتمس للضبيّ 124 رقم 259.
[2] قال ابن الفرضيّ: كان عابدا مجتهدا، عاقلا، وقورا. وكان أقلّ إخوته علما. وتوفي في شوّال ليومين مضيا منه، سنة ثلاث وتسعين ومائتين. كذا قال أحمد. وقال خالد: كانت له رحلة ودخل فيها العراق، واجتمع هنالك ببقيّ بن مخلد عند الشيوخ، وتوفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
(تاريخ علماء الأندلس) .
وأرّخ ابن يونس وفاته أيضا بسنة إحدى وتسعين ومائتين. (جذوة المقتبس) أما في «بغية الملتمس» للضبيّ فوقع أن وفاته سنة إحدى عشرة ومائتين! فليراجع.
[3] انظر عن (محمد بن الليث) في:
تاريخ بغداد 3/ 196 رقم 1240.
[4] انظر عن (محمد بن محمد بن إسماعيل) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 20، وتاريخ بغداد 3/ 205- 207 رقم 1251، والكامل في التاريخ 7/ 534، والبداية والنهاية 11/ 98، 99.

(22/290)


القاضي أبو عبد الله الْجُذُوعيّ الأنصاريّ.
عن: مسدَّد، وهُدْبَة بن خالد، ومحمد بن عبد الله بن نُمَيْر، وعلي بن المَدِينيّ، وعُبَيْد الله القواريريّ.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، ومحمد بن عليّ بن الهيثم المقرئ، والطَّبَرانيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب [1] ، وذَكَرَ له حكاية تَمَّت مع المعتمد [2] ، وهي في أمالي نصر المقدسيّ.
تُوُفّي سنة إحدى وتسعين في جُمَادَى الآخرة.
وقد وُلّي قضاءَ واسط، وغيرها. وكان موصوفًا بالورع في أحكامه، رحمه الله.
476- محمد بن محمد بن أحمد بن يزيد بن مهران [3] .
أبو أحمد البغداديّ.
سمع: داود بن رُشَيْد، وطبقته.
روى عنه: عبد الله بن إسحاق الخُراسانيّ، وأبو بكر الشّافعيّ.
قال الدّار الدّارَقُطْنيّ: حافظ [4] وليس بالقوي.
477- محمد بن محمد بن داود الشَّطَويّ [5] .
عَنْ: يوسف بْن موسى القطّان، وطبقته.
وعنه: أبو بكر الشّافعيّ.
وثّقه أبو بكر الخطيب [6] .
__________
[1] في تاريخه 3/ 205.
[2] انظر الحكاية 3/ 205، 206.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 3/ 208 رقم 1254.
[4] في تاريخ بغداد: «وكان يحفظ» .
[5] انظر عن (محمد بن محمد بن داود) في:
تاريخ بغداد 3/ 208 رقم 1255.
[6] في تاريخه.

(22/291)


478- محمد بن محمود بن عبد الوهّاب.
أبو السَّرِيّ الأصبهانيّ.
سمع: حبّان بن بِشْر القاضي، وسَعْدُوَيْه الأصبهانيّ.
تُوُفّي سنة أربعٍ.
479- محمد بن محمود بن عديّ الخُراسانيّ.
أبو عَمْرو.
سمع: على بن خَشْرَم، والكَوْسَج، والطبقة.
وعنه: القَطِيعيّ، وعيسى الرُّخَّجيّ.
مستقيم الحديث.
480- محمد بن مسكين بن منصور بن جُرَيْج.
الإفريقيّ المغربيّ. أخو القاضي عيسى بن مسكين، المذكور في هذه الطبقة [1] .
سمع: سَحْنون بن سعيد، ومحمد بن شَجَرَة، والحارث بن مسكين المصريّ.
وكان ثقة، فقيهًا، صالحًا، شاعِرًا مجوِّدًا.
عاش ثمانين سنة، ومات سنة سبْعٍ وتسعين.
481- محمد بن مسلم بن عبد العزيز الأشعريّ الأصبهانيّ [2] .
عن: مُجَاشع بن عَمْرو.
وعنه: الطَّبَرانيّ [3] ، وغيره.
482- محمد بن المطّلب [4] .
__________
[1] انظر الترجمة رقم (319) .
[2] انظر عن (محمد بن مسلم بن عبد العزيز) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 88، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 229.
[3] سمع منه بهمدان سنة خمس وثلاثين ومائتين.
[4] انظر عن (محمد بن المطّلب) في:
تاريخ بغداد 3/ 307 رقم 1398.

(22/292)


أبو بكر الخُزَاعيّ.
عن: إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، وأحمد بن نصر الشّهيد، ويحيى بن أيّوب العابد.
وعنه: محمد بن خَلَف بن المَرْزُبان، وابن نَجِيح، والخُلْديّ، وأبو بكر بن عَلُّوَيْه المقرئ، وغيرهم.
لا بأس به [1] .
483- محمد بن مالك بن داود [2] .
أبو بكر الشُّعَيْريّ.
سمع: منصور بن أبي مُزَاحم، والحكم بن موسى، وطائفة.
وعنه: ابن قانع، والإسماعيليّ، وغيرهما [3] .
484- محمد بن مُعَاذ بن سُفيان بن المُسْتَهِلّ بن أبي جامع المصريّ [4] .
ثمّ الحلبيّ. أبو بكر درّان.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وعبد الله بن رجاء، والقَعْنَبيّ، وعَمْرو بن مرزوق، وأبا سَلَمَةَ التُّبُوذَكيّ، ومحمد بن كثير العبْديّ، وطائفة.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، ومحمد بن أحمد الرّافقيّ، وعلي بن أحمد المِصِّيصيّ، وأبو القاسم الطّبرانيّ، ومحمد بن جعفر بن السّقّاء الحلبيّ.
__________
[1] قال الخطيب: أحاديثه مستقيمة.
[2] انظر عن (محمد بن مالك) في:
تاريخ بغداد 3/ 307، 308 رقم 1399، وقد ذكره ثانية فقلب أباه وجدّه، فقال: «محمد بن داود بن مالك» 5/ 264 رقم 2753.
وقد تقدّم، برقم (416) .
[3] وقال الخطيب: كان فهما عالما بالحديث.
وقال أبو العباس بن سعيد: توفي أبو بكر محمد بن داود بن مالك الشعيري البغدادي بطريق مكة في ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين، ورأيته لا يخضب. (تاريخ بغداد 5/ 264) .
[4] انظر عن (محمد بن معاذ) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 60، والعبر 2/ 98، سير أعلام النبلاء 13/ 536 رقم 269، ودول الإسلام 1/ 178، والوافي بالوفيات 5/ 39، وشذرات الذهب 2/ 216.

(22/293)


وكان أسند من بقي بحلب. عُمِّرَ دهرًا.
وتُوُفّي سنة أربعٍ وتسعين، وهو في عشر المائة.
485- محمد بن موسى بن حمّاد [1] .
أبو أحمد البريريّ ثمّ البغداديّ الحافظ الإخباريّ.
وُلِد سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وسمع: عليّ بن الْجَعْد، وعُبَيْد الله بن عمر القواريريّ، وعبد الرحمن بن صالح.
وعنه: أحمد بن كامل، وإسماعيل الخطَبيّ، وابن قانع، وآخرون.
قَالَ الخطيب [2] : كان إخباريًا، فَهْمًا، ذا معرفة بأيّام النّاس. وكان يَخْضِب بالحمرة.
توفّي سنة أربع أيضا.
قال الدّار الدَّارَقُطْنيّ: ليس بالقويّ [3] .
قلت: أكثر عنه الطَّبَرانيّ [4] .
486- محمد بن موسى بن عاصم [5] .
أبو عبد الله المصريّ.
عن: يحيى بن بُكَيْر، وعَمْرو بن خالد، ومهديّ بن جعفر الرّمليّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن موسى بن حمّاد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 14، وتاريخ بغداد 3/ 243 رقم 1326.
[2] في تاريخه:
[3] تاريخ بغداد.
[4] وقال القاضي أحمد بن كامل: ما جمع أحد من العلم ما جمع محمد بن موسى البربري، وكان لا يحفظ إلّا حديثين، حديث الطير، وحديث «تقتل عمّارا الفئة الباغية» ، ودخلت عليه يوما وهو مغموم، فقلت له: ما لك؟ فقال: فلانة- يعني امرأته- حملتني على أن عتقت هذه الجارية، وقد بقيت بلا أمة تخدمني، ولا أحد يغيثني، فقلت: وأيش مقدار ثمن هذه؟ قال: إن امرأتي دفعت إليّ دنانير أشتري لها بها جارية، فاشتريت هذه الجارية. فقلت: وتعتق ما لا تملك؟ قال:
كأنه لا يجوز؟ قلت: لا، الجارية لها على ملكها. فقال لي: فعل الله وفعل يدعو لي.
[5] انظر عن (محمد بن موسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 6.

(22/294)


وعنه: الطَّبَرانيّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
487- محمد بن نصر المَرْوَزيّ [1] .
الإمام أبو عبد الله أحد الأعلام في العلوم والأعمال.
ولد سنة اثنتين ومائتين ببغداد، ونشأ بنَيْسابور، سكن سَمَرْقَنْد وغيرها.
وكان أبوه مَرْوزِيًّا.
قَالَ الحاكم فيه: إمام الحديث في عصره بلا مُدَافَعَة.
سمع بخُراسان: يحيى بن يحيى، وإسحاق، وأبا خالد بن يزيد بن صالح، وعَمْرو بن زُرَارة، وصَدَقَة بن الفضل المَرْوَزِيّ، وعلي بن حُجْر.
وبالريّ: محمد بن مِهْران، ومحمد بن مقاتل، ومحمد بن حُميد.
وببغداد: محمد بن بكّار، وعبد الله القواريريّ، وجماعة.
وبالبصرة: أبّا الرّبيع الزُّهْرانيّ، وهُدْبَة، وشَيَبْان، وعبد الواحد بن غِياث، وجماعة.
وبالكوفة: سعيد بن عَمْرو الأشعثيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن نُمَيْر، وجماعة.
وبالحجاز: أبا مصعب، وإبراهيم بن المنذر الحِزَاميّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن نصر المروزي) في:
طبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي 49، وتاريخ بغداد 3/ 315- 318 رقم 1416، وطبقات الفقهاء للشيرازي 106، 107، والمنتظم لابن الجوزي 6/ 63- 66 رقم 98، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي ج 1 ق 2/ 92- 94، والمختصر في أخبار البشر 2/ 61، وتاريخ ابن الوردي 1/ 259، ودول الإسلام 1/ 178، والمعين في طبقات المحدّثين 105 رقم 1197، وتذكرة الحفّاظ 2/ 650- 653، والعبر 2/ 99، وسير أعلام النبلاء 14/ 33- 40 رقم 13، ومرآة الجنان 2/ 223، والوافي بالوفيات 5/ 111، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 246- 255، والوفيات لابن قنفذ 195 رقم 294، وتهذيب التهذيب 9/ 489، 490 رقم 798، وتقريب التهذيب 2/ 213 رقم 767، والنجوم الزاهرة 3/ 161، وطبقات الحفّاظ 284، 285، وحسن المحاضرة 1/ 310- 312، ومفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 71، وشذرات الذهب 2/ 216، 217، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 34، 35، والرسالة المستطرفة 46.

(22/295)


وبالشّام: هشام بن عمّار، وجماعة.
قلت: وبمصر: يونس بن عبد الأعلى، والربيع المراديّ.
وتفقَّه على أصحاب الشّافعيّ.
وقال الخطيب [1] : حدَّث عن عَبْدان، وسمّى جماعة وقال: كان من أعلم النّاس باختلاف الصّحابة ومَنْ بعدَهم [2] .
قلت: روى عنه أبو العبّاس السّرّاج، ومحمد بن المنذر شكر، وأبو حامد بن الشَّرقيّ، وأبو عبد الله محمد بن الأخرم، وأبو النَّضْر محمد بن محمد الفقيه، وابنه إسماعيل بن محمد بن نصر، ومحمد بن إسحاق السَّمَرْقَنْدِيّ، وخلْق كثير.
قَالَ أبو بكر الصَّيْرفيّ: لو لم يصنّف المَرْوَزِيّ إلّا كتاب «القَسَامة» لَكَان من أفقه النّاس [3] .
وقال أبو بكر بن إسحاق الصِّبْغيّ، وقيل له: ألا تنظر إلى تمكُّن أبي عليّ الثّقفيّ في عقله؟ قَالَ: ذاك عقل الصَّحابة والتّابعين من أهل المدينة.
قِيلَ: وكيف ذاك؟.
قَالَ: إنّ مالك بن أنس كان من أعقل أهل زمانه، وكان يقال إنّه صار إليه عقول مَن جالسَهَم من التابعين، فجالَسَه يحيى بن يحيى النَّيْسابوريّ، فأخذ من عقله وسَمْته، حتّى لم يكن بخُراسان مثله، فكان يُقال: هذا عقل مالك وسَمْتُه. ثمّ جالس يحيى محمد بن نصر سِنِين، حتّى أخذ من سَمْته وعقله، فلم يُرَ بعد يحيى من فُقَهاء خُراسان أعقل منه. ثمّ إنّ أبا عليّ الثَّقَفيّ جالَسَ محمد بن نصر أربع سِنِين، فلم يكن بعده أعقل منه [4] .
وقال عبد الله بن محمد الإسفرائينيّ: سَمِعْتُ محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد
__________
[1] في تاريخ بغداد 3/ 315.
[2] يعني: في الأحكام. كما في تاريخ بغداد.
[3] تاريخ بغداد 3/ 316.
[4] سير أعلام النبلاء 14/ 34، 35.

(22/296)


الحكم يقول: كان محمد بن نصر عندنا إمامًا، فكيف بخُراسان؟ [1] .
وقال القاضي محمد بن محمد: كان الصّدر الأوّل من مشايخنا يقولون:
رجال خُراسان أربعة: ابن المبارك، وإسحاق، ويحيى، ومحمد بن نصر [2] .
وقال ابن الأخرم: انصرف محمد بن نصر بن الرّحلة الثّانية سنة ستّين ومائتين، فاستوطن نَيْسابور، ولم تزل تجارته بنَيْسابور، أقام مع شريك له مُضَارِب، وهو يشتغل بالعِلم والعِبادة. ثمّ خرج سنة خمسٍ وسبعين إلى سَمَرْقَنْد، فأقام بها، وشريكه بنَيْسابور، وكان وقت مقامه هو المفتي والمقدّم، بعد وفاة محمد بن يحيى، فإنّ حَيْكَان [3]- يعني يحيى بن محمد بن يحيى- ومَن بعده أَقَرُّوا له بالفضل والتَّقَدُّم [4] .
قَالَ ابن الأخرم: ثنا إسماعيل بن قُتَيْبة: سمعت محمد بن يحيى غير مرّة، إذا سُئِل عن مسألة يقول: سَلُوا أبا عبد الله المَرْوَزِيّ [5] .
وقال أبو بكر الصِّبْغيّ: أدركت إمامين لم أُرْزَق السَّماعَ منهما: أبو حاتم، الرّازيّ، ومحمد بن نصر المَرْوَزِيّ. وأمّا عبد بن ربيعة، فما رأيت أحسن صلاةً منه. ولقد بَلَغَني أنّ زُنْبُورًا قعد على جبهته، فسال الدّمُ على وجهه ولم يتحرّك [6] .
وقال ابن الأخرم: ما رأيت أحسنَ صلاةً من محمد بن نصر. كان الذُّباب يقع على أُذُنِه، فَيَسِيلُ الدّم، ولا يَذُبُّه عن نفسه. ولقد كنّا نتعجّب من حُسْن صلاته وخشوعه، وهيبته للصلاة. كان يضع رقبته على صدره، فتتصلّب كأنّه خَشَبَة منصوبة. وكان من أحسن النّاس، خَلْقًا، كأنما فقئ في وجهه حبّ
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 316.
[2] المصدر نفسه.
[3] حيكان: بالحاء المهملة المفتوحة، وهو الحافظ يحيى بن محمد الذهلي، شيخ نيسابور، وقد تقدّم التعريف به في هذا الجزء.
[4] سير أعلام النبلاء 14/ 36.
[5] المصدر نفسه.
[6] تاريخ بغداد 3/ 317.

(22/297)


الرُّمّان، وعلى خدَّيه كالورد ولحيته بيضاء [1] .
وقال أحمد بن إسحاق الصَّبْغيّ: سمعت محمد بن عبد الوهّاب الثَّقفيّ يقول: كان إسماعيل بن أحمد والي خُراسان يصل محمد بن نصر في السنة بأربعة آلاف درهم، ويصِلُه أخوه إسحاق بمثلها، ويصله أهل سَمَرْقَنْد بمثلها، فكان ينفقها من السّنة إلى السنة من غير أن يكون له عيال. فقيل له: لو ادَّخرتَ لِنَائبةٍ.
فَقَالَ: سبحان الله أنا بقيت بمصر كذا كذا سنة، قُوتي وثيابي وكاغدي وحبري، وجميع ما ينفق على نفسي في السنة عشرين دِرْهمًا، فترى إن ذَهَبَ ذا لا يبقى ذاك؟ [2] .
وقال السُّليمانيّ: محمد بن نصر إمام الأئمّة الموفَّق من السّماء، سكن سمرقند. سمع: يحيى بن يحيى، وعَبْدان، والمُسْنِديّ، وإسحاق.
له كتاب «تعظيم قدْر الصّلاة» ، وكتاب «رفع اليدين» ، وغيرهما من الكُتُب المعجزة [3] .
مات وصالح جَزَرة في سنة أربعٍ.
أنبأني جماعة قالوا: ثنا أبو اليُمْن، نا أبو منصور، نا أبو بكر الخطيب، أنا الجوهري، أنا ابن حَيَوَيْه، ثنا عفّان بن جعفر الّلّبان: حدّثني محمد بن نصر قَالَ:
خرجت من مصر ومعي جارية لي. فركبت البحر أريد مكّة، فغرقت، فذهب منّي ألف جزء، وصرت إلى جزيرة، أنا وجاريتي، فما رأينا فيها أحدًا، وأخذني الْعَطَشُ، فلم أقدر على الماء، فوضعت رأسي على فخَذَ جاريتي مستسلمًا للموت، فإذا رجل قد جاءني ومعه كُوز، فَقَالَ لي: هاه.
فشربت وسقَيْتُها، ثم مضى، فما أدري من أين جاء، ولا من أين ذهب [4] .
__________
[1] السير 14/ 36، 37.
[2] تاريخ بغداد 3/ 317، 318.
[3] كذا قال السليماني. وقال المؤلّف- رحمه الله-: «ولا معجز إلّا القرآن» . (السير 14/ 37) .
[4] تاريخ بغداد 3/ 317.

(22/298)


وقال أبو الفضل محمد بن عُبَيْد الله البَلْعَميّ: سمعت الأمير إسماعيل بن أحمد يقول: كنت بسَمَرْقند، فجلست يومًا للمظالم، وجلس أخي إسحاق إلى جنبي، إذ دخل أبو عبد الله محمد بن نصر، فقمت له إجلالًا لعلمه، فلمّا خرج عاتبني أخي وقال: أنت والي خُراسان، تقوم لرجلٍ من الرَّعيّة! هذا ذَهاب السّياسة.
فَبِتُّ تلك اللّيلة وأنا مُنْقَسِمُ القلب، فرأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فأخذ بعضُدي، فَقَالَ لي: ثَبتَ ملككَ وملك بنيك بإجلالك محمد بن نصر [1] .
وكان محمد بن نصر زوج خنة، بخاء مُعْجَمَةٍ ثمّ نُون، أخت يحيى بن أكثم القاضي.
تُوُفّي بسَمَرْقَنْد، في المحرَّم سنة أربعٍ وتسعين.
وقال أبو عبد الله بن مَنْدَه في مسألة الإيمان: صرَّح محمد بن نصر في كتاب «الإيمان» بأن الإيمان مخلوق، فإنّ الإقرار والشّهادة، وقراءة القرآن بلفْظه مخلوق. وهَجَرَه على ذلك علماء وقته، وخالَفَه أئمّة أهل خُراسان، والعراق.
قلت: لو أنّنا كلّما أخطأ إمام مجتهد في مسألةٍ خطًأ مغفورًا له هَجَرْناه وبدَّعناه، لَما سَلِمَ أحدٌ مِنَ الأئمّة، واللَّهُ الهادي للحقّ، والرّاحم للخلْق.
وقال ابن حزم في بعض تَوَاليفه: أعلم النّاس من كان أجمعهم للسُّنَن، وأضبطهم لها، وأذكرهم لمعانيها ولأحوال الصّحابة. ولا نعلم هذه الصّفة أتمّ منها في محمد بن نصر المَرْوَزِيّ، فلو قَالَ قائل: ليس لرسول صلى الله عليه وسلم حديث، ولا لأصحابه إلّا وهو عِنْد محمد بن نصر، لَما بَعُدَ عن الصّدْق.
488- محمد بن نصر [2] .
أبو جعفر البغداديّ المقرئ الصّائغ.
__________
[1] زاد في تاريخ بغداد 3/ 318: «ثم التفت إلى إسحاق، فقال: ذهب ملك إسحاق، وملك بنيه باستخفافه بمحمد بن نصر» .
[2] انظر عن (محمد بن نصر الصائغ) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 14، وتاريخ بغداد 3/ 318، 319 رقم 1417.

(22/299)


عن: إسماعيل بن أُوَيْس، وأبي مُصْعَب.
وعنه: ابن قانع، وابن علم، وجماعة.
وكان مُقْرِئًا.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
وعنه أيضًا: الطَّبَرانيّ، وأحمد بن عثمان الأبهريّ شيخ ابن مَنْدَه [1] .
489- محمد بن نصر بن حُمَيْد البزّاز البغداديّ [2] .
صاحب حديث.
روى عن: إسماعيل بن إبراهيم، ويحيى بن أيّوب المَقَابِريّ، ومحمد بن قُدَامة الجوهريّ، ونحوهم.
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وابن قانع [3] ، وغيرهما.
490- محمد بن نصر.
__________
[1] وقال الدار الدّارقطنيّ: هو صدوق فاضل ناسك.
وقال ابن المنادي: كتب عنه على ستر وثقة، وكان يقرئ الناس القرآن.
[2] انظر عن (محمد بن نصر بن حميد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 4، وتاريخ بغداد 3/ 319 رقم 1418.
[3] قال الخطيب: اتفق ابن قانع والطبراني على أن اسم هذا الشيخ محمد بن نصر. وروى عنه غيرهما فسمّاه: أحمد.
وقد عاد الخطيب وذكره في باب أحمد (ج 5/ 181 رقم 2625) ووثّقه، فقال: «أحمد بن نصر بن حميد الوازع، أبو بكر البزّاز. كان ينزل بالجانب الشرقي في مربّعة أبي عبيد الله، وحدّث عن: محمد بن أبان الواسطي، وزكريا بن يحيى زحمويه، وعبد الرحمن بن صالح الأزدي، ومحمد بن عبد الله الأرزّي. روى عنه: محمد بن مخلد، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأبو سهل بن زياد. وكان ثقة ... ذكر محمد بن مخلد فيما قرأت بخطّه: أن أحمد بن نصر بن حميد بن الوازع مات في جمادى الآخرة من سنة أربع وثمانين ومائتين. روى عن هذا الشيخ بعض الناس فسمّاه محمدا، وقد ذكرناه في المحمّدين.
ويقول خادم العلم محقّق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
إن الخطيب البغدادي لم يذكر واحدا من شيوخ صاحب الترجمة الذين ذكرهم المؤلّف الذهبي- رحمه الله-، لا في باب أحمد كما مرّ، ولا في المحمّدين، حيث يذكر من شيوخه، عبد الرحمن بن صالح الأزدي، ومحمد بن عبد الله الرّزّي (وهو في باب أحمد: الأرزّي) ، (3/ 319) .
كما أن وفاته- كما جاء في باب أحمد- كانت في سنة أربع وثمانين ومائتين، وإذا صحّ هذا، فيجب أن تحوّل هذه الترجمة من هنا، وتكون في تراجم الطبقة التاسعة والعشرين الماضية.

(22/300)


أبو جعفر الهمدانيّ حَمُّوَيْه. صدوق رحّال.
سمع: عبد الرحمن بن إبراهيم دُحَيْم، ومحمد بن رُمْح، وحرملة، وطبقتهم.
وعنه: أحمد بن إسحاق بن مِنْجاب، وأبو القاسم الطَّبَرانيّ، وجماعة، وابن أبي داود مع تَقَدُّمِهِ.
- محمد بن النّضر.
هو محمد بن أحمد.
491- محمد بن النَّضْر بن سَلَمَةَ بن الجارود بن يزيد [1] .
الحافظ أبو بكر الجاروديّ النَّيْسابوريّ الفقيه الحنفيّ، قاله الحاكم. كان شيخ وقته حِفْظًا وكمالًا ورئاسة، وأبوه وجدّه كلّهم رأيّيون [2] .
سمع: إسحاق بن راهَوَيْه، وعَمْرو بن زُرَارَة، وسُوَيد بن سعيد، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب، وأبا كريب، وإسماعيل ابن سِبْط السَّنْديّ، وطائفة.
وعنه: إمام الأئمّة ابن خُزَيْمَة، وأبو عَمْرو الحَيريّ، وأبو حامد بن الشَّرْقيّ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم، وطائفة.
وكان رفيق مسلم في الرحلة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن النضر الجارودي) في:
الجرح والتعديل 8/ 111 رقم 492، والأنساب لابن السمعاني 3/ 158، 159، واللباب 1/ 249، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) 3/ 1279، وسير أعلام النبلاء 13/ 541- 544 رقم 273، وتذكرة الحفّاظ 2/ 673، 674، وتهذيب التهذيب 9/ 490، 491 رقم 799، وتقريب التهذيب 2/ 213 رقم 768، وطبقات الحفّاظ 293، وخلاصة تذهيب التهذيب 361، 362، وشذرات الذهب 2/ 208.
[2] الأنساب 2/ 158، وكان يتولّى أمور مسلم بن الحجّاج، وكان يتبجّح به ويعتمده في جميع أسبابه إلى أن توفي ... وأبو بكر حديثي محكّم في المذهب. وكان منزله بالقرب من منزل محمد بن يحيى الذهلي، فنشأ معه وفي صحبته، وكان من المتعصّبين للحديث والذّابّين عن أهل نحلته، وله في ذلك أخبار مدوّنة. قال أبو حامد بن الشرقي: حدّث محمد بن يحيى في مجلس الإملاء، فردّ عليه الجارودي، فزبره محمد بن يحيى، فلما كان المجلس الثاني قال محمد بن يحيى: ها هنا أبو بكر الجارودي؟ قال له: نعم، قال: الصواب ما قلته، فإنّي رجعت إلى كتابي فوجدته على ما قلت.

(22/301)


قَالَ ابن أَبِي حاتم [1] : سمعتُ منه بالرّيّ، وهو صدوق [2] .
وقال أبو أحمد الحاكم: كان محمد بن يحيى يستعين بعربيّة أبي بكر الجاروديّ في مصنَّفاته، ويُبيِّته عنده [3] .
وقال محمد بن يعقوب الأخرم: لما قَتَلَ أحمدُ الخُجُسْتانيّ حَيْكان هَمَّ بقتل الجاروديّ، فلبس الجاروديّ عَباءَة وخرج مع الجمّالين إلى أصبهان [4] .
قلت: ثم رجع بعد إلى بلده.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل سنة إحدى وتسعين.
وكانت له جَنَازة مشهودة.
يُقال: إنّ النّسائيّ روى عنه [5] ، فَيُحَقَّقْ.
492- محمد بن النَّضْر بن عبد الوهّاب النَّيْسابوريّ [6] .
أخو أحمد بن النّضْر، سَمَاعه وسَمَاع أخيه واحد كما في ترجمة أحمد.
رَوَيَا عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعُبَيْد الله بن مُعَاذ، وهذه الطبقة.
وقد قَالَ البخاريّ حديثًا عن محمد: ثنا عُبَيْد الله بن معاذ، فذكر حديثًا.
قَالَ الحاكم: روى البخاريّ عنهما في «الجامع الصّحيح» [7] .
__________
[1] في الجرح والتعديل 8/ 111.
[2] وزاد: «من الحفّاظ» .
[3] الأنساب 3/ 158.
[4] الأنساب 3/ 158.
[5] لم يذكر ذلك ابن عساكر، ولا الحافظ المزّيّ.
[6] انظر عن (محمد بن النضر) في مصادر ترجمة أخيه (أحمد بن النضر) الّذي تقدّم برقم (77) ، وهي:
تهذيب الكمال للمزّي 1/ 515، 516 رقم 120، وسير أعلام النبلاء 13/ 564، 565 رقم 285 (في ترجمة أخيه أحمد) ، وتذكرة الحفاظ 2/ 645، 646، وتهذيب التهذيب 9/ 491 رقم 800، وتقريب التهذيب 2/ 213 رقم 769، وخلاصة تذهيب التهذيب 362.
[7] في تفسير سورة الأنفال 8/ 231 و 232، والحديث من طريق محمد، ومن طريق أخيه أحمد، وكلاهما عن عبيد الله بن معاذ. وقد ذكر البخاريّ «أحمد» دون أن ينسبه، بينما نسب أخاه «محمدا» ، فقال: حدّثني أحمد، حدّثنا عبيد الله بن معاذ، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، عن عبد الحميد صاحب الزيادي، سمع أنس بن مالك رضي الله عنه، قال أبو جهل: اللَّهمّ إن كان هذا

(22/302)


ذكره، الحاكم في ترجمة محمد [1] .
493- محمد بن هارون [2] .
أبو موسى الأنصاريّ الزُّرَقيّ.
عن: يونس بن عبد الأعلى، وأبي الربيع عُبَيْد الله بن الحارث.
وعنه: محمد بن مَخْلَد، والطَّبَرانيّ.
وثّقه الخطيب [3] .
ومات في سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
494- محمد بن الوليد [4] .
المعروف بابن ولاد التّميميّ النَّحْويّ.
صاحب التّصانيف في عِلم العربيّة.
أخذ عن: المبّرد، وثعلب.
مات كهلًا سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
495- محمد بن ياسين بن النّضر.
__________
[ () ] هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فَنَزَلَتْ وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ. وَما كانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ، وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ الله وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ... 8: 33- 34. ثم روى البخاري هذا الحديث بلفظه وسنده عن محمد، فقال:
حدّثنا محمد بن نضر. وقد أخرج مسلم هذا الحديث أيضا عن الأخوين عن شيخهما عبيد الله بن معاذ.
[1] وقال ابن عديّ: في رجال البخاري محمد بن النضر، يشبه أن يكون من رجال الحجاز.
وقال ابن مندة: مجهول. (تهذيب التهذيب 9/ 491) .
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله-: فأما هذا- يعني محمدا بن النضر- فقديم الوفاة، وأما أحمد فطال عمره، وبقي إلى سنة بضع وثمانين ومائتين. (سير أعلام النبلاء 13/ 565) .
وقد مرّ في ترجمة أحمد من هذا الجزء أنه توفي سنة تسعين ومائتين. فليراجع.
[2] انظر عن (محمد بن هارون) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 16 وفيه قلبه إلى: «محمد بن موسى أبو هارون الأنصاري ختن موسى بن إسحاق الأنصاري القاضي» ، وتاريخ بغداد 3/ 453، 355 رقم 1457.
[3] فقال: كان أحد الثقات، كتب الناس عنه لستره وثقته.
[4] انظر عن (محمد بن الوليد) في:
معجم الأدباء لياقوت 19/ 105، 106، ومعجم المؤلّفين 12/ 95.

(22/303)


أبو بكر الباهليّ. الفقيه النَّيْسابوريّ.
يروي عن: إسحاق بن راهَوَيْه، وعثمان بن أبي شَيْبة.
وعنه: محمد بن صالح بن هانئ، وغيره.
توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
496- محمد بن يحيى بن مالك الضبي الأصبهاني [1] .
عن: أبي عمار الحسين بن حريث، ومحمود بن غيلان.
وعنه: أبو أحمد العسال، والطبراني، وأبو الشيخ.
توفي في صفر سنة إحدى وتسعين.
497- محمد بن يحيى بن سليمان [2] .
أبو بكر المروزي.
سمع: عاصم بن علي [3] ، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وخلف بن هشام، وبشر بن الوليد، وعلي بن الجعد، وجماعة.
وأكثر عن عاصم.
وعنه: أبو بكر النّجّاد، وأبو بكر الشّافعيّ، ومَخْلَد الباقَرْحِيّ، وابن عُبَيْد العسكريّ، وسليمان الطّبرانيّ، وطائفة.
قال الدّار الدَّارَقُطْني: صدوق [4] .
قلت، هو من كبار شيوخ الإسماعيليّ.
تُوُفّي رحمه الله تعالى ببغداد في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين [5] .
498- محمد بن يحيى بن محمد [6] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يحيى بن مالك) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 56.
[2] انظر عن (محمد بن يحيى بن سليمان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 14، 15، وتاريخ بغداد 3/ 422، 423 رقم 1555.
[3] وكان مكثرا عنه.
[4] تاريخ بغداد 3/ 422.
[5] وقال الخطيب: وكان ثقة.
[6] انظر عن (محمد بن يحيى بن محمد) في:

(22/304)


أبو سعيد البغداديّ، حامل أكْفانه.
سمع: أبا بكر، وعثمان ابني أبي شَيْبة، وأحمد بن مَنِيع، وسَوّار بن عبد الله القاضي، وجماعة.
وعنه: أهل دمشق، وأبو عليّ بن هارون، والفضل بن جعفر، وأبو عُمَر بن فَضَالَةَ، وأبو بكر النّقّاش، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسعٍ وتسعين.
قَالَ الخطيب: بلغني أنّه غُسِّلَ وَكُفِّنَ، فلمّا كان في اللّيل، جاءه نبَّاش فنبشه، فلمّا حَلَّ أكفانه قَعَدَ، فهرب النّبّاش، فقام وأتى منزله حاملًا كفنه، فعاد حُزْن أهله فَرَحًا [1] .
ومثله أيضًا سُعَيْر بن الخِمْس [2] .
فإنّه لمّا وُضِع في لَحْده اضطّرب، فَحُلَّتْ أكفانه، فقام. ووُلِد له بعد ذلك مالك بن سُعَيْر.
499- محمد بن يعقوب [3] .
أبو بكر البغداديّ. عُرِفَ بابن القلّاس، بالقاف.
عن: عليّ بن الْجَعْد، وحمّاد بن إسحاق المَوْصليّ.
وعنه: ابن مَخْلَد، وأحمد بن جعفر بن سالم الجيليّ.
صدوق [4] .
ومات سنة [خمس وتسعين ومائتين] [5] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 3/ 423، 424 رقم 1556، والمنتظم 6/ 114، 115 رقم 160، والبداية والنهاية 11/ 118.
[1] تاريخ بغداد 3/ 424.
[2] تقدّمت ترجمته.
[3] انظر عن (محمد بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 3/ 391 رقم 1507.
[4] قال البرقاني: سألت أبا بكر بن سلم عنه، فقال: شيخ نبيل سريّ.
[5] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد.

(22/305)


500- محمد بْن يزيد بْن محمد بْن عَبْد الصّمد [1] .
أبو الحَسَن الدّمشقيّ، مولى بني هاشم.
عن: صَفْوان بن صالح المؤذّن، وموسى بن أيّوب النَّصِيبيّ، وسليمان ابن بنت شُرَحْبيل، وأبي نُعَيْم الحلبيّ، وجماعة.
وعنه: سبط عديّ بن يعقوب، وجعفر بن محمد الكِنْديّ، وأبو عُمَر بن فَضَالَةَ، وسليمان الطَّبَرانيّ، وعبد الله بن النّاصح، ومُظَفَّر بن حاجب، وجماعة.
تُوُفّي سنة تسع وتسعين. وقع لنا جزء صغير من حديثه بعُلُوّ.
501- محمد بن يعقوب بن أبي يعقوب الأصبهانيّ [2] .
عن: عَبّاد بن يعقوب الرَّوَاجِنيّ، وغيره.
وعنه: أبو الشّيخ.
تُوُفّي سنة ثمانٍ وتسعين.
502- محمد بن يعقوب بن سَوْرة البغداديّ [3] .
عن: أبي الوليد الطّيالِسيّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ [4] .
503- محمد بن يعقوب البصريّ الأعلم [5] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن يزيد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 82، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 16/ 63 أ، والعبر 2/ 13 أ، وسير أعلام النبلاء 14/ 56 رقم 27، والوافي بالوفيات 5/ 220، والنجوم الزاهرة 3/ 179، 204، وشذرات الذهب 2/ 232.
[2] انظر عن (محمد بن يعقوب الأصبهاني) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 239، 240 وفيه اسم أبي يعقوب: إسحاق، وكنية محمد: أبو بكر.
[3] انظر عن (محمد بن يعقوب بن سورة) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 11، وتاريخ بغداد 3/ 389 رقم 1503.
[4] قال الدار الدّارقطنيّ: لا بأس به.
وقال الخطيب: كان ثقة.
[5] انظر عن (محمد بن يعقوب الأعلم) في:
تاريخ بغداد 3/ 388 رقم 1501.

(22/306)


عن: هُدْبة بن خالد، وأبي الرّبيع الزُّهْرانيّ.
وعنه: ابن قانع، وأبو بكر الشّافعيّ أحاديث [1] .
504- محمد بن يوسف بن يعقوب [2] .
أبو بكر الرازيّ المقرئ.
حدّث عنه: محمد بن حميد الرّازيّ، ومحمد بن هاشم البَعْلَبَكّيّ.
روى عنه: محمد بن العبّاس بن نَجِيح، وحبيب القزّاز، وأبو بكر النّقّاشِ.
قَالَ الدّار الدَارَقُطْنيّ: دجَّال يضع الحديث والقراءات. وضع من المُسْنَدات ما لا يُضْبط [3] .
قدِم بغدادَ قبل الثّلاثمائة [4] .
505- محمد بن يوسف [5] .
أبو جعفر الباوَرْدَيّ الإسكافيّ.
حدَّث ببغداد عن: أبي عُتْبَة الحمصيّ، وطبقته.
__________
[1] أحاديث مستقيمة. كما قال الخطيب.
[2] انظر عن (محمد بن يوسف بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 3/ 397، 398 رقم 1522، وميزان الاعتدال 4/ 72 رقم 8344، ولسان الميزان 5/ 435، 436 رقم 1429، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (بتأليفنا) .
ج 5/ 54، 55 رقم 1654.
[3] وقال: وضع نحوا من ستين نسخة قراءات ليس لشيء منها أصل.
[4] فسمع منه: ابن مجاهد، وغيره، ثم تبيّن كذبه، فلم يحك عنه ابن مجاهد حرفا، وقد روى عنه النقّاش غير شيء، فمرّة ينسبه إلى محمد بن طريف بن عاصم مولى علي بن أبي طالب، ومرة يقول: محمد بن نبهان. ومرة يقول: محمد بن يوسف. ومرة يقول: محمد بن عاصم الحنفي.
(تاريخ بغداد 3/ 398) .
قال خادم العلم «عمر تدمري» : ولهذا ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان 5/ 211 رقم 729 باسم: «محمد بن طريف بن عاصم» وقال: شيخ للنقاش كذّاب، يدلّسه، فتارة يقول:
حدّثنا محمد بن عاصم، وتارة يقول: حدّثنا محمد بن نبهان، وغير ذلك، مع أن النقاش لا يوثق به.
[5] انظر عن (محمد بن يوسف الباوردي) في:
تاريخ بغداد 3/ 398، 399 رقم 1524.

(22/307)


وعنه: محمد بن مخلد، وعبد الله بن شهاب العُكْبُريّ.
تُوُفّي سنة سبْعٍ وتسعين.
506- محمد بن يوسف بن عاصم بن شَرِيك.
أبو بكر البخاريّ الحافظ.
رحّال، سمع: يعقوب الدَّوْرَقيّ، وبِشْر بن آدم، ويوسف بن موسى القطّان، وعدَّة.
507- محمد بن يوسف [1] .
أبو جعفر التُّرْكيّ الفَرَغانيّ ثمّ البغداديّ.
سمع: سُرَيْج بن يونس، وعيسى بن إبراهيم التُّرْكيّ، وعيسى بن سالم الشّاشيّ، ومحمد بن جعفر الوَركانيّ.
وعنه: أحمد بن كامل، وعُمَر بن مسلم، والطَّبَرانيّ، وجماعة.
وثّقه الخطيب [2] .
وتُوُفّي سنة خمسٍ وتسعين ومائتين [3] .
508- مُحَسِّن بن جعفر بن عليّ بْن محمد بْن عليّ بْن مُوسَى بن جعفر الصّادق العَلَويّ [4] .
خرج بناحية الشّام سنة ثلاثمائة، فحاربه ابن كَيَغْلَغ، فظفر به فقتله، وبعث برأسه إلى بغداد، فنُصِب مع أعلامٍ له منكّسة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن يوسف) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 12، وتاريخ بغداد 3/ 395، 396 رقم 1519.
[2] في تاريخه 3/ 395.
[3] وقال القاضي أحمد بن كامل: وحضرته وكنت مع الهيثم بن خلف الدوريّ، فغسّل في حمّام، ولم يك له وارث، فرفع أمره إلى محمد بن يوسف أبي عمر القاضي، فوجّه جماعة من شهوده، فتولّوا تجهيزه، فأخرج من منزله في عباءة خلقة، ولم يظهر له غيرها. وأخبرني الهيثم أنّ أباه كان فرغانيا، وكان أبوه مولى لزهير بن المسيّب، وحمل عنه الحديث، ولم أعلم أنه ذمّ فيه.
[4] انظر عن (محسن بن جعفر) في:
مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصبهاني 703، ولم يذكر فيه اسم قاتله، بل قال: وقتلت الأعراب في بعض نواحي البرّ ...

(22/308)


509- محمود بن أحمد بن الفَرَج [1] .
أبو حامد الزُّبَيْريّ الأصبهانيّ.
عن: إسماعيل بن عَمْرو البَجَليّ، ومحمد بن المنذر البغداديّ.
وكان ثقة.
روى عنه: أبو الشَّيخ، والطَّبَرانيّ، ومحمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب الأصبهانيّ.
وهو مَنْ وَلَدِ الزُّبَير بن بكّار [2] .
مات سنة ثلاث وتسعين، وقيل: سنة تسعين [3] .
510- محمود بن والان بن موسى.
أبو حامد العَدَويّ الأديب.
ثقة كثير الحديث. عاش نيِّفًا وتسعين سنة.
سمع: قُتَيْبَة، وسُوَيْد بن نصر، وجماعة.
ومات سنة ثلاثٍ وتسعين.
511- محمود بن محمد المَرْوَزِيّ [4] .
مشهور.
طوّف وسمع: داود بن رُشَيْد، وعلي بن حُجْر، وطبقتهما.
وعنه: الطَّسْتيّ، وابن الصَّوّاف، والطَّبَرانيّ.
مستقيم الحديث.
مات سنة سبع وتسعين.
__________
[1] انظر عن (محمود بن أحمد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 108 وفيه: محمود بن الفرج، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 315، 316.
[2] هكذا، وفي: ذكر أخبار أصبهان 2/ 315 «من ولد الزبير بن مشكان» .
[3] وقال أبو نعيم: توفي سنة أربع وتسعين.
[4] انظر عن (محمود المروزي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 107، وتاريخ بغداد 13/ 94 رقم 7078.

(22/309)


512- محمود بن عليّ بن مالك الشَّيْبانيّ [1] .
أبو حامد المدِينيّ البزّاز.
عن: محمد بن منصور الجوّاز، وهارون بن موسى الفَرَويّ، ومحمد بن [أحمد بن يعقوب الشيباني] [2] ، والمخزوميّ.
وعنه: محمد بن أحمد بن يعقوب الأصبهانيّ، والطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ.
وثّقه أبو نعيم [3] .
ومات سنة ثلاثمائة.
513- مسبّح بن حاتم بن ماور العُكَليّ.
بالبصّرة.
مات سنة ثمانٍ وتسعين.
514- مسور بن قَطَن بن إبراهيم.
أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ.
قَالَ الحاكم: كان من مزكي عصره، والمُقَدَّم في الزُّهْد والورع والعقل.
سمع: يحيى بن يحيى، وتورَّع من الرّواية عنه لصِغَر سِنِّهِ.
وسمع: جدّه لأمّه بِشْر بن الحَكَم، وأبا زاهر، وداود بن رُشَيْد. وطوّف.
وعنه: ابن الشَّرْقيّ، ومحمد بن صالح، وأبو الوليد الفقيه، وجماعة.
مات سنة ثلاثمائة.
515- مسلم بن أحمد بن أبي عُبَيْدة [4] .
أبو عبيدة اللّيثيّ القرطبيّ، صاحب القبلة.
__________
[1] انظر عن (محمود بن علي بن مالك) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 108، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 316.
[2] في الأصل بياض، وما بين الحاصرتين استدركته من: ذكر أخبار أصبهان.
[3] في أخبار أصبهان.
[4] انظر عن (مسلم بن أحمد) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 126، 127، رقم 1420، وجذوة المقتبس للحميدي 351 رقم 822، وبغية الملتمس للضبيّ 470 رقم 1372.

(22/310)


رحل سنة ستٍّ [1] وخمسين، فسمع: يونس بن عبد الأعلى، والرّبيع المُرَاديّ، والمُزَنيّ، وابن عبد الحَكَم، وجماعة.
قَالَ أحمد بن عبد البَرّ: كان من أصوف أهل زمانه [2] ، وكان مُولَعًا بالفَلك والنُّجوم. وكان إذا صلّى يشرّق قليلًا نحو مدينة قُرْطُبَة.
روى عنه: قاسم بن أَصبغ، وعبد الله بن يونس.
مات سنة خمسٍ وتسعين ومائتين [3] .
516- مسلم بن سعيد الأشعريّ [4] .
أبو سَلَمَةَ.
سمع: مُجَاشِع بن عَمْرو سنة ثلاثين [5] ، وبكّار بن الحَسَن [6] .
وعنه: أبو الشّيخ، وشيخه مُجَاشع يروي عن: الّليث، وابن قطيعة.
مات سنة تسعٍ وتسعين [7] .
517- مسلم بن عبد الله بن مكرم الباورديّ [8] .
__________
[1] كذا في الأصل، وفي جميع مصادر ترجمته: رحل إلى المشرق سنة تسع وخمسين ومائتين.
[2] تاريخ ابن الفرضيّ 2/ 126، وقال: كان أن يخرّ من السماء إلى الأرض أهون عليه من أن يكذب. وكان عالما بالحساب والنجوم، وكان مولعا بالتشريق في قبلته، مفتونا بذلك، كان يقال له: صاحب القبلة.
ولابن عبد البرّ فيه شعر.
وكان محمد بن عمر بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز يثنيان على أبي عبيدة ... وعمي بأخرة.
[3] بها أرّخه ابن الفرضيّ 2/ 127، أما الحميدي، والضبيّ، فقالا: مات بالأندلس سنة أربع وثلاثمائة، (الجذوة 351، والبغية 470) والله أعلم بالصحيح.
[4] انظر عن (مسلم بن سعيد) في:
ذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 323.
[5] بهمذان.
[6] بأصبهان.
[7] كذا في الأصل، وفي أخبار أصبهان: توفي سنة ست وتسعين ومائتين.
[8] انظر عن (مسلم بن عبد الله) في:

(22/311)


المؤدِّب ببغداد.
عن: عَمْرو بن مرزوق، ويحيى بن هاشم.
وعنه: إسماعيل الخُطَبيّ، وأبو بكر الشّافعيّ، وابن العلاء الْجَوْزَجانيّ.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين [1] .
518- مُضارِب بن إبراهيم [2] .
أبو الفضل النَّيْسابوري الأديب، أوحد عصره ببلده في العربيّة.
سمع: ابن راهَوَيْه.
وعنه: أبو عَمْرو بن مَطَر.
مات سنة سبّعٍ وتسعين [3] .
519- مَعْمَر بن محمد بن مَعْمَر بْن زيد بْن الأشهب البلخي.
سَمِعَ من: شِهَاب بْن معمر العَوَقيّ، ومكّيّ بن إبراهيم، وعصام بن يوسف البلخيّين.
وطال عُمره.
وعنه: عبد الرحمن بن حامد بن مَتُّوَيْه البْلخيّ.
مات في جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
520- ممشاذ الدّينوريّ [4] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 13/ 105 رقم 7092.
[1] في تاريخ بغداد: مات في المحرّم سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
[2] انظر عن (مضارب بن إبراهيم) في:
بغية الوعاة 2/ 288 رقم 1999.
[3] قال السيوطي: أسندنا حديثه في: «الطبقات الكبرى» .
[4] انظر عن (ممشاذ الدينَوَريّ) في:
طبقات الصوفية للسلمي 316- 318 رقم 25، وحلية الأولياء 10/ 353، 354 رقم 625، وصفة الصفوة 4/ 78 رقم 659، والرسالة القشيرية 33، ونتائج الأفكار القدسية 1/ 183، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 18، (288، 289) ، رقم 60، 493، 495. والنجوم الزاهرة 3/ 179، 204، واللمع 192، 203، 233، 293، والكواكب الدرّية 1/ 269، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 120، وجامع كرامات الأولياء 2/ 268.

(22/312)


من كبار شيوخ الصُّوفيّة. صحِب يحيى بن الجلّاء، وغيره.
ومن قوله: جماعُ المعرفة صِدْقُ الافتقار إلى الله [1] .
وقال فارس الدَّيَنَوريّ: خرج مُمْشاذ من باب الدّار، فنبح كلب فَقَالَ: لا إله إلّا الله، فمات الكلب مكانه [2] .
مات سنة تسع وتسعين ومائتين.
521- موسى بن إسحاق بن موسى الخطْميّ الأنصاريّ [3] .
أبو بكر الفقيه الشافعيّ، كان قاضيًا على الأهواز. وولى قضاء نَيْسابور.
وحدَّث عن: عيسى قالون، وأحمد بن يونس، وعلي بن الْجَعْد. وكان يُضْرَبُ به الْمَثَلُ في ورعه وصيانته في القضاء.
وعنه: حبيب القزّاز، وابن ماسي، وعبد الباقي بن قانع.
قَالَ ابن أبي حاتم [4] : كتبت عنه، وهو ثقة صدوق.
وقد أقرأ النّاسَ القرآن. ويقال: مولده سنة عشرٍ ومائتين.
ومات سنة سبع وتسعين ومائتين [5] .
__________
[1] طبقات الصوفية 316.
[2] طبقات الصوفية 317.
[3] انظر عن (موسى بن إسحاق بن موسى) في:
الجرح والتعديل 8/ 135 رقم 613، وتاريخ بغداد 13/ 52- 54 رقم 7022، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 17/ 129 ب- 130 ب، والمنتظم 6/ 96 رقم 134، والكامل في التاريخ 8/ 59، ودول الإسلام 1/ 181، وتذكرة الحفّاظ 2/ 668، 668، والعبر 2/ 109، وسير أعلام النبلاء 13/ 579- 581 رقم 302، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 345، والبداية والنهاية 11/ 111، 112، وغاية النهاية 2/ 317 رقم 3673، وطبقات الحفّاظ 291، 229، وشذرات الذهب 2/ 226، 227.
[4] في الجرح والتعديل 8/ 135.
[5] وقال الخطيب: ولي موسى قضاء الري وقضاء الأهواز، وكان عفيفا ديّنا فاضلا.
وقال أحمد بن كامل: كان فصيحا ثبتا في الحديث، كثير السماع محمودا، وكان إليه القضاء بكور الأهواز، وكان يظهر انتحال مذهب الشافعيّ.
وقال ابن المنادي: بلغني أنه أقرأ الناس القرآن وله ثمان عشرة سنة في درب صالح، على نهر موسى من الجانب الشرقي من مدينتنا، وأنه استقضي وله ثمان وعشرون سنة. كتب الناس عنه فأكثروا، ومات على ستره.

(22/313)


522- موسى بن أفلح البخاريّ البيقاري [1] .
عن: أبي حُذَيفة إسحاق بن بِشْر، وأحمد بن حفص، والمُسْنديّ.
وعنه: أحمد بن عدل، وخَلَف الخيّام.
تُوُفّي في جُمَادَى الأولى سنة إحدى وتسعين.
وكان شيخًا مُعَمَّرًا.
523- موسى بن خازم بن سيّار [2] .
أبو عِمران الأصبهانيّ.
عن: حاتم بن عبد الله النُّمَيْريّ، ومحمد بن بُكَيْر الحضرميّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأحمد بن بُنْدار الشّعّار.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين [3] .
ورّخه أبو نُعَيم.
524- موسى بن عبد الحميد بن عصام الْجُرْجانيّ [4] .
أبو يحيى.
عن: أبيه، وإسماعيل المُزَنيّ الفقيه، وجالسَ داود الظَّاهريّ.
وعنه: عبد الله بن محمد بن شَيْبة، وأحمد بن محمد بن صالح الهمدانيّ.
مات على رأس سنة ثلاثمائة.
525- موسى بن محمد بن موسى الذُّهَليّ الأعْيَن.
أبو عَمْرو النَّيْسابوريّ.
سمع: يحيى بن يحيى، وسعد بن يزيد الفرّاء.
__________
[1] انظر عن (موسى بن أفلح) في:
الأنساب لابن السمعاني 2/ 373، واللباب 1/ 199، وفيهما نسبته: «البيفاريني» .
[2] انظر عن (موسى بن حازم) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 112، 113، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 312.
[3] في أخبار أصبهان: توفي سنة أربع وتسعين.
[4] لم يذكره السهمي في: تاريخ جرجان.

(22/314)


وعنه: أبو العبّاس بن حمدان، وأبو الوليد الفقيه، وأحمد بن الخضر شيخ الحاكم.
مات سنة إحدى وتسعين ومائتين.
526- موسى بن هارون بن عبد الله [1] .
أبو عِمران البزّار [2] . كان إمام عصره في الحِفْظ والإتقان.
سمع: قُتَيْبة، وأحمد بن حنبل، وإسحاق، وعلي بن الْجَعْد، وخلْق.
وعنه: دَعْلَج، وأبو الطّاهر الذُّهَليّ، وآخرون.
قَالَ الصِّبْغيّ: ما رأينا في حفَّاظ الحديث أَهْيَب ولا أورَع من موسى بن هارون [3] .
مات في شَعْبان سنة ثلاثٍ وتسعين [4] . قصّر الحاكم في ترجمته.
527- موسى بن هارون بن سعيد الأصبهانيّ [5] .
أبو عِمران، يُعرف بالأصمّ. ربّما التبس بالذي قبله. وهذا يروى عن:
سُوَيْد بن سعيد، وأبي خَيْثَمة زُهَير بن حرب، ومُصْعَب بن عبد الله الزُّبَيريّ، وجماعة سواهم.
روى عنه: أبو الشّيخ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب
__________
[1] انظر عن (موسى بن هارون) في:
تاريخ بغداد 13/ 50، 51 رقم 7019، والمنتظم 6/ 66 رقم 99، ودول الإسلام 1/ 178، والعبر 2/ 99، 100، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1198، ومرآة الجنان 2/ 223، والبداية والنهاية 11/ 103.
[2] كذا في الأصل، والعبر. وفي بقية المصادر: «البزّاز» .
[3] تاريخ بغداد 13/ 50.
وقال الخطيب: وكان ثقة عالما حافظا، ويقال: إنه هذا الّذي خرّج لإسماعيل بن إسحاق القاضي مسندة.
وقال ابن المنادي: كان أحد المشهورين بالحفظ والثقة ومعرفة الرجال.
[4] كذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد، وغيره: مات سنة أربع وتسعين ومائتين.
[5] انظر عن (موسى بن هارون الأصمّ) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 312، 313.

(22/315)


المقرئ، ومحمد بن جعفر بن يوسف، وأهل أصبهان.
فإذا قَالَ الأصبهانيّ: حَدَّثَنَا موسى بن هارون، فإيّاه يريد.
ومات هذا الأصبهانيّ في حدود سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين [1] 528- موسى بن هشام الدَّيَنَوريّ.
حدَّث بدمشق.
عن: عبد الله بن هانئ، وعليّ بن المبارك الصَّنْعانيّ.
وعنه: أبو عليّ بن آدم، وأحمد بن الرُّوميّ، وأبو أحمد بن عديّ، وغيرهم.
مات على رأس الثلاثمائة.
__________
[1] لم يؤرّخ أبو نعيم لوفاته، وقال: صاحب أصول.

(22/316)


- حرف النون-
529- نصر بن أحمد [1] .
أبو محمد الكَنْديّ البغداديّ الحافظ. أحد الأئمّة، ويُعرف بنَصْرك.
سمع: محمد بن بكار، وعبد الأعلى بن حمّاد، والقواريريّ.
وعنه: خَلَف الخيّام، وابن عُقْدَةَ.
حمله أمير بُخَارى خالدُ بن أحمر الذُّهَليّ إليه، فأقام عنده، وصنَّف له «المُسْنَد» [2] .
ومات في سنة ثلاثٍ وتسعين، وعاش سبعين سنة.
530- نصر بن سيار بن فتح.
أبو الَّلْيث السَّمَرْقَنْديّ المحدِّث الرّحّال المصنِّف.
عن: يونس بن عبد الأعلى، وعبد بن حُمَيْد، والدارِميّ.
وعنه: محمد بن إسحاق العُصْفُريّ، وأحمد بن محمد الكرابيسي.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
531- نصر بن عبد الحميد القراطيسيّ.
أبو حبيب المصريّ، الرّجل الصّالح.
عن: نُعَيْم بن حمّاد، ويحيى بن بكير.
__________
[1] انظر عن (نصر بن أحمد) في:
تاريخ بغداد 13/ 293، 294 رقم 7265، والمنتظم 6/ 59 رقم 86، والكامل في التاريخ 7/ 547، وتذكرة الحفّاظ 2/ 676، وسير أعلام النبلاء 13/ 538، 539 رقم 271، والبداية والنهاية 11/ 101، وطبقات الحفاظ 295، ومعجم المؤلفين 13/ 88.
[2] تاريخ بغداد 13/ 294، وفيه زيادة: وحدّث هنالك، فوقع حديثه إلى البخاريّين.

(22/317)


مات سنة سبْعٍ وتسعين.
532- نوح بن منصور [1] .
أبو مسلم البغدادي.
حدَّث بشيراز. وكانت عنده كُتُب الشّافعيّ.
عن: الزَّعْفرانيّ، والرّبيع، ويونس بن عبد الأعلى، والحَسَن بْن عَرَفَة، ومحمد بْن عَبْد اللَّه المُخَرّميّ.
روى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو الشّيخ، ومُطَهَّر بن أحمد شيخ أبي نُعيْم.
مات بفارس سنة خمس وتسعين.
__________
[1] انظر عن (نوح بن منصور) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 122.

(22/318)


- حرف الهاء-
533- هارون بن موسى بن شريك الدّمشقيّ المقرئ [1] .
أبو عبد الله الأخفش صاحب ابن ذَكْوان.
قرأ عليه، وسمع أبا مُسْهر.
قرأ عليه: ابن الأخرم المقرئ، والنّقّاش، وروى عنه: الطَّبَرانيّ، وأبو أحمد بن النّاصح.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين على الصّحيح. وقيل: سنة إحدى.
534- هُبَيْرة بن محمد بن عبد الحميد.
أبو أحمد المصريّ.
عن: عيسى بن زُغْبَة، وغيره.
مات سنة سبْع وتسعين.
535- هُمَيْم بن همّام [2] .
أبو العبّاس الطَّبَريّ.
طوّف وسمع: أبا مُصْعَب، ومحمد بن أبي مَعْشَر.
وعنه: أبو أحمد الغطْرِيفيّ بن عبد الملك، وأهل جرجان.
مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
__________
[1] انظر عن (هارون بن موسى) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 128، 129، ومرآة الجنان 2/ 220.
[2] انظر عن (هميم بن همام) في:
تاريخ جرجان للسهمي 189، 434، 439، 449، (484 رقم 972) و 534، 537، 539.

(22/319)


- حرف الواو-
536- وحيد بن عمر بن هارون البخاريّ الفقيه.
روى عَنْ: إسحاق بن راهَوَيْه، وأبي مُصْعَب الزُّهْريّ، وطبقتهما.
وعنه: خَلَف الخيّام، وأبو الأسود أحمد بن إبراهيم، وغيرهما.
تُوُفّي سنة ثلاثٍ وتسعين.
537- وكيع بن إبراهيم بن عيسى المَوْصِليّ.
عن: سُفْيان بن وَكِيع، ولُوَيْن، وأبي عمّار الحسين بن حرث.
وكتب عنه النَّسائيّ.
وروى عنه: يزيد بن محمد.
مات سنة سبْعٍ وتسعين.
538- الوليد بن حمّاد بن جابر الرّمليّ الزّيّات [1] .
سمع: سليمان بن عبد الرحمن، ويزيد بن مَوْهب الرمليّ.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وابن عديّ، وجماعة.
كان على رأس الثلاثمائة.
__________
[1] انظر عن (الوليد بن حمّاد) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 123، 124.

(22/320)


- حرف الياء-
539- يحيى بن أحمد بن زياد.
أبو منصور السُّفْيانيّ الهَرَويّ.
سمع: خالد بن الصّبّاح، ويحيى بن معين، وأحمد بن سعيد الدّارِميّ.
وعنه: أبو إسحاق البزّار الحافظ، والفضل بن العبّاس، وأبو الفضل بن حَمْدُوَيْه.
مات سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين.
540- يحيى بن الحسين بن القاسم بن طباطبا العَلَويّ.
كان قد غلب على اليمن، وَدُعِيَ له بصنعاء وما والاها عنه. وضُرِبَت السّكّة باسمه. ثمّ خرج من صنعاء بعد غَلَبة القَرَامطة، فصار إلى صُعْدة، وتسمّى بالهادي أبي الحَسَن. وملك نجْران وتلك النّواحي، وَخُطِبَ [له] بأمير المؤمنين.
وكان حَسَن السِّيرة.
مات سنة ثمانٍ وتسعين، قام بعده ولده محمد، ولُقِّب الْمُرْضَى.
541- يحيى بن زكريّا الثَّقَفيّ القُرْطُبيّ [1] .
المعروف بابن السّاق.
سمع: يحيى بن إبراهيم بن ... [2] ، وأبان بن عيسى، ومحمد بن وضّاح، وعامر بن معاوية، وطائفة.
__________
[1] لم أجده عند ابن الفرضيّ، والحميدي، والضبيّ.
[2] بياض في الأصل.

(22/321)


وحجّ متأخرًا، فسمع من النَّسائيّ.
وكان صوّامًا صالحًا عالمًا. أخذ النّاس عنه.
ومات في رمضان سنة ثمانٍ وتسعين.
542- يحيى بن عبد الله بن الحُرَيش [1] .
أبو عبد الله.
عن: أبي الأشعث العِجْلي، وزياد بن أيّوب.
وعنه: أبو الشّيخ.
وثَّقه أبو نُعَيْم. وكان أصبهانيّ.
مات سنة ستٍّ وتسعين [2] .
543- يحيى بن عبد الله بن حُجْر بْن عَبْد الْجَبَّار بْن وائل الحَضْرَميّ [3] .
عَنْ: عمه محمد بْن حجر، عن أقاربهم.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
مات سنة إحدى وتسعين.
544- يحيى بن عبد الباقي الأَذَنيّ [4] .
محدِّث ثقة [5] .
سمع: محمد بن سليمان لُوَيْن، وغيره.
وعنه: الطّبرانيّ، وابن قانع.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد الله بن الحريش) في:
ذكر أخبار أصبهان 2/ 362.
[2] أو سنة خمس وتسعين.
[3] انظر عن (يحيى بن عبد الله بن حجر) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 143- 146.
[4] انظر عن (يحيى بن عبد الباقي) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 146، 147، وتاريخ بغداد 14/ 227، 228 رقم 7528، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية) 18/ 76 أ، و (مخطوطة التيمورية) 46/ 303، ومعجم البلدان 1/ 133، وسير أعلام النبلاء 14/ 45، 46 رقم 18، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي 5/ 197 رقم 1820.
[5] وثّقه الخطيب في تاريخه.

(22/322)


مات سنة اثنتين وتسعين في ذي القعدة.
545- يحيى بن عبد العزيز بن المختار القُرْطُبيّ [1] .
ثقة، مفتي [2] .
سمع: العبْسي، ويونس بن عبد الأعلى، وجماعة.
روى عنه: أحمد بن نصر، وحبيب بن الرَّبيع، ومحمد بن قاسم، وأحمد بن بِشْر.
مات سنة تسعٍ وتسعين [3] .
546- يحيى بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنَّجم النّديم [4] .
من كبار المُعْتَزِلة ومصنِّفيهم. نادم المعتضد وابنَه المكتفي، وله كتاب في أخبار الشعراء، وله تصانيف في الاعتزال.
مات سنة ثلاثمائة، وعاش ستّين سنة [5] .
547- يحيى بن محمد بن البختريّ الحنّائيّ [6] .
__________
[1] انظر عن (يحيى بن عبد العزيز) في:
تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ 2/ 185 رقم 1570، وقال فيه: المعروف بابن الخرّاز، من أهل قرطبة ويكنّى: أبا زكريا.
[2] وقال ابن الفرضيّ: سمع منه الناس «مختصر المزني» ، و «رسالة الشافعيّ» ، وغير ذلك من مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، وكان يميل في فقه إلى المذهب الشافعيّ. وكان مشاورا مع عبيد الله بن يحيى ونظرائه في أيام الأمير عبد الله. سمعت عبيد الله بن الوليد المعيطي يقول:
سمعت أحمد بن عبادة الرعينيّ يثني على يحيى بن عبد العزيز ويصفه بالتواضع. وسمع الناس منه. بالقيروان: «المستخرجة» للعتبي، وغير ذلك من حديث.
[3] كذا بالأصل. وفي تاريخ علماء الأندلس: توفي في شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين ومائتين.
[4] انظر عن (يحيى بن علي النديم) في:
الفهرست لابن النديم 1/ 144، وتاريخ بغداد 14/ 230 رقم 7534، ونزهة الألبّاء 236، ومعجم الأدباء 20/ 28، 29، والكامل في التاريخ 8/ 75، ووفيات الأعيان 6/ 198- 201، وسير أعلام النبلاء 13/ 405 رقم 194، ومرآة الجنان 2/ 237، وكشف الظنون 220، 1615، 2047، والأعلام 9/ 195، 196، ومعجم المؤلفين 13/ 215.
[5] قال المرزباني: أديب شاعر مطبوع، أشهر أهل زمانه، وأحسنهم أدبا، وأكثرهم امتنانا في علوم العرب والعجم، وجالس الموفّق والمعتصم وخصّ به، وبالمكتفي من بعده. وهو من شجرة الأدب الناضرة، وأنجمه الزاهرة، فاضل الآباء والأجداد، منجب الأهل والأولاد.
[6] انظر عن (يحيى بن محمد البختري) في:

(22/323)


أبو زكريّا البغداديّ.
سمع: طالوت بن عبّاد، وشَيْبان بن فَرُّوخ.
وعنه: أبو مسلم الكَجّيّ مع تقدُّمه، وأبي عُبَيْد العسكريّ، والإسماعيليّ.
مات سنة تسعٍ وتسعين [1] .
548- يحيى بن محمد بن عمران الحلبي [2] .
ثم البالسي.
عن: هشام بن عمّار، ودُحَيْم، وابن مُصفى.
وعنه: الطَّبَرانيّ، وأبو بكر النّقّاش، وابن عديّ، وحمزة الكِنانيّ.
549- يحيى بن المُعَافَى بن يعقوب الكِنْديّ المَوْصِليّ.
الفقيه الحنفيّ. أفتى وكتب الشّروط.
وروى عن: غسّان بن الرّبيع، وسعيد بن منصور، وأحمد بن يونس، وجماعة.
وكتب النّاس عنه. وولي قضاء ملطية [3] .
روى عنه: يزيد بن محمد الأزْديّ، وغيره.
مات سنة ثلاث وتسعين.
550- يحيى بن منصور [4] .
__________
[ () ] تاريخ بغداد 14/ 229 رقم 7531.
[1] وثّقه الخطيب. وقال أحمد بن كامل القاضي: لم يطعن عليه في الحديث.
[2] انظر عن (يحيى بن محمد بن عمران) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 142 وفيه: «يحيى بن محمد بن أبي صغير الحلبي» .
[3] ملطية: بفتح أوله وثانيه، وسكون الطاء، وتخفيف الياء، والعامّة تقوله بتشديد الياء وكسر الطاء.
بلدة من بلاد الروم مشهورة مذكورة تتاخم الشام. (معجم البلدان) .
[4] انظر عن (يحيى بن منصور) في:
تاريخ بغداد 14/ 225، 226 رقم 7524 وفيه: «يحيى بن أبي نصر» ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1/ 410 رقم 537، والمنتظم 6/ 26 رقم 31، والعبر 2/ 94، وسير أعلام النبلاء 13/ 570، 571 رقم 293، وتذكرة الحفّاظ 2/ 691، 692، ومرآة الجنان 2/ 221، وطبقات الحفّاظ 300، والنجوم الزاهرة 3/ 123، وشذرات الذهب 2/ 213.

(22/324)


أبو سعيد الهَرَويّ الإمام. كان آيةً في العِلْم والزُّهْد، حتّى قِيلَ إنّه لم يَرَ مثل نفسه [1] .
روى عن: سُوَيْد بن نصر، وغيره.
روى عنه: أحمد بن عيسى الغيزانيّ.
ومات في ذي الحجّة سنة ثلاثٍ وتسعين [2] .
551- يحيى بن نافع بن خالد المصريّ [3] .
أبو حبيب.
سمع: ابن أبي مريم.
وعنه: الطَّبَرانيّ.
مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وتسعين.
552- يعقوب بن إسحاق بن يعقوب بن حُمَيْد الطّائيّ المَوْصِليّ.
روى عن: جُبَارة بن المُغَلِّس، وابن عمّار.
قَالَ الأَزْديّ: مات سنة سبْعٍ أو ثمان وتسعين.
553- يعقوب بن عليّ بن إسحاق النّاقد.
أبو يوسف الكوفيّ.
مات بمصر سنة ثلاثٍ وتسعين.
554- يعقوب بن غَيْلان العُمَانيّ [4] .
حدّث بالبصرة عن: سعيد بن عروة.
__________
[1] قال الخطيب: وكان ثقة حافظا صالحا زاهدا.
[2] كذا هنا. وقال المؤلّف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 13/ 570: بل الصحيح وفاته في ذي الحجّة، سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
أما الخصيب، وابن الجوزي، وابن أبي يعلى، فقالوا إنه مات بهراة في شهر شعبان سنة سبع وثمانين ومائتين.
[3] انظر عن (يحيى بن نافع) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 138، 139.
[4] انظر عن (يعقوب بن غيلان) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 132.

(22/325)


وعنه: الطَّبَرانيّ.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين.
555- يعقوب بن الوليد بن محمد بن القاسم.
أبو يوسف الأَيْليّ.
عن: ابن صالح، ويحيى بن بكير.
مات سنة ثلاثمائة.
556- يعقوب بن يوسف بن الحَكَم الجوباريّ الْجُرْجانيّ [1] .
روى عن: الفلّاس ببغداد.
وعن: محمد بن خالد بن خداش.
وعنه: ابن عديّ، والإسماعيليّ، وغيرهما.
مات سنة ثلاثٍ وتسعين [2] .
557- يوسف بن الحَكَم [3] .
أبو عليّ الضّبّيّ البغدادي الخيّاط [4] .
صدوق.
سمع: بِشْر بن الوليد.
وعنه: الطَّبَرانيّ، والجِعَابي.
مات سنة تسعٍ وتسعين [5] .
558- يوسف بن عاصم الرّازيّ.
أبو يعقوب.
ثقة. رحل وسمع: هُدْبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وسويد بن سعيد.
__________
[1] انظر عن (يعقوب بن يوسف الجوباري) في:
تاريخ جرجان للسهمي 488، 489 رقم 984، ويعرف: بتنبلة.
[2] في تاريخ جرجان: مات في سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
[3] انظر عن (يوسف بن الحكم) في:
المعجم الصغير للطبراني 2/ 134، وتاريخ بغداد 14/ 312 رقم 7631.
[4] ويعرف بدبيس.
[5] قال الدار الدّارقطنيّ: هو صدوق.

(22/326)


وعنه: أبو سعيد الرّازيّ، وعليّ بن أحمد بن صالح، وجماعة.
مات سنة ثمانٍ وتسعين.
559- يوسف بن موسى المَرْوَرُّوذي القطّان [1] .
حجّ وحدَّث بالعراق عن: ابن راهويه، وأبي معمر القطيعي، واحمد بن صالح المصري.
وعنه: ابن عقدة، وأبو بكر الشافعي، وجماعة من آخرهم أحمد بن يوسف بن خلاد.
وثقه الخطيب [2] .
ومات سنة ثلاث وتسعين [3] .
560- يوسف بْن يعقوب بْن إسماعيل بْن حمّاد بن زيد بن درهم البصري [4] .
ثم البغدادي.
القاضي أبو محمد مولي الأزد.
سمع: مسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، وجماعة.
ولي قضاء البصرة وواسط، وضم إليه قضاء الجانب الشّرقيّ ببغداد [5] .
__________
[1] انظر عن (يوسف بن موسى) في:
تاريخ بغداد 14/ 308، 309 رقم 7627، والمنتظم 9/ 89 رقم 120، وص 160، 246، 327.
[2] وقال: كان من أعيان محدّثي خراسان، مشهورا بالطلب والرحلة في الحديث إلى الآفاق البعيدة.
[3] كذا في الأصل. وفي تاريخ بغداد: قال ابن قانع، وأحمد بن عبد الله المزني: مات في سنة ستّ وتسعين ومائتين. وبها أرّخه ابن الجوزي في المنتظم.
[4] انظر عن (يوسف بن يعقوب) في:
تاريخ بغداد 14/ 310- 312 رقم 7630، والمنتظم 6/ 96، 97 رقم 135، والكامل في التاريخ 8/ 59، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 171، وسير أعلام النبلاء 14/ 85- 87 رقم 45، وتذكرة الحفاظ 2/ 660، والعبر 2/ 109، ودول الإسلام 1/ 181، والمعين في طبقات المحدّثين 106 رقم 1204، ومرآة الجنان 2/ 230، والبداية والنهاية 11/ 112، والنجوم الزاهرة 3/ 171، وطبقات الحفّاظ 287، وشذرات الذهب 2/ 227، والرسالة المستطرفة 37.
[5] قال إبراهيم بن محمد بن عرفة: ولي القضاء بين أهل الجانب الشرقي إلى ما كان يتولّاه من

(22/327)


وكان عفيفا مهيبا، ثقة عالما، مصنفا.
وعنه: دعلج، وابن ماسي، وعلي بن محمد بن كيسان، وطائفة.
مات سنة سبع وتسعين ومائتين.
__________
[ () ] قضاء واسط والبصرة وجلس في مسجد الجامع سنة ثلاثة وثمانين ومائتين، فأحمدت مذاهبه، وحسن حكمه، واستقامت طريقته، وكثر الشاكر له.
وقال طلحة بن محمد بن جعفر: كان رجلا صالحا عفيفا خيّرا، حسن العلم بصناعة القضاء شديدا في الحكم، لا يراقب فيه أحدا. وكانت له هيبة ورياسة، وحمل الناس عنه حديثا كثيرا، وكان ثقة أمينا.
وقال القاضي أحمد بن كامل: كان ضعيف الفقه، غير مطعون عليه في الحديث ... ومولده في سنة ثمان ومائتين.

(22/328)


الكني
561- أبو جعفر بن ماهان الرازي.
سمع: هشام بن عمار، ودحيما.
وعنه: أبو الشيخ.
كان على رأس الثّلاثمائة.
آخر الطبقة الثلاثون من تاريخ الإسلام (ويليه الجزء الخاص بحوادث 301- 310 هـ.) (الطبقة الحادية والثلاثون)

(22/329)