تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت تدمري

بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الثامنة والثلاثون
حوادث سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
فيها سُرق السّبُع الفضة الذي على زبزب عضُدُ الدولة، وعجب النّاس كيف كان هذا مع هيبة عضُدُ الدولة المُفرِطة، وكونه شديد المعاقبة على أقل جناية تكون، وقُلِبت الأرض على سارقه، فلم يوقف له على خبر. ويقال أنّ صاحب [مصر] [1] دسّ من فعل هذا.
وكان العزيز العُبَيْدي قبل هذا قد بعَث رسولًا إلى عضُدُ الدولة، وكتابًا أوّلُهُ: «من عبد الله نِزار العزيز باللَّه أمير المؤمنين، إلى عضُدُ الدولة أبي شُجاع مولى أمير المؤمنين، سلامٌ عليك، فإنّ أمير المؤمنين يَحْمَد إليك الله الذي لا إله إلّا هو، ويسأله [2] أن يصلّي على جدّه محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . والكتاب مبنيّ على الاستمالة مع ما يَسرّ إليه [3] الرسول عُتْبَةُ [4] بن الوليد، فبعث مع الرسول رسولًا له وكتابًا فيه مَوَدّة وتَعَلَّلات مُجْمَلَةٌ.
وفي ربيع الأول وقع حريق بالكَرْخِ مِنْ حدّ دَرْبِ القراطيس إلى بعض
__________
[1] ساقطة من الأصل استدركناها من (المنتظم 7/ 107) .
[2] في الأصل «تسأله» .
[3] في الأصل «عليه» .
[4] في الأصل «عقبة» والتصويب من (ذيل تجارب الأمم 27) .

(26/471)


البزّازين من الجانبين، وأتى على الأساكفة والحدّادين، واحترق فيه جماعة وبقي لهبه أسبوعًا [1] .
وفيها قُلد أبو القاسم عيسى بن علي كتابة الطائع للَّه وخلع عليه [2] .
__________
[1] المنتظم 7/ 107، 108، ذيل تجارب الأمم 27، 28، الكامل في التاريخ 9/ 15.
[2] المنتظم 7/ 108.

(26/472)


[حوادث] سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة
فيها فُتح المارستان العَضْدي، أنشأه عضُدُ الدولة في الجانب الغربيّ من بغداد، ورتّب فيه الأطباء والوكلاء والخُزّان وكلَّ ما يُحتاج إليه، في ربيع الآخر [1] .
وفي هذا الزّمان كانت البدع والأهواء فاشيةً بمثل بغداد ومصر من الرَّفْضِ وَالاعتزال والضَّلال، فإنّا للَّه وإنّا إليه راجعون.
فذكر الحُمَيْدي [2] في ترجمة أبي عمر أحمد بن محمد بن سعدي [3] الأندلسي الفقيه ظَلامة كُبْرى، قَالَ: سمعت أَبَا عَبْد الله محمد بْن الفرج بن عبد الولّي الأنصاري، سمعت: أبا محمد عبد الله بن الوليد قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن أبي زيد الفقيه يسأل أبا عمر أحمد بن محمد بن سعدى المالكي عند وصوله إلى القَيْرَوان من بلاد المشرق، فقال: هل حضرت
__________
[1] المنتظم 7/ 112، 113.
[2] هو: أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر فتُّوح بن عبد الله الأزدي المتوفى سنة 488 هـ. صاحب كتاب «جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس» .
[3] في الأصل «أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن سعد» . والتصحيح من (جذوة المقتبس 109- ترجمة رقم 185) ومن السياق التالي في الخبر.

(26/473)


مجالس أهل الكلام؟ قال: نعم، مرتيّن، ولم أعد إليها، قال: ولم؟ فقال:
أمّا أوّل مجلسٍ حضرتُهُ فرأيت مجلسًا قد جمع الفِرَق من السنة والبَدَعَة والكُفّار واليهود والنصارى والدّهْريّة والمَجُوس، ولكّل فرقة رئيس يتكلّم ويحاول عن مذهبة، فإذا جاء رئيس قاموا كلّهم له على أقدامهم، حتّى [يجلس فيجلسون بجلوسه] [1] فإذا تكلّموا قال قائل من الكُفّار: قد اجتمعتم للمناظرة، فلا يحتجّ أحدُ بكتابه ولا بنبيّه، فإنّا لا نصدَق بذلك ولا نُقِرّ به، وإنّما نتناظر بالعقل، فيقولون: نعم، فلما سمعت ذلك لم أعده. ثم قيل لي: هنا مجلس آخر للكلام، فذهبت إليه فوجدتهم على مثل سيرة أصحابهم سواء، فقطعت مجالس أهل الكلام. فجعل ابن أبي زيد يتعجّب من ذلك، وقال: ذهبت العلماء وذهبت حُرْمَةُ الإسلام [2] .
وفي شوّال مات عَضُدُ الدولة [3] ، فكتموا موته، ثم استدعوا ولده صمصام الدولة من الغد إلى دار السّلطنة، وأخرجوا أمر عضُدُ الدولة بتولية العهد، ورُوسل الطائع وسُئل أن يولّيه، ففعل، وبعث إليه خُلَعًا ولواءً [4] .
وخُلِعَ على أبي منظور بن الفتح [5] العلوي للخروج بالحاجّ وإقامة الموسم.
وتُوُفَّيَتِ السّيدة بنت الخليفة المعتضد وأخت المكتفي. وقال حمزة:
عاشت بعد أبيها ثلاثا وثمانين.
__________
[1] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، والإستدراك من (جذوة المقتبس، ومن بغية الملتمس 156) .
[2] راجع النّص عند الحميدي في (جذوة المقتبس 109، 110، بغية الملتمس 155- 157) .
[3] ستأتي ترجمته في الوفيات.
[4] المنتظم 7/ 113، الكامل 9/ 18.
[5] في الأصل: «بن أبي الفتح» ، والتصحيح من: المنتظم 7/ 113.

(26/474)


[حوادث] سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة
في ثاني عشر محرّم أَظْهِرت وفاة عضُدُ الدولة، وحُمل تابوته إلى المَشْهَد، وجلس صَمْصَام الدولة ابنه للعَزَاء، وجاءه الطائع للَّه مُعَزِّيا، ولُطِم عليه في الأسواق أيّامًا عديدة، ثم ركب صمصام الدولة إلى دار الخلافة، وخلع عليه الطائع سبع خُلَعٍ، وتَوَّجه، وعقد له لواءين، ولُقَّب «شمس الملة» [1] .
وفيها ورد موت مؤيّد الدّولة بن أبي منصور بن رُكْنِ الدولة بجُرْجان، فجلس صمصام الدولة للعزاء، وجاءه الطائع معزّيا، ولما مات كتب الصّاحب إسماعيل بن عبّاد إلى أخيه فخر الدولة بالإسراع ليقْدِم [2] . واستوزَرَ الصّاحبَ ورفع منزلته [3] .
وكان فيها غلاء مفرط بالعراق، وبلغ كرّ الحنطة أربعة آلاف دينار
__________
[1] المنتظم 7/ 120، الكامل 9/ 26، ذيل تجارب الأمم 74 و 84.
[2] في الأصل «يقدم» .
[3] المنتظم 7/ 121، الكامل 9/ 26.

(26/475)


وثمانمائة درهم. ومات خَلْقٌ على الطُّرق جوعًا، وعَظم الخَطْبُ [1] .
وفيها وُلّي أمر دمشق خَطْلُخ [2] القائد للعزيز باللَّه العبيدي [3] .
__________
[1] المنتظم 7/ 121، الكامل 9/ 37.
[2] في الأصل «خلطوا» ، والتصويب من (أمراء دمشق في الإسلام 30 رقم 99) .
[3] أمراء دمشق 30 رقم 99، اتعاظ الحنفا 1/ 257، ذيل تاريخ دمشق 26، الدّرّة المضيّة 209.

(26/476)


[حوادث] سنة أربع وسبعين وثلاثمائة
فيها شرع أبو عبد الله بن سعدان في الصُّلح بين صمصام الدولة وفخر الدولة [1] .
وفيها كان عُرْسٌ ببغداد، فوقعت الدّار وهلك كثير من النّساء، وأُخْرِجن من تحت الهدْمِ بِالْحُليّ والزّينة، فكانت المصيبة عامة [2] .
[حوادث] سنة خمس وسبعين وثلاثمائة
فيها هَمَّ صمصام الدولة أن يجعل المَكْسَ [3] عَلَى الثّياب الحرير والقطن، مما يُنْسَج ببغداد ونواحيها، ودُفع له في ضمان ذلك ألف ألف درهم في السنة، فاجتمع النّاس في جامع المنصور، وعزموا على المنع من صلاة الجمعة، وكاد البلد يفتتن، فأعفاهم من ضمان ذلك [4] .
__________
[1] المنتظم 7/ 123.
[2] المنتظم 7/ 124.
[3] المكس: الضريبة.
[4] المنتظم 7/ 127، الكامل 9/ 46.

(26/477)


[حوادث] سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة
فيها كثر الموت بالحُمّيّات الحادة، فهلك كثير من النّاس ببغداد، وزُلْزِلَت المَوْصِل، فهُدَّمت الدُّور، وهَلَكَ خلقٌ من النّاس [1] .
وفيها مال العسكر إلى شَرَف الدّولة أبي الفوارس شِيرَوَيْه، وكان غائبًا بكَرْمان [2] ، فلما بلغه موتُ أبيه عضُدُ الدولة ردّ إلى فارس وقبض على وزير أبيه نصر النَّصراني، وجبى الأموال، وملك الأهواز، وأخذها من أخيه أحمد، وغلب على البصْرة، واستعدّ لقصْدِ بغداد وأخْذِها من أخيه صَمْصام الدولة، فتركوا صمصام الدولة، فانحدر سائرًا إلى شَرَف الدولة راضيا بما يعامله به، فلما وصل قبّل الأرض بين يديه مرّات، فقال له شَرَف الدولة: كيف أنت وكيف حالك في طريقك، ثم سجنه، واجتمع عسكر شَرَف الدولة من الدَّيْلَم تسعة عشر ألفًا.
وكان الأتراك ثلاثة آلاف غلام، فاقتتلوا، فانهزم الدّيلم وقتل منهم
__________
[1] المنتظم 7/ 131.
[2] كرمان: بالفتح ثم السكون، وآخره نون، وربّما كسرت والفتح أشهر بالصحة. وهي ولاية مشهورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان. (معجم البلدان 4/ 454) .

(26/479)


ثلاثة آلاف في رمضان، فأخذ الدّيلم يذكرون صَمْصام الدولة، فقيل لشرف الدولة: أُقْتُله، فأَمّنَهُ [1] سنة.
وقدِم شَرَف الدولة بغداد، فركب الطائع إليه يهنئّه بالسّلامة، ثم خفي خبر صَمْصَام الدولة، وذلك أنّه حُمل إلى القلعة، ثم نفّذ إليه شَرَف الدولة بفَرّاش ليكحّله [2] فوصل الفرّاش [3] وقد مات شرف الدولة، فكحّله، فالعجب إنفاذ أمر ملك قد مات.
وكان شَرَف الدولة قد ردّ على النّاس أملاكهم، ورفع المصادرة، فبَغَته الموتُ، وإنّما جرى ذلك في سنة تسع وسبعين، ولكن سقناه استطرادا.
__________
[1] في الأصل «فأمنهم» .
[2] ليكحّله: تعبير متداول في العصر الوسيط لفقء العينين.
[3] الفرّاش: هو أبو بكر محمد الفراش، كما يقول الروذراوريّ في (ذيل تجارب الأمم) .

(26/480)


 [حوادث] سنة سبع وسبعين وثلاثمائة
كان العزيز صاحب مصر قد تأهب لغزو الروم، فأحرقت مراكبه، فاتّهم منها ناسا، وقتل مائتي نفس [1] .
فلما دخلت سنة سبعٍ وصلت رُسُل ملك الرّوم في البحر إلى ساحل القدس بتقَادُمَ للعزيز، فدخلوا مصر يطلبون الصُّلح، فأجابهم العزيز، واشترط شروطًا شديدة التزموا بها كلّها، منها أنّهم يحلفون أنّه لا يبقي في مملكتهم أسير إلّا أطلقوه، وأن يُخْطَب للعزيز في جامع القسطنطينية كلّ جمعة، وأن يحمل إليه من أمتعة الروم كلّ سنة ما اقترحه عليهم، ثم ردّهم بعقد الهدنة، فكانت سبْعَ سنين [2] .
وفيها ورد [3] الوزير أبو منصور محمد بن الحسن، فتلقّاه الأمراء والأعيان، فلما قارب بغداد تلقّاه السلطان شَرَف الدولة بالشّفيعي، ودخل في سادس المحرّم في صُحبةٍ خزانةٍ عظيمة، منها عشرون ألف ألف درهم، وثياب وآلات كثيرة، وكان يغلب عليه الخير و [إيثار] [4] العدل، وكان إذا سمع
__________
[1] الخبر في تاريخ العظيمي 311 (حوادث سنة 376 هـ) باختصار.
[2] تاريخ العظيمي 311 (حوادث 377 هـ.) ، تاريخ الأنطاكي.
[3] في الأصل «وزر» والتصحيح من (ذيل تجارب الأمم 202) .
[4] زيادة من المنتظم.

(26/481)


الأذان ترك جميع شُغُله وتهيّأ للصّلاة، وكان لا يكاد يترك عاملًا أكثر من سنة.
وفي صَفر عُقِد مجلسُ عظيم وصدرت التَّوْثقَةُ بين الطائع وشرف الدولة، وعُمِلت القِباب، وبالغوا في الزّينة، وتَوَّجَه الطائع وقوّي عهده، والطائع يسمع ثم قام شرف الدولة فدخل إلى عند أخته أهل أمير المؤمنين، فبقي عندها إلى العصر، ولما حُمل اللّواء تخرّق ووقعت قطعة منه [1] ، فتطيّر من ذلك.
وفيها ردّ [2] شرف الدولة على الشّريف أبي الحسن محمد بن عمر جميع أملاكه، وكان مُغَلّها في العام ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم [3] .
وفي ربيع الأوّل بيعت الكارة الدقيق الخشكار بمائة [وخمسة] [4] وستين درهمًا. وجلا النّاس عن بغداد، وزاد السعر في ربيع الآخر، فبلغ ثمن الخشكار مائتين وأربعين درهمًا [5] .
وفي شعبان وُلد للملك شرف الدولة توأمان سمّى أحَدَهما «أبا حرب سلار» ، والآخر «أبا منصور فناخسرو» [6] .
وفيها بعث شرف الدولة العسكر لقتال بدر بن حَسْنَوَيْه، فظفر بهم بدر، واستولى على بلاد الجبل [7] .
ووقع الغلاء والوباء الكثير في أواخر السّنة [8] .
__________
[1] في الأصل «ووقع قطعة» والتصويب من (المنتظم 7/ 135) .
[2] في الأصل «وفيها ورد» والتصويب من (ذيل تجارب الأمم 136) .
[3] المنتظم 7/ 136.
[4] في الأصل «مائة وستين» والتصحيح من (المنتظم 7/ 136) .
[5] المنتظم، الكامل 9/ 56.
[6] المنتظم 7/ 136.
[7] ذيل تجارب الأمم 139، 140، المنتظم 7/ 136.
[8] المنتظم، الكامل 9/ 6.

(26/482)


[حوادث] سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
زاد غلاء الأسعار وعُدِمت الأقوات، وظهر الموت ببغداد [1] .
وفيها أمر السلطان شرف الدولة برصْد الكواكب السّبعة في مسيرها كما فعل المأمون، فبُني بيتُ لها في الدّار في آخر البستان [2] .
وفيها لحق الناس بالبصرة حر وسموم تساقط الناس منه، ومات طائفة في الطرق [3] .
وفيها جاءت ريح عظيمة بفم الصَّلْح [4] وقت العصر، لخمس بقين من شعبان، خرقت دِجْلَةَ حتّى ذُكِر أنّه بانت أرضها وهدمت ناحيةً من الجامع، وأهلكت جماعة، وغرّقت كثيرًا من السُّفن، واحتملت زَوْرَقًا منحدرًا، وفيه دوابٌ، فطرحت ذلك في أرض جوخاء [5] ، فشوهد بعد أيام [6] .
__________
[1] المنتظم 7/ 141، الكامل 9/ 60.
[2] المنتظم 7/ 141.
[3] المنتظم 7/ 142، الكامل 9/ 60.
[4] فم الصّلح: نهر كبير فوق واسط بينها وبين جبّل عليه عدّة قرى. (معجم البلدان 4/ 276) .
[5] جوخاء: بالخاء المعجمة، والمدّ، يقال: تجوّخت البئر إذا انهارت.. وهو موضع بالبادية بين عين صيد وزبالة في ديار بني عجل كان يسلكه حاجّ واسط. (معجم البلدان 2/ 178) وفي الأصل «حوحى» .
[6] المنتظم 7/ 141، 142، الكامل 9/ 60.

(26/483)


[حوادث] سنة تسع وسبعين وثلاثمائة
جاء الخبر في أوّل السنة أنّ ابن الجراح الطّائي خرج على الحاجّ بين سُمَيْراء، وفيد [1] ، ونازلهم ثمّ صالحهم على ثلاثمائة ألف درهم وشيء من الثّياب والمتَاع [2] .
وفيها انتقل شرف الدولة إلى قصر مُعِزّ الدولة بباب الشماسية، لأنّ الأطبّاء أشاروا عليه بصحة هوائه، وكان قد ابتدأ به المرض من السنة الماضية، فشنّعَتُ [3] الدَّيْلَمُ وطلبوا أرزاقهم، فعاد إلى داره وراسلهم، وأمسك جماعة [4] .
وفيها أراد الطائع القبض على القادر باللَّه، وهو أمير، فهرب منه إلى البطيحة [5] ، فأقام عند [ها] [6] وتزايد مرض شرف الدولة، ومات، وعهد إلى أخيه أبي نصر، فاجتمع العسكر وطالبوا برسم البيعة والنّفقة، فوعدهم،
__________
[1] سبق التعريف بالموضعين في هذا الجزء.
[2] المنتظم 7/ 147، الكامل 9/ 69.
[3] كذا في الأصل، وفي (المنتظم 7/ 14) : «فشغب» .
[4] المنتظم 7/ 147.
[5] البطيحة: بالفتح ثم الكسر، وجمعها البطائح ... وهي أرض واسعة بين واسط والبصرة.
(معجم البلدان 1/ 450) .
[6] في الأصل «عند» .

(26/485)


فأبوا، وتردّدت [1] بين الطائع وبين أبي نصر مراسلات، ثم حلف كلّ واحد منهما للآخر على التّصافي، ثم جاء الطائع إلى دار المملكة ليُعزّي أبا نصر فقبّل أبو نصر الأرض غير مرّة، ثم ركب أبو نصر إلى الطائع، وحضر الأعيان، وجلس الطائع في الرّواق، وأمر فخُلِع على أبي نصر سبُعَ خِلَعٍ، طاقية أعلاها سوداء وعمامة سوداء وفي عُنْقِه طوق كبير، وفي يديه سِوَاران، ومشى الحُجّاب بين يديه بالسّيوف، فلما حصل بين يدي الطائع قبّل الأرض ثم جلس على كرسيّ، وقرأ أبو الحسن علي بن عبد العزيز حاجب النُّعمان كاتبُ أمير المؤمنين عهدَه، وقدَّم إلى الطائع للَّه لواءه، فعقده، ولقّبه «بهاء الدولة» و «ضياء الملة» . وأقرّ الوزير أبا منصور بن صالحان على الوزارة وخلع عليه [2] .
وكان بهاء الدّولة من رجال بني بُوَيْه رأيا وهيبةً وجلالًا وعقلًا.
وتمالى الأتراك بفارس وتجمّعوا، وأخرجوا صمصام الدولة من مُعْتَقَلهِ.
وقد قيل أنّه كُحّل، فاللَّه أعلم بصحة ذلك.
قال أبو النضر العُتْبي: حمله مملوك سَعَادَةُ على عاتقه وانحدر به، فملك فارس وما والاها، ومنع أموالها فجباها، ثم تنكّر الذين معه وقدّموا ابن أخيه أبا عليّ، ولقّبوه «شمس الدولة» فنهض صمصام الدولة لمواقعتهم، فهزمهم أقبح هزيمة، فجَلوا صاغرين إلى بغداد، وتحرّك بهاء الدولة، وأهمّه شأن الصمصام، وبرز للقتال، فتناوشا الحربَ، وخربت البصرة والأهواز، وجرت أمور يطول شرحها، ثم حاربه السّالار بَخْتيار بالأكراد الخسروية، فناصبهم صمصام الدولة الحرب، فاختلفت به الوقائع بين تلك الفتن الثائرة والإحَن الغائرة، فكان عقباها أن أجلت عنه قتيلا، وتذمّر بهاء الدولة من الطائفة المتخاذلة عليه [3] .
وجُهّز عسكر لقتال الأكراد.
__________
[1] في الأصل: «وتردّدوا» والتصحيح من (المنتظم 7/ 148 وذيل تجارب الأمم 152) .
[2] انظر تفاصيل هذه الأخبار في (ذيل تجارب الأمم 152- 153) .
[3] انظر: الكامل في التاريخ 9/ 48 وما بعدها.

(26/486)


[حوادث] سنة ثمانين [1] وثلاثمائة
فيها زاد أمر العيّارين ببغداد وصاروا مبيتّين، ووقعت بينهم حروب عظيمة، واتّصل القتال من أهل الكَرْخ وباب البصرة، وقُتل النّاس ونهبت الأموال وتواترت العُملات، وأحرق بعضُهم مَحَالّ بعض، ووقع حريق في نهر الدَّجاج ذهب فيه شيء كثير [2] .
آخر الحوادث
__________
[1] في الأصل «سبعين» وهو خطأ.
[2] في الأصل «كبير» والتصحيح من (المنتظم 7/ 153) وانظر عن هذا الخبر (ذيل تجارب الأمم 187 حوادث سنة 381 هـ.، الكامل في التاريخ 9/ 76، البداية والنهاية 11) 308، مرآة الجنان 2/ 408) .

(26/487)


[تراجم وفيات الطبقة]
سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل [1] بن العباس الإمام، أبو بكر الإسماعيلي الْجُرْجاني الفقيه الشافعيّ الحافظ.
وُلد سنة سبْعٍ وسبعين ومائتين.
وسمع من: الزّاهد محمد بن عمر المقابري الْجُرْجاني سنة تسعٍ وثمانين ومائتين، وسمع قبل ذلك.
قال حمزة السّهمي: سمعته يقول: لما ورد نعيّ محمد بن أيّوب
__________
[1] في الأصل: أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم، والتصحيح من مصادر ترجمته: في (تاريخ جرجان 108- 116 رقم 98، والكامل في التاريخ 9/ 16، والمختصر في أخبار البشر 2/ 122، وتاريخ ابن الوردي 1/ 305، والمنتظم 7/ 108 رقم 144، وتذكرة الحفاظ 3/ 947 رقم 897، والأنساب 36 أ، والعبر 2/ 358، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 80، وشذرات الذهب 3/ 75، والبداية والنهاية 11/ 298، ومرآة الجنان 2/ 396، ودول الإسلام 1/ 229، وطبقات الفقهاء للشيرازي 116 و 121، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 95، ووفيات الأعيان 3/ 167 في ترجمة «ابن الماجشون» رقم 377، والوافي بالوفيات 6/ 213، رقم 2678، وتبيين كذب المفتري لابن عساكر 192، ومعجم البلدان 2/ 122، وطبقات العبّادي 86، وتاريخ جرجان 69- 77، واللباب 1/ 58، وسير أعلام النبلاء 16/ 292- 296، رقم 208 وطبقات الحفاظ 381، 382، وهدية العارفين 1/ 66، والرسالة المستطرفة 26، وميزان الاعتدال 1/ 178، والإعلان بالتوبيخ 141، وكشف الظنون 1735، والأعلام 1/ 83، ومعجم المؤلفين 1/ 135، وتاريخ التراث العربيّ 1/ 329 رقم 233، والنجوم الزاهرة 4/ 140) .

(26/489)


الرّازي دخلت الدّار وبكيت وصرخت [1] ومزّقت على نفسي القميص، ووضعت التُّراب على رأسي، فاجتمع عليّ أهلي ومَن في منزلي، وقالوا: ما أصابك؟ [2] : قلت: نُعِيَ إليّ محمد بن أيّوب الرّازي منعتموني الارتحال إليه، فسَلُوا قلبي، وأذِنوا لي بالخروج عند ذلك. وأصحبوني خالي إلى نسًا إلى الحَسَن بن سُفْيان، وأشار الإسماعيلي إلى وجهه وقال: لم يكن [لي] [3] هاهُنا طاقة، فقدمت عليه وسألته أنّ أقرأ عليه «المُسْنَد» وغيره، فكان ذلك أوّل رحلتي في الحديث، ورجعت [4] .
قلت: كان هذا في سنة أربعٍ وتسعين، فإنّ فيها تُوُفّي محمد بن أيّوب.
قال: ثم خرجت إلى بغداد سنة ستٍّ وتسعين، وصَحِبَني بعضُ أقربائي.
قلت: سمع إبراهيم بن زهير الحلواني في هذه النَّوْبة، وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب، وأحمد بن محمد بن مسروق، ومحمد بن يحيى بن سليمان المَرْوَزي، والحسن بن علويّه، ويحيى بن محمد الحِنّائي، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وطائفة ببغداد. وسمع أيَضًا بها من يوسف بن يعقوب القاضي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، [و] بالكوفة من محمد بن عبد الله مُطَيَّن، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة، وإسماعيل بن محمد المُزني صاحب أبي نُعَيم، ومحمد بن الحسن بن سماعة، وبالبصرة من محمد بن حِبّان بن الأزهر، وجعفر بن محمد بن الليث، وأبي خليفة الْجُمَحي، وبالأنبار من بهلول بن إسحاق التَّنُوخي، وسعيد بن عجب، [و] بالأهواز من عَبْدان، وبالمَوْصِل من أبي يَعْلَى وأشباههم.
__________
[1] في تاريخ جرجان 109 «وخرجت» وما في المتن أصحّ، وانظر: (تذكرة الحفاظ 950) .
[2] في تاريخ جرجان تكملة للسؤال هي: «وما ألجأك إلى هذه الحالة التي نراك فيها» .
[3] إضافة من تاريخ جرجان.
[4] تاريخ جرجان 109.

(26/490)


وصنّف «الصحيح» و «المعجم» [1] وغير ذلك.
روى عنه: الحاكم، وأبو بكر البرقاني، وحمزة بن يوسف السَّهْمي، وأبو حازم عمر بن أحمد العَبْدَوِي، والحسين بن محمد الباساني، وأبو الطّيّب محمد بن علي الطّبري، وأبو بكر محمد بن إدريس الْجَرْجَرائي [2] الحافظ، وعبد الواحد، بن محمد بن منير العَدْل، وأبو عمرو عبد الرحمن بن محمد الفارسي سبْط الشيخ، وطائفة سواهم.
وقال حمزة [3] : سمعت الدَارقُطْنيّ [يقول:] [4] كنت قد عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي، فلم أرزق.
قال حمزة: سمعت أبا محمد بن الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول: كان الواجب للشيخ أبي بكر الإسماعيلي أن يصنّف لنفسه مصنَّفًا، ويختار على حسب اجتهاده، فإنّه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كَتَبَ، ولِغَزَارة علمه وفَهْمه وجلالته، وما كان ينبغي أن يتبع [5] كتاب محمد بن إسماعيل فإنّه كان أَجَلَّ من أن يتبع غيره.
وكما قال أبو عبد الله الحاكم: كان أبو بكر واحد عصره، وشيخ المحدّثين والفقهاء وأجلَّهم في الرئاسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه.
قال حمزة [6] : وسألني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن أبي بكر الإسماعيلي وسيرته وما صنّف، فكنت أخبره ما صنّف من
__________
[1] منه نسخة خطية بمكتبة ولي الدين رقم 845 (134 ورقة) - راجع: تاريخ التراث العربيّ 1/ 329.
[2] الجرجرائي: بالراء الساكنة بين الجيمين المفتوحتين وفي آخرها ياء مثنّاة. نسبة إلى جرجرايا، بلدة قريبة من دجلة بين بغداد وواسط. (اللباب 1/ 270) .
[3] تاريخ جرجان 110.
[4] إضافة على الأصل يقتضيها السياق.
[5] في الأصل «يمنع» والتصحيح من (تاريخ جرجان) .
[6] تاريخ جرجان 110.

(26/491)


الكتب وجمع من المسانيد والمُقِلَّين، وتخريجه على كتاب البُخاري، وجميع سيرته، فتعجّب من ذلك وقال: لقد كان رزق من العلم والجاه، وكان له صيت حسن.
قال حمزة: وسمعت جماعة منهم ابن المظّفر الحافظ يحكون جَوْدَةَ قراءة أبي بكر، وقالوا: كان مقدَّمًا في جميع المجالس، كان إذا حضر مجلسًا لا يقرأ غيره.
قال حمزة [1] : تُوُفّي في غُرَّة رجب سنة إحدى وسبعين، وله أربعُ وتسعون سنة.
قلت: ورأيت له مجلَّدًا من مُسْنَدِ كبير إلى الغاية من حساب مائة مجلّد أو أكثر، فإنّ هذا المجلّد فيه بعض «مُسْنَد عمر» يدلّ على إمامته، وله «مُعْجَم شيوخه» مجلّد صغير، رواه عنه أبو بكر البَرْقَانيّ، يقول فيه: كتبت في صِغَري إملاءَ بخطّي في سنة ثلاثٍ وثمانين ومائتين، وأنا يومئذ ابن سِتّ سنين، فضبطّتُه ضبّط مثلي ذلك الوقت، على أنّي لم أُخرَّج من هذه الثانية شيئًا، فيما صنّفت من السُّنَن وأحاديث الشيوخ.
وقد أخذ عن أبي بكر: ابنه [أبو] سعد، وفقهاء جُرْجان.
قال القاضي أبو الطّيّب: دخلت جُرْجَان قاصدًا إليه وهو حيّ، فمات قبل أن ألقاه.
أحمد بن سليمان بن عمرو [2] الْجَريْري [3] ، أبو الطّيّب صاحب ابن جرير الطّبري. تُوُفّي بمصر، وكان كثير الحديث.
__________
[1] تاريخ جرجان 109.
[2] تاريخ بغداد 4/ 179، 180 رقم 1862 وفيه قيّد اسمه «أحمد بن سليمان بن أَحْمَد بن سليمان بن محمد بن عمرو..» وكان عمرو الّذي انتهى نسبه إليه روميّا جلب إلى هارون الرشيد وإليه ينسب شارع عمرو الرومي ببغداد.
[3] ضبطت هذه النسبة في تاريخ بغداد بضم الجيم وفتح الراء «الجريريّ» ، وأقول: إن الأصحّ «الجريريّ» بفتح الجيم وكسر الراء، لأنّه منسوب إلى المؤرّخ المعروف ابن جرير الطبري، كما هو في ترجمته. وانظر (اللباب 1/ 275) .

(26/492)


روى عن: محمد بن محمد الباغندي، وأبي جعفر الطّحاوي، وجماعة.
وعنه: محمد بن الحسن النّاقد، وأحمد بن عمر بن محفوظ المصريّان.
أحمد بن محمد بن أحمد [1] بن عبد الرحمن بن يحيى بن جُمَيْع، أبو بكر الغَسّاني الصَّيْداوي، الرّجل الصّالح، والد المحدّث أبي الحسين بن محمد.
روى «المُوَطّأ» عن: محمد بن عَبْدان المكّي، عن أبي مُصْعَب، وروى عن محمد بن المُعَافَى الصَّيْداوي، وجماعة.
روى عنه: أبنه، وحفيده الحسن بن محمد، وحسن [2] بن جعفر الْجُرْجاني [3] .
وحكى حفيده عن خادم جدّه طلحة أنّ جدّه كان يقوم اللّيل كلّه، فإذا صلّى الفجر نام إلى الضُّحَى، فإذا صلّى الظّهر صلّى إلى العصر، فإذا صلّى العصرْ صلّى إلى المغرب، وإذا صلّى العشاء الأخرة، قام إلى الفجر، وكانت هذه عادته.
وقال مُنَجّا بن سليم الكاتب: قال لي السّكَن، وهو الحسن بن محمد بن جميع: إن جده صام وله اثنتا عشرة، إلى أن توفّي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة [4] .
__________
[1] الأنساب 358 ب، تاريخ بغداد 6/ 295 في ترجمة «إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان» رقم 3327، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 162 و 10/ 427 و 13/ 602، تهذيب ابن عساكر 1/ 442- 444، معجم الشيوخ لابن جميع 2/ 65 (مخطوطة ليدن) ، موسوعة علماء المسلمين 1/ 382- 385 رقم 199.
[2] في الأصل خلط بين الاسمين حيث جاء «.. وحفيده الحسن بن محمد بن حسن بن جعفر..» والصحيح ما أثبتناه. وقيل: «حسين بن جعفر» . انظر: مقدّمتنا لمعجم الشيوخ لابن جميع- ص 12 وما بعدها.
[3] في الأصل «الخرجاني» .
[4] وقد عاش 97 سنة.

(26/493)


أحمد بن محمد بن سَلَمة [1] ، أبو عبد الله المصري الخيّاش.
سمع: أبا عبد الرحمن النّسَائي، وأبا يعقوب إسحاق المَنْجَنِيقي، وجماعة.
وعنه: محمد بن الحسين الطّفّال، وقال: قال لنا إنّ مولده سنة ثمانٍ ومائتين.
إبراهيم بن أحمد بن [محمد] [2] ، أبو إسحاق الأنصاري القاضي.
رحل وسمع: محمد بن حيّان المازني، وأبا خليفة، وأبا يَعْلَى المَوْصِلي.
وعنه: يحيى بن عمّار السَّجِسْتاني وغيره. ودخل القيروان.
قال الخطيب: كان غير ثقة.
بِشْر بن محمد، أبو عبد الله البخاري الهَرَوي.
سمع: محمد بن عبد الرحمن الشامي، والحسين بن إدريس، وأبا الحسين الحلاوي.
وعنه: أبو أسحاق القَرّاب، وأبو الفضل الجارودي، وأبو ذَرٍّ الهَرَوي.
وأملي الكثير. تُوُفّي في شعبان.
الحسن بن أحمد بن صالح [3] الحافظ، أبو محمد الهمذاني السَّبيعي [4]
__________
[1] المشتبه في أسماء الرجال 1/ 208.
[2] ناقص من الأصل، استدركته من: معجم البلدان 5/ 245، اللباب 3/ 284، سير أعلام النبلاء 16/ 261 رقم 183، ميزان الاعتدال 1/ 17، لسان الميزان 1/ 29.
[3] هكذا في الأصل، وفي تهذيب ابن عساكر 4/ 153، وتاريخ بغداد 7/ 272 رقم 3760، والوافي بالوفيات 11/ 379 رقم 545، وسير أعلام النبلاء (مصورة دار الكتب) 10/ 221، وتذكرة الحفاظ 3/ 952 رقم 898، والنجوم الزاهرة 4/ 140، وشذرات الذهب 3/ 76، وإيضاح المكنون 2/ 280، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء 4/ 57، ومعجم المؤلفين 3/ 199، أما في المنتظم 7/ 108 رقم 145 وفي البداية 11/ 298 فسمّياه «الحسن بن صالح» . وذكره الذهبي في (العبر 2/ 355) في المتوفين سنة 370 ثم قال في آخر ترجمته «وقيل توفي في العام الآتي» .
[4] السّبيعي: بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحّدة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ساكنة

(26/494)


الحلبي، من أولاد إسحاق السَّبيعي، وإليه يُنسب بحلب درب السُّبيعي.
كان حافظًا متقِنًا رحّالًا، عالي الرّواية، خبيرًا بالرّجال والعلَل، فيه تشيُّع يسير.
رحل وسمع من: محمد بن حِبّان، وعبد الله بن ناجية، ويَمُوت بن المُزَرّع، وعمر بن أيّوب السّقطي، وقاسم بن زكريّا، وعمر بن محمد الكَاغَدي، وأبي مَعْشَر الدّارمي، ومحمد بن جرير الطّبَري، وأحمد بن هارون البَرْدعِي [1] ، وطائفة.
روى عن: الدَارقُطْنيّ، وأبو بكر البرقاني، وأبو طالب بن بُكَيْر، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو نعيم الأصبهاني، والشيخ المفيد أحمد بن محمد بن محمد بن النعمان شيخ الرافضة، الشريف محمد الحراني.
وكان عسرا في الرواية [2] . وثقة ابن أبي الفوارس.
وقال ابن أسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيّين من الفضيلة إلّا أبو محمد الحسن بن أحمد السَّبيعي لَكَفَاهم. كان وجيهًا عند سيف الدولة، وكان يزوره في داره، وصنّف له كتاب «التَّبْصِرة في فضيلة العِتْرَة المُطَهَّرة» . وكان في العامة [له] سوق [3] ، وهو الذي وقف «حمّام السَّبيعي» على العلويّين. تُوُفّي السَّبِيعي في سابع عشر ذي الحجة.
قال الحاكم: سألت أبا محمد الحسن السّبيعي الحافظ عن حديث إسماعيل بن رجاء، فقال: لهذا الحديث قصة، وأَعْلَمَنَا ابن ناجية «مُسْنَد فاطمة بنت قيس» سنة ثلاثمائة، فدخلت على الباغَنْدِي، فقال: من أين جئتَ؟ قلت: من مجلس ابن ناجية. قال: إيش قرأ عليكم؟ قلت: أحاديث
__________
[ () ] وفي آخرها عين مهملة. نسبة إلى سبيع وهو بطن من همدان. (اللباب 2/ 102) .
[1] البردعي: بفتح الباء الموحدة، وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها العين المهملة.
نسبة إلى بردعة، بلدة من أقصى بلاد أذربيجان. (اللباب 1/ 135، 136) .
[2] أي زعر الأخلاق كما في (تذكرة الحفاظ 3/ 952) «وكان له أخلاق غير مرضيّة» (تاريخ بغداد 7/ 274) .
[3] في التذكرة: «وكان له بين العامّة سوق» .

(26/495)


الشَّعبي عن فاطمة بنت قيس، فقال: مرّ لكم عن إسماعيل بن رجاء، عن الشَّعبي؟ فنظرت في الْجُزْء فلم أجد، فقال: أُكْتُب: ذكر أبو بكر بن أبي شَيْبَة، قلت: عن مَن ومنعته من التَّدليس، فقال: حدّثني محمد بن عُبَيْدة الحافظ، حدّثني محمد بن المُعَلَّى الأثرم، [أنا] [1] أبو بكر محمد بن بِشْر العَبْدِي، عن مالك بن مِغْوَلٍ، عن إسماعيل بن رجاء، عن الشَّعبي، عن فاطمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قصة الطّلاق والسُّكنى والنَّفقَة، ثم انصرفتُ إلى حلب، وكان عندنا بحلب بغداديّ يُعرف بأبي سَهْل، فذكرت له هذا الحديث، فخرج إلى الكوفة، وذاكر أبا العبّاس بن سعيد، فكتب أبو العبّاس هذا، عن ابن سهل، عنّي، عن الباغَنْدي، ثم اجتمعت مع فلان، يعني «الْجِعَابي» [2] ، فذاكَرْتُهُ، فلم يعرِفْه، ثم اجتمعنا برَمْلَة، فلم يعرِفْه، ثم اجتمعنا بعد سنين بدمشق، فاستعادَني إسنادهَ تَعجُّبًا، ثم اجتمعنا ببغداد، فذكرنا هذا الباب، فقال: ثناه علي بن إسماعيل الصّفّار، ثنا أبو بكر الأثرم، ثنا أبو بكر بن أبي شَيْبَة، ولم يدر أنّ هذا الأثرم غير ذاك، فذكرتُ قصّتي لفلان «المفيد» [3] وأتى عليه سنُون، فحدّث بالحديث [4] عن الباغَنْدي، ثم قال السَّبيعي: الذاكرة [تكشف] [5] عُوار من لا يَصْدُق.
قال الخطيب [6] : كان ثقةً حافظًا مُكْثِرًا عسِرًا في الرّواية، ولما كان بأخرة عَزَم على التّحديث والإملاء، فتهيّأ لذلك، فمات، حُدُّثْتُ عن الدَارقُطْنيّ، سمعت السَّبيعي يقول: قدِم علينا الوزير أبو الفتح بن حنزابة إلى حلب، فتلقّاه النّاس، فعرف أنّي محدّث، فقال لي: تعرف إسنادا فيه أربعة
__________
[1] إضافة من التذكرة 953.
[2] الجعابيّ: بكسر الجيم وفتح العين المهملة وفي آخرها الباء الموحّدة، وهو: أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم التميمي المعروف بابن الجعابيّ، قاضي الموصل، وأحد الحفّاظ المشهورين. توفي سنة 355 هـ. (اللباب 1/ 282) .
[3] المفيد: هو الحافظ أبو حفص عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السريّ الورّاق المتوفى سنة 357. (تذكرة الحفاظ 3/ 934 رقم 887، لسان الميزان 4/ 287 رقم 823) .
[4] في الأصل «عن الحديث» والتصحيح من (تذكرة الحفاظ 953) .
[5] ساقطة من الأصل، والإستدراك من (التذكرة) .
[6] تاريخ بغداد 7/ 273 و 274.

(26/496)


من الصّحابة؟ فذكرت له حديث عمر في العُمالة [1] ، فعرف لي ذلك، وصارت لي به عنده منزلة.
الحسن بن سعيد بن جعفر [2] ، أبو العبّاس العَبّاداني [3] المُطَّوَّعي [4] المقرئ المُعَمَّر نزيل إصْطَخْر، في آخر عمره.
سمع من: الحسن بن المُثنّى، وأبا خليفة، وأبا مسلم الكَجّي، وأبا عبد الرحمن النّسائي، وإدريس بن عبد الكريم الحذّاء، وجعفر بن محمد الفِريابي، وجماعة.
قال أبو نُعَيم: قدِم أصبهان سنة خمسٍ وخمسين، وكان رأسًا في القرآن وحِفْظِه، [في حديثه] [5] وروايته، لِينُ.
وقال أبو بكر بن مَرْدَوَيْه: وهو ضعيف.
قلت: قرأ لنافع على أبي بكر محمد بن عبد الرّحيم الأصبهاني، وأبي محمد المَلَطي، وقرأ لأبي عمر، ومحمد بن بدر بن محمد الباهلي صاحب الدُّوري، والحسين بن علي الأزرق الجمّال. قرأ عليه برواية قالون، وقرأ
__________
[1] في الأصل «المعاملة» والتصويب من (تاريخ بغداد وتذكرة الحفاظ) . والحديث في مسند أحمد 1/ 17، وصحيح البخاري 13/ 32- 13، والنسائي 5/ 104، 105 ويرويه الصحابي: السّائب بْن يزيد، عَنْ حُوَيْطَب بْن عَبْد العُزَّى، عَنْ عَبْد اللَّه بْن السعدي، عَنْ عمر.
[2] ذكر أخبار أصبهان 1/ 271، تهذيب ابن عساكر 4/ 176، ميزان الاعتدال 1/ 492، العبر 2/ 359، تذكرة الحفاظ 3/ 950، غاية النهاية 1/ 213، الوافي بالوفيات 12/ 29 رقم 24، لسان الميزان 2/ 210 رقم 932، شذرات الذهب 3/ 75، النجوم الزاهرة 4/ 141، معرفة القراء الكبار 1/ 256 رقم 54، النشر في القراءات العشر 1/ 114، سير أعلام النبلاء 16/ 260 رقم 182، موسوعة علماء المسلمين 2/ 102، 103 رقم 417.
[3] العبّاداني: بفتح العين والباء الموحدة المشدّدة وسكون الألف وفتح الدال المهملة، نسبة إلى عبّادان، بليدة بنواحي البصرة في البحر. (اللباب 2/ 309) .
[4] المطّوّعي: بضم الميم وفتح الطاء المشدّدة وكسر الواو وفي آخرها عين مهملة، نسبة إلى المطوعة، وهم جماعة فرّغوا أنفسهم للغزو والمرابطة بالثغور وقصدوا جهاد العدو في بلادهم. (اللباب 3/ 226) .
[5] ما بين الحاصرتين سقط من الأصل، استدركناه من (أخبار أصبهان وتذكرة الحفّاظ) .

(26/497)


برواية البزّي على إسحاق بن أحمد [1] الخزاعي. وقرأ برواية قُنْبِل على ابن مجاهد، وقرأ بدمشق على أبي العبّاس محمد بن موسى الصُّوري، وبالإسكندرية على محمد بن القاسم بن يزيد الإسْكَنْدَراني، وقرأ على ذِكْوان، وقرأ على أحمد بن فرح المفسّر صاحب الدّوري، وعلى إدريس بن عبد الكريم الحدّاد صاحب خَلَف، وهو أكبر شيخ له، وقرأ على عبد الله بن الرّبيع المَلَطي إمام جامع مصر، عن يونس بن عبد الأعلى، وعلى جماعة مذكورين في «المنهج» لسبّط الخيّاط.
قرأ عليه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو الحسين علي بن محمد الخبازي، وأبو بكر محمد بن عمر بن زلال النَّهاوَنْدي، والحسين بن علي بن عُبَيْد الله الرَّهَاوي، وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن آل زهرام الكارَزِيني [2] .
قال الخزاعي: قلت للمطَّوعي: في أيّ سنة قرأ على إدريس الحدّاد؟
فقال في السنة التي رحلت فيها إلى الرّيّ سنة اثنتين وستين ومائتين، فقلت للمطّوّعي: فقد قاربت المائه؟ فقال: إلّا ثِنْتَيْن، قال ذلك في سنة سبْعِ وستيّن ومائة. قال الخزاعي: وكان أبوه واعظًا محدّثًا.
قلت: وحدّث عنه أبو بكر بن أبي علي الذّكْواني، وأبو نُعَيم [3] الحافظ. ومحمد بن عُبَيْد الله الشّيرازي، وآخرون، وهو على ضَعِفه. وآخر من روى عن [4] أبي مسلم الكَجّي والحدّاد.
وله تصانيف في القراءات.
الحسين بن علي بن الحسن [5] بن الهيثم، أبو عبد الله بن الباد [6]
__________
[1] في الأصل «إسحاق بن علي أحمد» والتصحيح من (معرفة القراء) .
[2] الكارزيني: بفتح أوله والراء وكسر الزاي وسكون الياء تحتها نقطتان ثم نون. نسبة إلى كارزين، وهي من بلاد فارس مما يلي البحر. (اللباب 3/ 74) .
[3] في الأصل «وأبو علي نعيم» والتصحيح من (معرفة القراء) .
[4] «عن» مكرّرة في الأصل.
[5] تاريخ بغداد 7/ 388 رقم 3921.
[6] في الأصل «الباز» والتصويب من تاريخ بغداد.

(26/498)


البغدادي الشّاهد.
سمع: أبا شعيب الحَرّاني، والحسن بن عَلويَه.
وعنه: حفيده أحمد بن علي، وغيره.
وقال الخطيب: كان ثقة، بقي أعمى مُقْعَدًا مدّة خمسَ عشرةَ سنة، وعاش ستًّا وتسعين سنة.
الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن بن أبي الغَمْر، أبو محمد المصري الفقيه.
حدّث عن الطَّحاوي وغيره.
الحسن بن محمد بن سهل، أبو سعيد الفَسَوي القزّاز الشّاهد.
رحل مع والده إلى الشّام ومصر، وسمع أبا عَرُوبة، وأبا الْجَهْم بن طِلاب، وأبا الحسن بن جَوْصَا، وحدّث.
تُوُفّي في المحرَّم.
خلف بن عمر، أبو سعيد الفقيه المالكي المعروف بابن أخي هشام، شيخ المالكية بإفريقية.
تفقّه بأبي نصر القيرواني وسمع منه. وكان يجتمع هو، وأبو الأزهر بن مغيث، وأبو محمد بن أبي زيد، ويتناظرون.
تُوُفّي في صفر.
سُلَيْمَان بْن محمد بْن سُلَيْمَان [1] ، أَبُو أيّوب الأندلسي الشَّذُوني [2] .
سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس المقبري، وجماعة، وحجّ فسمع من أبي سعيد بن الأعرابي، وسمع من أبي محمد الفِرْيابي كُتُبَ محمد بن جرير الطّبري، وولي خطابة شريش [3] .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 187 رقم 565، بغية الملتمس 297 رقم 763.
[2] الشذوني: بفتح الشين وسكون الذال وفتح الواو وفي آخرها نون. نسبة إلى شذونة من أعمال إشبيلية بالأندلس. (اللباب 2/ 189) .
[3] شريش: أوّله مثل آخره، بفتح أوله، وكسر ثانيه ثم ياء مثنّاة من تحت. مدينة كبيرة من كورة

(26/499)


عبد الله بن إبراهيم بن جعفر [1] بن بيان الزَّيْنَبي [2] ، أبو الحسن البغدادي البزّاز.
روى عن: الحسن بن عَلْويه القطّان، وأحمد بن أبي عَوْف البُزُوري، والحسين بن أبي الأحوَص، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النعالي، والأزجي، وأبو القاسم التّنُوخي.
وثّقه الخطيب وقال: وُلد سنة ثمانٍ وسبعين ومائتين، وتُوُفّي في ذي القعدة.
والزَّيْنَبِي: آخر، وهو إبراهيم بن عبد الله العسكري، من طبقة ابن صاعدة. مرّ.
عبد الله بن إسحاق [3] ، أبو محمد التّبان الفقيه المالكي، عالم أهل القيروان في زمانه.
قال القاضي عياض: ضُربت إليه آباط الإبل من الأمصار لِذَبّه عن مذهب أهل المدينة، وكان حافظًا بعيدًا من التَصَنُّع والرّياء، فصيحًا.
تُوُفّي سنة إحدى.
عبد الله بن الحسين بن إسماعيل [4] ، أبو بكر الضبيّ المحاملي.
__________
[ () ] شذونه وهي قاعدة هذه الكورة. (معجم البلدان 3/ 340) .
[1] تاريخ بغداد 9/ 409 رقم 5017، العبر 2/ 359، المنتظم 7/ 109 رقم 148، شذرات الذهب 3/ 76، الإكمال 4/ 204، الأنساب 6/ 246، 247، مشتبه النسبة 1/ 341، سير أعلام النبلاء 16/ 228، 259 رقم 180، تبصير المنتبه 2/ 669.
[2] هكذا في: المنتظم وشذرات الذهب، وفي العبر «الزيدي» ، وفي المشتبه، والسير «الزبيبي» ، وكذا في: الإكمال، والتبصير، والأنساب.
[3] ترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 517- 524، العبر 2/ 360، مرآة الجنان 2/ 397، الوافي بالوفيات 17/ 66 رقم 59، الديباج المذهب 1/ 431، تذكرة الحفاظ 3/ 950، النجوم الزاهرة 4/ 141، شذرات الذهب 3/ 76، سير أعلام النبلاء 16/ 319- 320، شجرة النور الزكية 95، 96.
[4] المنتظم 7/ 109 رقم 149 وفيه «عبد الله بن الحسن» ، تاريخ بغداد 9/ 440 رقم 5064،

(26/500)


ولي قضاء مَيّافارِقين وآمد، ثم ولي قضاء حلب وأنطاكية. وكان عفيفًا نزِهًا.
سمع أباه وأبا بكر بن زياد النَّيْسَابُوري.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْباني والنَّيْسَابُوري سِبْط أبي علي الثَّقَفي.
دَيِّنٌ ورِعٌ من شيوخ الحاكم.
سمع: السّرّاج، وزَنْجَوْيه بن محمد.
عبد الله بن محمد بن نصر [1] اللّخْمي القُرْطُبي الزّاهد.
سمع من: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أَيْمن، ومحمد بن قاسم.
وكان صالحًا خَيِّرًا مائلًا إلى الأثر، يعقد الشُّرُوط.
روى عنه ابن الفَرَضيّ وغيره.
عبد الأعلى بن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السَّجِسْتاني.
يروي عن أبيه.
تُوُفّي في هذه السنة تقريبًا.
عبد العزيز بن الحارث بن أسد [2] بن اللّيْث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن النبيه بن عبد الله، أبو الحسن التّميمي..
أحد فُقهاء الحنابلة الأعيان.
حدّث عن: أبي عبد الله نفطَوَيْه، وأبي بكر بن يزداد النَّيْسَابُوري، وأبي عبد الله المَحَاملي.
روى عنه: ابنه أبو الفرج عبد الوهاب، وبشري الفاتني.
__________
[ () ] البداية والنهاية 11/ 298.
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 236 رقم 725.
[2] طبقات الحنابلة 2/ 139 رقم 616، المنتظم 7/ 110 رقم 150، البداية والنهاية 11/ 298، النجوم الزاهرة 4/ 140.

(26/501)


وقال أبو المعالي شَيْذَلة: روى الإمام أبو عبد الله الحسن التميمي الحنبلي إمام عصره في مذهبه، وحضر الشيخ أبو عبد الله بن مجاهد، وابن شمعون، فجري مسألة الاجتهاد بين ابن مجاهد، والقاضي أبي بكر، وتعلّق الكلام بينهما إلى الفجر، وكان أبو الحسن التميمي، يقول لأصحابه:
تمسّكوا بهذا الرّجل فليس للسنة عنه غِنّى.
وقال القاضي أبو يَعْلَى [1] : كان جليل القدر، له كلام في مسائل الخلاف، ومصنّف في الفرائض.
وقال أبو الحسن بن رزقَوَيْه: وضع أبو الحسن التميمي في «مُسْنَد» أحمد حديثين، وكتبوا عليه محضرًا، وكتب فيه الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين.
وتُوُفّي في عَشْر الستّين.
عبد الله بن أحمد [2] بن المصنّف أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قُتَيْبَة الدَّيَنَوري.
دخل مصر مع أبيه فسكنها، وحدّث عن والده بمصنّفات جدّه [3] .
علي بن إبراهيم [4] ، الشيخ أبو [الحسن] [5] الحُصْري، أحد كبار الصّوفيّة وأولي الأحوال.
حكى عن الشّبليّ.
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 139.
[2] هو عند الخطيب البغدادي (11/ 8 رقم 5662) : «عبد الواحد بن أحمد» ويكنى أبا أحمد.
«ذكر أنّه ولد ببغداد في سنة 270 وانتقل إلى مصر فسكنها، وروى بها عن أبيه عن جدّه كتبه. سمع منه أبو الفتح بن مسرور البلخي، وقال: كان ثقة» .
[3] هو المؤرّخ الكاتب المعروف صاحب كتاب «المعارف» و «عيون الأخبار» وغيرهما. المتوفى سنة 276 هـ. (انظر مقدّمة كتاب المعارف للدكتور ثروت عكاشة- طبعة دار المعارف بمصر) .
[4] تاريخ بغداد 11/ 340 رقم 6176، طبقات الصوفية 489- 493 رقم 15، الرسالة القشيرية 38، نتائج الأفكار القدسية 2/ 16، طبقات الشعراني 1/ 145، البداية والنهاية 11/ 298، طبقات الأولياء 213، رقم 30، المنتظم 7/ 110 رقم 151، الكامل في التاريخ 9/ 16، اللباب 1/ 369، النجوم الزاهرة 4/ 140.
[5] سقطت من الأصل.

(26/502)


روى عنه أبو سعد الماليني.
ومن كلامه: «لا يغرّنَّكُم صفاءُ الأوقات فإنّ تحتها آفات، ولا يَغُرّنّكم العطاء، فإنّ العطاء، عند أهل الصَّفاء مَقْتٌ» [1] .
قال الخطيب [2] : مات سنة إحدى وسبعين، وقد نيّف على الثّمانين.
قال السُّلَمي [3] : هو سيّد وقته وشيخ العراق.
على بن عبد الله بن [4] المحدّث الصّالح عبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلّبي الْجُرجْاني البزّاز.
روى عن: أبي نعيم بن عديّ، وغيره.
روى عنه: أبو سعد الماليني، وأبو الفرج.
ومات قبل الإسماعيلي بشهر.
فتح بن أصبغ [5] ، أبو نصر الطُّلَيْطِلي الفقيه الزّاهد.
كان ذكيًّا متفننًا ورِعًا عابدًا. كان يقال إنّهُ مُجاب الدّعوة.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
لَيْث بن طاهر، أبو نصر النَّيْسَابُوري القائد.
سمع السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
وعنه الحاكم.
محمد بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه [6] بْن محمد الفقيه، أبو زيد المروزي الشّافعي الزّاهد.
__________
[1] طبقات الأولياء 213.
[2] تاريخ بغداد 11/ 340.
[3] طبقات الصوفية 489 بنحوه.
[4] تاريخ جرجان 317 رقم 557.
[5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 348 رقم 1028.
[6] تاريخ بغداد 1/ 314 رقم 197، الكامل في التاريخ 9/ 16، دول الإسلام 1/ 229، العبر 2/ 360، تذكرة الحفّاظ 3/ 950، البداية والنهاية 11/ 299، مرآة الجنان 2/ 397، طبقات الفقهاء 115، طبقات الشافعية لابن هداية الله 96، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي

(26/503)


حدّث ببغداد وبنَيْسَابور ودمشق ومكّة عن: محمد بن يوسف الفَرَبْرِيّ [1] ، وعمر بن علّك المَرْوَزي، ومحمد بن عبد الله السَّعدي، وأبي العبّاس محمد الدَّغولي [2] ، وأحمد بن محمد المُنْكَدِري، وغيرهم.
وعنه: الهيثم بن أحمد الصّبّاغ، وعبد الواحد بن مشماش، وعبد الوهاب المَيْداني، وعلي بن السّمْسار، وأبو الحسن الدَارقُطْنيّ مع تقدُّمه، وأبو بكر البرقاني، ومحمد بن أحمد المَحَامِلي البغدادي، والفقيه أبو محمد عبد الله محمد بن إبراهيم الأصِيلي، وآخرون وقال: ولدت سنة إحدى وثلاثمائة.
قال الحاكم: كان أحد أئمّة المسلمين، ومن أَحْفَظ النّاس لمذهب الشّافعي، وأحسنهم نَظَرًا، وأزْهَدهم في الدُّنيا. سمعت أبا بكر البزّار يقول:
عادلت [3] الفقيه أبا زيد من نَيْسَابُور إلى مكّة، فما أعلم [أن] [4] الملائكة كَتَبَتْ عليه خطيئة.
وقال الخطيب [5] : حدّث ببغداد، ثم جاور بمكّة، وحدّث هناك بصحيح البُخَاري عن الفَرَبْرِي. وأبو زيد أَجَلُّ من روى ذلك الكتاب.
وقال أبو إسحاق الشَّيرازي [6] : ومنهم أبو زيد المروزي صاحب أبي
__________
[3] / 71، تبيين كذب المفتري 189، العقد الثمين 1/ 297، الوافي بالوفيات 2/ 71 رقم 375، الأنساب 417 أ، وفيات الأعيان 4/ 208 رقم 581، الوفيات لابن قنفذ 219، البصائر 1/ 406، طبقات العبادي 93، النجوم الزاهرة 4/ 141، شذرات الذهب 3/ 76، المنتظم 7/ 112، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 379، 380، سير أعلام النبلاء 16/ 313- 315 رقم 221.
[1] الفربري: بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحّدة وفي آخرها راء ثانية. نسبة إلى فربر، بلدة على طرف جيحون مما يلي بخارى. (اللباب 2/ 418) .
[2] الدّغولي: بفتح الدال والغين المعجمة وفي آخرها اللام بعد الواو. نسبة إلى دغول. وهو اسم رجل. ويقال للخبز الّذي لا يكون رقيقا بسرخس: دغول. (اللباب 1/ 503، 504) .
[3] عادلت: أي ركبت معه.
[4] إضافة من تاريخ بغداد.
[5] تاريخ بغداد 1/ 314.
[6] طبقات الفقهاء 115.

(26/504)


إسحاق، مات بمرو في رجب سنة إحدى وسبعين. وكان حافظًا للمذهب، حَسَن النَّظر، مشهورًا بالزّهد. وعنه أخذ أبو بكر الققّال، وفُقَهاء مَرْوَ.
وقرأت على أبي علي الأمين، أخبركم ابن المكّي، أنا عبد الأوّل، أنا أبو إسماعيل الأنصاري، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، سمعت خالد بن عبد الله المَرْوَزي، سمعت أبا سهل محمد بن أحمد المَرْوَزي، سمعت أبا زيد المَرْوَزي يقول: كنت نائمًا بين الرُّكن والمقام، فرأيت النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أبا [زيد] [1] إلى متى تدرِسّ كتاب الشّافعي ولا تدرسّ كتابي؟ فقلت: يا رسول الله وما كتابك؟ فقال: «جامع» محمد بن إسماعيل البُخاري.
محمد بن أحمد بن تميم [2] السَّرَخْسي.
سمع أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي السَّرَخْسي.
عنه: أبو الحسن بن رزقَوَيْه، وأبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني.
وثّقه الخطيب. تُوُفّي فيها ظَنًّا [3] .
محمد بن أحمد بن محمود، أبو العبّاس النَّيْسَابُوري القبّاني الزّاهد النّاسخ.
سمع ابن خُزَيْمَة، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسي.
وعنه: الحاكم، وغيره من النَّيْسَابُوريّين.
محمد بن أحمد بن جعفر الطّوسي القائد.
سمع: ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
محمد بن إسحاق بن إبراهيم [4] بن يزيد بن مهران، أبو بكر البغدادي الصّفّار الضّرير.
__________
[1] ساقطة من الأصل.
[2] تاريخ بغداد 1/ 283 رقم 128.
[3] قال الخطيب: «بلغني أنّ أبا نصر السرخسي مات بعد سنة سبعين وثلاثمائة» .
[4] تاريخ بغداد 1/ 260 رقم 91.

(26/505)


سمع: محمد بن صالح بن عصمةَ الدّمشقي، وعبد الله بن محمد بن مسلّم المقدسي، ومحمد بن محمد النّفاح الباهلي، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا عَروُبَة الحَرّاني، وجماعة.
وعنه: الدَارقُطْنيّ، وحمزة السَّهْمي، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو القاسم علي التّنُوخي، والحسين [1] بن علي الجوهري، وغيرهم.
قال البَرْقَانِيّ: ثقةٌ فاضل، شاميّ الأصل، سألته عن مولده، فقال: سنة تِسْعٍ وثمانين ومائتين.
قال الخطيب: حدّث في سنة إحدى وسَبعين وثلاثمائة.
محمد بن جعفر بن محمد [2] ، أبو الفتح بن المُرَاغي الهَمَذاني.
نزيل بغداد، ومصنّف كتاب «البهجة» على مثال «الكامل» للمُبَرّد.
وكان عالمًا بالنَّحْو واللَّغَة.
روى عن: أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قُتَيْبة.
وقال أبو الحسن محمد بن أحمد بن القاسم المَحَامِلي: سمعنا منه:
سنة إحدى وسبعين.
قلت: هو والذي قبله لا أعرف وفاتهما يقينًا [3] .
محمد بن خفيف [4]
__________
[1] في الأصل «أبو الحسن» وهذا خطأ.
[2] تاريخ بغداد 2/ 152، 153 رقم 575، معجم الأدباء 18/ 101- 130، بغية الوعاة 1/ 70 رقم 118.
[3] قيّد السيوطي تاريخ وفاته بسنة 371 هـ.
[4] الكامل في التاريخ 9/ 16، دول الإسلام 1/ 229، مرآة الجنان 2/ 397، طبقات الصوفية 183 و 462- 466 رقم 9، الوافي بالوفيات 3/ 42 رقم 930، طبقات الشافعية للسبكي 2/ 150، البداية والنهاية 11/ 299، المنتظم 7/ 112 رقم 156، العبر 2/ 360، 361، طبقات الأولياء 290- 294 رقم 61، النجوم الزاهرة 4/ 141، شذرات الذهب 3/ 76، 77، تذكرة الحفاظ 3/ 950 (دون ترجمة) ، حلية الأولياء 10/ 385- 387، الرسالة القشيرية 37، نتائج الأفكار القدسية 2/ 6، معجم البلدان 3/ 350، طبقات الشعراني 1/ 142، نشوار المحاضرة 3/ 228، 229 رقم 148، تبيين كذب المفتري 190- 192،

(26/506)


بن إسْفَكْشَاذ [1] ، أبو عبد الله الضَّبّي الشّيرازي الصُّوفي، شيخ إقليم فارس.
حدّث عن: حمّاد بن مُدْرِك، والنُّعمان بن أحمد الواسِطي، ومحمد بن جعفر التّمّار، والحسين المَحَامِلي، وجماعة.
وعنه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخّزَاعي، والحسن بن حفص الأندلِسي، وإبراهيم بن الخَضِر الشَّيّاح، ومحمد بن عبد الله بن بَاكَوَيْه، وأبو بكر بن الباقِلاني المتكلّم.
قال أبو عبد الرحمن السُّلَمي [2] : أقام بشيراز، وكانت أمُّه بنَيْسَابور، وهو اليوم شيخ المشايخ وتاريخ الزّمان، لم يبق للقوم أقدم منه سِنًّا، ولا أَتَّم حالًا، صحب رُوَيْمَ بن أحمد، وأبا العبّاس ابن عطاء، ولقي الحسين بن منصور الحلاج، وهو من أعلم المشايخ بعلوم الظّاهر، متمسّكٌ بالكتاب والسنة، فقيهٌ على مذهب الشّافعي، فمن كلامه قال: «ما سمعت شيئًا من سُنَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا واستعملته، حتّى الصّلاة على أطراف الأصابع، وهي صعبة» .
قال السُّلَمي: قال أحمد بن يحيى الشّيرازي: ما [أرى] [3] التَّصوُف إلّا يُخْتَم به. [وكان أبو عبد الله] [4] من أولاد الأمراء، فتزهّد حتى قال: كنت أذهب وأجمع الخِرَقَ من المزابل، وأغسله، وأصلح منه ما ألبسه، وبقيت أربعين شهرا أفطر كلّ ليلة على كفّ باقلاء، فاقْتَصَدْت، فخرج من عِرْقي شبيهُ ماء اللّحم، فتحيَّر الفصَّادُ وقال: ما رأيت جسدًا بلا دمٍ إلّا هذا [5] .
وقال ابن باكَوَيْه: سمعت أبا أحمد الكبير يقول: سمعت أبا عبد الله بن
__________
[ () ] الأنساب 7/ 451، 452، اللباب 2/ 222، سير أعلام النبلاء 16/ 342- 347 رقم 249، هدية العارفين 2/ 49، 50.
[1] إسفكشاذ: هكذا ضبطه محقّق طبقات الصوفية للسلمي، وكذلك ورد في طبقات الشافعية الكبرى للسبكي، أما في الوافي بالوفيات مقيّدة «اسكفشار» . وورد في الأصل «اسكفسار» ، والله أعلم بصحة ذلك.
[2] طبقات الصوفية 462.
[3] ، (4) ساقطة من الأصل، والاستدراك من السير.
[5] انظر: تبيين كذب المفتري 191.

(26/507)


خفيف يقول: نُهْبتُ في البادية حتّى سقَطَتْ لي ثمانية أسنان، وانتثر شَعْري، ثم وقعتُ إلى فَيْدَ وأقمت بها، حتّى تماثَلْتُ وحَجَجْتُ، ثم مضيت إلى بيت المقدس، ودخلت الشّام، فنمت إلى جانب دُكّانِ صبّاغٍ، وبات معي في المسجد [رجل] به بَطَنٌ قِيام [1] ، وكان يدخل ويخرج إلى الصبّاح، فلما أصبحنا، صاح النّاس: نُقِب دُكّان الصّبّاغ وسُرِقت، فدخلوا المسجد ورأونا، فقال المَبْطُون: لا أدري، غير أنّ هذا طول اللّيل كان يدخل ويخرج، وما كنت خرجتُ إلّا مرَّةً، تطهّرتُ، فجرُّوني وضربوني، وقالوا: تكلّم. فاعتقدت التّسليمَ، فكانوا يغتاظون من سُكُوتي، فحملوني إلى دُكّان الصّبّاغ، وكان أثَرُ رجل اللّصّ في الرّماد، فقالوا: ضَعْ رِجْلَك فيه، فوضعت، فكان على قدْر رِجْلي، فزادهم غَيْظًا، وجاء الأمير، ونُصِبت القِدْر وفيها الزَّيت يغلي، وأُحْضِرت السكّين ومَن يقطع اليد، فرجِعْت إلى نفسي وإذا هي ساكنة، فقلت: إنْ أرادوا قَطْعَ يدي سألتهم يعفوا يميني [2] لأكتب بها، فبقي الأمير يهدّدني ويصْول، فنظرت إليه فعرفته، وكان مملوكًا لوالدي، فكلّمني بالعربية وكلّمته بالفارسيّة، فنظر إليّ وقال: أبو الحسين وكنتُ أُكَنَّى بها في صِباي، فضحكتُ، فعرفني، فأخذ يلطم رأسه ووجهه، واشتغل النّاس به، فإذا بضجّة عظيمة، وأنّ اللَّصوص قد مُسِكُوا، فذهبتُ والنّاسُ ورائي، وأنا مُلَطّخٌ بالدّماء جائع لي أيّام لا آكل، فرأتني عجوزٌ فقيرة، فقالت: أدخل إلينا، فدخلتُ ولم يرني الناس، وغسلت وجهي ويديّ، فإذا الأمير قد أقبل يطلبني. فدخل ومعه جماعة، وجرّ من منطقته سِكّينًا، وحَلَفَ باللَّه وقال: إن أمسكني إنسان لأقتلنّ نفسي، وضرب بيده رأسه ووجهه مائة صَفْعة، حتّى منعتُه أنا، ثم اعتذر، وجَهِد بي أن أقبل شيئًا، فأَبَيْتُ، وهربت ليومي من المدينة، فحدّثت بعضَ المشايخ فقال: هذا عقوبة انفرادك، فما دخلتُ بلدًا فيه فقراء إلّا قصدتُهم [3] .
وقال أبو عبيد الله بن باكَوَيْه: سألت أبا عبد الله بن خفيف، وقد سأله
__________
[1] في الأصل «في المسجد به قيام» ، وما أثبتناه يتطلّبه السياق.
[2] في الأصل «يعفو» .
[3] هذه الحكاية غير موجودة عند السلمي في كتابه المطبوع.

(26/508)


قاسم الإصْطَخَري عن الأشعريّ فقال: كنت مرّة بالبصرة جالسًا مع عمرو بن عَلُّويه على ساجة [1] في سفينة نتذاكر في شيء، فإذا بأبي الحسن الأشعريّ قد عَبَر وسلّم علينا وجلس، فقال: عبرت عليكم أمس في الجامع، فرأيتكم تتكلّمون في شيء عرفت الألفاظ ولم أعرف المَغْزَى، فأُحبّ أن تعيدوها عليّ. قلت: وفي أي شيء كنّا؟ قال: في سؤال إبراهيم عليه السّلام «أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى» 2: 260 [2] وسؤال موسى أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ» 7: 143 [3] . فقلت: نعم.
قلت: إنّ سؤال إبراهيم هو سؤال موسى، إلّا أنّ سؤال إبراهيم سؤال متمكّن، وسؤال موسى سؤال صاحب غَلَبَةٍ وهَيَجَان، فكان تصريحًا، وكان سؤال إبراهيم تعريضًا، وذلك أنّه قال: أرني كيف تُحْيي الموتى، فأراه كيف المحيى ولم يره كيف الإحياء لأن الإحياء صفة والمحيى قدرته، فأجابه إشارة كما سأله إشارة، إلّا أنّه قال في الآخر: وَاعْلَمْ أَنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ 2: 260 [4] ، ثمّ أنّي مشيت مع أبي الحسن وسمعت مناظرته، وتعجّبت من حُسن كلامه حين أجابهم.
قال أبو العبّاس الفَسَوي: صنّف شيخنا ابن خفيف من الكُتُب ما لم يصنّفْه أحَدٌ، وانتفع به جماعة صاروا أئمَّةً يُقْتَدَى بهم، وعُمَّر حتى [عمّ] [5] نفعُه البلدانَ.
وقال أبو الفتح عبد الرحيم بن أحمد خادم ابن خفيف: سمعت أبا عبد الله بن خفيف يقول [6] : سأَلنا يومًا القاضي أبو العبّاس بن شريح بشِيرَاز، ونحن نحضر مجلسه لدرس الفقه، فقال لنا: محبّة الله فرض أو لا؟ قلنا
__________
[1] الساجة: مفرد السّاج، وهو الخشب المجلوب من الهند.
[2] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية: 26.
[3] قرآن كريم- سورة الأعراف- الآية 143.
[4] قرآن كريم- سورة البقرة- الآية 260.
[5] إضافة على الأصل يقتضيها السياق.
[6] في الأصل «يقولون» .

(26/509)


فرْض. قال: ما الدليل؟ فما فينا من أجاب بشيء، فسألناه، فقال: قوله تعالى قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ 9: 24 الآية [1] . قال: فتوعَّدهم الله على تفضيل محبتّهم لغيره على محبتّه، والوعيد لا يقع إلّا على فرض لازم.
وقال ابن باكَوَيْه: كنت سمعت ابن خفيف يقول: كنت في بدايتي رُبَّما أقرأ في ركعة واحدة عشرة آلاف قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ 112: 1 [2] ، وربّما كنت أقرأ في ركعةٍ القرآن كلّه.
وعن ابن خفيف انّه كان به وَجَعُ الخاصِرة، فكان إذا أخذه أقعده عن الحركة، فكان إذا أقيمت الصّلاة يُحمل على الظَّهْر إلى المسجد، فقيل له:
لو خفَّفْتَ على نفسك. قال: إذا سمعتم: «حيَّ على الصّلاة» ولم تروني في الصّفّ فاطلبوني في المقابر [3] .
قال ابن باكَوَيْه: سمعته يقول: ما وجبت عليّ زكاة الفِطْر أربعين سنة [4] .
وقال ابن باكويه: نظر أبو عبد الله بن خفيف يومًا إلى ابن أُمّ مَكْتُوم وجماعة من أصحابه يكتبون شيئًا، فقال: ما هذا؟ قالوا: نكتب كذا وكذا.
قال: اشتغلوا بتعلُّم شيءٍ ولا يغرّنّكُم كلامُ الصُّوفيّة، فإنّي كنت أخبئ مَحْبَرَتي في جيب مُرَقَّعَتي، والورق في حجزة سراويلي، وأذهب خفْيةً إلى أهل العلم، فإذا علموا بي خاصموني، وقالوا: لا تُفلح. ثم احتاجوا إلي [5] .
حَدَّثَنَا أَبُو الْمَعَالِي الأَبَرْقُوهِيُّ، أنا عُمَرُ بْنُ كَرْمٍ بِبَغْدَادَ، أنا أَبُو الْوَقْتِ السِّجْزِيُّ، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ الثَّقَفِيُّ، أنا محمد بُنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَاكَوَيْهِ، ثنا محمد بْنُ خَفِيفٍ الضَّبِّيُّ إِمْلاءً، قَرَأَ عَلَى حَمَّادِ بْنِ مُدْرِكٍ وَأَنَا أَسْمَعُ: ثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ الله
__________
[1] قرآن كريم- سورة التوبة- الآية رقم 24.
[2] سورة الإخلاص.
[3] طبقات الأولياء 293 رقم 11.
[4] تبيين كذب المفتري 192.
[5] تبيين كذب المفتري 191.

(26/510)


بن الصّامت، عن أبي ذرّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا صَنَعْتَ قِدْرًا فأَكْثِرْ مَرَقَهَا وَانْظُرْ أهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ فَأَصِبْهُم بِمَعْرُوفٍ» [1] . تُوُفّي ليلة ثالث رمضان عن خمسٍ وتسعين سنة، وقيل: عاش مائة سنة وأربع سنين. وازدحم الخلق على جنازته، وكان أمرًا عظيمًا، وصلُّوا عليه نحوًا من مائة مرّة [2] . رحمه الله ورضي عنه.
محمد بن خلف بن محمد [3] بن جيان، بالجيم، الفقيه أبو بكر البغدادي الخلال المقرئ.
سمع: عمر بن أيّوب السَّقْطي، وقاسم بن زكريّا المطّرز، وحامد بن شعيب البَلّخي، وأحمد بن سهل الأشْناني.
وعنه: البَرْقَانِيّ، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
وثّقه الخطيب، وقال: تُوُفّي في آخر السنة. روى عنه حمزة، وقال:
كان ثقة جبلًا.
محمد بن خالد بن عبد الملك [4] ، أبو عبد الله الإسْتِجي الفقيه.
سمع من محمد بن عبد الله بن أبي دُلَيْم، وكان يعقد الوثائق.
__________
[1] وفي رواية أخرى لأبي ذر: «إذا طبخت قدرا فأكثر مرقها فإنّه أوسع للأهل والجيران» . أخرجه ابن حبّان. ومن طريق جابر حديث مثله: «إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق فإنّه أوسع وأبلغ الجيران» . أخرجه ابن أبي شيبة. (انظر: راموز الأحاديث لأحمد ضياء الدين 53) وروى الطبراني في المعجم الوسيط: «إذا طبخ أحدكم قدرا فليكثر مرقها ثم ليناول جاره منها» (الفتح الكبير للنبهاني- ج 1/ 131) . والحديث أخرجه مسلم في البرّ والصلة (143/ 2626) باب الوصية بالجار والإحسان إليه من طريقين عن عبد الله بْن إدريس، عن شُعْبَة، وبقيّة السند كما هنا.
[2] طبقات الأولياء 294.
[3] تاريخ بغداد 5/ 239 رقم 2728، الوافي بالوفيات 3/ 45 رقم 936، المنتظم 7/ 112 رقم 155، مشتبه النسبة 1/ 131، سير أعلام النبلاء 16/ 359، 360 رقم 256، تبصير المنتبه 1/ 275.
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 82 رقم 1332.

(26/511)


محمد بن عثمان بن سعيد [1] الإسْتِجي [2] . كان فقيهًا مُفْتِيا.
سمع من أبي دُلَيم أيضًا، ومن جماعة.
كان يعقد الوثائق ببلده.
محمد مفرّج [3] ، أبو عبد الله المَعَافري القُرْطُبي، المعروف بالقبيّ [4] .
سمع من: قاسم بن إصبع، وبمصر من أبي جعفر النّحّاس، وعبد الملك بن بحر الجلاب [5] ، وبمكّة من أبي سعيد الأعرابي.
وتُوُفّي في رمضان.
تركوا الأخذَ عنه لأنّه كان يعتقد مذهبَ ابن مَسَرَّة ويدعو إليه.
محمد بن عبد الله بن بِشْران، أبو بكر السَّكّري الشّاهد، والد الشيخين مُسْندي العراق: أبي الحسين علي [6] ، وأبي القاسم عبد الملك [7] .
سمع الحديث، وأسمع وَلَديْه، ولم يْرو شيئًا، بل روى عنه ابنه عبد الملك وحده [8] .
ومات في جُمادي الآخرة، وله خمسٌ وستُّون سنة. كان من المعدّلين.
محمد بن العبّاس بن أحمد [9] بن مسعود، أبو بكر الْجُرْجاني المسعودي الفقيه.
روى عن: أبي يَعْلَى المَوْصِلي وأبي القاسم البَغَوِي، وفيه ضَعْفٌ لكونه حدّث من غير كتابه.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 82 رقم 1333.
[2] الإستجي: بالكسر ثم السكون، وكسر التاء. نسبة إلى إستجة، كورة بالأندلس. (معجم البلدان 1/ 174) .
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 81 رقم 1331.
[4] هكذا في الأصل، وفي تاريخ علماء الأندلس «الغني» .
[5] في الأصل «الحلاف» والتصحيح من تاريخ علماء الأندلس.
[6] تاريخ بغداد 12/ 98 رقم 6527.
[7] تاريخ بغداد 10/ 432 رقم 5595.
[8] في الأصل «وحاده» .
[9] تاريخ جرجان 438 رقم 810 وفيه: مات بعد 350 هـ.

(26/512)


بقي إلى هذه السنة، ولا أعرف متى مات.
محمد بن محمد بن العبّاس، أبو ذُهل العصمي الهَرَوِي.
تُوُفّي في صفر. من جُملة المشايخ.
محمد بن هشام بن جمهور المرساني نزيل قُرْطُبة.
رحل وسمع من الآجريّ، وأحمد بن إبراهيم الكِنْدي، وحدّث.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
يحيى بن هُذيْل [1] ، أبو بكر الأديب.
شاعر عصره بالأندلس، وكان أحد الفقهاء المالكيّة المذكورين، ديّنا عاقلًا نَزِهًا فصيحًا مُفَوَّهًا.
طال عمره وعلا سماعُه، وكان قد سمع من أخيه أبي مروان عبد الملك من جماعة. كذا وَرَّخَه بعضهم، وسيعاد سنة تسعٍ وثمانين.
قال القاضي عِياض: كان حافظًا للفقه، راويةً للحديث. ثم ورّخه سنة إحدى هذه.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 195 رقم 1602، جذوة المقتبس 358 رقم 907، بغية الملتمس 509 رقم 1496.

(26/513)


[وَفَيَات] سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن إسحاق بن مروان [1] بن جابر، أبو عمر الغافقي القُرْطُبي.
سمع: أحمد بن خالد، وعبد الله بن يونس، وابن أَيْمَن، وحجّ، وسمع بمصر كُتُبًا.
وُلّي قضاء طُلَيْطِلة، ومات بها.
أحمد بن جعفر بن محمد [2] بن الفرج، أبو الحسن المقرئ الخلّال.
سمع عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن جرير [3] الطّبري.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن علي البادا.
قال الخطيب: كان صالحًا ثقة. تُوُفّي في رمضان.
أحمد بن محمد الحافظ [4] [بن أبي] [5] حفص عمر بن محمد بن بجير السّمرقندي البجيري [6] .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 50 رقم 170.
[2] تاريخ بغداد 4/ 74 رقم 1698، المنتظم 7/ 113 رقم 158.
[3] في الأصل «محمد بن جعفر جرير» .
[4] الأنساب 2/ 90، اللباب 1/ 22.
[5] في الأصل «أبو حفص» وهو خطأ، والتصحيح من (اللباب 1/ 122) .
[6] البجيري: بضم الباء الموحدة وفتح الجيم وسكون الياء المثنّاة من تحت والراء المهملة.

(26/515)


سمع من جدّه «الصحيح» الذي سمعه منه جماعة.
وتُوُفّي في ربيع الأوَّل.
أحمد بْن محمد بْن علي [1] بن الحسن بن يحيى القَصْري، أبو بكر السَّيبِي [2] ، الفقيه الشّافعي، أحد الأئمة.
درس على إسحاق المَرْوَزي، ونشر الفقه ببلده قصر ابن هبيرة.
وتُوُفّي في رجب، وله ستٌّ وسبعون سنة.
أحمد بن عبد الله بن عمرو [3] القيسي القُرْطُبي.
سمع: أحمد بن خالد، وابن أيمن، ومحمد بن مِسْوَر.
لم يُحدّث.
أحمد بن محمد بن معروف [4] بن وليد، أبو عمر المدائني القُرْطُبي.
سمع من: أحمد بن خالد بن الحباب، وابن أَيْمَن، وعثمان بن عبد الرحمن، وحجّ فسمع من الآجُرّيّ.
وُلّي قضاء طَرْطُوشَة، وكتب عنه جماعة.
أحمد بن محمد بن يوسف [5] ، أبو القاسم [6] القرطبي القشطيلي.
سمع أبا عيسى، والدّيَنَوري.
قال ابن عفيف: كان من أهل العلم بفنونٍ كثيرة من الفِقْه والعربيّة واللُّغة. حجّ وأدرك رجالًا بالمشرق، وأدخل الأندلس علما جمّا، وأدّب ولد
__________
[ () ] نسبة إلى الجدّ وهو بجير. (اللباب) .
[1] طبقات الفقهاء للشيرازي 116 تاريخ بغداد 5/ 69 رقم 2446، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 47، طبقات الشافعية لابن هداية الله 116، الأنساب 7/ 216، اللباب 2/ 164.
[2] السّيبي: بكسر السين المهملة وسكون الياء المثنّاة من تحتها وفي آخرها باء موحّدة. نسبة إلى سيب. قال ابن الأثير: وظنّي أنها قرية بنواحي قصر ابن هبيرة. (اللباب 2/ 164) .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 51 رقم 171.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 50 رقم 169، بغية الملتمس 162 رقم 345.
[5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 49 رقم 166.
[6] في الأصل «والقاسم» وهو خطأ.

(26/516)


الحَكَم بن النّاصر لدين الله، وأخذ عنه النّاس مَذْهَب مالك.
إسماعيل بن أحمد بن محمد بن داود النّسّاج القِزْويني.
سمع إسحاق بن محمد الكَيْسَاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وسليمان بن يزيد الفامي، وحدّث.
الحسن بن علي الصّيْدناني [1] القِزْويني.
سمع إسحاق بن محمد الكيساني، ومحمد بن القاسم المحاربي الكوفي، وحدّث.
الحسين بن محمد بن عبد الوهاب [2] [بن] سُليمان بن محمد الشريف، أبو تمّام الزَّيْنَبي، قاضي البصْرة.
قدِم بغداد مع مُعِز الدولة، واشترى دارًا بأربعةٍ وعشرين ألف دينار، ووُلّي نقابة بغداد. وتفقّه على أبي الحسن الكَرْخي.
حدّث عنه مولاه وشّاح وغيره [3] . مات في شوّال.
الحسين بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [4] بْن عَبْد الرَّحْمَن بن أسد بن شَمّاخ، أبو عبد الله الشّمّاخي الحافظ الهَرَوِي الصّفّار.
حدّث بَهَراة وبغداد ودمشق عن: أحمد بن عبد الوارث المصري، وأبي الدَّحْداح أحمد بن محمد الدمشقي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن حفص الْجَوْني، والحسين بن موسى الرَّسْعَني [5] وجماعة.
__________
[1] الصّيدناني: بفتح الصاد وسكون الياء آخر الحروف وفتح الدال المهملة والنون وبعد الألف نون ثانية. هذه النسبة مثل الصّيدلاني سواء. (اللباب 2/ 253) .
[2] الكامل في التاريخ 9/ 25.
[3] في الأصل «وغير» .
[4] تاريخ بغداد 8/ 8 رقم 4043، تهذيب ابن عساكر 4/ 288، الأنساب 7/ 380، 381، اللباب 2/ 207، سير أعلام النبلاء 16/ 360، 361، ميزان الاعتدال 1/ 528، الوافي بالوفيات 12/ 261.
[5] الرّسعنيّ: بفتح الراء وسكون السين المهملة وفتح العين المهملة وفي آخرها النون. نسبة إلى مدينة رأس العين بديار بكر. (اللباب 2/ 25، 26) .

(26/517)


وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وإسحاق القرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي.
قال البرقاني: قد كتبت عنه الكثير، ثم بان لي أنّه ليس بحُجّة، وضعّفه أبو عبد الله بن أبي ذُهَل الهَرَوِي.
وقال الحاكم، وسُئل عنه: كذّاب، لا يُشتَغَل به، وتُوُفّي في جُمادى الآخرة. وله مُسْتَخْرَجٌ على «صحيح مُسْلِم» .
الحسين بن علي بن سفيان، أبو عبد الله المصري الفقيه.
روى عنه: محمد بن إبراهيم بن المنذر، وغيره.
حسين بن محمد بن نابل [1] ، أبو بكر القُرْطُبي.
سمع أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بْن خَالِد بْن الحُبَاب، ومحمد بْن عمر بن لُبَابة، وحجّ، فسمع من ابن الأعْرابي، وعلي بن مطر الإسكندراني، وأبي الطّاهر المَدِيني، وعلي بن الطّحاوي.
وكان شيخا صالحا فقيها ورعا عارفا بالعربيّة، شاعرًا، حدّث بالكثير.
وتُوُفّي في ذي الحِجّة، وهو في عَشْر الثّمانين.
وعنه ابن الرضى.
الحسين بن محمد، أبو سعيد البسطامي الواعظ، والد أبي عمر محمد بن الحسن.
قال الحاكم: كان أوحد عصره في التذكير والوعظ والانتصار للسُّنّة.
سمع: أبا بكر القطّان، وأبا حامد بن بلال، وطبقتهما.
خَطّاب بن مَسْلَمَة بن محمد [2] بن سعيد، أبو المغيرة الإيادي الفقيه المالكي.
سمع ابن لُبَابة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد بن الْجَبّاب،
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 114 رقم 355.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 133 رقم 404، بغية الملتمس 290 رقم 729.

(26/518)


وحجّ فسمع من ابن الأعرابي.
قال عنه رفيقه أبو بكر محمد بن السُّلَيْم القاضي: وهو من الأبدال.
وقال القاضي عياض: كان زاهدا مجاب الدعوة.
وقال ابن القَرَضي: كان حافظًا للرأي، بصيرًا بالنّحو. تُوُفّي في شوّال، وله ثمان وسبعون [1] سنة.
سليمان بن أحمد بن محمد بن داود القِزْويني النّسّاج، أخو إسماعيل.
سمع: علي بن محمد بن مَهْرَوَيْه، وسليمان بن زيد الفامي.
وكان أَسَنَّ من أخيه، وبينهما في الموت ثلاثة أشهر.
العبّاس بن الفضل بن زكريّا [2] ، أبو منصور النَّضْرُوي [3] الهَرَوِي، منسوب إلى جدّه نَضْرُوَيْه، بضادٍ مُعْجمةً.
سمع: أحمد بْن نَجْدة والحسين بْن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن الشّامي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو يعقوب القَرّاب، وأبو عثمان سعيد القُرَشي، وأبو حازم العبدوي.
وثّقه الخطيب، وروى عنه أيضًا سِبْطُه الحسين بن علي، وتُوُفّي في شعبان، وقد وَهِم صاحب «الكمال» وهْمًا قبيحًا فذكر له ترجمة ابن ماجه روى عنه [4] .
العبّاس بن محمد بن علي، أبو الفضل القُرَشِي، والد الشيخ أبي عثمان سعيد، مسند هراة.
__________
[1] في الأصل زيادة: «وله ثمان وأربعون سنة وسبعون سنة» والتصحيح من تاريخ ابن الفرضيّ حيث ذكر أنه ولد سنة 294 وتوفي سنة 372 هـ.
[2] اللباب 3/ 314، العبر 2/ 362، شذرات الذهب 3/ 79، الأنساب 12/ 105، مشتبه النسبة 1/ 82، سير أعلام النبلاء 16/ 331 رقم 240، تبصير المنتبه 1/ 156.
[3] النّضرويّ: بفتح النون وسكون الضاد وضم الراء وبعد الواو ياء تحتها نقطتان. نسبة إلى نضرويه. وهو اسم لجدّ صاحب الترجمة أعلاه. (اللباب 3/ 314) .
[4] كذا في الأصل. ولعلّه أراد: «فذكره في ترجمة ابن ماجة أنه روى عنه» .

(26/519)


روى عن: أبي الفضل المُنْذِري، وأبي الحسن المخلدي.
روى عنه ابنه، وتُوُفّي في جُمادي الآخرة.
عبد الله بن أحمد بن جعفر [1] ، أبو محمد بن أبي حامد الشَّيْباني النَّيْسَابُوري.
سمع: أبا بكر بن خُزَيْمَة، وتَوَرَّع عن الرّواية عنه لصِغره، وسمع أبا العبّاس السّرّاج، وأحمد بن محمد الماسَرْجِسِي، وحاتم بن محبوب السّامي، وأبا سعيد بن الأعرابي، وأبا جعفر بن البَخْتَري.
روى عنه: يوسف القوّاس، وإبراهيم بن مخلد الباقَرحي، وابن رزقَوَيْه، حدّثهم ببغداد. ووثّقه الخطيب.
روى عنه الحاكم وقال: كان من أكثر أقرانه سَمَاعًا، وكانت له ثروة ظاهرة، وأنفق أكثرها على العلماء، وفي الحجّ والجهاد، وكان يرسل شَعْرَه فقيل له الشَّعْراني.
عبد الله بن بدر الأشبيلي الطبيب.
جمع وسمع من: ابن الأعرابي، وحدّث.
عبد الله بن محمد بن أُمَيّة [2] بن غَلْبون الأنصاري القُرْطُبي، نزيل طَلَيْطِلة.
اسْتُقْضِي بطَلبِيرة [3] .
سمع من: قاسم بن أصبغ: وبمكة من ابن الأعرابي، وكان نبيلًا ثقة.
سمع منه: عبدوس بن محمد الثّغري.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 391 رقم 4986.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 236 رقم 727.
[3] طلبيرة: بفتح أوله وثانيه، وكسر الباء الموحّدة ثم ياء مثنّاة من تحت ساكنة، وراء مهملة.
مدينة بالأندلس من أعمال طليطلة. (معجم البلدان 4/ 37) .

(26/520)


عبد الواحد بن بكر الهَمَذاني [1] الصّوفي، المعروف بالورثاني.
رحل وسمع بدمشق: أبا علي محمد بن شعيب الأنصاري، وعلي بن أبي العقب، وجُمَحُ بن القاسم.
وعنه: أبو سعد الماليني، وأبو عبد الرحمن السّلمي، والحسن بن إسماعيل القرّاب، وآخرون.
وتُوُفّي بالحجاز، وكان كثير الأسفار، من فُضَلاء الصّوفية.
عبد العزيز بن مالك الفقيه، أبو القاسم القِزْويني الشّافعي.
سمع: محمد بن مسعود، وأبا علي الطُّوسي، والعبّاس بن الفضل بن شاذان، ومحمد بن صالح الطّبري.
قال أبو يَعْلَى الخليلي: أدركته، وقُرِئ عليه وأنا حاضر.
عثمان بن سعيد بن عثمان [2] ، أبو سعيد بن الدرّاج الغسّاني الأندلسي السّرِيّ.
سمع من: أحمد بن عمرو بن منصور بن فُطَيْس، وعثمان بن جرير، وأحمد بن خالد بن الحباب، وحج فسمع من عبد الرحمن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عثمان عبد الرحمن المقرئ: كتاب سفيان بن عُيَيْنَة، عن جدّه محمد بن المقرئ.
سمع منه غير واحد، وتُوُفّي في رجب.
علي بن خفيف بن عبد الله [3] بن تميم بن سعد مولى جعفر بن محمد بن علي، أبو الحسن الهاشمي البغدادي الدّقّاق.
__________
[1] تاريخ جرجان 253 رقم 410، طبقات الصوفية (انظر فهرس الأعلام) ، اللباب 3/ 267، تاريخ التراث العربيّ 2/ 485 رقم 39.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 306 رقم 905.
[3] في الأصل: «خفيف وعبد الله» ، والتصحيح من: تاريخ بغداد 11/ 423.

(26/521)


سمع: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، والحسين بن أبي عفير، وعبد الله بن محمد البَغَوِي.
وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعبد الله بن علي بن بِشْران، وغيرهما.
قال ابن أبي الفوارس: كان غير مرضيّ في الرواية [1] .
علي بن محمد بن سعيد [2] ، أبو الحسن الكِنْدي البغدادي الرّازي، شيخ مُعَمَّر.
سمع سنة تسعين ومائتين من أبي شُعَيْب الحَرَّاني، وسمع من:
الفِريابي، وعلي بن حَسْنَوَيْه.
وعنه: العتيقي، وتُوُفّي في رمضان.
فَنّاخِسْرُو السّلطان عضُدُ الدولة [3] أبو شجاع بن السلطان رُكْن الدولة الحسن بن بُويه الدَّيْلَمِي. ولي مملكة فارس بعد عمّه عماد الدولة، ثم قوي على ابن عمّه عزّ الدولة بَخْتِيار بن مُعِزّ الدولة، وبلغ من سَعَة المملكة والاستيلاء على الممالك، ما لم يبلغه
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 424.
[2] تاريخ بغداد 12/ 85 رقم 6500.
[3] ذيل تجارب الأمم 39- 78، الفخري في الآداب السلطانية 40 و 290، الإنباء في تاريخ الخلفاء 181، خلاصة الذهب المسبوك 259، 260، الكامل في التاريخ 9/ 18- 22، البداية والنهاية 11/ 299- 301، دول الإسلام 1/ 229، العبر 2/ 363، المنتظم 7/ 113- 118 رقم 159، مرآة الجنان 2/ 398، 399، النجوم الزاهرة 4/ 142، شذرات الذهب 3/ 78، 79، وفيات الأعيان 4/ 50- 55 رقم 532، بغية الوعاة 2/ 247 رقم 1910، يتيمة الدهر 2/ 216، السلوك للمقريزي 1 ق 1/ 21، 28، وراجع أخباره في تجارب الأمم، وذيل تاريخ الطبري وغيره، نشوار المحاضرة 3/ 18 و 171 و 229، و 4/ 43، 44 و 82 و 86 و 88- 95 و 118- 122 و 125 و 259، الإمتاع والمؤانسة 3/ 148، معجم الأدباء 3/ 10، ذيل تاريخ دمشق 24، نهاية الأرب 23/ 204، وتاريخ الأنطاكي، المختصر في أخبار البشر 2/ 122، 123، تاريخ ابن الوردي 1/ 305، سير أعلام النبلاء 16/ 249- 252 رقم 175، تاريخ الفارقيّ 106، وتاريخ العظيمي 310، وتاريخ الزمان 69، وتاريخ مختصر الدول 171- 173.

(26/522)


أحد من بنيه، ودانت له البلاد والعباد. وهو أوّل من خُوطب بالملك شاهٍ شاه في الإسلام، وأوّل من خُطب له على المنابر ببغداد بعد أمير المؤمنين.
وكان فاضلًا نحويًّا، له مشاركة في فنون، وله صنّف أبو علي الفارسي «الإيضاح والتكملة» . وقد مدحه فُحُول الشعراء، وسافر إلى بابه المتنبّي إلى شيراز، قبل أن يملك العراق، وامتدحه بقصائد مشهورة، وقصده شاعر العراق أبو الحسن محمد بن عبد الله السّلامي، وأنشده قصيدته البديعة التي يقول فيها:
إليك طَوَى عَرْضَ البسيطة جاعِلٌ ... قُصَارَى المطايا أن يلوح لها القَصْرُ
فكنت وعزْمي في الظّلام وصَارمي ... ثلاثةَ أشياء كما اجتمع النّسْرُ
وبشّرت آمالي بملك هو الوَرَى ... ودارٍ هي الدنيا ويومٍ هو الدّهْرُ [1]
وقال الثعالبي في «يتيمة الدهر» : لعضد الدولة قصيدة فيها بيت لم يفلح بعده:
ليس شُرْبُ الرّاح إلّا في المَطَرْ ... وغِناءٍ من جوَارٍ في السّحَرْ
مُبْرزات الكاسِ من مَطْلِعِها ... ساقياتِ الرّاح من فاقَ البَشَرْ
عضُدُ الدولةِ وابنُ رُكْنِها ... ملكُ الأملاك غلابُ القَدَرْ [2]
فقيل إنّه لما احتضَر، لم ينطق لسانه إلّا ب «مَا أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ» 69: 28- 29 [3] . وتُوُفّي بعلّة الصَّرَع في شوّال، سنة اثنتين وسبعين ببغداد، وله ثمان وأربعون سنة، ودُفِن بمشهد عليّ رضي الله عنه بالكوفة.
وهو الذي أظهر قبر عليّ بالكوفة وادّعى أنّه قبره. وكان شيعيًّا، فبني على المشهد، وأقام البيمارستان العَضُدِي ببغداد، وأنفق عليه أموالًا عظيمة، وهو بيمارستان عظيم ليس في الدنيا مثل ترتيبه.
وملك العراق خمس سنين ونصفًا، ولما قدمها خرج الطائع للَّه وتلقّاه،
__________
[1] الأبيات في: وفيات الأعيان، باختلاف بعض الألفاظ.
[2] الأبيات في: يتيمة الدهر 2/ 218، ووفيات الأعيان 4/ 54، والبداية والنهاية 11/ 300.
[3] قرآن كريم- سورة الأحقاف- الآية 28 و 29.

(26/523)


وهذا شيء لم يتهيّأ لأحد قبله، فدخل بغداد، وقد استولى عليها الخراب وعلى سوادها بانفجار بُثُوقها، وقَطْع المفسدين طُرُقَاتها، فبعث العسكر إلى بني شَيْبَان، وكانوا يقطعون الطريق، فأوقعوا بهم وأسروا من بني شيبان ثمانمائة، وسدّ البُثُوق، وغَرَسَ المزاهر وهو دار أبي علي بن مُقْلَةَ، وكانت قد صارت تلا، فيقال: إنّه غرِم على نقل التراب أكثر من ألف ألف درهم، وغرس التاجي عند قطربُّل [1] وحوّط على ألف وسبعمائة جرِيب، وعمر الطُّرُقَ والقناطر والْجُسُور.
وكان متيقَّظًا شَهْمًا، له عيون كثيرة تأتيه بأخبار البلاد القاصية، حتى صارت أخبار الأقاليم [عنده] [2] . وكان شديد العناية بذلك، كثير البحث عن المشكلات، وافرَ العقل.
كان من أفراد الملوك لولا ظلمه، وكان سفَّاكًا للدماء، حتى أنّ جارية شغل قلبه بميله إليها، فأمر بتغْرِيقها، وأخذ غلامٌ من رجل بطّيخًا غَصْبًا، فوسّطه [3] .
وكان يحبّ العلم والعلماء ويصِلُهم. ووُجد له في «تذكرة» : إذا فرغْنا من حلّ إقليدس تصدّقت بعشرين ألف درهم، وإذا فرغنا من كتاب أبي علي النحوي تصدقت بخمسين ألف درهم، وإنْ وُلِد لي ابن تصدّقت بعشرة آلاف، فإنْ كان من فلانة تصدّقت بخمسين ألف درهم.
وكان قد طلب حساب دِجْلَة في السّنة، فإذا هو ثلاثمائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم، فقال: أبلغ به إلى ثلاثمائة وستّين ألف ألف، ليكون دخْلُنا كل يوم ألف ألف درهم [4] .
قال ابن الْجَوْزي: [كان] يرتفع له في العام اثنان وثلاثون ألف ألف
__________
[1] قطربُّل: بالضم ثم السكون ثم فتح الراء، وباء موحّدة مشدّدة مضمومة، ولام. وقد روي بفتح أوّله وطائه. وأما الباء فمشدّدة مضمومة في الروايتين. قرية بين بغداد وعكبرا. (معجم البلدان 4/ 371) .
[2] ساقطة من الأصل، والاستدراك من المنتظم 7/ 114.
[3] أي قطع جسمه نصفين. والخبر في: المنتظم 7/ 115.
[4] انظر: المنتظم 7/ 115 و 116.

(26/524)


دينار، وكان له كِرْمان، وفارس، وعُمَان، وخوزِسْتان، والعراق، والمَوْصل، وديار بكر، وحَرّان، ومَنْبج. وكان يُناقش [1] في القيراط، وأقام مكوسًا ومَظَالم، فنسأل الله العافية.
وكان صائب الفراسة، قيل إنّ تاجرًا قدم بغدادَ للحجّ فأودع عند عطّار عقد جوهر، فأنكره، فحار، ثم إنّه أتي عضُدُ الدولة، فقصّ عليه أمره، فقال: الْزَم الجلوس هذه الأيّام عند العطّار، ثم إنّ عضُدُ الدولة مرّ في موكبه على العطّار، فسلّم على التاجر وبالغ في إكرامه، فتعجّب الناس، فلما تعدّاه التفت العطّار إلى التّاجر، قال: ما تخبرني متى أودعتني هذا العِقْد، وما صفته، لعلّي أتذكّر، قال: صفته كذا، فقام وفتّش ثم نفض برنيّه [2] فوقع العِقْد، وقال: كنت نسيته.
قيل إنّ قومًا من الأكراد قُطّاع طريقٍ عجز عنهم، فاستدعى تاجرفا، ودفع إليه بغلًا، عليه صندوقان فيهما حَلْوَى مسمومة، ومتاعُ ودنانير، فأخذوا البغْل والصّندوقين، وأكلوا الحَلْوَى فهلكوا.
وقد ذكر ابن الجوزي في كتاب «الأذكياء» [3] له عدّة [4] حكايات لعَضُد الدولة، والله أعلم.
محمد بن أحمد بن حمزة، أبو الحسن الهَرَوِي.
تُوُفّي في هذا العام. وهو المذكور في المتوفَّين تقريبًا في الطبقة الماضية.
محمد بن أحمد بن حمدون [5] ، أبو بكر النَّيْسَابُوري الفرّاء الصُّوفي.
تُوُفّي في رمضان، وكان من العبّاد.
__________
[1] المنتظم 7/ 116 «ينافس» .
[2] برنيّه: حصيرة.
[3] انظر كتاب الأذكياء- ص 49، 50، 51، 52.
[4] في الأصل: «له في عدّة» .
[5] طبقات الصوفية 124، نفحات الأنس لعبد الرحمن الجامي (مخطوط بجامعة القاهرة رقم 30 تاريخ فارسي) ورقة 47.

(26/525)


سمع: ابن خُزَيْمَة وطبقته، وكان قوّالًا بالحقّ، كثيرَ المُجاهَدَة، وأمّارًا بالمعروف.
صحِب أبا عليّ الثقفي، ولقي الشَّبْلي، والكبار.
محمد بن جعفر بن أحمد [1] بن جعفر، أبو بكر البغدادي الحريري المعدّل، المعروف بزوج الحُرَّة.
سمع: محمد بن جرير، وأبا القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
روى عنه: ابن رزقَوَيْه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن، وعبد الله ابنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان.
وقال البَرْقَانِيّ: ثقة جليل.
وقال أبو علي بن شاذان: كان يحضر مجلسه ابن المظفّر، والدار الدّارقطنيّ، وتُوُفّي في صفر.
قال أبو القاسم التَّنُوخيّ: حدّثنا أبي قال: حدّثني جعفر بن المكتفي باللَّه قال: كانت بنت بدر المُعْتَضِدي زوجة المقتدر باللَّه، فأقامت معه سنين، ثم قُتل، وأفلتت هي من النَّكبة، وتسلّمت أموالها، وخرجت من الدار، فكان يدخل إلى مطبخها حَدَثٌ يُعْرَف بمحمد [2] بن جعفر بن أبي عَشْرُون [3] ، وكان حركا، فصار وكيل المطبخ، فرأته فاستكاسته، فردّت إليه وكالتها، وترقّى أمره حتى صار ينظر في ضِياعها، وصارت تكلّمه من وراء ستر، وزاد اختصاصه بها، حتى علق بقلبها فجسَّرَتْه على تزويجها، وبذلت أموالًا حتى تمّ لها ذلك، وأعطته نعمة ظاهرة وأموالًا، لئلا يمنعها أولياؤها منه بالفقر، ثم هادَتِ القُضَاة بهدايا جليلة، حتى زوّجوها منه، فاعترض الأولياء، فغالبتهم بالدراهم، وأقام معها سنين، ثم ماتت، فحصل [4] له منها نحو ثلاثمائة ألف
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 153 رقم 576، المنتظم 7/ 118، 119 رقم 162، البداية والنهاية 11/ 301، الوافي بالوفيات 2/ 303 رقم 742، النجوم الزاهرة 4/ 143.
[2] في الأصل «محمد» من غير باء.
[3] في الأصل «عشرون» والتصويب من تاريخ بغداد 2/ 153.
[4] في الأصل «فحصلت» والتصحيح من تاريخ بغداد.

(26/526)


دينار، ولذلك قيل له «زوج الحُرَّة» .
محمد بن العبّاس بن وصيف [1] ، أبو بكر الغزّي [2] ، راوي المُوَطّأ عن الحسن بن الفرج المقرئ صاحب يحيى بن بكير.
وَرَّخ وفاته أبو القاسم بن مَنْدَهْ، وقد روى أيضًا عن محمد بن قتيبة العسقلاني وغيره.
وروى عنه: أبو سعد الماليني، ومحمد بن جعفر الميماسي، وآخرون.
ولا أعلم فيه جرحا. وقد سمع مُوَطّأ ابن بكير من طريق.
محمد بن عبد الله بن خَلَف [3] بن بخيت، أبو بكر العُكْبَري [4] الدّقّاق.
سكن بغداد، وحدّث عن: خلف بن عمرو العُكْبَري، وجعفر الفِرْيابي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد الباغَنْدِي، وجماعة.
وله جُزْء عالٍ عند أصحاب ابن طَبَرْزد.
روى عنه: عبد الوهاب بن برهان، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وجماعة.
ووثّقه الخطيب. تُوُفّي في ذي القعدة.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [5] بْنِ خَميرَوَيْه بن [6] سيّار، أبو الفضل العدل الهروي، مسند هراة.
__________
[1] شذرات الذهب 3/ 79.
[2] في الأصل «العربيّ» .
[3] تاريخ بغداد 5/ 461 رقم 3003، العبر 2/ 363. شذرات الذهب 3/ 79، المشتبه 54، تاريخ التراث العربيّ 1/ 429 رقم 234، سير أعلام النبلاء 16/ 334، 335 رقم 242، غاية النهاية 2/ 178، 179.
[4] العكبريّ: بضم العين وسكون الكاف وفتح الباء الموحدة وفي آخرها راء. نسبة إلى عكبرا بليدة على دجلة فوق بغداد. (اللباب 2/ 351) .
[5] العبر 2/ 363، شذرات الذهب 3/ 79، الأنساب 5/ 180، اللباب 1/ 461، سير أعلام النبلاء 16/ 311 رقم 219.
[6] في الأصل «وسيار» .

(26/527)


سمع: أحمد بن نجدة، وعلي بن محمد الْجَكّاني، وأحمد بن محمود بن مقاتل، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البرقاني، وأبو الفضل عمر بن أبي سعد، وأبو ذَرّ عبد بن أحمد، وأحمد بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، والحسين بن علي الباشاني، ومحمد بن الفضيل، وقاضي هَرَاة منظور بن إسماعيل الهَرَوِيّون، وغيرهم.
قال أبو بكر بن السمعاني [1] : شيخ ثقة.
محمد بن عبد الله بن أحمد [2] بن الصباح، أبو عبد الله المؤدّب الأصبهاني.
سمع: أبا حامد خليفة، ومحمد بن الحسين بن مكرم.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ.
محمد بن علي البغدادي النّعّال.
حكى بمصر عن أبي خليفة الْجُمَحِي.
محمد بن علي بن الحسين [3] بن أبي الحسين القُرْطُبي أبو عبد الله.
سمع من: قاسم بن أصبغ، ورحل هو وأخوه حسن، فسمعا بمصر من عبد الله بن الورد، وابن أبي الموت، وأحمد بن سلمة بن الضّحّاك، وابن خروف، وجماعة كثيرة.
وكان محمد ضابطا متقنا نحويّا بليغا. توفّي في صفر، ولم يحدّث.
محمد بن علي بن الحسين [4] ، أبو علي الأسفراييني، الحافظ المعروف
__________
[1] الأنساب 5/ 180.
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 292.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 82 رقم 1334،
[4] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 38/ 565، تذكرة الحفاظ 3/ 1002، 1003 رقم 935، سير أعلام النبلاء 16/ 350، 351 رقم 251، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 39، طبقات الحفاظ 397، 398، شذرات الذهب 3/ 81.

(26/528)


بابن السّقّاء، تلميذ أبي عوانة.
رحل وسمع: أبا عَرُوبة الحرّاني، ومحمد بن زياد المصري، وعلي بن عبد الله بن مبشّر الواسطي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن عمير بن جَوْصَا، وخلقًا كثيرًا.
وكان شافعيًّا واعظًا صالحًا.
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم وغيره. وهو والد علي شيخ البيهقي.
توفّي ببلده أسفرايين، في ذي القعدة.
وقد ذكره ابن عساكر [1] فقال: روى عنه ابنه علي، وأبو سعيد أحمد بن محمد الكرابيسي المَرْوَزي.
قال الحاكم: هو من المعروفين بكثر الرّحلة، والحديث، والتّصنيف، وصحبة الصالحين.
قلت: ومن طبقته محمد بن علي بن الحسين [2] البلْخي الحافظ.
روى عن محمد بن المُعافَى الصيداوي.
روى عنه: محمد بن أحمد الجارودي الحافظ.
محمد بن القاسم، أبو بكر المصري الفقيه الشافعي المعروف بوليد.
روى عن: ابن عبد الرحمن النّسَائي، وعبّاس البصْري، وبنان الجمّال الزّاهد.
روى عنه: يحيى بن علي الطّحّان، وقال: تُوُفّي في جُمادى الآخرة، وله خمس وثمانون سنة.
__________
[1] تاريخ دمشق 301/ 565.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 38/ 567، طبقات الصوفية 108، تاريخ جرجان 449 رقم 867، سير أعلام النبلاء 16/ 351، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تأليفنا) - ج 4/ 272 رقم 1534.

(26/529)


محمد بن مزاحم بن إسحاق، أبو العبّاس الطّائي المصري.
روى عن: محمد بن زيّان وغيره.
وعنه: يحيى بن الطّحّان، ذكره في تاريخه.
المغيرة بن عمرو [1] ، أبو الحسن المكّي.
روى عن: أبي سعيد المفضّل الْجَنَدي، وغيره.
روى عنه: عبد الرحمن بن الحسن المكّي الشّافعي والد أبي علي، وعمر بن الخضر الثمانيني [2] ، وابن باكَوَيْه.
قَرَأْتُ فِي «الأَرْبَعِينَ» لِمحمد بْنِ مُسَدَّدٍ: كَتَبَ إِلَيْنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ التَّاجِرُ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ مَوْهِبٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ رَوَى عَنْهُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَنَسٍ الْعُذْرِيُّ، أنا عُمَرُ بن الْخَضِرِ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَمْرٍو، نا الْجُنْدِيُّ، ثنا محمد بْنُ مَنْصُورٍ الْجَوَّادُ، نا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ دَخَلَ مَكَّةَ فَتَوَاضَعَ للَّه وَآثَرَ رِضَاهُ عَلَى جَمِيعِ أُمُورِه، لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ» . هذا أظنّه موضوع على الْجَنَدِي.
مات سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
منصور بن أحمد بن هارون [3] الفقيه، أبو صادق النَّيْسَابُوري الحنفي المزكّي، شيخ الحنفية وابن شيخهم بنَيْسَابور.
سمع: أبا العبّاس السّرّاج، وأبا عمرو الحيري، ومؤمّل بن الحسن.
ولم يحدّث قطّ من زُهْده وورَعه.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
روى عنه الحاكم أنّه سمع ابن الشرفي يقول: ما رأيت في العلماء
__________
[1] ميزان الاعتدال 4/ 165 رقم 8719، لسان الميزان 6/ 379 رقم 284 الكشف الحثيث 247 رقم 779.
[2] في الأصل «اليمانيني» .
[3] المنتظم 7/ 120 رقم 163.

(26/530)


أهيب من محمد بن يحيى الذُّهْلي رحمه الله تعالى.
نصر بن أحمد بن محمد بن صاعد بن كاتب البخاري.
يروي عن جدّه، ومحمد بن محمد المردكي القِزْوِيني.

(26/531)


[وفيات] سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة
أحمد بْن الحسين بْن عَبْد العزيز [1] ، أبو بكر العُكْبَري المعدّل.
سمع: أبا خليفة، وابن ذَرِيح، وأبا الهيثم بن خليفة، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وجماعة.
وعنه: ابنه أبو نصر محمد البقّال، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
ووثّقه الخطيب.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ، أنا جَدِّي، أنا عَلِيُّ بْنُ محمد المصيصي، أنا أبو نصر محمد بن أحمد الْبَقَّالُ بِعُكْبَرَا، أنبا أَبِي، ثنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا مُسْلِمٌ، ثنا أَبُو حَمْزَةَ، ثنا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، «أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلّم جمع بين الظّهر والعصر» [2] .
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 107 رقم 1764، المنتظم 7/ 122 رقم 164 وفيه: «أحمد بن عبد العزيز» .
[2] وفي رواية أخرى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجمع بين صلاتي الظهر والعصر إذا كان على ظهر سير، ويجمع بين المغرب والعشاء» . أخرجه البخاري 2/ 478 تعليقا في تقصير الصلاة، باب الجمع في السفر بين المغرب والعشاء. وفي رواية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم «كان يجمع بين الظهر والعصر في سفره إلى تبوك» أخرجه الموطأ 1/ 143 في قصر الصلاة، باب الجمع بين الصلاتين في الحضر والسفر.
(راجع في ذلك: جامع الأصول 5/ 709 وما بعدها) .

(26/533)


تُوُفّي هذا عن إحدى وتسعين سنة.
أحمد بن الحسين بن علي [1] ، أبو حامد المَرْوَزي، المعروف بابن الطّبري، القاضي الحنفي.
سمع: أبا العبّاس الدَّغُولي، وجماعة من أصحاب علي بن حجر، وسمع بنَيْسَابور مكّي بن عَبْدان، وأبا حامد بن الشرفي.
قال الحاكم: أمْلَى ببُخارى وأنا بها، وكان يرجع إلى معرفة بالحديث، تفقّه ببغداد على أبي الحسن الكَرْخي، وببلْخ على أبي القاسم الصفّار. وكان كبير القدر، متألَّهًا عابدًا صالحًا، عارفًا بمذهب أبي حنيفة.
ورّخه الحاكم في هذه السنة، وسيأتي في سنة سبعٍ وسبعين.
وكان ثَبْتًا في الحديث، بصيرًا بالأثر [2] له تاريخ مشهور.
أحمد بن محمد الإمام [3] ، أبو العبّاس الدَّيْبُليّ الشافعي الزّاهد الخيّاط، نزيل مصر.
ذكر أبو العبّاس الفسوي أنّه كان جيّد المعرفة بالمذهب، يقتات من الخياطة، فكان يعمل القميص في جمعة بدرهم وثلث.
وكان حسن العيش واللّباس، طاهر اللسان، سليم القلب، صوّامًا تاليا، كثير النّظر في كتاب «الربيع» مع كتاب «الأمَ» للشافعي. وكان مكاشفًا، ربما يخبر بأشياء فتوجد كما يقول. وكان مقبولا عند الموافق والمخالف، حتى كان أهل المِلَل يتبرّكون بدعائه. مرض فتولّيْتُ خدمته، فشهدت أحوالًا سنيّة، وسمعته يقول: كلْما تَرَى أُعْطِيتُهُ ببركة القرآن والفقه. وقال لي: قيل إنّك تموت ليلة الأحد، وكذا كان. وما كان يصلّي إلّا في الجماعة، فكنت أصلّي
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 107، 108 رقم 1765، المنتظم 7/ 137 رقم 207، الوافي بالوفيات 6/ 347 رقم 2842، الجواهر المضيّة 1/ 161 رقم 102، الكامل في التاريخ 9/ 51، البداية والنهاية 305، تاج التراجم 12، الطبقات السنية 1/ 392 رقم 184، كتائب أعلام الأخبار- رقم 181، الفوائد البهية 18 وفيه «أحمد بن الحسن» .
[2] في الأصل «بالامار» والتصحيح من تاريخ بغداد.
[3] حسن المحاضرة 1/ 169.

(26/534)


به فصلّيت به ليلة الأحد المغرب، فقال: تَنَحَّ فإنّي أريد الْجَمْع بالعشاء لا أدري إيش يكون منّي، فجمع وأَوْتَرَ، ثم أخذ في السّياق، وهو حاضر معنا إلى نصف الليل، فنمت ساعة وقمت، فقال: أيّ وقتِ هو؟ قلت: قُرْب الصَّبّح. قال: حوّلْني إلى القبلة، وكان أبو سعد الماليني، فحوّلناه إلى القبلة، فأخذ يقرأ قدر خمسين آية، ثم قُبض ومات سنة ثلاثٍ وسبعين، أحسبه في رمضان. وكانت جنازته شيئًا عجيبًا، ما بقي أحد بمصر من أهلها ومن المغاربة أولياء السلطان إلّا صلُّوا عليه.
وذكره القُضَاعي، وأنّ قبره ومسجده مشهوران. قال: وكانت له كرامات مشهورة.
أحمد بْن محمد بْن إبراهيم [1] ، أبو القاسم البجّاني الأندلسي.
روى عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عمر بن لُبَابة.
وحجّ سنة أربع عشرة، ولم يسمع.
تُوُفّي في رجب.
أحمد بن نصر [2] ، أبو بكر الشّذائي [3] البصْري المقرئ، من كبار القرّاء.
قرأ على: أبي حفص عمر بن محمد بن نصر الكاغَدي، والحَسَن بن علي بن بشّار العلاف صاحبي الدُّوري، وعلى أبي الحسن بن شنبوذ، وأبي بكر بن مجاهد، وأبي عبد الله إبراهيم بن عرفة نفطويه، وأبي بكر محمد بن أحمد الدّاجوني، وأبي علي النّقّار، وأبي مُزاحم الخاقاني، وسعيد بن عبد الرّحيم الضّرير، وعبد الله بن الهيثم البلْخي، وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي، ومحمد بن موسى الزَّيْنَبي، وجماعة.
قرأ عليه بالرّوايات: محمد بن الحسين الكارَزيني، وغيره.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 51 رقم 172، بغية الملتمس 162 رقم 346.
[2] العبر 2/ 364، معرفة القراء الكبار 1/ 258 رقم 56، شذرات الذهب 3/ 80.
[3] الشذائي: بفتح الشين والذال المعجمة وبعد الألف ياء مثناة من تحتها. نسبة إلى شذا، قرية بالبصرة. (اللباب 2/ 189) .

(26/535)


تُوُفّي في هذه السنة. وطُرُقُه في كتاب «المنهج» لسِبْط الخيّاط.
وقرأ عليه: أبو الفضل الخُزاعي، وأبو عمرو بن سعيد البصْري، وعلي بن أحمد الجوردكي، وأبو الحسين علي بن محمد الخياري ومحمد بن عمر بن زلال النَّهاوندي، وخلق.
قال فارس بن أحمد: الكُبراء من أصحاب ابن مجاهد أربعة: أبو طاهر بن أبي هاشم، وأبو بكر بن أشتة، وأبو بكر الشَّذَائي بالبصرة [ونسي الرابع] [1] .
وقال أبو عمرو الدّاني: مشهور بالضَّبْط والإتقان، عالم بالقراءة، بصير بالعربيّة. رحمه الله.
إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق [2] بن جعفر، أبو إسحاق الأصبهاني، المعدّل، المعروف بالقصّار.
سمع: الوليد بن أبان، والحسن بن محمد الداركي بأصبهان، وعبد الله بن شيرَوَيْه، ومحمد بن إسحاق السّرّاج، واستوطن نَيْسَابُور.
روى عنه: الحاكم، وأبو نُعَيم، وأحمد بن علي اليزدي.
ولُقُب بالقصّار لأنّه كان يغسل الموتى تزهُّدًا ومتابعةً للسُّنّة.
وعاش مائة وثلاث سنين، وإنّما سمع وقد كبر. كفّ بصرُه قبل موته بستّ سنين.
أكثر عنه: أبو نُعَيم.
بُلُكّين [3] بن زيرِي بن مُناد [4] الحميري الصّنهاجي الأمير، أبو الفتوح
__________
[1] ما بين الحاصرتين زيادة من معرفة القراء.
[2] ذكر أخبار أصبهان 1/ 201، شذرات الذهب 3/ 80.
[3] بلكّين: بضم الباء الموحدة واللام وتشديد الكاف المكسورة وسكون الياء المثنّاة من تحت وبعدها نون. (هكذا ضبطه ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 3/ 80) بينما ضبطه الدكتور حسين مؤنس في تحقيقه (الحلّة السيراء 1/ 307) «بلقّين» بفتح الباء وكسر اللام والقاف المشدّدة (بدل الكاف) واسمه (يوسف) .
[4] الحلّة السيراء 1/ 307، 308، البيان المغرب 1/ 228- 239 و 2/ 393، العبر 2/ 364،

(26/536)


جدّ الأمير باديس، من وجوه المغاربة.
استخلفه المُعِزّ بن المنصور العُبْيدي على إفريقية عند توجُّهه إلى الديار المصرية في سنة إحدى وستّين وثلاثمائة، وسلّم إليه إقليم المغرب، فكان حَسَن السّيرة، تامّ النّظر في مصالح دولته ورعيّته.
ومات في ذي الحجّة.
وكانت له أربعمائة سَرِيّة، وذُكِر أنّ البشائر وَفَدَتْ عليه في فَرْد يوم بولادة سبعة عشر ولدًا ذَكَرًا.
بُوَيْه مؤيّد الدولة [1] ، أبو منصور بن رُكْن الدولة.
كان وزيره هو الصّاحب إسماعيل بن عَبّاد، فضبط مملكته وأحسن التدبير. وكان قد تزوّج بنت عمّه زبيدة بنت معزّ الدولة، فأنفق في عرسه بها سبعمائة ألف دينار.
تُوُفّي بجُرْجان في ثالث عشر شعبان، من خوانيق أصابته، وله ثلاث وأربعون سنة. وكانت دولته سبع سنين.
الحسن بن أحمد بن علي بن أحمد الماذَرائي [2] المصري، من أعيان الأماثل.
__________
[ () ] البداية والنهاية 11/ 302، اتعاظ الحنفا 1/ 99، 100 و 233 و 237 و 238، الكامل في التاريخ 9/ 34، مرآة الجنان 2/ 401، 402، شذرات الذهب 3/ 80، الوافي بالوفيات 10/ 288، 289 رقم 4797، تاريخ ابن خلدون 6/ 155، وفيات الأعيان 1/ 286 رقم 119.
[1] يتيمة الدهر 2/ 247، معجم الأدباء 6/ 173، العبر 2/ 363، المنتظم 7/ 121، الكامل في التاريخ 9/ 26، الوافي بالوفيات 10/ 326 رقم 4837، صبح الأعشى 13/ 124، 139، مرآة الجنان 2/ 401، البداية والنهاية 11/ 302، دول الإسلام 1/ 230، النجوم الزاهرة 4/ 144، شذرات الذهب 3/ 79، المختصر في أخبار البشر 2/ 23، تاريخ ابن الوردي 1/ 306.
[2] الماذرائي: بفتح الميم وسكون الألف وفتح الذال المعجمة والراء وسكون الألف الثانية وفي آخرها ياء تحتها نقطتان. نسبة إلى ماذرا، وهو جدّ عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ماذر المدائني. (اللباب 3/ 143) .

(26/537)


روى عن: عبد العزيز بن أحمد بن الفرج، وبكر بن أحمد الشعراني، وجماعة.
روى عنه: الدار الدَارقُطْنيّ، وصالح بن رشدين، وغيرهما.
ألقي على العلم جملة وافرة، وجمع وصنّف، وعاش سبعين سنة.
الحسن بن محمد بن داود [1] ، أبو محمد الثقفي الحراني المؤدب.
روى عن: عبد الله بن محمد الأطروشي، ويحيى بن علي الكِنْدي.
وعنه: تمّام الرّازي، وعبد الغني بن سعيد، وأبو الحسن بن السّمسار، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان.
الحسين بن عبد الله القُرُشي، أبو القاسم المصري.
يروي عن: محمد بن محمد بن النّفّاح الباهلي، وغيره.
الحسين بن محمد بن حَبْش [2] ، أبو علي الدَّينَوَرِي المقرئ.
قرأ القرآن على: أبي عمران موسى بن جرير الرقي، وغيره.
قرأ عليه [3] : محمد بن المظفر بن حرب الدينوري وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، ومحمد بن جعفر الخُزاعي، ورحل إليه.
وكان أيضًا عالي الأسناد في الحديث. روى عن أبي عمران الرّقّي.
روى عنه: أبو نصر [4] أحمد بن الحسين الكسّار جزءًا وقع لنا.
قَالَ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ: أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا عَنْ: موسى بن جرير [5] وابن مجاهد، والعباس بن الفضل، وإبراهيم بن حرب وجماعة.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 4/ 247.
[2] العبر 2/ 365، معرفة القراء الكبار 1/ 260 رقم 60، شذرات الذهب 3/ 81، غاية النهاية 1/ 250.
[3] في الأصل «علي» .
[4] في الأصل «أبو معشر» ، والتصويب من معرفة القراء.
[5] في الأصل «حر» والتصويب من (معرفة القراء) .

(26/538)


متقدّم في علم القراءة، مشهور بالإتقان، ثقة مأمون.
روى القراءة عنه: إسماعيل بن محمد البرذعي، والحسين بن محمد السلماني. وسمعت فارس بن أحمد يقول: كان ابن حبش مقريء الدّينَوَر، وكان يأخذ في مذاهب القُرّاء كلهم، فالتكبير من «والضُّحَى» إلى آخر القرآن اتّباعًا للآثار الواردة.
حُمَيْد بن الحسن الورّاق [1] ، دمشقي.
روى عن: محمد بن خُزَيْم، ومحمود بن محمد الرافقي، وأحمد بن هشام بن عمار.
وعنه: مكّي بن الغَمْر، وتمّام، وعبد الغني بن سعيد، وغيرهم.
سعيد بن سَلام [2] ، أبو عثمان المغربي الصّوفي العارف، نزيل نَيْسَابُور.
مولده بالقَيْروَان، ولقي الشّيوخ بمصر والشام، وجاور بمكّة مدّة، وكان لا يظهر في الموسم.
قال الحاكم: وأنا ممّن خرج من مكّة متحسّرًا على رؤيته، ثم خرج منها لمحنةٍ لحقته، وقدم نَيْسَابُور، واعتزل النّاسَ أوّلًا، ثم كان يحضر الجامع، وسمعته يقول: وقد سُئل: الملائكة أفضل أم الأنبياء؟ فقال: القربَ القربَ هم أقرب إلى الحق وأطهر.
صحِب أبو عثمان بالشّام: أبا الخير الأقْطَع، ولقي أبا يعقوب النّهرجوري.
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 11/ 579، تهذيب ابن عساكر 4/ 460، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 2/ 189 رقم 540.
[2] طبقات الصوفية 479- 483، الكامل في التاريخ 9/ 37، مرآة الجنان 2/ 401، 402، البداية والنهاية 11/ 302، المنتظم 7/ 122، 123 رقم 167، الوافي بالوفيات 15/ 225 رقم 314، النجوم الزاهرة 4/ 144، شذرات الذهب 3/ 81، تاريخ بغداد 9/ 112 رقم 4720، الرسالة القشيرية 38، اللباب 3/ 36، نتائج الأفكار القدسية 2/ 12، طبقات الشعراني 1/ 143، تاريخ التراث العربيّ 2/ 485 رقم 40، العبر 2/ 365، سير أعلام النبلاء 16/ 320، 321 رقم 228، طبقات الأولياء 237، 238 رقم 44، هدية العارفين 1/ 389.

(26/539)


قال السُّلمي [1] : كان أوحد المشايخ في طريقه، ولم يُرَ مثله في عُلُوّ الحال وصَوْن الوقت، امتحن بسبب زور نسب إليه حتى ضُرب وشُهُر على جملٍ، وطافوا به، فحمله على مفارقة الحَرَم والخروج منه إلى نَيْسَابُور.
وقال الخطيب [2] : كان من كبار المشايخ: له أحوال مذكورة وكرامات مشهورة.
قال غالب بن علي: دخلت عليه يوم موته، فقلت له: كيف تجد نفسك؟ قال: أجد مولّي كريمًا، إلّا أنّ القدوم عليه شديد.
قال السُّلَمي [3] : سمعته يقول: تَدَبُّرْك في الخَلْق تدبُّر عبْرَةٍ، وتَدبُّرْك في نفسك تدبّر مَوْعظة، وتدبُّرْك في القرآن تدبُّر حقيقةٍ ومكاشفةٍ. قال الله تعالى:
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ 4: 82 [4] ، جرَّأك به على تلاوَة خِطابِهِ، ولولا ذاكَ لَكَلّت الألسُنُ عن تَلاوتِهِ.
وقال: من أعطى نفسه الأماني قَطَعَها بالتَّسْوِيف والتواني [5] .
وله كلام جليل من هذا النّوع.
وتُوُفّي في هذه السّنة.
وقال السُّلَمي [6] : سمعته يقول: علوم الدّقائق علوم الشّياطين. وأسلم الطُّرُق من الاغترار لزوم [7] الشريعة.
العباس بن أحمد بن محمد [8] بن إسماعيل، أبو الطّيّب العبّاسي، المعروف بالشّافعي.
__________
[1] طبقات الصوفية 479.
[2] تاريخ بغداد 9/ 112.
[3] طبقات الصوفية 481.
[4] قرآن كريم- سورة محمد- الآية 24، وسورة النساء- الآية 82.
[5] طبقات الصوفية.
[6] طبقات الصوفية.
[7] في الأصل «لزم» .
[8] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 5/ 89 و 19/ 385، تهذيب ابن عساكر 6/ 220 و 391، موسوعة علماء المسلمين 3/ 14، 15 رقم 725.

(26/540)


مصريّ، يروي عن محمد بن محمد الباهلي.
وعنه: محمد بن الحسين الطّفّال، وغيره.
حديثه في مَشْيَخَة الرّازي.
عباس بن أحمد [1] ، أبو الفضل الأَزْدي الشّاعر.
شيخ الصُّوفية بالشّام وأسنّهم.
صحِب مظفَّر القِرْمِيسيني [2] ، وجماعة.
له معرفة وفُتُوَّة ظاهرة.
عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم [3] بْن شاذان، أبو جعفر الفارسي.
روى عن: النُّعْمان بن أحمد الواسطي أحد شيوخ الطّبراني، وقيل إنّه روى عن: يعقوب بن سُفْيان الفَسَوي جُزْءًا، وهذا بَعيد.
روى عنه: البَرْقَانِيّ والعَتيقي.
وقال الأزهري: كان ثقة، سمعت منه سنة ثلاثٍ وسبعين في منزلنا.
عبد الله بن تمّام بن أزهر [4] الكِنْدِي، أبو محمد الفَرَضي.
سمع: قاسم بن أصبغ، وجماعة، وكان مؤدّبا بالحساب.
كتب عنه ابن الفَرَضي وغيره.
عبد الله بن محمد بن عثمان [5] بن المختار المزني الحافظ، أبو محمد بن السّقّاء الواسطي، محدّث واسط.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 6/ 221.
[2] في الأصل: «القرميسي» .
[3] تاريخ بغداد 9/ 393 رقم 4989.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 237 رقم 729.
[5] تاريخ بغداد 10/ 130- 132 رقم 5270، العبر 2/ 365، تذكرة الحفاظ 3/ 965، 966 رقم 906، المنتظم 7/ 123 رقم 169، الوافي بالوفيات 17/ 487، 488 رقم 412، البداية والنهاية 11/ 302، النجوم الزاهرة 4/ 144، شذرات الذهب 3/ 81، الأنساب 7/ 90، سير أعلام النبلاء 16/ 351- 353 رقم 252، طبقات الحفاظ 385.

(26/541)


سمع: أبا خليفة، وزكريّا السّاجي، وأبا يَعْلَى المَوْصلي، وعَبْدان الأهوازي، وأبا عمران موسى بن سهل الْجَوْني، ومحمد بن الحسين بن مكرم، ومحمود بن محمد الواسطي، وأحمد بن يحيى بن زهير التُسْتَري، وطبقتهم.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو الفتح يوسف القوّاس، وأبو العلاء محمد بن علي، وعلي بن أحمد بن داود الرّزّاز، وأبو نُعَيم الحافظ.
قال أبو العلاء الواسطي: سمعت ابن المظفّر والدار الدّارقطنيّ يقولان: لم نر مع ابن السّقّاء كتابًا، وإنّما حدّثنا حِفْظًا.
وقال علي بن محمد بن الطيّب الْجُلابي في «تاريخ واسط» : هو من أئمّة الواسطيين الحُفّاظ المتقنين. قال: وتُوُفّي في ثاني جُمادي الآخرة سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاثمائة [1] .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ وستمائة، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ بْنُ نغُوبَا [2] ، أنا أبو نعيم محمد بن إبراهيم الجماري، أنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ يَزْدَادَ الْعَطَّارُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بْنِ عُثْمَانَ، ثنا أَبُو خَلِيفَةَ، ثنا مُسَدَّدٌ، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ، سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ يَجُوزُ لِي أَنْ أَعْتَمِرَ؟ قَالَ: «فَرَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن» [3] .
__________
[1] سؤالات الحافظ السلفي لخميس الحوزي 89 حاشية 1.
[2] في الأصل «نعربا» والتصويب من سير الأعلام 16/ 353 وفي تذكرة الحفاظ «بعونا» .
[3] روى هذا الحديث ابن عباس قَالَ: «وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ: ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ: الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نجد: قرن المنازل، ولأهل اليمن: يلملم. قال: فهنّ لهنّ ولمن أتى عليهنّ من غير أهلهنّ ممن أراد الحجّ والعمرة، فمن كان دونهنّ فمهلّه أهله وكذلك حتى أهل مكة يهلّون منها» .
أخرجه البخاري 3/ 307 في الحج، باب مهلّ أهل مكة للحج والعمرة، وباب: مهلّ أهل الشام، وباب: مهلّ من كان دون المواقيت، وباب: مهلّ أهل اليمن، وباب دخول الحرم ومكة بغير إحرام، ومسلم رقم 1181 في الحج، باب: مواقيت الحج والعمرة، وأبو داود رقم 1738 في المناسك، باب: في المواقيت، والنسائي 5/ 123 و 124 و 125 في الحج، باب: ميقات أهل اليمن، وباب: من كان أهله دون الميقات.

(26/542)


وقد قال السَّلَفي [1] : سألت خميسًا الحَوْزِي عن ابن السّقّاء فقال: هو من مُزَيْنَة مُضَر، ولم يكن بسقّاء بل هو لَقَبُ له، من وُجُوه الواسطيين، وذَوِي الثّروة والحِفْظ، رَحَل به أبوه فسَمَّعه من أبي خليفة، وأبي يَعْلَى، وابن زيدان، والمفضّل بن محمد الْجَنَدي [2] وجماعة. وبارك الله في سِنّه وعلمه، واتّفق أنّه أملى «حديث الطائر» [3] فلم تحتمله أنفُسهم، فوثبوا به وأقاموه، وغسّلوا موضعه، فمضى ولزم بيته، فكان لا يحدّث أحدًا من الواسطيين، فلهذا أقلَّ حديثه عندهم. وتُوُفّي سنة إحدى وسبعين حدّثني بكلَّ ذلك شيخنا أبو الحسن المَغَازِلي.
عبد الرحمن بن محمد بن أبي اللّيث، أبو سعيد التّميمي. فقيه أهل قِزْوين ومقرئها.
كان كبير القدر.
سمع الحسن بن علي الطوسي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم.
أدركه أبو يَعْلَى وذكره في «الإرشاد» له.
عبد الله بن ( ... ) أبو الفرج الأنْباري.
روى عن: محمد بن محمد الباغَنْدي، والبَغَوِي، وجماعة.
وعنه: محمد بن طلحة النّعالي، وجماعة.
عُبَيْد الله بن سعيد بن عبد الله [4] القاضي، أبو الحسن البَرُوجَردي.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدي، وجماعة.
قال الخطيب: كان صَدُوقًا، حدّث في هذا العام.
__________
[1] سؤالات السلفي لخمسيس الحوزي 87- 89.
[2] الجندي: بفتح الجيم والنون. نسبة إلى جند، بلدة من بلاد اليمن، مشهورة. (الأنساب 3/ 320) .
[3] انظر حديث الطائر في: سنن الترمذي في المناقب (3721) والمستدرك للحاكم 3/ 130 و 132.
[4] تاريخ بغداد 10/ 361 رقم 5519.

(26/543)


روى عنه: عبد العزيز الأزجي، وعبد الملك بن عمر، ومحمد بن عيسى الهمذاني.
عثمان بن سعيد بن البشر [1] بن غالب، أبو الأصبغ اللّخْمي الأندلسي الشَّذُوني.
سمع: عبد الله بن أبي الوليد، ومحمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد بن الحباب.
وكان صالحًا فاضلًا.
علي بن أحمد بن حمدويه التكلي، مصري.
يروي عن ابن زِبّان.
علي بن إبراهيم بن موسى [2] ، أبو الحسن السَّكُوني المَوْصِلي.
حدّث ببغداد عن: أبي يعَلَى، وعبد الله بن أبي سفيان، وأحمد بن الحسين الْجَرادي، المَوَاصِلَة.
وعنه: أبو القاسم الأزْجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وانتقى عليه ابن المُظَفَّر الحافظ.
عليّ بن محمد بن أَحْمَد [3] بن كَيْسان، أبو الحَسَن الحَرْبي [4] .
الراوي عن: يوسف القاضي جزءي [5] «التسبيح» و «الزّكاة» ليس إلّا.
روى عنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسين بن جعفر السّلماسي، وعلي بن المحسّن التنُوخي، والحسن بن علي الْجَوْهَري، وهو آخر من حدّث [عنه] [6] .
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 307 رقم 907.
[2] تاريخ بغداد 11/ 341 رقم 6177.
[3] تاريخ بغداد 12/ 86 رقم 6501، العبر 2/ 365، 366، شذرات الذهب 3/ 81، سير أعلام النبلاء 16/ 329، 330 رقم 238.
[4] في الأصل «الحرمي» ، والتصويب من مصادر ترجمته.
[5] في الأصل «جزءين» .
[6] إضافة على الأصل.

(26/544)


قال الخطيب: قال لنا التنوخي: أرانا ابن كَيْسَان بخطّ أبيه: وُلد علي ومحمد ابنا محمد في بَطْن واحدٍ في ليلة الجمعة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وقال البَرْقَانِيّ: كان ابن كَيْسَان لا يُحْسِن يحدّث، سألته أن يقرأ عليّ شيئًا من حديثه، فأخذ كتابه ولم يدْرِ ما يقول: فقلت: سبحان الله، حدّثكم يوسف القاضي، فقال: سبحان الله حدّثكم يوسف القاضي، قال: إلّا أنّ سماعه كان صحيحًا. سمع من أخيه.
قال الْجَوْهَري: سمعت منه في سنة ثلاثٍ وسبعين.
ولم يؤرّخ الخطيب وفاته، وكان أبوه من كبار النُّحَاة.
مات سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، وهذا صبيّ، فطلع لا يعرف شيئًا.
عمر بن محمد بن عليّ بن أَحْمَد بن سليمان، أبو بكر بن سليمان المصري.
سمع من: جدّه علان، وأبي عبد الرحمن النّسَائي.
الفَضْل بن جعفر بن محمد [1] بن أبي عاصم التميمي الدمشقي المؤذّن الطّرائفي، أبو القاسم.
كان عبدًا صالحًا.
سمع نسخة أبي مُهْرِ بن عبد الرحمن بن القاسم الرّواس، وسمع من:
جماهر بن محمد، وإبراهيم بن دُحَيْم، وإسحاق بن محمد الخُزاعي، وأبي شَيْبَة داود بن إبراهيم، وسعيد بن هاشم الطَّبَراني، وعبد الله بن أحمد بن الحَوَاري، وجماعة كبيرة.
روى عنه: تمّام، والحافظ عبد الغني بن [سعيد] [2] ومكّي بن الغَمْر ومحمد بن عَوْف المُزَني، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وصالح بن أحمد بن
__________
[1] العبر 2/ 366، شذرات الذهب 3/ 81، مرآة الجنان 2/ 403، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 34/ 571، سير أعلام النبلاء 16/ 338 رقم 244.
[2] سقطت من الأصل.

(26/545)


المنايجي، وأبو أسامة محمد بن أحمد الهَرَوِي، وأبو علي الحسن بن شواش، ومحمد بن يحيى بن سلوان، وخلق سواهم. وكان أسْنَدَ من بقي.
قال أبو محمد الكَتّاني: كان ثقةً نبيلًا، ثنا عنه عدّة.
قَيْس بن طلحة بن مازن الفارسي الكاتب.
سمع بشيراز من: محمد بن جعفر صاحب أبي كريب.
وروى عنه الحاكم في تاريخه.
محمد بن أحمد بن محمد بن عُبَيْد بن الوشّاء، أبو عبد الله المصري الفقيه المالكي.
أخذ عن: أبي شعبان، والطّبري.
أخذ عنه: أبو محمد الشنتجاني، وأبو عمران الفاسي، وأبو محمد بن غالب السْبتي.
ورحل النّاس إليه، وكان شديد المباينة لبني عُبَيْد أصحاب مصر.
محمد بن أحمد بن إبراهيم [1] بن أبي بُرْدَة البغدادي الفقيه، أبو الطّيّب الشافعي.
سمع: أبا القاسم البَغَوِي، وأبا بكر بن أبي داود، وابن مجاهد، وتفقّه على أبي سعيد الأصْطَخْري، وأبي إسحاق المَرْوَزي.
قال ابن الفَرَضِي: قال لي إنّه حجّ سنة أربعٍ وعشرين، قال: وقدِمْتُ مصرَ فلقيت [2] بها أصحاب المزني، والرّبيع، [و] المرادي، ولقد صَغُرُوا في عيّني، لمَا كنتُ أعرفه من رجال بغداد.
قدِم أبو الطّيب قُرْطُبَة فأكرمه المستنصر باللَّه ورَزَقَه، وكان من أعلم النّاس بمذهب الشّافعي، ولم يقدم علينا مثله، ولم تكن له كتب، ذهبت مع ماله، وكان يُنْسَب إلى الاعتزال، وبلغ ذلك السلطانَ فأخرجه من البلد في
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 114 رقم 1403، الوافي بالوفيات 2/ 51 رقم 334.
[2] في الأصل «فألقيت» .

(26/546)


رجب سنة ثلاث وسبعين، وتُوُفّي بتاهَرْت [1] في ذلك العام.
وكان مولده في حدود الثمانمائة.
محمد بن أحمد بن جعفر، أبو بكر الأزدي المؤدّب الهَرَوي.
تُوُفّي بها.
سمع من ابن خُزَيْمَة، وطبقته.
وعنه: الحاكم. وكان مجاهدًا متعبَّدًا خيَّرًا.
محمد بن أحمد بن إبراهيم البلْخي، أبو عبد الله.
وُلِد بمكة، وقرأ على: محمد بن هارون صاحب اليَزَني، وسمع العُقَيْلي، والدَّيْبلي.
قرأ عليه: عبد الباقي بن الحسن، وكان حيًّا في هذا العام.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد، من ذرّيّة أبي حفص البُخَاري الكبير، أبو عبد الله رئيس المطّوّعة ببُخاري.
سمع: أباه، وجماعة، ومات ببُخاري في ربيع الأوّل.
استملى عليه الحاكم.
محمد بن أحمد [2] ، أبو عبد الله الإلْبيري بن الترّاس الزّاهد.
روى عن محمد بن فُطَيْس، وغيره.
محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن [3] بن معاوية، أبو عبد الله القُرَشي القُرْطُبي اللُّغوي المعروف بالمصنوع، تلميذ أبي علي القالي.
سمع: من علي بن قاسم بن أصبغ وجماعة.
وكان موصوفًا بالضَّبْط وحُسْن النّقل.
__________
[1] تاهرت: بفتح الهاء وسكون الراء، وتاء فوقها نقطتان. اسم لمدينتين متقابلتين بأقصى المغرب يقال لإحداهما تاهرت القديمة، وللأخرى تاهرت المحدثة. (معجم البلدان 2/ 7) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 85 رقم 1341.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 85 رقم 1342.

(26/547)


محمد بن الحسن بن سليمان بن النَّضْر الهَرَوِي السّمْسار.
تُوُفّي في ذي الحجّة.
محمد بن الحسن، أبو سعيد المُلْقاباذي [1] .
سمع ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج، وجماعة.
وعنه الحاكم.
محمد بن حَيَّوَيْهِ بن المؤمّل [2] بن أبي روضة، أبو بكر الكرجي [3] النَّحْوي، نزيل هَمَذَان.
روى عن أُسَيْد بن عاصم بن الأصبهاني، وإبراهيم بن نصر الرازي، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، وإبراهيم بن دِيزِيل، ومحمد بن المغيرة السُّكَّري، ومحمد بن صالح بن علي الأشجّ، وأبي مسلم الكجّي، وجماعة من الكبار الذين انقرض أصحابهم من قبل الخمسين وثلاثمائة.
روى عنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو نصر محمد بن يحيى بن بُنْدَار، وأبو طاهر بن سَلَمة، وعمر بن معروف الهَمَذَانيّون، وأبو عبد الله الحسين بن محمد الفلاكي.
سأله الصَّيْقليْ عن سِنّه فذكر أنّ له مائة واثنتي عشرة سنة.
وقال الخطيب: كان غير موثوق عندهم. وورَّخ وفاته شِيروَيْه في طبقات الهمذانيّين.
__________
[1] الملقاباذي: نسبة إلى ملقاباذ، بالضم ثم السكون. محلّة بأصبهان، وقيل بنيسابور. (معجم البلدان 5/ 193.
[2] تاريخ بغداد 5/ 233 رقم 2720، معجم الأدباء 18/ 189، الوافي بالوفيات 3/ 34 رقم 913، العبر 2/ 366، شذرات الذهب 3/ 82، بغية الوعاة 1/ 99 رقم 161، لسان الميزان 5/ 151 رقم 513، الإمتاع والمؤانسة 1/ 129 و 134، ميزان الاعتدال 3/ 532، سير أعلام النبلاء 16/ 330، 331 رقم 239.
[3] في الأصل «الكرخي» بالخاء المعجمة من فوق، وكذلك في (العبر واللسان، والشذرات) وقد أثبتنا «الكرجي» بالجيم المعجمة من تحت حيث قيّد الصفدي ذلك فقال: الكرجي بالراء والجيم، وكذا قيّده ياقوت والسيوطي والخطيب البغدادي.

(26/548)


محمد بن محمد بن شاذة. أحد أئّمة الشافعيّة.
محمد بن عبد الرحيم، أبو عثمان الأصبهاني الزّاهد العارف، أحد أئّمة الصُّوفيّة.
صحِب الشَّبلي، وسكن بُخَارَى مدّة.
محمد بن محمد بن يوسف [1] بن مكّي، أبو أحمد الْجُرْجاني.
حدّث بصحيح البخاري عن الفربْرِي ببغداد وغيرها، وروى عن أبي القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود، ومحمد بن إسماعيل المَرْوَزي صاحب علي ابن حجر، وتنقّل في النّواحي.
وروى عنه: أبو الفضل محمد بن جعفر الخُزاعي، وأبو محمد عبد الله ابن إبراهيم الأصيلي المغربي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وأبو بكر بن أبي علي الذّكْوَاني، وأبو الحسن محمد بن علي بن صخر، وإسماعيل بن أحمد بن محمد بن بكران الأهوازي شيخ الخُلَعي.
وقال أبو نُعَيم: تكلّموا فيه وضعّفوه، وسمعت منه البخاري.
وقال محمد بن الحسن الأهوازي: أنشدنا أبو أحمد محمد بن محمد ابن مكّي الْجُرْجاني القاضي لنفسه:
إذا المَرْءُ يُحْسِن مع النّاس عِشْرَةً ... وكان بِجَهْل منه بالمالِ مُعْجَبَا
ولم تَرَهُ يَقْضي الحُقُوقَ فإنَّهُ ... حَقِيقُ بأنْ يُقْلَى وأَنْ يُتَجَنَّبَا
تُوُفّي سنة ثلاثٍ أو أربع وسبعين وثلاثمائة. قاله علي بن محمد بن عبد الله الْجُرْجاني في تاريخها.
محمد بن مهدي بن أحمد بن عبد الرحيم، أبو بكر الأيادي الهَرَوِي.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
محمد بن يونس بن أحمد المصري النقاش.
__________
[1] تاريخ جرجان 427 رقم 767.

(26/549)


يروى عن: بنان الجمّال.
هارون بن عيسى بن المّطلب، أبو موسى الهاشمي.
سمع: البَغَوِي، وأبن أبي داود.
وعنه: بِشْري الفاتني [1] الأرجي، ومحمد بن بكير بن عمر.
يَلْتَكين [2] التُرْكي مولى هفتكين. هذا هفتكين أمير دمشق لوزير مصر يعقوب بن كلّس.
وعَظُم قدرُه إلى أن جُرّد إلى الشّام في جيشٍ، ووُلّي إمرة دمشق لبني عُبَيْد في آخر سنة اثنتين وسبعين. وكان مدبّر جيشه مُنَشّا اليهودي. وكانت دمشق إذْ ذاك مفتتنة بقَسّام المتغلّب عليها، وبها جيش بن صمصام بعد موت عمّه أبي محمود الكُتامي، فلم يزل يَلْتكين يقاتل أهل البلد ويقاتلونه، حتى تفرّق عن قَسّام جُموعُهُ وضَعُفَ أمرُهُ واختفى، وتسلّم يَلْتَكين البلد، ثم جاءه المرسوم بتسليم البلد إلى بَكْجُور أمير حمص، وأنْ يرجع لاحتياج الوقت، وذلك في سنة ثلاث وسبعين.
__________
[1] في الأصل: «الفاتني الأرجي» .
[2] ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي 25- 29، الكامل في التاريخ 9/ 17، اتعاظ الحنفا 1/ 256- 271، أمراء دمشق 100 رقم 296.
وهو في الأصل «بلتكين» بالباء في أوله، والتصحيح من (الكامل في التاريخ وأمراء دمشق) .

(26/550)


[وفيات] سنة أربع وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن جعفر بن أحمد [1] بن مدرك، أبو عمرو الْجُرْجاني بن الكَوْسَج الفقيه الحنفي.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزّان.
روى عنه: حمزة السَّهمْي وغيره.
تُوُفّي في هذه السّنة ظنًّا من علي بن محمد المؤرّخ.
أحمد (بْن محمد بْن أحمد) [2] بْن إبراهيم الأصبهاني العسال، أبو جعفر المعدّل.
يروي عن: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْد الكريم الرازي، ومحمد بن حمزة بن عمارة.
وعنه: أبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي علي المعدّل.
تُوُفّي بأصبهان.
__________
[1] تاريخ جرجان 102 رقم 84.
[2] في الأصل: «أحمد بن القاضي بن أحمد محمد بن إبراهيم» والتصحيح من (ذكر أخبار أصبهان 1/ 157.

(26/551)


أَحْمَد بْن محمد بْن هارون الأسواني، أبو جعفر المالكي، الفقيه.
تُوُفّي في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وسبعين.
أحمد بن محمد بن الحُباب بن بشّار، أبو الحسن البزّاز الهَرَوِي.
روى عن أبي بكر بن أبي داود.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن حامد الصّائغ.
سمع: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، والبَغَوِي، وطبقتهم.
وحدّث ببُخارى، ومات بها.
روى عنه الحاكم وغيره.
أحمد بن محمد بن أبي بكر [1] الطَّرَسُوسي، شيخ الحرم.
وَرعٌ زاهدٌ كبير الشّأن. صحِب إبراهيم بن شَيْبَان، وإليه ينتمي.
ورّخه أبو عبد الرحمن السُّلَمي.
إبراهيم بن أحمد بن جعفر [2] بن موسى، أبو إسحاق البغدادي الخِرَقي [3] المقرئ.
سمع من: جعفر بن محمد الفِرْيابي، والهيثم بن خَلَف الدُّوري، وأبي مَعْشَر الدّارمي.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، والحسن بن محمد علي الْجَوْهَري.
قال الخطيب: كان ثقةً صالحًا.
قلت: وقرأ على عليّ بن سُلَيْم صاحب الدُّوري، وتصدّر فأخذ عنه أبو العلاء الواسطي، ومحمد بن الحسين الكارزيني، [و] علي بن طَلْحَة.
إبراهيم بن لقمان، أبو إسحاق النّسفي.
__________
[1] طبقات الصوفية 109.
[2] تاريخ بغداد 6/ 17 رقم 3049، المنتظم 7/ 124 رقم 170.
[3] الخرقي: بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء وفي آخرها القاف. نسبة إلى بيع الخرق والثياب.
(اللباب 1/ 435) .

(26/552)


ثقة يروي عن: محمد بن عَقِيل البلْخي.
وعنه: جعفر بن محمد المُسْتَغفِري ووثّقه. قال: وتوفّي في شعبان.
إسحاق بن سعد بن الحسن [1] بن سفيان بن عامر الشَّيْبَاني الفَسَوي، أبو يعقوب.
سمع من: جدّه، وعبد الله بن محمد بن سيّار الفَرْهَادَاني، وعبد الله بن شِيرَوَيْه النَّيْسَابُوري، ومحمد بن المجدّر، ومحمد بن محمد الباغَنْديّ، وعبد الله بن محمد البَغَوِي.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم، وعبد الوهاب بن برهان الغَزّال، وأحمد بن محمد العَتِيقي، وإبراهيم بن عمر البَرْمكي، وأبو القاسم التُنوخي، وقال: هو ثقة.
تُوُفّي بنَسَا، وكان مولده سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين، وحدّث ببغداد.
أيّوب بن عبد المؤمن بن يزيد [2] ، أبو القاسم بن أبي سعد الطُّرطُوشي [3] .
سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وحجّ فسمع أبا سعيد بن الأعرابي.
وكان فقيها شُرُوطيًّا، عاش خمسًا وستين سنة.
تميم بن المُعِزّ بن المنصور [4] بن المهدي العُبَيْدي، أبو علي، وإلى
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 401، 402 رقم 3459، المنتظم 7/ 124 رقم 171، العبر 2/ 367، شذرات الذهب 3/ 83 وفيه «أسعد» بدل «سعد» ، سير أعلام النبلاء 16/ 365، 366 رقم 261.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 87 رقم 274.
[3] في الأصل «الطرطوسي» بالسين المهملة. وهي: الطرطوشي: بضم الطاءين بينهما راء ساكنة وبعدهما واو ساكنة وشين معجمة. نسبة إلى طرطوشة، وهي مدينة من آخر بلاد المسلمين بالأندلس. (اللباب 2/ 280) .
[4] يتيمة الدهر 1/ 253، 254، الحلّة السيراء 1/ 291- 301 رقم 108، وفيات الأعيان 1/ 301- 303 رقم 125، الوافي بالوفيات 10/ 411 رقم 4919، مرآة الجنان 2/ 404، 405.

(26/553)


والده تُنْسَب القاهرة المُعِزّيّة. كان تميم أميرًا شاعرًا ظريفًا لطيفًا، وهو أخو العزيز.
ومن شعره:
أَمَا وَالذي لا يَمْلِكُ الأمر غيرُهُ ... ومَن هُو بالسَّر المُكَتّم أعْلَمُ
لَئِن كان كُتْماني المُصِيبَة مُؤْلِمًا ... لإِعْلانُها عِندي أَشَدُّ وآلَمُ
وبي كلّما تبكي العيونُ أقَلُّه ... وإنْ كُنْتُ منه دائمًا أتبَسَّمُ
وله:
ما بان عُذْرِي فيه حتّى عَذرَا ... ومَشَى الدّجَى في خدّه فتحيَّرا
هَمَّتْ بقبلته [1] عقاربُ صُدْغِهِ ... فاسْتَلَّ ناظِرُهُ عليها خَنْجَرا
والله لَوْلا أنْ يُقَالَ تَغَيّرا ... وصَبَا وإنْ كان التَّصَابي أَجْدَرَا
لأَعدْتُ تُفّاحَ الخُدود بنفْسَجًا ... لَثْمًا وكافور التَّرائبِ عَنْبَرًا
جعفر بن محمد بن مكّي، أبو العبّاس البُخاري.
يروي عن: محمد بن المنذر شكر، ومحمد بن يوسف الفَرَبْرِي.
[روى] عنه: محمد بن أحمد غُنْجَار، وأبو بكر عبد الله بن أحمد القفّال المَرْوَزي، وعبد الله بن أحمد المنذوراني.
ومات في رمضان.
حَباشة بن حسن [2] ، أبو محمد اليَحْصُبِيّ القَيْرَوَاني.
سمع من: زياد بن عبد الرحمن بن زياد، وإبراهيم بن عبد الله الزُّبَيْديّ، وسمع بالأندلس من محمد بن معاوية القُرَشي.
وحجّ ورابَط بثغور الأندلس، وجاهد وتعبّد، وكان فقيهًا عالمًا.
تُوُفّي في جمادى الآخرة.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي اليتيمة «تقبله» 1/ 253، وكذلك في وفيات الأعيان 1/ 1201، وانظر الإضافات في ديوان تميم- ص 464- طبعة دار الكتب 1967.
[2] في الأصل «خباسه» والتصحيح من (تاريخ علماء الأندلس 1/ 128 رقم 395) .

(26/554)


الحسين بن محمد بن الحسين، أبو يَعْلَى القُرَشي الزُّبَيْري النَّيْسَابُوري.
سمع السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وطبقتهما.
وعنه: الحاكم، وغيره.
الحسن بن حجّاج بن غالب [1] ، أبو علي الطَّبَراني الزّيّات، نزيل أنطاكية.
رحل وسمع من: أبي عبد الرحمن النّسَائي، وأبي طاهر بن فيل البالِسِي، وجماعة.
روى عنه: عبد الرحمن بن عمر بن نصر [2] ، وتمَّام الرّازي، وقال: قدِم علينا سنة أربعٍ وسبعين، وكأنّ هذا غَلَطّ وتصحيف، ولعلّه سنة أربعٍ وأربعين [3] .
خَلَف بْن محمد بْن خَلَف [4] ، أبو القاسم الخَوْلاني القُرْطُبي المُكَتَّب.
سمع: أسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وجماعة، وحجّ فسمع: أبا سعيد بن الأعرابي، [وبالإسكندرية من ابن أبي مطر] [5] الإسكندراني، وبالقَيْرَوان محمد بن محمد بن اللّبّاد.
وكان مؤدّبًا عسرا في التسميع، صعب الأخلاق.
روى عنه ابن الفَرَضي، وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
الخضر بن أحمد بن الخضر القِزْويني الحافظ سمع: محمد بن يونس بن هارون، والحسن بن علي القُرْطُبي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وخلقا.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 4/ 162، 163.
[2] في الأصل «نصره» .
[3] النص عند ابن عساكر هو: «قدم علينا دمشق من أنطاكية سنة سبع وأربعين وثلاثمائة» .
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 136 رقم 415.
[5] ما بين الحاصرتين عن تاريخ علماء الأندلس، وفي الأصل: «بنظر الاسكندراني» .

(26/555)


وعنه الجليلي، وقال: كتبت بيدي في ستّة آلاف جُزء.
شِبْل بن محمد بن حسين، أبو القاسم البغدادي المؤدَّب، نزيل مصر.
سمع: أبا يعقوب إسحاق المَنْجَنيِقي، وعاش اثنتين وسبعين سنة.
عبد الله بن أحمد بن ماهبرذ [1] الأصبهاني، المعروف بالظّريف.
نزل بغداد، وحدّث عن محمد بن محمد الباغندي، وأبي [2] القاسم البغوي، وجماعة.
روى عنه: البَرْقَانِيّ، وعلي بن المحسّن التنوخي.
قال البرقاني: صدوق، وكان مُعَمَّرًا. قال: صُمْتُ ثمانية وثمانين رمضانًا [3] ، وسمعت بالبصرة من أبي خليفة، وضاع سماعي منه.
عبد الله بْن أحمد بْن عبد الله [4] التّمّار، بغداديّ يُعرف بَبرْغُوث.
روى عن: أبي القاسم البَغَوِي، وغيره.
وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنُوخي، وغيرهما.
حدّث في هذه السّنة.
عبد الله بن محمد بن مَنْدَوَيه [5] بن حَجّاج الأصبهاني، أبو محمد الشُّرُوطيّ.
سمع: إبراهيم بن محمد بن مَتُّوَيْه، وعبد الله بن محمد بن عِمران، وجماعة ببلد الرّيّ.
وكان كثير الحديث، ثقةً فَهْمًا.
تُوُفّي في شوّال.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي (تاريخ بغداد 9/ 392 رقم 4988) «ماهبزد» .
[2] في الأصل «أبو» .
[3] في الأصل «رمضان» .
[4] تاريخ بغداد 9/ 393 رقم 4001.
[5] ذكر أخبار أصبهان 2/ 95.

(26/556)


وروى عنه: أبو نُعَيم.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن زَرّ، بفتح الزّاي، الحواري نزيل بُخارَى.
روى الكثير عن: آدم بن موسى، وأحمد بن جعفر بن نصر الحمّال.
وعنه: محمد بن أحمد غُنْجار، وجعفر بن محمد السّفري، وغيرهما.
تُوُفّي في صفر ببُخَارَى.
عبد الله بن محمد بن فَضْلوَيْه الصّوفي المعلْم، من بقايا شيوخ نَيْسَابُور.
صحِب: أبا علي محمد بن عبد الوهاب الثّقفي، وعبد الله بن مُبَارك.
عبد الله بن موسى بن إسحاق [1] الهاشمي البغدادي، أبو العبّاس.
سمع: حامد بن شعيب، ومحمد بن جرير الطّبَري، والحسن بن الطّيّب البلْخي، وخلقًا سواهم.
وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو محمد الخلال [2] ، وأبو القاسم التَّنُوخي، والحسن بن علي الْجَوهَري.
وثّقه العتيقي وغيره.
وقال ابن أبي الفوارس: فيه تَسَاهُلُ.
عبد الله بن موسى بن كريد [3] [أبو] [4] الحسن السّلامي.
حدّث: عن: يحيى بن صاعد، وغيره بخُرَاسان وسَمَرْقَنْد.
وفي حديثه مَنَاكير وعجائب. وكتب عمّن دبّ ودَرَج. وكان أديبا شاعرا:
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 150 رقم 5300، المنتظم 7/ 124 رقم 172.
[2] في الأصل «الحلالي» والتصحيح من تاريخ بغداد.
[3] تاريخ بغداد 10/ 148، 149 رقم 5299.
[4] في الأصل «والحسن» .

(26/557)


ورَّخ موتَه الإدريسي وغُنْجَار.
فقال الخطيب: هو عبد الله بن موسى بن الحسن، وقيل الحسين بن إبراهيم بن كريد السّلامي.
قال غُنْجار: روى عن: محمد بن هارون الحَضْرَميّ، وَنفْطَوَيْه النَّحْوِي، ومحمد بن مَخْلَد.
قال الخطيب: حدّث في روايا غرائب ومناكير وعجائب.
وقال الحاكم: كان من الرّحَّالة في طلب الحديث. توفّي في سنة ستّ وستّين وثلاثمائة.
قلت: الصّواب ما رواه إلى السّاعة.
قال الإدريسي: كان أبو الحسن السّلامي أديبًا شاعرًا، جيّد الشَّعْر، أمير الحفظ للحكايات والنَّوادر. صنّف كُتُبًا كثيرة في التواريخ والنّوادر، وقدِم علينا سَمَرْقَنْدَ وأقام ببُخَارَى، إلى أن مات. صحيح السّماع.
عبد الرحمن بن أحمد بن جعفر [1] القاضي، أبو القاسم الأصبهاني.
محمد بن حمدون بن خالد النَّيْسَابُوري، وعلي بن عَبْدان.
وعنه: أبو نُعَيم وغيره.
عبد الرحمن بن محمد بن حَسَكا [2] ، أبو سعيد الحاكم الحنفي.
سكن نَيْسَابُور مدّةً، ثم دخل بُخَارَى وولي قضاء التّرْمذ، ولم يكن في أصحاب الرأي أَسْنَدَ منه.
سمع: أبا يَعْلَى بالمَوْصِل، وحامد بن شُعَيب. ومحمد بن صالح بن ذريح ببغداد.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 121.
[2] الأنساب 427 ب، 428 أ، معجم البلدان 3/ 891، اللباب 2/ 214، العبر 2/ 367 وفيه «حيكا» ، مرآة الجنان 2/ 403 وفيه «خشكا» ، تاج التراجم 33، الطبقات السنية، رقم 1192، شذرات الذهب 3/ 83 وفيه «حكا» ، الجواهر المضية 2/ 390 رقم 782، إيضاح المكنون 1/ 354، 355.

(26/558)


وتُوُفّي في شعبان، وله اثنتان وتسعون سنة.
روى عنه الحاكم.
عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل [1] بن نُبَاته، الخطيب المشهور، أبو يحيى، صاحب ديوان الخُطَب.
كان من أهل مَيَّافَارِقين، ووُلّي خطابة حلب لسيف الدّولة، وبها اجتمع بالمتنبّي.
وكان خطيبًا بليغًا مُفَوَّهًا بديع المعاني رائق الخُطَب، رُزِق السعادة في خُطَبِهِ، وكان رجلًا صالحًا، رأى النبي صلى الله عليه وسلّم، فاستيقظ وعلى وجهه نور لم يكن قبل ذلك، وعاش بعد ذلك ثمانية عشر يومًا، وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تَفَل في فيه، فبقي تلك الأيام لا يستطعم فيها طعامًا، ولا يشرب شرابًا من أجل تلك التَفْلَة.
وذكر ابن الأزرق [2] مولده في سنة خمسٍ وثلاثين، وأنه تُوُفّي سنة أربعٍ وسبعين.
قلت: فعُمْرُهُ تسعٌ وثلاثون سنة، وتُوُفّي بمَيّافَارِقين، وفي ولايته خَطَابَة حلب أيّام سيّف الدولة نَظَرُ، وقد غلطوا في مولده، نعم غلطوا في مولده، فإنّه ابتدأ سالف خطبه في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وهو خطيب.
عبد العزيز بن إسماعيل، أبو القاسم الصَّيْدَلاني المصري الشافعي.
روى عن الأشعث محمد بن محمد الكوفي.
__________
[1] وفيات الأعيان 3/ 156- 158 رقم 373، مرآة الجنان 2/ 403، 404، البداية والنهاية 11/ 303، العبر 2/ 367، الوفيات لابن قنفذ 231، وجعل وفاته سنة 409 هـ. شذرات الذهب 3/ 83، وانظر ديوان خطبه وقد طبع بالقاهرة سنة 1286 هـ. و 1292 هـ.
و1304 هـ. و 1309 هـ. وفي بيروت 1311 هـ.، دول الإسلام 1/ 230، المختصر في أخبار البشر 2/ 124، تاريخ ابن الوردي 1/ 306، 307، سير أعلام النبلاء 16/ 321، 322، هدية العارفين 1/ 559.
[2] انظر مقدّمة تاريخ ميافارقين- ص 25، ووفيات الأعيان 3/ 156.

(26/559)


عبد الغني بن محمد بن موسى بن محمد المصري البزّاز.
يروى عن الْجَنَدي.
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد بْن معدان، أبو الحسين الأصبهاني العصفري.
تُوُفّي في ذي القعدة.
عليّ بن محمد بن الفتح [1] بن أبي العَصَب، الشّاعر البغدادي البَلْخي، أبو الحسن، مولى المتوكّل على الله.
روى عن: أحمد بن أبي عَوْف البُزورِي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
وعنه: أبو القاسم التنُوخي، وأبو محمد الحسن بن علي الْجَوْهَري.
وثقّه الخطيب. حدّث في هذا العام ولم تُحْفَظْ وفاتُهُ.
علي بن النَّعْمان بن محمد [2] بن منصور المصري ثم البصْري، قاضي ديار مصر.
وُلّي القضاء بعد أبيه، واستناب أخاه محمدا، وكان متفنَّنًا في عدّة علوم، شاعرًا مجوّدًا يُكَنّى أبا الحسن.
ومن شعره:
وليِ صديقٌ ما مسني عُدْمٌ ... مُذْ وقَعَتْ عينُه على عَدَمِي
أغْنَى وأَقْنَى وما يكلّفني ... تَقْبِيل كَفٍّ له ولا قَدَم
قام بأمري لمّا قعدتُ به ... ونمت عن حاجتي ولم ينم [3]
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 87 رقم 6502.
[2] العبر 2/ 367، اتعاظ الحنفا 1/ 223، 225، 227، كنز الدرر (الدرّة المضيّة) 174، 214، شذرات الذهب 3/ 84، كتاب الولاة والقضاة 589- 591، رفع الإصر 85، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 204، يتيمة الدهر 1/ 343، 345، وفيات الأعيان 5/ 417، حسن المحاضرة 1/ 561 و 2/ 147، عيون الأخبار وفنون الآثار 242، سير أعلام النبلاء 16/ 367 رقم 263.
[3] يتيمة الدهر 1/ 343.

(26/560)


تُوُفّي في رجب، وهو كهل.
وقال ابن زولاق: ولي القضاء سنة ستٍّ وستّين، وكانت أيّامه تسع سنين وخمسة أشهر، ومولده في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ولي بعد القاضي أبي الطّاهر الذُّهْلي، وقد روى عن أبيه تصانيفه.
عمر بن جعفر المصري الخيّاش، أبو جعفر.
روى عن: محمد بن الباهلي.
عمر بن محمد بن عبد الصمد [1] ، أبو محمد البغدادي المقرئ، أحد الصالحين.
سمع البَغَوِي، والحسين بن عَوْن.
وعنه: عبد العزيز الأزجي، وابن بكير، والْجَوْهَري، وغيرهم.
عمر بن محمد بن سيف [2] ، أبو القاسم الكاتب، بغداديّ.
نزل البصرة، وحدّث عن: الحسن الطّيّب البلْخي، وحامد بن شعيب البلْخي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وابن أبي داود.
وعنه: محمد بن عبد العزيز بن رزمة، وجماعة من أهل البصرة، وأبو الحسن بن صخر.
عيسى بن محمد بن إبراهيم [3] ، أبو حَيَّوَيْهِ، أبو الأصبغ الكِنَاني القُرْطُبي.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وغيره.
ولم يكن أهْلًا أن يُؤْخَذ عنه، لمداخلته أهل الدنيا [4] . وكان أديبا شاعرا.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 259 رقم 6019.
[2] تاريخ بغداد 11/ 259 رقم 6018.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 335 رقم 989.
[4] في الأصل «الدينار» والتصويب من تاريخ ابن الفرضيّ.

(26/561)


الفضل بن سَهْل الأصبهاني [1] الواعظ.
روى عن: الحسن الوراك، وعبد الله بن أخي أبي زُرْعَة.
وعنه: أبو نُعَيم، والقاسم بن علي بن معاوية بن الوليد، وأبو محمد البصْري.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
محمد بن أَحْمَد بن بالويه [2] ، أبو علي النَّيْسَابُوري المعدّل.
سمع: عبد الله بن شِيرَوَيْه بنَيْسَابور، وأبا القاسم البَغَوِي وطبقته ببغداد.
[حدّث عنه] [3] الحاكم أبو عبد الله وقال: هو من أجِلاء الشُّهُود.
تُوُفّي في سَلْخ شوّال، وله أربعٌ وتسعون، وكان يذكر مجالس محمد بن إبراهيم التنُوخي، وهو والد عبد الرحمن.
أما محمد بن أحمد بن بالويه النَّيْسَابُوري الذي يروي عنه الكديمي فقديم.
توفّي سنة أربعين وثلاثمائة.
محمد بن أحمد بن عمران [4] ، أبو بكر الْجُشَمي [5] البغدادي المطرّز.
سمع: محمد بن منصور الشّيعي، وإسماعيل الورّاق، وأبا الدّحْداح الدمشقي.
وعنه: أبو القاسم عُبَيْد الأزهري، وعلي بن المحسّن التنوخي.
حدّث في هذه السنة، ولم تحفظ وفاته.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 157.
[2] تاريخ بغداد 1/ 282 رقم 125، المنتظم 7/ 124 رقم 173، الوافي بالوفيات 2/ 40 رقم 308.
[3] في الأصل «هو الحاكم» وما أثبتناه يقتضيه السياق بالاستناد إلى تاريخ بغداد.
[4] تاريخ بغداد 1/ 328 رقم 234.
[5] الجشمي: بضم الجيم وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الميم، نسبة إلى قبائل منها جشم بن الخزرج من الأنصار. (اللباب 1/ 279) .

(26/562)


محمد بن أحمد بن محمد [1] بن عبدان، أبو الفرج الأسدي الصّفّار.
بغداديّ.
سمع من [2] محمد بن محمد الباغَنْدي، وأبا بكر بن أبي داود.
وعنه: أبو القاسم التنُوخي، ووثّقه العتيقي.
محمد بن أحمد بن يحيى [3] ، أبو علي البغدادي العطشي البزّاز.
سمع أبا علي بالموصل، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، والباغَنْدِي، ومحمد بن صالح بن ذَرِيح.
وعنه: محمد بن عبد الواحد أبو رَزْمَه، [و] الحسن بن محمد الخلال، والحسن بن علي الْجَوْهَري.
ووثّقه الخطيب.
محمد بن جعفر بن سليمان [4] البغدادي، أبو الفرج صاحب المُصَلَّى.
سمع: من الهيثم بن خالد، وعبد الله بن إسحاق المدائني، وأبي [5] الحسن بن الطّيّب، وأبي عَروُبة الحراني، ومكحول البيروتي، وأحمد بن عمير بن جَوْصًا.
وعنه: أبو الحسن بن الطّيّب علي بن أحمد النُّعيمي، وأبو القاسم التنُوخي أحاديث على ضَعْف حاله جدًّا. ضعَّفَه حمزة السَّهْمي.
ومولده سنة ستٍّ وتسعين ومائتين، ومات بالبصْرة.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 344 رقم 265، المنتظم 7/ 124، 125 رقم 174.
[2] في الأصل «عنه» .
[3] تاريخ بغداد 1/ 379 رقم 342، المنتظم 7/ 125 رقم 175.
[4] هو: «محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان..» . تاريخ بغداد 2/ 154- 156 رقم 577، موضّح أوهام الجمع 1/ 438، 463، الأنساب 348 ب، (ونسخة محمد عوامة 8/ 16، تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 37/ 268، المنتظم 7/ 125 رقم 176، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي للمحقق ق 1 ج 4/ 137 رقم 1349.
[5] في الأصل «أبو» .

(26/563)


مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن محمد بن بُرْدخرشاذ، أبو عبد الله الرازي السَّرَوِي [1] .
حدّث ببغداد عن أبي نُعَيم عبد الملك بن عَدِيّ، وابن أبي حاتم.
وعنه: ابن رَزْقَوَيْه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن بن محمد الخلال، ووثّقه البَرْقَانِيّ.
تُوُفّي في ذي القعدة.
محمد بْن الحُسين بْن أحمد [2] بن عبد الله بن بريدة الأَزْدي، أبو الفتح المَوْصِلي الحافظ، نزيل بغداد.
حدّث عن: أبي يَعْلَى، ومحمد بن جرير الطَبري، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وأبي عَرُوبة الحَرّاني، والهَيْثَم بن خَلَف الدَّوري.
وعنه: إبراهيم بن عمر البرمكي، وأبو نُعَيم، وأحمد بن الفتح بن فرحان، وطائفة سواهم.
قال الخطيب [3] : كان حافظًا، صنّف في علوم الحديث، وسألت البَرْقَانِيّ عنه فضعّفه، وحدّثني أبو النَّجيب عبد الغفّار الأموي قال: رأيت أهلَ المَوْصِل يوهنونه ولا يعدّونه شيئا.
__________
[1] وقع في اسمه ونسبه تصحيف وتحريف كثير، فهو في الأصل: «محمد بن أبي الحسن بن مروفساذا أبو عبد الله الرازيّ البيروتي» ! والتصحيح من (تاريخ بغداد 2/ 211 رقم 644، المنتظم 7/ 125 رقم 177) .
[2] تاريخ بغداد 2/ 243 رقم 709، المنتظم 7/ 125 رقم 178، العبر 2/ 367، 368، شذرات الذهب 3/ 84، الكامل في التاريخ 9/ 40، تذكر الحفاظ 3/ 967، ميزان الاعتدال 3/ 46، لسان الميزان 5/ 139، هدية العارفين 2/ 50، الأعلام 6/ 329، معجم المؤلفين 9/ 232، تاريخ التراث العربيّ 1/ 324، 325 رقم 228، الأنساب 1/ 198، 199، سير أعلام النبلاء 16/ 347- 350 رقم 250، البداية والنهاية 11/ 303، طبقات الحفاظ 386.
[3] تاريخ بغداد 2/ 243.

(26/564)


محمد بن سليمان بن يوسف [1] بن يعقوب، أبو بكر الرّبعي الدّمشقي البُنْدار.
سمع أحمد بن عامر بن المعمَّر، وجُماهر بن محمد، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وحاجب بن أَرْكين، ومحمد بن الفَيْض، ومحمد بن تمّام البهراني، وخلقًا من الشاميّين.
روى عنه: تمّام الرّازي، وأبو سعد الماليني، والمسدّد بن علي الأملوكي، والحافظ عبد الغني، ومحمد بن عبد السّلام بن سعدان.
قال عبد العزيز الكتّاني: ثنا عنه جماعة، وكان ثقة.
تُوُفّي في ذي الحجة.
قلت: أنبا بحر من حديث ابن الفرّاء وغيره، أنا ابن أبي لقمة، أنا الخضر بن عَبْدان، أنا أبو القاسم المَصَّيصي، أنا ابن سَعْدَان عنه.
محمد بن عبد الله بن أبي شَيْبَة [2] ، أبو القاسم الإشبيلي الفقيه.
يروي عن عمّه علي بن أبي شَيْبَة.
وتُوُفّي في أحد الرّبيعَيْن.
محمد بن [محمد بن] [3] فتح بن نصر، أبو عبد الأندلسي الأسْتجي.
روى عن: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن عبادة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دُلَيْم.
قال ابن الفَرَضي: كان حافظًا للفقه، ثقةً صالحًا، لقيته بأستجة، وكتبت عنه.
__________
[1] العبر 2/ 368، شذرات الذهب 3/ 84، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 37/ 636- 638، تاريخ التراث العربيّ 1/ 330 رقم 235، سير أعلام النبلاء 16/ 339 رقم 245.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 85، 86 رقم 1344.
[3] ما بين الحاصرتين ناقص من الأصل والإستدراك من تاريخ علماء الأندلس 2/ 85 رقم 1343.

(26/565)


محمد بْن هشام [1] ، أبو عبد الله الإشبيلي.
سمع بقُرْطُبَة من: عمر بن حفص بن غالب، وأَبَان بن محمد، وأحمد بن خالد، وجماعة.
وكان فَهْمًا حافظًا للرأي والشُرُوط.
أخذ عنه ابن الفَرَضي، وتُوُفّي في شوّال.
محمد بن وازع بن محمد [2] القُرْطُبي الضَّرير.
حجّ وأدرك بالبصْرة إبراهيم بن علي الهجيمي فأخذ عنه، وعن القاضي أبي بكر الأَبهَري.
روى عنه: عبد [الله] [3] بن الفَرَضي.
هارون بن بنج [4] بن عثمان، أبو موسى الخَوْلاني الأندلُسي الأسْتجي.
روى عن: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وأحمد بن زياد، وجماعة.
وكان مُعْتَنيا بالآثار، مُشاركًا في الفقه، ثقةً صالحًا.
قاله [5] ابن الفَرَضِي وحدّث عنه.
تُوُفّي في جمادى الأولى.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 86 رقم 1345.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 86 رقم 1346.
[3] إضافة على الأصل.
[4] في الأصل غير معجمة، والضبط من تاريخ علماء الأندلس 2/ 170 رقم 1533.
[5] في الأصل «قال» .

(26/566)


[وَفَيَات] سنة خمس وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن الحسين بن علي [1] بن إبراهيم بن الحَكَم، أبو زُرَعة الرّازي الحافظ الصّغير.
سمع الحسين بن إسماعيل المَحاملي، ومحمد بن مَخْلَد ببغداد، وأبا حامد بن بلال، وأبا العبّاس الأصمّ بنيسابور، وابن أبي حاتم بالرّيّ، وعلي بن أحمد الفارسي ببَلْخ، وأبا الفوارس الصّابوني بمصر، وأبا الحسين الرازي والد تمّام بدمشق.
وعنه: تمّام الرّازي، والحسين بن محمد الفلاقي، والحافظ عبد الغني بن سعيد، وحمزة بن يوسف، وأبو الفضل محمد بن الجارودي، وأبو زُرْعَة رَوْح بن محمد، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم علي بن المحسّن التَّنُوخيّ، وآخرون. وأقدم شيخ له عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وقال الخطيب: كان حافظًا مُتْقِنًا ثقةً، جمع الأبواب والتراجم.
وقال ابن المحسّن: سألته عن مولده فقال: خرجت أوّل مرّة [2] إلى العراق سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، ولي أربع عشرة سنة.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 109 رقم 1767، العبر 2/ 368، شذرات الذهب 3/ 84، النجوم الزاهرة 4/ 147، مرآة الجنان 2/ 405، تذكرة الحفاظ 3/ 999، 6000 رقم 930.
[2] في الأصل «أمره» .

(26/567)


تُوُفّي بطريق مكّة سنة خمسٍ وسبعين [1] .
وقد سأله حمزة عن الرجال، وله مصنّفات كثيرة يروي فيها المناكير كغيره.
فأمّا أبو زُرْعَة محمد بن يوسف الكَشي فسيأتي سنة تسعٍ، حافظًا.
أحمد بن سعيد بن أحمد [2] بن محمد بن معدان، أبو العبّاس الأَزْدي الفقيه.
سمع: عبد الله بن محمود السَّعْدي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة.
وعنه: أبو غانم الكراعي المرادي.
تُوُفّي في رمضان، وهو مَرُوزيّ.
أحمد بن عبد الله الهمذاني الورّاق المعروف بالأشقر.
روى عن: محمد بن إبراهيم بن زياد الطّيالسي، ومحمد بن صالح الطّبري.
وعنه: محمد بن عيسى، وابن روزبة الحمدانيّان.
أحمد بن محمد بن جعفر [3] بن نوح، أبو الحسن النَّيْسَابُوري البَحِيرِي [4] .
سمع: أحمد بن إبراهيم بن أحمد، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وببغداد محمد بن محمد الباغنْدِي وطبقته، وعقد المجلس، واشتمل
__________
[1] في الأصل «سنة خمس وسبعين سنة» .
[2] الأنساب 536 أ، اللباب 3/ 156، الأعلام 1/ 126، معجم المؤلفين 2/ 234، تاريخ التراث العربيّ 1/ 569 رقم 6.
[3] العبر 2/ 368، شذرات الذهب 3/ 84، تذكرة الحفاظ 3/ 970، الأنساب 2/ 97، 98، اللباب 1/ 124، سير أعلام النبلاء 16/ 366، 367.
[4] البحيري: بفتح الباء الموحدة وكسر الحاء المهملة بعدها الياء المثناة من تحت وفي آخرها الراء. نسبة إلى بحير، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه. (اللباب 1/ 124) .

(26/568)


عليه أبو عبد الله الحاكم.
وروى عنه: هو، وسِبطه أبو عثمان سعيد بن محمد، وعمر بن أحمد بن مسرور، وجماعة.
وقع لنا حديثه بعُلُوّ من رواية الكَنْجَرُوِذِيّ عنه، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو رَوْحٍ زَاهِرٌ، أنا أَبُو سَعْدٍ، أنا أَبُو الْحُسَيْنِ الْبَحِيرِيُّ، ثنا محمد بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، ثنا زَيْدُ بْنُ يحيى الدِّمَشْقِيِّ، ثنا مَالِكُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الَّذِي يَجُرُّ ثَوْبَهُ مِنَ الْخُيَلاءِ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [1] .
غريب جدًّا، رواه هكذا النّسائي في حديث مالك له، عن زكريّا بن يحيى، عن علي بن مَعْبَد، فوقع لنا عاليا جدًّا.
أحمد بن محمد بن إبراهيم، أبو حامد الزُّوزَني النَّيْسَابُوري الكاتب.
سمع: أبا قُرَيْش محمد بن جمعة.
ومات بالزُّوزَن [2] .
روى عنه: الحاكم.
أحمد بن محمد بن فارس، أبو بكر البزّاز.
__________
[1] أخرج هذا الحديث البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي برواية عبد الله بن عمر، قَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ جرّ ثوبه خيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله، إنّ إزاري يسترخي، إلّا أن أتعاهده، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنّك لست ممن يفعله خيلاء» .
ولهذا الحديث صيغ أخرى عن ابن عمر أيضا.
رواه البخاري 10/ 223 في اللباس، باب من جرّ ثوبه من الخيلاء، وباب قول الله تعالى قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ 7: 32، وباب من جرّ ثوبه من غير خيلاء، وفي فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، باب (لو كنت متّخذا خليلا) ، وفي الأدب، باب من أثنى على أخيه بما يعلم. ومسلم رقم 2085 في اللباس، باب تحريم جرّ الثوب خيلاء، وأبو داود رقم 4095 في اللباس، باب ما جاء في إسبال الإزار، والنّسائي 8/ 206 في الزينة، باب التغليظ في جرّ الإزار، وباب إسبال الإزار، والترمذي (1730) .
[2] زوزن: بضمّ أوله وقد يفتح، وسكون ثانيه، وزاي أخرى، ونون. كورة واسعة بين نيسابور وهراة. (معجم البلدان 3/ 158) .

(26/569)


سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
وكان صَدْوقًا.
روى عنه: أبو محمد الْجَوْهَري، وغيره.
الحسن بن داود المصري المُطَرّز [1] .
يروي عن، ابن عبّاس البصْري الحافظ، وأبي شَيْبَة داود بن إبراهيم.
وعنه: محمد بن عبد العزيز الأَبْهَرِي، ويحيى بن علي بن الطّحّان، وأبو بكر البَرْقَانِيّ.
انتخب عليه الدَارقُطْنيّ.
وعاش تسعين سنة. تُوُفّي في صفر.
الحسن بن علي بن عمرو [2] بن غلام الزُّهري الحافظ، أبو محمد البصْري.
كان حمزة بن يوسف السَّهْمي يسأله عن الْجَرْح والتَعْدِيل.
روى عنه: أبو الحسن بن صخر في أماليه.
لم أظفر له بذكر في التَّوارِيخ التي عندي.
الحسين بن أحمد بن فهد [3] ، أبو عبد الله الأزْدي المَوْصِلي القاضي.
حدّث ببغداد عن: أبي يَعْلَى المَوْصِلي.
روى عنه: أبو بكر البرقاني، والتنوخي، وأبو محمد الخلّال، وأحمد بن محمد العقيلي.
البرقاني: قد كان يوثّق.
قلت: حدّث في هذا العام، ولعلّه مات فيه.
__________
[1] المنتظم 7/ 127 رقم 181.
[2] تاريخ حرجان 364.
[3] تاريخ بغداد 8/ 9 رقم 4044.

(26/570)


الْحُسَيْن بْن علي بْن محمد [1] بن يحيى، أبو أحمد التميمي النَّيْسَابُوري.
يقال له حُسَيْنْك، ويُعرف أيضًا بابن منيبه. من بيت حِشْمَة ورئاسة.
تربّى في حجْر ابن خُزَيْمَة، وكان ابن خُزَيْمَة إذا تخلّف في آخر أيّامه عن مجلس السّلطان بعث بأبي أحمد نائبًا عنه، وكان يقدّمه على أولاده.
قال الحاكم: صَحِبتهُ حَضَرًا وسَفَرًا نحو ثلاثين سنة، فما رأيته يترك قيامَ الليل، ويقرأ كل ليلة سَبْعًا، وكانت صدقاته دارَّةً سِترًا وعلانيةً، أخرج مرّة عشرة أنفس من الغزاة بآلتهم، لا عن نفسه، وروابط غير مرّة. وأوّل سماعه سنة خمس وثلاثمائة.
سمع من: ابن خُزَيْمَة، وأبي العبّاس السّرّاج، ورحل سنة تسعٍ، فسمع: عمر بن إسماعيل بن [أبي] غِيلان، وعبد الله بن محمد البَغَوِي، وعبد الله بن زَيْدان البَجَلي، وأبا عَوَانة الإسْفَراييني.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والحاكم، وعمر بن أحمد بن مسرور، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجُروذِي، وجماعة.
وقال الخطيب: كان ثقةً حُجَّةً، وتُوُفّي في ربيع الآخر، وخرج السّلطان للصّلاة عليه.
وقال الحاكم: الغالب على سماعاته الصدْقُ، وهو شيخ العرب في بلدنا، ورِثَ الثَّرْوَةً القديمة، وأسلافه جِلّة.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ، أَنْبَأَكَ أَبُو رَوْحٍ، أنا زَاهِرٌ، أنا محمد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أنا أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا هُدْبَةُ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله
__________
[1] تاريخ بغداد 8/ 74 رقم 4154، المنتظم 7/ 127، 128 رقم 182، البداية والنهاية 11/ 304، النجوم الزاهرة 4/ 147، شذرات الذهب 3/ 84، تذكرة الحفاظ 3/ 968، 969، سير أعلام النبلاء 16/ 407- 409 رقم 295، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 274، 275، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 419، 420، طبقات الحفاظ 386.

(26/571)


صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَانَتْ شَجَرَةٌ تَضُرُّ بِالطَّرِيقِ، فَقَطَعَهَا رَجُلٌ، فَنَحَّاهَا عَنِ الطَّرِيقِ، فَغُفِرَ لَهُ» . رواه مسلم [1] . الحسين بن محمد بن عُبَيْد [2] بن أحمد بن مَخّلَد العسكري الدّقّاق، أبو عبد الله.
حدّث عن: محمد بن يحيى المَرْوَزي، وأبي العبّاس بن مسروق، وحمزة بن محمد الكاتب، ومحمد بن عثمان بن أبي شَيْبَة.
وعنه: أبو القاسم الأزهري، والحسن بن محمد الخلّال، [و] أبو الفرج عبد الوهاب بن برهان الغَزّال، والحسن بن علي الْجَوْهَري.
قال العتيقي: كان ثقة أمينا.
وقال ابن أبي الفوارس: كان فيه تَسَاهُلٌ، ومات في شوّال، وهو أخو أبي بكر محمد بن محمد شيخ بُشْري الفاتني.
سعيد بن محمد الفقيه، أبو أحمد المطّوّعي، رئيس نَسَا.
سمع: أبا حامد بن الشرقي، وجماعة، وتفقّه ببغداد على: ابن أبي هُرَيْرة.
وكان بطلًا شجاعًا، كبير القَدْر، غزير الفضل.
روى عنه [3] : الحاكم، وغيره.
__________
[1] رقم 1914 في البرّ والصلة، باب فضل إزالة الأذى، ورقم 1914 في الإمارة، باب بيان الشهداء. وأخرج البخاري عن أبي هريرة 2/ 279 في صلاة الجماعة، باب فضل التهجير إلى الظهر، وفي المظالم، باب من أخذ الغصن وما يؤذي الناس في الطريق فرمى به، وأخرجه الإمام مالك في الموطّأ 1/ 131 في صلاة الجماعة، باب ما جاء في العتمة والصبح، والترمذي رقم 1959 في البر والصلة، باب ما جاء في إماطة الأذى، وأخرجه أبو داود 5245 في الأدب، باب إماطة الأذى وأحمد في المسند 3/ 154 و 230 و 95 و 521.
[2] تاريخ بغداد 8/ 100 رقم 4205، الأنساب 8/ 455، المنتظم 7/ 44، سير أعلام النبلاء 16/ 317، 318 رقم 224، العبر 2/ 369، شذرات الذهب 3/ 85، تذكرة الحفاظ 3/ 970، تاريخ التراث العربيّ 2/ 486 رقم 41، النجوم الزاهرة 4/ 148.
[3] في الأصل «عن» .

(26/572)


صالح بن محمد [1] أبو طاهر البغدادي المقرئ.
روى عن: أبي ذَرّ بن الباغَنْدي، وأبي بكر بن مجاهد.
حدّث عنه: الأزجي عبد العزيز، وأحمد بن محمد العتيقي.
عبد الله بن أحمد بن محمد [2] ، أبو الحسن الشيباني [3] المعروف بالحوشبي.
سمع: أبا بكر بن أبي داود.
روى عنه: البَرْقَانِيّ وأبو القاسم التنُوخي.
تُوُفّي في ذي القعدة، وكان ثقة.
عبد الله بن علي بن الحسين، أبو بكر الهمذاني القطان.
روى عن: أبي بكر بن زيادة النَّيْسَابُوري، وإسماعيل الورّاق، والمحاملي.
وعنه: حمد الزجّاج، ومحمد بن عيسى.
تُوُفّي فِي شعبان.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن محمد بْن عَبْدُوس، أبو محمد الحربي.
سمع: السّرّاج، ومؤمّل بن الحسن، وعدّة.
وعنه: الحاكم.
عبد الله بن عبد الرحمن [4] الزّجالي القُرْطُبي الوزير، أبو بكر.
وَزَرَ للمستنصِر، وكان خيّرًا كثير المعروف والفضائل، طويل الصلاة.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 331، 332 رقم 4872.
[2] هكذا في الأصل، وهو: «عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحوى بن العوام بن حوشب» . (انظر: تاريخ بغداد 10/ 361، 362 رقم 5521، المنتظم 7/ 128 رقم 183) وستأتي ترجمته قريبا في «عبيد الله» .
[3] في الأصل «السفياني» والتصويب من تاريخ بغداد والمنتظم.
[4] كذا في الأصل، وهو «عبد الله بن عبد الله» في (تاريخ علماء الأندلس 1/ 238 رقم 732.

(26/573)


قال ابن الفَرَضي: إنّ قدميه تَقَطّرا صديدًا من طول قيامه، وكان يَصلحُ للقضاء.
تُوُفّي في جُمادى الأولى، وكان من سادات الوزراء.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بن مِهْران، أبو مسلم البغدادي الحافظ الثقة العابد.
سمع: البَغَوِي، وابن صاعد، وأبا عَرُوبة الحرّاني، وأحمد بن عمير بن جَوْصَا، وأبا حامد بن بلال، وسمع الكثير بخُراسان في حدود الثلاثين وثلاثمائة، ثم دخل بُخارى وسَمَرْقَنْد، فأقام هناك نحو ثلاثين سنة، وسمع المُسْنَد على الرجال.
قال الحاكم: دخلت مَرُو وما وراء النّهر فلم نلتق، ولم أكد رأيته. وفي سنة خمسٍ وستّين، في الموسم، طَلَبْتُهُ في القوافل، فأخفى شخصه، فحججت سنة سبعٍ وستين، وعندي أنّه بمكّة، فقالوا: هو ببغداد، فاستوحشت من ذلك، وتطلّبْتُهُ فلم أَظْفَرْ به، ثم قال لي أبو نصر الملاحمي ببغداد: هاهنا شيخ من الأبدال يشتهي [2] أن تراه، قلت له: بلى، فذهب بي، فأدخلني خان الصّبّاغين، فقال أبو نصر: نجلس في هذا المسجد، فإنّه يجيء، فقعدنا. وأبو نصر لم يخبرني من الشيخ، فأقبل أبو نصر، ومعه شيخ نحيف ضعيف برداء، فأَلقي إليّ إلهامُ [3] أنّه أبو مسلم، فبينا نحن نحدّثه إذ قلت له: وجد الشيخ هاهنا من أقاربه أحدًا؟ قال: الذي أردت لقاءهم قد انقرضوا، فقلت له: هل خَلَّف إبراهيمُ ولدًا، يعني أخاه إبراهيم الحافظ؟
فقال: ومن أين عرفت أخي إبراهيم؟ فسكتّ، فقال لأبي نصر: من هذا
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 299 رقم 5439، المنتظم 7/ 128، 129 رقم 184، العبر 2/ 369، تذكرة الحفاظ 3/ 969 رقم 910، النجوم الزاهرة 4/ 147، مرآة الجنان 2/ 405، شذرات الذهب 3/ 85، سير أعلام النبلاء 16/ 335- 337 رقم 243، العقد الثمين 5/ 402، 403.
[2] في تذكرة الحفاظ «تشتهي» .
[3] في الأصل «إلهاما» .

(26/574)


الكهل؟ قال: أبو فلان، فقام إلي وقمت إليه، وشكى تشوُّقه وشكوتُ مثله، واشتفينا من المذاكَرَة، والتقينا بعد ذلك مجالسَ، ثم ودَّعتُه يوم خروجي، فقال: يجمعنا الموسم، فإنّ عليّ أنْ أجاور بمكّة، ثم خرج إلى مكّة سنة ثمانٍ وستّين وجاور بها حتى مات. وكان يَجْتَهِد أنْ لا يظْهر للحديث ولا لغيره.
روى عنه: الحاكم، وأبو العلاء الواسطي، وعلي بن محمد الحذّاء، وأحمد بن محمد الكاتب.
وقال ابن أبي الفوارس: أبو مسلم بن مهران صنّف أشياء كثيرة، وكان ثقة زاهدا، ما رأينا مثله. رحمة الله عليه.
عبد العزيز بن جعفر بن محمد [1] بن عبد الحميد، أبو القاسم الخِرَقي [2] .
سمع: أحمد بن الحسن الصّوفي، وقاسم بن زكريّا، والهَيْثم بن خَلَف، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، ومحمد بن أبي الدَّمَيْك.
وعنه: الدَارقُطْنيّ مع جلالته، وأبو بكر البرقاني، وأحمد بن محمد العتيقي.
[عَبْد العزيز بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ العزيز] [3] ، أبو القاسم الدَّارَكي، الفقيه الإمام.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 462، 463 رقم 5634، المنتظم 7/ 129 رقم 186، تذكرة الحافظ 3/ 970، العبر 2/ 369، 370، النجوم الزاهرة 4/ 148، شذرات الذهب 3/ 85.
[2] في الأصل «الحربي» والتصويب من المصادر السابقة.
[3] ما بين الحاصرتين سقط من الأصل، واستدركناه من (تاريخ بغداد 10/ 463- 465 رقم 5635، المنتظم 7/ 129، 130 رقم 187، العبر 2/ 370، تذكرة الحفاظ 3/ 970، مرآة الجنان 2/ 405، البداية والنهاية 11/ 304، طبقات الفقهاء للشيرازي 117، 118، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 2/ 240، طبقات الشافعية لابن هداية الله 98، معجم البلدان 2/ 423، وفيات الأعيان 3/ 188 رقم 385، الأنساب 5/ 276، 277، الكامل في التاريخ 9/ 47، اللباب 1/ 404، النجوم الزاهرة 4/ 148، شذرات الذهب 3/ 85، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 263، سير أعلام النبلاء 16/ 404- 406 رقم 293، طبقات الشافعية للإسنويّ 1 (508) .

(26/575)


درّس بنَيْسَابور الفقه مدّة، ثم سكن بغداد، وكانت له حَلَقة للفتوَى.
قال الشيخ أبو حامد الإِسُفَراييني: ما رأيت أفْقَهَ من الدارَكي.
قلت: وكان أبوه من محدّثِي أصبهان، تفقّه أبو القاسم على أبي إسحاق المَرْوَزي، وعليه تفقّه الشيخ أبو حامد وجماعة. وانتهى إليه معرفة مذهب الشافعي، وله وجوهُ في المذهب، منها أنّه قال: لا يجوز السلم في الدقيق [1] .
روى عن جده لأمّه الحسن بن محمد الدّارَكي، وربما كان يجتهد، فيقال له في ذلك، فيقول: وَيْحَكُم، فُلانُ عن فلانٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكذا وكذا، والأَخْذُ بالحديث أوْلَى من الأخذ بقول الشافعي، وأبي حنيفة [2] .
دَارَك من أعمال أصبهان.
قال الخطيب [3] : ثنا عنه أبو القاسم الأزهري، وعبد العزيز الأزجي، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التَّنُوخيّ، وكان ثقة، انتقى عليه الدَارقُطْنيّ.
وقال ابن أبي الفوارس [4] : كان يُتَّهم بالإعتزال، وتُوُفّي في شوّال، وله بضْعُ وتسعون سنة، رحمه إن شاء الله.
عبد العزيز بن محمد بن يوسف [5] بن مسلم الأصبهاني بن حَفْصَوَيْه المؤدّب، يُكَنّى أبا الحسين.
روى عن: محمد بن العباس الأخرم، ومحمد بن نُصَيْر، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك، وأحمد بن محمد بن مَصْقَلَة.
وكان فيما قال أبو نعيم: يرجع إلى تعبّد وفضل كبير.
__________
[1] انظر: تهذيب الأسماء 2/ 264.
[2] وفيات الأعيان 3/ 189.
[3] تاريخ بغداد 10/ 464.
[4] تاريخ بغداد.
[5] ذكر أخبار أصبهان 2/ 126.

(26/576)


روى عنه: أبو نعيم، وأبو بكر بن علي المعدّل.
عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد [1] ، أبو القاسم القرميسيني.
بغداديّ ثِقَة.
سمع: أبا بَكْر بْن أَبِي داود، وأبا ذَرّ بن الباغنْدي، وجماعة.
روى عنه: أبو القاسم التنُوخي.
عُبَيد اللَّه بْن عليّ بْن عُبَيد اللَّه [2] بن داود، أبو القاسم الدَّارَورِدْيِ [3] المصري القاضي، شيخ أهل الظاهر في عصره.
سمع: أبا جعفر الطّحَاوي، ومحمد بن يونس الْجِيزي القاضي، وأبا عبد الله المَحَاملي، وأبا العباس بن عُقْدَة، ومحمد بن يوسف القبّاني الشّيرازي، والحسن بن حبيب الحضائري الدمشقي.
وسكن خُراسان، وولي قضاء غير مدينة مثل طُوس وتِرْمِذ.
روى عنه الحاكم وقال: كان فقيه الداودية في عصره بخُراسان، وكان موصوفًا بالفضْل وحُسْن العِشْرة، وحفظ الفقه والنوادر. كتب النّاس عنه بانتخابي، وتُوُفّي ببُخارى سنة خمس.
وقال غيره: تُوُفّي في سنة ستٍّ وسبعين في جُمادى الأولى. وحدّث عنه أبو عبد الله غُنْجار، وجعفر المُسْتَغْفِري.
ذكره صاحب «الأنساب» .
عُبَيْد الله بْن محمد بْن محمد [4] بْن أحمد بن أحوى بن العوّام بن حَوْشب، أبو الحسين الشَّيْبَانيّ الحَوْشبي البغدادي.
سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، والحسين بن عفير، وإسحاق الجلاب، وأبا بكر بن أبي داود.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 493 رقم 5591.
[2] النجوم الزاهرة 4/ 148 وفيه «عبد الله» .
[3] كذا في الأصل، وفي (النجوم) : «الواردي» .
[4] انظر ترجمته السابقة في «عبد الله» ، وفيها اختلاف في اسمه ونسبه وكنيته.

(26/577)


وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو العلاء محمد بن علي، وأبو القاسم التنُوخي.
وثّقه الخطيب [1] ، وقال: مات في ذي القعدة.
علي بن إسماعيل بن عُبَيْد الله [2] الأَنْبَاري.
حدّث ببغداد عن: محمد بن محمد الباغندي، وغيره.
وعنه: أبو محمد الْجَوْهَري. سمع منه في هذه السنة، ولم تُؤَرَّخ وفاتُهُ.
قال الخطيب: كان صَدُوقًا.
علي بن شَيْبَان البغدادي [3] الدَّقّاق المقرئ.
دخل الأندلس في هذه السنة، وكان من أصحاب ابن مجاهد، عالما بالقرآن.
ذكره ابن الفرضيّ وسمع منه شعرا.
علي بن حمزة [4] ، أبو القاسم البصري المقرئ العلّامة.
له ردود على ابن الأعرابي، والأصْمَعي، وجماعة، ومصنَّفات مفيدة.
وكان صديقًا للمتنبّي.
تُوُفّي في رمضان.
علي بن إسحاق بن [5] أبي الحسين الختلي الواسطي النقيب.
عن: ابن داود، والحسن بن محمد بن شعبة، وابن مبشّر الواسطي.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 361.
[2] تاريخ بغداد 11/ 348 رقم 6191.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 317 رقم 935.
[4] معجم الأدباء 13/ 208- 211 رقم 26 وفيه ترجمتان للبصري، بغية الوعاة 2/ 165 رقم 1702.
[5] في الأصل «ابن» .

(26/578)


وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي.
عمر بن محمد بن علي [1] بن يحيى بن حفص بن الزّيّات البغدادي النّاقد.
سمع: إبراهيم بن شَرِيك، والفِرْيابي، وعبد الله بن ناجية، وعمر بن أبي غيلان، وعمر بن محمد الكاغدي، وطائفة سواهم.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وعلي بن المحسّن التنُوخي، وأبو محمد الجوهري، وخلق كثير.
قال ابن أبي الفوارس [2] : كان ثقة مُتْقِنًا جَمَعَ أبوابًا وشيوخًا. توفي في جمادى الآخرة. ومولده في سنة ستٍّ وثمانين ومائتين.
وقال الخطيب [3] : سألت البَرْقَانِيّ عنه، فقلت: أَكَانَ ثِقَة؟ فقال أيْ والله مُصَنَّفًا.
محمد بن أحمد بن محمد بن خلقان الرئيس، أبو عبد الله بن أبي حفص بن [4] إسحاق الفقيه، رئيس المطوّعة بخُراسان.
سمع: أباه، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري، وطائفة، وأملى وهو شاب.
قال الحاكم: كان من أحسن الناس وجهًا، نثر يوم الإملاء من أنواع النثارات حتى تحيّر الناس.
محمد بن أحمد بن عبد الله السّكري، أبو أحمد النّيسابوري المكيّ
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 216 رقم 5927، المنتظم 7/ 130 رقم 188، العبر 2/ 370، تذكرة الحفاظ 3/ 983، رقم 917، النجوم الزاهرة 4/ 148، شذرات الذهب 3/ 85، معجم المؤلفين 7/ 314، تاريخ التراث العربيّ 1/ 330 رقم 236، سير أعلام النبلاء 16/ 323، 424 رقم 232، طبقات الحفاظ 390.
[2] تاريخ بغداد 11/ 261.
[3] تاريخ بغداد 11/ 261.
[4] في الأصل «عن» .

(26/579)


عن: جدّه جعفر بن أحمد الحافظ، وعبد الله بن شِيرَوَيْه.
وعنه: الحاكم.
مات في رجب.
محمد بن أحمد بن حسن [1] ، أبو أحمد الحَسْنَوِي النَّيْسَابُوري القارئ.
سمع: ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
وعنه: الحاكم.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
محمد بْن الحَسَن بْن سليمان [2] ، أبو بَكْر القِزْوِيني.
سمع: الفِرْيابي، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، ومحمد بن صالح بن ذرِيح، والبَغَوِي.
وعنه: علي بن محمد المالكي، وغيره.
قال الخطيب: في أحاديثه تخليط، وكان ببغداد.
تُوُفّي في شعبان.
محمد بن الحسن بن الفتح، أبو عبد الله القِزْوِيني الصّفّار الصّوفي.
رحل وسمع: أبا القاسم البَغَوِي، وأَكْثَرَ عن الشّاميين.
روى عنه: أبو يعَلَى الخليلي، وقال: تُوُفّي في أوّل السنة.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [3] بْنِ صالح، أبو بكر التميمي
__________
[1] المنتظم 7/ 130 رقم 190 وفيه «حسنويه» بدل «حسن» ، البداية والنهاية 11/ 304 وفيه «محمد بن أحمد بن محمد بن حسنويه» .
[2] تاريخ بغداد 2/ 212 رقم 645، المنتظم 7/ 130 رقم 191.
[3] الفهرست 201 تاريخ بغداد 5/ 462 رقم 3004، المنتظم 7/ 131 رقم 193، الوافي بالوفيات 3/ 308 رقم 1357، العبر 2/ 371، تذكرة الحافظ 3/ 971، البداية والنهاية 11/ 304، 305، مرآة الجنان 2/ 405، الكامل في التاريخ 9/ 47، دول الإسلام 1/ 230، النجوم الزاهرة 4/ 148، شذرات الذهب 3/ 85، 86، معجم البلدان 1/ 83،

(26/580)


الأبهري [1] القاضي المالكي، شيخ المالكية العراقيين في عصره.
سمع: محمد بن الحسين الأشناني، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، والبَغَوِي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن خُزَيْم، ومحمد بن تمّام البَهْراني الحمصي، وأبا عَرُوبة، وأبا علي محمد بن سعيد الرّقّي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والجزيرة.
وصنّف مصنّفات في مذهبه، وتفقّه ببغداد على ابن عمر محمد بن يوسف القاضي، وعلى ابنه أبي الحسين.
قال الدَارقُطْنيّ: إمام المالكية، إليه الرَّحْلة من أقطار الدنيا، رأيت جماعةً من الأندلس والمغرب على بابه، ورأيته يُذاكِر بالأحاديث الفقهيّات وتَرَاجِم من حديث مالك. ثقة، مأمون، زاهد، ورع.
وقال فيه أبو إسحاق الشّيرازي [2] : جمع بين القراءات وعُلُوّ الإسنْاد والفِقْه الجيّد، وشرح «مختصَر عبد الله بن عبد الحَكَم» ، وانتشر عنه مذهب مالك في البلاد.
وقال القاضي عياض [3] : له في شرح المذهب تصانيف وردٌّ على المُخالفين. وحدّث عنه خلق كثير. وكان إمام العراقيّين في زمانه. تفقّه على
__________
[ () ] وقد ساق نسبه على النحو التالي: «أبو بَكْر مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صالح بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مصعب بن الزبير بن سعد بن كعب بن عبّاد بن النّزال بن مرّة بن عبيد بن الحارث، وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم الأبهري التميمي المالكي» ، اللباب 1/ 27، الديباج المذهب 367، هدية العارفين 2/ 50، الأعلام 7/ 698، معجم المؤلفين 10/ 241، تاريخ التراث العربيّ 2/ 152، 153 رقم 25، طبقات الحفّاظ 167، ترتيب المدارك 4/ 466- 473، الأنساب 1/ 125، سير أعلام النبلاء 16/ 332- 334 رقم 241، شجرة النور الزكية 1/ 91، طبقات الأصوليين 1/ 208، 209.
[1] الأبهري: بفتح الألف وسكون الباء الموحدة وفتح الهاء وفي آخرها الراء. نسبة إلى أبهر وهي بليدة بالقرب من زنجان. (اللباب) .
[2] طبقات الفقهاء 167 وانظر التراجم التي تلي ترجمته حيث يمرّ ذكره فيها.
[3] ترتيب المدارك 4/ 467.

(26/581)


ابن عمر القاضي، وعلى أبي بكر ابن الْجَهْم، وانتشر عنه المذهب في البلاد.
وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس [1] : كان ثِقَةُ، انتهت إليه رئاسة مذهب مالك.
وقال أبو العلا، الواسطي [2] : كان مُعَظَّمًا عند سائر العلماء، لا يشهد مَحْضَرًا إلا كان هو المُقَدَّم فيه. سُئل أن يلي القضاء فامتنع.
قلت: روى عنه الدَارقُطْنيّ، وهو من أقرانه، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وأحمد بن محمد العَتيِقي، وأحمد بن علي البادا، أو علي بن المحسّن التنُوخي، وأبو محمد الْجَوْهَري، وآخرون.
تُوُفّي في شوّال، وقيل: في ذي القعدة، وله بِضْعٌ وثمانون سنة، رضي الله عنه.
يقع حديثه عاليا للفخر ابن البخاري.
محمد بن [عبد الله بن هاني] [3] القرطبي العّطار المعروف بابن اللّبّاد [4] .
سمع من: قاسم بن أصبغ، ونحوِه.
محمد بن عبد الله بن الفضل بن قفرجل، أبو بكر الكيّال.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدِي، وابن المجدّر.
وعنه: الأزهري، وغيره.
وهو صَدُوق.
محمد بن نصر [5] ، أبو العباس البغدادي المعدّل، ابن أخي مكرم القاضي.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 462.
[2] تاريخ بغداد 5/ 463.
[3] ما بين الحاصرتين عن (تاريخ علماء الأندلس 2/ 86 رقم 1347) وفي الأصل تصحيف ووهم: «محمد بن عبد بن عان القرطبي» .
[4] في الأصل «الباذ» والتصحيح من (تاريخ علماء الأندلس) .
[5] تاريخ بغداد 3/ 320 رقم 1420، المنتظم 7/ 131 رقم 194.

(26/582)


سمع: أبا القاسم البَغَوِي، وأبا محمد بن صاعد.
وعنه: أبو محمد الخَلال، والحسن بن علي الْجَوْهَري، وجماعة.
قال البَرْقَانِيّ: كان جبلًا [1] من الجبال، يعني في الفقه.
محمد بن يوسف بن محمد بن عَلّام، أبو عبد الله الهَرَوي.
مات في رمضان.
نصر بن محمد بن إبراهيم [2] الإمام الفقيه، أبو اللَّيْث السَّمَرْقَنْدي الحنفي، صاحب كتاب «الفتاوى» .
نقلت وفاته بخطّ الإمام شهاب الدين ابن قاضي الحِصْن: في جُمادى الآخرة، سنة خمسٍ وسبعين محرّرًا [3] ، مات ببَلْخ.
وهو يروي عن: محمد بن الفضل بن أشرف البُخاري، وأقرانه. وفي كتاب «تنبيه الغافلين» موضوعات كثيرة.
رواه عنه: أبو بكر محمد بن عبد الرحمن التِرْمِذِي.
وقع لنا من حديثه من أربعين أبي المطر بن السمعاني.
يحيى بن مالك بن عائذ [4] الأندلُسي، أبو زكرّيا الأندلسي.
له رحلة وحِفْظٌ واشتهار، وهو من أهل طُرْطُوشه.
__________
[1] في الأصل «جبل» .
[2] الفوائد البهية 220 وفيه وفاته سنة 373 هـ. وانظر صفحة 221 أيضا، تذكرة الحفاظ 3/ 971، تاج التراجم 58، 59، مفتاح السعادة 2/ 139، الجواهر المضية 2/ 196، سير أعلام النبلاء (مصورة دار الكتب المصرية) 10/ 227، الوافي بالوفيات (مصورة معهد المخطوطات بالقاهرة) 27/ 36، كشف الظنون 243، 334، 441، 487، 563، 567، 668، 703، 1187، 1220، 1580، 1634، 1636، 1795، 1980، 1981، إيضاح المكنون 1/ 474، فهرس الفهارس 2/ 342، هدية العارفين 2/ 490.
[3] في الأصل «محرّر» .
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 193 رقم 1599، جذوة المقتبس 379 رقم 906، بغية الملتمس 507 رقم 1493، تذكرة الحفاظ 1003، 1004، سير أعلام النبلاء 16/ 421، 422، طبقات الحفاظ 398، شذرات الذهب 3/ 93.

(26/583)


فسمع من: أحمد بن سعيد بن مَسَرَّة، وقدِم قُرْطُبَة سنة تسع عشرة، وله عشرون سنة، فسمع من أحمد بن خالد، وابن أيْمَن، وعبد الله بن يونس المقرئ وطائفة.
رحل سنة سبعٍ وأربعين فحجّ، وسمع من أبي محمد بن الوَرْد، وأحمد بن الحسن بن عُقْبَة الرّازي، وسَلْم بن الفضّل، وبكير الرّازي، وجماعة بمصر. ودخل بغداد فسمع بها، وبالبصْرة والأهواز.
قال ابن الفَرَضي [1] : حدّثني أنّه سمع ببغداد من سبعمائة رجل ونيّف، وجمع عِلْمًا عظيمًا، لم يجمعه أحد قبله من أصحاب الرّحْل إلى المشرق، وتردّد بالمشرق عشرين سنة، وحدّث هناك. قال: وقدِم علينا سنة تسعٍ وستّين، فسمع منه طبقات طُلاب العلم، وأبناءُ الملوك. وكان صحيح الكتاب، وكان حليمًا كريمًا جوادًا صوّامًا دَيَّنًا.
تُوُفّي في رجب.
يعقوب بن إسحاق بن زكريّا، أبو يوسف البخاري الويبودي، وبَيْرَد [2] قرية.
وروى عنه محمد بن يوسف الفَرَبْرِي، ومحمد بن يوسف بن عاصم.
يوسف بن القاسم بن يوسف [3] بن فارس بن سوّار، القاضي، أبو بكر
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 2/ 193.
[2] هكذا ضبطهما في الأصل. والأرجح: البيدري، وبيدرة من قرى بخارى. (معجم البلدان 1/ 524، اللباب 1/ 196) .
[3] كتاب الولاة وكتاب القضاة 570، معجم البلدان 5/ 238، 239، اللباب 3/ 278، العبر 2/ 371، تذكرة الحفاظ 3/ 971، النجوم الزاهرة 4/ 148، شذرات الذهب 3/ 86، هدية العارفين 2/ 549، معجم المؤلفين 13/ 323، تاريخ التراث العربيّ 1/ 330، 331 رقم 237، وهو عمّ القاضي أبي مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الّذي سكن صيدا وتولّى قضاءها وتوفي فيها في 19 من ربيع الأول سنة 429 هـ. (تاريخ دمشق- مخطوط التيمورية 17/ 347، تهذيب ابن عساكر 6/ 361) . طبقات الشافعية للسبكي 3/ 488، 489، قضاة دمشق لابن طولون 37، سير أعلام النبلاء 16/ 361- 363 رقم 258.

(26/584)


الميانَجي [1] الشافعي. ناب [2] في القضاء بدمشق عن قاضي مصر والشّام أبي الحسن علي بن النعمان المذكور في هذه الطبقة.
كان مُسْنَد الشّام في زمانه.
سمع: أبا خليفة، وزكريّا السّاجي، وأحمد بْن يحيى التُّسْتَرِيّ، وعَبْدان الأهوازي، ومحمد بْن جرير، والقاسم المطرّز، والباغَنْدي، وعبد الله بن زيدان، وأبا العبّاس السرّاج، وحامد بن شعيب، ومحمد بن المُعَافَى الصَّيْداوي.
وسمع قبل الثلاثمائة، ورحل، وطوّف، واستوطن دمشق.
روى عنه: ابن أخيه صالح بن أحمد، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وعلي بن السّمسار، ومحمد وأحمد ابنا عبد الرحمن بن أبي نصر، وأحمد بن سَلَمَة بن كامل، وعبد الوهاب المَيْداني، وخلق كثير.
وقال أبو الوليد الباجي: هو محدّث مشهور، لا بأس به.
وقال عبد العزيز الكتّانيّ: ثنا عنه عدّة فوق الأربعين، وكان مولده قبل التسعين ومائتين، وكان ثقةً نبيلًا. وقال: توفّي في شعبان.
__________
[1] الميانجي: بفتح الميم والياء وسكون الألف وفتح النون وفي آخرها الجيم: نسبة إلى ميانج، موضع بالشام. (معجم البلدان 5/ 238، اللباب 3/ 278) .
[2] في الأصل «نائب» .

(26/585)


[وفيات] سنة ست وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن علي بن قزقز [1] ، أبو الحسن البغدادي الرّفّاء.
سمع: أبا بكر بن أبي داود، ونَفْطَوَيْه النَّحْوي، ومَكْحُولًا البيروتي.
وعنه: تمّام، ومكّي بن الغَمْر، والحسن بن علي بن سواس، والدمشقيّون.
وكان من جِلَّة المحدّثين.
أحمد بن محمد بن جعفر النَّيْسَابُوري الحواري الكرابيسي المعدّل، أبو الحسن.
سمع السّرّاج، وطبقته.
وعنه: الحاكم.
مات في جُمَادَى الأولى.
أحمد بْن محمد بْن عيسى [2] بن الجرّاح، الحافظ، أبو العباس المصري بن النّحّاس.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 315 رقم 2113.
[2] تهذيب ابن عساكر 2/ 74، حسن المحاضرة 1/ 148، تذكرة الحفاظ 3/ 995، 996 رقم 926، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 194.

(26/587)


أوّل سماعه في سنة خمس وثلاثمائة، وكتب بمصر، والحجاز، والشّام، والعراق، والجبال، وأصبهان، وخُوزستان. ثم ورد على أبي نُعَيم.
بن عديّ جرجان، وانحدر منها إلى جُوَيْن [1] .
أدرك بنَيْسَابور أبا حامد بن الشرقي، ومكّي بن عَبْدان، وبسَرَخْس أبا العبّاس محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي، وسمع بمصر علي بن أحمد علان، وأكثر بالرّيّ عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، إلّا أنّ سماعه بالشّام والعراق ذهب كلّه، وأملى مدّة سنين بنَيْسَابور. وروى عمّن ذكرناه، وعن أبي القاسم البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي عَرُوبة الحَرّاني، وتُوُفّي في آخر سنة ستٍّ، وله خمس وثمانون سنة.
روى عنه: أبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو حازم العبدوي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وأبو عثمان الحيري، والحاكم، وقال: حدّث من حفظه بأحاديث، وكان يتحرّى في مذاكراته الصدور، وهو حافظ.
أحمد بن مسعود [2] ، أبو القاسم الأندلسي البَجَّاني.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أَيْمَن، وأحمد بْن خَالِد بْن الحُبَاب، ومحمد بْن فُطَيْس.
تُوُفّي في نحو هذه السّنة.
أحمد بن نصر بن منصور [3] .
أبان بن عثمان بن سعيد [4] اللَّخْمي الأندلُسي، أبو الوليد.
سمع: محمد بن عبد الملك بن أَيْمَن، وقاسم بن أصبغ، وسعيد بن جابر.
__________
[1] جوين: بضم أوّله وفتح ثانيه وسكون الياء. اسم كورة جليلة على طريق القوافل من بيسطام إلى نيسابور. (معجم البلدان 2/ 192) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 53 رقم 180.
[3] ذكره الحافظ الذهبي دون ترجمة.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 22 رقم 54.

(26/588)


وكان نَحْوِيَّا لُغَويَّا لطيف النظر بصيرًا بالحُجَّة.
تُوُفّي في رجب.
إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم [1] بن أحمد بن داود، أبو إسحاق البلخي المستملي، راوي «البُخاري» عن أبي عبد الله الفَرَبْرِي.
روى عنه الكتاب: أبو ذَرّ عبد بن أحمد الهَرَوِي، وقال: كان من الثّقات المتقنين ببَلْخ.
قلت: طَوّفَ وسمع الكثير، وخَرّج لنفسه مُعْجَمًا، رواه عنه الحافظ أحمد بن محمد بن العبّاس، والبلْخي.
وروى عنه بالأندلس: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدِ الهمذاني.
جعفر بن جحَّاف [2] ، أبو بكر اللَّيْثي قاضي بلنْسِية.
سمع من: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عبد الله بن أبي دُلَيْم.
وكان فقيهًا.
الحسن بن جعفر بن محمد [3] بن الوضّاح، أبو سعيد السّمسار البغدادي الحربي المعروف بالحرفي.
وحدّث عن: أبي شُعَيب الحرّاني، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ومحمد بن الحسن سماعة، ومحمد بن جعفر القتّات، وجعفر الفِرْيابي.
وعنه: أبو القاسم عبد الله بن أحمد الأزهري، وعبد العزيز الأَزْجِي، وعلي بن المحسّن التنُوخي، وجماعة.
قال العتيقي: كان فيه تساهل.
__________
[1] العبر 3/ 1، مرآة الجنان 2/ 406، النجوم الزاهرة 4/ 150، شذرات الذهب 3/ 86، سير أعلام النبلاء 16/ 362، هدية العارفين 1/ 6، 7.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 103 رقم 319.
[3] تاريخ بغداد 7/ 292، 293 رقم 3798، العبر 3/ 1، 2، شذرات الذهب 3/ 86، النجوم الزاهرة 4/ 150.

(26/589)


الحسن بن علي، أبو سعيد الأصبهاني الصّحّاف.
توفّي فيها.
الحسن بن محمد [1] ، أبو محمد الصّلحي [2] الكاتب، أحد الكبار.
ولي كتابة ابن رائق، وناب عنه في الحَضَر، ثم ولي كتابة المطيع.
حكى عنه أبو علي التَّنُوخيّ في نشواره.
الحسين بن جعفر [3] ، أبو القاسم الوَزَّان الواعظ.
سمع: أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود.
وعنه: عبد الله الأزهري، وعبد العزيز الأَزْجِي.
خَلصَة [4] بن موسى بن عمران، أبو إسحاق الزّاهد، من عُبّاد أهل الأندلس.
تُوُفّي في رجب.
قال ابن الفَرَضي: لا أعلَمُني شهدت أعظمَ حَفْلًا من جنازته. وكان زاهدًا بعيد الاسم في الخير.
رشيد بن محمد بن فتح [5] ، أبو القاسم الدّجّاج القُرْطُبي.
سمع: أحمد بن خالد بن الحبَاب، وحجّ فسمع: أبا محمد بن الورد، وابن أبي الموت، وطائفة.
روى عنه: ابن الفَرَضي، وجماعة.
__________
[1] نشوار المحاضرة 1/ 204، 206 و 3/ 178، 182 و 4/ 125 214، 220 و 5/ 64، 69، 73، 75، 77، 79، 80، 81، الوزراء للصابي 133، 135، 238، 354، 359، 360.
[2] الصّلحي: بكسر الصاد وسكون اللام وفي آخرها حاء مهملة. نسبة إلى فم الصلح، وهي بلدة على دجلة قريبة من واسط. (اللباب 2/ 246) .
[3] تاريخ بغداد 8/ 28 رقم 4077.
[4] في الأصل «حصله» والتصويب من (تاريخ علماء الأندلس 1/ 141 رقم 422) .
[5] تاريخ علماء الأندلس 1/ 147 رقم 439 وفيه «رشيد فتح» .

(26/590)


عبد العزيز بن محمد بن مُقَرّن [1] ، أبو القاسم الأصبهاني المعدّل.
سمع محمد بن علي بن الجارود.
وعنه: أبو نُعَيم.
عبد الواحد بن علي بن اللّحياني [2] ، بغداديّ.
سمع: البَغَوِي، وابن صاعد.
وعنه: أبو محمد الخلّال.
قال الخطيب: ثقة.
عبد الله بن داود القُرْطُبي [3] .
سمع: محمد بن عمر بن لبابة، وأحمد بن خالد الحُباب، وحدّث.
عبد الله بن فتح بن فرج [4] بن معروف بن سلام التُّجَيبي، أبو محمد.
[سمع] [5] وهب بن مَسَرَّة، ورحل فسمع بمصر، أبا محمد بن الورد، وابن جامع السُّكَّري، وجماعة.
تُوُفّي في شعبان بطُلَيْطِلة.
عبد الرحمن بن عامر [6] ، أبو المطرَّز [7] القُرْطُبي.
سمع من: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الشامه.
وتُوُفّي في رجب، وله اثنتان وسبعون سنة.
عُبَيْد الله [8] بن أحمد بن يعقوب البغدادي المقرئ، أبو الحسين بن البوّاب.
__________
[1] ذكر أخبار أصبهان 2/ 127.
[2] تاريخ بغداد 11/ 9 رقم 5664.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 239 رقم 739.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 238 رقم 733.
[5] أضفناها على الأصل حيث سقطت منه.
[6] تاريخ علماء الأندلس 1/ 265 رقم 804.
[7] هكذا كناه الذهبي في الأصل، وكناه ابن الفرضيّ بأبي بكر.
[8] في الأصل «عبد» والتصويب من (تاريخ بغداد 10/ 362 رقم 5522، المنتظم 7/ 133 رقم 197) .

(26/591)


سمع: الحسن بن الحسين الصّوّاف، وإسماعيل بن موسى الحاسب، وَمحمد بْن محمد الباغَنْدي، وعبد اللَّه البَغَويّ، وجماعة سواهم.
وعنه: الحسين بن محمد الخلال، وعُبَيْد الله الأزهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو القاسم التنُوخي. ووثّقه الأزهري.
تُوُفّي في رمضان.
قال أبو عمرو الدّاني: قرأ القرآن على أحمد بن علي بن سهل الأَشْناني، وأبي بكر بن مُجاهد.
عُبَيْد الله بن محمد بن سليمان [1] بن بابَوَيْه بن محمد بن جَغُومَا المخرّمي الدّقّاق.
روى عن: جعفر الفِرْيابي، وإبراهيم بن عبد الله المخرّمي، وعلي بن المحسّن التّنُوخي، وغيرهم.
أحاديثه مستقيمة. قاله الخطيب.
عبد الملك بن عبد الواحد بن بن مَحْمَوَيْه الحافظ الإمام، أبو بكر السمرقندي، وكان أبوه بغداديا وجدّه مَوْصِليًّا.
حافظ مُتْقِن. جمع «الأبواب» و «الشرح» و «المقلّين» وأكثر. وكان ثقة إمامًا.
سمع: أبا بكر الشافعي وطبقته، وسمع ما وراء النهر من أبي جعفر محمد بن محمد البغدادي الحمال، ومحمد بن إسحاق العصفري، وأبي بكر بن جنب، وعلي بن محتاج. وكان حريصا على الحديث وكتبه، ولو عاش لكان له شأن.
مات سنة ستّ وسبعين وثلاثمائة، وله إحدى وخمسون سنة.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 363 رقم 5523 وفي الأصل تحريف في نسبه « ... بانويه ... جعوما المحرّمي» .

(26/592)


علي بن الحسن بن رجاء [1] بن طعان [2] ، أبو القاسم الدمشقي المحتسب.
روى عن: محمد بن محرّم، ومحمد بن جعفر بن مَلاس، ومَكْحُول البَيْرُوتي، وعثمان بن محمد الذهبي، وجماعة.
وعنه: عبد الغني بن سعيد الحافظ، ومكّي بن الغَمْر، وعلي بن السّمسار، ومسدَّد بن علي الأملوكي، وعدّة.
وكان كثير السماع. تُوُفّي في شوال.
علي بن الحسن بن جعفر [3] ، أبو الحسين بن كرنيب بن العطّار المخرّمي.
سمع: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وأحمد بن حوالة، والبَغَوِي.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وعبد العزيز الأَزْجي، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
قال أبو بكر الخطيب: كان يتعاطى الحِفْظ، وكان ضعيفًا. سمعت محمد بن عمر الداودي يقول: كان من أحفظ النّاس للمَغَازي، إلّا أنّه كان يضع الحديث ويكذب.
وقال الدَارقُطْنيّ: أَدْخَلَ على دَعْلج وغيره أشياء.
علي بن الحسن بن علي [4] بن مطرّف القاضي، أبو الحسن الْجَرّاحي.
بغداديّ مُكْثِر.
روى عن: حامد بن شعيب، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، والحسين
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 29/ 19، 20، موسوعة علماء المسلمين 3/ 317، 318 رقم 1062.
[2] في الأصل «طعا» .
[3] تاريخ بغداد 11/ 385 رقم 6258.
[4] تاريخ بغداد 11/ 387 رقم 6259، العبر 3/ 2، النجوم الزاهرة 4/ 150، شذرات الذهب 3/ 87، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 157.

(26/593)


بن عفير، والبَغَوِي، وخلق بعدهم.
روى عنه: أبو القاسم عُبَيْد الله الأزهريّ، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري.
وقال البَرْقَانِيّ: لم أكتب عنه شيئًا، كان يتَّهم في روايته عن حامد بن شعيب.
علي بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ أبي السّريّ البكَّائي [2] ، أبو الحسن الكوفي في زمانه.
سمع: محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأبا حصين محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي، وعُبَيْد الله بن بحر بن طيفور، وأبا جعفر أحمد بن فرح بن جبريل العسكري، وجماعة. وأول سماعه سنة تسعين ومائتين.
روى عنه: أبو العلاء صاعد بن محمد البوسنجي، ومحمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، وأبو الحسن بن محمد بن إسحاق بن فدويه، ومحمد بن الحسن بن حمزة اليشكري، وأبو الحسين محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن بيان الدّهّان، وعبيد الله بن علي العجلي الحذّاء، وأبو طاهر محمد بن محمد بن عيسى البكري، وأخوه أبو الحسين محمد بن محمد، وستتّهم من شيوخ أَبَيّ النَّرْسي.
وروى عنه: أبو عبد الله بن باكَوَيْه، وطائفة.
قال أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن خرجه النَّهَاوَنْدي: تُوُفّي شيخنا البكّائي في ثالث عشر ربيع الأوّل سنة ستّ وله تسع وتسعون سنة.
__________
[1] العبر 3/ 2، النجوم الزاهرة 4/ 150، شذرات الذهب 3/ 87، الأنساب 2/ 270، سير أعلام النبلاء 16/ 309- 311 رقم 218، غاية النهاية 1/ 548.
[2] البكّائي: بفتح الباء الموحّدة، وتشديد الكاف وفي آخرها الياء المثناة من تحت. نسبة إلى البكّاء، وهو: ربيعة بن عامر بن صعصعة من بني عامر. (اللباب 1/ 168) .

(26/594)


علي بن محمد بن يَنال [1] العُكْبَرِي الحافظ.
روى عن: أحمد بن الفضل بن خُزَيْمَة، ومحمد بن جعفر العسكري.
سمع وهو كبير.
روى عنه: عبد العزيز الأَزْجِي.
وقال عبد الواحد بن علي الأسدي: سمع ابن يَنَال وتعلّم الخط كبيرًا، ورُزِق [2] من المعرفة والفَهْم شيئًا كثيرًا.
تُوُفّي سنة ستٍّ.
عَلَى بْن محمد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بن رزين، أبو الحسن الباساني الهَرَوي.
روى عن جدّه، عن محمد بن إبراهيم العوّام، وأبي إسحاق البزّاز.
روى عنه: أبو يعقوب القَرَّاب، والحسن بن علي النّصْروي.
تُوُفّي في ربيع الأول، وكان من العدول.
عمر بن علي بن يونس [3] القطّان.
حدّث ببغداد في هذه السنة عن أبي عَرُوبة الحرّاني.
روى عنه: عُبَيْد الله الأزهري، والحسين الْجَوْهَرِي.
وكان صَدُوقًا.
عمر بن محمد بن إبراهيم [4] بن محمد بن سَبَنْك [5] ، أبو القاسم البَجَلي البغدادي.
__________
[1] تذكرة الحفاظ 3/ 1004 رقم 937، شذرات الذهب 3/ 93، وفيه «نبال» ووفاته سنة 378 هـ.
[2] في الأصل «رزقه» .
[3] تاريخ بغداد 11/ 261 رقم 6021.
[4] تاريخ بغداد 11/ 261 رقم 6023، المنتظم 7/ 133 رقم 198، العبر 3/ 2، النجوم الزاهرة 4/ 150، شذرات الذهب 3/ 87، سير أعلام النبلاء 16/ 378 رقم 369.
[5] هكذا ضبطه في (المشتبه في أسماء الرجال 1/ 352) .

(26/595)


سمع: محمد بن حبّان الباهلي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن محمد الباغَنْدي، وجماعة.
وعنه: القاضي عبد الوهاب المالكي، وأبو القاسم عُبَيْد الله الأزهري، وأبو القاسم التنُوخي، وخلق سواهم.
وكان ثقةً. نابَ [1] في الحُكْم بسوق الثلاثاء، وقال: أول ما كتبت سنة ثلاثمائة عن محمد بن حِبّان.
ومولده في سنة إحدى وتسعين ومائتين. وهو من ذرّيّة جرير بْن عَبْد اللَّه، رَضِيَ اللَّه عَنْهُ.
قَسّام الحارثيّ [2] ، من أهل قرية تلفيتا من جبل سَنّير [3] .
كان ينقل التراب على الحمير، ثم اتّصل بأحمد بن الجصطار من أحداث دمشق فكان من حزبه، وتنقّلت به الأحوال، وكثُر أعوانه حتى غَلَب على دمشق، فلم يكن لنُوّابها معه أمر، إلى أن نَدَبُوا له من مصر جيشًا، عليهم بلتكين الذي ذكرنا ترجمته من قريب، فحارب قَسّامًا أو قوي عليه، فضَعُف أمر قَسّام، فاختفى أيّامًا، ثم استأمر، فقيَّدُوه وحملوه إلى مصر، فعُفِي عنه.
وقد مدحه عبد المحسن الصّوري [4] بقصيدة [5] .
__________
[1] في الأصل «ثابت» والتصويب من مفهوم نص ابن الجوزي حيث قال: «ثم استخلفه أبو محمد بن معروف على الحكم بسوق الثلاثاء وحريم دار الخلافة» . (المنتظم 7/ 131) .
[2] ذيل تاريخ دمشق 21 وما بعدها، الكامل في التاريخ 8/ 697 و 9/ 6- 8. أمراء دمشق 68 رقم 215، تاريخ دمشق- تحقيق د. المنجد- ق 1 ج 21/ 172، ديوان عبد المحسن الصوري 2/ 21 و 147، دول الإسلام 1/ 230، العبر 3/ 2، اتعاظ الحنفا 1/ 239- 241 و 249- 251 و 253- 259، الدرّة المضيّة 177 و 190 و 191 و 195 و 196 و 198 و 206 و 207 و 209، النجوم الزاهرة 4/ 114، 115، شذرات الذهب 3/ 87.
[3] جيل سنّير: بفتح أوله وتشديد النون المكسورة بين حمص وبعلبكّ على طريق دمشق.
[4] هو عَبْد المحسن بْن محمد بْن أحمد بْن غالب بن غلبون الصوري. (339- 419 هـ.) وقد نشر ديوانه وحقّقه مكّي السيد جاسم وشاكر هادي شكر، في جزءين، ببغداد 80- 1981.
وقد نشرنا دراسة نقدية عن الديوان في: مجلّة مجمع اللغة العربية الأردني- العدد 23 سنة 1982.
[5] مطلعها:

(26/596)


حملوه إلى مصر في هذه السنة ولم ير له ذِكرًا بعدها.
وقال القفطي: تغلّب على دمشق رجل من العَيّارين فعُرف بقَسّام وتحصّن بها، وخلف على صاحب مصر، فسار لحربه الأمير فضل من مصر، فحاصر دمشق، وضاق بأهلها الحال، فخرج قسَّامُ متنكّرًا، فأخذته الحرس، فقال: أنا رسول، فأحضروه إلى فضل فقال: بعثني قسّام إليك لتحلف له وتُعَوّضه عن دمشق بلدًا يعيش فيه، وقد بعثني إليك سرًّا، فحلف الفَضْل له، فلمّا توثّق منه قام وقبّل يده وقال: أنا قسّام، فأعجب به الفضل، وزاد في إكرامه.
فردّ إلى البلد، وسلّمه إليه، وقام له بكل ما ضمنه، وعوّضه موضعًا عاش فيه، وأحسن العزيز صِلَتَه. ذكر القفطي أنّ ذلك كان في سنة تسعٍ وستّين. ثم قال: وذكر بعضهم أنّ أَخْذَ دمشق من قسّام كان في سنة اثنتين وسبعين.
قلت: وهو يتحدّث النّاس أنّه ملك دمشق، وأنه قسيم الزّبّال. وكان سلمان [1] بن جعفر بن فلاح قد قدِم دمشقَ في جيش، فنزل بظاهرها، ولم يمكن دخولها، فبعث إليه قَسّام بخطّه: أنا مقيم على الطّاعة، فورد البريد إلى سلمان إن يرتحل عن دمشق. وولي دمشق أبو محمود المغربي، ولم يكن له أيضًا مع قسّام أمر ولا عَقْد ولا حَلّ، فهذا ما عندي من خبر قسّام.
محمد بن أحمد بن محمد بن شاذان بن الخليل، أبو عمرو الخَفَّافِ القُهُنْدُزي الزّاهد.
سمع: أبا العبّاس بن السّرّاج، وزِنْجَوَيْه بن محمد، وجماعة.
وتُوُفّي في رمضان.
__________
[ () ]
كم نهتهم صبابتي وغرامي ... عن ذمي فما انتهوا عن ملامي
سكروا سكرة المدام فظنّوا ... أنّ سكر الهوى كسكر المدام
(ديوان الصوري ج 2/ 21 رقم 412، تاريخ دمشق 2/ 9 (المخطوط) ، وتهذيب ابن عساكر 1/ 255) .
[1] في الأصل «وقال» .

(26/597)


روى عنه: الحاكم، وغيره.
محمد بن أحمد بن حمدان [1] بن علي بن عبد الله بن سِنَان، أبو عمرو بن الزّاهد أبي جعفر الحيريّ النَّيْسَابُوري. الزّاهد المقرئ المحدّث النّحوي.
كان المسجد فِراشَه نيّفًا وثلاثين سنة، ثم لما عُميَ وضَعُف نقلوه إلى بعض أقاربه بالحِيرة من نَيْسَابُور. رحل به أبوه.
قال الحاكم: سماعاته صحيحة، وصحِب الزُّهّاد، وأدرك أبا عثمان الحِيري الزّاهد، وسمع سنة خمسٍ وتسعين ومائتين.
سمع: أبا بكر محمد بن زنْجَوَيْه بن الهَيْثَم، وأبا عمرو أحمد بن نصر، وجعفر بن أحمد الحافظ، ورحل فسمع من الحسن بن سفيان سنة تسعٍ وتسعين مُسْنَدَه، ومُسْنَدَ شيخه أبي بكر بن أبي شيبة، ومن أبي يعْلى المَوْصِلي مُسْنَده، ومن عَبدان الأهوازي، وعمران بن موسى بن مُجاشع، وزكريّا بْن يحيى السّاجي، وأحمد بن يحيى الصُّوفي، والهيثم بن خلَف الدُّوري، وحامد بن شُعَيْب، ومحمد بن جرير الطّبري، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدّويْرِي، وعلي بن سعيد العسكري، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبي العبّاس السّرّاج، وابن خُزَيْمَة.
روى عنه: الحاكم أبو عبد الله، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو سعيد محمد بن علي النّقّاش، وأبو العلاء صاعد بن محمد الهَرَوِي، وأبو حفص بْن مسرور، وعبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوذِي، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البَحِيري، وآخرون.
وهو أخو أبي العبّاس محمد نزيل خوارزم شيخ البرقاني.
__________
[1] طبقات الشافعية الكبرى 2/ 107، الوافي بالوفيات 2/ 46 رقم 321، ميزان الاعتدال 3/ 16، العبر 3/ 3، النجوم الزاهرة 4/ 150، شذرات الذهب 3/ 87، بغية الوعاة 1/ 22 رقم 33، المشتبه في أسماء الرجال 1/ 186، المنتظم 7/ 134 رقم 201.

(26/598)


وقال الحاكم: وُلد له بنت وهو ابن تسعين سنة، وتُوُفّي وزوجته حبْلَى، فبلغني أنّها قالت له عند وفاته: قد قرُبَت ولادتي. فقال: سلّمته إلى الله تعالي، فقد جاءوا ببراءتي من السماء، فتشهّد ومات في الوقت، رحمه الله.
قال: وتوفّي في ذي القعدة في الثامن والعشرين منه، وهو ابن ثلاثٍ أو أربعٍ وتسعين سنة. وصلّى عليه أبو أحمد الحاكم الحافظ.
قلت: قد وقع لنا بالإجازة جُملةٌ من عَوَاليه، وله جُزْءُ سؤالات كان يحفظه، وقع لي أيضًا بعُلُوّ قراءته على ابن عساكر، عن أبي رَوْح، أنا زاهر، أنبا أبو سعد الكَنْجَرُودِي، عنه.
وقال ابن طاهر: كان يتشيّع.
محمد بْن أحمد بْن محمد [1] بْن أبي صالح، أبو بكر البغدادي نزيل بَلْخ.
روى عن: أبي شُعَيْب الحَرّاني، وجماعة.
وهو مُتَكَلَّمٌ فيه.
محمد بن العبّاس بن يحيى [2] الأموي مولاهم، الحلبي نزيل الأندلس.
سمع: أبا الْجَهْم بن طِلاب بمَشْغَري [3] ، ومحمد بن عبد الله مَكحُولًا ببيروت، وأبا عَرُوبة بحَرّان، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز الأنماطي بحلب، ومحمد بن سعيد الترخمي بحمص.
وفَدَ على المستنصر باللَّه خليفة الأندلس، فروى عنه أبو بكر محمد بن الحسن الزّبيدي، وأبو الوليد عبد الله بن الفَرَضي، وقال: كتبت عنه وقد كُفَّ بَصَرُهُ، وتُوُفّي في هذه السنة.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 345 رقم 267، المنتظم 7/ 133 رقم 199.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 114، 115 رقم 1404، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 4/ 217، 218 رقم 1457.
[3] مشغرى: بالفتح ثم السكون وغين معجمة، وراء. قرية من قرى دمشق من ناحية البقاع.
(معجم البلدان 5/ 134) .

(26/599)


قلت: هذا كان أسند من تحريره بالأندلس، ولكن لم يأخذوا عنه كما ينبغي.
محمد بن عبد اللَّه بن عبد العزيز [1] بن شاذان، أبو بكر الرازي الواعظ، والد المحدّث أبي مسعود أحمد بن محمد البَجَلي.
روى عنه: يوسف بن الحسين الرازي، وأبي بكر بن الأنباري، وأبي يعقوب النّهرجوري، وأبو محمد البربهاري الحنبلي، وخير النّسّاج، وأبو العبّاس بن عطاء.
كان قد تتبّع ألفاظ الصُّوفيه، وجمع منها الكثير.
ورد نَيْسَابُور سنة أربعين وثلاثمائة، والمشايخ متوافرون، وهو محمود عند جماعتهم في التصوّف وصحبة الفقراء.
قال الحاكم: كتبت عنه، ورأيته ببُخَارى، فلما قدِمتُ الرّيّ سنة سبعٍ وستّين صادفته بها، وقد انتسب، وأملى عليهم أنّه مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أيّوب بن يحيى بن الضّريس البَجَلي، فخَلَوْتُ به وزجرته، فانزجر، ونزل عن ذلك النّسب، ولو اشتهر ذلك بالرّيّ لآذُوه، فإنّ محمد بن أيوب لم يعقِب ولدًا. ثم التقينا سنة سبعين، فأخذ يحدّث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدّث بالمسانيد، والله يرحمنا وإيّاه.
قلت: يروي عنه أبو عبد الرحمن السّلمي [2] حكايات مُنْكَرَة من حكايات القوم، وتُوُفّي فِي جُمَادَى الآخرة، وروى عَنْهُ أيضًا أبو عَبْد الله بْن باكَوَيْه، عن رجل، عن الكُدَيْمي، وأبو نُعَيم الحافظ، وأبو حازم العَبْدَوِي، وجماعة.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 464، 465 رقم 3006، المنتظم 7/ 134 رقم 202، العبر 3/ 3، مرآة الجنان 2/ 406، الوافي بالوفيات 3/ 308 رقم 1358، النجوم الزاهرة 4/ 150، شذرات الذهب 3/ 87، تاريخ التراث العربيّ 2/ 486، 487 رقم 43، سير أعلام النبلاء 16/ 364، 365، لسان الميزان 5/ 230، ميزان الاعتدال 3/ 606، 607.
[2] طبقات الصوفية، انظر فهرس الأعلام حيث يروي عنه كثيرا.

(26/600)


حكى عن الشَّبْلي أيضًا، ولا تَرْكنُ النَّفْسُ إلى ما يحكيه، فإنّه جريء قليل الحياء، نسأل الله العَفْوَ.
محمد بن علي بن أبي زيد، أبو بكر الصدفي المصري.
يروى عن: أبي جعفر الطّحَاوِي.
محمد بن علي بن عمر الصّيْدَناني القِزْويني.
سمع: إسحاق بن محمد الكَيْسَاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن القاسم المحاربي الكُوفي.
وقد مرّ أخوه حسن سنة اثنتين.
محمد بن عثمان بن سعيد بن محاسن [1] ، أبو عبد الله الأندلسي الشاعر.
مدح الخلفاء والكبار، وتُوُفّي بأسْتِجَة في ذي الحجّة.
محمد بن أبي عمرو محمد بن جعفر بن مطر أبو أحمد النّيسابوري.
سمع: من ابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
وعاش ثمانين سنة، وخرّج له أبوه فوائد.
محمد بن نجاح بن عبد الرحمن [2] بن علقمة، أبو القاسم القُرْطُبي.
روى عن: قاسم بن أصبغ، وغيره، وتولّى قضاء طُلَيْطِلة.
هشام بن محمد بن قُرّة، أبو القاسم الرّعيني المصري.
يروي عن: ابن قُدَيْد، والطّحَاويٍ، وأبي بِشْر الدُّولابي.
تُوُفّي في ذي القعدة، وكان ثقة.
روى عنه: الحافظ عبد الغني، ومحمد بن أحمد بن شاكر القطّان، ويحيى بن علي الطّحّان، وإسماعيل بن عبد الرحمن النّحّاس.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي (تاريخ علماء الأندلس 2/ 87 رقم 1349) «محامس» ، وأثبته الصفدي «محاسن» في (الوافي بالوفيات 4/ 83 رقم 1547) .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 87 رقم 1348.

(26/601)


الوليد بن أحمد بن الوليد [1] ، أبو العبّاس الزَّوْزَني الواعظ العارف.
سمع: أبا حامد بن الشرفي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المَحَاملي، وأبا سعيد بن الأعرابي، وخَيْثَمة الأطرابُلُسي.
وعنه: الحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو نُعَيم.
قال الحاكم: كان من علماء الحقائق وعُبّاد الصُّوفية.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وقال النّقّاش: أبو العباس حكيم زمانه، له مصنّفات لا يخفى على من نظر في كتبه قد وهب الله له من الحكم. كتب الحديث الكثير ورواه، ثم روى عنه النقاش أحاديث ومواعظ.
يحيى بن مالك بن عائذ [2] ، أبو زكريّا الأندلسي الحافظ.
سمع: عبد الله بن يونس المرادي، وأبا عمر أحمد بن محمد بن عبد ربّه بقُرْطُبَة، وطائفة. رحل فسمع: أبا سهل بن زياد القطّان، ودَعْلَج بن أحمد، والطبقة.
روى عنه: الحسن بن رشيق أحد شيوخه، ويحيى بن علي الحضرمي بن الطّحّان، ومحمد بن أحمد بن القاسم بن المَحاملي، وأبو الوليد بن الفَرَضي.
أملى بجامع قُرْطُبة.
قال التَّنُوخيّ: في «النّشْوار» [3] إنّه حضر مجلس أبي الفرج صاحب «الأغاني» فقال: لم نسمع بمن مات فُجَاءَةً على المنبر؟ فقال شيخ أندلسيّ
__________
[1] الأنساب 281 ب، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 45/ 317- 319، معجم البلدان 3/ 158، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 5/ 172 رقم 1788.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 193 رقم 1599، تذكرة الحفاظ 3/ 1003، 1004 رقم 936، شذرات الذهب 3/ 93 وفيه وفاته 378 هـ، جذوة المقتبس 379- 381، بغية الملتمس 507، 508، سير أعلام النبلاء 16/ 421، 422 رقم 307، طبقات الحفاظ 398 وقد مرّ في السنة الماضية.
[3] نشوار المحاضرة 4/ 57.

(26/602)


قد لزم أبا الفرج اسمه يحيى بن مالك بن عائذ إنّه شاهد في جامع بلده بالأندلس خطيب البلد وقد صعِد يوم جُمُعَةٍ ليخطُب، فلما بلغ يسيرًا [من خطبته] [1] خَرَّ مَيتًا فوق المنبر، فأُنْزِل، وطُلِب في الحال من رَقي المنبر، فخطب وصلّى الجمعة بنا.
قال الحبّال: مات ابن عائذ الأندلسي في شعبان سنة [ستّ] [2] وسبعين.
__________
[1] ما بين الحاصرتين إضافة من النشوار.
[2] ساقطة من الأصل.

(26/603)


[وفيات] سنة سبع وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن محمد بن أحمد [1] ، أبو الفضل الفارساني [2] .
حدّث بجُرْجَان عن: الحسن بن سفيان.
وعنه: حمزة السّهْمي.
أحمد بن خلف بن محمد بن فرتون، أبو عمرو الأندلُسي الزّاهد.
مُكْثِرٌ عن: وهب بن مَسَرّة، وحجّ فسمع من أبي محمد بن الورد، وأبي علي السَّيُوطي، وخلق.
وكان ثقةً ورِعًا متعبّدًا.
روى عنه: أبو محمد بن ذنين، والصّاحبان أبو إسحاق بن سنطير، وأبو جعفر بن ميمون.
ومات كهلًا، وكان مُجَاب الدَّعْوة.
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن علي، أبو الْحَسَن المناسكي النَّيْسَابُوري.
سمع: أبا سعيد عبد الرحمن بن الحسين، وطبقته.
وعنه: الحاكم.
__________
[1] تاريخ جرجان 113 رقم 90.
[2] في الأصل «الفارماني» والتصويب من تاريخ جرجان.

(26/605)


أحمد بن يوسف بن يَعْقُوبَ [1] بن البَهْلُول، أبو الحسن التنُوخي البغدادي. من بيت عِلْم وحِشْمة.
سمع: عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن جرير، ومحمد بن محمد الباغَنْدي.
روى عنه: ابنته [2] طاهرة [3] ، وعلي بن المحسّن التنُوخي، وكان صحيح السّمَاع.
وذكر ابن أبي الفوارس أنّه كان داعيةً إلى الاعتزال.
وقال غيره: كان عارفًا باللُّغة والنَّحْو والكلام، وهو من بقايا بيته.
أبيض بن محمد بن أبيض [4] بن الأسود بن نافع، أبو العبّاس، ويقال أبو الفضل المصري القُرَشِي الفَهْري.
آخر من روى عن: أبي محمد النَّسَائي مجلسين.
روى عنه: الحافظ عبد الغني الأزدي، وعبد الملك بن عبد الله بن مسكين الشافعي، ويحيى بن علي بن الطّحّان.
ومولده سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين.
وروى أبو محمد بن النّحّاس، عن محمد بن أبيض، عن عبد السلام بن أحمد.
إسحاق الأمير [5] أبو محمد بن المقتدر باللَّه.
ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وعاش ستّين سنة. وتُوُفّي في ليلة الجمعة سابع عشر ذي القعدة، وغسّله أبو بكر بن أبي موسى الهاشمي،
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 221 رقم 2697، المنتظم 7/ 136 رقم 204، الكامل في التاريخ 9/ 51.
[2] في الأصل «أبنية» .
[3] في الأصل «طاهر» ، والتصويب من تاريخ بغداد.
[4] العبر 3/ 4، حسن المحاضرة 1/ 157، شذرات الذهب 3/ 88، تذكرة الحفاظ 3/ 972.
[5] الكامل في التاريخ 9/ 51، المنتظم 7/ 137 رقم 208، شذرات الذهب 3/ 88، الوافي بالوفيات 8/ 408، العبر 3/ 4، البداية والنهاية 11/ 306.

(26/606)


وصلّى عليه ابنه القادر باللَّه الذي استُخْلِف بعد الطائع للَّه.
أَمَةُ الواحد [1] بنت الواحد القاضي أبي [2] عبد الله الحسين بن إسماعيل المَحامِلي.
رَوَتْ عن: أبيها، وإسماعيل الورّاق، وعبد الغافر بن سلامة، وحفظت القرآن والفقه على مذهب الشافعي والفرائض والدَّور والعربية، وغير ذلك من العلوم الإسلامية.
روى عنها: الحسن بن محمد الخلال، وغيره.
وهي أُمّ القاضي أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المَحَاملي.
قال ابن أخيها أحمد بن عبد الله: اسمها سُتَيْتَة، كانت من أحفظ النّاس للفقه.
وقال أبو بكر البَرْقَانِيّ: كانت بنت المَحَاملي تُفْتي مع أبي علي بن أبي هُرَيْرَة.
تُوُفَّيَت في رمضان.
بكر بن أحمد بن البغدادي القِزْوِيني الشافعي.
سمع: محمد بن أبي عَمَارة.
وعنه الخليلي.
جعفر ابن [3] الخليفة المكتفي علي بن المعتضد بن الموفْق العبّاسي.
مات أبوه وله سنة، فدخل في علم الفلاسفة وبرع في التنجيم.
حكى عنه أبو علي التَّنُوخيّ في «النشوار» ، وكان عضُدُ الدولة يحترمه.
__________
[1] تاريخ بغداد 14/ 442، 443 رقم 7820، المنتظم 7/ 138 رقم 212 تحت اسم «ستيته» ، العبر 3/ 4، الوافي بالوفيات 9/ 387 رقم 4317، مرآة الجنان 2/ 407، البداية والنهاية 11/ 306، دول الإسلام 1/ 231، النجوم الزاهرة 4/ 152، شذرات الذهب 3/ 88، المشتبه 1/ 353.
[2] في الأصل «أبو» .
[3] في الأصل: جعفر بن أحمد بن البغدادي الخليفة ... » والتصويب من: المنتظم 7/ 137 رقم 209، الوافي بالوفيات 11/ 113، 114 رقم 192، البداية والنهاية 11/ 306.

(26/607)


جعفر بن محمد بن أحمد [1] بن إسحاق البهلول، أبو [2] محمد التَّنُوخيّ الأنباري، ثم البغدادي المقرئ.
ولد سنة ثلاث وثلاثمائة، وكان يقرأ بحرف عاصم، وحمزة، والكسَائيّ، وسمع هو وأخوه من: البَغَوِي، وأبي بكر بن أبي داود، وابن المجدّر، وأبي اللَّيْث الفرائضي، وجدّه أحمد بن إسحاق.
وعُرِض عليه قضاء بغداد، فأباه تورُّعًا وتزهُّدًا.
روى عنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، ومات في جمادى الآخرة.
لا أستحضر من قرأ عليه.
الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار [3] ، أبو علي الفارسي الفَسَوِي النّحوي صاحب التصانيف.
عنده جُزْءٌ عالٍ رواه عن علي بن الحسين بن معدان صاحب إسحاق ابن راهَوَيْه.
روى عنه: عُبَيْد الله الأزهري، وأبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو محمد الْجَوْهَري.
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 232، 233 رقم 3720، المنتظم 7/ 137، 138 رقم 210، الوافي بالوفيات 11/ 151 رقم 238.
[2] في الأصل «ومحمد» .
[3] تاريخ بغداد 7/ 275، 276 رقم 3763، المنتظم 7/ 138 رقم 211، العبر 3/ 4، بغية الوعاة 1/ 496 رقم 1030، البداية والنهاية 11/ 306، مرآة الجنان 2/ 406، الوافي بالوفيات 11/ 376- 379 رقم 544، الفهرست 64، نزهة الألباء 387، الإمتاع والمؤانسة 1/ 129، الصلة لابن بشكوال 1/ 141، معجم الأدباء 7/ 232، الكامل في التاريخ 9/ 17، إنباه الرواة 1/ 273، وفيات الأعيان 2/ 80 رقم 163، غاية النهاية 1/ 206، سير أعلام النبلاء 10/ 243، تذكرة الحفاظ 3/ 972، دول الإسلام 1/ 180، ميزان الاعتدال 1/ 480، طبقات القراء 1/ 206، لسان الميزان 2/ 195 رقم 883، النجوم الزاهرة 4/ 151، شذرات الذهب 3/ 88، الحياة الثقافية في طرابلس الشام (للمحقق) 210، 211، وانظر: أبو علي الفارسيّ، حياته ومكانته بين أئمة العربية- د. عبد الفتاح إسماعيل شلبي- طبعة مصر 1377 هـ، طبقات النحويين واللغويين 130، معجم البلدان 4/ 261، ميزان الاعتدال 1/ 480، 481، المزهر 2/ 420، روضات الجنات 218، 219، هدية العارفين 1/ 272.

(26/608)


وُلد بفَسَا وقدِم بغداد وسكنها، وأخذ عن علمائها كالزَّجّاج، وأبي بكر السّرّاج، وأبي بكر مبرمان، وأبي بكر الخيّاط، ودخل الشام وأقام بطرابُلس ثم بحلب، وخدم سيف الدولة، ثم رجع إلى بغداد، وأقبل على الاشتغال والتصنيف، وعَلَتْ منزلته في النَحو حتى فَضَّله بعض تلامذته على المُبَرَّد، وخدم الملوك ونفق عليهم.
قال السلطان عضُدُ الدولة: أنا غلام أبي علي الفارسي في النَّحْو، وغلامُ أبي الحسين الرّازي في النّجوم [1] .
ومن أصحابه: أبو الفتح عثمان بن جِني، وعلي بن عيسى الربعي.
وكان مُتَّهَمًا بالإعتزال، صنّف كتاب «التذكرة» وهو كبير، وكتاب «الإيضاح» و «التكملة» ، وصنّفه لعَضُد الدولة، وكتاب «الحُجَّة في القراءات وعِلَلها» ، وكتاب «المقصور والممدود» ، وكتاب «ما أغفله الزَّجَّاج في معاني القرآن» ، وكتاب «العوامل المائة» ، و «المسائل العسكرية» و «المسائل البصرية» و «المسائل المجلسيّات» و «المسائل العصريات الشيرازية» و «المسائل المذهبيات» و «المسائل الكرمانية» ، وغير ذلك.
وتُوُفّي ببغداد في ربيع الأوّل، وله تسعٌ وثمانون سنة.
الحسن بن محمد، أبو الحسين الإصبهاني المذكّر.
سمع: إِبْرَاهِيم بْن محمد بْن مَتُّوَيْه، ومحمد بْن يحيى البْصري، صاحب عبد الأعلى بن حمّاد.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم الحافظ.
الحسين بن حلبس بن حَمَويْه، أبو عبد الله القِزْويني.
سمع: العبّاس بن الفضل بن شاذان، وأبا العبّاس الرّازيَّيْن، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النَّيْسَابُوري.
روى عنه: أبو يعلى الخليلي، ووثّقه.
__________
[1] تاريخ بغداد 6/ 275، 276.

(26/609)


سليمان بن أيّوب بن سليمان [1] بن البلكائش، أبو أيّوب القوطي [2] القُرْطبي.
سمع: أباه، وابن لُبَابة، وأحمد بن بَقِيّ بن مَخْلدَ، ومحمد بن أَيْمن، وأسلم بن عبد العزيز، وجماعة.
وكان فقيهًا مالكيا زاهدًا خاشعًا بكّاءَ. روى الكثير.
أخذ عنه ابن الفرضيّ وجماعة كثيرة، وكان من أهل العلم والنظر، بصيرًا بالاختلاف، حافظا للمذاهب، مائلا إلى الحُجّة والدّليل.
تُوُفّي في شعبان.
شاه بن محمد بن جبريل، أبو [3] الحسين النَّسفي، واسمه: محمد.
روى عن: محمود بن عفير صاحب عُبَيْد بن حميد.
وعنه: جعفر المُسْتَغْفِرِي.
عبد الله بن أحمد بن محمد الأبْرِيسَمي [4] الهَرَوي.
سمع: حاتم بن محبوب.
وعنه: الحاكم، وجماعة.
قد سمع من: السّرّاج، وابن خُزَيْمَة، وأبا حامد الحَضْرَمي.
عَبْد الله بْن عُمَر بْن أَحْمَد [5] بن محمد، أبو الفرج المقرئ النّاقد.
شيخ بغداديّ.
روى عن أبي عبد الله المحاملي، وغيره.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 188 رقم 566، جذوة المقتبس 224 رقم 451، بغية الملتمس 299 رقم 766، تاريخ العلماء 1/ 222 رقم 566، الوافي بالوفيات 15/ 354 رقم 500.
[2] في الأصل «الغوطي» .
[3] في الأصل «أبي» .
[4] الأبريسمي: بفتح الألف وسكون الباء وكسر الراء وسكون الياء وفتح السين وفي آخرها الميم. هذا اللفظ لمن يعمل الأبريسم والثياب منه ويبيعها ويشتغل بها. (اللباب 1/ 25) .
[5] تاريخ بغداد 10/ 23 رقم 5141.

(26/610)


وعنه: علي بن عبد العزيز الطّاهري.
عبد الله بن محمد بن الْجُنَيْد الأصبهاني. ثقة دَيَّن.
سمع: أحمد بن محمد بن السَّكَن.
وعنه: ابن أبي علي الذّكْوَاني، وأبو نُعَيم.
عبد الواحد بن علي بن خشيش [1] ، أبو القاسم البغدادي الورّاق.
سمع: أبا القاسم البَغَوِي، وابن صاعد.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وغيره، وهو ثقة.
عُبَيْد اللَّه بن محمد بن عابد [2] ، أبو محمد البغدادي الخلال. شيخ ثقة.
سمع: أحمد بن محمد البراني، وإبراهيم بن شَريك الأَسَدي، وعبد اللَّه بْن إِسْحَاق المدائني، ومحمد بْن صالح بن ذريح.
وعنه: عبيد الله الأزهري، وأبو محمد الحسن الخلال، وأحمد بن رَوْح.
عاش ستًّا وثمانين.
علي بن محمد بن أحمد [3] بن نُصَيْر بن عَرَفَة الثَّقَفِي البغدادي، أبو الحسن بن لولو الورّاق.
سمع حمزة بن محمد الكاتب، وإبراهيم بن شَرِيك، وعبد الله بن ناجية، والفِرْيابي، وإبراهيم بن هاشم البغوي، وزكريّا بن يحيى الشامي، ومحمد بن المجدّر، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو محمد الخلال، وأحمد بن محمد
__________
[1] في الأصل «حشيش» ، والتصحيح من تاريخ بغداد 11/ 9 رقم 5665.
[2] تاريخ بغداد 10/ 363 رقم 5524، المنتظم 7/ 139 رقم 213.
[3] تاريخ بغداد 12/ 89 رقم 6505، المنتظم 7/ 140 رقم 217، العبر 3/ 4، 5، مرآة الجنان 2/ 407، شذرات الذهب 3/ 90، المشتبه في أسماء الرجال 2/ 675 (في الحاشية) ، تذكرة الحفاظ 3/ 972.

(26/611)


العتيقي، وأبو القاسم التَّنُوخي، والحسن بن علي الْجَوهَري، وآخرون.
وُلد سنة إحدى وثمانين ومائتين.
قال البَرْقَانِيّ: كان ابن لولو يأخذ العِوَض على الحديث دَانِقَيْن، يعنى أنّ نَفْسَه دَنِيّة. قال: وكانت حاله حسنة من الدنيا، وهو صَدْوق، غير أنّه رديء الكتاب، أي سيّئ النقل. قال: وصحّف مرة: عن يحيى، عن أَبَيّ قال: عن عن، عن أبيّ.
وقال عُبَيْد الله الأزهري: ابن لولو ثقة.
وقال أبو القاسم التَّنُوخيّ: حضرت عند ابن لولو مع أبي الحسين البيضاوي ليقرأ عليه حديث إبراهيم بن هاشم، وكان قد ذكر له عدد مَن يحضر، ودَفَعْنا إليه دراهم، فرأى في جملتنا واحدًا زائدًا على العدد، فأمر بإخراجه، فجلس الرجل في الدَّهْليز، فجعل البيضاوي يرفع صوته ليسمع الرجل، فقال له ابن لولو: يا أبا الحسين أَتُقَاضي عليّ وأنا بغداديّ بأبطاقي [1] ، ورّاق، صاحب حديث، شيعيّ، أزرق كوسج، ثم أمر جاريته بأن تجلس وتدقّ في الهَاوِن أَشْنَانًا، حتى لا يصل الصوتُ.
وقال العتيقي: تُوُفّي ابن لولو، وكان أكثر كُتُبِه بخطّه، وقال: لا يفهم الحديث إنّما يُحْمَل أمره [على] [2] الصدق.
[تُوُفّي] [3] في محرّم سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
عليَّ بن محمد بن إبراهيم [4] بن خُشنام، أبو الحسن المالكي المقرئ.
قرأ القرآن على أبي بكر محمد بْن موسى بْن محمد بْن سليمان الزينبي صاحب قُنْبُل، وعلي بن محمد بن يعقوب المعدّل.
__________
[1] هكذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «باب طاقي» .
[2] إضافة من تاريخ بغداد.
[3] سقطت من الأصل.
[4] معرفة القراء 1/ 271 رقم 6.

(26/612)


قرأ عليه: محمد بن الحسين الكارزيني، ومسافر بن الطّيّب، وغيرهما.
علي بن محمد بن القاسم [1] بن بلاغ، أبو الحسن الدمشقي المقرئ، إمام الجامع.
سمع: أبا الدّحْداح أحمد بن محمد، وجماعة.
وعنه: أبو نصر الْجَبَّان، وعلي بن موسى السّمسار، وغيرهما.
تُوُفّي في ربيع الأخر.
عليّ [2] بْن محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن بِشْر، أبو الحسن الأنطاكي المقرئ الفقيه الشافعي.
قرأ ببلده على إبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكي بالرّوايات، وصنّف قراءة وَرْش، ودخل الأندلس في سنة اثنتين وخمسين، وكان بارعًا في القراءات.
قال أبو الوليد الفَرَضي [3] : أَدْخَل الأندلس علمًا جمًّا، وكان بصيرًا بالعربيّة والحساب، وله حظّ من الفقه. قرأ الناس عليه وسمعت أنا منه، وكان رأسًا في القراءات، لا يتقدّمه أحد في معرفتها في وقته. وكان مولده بأنطاكية سنة تسعٍ وتسعين ومائتين، ومات بقُرْطُبة في ربيع الأوّل.
قلت: قرأ عليه أبو الفرج الهَيْثمَ الصّبّاغ، وإبراهيم بن مبشّر المُقْرِئان، وحدّث عنه عبد الله بن أحمد بن معاذ الدارانيّ. سمع منه لما مرّ بدمشق، وروى حديثًا كثيرًا عن الشاميّين.
وذُكِر الصّالحون مرّة عند المنصور بن أبي عامر، وقال: أفضل من هنا:
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 30.
[2] في الأصل «محمد بن محمد» وهذا وهم، والتصحيح من العبر 3/ 5، مرآة الجنان 2/ 407، شذرات الذهب 3/ 90، معرفة القراء 1/ 275 رقم 17، تذكرة الحفاظ 3/ 973، طبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 83 رقم 66، غاية النهاية 1/ 64، طبقات الشافعية الكبرى 3/ 468.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 316 رقم 634.

(26/613)


أبو الحسن الأنطاكي، فكلّ من سَمَّيْتم جاء إلي إلّا هو، فما وقف لي قطّ.
وقال محمد بن عتّاب: كان عَيْش أبي الحسن من غَزْل جاريته، وكان يُجْرَى عليه في الشهر جراية، فلما مات [فُتحت] [1] فوُجِدت في تَرِكَتِه مصرورة لم يحلّها، رحمة الله عليه.
علي بن محمد بن الحسين بن حاجب، أبو القاسم الكوفي.
يروي عن عبد الله بن زيدان البَجَلي.
تُوُفّي في صفر.
القاسم بن الحسن بن القاسم، أبو أحمد بن الصّقْر الفَلَكي الهَمَذاني النّسّاج.
يروي عن: عبد الرحمن بن أحمد بن عبّاد عبدوس، وإبراهيم بن دينار، وعبد الله بن أحمد بن يوسف الإمام، وعلي بن زَنْجَوَيْه الدَّينَوَرِي، وأبي محمد بن عبد الله بن وهب الدّينَوَرِي، ومهدي بن عبد الله الأسداباذي.
روى عنه: محمد بن عيسى، وحمد الزّجّاج، وعلي بن عطيّة، ومحمد بن إبراهيم الرَّيْحاني الهمذانيّون.
قال صالح بن أحمد: لم يكن الحديث من شأنه، تكلّموا فيه.
محمد بن أحمد بن الحسين [2] بن القاسم بن السَّريّ بن الغطريف بن الْجَهْم، أبو أحمد الغطريفي الْجُرْجاني الرَّباطيّ.
كان أبوه نَيْسَابُوريًّا سكن رباط دِهِسْتَان [3] ، وكان صاحب الرّباط، فولد
__________
[1] إضافة على الأصل.
[2] تاريخ جرجان 430 رقم 779، المنتظم 7/ 140 رقم 218، العبر 3/ 5، شذرات الذهب 3/ 90، مرآة الجنان 2/ 408، الوافي بالوفيات 2/ 84 رقم 396، لسان الميزان 5/ 35 رقم 121، تذكرة الحفاظ 3/ 971 رقم 912، اللباب 2/ 175، معجم المؤلفين 8/ 254، تاريخ التراث العربيّ 1/ 332، 333 رقم 240، الأنساب 9/ 159، 160، سير أعلام النبلاء 16/ 354- 356 رقم 253، طبقات الحفاظ 387، هدية العارفية 2/ 50، الرسالة المستطرفة 88.
[3] دهستان: بكسر أوله وثانيه. بلد مشهور في طرف مازندران قرب خوارزم وجرجان. (معجم

(26/614)


له بها أبو أحمد ونشأ بجُرْجان، وسكنها إلى أن مات بها في رجب. وكانت الرَّحْلة إليه في آخر أيامه.
سمع: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن عمر التاجر، وأحمد بن محمد الوزّان، وأحمد بن الحسن البلخي، والحسن بن سفيان، وأبا خليفة الْجُمحي، ولزمه حتى [سمع] [1] جميع ما عنده، وسمع بهَمذَان من عبدوس بن أحمد، وبالرّيّ من إبراهيم بن يوسف الهسنْجَاني، وببغداد من عبد الله بن ناجية، وأحمد بن الحسن الصُّوفي، والهَيْثَم بن خلف العَبْدَوي، والإمام أبي العباس بن شريح، وبنَيْسَابور من ابن خُزَيْمَة، وهذه الطبقة.
روى عنه: رفيقه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي في صحيحه أكثر من مائة حديث، فمرّة يقول: ثنا محمد بن أحمد العبدي، ومرّة يقول:
محمد بن أبي حامد النَّيْسَابُوري العَبْقَسي، والثَّغْري يدلّسه.
وكان حافظًا مُتْقِنًا صَوّامًا قوّامًا. صنّف «الصحيح على المسانيد» .
روى عنه: حمزة السّهمي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، ورضيّ بن إسحاق النّصْري، وأبو العلاء السّرِيّ بن إسماعيل بن الإمام أبي بكر الإسماعيلي، والقاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبري، وآخرون.
وجزؤه الذي رواه ابن طَبَرْزد أعلى [2] الأجزاء.
محمد بْن أحمد بن عبد الرَّحْمَن [3] ، أبو الحسين المَلَطي المقرئ، الفقيه الشافعي، نزيل عسقلان.
قال الدّاني أخذ القراءة عرْضًا عَنْ أُبَيِّ بكر بن مجاهد، وأبي بكر بن الأنباري، وجماعة مشهورة بالثقة. ويقول الشعر.
__________
[ () ] البلدان 2/ 492) .
[1] إضافة على الأصل.
[2] في الأصل «على» .
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 36/ 335، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 112، معرفة القراء 1/ 275، 276، معجم البلدان 3/ 402، موسوعة علماء المسلمين 4/ 75، 76 رقم 1285.

(26/615)


قلت: روى عنه إسماعيل هذا، وعمر بن أحمد، وداود بن مصحّح العسقلاني، وعُبَيْد الله بن سَلَمة المكتّب.
وله قصيدة في نعت القراءة كالخاقانية أوّلها:
أقول لأهل اللّبّ [1] والفضل والحِجَى ... مقال مريد للثواب وللأجر
وقد روى الحديث عن عَدِيّ بن عبد الباقي، وخَيْثَمة بن سليمان [2] ، وأحمد بن مسعود الوزّان، وجماعة.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ بَدْرَانَ، أنا أَحْمَدُ، بْنُ طَاوُسٍ، أنا حَمْزَةُ بْنُ أَحْمَدَ السُّلَمِيُّ، أَنَا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ عُمَرُ بْنُ أحمد الخطيب، أنا أَحْمَدُ بْنُ محمد السُّلَمِيُّ، أنا نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أنا عُمَرُ بْنُ أَبِي إِدْرِيسَ الإِمَامُ بِحَلَبَ، ثنا سَهْلُ بْنُ صَالِحٍ الأَنْطَاكِيُّ، ثنا عَبْدَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِهِنْدٍ: «خُذِي مِنْ مَالِهِ مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ» . وَكَانَتْ قَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رجل شحيح لَا يُعطيني ما يكفيني ويكفي بَنِيَّ فَآخُذُ مِنْ مَالِهِ وَهُوَ لا يَعْلَمُ، فهل عليّ منه شَيْءٍ؟.
مُتَّفَقٌ عليه [3] .
محمد بن إبراهيم الأصبهاني النّيلي المقرئ.
مات في شوّال.
محمد بن جعفر بن جابر [4] ، أبو بكر السّعْدي الرّزْمازي [5] الدهقان.
ورَزْمَاز قرية على يوم من سمرقند.
__________
[1] في طبقات الشافعية: «الكتب» .
[2] في الأصل «سلام» وهو كما أثبتناه كبير محدّثي طرابلسي ومسندها «خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي» ولد سنة 250 وتوفي سنة 343 هـ. وقد نشرت مخطوطاته وصدرت بعنوان «من حديث خيثمة بن سليمان» عن دار الكتاب العربيّ، بيروت 1980 وهي بتحقيقنا.
[3] رواه البخاري في البيوع 95، والنّسائي في القضاة 31، وابن ماجة في التجارات 65، والدارميّ في النكاح 54.
[4] معجم البلدان 2/ 42، اللباب 2/ 24، وهو في معجم البلدان من وفيات 379 هـ، الأنساب 6/ 111.
[5] الرّزماري: بفتح الراء وسكون الزاي وفتح الميم وفي آخرها زاي أخرى. (الأنساب 110) .

(26/616)


سمع: الحسن بن صاحب الشاشي، وزاهد بن عبد الله.
روى عنه: أبو سعيد عبد الرحمن الإدريسي.
محمد بن جعفر بن زيد [1] ، أبو الطّيّب المكتّب.
روى عن أبي القاسم البَغَوِي.
وعنه ابنه عبد الغفّار.
محمد بن زيد بن علي [2] بن جعفر بن مروان، أبو عبد الله الأبزاري نزيل الكوفة. وهو بغداديّ.
سمع: عبد الله بن ناجية، وحامد بن شعيب، وعبد الله بن الصّقْر السُّكَّري.
وانتقَى عليه الدَارقُطْنيّ، وحدّث ببغداد، ثم ردّ إلى الكوفة، وبها مات في صفر.
وثّقه البَرْقَانِيّ، وروى عنه جماعة منهم: عليّ بْن المحسّن التَّنُوخيّ، والحسن بْن عليّ الْجَوْهَرِي.
محمد بن محمد بن صابر [3] بن كاتب، أبو عمرو البُخَارِي المؤذّن، مُسْنِد بُخارَى.
روى عن: صالح بن محمد جَزَرَة، وحامد بن سهل، ومحمد بن حرب، والحسين بن الحسن بن الوضّاح، والبُخَاريّين.
روى عنه: محمد بن أحمد غُنْجَار، وأحمد بن عبد الرحمن الشّيرازي، وأبو نصر أحمد بن علي البُخَاري السُّني وجماعة.
وَرَّخه أبو بكر السّمعاني في أماليه.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 156 رقم 578، المنتظم 7/ 140، 141 رقم 219.
[2] تاريخ بغداد 5/ 289 رقم 2790، المنتظم 7/ 141 رقم 220، العبر 3/ 6، شذرات الذهب 3/ 90، اللباب 1/ 19، تاريخ التراث العربيّ 1/ 331 رقم 238.
[3] تذكرة الحفاظ 3/ 973.

(26/617)


محمد بن محمد بن عبد الله [1] الأسْتراباذي والد أبي سعيد الإدريسي.
قال ابنه: كان زاهدًا ورِعًا قوّامًا بالليل كثير التلاوة.
روى عن: أبي نُعَيم بن عَدِيّ، وأبي حامد بن بلال النَّيْسَابُوري.
ومات في رمضان.
ميمون بن أحمد بن محمد بن موسى، أبو سعيد المصري المالكي الفقيه.
وتُوُفّي في ربيع الآخر.
هِبَةُ الله بن محمد بن يوسف بن يحيى بن علي بن المنجّم البغدادي الإخباريّ.
سمع من جدّه.
روى عنه: أبو بكر بن شاذان، وأبو علي التَّنُوخيّ. وكان نديم الوزير المهلّبي.
تُوُفّي في رمضان. ذكره ابن النّجّار.
يحيى بن مروان [2] ، أبو بكر القُرْطُبي المؤذّن.
رحل وسمع من: ابن الأعرابي، وابن الورد.
وكتب عنه غير واحد.
توفّي بقرطبة في صفر.
__________
[1] المنتظم 7/ 141 رقم 221.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 194 رقم 1600.

(26/618)


[وفيات] سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن الحسين بن أحمد [1] بن علي العلوي بن العقيقي الدمشقي صاحب الدار والحِمّام بنواحي باب البريد.
مات في هذا العام، وأغلق له البلد. وقد كان مدحه أبو الفرج محمد بن أحمد الوأواء الشاعر.
أحمد بن خالد بن عبد الله [2] بن يبقي الْجُذَامي القُرْطُبي، أبو عمر التاجر.
رحل وسمع من: أبي علي الصّفّار، والحسين بن صفوان، وأبي البَخْتَرِي، وأبي سعيد بن الأعرابي.
وأدخل الأندلس أشياء تفرّد بروايتها، فسمع النّاس منه، ولم يكن له فَهْم، ولا كان يقيم الهجاء، غير أنّه كان صالحًا صَدُوقًا إن شاء الله. سمعت منه أكثر ما يرويه. قاله ابن الفَرَضي.
تُوُفّي في ذي القعدة.
أحمد بن عبادة [3] ، أبو عمرو المرادي الإشبيلي.
__________
[1] النجوم الزاهرة 4/ 153.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 55 رقم 186.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 55 رقم 185.

(26/619)


سمع: الحسن بن عبد الله الزّبيدي، وسعيد بن جابر، وأحمد بن خالد بن الحُباب، وابن أيْمَن، وجماعة.
وولي الصّلاة بإشبيلية، وكان صالحا وقورا مسمتا.
قال ابن الفرضيّ: ثنا عن سعيد بن جابر، ومات في شوال.
أحمد بن علي بن محمد بن هارون، أبو العبّاس الهاشمي الرشيدي.
حدّث عن: ابن صاعد، وغيره.
أحمد بن عون الله [1] بن حُدَيْر بن يحيى، أبو جعفر القُرْطُبي البزّاز.
حجّ وسمع من: ابن الأعرابي، وخَيْثَمَة الأطرابلسي، وأحمد بن سلمة ابن الضّحّاك، وأبا يعقوب الأَذْرُعي، وجماعة كثيرة.
وكان صدوقًا صالحًا، شديدًا على المبتدعة، لَهِجًا بالسُّنّة، صَبُورًا على الأَذَى.
روى عنه ابن الفَرَضِي وقال: كتب النّاس عنه قديما وحديثا. قال لي:
ولدت سنة ثلاثمائة. وتُوُفّي في ربيع الآخر.
قلت: ومن شيوخه قاسم بن أصبغ، وأبو الميمون بن راشد الدمشقي، وكان مُنْقَبِضًا عن المُدَاخلة، خيّرًا يسمع العلم من بُكْرَةٍ إلى عشيّة، له وقائع مشهورة مع أهل البِدَع، وعنه أخذ أبو عمر الطَّلَمَنْكِي، رحمه اللَّه تعالى.
أَحْمَد بن محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو العبّاس بن أبي نصر النَّيْسَابُوري الماسَرْجَسي سِبْط ابن ماسرجس.
مُكْثِر. عن: أبي حامد ابن الشرقي، ومكّي بن عَبْدان.
وخرَّج له الحاكم فوائد.
توفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 54 رقم 183، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 104، تهذيب ابن عساكر 1/ 421، شجرة النور الزكيّة 100 وفيه ان وفاته كانت سنة 388 وهو خطأ، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 1/ 362- 363 رقم 176.

(26/620)


أحمد بن موسى بن عيسى [1] ، أبو الحسين [2] الْجُرْجاني الوكيل على باب القاضي.
روى عن: عمران بن موسى بن مجاشع، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزّان، وأحمد بن حفص السَعْدي، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن.
ذكره حمزة السّهْمي فقال: كتب الكثير من المسانيد والسُّنَن، وجمع وصنّف، وله فَهْمٌ ودِراية، وله مناكير عن شيوخ مجاهيل فأنكروا عليه.
تُوُفّي في ذي القعدة.
إبراهيم بن سليمان بن أبي زُرْعَة، أبو إسحاق بن الملاح المصري.
يروي عن محمد بن زبّان.
وتُوُفّي في رجب.
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل [3] بن صالح، أبو القاسم بن زنجي البغدادي الكاتب.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن خلف وكيع، والبغوي.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو محمد الْجَوْهَرِي.
وقال عُبَيد الله الأزهري: لا يسوي شيئًا.
بِشْر بن محمد بن محمد [4] بن ياسين بن النَّضْر بن سليمان القاضي، أبو القاسم الباهلي النَّيْسَابُوري، من بيت الفتوى والرّواية.
قال الحاكم: كان كثير الذِكر والصّلاة.
سمع: أبا بكر بن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا العباس الدَّغُولي.
جلس وأملى، وكان مكثرا لكنّه ضيّع أصوله.
__________
[1] تاريخ جرجان 103 رقم 86.
[2] في تاريخ جرجان «الحسن» .
[3] تاريخ بغداد 6/ 308 رقم 3352.
[4] العبر 3/ 6، شذرات الذهب 3/ 91.

(26/621)


وروى عنه: الحاكم، وأبو سعيد الكَنْجَرُوذِي في هذه السنة.
وتُوُفّي في شهر رمضان.
وقع لي من عواليه جُزْءً، وقد وُلِد سنة ستٍّ وتسعين ومائتين.
تَبُوك بن الحسن بن الوليد [1] بن موسى، أبو بكر الكلابي الدمشقي المعدّل، أخو عبد الوهاب.
روى عن: سعيد بن عبد العزيز الحلبي، وأحمد بن جَوْصَا، ومحمد ابن يوسف الهَرَوِي.
وعنه: أخوه عبد الوهاب، وتمّام، وعلي بن السّمسار، وجماعة.
تُوُفّي في رمضان.
جعفر بن أحمد، أبو القاسم النَّيْسَابُوري الصُّوفي الرّازيّ الأصل، شيخ عصره في التوكُّل والزُّهد.
سمع: أبا محمد بن أبي حاتم، وجماعة.
كتب عنه الحاكم وقال: تُوُفّي في شعبان.
الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن حازم، أبو عبد الله الفارسي القطّار.
تُوُفّي في شعبان بمصر.
الحسين (بن) [2] علي بن ثابت المقرئ صاحب المنظومة في القراءات السبعة.
روى عنه: أحمد بن محمد العتيقي، وكان حافظًا ذكيا.
وُلِد أعمى، وتُوُفّي في رمضان، وكان يحضر مجلس ابن الأنْبَاري ويحفظ ما يملى.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 3/ 341، شذرات الذهب 3/ 91.
[2] في الأصل «أبو» والتصحيح من (تاريخ بغداد 8/ 75 رقم 4155، المنتظم 7/ 142 رقم 222، البداية والنهاية 11/ 306، وفيه «الحسن» ) .

(26/622)


الخليل بْن أحمد بْن مُحَمَّد [1] بْن الخليل، أبو سعيد السَّجْزي [2] القاضي الحنفي، شيخ الحنفية. وكان من أحسن النّاس كلامًا في الوعظ والذِكْر.
سمع: السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة، وأبا القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الدّيبلي، وجماعة.
وولي قضاء سمرقند، وبها تُوُفّي.
روى عنه أهل هراة ونيسابور. روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو يعقوب إسحاق القَرّاب، وعبد الوهاب بن محمد الخطابي، ومحِلّمِ بن إسماعيل الضَّبّي، وجماعة.
ووقع لي حديثه بعُلْوٍّ. وفي كتاب «القند» أنّه مات بفَرْغَانَة، وأنّه وُلِد سنة تسعٍ وثمانين.
وقال الحاكم: هو شيخ أهل الرأي في عصره، وكان من أحسن النّاس كلامًا في الوعظ.
ومن شعره:
سأجعل لي النّعْمانَ في الفقه قُدْوَةً ... وسُفْيَانَ في نَقْل الأحاديث سَيّدا
وفي ترْك ما لم يَعْنِني عن عقيدتي [3] ... سأتبع يعقوب العلا ومحمّدا
وأَجعلُ درسي [4] من قراءة عاصمٍ ... وحَمْزَةَ بالتحقيق درسا مؤكّدا
__________
[1] المنتظم 7/ 142 رقم 223، العبر 3/ 7، البداية والنهاية 11/ 306، الجواهر المضية 2/ 177 رقم 567 و 178 رقم 569، يتيمة الدهر 4/ 313، 314، تتمة اليتيمة 2/ 101، الأنساب 291 ب، معجم الأدباء 11/ 77- 80، النجوم الزاهرة 4/ 153، تاج التراجم 27، الطبقات السنية، رقم 853، شذرات الذهب 3/ 91، إيضاح المكنون 2/ 295، الأنساب 7/ 45، سير أعلام النبلاء 16/ 437- 439 رقم 323.
[2] السّجزيّ: بكسر السين وسكون الجيم وفي آخرها زاي. نسبة إلى سجستان على غير قياس.
(اللباب 2/ 104، 105) .
[3] في معجم الأدباء «عقيدة» .
[4] في معجم الأدباء «خوبي» .

(26/623)


وأجعلُ في النّحْوِ الكِسَائيُّ قُدْوَةً [1] ... ومن بعده الفَرَّاءَ ما عِشْتُ سَرْمَدا [2]
في أبيات.
زياد بن محمد بن زياد [3] ، أبو العبّاس الْجُرْجاني الأصبهاني، وجُرْجان من قرى أصبهان.
روى عن: الحسن بن محمد الداركي، ومحمد بن محمد بن عمرو الأبهري.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نعيم.
ورخه عبد الرحمن بن محمد العبدي.
سعيد بن حمدون بن محمد [4] القَيسي القُرْطُبي الصُّوفي أبو عثمان [5] .
سمع: قاسم بن أصبغ، وأحمد بن الشامة، وحجّ سنة اثنتين وتسعين.
[و] سمع: أبا محمد بن الورد، وأبا بكر الآجرّي، ولم يزل يسمع إلى أن مات. ولم يكن له نفاذ في العلم.
مات في ذي الحجّة.
سَلَمَة بن أحمد بن سلمة [6] ، أبو نصر النَّيْسَابُوري المعاذي الشاعر المشهور.
سمع: أبا حامد بن بلال القطّان، وعدّة.
وعنه: الحاكم.
سليمان بن محمد بن أحمد [7] بن أبي أيّوب، أبو القاسم البغدادي.
__________
[1] في معجم الأدباء «عمدتي» .
[2] الأبيات في معجم الأدباء 11/ 77، 78، والجواهر المضيّة 1/ 179.
[3] المنتظم 7/ 142 رقم 224، البداية والنهاية 11/ 307.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 174 رقم 525.
[5] في الأصل «وعثمان» .
[6] يتيمة الدهر 4/ 387.
[7] تاريخ بغداد 9/ 63 رقم 4650، المنتظم 7/ 143 رقم 225.

(26/624)


سمع: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البَغَوِي، وعبد الحميد بن دَرَسْتَويْه.
روى [عنه] [1] : عبيد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وغيرهما.
وثّقه الخطيب.
شافع بن محمد بن يعقوب [2] بن إسحاق، أبو النَّضْر، حفيد الحافظ أبي عَوَانة الإسْفِراييني.
رحل وطَوَّف إلى العراق والشام ومصر بعد وفاة جدّه.
سمع: جدّه، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأحمد بن عمير بن جَوْصَا الحافظ، وعبد الله بن الزّفتي، وأحمد بن عبد الوارث الغَسَّال، وأحمد بن محمد الطّحاوي الفقيه، ومحمد بن إبراهيم الدَّيبْلي، والمحاملي، وطبقتهم.
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الرحمن السُّلَمي، وأبو نُعَيم.
الهَرَوي، وأبو مسعود أحمد بن محمد الرازيّ، وأبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوِدِي.
وقال الحاكم: خرّجت عنه في الصحيح، وتُوُفّي بجُرْجان سنة ثمانٍ وسبعين.
عبد الله بن إسماعيل الرئيس [3] ، أبو محمد.
تُوُفّي بمكّة في ذي الحجّة.
سمع بخُراسان من ابن الشَّرَقيّ، وغيره.
عبد الله بن علي بن محمد [4] بن يحيى، أبو نصر السّرّاج الطّوسي
__________
[1] سقطت من الأصل.
[2] تاريخ جرجان 230 رقم 372.
[3] يتيمة الدهر 4/ 382، 383، الوافي بالوفيات 17/ 73، 74 رقم 61.
[4] مرآة الجنان 2/ 408، العبر 3/ 7، طبقات الصوفية (راجع فهرس الأعلام) ، شذرات الذهب

(26/625)


الصُّوفي، مصنّف كتاب «اللُّمَع» [1] في التَّصوُف.
سمع: جعفر الخلدي، وأبا بكر محمد بن داود الرّقّي، وأحمد بن محمد السائح.
روى عنه: أبو سعيد محمد بن علي النّقّاش، وعبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وغيرهما.
قال السُّلَمي [2] : كان أبو نصر من أولاد الزُّهّاد، وكان المنظور، وكان إليه في ناحيته في الفُتُوَّة ولسان القوم، مع الاستظهار بعِلْم الشريعة، وهو بقيّة مشايخهم اليوم.
ومات في رجب، ومات أبوه ساجدًا.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ [3] بْنِ شريعة بن رفاعة اللَّخْمي المعروف بابن الباجي الأندلسي العلامة الحافظ، أبو محمد الإشْبِيلي.
سمع: محمد بن عبد الله بن القَوْن [4] وسيد أبيه الزّاهد، وسعيد بن جابر بإشْبيلية، ومحمد بن عمر بن عبد العزيز، وخَلْقًا بقُرْطُبَة، ومحمد بن فُطَيْس، وعثمان بن جرير بإلْبيرة.
وكان ضابطًا حافظًا متقِنًا، بصيرًا بمعاني الحديث.
قال ابن الفَرَضي: لم ألق أحدًا أَفَضَّله عليه في الضَّبط. سمعت منه
__________
[3] / 91، النجوم الزاهرة 4/ 153، تذكرة الأولياء للعطار 2/ 82، نفحة الأنس للجامي 1 رقم 353، كشف الظنون 1562، هدية العارفين 1/ 447، الأعلام 4/ 241، معجم المؤلفين 6/ 89، تاريخ التراث العربيّ 2/ 487 رقم 45.
[1] نشره رينولد نيكولسن في سلسلة «جپ» التذكارية- المجلّد 22- ليدن 1914.
[2] عبارته غير موجودة في طبقات الصوفية.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 240 رقم 742، جذوة المقتبس 250 رقم 529، بغية الملتمس 331 رقم 879، العبر 3/ 7، شذرات الذهب 3/ 92، ترتيب المدارك 4/ 579- 581، الوافي بالوفيات 17/ 488 رقم 413، تذكرة الحفاظ 3/ 1004 رقم 938، سير أعلام النبلاء 10 ق 2/ 483، الأنساب 2/ 19، سير أعلام النبلاء 16/ 377 رقم 268، طبقات الحفاظ 398.
[4] في الأصل «الفوق» والتصحيح عن تاريخ علماء الأندلس.

(26/626)


الكثير بقرطبة، ورحلت إليه إلى إشبيلية مرّتين، سنة ثلاثٍ وسبعين، وسنة أربعٍ. وروى النّاس عنه كثيرًا، وسمع منه جماعة من أقرانه. وتُوُفّي في رمضان، وله سبعٌ وثمانون سنة.
عبد العزيز بن الحسن بن أبي صابر [1] ، أبو محمد البغدادي النّاقد الصَّيْرفي.
سمع أبا خُبَيْب العبّاس بن البرتي، وأبا بكر بن أبي داود بن صاعد.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الْجَوْهَرِي. ووثّقه عُبَيْد الله الأزهري.
تُوُفّي في جُمَادى الآخرة.
عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد الكِسائي المقرئ.
تُوُفّي في رمضان.
عَبْد الغفّار بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هشام بن داود بن مهران الحرّاني، أبو مسلم، من أهل مصر.
تُوُفّي في شعبان، وقد قارب التّسعين.
عبد الكريم بن محمد بن موسى [2] البخاري المِيغي، ومِيغ [3] من قُرَى بُخارَى.
لم يكن في عصره مثله بسمرقند فِقْهًا وعِلْمًا، وكان عالم الحنفيّة في زمانه، وأزهدهم.
أخذ عن: عَبْد الله بْن محمد بْن يعقوب البْخَاري الفقيه، وغيره، وروى أيضًا عن أبي القاسم الحَكَم السَّمَرْقَنْدي، ونصر المُهلّبي، ومحمد بن عمران البخاري.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 465 رقم 5637، المنتظم 7/ 143 رقم 227.
[2] معجم البلدان 5/ 244، اللباب 3/ 283، الأنساب 548، سير أعلام النبلاء 16، 383 رقم 274، الجواهر المضية 2/ 457، الفوائد البهية 101، هدية العارفين 1/ 607.
[3] ميغ: بالكسر ثم السكون، والغين المعجمة. (معجم البلدان) .

(26/627)


مات في جُمادى الآخرة، كتب عنه أبو سعيد الإدريسي، وغيره.
عبد الواحد بن محمد بن أحمد [1] بن مسرور الحافظ، أبو الفتح البَلْخي.
سمع: الحسين بن محمد المطبقي، وأبا بكر أحمد بن سليمان بن زياد، وأبا عمر محمد بن يوسف الكِنْدي، وأبا سعيد بن يونس، وجماعة.
روى عنه: الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، وأحمد بن عمر بن سعيد بن قديد، وعمر بن الخضر اليَمَانييّن وغيرهم.
وكان حافظًا مكثِرًا، أقام بمصر مدّة، وتُوُفّي في ذي الحجّة.
عبد الله بن الحسين بن الحسن [2] الإمام، أبو القاسم بن الْجَلاب المالكي الفقيه.
تُوُفّي راجعًا من الحجّ، في آخر السنة. نقلته من خطّ شيخنا أبي الحسين، وهو مذكور بكُنْيَتِهِ أيضًا [3] .
عُبَيْد الله بن الوليد بن محمد [4] بن مروان الأموي المُعَيْطِي الإمام البَرْقي ثم الأندلسي.
سمع: قاسم بن أصبغ، ومحمد بن أبي دُلَيْم، والحسن بن سعد.
وكان فقيهًا مالِكيًّا بصيرًا بالمسائل.
تُوُفّي في أوّل السنة.
سمع منه جماعة.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 16/ 422، 423 رقم 308، حسن المحاضرة 1/ 352، طبقات الحفاظ 398، 399، العبر 3/ 7، 8، تذكرة الحفاظ 3/ 1005 رقم 939، شذرات الذهب 3/ 92.
[2] النجوم الزاهرة 4/ 154، شذرات الذهب 3/ 93، العبر 3/ 10، شجرة النور الزكية 92، الديباج المذهب 146، هدية العارفين 1/ 447، معجم المؤلفين 6/ 238، تاريخ التراث العربيّ 2/ 153 رقم 26، طبقات الفقهاء 168، ترتيب المدارك 4/ 605، سير أعلام النبلاء 16/ 383، 384 رقم 275.
[3] انظر آخر ترجمة في وفيات هذه السنة.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 252 رقم 769.

(26/628)


عَتِيقُ بن موسى بن هارون [1] بن موسى بن الحَكَم، أبو بكر الحاتمي الأَزْدِي. شيخ مُعَمّر.
سمع من: أبي الرَّقْراق أحمد بن محمد بن عبد العزيز التُّجَيبي صاحب يحيى بن بُكَير «مُوَطَّأ» مالك، ومن حسين بن حميد العَكّي صاحب عمرو بن خالد، ويحيى بن بكير.
روى عنه: يحيى بن علي بن الطّحّان، وأحمد بن علي بن محمد بن سَلَمة الفَهْمي الأنْماطي شيخ ابن عبد الله الرّازي.
تُوُفّي في شعبان، وكان أسند مَن بقي بمصر.
عمر بن محمد بن السَّرِيّ [2] بن سهل، أبو بكر الْجُنَدَيْسَابُوري الوراق.
وُلد سنة تسعين ومائتين، وروى عن محمد بن جرير، والباغَنْدي، وحامد بن البَلْخي.
وعنه: الأَزْجِي، وأبو نُعَيم الأصبهاني، وجماعة.
قال ابن أبي الفوارس: كان مُخَلَّطًا، يدَّعي ما لم يسمع.
القاسم بن خَلَف بن فتح [3] بن عبد الله بن جُبَيْر الفقيه، أبو عبد الله الْجُبَيْرِي الطُرْطُوشِي [4] نزيل قُرْطُبة.
سمع قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع بمصر والعراق.
قال ابن عفيف: كان عالمًا بالفقه والحديث، نَظّارًا موفَّقًا في المسائل، حَسَن التأليف، وله كتاب في التوسُّط بين مالك وابن القاسم، فيما خالف فيه ابنُ القاسم مالكًا. وكان ذا مَكَانَةٍ من المستنصر باللَّه الحكم، صاحب الأندلس.
__________
[1] المشتبه في أسماء الرجال 2/ 445.
[2] تاريخ بغداد 11/ 262 رقم 6024.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 369 رقم 1077 وفيه وفاته سنة 371 هـ.
[4] في الأصل «الطرطوسي» .

(26/629)


وُلّي قضاء بلنسية وقضاء طُرْطُوشة، ولحقته مع عبد الملك بن منذر البلُوطي وجماعة من العلماء التُّهْمَةُ في القيام مع عبد الله ابن أخي المستنصِر، على هشام المؤَيّد، وصاحب دولته ابن أبي عامر، وكانت فتنة هائلة، قُتِل فيها عبد الملك البلُّوطي باعترافه، وإقراره لخدعة لحِقَتْه من ابن عامر، ثم أمر با [بن] [1] القاسم [و] بالجماعة إلى المَطْبَق، فبقي القاسم إلى أن مات في المَطْبَق في هذه السنة.
وقال أبو الحسن بن القَرّاب: كان يحفظ من الحديث جملة، وكتب الحديث بالشّام ومصر. حدّث بأحاديث عن الباغَنْدِي لا أصل لها، وكان ردّ من المذهب.
محمد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [2] بْن يعقوب، أَبُو بكر المفيد، نزيل جرجرايا.
وصفه أبو نُعَيم الأصبهاني بالحِفْظ.
قال الخطيب: وسمعت محمد بن عبد الله يحكي عنه قال: موسى بن هارون، سمّاني المُفيد.
وقال محمد بن أحمد الروياني: لم أر أحفظ من المفيد.
وحدّث عنه أبو سعد الماليني ووصفه بالصّلاح.
روى المفيد عن: أحمد بن عبد الرحمن السَّقْطي، وابي شُعَيْب الحَرَّاني، وعَليُّ بْن محمد بْن عَبْد المُلْك بْن أَبِي الشَّوارب، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، وخلق لا يُحْصَوْن من أهل مصر والشام، وحدّث مناكير عن أقوامٍ مجَاهيل، منهم الحسن بن عُبَيْد الله العبدي، عن عفّان، وعبد الله بن
__________
[1] سقطت من الأصل.
[2] تاريخ بغداد 1/ 346- 348 رقم 268، المنتظم 7/ 144 رقم 231، العبر 3/ 8، شذرات الذهب 3/ 92، تذكرة الحفاظ 3/ 979، 980 رقم 915، سير أعلام النبلاء 16/ 269- 271 رقم 190، ميزان الاعتدال 3/ 460، 461، لسان الميزان 5/ 45، طبقات الحفاظ 388، 389.

(26/630)


رجاء، وجماعة، ومنهم أحمد بن عبد الرحمن السقطي، عن يزيد بن هارون.
وقد روى عنه البَرْقَانِيّ في صحيحه، واعتذر بأنّ ذلك الحديث ما وقع له إسناده إلّا عنه، وسُئِل عنه البرقاني فقال: ليس بحجّة، رحلت إليه وثنا بالمُوَطّأ عن الحسين بن عبد الله، عن القعنبي، فلما رجعت قال لي أبو بكر بن أبي سعد: خَلَف الله عليك نَفَقَتَك، فدفعت «الموطّأ» إلى بعض العامّة، وأخذت بدله بياضًا.
قلت: وآخر مَن حدَّث عن الحسن بن غالب المقرئ أحد الضُّعفاء، وبقي إلى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وذكر المفيد أنّه وُلدِ سنة أربعٍ وثمانين ومائتين، فيكون عمره أربعًا وتسعين. قال: سمعت من السَّقَطي ولي إحدى عشرة سنة، وكان سِنُّه [1] وقت سماعي منه مائة وخمس سنين.
قال أبو الوليد الباجي: أبو بكر المفيد شيخ أنكرت عليه أسانيد ادَّعاها.
محمد بن أحمد بن مسعود [2] ، أبو عبد الله بن الفخّار الأندلسي إلْبيري.
مُكْثِر عن: محمد بن فُطَيْس، وروى عن عثمان بن جرير الكلابي، وفضل بن سلمة.
قال ابن الفَرَضي: سمع منه جماعة أنا منهم، وتُوُفّي في ذي الحجّة.
وقال لي: ولدت سنة ثلاثمائة. وكان فقيهًا.
محمد بن إسحاق بن طارق [3] بن بكر القطيعي النّاقد.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدي، وعبد الله بن محمد البَغَوِي، وطائفة.
__________
[1] تصحّفت في الأصل إلى «سنة» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 88 رقم 1354.
[3] تاريخ بغداد 1/ 261، 262 رقم 63 وفيه «محمد بن إسحاق بن عيسى بن طارق» ، المنتظم 7/ 144 رقم 229.

(26/631)


وعنه: أبو علي شاذان، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي، والحسن بن محمد الخلال، وآخرون.
تُوُفّي في ربيع الْآخر.
محمد بن إسماعيل بن العبّاس [1] البغدادي المُسْتَمْلي، أبو بكر الورّاق.
سمع: أباه، والحسن بن الطّيّب البلْخي، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان، وأحمد بن الحسن الصّوفي، [و] محمد بن محمد الباغَنْدي، وطبقتهم.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، والحسن بن محمد الخلال، وأبو محمد الْجَوْهَري، وأحمد بن عمر القاضي، وآخرون.
مولده سنة ثلاثٍ وتسعين.
ثنا أحمد بن عمر القاضي، ثنا أبو بكر الورّاق. قال: دَقَقْتُ على ابن صاعد بابَه فقال: من ذا؟ فقلت: أبو بكر بن أبي علي، [أ] هاهنا يحيى؟
فسمعته يقول للجارية: هاتي النَّعْلَ حتى أخرج إلى هذا الجاهل الذي يكْتَني [2] ويسمّيني فأصفعه.
وقال أبو حفص بن الزّيّات: حضرت عند أحمد بن الحسن الصوفي وحضر إسماعيل الورّاق مع ابنه فسمع نسخة يحيى بن مَعِين، فقام إسماعيل وأخذ بيد ابنه، وقال للجماعة: اشهدُوا أنّ ابني قد سمع من هذا الشيخ نسخة يحيى بن مَعِين.
قال الخطيب: سألت البَرْقَانِيّ عنه فقال: ثِقَة.
وقال ابن أبي الفوارس: ضاعت كُتُبُه، واستحدث نُسَخًا من كتب النّاس، فيه تساهل.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 53- 55 رقم 450، المنتظم 7/ 143 رقم 228 و 145 رقم 234، العبر 3/ 8، شذرات الذهب 3/ 92، ميزان الاعتدال 3/ 484، سير أعلام النبلاء 16/ 388- 390 رقم 279، لسان الميزان 5/ 80.
[2] في الأصل «يكنني» ، والعبارة عند الخطيب: «يكنى نفسه وأباه» . (54) .

(26/632)


وقال عُبَيْد الله الأزهري: حافظ، لكنّه لَيَّن في الرّواية، يحدّث من غير أصل.
مات في ربيع الآخر.
قلت: الحديثُ من غير أصل، مَذْهَبُ طائفةٍ.
محمد بن بِشْر بن العبّاس [1] ، أبو سعيد البصْري الكرابيسي ثم النَّيْسَابُوري.
سمع: أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي، وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة، وأبا القاسم البَغَوِي، وجماعة.
وكان خَتَنَ أبي الحسين الحجّاجي. شيخ صالح مُسْنِد.
تُوُفّي في جُمادى الآخرة، وله أحد وثمانون سنة.
روى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وأبو سعيد الكَنجَرُودِي، وجماعة.
محمد بن أبي الحسام طاهر [2] بن محمد بن طاهر، أبو عبد الله التُّدْمِيري الزّاهد.
أحد من رفض الدنيا وظهرت له إجابات وكرامات، وهو مشهور بالمغرب، ورُبّما كان يؤاجر نفسه بما يتقوَّتُهُ، ثم لزِم الثّغر والرّباط، ثم استُشْهِد مُقْبِلًا غير مُدْبِرٍ في جُمادى الأولى في غزوة استرقة [3] .
محمد بْن الحُسَيْن بن محمد [4] بْن إبراهيم النُّعْمان، أبو عبد الله القُرَشي الفِهْرِي المقرئ.
قرأ على أبي الفتح بن بدهن [5] ، وأحمد بن أبي أسامة التّجيبي، وجماعة.
__________
[1] العبر 3/ 8، شذرات الذهب 3/ 92.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 87، 88 رقم 1351.
[3] في الأصل «أسرقه» والتصحيح من تاريخ ابن الفرضيّ.
[4] تاريخ علماء الأندلس 2/ 113، 114 رقم 1492 وفيه ورد خطأ أن وفاته سنة 368 هـ.
[5] هكذا في الأصل، وفي تاريخ ابن الفرضيّ «بذهن» .

(26/633)


سكن الأندلسَ وبرع في القراءات.
تُوُفّي في المحرّم في الكبولة [1] ، رحمه الله.
قرأ عليه أبو عمر الطّلَمَنْكِي.
محمد بن صالح القُرْطُبي [2] المَعافِري.
سمع من: قاسم بن أصبغ، ورحل فسمع من: ابن الأعرابي بمكّة، ومن خلْقٍ ببغداد وخُراسان، وسكن بخارى إلى أن مات.
محمد بن العبّاس بن محمد [3] بن العبّاس بن أحمد بن عاصم الرئيس، أبو عبد الله بن أبي ذُهْل الضَّبيّ الهَرَوِيّ.
سمع: محمد بن مُعَاذ الماليني، وأبا نصر محمد بن عبد الله التيمي، وحاتم بن محبوب، وأبا عمرو الحِيري، ومؤمّل بن الحسن الماسَرْجَسي ويحيى بن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأدرك البَغَوِي في الموت، ولم يسمع منه.
روى عنه الأئمّة الكِبار: الدَارقُطْنيّ، وأبو الحسين الحَجّاجي، والحاكم أبو عبد الله، وأبو أيّوب القَرّاب، وعامّةُ الهَرَوِيّين.
وكان يعاشر العلماءَ والصالحين، وله أفضال كثيرة عليهم، وكان يُضرب له الدينار دينارًا ونصفا، فيتصدّق بالدنانير التي من هذا الوزن، ويقول: إنّي لأَفْرَحُ إذا ناولت فقيرًا كاغَدَةً فيتوهّم أنّه فضّة، فيفتحه فيفرح، ثم يزِن فيفرح ثانيا.
وقد قال مرّة: ما مسّتْ يدي دينارًا ولا دِرْهمًا، نحو ثلاثين سنة.
قال الحاكم: قد صحبت أبا عبد الله بن أبي ذُهْل حَضَرًا وسَفَرًا، فما رأيت أحسن وُضُوءًا ولا صلاةً منه، ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرّعا منه
__________
[1] كذا في الأصل، ولعلّ الصحيح «الكهولة» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 89 رقم 1355.
[3] المنتظم 7/ 146 رقم 236، تاريخ بغداد 3/ 119- 121 رقم 1138، العبر 3/ 9، شذرات الذهب 3/ 92، الوافي بالوفيات 3/ 191 رقم 1169، تذكرة الحفاظ 3/ 1006 رقم 940.

(26/634)


وابتهالًا، ولقد سالت الولي [1] عن أعشار غَلات أبي عبد الله كم تبلغ؟ قال: رُبّما زادت على ألفِ حمْل. وحدّثني أبو أحمد الكاتب أنّ النّسْخَة التي كانت عنده بأسماء من يُقَوّتهم أبو عبد الله بهَرَاة يزيد على خمسة آلاف بيت، وعُرِضَت (على أبي عبد الله) [2] ولاياتٌ جليلة فامتنع. ومَوْلِده سنة أربعٍ وسبعين ومائتين، واستُشْهِد في صفر. أخبرني من صحبه أنّه دخل الحمّام فما خرج، لبس قميصًا ملطّخًا فانتفخ، ومات شهيدًا.
وقال أبو النّضْر عبد الرحمن الفامي: إنّه صنّف صحيحًا على «صحيح البخاري» وتفقّه ببغداد، ولم يجتمع لرئيس بهَرَاةٍ ما اجتمع له من الآلات [3] السيادة، ونَسَبُهُ هو وأبو بكر الخطيب فقالا: هو محمد بن العبّاس بن أحمد بن محمد بن عصم بن بلال بن عصم، أبو عبد الله العُصَمي.
قال الخطيب: أوّل سماعه سنة تسع وثلاثمائة بهراة، وورد بغداد دفعات، وحدث بها.
روى عنه: الدارقطني، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو بكر [4] البَرْقَانِيّ، وغيرهم.
قلت: وقد سمع شيخ الإسلام على خلق من أصحابه.
قال الخطيب: وكان ثقة نبيلًا، من ذوي الأقدار العالية. قال مرّة: قد تُوُفّي جماعةٌ أَوْدَعُوا مصنّفاتهم عنّي [5] . سمعت البرقاني [يقول] [6] : كان ملك
__________
[1] كذا في الأصل، ولعلّ الصحيح «الوالي» .
[2] ما بين القوسين تكرّر في الأصل.
[3] كذا في الأصل، ولعل الصحيح «آلات» .
[4] في الأصل «أبي» .
[5] في الأصل «غني» ، والعبارة عند الخطيب البغداد: «جماعة من أئمة العلم حدّثوا عني وأودعوها مصنّفاتهم» . (121) .
[6] إضافة على الأصل.

(26/635)


هرَاة تحت إمرة [1] ابن [أبي] [2] ذُهْل لقَدْرِهِ وأَبُوّتِهِ.
محمد بن عبد الله بن أيّوب [3] ، أبو بكر البغدادي القطّان.
سمع: محمد بن جرير، وغيره.
روى عنه أبو محمد الخلال والْجَوْهَرِي.
قال عُبَيْد الله الأزهري: كان [4] سماعه صحيحًا لكنّه كان رافِضِيا.
محمد بن عُبَيْد الله بن محمد [5] بن الفتح بن الشخَّير [6] ، أبو بكر الصَّيْرَفي، بغداديّ صَدُوق.
سمع: عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، والحسن بن عنبر الوَشّاء، وعبد الله البَغَوِي، وجماعة.
وعنه: عُبَيْد الله الأزهري، وأبو محمد الْجَوْهَري وجماعة.
تُوُفّي في رجب، وله بضّعٌ وثمانون سنة.
محمد بن علي الدّقيقي [7] النّحوي.
أخذ العربية عن: علي بن عيسى الرُّمّاني، وخدم عضُدُ الدولة، وصنّف كتاب «المرشد في النّحْو» وكتاب «المسموع في غريب كلام العرب» .
محمد بن فتح [8] ، أبو عبد الله القُرْطُبي اللّحّام.
__________
[1] في الأصل «امرا» .
[2] إضافة على الأصل.
[3] هو: «مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أحمد بن أيوب» انظر: تاريخ بغداد 5/ 465 رقم 3007.
[4] في الأصل: «يقول كان» وقد أسقطنا «يقول» لأنها مقحمة من الناسخ وهما.
[5] تاريخ بغداد 2/ 333 رقم 828، المنتظم 7/ 145 رقم 233، العبر 3/ 9، شذرات الذهب 3/ 93، تاريخ التراث العربيّ 1/ 322 رقم 242.
[6] الشّخّير: بكسر الشين المعجمة والمشدّدة ومثلها الخاء المعجمة. مثل السّكّير. (القاموس المحيط) .
[7] كنيته «أبو الحسن» . معجم الأدباء 18/ 263، الوافي بالوفيات 4/ 179 رقم 1716، بغية الوعاة 1/ 197 رقم 336.
[8] تاريخ علماء الأندلس 2/ 88 رقم 1352.

(26/636)


سمع من: قاسم بن أصبغ، والحبيب بن أحمد المؤدّب.
وكان أحد العُدُول.
محمد بن القاسم بن فهد، أبو بكر القاضي.
تُوُفّي بمصر.
محمد بن محمد بن أحمد [1] بن إسحاق، أبو أحمد النَّيْسَابُوري الكرابيسي الحاكم، الحافظ، صاحب التصانيف، وهو الحاكم الكبير.
سمع: محمد بن شادل، وأحمد بن محمد الماسَرْجَسي، ومحمد بن إسحاق الثَّقَفي، ومحمد بن إسحاق بن خُزَيْمَة بنَيْسَابور، ومحمد بن إبراهيم الغازي بطَبَرِسْتَان، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن حميد بن المجدّر، وعبد الله البغوي، وابن أبي داود ببغداد، ومحمد بن الحسين الخَثْعَمي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي بالكوفة، وأبا عَرْوبَة بحَرّان، وسعيد بن هاشم بطبريّة، ومحمد بن الفَيْض، وسعيد بن عبد العزيز، ومحمد بن خُرَيْم، وابن جَوْصَا بدمشق، ومحمد بن إبراهيم الدَّيبلي بمكة، وخلقًا سواهم بالبصْرة وحلب والثغور.
روى عنه: علي بن حمّاد، وهو أكبر منه، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله السّلمي، ومحمد بن أحمد الجارودي، وأبو بكر ابن مَنْجَوَيْه، وعمر بن أحمد بن مسرور، وصاعد بن محمد القاضي، وأبو سعد الكَنْجُرودِي، وأبو عثمان البَحِيري، وخلق.
قال أبو عبد الله الحاكم: أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصَّنْعة، وكان من الصالحين الثّابتين على سُنَن السَّلَف، ومن المُنصِفين فيما يعتقده
__________
[1] المنتظم 7/ 146 رقم 235، الوافي بالوفيات 1/ 115 رقم 15، العبر 3/ 9، مرآة الجنان 2/ 408، تذكرة الحفاظ 3/ 976- 979 رقم 914، النجوم الزاهرة 4/ 154، شذرات الذهب 3/ 93، طبقات الصوفية 100، نكت الهميان 270، 271، الأعلام 7/ 244، معجم المؤلفين 11/ 180، تاريخ التراث العربيّ 1/ 332 رقم 241، سير أعلام النبلاء 16/ 370- 377 رقم 267، لسان الميزان 7/ 5، 6، طبقات الحفاظ 388، هدية العارفين 2/ 50، 51 الرسالة المستطرفة 121.

(26/637)


في أهل البيت والصحابة، وقُلَّد القضاء في مُدُنٍ كثيرة، وإنَّما سمع الحديث وهو ابن نيّف وعشرين سنة. صنّف على كتابَيِ البُخَاري ومُسْلِم، وتتبّع [1] على شرط التَّرمِذي. قال لي [2] : سمعت عمر بن علّك يقول: مات محمد بن إسماعيل ولم يُخلف بخُراسان مثل ابنِ عِيسَى فِي العِلْم والزُّهد والورع، بكى حتى عُمِي، رحمه الله.
قال الحاكم في تتمّة ترجمة أبي أحمد: وصنّف كتاب «الأسماء والكُنَى» وكتاب «العلل» و «المخرّج على كتاب المُزَني» وكتاب «الشُّروط» .
وكان عارفًا بها، وصنّف «الشَّرْح والأبواب» ، وقُلَّد قضاء النّاس، فحكم بها أربع سنين، ثم قضاء طُوس، فكنت أدخل عليه، والمصنَّفات بين يديه، فيقضي بين اثنين، فإذا تفرَّغ أقبل على التصنيف، ثم إنّه قدِم نَيْسَابُور سنة خمسٍ وأربعين وثلاثمائة، ولزِم مسجدَه، وأقبل على العبادة والتواليف، وأُريد غير مرّةٍ على القضاء، فامتنع، وكُفَّ بَصَرُهُ سنة ستٍّ وسبعين. وهو حافظُ عصره بهذه الدّيار.
وقال السُّلَمي: سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: حضرنا مع الشيوخ عند أمير خُراسان نُوح بن نصر، فقال: من يحفظ منكم حديث أبي بكر في الصَّدَقات [3] ؟ فلم يكن فيهم من يحفظه، وكان عليّ خلقان، وأنا في آخر النّاس، فقلت للوزير: أنا أحفظ. فقال: هاهنا فتى من نيسابور يحفظه، قال: فقدِمْت فوقهم، ورويت الحديثَ، فقال: مثل هذا لا يُضَيَّع. وولاني قضاء الشاش.
وقال الحاكم أبو عبد الله: تُوُفّي في ربيع الأوَّل، وله ثلاثٌ وتسعون سنة. وكان قد تغيّر حِفْظُهُ لما كفّ، ولم يختلط قطّ.
__________
[1] في الأصل «تتبعت» .
[2] في الأصل «نعم» والتصحيح من تذكرة الحفاظ.
[3] رواه البخاري في الزكاة 3/ 250 و 251 و 254 باب من بلغت عنده صدقة بنت مخاض وليست عنده، وباب زكاة الغنم.

(26/638)


محمد بْن محمد بْن إبراهيم، أبو بَكْر بْن دوسلة الهمذاني الشافعي النّجّار.
روى عن: القاسم بن القاسم السّياري، ومحمد بن أحمد بن محبوب، وأهل مرو.
وعنه: أبو بكر محمد بن إبراهيم الزَّنْجاني، ومحمد بن عيسى.
تُوُفّي في صفر.
أبو القاسم بن الجلّاب [1] المالكي الفقيه.
اسمه فيما ذكر إسحاق الشَّيرازي [2] «عبد الرحمن بن عُبَيْد الله» . وسمّاه القاضي عياض [3] «محمد بن الحسين» ، قال: ويقال اسمه «الحسين بن الحسن» ، ويقال: «عُبَيْد الله بن الحسين» . تفقّه بالقاضي أبي بكر محمد بن عبد الله الأبهري، وصنَّف كتابًا جليلًا في مسائل الخلاف، وله كتاب «التفريع» في المذهب، مشهور، وغير ذلك. وكان أحفظ أصحاب الأَبْهَري وأنبلهم، وعِدادُهُ في الفُقهاء العراقيين، رحمه الله.
تُوُفّي في آخر العام راجعًا من الحجّ، ولم يخلف ببغداد في المذهب مثله. مات في الكهولة.
__________
[1] مرّت ترجمته باسم «عبد الله بن الحسين بن الحسن الإمام» وقد ذكرنا مصادر ترجمته هناك فليراجع.
[2] طبقات الفقهاء 168.
[3] ترتيب المدارك 4/ 605.

(26/639)


[وفيات] سنة تسع وسبعين وثلاثمائة
أحمد بن جعفر بن خُزَيْمَة، أبو محمد الطّرّازي.
روى عن: السّرّاج وغيره.
تُوُفّي في المحرَّم.
أحمد بن عبد الله بن أحمد [1] بن خلف [2] ، أبو بكر الدُّورِي الورّاق.
حدّث عن: أبي القاسم البَغَوِي، وأحمد بن القاسم الفرائضي، وأبي بكر بن مجاهد.
وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبو القاسم التنُوخي.
وكان رافضيًّا مشهورًا. قاله الخطيب.
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر [3] ، أبو عمر العبْسي الفَرَضي- أصله من إشْبِيلية، وبها وُلدِ سنة ثلاثٍ وتسعين ومائتين، وأخذ عن أحمد بن خالد وأحمد بن بقيّ، وحجّ فسمع من أبي جعفر العُقَيْلي، والطَّحاوي وطبقتهما.
وله مصنَّف في الفِقه سمّاه «الاقتصاد» ، ومصنَّف في الزّهد.
__________
[1] تاريخ بغداد 4/ 234 رقم 1952.
[2] في الأصل «حلين» .
[3] الصلة 1/ 7 رقم 5.

(26/641)


مات في صفر. أرّخه ابن بَشْكَوَال.
أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن حُبَيْش النّحْوِي بمصر.
يروي عن: ابن ربيع، وابن قُدَيْد.
أحمد بن أبي طاهر علي بن بابنوس، أبو جعفر البغدادي.
سمع: محمد بن جرير الطبري، ومحمد بن خلف وكيع، والبغوي.
وعنه: أبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الْجَوْهَري، وكان في بعض سَمَاعه مُحَكْكًا.
وثّقه أبو القاسم الآجُرّي.
أحمد بن محمد بن أحمد [1] باكَوَيْه [2] ، أبو حامد وأبو العبّاس الباكوي النَّيْسَابُوري.
سمع: محمد بن شادل، وابن خُزَيْمَة، وأبا العبّاس السّرّاج، وأبا قريش محمد بن جمعة.
وعنه: الحاكم، وعمر بن مسرور الزّاهد، وأبو سعد الكَنْجَرُودِي.
قال الحاكم: تغيّر بأخرة لقلّة رطوبته، وهو في الحديث صَدُوق.
وتُوُفّي في شعبان.
إبراهيم بن أحمد بن فتح [3] ، أبو إسحاق بن الجراد الفِهْرِي، مولاهم القُرْطُبي، الفقيه.
روى عن: محمد بن عبد الملك بن أنس، والحسن بن مسعد، ومحمد بن مسور، وعبد الله بن يونس القَبْريّ. وكان عارفًا بالفقه والعربيّة، فصيحًا مُرابطًا.
روى عنه ابن الفَرَضي، وقال: تُوُفّي في ربيع الآخر.
__________
[1] العبر 3/ 11، شذرات الذهب 3/ 94.
[2] في الأصل «بالويه» .
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 18 رقم 45.

(26/642)


إبراهيم بن جعفر [1] ، [أبو] القاسم [2] ، ابن السّاجي البغدادي الحنبلي الفقيه، صاحب أبي بكر عبد العزيز غلام الخلال.
سمع: إسماعيل الصّفّار، وأبا عمرو ابن الدّقّاق.
روى عنه: أبو القاسم عبد العزيز الأزجي، وأثنى عليه.
وله كتاب «البيان في الصَّفات» ، وكان من كبار الأئمّة.
إبراهيم بن محمد الأَبِيوَرْدي [3] .
حدّث في هذا العام بمكّة عن أبي خليفة، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومكْحُول البيروتي، والبَغَوِي.
وعنه: أبو بكر الطَّلَمَنْكِي، وهو أعلى شيخ له، لقيه بمكّة، وكتب عنه جُزْءًا من حديثه.
لم يذكره ابن عساكر.
إسماعيل بن عبد الله بن عمر بن منصور الكوكبي.
سمع: ابن الشَّرَقي، ومكّي بن عَبْدان، وحدّث.
جعفر بن محمد بن جعفر [4] الأصبهاني الرّفاعي، أبو محمد الكراني.
يروي عن: أبي العبّاس بن عُقْدَة، والمَحَامِليّ.
وعنه: أبو نُعَيم، وغيره.
الحسن بن علي، أبو محمد المدائني النَّحْوِي.
تُوُفّي بمصر في جمادى الأولى، فيه جهالة.
__________
[1] طبقات الحنابلة 2/ 139، 140 رقم 617.
[2] سقطت من الأصل.
[3] الأبيوردي: بفتح الألف وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحت وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة. نسبة إلى أبيورد، وهي بلدة من بلاد خراسان.
(اللباب 1/ 27) .
[4] ذكر أخبار أصبهان 1/ 248.

(26/643)


الحسين بن أحمد بن جعفر [1] الرّازي، أبو [2] عبد الله شيخ الصُّوفيّة، وبقيّة الزُّهاد.
صَحِب: أبا علي الرُّوذْباري، وأبا بكر الكَتَّاني، والشَّبْلي، وجماعة كثيرة بالعراق والحجاز والشام ومصر، وكان حافظًا لِسيرَ القوم وحكاياتهم.
أكثر عنه السُّلمي وأثنى عليه في تاريخه.
مات بنَيْسَابور في ربيع الأوّل.
الحسين بن أحمد بن محمد [3] بن دينار، أبو القاسم البغدادي الدَّقّاق.
سمع: جدّه، وأبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود.
وعنه: عبد العزيز الأزجي، والحسن بن محمد الخلال.
وثّقه ابن أبي الفوارس.
شرف الدولة شِيرَوَيْه [4] ابن عضد الدولة ابن ركن الدولة بن بُوَيْه الدَّيْلَميّ، سلطان بغداد وابن سلطانها.
ظفر بأخيه صَمْصام الدولة وحبسه، ثم سَمَلَه. تملّك العراق، وكان يميل إلى الخير، وأزال المصادرات.
مرض بالاستسقاء، وامتنع من الحِمْيَة. مات في جُمادى الآخرة، عن تسعٍ وعشرين سنة، وملك سنتين وثمانية أشهر، وولي بعده أخوه أبو نصر بهاء الدولة.
صَفْوَة أَمُّ حبيب، والدة الحسن بن علي الصّدفي المصري.
__________
[1] طبقات الصوفية (انظر فهرست الأعلام) .
[2] في الأصل «و» .
[3] تاريخ بغداد 8/ 10 رقم 4045، المنتظم 7/ 149 رقم 238.
[4] الكامل في التاريخ 9/ 61، 62، ذيل تجارب الأمم 150- 152، المنتظم 7/ 149، 150 رقم 239، العبر 3/ 11، مرآة الجنان 2/ 408، البداية والنهاية 11/ 307، دول الإسلام 1/ 231، النجوم الزاهرة 4/ 154، 155، شذرات الذهب 3/ 94، المختصر في أخبار البشر 2/ 125، سير أعلام النبلاء 16/ 384، 385 رقم 276.

(26/644)


تُوُفّيت في شعبان، وعندها حديث كثير، وأبو [ها] [1] محدّث، وابنه أيضًا، وأخَواتها.
قال أبو إسحاق: حدّثونا عنها.
طاهر بن محمد بن سهلويه [2] ، أبو الحسين النَّيْسَابُوري.
حدّث عن: محمد بن إسماعيل المَرْوَزي صاحب علي بن حجر ببغداد، وعن مكّي، وابن الشّرَقي.
وعنه: عُبَيْد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال.
وتُوُفّي في بغداد.
وثّقه الخطيب.
عباس بن عمرو بن هارون [3] الكناني الصَّقِلّي الورّاق.
كان من الفُضَلاء بالأندلس.
روى عن محمد بن معاوية القُرَشي، وجماعة.
كتب عنه ابن الفَرَضيّ.
عبدوس بن علي الْجُرْجَاني [4] ، نزيل سمرقند.
روى عن: أبي نُعَيم عبد الملك بن محمد، وغيره.
عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله [5] بن محمد بن ميكال الرئيس، أبو محمد الميكالي النَّيْسَابُوري.
تقلّد رئاسة نَيْسَابُور سنة ستٍّ وخمسين وثلاثمائة.
قال الحاكم: كان مذكورًا بالأدب والكتابة ومعرفة الشروط، وكان
__________
[1] في الأصل «أبو» .
[2] في الأصل «مهلويه» ، والتصحيح من تاريخ بغداد 9/ 357 رقم 4922، المنتظم 7/ 150 رقم 240.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 299 رقم 886.
[4] تاريخ جرجان 284 رقم 489.
[5] يتيمة الدهر 4/ 382، 383، الوافي بالوفيات 17/ 73، 74 رقم 61.

(26/645)


صالحًا، يختم القرآن في ركعتين، وكان كثير المعروف، وعقد مجلس النّظر في حياة الأستاذ أبي الوليد، ثم تقلّد الرئاسة، وحدّث عن ابن الشرفي وغيره، وهو في نفسه صَدُوق، ولم يكن ممن يميّز المُخَرَّجَ له.
تُوُفّي بمكّة في آخر أيام الموسم. رحمه الله.
علي بن أحمد بن إبراهيم [1] بن ثابت، أبو القاسم الرَّبْعي الرّازي، ثم البغدادي الحافظ.
سمع بدمشق: محمد بن يوسف الهَرَوِي، والحسن بن حبيب الفقيه.
وعنه: أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وغيره، وأبو عبد السلمي.
قال الخطيب: ثقة حافظ.
علي بن إبراهيم بن غرّة [2] البغدادي مزكيّان [3] العطّار.
سمع من: علي بن طَيْفُور، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، ومحمد بن السّرِيّ القَنْطَرِيّ.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وجماعة.
وثّقه الخطيب، وعاش مائة سنة.
علي بن سهل [4] بن أبي حيّان التيمي [5] ، أبو الحسن الكْوفي.
حدّث في هذه السنة ببغداد عن: عبد الله بن زيدان البَجَلي، وغيره.
روى عنه: العتيقي.
علي بن محمد بن السّرِيّ [6] ، أبو الحسن الهمذاني البغدادي الورّاق [7] .
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 326 رقم 6149.
[2] تاريخ بغداد 11/ 341 رقم 6178 وفي الأصل «عزّة» .
[3] في الأصل «مركيان» .
[4] تاريخ بغداد 11/ 430، 431 رقم 6320.
[5] في الأصل «حبان التميمي» والتصحيح من تاريخ بغداد.
[6] في الأصل «السوي» والتصحيح من تاريخ بغداد 12/ 90 رقم 6506.
[7] في الأصل «الوزّان» والتصويب من تاريخ بغداد.

(26/646)


روى عنه: محمد بن يحيى المَرْوَزي، ومحمد بن نصر الصائغ، والباغَنْدي.
وعنه: عبد العزيز الأزجي، والحسن بن محمد الخلال.
وقال محمد بن عمر الداودي القاضي فيما حكى عنه الخطيب: كان كذّابًا، روى عن مَن لم يدركه.
علي بن محمد بن يعقوب، أبو الحسن المصري العطّار الورّاق.
قال أبو إسحاق الحبّال: مشهور، سمع الكثير، وتُوُفّي سَلْخ صَفَر.
عمر بن محمد بن جعفر بن محمد بن حفص الغازل المعدّل من أهل أصبهان.
سمع بدمشق: أبا الدّحْداح أحمد بن محمد بن إسماعيل الأُبُلّي.
وعنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم، وأبو طاهر بن عبد الرّحيم الكاتب.
تُوُفّي في المحرَّم.
محمد بن أحمد بن سُوَيْد، أبو عبد الله التميمي القِزْوِيني المعلّم شيخ أبي يَعْلَى الخليلي.
وهو آخر أصحاب علي بن أبي طاهر القِزْويني، وسمع أيضًا من عبد الله بن محمد الإسْفَراييني، وجماعة.
محمد بن أحمد بن أبي طالب [1] بن الْجَهْم، أبو الفيّاض البغدادي.
روى عن: أبي القاسم البَغَوِي، ومحمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوَزي.
وعنه: أبو علي بن المذهّب [2] ، وقال: مات هو وأبوه وأخته في شهر ربيع الآخر في جمعة واحدة. قال: هو وأبوه وأمُّه في شهر ربيع الآخر.
__________
[1] تاريخ بغداد 1/ 322 رقم 221، المنتظم 7/ 150 رقم 242.
[2] هكذا في الأصل، وعبارة الخطيب: «قال لي أبو علي بن المذهّب: مات أبو الفيّاض يوم

(26/647)


[قال] [1] ابن أبي الفوارس: كان فيه تساهل.
محمد بن أحمد بن شعيب النَّيْسَابُوري الفقيه، أبو سعيد الخفّاف. إمام عارف بالخلافيات.
سمع ابن الشرقي، ومكّي بن عَبْدان، ومات في شوّال.
محمد بن أحمد بن العبّاس [2] ، أبو جعفر السلمي البغدادي الجوهري الأشعري نقّاش الفضّة.
سمع: محمد بن محمد الباغندي، وعبد الله البَغَوِي، والحسن بن محمي.
روى عنه: أبو علي بن شاذان، وعُبَيْد الله الأزهري، وأبو القاسم التنوخي.
ووثّقه الأزهري وقال: كان أحمد المتكلّمين على مذهب الأشعري، ومنه تعلّم أبو علي بن شاذان عِلْم الكلام، وُلِد سنة أربعٍ وتسعين ومائتين، وتُوُفّي في المحرّم.
أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يَحْيَى السَّبْتِيُّ، أنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الطُّفَيْلِ، أنا السَّلَفِيُّ، أنا محمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَسَدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ السِّمْنَانِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْغَانِيذِيُّ، قَالُوا: أنا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَزَّازُ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ محمد بْنُ أَحْمَدَ الأَشْعَرِيُّ مِنْ حِفْظِهِ، قَالَ: قَرَأْنَا عَلَى الْحَسَنِ بْنِ مَحْمِيٍّ الْمَخْرَمِيِّ، حَدَّثَكُمْ إبراهيم بن عَبْدُ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ: سَمِعْتُ شُرَيْحًا الْقَاضِي، سَمِعْتُ عَلِيَّ بن أبي طالب
__________
[ () ] الأربعاء التاسع عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وثلاثمائة قال: وكان أبوه قد مات قبله بخمسة أيام، وماتت والدته بعد أبيه بيومين» . (تاريخ بغداد 1 (322) .
[1] إضافة على الأصل.
[2] تاريخ بغداد 1/ 325، 326 رقم 229، المنتظم 7/ 151 رقم 244، تبيين كذب المفتري 196، العبر 3/ 11، مرآة الجنان 2/ 409، شذرات الذهب 3/ 94، الوافي بالوفيات 2/ 46، 47 رقم 322، الكامل في التاريخ 9/ 69، سير أعلام النبلاء 16/ 416 رقم 204.

(26/648)


يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: خَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْر ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ أَنَا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
هَذَا لَفْظٌ مُنْكَرٌ، لَمْ يَقُلْهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هَكَذَا، وَالْمُتَوَاتِرُ خِلافُهُ.
محمد بن جعفر بن العبّاس [1] ، أبو بكر النّجّار غُنْدَر.
سمع: محمد بن حميد بن المجدّر، ويحيى بْن صاعد، ومحمد بْن هارون الحضْرميّ.
وعنه: الحسن بن محمد الخلال، وقال: ثقة تُوُفّي في المحرّم.
محمد بن الحسن بن عُبَيْد الله [2] بن مَذحِج، أبو بكر الزبيدي الأندلسي النَّحْوِي.
كان شيخ العربية بالأندلس. اختصر كتاب «العين» وله كتاب «الواضح في العربية» وكتاب «لَحْنُ العامَة» .
وكان الحاكم المستنصر باللَّه قد طلبه من إشبيلية إلى قُرْطُبَة للاستفادة منه، فأدَّب بقُرْطُبَة جماعة، وولي قضاء إشبيلية، وأدّب المؤيَّدَ باللَّه ابن المستنصر، وأخذ العربية، عن أبي عبد الله الرباحي، وأبي علي القالي.
وأصله من الشام من حمص.
__________
[1] تاريخ بغداد 2/ 157 رقم 580، المنتظم 7/ 151 رقم 245، البداية والنهاية 11/ 308، شذرات الذهب 3/ 96.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 89، 90 رقم 1357، جذوة المقتبس 49، 50 رقم 35، بغية الملتمس 67، 68 رقم 81، معجم الأدباء 4/ 109 و 7/ 30 و 10/ 184 و 16/ 257 و 17/ 137 و 18/ 14، 114، 125، 179، 184، الوافي بالوفيات 2/ 351 رقم 813، وفيات الأعيان 4/ 372- 374 رقم 651، المغرب في حلى المغرب 1/ 250، يتيمة الدهر 2/ 71، إنباه الرواة 3/ 109، مطمح الأنفس 53، بغية الوعاة 1/ 84، 85 رقم 136، فهرسة ابن خير (في صفحات متفرقة) ، نفح الطيب (راجع فهرس الأعلام في مادة الزبيدي) ، الديباج المذهب 263، 264، مرآة الجنان 2/ 409، شذرات الذهب 3/ 94، 95، كشف الظنون 1106، 1107، 1192، 1428، 1442، 1444، 1548، 1577، 1900، 1995، 2028، هدية العارفين 2/ 51، روضات الجنات 176، معجم المؤلفين 9/ 198، 199، مقدمة طبقات النحويين واللغويين، الأنساب 6/ 249، المحمّدون من الشعراء 73، 74، العبر 3/ 12، سير أعلام النبلاء 16/ 417، 418 رقم 305، تلخيص ابن مكتوم 202، 203، مرآة الجنان 2/ 409، البلغة في تاريخ أئمة اللغة 218، 219

(26/649)


تُوُفّي في جُمادى الآخرة، عن ثلاثٍ وستّين سنة.
روى عنه: ولده، وأبو الوليد محمد بن محمد، وأبو القاسم إبراهيم بن محمد الإقليلي [1] ، [و] قاسم بن أصبغ، وسعيد بن فَحْلوُن، وجماعة.
وكان ابنه أبو القاسم أحمد من جِلَّة الأُدَباء، ولي أيضًا قضاء إشبيلية بعد أبيه، وأمّا ابنه الآخر أبو الوليد محمد بن محمد، فتولّى سنة نيّف وأربعين وأربعمائة عن سِنّ عالية.
محمد بن عبد الله بن أحمد [2] بن ربيعة بن خالد بن عبد الرحمن بن زبر، أبو سليمان بن القاضي بن محمد الرّبعي.
كان محدّث دمشق في وقته.
روى عن: أبيه، وأبي القاسم البَغَوِي، وجَمَاهر الزَّمْلَكَاني، ومُحَمَّد بْن خُرَيْم، وسعيد بْن عَبْد العزيز الحلبي، ومحمد بن الفيض الغساني، ومحمد بن الربيع الجيزي، وأبي بكر بن أبي داود السجستاني، وجماعة كثيرة.
وعنه: تمام، وعبد الغني بن سعيد، وعبد الرحمن بن أبي نصر، ووالده أحمد، ومحمد بن عوف المزني، وطائفة سواهم.
وروى عنه: أبو نصر بن الجبان أنّه رأى ربَّ العِزَّة في المنام، رأى نورًا.
وقال علي بن موسى السّمسار: قال أبو سليمان بن زَبْر: كان الطّحاوي قد نظر في أشياء كثيرة من تصنيفي، وباتت عنده [3] ، وتصفّحها فأعجبته، وقال لي: يا أبا سليمان، أنتم الصيادلة ونحن الأطبّاء.
__________
[1] الإقليلي: نسبة إلى إقليل، قرية من قرى بلاد الشام.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 38/ 165- 169، معجم البلدان 5/ 134، العبر 3/ 12، تذكرة الحفاظ 3/ 996، 997 رقم 927، كشف الظنون 19، 20، هدية العارفين 2/ 51، الأعلام 7/ 98، تاريخ التراث العربيّ 1/ 333 رقم 244، شذرات الذهب 3/ 95، 96، معجم المؤلفين 10/ 196.
[3] في الأصل «عند» .

(26/650)


وقال عبد العزيز الكتّاني: كان أَبُو سليمان يُملي بالجامع، وثنا عنه عدّة، وكان ثِقةً نبيلًا مأمونًا. تُوُفّي في جُمادى الأولي.
قلت: وله كتاب «الوَفَيَات على السّنين» [1] ، وغير ذلك.
محمد بن عبد الرحمن بن سهل، أبو الحسن التُّسْتَري التّاجر.
تُوُفّي في جُمادى الأولى. ورّخه أبو إسحاق الحبّال.
محمد بْن عليّ بْن محمد بْن نَصْرَوَيه، أبو علي النَّصْرَوِي النَّيْسَابُوري المقرئ المؤذّن.
قال أبو عبد الله الحاكم: روى عنه الحاكم وقال: حجّ، وغَزَا، وأنفق على العلماء، وأذّن نيّفًا وخمسين سنة، مُحْتَسِبًا.
سمع: أبا العبّاس السّرّاج، وأبا بكر بن خُزَيْمَة.
وتُوُفّي في شعبان، وله مائة سنة وثلاث سنين، رحمه الله.
محمد بن محمد بن الحسن بن الأشعث، أبو أحمد النَّسفي الفقيه، قاضي بُخَارى.
كان مُسْنِد تلك الديار.
روى عنه: عبد الله بن محمود، ومحمد بن خالد، وإسحاق بن إبراهيم التاجر المَرَاوِزَة، وأصحاب إسحاق بن راهَوَيْه، وتُوُفّي على قضاء بُخَارى.
روى عنه: جعفر المستغفِري، وروى تفسير إسحاق بن راهَوَيْه، عن محمد بن خالد.
محمد بن مسعود [2] ، أبو عبد الله القُرْطُبي الخطيب.
سمع من: قاسم بن أصبغ، وجماعة.
وكان خطيبًا مُفَوَّهًا بليغًا شاعرًا يتقعّر في كلامه وأَسْجاعه، ويؤدّب
__________
[1] منه نسخة خطية في المتحف البريطاني برقم 1640 مخطوطات شرقية 1019- 82 ورقة.
وانظر عن مصنّفاته. تاريخ التراث العربيّ 1/ 334.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 90 رقم 1359.

(26/651)


بالعربية، ثم صار يخطب بين يدي المستنصِر باللَّه في العيد، وفي قُدُوم الوفود، ثم ولي قضاء يابُرة [1] .
قال ابن الفَرَضي: سمعته يخطب مِرارًا في جامع الزَّهراء، ولم يحدَّث، وتُوُفّي يوم الفِطْر.
محمد بن المظفَّر بن موسى [2] بن عيسى، أبو الحسين البغدادي الحافظ. ولد ببغداد في أوّل سنة ثلاثمائة.
سمع: أحمد بن الحسن الصُّوفي، وحامد بن شُعَيْب، والهَيْثَم بن خَلَف، وعبد الله بن صالح البُخَاري، وقاسم بن زكريّا المطرَّز، ومحمد بن جرير الطّبري، والباغَنْدي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، وعلي بن أحمد علان، ومحمد بن زبّان المصري، ومحمد بن إبراهيم، والحسن بن محمد بن جمعة، وابن جَوْصَا، وخلقًا سواهم، بمصر، والشام، والرَّقَة، والجزيرة، والكوفة، وواسط، وبغداد، وجمع وصنّف.
روى عنه: الدَارقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو الفتح بن أبي الفوارس، وأبو سعد الماليني، وأبو بكر البَرْقَانِيّ، وأبو نُعَيم الأصبهاني، ومحمد بن أحمد الجارودي، والحسن بن محمد الخلال، وعلي بن المحسّن التَّنُوخيّ، وعبد الوهاب بن برهان، والحسن بن علي الجوهري، وخلق سواهم.
وقيل إنّه من ولد سَلَمة بن الأَكْوَع، وكان يقول: لا أعلم صحّة ذلك.
قال الخطيب: كان ابن المظفّر فهما حافظا.
__________
[1] يابرة: بلد في غربي الأندلسي. (معجم البلدان 5/ 424) .
[2] تاريخ بغداد 3/ 262- 264 رقم 1355، المنتظم 7/ 152، 153 رقم 247، العبر 3/ 12، البداية والنهاية 11/ 308 وفيه «المطرف» ، الوافي بالوفيات 5/ 34 رقم 2006، النجوم الزاهرة 4/ 155، 156، شذرات الذهب 3/ 96، دول الإسلام 1/ 231، ميزان الاعتدال 3/ 138، تذكرة الحفاظ 3/ 980- 983، لسان الميزان 5/ 383، 384، الأعلام 7/ 325، تاريخ التراث العربيّ 1/ 334 رقم 245، سير أعلام النبلاء 16/ 318- 421 رقم 306، طبقات الحفاظ 389، 390.

(26/652)


وقال البَرْقَانِيّ: كتب الدَارقُطْنيّ عن ابن المظفَّر أْلُوف حديث [1] .
قال إبراهيم بن محمد الرعيني:
قدم علينا ابن المظفر مصر، وكان أحْول أشجّ فقلت له: إنّ هذا الذي تُمْليه علينا هو عندنا كثير بالعراق، ونريد حديث مصر، فكان ذلك مبدأ إخراج القزويني حديث عمرو بن الحارث، فكان منه الذي كان من تكثير الناس عليه، حتى قال أبو الحسن الدَارقُطْنيّ: وضع القزويني لعَمْرو بْن الحارث أكثر من مائة حديث. [2] مات فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعٍ وسبعين وثلاث مائة، يوم الجمعة.
قاله العَتِيقي:
محمد بن النَّضْر بن محمد [3] بن سعيد بن رزين بن عُبَيْد الله بن عثمان بن المغيرة، أبو الحسين النّخاس المَوْصِليّ.
سكن بغداد وحدّث بها عن: أبي يعلى الموصلي كتاب «معجم شيوخه» ، وروى أيضًا عن: عبد الله بن أبي سفيان الشعراني، ويزداد من عبد الرحمن الكاتب، وعبد الله بن محمد بن زياد النَّيْسَابُوري، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق البهلول، والحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان.
قال الخطيب: سمعت أبا بكر البَرْقَانِيّ، وحدّثنا عن أبي الحسين النّخّاس فقال: كان واهيا، وسمعته مرّة أخرى يقول: أبو الحسين النّخّاس ليس بحجّة. وسمعته مرّة ثالثة ذكره فقال: لم يكن ثقة.
تُوُفّي في شهر ربيع الأول، قال العتيقي: يوم الخميس لثلاث عشر خلون من ربيع الأول سنة تسعٍ وسبعين وثلاثمائة.
__________
[1] العبارة عند الخطيب البغدادي: «كتب الدارقطنيّ عن ابن مظفّر ألف حديث، وألف حديث، وألف حديث، فعدّد ذلك مرّات» . (3/ 263) .
[2] ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل، استدركته من: سير أعلام النبلاء 16/ 420، 421.
[3] تاريخ بغداد 3/ 325، 326 رقم 1431 وهذه الترجمة ساقطة من الأصل حيث يوجد نقص مقدار صفحتين.

(26/653)


قال العتيقي: فيه تساهل [1] .
هلال بن محمد بن محمد [2] : الشيخ المعمَّر، أبو البصْري، ابن أخي هلال الرازي.
حدّث عن: أبي مسلم الكجّي، ومحمد بن زكريا الغَلابي، والحسن بن المثنّى، وأبي خليفة.
روى عنه: أبو سعْد الماليني، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن اليَزْدي، وشيخ المعتزلة أبو الحسين البصري، ومحمد بن عمر بن زاذان القزويني، وجماعة.
لم أسمع فيه قدْحًا.
قال عبد الرحمن بن منده: تُوُفّي سنة تسعٍ وسبعين وثلاثمائة.
قلت: لعلّه قارب المائة [3] .
__________
[1] ذكره المؤلّف في سير أعلام النبلاء 16/ 421 دون أن يترجم له، وفيه «النحاس» بالحاء المهملة.
[2] ميزان الاعتدال 4/ 316، سير أعلام النبلاء 16/ 339، 341 رقم 246، لسان الميزان 6/ 202.
[3] الترجمة بكاملها ساقطة من الأصل، أثبتناها نقلا عن سير أعلام النبلاء.

(26/654)


[وفيات] سنة ثمانين وثلاثمائة
أحمد بن الحسين بن أحمد [1] بن مروان بن عُبَيْد بن أبي مروان الضَّبّي المرواني النَّيْسَابُوري، الشيخ أبو نصر.
سمع: ابن خُزَيْمَة، وابن شادِل، والسّرّاج، ومحمد بن حمدون، وطائفة.
وعنه: الحاكم، وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكَنْجَرُوذي، وآخرون.
مات في شعبان سنة ثمانين وثلاث مائة [2] .
أحمد بْن محمد بْن أحمد [3] بْن إسحاق النيسابورىّ، الصندوقي، الشيخ الصَّدُوق أبو العباس.
سمع: محمد بن شادِل، وابن خُزَيْمَة، ومحمد بن المسيّب، وأبا العباس الثقفي، وعدة. حتى قال الحاكم: تفرّد بالرواية عن بضعة عشر شيخًا، وعاش أربعًا وثمانين سنة.
روى عنه الحاكم، وأبو سعد الكنجروذي، وجماعة.
__________
[1] العبر 3/ 13، سير أعلام النبلاء 16/ 395 رقم 283، شذرات الذهب 3/ 96.
[2] الترجمة ساقطة من الأصل، أثبتناها من سير أعلام النبلاء.
[3] الأنساب 8/ 90، 91، اللباب 2/ 247، 248، العبر 3/ 13، سير أعلام النبلاء 16/ 395 رقم 284، شذرات الذهب 3/ 96.

(26/655)


تُوُفّي في شوّال سنة ثمانين وثلاث مائة [1] .
بكر بن محمد بن جعفر [2] بن راهب، أبو عمرو الشيخ النّسفي، المؤذّن المعمّر. راوي «صحيح البخاري» عن: حمّاد بن شاكر، وروى أيضًا عن محمود بن عنبر.
روى عنه: جعفر المُسْتَغْفِري، وقال [3] :
كان كثير التلاوة، شديدًا على المبتدعة، ثنا بكتاب «الجامع» عن ابن شاكر.
الحسن بن إبراهيم بن مزاحم [4] ، أبو علي العطشي المزيّن.
روى عن: عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن مبشّر الواسطيّ، والحسن المطبقي.
وعنه: الحمّامي المقرئ، وعُبَيْد الله الأزهري، وعلي بن طلحة.
وعاش إلى سنة ثمانين.
الحسن بن الحسين، أبو الطّيّب الرَّبعي النصيبي.
حدّث في هذا العام بمصر عن: محمد بن إبراهيم الدَّيبلي بجزء.
سمعه منه: أبو عمرو أحمد بن محمد الطّلمَنْكِي.
الحسن بن محمد بن حبيب، أبو أحمد الحبيبي.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
الحسين بْن عليّ بْن محمد [5] بْن إِسْحَاق بْن زيد الحلبي أبو العباس.
مات قبل والده. تُوُفّي في جُمادى الآخرة.
وحدّث عنه أبو عبد الله المَحَامِلي، وابن مَخْلَد هذا المذكور في حدود
__________
[1] الترجمة ساقطة من الأصل، وأثبتناها من سير أعلام النبلاء.
[2] سير أعلام النبلاء 16/ 396 رقم 285.
[3] هنا ينتهي النقص الموجود في الأصل.
[4] تاريخ بغداد 7/ 283 رقم 3783.
[5] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 11/ 150.

(26/656)


تسعين [1] وثلاثمائة.
الحسين بن محمد بن القاضي [2] الحسين بن إسماعيل المَحَاملي، أبو بكر.
سمع: جدّه [3] ومحمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوَزي، وأبا العبّاس بن عُقْدَة.
روى عنه: أبو محمد الجوهري أحاديث مستقيمة. قاله الخطيب.
وتُوُفّي في شعبان.
رائق مولى زينب بنت أحمد أخت الحافظ أبي سعيد بن يونس المصري، أبو صالح.
حدّث عنه: عبد الله بن الورد، وابن خروف.
ورماه الحمل في طريق الحج فمات [4] رحمه الله.
سهل بن أحمد بن الديباجي [5] ، أبو محمد.
حدّث عن ابن خليفة، ويَمُوت بن المُزَرَّع.
وعنه: العتيقي، وعلي بن المحسّن التَّنُوخيّ، وأبو محمد الجوهري.
وقال الأزهري: كان كذّابًا رافضيًّا، رأيت في بيته لَعْن أبي بكر وعمر مكتوبًا.
وقال ابن أبي الفوارس: كان أنْكالًا في الرواية، غاليا في الرفض، ولم يكن له أصل صحيح.
طاهر بن أحمد بن الأَزدي المصري الخلال.
روى عن: محمد بن زبّان.
وتوفّي في ربيع الأوّل.
__________
[1] كذا في الأصل، والأصح «ثمانين» لوفاته في هذه السنة.
[2] تاريخ بغداد 8/ 101 رقم 4207، المنتظم 7/ 154 رقم 250.
[3] وفي تاريخ بغداد «أباه» .
[4] كتب بعدها في الأصل «في طريق» ثم شطبهما.
[5] تاريخ بغداد 9/ 121 رقم 4737، العبر 3/ 13، شذرات الذهب 3/ 96.

(26/657)


طلحة بن أحمد بن الحسن [1] البغدادي الخرّاز الصُّوفي.
سمع المَحَامِلي، ومحمد بن أحمد بن أبي مَهْزُول، ومحمد بن أحمد بن صفوة، المَصَّيصيّين.
وعنه: أبو محمد الخلال وقال: ثقة، وعمر بن بُكَير، وأبو نُعَيم، وأحمد بن عمر بن رَوْح.
مات ببغداد.
طلحة بن محمد بن جعفر [2] ، أبو القاسم الشاهد المقرئ، غلام ابن مُجاهد.
سمع: ابن أبي غيلان، وأبا القاسم البَغَوِي، وأبا صخرة الكاتب، وجماعة، وقرأ على ابن مجاهد.
قرأ عليه: أبو العلاء الواسطي، وحدّث عنه عُبَيْد الله الأزهري، والحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وغيرهم.
صنّف «أخبار القُضاة» . وضَعَّفه [3] الأزهري.
وقال ابن أبي الفوارس: إنّه كان يدعو إلى الاعتزال، وعاش تسعين سنة. بغداديّ.
__________
[1] تهذيب ابن عساكر 7/ 67.
[2] تاريخ بغداد 9/ 351 رقم 4908، المنتظم 7/ 154 رقم 252، الوافي بالوفيات 16/ 485 رقم 530، العبر 3/ 13، غاية النهاية 1/ 342، لسان الميزان 3/ 212، شذرات الذهب 3/ 97، معرفة القراء 1/ 277 رقم 19، النجوم الزاهرة 4/ 158، ميزان الاعتدال 2/ 342، سير أعلام النبلاء 16/ 396، 397 رقم 286.
[3] في الأصل «وضعه» .

(26/658)


وقال ابن أبي الفوارس: إنّه كان يدعو إلى الاعتزال، وعاش تسعين سنة. بغداديّ.
عبد الله بن أحمد بن حاجب [1] الخَثْعَمي القُرْطُبي.
سمع: أحمد بن ثابت الثّعْلَبي، وجماعة.
عبد الله بن إسماعيل بن حرب [2] ، أبو محمد بن النُّور القُرْطُبي.
سمع: أحمد بن سعيد بن حزم، ومحمد بن معاوية، وأحمد بن مُطَرَّف وجماعة، وبمصر من أبي العباس أحمد بن الحسن الرازي، وببغداد من أبي علي ابن الصّوّاف، وأمثالهم. وكان يفهم ويدري.
سمع من جماعة، وتُوُفّي في صفر.
عبد الله بن قاسم بن محمد [3] بن قاسم بن محمد، أبو محمد القُرْطُبي.
سمع من: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أصبغ، وأبيه، ولم يحدّث.
عبد الله بن محمد بن مسرور [4] الشّقّاق [5] القُرْطُبي. يُعرَف، بَرزِين.
مُكْثِر عن: قاسم بن أصبغ، وحجّ، فسمع من جماعة.
وحدّث، وتُوُفّي في شوّال.
عبد الله بن محمد الأصبهاني [6] المقرئ، أبو محمد، ويُعرف بابن ليلاف.
كان يُصَلي بالنّاس في الجامع في رمضان، وكان رأسًا في نَقْط المصاحف، وفي القراءات.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 242 رقم 746.
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 242 رقم 748.
[3] تاريخ علماء الأندلس 1/ 242 رقم 747.
[4] تاريخ علماء الأندلس 1/ 243 رقم 749.
[5] في الأصل «السقاق» .
[6] ذكر أخبار أصبهان 2/ 98.

(26/659)


وتُوُفّي في جُمادى الآخرة. قاله أبو نُعَيم.
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن أحمد [1] بْن عُقْبَة، أبو محمد القاضي البغدادي.
سمع: أبا بكر بن زياد النَّيْسَابُوري.
روى [عنه] [2] عُبَيْد الله الأزهري.
وكان ثقة.
عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عبد الغفّار [3] بن ذِكوان [4] القاضي، أبو محمد البعلبكي.
حدّث عن: أبي الْجَهْم بن طلاب، وابن جوصا، وأبي الدَّحْداح أحمد بن محمد، وأبي العبّاس الزّفتي، ومحمد بن أحمد بن صَفْوَة، وأبي بكر الخرائطي، وطائفة سواهم.
وعنه: الوليد بن بكر الأندلسي، ومكّي بن الغَمْر، وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة.
قاله عبد العزيز الكتّاني.
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [5] ، أبو محمد النَّمَرِي القُرْطُبي، الفقيه المالكي، والد الإمام أبي [6] عمر يوسف.
تفقّه على التُّجَيْبِي ولازمه، وسمع من أحمد بن مطرّف، وأحمد بن حزم.
__________
[1] تاريخ بغداد 10/ 133 رقم 5274، المنتظم 7/ 154 رقم 253.
[2] إضافة على الأصل.
[3] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 60، 191، 310، و 17/ 345 و 19/ 647 و 20/ 223 و 21/ 265 و 24/ 451 و 26/ 115 و 36/ 321 و 37/ 217، 414، 605 و 38/ 121، 340، 399 و 40/ 274، 594 و 43/ 368 و 45/ 319، تهذيب ابن عساكر 1/ 409 و 2/ 53، تذكرة الحفاظ 3/ 835، لسان الميزان 1/ 252، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تحقيقنا) ق 1/ ج 3/ 219 رقم 907.
[4] في الأصل «ذكران» .
[5] جذوة المقتبس 256 رقم 538 وفيه «عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد البر» ، بغية الملتمس 336 رقم 889.
[6] في الأصل «بن» .

(26/660)


وكان صالحًا عابدًا متهجّدًا:
تُوُفّي في هذه السنة في ربيع الآخر، وله خمسون سنة.
عبد الرحمن بن عمر الفارسي الفقيه، أبو عمرو.
ولي قضاء نَسَف ثلاث مرّات، آخرها في هذه السنة.
وقد سمع ببغداد من: أبي حامد الحَضْرَمي، وابن المَحَاملي، لكنّه عُدِمت كُتُبْه.
عبد العزيز بن الحسن بن أحمد بن جحاف، أبو عمر السلمي المصري [1] .
عبد الواحد بْن محمد بْن الحَسَن [2] بْن محمد بْن شاذان بن عمر بن بكر بن أحمد بن إبراهيم.
سمع أبا القاسم البَغَوِي. وكان بغداديا ثقة.
روى عنه: عُبَيْد الله الأزهري، [و] أبو محمد الخلال.
عُبَيْد [3] الله بن أحمد بن الفضل بن شهريار، أبو عبد الله الأَرْدَسْتَاني [4] التاجر.
حدّث بأصبهان عن عبد الرحمن بن محمد بن حمّاد الطّهْراني.
روى عنه: أبو بكر بن أبي علي، وأبو نُعَيم.
وتُوُفّي في ربيع الأوَّل.
عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه بْن محمد [5] ، أبو القاسم التَّنُوخيّ السَّرَخْسي التاجر، نزيل بخارى.
__________
[1] ذكره لمؤلّف دون ترجمة.
[2] تاريخ بغداد 11/ 10 رقم 5668، المنتظم 7/ 155 رقم 256.
[3] في الأصل «عبد الله» والتصويب من ذكر أخبار أصبهان 2/ 104.
[4] في الأصل «الأرديناني» .
[5] تاريخ بغداد 10/ 364، 365 رقم 5528، المنتظم 7/ 155 رقم 255، سير أعلام النبلاء 16/ 512، 413 رقم 300.

(26/661)


ذكره [1] جعفر الإدريسي فقال: الشيخ الصالح الثقة، قدِم نَسَف سنة سبعٍ وعشرين، لسماع «الجامع» للبُخَاري، من أبي طلحة، ومنصور بن محمد البُزُورِي، عن أبيه، وعن أبي عبد الله المَحَاملي، ومحمد بن جعفر الطَّبَرِي، وحدّثنا ببُخَارى، ومات في رجب.
وقال الخطيب في ترجمته: سمع: أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي، ومحمد بن حَمْدَوَيْه المَرْوَزي، وجماعة. وحدّث ببغداد، فسمع منه: أبو الفتح بْن أَبِي الفوارس، ومحمد بن طلحة النَّعالي، وأبو سعد الماليني، وكان ثقة.
عُبَيْد الله بن محمد بن عُبَيْد الله [2] بن هاشم، أبو مروان بن القَسّام [3] الأموي، مولاهم القُرْطُبي.
روى عن أحمد بن خالد بن الحباب، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وعبد الله بن يونس.
قال ابن الفرضيّ: سمعت منه كثيرًا، وكتب لي بخطّه، وتُوُفّي في رمضان.
عُبَيْد الله [4] بن محمد بن محمد الْجُرْجاني الواعظ ابن الواعظ.
سمع: أبا العباس الأَصَمّ، والمحبوبي، وتقدّم في علم الحقائق، ورُزِق فيه لسانًا وبيانًا.
مات فجأة عن ثلاث وستّين سنة. رحمه الله.
عُبَيْد الله بن محمد بن مخلد [5] ، أبو القاسم الثوري [6] .
__________
[1] في الأصل «ذكر» .
[2] تاريخ علماء الأندلس 1/ 252 رقم 770.
[3] كذا في الأصل، وفي تاريخ علماء الأندلس «القاسم» .
[4] في الأصل «عبد الله» والتصويب من تاريخ جرجان 276 رقم 462.
[5] تاريخ بغداد 10/ 364 رقم 5527، المنتظم 7/ 154، 155 رقم 254.
[6] كذا في الأصل، وفي تاريخ بغداد «النوري» ، وفي المنتظم «التوزي» .

(26/662)


حدّث عن: أبي القاسم الثوري، [و] البغوي، ومحمد بن حَمْدَويْه.
وعنه عُبَيْد الله الأزهري.
وكان بغداديا ثقة.
علي بن عمرو بن سهل [1] أبو الحسن الحَرِيري.
حدّث ببغداد عن: أبي عَرُوبة الحرّاني، ومكْحُول البيروتي، وأحمد بن عمير بن جوصا، وأحمد بن إسحاق بن البَهْلُول.
وعنه: أبو بكر البَرْقَاني، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التَّنُوخيّ.
وثقه ابن أَبِي الفوارس.
محمد بن أحمد بن حمدون [2] بن عيسى، أبو عبد الله الخَوْلاني القُرْطُبي، يُعرف بابن الإمام.
[كان] حافظًا للأخبار والنّسب، على مذهب ابن مَسَرّة.
محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو أحمد المَرْوَزي الزّرْقي من قرية زرق.
عن عبد الله بن محمود السعدي، وأحمد بن علي الكَشْمَيْهَني راوية علي بن حجر.
حدّث في هذا العام، ولا أعلم متى مات.
روى عنه: محمد بن أحمد المَرْوَزي الترابي.
محمد بن أحمد بن محمد [3] بن يحيى بن مفرّج، أبو عبد الله، ويقال
__________
[1] تاريخ بغداد 12/ 21 رقم 6384، المنتظم 7/ 155 رقم 257، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 5/ 468، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان 3/ 351، 352 رقم 1106.
[2] تاريخ علماء الأندلس 2/ 93 رقم 1361.
[3] تاريخ علماء الأندلس 2/ 91- 93 رقم 1360، جذوة المقتبس 40 رقم 10، بغية الملتمس 49 رقم 14، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 129 و 38/ 399، تهذيب ابن عساكر 1/ 432، العبر 3/ 13، 14 و 190، تذكرة الحفاظ 3/ 1007، 1008 رقم 941، المقفّى (مصور بدار الكتب المصرية) 2/ 109، شذرات الذهب 3/ 97، نفح الطيب 2/ 417،

(26/663)


أبو بكر الأندلسي القُرْطُبي، مولى بني أُمَيّة.
سمع: قاسم بن أصبغ بقُرْطُبَة، وأبا سعيد بن الأَعرابي بمكّة، ومحمد بن الصَّمُوت بمصر، وخَيثَمَة بأطْرابُلس، وأبا الميمون بن راشد بدمشق، وطبقتهم.
روى عنه: الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصَّدَّفي شيخه، وأبو الوليد عبد الله بن الفَرَضي، وإبراهيم بن شاكر، وعبد الله [بن] الربيع التميمي، وأبو عمر أحمد بن محمد الطَّلَمَنْكي، وعدّة شيوخه: مائتان وثلاثون شيخًا.
اتصل بصاحب الأندلس، وكان ذا مكانةٍ عنده. صنّف له عدّة كتب، فولّاه القضاء، وكان حافظًا بصيرًا بالرجال، أكثر الناسُ عنه من السماع.
وتُوُفّي في رجب، عن ستٍّ وستّين سنة.
قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف: كان ابن مفرّج من أغنى النّاس بالعِلم، وأحفظهم للحديث، ما رأيت مثله في هذا الفنّ، من أوثق المحدّثين بالأندلس وأجْودِهم ضبْطًا.
وقال الحُمَيْدِي: هو القاضي أبو عبد الله، وقيل أبو بكر، حافظ جليل، صنّف كُتُبًا في فِقه الحديث، وفي فِقْه التابعين، من ذلك «فقه الحَسَن البَصْري» في سبع مجلّدات، و «فقه الزُّهْري» في أجزاء عديدة. وجمع «مُسْند قاسم بن أصبغ» في مجلَّدات [1] .
محمد بن إبراهيم بن يونس [2] ، أبو بكر البغدادي قاضي دير العاقول [3] .
__________
[ () ] التاج المكلّل 320، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تحقيقنا) ق 1/ ج 4/ 105 رقم 1312، مرآة الجنان 2/ 409، الوافي بالوفيات 2/ 51 رقم 333، الديباج المذهب 316، النجوم الزاهرة 4/ 158، 159، سير أعلام النبلاء 16/ 390- 392 رقم 381، طبقات الحفاظ 399، هدية العارفين 2/ 51.
[1] جذوة المقتبس 40.
[2] تاريخ بغداد 1/ 415 رقم 415 وفيه «محمد بن إبراهيم بن حمدان بن إبراهيم بن يونس نيطرا» ، المنتظم 7/ 155 رقم 258.
[3] دير العاقول: بين مدائن كسرى والنعمانية، بينه وبينه بغداد 15 فرسخا على شاطئ دجلة.

(26/664)


روى عن جدّه، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسين الأشناني، وعبد الله بن زيدان البَجَلي، وعبد الله البَغَوِي.
وعنه: أبو محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، وعلي بن المحسّن التَّنُوخيّ.
وثّقه الخلال، وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
وأمّا جدُّه فيروي عن عبد الأعلى بن حمّاد، بقي إلى سنة ثلاثمائة.
وآخر من روى عن أبي بكر: أبو محمد الجوهري.
محمد بن بكر بن خَلَف بن مسلم، أبو بكر الدّركي المطّوّعي الصّالح.
حدّث عن: إسحاق بن أحمد بن خَلَف، وأحمد بن محمد المُنْكَدِري، وعبد الملك بن محمد بن عَدِيّ.
وعنه: جعفر المُسْتَغفِري.
تُوُفّي في ربيع الآخر. ودَرَكَه من قُرى بُخَارى [1] .
محمد بن بكر بن مطروح، أبو بكر الفقيه النّعالي المصري.
روى عن: سعيد بن هاشم الطَّبرِي، وأبي جعفر الطَّحَاوي.
تُوُفّي في رمضان.
محمد بن الحسين بن موسى [2] بن مَحْمَويْه، أبو سعيد النَّيْسَابُوري السّمسار.
سمع: أبا قُرَيْش بن جمعة، وأبا بكر بن خُزَيْمَة.
وعنه الحاكم، وقال: تُوُفّي في رمضان. وأبو حفص بن مسرور، وأبو سعد الكنجروذي.
__________
[ () ] (معجم البلدان 2/ 520) .
[1] انظر معجم البلدان 2/ 452.
[2] سير أعلام النبلاء 16/ 402 رقم 289 وص 426 بدون رقم.

(26/665)


مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [1] بْنِ شيِرَوَيْه، أبو بكر النَّيْسَابُوري، نزيل فَسَا من بلاد شيراز.
ثقة، سمع الحسن بن سفيان الفَسَوِي، وابن خُزَيْمَة، والسّرّاج.
روى عنه محمد بن عبد العزيز القصّار، ثم قال: ثقة. قال لي: وُلِدت سنة إحدى وثمانين ومائتين، ومات سنة ثمانين.
قلت: فيكون عمره تسعًا وتسعين سنة.
قال الحافظ أبو مسعود الدمشقي: سمعت أبا عمرو بن حمدان وسئل عن أَبِي. مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شيرويه الذي يحدّث بفَسَا، فقال: ما سمعنا مُسْنَد الحسن بن سفيان إلّا حين قدم والده معه، فزدت له، يعني الحسن، مائة دينار، فسمعنا معه.
وقد أرّخه ابن نُقْطَة في «التقييد» في هذه السَّنة.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ [2] بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد الله بن الهمذاني الأصبهاني أخو أبي الحسن، يُكَنى أبا الحسين.
حدّث عن: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن عَبْد الكريم الرازي، وأحمد بن علي الجارودي.
وعنه أبو نُعَيم.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [3] بن صُبر [4] ، أبو بكر الحنفي الفقيه.
ولي القضاء بعسكر المهديّ، وعاش ستّين سنة، وكان مُعْتَزِليًّا مشهورًا به، رأسًا في عِلْم الكلام.
سمْى أبو بكر الخطيب أباه عبد الرحمن: وإنّما هو مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ محمد بن الحسين بن الفَهْم المعروف بابن صبر.
__________
[1] سير أعلام النبلاء 16/ 402، 403 رقم 290.
[2] ذكر أخبار أصبهان 2/ 302، 303.
[3] تاريخ بغداد 2/ 321 رقم 808.
[4] كذا قيّدها في الأصل بالضم والفتح.

(26/666)


ناب في القضاء عن أبي محمد بن معروف. كان بصيرًا بكلام أبي هاشم الْجُبّائي، خبيرًا بالتفسير.
وله كتاب في الردّ على اليهود، وكتاب [1] «عُمْدَة الأدِلّة» ، وكتاب «التفسير» وما أَتَمَّه [2] .
تُوُفّي لعَشْرٍ بقين من ذي الحجّة ببغداد.
ولبِشْر بن هارون فيه:
قل للدّعِيِّ أبي صُبَر ... وهل ادّعيت فَمَنْ صَبَرْ
وإذا تَطَيْلَسَ للقضاء ... فَمَرْحَبًا بأبي العُذَرْ
فَقَضَاؤُهُ شَرُّ القضاء ... إذا قَضَى عَمِيَ البَصَرْ
محمد بن علي بن المؤمّل النَّيْسَابُوري الماسَرْجَسي.
سمع: جدّه المؤمّل بن الحسن، وأبا حامد بن الشّرْقي، وحكى [عن] [3] ابن عبدان وغيرهم. يكنى أبا عبد الله.
تُوُفّي في جُمادى الأولى.
روى عنه: الحاكم، وأبو سعد الكَنْجَرُوذِي، وطائفة.
عاقل ثِقَة.
محمد بن محمد بن عبد الرَّحيم [4] بن محمد، أبو أحمد القَيْسَراني.
سمع: أبا بكر الخرائطي، ومحمد بن أحمد بن صفوة المَصّيصي، وخَيْثَمَة الأطْرَابُلُسي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي، وجميل بن محمد
__________
[1] في الأصل «كان» .
[2] في الأصل «تمه» .
[3] إضافة على الأصل.
[4] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 39/ 303، معجم البلدان 4/ 422، من حديث خيثمة الأطرابلسي (من تحقيقنا) 46، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تأليف المحقق) ق 1/ ج 4/ 354 رقم 1589.

(26/667)


الأَرْسُوفي، وأبو الفرج عُبَيْد الله بن محمد النّحوي، وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي، وجماعة.
وحدّث في سنة ثمانين وانقطع خبره.
منصور بن محمد بن أحمد بن حرب القاضي، أبو نصر البُخَاري.
سمع: أبا العبّاس الدَّغُولي، وأبا بكر أحمد بن المُنْكَدِرِي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبا عبد الله المَحَاملي، وإبراهيم بن عبد الرزّاق الأنطاكي، وأحمد بن سليمان بن زبّان الكِنْدي.
روى عنه: أزدشير بن محمد الهشامي، وأبو عبد الله الحاكم، وفضل ابن سهل الصّفّار.
وكان محتسب بُخَارَى، وبها تُوُفّي.
موسى بن عمران بن موسى [1] بن هلال السُّلَمَاسي [2] .
سمع أباه: محمد بن عبد الله، ومحمد بن عبد الله مكْحُولًا البَيْرُوتي، وأحمد بن عبد الوارث الغسّال، وابن جَوْصَا، ومحمد بن القاسم المُحَاربي الكوفي، وجماعة.
وعنه: ابن أخيه مهنّد بن المظفّر، وأحمد بن جبرين السلماسي، وأبو القاسم علي بن محمد الزيدي الحَرَّاني.
تُوُفّي في ربيع الآخر بسَلَماس [3] .
يعقوب بن يوسف بن إبراهيم [4] بن هارون بن داود بن كِلّس، الوزير
__________
[1] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 24/ 240 و 44/ 144، 145، موسوعة علماء المسلمين 5/ 106 رقم 1724.
[2] السّلماسي: بفتح السين واللام والميم وبعدها ألف وفي آخرها سين أخرى مهملة. نسبة إلى سلماس، مدينة من بلاد أذربيجان. (اللباب 2/ 126) .
[3] في الأصل «باسنيه» ، والأرجح أن الصحيح «بسلماس» كما ذكر ابن عساكر.
[4] المنتظم 7/ 155، 156 رقم 259، العبر 3/ 14، مرآة الجنان 2/ 410، البداية والنهاية 11/ 308، ذيل تاريخ دمشق 32، اتعاظ الحنفا 1/ 144، 146، 147، 216، 225، 229، 242، 248، 252، 259، 260، 261، 262، 265، 268، 292، 293، 298 و 2/ 4، 45، 46، 47، 51، 175، و 3/ 266، دول الإسلام 1/ 232، الكامل في

(26/668)


البغدادي، أبو الفرج.
كان يهوديا خبيثًا ماكرًا فَطِنًا داهية. سافر ونزل الرَّملة، وصار بها وكيلًا، فكسر أموال التجار، وهرب إلى مصر، ثم توصّل، وجرت له أمور، فرأي منه كافور الإخشيذي فِطْنَةً وسياسة، وطمع هو في التقدُّم، فأسلم في يوم جمعة، فقصده الوزير ابن حنزابه لما فهم مرامه، فهرب إلى المغرب، واتّصل بيهودٍ كانوا في خدمة المُعِزّ، فعَظُم شأنه، ونَفَق على المُعِزّ، وجاء معه إلى مصر، فلما ولي العزيز، استوزره سنة خمسٍ وستّين، وبقي وزيره إلى أن هلك، وهو وزير في هذه السنّة في ذي القعدة، وله اثنان وستون سنة.
وكان عالي الهمّة وافر الهَيْبَة، عاده في مرضه العزيز وقال له: يا يعقوب ودِدتُ أن تُباع فأشتريك بملكي، فهل من حاجةٍ؟ فبكى وقبّل يده، وقال: أمّا لنفسي فلا يحتاج مولاي وصيّة، ولكن فيما يتعلّق بك: سالم الروم ما سالموك، واقنع من بني حمدان بالدَّعْوة والشُّكْر، ولا تُبْقِ على المفرَّج بن دَغْفَل متى أَمْكَنتْك فيه الفرصةُ، فأمر به العزيز، فدُفِن في القصر، في قُبة بناها العزيز لنفسه، وصلّى عليه، وألْحَدَه بيده، وتأسّف عليه، وهذه المنزلة ما نالها وزير قطّ من مخدومه.
وقيل إنّه حَسُنَ إسلامُهُ، وقرأ القرآن والنَّحْوَ، وكان يجمع عنده العلماء وتُقْرأ عليه مصنّفاته ليلة الجمعة، وله إقبال زائد على العلوم على اختلافها، وقد مدحه عدّة شعراء، وكان كريمًا جَوَادًا.
ومن تصانيفه كتاب في الفقه [1] ممّا سمعه من المُعِزّ والعزيز، وجلس سنة تسعٍ وستّين مجلسًا في رمضان، فقرأ فيه الكتاب بنفسه، وسمعه
__________
[ () ] التاريخ 9/ 77، الدرة المضية 131، 141، 159، 173، 174، 175، 178، 189، 192، 225، 226، 2327، 230، 593، النجوم الزاهرة 4/ 158، شذرات الذهب 3/ 97، الإشارة إلى من نال الوزارة 19- 23، تاريخ التراث العربيّ 2/ 327، بدائع الزهور ج 1 ق 1/ 196، النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة 215، وفيات الأعيان 7/ 27- 35، المواعظ والاعتبار 2/ 5- 8، حسن المحاضرة 2/ 201، سير أعلام النبلاء 16/ 442- 444 رقم 327، طبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 380، 381، عيون الأخبار- السبع السادس 228- 241، تاريخ الأنطاكي.
[1] يسمّى «مصنّف الوزير» (عيون الأخبار 232) كما يعرف بالرسالة الوزيرية (الإشارة 21) .

(26/669)


خلائق، وجلس جماعة في الجامع العتيق يُفْتُون من هذا الكتاب.
قلت: هذا الكتاب يريد كونه على مذهب الرافضة، فإنّ القوم رافضة ملحدة في الباطن.
وقد اعتقله العزيز شهرًا في أثناء سنة ثلاث وسبعين، ثم رضي عنه، وردّه إلى الوزارة. وكان إقطاعه من العزيز في العام مائتي ألف دينار. ومات، فوُجِد له من المماليك [1] والعبيد أربعة آلاف غلام، إلى أشباه ذلك.
ويقال: إنّه كُفّن وحُنّط بما قيمته عشرة آلاف دينار.
وقيل: إنّ العزيز بكى عليه، وقال: وَأطُول أسفي عليك يا وزير.
ويقال: إنّه رثاه مائةُ شاعر، فأخِذت قصائدُهُم وأُجِيزوا، والأصحّ أَنَّه حسُن إسلامه.
يونس [2] بن أبي عيسى بن عتيك، أبو الوليد البلنسي.
سمع بقُرْطُبة من: أحمد بن خالد، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن، وجماعة.
__________
[1] في الأصل «الممالك» .
[2] في الأصل «نويس» والتصويب من تاريخ علماء الأندلس 2/ 209 رقم 1643.

(26/670)


المتوفّون تقريبًا من أهل هذه الطبقة رحمهم الله تعالى
أحمد بن عبيد الله الكلوذاني [1] المعروف بابن قَزَعة.
سمع: أبا عبد الله المَحَامِلي، والصُّولي.
وعنه: محمد بن عمر بن بُكَيْر، وغيره.
وكان أديبًا كثير العِلْم.
أحمد بن محمد بن محفوظ.
حدّث بما وراء النّهر عن: عمر بن محمد بن بجير، وجعفر الكرميني.
أحمد بن محمد بن الحسن [2] . أبو نصر البُخَاري.
سمع: أحمد بن محمد بن الخليل.
وروى عنه كتاب «الأدب» للبُخَاري: عبد المؤمن بن خَلَف النَسَفي.
قال الخطيب: كان ثقة قبل سنة ثمانين.
أَحْمَد بْن محمد بْن يحيى [3] ، أبو الحسين الدوسي [4] الأنباري.
__________
[1] في الأصل «الكلواذي» والتصحيح من تاريخ بغداد 4/ 254 رقم 1989.
[2] تاريخ بغداد 4/ 428 رقم 2327.
[3] تاريخ بغداد 5/ 118، 119 رقم 2533.
[4] في الأصل «السّدوسي» .

(26/671)


عن: أبي القاسم البغوي، وابن زياد النيسابوري.
وعنه: محمد بن محمد الأنباري.
تُوُفّي في حدود الثّمانين.
أحمد بن عبد الله بن إسحاق بن المتوكّل على الله، أبو الحسين العبّاسي الهاشمي.
قال ابن النّجار: لقي الْجُنَيد ورُوَيْمًا. وسمع من محمد بن جرير، وأبي بكر محمد بن داود الأصبهاني، وسكن شِيرَاز، وحدّث بها سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وجاوز المائة.
روى عنه: ابنه عبد الصّمد، وأبو أحمد اللّبّان، ومحمد بن عبد العزيز الشيرازي القصّار.
أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو طاهر الهَرَوِي.
سمع: الحسين.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ.
إسماعيل بن عمران، أبو علي السّعْدي اللُّغوي.
أخذ عن: الأنباري.
صاعد، أبو نصر البغدادي [1] المقرئ.
قدِم الأندلس سنة خمسٍ وسبعين، وكان قد قرأ القرآن على ابن مجاهد، وسمع منه كتاب «السبعة» . وكان له نصيب من العربية.
توفّي سنة ستٍّ وسبعين، أو نحوها. قاله ابن الفَرَضي.
طلحة بن عمر الحذاء [2] ، بغداديّ.
يروى عن: الباغَنْدِي، وأبي القاسم البَغَوِي.
وعنه: بشْرى الفاتني، وعبد العزيز الأزجي.
__________
[1] تاريخ علماء الأندلس 1/ 204 رقم 614.
[2] تاريخ بغداد 9/ 350 رقم 4907.

(26/672)


عبد الله بن الحسين [1] أبو محمد بن الشيلماني [2] الخلال.
سمع: محمد بن محمد التُمّار، صاحب يحيى بن مَعين، وأبا القاسم البَغَوِي.
وعنه: أحمد بن محمد العتيقي، والأَزْجي، ومحمد بن علي القساري.
وثّقه أبو محمد الخلّال.
عَبْد الله بْن محمد بْن أيّوب [3] بْن حيّان، أبو محمد الدمشقي القطّان الحافظ.
سمع: أبا بكر الخرائطي، ويعقوب الْجَصَّاص، وأبا العبّاس بن عُقْدَة، ومحمد بن مَخْلدَ، وأبا سعيد بن الأعرابي، وطبقتهم بالشام، والعراق، والحجاز، والجزيرة.
وعنه: تمّام الرّازي، وعبد الله بن محمد، [و] إبراهيم بن عطيّة، ومحمد بن عَوْف المُزَني، وجماعة.
عبد المؤمن بن عبد المجيد، أبو يعلى النَّسَفي.
عن: محمد بن إبراهيم البوسَنْجِي، وإبراهيم بن مَعْقِل.
وعنه: جعفر بن محمد التويني.
مات بعد الستّين.
عثمان بن محمد [4] ، أبو عمرو العثماني البصري.
__________
[1] تاريخ بغداد 9/ 441 رقم 5065.
[2] في الأصل «الشبلماني» ، و «الشّيلماني» : بفتح الشين المعجمة، وسكون الياء المفتوحة من تحتها باثنتين، وفتح اللام والميم. نسبة إلى شيلمان، بلدة من بلاد جيلان. (الأنساب 7/ 475) .
[3] تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 3/ 341 و 38/ 198، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 3/ 215 رقم 902.
[4] حلية الأولياء 2/ 196 و 371 و 374 و 7/ 82، من حديث خيثمة الأطرابلسي (من تحقيقنا) 41 و 191، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ح 3/ 281 رقم 1006.

(26/673)


حدّث بدمشق وأصبهان عن: محمد بن الحسين بن مكرم، وخَيْثَمَة الأطْرَابُلُسي، وجماعة.
وعنه: ابن المقرئ وهو أكبر منه، وتمّام، وابن مَرْدَوَيْه، وأبو نعيم، وغيرهم. علي بن الحسن بن أحيد [1] ، أبو الحسن البلْخي القطّان.
سمع: المَحَامِلي، وأبا العباس بن عُقْدَة، وإسحاق بن شبيب البلْخي.
وعنه: يوسف القوّاس الزّاهد، وهو أكبر منه، وتمّام الرّازي، والحاكم.
تُوُفّي بعد السبعين وثلاثمائة.
محمد بن أحمد بن الحسن [2] ، أبو الحسن الكرخي، نزيل بيت المقدس.
سمع أبا سعيد بن الأعرابي، وخيثمة بن سليمان، وعثمان بن محمد الذهبي وجماعة.
وعنه: أبو الفرج عُبَيْد الله المراغي، وانتقي عليه الحافظ عبد الغني المصري.
محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو العباس المَصَّيصي.
روى عنه: علي بن عبد الحميد الغضائري، وأبو عَرُوبة، وأحمد بن بكرون الدَّسْكَري، والحسن بن علي الْجَوْهري.
ضعّفه الخطيب [3] .
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه [4] بْن بُنْدار، أبو زُرعَة الأستراباذي المؤذن العلم، المعروف باليمني.
سمع: أبا القاسم البَغَوِي ببغداد، وأبا عروبة بحرّان، وأبا العبّاس
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 381 رقم 6248.
[2] تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 36/ 282 و 38/ 399، من حديث خيثمة الأطرابلسي 44، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 4/ 70 رقم 1275.
[3] لم أجده في تاريخه.
[4] تاريخ جرجان 540 رقم 1160.

(26/674)


السّرّاج بنَيْسَابور، وعلي بن الحسين بن معدان بفارس، وابن جَوْصَا بدمشق.
وعنه: حمزة السَّهمي.
محمد بن إبراهيم بن عبد اللَّه، أبو هُمَام الطُّوسي الحافظ.
سمع: أبا العباس بن عُقْدَة، وعبد الله بن محمد الحامض، والمَحَامِلي.
وعنه: عبد الغني بن سعيد، [و] أحمد بن الحسن الطّيّان، وعلي بن السّمسار، وغيرهم.
محمد بن إبراهيم بن سَلَمة، أبو الحسن الكُهَيْلي الكوفي.
سمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مُطَيّنًا، وغيره.
وعنه: الحسين بن أحمد الرّازي.
محمد بن إسحاق بن زاذ الأهوازي.
عن: أحمد بن الحسن المصري، وإبراهيم بن محمد النّاقد.
وعنه: أبو علي الأهوازي، والحسين بن أحمد بن سهل.
قال الخطيب [1] : غير ثقة.
محمد بن الحسن بن سليمان، أبو النَّصْر الهَرَوِي السّمسار.
سمع: الحسين بن إدريس، وعبد الله بن عُرْوَة الفقيه.
وعنه: أبو يعقوب الفرات.
محمد بن أبي كريمة [2] ، أبو علي الصّيداوي.
سمع: ابن جوصا، وأبا الدّحداح، [و] أحمد بن محمد بن عاصم، وجماعة.
وعنه: الخصيب بن عبد الله القاضي، وأبو سعد الماليني، وصالح بن
__________
[1] لم أجده في تاريخه.
[2] هو محمد بن جعفر بن محمد بن أبي كريمة. انظر: تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 3/ 168 و 12/ 454 و 25/ 234 و 37/ 288، 289 و 40/ 18 و 43/ 495، تهذيب ابن عساكر 5/ 141، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 4/ 140 رقم 1353.

(26/675)


المَيَانجي، وأحمد بن الحسن الطّيّان وآخرون.
محمد بن الحسن بن علي [1] ، أبو طاهر الأنطاكي المقرئ المحقّق.
قال أبو عمرو الدّاني: هو من أجلّ أصحاب إبراهيم بن عبد الرزاق الأنطاكي وأضبطهم، روى عنه القراءة جماعةٌ من نُظَرائه كابن غلبون، وقيل إنّه تُوُفّي قبل سنة ثمانين وثلاثمائة بيسير، مُنْصَرَفَه من مصر.
وقال غيره: قرأ علي ابن عبد الرزّاق، وعتيق بن عبد الرحمن الأَذَني.
وروى عنه: علي بن داود الداراني، وعلي بن محمد الجبّان، وفارس بن أحمد الضَّرير، وعبد المنعم بن غلبون، وتصدَّر للإقراء مدّة.
محمد بن الحسين بن إبراهيم [2] بن عاصم أبو الحسن الآبُري السّجِسْتَاني، وآبُر: من قُرَى سَجَستان. محدّث مشهور.
سمع: أبا العبّاس السّرّاج، وابن خزيمة، وأبا عَرُوبة الحَرّاني، وأبا نُعَيم بن عَدِيّ، ومحمد بن يوسف الهَرَوي، ومَكْحَولًا البيروتي، ومحمد بن الربيع الجيزي، وجماعة.
وعنه: علي بن بُشْرَى اللَّيثي، ويحيى بن عمّار السِجِسْتانيّان.
وصنّف كتابًا كبيرًا في مناقب الشافعي.
تُوُفّي قريبًا من سنة سبعين وثلاثمائة.
محمد بن الخضر بن زكريا [3] بن أبي خرّام، أبو بكر البغدادي المقرئ.
ثقة، حدّث عن أبي القاسم البغوي.
__________
[1] معرفة القراء 1/ 277، 278 رقم 20.
[2] الإكمال 1/ 123، الأنساب 13 أ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 37/ 392، 393، طبقات الشافعية الكبرى 2/ 149، 150، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1/ ج 4/ 160 رقم 1380.
[3] تاريخ بغداد 5/ 241 رقم 2734.

(26/676)


وعنه: أبو العلاء الواسطي، والتَّنُوخي.
محمد بن الطيّب بن محمد [1] ، أبو الفرج البغدادي الحافظ البلّوطي.
سمع: أبا بكر بن داود، وأبا ذَرّ بن الباغَنْدِي، ومحمد بن سليمان النّعال، وحدّث بالأهواز وغيرها.
روى عنه: ابن أبي الفوارس، وأبو نُعَيم، وأبو بكر بن أبي الذّكْوَاني.
محمد بن عبد الله ( ... ) [2] السياري الهَرَوِي.
سمع: أحمد بن نجدة بن العريان.
وعنه: أبو يعقوب القَرّاب.
محمد بن عبد ربه الجيلي العدوي الطبيب.
دبّر مارستان مصر في دولة الإخشيذية، وأخذ المنطق عن أبي سليمان محمد بن طاهر بن بهرام السِجِسْتاني.
وعبر الأندلس سنة ستّين وثلاثمائة، وخدم المستنصر باللَّه وابنه المؤَيّد باللَّه.
وكان قليل النّظير في الطّبّ، وله مصنفات.
محمد بن علي بن يحيى [3] ، أبو بكر البغدادي، العريف، البزاز.
سمع: أبا القاسم البَغَوِي، وابن أبي داود.
وعنه: العتيقي، ومحمد بن علي الصباري.
وهو ثقة.
محمد بن غريب بن عبد الله [4] ، أبو بكر البغدادي البزّاز، غلام ابن مجاهد.
__________
[1] تاريخ بغداد 5/ 378 رقم 2905.
[2] بياض في الأصل.
[3] تاريخ بغداد 5/ 89 رقم 1080.
[4] تاريخ بغداد 5/ 147 رقم 1179.

(26/677)


سمع: أحمد بن محمد بن الجعد الوشَّاء، وجعفر بن محمد الفِرْيابي، وعلي بن حمّاد الخشّاب راوي مُوَطَّأ سُوَيْد، عن ابن الْجَعْد الوشَّاء، عن سُوَيْد.
وقَعَ لنا من طريقه.
محمد بن محمد بن عُبَيْد بن أحمد بن مَخْلَد، أبو بكر العسكري بن الدّقّاق، أخو الحسن، وهو الأصغر.
سمع: أباه، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن محمد الباغَنْدي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا أحمد بن هارون، ويوسف الشطوي، وأبا العباس بن مسروق.
روى عنه: بُشْرَى الفاتني جُزْءًا سمعناه. وأبوه يروي عن زكريا بن يحيى بن أسد، وجماعة.
محمد بن محمد بن عبد الوهاب، أبو زُرْعَة.
عن: أبي عصمة العُكْبَري القاضي.
روى: عن البَغَوِي وجماعة.
روى عنه عبد العزيز الأزجي.
محمد بن محمد بن مُعَاذ [1] أبو بكر المقرئ، بغداديّ مُوَثَّق.
يروى عن: البَغَوِي.
وعنه: أبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز الأزجي.
محمد بن يوسف بن يعقوب [2] ، أبو بكر الرَّقِّيّ، ويقال أبو عبد الله.
__________
[1] تاريخ بغداد 3/ 224 رقم 1285.
[2] تاريخ بغداد 3/ 409، 411 رقم 1542، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 40/ 311، تذكرة الحفاظ 3/ 1012، 1013 رقم 944، سير أعلام النبلاء (مصوّرة دار الكتب المصرية) 10 ق 2/ 265 ب، لسان الميزان 5/ 436، 437 رقم 143، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق 1 ج 5/ 53 رقم 1653، من حديث خيثمة الأطرابلسي 47، معجم الشيوخ

(26/678)


محدّث واسع الرّحلة.
سمع: ابن الأعرابي بمكّة، وعبد الله بن عمر بن شَوْذب بواسط، وإسماعيل بن الصّفّار ببغداد، وخَيْثَمَة بن سُلَيمان بالشام، وعبد الله بن فارس بأصبهان.
وعنه: أبو الحسين بن جُمَيْع، وهو أكبر منه وإن كان قد عُمَّر بعده دهْرًا، وأحمد بن الحسن الطّيّان، وأبو العلاء الواسطي، وعبد العزيز بن علي الأَزْجِي، وأبو الحسن بن عبد الرحمن بن أبي نصر، وغيرهم.
رماه الخطيب بالكَذِب، وذكر له حديثًا تفرّد به الطَّبَراني، بسنده [إذا كان يوم القيامة جاء أصحاب الحديث] [1] بأيديهم المحابر. ثم قال الخطيب:
الحَمْل في وضعه عن الرّقّي.
محمد بن يوسف بن عمار [2] ، أبو الحسين الحريكي [3] البغدادي المقرئ إمام جامع البصرة.
أدركه سنة إحدى وسبعين عيسى بن سعيد بن سعدان الكوفي القُرْطُبي، وقرأ عليه أبو الحسن طاهر بن غلبون برواية حمزة بالبصْرة، عن قراءته على أبي الحسين بن بويان. وقد روى عن البَغَوِي، وابن صاعد، وابن أبي داود، وابن جَوْصَا، وجماعة.
روى عنه [4] : محمد بن الحسين بن جرير الدشتي [5] الأصبهاني، لقيه
__________
[ () ] لابن جميع (مخطوطة ليدن) 1/ 50، ميزان الاعتدال 4/ 72، 73، طبقات الحفاظ 401.
[1] ما بين الحاصرتين مأخوذ من تاريخ بغداد 3/ 410، والعبارة في الأصل مشوّشة ومبتورة حيث جاء «سنده كالشمس يجي يوم القيامة» . وتمام الحديث: «فيأمر الله تعالى جبريل أن يأتيهم فيسألهم وهي أعلم بهم، فيقول: من أنتم؟ فيقولون: نحن أصحاب الحديث، فيقول الله تعالى: «ادخلوا الجنة على ما كان منكم لما كنتم تصلّون على نبيّي في دار الدنيا» .
[2] معرفة القراء الكبار 1/ 278 رقم 21 وفيه «نهار» بدل «عمار» .
[3] في معرفة القراء «الحرتكي» .
[4] في الأصل «عن» .
[5] في الأصل «الدنسي» والتصحيح من معرفة القراء.

(26/679)


بالأهواز، وأما أبو عمرو الدّاني فذكر أنّه بصْري، وأنّه أخذ القرآن عَرْضًا عن ابن مجاهد، وابن شنّبوذ [1] ، وابن بويان، وغيرهم. وسمع من البَغَوِي.
قرأ عليه غير واحد من شيوخنا.
تُوُفّي بعد السبعين.
لؤلؤ القيصري [2] مولى المقتدر باللَّه.
سمع بدمشق وغيرها: هشام بن أحمد، والحسن بن حبيب، وقاسم بن أحمد المَلَطي، وأحمد بن إبراهيم بن غالب البلدي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر البَرْقَانِيّ، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
كنيته أبو محمد.
منصور بن عبدوس، أبو رافع.
سمع: محمد بن محمد الباغَنْدي، وعبد الله بن زيدان البَجَلي.
وعنه: صاعد بن محمد بن القاضي الهَروِي.
يحيى بن مسعر بن محمد بن يحيى، أبو زكريّا التنُوخي المقرئ.
سمع أباه، وأبا عَرُوبَة الحرّاني، وعبد الرحمن بن عمرو الرَّحْبي، وأبا عُبَيْد بن حَرْبَوَيْه القاضي، ومحمد بن يوسف الهَروي، وعبد الصمد بن سعيد الحمصي، وطائفة سواهم.
وعنه: أبو بكر محمد بن علي بن حميد، وجعفر، وأحمد، ومحمد بنو عبد الله بن حياه، وأبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المَعَرّيون.
وفي مشيخة ابن أبي الصَّقْر الأنباري: أبو العلاء: نا يحيى بن مسعر، ثنا أبو عَرُوبة، فذكر حديثًا.
محمد بن أحمد بن محمد بن مهدي، أبو عبد الله الإسكافي الشاهد.
بغداديّ فاضل.
__________
[1] في الأصل «سنبوذ» .
[2] هو: لؤلؤ بن عبد الله. (تاريخ بغداد 13/ 18 رقم 6978) .

(26/680)


سمع: أبا القاسم البغوي، وابن أبي داود، وابن صاعد، وابن فيروز، ومحمد بن هارون الحَضْرَمي، وابن مجاهد، ونفطَوَيْه، وابن دُرَيْد، وأحمد بن علي الْجَوْزَجاني، وابن الأنباري، وابن مَخْلَد العطّار، وطائفة.
روى عنه: أبو نُعَيم، وأبو سعيد النّقّاش الأصبهانيّان، لقياه ببغداد، وله تاريخ كبير على السّنين والحوادث، وما كأنّه بقي إلى هذا الوقت.
وقد ذكره ابن النّجّار وقال: قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكَرْخي بخطّه: مات أبو العبّاس محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد في رجب سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
قلت: هذا رجل آخر، لو بقي الإسكافي إلى هذا الحين لازدحموا عليه.
موس بن محمد بن جعفر [1] بن عَرَفة السّمسار، أبو القاسم البغدادي.
عن: محمد بن حرب، وأبي يعلى الموصلي، وعبد الله المدائني، وغيرهم.
وعنه: القاضي الطبري، وأبو حازم الفرّاء، والعتيقي.
قال ابن الفرّاء: تكلّموا فيه.
محمد [2] بن عمر بن شَبوَيه [3] ، أبو علي الشَبُوي المَرْوَزي.
سمع «صحيح البخاري» سنة ستّ عشرة وثلاثمائة من الفَرَبْري، وكان ثقة مقبولًا.
سمع منه الكتاب أهل مرو سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ورواه عنه سعيد بن أبي سعيد العيّار.
__________
[1] تاريخ بغداد 13/ 64 رقم 4047.
[2] هكذا في الأصل، وفي (الإكمال 5/ 107) وفي نسخة مخطوطة من أنساب السمعاني بمكتبة كوبرلي، وهو «أحمد» في (اللباب 2/ 183) وفي الأنساب، نسخة أياصوفيا ومصوّرة ليدن، والإكمال نسخة الظاهرية. (انظر: الأنساب 7/ 285 المتن والحاشية) . ومشتبه النسبة 2/ 390، وسير أعلام النبلاء 16/ 423، 424 رقم 309.
[3] في الأصل «شنبويه» والتصحيح من (الأنساب والإكمال واللباب) ، وشبّويه: بفتح الشين المعجمة، وضم الباء المشدّدة المنقوطة بواحدة من تحت. وهو جدّ صاحب الترجمة.

(26/681)


قال أبو بكر السمعاني: لما تُوُفّي الشَبُّوي سمع النّاس «الصحيح» من أبي القاسم الكُشْمِيهَني [1] ، وكان من كبار الصُّوفيّة.
ذكره السُّلمي فقال: كان من أصحاب أبي العبّاس السياري، له لسان ذَرِب في [علوم] [2] القوم، وكان الأستاذ أبو [3] علي الدّقّاق يميل إليه، وهو الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: قلت يا رسول الله شيّبتني: «هود» و «الواقعة» [4] [قال] [5] : ما الّذي شيّبك منهما؟ قال: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ 11: 112. أحمد بن الحسن بن محمد بن سعيد، أبو العبّاس البغدادي المخرمي.
الوزّان الصَّيْدَلاني، المعروف بابن بطانة.
سكن البصرة وحدّث عن: البَغَوِي، وابن صاعد، وأبي حامد الحضْرَمي، وأحمد بن إسحاق البهلول، وجماعة.
وعنه: أبو نُعَيم الحافظ، وأخوه عبد الرّزّاق، وأبو سعد الماليني، وحمزة السَّهْمي، وغيرهم.
وكان ينسخ للنّاس، ويقرأ الحديث على أبي إسحاق الهجيمي ونحوه.
عبد السلام بن حسين [6] ، أبو طالب المأموني [7] .
__________
[1] الكشميهني: بضم الأول وسكون الشين وكسر الميم وسكون الياء تحتها نقطتان وفتح الهاء.
وفي آخرها نون، نسبة إلى قرية من قرى مرو القديمة. (اللباب 3/ 99) .
[2] ساقطة من الأصل، والاستدراك من: سير الأعلام 6/ 423.
[3] في الأصل «أبي» .
[4] أخرجه الترمذي (3297) ، وابن سعد في الطبقات 1/ 435، وأبو نعيم في الحلية 4/ 350 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يا رسول الله قد شِبْتَ. قَالَ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يتساءلون، وإذا الشمس كوّرت» . وحسّنه الترمذي، وصحّحه الحاكم في المستدرك 2/ 344 و 476، ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات أيضا 1/ 436 من طريق قتادة مرفوعا، ولفظه: «شيّبتني هود وأخواتها» ورجاله ثقات، لكنه مرسل وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 37 ونقله عن المعجم الكبير للطبراني. وأخرجه الخطيب في تاريخه 3/ 145.
[5] إضافة على الأصل.
[6] في الأصل «حسن» والتصويب من (يتيمة الدهر 4/ 149) .
[7] في الأصل «الماسوني» .

(26/682)


من فُحُول الشعراء، له مدائح في الصّاحب بن عَبّاد وغيره.
فمن شعره:
يا رَبْعُ لو كنتُ دمعًا فيك مُنْسَكبا ... قضيتُ نَحْبي ولم أقض [1] الذي وَجَبَا
وعُصْبَةً بات فيها الغَيْظُ مُتَّقِدًا ... إذْ شُدْتُ لي فَوْقَ أعناقِ العِدَا رُتَبا
لكُنْتُ يوسفَ والأَسْبَاط هم وأبو ... الأسباط أنت ودعواهم دَمًا كَذِبَا [2]
أبو محمد بن مطران [3] الشّاشي، شاعر مُفْلِق، وهو القائل:
عَوَانٌ [4] أَعَارَتْها المَهَا حُسْنَ مَشْيها ... كما قد أَعَارَتْها العُيُون الجآذِرُ
فمن حسن ذاك المشي جاءت وقبّلت ... مواطيء من أقدامهنّ الضّفائر
ومن شعره:
مُهَفْهَفَةٌ لها نصف قضيب ... كَخَوْطِ البان في نصف رَداحِ
حكت لونًا ولينًا [5] واعْتِدالًا ... ولَحْظًا قاتلًا سُمْرَ الرَّماحِ
علي بن محمد بن مهدي [6] ، أبو الحسن الطَّبري المتكلّم الأَصُولي.
رحل في طلب العِلْم، وصحب أبا الحسن الأشعري بالبصْرة مدّة، وتخرّج به، وصنّف التصانيف، وتبحّر في عِلمِ الْكلام، وهو مؤلّف كتاب «مُشْكل الأحاديث الواردة في الصّفات» .
روى عنه: أبو سعد الماليني، وغيره.
وهو يروى عن أصحاب محمد بن إسحاق الصَّنْعاني، والعُطارِدي.
عثمان بن عمر بن عبد الرحمن الفقيه، أبو عمر البغدادي الشافعي، ويُعرف بابن أخي النّجّار.
__________
[1] الأصل «أرفض» والتصحيح عن: اليتيمة.
[2] في اليتيمة ورد البيت الثالث قبل الثاني، وفيها أبيات أخر.
[3] يتيمة الدهر 4/ 108- 115.
[4] في اليتيمة «ظباء» .
[5] في اليتيمة «لينا ولونا» .
[6] طبقات الشافعية الكبرى 2/ 312، 313.

(26/683)


سكن دمشق، وسمع من، ابن جَوْصَا، ومحمد بن يوسف الهَرَوِي، وأبي الطّيّب بن عَبَادِل، وجماعة.
وعنه: عبد الرحمن بن عمر بن [أبي] نصر، وتمّام الرّازي، والحافظ عبد الغني، وأبو سعد الماليني، وغيرهم.
عمر بن محمد بن أحمد [1] بن مقبل، أبو القاسم بن الثلاج [2] .
شيخ بغداديّ هالك، كان كثير الأسفار. حدّث في الغُرْبة عن المَحَامِلي.
وروى عنه: أبو سعد الماليني.
قال أبو سعيد الإدريسي: قدِم علينا، وكان مُتَّهَمًا بالكِذب.
علي بن محمد بن حبش [3] ، أبو الحسن الأَنْباري الكاتب، من بيت حشمة وتقدّم.
روى عن جعفر الفِريْابي.
وعنه: أبو القاسم التَّنُوخيّ، وأبو العلاء الواسطي.
عاش نحوًا من تسعين سنة.
محمد بن هاشم الخالدي [4] المَوْصِلي الشاعر المشهور بن وعلة بن عرام بن عثمان بن بلال الشاعر. وكان من شعراء هذا العصر.
__________
[1] تاريخ بغداد 11/ 261 رقم 6022، لسان الميزان 4/ 326، 327، تاريخ التراث العربيّ 1/ 565 رقم 6.
[2] في الأصل «الملّاح» والتصويب من تاريخ بغداد.
[3] هو: «علي بن محمد بن عبد الله» ويعرف بابن حبش. (تاريخ بغداد 12/ 87، 88 رقم 6503) .
[4] يتيمة الدهر 2/ 165- 179، الفهرست 1/ 161، وفيات الأعيان (انظر فهرست الأعلام) ، الوافي بالوفيات 5/ 149 رقم 2168، أعيان الشيعة 10/ 153، الغدير في الكتاب والسّنّة والأدب 4/ 329، معجم الأدباء 11/ 208- 212، فوات الوفيات 1/ 339، الأعلام 3/ 156 و 7/ 352، معجم البلدان 2/ 338، 339، سير أعلام النبلاء 6/ 386، 387 رقم 277، اللباب 1/ 414، فوات الوفيات 2/ 52- 57 و 4/ 52، تاج العروس (مادّة: خلد) .

(26/684)


وقد اشتريت مرّة المجلَّد الرابع من شعر الخالديَّيْن [1] ، ونسبتهما هذه إلى قرية الخالديّة، وهي من أعمال المَوْصِل.
وكان محمد الأكبر. وكان قد قدِم دمشقَ في صُحْبة الملك سيف الدولة بن حمدان، وكانا من خَوَاصّ شُعَرائه، وهما شاعران مُحْسِنان مُجَوَّدان متوافقان في النّظمَ، قد اشتركا في نَظْم كثيرٍ من الشعر، وكان السّريّ بن الرّفّاء [2] يبغضهما ويبغضانه، وينال منهما سبّا وهجاء.
فلمحمّد، وزعم الرّفّاء أنّه لكشاجم [3] :
محاسِنُ الدَّيْر تسبيحي ومِسْبَاحِي ... وخَمْرُهُ في الدُّجَى صُبْحي ومِصْبَاحي
أقَمْتُ فيه إلى أنْ صار هَيْكَلُهُ ... بيتي ومفتاحه للحُسن مُفْتَاحي [4]
ولمحمد:
والبدر منتقب [5] بغيم أبيض ... هو فيه بين تَخَفُّرِ وتَبَرُّج
كَتَنَفُّسِ الحسناء في المِرْآةِ إذ ... كَمُلَتْ مَحَاسِنُها ولم تَتَزَوّجِ [6]
ولسعيد [7] :
أَما تَرَى الغَيْمَ يا من قلبُهُ قاسِي ... كأنّه أتى [8] مقياسًا بمقياس
قَطْرٌ كَدَمْعي وبْرقٌ مثل نارِ جوّي ... في القلب منّي ورِيحٌ مثل أَنفاسي [9]
ولأبي إسحاق الصّابي في الخالديَّيْن:
أرى الشاعرين الخالديَّيْن سيّرا ... قصائد يفنى الدّهر وهي تخلّد
__________
[1] هما: صاحب هذه الترجمة، وأخوه سعيد.
[2] مرّت ترجمته في هذا الجزء.
[3] هو: أبو الفتح محمود بن الحسين.
[4] البيتان في اليتيمة 2/ 170.
[5] في اليتيمة «وتنقبت بخفيف غيم» 2/ 172.
[6] البيتان في ديوان الخالديين ص 34 وفيه: وتنقّبت بخفيف غيم أبيض.
[7] انظر بعض شعره في اليتيمة 2/ 180- 189.
[8] في الأصل «أنا» .
[9] البيتان في ديوانهما- ص 135.

(26/685)


جواهر أبكار لَفظٍ وغُرْبَة ... يُقَصّر عنها راجِزٌ ومقصَّدُ
تنازَعَ قَوْمٌ فيهما وتناقَضُوا ... ودام جِدَالٌ بينهم يتردَّدُ
فطائفةٌ قالت: سعيد مُقَدَّمٌ ... وطائفة قالت لهم: بل محمد
وصاروا إلى حُكْمي فأصْلَحْتُ بينهم ... وما قلت إلّا بالتي هي أرشدُ
هما لاجْتماعٍ الفضْل روح مؤلّف ... ومَعْنَاهُما من حيث ما شئتَ مُفردُ
كذا فَرْقد الظَّلماء لما تشاكلا ... على أشكال هل ذاك أو ذاك أَنْجَدُ [1]
يوسف بن محمد بن أحمد، أبو القاسم الواسطي المقرئ الضّرير، تلميذ يوسف بن يعقوب، إمام جامع واسط.
قرأ عليه محمد بن الحسين الكارزيني، وأبو العلاء محمد بن علي الواسطي.
بقي إلى بعد السبعين.
أحمد بن علي بن الفرج [2] ، أبو بكر الحلبي الحبّال الصُّوفي.
حدّث عن: أبي القاسم البَغَوِي، وعلي بن عبد الحميد الغضائري.
روى عنه: تمّام الرّازي، وأبو سعد الماليني، ومكّي بن الغَمْر، وأبو نصر الجبّان، وآخرون.
أحمد بن محمد بن أحمد [3] بن الربيع بن معيوف، أبو الحسن الهَمَذاني بن الغوطي [4] العين ثرمائي.
حدّث عن: محمد بن أحمد بْن عُبَيْد بْن فَيّاض، والسَّلْم بن مُعَاذ، وجماعة.
وعنه: تمام الرازي، وأبو نصر بن الحبان، ومكي بن الغَمْر.
أحمد بن يعقوب [بن عبد] [5] الجبار، أبو بكر الأموي الجرجاني.
__________
[1] الأبيات في يتيمة الدهر 2/ 183.
[2] تهذيب ابن عساكر 2/ 409.
[3] تهذيب ابن عساكر 1/ 443.
[4] الغوطي: نسبة إلى غوطة دمشق، ومنها قرية عين ثرما المنسوب إليها أيضا.
[5] ما بين الحاصرتين إضافة من (تهذيب ابن عساكر 2/ 120- 122) .

(26/686)


حدّث عن: الفضل بن صالح، وعَبْدان الجواليقي، وجماعة.
وعنه: أبو عمرو الفُراتي، وأبو سعد الماليني، وأبو حازم العَبْدَوِي، وأبو بكر أحمد بن علي [بن] عبد الرحمن الشيرازي، وآخرون.
قال البَيْهَقي: له أحاديث موضوعة لا أستحلّ رواية شيء منها.
قلت: له رحلة إلى الشام ومصر والعراق، دخل بغداد سنة ثلاث وثلاثمائة، وجدّه هو: عبد الجبّار بن يعاطر بن مُصْعَب بن سعيد بن الأمير مَسْلَمَة بن عبد الملك بن مروان.
وقد حكى عنه محمد بن القاسم الفارسي، قال: دخلت بغداد، وبها شيخ يقال له أبو العَبَرْطَن يحدّث بالأعاجيب فإذا الدّار مملوءة بأولاد الملوك والأغنياء يكتبون عنه، وعلى رأسه خُفٌّ مقلوب، وعليه فَرْوَةٌ مقلوبة، فقال: نا الأوّل عن الثاني عن الثالث أنّ الزّنْج سُود سُود، ونا حرياق [1] عن تباق [2] قال:
مطرُ الربيع ماءٌ كلّه. ونا دُرَيْد عن رُشَيْد قال: الأعمى يمشي رُوَيْ. فتعجّبت وقصدْتُه خلْوةً، فرحّب بي، فرأيت منه جميل الأدب، فقلت: تحيّرت في أمر الشيخ، فقال: إنّ السلطان أرادني على عملٍ لم أكن أُطِيقه، فأبيتُ، فحبسني، ولم أجد وجهًا لخَلاصي، فَتَحَامَقْتُ فها أنا في أرغد عَيْش.
الحسن بن أحمد [3] ، أبو الغادي البغدادي الزّاهد.
من مشايخ الصُّوفيّة. كثير الأسفار. نزل مَرْو.
يحكي عن إبراهيم [بن] شَيْبان، وغيره.
روى: عنه الحاكم، وأبو سعد الماليني، وأبو علي بن حمكان الفقيه.
الحسن بن أحمد البغدادي [4] السَّقْطي. عن البَغَوِي وغيره.
وعنه: عبد العزيز الأزجي، ووثّقه.
__________
[1] في الأصل «حريان» والتصحيح من ابن عساكر.
[2] في الأصل «نباق» والتصحيح من ابن عساكر.
[3] تاريخ بغداد 7/ 274 رقم 3761.
[4] تاريخ بغداد 7/ 274، 275 رقم 3762.

(26/687)


الحسن بن أحمد بن جعفر [1] ، أبو القاسم البغدادي الصُّوفي.
روى عن: أبي بكر بن زياد النَّيْسَابُوري، وإسماعيل الورّاق، وجماعة.
وعنه: عُبَيْد الله بن أحمد الأزهري الصَّيْرَفي، ومحمد بن عمر بن بُكَيْر.
تُوُفّي في حدود الثمانين وثلاثمائة، والله أعلم.
آخر الطبقة. والحمد للَّه وحده.
(بعونه تعالى، تمّ تحقيق هذا الجزء، وضبط نصّه، وتخريج أحاديثه، والتعليق عليه، والإشارة إلى مصادره، ووضع فهارسه على يد طالب العلم عمر عبد السلام التدمري الطرابلسي بلدا وموطنا، في بيته بساحة النجمة من طرابلس الشام المحروسة، وذلك في غرّة رمضان المبارك 1408 هـ.
الموافق 17 نيسان 1988 من صباح يوم الأحد، والحمد للَّه وحده) .
- يليه الجزء المتضمّن لحوادث ووفيات- (381- 400 هـ.)
__________
[1] تاريخ بغداد 7/ 276 رقم 3764.

(26/688)